Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫المبحث الثاني‪ :‬أنوع جزاءات التعسف في استعمال الحق في التصويت‪.

‬‬
‫إن المتصحف لألحكام الصادرة عن القضاء الفرنسي بشأن التعسف في استعمال‬
‫الحق في التصويت‪ .‬ذاخل الجموع العامة للشركات يالحظ بحق تنوع الجزاءات التى‬
‫اعتمدتها المحاكم دون تحديد ‪ ،‬على أن هذه الجزاءات يمكن تصنيفها إلى جزاءات تستهدف‬
‫إصالح ما ينشأ عن تعسف من ضرر ( المطلب األول) ‪ ،‬و جزاءات تستهدف حل ما ينشأ‬
‫عنه من خالفات بين المساهمين تهدد السير العادي لشركة ( المطلب الثاني ) ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬جزاءات تستهدف إصالح الضرر الناتج عن التعسف ‪.‬‬
‫استقر الفقه ‪1‬و معه القضاء ‪2‬على اعتبار التعسف في استعمال حق التصويت شكال‬
‫للتعسف في استعمال الحق و يثير بهذه الصفة نظام المسؤولية المدنية التقصيرية ‪،‬‬
‫وعليه فإن األغلبية أو األقلية حيثما تمارس حقها في التصويت‪ .‬بشكل تعسفي تكون قد‬
‫ارتكبت خطأ يتعين إصالح ما ترتب عنه من ضرر‪ ،‬هذا اإلصالح الذي يكون عينيا ( الفقرة‬
‫األولى) ‪ ،‬كما قد يكون بالمقابل ( الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلصالح العيني ‪.‬‬
‫يعتبر اإلصالح العيني الجزاء الطبيعي و األكثر مالءمة ألنه يؤدي إلى إزالة مصدر‬
‫الضرر و يسمح بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل صدور التصرف المشوب بالتعسف‪،‬‬
‫و حكم اإلصالح العيني في حالة التعسف اإليجابي يقضى بإبطال القرارات المشوبة‬
‫بالتعسف و في حالة التعسف السلبى باعتبار حكم المحكمة بمثابة إقرار ‪.‬‬
‫بالنسبة اإلبطال فإن هذا الجزاء ال يمكن أن يطبق إال في حالة التعسف اإليجابي‬
‫لألغلبية ألنه في هذه الحالة فقط يكون هناك قرار يمكن إبطاله خالفا لحالة التعسف السلبى‬
‫أو تعسف األقلية أو التعسف الناتج عن المساواة حيث ال مجال لتطبيق هذا الجزاء ألنه ال‬
‫وجود لقرار يمكن إبطاله‪.‬‬
‫أما فيما يخص أسباب إبطال قرارات الجموع العامة في شركات المساهمة في القانون‬
‫المغربي‪ ،‬فقد تولى القانون ‪ 17-95‬تحديد أسباب إبطال قرارات الجموع العامة‪ ،‬فإن‬
‫بطالن تلك القرارات ال يمكن إال في الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 337‬المتعلقة‬
‫بالقرارات المعدلة لنظام األساسي للشركة و المادة ‪ 338‬المتعلق بغيرها من القرارات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أسباب بطالن القرارات غير معدلة لنظام األساسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Daniel Tricot : abus de droit dans les sociétés, abus de majorité et abus de minorité. Rev trim dr com‬‬
‫‪octobre/ décembre 1994 P642‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Arrête de la chambre des requetes du 16 nov 1934 et chambre commercial du 18 avril 1961 cité par schmidt‬‬
‫‪opcit : p 182‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 3 338‬فإن بطالن قرارات الجموع العامة غير المعدلة للنظام‬
‫األساسي للشركة ال يمكن أن بترتب إال عن خرق إلحدى القواعد األمرة لهذا القانون أو عن‬
‫أسباب بطالن العقود بشكل عام ‪ .‬بالنسبة للبطالن الناتج عن خرق القواعد األمرة ‪ ،‬يجب‬
‫أوال تحديد المقصود بالقواعد األمرة و التي يقصد بها مقتضيات لم يسمح المشرع بمخالفتها‬
‫و ذلك هو الشأن في الحاالت التى يعتبر فيها قاعدة معينة من النظام العام ‪ .‬ومثال ذلك‬
‫المادة ‪ 43‬التى تنص على أنه ‪ " :‬ال يمكن تعيين أجير الشركة في منصب متصرف‬
‫إال إذا كان عقد عمله يتعلق بمنصب فعلي و يظل مستفيدا من عقد عمله و يعتبر باطال كل‬
‫تعيين تم خرقا ألحكام هذه المادة "‪.‬‬
‫ولقد أثير الخالف فقها و قضاء حول إمكانية اعتبار القواعد المترتب عن مخالفتها‬
‫جزاءات جنائية قواعد أمرة يترتب عن خرقها الحكم بإبطال قرارات الجموع العامة العادية‬
‫مثال ذلك القواعد المضمنة بالمادة ‪ 387‬من القانون ‪ 17-95‬التى تعاقب جنائيا على منع‬
‫المساهم من المشاركة في إحدى الجمعيات العامة للشركة أو انتحال شخصية مالك أسهم و‬
‫المشاركة في التصويت‪ .‬و كذلك الحصول علي منافع أو على ضمان أو وعد بها مقابل‬
‫التصويت‪ .‬في اتجاه معين أو بعدم المشاركة في التصويت ‪ ،‬و كذلك القواعد المنضمة بالمادة‬
‫‪ 393‬التى تعاقب جنائيا على عدم مسك ورقة الحضور بشكل قانوني أو عدم إلحاق‬
‫التوكيالت الممنوحة لكل وكيل بها و كذلك على عدم إثبات قرارات كل جمعية المساهمين‬
‫في محضر موقع من طرف أعضاء المكتب ‪.‬‬
‫و في ذات السياق ‪ ،‬ذهبت محكمة باريس ‪ ،‬في أحدى قرارتها خالف ذلك حيث‬
‫رفضت إبطال مداوالت جمعية عامة استدعيت للمصادقة على ميزانية عدة سنوات متتالية‬
‫باعتبار أن عدم استدعاء الجمعية في الستة أشهر الموالية لقفل كل سنة مالية ال يترتب‬
‫عنه إال جزاءات جنائية ( أي ال يشوبه البطالن يترتب عنه جزاءات جنائية فقط)‪.‬‬
‫ويظهر لنا أن االتجاه ‪ ،‬الذي يعتبر القواعد المترتب عن مخالفتها جزاءات جنائية‬
‫فواعد آمرة هو أقرب إلى الصواب‪ .‬و سندنا في ذلك أن المشرع ال يفرض الجزاء الجنائي‬
‫على القواعد القانونية إال إذا كانت قاعدة أمرة أي قاعدة ال يمكن مخالفتها خالفا للقواعد‬
‫المكملة حيث يترك لألفراد حرية األخذ بها دون أن يترتب عن ذلك أي جزاء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسباب بطالن القرارات المعدلة لنظام األساسي‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 337‬من القانون ‪ 17-95‬فإن بطالن القرارات المعدلة لنظام‬
‫األساسي ال يمكن أن ينتج إال بنص صريح من هذا القانون أو لكون الغرض غير مشروع‬
‫أو مخالف لنظام العام ‪.‬‬
‫بالنسبة لالبطالن الناتج عن نص صريح من القانون ‪ ، 17-95‬إن بطالن قرارات‬
‫الجموع العامة المعدلة للنظام األساسي لشركة المساهمة ال يمكن أن ينتج إال عن خرق‬
‫‪3‬‬
‫تنص المادة ‪ 338‬من القانون ‪ 17-95‬على ما يلى " ال يمكن أن يترتب‪ .‬بطالن عقود أو مداوالت غير تلك المنصوص عليها في المادة ‪337‬‬
‫‪".‬السابقة إال عن خرق إلحدى القواعد األمرة لهذا القانون او عن أحد أسباب بطالن العقود بشكل عام‬
‫مقتضيات رتب المشرع صراحة على عدم االلتزام بها البطالن ففي هذه الحالة يسرى مبدأ‬
‫" ال بطالن بدون نص" ‪ .‬ومن حاالت البطالن التى ورد بشأنها نص صريح ‪ ،‬تلك‬
‫المتضمنة بالمادة ‪ 139‬التى تنص على أنه تعد باطلة مداوالت الجمعية العامة المتخذة‬
‫خرقا ألحكام المادتين ‪ 110‬و ‪ 111‬و الفقرة التالة من المادة ‪ 117‬و الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪118‬و ‪ ، 114‬و بذلك تعتبر باطلة قرارات الجموع العامة المتخذة دون احترام‬
‫القواعد المتعلقة باالختصاص و النصاب و األغلبية و تللك المتعلقة بجدول األعمال و‬
‫بمسك ورقة الحضور‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬فإن الذي يهمنا في هذا اإلطار هو أنه بتفحصنا النصوص الواردة في‬
‫القانون ‪ 17-95‬و التى تعرضت صراحة لبطالن قرارات الجموع العامة غير العادية‬
‫نجدها ال تتضمن أية إشارة إلى التعسف في استعمال حق التصويت ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤولية المدنية ( اإلصالح بالمقابل)‪.‬‬
‫إذا كان االصالح العيني يعتبر عالجا فعاال باعتباره أنه يستأصل سبب الضرر و‬
‫يحد من أثار التصرف التعسفي فإن احترام حقوق الغير يجعله أحيانا يكون غير ممكنا و‬
‫في مثل هذه الحالة ال يمكن إال اعتماد التعويص ‪.‬كما أن اإلصالح العيني يكون أحيانا غير‬
‫كافيا ‪ ،‬فباإلضافة إلى إزالة التصرف المشوب بالتعسف فإنه يتعين تعويض ما نشأ عنه من‬
‫أضرار لحقت الشركة أو بعض مساهميها‪ ،4‬و للوقوف عن المسؤولية المدنية للمساهم في‬
‫حالة تعسفه في استعمال الحق في التصويت يقتضى التعرض للشروط التى تتحقق بها‬
‫هذه المسؤولية و ألثارها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬شروط المسؤولية‪:‬‬
‫إن دعوى التعسف في استعمال حق التصويت تستند إلى األسس التى تنبني عليها‬
‫دعوى المسؤولية التقصيرية‪ .‬و ذلك فإنها تخضع لنفس شروط القانون العادي ‪.‬‬
‫بالخطأ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ال يمكن إثارة مسؤولية مساهم أو عدة مساهمين أتناء ممارستهم حقهم في‬
‫التصويت‪ .‬إال إذا اثبت الطرف المدعى و قوع خطأ من جانبهم أما إذا لم يتمكن مز‬
‫ذلك امتنعت مساءلتهم ‪،‬فالخطأ شرط لقيام المسؤولية‪ .‬و يعتبر المساهم مرتكبا لخطأ‬
‫متى استعمل حقه في التصويت‪ .‬بشكل مخل بالمصلحة االجتماعية أو بمصالح بعض‬
‫المساهم بتلك المصالح يعتبر تصرفا غير مشروعا يستلزم التعويض من قبله ‪.‬‬

‫الضرر‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن أهم ما يميز المسؤولية المدنية عن غيرها أنها مسؤولية تعويضية ‪ ،‬فال‬
‫يكفى وفقا للقواعد العامة في القانون المدني أن يقع خطأ بل يجب باإلضافة إلى ذلك أن‬
‫‪4‬‬
‫‪George Ripert et René Robot : traité élémentaire du droit commercial. P 928 n 1230.‬‬
‫يحدث ضررا‪ .‬و يترتب عن ذلك أن ممارسة المساهم حقه في التصويت بشكل تعسفي‬
‫ليس كافيا النعقاد مسؤولية المدنية طالما لم يتولد عن ذلك أي ضرر و المتمثل تطبيقا‬
‫للفصل ‪ 98‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ .‬فيما لحق المدعى من خسارة و المصروفات التى اضطر أو‬
‫سيضطر إلى انفاقها اإلصالح نتائج التصرف المشوب بالتعسف‪.‬‬

‫العالقة السببية ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫و اخيرا ‪ ،‬يتعين لمسألة المساهم عن األضرار التى لحقت الشركة أو غيره‬
‫من المساهمين أن تكون ناتجة عن ممارسته لحقه في التصويت و هو ما يعبر عنه‬
‫بضرورة توافر العالقة السببية بين خطئه و الضرر‪ .‬المطالب بتعويضه ‪ .‬و تكون‬
‫تللك العالقة متوافرة متى تبين أن تللك األضرار‪ .‬ما كانت لتحصل لوال تعسفه في‬
‫استعمال حقه في التصويت‪ .،‬و إذا لم يتأكد ذلك انتفت العالقة السببية بين تصرفه‬
‫المعتبر خطأ و الضرر الذي لحق المدعى و بالتالي ال مجال إلقامة مسؤوليته‬
‫المدنية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثار المسؤولية ‪:‬‬
‫يترتب عن تحقق شروط المسؤولية المدنية الحكم بالتعويض عن‬
‫األضرار التى لحقت الشركة أو بعض المساهمين يلتزم بأدائه الطرف مرتكب‬
‫التعسف سواء كانت أغلبية أم أقلية ‪ .‬و يترتب عن ذلك أن دعوى التعويض ال تكون‬
‫مقبولة إال إذا وجهت ضد مرتكبي التعسف ‪ ،5‬هذا و يجب أن يكون التعويض‬
‫المحكوم به كامال و مناسبا للضرر الذي لحق المدعى و يستوى في ذلك أن يكون‬
‫ضرر ماديا أو معنويا‪.‬‬
‫فمقدار التعويض هنا ال تحكمه قاعدة المسؤولية المحدودة للمساهم ‪ ،‬إذ يمكن مساءلة‬
‫الطرف المتعسف شخصيا دون التقييد بقيمة مساهمته في رأسمال الشركة و دون أن‬
‫يكون بإمكانه إثارة المسؤولية المحدودة ‪ ،‬فهذه القاعدة يقصد بها مسؤولية المساهمين‬
‫عن ديون الشركة في الحاالت التى ال تكفى فيها أصولها الستيفاء أموال الدائنين ‪،‬‬
‫فال تمتد لتشمل مسؤوليتهم عن األخطاء التى يرتكبونها ‪ .‬وتطبيقا لذلك قضت‬
‫استئنافية ‪ Dijon‬في قرار لها بتعويض يصل إلى مائة مرة القيمة اإلسمية لحص‬
‫‪6‬‬
‫الطرف المتعسف ذاخل الشركة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جزاءات تستهدف حل الخالفات بين المساهمين ‪:‬‬


‫‪5‬‬
‫‪Cass com 6 juni 1990 . Rev soc .1990 p 606 abs Yves chritier.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- voir : le CANNU : l'abus de – minorité . Bull joly 1986 p 434.‬‬
‫سنقوم بمناقشة هذا المبحث من خالل نقطتين أساسيتين‪( ،‬المطلب‬
‫األول) سنخصصه للحديث عن المتصرف المؤقت ‪ ،‬على أن نستأنف الحديث في‬
‫ا(لمطلب الثاني) عن حل الشركة لخالفات خطيرة بين المساهمين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المتصرف المؤقت‪.‬‬
‫المتصرف المؤقت أو المسير القضائي هو و كيل معين من طرف القضاء‬
‫يكلف بتدبير شؤون الشركة مؤقتا ‪ ،7‬في الحاالت التى توجد فيها صعوبات خطيرة‬
‫تعرقل سيرها العادي‪ .‬لذلك سنقوم بتطرق إلى طرق تعين المتصرف‪ .‬المؤقت (أوال) ‪،‬‬
‫على أن نتطرق فيما بعد إلى المهام المخول له (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعيين المتصرف المؤقت‪:‬‬
‫إن تعيين المتصرف‪ .‬المؤقت بالرغم من أنه يتحقق في الغالب في الشركات‬
‫المساهمة و الشركات ذات المسؤولية المحدودة فإنه ممكن في جميع أنواع‬
‫‪8‬‬
‫الشركات ‪،‬بل أنه ال يوجد ما يمنع من تعيينه في الشركة الفعلية ‪.‬‬
‫بالنسبة للجهة المختصة لتعيين المصرف المؤقت في شركات المساهمة‪،‬‬
‫رئيس المحكمة التجارية باعتباره قاضيا لألمور المستعجلة و الذي يتعين عليه تأكيد‬
‫من توافر عنصر االستعجالي الذي ال يتحقق إال إذا كانت المصلحة االجتماعية‬
‫مهددة بخطر محدق يخشى معه تحقق ضرر يصعب تداركه‪.‬‬
‫هذا و تجدر اإلشارة أنه ال يوجد في المغرب أي تحديد لألشخاص الذين‬
‫يمكن تعيينهم كمسيرين قضائيين ذ خالفا لما هو عليه األمر في فرنسا حيث يجب أن‬
‫يتم اختيار هؤالء ضمن الئحة المتصرفين القضائيين ‪ ،‬األمر الذي يستلزم تدخل‬
‫المشرع المغربي في هذا اإلطار بحيث ال يعيين كمتصرفين قضائيين في شركات‬
‫المساهمة التى يتميز تسييرها بالتعقيد إال األشخاص المتخصصين‪ .‬المتوفرين على‬
‫الخبرة الضرورية‪ .‬و االزمة لتسير شركة تعيش أزمة حادة و تقدير حلول‬
‫لوضعيتها ‪.‬‬
‫أما فيما يخص األشخاص الذي يمكنهم طلب تعيين المتصرف‪ .‬المؤقت ‪،‬‬
‫مبدئيا ال يمكن طلب تعيين المتصرف المؤقت إال من قبل من لهم مصلحة في ذلك و‬
‫يتعلق األمر بهيئات تسير الشركة و كذلك بالمساهمين الذي يمكنهم اللجوء إلي‬
‫قاضى األمور المستعجلة لطلب تعيين متصرف مؤقت ‪ ،‬فاألمر هنا يتعلق بأحد‬
‫الحقوق األساسية للمساهم التى ال يمكن للنظام األساسي تقييدها أو إلغائها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مهام المتصرف المؤقت‪.‬‬
‫بصفة عامة فإن مهام المتصرف المؤقت تكون محددة في قرار تعيينه ‪ ،‬و‬
‫المالحظ أن األوامر القضائية الصادرة بهذا الشأن يظهر أنها تتميز بخاصيتين‬
‫متنوعة و تتميز بطابع المؤقت ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ administrateur provisoire‬و ذلك المصطلح على تسميته بالتصريف المؤقت‬
‫‪8‬‬
‫‪Comm Marseille ( référé ) 6 décembre 1957 j.c.p 1958 II 10408 , note segnale.‬‬
‫بالنسبة لتنوع مهام المتصرف‪ .‬المؤقت‪ ،‬فإن قيام المحاكم بتحديد المهام‬
‫المسندة إلى المتصرف المؤقت الذي تتولى تعيينه ترتب عنه تنوع تلك المهام التى‬
‫تختلف باختالف وضعية الشركات التى دعي للتدخل فيها ‪ ،‬كما يرى بعض الفقه‬
‫فإنه بالرغم من تنوع مهام المتصرف المؤقت إال أنها تتمحور حول نقطتين‬
‫أساسيتين‪ :‬من جهة حل األزمة التى تعيشها الشركة و من جهة أخرى ضمان بقاء‬
‫الشركة إلى حين تحقيق ذلك‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإنه باإلضافة إلى تنوع مهام المتصرف المؤقت فإنه‬
‫يتميز بخاصية أخرى وهي الطابع المؤقت لمهامه‪ ،‬بحيث ال يمكنه تولى تسيير‬
‫الشركة إال مؤقتا و من هنا جاءت تسميت المتصرف‪ .‬المؤقت‪ ،‬فالمبدأ أن مهام هذا‬
‫األخير تنتهى بانقضاء المدة التى حددتها الجهة التى قامت بتعيينه على أن تنتهي في‬
‫جميع الحاالت بزوال الظروف االستثنائية التى كانت سببا في تعيينه أي بزوال‬
‫الخالفات بين المساهمين أو على األقل كونها لم تعد تهدد المصلحة االجتماعية ‪،‬‬
‫فإحالل و كيل قضائي محل هيئات الشركة هو إجراء استثنائي يجب أن ينتهى‬
‫‪9‬‬
‫بانتهاء الظروف االستثنائية التى كانت وراءه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حل الشركة للخالفات الخطيرة بين المساهمين‪.‬‬


‫في الحالة التى تترتب عن التعسف في استعمال حق التصويت داخل الجموع‬
‫العامة خالفات بين المساهمين فإن بعضهم قد يعمد إلى طلب أنهاء الرابطة القانونية‬
‫التى تجمع بينهم و ذلك باللجوء إلى القضاء لطلب حل الشركة بناء على المادة‬
‫‪ 1056‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ .‬و بناء عليه سوف نتعرض فيما يلى للمقصود بالخالفات‬
‫الخطيرة بين المساهمين ( أوال) ‪ ،‬تم بعد ذلك لطابع الطابع االحتياطي لدعوى الحل‬
‫(تانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الخالفات الخطيرة المبررة لحل الشركة ‪.‬‬
‫ليس كل خالف بين مساهمين األغلبية أو األقلية يعتبر سببا مبررا لحل‬
‫الشركة ‪ ،‬فالمادة ‪ 1056‬من قانون االلتزامات و العقود اشترطت لكي يكون الخالف‬
‫سببا مشروعا للحل أن يكون خالفا خطيرا ‪ ،‬و يكون كذلك متى ترتب عنه عرقلة‬
‫السير العادي لشركة و الدفع بها إلى الخراب‪.‬‬
‫و والواقع أن اشتراط كون خالف بين المساهمين خطيرا ‪ ،‬أي معرقال للسير‬
‫العادي للشركة‪ ،‬لتبرير الحل أمرا طبيعيا إذ من غير المنطقي أن تلجأ المحاكم إلى‬
‫إعدام شركة ناجحة تتوافر لها إدارة تستطيع المحافظة على استمراريتها فذلك‬
‫يتعارض مع مصلحة الشركة و يتناقض مع رغبة المشرع التى تكمن في تشجيع‬
‫على إنشاء المقاوالت الجديدة‪.‬‬
‫وعليه فإن حل الشركة ال يمكن أن يكون جزاءا للخالفات بين المساهمين‬
‫إال إذا ترتب عنها عجز هيئات الشركة عن مزاولة نشاطها بشكل طبيعي ‪ .‬وذلك ما‬
‫‪9‬‬
‫‪Trib Comm Versailles reef 19 mars 1941 gaz pol 1941 p 405‬‬
‫يتحقق في حالة انقسام المساهمين داخل الجمعية العامة إلى مجموعتين متقابلتين‬
‫يملك كل منها عددا من األصوات يوازى تلك التى تملكها المجموعة األخرى ‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة يكون سير الشركة معرقال و نفس الشئ في حالة وجود أقلية موقفة تحول‬
‫دون اتخاد القرارات الضرورية و االزمة لضمان السير العادي للشركة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطابع االحتياطي لدعوى الحل ‪.‬‬
‫اعتبار دعوى الحل للخالفات بين المساهمين أو الشركاء دعوى احتياطية‬
‫يعنى عدم االستجابة لها إال إذا لم يكن من الممكن للمساهم الطالب الحفاظ على‬
‫حقوقه بواسطة وسائل أخرى ‪ .‬و طابع االحتياطي لدعوى الحل لم يتم اإلشارة إليه‬
‫بوضوح من قبل كل من المشرع و كذلك المشرع الفرنسي و مع ذلك فإن بعض‬
‫المحاكم أكدت في قرارتها اعتماد الحل كجزاء ممكن فقط في حالة التى تكون فيها‬
‫‪10‬‬
‫وضعية الشركة غير قابلة لإلصالح باعتماد وسائل أخرى ‪.‬‬
‫ويظهر أن موقف المحاكم هذا يبرره ما يترتب عن حل شركة المساهمة من‬
‫أثار ال تنحصر فقط على المساهمين بل تمتد لتشمل كل االقتصاد الوطني ‪ ،‬كما‬
‫يكون لذلك آثار اجتماعية تتمثل في تسريح العمال الذين قد يعدون أحيانا باأللف كما‬
‫يبرره كون القاضى بالرغم من تبوث السبب المشروع للحل ليس ملزم بحل الشركة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪V- : Besançon 3 novembre 1954 j.c.p 1955 II 8750/ colmar 7 mai 1959 jurisp 71 RTDC 1959 p 439‬‬

You might also like