Professional Documents
Culture Documents
Document (2) العسف في استعمال حق التصويت
Document (2) العسف في استعمال حق التصويت
إن المتصحف لألحكام الصادرة عن القضاء الفرنسي بشأن التعسف في استعمال
الحق في التصويت .ذاخل الجموع العامة للشركات يالحظ بحق تنوع الجزاءات التى
اعتمدتها المحاكم دون تحديد ،على أن هذه الجزاءات يمكن تصنيفها إلى جزاءات تستهدف
إصالح ما ينشأ عن تعسف من ضرر ( المطلب األول) ،و جزاءات تستهدف حل ما ينشأ
عنه من خالفات بين المساهمين تهدد السير العادي لشركة ( المطلب الثاني ) .
المطلب األول :جزاءات تستهدف إصالح الضرر الناتج عن التعسف .
استقر الفقه 1و معه القضاء 2على اعتبار التعسف في استعمال حق التصويت شكال
للتعسف في استعمال الحق و يثير بهذه الصفة نظام المسؤولية المدنية التقصيرية ،
وعليه فإن األغلبية أو األقلية حيثما تمارس حقها في التصويت .بشكل تعسفي تكون قد
ارتكبت خطأ يتعين إصالح ما ترتب عنه من ضرر ،هذا اإلصالح الذي يكون عينيا ( الفقرة
األولى) ،كما قد يكون بالمقابل ( الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :اإلصالح العيني .
يعتبر اإلصالح العيني الجزاء الطبيعي و األكثر مالءمة ألنه يؤدي إلى إزالة مصدر
الضرر و يسمح بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل صدور التصرف المشوب بالتعسف،
و حكم اإلصالح العيني في حالة التعسف اإليجابي يقضى بإبطال القرارات المشوبة
بالتعسف و في حالة التعسف السلبى باعتبار حكم المحكمة بمثابة إقرار .
بالنسبة اإلبطال فإن هذا الجزاء ال يمكن أن يطبق إال في حالة التعسف اإليجابي
لألغلبية ألنه في هذه الحالة فقط يكون هناك قرار يمكن إبطاله خالفا لحالة التعسف السلبى
أو تعسف األقلية أو التعسف الناتج عن المساواة حيث ال مجال لتطبيق هذا الجزاء ألنه ال
وجود لقرار يمكن إبطاله.
أما فيما يخص أسباب إبطال قرارات الجموع العامة في شركات المساهمة في القانون
المغربي ،فقد تولى القانون 17-95تحديد أسباب إبطال قرارات الجموع العامة ،فإن
بطالن تلك القرارات ال يمكن إال في الحاالت المنصوص عليها في المادة 337المتعلقة
بالقرارات المعدلة لنظام األساسي للشركة و المادة 338المتعلق بغيرها من القرارات .
أوال :أسباب بطالن القرارات غير معدلة لنظام األساسي.
1
Daniel Tricot : abus de droit dans les sociétés, abus de majorité et abus de minorité. Rev trim dr com
octobre/ décembre 1994 P642
2
Arrête de la chambre des requetes du 16 nov 1934 et chambre commercial du 18 avril 1961 cité par schmidt
opcit : p 182
طبقا للمادة 3 338فإن بطالن قرارات الجموع العامة غير المعدلة للنظام
األساسي للشركة ال يمكن أن بترتب إال عن خرق إلحدى القواعد األمرة لهذا القانون أو عن
أسباب بطالن العقود بشكل عام .بالنسبة للبطالن الناتج عن خرق القواعد األمرة ،يجب
أوال تحديد المقصود بالقواعد األمرة و التي يقصد بها مقتضيات لم يسمح المشرع بمخالفتها
و ذلك هو الشأن في الحاالت التى يعتبر فيها قاعدة معينة من النظام العام .ومثال ذلك
المادة 43التى تنص على أنه " :ال يمكن تعيين أجير الشركة في منصب متصرف
إال إذا كان عقد عمله يتعلق بمنصب فعلي و يظل مستفيدا من عقد عمله و يعتبر باطال كل
تعيين تم خرقا ألحكام هذه المادة ".
ولقد أثير الخالف فقها و قضاء حول إمكانية اعتبار القواعد المترتب عن مخالفتها
جزاءات جنائية قواعد أمرة يترتب عن خرقها الحكم بإبطال قرارات الجموع العامة العادية
مثال ذلك القواعد المضمنة بالمادة 387من القانون 17-95التى تعاقب جنائيا على منع
المساهم من المشاركة في إحدى الجمعيات العامة للشركة أو انتحال شخصية مالك أسهم و
المشاركة في التصويت .و كذلك الحصول علي منافع أو على ضمان أو وعد بها مقابل
التصويت .في اتجاه معين أو بعدم المشاركة في التصويت ،و كذلك القواعد المنضمة بالمادة
393التى تعاقب جنائيا على عدم مسك ورقة الحضور بشكل قانوني أو عدم إلحاق
التوكيالت الممنوحة لكل وكيل بها و كذلك على عدم إثبات قرارات كل جمعية المساهمين
في محضر موقع من طرف أعضاء المكتب .
و في ذات السياق ،ذهبت محكمة باريس ،في أحدى قرارتها خالف ذلك حيث
رفضت إبطال مداوالت جمعية عامة استدعيت للمصادقة على ميزانية عدة سنوات متتالية
باعتبار أن عدم استدعاء الجمعية في الستة أشهر الموالية لقفل كل سنة مالية ال يترتب
عنه إال جزاءات جنائية ( أي ال يشوبه البطالن يترتب عنه جزاءات جنائية فقط).
ويظهر لنا أن االتجاه ،الذي يعتبر القواعد المترتب عن مخالفتها جزاءات جنائية
فواعد آمرة هو أقرب إلى الصواب .و سندنا في ذلك أن المشرع ال يفرض الجزاء الجنائي
على القواعد القانونية إال إذا كانت قاعدة أمرة أي قاعدة ال يمكن مخالفتها خالفا للقواعد
المكملة حيث يترك لألفراد حرية األخذ بها دون أن يترتب عن ذلك أي جزاء .
ثانيا :أسباب بطالن القرارات المعدلة لنظام األساسي.
طبقا للمادة 337من القانون 17-95فإن بطالن القرارات المعدلة لنظام
األساسي ال يمكن أن ينتج إال بنص صريح من هذا القانون أو لكون الغرض غير مشروع
أو مخالف لنظام العام .
بالنسبة لالبطالن الناتج عن نص صريح من القانون ، 17-95إن بطالن قرارات
الجموع العامة المعدلة للنظام األساسي لشركة المساهمة ال يمكن أن ينتج إال عن خرق
3
تنص المادة 338من القانون 17-95على ما يلى " ال يمكن أن يترتب .بطالن عقود أو مداوالت غير تلك المنصوص عليها في المادة 337
".السابقة إال عن خرق إلحدى القواعد األمرة لهذا القانون او عن أحد أسباب بطالن العقود بشكل عام
مقتضيات رتب المشرع صراحة على عدم االلتزام بها البطالن ففي هذه الحالة يسرى مبدأ
" ال بطالن بدون نص" .ومن حاالت البطالن التى ورد بشأنها نص صريح ،تلك
المتضمنة بالمادة 139التى تنص على أنه تعد باطلة مداوالت الجمعية العامة المتخذة
خرقا ألحكام المادتين 110و 111و الفقرة التالة من المادة 117و الفقرة الثانية من
المادة 118و ، 114و بذلك تعتبر باطلة قرارات الجموع العامة المتخذة دون احترام
القواعد المتعلقة باالختصاص و النصاب و األغلبية و تللك المتعلقة بجدول األعمال و
بمسك ورقة الحضور.
وبصفة عامة ،فإن الذي يهمنا في هذا اإلطار هو أنه بتفحصنا النصوص الواردة في
القانون 17-95و التى تعرضت صراحة لبطالن قرارات الجموع العامة غير العادية
نجدها ال تتضمن أية إشارة إلى التعسف في استعمال حق التصويت .
الفقرة الثانية :المسؤولية المدنية ( اإلصالح بالمقابل).
إذا كان االصالح العيني يعتبر عالجا فعاال باعتباره أنه يستأصل سبب الضرر و
يحد من أثار التصرف التعسفي فإن احترام حقوق الغير يجعله أحيانا يكون غير ممكنا و
في مثل هذه الحالة ال يمكن إال اعتماد التعويص .كما أن اإلصالح العيني يكون أحيانا غير
كافيا ،فباإلضافة إلى إزالة التصرف المشوب بالتعسف فإنه يتعين تعويض ما نشأ عنه من
أضرار لحقت الشركة أو بعض مساهميها ،4و للوقوف عن المسؤولية المدنية للمساهم في
حالة تعسفه في استعمال الحق في التصويت يقتضى التعرض للشروط التى تتحقق بها
هذه المسؤولية و ألثارها.
أوال :شروط المسؤولية:
إن دعوى التعسف في استعمال حق التصويت تستند إلى األسس التى تنبني عليها
دعوى المسؤولية التقصيرية .و ذلك فإنها تخضع لنفس شروط القانون العادي .
بالخطأ: -1
ال يمكن إثارة مسؤولية مساهم أو عدة مساهمين أتناء ممارستهم حقهم في
التصويت .إال إذا اثبت الطرف المدعى و قوع خطأ من جانبهم أما إذا لم يتمكن مز
ذلك امتنعت مساءلتهم ،فالخطأ شرط لقيام المسؤولية .و يعتبر المساهم مرتكبا لخطأ
متى استعمل حقه في التصويت .بشكل مخل بالمصلحة االجتماعية أو بمصالح بعض
المساهم بتلك المصالح يعتبر تصرفا غير مشروعا يستلزم التعويض من قبله .
الضرر: -2
إن أهم ما يميز المسؤولية المدنية عن غيرها أنها مسؤولية تعويضية ،فال
يكفى وفقا للقواعد العامة في القانون المدني أن يقع خطأ بل يجب باإلضافة إلى ذلك أن
4
George Ripert et René Robot : traité élémentaire du droit commercial. P 928 n 1230.
يحدث ضررا .و يترتب عن ذلك أن ممارسة المساهم حقه في التصويت بشكل تعسفي
ليس كافيا النعقاد مسؤولية المدنية طالما لم يتولد عن ذلك أي ضرر و المتمثل تطبيقا
للفصل 98من ق.ل.ع .فيما لحق المدعى من خسارة و المصروفات التى اضطر أو
سيضطر إلى انفاقها اإلصالح نتائج التصرف المشوب بالتعسف.
7
administrateur provisoireو ذلك المصطلح على تسميته بالتصريف المؤقت
8
Comm Marseille ( référé ) 6 décembre 1957 j.c.p 1958 II 10408 , note segnale.
بالنسبة لتنوع مهام المتصرف .المؤقت ،فإن قيام المحاكم بتحديد المهام
المسندة إلى المتصرف المؤقت الذي تتولى تعيينه ترتب عنه تنوع تلك المهام التى
تختلف باختالف وضعية الشركات التى دعي للتدخل فيها ،كما يرى بعض الفقه
فإنه بالرغم من تنوع مهام المتصرف المؤقت إال أنها تتمحور حول نقطتين
أساسيتين :من جهة حل األزمة التى تعيشها الشركة و من جهة أخرى ضمان بقاء
الشركة إلى حين تحقيق ذلك.
وعالوة على ذلك ،فإنه باإلضافة إلى تنوع مهام المتصرف المؤقت فإنه
يتميز بخاصية أخرى وهي الطابع المؤقت لمهامه ،بحيث ال يمكنه تولى تسيير
الشركة إال مؤقتا و من هنا جاءت تسميت المتصرف .المؤقت ،فالمبدأ أن مهام هذا
األخير تنتهى بانقضاء المدة التى حددتها الجهة التى قامت بتعيينه على أن تنتهي في
جميع الحاالت بزوال الظروف االستثنائية التى كانت سببا في تعيينه أي بزوال
الخالفات بين المساهمين أو على األقل كونها لم تعد تهدد المصلحة االجتماعية ،
فإحالل و كيل قضائي محل هيئات الشركة هو إجراء استثنائي يجب أن ينتهى
9
بانتهاء الظروف االستثنائية التى كانت وراءه.
10
V- : Besançon 3 novembre 1954 j.c.p 1955 II 8750/ colmar 7 mai 1959 jurisp 71 RTDC 1959 p 439