قالب بحث تربية عسكرية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫قيادات قوات الدفاع الشعبي والعسكري إدارة التربية العسكرية للجامعات والمعاهد الخاصة‬

‫وزاره التعليم العالي‬

‫المعهد العالي ‪.‬اللغات‬


‫العام الجامعي ‪2020/2021 :‬‬
‫عنوان البحث‬
‫( المخدرات)‬
‫بيانات تستوفي بواسطة القيادة العسكرية‬
‫توقيع لجنة التقييم ‪:‬‬
‫الرقم السري‬
‫‪..‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪....‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تقييم البحث ‪:‬‬
‫‪................‬‬ ‫درجة البحث‬
‫______________________________________‬
‫الرقم السري‬ ‫اسم المادة ‪ :‬تربية عسكرية‬
‫‪....‬‬
‫القسم ‪ :‬لغة إنجليزية‬ ‫الفرقة ‪ :‬الثالثة‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كود الطالب ‪:‬‬

‫القومي ‪:‬‬ ‫‪5 1 7 2 0 1 2 8 0 1 0 1 0 3‬‬ ‫الرقم‬

‫اسم الطالب‬ ‫رباعي ‪:‬‬


‫محمد اشرف عمرو احمد‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬
‫رقم‬ ‫محتويات البحث‪8‬‬ ‫م‬
‫الصفحة‬
‫مقدمة البحث‬

‫مضمون البحث‬
‫الفصل االول‬

‫المبحث االول‬

‫المبحث الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‬

‫المبحث الرابع‬
‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الخامس‬

‫المبحث السادس‬
‫االستنتاجات والتوصيات‬
‫خاتمة البحث‬
‫المراجع ومصادر‪ 8‬البيانات‬

‫‪2‬‬
‫اوال ‪ :‬المقدمة‬

‫المخ درات هي اآلف ة الخط يرة القاتل ة ال تي ب دأت تنتش ر في اآلون ة األخ يرة في كاف ة‬
‫المجتمع ات بش كل لم يس بق ل ه مثي ل‪ ،‬ح تى أص بحت خط راً يه دد ه ذه المجتمع ات وتن ذر‬
‫باالنهيار‪ .‬والمخدرات هذه السموم القاتلة‪ ،‬ثبت من األبحاث والدراسات العلمية أنها تشل‬
‫إرادة اإلنسان‪ ،‬وتذهب بعقله‪ ،‬وتحيله بها ألفتك األمراض‪ ،‬وتدفعه في أخف الحاالت إلى‬
‫ارتكاب الموبقات‪ .‬وتبعاً النتشار هذه المخدرات ازداد حجم التعاطي‪ ،‬حتى أصبح تعاطي‬
‫المخ درات وإ دمانه ا وترويجه ا مص يبة ك برى ابتليت به ا مجتمعاتن ا اإلس المية في اآلون ة‬
‫األخ يرة‪ ،‬وإ ن لم نت داركها ونقض عليه ا س تكون بالتأكي د العام ل المباش ر والس ريع لت دمير‬
‫كيانن ا وتق ويض بنيان ه‪ ،‬ألن ه ال أم ل وال رج اء وال مس تقبل لش باب ي دمن ه ذه المخ درات‪،‬‬
‫والخ وف ك ل الخ وف من مجتم ع ت روج في ه المخ درات‪ ،‬ذل ك ألن األف راد ال ذين يتع اطون‬
‫المخ درات يتط ور بهم الح ال إلى اإلدم ان والم رض والجن ون‪ ،‬ليعيش وا بقي ة عم رهم ـ إذا‬
‫امتد بهم العمر ـ في معزل عن الناس وعلى هامش الحياة ال دور لهم وال أمل‪.‬‬

‫وبزي ادة إقب ال الش باب على تع اطي الم واد المخ درة‪ ،‬لم يع د األم ر مقتص راً على مج رد‬
‫ح االت فردي ة يمكن التعام ل معه ا‪ ،‬من خالل المنظ ور الف ردي‪ ،‬س واء ب العالج الط بي أو‬
‫الجنائي‪ ،‬بل تحول األمر إلى ظاهرة اجتماعية‪ ،‬بل مأساة اجتماعية خطيرة‪ ،‬وهنا البد أن‬
‫ننظر إليها من مستوى اجتماعي وقومي‪.‬‬

‫ومن خالل ه ذه الدراس ة نس اهم في جالء ه ذا األم ر ووض عه في مكان ه الص حيح‪ ،‬ألن‬
‫وض ع قض ية اإلدم ان في حجمه ا الحقيقي‪ ،‬باألرق ام واإلحص اءات وتق دير حجم المخ اطر‬
‫والصعاب‪ ،‬يحدد ماهية األدوار المطلوبة لمواجهتها‪ ،‬وكذلك الكيفية بالطرق المناسبة مع‬
‫البيئة التي نعيش فيها بظروفها الدينية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مضمون البحث‬

‫الفصل االول‬

‫‪ -1‬المبحث االول ‪ :‬لمحة تاريخية‬

‫إن اس تخدام المخ درات ق ديم ق دم البش رية وعرفته ا أق دم الحض ارات في الع الم فق د‬
‫وج دت لوح ة س ومرية يع ود تاريخه ا إلى األل ف الرابع ة قب ل الميالد ت دل على‬
‫اس تعمال الس ومريين لألفي ون وك انوا يطلق ون علي ه نب ات الس عادة وع رف الهن ود‬
‫والص ينيون " الحش يش " من ذ األل ف الث الث قب ل الميالد كم ا ورد في كت اب ص يدلة‬
‫ألفه اإلمبراطور شينغ نانج‪ ،‬كما وصفه هوميروس في األوديسا‪.‬‬

‫وع رف الكوك ائين في أمريك ا الالتيني ة من ذ ‪ 500‬ع ام ق‪.‬م وك ان الهن ود الحم ر‬


‫يمض غون أوراق ه في طقوس هم الديني ة‪ .‬أم ا الق ات فق د عرف ه األحب اش ق ديماً ونقل وه‬
‫إلى اليمن عام ‪ 525‬ميالدي‪.‬‬

‫وفي أوائ ل الق رن التاس ع عش ر تمكن األلم اني س يدترونر من فص ل م ادة الم ورفين‬
‫عن األفيون وأطلق عليها هذا االسم نسبة إلى مورفيوس إله األحالم عند اإلغريق‪.‬‬

‫وفي المش رق اإلس المي ي رجح ابن كث يرأن الحس ن بن الص باح في أواخ ر الق رن‬
‫الخ امس الهج ري‪ ،‬ال ذي ك ان زعيم طائف ة الحشاش ين‪ ،‬وك ان يق دم طعام اً ألتباع ه‬
‫يحرف به مزاجهم ويفسد أدمغتهم‪ .‬وهذا يعني أن نوع اً من المخدرات عرفه العالم‬
‫اإلسالمي في تلك الحقبة‪.‬‬

‫وي رى المقري زي أن ظه ور الحشيش ة ك ان في أول الق رن الس ابع الهج ري على ي د‬


‫"الش يخ حي در" من جهالء المتص وفة وك ان ي دعوهم بحشيش ة الفق راء‪.‬‬

‫تشير دراسات عديدة إلى أن ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات قد عرفت في‬

‫‪4‬‬
‫المجتمع ات والحض ارات القديم ة‪ ،‬كالحض ارة الفرعوني ة والروماني ة واليوناني ة‬
‫والصينية والعربية وغيرها‪.‬‬

‫ويقال بأن الفراعنة هم أول من عرف المخدرات في منطقتنا العربية‪ .‬وكان أهمها‬
‫المخ درات المش تقة من نب ات الخش خاش والقنب‪ ،‬لكن اس تعمال ه ذه النبات ات وم ا‬
‫يش تق منه ا من المخ درات ك ان مقص وراً على مج االت بعي دة عن اإلدم ان‪ ،‬حيث‬
‫كانت تستعمل في مجال الطب‪ ،‬فاألفيون كان يستخدم لعالج أمراض العيون وعم ل‬
‫م راهم آلالم الجس م‪ ،‬وك ذلك ك ان يص نع من ه مس احيق لنفس األغ راض‪ ،‬كم ا ك ان‬
‫الخش خاش المع روف باس م نب ات "ش بن" في ذل ك ال وقت يس تعمل ك دواء لتهدئ ة‬
‫األطفال من الصراخ‪.‬‬

‫وق د ع رف الع رب في الجاهلي ة قب ل اإلس الم الخم ر‪ ،‬وك ذلك في بداي ة العه د‬
‫اإلس المي ح تى ن زل تحريمه ا‪ ،‬وق د ع رف الع رب فيم ا بع د األفي ون والحش يش‪،‬‬
‫ويذكر الباحثون أنه دخل إلى الجزيرة العربية وبعض الدول العربية األخرى عن‬
‫طريق الغزوات التي تعرضت لها الجزيرة العربية‪ ،‬وكذلك بعض الدول العربية‪،‬‬
‫حيث دخله ا المغ ول واختلطت حض ارة الع رب بالحض ارات األخ رى‪ ،‬مم ا ك ان ل ه‬
‫أبع د األث ر في ت رويج انتش ار ه ذه المخ درات في عالمن ا الع ربي واإلس المي‪ ،‬وإ ن‬
‫ك انت في البداي ة تس تعمل لبعض األغ راض الطبي ة‪ ،‬ثم أس يء اس تعمالها‪.‬‬
‫وم ع بداي ة الق رن الح الي أخ ذت إس اءة اس تعمال المخ درات تش غل ب الوالة ‪ ،‬حيث‬
‫ب دأت تت دفق على البالد كمي ات ض خمة من الحش يش واألفي ون من بالد اليون ان‪،‬‬
‫وأقبل على تعاطيها كثير من فئات الشعب في الريف والمدن‪ ،‬بعد أن كان التعاطي‬
‫محص وراً في نط اق ض يق على بعض األحي اء الوض يعة في الم دن‪ ،‬وذل ك ح تى‬
‫نهاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬عندما تمكن كيميائي يوناني من إدخال الكوكايين إلى‬
‫مص ر وتقديم ه إلى الطبق ة العلي ا‪ .‬ثم انتش رت بع د ذل ك ع ادة تع اطي الكوك ايين‬
‫بسرعة امتدت إلى الطبقات األخرى‪ ،‬نظراً لكونه أسهل تناوالً وأنفذ أثراً‪ ،‬ثم أخذ‬
‫الهيروين يظهر مع العمال الذين كانوا قد رحلوا إلى فلسطين أثناء الحرب للعمل‬
‫مع القوات المتحاربة‪ ،‬وهناك شاهدوا ما يفعله الهيروين في تسكين اآلالم للخيول‬

‫‪5‬‬
‫وكبح جماحها‪َّ ،‬‬
‫فلذ لهم أن يجربوه لينسيهم همومهم‪ .‬وعاد الهيروين معهم يوم أن‬
‫ع ادوا إلى بالدهم‪ ،‬م ع م رور ال وقت أخ ذ اله يروين يحت ل المكان ة األولى في‬
‫التع اطي واالتج ار غ ير المش روع‪ ،‬ح تى ق امت الح رب العالمي ة الثاني ة وتقلص ت‬
‫حركة تهريب المخدرات البيضاء إلى البالد العربية‪ ،‬وهنا ارتفع ثمنها‪ ،‬فق ام التج ار‬
‫الجش عون ب ترويج كمي ات كب يرة من المخ درات الس وداء "الحش يش واألفي ون" ال تي‬
‫غم رت الس وق‪ ،‬وبأثره ا انتش ر التع اطي واتس ع م داه ل رخص ثمن ه‪.‬‬

‫وفي السنوات التي أعقبت حرب ‪1968‬م قل المعروض من الحشيش واألفيون في‬
‫البالد العربي ة‪ ،‬كنتيج ة إلغالق الطري ق ال بري ع بر س يناء في وج ه المه ربين‪،،‬‬
‫وكان من جراء ذلك أن ظهرت مشكلة إساءة استعمال المواد المؤثرة على الحالة‬
‫النفس ية "الب اربتيورات واألمفيتامين ات"‪ ،‬وهي م واد تح دث آث اراً مش ابهة لتل ك ال تي‬
‫تحدثها المخدرات الطبيعية‪ ،‬وإ ن كانت تتسم بوفرتها ورخص ثمنها‪ ،‬وأن أغلبها لم‬
‫يكن يشمله التجريم‪.‬‬

‫ونتيجة لحركة التغيير االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسية التي تعرض لها‬
‫الع الم الع ربي واإلس المي من ذ س تينيات ه ذا الق رن‪ ،‬وعلى أثره ا ب دأ يلعب دوره‬
‫بشكل بارز وواضح في معظم القضايا المحلية والعالمية‪ ،‬وأصبح لدية طاقة شبابية‬
‫وفكرية واعدة‪ ،‬ظهر تأثيرها وتفاعلها الخارجي عما كان عليه في السابق‪ ،‬أضحى‬
‫ه ذا الت أثير والتفاع ل مص در إزع اج وخط ر لبعض ال دول ال تي ح ز في نفس ها ه ذا‬
‫التأثير والتفاعل‪ ،‬ورغم تحرر معظم الدول العربية واإلسالمية في ذلك الحين من‬
‫ربق ة االس تعمار والتبعي ة‪ ،‬إال أن ال دول المس تعمرة أبت أال ت ترك مس تعمراتها دون‬
‫إحداث تخلخل في البيئة الداخلية لهذه الدول‪ ،‬فلجأت إلى غزو جديد من نوع جديد‬
‫بس الح جدي د ُس َّمي غ زو المخ درات‪ ،‬عملت عن طريق ه على إض عاف التركيب ة‬
‫الداخلي ة لتل ك المجتمع ات‪ ،‬وتق ويض مقوماته ا األساس ية وإ تالف ش رايين حركت ه‬
‫المتمثلة في شبابه‪ ،‬الذي إن تم السيطرة عليه ضعف تأثيره‪ ،‬وضعف تبع اً له تأثير‬
‫هذه الدول في اإلطار العالمي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وطبقاً لهذه الخطة المحكمة التي خطط لها ذئاب االستعمار والصهاينة‪ ،‬انتشرت‬
‫المخدرات بأنواعها المختلفة وبكميات كبيرة‪ ،‬وغزت أغلب المجتمعات العربية‬

‫حتى أشد المحافظين منها‪ ،‬وتبعاً لذلك ازدادت ظاهرة اإلدمان توهجاً واشتعاالً‬
‫واتسع مداهوتزايدت أعداد أعداد ضحاياها يوماً بعد يوم‪ ،‬وصارت تستنزف جزءاً‬
‫غالياً من ثروات البالد المالية والمعنوية‪ ،‬يزيد األمر ضرواة أن حجم آفة اإلدمان‬
‫في بالدنا غير معروفة تماماً‪ ،‬وأن ما ينشر من أرقام وإ حصائيات ال يعبر بصدق‬
‫تام عن حجم المشكلة وشدتها‪ ،‬ففي الوقت الذي تضبط فيه حالة أو حالتين تفلت‬
‫حاالت كثيرة‪ ،‬ألن المشتركين في هذه المشكلة أطراف عديدة‪ ،‬تبدأ من الممول‬
‫والمهرب‪ ،‬مروراً بالتاجر والموزع وأخيراً المتعاطي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬المبحث الثاني ‪ :‬تعريف المخدرات‪:‬‬

‫تعريف المخدرات‪:‬‬

‫إن تعريف المواد المخدرة أمر هام‪ ،‬في سبيل فهم طبيعة هذه المواد‪ ،‬وخصائصها‬
‫والنتائج واآلثار المختلفة على تعاطيها وإ دمانها … ولذلك سنبدأ به‪.‬‬
‫المخدرات لغة‪:‬‬
‫والخ َدر‪:‬‬
‫والمخ در َ‬
‫َ‬ ‫مش تقة من ِ‬
‫الخ ْدر ‪ ..‬وه و س تر ُيم د للجاري ة في ناحي ة ال بيت‪،‬‬
‫در من الش راب‬‫والخ ُ‬
‫الظلم ة‪ ،‬والخ درة‪ :‬الظلم ة الش ديدة‪ ،‬والخ ادر‪ :‬الكس الن‪َ ،‬‬
‫والدواء‪ :‬فتور يعتري الشارب وضعف‪.‬‬
‫أما المخدرات اصطالحاً‪:‬‬
‫فلم نجد تعريف اً عام اً جامع اً يتفق عليه العلماء المتخصصون‪ ،‬بحيث يوضح مفهوم‬
‫الم واد المخ درة بوض وح وجالء‪ ،‬وإ ن ك ان هن اك مجموع ة من التعريف ات‬
‫االصطالحية للمخدرات‪ ،‬حيث عرفت المخدرات بأنها‪:‬‬

‫‪ -‬الم ادة ال تي ي ؤدي تعاطيه ا إلى حال ة تخ دير كلي أو ج زئي م ع فق د ال وعي أو‬
‫دون ه‪ ،‬وتعطي ه ذه الم ادة ش عوراً كاذب اً بالنش وة والس عادة‪ ،‬م ع اله روب من ع الم‬
‫الواقع إلى عالم الخيال‪.‬‬

‫هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على جواهر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا‬
‫اس تخدمت في غ ير األغ راض الطبي ة والص ناعية الموجه ة أن ت ؤدي إلى حال ة من‬
‫التع ود واإلدم ان عليه ا مم ا يض ر ب الفرد والمجتم ع جس مياً ونفس ياً واجتماعي اً‪.‬‬
‫هي كل مادة تؤدي إلى افتقاد قدره اإلحساس لما يدور حول الشخص المتناول لهذه‬
‫المادة أو إلى النعاس‪ ،‬وأحياناً إلى النوم الحتواء هذه المادة على جواهر مضعفةأو‬

‫‪8‬‬
‫مس كنة أو منبه ة‪ ،‬وإ ذا تعاطاه ا الش خص بغ ير استش ارة الط بيب المختص أض رته‬
‫جسمياً ونفسياً واجتماعيا‪.‬‬

‫ويعرفها البعض من خالل زاويتين كالتالي‪:‬‬

‫هي ك ل م ادة تعم ل على تعطي ل أو تغي ير اإلحس اس في الجه از العص بي ل دى‬
‫اإلنسان أو الحيوان‪ ،‬وذلك من الناحية الطبية‪ ،‬أما الناحية الشرعية‪ :‬فهي كل مادة‬
‫تق ود اإلنس ان إلى اإلدم ان وت ؤثر بص ورة أو ب أخرى على الجه از العص بي‪.‬‬

‫ويعرفه ا بعض الب احثين من خالل زاوي تين مختلف تين‪ :‬إح داهما علمي ة‪ ،‬واألخ رى‬
‫قانونية‪ ،‬فيعرفها‪:‬‬

‫*علمي اً‪ :‬ب أن المخ در ه و م ادة كيميائي ة تس بب النع اس والن وم ‪،‬أو غي اب ال وعي‬
‫المصحوب بتسكين األلم‪.‬‬

‫*وقانوني اً‪ :‬ب أن المخ درات هي مجموع ة من الم واد ال تي تس بب اإلدم ان‪ ،‬وتس مم‬
‫الجه از العص بي‪ ،‬ويحظ ر ت داولها أو زراعته ا أو ص نعها إال ألغ راض يح ددها‬
‫القانون‪ ،‬وال تستعمل إال بواسطة من يرخص لهم ذلك‬

‫(‪ )1‬أما الُمفتّر لغة‪ :‬من الفتور‪ :‬وهو ما يكون منه حرارة في الجسد واللسان وفي‬
‫األط راف‪ ،‬م ع الض عف واالس ترخاء في األط راف ق وة وض عفاً حس ب حال ة وق درة‬
‫الشخص الصحية‪.‬‬

‫مما سبق يمكن تعريف المخدرات على أنها‪:‬‬

‫"كل مادة مسكرة أو مفترة طبيعية أو مستحضرة كيميائياً من شأنها أن تزي ل‬


‫العق ل جزئي اً أو كلي اً‪ ،‬وتناوله ا ي ؤدي إلى اإلدم ان‪ ،‬بم ا ينتج عن ه تس مم في الجه از‬
‫العص بي‪ ،‬فتض ر الف رد والمجتم ع‪ ،‬ويحظ ر ت داولها أو زراعته ا‪ ،‬أو ص نعها إال‬
‫ألغراض يحددها القانون‪ ،‬وبما ال يتعارض مع الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أسباب انتشار المخدرات‬

‫النتش ار المخ درات أس باب مختلف ة منه ا م ا يتعل ق بطبيع ة ه ذه الم واد‪ ،‬أو شخص ية‬
‫متعاطيها والظروف البيئة والحضارة والسياسية االستعمارية في العالم المعاصر‪.‬‬

‫نعم ‪ ..‬لق د ك ان لالس تعمار ومخططات ه الس تعباد الع الم اإلس المي وال دول النامي ة‬
‫عموم اً أث ر كب ير في انتش ار المخ درات على نط اق واس ع من أج ل الس يطرة علي ه‬
‫بش ل طاق ات األم ة وقت ل نف وس أفراده ا كم ا فعلت بريطاني ا عن دما ش جعت على‬
‫زراعة األفيون في الهند ومصر وكما فعلت من أجل السيطرة على الصين عندما‬
‫أوحت إلى عمالته ا بزراع ة الحش يش في أرض يها وال ذي مكنه ا من اس تعمارها‬
‫الصين أكثر من ثالثة قرون‪.‬‬

‫ولعل أهم األسباب االجتماعية الظروف الصعبة في العمل وانتشار البطالة وكثرة‬
‫انتشار األفالم الهابطة التي تروج لها‪ .‬والتقليد األعمى الذي يسيطر على مراهقينا‬
‫م ع الفق ر ال ذي يلجئهم للبحث عمن يعطي ه أو يغني ه فيتلقف ه أرب اب الفس اد وتج ار‬
‫ة‪.‬‬ ‫الرذيل‬
‫وفي بحث أج راه ال دكتور الطي ار على مجموع ة من المس اجين من متع اطي‬
‫المخدرات بين فيه أن المشاكل األسرية والخالف بين الزوجين كثيراً ما يدفع أفراد‬
‫األس رة للج وء إلى المخ درات هرب اً من الواق ع الم ؤلم ال ذي يعيش ونه وك ذا س وء‬
‫معامل ة األوالد‪ ،‬أو اإلف راط في ت دليلهم وتلبي ة رغب اتهم‪ .‬كم ا يعت بر س فر أبنائن ا إلى‬
‫الخارج وسرعة التنقل من األسباب التي سهلت لهم امكانية الحصول على الجنس‬
‫والمخ در بعي داً عن رقاب ة األه ل‪ .‬كم ا بين أن العمال ة األجنبي ة هي من أخط ر‬
‫المصائب التي ابتليت بها مجتمعاتنا المحافظة حيث ينقل العمال األجانب إلى األسر‬
‫ال تي يعيش فيه ا تقالي دهم وع اداتهم فك ان للعمال ة األجنبي ة ب اع طوي ل في ته ريب‬
‫المخدرات والترويج تروج لها ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وهن اك ارتب اط وثي ف ب ني انتش ار المخ درات وانتش ار األم راض المنتقل ة الجنس‬
‫وخاصة اإليدز فهناك حلقة مفرغة بنيهما فتعاطي المخدرات يؤدي إلى انتشار هذه‬
‫األمراض‪ ،‬كما أن اإلصابة بتلك األمراض الجنسية يغلب معها إدمان المخدرات‪.‬‬
‫واألهم من ذل ك كل ه الخ واص الدوائي ة للعق ار المخ در وال تي تس بب االعتم اد‬
‫فاإلدم ان‪ .‬فاس تعمال المنوم ات يومي ة ي ؤدي بع د ش هر إلى اإلدم ان عليه ا‪ ،‬والحقن‬
‫الوري دي للعق ار أس رع في أح داث االعتي اد من تناول ه الفم وي‪ .‬كم ا أن س رعة‬
‫الحصول على العقار ترفع نسبة التعاطي واإلدمان‪ ،‬كما أن هناك بعض األمراض‬
‫النفس ية كاالكتئ اب والفص ام تعت بر من العوام ل الهام ة المؤهب ة لإلدم ان‪.‬‬
‫ونحب أن نشير إلى أن ضعف الوازع الديني وعدم اللجوء إلى اهلل في الشدائد من‬
‫العوام ل الهام ة في إح داث اإلدم ان‪ ،‬ذل ك أن اإلنس ان المت دين بعي د ج داً عن جحيم‬
‫االعتي اد إذ ال يمكن أن تمت د ي ده إلى المخ در ال بيع اً وال ت داوالً وال تهريب اً ألن‬
‫طريق المخدرات هو طريق الشيطان وال يمكن لطريق الرحمن أن يلتقي بطريق‬
‫يطان ‪.‬‬ ‫الش‬
‫والفراغ عند المراهق الذي ال يقدر قيمة للوقت‪ ،‬وقرناء السوء من العوامل الهامة‬
‫في اإلدمان‪.‬‬

‫ونحن نرى أن غفلة الم ّشرع في بعض الدول بتخفيف العقوبات الجنائية عن‬
‫المدمن حالة ارتكابه لجريمة ما‪ ،‬ساعد على انتشار المخدرات والمسكرات بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬آثـــار المخدرات‪8:‬‬

‫إن المدمن على المخدرات هو قتيل بين األحياء‪ ،‬لكن روحه ال تزال متعلقة بجسده‬
‫تتنازع ه البق اء‪ .‬وه و هزي ل نحي ل ش به مش لول فق د ص حته وانح درت نفس ه‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلثار الدينية‪:‬‬
‫المخ درات مض يعة لل وقت مذهب ة للعق ل ت دخل ص احبها في غيبوب ة تمنع ه أداء‬
‫ص لواته وتحقي ق عبادت ه وتن افي اليقظ ة الدائم ة ال تي يفرض ها اإلس الم على قلب‬
‫المسلم‪ ،‬كما أن سيطرتها على عقله تجره الرتكاب كل محرم من قتل وسرقة وب ذل‬
‫عرض وسواها‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلثار االجتماعية‬
‫يتنامى تدهور صحة المدمن حتى يصبح عاطالً عن العمل وهو عضو غير منتج‬
‫في المجتمع‪ ،‬يميل إلى ارتكاب الجرائم‪ ،‬غير متحمل لمسئوليته كراع في أسرته‪،‬‬
‫وينفق موارده لتحصيل ما يتوهم فيه اللذة من مخدر تارك اً أفراد أسرته دون طعام‬
‫وال كس اء مم ا ي ؤدي إلى ك ثرة ح دوث الطالق في تل ك الع ائالت‪ ،‬كم ا تك ثر والدة‬
‫أطفال مشوهين الخلقة‪ ،‬ضعيفي البنية في أوساط المدمنين‪ .‬وعندما يعجز المدمن‬
‫عن ت أمين المخ در ب الطرق المتاح ة كث يراً م ا يلج أ إلجب ار زوجت ه أو ابنت ه على‬
‫البغاء‪ .‬فانتشار المخدرات عالمة على الرذيلة بكل صورها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬اآلثار االقتصادية‬
‫عالوة إلى أن الم دمن إنس ان غ ير منتج‪ ،‬فإن ه يلح ق بمجتمع ه خس ارة ك برى في‬
‫االنف اق على عالج ه من األم راض ال تي ينتجه ا اإلدم ان‪ ،‬وعلى إنش اء مص حات‬
‫لعالج آف ة اإلدم ان بال ذات‪ ،‬وعلى األجه زة األمني ة المكلف ة بمكافح ة المخ درات‬

‫‪12‬‬
‫ومالحق ة االتج ار به ا والمه ربين له ا‪ .‬ثم إن أس عار المخ درات الباهظ ة تس تنزف‬
‫ال دخل الق ومي لتجتم ع في أي دي قل ة من الن اس تعم ل لحس اب جه ات إجرامي ة من‬
‫المافيا وسواها‪.‬‬
‫د‪ -‬اآلثار الصحية والنفسية‪:‬‬
‫لك ل مخ در أث ره الخ اص على العض وية‪ ،‬ذكرن اه في أول البحث وس نلخص هن ا‬
‫اآلثار المدمرة التي تشترك بها كافة المخدرات " المكيفة"‬

‫فاإلدم ان ي ؤدي إلى ض مور قش رة ال دماغ ال تي تتحكم في التفك ير واإلدارة‪ .‬وتؤك د‬


‫األبح اث الطبي ة ‪ .‬أن تع اطي المخ درات‪ ،‬ول و ب دون إدم ان‪ ،‬ي ؤدي إلى نقص في‬
‫القدرات العقلية وإ لى إصابة خاليا المخيخ بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على‬
‫الوقوف من غير ترنح‪.‬‬

‫أما انحالل نخاع القنطرة الوسطى عند المدمن فيؤدي إلى شلل النصف السفلي من‬
‫الجسم‪ .‬كما يصاب المدمن بنوبات من الهذيان واالرتعاش وفقدان الوعي وتتليف‬
‫كب ده وتض خم طحال ه كث يراً‪ ،‬ويص اب الته اب األعص اب المتع ددة‪ ،‬ومنه ا العص ب‬
‫البصري‪ ،‬المفضي إلى العمي وإ لى التهاب مزمن في البلعوم والمرئ قد يفضيان‬
‫إلى سرطان المرئ‪.‬‬

‫والقيء المتك رر‪ ،‬وفق دان الش هية يؤدي ان بالم دمن إلى اله زال الش ديد‪ ،‬كم ا أن‬
‫المخ درات تهيج األغش ية المخاطي ة لألمع اء والمع دة وإ لى احتقانهم ا وتقرحاتهم ا‪.‬‬
‫وم ا ينجم عن ذل ك من نوب ات إس هال وإ مس اك وس وء هض م م ع س وء امتص اص‬
‫للغذاء يزيد الطين بلة‪:‬‬

‫وكل المخدرات‪ ،‬يدعي متعاطوها أنها مثيرة جنسياً وأنها تزيد في متعتهم غير أن‬
‫الباحثين يؤكدون أن اإلدمان في خاتمة المطاف يؤدي إلى العجز الجنسي والعنانة‬
‫الكاملة عن الرجل وإ لى البرود الجنسي عند المرأة‪.‬‬

‫من أبرز أضرار المخدرات النفسية الشعور باالضطهاد والكآبة والتوتر العصبي‬
‫النفسي وحدوث أهالس سمعية وبصرية مثل سماع أصوات ورؤية أشياء ال وجود‬
‫لها‪ ،‬وتخيالت قد تؤدي إلى الخوف فالجنون أو االنتحاء‪ ،‬كما يحدث اضطراب في‬

‫‪13‬‬
‫تقدير الزمان والمكان مما ينتج عنه أحكام خاطئة‪ ،‬وضعف في التركيز‪ .‬مما يقلل‬
‫من تفاع ل الم دمن م ع محيط ه بحيث ال يس عده ش يء س عادته بالحص ول على‬
‫درات‪.‬‬ ‫المخ‬
‫دور األسرة في عالج ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منه‪:‬‬

‫لق د ع ني اإلس الم ببن اء المجتم ع ال ذي أساس ه بن اء أس رة المس لمة‪ ،‬حيث إن األس رة‬
‫هي‪ :‬المحضن األساسي الذي يتلقي فيها النشء الفضائل والقيم واآلداب في ج و من‬
‫التربية اإلسالمية من أب وأم وأوالد‪.‬‬

‫واألسرة لغة‪:‬‬

‫"ال درع الحص ين"‪ ،‬وأس رة الرج ل‪ :‬عش يرته ورهط ه األدن ون‪ ،‬ألن ه يت وقى بهم‪.‬‬

‫أما األسرة اصطالحاً‪:‬‬

‫فتتعدد تعريفاتها تبعاً الختالف المدخل الذي يتم من خالله الدراسة‪ ..‬فعلى اعتبار‬
‫أن األسرة جماعة اجتماعية‪ ،‬تعرف بأنها "جماعة اجتماعية مكونة من أفراد‬
‫ارتبطوا مع بعضهم برباط الزواج أو الدم أو التبني‪ ،‬وهم غالباً يشتركون مع‬
‫بعضهم في عادات عامة‪ ،‬ويتفاعلون مع بعضهم تبعاً لألدوار االجتماعية المحددة‬
‫من قبل المجتمع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬أما األسرة كنظام اجتماعي‪:‬‬

‫حيث تعرف النظم االجتماعية‪ :‬بأنها الطرق التي ينشئها المجتمع وينظمها‬
‫لتحقي ق حاج ات إنس انية ض رورية‪ .‬واألس رة من الظ واهر االجتماعي ة ال تي ينطب ق‬
‫عليها تعريف النظام االجتماعي‪ ،‬فهي عبارة عن وظائف حيوية متشابكة ومتداخلة‬
‫محاط ة بمجموع ة من المع ايير االجتماعي ة‪ ،‬تنس ق عمله ا وتس هل مهمته ا وتربطه ا‬
‫بنظم أخرى‪ ،‬كالنظم التربوية والدينية واالقتصادية‪ ،‬ولذلك فاألسرة كنظام اجتم اعي‬
‫يتصل بمعظم أوجه النشاط في المجتمع‪.‬‬

‫ولذلك يعرفها "قاموس فيرتشيلد" بأنها‪ :‬منظمة اجتماعية رئيسية‪ ،‬فيها يعيش رجل‬
‫مع امرأة في عالقة جنسية دائمة أو مؤقتة يقرها المجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى الواجبات‬
‫والحق وق االجتماعي ة المع ترف به ا م ع إقام ة األوالد معهم في معيش ة واح دة‪.‬‬
‫ويوضح مص طفى الخش اب‪ :‬أن األس رة في طبيعته ا هي مؤسس ة اجتماعي ة تخضع‬
‫في تكوينه ا لل دوافع الطبيعي ة واالس تعدادات والق درات الكامن ة في الطبيع ة البش رية‬
‫النازع ة إلى االجتم اع‪ ،‬وهي بأوض اعها ومراس يمها عب ارة عن‪ :‬مؤسس ة اجتماعية‬
‫تنبعث عن ظ روف الحي اة الطبيعي ة التلقائي ة للنظم واألوض اع االجتماعي ة‪ ،‬وهي‬
‫ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود االجتماعي‪.‬‬

‫والواق ع أن األس رة كنظ ام أو األس رة كجماع ة ال تختلف ان كث يراً‪ ،‬حيث إن الجماع ة‬


‫والنظام يتضمنان نوعاً من التنظيم االجتماعي‪ ،‬وإ ن كان هناك تفضيل لدى العلماء‬
‫على اعتب ار أن األسرة نظام اجتماعي‪ .‬من العرض السابق نجد أن األسرة تعتبر‬
‫جماع ة ذات تنظيم داخلي خاص‪ ،‬كما أنها في نفس الوقت تمثل وحدة أساسية في‬
‫التنظيم العام للمجتمع‪.‬‬

‫ويتم دور األس رة في عالج ظ اهرة تع اطي المخ درات من خالل بعض الوظ ائف‬
‫الس ابقة ال تي تض طلع األس رة بالقي ام به ا يمكن عالج ظ اهرة تع اطي المخ درات…‬
‫والوقاي ة منه ا؛ فعلى اآلب اء واألمه ات واجب ات نح و أبن ائهم‪ ،‬قب ل أن يك ون على‬

‫‪15‬‬
‫األبن اء واجب ات نح و آب ائهم‪ ،‬ومس ئولية األس رة ليس ت قاص رة على المص روف‬
‫والكس وة واألك ل وتوف ير أس باب الراح ة وغ ير ذل ك من األم ور المادي ة‪ ،‬ب ل إن‬
‫وسوي الطباع‪ ،‬متشرباً للقيم‬
‫َّ‬ ‫حسن الخلق‬
‫َ‬ ‫األسرة عليها معول كبير في تنشئة الطفل‬
‫والع ادات اإلس المية الص حيحة‪ ،‬وفي ذل ك وقاي ة للطف ل الناش ئ من االنح راف‬
‫وتعاطي المخدرات‪.‬‬

‫كم ا أن األس رة من خالل حماي ة أف راد األس رة ت دفع عنهم ك ل خط ر يه دد حي اتهم‪،‬‬


‫س واء من التص رفات غ ير االجتماعي ة أو غ ير ذل ك‪ ،‬وحماي ة األف راد من خط ر‬
‫تعاطي المخدرات إنما يتم لألسرة من خالل حديث األب مع أبنائه وتبصيرهم بهذا‬
‫الخطر الداهم‪ ،‬وجذب انتباههم لمواجهة هذه المشكلة المجتمعية الخطيرة بإمدادهم‬
‫ببعض الكتب والمنشورات التي تحثهم على تكوين اتجاهات سالبة نحو المخدرات‬
‫والعقاقير‪ ،‬وفي حالة خطأ أحد األبناء وانحرافه لتعاطي المخدرات‪ ،‬فعلى األب أن‬
‫يصطحب ابنه ألقرب مؤسسة عالجية حينما يشاهد عليه ًّأيا من السمات التي يمكن‬
‫من خاللها الحكم على هذا االبن أنه يتعاطى المخدرات‪.‬‬

‫ومن خالل التربي ة داخ ل األس رة عن طري ق التعليم غ ير المقص ود يمكن تربي ة‬
‫الطفل على األخالق اإلسالمية العليا‪ ،‬بأن يكون الوالدان قدوة حسنة ألطفالهم وبقية‬
‫أف راد األس رة‪ ،‬ألن الناش ئة في األس رة يتعلم ون عن طري ق التقلي د والمحاك اة لك ل‬
‫السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الكبار‪.‬‬

‫وحينما تكون األسرة قدوة صالحة ألبنائها ستصدق أعمالها وأقوالها‪ ،‬وينشأ الفتى‬
‫في بيئة نقية بإذن اهلل بعيدة عن االنحراف‪ ،‬وترسم لهم األسرة بذلك الطريق السليم‬
‫بعيداً عن تعاطي المخدرات والسلوكيات المنحرفة األخرى‪ .‬وكذلك على األسرة أن‬
‫تطه ر دائم اً البيئ ة االجتماعي ة ال تي يعيش فيه ا االبن من ك ل الس لوكيات الخاطئ ة‪،‬‬
‫وك ل م ا يس بب ذل ك‪ ،‬وق د لوح ظ في الف ترة األخ يرة انتش ار أجه زة الفي ديو داخ ل‬
‫المن ازل وغالب اً م ا يس تقدم اآلب اء أو األبن اء بعض األفالم ال تي ت دعو لالنح راف‬
‫بطريق غير مباشر‪ ،‬وعلى اآلباء هنا مراقبة األبناء وعدم استقدام أي أفالم تدعو‬
‫إلى س لوكيات ش اذة‪ ،‬خاص ة أن بعض األفالم ح تى ال تي تح ارب المخ درات‬

‫‪16‬‬
‫وانتش ارها يك ون فيهاـ بطريق ة غ ير مقص ودة ـ أم ور ت دفع الف رد القتح ام س ور‬
‫الممن وع‪ ،‬وه ذا س بب انتش ار المخ درات‪ ،‬ب ل تظه ر على البط ل في الفيلم عالم ات‬
‫النشوة واالبتهاج عند تعاطي المخدرات للمرات األولى أو غير ذلك‪.‬‬

‫وهناك مجموعة من األمور يجب على األسرة مراعاتها للوقاية من تعاطي األبناء‬
‫للمخدرات أهمها‪:‬‬

‫يجب أن تُ َع ِّود األس رة أبناءه ا على اس تثمار وقت الف راغ في عم ل مفي د‪.‬‬

‫يجب على األس رة أال تس تقدم الخ دم للعم ل في الم نزل قب ل التأك د من حس ن‬
‫أخالقهم‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن تنمي األس رة ج انب الص دق م ع األبن اء والتح ذير من الك ذب وعواقب ه‬
‫ة‪.‬‬ ‫الوخيم‬
‫يجب أن تش رف األس رة على اختي ار أبن ائهم ألص دقائهم‪ ،‬س واء في الم نزل أو‬
‫المدرسة أو النادي أو غيره‪.‬‬

‫يجب على األس رة أن تت ابع األبن اء دراس ياً‪ ،‬خاص ة عن د الرس وب أو التخل ف‬
‫ي؟‪.‬‬ ‫الدراس‬

‫‪ -‬يجب على األسرة أن تستقدم لألبناء وسائل ترويح مفيدة‪ ،‬وكذلك اقتيادهم لألندي ة‬
‫الرياضية واالجتماعية مع المراقبة عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أال تتم ادى األس رة في خ روج األم للعم ل خ ارج الم نزل إال في ح االت‬
‫الضرورة القصوى‪ ،‬كفقد العائل أو ضآلة راتبه مثالً‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على األسرة أن تعود أبناءها على حضور الصالة في جماعة في المسجد‬
‫دائم اً من خالل ت رغيب وت رهيب جي د‪ ،‬ح تى يمكن له ا أن تقيهم من االن زالق إلى‬
‫الرذيلة واالستجابة لدعاة الشر والفساد من رواد تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬كم ا يجب عليه ا أيض اً أن تق وي ص لة األبن اء باهلل والتق رب إلي ه لملء الف راغ‬
‫الروحي لديهم‪ ،‬وإ نم ا يكون ذلك بوج ود القدوة الص الحة وأس لوب التربي ة الرش يد‪.‬‬
‫دور وسائل اإلعالم في عالج ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منها‪:‬‬

‫إن وسائل اإلعالم المختلفة في عالمنا المعاصر سواء كانت مسموعة أم مرئية أم‬
‫مق روءة تعت بر من أهم المؤسس ات التربوي ة ذات الت أثير الق وي على ال رأي الع ام‬
‫وتوجيه األمة الوجهة الصحيحة المعدة لها‪.‬‬

‫ووس ائل اإلعالم كمؤسس ات تربوي ة تمت از ب أن ل ديها ق درة عالي ة على ج ذب الن اس‬
‫من مختل ف األعم ار ومن الجنس ين‪ ،‬وهي أداة هام ة من أدوات النه وض‬
‫بالمجتمعات ثقافياً‪ ،‬كما أنها تمتاز بمميزات ال تتوافر في غيرها من وسائط الثقافة‬
‫األخ رى‪ ،‬حيث إنه ا س ريعة االس تجابة لنش ر المس تحدثات في مج ال العلم والمعرفة‬
‫والتط بيق‪ ،‬س ريعة اإلذاع ة له ا وق د مكنه ا من ذل ك اعتماده ا أساس اً على أح دث‬
‫وسائل العلم الحديث والتكنولوجيا‪.‬‬

‫وإ ذا سلمنا بدور وسائل اإلعالم في صياغة شخصية الفرد وتوجيهه‪ ،‬وتأثيرها على‬
‫صياغة تفكيره بما تملك هذه المؤسسات اإلعالمية من وسائل مطبوعة مثل‪ :‬الكتب‬
‫والص حف والمجالت والنش رات والملص قات‪ ،‬أو بالوس ائل الس معية والمرئي ة‪:‬‬
‫كاإلذاع ة والتلفزي ون والس ينما والمس رح والمهرجان ات والمع ارض‪ ،‬فالب د أن نس لم‬
‫بدور هذه الوسائل والمؤسسات في عالج ظاهرة تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫إن مواجه ة ظ اهرة تع اطي المخ درات ع بر وس ائل اإلعالم تحت اج من ا إلى خط ة‬
‫مدروس ة تت وخى نش ر المعلوم ات والحق ائق المتعلق ة بظ اهرة تع اطي المخ درات‬
‫بموض وعية كامل ة‪ ،‬دون تهوي ل أو ته وين‪ ،‬مم ا يتطلب ذل ك توظي ف كاف ة الطاق ات‬
‫والكف اءات المتم يزة باإلب داع بالتص دي له ذه الظ اهرة من خالل ال برامج المختلف ة‬
‫ونشر الوعي العلمي بين فئات المجتمع المهنية والعمرية‬

‫ول ذلك فعلين ا أن نوج ه ه ذا المن بر ال تربوي اله ام الوجه ة ال تي تتف ق م ع دينن ا‬
‫اإلس المي الح نيف‪ ،‬واس تخدامه في مواجه ة ظ اهرة تع اطي المخ درات م ع مراع اة‬
‫األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫سالحا ذا حدين‪ ،‬فال تعرض‬‫ً‬ ‫توجيه هذه الوسائل الوجهة الصحيحة‪ ،‬حتى ال تكون‬
‫أعم ال تح ارب المخ درات وأعم ال أخ رى تس اعد على تعاطيه ا وانتش ارها‪ ،‬وه ذا‬
‫يتطلب مراجع ة ك ل م ا يق دم من خالل ه ذه الوس ائل مراجع ة دقيق ة ح تى تتف ق‬
‫والهدف المطلوب‪.‬‬

‫عقد دورات تدريبية بصفة دائمة للقائمين على أمر هذه الوسائل وتزويدهم بالطرق‬
‫واألس اليب والمعلوم ات الص حيحة ح ول ه ذه الظ اهرة وكيفي ة عالجه ا‪.‬‬
‫أن تكون البرامج والمشروعات المقدمة من خالل هذه الوسائل التي غايتها محاربة‬
‫ظ اهرة تع اطي المخ درات وعالجه ا متص فة بالس مات ال تي ت ِّ‬
‫رغب الش خص في‬
‫االس تماع إليه ا واالس تفادة به ا‪ ،‬م ع مراع اة اإلخ راج الجي د وبالش كل المناس ب‬
‫الج ذاب‪ ،‬وم ع مراع اة تجوي د المحت وى‪ ،‬وأن تك ون متفق ة م ع التع اليم اإلس المية‬
‫وثقافتنا السائدة‪.‬‬

‫يجب أن تخ اطب ه ذه ال برامج كاف ة األعم ار‪ ،‬وبلغ ة يفهمه ا معظم الن اس ح تى تعم‬
‫الفائدة من هذه البرامج‪.‬‬

‫ويجب أن ن درك جي داً ع دم االس تخدام األمث ل لوس ائل اإلعالم‪ ،‬وع دم االس تفادة من‬
‫جهوده ا المثم رة من العوام ل ال تي تُ َم ِّكن اإلدم ان من نش ر مخالب ه في المجتم ع‬
‫لدرجة يصعب معها العالج‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االستنتاجات والتوصيات‬

‫مم ا الش ك في ه أن ظ اهرة تع اطى المخ درات وادمانه ا تمث ل مش كلة لل دول‬
‫كافة‪ ،‬المتقدمة والنامية وغير النامية على حد سواء‪ ،‬وتبذل الدول جهودا مضنية‬
‫للسيطرة على مشكلة اإلدمان ومكافحتها بكل السبل‪ .‬وتتميز مصر بأنها من الدول‬
‫الرائ دة حق ا عن دما يك ون الح ديث عن مش كلة اإلدم ان‪ ،‬س واء على مس توى مكافح ة‬
‫الع رض أو مواجه ة الطلب‪ .‬ولم تبخ ل الدول ة بأجهزته ا المختلف ة بجه د او م ال من‬
‫أجل التعامل مع هذه المعضلة‪ .‬ولعل أحد جوانب الريادة لمصر في هذا الموضوع‬
‫ه و ذل ك النش اط البح ثى المكث ف والمتواص ل وال ذي افض ى إلى قاع دة من البيان ات‬
‫الض خمة ال تى تش كل االس اس الم تين لجه ود العالج والوقاي ة‪ .‬وفي ع ام ‪ 1991‬تم‬
‫إنش اء ص ندوق مكافح ة وعالج اإلدم ان والتع اطى بق رار جمه وري‪ ،‬وأس ندت‬
‫المسئولية عنه لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬ويقوم الصندوق منذ إنشائه بجهود متميزة‬
‫فى مج ال الوقاي ة من خالل عق د اللق اءات والن دوات الجماهيري ة وفى مراك ز‬
‫التجمع ات كالم دارس والجامع ات والن وادي ومراك ز الش باب وغيره ا‪ ،‬ومن خالل‬
‫البرامج التدريبية للكوادر المختلفة كاألطباء واالخصائيين النفسيين واالجتماعيين‪،‬‬
‫وال دعاة‪ ،‬ورج ال األمن وغ يرهم‪ .‬كم ا أض يف ألنش طة الص ندوق الخدم ة العالجي ة‬

‫‪20‬‬
‫المجانية والتى تتحمل الدولة منها النصيب األوفر لمن وقعوا فى براثن اإلدم ان من‬
‫خالل خدمات الخط الساخن‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬المراجع ومصادر البيانات!‬

‫مراجع البحث‬

‫‪1-‬د‪ .‬عب د اهلل الطي ار‪ " :‬المخ درات في الفق ه اإلس المي " مكتب ة التوب ة ـ الري اض‬
‫‪.1993‬‬
‫‪2-‬د‪ .‬عبد اللطيف ياسين ‪ " :‬الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين‬
‫" مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ ‪.1993‬‬

‫‪3-‬اإلم ام الحاف ظ ابن كث ير الدمش قي ‪ " :‬البداي ة والنهاي ة " مكتب ة المع ارف لبن ان‪.‬‬

‫يوسف العريني ‪ :‬حجم المخدرات‪ ،‬مطابع الفرزدق‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪4-‬د‪ .‬محم د إب راهيم الحس ن‪ :‬المخ درات والم واد المش ابهة المس ببة لإلدم ان ـ‬
‫اض‪.‬‬ ‫الري‬

‫‪5-‬محم د الخطيب‪ :‬حكم تن اول المخ درات والمف ترات‪ ،‬مجل ة الهداي ة‪ ،‬وزارة الع دل‬
‫والشئون اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪ ،‬العدد‪ ،152‬ص‪ ،13‬مايو‪190‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -6‬سعد المغربي‪ :‬ظاهرة تعاطي المخدرات‪ :‬تعريفها – نبذة تاريخية عنها‪ ،‬بحث‬
‫مق دم للن دوة الدولي ة العربي ة ح ول ظ اهرة تع اطي المخ درات‪ ،‬الف ترة‪10-4‬م ايو‬
‫اهرة‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫اعي‪ ،‬الق‬ ‫دفاع االجتم‬ ‫ة لل‬ ‫ة العربي‬ ‫‪1971‬م‪،‬المنظم‬
‫‪7-‬عص ام أحم د محم د‪ :‬ج رائم المخ درات فقه اً وقض اء‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬د‪.‬ن‪،‬‬
‫‪1983‬م‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪8-‬محمد الخطيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪ -9‬ناصر علي البراك‪ :‬دور األسرة في الوقاية من تعاطي األحداث للمخدرات من‬
‫منظور التربية اإلسالمية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية التربية بدمياط‪ ،‬جامعة المنصورة‪1991 ،‬م‪،‬ص ‪61‬‬

‫‪22‬‬

You might also like