النظام الضريبي المغربي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫النظام الضريبي المغربي‬

‫أصبحت الضريبة اليوم متعددة الوظائف ويتم استعمالها كوسيلة فعالة لتحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية باإلضافة بطبيعة الحال إلى الهدف المالي‪.‬‬

‫وسيعمل في هذا الجزء الثاني على دراسة الوظائف المتعددة لضريبة وذلك من خالل نموذج النظام‬
‫الضريبي المغربي وذلك باإلجابة على مجموعة من اإلشكاالت‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي طبيعة وخصائص ومكونات النظام الضريبي المغربي؟‬


‫‪ -‬كيف استعملت الضريبة كسياسة لتحقيق أهداف متنوعة ومتعددة؟‬
‫‪ -‬وما هي نتائج هذه السياسة على مستوى تحقيق هذه األهداف؟‬

‫خصائص النظام الضريبي المغربي‬


‫ساهمت في تكوين النظام الضريبي المغربي مجموعة من العوامل منها‪ :‬التطور التاريخي‪ ،‬درجة لنمو‪،‬‬
‫البحث المستمر عن نظام مالئم لمستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ثم عالقة القوى السائدة والتي تلعب‬
‫دورا بالغ األهمية في توجيه هذا النظام لصالح فئات معينة‪.‬‬

‫ويتصف النظام الضريبي المغربي الحالي ببعض الخصائص نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة النظام المتغيرة إذ يتم إصالحه باستمرارعلى المستوى التقني وتبقى أهم اإلصالحات هي ‪:‬‬
‫‪ -‬إحداث نظام ضريبي في سنة ‪ 1961‬يعتمد أساسا على الضرائب النوعية‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد أن اتضح أن هذا النظام يخلف سلبيات عديدة‪ ،‬عمل المشرع في سنة ‪ 1972‬على اعتماد نظام‬
‫مختلط يحافظ على الضرائب النوعية باإلضافة إلى مساهمة تكميلية على الدخل اإلجمالي لألشخاص‬
‫الطبيعيين‪.‬‬
‫‪ -‬وفي سنة ‪ 1978‬سن المشرع مجموعة من الضرائب تهم قطاع العقار‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيرا اإلصالح الشمولي لسنة ‪ 1984‬والذي جاء ضمن سياسة التقويم الهيكلي وبدافع من المؤسسات‬
‫المالية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬واخيرا كثرة اإلصالحات الضريبي الجزئية التي عرفها النظام الضريبي المغربي في العقدين األخيرين‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود ضريبة على الثروة واالرث‪ :‬مع أنها شكلت مطلبا أساسيا من طرف أغلب الباحثين‬
‫الذين ناقشوا النظام الجبائي‪ ،‬لكن االختيارات المتبعة والعراقيل السوسيوسياسة حالت دون هذا‬
‫التطبيق‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مسايرة الضريبة ألهمية مختلف القطاعات االقتصادية إذ نجد بعض القطاعات كالفالحة التي‬
‫تمنح كمية مهمة من اإلنتاج الوطني وتشغل عددا كبيرا من السكان‪ ،‬كانت الى حدود ‪ 2014‬معفاة‬
‫من الضريبة‪ ،‬بل أن حصيلتها بين ‪ 1961‬و ‪ 1984‬لم تزد عن ‪ %1‬من حصيلة الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫يمكن مالحظة نفس الشيء بالنسبة لقطاع العقار والمضاربات العقارية التي تزداد أهميتها االقتصادية‬
‫مع العلم أن عبئها الضريبي يبقى رمزيا مقارنة مع المداخيل األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬إن تحليل بنيات النظام الجبائي المغربي بين التفاوت الكبير بين مساهمة مختلف الضرائب في‬
‫حصيلة المداخيل الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬فبناء على التقسيم التقليدي‪ ،‬إلى ضرائب مباشرة وأخرى غير مباشرة‪ ،1‬نجد أن هذا النظام الزال يتميز‬
‫كباقي النظم الجبائية للدول النامية بالمساهمة الكبيرة أو الوحشية (‪ – )Monstrueuse‬حسب تعبير‬
‫‪ - 2 NGAOSYVATHN‬للضرائب الغير مباشرة‪ .‬في حين ال تتجاوز مساهمة الضرائب المباشرة‬
‫ربع المداخيل الجبائية في أغلب الفترات‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا قمنا بتحليل معمق وشمولي لبنيات النظام الضريبي المغربي‪ ،‬نستنتج وجود تمركز على صعيد‬
‫المداخيل الضريبية‪ .‬فالنظام الجبائي المغربي‪ ،‬يتكون حسب قوانين المالية‪ ،‬السنوية‪ ،‬من العديد من‬
‫الضرائب والرسوم المتنوعة والمختلفة‪ ،‬لكن مساهمة هذه المكونات في المداخيل تتفاوت بشكل كبير‪.‬‬
‫حيث يالحظ من خالل معطيات قوانين المالية‪ ،‬السنوية‪ ،‬أن العبء الجبائي يتمركز بشكل قوي حول‬
‫بعض األنواع المحدودة من الضرائب‪.‬‬
‫فحوالي سبع ضرائب‪ ،‬منها ثالثة على االستهالك‪ ،‬وضرائب االستيراد‪ ،‬ثم الضريبة على الدخل‬
‫والضريبة على الشركات‪ ،‬وإلى حد ما رسوم التسجيل تشكل مجموعة حوالي ‪ %90‬من المداخيل الجبائية‪.‬‬
‫في حين تعد مساهمة الضرائب األخرى ضعيفة جدا‪.‬‬

‫‪ ‬النظام الجبائي المغربي الحالي ال يمكن ضمان استمرارية دون اعتماده على ضرائب االستهالك‬
‫فمردودية هذه األخيرة تعد األكثر أهمية في بنية المداخيل الجبائية بشكل عام‪ .‬فلن نبالغ إذا قلنا أن‬

‫‪1‬‬
‫‪-Rulliére (G) « Utilité de la distinction entreles impôts directs et les impôts indirects » RSF,‬‬
‫‪Juin. 1986, pp 338-360‬‬
‫‪- 2 NGAOSYVATHN « Le rôle de l’impôt….. » op. cit‬‬
‫اإلدارة الجبائية في المغرب استخدمت منذ الستينات‪ ،‬كل تقنياتها بهدف مالئمة الوعاء الضريبي مع‬
‫عادات األسر االستهالكية‪ .‬حيث أن الضرائب الغير مباشرة تمس تقريبا جميع المواد االستهالكية‪.3‬‬
‫‪ ‬تعدد اإلجراءات االستثنائية حيث نجد أن جل الضرائب تقريبا التي تشكل النظام الجبائي المغربي‪،‬‬
‫إال وتتضمن إجراءات استثنائية لهذا القطاع أو ذاك‪ .‬وبالتالي فإن مجموعة من هذه الضرائب ليس‬
‫لها معنى بالنسبة لبعض القطاعات لمدة طويلة قد تصل إلى عشر سنوات‪ .‬وقد أصبحت هناك متابعة‬
‫لهذه اإلجراءات االستثنائية من خالل التقارير السنوية للنفقات الجبائية التي تصدر مع مشروع‬
‫قانون المالية السنوي وذلك منذ ‪.2006‬‬

‫‪ ‬إصدار المدونة العامة للضرائب سنة ‪ : 2007‬جاء صدور هذه المدونة في سياق اإلصالحات التي‬
‫تهدف تحسين المحيط القانوني والجبائي واالقتصادي لالستثماروتبعا اللتزامات المغرب تجاه‬
‫األوساط الدولية واتفاقيات التبادل الحر الموقعة ‪.‬‬

‫وقد مر صدور المدونة بالمراحل التالية ‪:‬‬


‫إصالح واجبات التسجيل سنة ‪2004‬‬
‫إصدار كتاب المساطر الجبائية سنة ‪2005‬‬
‫إصدار كتاب الوعاء والتحصيل سنة ‪2006‬‬
‫اصدار المدونة العامة للضرائب سنة ‪2007‬‬
‫إصالح واجبات التمبر والضريبة الخصوصية السنوية على السيارات وإدراجها في المدونة سنة ‪2009‬‬
‫نسخ الرسم على محور المحرك وإدماجه في مقتضيات الضريبة الخصوصية على المركبات سنة ‪2017‬‬
‫إدراج مقتضيات الرسم على عقود التأمين بالكتاب الثالث من المدونة العامة للضرائب ‪2019‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تم التدوين في نص واحد‪ ،‬لجميع مقتضيات الوعاء والتحصيل والمساطر الجبائية المتعلقة‬
‫بالضريبة على الشركات والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة وواجبات التسجيل‬
‫وواجبات التمبر والضريبة الخصوصية السنوية على المركبات والرسم على عقود التأمين‬
‫وتحتوي هذه المدونة على ثالث كتب‪:‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬يضم قواعد الوعاء والتحصيل والجزاءات المتعلقة بالضريبة على الشركات والضريبة‬
‫على الدخل والضريبة على القيمة المضافة وواجبات التسجيل؛‬
‫الكتاب الثاني‪ : :‬يتعلق بالمساطر الجبائية ويضم قواعد المراقبة والمنازعات المتعلقة بالضرائب‬
‫والواجبات المذكورة‬

‫‪ 3‬تم تقسيم المواد المستهلكة من طرف األسر إلى قسمين حسب دراسة ‪ ،84/1985‬المواد األساسية "‪ "indispensables‬والمواد‬
‫الكمالية "‪"supérieures‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬يخص واجبات التمبر والضريبة الخصوصية السنوية على المركبات والمساهمة‬
‫االجتماعية للتضامن المترتبة على األرباح والمساهمة االجتماعية للتضامن المطبقة على ما يسلمه‬
‫الشخص لنفسه من مبنى معد للسكن الشخصي و الرسم على عقود التامين‪.‬‬
‫وقد تم تحيين المدونة العامة للضرائب في طبعة جديدة للسنة المالية بإدراج التغييرات الواردة في قانون‬
‫المالية لسنة ‪2020‬‬
‫مكونات النظام الضريبي المغربي‬

‫سنقتصر في دراستنا هاته للنظام الجبائي المغربي الحالي على الضرائب الثالث الكبرى التي جاء بها‬
‫اإلصالح الجبائي ‪:1984‬‬

‫فعلى صعيد الضرائب المباشرة تم التمييز بين دخول األشخاص المعنونين‪ ،‬ودخول األشخاص‬
‫الذاتيين‪ ،‬وبالتالي أصبح النظام الضريبي المغربي‪ ،‬يعرف ضريبتين مباشرتين‪:‬‬

‫‪ -‬األولى تهم األشخاص الذاتيين والمتمثلة في الضريبة العامة على الدخل سابقا‪ ،‬وحاليا أصبحت تسمى‬
‫الضريبة على الدخل بموجب قانون المالية ‪.2007‬‬
‫‪ -‬والثانية تهم األشخاص المعنويين والمتمثلة في الضريبة على الشركات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للضرائب الغير مباشرة فسنتطرق للضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪ -1‬الضريبة على الدخل‬


‫تعتبر الضريبة العامة على الدخل‪ ،‬آخر نص قانوني صدر لتتويج مسلسل اإلصالح الجبائي في‬
‫المغرب‪ ،‬وحلت محل ضرائب نوعية‪ .‬ومن خالل قراءة أولية للضريبة على الدخل يتبين أن وعاءها يضم‬
‫خمسة مصادر اقتصادية كذلك هناك بعض الشركات التي تخضع لهذه الضريبة بشرط أال تخضع للضريبة‬
‫على الشركات‪ .‬وهذه المصادر هي التي تؤكد عليها المدونة العامة للضرائب لسنة ‪ 2020‬في المادة ‪: 22‬‬
‫أصناف الدخول واالرباح المعنية بالضريبة على الدخل هي‪:‬‬

‫‪ -‬الدخول المهنية‪ .‬‬


‫‪ -‬الدخول الناتجة عن المستغالت الفالحية‪ .‬‬
‫‪ -‬األجور والدخول المعتبرة في حكمها‪ .‬‬
‫‪ -‬الدخول واألرباح العقارية‪ .‬‬
‫‪ -5‬الدخول واألرباح الناتجة عن رؤوس األنوال المنقولة ‪‬‬

‫• كغيرها من الضرائب تتميز بخصائص تتماشى وطبيعتها وهي ‪ :‬‬


‫• خاصية السنوية حيث تحصل كل سنة بالنظر الى األرباح او المداخيل التي‬
‫حققها او حصل عليها المكلف خالل السنة الماضية ‪ .‬‬
‫خاصية التصريح ‪ :‬المكلف بالضريبة مجبر على تقديم تصريح شامل بمداخيله سوى‬
‫اذا كان يخصع للحجز من المنبع‬
‫‪ ‬ضريبة موحدة ‪ :‬حلت محل نظام الضرائب النوعية التي كان معموال بها منذ ‪96‬‬
‫حيث تفرض مرة واحدة على مجموع مداخيل األشخاص الخاضعين للضريبة ‪‬‬
‫• ضريبة صافية ‪ :‬تفرض على الدخل الصافي وليس الخام ويعني الدخل الصافي‬
‫الدخل الخام ناقص التكاليف ‪‬‬ ‫ا‬
‫• ضريبة شخصية وهنا يقصد المفهوم الواسع للشخصية أي الضريبة تأخذ بعين‬
‫االعتبار الظروف الشخصية للمكلف ‪‬‬
‫• ضريبة تصاعدية ‪ :‬ترتفع وتنخفض حسب ارتفاع وانخفاض دخل المكلف‪ .‬‬

‫إقليمية الضريبة ‪ :‬بالنسبة للحدود اإلقليمية لفرض الضريبة على الدخل فقد حددتها المادة ‪‬‬
‫من المدونة العامة للضرائب ‪ 00‬في ‪ :‬األشخاص الطبيعيون الذين لهم موطن ضريبي‬
‫بالمغرب فيما يخص جميع دخولهم وأرباحهم ذات المنشأ المغربي أو األجنبي‪ .‬األشخاص‬
‫الطبيعيون الذين ليس لهم موطن ضريبي بالمغرب فيما يخص جميع دخولهم وأرباحهم ذات‬
‫المنشأ المغربي‪ .‬األشخاص المتوفرون أو غير المتوفرين على موطن ضريبي بالمغرب إذا‬
‫حققوا أرباحا أو قبضوا دخوال يخول حق فرض الضريبة عليها للمغرب عمال باتفاقيات تهدف‬
‫إلى تجنب االزدواج الضريبي فيما يتعلق بالضريبة على الدخل‪.‬‬

‫يعد موظفو الدولة الذين يمارسون مهام وظائفهم أو يكلفون بمأمورية في الخارج متوفرين على‬
‫موطن ضريبي بالمغرب إذا كانوا يتمتعون باإلعفاء من الضريبة الشخصية على الدخل في‬
‫البلد األجنبي الذي يقيمون به‪.‬‬

‫اإلعفاءات العامة من الضريبة على الدخل ‪:‬‬

‫السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والقناصل والوكالء القنصليين األجانب فيما يخص دخولهم‬
‫ذات المنشأ األجنبي وذلك بالقدر الذي تسمح به البلدان التي يمثلونها من نفس االمتياز للسفراء‬
‫وأعضاء السلك الدبلوماسي والقناصل والوكالء القنصليين المغاربة‪ .‬‬
‫‪ -‬األشخاص المقيمون فيما يخص العوائد المدفوعة إليهم في مقابل استعمال أو منح حق‬
‫استعمال حقوق مؤلف في مصنفات أدبية أو فنية أو عملية‪ .‬‬
‫‪ -‬تحديد مجموع الدخل المفروضة عليه الضريبة‬
‫يتكون مجموع الدخل المفروضة عليه الضريبة من صافي الدخل أو الدخول التي يشملها‬
‫واحد أو أكثر من أنواع الدخل الخاضع للضريبة باستثناء الدخول واألرباح الخاضعة‬
‫للضريبة بسعر إبرائي‪ .‬يحدد صافي الدخل بالنسبة لكل نوع من انواع الدخول على‬
‫حدى وفق القواعد الخاصة به‪.‬‬
‫يدرج إجمالي الدخول واألرباح ذات المنشأ األجنبي في مجموع الدخل المفروضة عليه‬
‫الضريبة على الدخل‪ ،‬دون إخالل بما تنص عليه االتفاقيات الجبائية الدولية واألحكام‬
‫المقررة‪ .‬باستثناء الدخول واألرباح الناتجة عن رؤوس األموال المنقولة ذات المنشأ‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫الدخول المكونة للضريبة على الدخل‬
‫‪ 1‬الدخول المهنية‪ :‬يقصد بالدخول المهنية الخاضعة لهذه الضريبة‪ :‬األرباح التي يحصلها األشخاص‬
‫الذاتيون من مزاولة مهنة تجارية أو صناعية أو حرفية ومهنة المنعشين العقاريين أو مهنة مجزئ‬
‫األراضي أو مهنة تجار األمالك ‪ .‬ويحدد الدخل المهني وفق نظام النتيجة الصافية الحقيقية أو حسب‬
‫نظام الربح الجزافي أو وفق نظام النتيجة الصافية المبسطة‪.‬‬

‫‪ 2‬الدخول الزراعية‪ :‬تعتبر دخوال فالحية حسب المادة ‪ 6‬من المدونة العامة للضرائب ‪00‬‬
‫‪ :‬األرباح المحققة من طرف فالح أو مرب للماشية أو هما معا والمتأتية من كل نشاط متعلق‬
‫باستغالل دورة إنتاج نباتية أو حيوانية أو هما معا تكون منتجاتها معدة لتغذية اإلنسان أو‬
‫الحيوان أو هما معا وكذا األنشطة المرتبطة بمعالجة تلك المنتجات باستثناء أنشطة التحويل‬
‫المنجزة بواسطة وسائل صناعية‬
‫وتجدر اإلشارة إلى انه خالل العقود األخيرة تظافرت عدة جهود أهمها ذات طابع سياسي أفشلت كل‬
‫المحاوالت اإلصالحية للنظام الجبائي‪ ،‬الهادفة إلى جعل الضريبة على الدخول الفالحية تلعب دورا يوازي‬
‫حجم قطاع الفالحة في االقتصاد‪.4‬‬

‫هذا الضغط السياسي هو الذي كان وراء اإلعالن سنة ‪ 1984‬عن إعفاء القطاع الفالحي من أية ضريبة حتى‬
‫سنة ‪ ،2000‬وتم تمديده بشكل رسمي حتى سنة ‪( ،2010‬بعد أن كانت الوعود تتجه إلى تمديد هذا التاريخ‬
‫حتى سنة ‪ .)2020‬ومرة أخرى وبتزامن مع اإلعالن عن المخطط األخضر الذي اطر السياسة الفالحية‬
‫الجديدة للمغرب‪ ،‬في السنوات األخيرة بدأ الفالحون الكبار ( أو اللوبي الفالحي) يضغطون ويطالبون الدولة‬
‫بإعادة النظر في اجل ‪2010‬سنة كنهاية لإلعفاء الضريبي‪.‬‬

‫وهو ما تأتى لهم بموجب خطاب ملكي سنة ‪ 2008‬حيث تم تمديد اإلعفاء إلى ‪ 2013‬وباإلضافة إلى‬
‫قرار اإلعفاء دعا الملك الحكومة حينذاك إلى بلورة تصور متناسق لنظام ضريبي مالئم ومتدرج للقطاع‬
‫الزراعي يتم اعتماده والعمل به ابتداء من ‪.2014‬‬

‫وهكذا بموجب القانون المالي لسنة ‪ 2014‬أصبح القطاع الفالحي جزءا من الوعاء الضريبي لكن فقط على‬
‫الورق الن الضريبة الفالحية بالصيغة التي أتى بها هذا القانون تعتبر في الحقيقة تحريفا لمبدأ إصالح النظام‬
‫الجبائي‪ ،‬ألنه بالنظر إلى المعايير التي اعتمدها القانون المالي ‪ ،2014‬نجدها تخدم اللوبي الفالحي أكثر من‬
‫هدف إصالح الوعاء الضريبي‪.‬‬

‫حيث نص القانون المالي ‪ 2014‬على اجراء يقضي بتطبيق تدريجي لضريبة القطاع الفالحي مع استمرارية‬
‫االستفادة من اإلعفاء من الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل حسب جدولة تمتد الى ‪ 5‬خمس‬
‫سنوات‪:‬‬

‫‪ -‬ابتداء من فاتح يناير ‪ 2014‬إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2015‬المستغلون الفالحيون الذين يحققون رقم‬
‫أعمال يقل عن ‪ 35000000‬درهم ‪،‬‬
‫‪ -‬ابتداء من فاتح يناير ‪ 2016‬إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2017‬المستغلون الفالحيون الذين يحققون رقم‬
‫أعمال يقل عن ‪ 20000000‬إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2019‬المستغلون الفالحيون الذين يحققون رقم‬
‫أعمال يقل عن ‪ 10000000‬درهم ‪،‬‬
‫وحاليا وبموجب القانون المالي ‪ 2020‬تنص المادة ‪ 47‬من المدونة العامة للضرائب ‪ 2020‬على ‪ :‬إجراءات‬
‫تخص اإلعفاء الدائم من الضريبة على الدخل يستفيد منه الخاضعون برسم الدخول الفالحية‬

‫‪4‬‬
‫‪-PALAZZOLI, Idem.‬‬
‫والذين يحققون رقم أعمال سنوي برسم هذه الدخول يقل عن خمسة ماليين (‪)5.000.000‬‬
‫درهم‪ ،‬غير أنه عندما يقل رقم األعمال المحقق خالل سنة معينة عن خمسة ماليين‬
‫(‪ )5.000.000‬درهم‪ ،‬ال يمنح هذا اإلعفاء إال إذا ظل رقم األعمال المذكور أدنى من هذا المبلغ‬
‫لمدة ثالث (‪ )‬سنوات محاسبية متتالية‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 7‬على الفرض المؤقت للضريبة بسعر مخفض يصل ‪ 0‬في المائة يستفيد‬
‫منه بعض المستغلون الفالحيون الخاضعون للضريبة وذلك خالل الخمس (‪ )5‬السنوات‬
‫المحاسبية األولى المتتالية‪ ،‬ابتداء من السنة األولى لفرض الضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬األجور والدخول المعتبرة في حكمها‬
‫تعد من قبيل األجور لتطبيق الضريبة على الدخل‪ :‬المرتبات واألجور‪ ،‬التعويضات‪ ،‬المكافآت‪ ،‬المعاشات‬
‫واإليرادات العمرية‪ ،‬وكذا المنافع النقدية أو العينية‪.‬‬

‫وألسباب ترتبط بالعدالة الجبائية وأيضا ألسباب اجتماعية أخرى فإن هذه المداخيل تستفيد من معاملة‬
‫تفضيلية في إطار الضريبة على الدخل تتمثل في العديد من اإلعفاءات والعديد من التخفيضات لكن هذه‬
‫اإلجراءات االستثنائية لم تستطع التخفيف من العبء الجبائي المرتفع الذي تتعرض لها هذه الفئة‪.‬‬

‫وهكذا بموجب الفصل ‪ 57‬من المدونة العامة للضرائب ‪ 2020‬تعتبر مجموعة من المداخيل األجرية‬
‫معفية من الضريبة باإلضافة إلى هذه اإلعفاءات‪ ،‬نص المشرع على بعض التخفيضات التي تحتسب قبل‬
‫فرض الضريبة ‪.‬‬

‫‪ 4‬الدخول العقارية‪ :‬تعتبر دخوال عقارية ألجل تطبيق الضريبة على الدخل‪ ،‬ما لم تكن مندرجة في صنف‬
‫الدخول المهنية‪ :‬الدخول الناشئة عن إيجارعقارات مبنية وغير مبنية والبناءات مهما كان نوعها‪.‬‬
‫و العقارات الزراعية ويدخل في ذلك المباني والمعدات الثابتة والمتحركة المرتبطة بها‪ .‬القيمة‬
‫اإليجارية للعقارات والمباني التي يضعها مالكها مجانا رهن تصرف الغير‪ .‬التعويضات عن‬
‫اإلفراغ المدفوعة من طرف مالكي العقارات إلى األشخاص الذين يشغلونها‪.‬‬

‫كما تعتبر أرباحا عقارية لتطبيق أحكام الضريبة على الدخل األرباح المثبتة أو المحققة بمناسبة‪:‬‬
‫بيع عقارات واقعة بالمغرب أو تفويت حقوق عينية عقارية متعلقة بالعقارات المذكورة‪ .‬نزع‬
‫ملكية عقار ألجل المنفعة العامة المساهمة في شركة بعقارات أو حقوق عينية عقارية‪.‬عمليات‬
‫التفويت بعوض ألسهم أو تقديم حصص مشاركة اسمية صادرة عن شركات ذات غرض‬
‫عقاري‪ .‬عمليات التفويت بعوض أو المشاركة في شركات بأسهم أو حصص مشاركة في‬
‫شركات يغلب عليها الطابع العقاري وغير المسعرة ببورصة القيم‪.‬‬

‫‪ 5‬دخول رؤوس األموال المنقولة‪ :‬في مجال رؤوس المنقولة تفرض الضريبة على الدخل بالنسبة‬

‫عوائد األسهم أو حصص المشاركة إذا لم تؤد عنها الضريبة على عوائد أسهم وحصص المشاركة والدخول‬
‫التي في حكمها‪ .‬دخول التوظيفات ذات العائد الثابت‪ ،‬أي كل ما يأتي بفائدة وعالوة لصاحب رأس المال‪.‬‬

‫أسعار الضريبة العامة على الدخل ‪:‬عند مجيء قانون الضريبة العامة على الدخل عمل على دمج‬
‫جميع جداول نظام الضرائب المباشرة النوعية قبل اإلصالح في جدول تصاعدي وحيد يتصاعد حسب أهمية‬
‫كل شريحة دخل على حدى‪ ،‬في محاولة لتحقيق عدالة جبائية حسب المسؤولين‪ ( .‬أنظر الجدول )‪.‬‬
‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫مشروع قانون‬
‫‪1993‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫اإلطار ‪1984‬‬
‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬
‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪15000‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪8400‬‬
‫‪15001‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12001‬‬ ‫‪8401‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪24000‬‬ ‫‪24000‬‬ ‫‪21000‬‬
‫‪24001‬‬ ‫‪24000‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪36000‬‬ ‫‪36000‬‬ ‫‪36000‬‬
‫‪36001‬‬ ‫‪36001‬‬ ‫‪36001‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪60000‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪60000‬‬
‫‪60001‬‬ ‫‪60001‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪60001‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪90000‬‬ ‫‪90000‬‬ ‫‪90000‬‬
‫‪90001‬‬ ‫‪90001‬‬ ‫‪90001‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪120000‬‬ ‫‪120000‬‬ ‫‪120000‬‬
‫‪120001‬‬ ‫‪120001‬‬ ‫‪120001‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬
‫فما فوق‬ ‫‪200000‬‬ ‫‪180000‬‬
‫‪200001‬‬ ‫‪180001‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪50‬‬
‫فما فوق‬ ‫‪200000‬‬
‫‪200001‬‬
‫‪52‬‬
‫‪300000‬‬
‫‪300001‬‬
‫‪58‬‬
‫‪350000‬‬
‫‪64‬‬ ‫ما زاد على ذلك‬
‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫سنة‬
‫‪2003-2005‬‬ ‫‪1996-1997‬‬ ‫‪1994‬‬
‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬
‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪20000‬‬ ‫‪18000‬‬ ‫‪18000‬‬


‫‪20001‬‬ ‫‪18001‬‬ ‫‪180001‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪24000‬‬ ‫‪24000‬‬ ‫‪24000‬‬
‫‪240001‬‬ ‫‪24001‬‬ ‫‪24001‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪36000‬‬ ‫‪36000‬‬ ‫‪36000‬‬
‫‪36001‬‬ ‫‪36001‬‬ ‫‪36001‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬


‫‪60000‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪60000‬‬
‫‪60001‬‬ ‫‪60001‬‬
‫‪60001‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬
‫فما فوق‬
‫فما فوق‬ ‫‪90000‬‬

‫‪90001‬‬
‫‪46‬‬
‫فما فوق‬
‫منذ قانون المالية لسنة‬
‫سنة‬
‫‪ 2010‬الى قانون المالية ‪2020‬‬ ‫سنة ‪2007‬‬
‫‪2009‬‬

‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬ ‫السعر‬ ‫شريحة الدخل‬


‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬ ‫‪%‬‬ ‫الممتدة من‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫معفى‬
‫‪30000‬‬ ‫‪27000‬‬ ‫‪24000‬‬
‫‪30001‬‬ ‫‪27001‬‬ ‫‪24001‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪50000‬‬ ‫‪40000‬‬ ‫‪30000‬‬
‫‪50001‬‬ ‫‪40001‬‬ ‫‪30001‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬


‫‪60000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪45000‬‬
‫‪60001‬‬ ‫‪50001‬‬ ‫‪45001‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬


‫‪80000‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪60000‬‬
‫‪80001‬‬ ‫‪60001‬‬ ‫‪60001‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪180000‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫‪120000‬‬

‫ما زاد‬ ‫ما زاد‬


‫ما زاد‬
‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬
‫على ذلك‬ ‫على ذلك‬
‫على ذلك‬
‫وقد عرف هذا الجدول عدة تغييرات بموجب قوانين المالية الالحقة لصدور قانون الضريبة على‬
‫الدخل‪ ،‬كذلك الشأن بالنسبة للحد األدنى المعفى والذي عرف بدوره عدة تعديالت‪.‬‬
‫تغيير في أسعار الضريبة على الدخل‪:‬‬
‫عرف جدول الضريبة على الدخل عدة تغييرات بموجب قوانين المالية ‪ 1993‬وقانون ‪ ،1994‬كما‬
‫عرفت تعديالت أخرى بموجب قانون المالية االنتقالي ‪1996‬وتعديل آخر سنة ‪ ،2003‬وتعديالت ‪،2007‬‬
‫ثم ‪ 2009‬وأخيرا تعديالت مشروع قانون المالية ‪ 2010‬والتي تعتبر األكثر أهمية على الصعيد االجتماعي‬
‫ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف جدول الضريبة اي تغيير‪.‬‬
‫عموما إن تصاعدية أسعار الضريبة العامة على الدخل‪ ،‬لم تهتم في أغلبها سوى باستخالص الموارد‬
‫المالية الالزمة للدولة أكثر من السعي إلنجاز نوع من المساواة أمام الضريبة أو بواسطة الضريبة‪ ،‬بين‬
‫المداخيل العليا والمداخيل الدنيا‪.‬‬
‫فإذا كان مبدأ العدالة عن طريق الضريبة يقتضي جدوال تصاعديا حقيقيا‪ ،‬فإن جدول أسعار الضريبة‬
‫على الدخل‪ ،‬من الناحية العملية سار في اتجاه التضحية بهذه العدالة لصالح المردودية المالية‪.‬‬
‫الحد األدنى المعفى من الضريبة العامة على الدخل‪:‬‬
‫عرف الحد األدنى من الدخل المعفى من الضريبة عدة تغييرات حاول من خاللها المشرع الرفع من‬
‫مستوى الحد األدنى استجابة لمتطلبات ارتفاع األسعار وتكفلة المعيشة‪ .‬وإذا أردنا إبداء مالحظات‪ ،‬سنجد‬
‫أن هذا الحد والذي كان (‪ 12000‬درهم ثم أصبح ‪ 15000‬ألف درهم و‪ 18000‬درهم و ‪ 20.000‬درهم و‬
‫‪ 24000‬درهم بموجب قانون المالية ‪ ،2007‬وأخيرا ‪ 30.000‬درهم بموجب مشروع قانون المالية ‪)2010‬‬
‫ال يتطابق ومستوى الحد األدنى للمعيشة أو ما يسميه المختصون بعتبة الفقر المطلق‪.5‬‬
‫فحسب تقرير حول " التنمية في العالم لسنة ‪ "1988‬للبنك العالمي والذي أثار قضية اإلصالح‬
‫الجبائي‪ ،‬فقد رأى قضية أن الحد األدنى للضريبة يجب تحديده بشكل يعفي جميع الذين يبلغ دخلهم ثالث‬
‫مرات الناتج الداخلي اإلجمالي الفردي‪ .6‬وإذا طبقنا هذه التوصية في المغرب فيجب تحديد مستوى الحد‬
‫األدنى الخاضع للضريبة في حوالي ‪ 23.600‬درهم‪ .7‬بمعنى انتظر المشرع حوالي ‪ 20‬سنة ليصل إلى هذا‬
‫المستوى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-AKESBI (N). « L’impôt général sur le revenu… », op cit p : 182 et suivant.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Rapport sur le développement dans le monde, 1988 », Banque.‬‬
‫‪Mondiale, Washington D.E, 1988. P : 113‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-Akesbi (N). Idem p : 185‬‬
‫التخفيضات من الضريبة ‪ :‬تتضمن الضريبة على الدخل تخفيضات متنوعة ‪:‬‬

‫‪ -‬الخصم عن األعباء العائلية‬


‫مراعاة لألعباء العائلية للمكلف بالضريبة على الدخل فإن المشرع منح هذا األخير بموجب المادة ‪74‬‬
‫من المدونة العامة للضرائب ‪ 2020‬على ‪:‬‬
‫‪ -I‬يخصم ما قدره ثالثمائة وستون (‪ )360‬درهما من المبلغ السنوي للضريبة اعتبارا لألعباء العائلية‬
‫التي يتحملها الخاضع للضريبة عن كل شخص يعوله‪.‬‬
‫غير أن مجموع المبالغ المخصومة عن األعباء العائلية ال يمكن أن يتجاوز ألفين ومائة وستين‬
‫(‪ )60‬درهما‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيض الضريبة برسم معاشات التقاعد ذات المنشأ األجنبي‬

‫نصت المادة ‪ 76‬من المدونة العامة للضرائب ‪ 00‬على تخفيض ضريبي بالنسبة للخاضعين‬
‫للضريبة المتوفرين في المغرب على موطن ضريبي بالمغرب من أصحاب معاشات التقاعد‬
‫ذات المنشأ األجنبي أو خلفهم يتمتعون وفق شروط بتخفيض نسبته ‪ %80‬من مبلغ الضريبة‬
‫المستحقة عن معاشهم والمطابقة للمبالغ المحولة بصفة نهائية إلى دراهم غير قابلة للتحويل‪.‬‬

‫اإلقرارات الضريبة‬

‫تقضي المادة ‪ 78‬على انه يجب على الخاضعين للضريبة على الدخل سواء الخاضعون‬
‫للضريبة او المعفيون منها مؤقتا أن يسلموا مقابل وصل أو يوجهوا في رسالة مضمونة مع‬
‫إشعار بالتسليم إلى مفتش الضرائب التابع له موطنهم الضريبي أو مؤسستهم الرئيسية إقرارا‬
‫بهويتهم الضريبية يكون مطابقا لمطبوع نموذجي تعده اإلدارة‪ ،‬وذلك خالل الثالثين (‪ )0‬يوما‬
‫الموالية إما لتاريخ بداية نشاطهم وإما لتاريخ حصولهم ألول مرة على دخل من الدخول‪.‬‬
‫الضريبة على الشركات‪:‬‬
‫تشكل الضريبة على الشركات الشق الثاني من اإلصالح الجبائي ‪ ،1984‬وأحدثت محل الضريبة‬
‫على األرباح المهنية‪ .‬سنة ‪ 1987‬وقد جاء إحداث هذه الضريبة استجابة لضرورتين‪:8‬‬
‫‪ -‬األولى تتمثل في إلغاء التعددية الضريبية التي كانت لها الشركات فيما قبل وتجميع مختلف في مادة‬
‫واحدة ( الدخول الكرائية‪ ،‬الفالحية‪ ،‬والمهنية) حتى تتكيف مع الواقع الجديد آنذاك والقاضي ضريبة‬
‫على دخل األشخاص الذاتيين‪.‬‬
‫‪ -‬والثانية تهدف األخذ بعين االعتبار التوجهات الجديدة في االقتصاد القائمة على سياسة التقويم الهيكلي‬
‫والمتأثر باألفكار الجديدة التي سادت البالد المصنعة مع بداية عقد الثمانينات‪ .‬وبالتالي جعل الضريبة‬
‫تتالءم أكثر مع الدور المراد أن يلعبه االستثمار الخاص والمبادرة الحرة التي تعتبر الشركات آليتها‬
‫المحركة‪.‬‬
‫‪ -‬وعاء الضريبة على الشركات‬
‫ال تهم هذه الضريبة سوى ما تحصل عليه الشركات وغيرها من المؤسسات المعنوية من أرباح‬
‫ومداخيل‪ ،‬كما تطبق على الشركة أينما كان مقرها‪ ،‬وذلك عن أرباحها التي تحقق في المغرب‪.‬‬
‫وكقاعدة عامة تسري هذه الضريبة كيفما كان شكل الشركة أو هدفها وسواء حققت تلك األرباح بصورة‬
‫عرضية أو دورية وال عبرة لتبعية الشركة للقطاعين العام أو الخاص‪.9‬‬
‫‪ -‬سياسة تخفيض سعر الضريبة على الشركات‪:‬‬
‫يكتسي سعر الضريبة على الشركات أهمية قصوى كوسيلة يهدف من وراءها المشرع تشجيع‬
‫المقاوالت على االستثمار‪.‬‬
‫فهناك من يرى أن رفع سعر الضريبة على الشركات يعد حافزا على النمو واالستثمار وذلك باتخاذ‬
‫إجراءات انتقائية وتمييزية حسب األولويات‪.‬‬
‫وهناك من يرى العكس أي يجب تخفيض سعر هذه الضريبة عن طريق توسيع القاعدة الجبائية‪ ،‬وهذا‬
‫الرأي األخير هو الذي يؤيده خبراء صندوق النقد الدولي والبنك العالمي‪.10‬‬
‫بخصوص سعر الضريبة على الشركات كان يتضمن سعرا واحدا عاديا يطبق على جميع الشركات‪ ،‬وعمل‬
‫المشرع على تخفيضه بعشر نقط في أقل من عشر سنوات‪ ،‬كانت نسبة الضريبة قبل اإلصالح ‪% 48‬‬
‫وغداة اإلصالح تم تخفيضها إلى ‪ %45‬بموجب قانون المالية ‪ ،1987‬ونزلت إلى ‪ %40‬سنة ‪ ،1988‬وإلى‬

‫‪- 8‬تقرير لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية حول مشروع الضريبة على الشركات‪ ،‬ص ‪20:‬‬
‫‪- 9‬المادة ‪ 2‬من قانون الضريبة على الشركات‪.‬‬
‫‪ 10‬تقرير مجموعة من خبراء صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وضع سنة ‪ 1987‬حول النظام الجبائي المغربي بطلب من وزراء‬
‫المالية المغربية‪ ،‬ص ‪.75-76 :‬‬
‫‪ %38‬سنة ‪ ،1993‬ثم ‪ %36‬سنة ‪ 1994‬بموجب قانون المالية لسنة ‪ 1996‬و‪ % 30‬بموجب قانون المالية‬
‫‪ .2008‬وحاليا نحن امام تعدد األسعار‪ .‬وتحتسب الضريبة على الشركات كما يلي‪:‬‬

‫ألف باألسعار النسبية التالية‪:‬‬

‫السعر‬ ‫مبلغ الربح الصافي (بالدرهم)‬

‫‪%0‬‬ ‫‪‬يساوي أو يقل عن ‪0.000‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪‬من ‪ 0.00‬إلى ‪.000.000‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪‬من ‪ .000.00‬إلى ‪5.000.000‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪‬ما فوق ‪5.000.00‬‬

‫باء‪ -‬بسعر ‪ % 7‬فيما يخص مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها وبنك المغرب‬
‫وصندوق اإليداع والتدبير وشركات التأمين وإعادة التأمين‪.‬‬

‫كذلك عمل المشرع على سن نظام جبائي تفضيلي عبارة عن أسعار نوعية بالنسبة للشركات‬
‫األجنبية‪ 11‬التي تشتغل ببعض العمليات داخل المغرب‪.‬‬

‫الضريبة على القيمة المضافة كأهم ضريبة غير مباشرة‪:‬‬


‫تعتبر الضرائب غير مباشرة أهم عنصر في السياسة الضريبية لدول العالم الثالث‪ .‬وتساهم هذه‬
‫الضرائب بحوالي ثلثي (‪ )2/3‬في الحصيلة العامة للضرائب في المغرب‪.‬‬
‫ويتم ترجيع هذه الضرائب في عدد من الدول النامية بناء على معطيات سياسية واقتصادية وإدارية‬
‫واجتماعية‪ .‬وهناك تبريرات عديدة تسعى إلى ترسيخ هيمنة الضرائب غير المباشرة‪ .‬من ذلك ضرائب ذات‬
‫مردودية مرتفعة‪ .‬سهلة التطبيق والتحصيل ال تثير مشاكل سياسية واجتماعية ألن المستهلك ال يحس بها‬
‫حين دفعها‪ .‬تكون مالئمة للبنية االقتصادية واإلدارية التي ال تقدر دائما على استيعاب الضرائب المباشرة‪.‬‬

‫‪ -‬في هذا اإلطار‪ ،‬أي التعامل مع الشركات األجنبية فيما يخص الضريبة على الشركات راجع‪:‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Rapport OCED, 1991 « L’imposition des bénéfices dans une économie globale : questions‬‬
‫‪nationales et internationales… » Un extrait de ca rapport « Impositions des bénéfices : quel‬‬
‫‪système retenir en Economie ouverte ? in R. Vues économiques (CPM), Casablanca n° 9,‬‬
‫‪dossier « questions autour de la fiscalité » 1997, pp73-87.‬‬
‫وأخيرا تساهم في كيفية توجيه االقتصاد بفضل رفع األسعار أو خفضها أو إلغاءها حسب األهمية‬
‫والمنفعة المنتظرة من كل منتوج وخدمة‪.‬‬
‫والواقع أن هذه التفسيرات قاصرة في تفسير اهمية هذه الضرائب في الدول النامية‪ ،‬إذ أن هناك‬
‫اعتبارات أخرى تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬هيمنة المصالح الكبرى على اقتصاد البلد‪ ،‬مما يدفع بأصحاب هذه المصالح إلى الدفع بالثقل الجبائي في‬
‫اتجاه االستهالك بفرضهم لكل الضرائب المرتفعة على رأس المال أو على الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية أصحاب المصالح على التأثير في النظام الضريبي نظرا لقربهم من مركز القرار السياسي أي‬
‫الهيمنة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬عجز الدولة في هذه البلدان على إرغام أصحاب رؤوس األموال (اللوبيات )على تحمل الضرائب‬
‫المباشرة مما يضفي على النظام الجبائي صبغة طبقية ترعى مصالح بعض الفئات‪.‬‬
‫‪ -‬جمود اإلدارات في البلدان التي ال يتمكن فيها الجهاز اإلداري من مسايرة تطور المداخيل واالقتصاد‬
‫بصفة عامة‪ ،‬مما يدفع به إلى التقاعس والجمود‪ ،‬ويسهل هذا التوجه االعتماد على الضرائب غير‬
‫المباشرة كحل سهل لضرورة التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬غياب إدارة سياسية في إعادة هيكلة النظام الضريبي وإعادة توزيع الثروات بكيفية عادلة‪.‬‬
‫‪ -‬تأثر النظام الضريبي بالسياسة االستعمارية التي طبعت مرحلة الحماية والتي هدفت بالدرجة األولى إلى‬
‫إفالت رؤوس األموال األجنبية من جميع أنواع الضرائب المباشرة‪ .‬مما دفع بالمشرع آنذاك إلى تركيز‬
‫سياسته على الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫وقد تم سن الضريبة على القيمة المضافة بموجب قانون أبريل ‪ ،121986‬وحلت محل‬
‫الضريبة على المنتوجات والضريبة على الخدمات وشكلت تقدما ال يقبل الجدل بالنسبة لهذه الضرائب‪،‬‬
‫وكذلك مرحلة مهمة في تطور النظام الضريبي المغربي بصفة عامة‪.‬‬
‫وتنصب الضريبة على القيمة المضافة فقط على القيمة الجديدة للسلعة في كل مرحلة من المراحل التي تمر‬
‫بها‪ .‬فقد تنحصر على مستوى اإلنتاج أو تطبق على مراحل اإلنتاج والتسويق‪ .‬وبفضل تقنية الخصومات‬
‫يبقى مبلغ الضريبة على مجموع القيم مساويا دائما لسعر الضريبة على السلعة عند االستهالك‪.‬‬
‫ومما يميز هذه الضريبة هو أنه محايدة‪ ،‬وذلك لعدم حصرها العبء الضريبي على مرحلة معينة‬
‫من مراحل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ - 12‬ظهير رقم ‪ 185.347‬صادر في دجنبر ‪ 1985‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 30.85‬بفرض الضريبة على القيمة المضاف‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪ 3818‬بتاريخ فاتح يناير ‪.1986‬‬
‫كما أن العمل بهذه الضريبة يستوجب إمساك محاسبة دقيقة لدى المنتجين والموزعين‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يتوفر دائما في الدول السائرة في طريق النمو مما يجعل مهمة اإلدارة صعبة جدا في ممارسة رقابة فعلية‬
‫على الممولين القانونيين لهذه الضريبة وقد يفتح بهذا‪ ،‬أسباب للتملص والتهرب من الضريبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬العمليات الخاضعة للضريبة‪:‬‬
‫تفرض هذه الضريبة على جميع العمليات المنجزة بالمغرب سواء كانت طبيعتها صناعية أو تجارية‪،‬‬
‫أو حرفية‪ ،‬أو داخلة في نطاق مزاولة مهنة حرة‪ ،‬كما تطبق من جهة أخرى على صعيد عمليات االستيراد‪.‬‬
‫نظام تطبيق الضريبة على العمليات المنجزة داخل المغرب يقصد بنطاق التطبيق تحديد المجال اإلقليمي‬
‫الذي تجري في إطاره العمليات الخاضعة للضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫ويعتبر القانون العملية منجزة في المغرب‪ :‬في حالة البيع‪ ،‬عندما ينجز هذا البيع بشروط تسليم البضاعة في‬
‫المغرب‪ .‬وفي حالة عملية أخرى غير البيع‪ ،‬عندما يتم استغالل أو استخدام األعمال المؤذاة أو الخدمات‬
‫المقدمة أو الحقوق المفوية أو األشياء المؤجرة‪.‬‬
‫‪ 1‬وعاء الضريبة‪:‬‬
‫تتخذ الضريبة من رقم األعمال أساس تفرض عليه ويشمل رقم األعمال‪ ،‬أثمان البضائع أو األعمال‬
‫أو الخدمات والمداخيل التبعية المرتبطة بها وكذا المصاريف والواجبات والرسوم المترتبة ما عدا الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪.‬‬

‫د‪ -‬أسعار الضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬


‫تبنى المشرع المغربي فيما يخص أسعار الضريبة على القيمة المضافة نظاما تعدديا‪ ،‬ونظام تعدد‬
‫األسعار واختالفها ليس من ابتداع النظام الجبائي المغربي‪ ،‬بل يوجد بالعديد من الدول النامية‪ ،‬وحتى الدول‬
‫المتقدمة‪ .‬ففي فرنسا مثال نظام الضريبة على القيمة المضافة يتوفر على العديد من األسعار تتالءم وطبيعة‬
‫العملية الخاضعة للضريبة‪ ،‬حسب ضرورتها وأهميتها‪.13‬‬
‫وأسعار الضريبة على القيمة المضافة حاليا هي ‪:‬‬
‫سعرا عاديا بمعدل ‪ %20‬يطبق على كل المنتوجات والخدمات التي لم يرد ذكرها في المواد المتعلقة‬
‫باألسعار األخرى‪ .‬وقد كان هذا السعر أثناء إحداث هذه الضريبة وحتى سنة ‪ 1995‬يحدد في ‪.%19‬‬
‫سعرا مخفضا بمعدل ‪ %7‬يطبق على السلع ذات االستهالك الواسع وبعض الخدمات المودة من‬
‫طرف ألبناك والمؤسسات المالية المشابهة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-TIXIER ET Gestm 3 droit fiscql3 op cit p. 445.‬‬
‫سعرين معتدلين‪ ،‬األول يساوي ‪ %10‬أحدث بقانون المالية ‪ 1997/96‬يطبق على المركبات‬
‫السياحية‪ ،‬والثاني يساوي ‪ %14‬يطبق على بعض المواد الغذائية وقطاع األشغال العقارية‪ ،‬والنقل‪ ،‬وعمليات‬
‫صنع السيارات‪ ،‬والدرجات النارية االقتصادية‪.‬‬
‫وقد كان قانون الضريبة على القيمة المضافة يتضمن سعرا أعلى بمعدل ‪ %30‬بطبق على السلع‬
‫الكمالية‪ ،‬وألغي بقانون المالية لسنة ‪.1993‬‬
‫كما يتضمن هذا قانون الضريبة على القيمة المضافة بعض األسعار الخاصة تطبق على المشروبات‬
‫الكحولية والمصنوعات الذهبية‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد منح عددا من اإلعفاءات ألغراض‬
‫اقتصادية واجتماعية وثقافية‪ ،‬حيث تعفى من الضريبة المواد الغذائية األساسية ( الحليب‪ ،‬الدقيق‪ )...‬والمواد‬
‫الثقافية ( جرائد‪ ،‬كتب‪ .)...‬باإلضافة إلى مواد أخرى‪.‬‬

You might also like