المحاضرة العاشرة و الأخيرة من مادة قانون الشركات- الدكتورةنهال اللواح s4

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫المحاضرة العاشرة و األخيرة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أثار انقضاء الشركة (تصفية الشركة و قسمة موجوداتها)‬

‫بتحقق إحدى األسباب العامة النقضاء الشركة التجارية كيفما كانت (شركات أشخاص‪ -‬أموال‪ -‬أو شركة‬
‫مختلطة)‪ ،‬أو حتى األسباب الخاصة المتعلقة بشركات األشخاص‪ ،1‬تنقضي الشركة سواء في إطار‬
‫‪2‬‬
‫العالقة الرابطة بين الشركاء أو بالنسبة للغير كذلك‪.‬‬

‫و هذا األمر يقتضي تصفيتها و قسمة موجودتها‪ ،‬بمعنى استيفاء حقوق الشركة وحصر موجوداتها وسد‬
‫ديونها تمهيدا لوضع األموال الصافية بين يدي الشركاء القتسامها وتوزيعها إذا أرادوا‪ ،‬أو استمرار‬
‫احتفاظهم بملكيتها على الشيوع بعد أن انتهت شخصية الشركة تماما بانتهاء التصفية (المبحث األول)‪،‬‬
‫و بعد االنتهاء من التصفية تأتي مرحلة القسمة باعتبارها أثر من أثار انقضاء الشخصية االعتبارية‬
‫للشركة (المبحث الثاني ) ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تصفية الشركة ‪La liquidation de la société‬‬


‫أهم ما ينتج عن انقضاء الشركة التجارية هو اللجوء إلى عملية التصفية‪.‬‬

‫و للتفصيل في عملية التصفية‪ ،‬يجب الوقوف عند مفهومها (المطلب األول)‪ ،‬ثم بيان نظامها القانوني‬
‫(المطلب الثاني)‪ ،‬و أخيرا الوقوف عند عملية التصفية و قفلها (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب ألول ‪ :‬مفهوم التصفية‬


‫نظم المشرع عملية التصفية في الفصول ‪ 6401‬الى ‪ 6401‬من ق ل ع‪ ،‬كما نظمها في المواد ‪116‬‬
‫إلى ‪ 171‬من قانون ‪ 67-59‬المنظم للشركة المساهمة‪.‬‬

‫و لتسهيل عملية التصفية فقد احتفظ المشرع للشركة أثناء هذه العملية بشخصيتها االعتبارية‪ ،‬و أسند مهام‬
‫إتمامها لشخص يعيّنه الشركاء و يحددون مهامه‪ .‬و من ثم‪ ،‬فإن عملية التصفية تقتضي احتفاظ الشركة‬
‫بشخصيتها االعتبارية خالل هذه الفترة‪ ،‬و لعل هذا هو أهم خاصية التي تميز التصفية ‪.‬‬

‫‪ 1‬للتوضيح‪ :‬سبق و أشرنا عند الحديث عن خصائص كل نوع من أنواع الشركات (الرجوع للمحاضرة األولى)‪ ،‬و قلنا على أنه‬
‫بالنسبة لشركات األشخاص قد تنقضي على خالف شركات األموال‪ ،‬إما بوفاة أحد الشركاء أو توقفه عن الدفع أو انسحابه من الشركة‬
‫أو صدور الحكم عليه باإلدانة الخ‪....‬ألن طبيعة هذا النوع من الشركات تقوم على االعتبار الشخصي ‪ ،‬أي على وجود الثقة المتبادلة‬
‫بين الشركة الذين غالبا ما تربطهم عالقة صداقة أو قرابة‪ ،‬و التالي فإن عامل قيام هذا النوع من الشركة هو قائم على االعتبار‬
‫الشخصي و زواله لتحقق أي سبب من األسباب المذكورة يترتب عنه انقضاء الشركة في الحالة التي قد ال تنقضي لو تحققت إحدى‬
‫هذه األسباب في شركات األموال التي ال تقوم على هذا االعتبار‪ ،‬كما هو الحال عند وفاة أحد الشركاء تستمر الشركة رغم وفاته ألنها‬
‫قائمة على االعتبار المالي و ليس الشخصي‪ ،‬لذلك فإن هذه األسباب المشار إليها تخص شركات األشخاص فضال عن األسباب العامة‬
‫التي ركزنا عليها في إطار األحكام العامة‪.‬‬
‫‪ 2‬فبتحقق أحد أسباب االنقضاء‪ ،‬تنقضي الشركة فيما بين الشركاء‪ ،‬و بشهره تنقضي الشركة بالنسبة للغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫و لتحديد مفهوم التصفية بشكل عام‪ ،‬البد بداية من تعريف التصفية (الفقرة األولى)‪ ،‬و تحديد خصائصها‬
‫(الفقرة الثانية)‪ ،‬على أن نخصص (الفقرة الثالثة) لطرق التصفية‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف التصفية‬

‫تدخل الشركة مرحلة التصفية بمجرد تحقق أحد أسباب انقضائها سواء العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى المواد والفصول المنظمة للتصفية والمشار إليها أعاله‪ ،‬نجد أن المشرع المغربي لم يحدد‬
‫ما المقصود بالتصفية‪ ،‬وفي اعتقادنا فقد أحسن صنعا ألن التعاريف من اختصاص الفقه‪.‬‬

‫و قد عرفها البعض بأنها " تحصيل ما للشركة ودفع ما عليها الحتساب موجوداتها وتحويلها إلى نقود‬
‫قصد تقسيمها على الشركاء"‪.‬‬

‫و في تعريف آخر‪ ،‬يمكن اعتبارها بأنها مجموعة من األعمال القانونية التي تقتضيها عملية التصفية‪ ،‬بما‬
‫فيها حصر موجودات الشركة من أصول (ممتلكات) و حقوق و ما عليها من خصوص (ديون) قصد‬
‫استيفاء الحقوق و سداد هذه الديون و وضعها تحت تصرف الشركاء لقسمتها فيما بينهم كل بحسب‬
‫نصيبه و مساهمته في هذه الشركة‪.3‬‬

‫و إذا كان من حيث المبدأ أنه بانقضاء الشركة و حلها تنتهي سلطات المسير أو المسيرين و يحل محله‬
‫المصفّي‪ ،‬فتفقد الشركة شخصيتها االعتبارية و يصبح الشركاء مالكا على الشيوع لموجودات الشركة‪،‬‬
‫حيث تفقد آنذاك الشركة ذمتها المالية بانتهاء شخصيتها االعتبارية‪ .‬الشيء الذي يخول لمختلف الدائنين‬
‫الشخصيين للشركاء إمكانية التنفيذ على موجودات الشركة و مزاحمة دائني الشركة‪.‬‬

‫و أمام هذا الوضع‪ ،‬و تفاديا لإلضرار بدائني الشركة الذي تعاملوا معها كشخص اعتباري متمتعا بذمة‬
‫مالية مستقلة عن ذمم الشركاء المكونين لها‪ ،‬و تفاديا لمزاحمة الدائنين الشخصيين للشركاء لدائني‬
‫الشركة‪ ،‬فقد أبقى المشرع للشركة شخصيتها االعتبارية لهذه الغاية طوال فترة التصفية‪ ،‬بحيث يقتصر‬
‫حق التنفيذ على أموال الشركة على دائنيها فقط‪ ،‬و إذا ما استوفى هؤالء الدائنين حقوقهم‪ ،‬فإن ما تبقى من‬
‫‪4‬‬
‫أموال الشركاء الخاصة يمكن لدائنيهم الشخصيين لهم التنفيذ عليه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬احتفاظ الشركة بشخصيتها االعتبارية خالل فترة التصفية‪.‬‬


‫إن من أهم خصائص التصفية‪ ،‬الشخصية االعتبارية‪ ،‬وهي كما رأينا سابقا عبارة عن وسيلة قانونية‬
‫تهدف إلى إعطاء الشركة صالحية اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات‪.‬‬

‫فإذا كان الغرض من تمتع الشركة بالشخصية االعتبارية هو االعتراف لها بوجود قانوني خاص بها‬
‫مستقل عن الشركاء المكونين لها وذلك لكي تكون لديها القدرة على أن تكون طرفا في العالقات‬

‫‪ 3‬انظر في هذا المعنى‪ ،‬محمود سمير الشرقاوي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ 6501 ،‬ص‬
‫‪ .114‬و محمود مختار البريري‪ :‬الشخصية المعنوية للشركة التجارية‪ ،‬شروط اكتسابها و حدود االحتجاج بها‪ ،‬ذار الفكر الربي‪،‬‬
‫‪ ،6509‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 4‬سامي عبد الباقي أبو صالح‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬جامعة القاهرة –كلية التجارة‪ ،‬طبعة ‪ ،1461‬ص‪ 661‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫القانونية‪ ،‬فإن الشركة في فترة التصفية تعرف وضعا خاصا‪ ،‬حيث احتفظ لها المشرع بشخصيتها‬
‫االعتبارية خالل مدة التصفية بالقدر الذي يستلزم القيام بعملية التصفية‪.‬‬

‫و بناء على ذلك‪ ،‬نقف عند مجموعة من النتائج المترتبة عن احتفاظ الشركة بشخصيتها االعتبارية في‬
‫فترة التصفية‪:‬‬
‫‪ .6‬تفاديا لإلضرار بالشركة و بأصحاب المصالح المتعاملين معها فيما إذا وضع حد لشخصيتها‬
‫االعتبارية بصورة مفاجئة‪ ،‬فبموجب المادة ‪ 111‬من قانون ‪ 67-59‬المنظم لشركة المساهمة‪ ،‬كذلك‬
‫طبقا لما استقرت عليه التشريعات الحديثة منها التشريع الفرنسي‪ 5‬هو احتفاظ الشركة بالشخصية‬
‫االعتبارية حتى تتمكن من ممارسة أعمالها نتيجة لتوفرها على ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء فيها‪،‬‬
‫وذلك لتخصيصها لتصفية نشاط الشركة من خالل بيع األصول وتصفية الخصوم لتسوية مراكزها‬
‫القانونية‪ ،‬على أن تبقى هذه الشخصية للشركة أثناء فترة التصفية بالقدر الالزم إلنهاء عملياتها‪.6‬‬

‫فلو سلمنا بأن الشركة تفقد شخصيتها بمجرد حلها في فترة التصفية ‪ ،‬وأوجب ذلك على دائني الشركة‬
‫رفع دعواهم السترداد أموالهم في مواجهة الشركاء في الشركة باعتبار أنها فقدت شخصيتها االعتبارية‪،‬‬
‫بالتالي ذمتها المالية‪ ،‬وأن الشركاء أصبحوا مالكين ألموال الشركة على الشياع‪ ،‬مما يترتب على ذلك من‬
‫مزاحمة دائني الشركة لباقي الدائنين الشخصيين للشركاء كما قلنا‪ ،‬وبالتالي فإن هذا يفقدهم الضمان العام‬
‫الذي كانت تمثله لهم أموال الشركة وحق التتبع بصورة فردية على أموالها‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬يكون األمر هيّنا إذا احتفظت الشركة المنحلة أو المنقضية بخصائص الشخصية‬
‫االعتبارية‪ ،‬خصوصا تسميتها ومقرها وذمتها‪ ،‬وعلى هذا األساس يحافظ دائنو الشركة على المال‬
‫المشترك كضمان خاص يمكنهم من تجنب مزاحمة الدائنين الشخصيين للشركاء لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬تطرح في هذا الصدد إشكالية الشخصية االعتبارية في مرحلة التصفية‪ ،‬هل هي شخصية كاملة أم‬
‫نسبية؟‬
‫إذ يترتب على انتهاء أمد الشركة وانقضائها تسوية جميع المراكز القانونية‪ ،‬وبما أن تسوية هذه المراكز‬
‫يحتاج إلى فترة زمنية ال يمكن تحديدها بدقة‪ ،‬فإنه البد من احتفاظ الشركة بشخصيتها االعتبارية خالل‬
‫فترة التصفية للمحافظة على مصالح وحقوق أصحاب العالقات في الشركة التي تم حلها‪.‬‬

‫‪ 5‬الرجوع للمادة ‪ 6000‬الفقرة ‪ 0‬من القانون المدني الفرنسي و المادة ‪ 156‬من قانون الشركات الفرنسي حيث جاء في نص هذه‬
‫األخيرة‪:‬‬
‫‪« La dissolution ne met immédiatement fin à la personnalité morale de la société ».‬‬
‫‪ 6‬وهذا ما نص عليه المشرع المغربي في الفصل ‪ 111‬المتعلق بشركة المساهمة في الفقرة الثانية بقوله‪". . :‬تظل الشخصية المعنوية‬
‫للشركة قائمة ألغراض التصفية إلى حين إتمام إجراءاتها"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫غير أن احتفاظ الشركة بالشخصية االعتبارية في فترة التصفية يكون مقتصرا على متطلبات التصفية‪،‬‬
‫بحيث أن هذه الشخصية تكون محصورة في حدود الوجود الضروري للقيام بأعمال التصفية وحماية‬
‫الحقوق المكتسبة‪ ،‬إذ ال يمكن للشركة في هذه المرحلة الشروع في إنجاز عمليات جديدة‪ ،‬ماعدا تلك التي‬
‫لها عالقة مباشرة مع التصفية مثل بيع أصول المقاولة أو تجديد عقود الكراء الخاصة بالشركة‪.‬‬
‫غير أن الشركة تظل مسؤولة عن جميع األعمال التي تهم التصفية‪ ،‬وهذه األعمال بحسب ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 6474‬م ق ل ع‪ ،‬تتجلى في استخالص ديون الشركة والقيام باإلجراءات التحفظية واستدعاء‬
‫دائني الشركة‪ ،‬ودفع ديون الشركة‪.7‬‬
‫‪ -1‬ثم أن نقصان ونسبية الشخصية االعتبارية هاته‪ ،‬تطرح إشكالية مدى إمكانية الشركة في طور‬
‫التصفية إبرام عقود جديدة؟‬
‫فاألصل أن للمصفي الصالحية في إتمام األعمال التي بدأتها الشركة قبل حلها‪ ،‬لكن ال يمكن إبرام عقود‬
‫جديدة لصالح الشركة في طور التصفية‪ ،‬إال إذا كانت هذه العقود نتيجة الزمة إلتمام أعمال سابقة على‬
‫الحل‪ ، 8‬ذلك أن المشرع المغربي نص على استمرارية العقود التي هي في طور اإلنجاز باإلضافة الى‬
‫ذلك إمكانية إبرام عقود جديدة بشرط أن تكون لها عالقة مباشرة بالتصفية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬طرق التصفية‬


‫إذا كانت التصفية تحصيل ما للشركة ودفع ما عليها الحتساب موجوداتها أو أموالها الصافية وتحويلها‬
‫إلى نقود قصد تقسيمها على الشركاء ‪ ،‬فإن هذه التصفية قد تكون ودية أو اتفاقية أو قضائية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التصفية الودية ‪:‬‬
‫التصفية الودية هي التي يتفق الشركاء عليها‪ ،‬بحيث يتفقون على المصفي وعلى طريقة إجراء التصفية‪،‬‬
‫فتنتهي أعمالها بشكل ودي بينهم‪ ،‬ويطلق عليها التصفية العقدية أو االتفاقية ‪.‬‬

‫فهي ال تخضع لإلجراءات الشكلية المعقدة التي قد تحول دون التوصل الرضائي إلى اتفاق ودي‪ ،‬وقد‬
‫يخول القانون لجميع الشركاء حتى من لم يكن مشاركا في اإلدارة‪ ،‬الحق في المشاركة في إجراء‬

‫‪ 7‬جاء في الفصل ‪ 6474‬من ق ل ع ما يلي‪" :‬المصفي يمثل الشركة في طور التصفية‪ ،‬ويتولى إدارتها‪.‬‬
‫والتفويض الممنوح له يشممممل القيام بكل ما يلزم اسمممتنضممماض أموال الشمممركة‪ ،‬ودفع ديونها‪ ،‬وعلى األخص اسمممتيفاء الحقوق‪ ،‬وإنجاز‬
‫األعمال المعلقة‪ ،‬واتخاذ كل اإلجراءات التحفظية التي يقتضممميها الصمممالح المشمممترك‪ ،‬ونشمممر كل ما يلزم من إعالنات السمممتدعاء دائني‬
‫الشممركة للتقدم بحقوقهم عليها‪ ،‬ودفع ديون الشممركة الخالية من النزاع أو المسممتحقة األداء‪ ،‬والبيع قضممائيا لعقارات الشممركة التي تتعذر‬
‫قسممتها بسمهولة وبيع البضمائع الموجودة في المتجر واألدوات‪ .‬والكل مع عدم اإلخالل بالتحفظات التي يتضممنها سند تعيين المصفي‪،‬‬
‫أو القرارات التي يتخذها الشركاء باإلجماع أثناء إجراء التصفية"‪.‬‬
‫‪ 8‬وهو االتجاه الذي سار عليه المشرع المصري (المادة ‪ 919‬فقرة ‪ 1‬القانون المدني)‪ ،‬أما بالنسبة لالجتهاد الفرنسي‪ ،‬فهو يقر بصحة‬
‫العقود الجديدة‪ ،‬إذا كان من شأن ذلك إنجاز علمية التصفية‪ ،‬شريطة عدم تمديد هذه العقود الجديدة من مدة الشركة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫التصفية‪ ،‬وتجري التصفية حسب النص السابق الذكر بواسطة الشركاء جميعا أو بواسطة مصفي يعين‬
‫بإجماعهم ما لم يكن قد حدد من قبل بمقتضى النظام األساسي للشركة‪.9‬‬
‫ثانيا‪:‬التصفية القضائية ‪:‬‬
‫التصفية القضائية تكون عندما يتعذر على الشركاء االتفاق على اختيار المصفي‪ ،‬أو تكون هناك أسباب‬
‫معتبرة تقتضي بأال يعهد بمهمة التصفية لألشخاص المعنين في عقد الشركة‪ ،‬حيث تتم التصفية القضائية‬
‫بناء على طلب أي واحد من الشركاء‪ 10‬أو عندما تقضي المحكمة بحل الشركة وتعمد الى تعيين مصفى‬
‫لها‪.‬‬
‫غير أن المشرع كان يجب عليه في هذا اإلطار تحديد الطريقة التي يعين بها المصفي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة على أن التصفية القضائية للشركات تتشابه مع التصفية القضائية في إطار صعوبات‬
‫المقاولة من حيث اإلجراءات الالزمة‪ ،‬غير أنهما يختلفان من حيث الشخص المكلف بها ففي إطار‬
‫تصفية الشركة يمثلها المصفي‪ ،‬وفي إطار تصفية المقاولة يمثلها السنديك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظام القانوني للمصفي‪.‬‬


‫يتعين على الشركاء بمجرد اتخاذ قرار حل الشركة‪ ،‬تعيين شخص لمباشرة عملية التصفية‪ .‬ومن خالل‬
‫هذا المطلب سنتولى دراسة كيفية تعيين المصفي (الفقرة األولى) وطريقة عزله (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعيين المصفي ‪Nomination de liquidateur‬‬

‫المصفي هو المحرك األساسي لعملية التصفية‪ ،‬إذ تبقى عملية التصفية رهينة بتعيينه‪ ،‬إال أن المشرع‬
‫المغربي لم يعط تعريفا للمصفي‪ ،‬بل اكتفى من خالل الفصل ‪ 6474‬من ق ل ع بتحديد الدور الذي يقوم‬
‫به‪.‬‬

‫وفي اعتقادنا فقد أحسن صنعا ألن التعاريف من اختصاص الفقه‪ ،‬الذي عرفه بأنه‪" :‬ذلك لشخص الذي‬
‫يعينه الشركاء أو المحكمة ليتولى تصفية الشركة‪ ،‬أي إجراء العمليات الالزمة إلنهاء الوجود المادي‬
‫لها "‪.‬‬

‫‪ 9‬نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 6419‬من ق ل ع على ما يلي‪ ":‬لجميع الشركاء حتى من لم يكن مشاركا في اإلدارة‪ ،‬الحق في‬
‫المشاركة في إجراء التصفية‪.‬‬
‫و تجري التصفية بواسطة الشركاء جميعا أو بواسطة مصف يعين بإجماعهم ما لم يكن قد حدد من قبل بمقتضى عقد الشركة‪.‬‬
‫وإذا تعذر اتفاق المعنيين باألمر على اختيار المصفي أو كانت هناك أسباب معتبرة تقتضي أال يعهد بمهمة التصفية لألشخاص‬
‫المعينين في عقد الشركة‪ ،‬فإن التصفية تتم قضاء بناء على طلب أي واحد من الشركاء"‪.‬‬
‫‪ 10‬الفصل ‪ 6419‬ق ل ع‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫ويتم تعيين المصفي وفق الحاالت التالية ‪:‬‬


‫أوال‪ :‬تعيين المصفي وديا‬
‫‪ -‬وذلك في الحاالت التي يتفق فيها األطراف (الشركاء) على تحديد شخص المصفي عند إبرام عقد‬
‫تأسيس الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬أو في الحالة التي يعين فيها عند حلول التصفية بناء على إجماعهم في عقد مستقل‪.‬‬

‫‪-‬كما أن التصفية قد تتم بشكل جماعي من قبل جميع الشركاء طبقا للفصل ‪ 6419‬من ق ل ع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعيين المصفي قضائيا‬
‫يتولى القضاء مهمة تعيين المصفي في الحالة التي يتعذر فيها الشركاء االتفاق على تعيينه بناء على طلب‬
‫أحد الشركاء أو في حالة وجود أسباب معتبرة تحول دون أن يعهد إلى األشخاص المعينين في عقد‬
‫الشركة القيام بمهام المصفي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه بتعيين المصفي يفقد المسير كامل الصالحيات المخولة له‪ ،‬ويصبح حينئذ هو‬
‫الممثل القانوني للشركة في طور التصفية ويتولى إدارتها‪ ،11‬كما يكون ملزما بتمثيل الشركة أمام‬
‫القضاء‪.‬‬
‫وقد يكون المصفي واحدا أو أكثر إذا كانت التصفية معقدة وتتطلب ذلك‪ .‬في هذه الحالة ال يمكنهم العمل‬
‫منفردين ما لم يحصلوا على إذن بذلك‪.‬‬

‫ومن المعلوم أنه في إطار التصفية الودية تم تعيين المصفي إما من طرف الشركاء أو األغيار إال أن‬
‫اإلشكال يطرح في إطار التصفية القضائية‪ ،‬فهل تتقيد المحكمة خالل تعيين المصفي باختياره من ضمن‬
‫األشخاص الممكن تعيينهم في التصفية الودية؟‬
‫هذا اإلشكال أجابت عنه محكمة االستئناف بالرباط في قرار ‪ 14‬يونيو ‪ ،6504‬حيث أقرت بأنه ال يسوغ‬
‫أن يعهد بالتصفية القضائية سوى ألعضاء كتابة ضبط المحكمة ‪ ،‬إال أنه ال يوجد مانع من تعيين بعض‬
‫األشخاص اإلضافيين كمساعدين أو تقنيين يعملون تحت إشراف ومسؤولية المصفين إلعانتهم‪.‬‬
‫وفي حالة الشركة الفعلية فإن تعيين المصفي يكون من طرف المحكمة بطلب من كل ذي مصلحة حتى‬
‫ولو تم التنصيص في النظام األساسي على طريقة التعيين وأيا كانت طريقة تعيين المصفي فقد أوجب‬
‫نشر وثيقة التعيين داخل أجل ‪ 14‬يوما في جريدة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية وكذلك في الجريدة‬
‫الرسمية إذا كانت الشركة تدعو الجمهور لالكتتاب‪.‬‬
‫و يجب أن تتضمن هذه الوثيقة مجموعة من البيانات المنصوص عليها في الفصل ‪ 111‬من قانون ‪-59‬‬

‫‪ 11‬وذلك طبقا للفصل ‪ 6476‬من ق ل ع حيث جاء في الفقرة األولى‪" :‬المصفي يمثل الشركة في طور التصفية‪ ،‬ويتولى إدارتها‪".‬‬

‫‪6‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫‪ ،67‬ويعلم المصفي حاملي األسهم وسندات القرض اإلسمية بنفس البيانات المنصوص عليها في الفصل‬
‫السابق الذكر‪ ،‬وذلك بواسطة رسالة مضمونة‪.‬‬
‫و يتقاضى المصفي أجرا عن األعمال التي يقوم بها في إطار عملية التصفية‪ ،‬وتحدد هذه األجرة من‬
‫طرف الشركاء إذا كنا بصدد تصفية ودية‪ ،‬وإما أن تحددها المحكمة وذلك في إطار التصفية القضائية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عزل المصفي‬


‫يتم عزل المصفي بنفس الطريقة التي عيّن بها‪ ،‬ومن قبل نفس الجهة التي عينته‪ ،‬وقد حدد الفصل‬
‫‪ 6414‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أسباب عزل المصفي وجعلها متمثلة في سوء اإلدارة والخالفات الخطيرة بين‬
‫المتصرفين‪.‬‬
‫ويجب أن يشمل قرار عزل المصفي على قرار تعيين مصفي جديد‪.12‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عمليات التصفية وقفلها‪.‬‬

‫سنخصص الفقرة األولى لعملية التصفية‪ ،‬فيما سنخصص الفقرة الثانية لقفلها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عمليات التصفية‬

‫تتمثل عملية التصفية فضال عن تعيين المصفي و بيان كيفية عزله‪ ،‬في تحديد المهام المخولة للمصفي و‬
‫تحديد مسؤولياته‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مهام المصفي‬

‫و تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪ 12‬نص الفصل ‪ 6414‬من ق ل ع على ما يلي‪:‬‬


‫"ال يجوز عزل المتصرفين المعينين بمقتضى عقد الشركة‪ ،‬إال إذا وجدت له مبررات معتبرة‪ ،‬وبشرط أن يتم بإجماع الشركاء‪.‬‬
‫إال أنه يجوز أن يشمترط في عقد الشمركة منح هذا الحق لألغلبية أو أنه يمكن عزل المتصمرفين المعينين في العقد‪ ،‬كما لو كانوا مجرد‬
‫وكالء‪ ،‬وتعتبر مبررات للعزل األعمال التي تتضممممن سممموء اإلدارة والخالفات الخطيرة التي تقع بين المتصمممرفين‪ ،‬واإلخالل الجسممميم‬
‫الواقع من واحد أو أكثر منهم في أداء واجبات مهامهم واستحالة قيامهم بهذه الواجبات‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬ال يجوز للمتصمرفين المعينين بمقتضممى عقد الشمركة أن يتخلوا عن أداء وظائفهم‪ ،‬ما لم توجد هناك أسممباب معتبرة‬
‫تمنعهم منه‪ ،‬وإال وجب عليهم التعويض لباقي الشمركاء‪ .‬غير أنه يسموغ للمتصرفين الذين يمكن عزلهم وفقا لمشيئة الشركاء أن يتخلوا‬
‫عن وظائفهم في الحدود المقررة للوكالء"‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫إن الحديث عن مهام المصفي‪ ،‬فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو هل بمجرد تسلم المصفي‬
‫لمهامه تعفى أجهزة المراقبة من مهامها؟‬

‫و للجواب على ذلك‪ ،‬فإنه بتسلم المصفي لمهامه يبقى مراقب الحسابات هو اآلخر يواصل لمهامه إلى‬
‫حين قفل التصفية‪ ،‬و هذا ما نص عليه المشرع المغربي‪ ،‬ذلك أن وتنصيص المشرع على هذا‬
‫المقتضى إنما جاء منه تأثرا بالمشرع الفرنسي الذي كرسه في قانون يوليوز ‪ 6511‬في مادته‬
‫‪.041‬‬
‫و حسب الفصل ‪ 6474‬ق‪.‬ل‪.‬ع المشار إليه‪ ،‬فإن المصفي يتولى دفع ديون الشركة واستيفاء الحقوق‬
‫وإنجاز األعمال المعلقة واتخاذ كل اإلجراءات التحفظية التي يقتضيها الصالح المشترك‪ ،‬كما‬
‫يستدعي دائني الشركة للتقدم بما لهم من حقوق وفق مقتضيات الفصل ‪ 6471‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫هذا وفي حالة عدم كفاية أموال الشركة لسداد الديون فإن المصفي يطالب الشركاء بالمبالغ الالزمة‬
‫لتغطية التصفية ‪ ،‬وذلك حسب طبيعة شكل الشركة‪ ،‬أو أن يعقد القروض حسب الفصل ‪6471‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬وتحصيل ديون الشركة من الشركاء والذين ال يستطيعون التمسك بعيب الشركة للتملص‬
‫من ديونهم التي نشأت عن اتفاقهم‪ ،‬كما ال يجوز لهم استرجاع حصصهم قبل الدائنين إال إذا كان أحد‬
‫الشركاء ناقص األهلية أو ضحية عيب من عيوب اإلرادة‪ ،‬كما أنه ال يحق لهم أن يتمسكوا ببطالن‬
‫الشركة في حالة تماطلهم عن تقديم الحصص في الوقت الذي قررت فيه المحكمة بطالن الشركة ‪.‬‬
‫غير أنه وإن كان المصفي هو الذي يمثل الشركة في طور التصفية ويقوم بجميع العمليات‬
‫الضرورية لسيرها‪ ،‬فإنه مع ذلك يبقى من الواجب عليه احترام بعض االستثناءات ويتعلق األمر ‪:‬‬
‫‪-‬احترام القيود والتحفظات التي يتضمنها سند تعيينه‪.‬‬
‫‪-‬احترام القرارات التي يتخذها الشركاء أثناء إجراءات التصفية‪.‬‬
‫‪-‬عدم مباشرة بعض األعمال خاصة تلك الواردة في ‪ 6470‬ق ل ع‪.13‬‬

‫‪ 13‬طبقا للفصممل ‪ 6470‬من ق ل ع فإنه‪ " :‬ليس للمصممفي إجراء الصمملح وال التحكيم‪ ،‬وال أن يتنازل عن التأمينات ما لم يكن ذلك في‬
‫مقابل اسممتيفاء الدين أو في مقابل تأمينات أخرى معادلة‪ ،‬وال أن يبيع دفعة واحدة األصممل التجاري المكلف بتصممفيته وال التفويت على‬
‫وجه التبرع‪ ،‬وال بدء عمليات جديدة‪ ،‬ما لم يؤذن له صممراحة في إجراء شمميء مما سممبق‪ .‬غير أنه يسمموغ له القيام بعمليات جديدة‪ ،‬في‬
‫الحدود التي تسمممتلزمها تصمممفية العمليات المعلقة‪ .‬وعند المخالفة‪ ،‬يتحمل المصمممفي مسمممؤولية عمله‪ ،‬وإذا تعدد المصمممفون‪ ،‬تحملوا بهذه‬
‫المسؤولية على سبيل التضامن فيما بينهم"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫و إلى جانب مجموع االلتزامات السابقة‪ ،‬فإن المصفي يكون ملزما بنشر إعالم قفل التصفية في حالة‬
‫‪14‬‬
‫إنهائها خالل أجل محدد تحت طائلة قيام مسؤوليته‪.‬‬

‫كما يجب عليه إلنهاء التصفية إجراء إحصاء شامل لموجوداتها وإقامة ميزانية ألصولها وخصومها‬
‫لتحديد وضعية الشركة ومركزها النهائي وأن يقدم الحساب النهائي للشركاء‪ ،‬وأن يودع محاسبة‬
‫الشركة ومستنداتها لدى كتابة ضبط المحكمة ‪.‬‬
‫وبخالف ما عليه األمر في مسطرة التصفية المنصوص عليها في مدونة التجارة‪ ،‬نجد أن المصفي‬
‫يقوم بعد استخالصه ألموال الشركة بتسديد ديون دائني الشركة دون أن يكون ملزما بتتبع تسلسل‬
‫معين‪ ،‬ذلك أن األصول في الغالب تكون كافية لكن ال يوجد ما يمنع المصفي من القيام بعملية تصفية‬
‫تقديرية لمعرفة الخصوم الممتازة والمرتهنة أو الممثلة لسلفات مهنية‪ .‬فإن كانت كافية فإنه يسدد‬
‫المطلوب لكل الدائنين وفي الحالة المعاكسة وخاصة إذا كنا أمام شركة محدودة المخاطر أو شركات‬
‫أموال‪ ،‬فإنه يشهر إفالسها‪ ،‬وإذ ذاك تقوم المحكمة باتخاذ التصفية الجماعية لها‪.‬‬
‫و يتضح مما سبق‪ ،‬أن المصفي يعتبر وكيال للشركة حسب مقتضيات ‪ 6470‬ق ل ع‪ ،‬حيث يتحمل‬
‫بكل االلتزامات التي يتحملها الوكيل بأجر‪ ،‬بالنسبة لتقديم حساب ورد ما تسلمه بموجب نيابته ويسأل‬
‫‪15‬‬
‫عن جميع المخالفات التي يرتكبها‪ .‬وإذا كانوا متعددين فإنهم يتحملون هذه المسؤولية بالتضامن‪.‬‬

‫‪ 14‬جاء في المادة ‪ 174‬من قانون ‪ 59-67‬ما يلي‪ " :‬يعمل المصفي‪ ،‬بسعي منه‪ ،‬على نشر إعالن قفل التصفية موقع من طرفه وذلك في‬ ‫‪-‬‬
‫الصحيفة المخول لها نشر اإلعالنات القانونية التي نشر فيها الشهر المنصوص عليه في الفقرة األولى من المادة ‪ 111‬وفي الجريدة الرسمية‬
‫إذا كانت الشركة تدعو الجمهور لالكتتاب‪.‬‬
‫ويتضمن هذا اإلعالن البيانات التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -6‬تسمية الشركة متبوعة عند االقتضاء‪ ،‬بأحرفها األولى؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬شكل الشركة متبوعا ببيان "في طور التصفية"؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬مبلغ رأسمال الشركة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -0‬عنوان المقر االجتماعي للشركة ؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -9‬رقم تقييد الشركة في السجل التجاري ؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬األسماء الشخصية والعائلية للمصفين وعناوينهم ؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -7‬تاريخ ومكان انعقاد الجمعية الختامية إذا قامت بالمصادقة على حسابات المصفي وإال فاإلشارة إلى تاريخ المقرر القضائي المنصوص عليه‬ ‫‪-‬‬
‫في المادة ‪ 115‬مع ذكر المحكمة التي أصدرته؛‬
‫‪ -0‬كتابة ضبط المحكمة التي تم لديها إيداع حسابات المصفين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقسم المتبقي من رأس المال الذاتي‪ ،‬بعد إرجاع القيمة اإلسمية لألسهم‪ ،‬محاصة بين المساهمين‪ ،‬ما لم يوجد في النظام األساسي نص مخالف‪".‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪15‬جاء في الفصل ‪ 6470‬من ق ل ع ما يلي ‪":‬يتحمل المصفي بكل االلتزامات التي يتحمل بها الوكيل بأجر بالنسبة إلى تقديم‬
‫الحساب وإلى رد ما تسلمه بسبب نيابته‪ ،‬وعليه عند انتهاء التصفية أن يجري إحصاء وميزانية تتضمن األصول والخصوم ملخصا‬
‫فيها العمليات التي قام بها‪ ،‬ومحددا فيها المركز النهائي للشركة على ضوء ما يظهر منها"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المصفي‪.‬‬

‫تتمثل مسؤولية المصفي في كل من المسؤولية المدنية و الجنائية‪:‬‬


‫‪ -6‬المسؤولية المدنية‪:‬‬
‫إذا كان قانون االلتزامات والعقود في قسمه المتعلق بالتصفية قد أهمل تحديد مسؤولية المصفي بنص‬
‫صريح عن األخطاء التي يرتكبها بمناسبة مهامه سواء في عالقته بمتصرفي ومساهمي الشركة أو‬
‫في عالقته مع األغيار المتعاملين معها‪ ،‬فإن قانون ‪ 67-59‬المتعلق بشركة المساهمة قد تدارك‬
‫الموقف في مادته ‪ 176/6‬والتي جاء فيها‪" :‬يعتبر المصفي مسؤوال اتجاه الشركة واتجاه األغيار‬
‫على حد سواء عن عواقب األخطاء المحدثة للضرر التي يرتكبها أثناء مزاولة مهامه‪».‬‬
‫وبخصوص طبيعة المسؤولية‪ ،‬هل هي مسؤولية عقدية أم تقصيرية؟ نجد أن أحد الفقه ذهب الى‬
‫القول بأن المصفي يسأل في مواجهة الشركة إذا أساء تدبير شؤونها خالل مدة التصفية وتطبق هنا‬
‫القواعد العامة للمسؤولية العقدية‪ ،‬حيث يعتبر والحالة هذه مخال بأحد بنود العقد أي وثيقة تعينه‪.‬‬

‫كما يسأل عن تعويض الضرر الذي لحق الغير بسبب أخطائه‪ ،‬وتطبق هنا أحكام لمسؤولية‬
‫التقصيرية والمبالغ المحكوم بها تكون ملكا لسائر الشركاء‪.‬‬

‫‪ – 1‬المسؤولية الجنائية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 016‬في فقرتها األولى من قانون ‪ 67.59‬إلى أنه‪ " ،16‬يعاقب بغرامة من ‪ 9444‬الى‬
‫‪ 19444‬درهم مصفي الشركة الذي لم يقم داخل أجل ثالثين يوما من تعيينه‪ ،‬بنشر قرار تعيينه‬
‫مصفيا في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية و في الجريدة الرسمية كذلك إن كانت الشركة‬
‫قد دعت الجمهور لالكتتاب‪ ،‬وإيداع القرارات القاضية بالحل في كتابة ضبط المحكمة و تقييدها في‬
‫السجل التجاري‪.17"..‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قفل التصفية وآثاره‬

‫أوال‪ :‬قفل التصفية‬


‫بعد اختتام أعمال التصفية بتقديم الحساب النهائي للشركاء‪ ،‬وإيداع محاسبة الشركة ودفاترها‬
‫وقوائمها لدى كتابة ضبط المحكمة التي يوجد بها المقر االجتماعي للشركة تنتهي مهمة المصفي‬

‫‪ 16‬تم تغيير وتتميم المادة ‪ 016‬بمقتضى المادة األولى من القانون رقم ‪ ،14.49‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 17‬عالجت هذا النوع من المسؤولية المواد ‪( 010 ،011 ،011 ،016‬ق ‪ )59.67‬المنظم لشركات المساهمة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫الذي يعتبر ملزما في مرحلة القفل بالتزامات الوكيل بأجر من حيث تقديم حساب ورد ما تسلمه‬
‫‪18‬‬
‫بسبب نيابته وإجراء إحصاء وميزانيته تتضمن ملخص للعمليات التي قام بها وذلك‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان المشرع المغربي في الفصل ‪6470‬من ق ل ع‪ ،‬قد حدد أهم إجراءات اختتام‬
‫التصفية‪ ،‬فإنه مع ذلك يبقى قاصرا بالمقارنة مع بعض التشريعات المقارنة كما هو الحال بالنسبة‬
‫للتشريع الفرنسي لسنة ‪ ،6511‬الذي ألزم المصفي بمجرد انتهاء مهمته باستدعاء جمعية ختامية‬
‫يعرض من خاللها على الشركاء الحساب النهائي المتعلق بالتصفية‪ ،‬والتي تقرر إبراء للمصفي‬
‫في حالة خلو أي عارض وتعفيه من مهامه ليتم بعدها إقفال التصفية باإلشهاد على ذلك وفق‬
‫القانون (الشطب من السجل التجاري)‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل أعاله (‪ 6470‬ق ل ع)‪ ،‬نجد أن المشرع قد أغفل العديد من المسائل‬
‫الضرورية في هذا اإلطار‪ ،‬والتي من شأن عدم التنصيص عليها التأثير على حقوق الدائنين وعلى‬
‫عمليات التصفية عموما ويتعلق األمر بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تحديد المشرع لوالية المصفي‪.‬‬


‫‪ -‬كذلك لم يحدد األجل الذي يجب عليه احترامه لتقديم الحسابات وتسليم اموال الشركة المتبقية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنه لم يلزم المصفي باستدعاء الشركاء للموافقة على الحسابات النهائية للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى أنه لم يخضع التصفية وحل الشركة لقواعد الشهر (وتخفيض مدة االحتفاظ‬
‫بدفاترها بكتابة ضبط المحكمة)‪.‬‬

‫غير أنه بالرجوع الى قانون ‪ ، 67/59‬نجد أنه قد أجاب على البعض من هذه التساؤالت المعلقة‬
‫حيث ألزم المصفي باستدعاء الشركاء‪.‬‬
‫كما أن المادة ‪ 115‬من نفس القانون‪ ،‬فرضت جزاء على الجمعيات الختامية إذا رفضت المصادقة‬
‫على حساب المصفي‪ ،‬ثم المادة ‪ 174‬التي ألزمت المصفي بنشر إعالن التصفية (شهرها) مع تعيينه‬
‫لمجموعة من البيانات‪.‬‬
‫لكن ما الحل اذا حصل أن أبرأت الجمعية الختامية المصفي وبعد مرور مدة وجيزة ظهرت مخالفات‬
‫سبق له أن ارتكبها قبل اإلبراء؟‬
‫بعد القيام بعمليات الشهر واإليداع للمقررات القاضية بالحل لدى كتابة الضبط‪ ،‬يتم شطب الشركة من‬

‫‪ 18‬طبقا للفصل ‪ 6470‬من ق ل ع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫السجل التجاري وهنا يطرح التساؤل حول ما إذا كانت الشخصية االعتبارية للشركة تتم حتى بعد‬
‫قفل التصفية أم أنها بالشطب على الشركة من السجل التجاري؟‬

‫ثانيا‪ :‬آثار قفل التصفية‪.‬‬

‫كما ذهب جانب من الفقه إلى أنه بإقفال التصفية وشطب الشركة من السجل التجاري تفقد شخصيتها‬
‫االعتبارية‪ ،‬ذلك أنها كما حصلت على شهادة ميالدها بالقيد في السجل التجاري فإنها تحصل بالمقابل‬
‫على شهادة الوفاة بالشطب‪.‬‬
‫وقد انتقد البعض اآلخر هذا الرأي‪ ،‬ورفضه بشرط حيث اعتبر أن المقتضى الذي يربط قيام‬
‫الشخصية المعنوية بفعل القيد ال يربط سقوطها بفعل الشطب‪ ،‬بحيث إن اعتبر كذلك فإن السجل‬
‫التجاري سينقلب ضد األغيار رغم كونه في األصل مقرر لفادتهم‪ ،‬بما أن من شأن ذلك أن يشجع‬
‫على تهرب الشركة من التزاماتها حيث يتم استعجال إقفال التصفية وشهره‪.‬‬

‫أما القضاء فقد اعتبر أن إقفال التصفية ال يؤثر على شخصيتها االعتبارية وبالتالي عدم إسقاط حقوق‬
‫الدائنين والشركة ذاتها اتجاه المدينين‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المقتضيات المنظمة للسجل التجاري المغربي‪ ،19‬نجدها حددت حاالت شطب‬
‫الشخص االعتباري بعد انصرام أجل ‪ 1‬سنوات من تاريخ تقييد تعديلي لضرورة التصفية‪.‬‬
‫وإذا كانت مهمة المصفي تنتهي بإشهار التصفية‪ ،‬فإنه رغم ذلك يمكن مساءلته عن األخطاء التي‬
‫يكون قد ارتكبها من مزاولة مهامه‪.‬‬

‫وتتقادم دعوى المسؤولية الموجهة ضد المصفين بمرور خمس سنوات ابتداء من تاريخ العمل‬
‫المحدث للضرر وإن وقع كتمانه فمن يوم اكتشافه وإذا كيف بأنه جريمة فبمرور ‪ 14‬سنة‪.‬‬

‫‪ 19‬جاء في المادة ‪ 55‬من مدونة التجارة كما تم تغييرها بمقتضى المادة األولى من القانون رقم ‪ 98-71‬المشار إليه سابقا ما يلي‪:‬‬
‫" يشطب تلقائيا على كل تاجر أو شخص اعتباري‪:‬‬
‫‪ - 1‬ابتداء من اختتام مسطرة التسوية أو التصفية القضائية؛‬
‫‪ - 2‬بعد انصرام أجل سنة واحدة من تاريخ تقييد حل الشركة‪ .‬ويجب أن ال يقل األجل الفاصل بين التشطيب المشار إليه أعاله‪،‬‬
‫وتاريخ نشر محضر تعيين المصفي كما هو منصوص عليه في القوانين الجاري بها العمل عن ‪ 14‬يوما‪.‬‬

‫غير أن للمصممفي أن يطلب تمديد آجال التصممفية‪ ،‬ويكون هذا التمديد صممالحا لسممنة واحدة ما لم يتم تجديده فسممنة‪ .‬ويبت رئيس المحكمة‬
‫في طلب التمديد قبل تسجيله بواسطة تقييد تعديلي"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قسمة موجودات الشركة‬

‫بعد االنتهاء من التصفية‪ ،‬تأتي مرحلة القسمة باعتبارها أثر من أثار انقضاء الشخصية االعتبارية‬
‫للشركة وتأخذ عدة أشكال (المطلب األول)‪ ،‬و تستلزم اتباع مجموعة من القواعد المتبعة لقسمة أموال‬
‫الشركة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بدء عملية القسمة‬


‫بمجرد إعالن قفل التصفية‪ ،‬تنتهي الشخصية االعتبارية للشركة و تنتهي مهمة المصفي من تلك اللحظة‪.‬‬
‫و يتعين على المصفي آنذاك وضع أموال الشركة الصافية بين يدي الشركاء المالكين على الشياع‪ ،‬لتبدأ‬
‫عملية القسمة بعدها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد المتبعة في القسمة‬

‫بعد االنتهاء من التصفية‪ ،‬يحصل كل شريك على مبلغ يعادل الحصة التي قدمها عند تأسيسها سواء كانت‬
‫نقدية أو عينية‪ .‬أما الشريك بالعمل أي الذي قدم حصة صناعية فال يسترد شيئا من رأس المال ألن‬
‫حصته ال تدخل في تركيب رأس المال وإنما كان يسترد حريته في توصية نشاطه ألعمال أخرى‪.‬‬

‫وفي حالة إذا لم يكفي صافي الموجودات ذات للشركة في الوفاء بحصص الشركاء ّ‬
‫وزعت الخسارة بينهم‬
‫بحسب النسبة المقررة في توزيع الخسائر‪.‬‬

‫و في هذا الصدد‪ ،‬ذهبت محكمة النقض في قرار لها إلى أنه‪...." :‬حيث ينعى الطاعنون على القرار‬
‫خرق القانون وفساد تعليله ذلك أنه بني على خبرة عقارية شابها انحياز لفائدة المطلوبين لما افرد لهما‬
‫النصيب األكبر موقعا وإيراد ثم تدارك ذلك لما اعتبر أن هذه القسمة متوقفة على رضى الشركاء وفي‬
‫حالة عدم رضاهم يعرض العقار للبيع بالمزاد العلني بثمن افتتاحي قدره ‪ 1.119.444.44‬درهم ‪،‬‬
‫غير أن المحكمة قضت باستئثار المطلوبين بالحصة المذكورة رغم أن محضر المعاينة االختيارية يثبت‬
‫تداخل أجزاء العقار ومحتويات البلوك ‪ 10‬المخصص للمطلوبين مع البلوك ‪60‬و‪ ،11‬إضافة إلى أن‬
‫البلوكات ‪ 60‬و‪ 14‬و‪ 11‬ال تحظى بأي امتياز خالف بلوك ‪ 10‬المذكور ال من حيث اإلشراف على‬
‫الشارع أو عدد المحالت التجارية وهذه كلها دفوع ووسائل لم يتطرق لها القرار ولم يتحدث عن مقترح‬
‫القسمة ومستنتجات الطالبين مما يتعين نقضه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫السداسي الرابع‬ ‫‪ -‬مادة قانون الشركات التجارية‪-‬‬ ‫الدكتورة نهال اللواح‬

‫حيث سبق للطالبين أن تمسكوا أمام محكمة االستئناف التجارية قبل صدور قرارها المؤرخ في‬
‫‪ 1440/41/45‬بكون الخبرة سلمت أحسن ما تملكه الشركة للمطلوبين وان األنصبة يتعين أن يكون‬
‫عبر القرعة غير أنهم ولئن كانوا بعد نقض القرار المذكورة يتمسكوا أمام محكمة اإلحالة بما جاء في‬
‫موضوع الوسيلة وبعد نقض القرار االستئنافي الصادر للمرة الثانية لم يتمسكوا أمامها بأي دفع من‬
‫الدفوع المذكورة فإنها تبقى مع ذلك ملزمة بنظر جميع الطلبات السابقة التي كانت مقيدة سابقا بالرد عليها‬
‫لما عرضت على محكمة االستئناف في المرة األولى ولو لم تتمسك بها بعد النقض مما يبقى معه‬
‫قرارها الذي لم يتعرض للدفوع المذكورة المثارة قبل مرحلة النقض غير معلل بها الشأن عرضة للنقض‬
‫جزئيا بخصوص ما قضى به من فرز لألنصبة موضوع القسمة‪.‬‬

‫وحيث أن حسن سير العدالة ومصلحة الطرفين يقتضيان إحالة الملف على نفس المحكمة‪.‬‬

‫و لهذه األسباب‪ ،‬قضت محكمة النقض جزئيا بخصوص ما قضى به من فرز األنصبة موضوع القسمة‬
‫والرفض للباقي والصائر مناصفة وإحالة الملف على نفس المحكمة المصدرة له للبت فيه من جديد طبقا‬
‫‪20‬‬
‫للقانون وهي متركبة من هيئة أخرى‪".‬‬

‫انتهت المحاضرات طلبتي األعزاء‬

‫مع خالص المتمنيات لكم بالنجاح و التوفيق‬

‫األستاذة نهال اللواح‬

‫‪ 20‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 74‬الصممادر بتاريخ ‪ 1461/46/65‬في الملف تجاري عدد ‪ ،1464/1/1/570‬مصمممطفى بونجة و‬
‫نهال اللواح‪ :‬منازعات الشركاء في الشركات التجارية من خالل العمل القضائي المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 116‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like