Professional Documents
Culture Documents
3التحصيل الدراسي
3التحصيل الدراسي
دور الجامعة :بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف املطلوبة من املجتمع
The role of the university : between the dialectical of producing
knowledge and achieving the desired goals of society
تاريخ قبول املقال للنشر2017/08/05 : تاريخ إرسال املقال 2017/0/17 :
امللخص :
يؤدي التعليم دورا هاما في تطويراملجتمع وتنميته وذلك من خالل إسهام مؤسساته في تخريج
الكوادر البشرية املدربة على العمل في كافة املجاالت والتخصصات املختلفة وتعد الجامعة من
أهم هذه املؤسسات حيث يناط بها مجموعة من األهداف تتدرج تحت وظائف رئيسية ثالثة هي
التعليم وإعداد القوي البشرية والبحث العلمي إضافة إلي خدمة املجتمع ،وتعد خدمة املجتمع
من أبرز وظائف الجامعة في الوقت الحالي بما توفره من مناخ يتيح ممارسة الديمقراطية وفى
املشاركة الفعالة في الرأي والعمل ،كما تنمى لدى املتعلمين القدرة على املشاركة واإلسهام
في بناء املجتمع وحل مشكالته ،كما تنمى لديهم الرغبة الجادة في البحث عن املعرفة وتحدى
الواقع واستمرار املستقبل في إطار منهج علمي دقيق يراعى الظروف االجتماعية واالقتصادية
والسياسية للمجتمع ،إال أن عالقة الجامعة باملجتمع تحيط بها العقبات والحواجز من كل
جهة ،وتالزمها التعقيدات ما يحول دون التفاعل اإليجابي واملفيد بينهما ،لذا فمن الضروري
العمل على تفعيل دور الجامعة في مجال خدمة املجتمع من خالل التعارف على االحتياجات
واملشكالت التي تواجه املجتمع واملعوقات التي تعوق املجتمع والتغلب على هذه املعوقات
وتلبية احتياجات املجتمع وتقديم الحلول لهذه املشكالت ،خاصة في ظل التطورات العلمية
والتكنولوجية الحاصلة في العالم والتي تفرض على كل من الجامعة واملجتمع املواكبة.
الكلمات املفتاحية :الجامعة -إنتاج املعرفة -املجتمع -األهداف – التطورات العلمية-
االحتياجات – املشكالت.
Abstract :
Education plays an important role in the development of society and its de-
velopment through the contribution of its institutions in the graduation of trained
manpower to work in all fields and different disciplines. The League of the most
important of these institutions where he is entrusted with a set of objectives, rang-
ing under the main functions of three is education and strong preparation of hu-
man and scientific research in addition to community service, and is a community
service of the highlights of the functions of the university at the moment, including
availability of the climate allows the practice of democracy and in the active partici-
pation in the opinion and work, and develop the learners the ability to participate
and contribute in building society and solving its problems, and are developed to
have a serious desire in the search for knowledge and defied reality and the con-
tinuation of the future in the framework of rigorous scientific approach takes into
account social, economic and political conditions of the community, however, the
university community-related surrounded by obstacles and barriers in each hand,
and haunted complexity precludes the positive and useful to their interaction, so it
is necessary to work on activating the role of the university in the field of communi-
ty service through acquaintance on the needs and problems faced by the commu-
nity and the obstacles that hinder the community and to overcome these obstacles
and meet the needs of the community and provide solutions for these problems.,
especially in light of scientific and technological developments in the world and
that it is imposed on both the university and the community escort .
Key words : University - production of knowledge - society - objectives - scientific
developments - needs - problems.
بين إنتاجيتها للمعرفة وخدمة أهداف تصب في خدمة املجتمع وتنميته وتطويره؟ هل يمكن أن
تتجاوز مختلف التحديات وتحقق الجودة املطلوبة وتلبي احتياجات املجتمع؟
-2 -1فرضية البحث:
تحديد األهداف التي تتأسس عليها الجامعة يلزم معه إعادة ترتيب منظومة متكاملة للتعليم
العالي قابلة للتجديد املستمرواإلصالح املتأني واملنسجم مع التغيرات الحاصلة والتي مؤداها في
األخيراالندماج مع املجتمع بغية تطويرالقدرات واملهارات املطلوبة واستغاللها على أكمل وجه .
-3 -1محتويات البحث :
مقدمة
-1أهمية البحث
1 -1مشكلة البحث
2 -1فرضية البحث
3-1محتويات البحث
-2اإلطارالنظري للدراسة
1-2تعريف الجامعة
-2-2نشأة الجامعة.
-3-2ماهية مجتمع املعرفة.
-4أهداف التكوين الجامعي.
-5عالقة الجامعة باملجتمع.
-6العقبات التي تواجه التكامل بين الجامعة واملجتمع:
-7استنتاجات وتوصيات.
-1اإلطارالنظري للدراسة:
-1-1تعريف الجامعة:
الجامعة لغة :مؤنث الجامع ،وهو االسم الذي يلق على املؤسسة الثقافية التي تشتمل على
معاهد التعليم العالي في أهم فروعه ،كالفلسفة والطب والحقوق والهندسة واألدب.
أما اصطالحا :فقد تعددت واختلفت تعاريف العلماء واملفكرين للجامعة فمنهم من
يعرفها على أنها « كل أنواع الدراسات أو التكوين املوجه للبحث التي تتم بعد مرحلة الثانوية
على مستوى مؤسسة جامعية أو تعليمية أخرى معترف بها كمؤسسات التعليم العالي من قبل
1
السلطات الرسمية للدولة ».
الجامعة امتداد طبيعي و منطقي ملؤسسات التعليم املتخصصة ،و التي ظلت تتطور على مر
2
السنين كحصيلة أساسية للمعارف اإلنسانية من حيث اإلنتاج والتطبيق.
وهناك من يعرفها على « أنها مؤسسة إنتاجية تعمل على إثراء املعارف وتطوير التقنيات
وتهيئة الكفاءات مستفيدة من التراكم العلمي اإلنساني في مختلف املجاالت العلمية ،اإلدارية
3
والتقنية ».
والبعض اآلخريعرفها « هي تلك املؤسسة التربوية التي تقدم لطالبها الحاصلين على شهادة
الثانوية العامة وما يعادلها تعليما نظريا معرفيا ثقافيا يتبنى أسسا إيديولوجية وانسانية يالزمه
تدريب منهي ،بهدف إخراجهم إلى الحياة العامة كأفراد منتجين ،فضال عن مساهمتها في معالجة
القضايا الحيوية التي تظهر على فترات متفاوتة في املجتمع وتؤثر على تفاعالت هؤالء الطالب
4
املختلفة ».
2-1نشأة الجامعة:
إن جذور الجامعة تعود إلى مدارس الحكمة في الصين القديمة وفي الهند ومصر وبالد
الرافدين وغيرها ،وأما الحضارة اإلسالمية فقد عرفت الهجرة املحمدية إلى املدينة املنورة نقلة
نوعية كبرى ،في بناء املسجد النبوي الذي شكل النواة الحقيقية للمدارس العربية اإلسالمية
الكبرى والتي تطورت عنها الجامعة بمفهومها العصري حيث كان عليه الصالة والسالم أول من
5
جمع العرب في حلقة ألخذ العلم.
-3-1ماهية مجتمع املعرفة:
تعرف بعض املوسوعات واملعاجم مجتمع املعرفة بأنه « مجموعة من الناس ذوي االهتمامات
َ
املتقاربة يحاولون االستفادة من تجميع معرفتهم سويا بشأن املجاالت التي يهتمون بها ،وخالل
هذه العملية يضيفون املزيد إلى هذه املعرفة ،وبالتالي تصبح املعرفة هي الناتج العقلي لعمليات
209 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
دور الجامعة :بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف العدد السابع
سبتمبر 2017املجلد األول
املطلوبة من املجتمع
اإلدراك والتعلم والتفكير ،وهي أيضا أهم مكونات ذلك املجتمع بمختلف أنشطته (.موسوعة
ويكيبيديا).
إن مجتمع املعرفة هو ذلك املجتمع الذي يقرر بناء سياساته واستراتيجياته املستقبلية
واتخاذ قراراته استنادا إلى حالة معرفية أصيلة ،وهو املجتمع الذي يسعى بكل جدية إلى إنتاج
املعرفة ،ونشرها وتوظيفها ،لإلفادة منها في املجاالت كافة ،وبخاصة املجاالت الحياتية أما
املعرفة فهي محصلة املعلومات واألفكار والنظم الرمزية املتفق عليها ،والتي تهدف في األساس
إلى تنظيم حياة الناس وتوجيهها بشكل رشيد .فاملعرفة يجب أن تسخر في تحسين حياة الناس
ومعيشتهم ،وتنعكس آثارها على حاضرهم ومستقبلهم .املعرفة املفيدة هي التي تقدم تشخيص
للواقع ،واستشرافا ،وهي في ذات الوقت القادرة على تقديم الحلول وبدائلها في ضوء ما هو
6
ممكن.
يعرف عبد الوهاب جودة مجتمع املعرفة :بأنه هو املجتمع الذي يساهم بفاعلية في إنتاج
املعرفة وتطويرها ،وليس مجرد إتقان االستفادة منها ،وحسن استعمالها وتوظيفها ،وقد أصبح
التقدم في العالم اليوم يقاس معاييرالقدرة على إنتاج املعرفة وتحديثها وتراكمها ،وتحول هذا
املجال أي مجال املعرفة إلى محور التنافس بين الدول واملجتمعات املتقدمة التي تتسابق فيما
بينها على اكتساب مصادرالقوة والهيبة والتفوق الحضاري.
ويرى سقراطيس أنه من الضروري وجود أربع خصائص رئيسة في الجامعات الحديثة ،كي
تسهم في بناء مجتمع املعرفة وتشمل هذه الخصائص :عدم التفريق بين البحث العلمي والتعليم
7
،واالستقالل املؤس�سي والحرية األكاديمية إضافة إلى البعد الدولي .
ويقول كابيل سيبال( :التعليم العالي هوالذي يسمح لكل واحد أن يحدد مصيره ويتيح لجميع
األمم أن تتطور .فإنتاج املعرفة يأتي كمصدر نمو وازدهار بعد ملكية رؤؤس األموال وإنتاجية
اليد العاملة .إذ يعد االبتكاراملفتاح الرئيس للتطور.
والوعي بذلك قاد الدول إلى بذل املزيد من الجهود في سبيل إنشاء مؤسسات تعليمية كفيلة
8
بأن تسهم في صناعة املعرفة).
-4أهداف التكوين الجامعي:
للتكوين الجامعي أهداف مستخلصة من املهنة األساسية واملتمثلة في إنتاج ونشر املعرفة
في النقاط التالية :
•الحفاظ على الحضارة اإلنسانية وتنميتها لنشراملعرفة.
9
•تكوين اإلطارات و تهيئتهم لإلطالع بمسؤولياتهم وفق مقتضيات التنمية.
•العمل على توثيق الروابط الثقافية بين مختلف الجامعات ،باإلضافة هناك مجموعة
من األهداف التي تتخذها معظم الفلسفات وتتبناها أكثراملجتمعات.
-1-4أهداف تربوية تعليمية:
إن التربية والتعليم موضوع رئي�سي وله أبعاد عاملية للغاية ،ألنه يهم كل من يعمل لتحسين
ظروف الحياة اإلنسانية في الوقت الحاضرٕ ،واعداد ظروف الحياة في املستقبل 10ولذلك فقد
أم�سى من الضروري أن تنعكس التطورات الجارية في معالجة البيانات واملعلومات على مناهج
التعليم العالي ،بحيث تتضمن مناهج املستقبل التغيرات الحادثة في مجال معالجة املعلومات
ويمكن تركيز املناهج الدراسية في املعاهد العليا والكليات على إدارة مصادر املعلومات وتحليل
11
وتصميم النظم .
2-4أهداف اجتماعية ثقافية:
ينظرللتكوين الجامعي على أنه ضرورة من ضروريات رقي املجتمع وتقدمه ،فنظام التعليم
العالي منظومة واسعة من العالقات والتعاونات أعمق وأشمل من كونها أبنية و معلمين وطالب
وعمال ومن هنا فإن أهداف التعليم العالي األساسية هي التغيير االجتماعي الهادف بمفهومه
الشامل مما يؤدي إلى ازدهاراملجتمع ونموه..
التكوين الجامعي يمد الواقع االجتماعي بالقوى الوطنية والفكرية التي تعمل جاهدة في
12
سبيل التصدي لقضايا الواقع ،وطرح بدائل تغييروتطويرهذا الواقع.
3-4أهداف سوسيو اقتصادية :
من املعروف أن التكوين الجامعي هو الوسيلة الفعالة لضمان اختيار منهي جيد ،يأخذ
في الحسبان قدرات كل فرد وميوله ورغباته ،ضمن تطور الحاجات املتنوعة للمجتمع والتي
تنعكس على متطلبات سوق العمل في ذلك املجتمع.
إن من أولويات أهداف التكوين الجامعي هو ضمان وجود قوى عاملة مدربة تدريبا عاليا في
كافة املهن املطلوبة في سوق
العمل من الفنيين واملختصين االقتصاديين واالجتماعيين والتربويين والعاملين في الحقول
الفكرية والثقافية ،وهذا من شأنه أن يضمن تنمية متكاملة من العلماء للمجتمع بكافة جوانبه
املادية والبشرية.
باستمرار للتفاعل مع عالم يتغير وتتبدل متطلباته وحاجاته وأدواته وأساليبه وآلياته بشكل
16
متسارع .
إن أولى األولويات في مفهوم الجامعة الحديث هو االهتمام باحتياجات املجتمع املتزايدة،
وذلك في سبيل تطوير التعليم العالي ،السيما أن التخطيط االستراتيجي للجامعات يلبي
احتياجات املجتمع ،فالجامعات تعد مصدرا رئيسا وعنصرا مهما من مقومات التنمية
االقتصادية الشاملة عبرمخرجاتها التي تعد مدخالت مهمة لرفع املستوى القومي العام في شتى
املجاالت االقتصادية واالجتماعية والفكرية والثقافية .ويجمع كثيرمن املختصين أن للجامعة
دورا مهما في خدمة املجتمع واإلسهام في عملية التنشئة االجتماعية ونقل الثقافة ،والعمل
على صياغة وتشكيل وعي الطالب ،ونقل املعارف والتقنيات التي تطور في الجامعة بشكل فعال
ألكبرشريحة من املستفيدين لتنمية اقتصاد املعرفة ،وتقديم خدماتها بصورة مباشرة لألفراد
في املجتمع من خالل برامج تدريبية أو برامج تقوم على عرض املهن املطلوبة في املجتمع ال يتوافر
لدى األفراد متطلباتها .وهذا يسهم في ربط الجامعات بمعارف مرتبطة بحركة الحياة املتطورة
،وإبرازقيمة العلم االجتماعية .كما أن الجامعات يمكنها خدمة املجتمع من خالل ربط البحث
العلمي باحتياجات قطاع اإلنتاج والخدمات ،وقد يكون أمثل الوسائل لتحقيق ذلك تخصيص
أماكن في مؤسسات التعليم العالي لشركات ومؤسسات صناعية تتخذ من الجامعة مقرا لها
تتعاون على دراسة املشكالت التي تواجهها قطاعات اإلنتاج املختلفة وتحد من تطورها ،ومن
ثم تعمل على تقديم الحلول لها ،هذا املقرهو الذي يسمى محطة العلوم ،وفي حال تعذرانتقال
الشركات الصناعية للجامعة ،فبإمكان الجامعات االنتقال إليها من خالل السماح ألعضاء هيئة
التدريس بالعمل في الشركات ملدة محددة ،األمر الذي يجعلهم يتعرفون بصورة أفضل على
احتياجات وأولويات الصناعة في الواقع ،وينقلونها إلى الجامعات ،ويجعلونها مدارا لبحوثهم
ونماذج علمية يدرسونها لطالبهم بدال من االقتصار على نظريات مجردة ،تق�ضي مع الزمن إلى
17
عزلة الجامعات عن مجتمعاتها.
-6العقبات التي تواجه التكامل بين الجامعة واملجتمع :
البد أن الواقع يخبرنا بان هناك الكثيرمن املشكالت التي تحول دون التواصل بين الجامعة
واملجتمع ،فتمنع الجامعة من تحقيق األهداف التي يتوخاها املجتمع منها ،كما تقف حائال دون
وقوف املجتمع داعما للجامعة في مساعيها وفي مواجهة التحديات التي تواجهها حصرتها الباحثة
:أميرة محمد علي أحمد حسن في ورقة علمية بعنوان توثيق العالقة بين الجامعة واملجتمع
مقدمة إلى جامعة البحرين – كلية التربية:
أوال :عدم الوعي واملعرفة وإحجام املجتمع عن الجامعة هي الضمان األول لوجود الجامعة في
خريطة املجتمع.
ثانيا :عدم وجود صفة واحدة لتحقيق التكامل بين الجامعة واملجتمع فلكل مجتمع خصوصياته
وتوجهاته التنموية وظروفه االجتماعية وأطره القيمية تؤثر في الجامعة مما يجعل كثير من
املشكالت تحتاج لحلول في مجتمعات عديدة.
ثالثا :شح اإلمكانيات املادية للجامعات األمرالذي يحد من توثيق العالقة بينها وبين املجتمع.
رابعا :ضيق نظرة كثير من الناس وخاصة أفراد املجتمع حيث ينظرون إلى الجامعة على أنها
أساس يمر من خالله الطالب للحصول على شهادة جامعية تؤهله للحصول على عمل مما
يجعل الطالب يكرس جهده لتحصيل املعرفة وال يعطي اهتمام للبحث والتفكيرالعلمي.
خامسا :وجود فجوة في الحياة الجامعية واملجتمع ومتطلباته يجعلها جاهلة بكل ما يحدث في
املجتمع وتكون النتيجة فشل الجامعة في توثيق صلتها باملجتمع وحل مشاكله.
وترى الباحثة أن املشكالت السابقة تختلف في أهميتها ومدى تأثيرها على الجامعة فقد تكون
عظيمة األثر فنجد من تقوية وتوثيق الصلة بينا وبين املجتمع وقد تكون قليلة األثر فيكون
تأثيرها غيرملموس ثم إن بعض املشكالت يمكن تلمس الحلول املناسبة والواقعية لها إذا حاولنا
18
حل املشكالت وأخلصنا في إيجاد الحلول وهنا تسمو رسالة الجامعة في التكامل والتزاوج.
-7استنتاجات وتوصيات:
أصبحت الجامعات من أهم املصادر األساسية لتطوير املجتمع في شتى مجاالت الحياة
وانعكاساتها ملا تمتلكه هذه املؤسسات من دور مهم وفاعل ومتميز في التنمية الشاملة في
الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها ،ومن أهم املناخات املالئمة
للحفاظ على القيم واألفكارالتي يسعى املجتمع إلى تعزيزها وتربية األجيال املتالحقة عليها لغرض
محافظته على هويته التي تميزه عن املجتمعات األخرى والتي يعتز بها ويعتبرها احد مقومات
السيادة الوطنية ،وكذلك فهي منارا اللتقاء الخبرات والتواصل العلمي والثقافي مع املجتمعات
األخرى ممثلة باملؤسسات التعليمية العاملة فيها لالستفادة مما توصلت له تلك املؤسسات
في مجتمعاتها ونقل ما يتناسب منها مع احتياجات وتطلعات املجتمع لتكون في متناول أبناء
املجتمع .
وفي ضوء ذلك فان الجامعات تؤدي دورا كبيرا وأساسيا في إعداد الكوادر البشرية
وتطويرها لتساهم من خاللها في تطوير حركة التقدم العلمي والتكنولوجي والثقافي ألي مجتمع
من املجتمعات .ولقد تعزز دور الجامعات بهذا الخصوص وخاصة بعد تسارع حركة التطور
العلمي والتكنولوجي في العالم من خالل إعداد الطاقات البشرية املؤهلة للتعامل مع مفرداتها
و افرازاتها .
من خالل مشاركتهم بها إلى املساهمة في حل ولو جزء بسيط من بعض املشكالت التي يتعرض
لها املجتمع وأن تنشر نتائج وتوصيات هذه املؤتمرات والندوات في وسائل اإلعالم املختلفة
املقروءة واملسموعة واملرئية لغرض اطالع عموم أبناء املجتمع وأصحاب العالقة على نتائجها
وتوصياتها .
ولكي تساهم الجامعات في تطوير املجتمع ينبغي عليها العمل على دمج أساتذتها بصورة
مستمرة في ميادين العمل واإلنتاج املختلفة وكل حسب تخصصه وتوجهاته واهتماماته لغرض
االستفادة من خبراتهم في تطوير هذه القطاعات والقيام بإجراء البحوث واملساهمات املشتركة
بين أساتذة الجامعات والعاملين في هذه القطاعات لغرض نقل الخبرة وتبادل الرأي فيما بينهم
وبما يسهم في دفع عجلة اإلنتاج في هذه القطاعات وكذلك اإليحاء بأفكار جديدة لألساتذة
كمشاريع بحوث علمية مستقبلية نتيجة اختالطهم بحقل العمل واالندماج في ظروفه ومشكالته
ومعوقات العمل فيه .
الهوامش:
1محمد بوعشة ،أزمة التعليم العالي في الجزائروالعالم العربي ،ط ،1دارالجبل ،بيروت،2000،ص 10
2فضيل دليو وآخرون ،الجامعة تنظيمها وهيكلتها ،مجلة الباحث اإلجتماعية ،دائرة البحث قسنطينة ،الجزائر ،العدد، 1995، 1
ص .205
3فضيل دليو وآخرون ،املشاركة الديمقراطية في تسييرالجامعة ،ط ،1مخبرعلم االجتماع واالتصال ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،
،2006ص .79
4وفاء محمد البرادعي ،دور الجامعة في مواجهة التطرف الفكري ،ط ،1داراملعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،2002 ،ص.290
5فضيل دليو وآخرون ،إشكالية املشاركة الديمقراطية في الجامعة الجزائرية ،منشورات جامعة منتوري قسنطينة ،الجزائر .فيفري
، 2001ص.3
6مجتمع املعرفة :التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي ،املؤتمرالعلمي الدولي األول لكلية اآلداب والعلوم
االجتماعية ،جامعة السلطان قابوس ،سلطنة عمان م،م 4 -2 ،2ديسمبر .2007 ،على موقعhttps://www.squ.edu.om/Por� :
tals/50/pdf/Second%20Book.pdf
7عبد القادرالفنتوخ ،الجامعة ومجتمع املعرفة //: http www.fantookh.com :
8الوظيفة الثالثة ،اململكة العربية السعودية ،وزارة التعليم العالي وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات ،اإلدارة العامة للتخطيط
واإلحصاء، 2013 .ص. 7
9مصطفى ا زيد« ،التنمية االجتماعية ونظام التعليم الرسمي في الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1986 ،ص.49
10عبد القادرحسين ياسين ،التربية والتنمية في العالم الثالث ،مجلة التربية ،اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم ،قطر،ع ،95
ديسمبر ،1990ص.167
11عبد التواب شرف الدين ،التعليم في عصراملعلومات ،مجلة التربية ،اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم ،قطر،1993،
ع، 105ص119
12شبل بدران و كمال نجيب ،التعليم الجامعي و تحديات املستقبل ،دارالوفاء للطباعة والنشر ،القاهرة ،مصر، 2006،ص .36
13منيرمحمود بدري السيد ،دور الجامعة ين تحديات الواقع وآفاق املستقبل :رؤية نظرية ،املؤتمرالسنوي الثامن عشرللبحوث
السياسية :التعليم العالي في مصر :خريطة الواقع واستشراف املستقبل ،مركزالبحوث والدراسات السياسية ،القاهرة.2005 ،
14عبد العزيزأبو نبعة ،إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم ،بحث مقدم ملؤتمرالتعليم العالي في الوطن العربي في ضوء
متغيرات العصر ،جامعة اإلمارات .1998 ،
15أبو هالل وآخرون ،مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل املحلي دراسة تحليلية ،مركزالبحوث والدراسات الفلسطينية
،سلسلة تقاريراألبحاث رقم (،1998 ،)9ص .89-84
16مجدي ابراهيم ،تطويرالتعليم العالي عصرالعوملة ،مكتبة االنجلو مصرية ،القاهرة ،2000،ص.23
17للمزيد انظر :الوظيفة الثالثة ،اململكة العربية السعودية ،وزارة التعليم العالي وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات ،اإلدارة
العامة للتخطيط واإلحصاء. 2013 .
18للمزيد انظرالورقة على املوقع :
http//:sustech.edu/staff_publications.2009110616405454/pdf