Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬

‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬


‫املطلوبة من املجتمع‬

‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف املطلوبة من املجتمع‬
‫‪The role of the university : between the dialectical of producing‬‬
‫‪knowledge and achieving the desired goals of society‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2017/08/05 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2017/0/17 :‬‬

‫العلمي فريدة ‪ /‬طالبة دكتوراه جامعة باتنة ‪1‬‬


‫روابحي رزيقة ‪ /‬طالبة دكتوراه جامعة الجزائر‪3‬‬

‫امللخص ‪:‬‬
‫يؤدي التعليم دورا هاما في تطويراملجتمع وتنميته وذلك من خالل إسهام مؤسساته في تخريج‬
‫الكوادر البشرية املدربة على العمل في كافة املجاالت والتخصصات املختلفة وتعد الجامعة من‬
‫أهم هذه املؤسسات حيث يناط بها مجموعة من األهداف تتدرج تحت وظائف رئيسية ثالثة هي‬
‫التعليم وإعداد القوي البشرية والبحث العلمي إضافة إلي خدمة املجتمع‪ ،‬وتعد خدمة املجتمع‬
‫من أبرز وظائف الجامعة في الوقت الحالي بما توفره من مناخ يتيح ممارسة الديمقراطية وفى‬
‫املشاركة الفعالة في الرأي والعمل ‪ ،‬كما تنمى لدى املتعلمين القدرة على املشاركة واإلسهام‬
‫في بناء املجتمع وحل مشكالته ‪ ،‬كما تنمى لديهم الرغبة الجادة في البحث عن املعرفة وتحدى‬
‫الواقع واستمرار املستقبل في إطار منهج علمي دقيق يراعى الظروف االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية للمجتمع‪ ،‬إال أن عالقة الجامعة باملجتمع تحيط بها العقبات والحواجز من كل‬
‫جهة ‪ ،‬وتالزمها التعقيدات ما يحول دون التفاعل اإليجابي واملفيد بينهما ‪،‬لذا فمن الضروري‬
‫العمل على تفعيل دور الجامعة في مجال خدمة املجتمع من خالل التعارف على االحتياجات‬
‫واملشكالت التي تواجه املجتمع واملعوقات التي تعوق املجتمع والتغلب على هذه املعوقات‬
‫وتلبية احتياجات املجتمع وتقديم الحلول لهذه املشكالت‪ ،‬خاصة في ظل التطورات العلمية‬
‫والتكنولوجية الحاصلة في العالم والتي تفرض على كل من الجامعة واملجتمع املواكبة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الجامعة ‪ -‬إنتاج املعرفة ‪ -‬املجتمع‪ -‬األهداف – التطورات العلمية‪-‬‬
‫االحتياجات – املشكالت‪.‬‬

‫‪205‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫ بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬: ‫دور الجامعة‬ ‫العدد السابع‬
‫ املجلد األول‬2017‫سبتمبر‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

Abstract :
Education plays an important role in the development of society and its de-
velopment through the contribution of its institutions in the graduation of trained
manpower to work in all fields and different disciplines. The League of the most
important of these institutions where he is entrusted with a set of objectives, rang-
ing under the main functions of three is education and strong preparation of hu-
man and scientific research in addition to community service, and is a community
service of the highlights of the functions of the university at the moment, including
availability of the climate allows the practice of democracy and in the active partici-
pation in the opinion and work, and develop the learners the ability to participate
and contribute in building society and solving its problems, and are developed to
have a serious desire in the search for knowledge and defied reality and the con-
tinuation of the future in the framework of rigorous scientific approach takes into
account social, economic and political conditions of the community, however, the
university community-related surrounded by obstacles and barriers in each hand,
and haunted complexity precludes the positive and useful to their interaction, so it
is necessary to work on activating the role of the university in the field of communi-
ty service through acquaintance on the needs and problems faced by the commu-
nity and the obstacles that hinder the community and to overcome these obstacles
and meet the needs of the community and provide solutions for these problems.,
especially in light of scientific and technological developments in the world and
that it is imposed on both the university and the community escort .
Key words : University - production of knowledge - society - objectives - scientific
developments - needs - problems.

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


206
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫مق ــدمة ‪:‬‬


‫إن التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في عاملنا املعاصر‪ ،‬أصبح امليزة األساسية له ‪،‬‬
‫كما أنه أحدث تغيرات جوهرية عميقة في شتى املجاالت االقتصادية واالجتماعية ‪،‬السياسية‬
‫والتقنية ‪ ،‬والثقافية ‪ ،‬وقد أخرجت هذه التغيرات مجموعة من املفاهيم والصيغ مثل تكنولوجيا‬
‫االتصاالت ‪ ،‬التنمية البشرية ‪ ،‬اقتصاد املعرفة ‪ ،‬الثورة املعلوماتية ‪ ،‬العوملة ‪ ،‬التنمية املستدامة‬
‫إلى غير ذلك من املفاهيم التي أعطت ميزة « مجتمع املعرفة « للمجتمع املعاصر ‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يشكل نظاما أساسه املعلومات واملعرفة بمختلف تطبيقاتها والتي لها اثر كبير في حياة اإلنسان‬
‫وتطورها‪ .‬وتشهد املجتمعات في عصرنا الحالي تقدما تكنولوجيا ومعرفيا هائال ال تتحكم فيه‬
‫بالضرورة الثروات الطبيعية واملالية بقدر ما يعتمد على الثروة البشرية القادرة على إنتاج‬
‫املعارف وإعادة إنتاجها والتحكم في املعلومات واستغاللها لزيادة وترقية اإلنتاجية بمختلف‬
‫القطاعات وبالتالي تحقيق الثروة االقتصادية التي تسمح بتحقيق الرفاه االجتماعي للمجتمع ‪،‬‬
‫ومن جانب ثان بلوغ مستوى جيد من التقدم العلمي والتقني واالستفادة منه في تطويرمختلف‬
‫ُ‬
‫جوانب الحياة االجتماعية والسياسية للمجتمعات ‪ .‬وفي هذا اإلطار تسند إلى الجامعة مهمات‬
‫تلبية هذه الحاجيات في إطار تنمية املجتمع واملساهمة في تطويره ‪ ،‬واالرتقاء به إلى مستويات‬
‫عالية استجابة للمتغيرات العلمية ‪ ،‬وباعتبارالجامعة فضاء إلنتاج املعرفة وإعادة إنتاجها فقد‬
‫أصبح لزاما عليها العمل على تكوين نخب بمؤهالت علمية وعملية وبمستوى يتوافق والتطورات‬
‫العلمية الحاصلة حيث أن املجتمع ينتظر منها الكثير ملواجهة التحديات وتحقيق أهدافه‬
‫وتطلعاته الجديدة في عالم ال مكان فيه للمتأخرين‪.‬‬
‫‪ -1‬أهمية البحث ‪:‬‬
‫تأتي أهمية البحث املطروح كون الجامعة ستظل أساس النهضة باعتبارها ركنا أساسيا من‬
‫أركان بناء الدولة العصرية القائمة على الفكر املتطور واملتجدد‪،‬وعلى املشاركة املجتمعية في‬
‫إطاراإليمان املتزايد بأن العمل على تنمية الرأسمال البشري هو أحد الدعائم الرئيسة للتنمية‬
‫الشاملة بأبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وهذا ما يتيح في محصلته مزيدا من‬
‫االندماج مع العالم الخارجي ويعزز من االنفتاح على الحضارات والثقافات بين املجتمعات‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫من البديهي القول بأن الجامعة فضاء إلنتاج املعرفة ‪ ،‬ومكان تجتمع فيه معاني العلم‬
‫والبحث عن الحقيقة ومن املعروف أن الجامعة تسطرأهدافها ولها وظائفها‪ ،‬وباعتبارالجامعة‬
‫ترتبط مع املجتمع ارتباطا وثيقا بشكل أو بآخر ‪ ،‬على اختالف بيئات تواجدها وانطالقا من‬
‫هذين املتغيرين تظهرلنا مجموعة من التساؤالت ‪ :‬ما أهمية الجامعة وما دورها؟ هل ما تقدمه‬
‫الجامعة يخدم فعال املجتمع؟ بين ماهو مسطر وماهو منتظر ‪ ،‬هل يمكن للجامعة أن توفق‬

‫‪207‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬ ‫العدد السابع‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫بين إنتاجيتها للمعرفة وخدمة أهداف تصب في خدمة املجتمع وتنميته وتطويره؟ هل يمكن أن‬
‫تتجاوز مختلف التحديات وتحقق الجودة املطلوبة وتلبي احتياجات املجتمع؟‬
‫‪ -2 -1‬فرضية البحث‪:‬‬
‫تحديد األهداف التي تتأسس عليها الجامعة يلزم معه إعادة ترتيب منظومة متكاملة للتعليم‬
‫العالي قابلة للتجديد املستمرواإلصالح املتأني واملنسجم مع التغيرات الحاصلة والتي مؤداها في‬
‫األخيراالندماج مع املجتمع بغية تطويرالقدرات واملهارات املطلوبة واستغاللها على أكمل وجه ‪.‬‬
‫‪ -3 -1‬محتويات البحث ‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ -1‬أهمية البحث‬
‫‪ 1 -1‬مشكلة البحث‬
‫‪ 2 -1‬فرضية البحث‬
‫‪ 3-1‬محتويات البحث‬
‫‪ -2‬اإلطارالنظري للدراسة‬
‫‪ 1-2‬تعريف الجامعة‬
‫‪ -2-2‬نشأة الجامعة‪.‬‬
‫‪ -3-2‬ماهية مجتمع املعرفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداف التكوين الجامعي‪.‬‬
‫‪ -5‬عالقة الجامعة باملجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬العقبات التي تواجه التكامل بين الجامعة واملجتمع‪:‬‬
‫‪ -7‬استنتاجات وتوصيات‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪208‬‬
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫‪ -1‬اإلطارالنظري للدراسة‪:‬‬
‫‪ -1-1‬تعريف الجامعة‪:‬‬
‫الجامعة لغة ‪ :‬مؤنث الجامع ‪ ،‬وهو االسم الذي يلق على املؤسسة الثقافية التي تشتمل على‬
‫معاهد التعليم العالي في أهم فروعه‪ ،‬كالفلسفة والطب والحقوق والهندسة واألدب‪.‬‬
‫أما اصطالحا ‪ :‬فقد تعددت واختلفت تعاريف العلماء واملفكرين للجامعة فمنهم من‬
‫يعرفها على أنها « كل أنواع الدراسات أو التكوين املوجه للبحث التي تتم بعد مرحلة الثانوية‬
‫على مستوى مؤسسة جامعية أو تعليمية أخرى معترف بها كمؤسسات التعليم العالي من قبل‬
‫‪1‬‬
‫السلطات الرسمية للدولة »‪.‬‬
‫الجامعة امتداد طبيعي و منطقي ملؤسسات التعليم املتخصصة‪ ،‬و التي ظلت تتطور على مر‬
‫‪2‬‬
‫السنين كحصيلة أساسية للمعارف اإلنسانية من حيث اإلنتاج والتطبيق‪.‬‬
‫وهناك من يعرفها على « أنها مؤسسة إنتاجية تعمل على إثراء املعارف وتطوير التقنيات‬
‫وتهيئة الكفاءات مستفيدة من التراكم العلمي اإلنساني في مختلف املجاالت العلمية ‪ ،‬اإلدارية‬
‫‪3‬‬
‫والتقنية »‪.‬‬
‫والبعض اآلخريعرفها « هي تلك املؤسسة التربوية التي تقدم لطالبها الحاصلين على شهادة‬
‫الثانوية العامة وما يعادلها تعليما نظريا معرفيا ثقافيا يتبنى أسسا إيديولوجية وانسانية يالزمه‬
‫تدريب منهي ‪ ،‬بهدف إخراجهم إلى الحياة العامة كأفراد منتجين ‪ ،‬فضال عن مساهمتها في معالجة‬
‫القضايا الحيوية التي تظهر على فترات متفاوتة في املجتمع وتؤثر على تفاعالت هؤالء الطالب‬
‫‪4‬‬
‫املختلفة »‪.‬‬
‫‪ 2-1‬نشأة الجامعة‪:‬‬
‫إن جذور الجامعة تعود إلى مدارس الحكمة في الصين القديمة وفي الهند ومصر وبالد‬
‫الرافدين وغيرها‪ ،‬وأما الحضارة اإلسالمية فقد عرفت الهجرة املحمدية إلى املدينة املنورة نقلة‬
‫نوعية كبرى‪ ،‬في بناء املسجد النبوي الذي شكل النواة الحقيقية للمدارس العربية اإلسالمية‬
‫الكبرى والتي تطورت عنها الجامعة بمفهومها العصري حيث كان عليه الصالة والسالم أول من‬
‫‪5‬‬
‫جمع العرب في حلقة ألخذ العلم‪.‬‬
‫‪ -3-1‬ماهية مجتمع املعرفة‪:‬‬
‫تعرف بعض املوسوعات واملعاجم مجتمع املعرفة بأنه « مجموعة من الناس ذوي االهتمامات‬
‫َ‬
‫املتقاربة يحاولون االستفادة من تجميع معرفتهم سويا بشأن املجاالت التي يهتمون بها ‪ ،‬وخالل‬
‫هذه العملية يضيفون املزيد إلى هذه املعرفة ‪ ،‬وبالتالي تصبح املعرفة هي الناتج العقلي لعمليات‬
‫‪209‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬ ‫العدد السابع‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫اإلدراك والتعلم والتفكير ‪ ،‬وهي أيضا أهم مكونات ذلك املجتمع بمختلف أنشطته ‪ (.‬موسوعة‬
‫ويكيبيديا)‪.‬‬
‫إن مجتمع املعرفة هو ذلك املجتمع الذي يقرر بناء سياساته واستراتيجياته املستقبلية‬
‫واتخاذ قراراته استنادا إلى حالة معرفية أصيلة‪ ،‬وهو املجتمع الذي يسعى بكل جدية إلى إنتاج‬
‫املعرفة‪ ،‬ونشرها وتوظيفها‪ ،‬لإلفادة منها في املجاالت كافة‪ ،‬وبخاصة املجاالت الحياتية أما‬
‫املعرفة فهي محصلة املعلومات واألفكار والنظم الرمزية املتفق عليها‪ ،‬والتي تهدف في األساس‬
‫إلى تنظيم حياة الناس وتوجيهها بشكل رشيد‪ .‬فاملعرفة يجب أن تسخر في تحسين حياة الناس‬
‫ومعيشتهم‪ ،‬وتنعكس آثارها على حاضرهم ومستقبلهم‪ .‬املعرفة املفيدة هي التي تقدم تشخيص‬
‫للواقع ‪ ،‬واستشرافا ‪ ،‬وهي في ذات الوقت القادرة على تقديم الحلول وبدائلها في ضوء ما هو‬
‫‪6‬‬
‫ممكن‪.‬‬
‫يعرف عبد الوهاب جودة مجتمع املعرفة ‪ :‬بأنه هو املجتمع الذي يساهم بفاعلية في إنتاج‬
‫املعرفة وتطويرها ‪ ،‬وليس مجرد إتقان االستفادة منها ‪ ،‬وحسن استعمالها وتوظيفها ‪ ،‬وقد أصبح‬
‫التقدم في العالم اليوم يقاس معاييرالقدرة على إنتاج املعرفة وتحديثها وتراكمها ‪ ،‬وتحول هذا‬
‫املجال أي مجال املعرفة إلى محور التنافس بين الدول واملجتمعات املتقدمة التي تتسابق فيما‬
‫بينها على اكتساب مصادرالقوة والهيبة والتفوق الحضاري‪.‬‬
‫ويرى سقراطيس أنه من الضروري وجود أربع خصائص رئيسة في الجامعات الحديثة ‪ ،‬كي‬
‫تسهم في بناء مجتمع املعرفة وتشمل هذه الخصائص‪ :‬عدم التفريق بين البحث العلمي والتعليم‬
‫‪7‬‬
‫‪ ،‬واالستقالل املؤس�سي والحرية األكاديمية إضافة إلى البعد الدولي ‪.‬‬
‫ويقول كابيل سيبال‪( :‬التعليم العالي هوالذي يسمح لكل واحد أن يحدد مصيره ويتيح لجميع‬
‫األمم أن تتطور ‪.‬فإنتاج املعرفة يأتي كمصدر نمو وازدهار بعد ملكية رؤؤس األموال وإنتاجية‬
‫اليد العاملة ‪.‬إذ يعد االبتكاراملفتاح الرئيس للتطور‪.‬‬
‫والوعي بذلك قاد الدول إلى بذل املزيد من الجهود في سبيل إنشاء مؤسسات تعليمية كفيلة‬
‫‪8‬‬
‫بأن تسهم في صناعة املعرفة)‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداف التكوين الجامعي‪:‬‬
‫للتكوين الجامعي أهداف مستخلصة من املهنة األساسية واملتمثلة في إنتاج ونشر املعرفة‬
‫في النقاط التالية ‪:‬‬
‫ •الحفاظ على الحضارة اإلنسانية وتنميتها لنشراملعرفة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ •تكوين اإلطارات و تهيئتهم لإلطالع بمسؤولياتهم وفق مقتضيات التنمية‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪210‬‬
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫ •العمل على توثيق الروابط الثقافية بين مختلف الجامعات ‪ ،‬باإلضافة هناك مجموعة‬
‫من األهداف التي تتخذها معظم الفلسفات وتتبناها أكثراملجتمعات‪.‬‬
‫‪ -1-4‬أهداف تربوية تعليمية‪:‬‬
‫إن التربية والتعليم موضوع رئي�سي وله أبعاد عاملية للغاية‪ ،‬ألنه يهم كل من يعمل لتحسين‬
‫ظروف الحياة اإلنسانية في الوقت الحاضر‪ٕ ،‬واعداد ظروف الحياة في املستقبل‪ 10‬ولذلك فقد‬
‫أم�سى من الضروري أن تنعكس التطورات الجارية في معالجة البيانات واملعلومات على مناهج‬
‫التعليم العالي ‪ ،‬بحيث تتضمن مناهج املستقبل التغيرات الحادثة في مجال معالجة املعلومات‬
‫ويمكن تركيز املناهج الدراسية في املعاهد العليا والكليات على إدارة مصادر املعلومات وتحليل‬
‫‪11‬‬
‫وتصميم النظم ‪.‬‬
‫‪ 2-4‬أهداف اجتماعية ثقافية‪:‬‬
‫ينظرللتكوين الجامعي على أنه ضرورة من ضروريات رقي املجتمع وتقدمه‪ ،‬فنظام التعليم‬
‫العالي منظومة واسعة من العالقات والتعاونات أعمق وأشمل من كونها أبنية و معلمين وطالب‬
‫وعمال ومن هنا فإن أهداف التعليم العالي األساسية هي التغيير االجتماعي الهادف بمفهومه‬
‫الشامل مما يؤدي إلى ازدهاراملجتمع ونموه‪..‬‬
‫التكوين الجامعي يمد الواقع االجتماعي بالقوى الوطنية والفكرية التي تعمل جاهدة في‬
‫‪12‬‬
‫سبيل التصدي لقضايا الواقع‪ ،‬وطرح بدائل تغييروتطويرهذا الواقع‪.‬‬
‫‪3-4‬أهداف سوسيو اقتصادية ‪:‬‬
‫من املعروف أن التكوين الجامعي هو الوسيلة الفعالة لضمان اختيار منهي جيد‪ ،‬يأخذ‬
‫في الحسبان قدرات كل فرد وميوله ورغباته‪ ،‬ضمن تطور الحاجات املتنوعة للمجتمع والتي‬
‫تنعكس على متطلبات سوق العمل في ذلك املجتمع‪.‬‬
‫إن من أولويات أهداف التكوين الجامعي هو ضمان وجود قوى عاملة مدربة تدريبا عاليا في‬
‫كافة املهن املطلوبة في سوق‬
‫العمل من الفنيين واملختصين االقتصاديين واالجتماعيين والتربويين والعاملين في الحقول‬
‫الفكرية والثقافية‪ ،‬وهذا من شأنه أن يضمن تنمية متكاملة من العلماء للمجتمع بكافة جوانبه‬
‫املادية والبشرية‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬ ‫العدد السابع‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫‪ -5‬عالقة الجامعة باملجتمع‪:‬‬


‫تعتبرالجامعة حجراألساس بالنسبة ألي مجتمع يطمح للنهوض ‪ ،‬ويصبو إلى تحقيق التنمية‬
‫في كل املجاالت فهي نظام مفتوح ومتفتح يسمح بالتبادل واالتصال ‪ ،‬وال يمكن أن تحقق‬
‫األهداف املرجوة منها واملسندة إليها إال من خالل املحافظة على جودة املعرفة العلمية وتطويرها‬
‫ألجل استخدامها في النهوض باملجتمع ‪ ،‬وهذه الوظائف ال يمكن أن تؤديها الجامعة إال في ظل‬
‫توفر مجموعة من العوامل والشروط تعود في جانب منها إلى الهياكل والتنظيمات ‪ ،‬وفي جانب‬
‫آخرمنها إلى عناصرالعملية التكوينية واإلنتاج املعرفي الذي تضمنه وتقدمه ‪ ،‬والجو العام الذي‬
‫تعمل فيه‪.‬‬
‫ويبرز دور الجامعة كمؤسسة اجتماعية ‪ ،‬وإلى حد كبير دور وتأثير الثورة العلمية ‪ ،‬والتي‬
‫أحدثت تحوال رئيسيا للمجتمع وملؤسساته في القرنين التاسع عشروالعشرين وبخاصة أن العلم‬
‫ً‬
‫الحديث كمشروع ‪ ،‬والذي يعود إل القرن السابع عشر ‪ ،‬لم يحقق تواجدا رئيسيا في الجامعة‬
‫حتى القرن التاسع عشر ‪ ،‬تفسير ذلك أن الجامعة كمؤسسة اجتماعية عادة ما تقاوم ‪ ،‬وإن‬
‫كانت تتكيف فقط وببطء مع األدوارالجديدة وهوما يفسربروزتأثيرقيود التقاليد على االختراع‬
‫واإلبداع ‪ ،‬ويشرح في الوقت نفسه كثيرا من تاريخ الجامعة ‪ ،‬وتطور أدوارها منذ نشأتها األولى في‬
‫‪13‬‬
‫املجتمعات اإلنسانية ‪.‬‬
‫إن نشاط الجامعة يمكن أن يبوب في مجالين ‪ :‬املجال املعرفي القائم على التدريس الذي يقوم‬
‫بدوره بنقل املعرفة إلى أجيال املستقبل والبحث العلمي الذي يقوم بزيادة املعرفة وتحديثها‬
‫واملجال االجتماعي بمعنى املساهمة بفعالية وإيجابية في تلبية حاجات الفرد واملجتمع الفورية‬
‫واملستقبلية من كوادربشرية متخصصة في مجاالت متنوعة ‪ .‬وهنا يجب تشجيع الجامعة على‬
‫القيام بدراسة املشاكل وتحديد الحاجات واملهارات واألولويات التي يواجهها املجتمع حتى يسهل‬
‫معالجتها ‪ ،‬وإذا لم تقم الجامعة بالوقوف على مشاكل املجتمع وعيوبه ونواقصه ولم تقم على‬
‫‪14‬‬
‫حلها وعالجها فال فائدة منها ‪.‬‬
‫والتعليم العالي هو عملية صناعة ألجيال املستقبل وإن استثمارهذا النوع من الصناعة هو‬
‫أفضل أنواع االستثماروأكثرها فائدة ألن املؤسسات التعليمية تعمل على تغذية املجتمع بقيادة‬
‫‪15‬‬
‫مستقبلية في كافة املجاالت ‪.‬‬
‫وأهمية الجامعة ليس في مجال التدريس والبحث العلمي فحسب بل تستند على أهمية‬
‫الجامعة ودورها في املجتمع وإخراج قيادات وكوادرجديدة ولكي تقوم الجامعة بدور أفضل في‬
‫خدمة املجتمع ال بد للجامعة أن تضع تصورا واضح املعالم حول كيفية تلبية حاجات الفرد‬
‫واملجتمع والتفكيرفي البرامج التي تقدمها من خالل األقسام املختلفة ‪ ،‬وهذا يقودنا إلى متطلبات‬
‫وحاجات السوق التي تشكل جزءا أساسيا وحاسما من متطلبات وتنمية املجتمع الذي يسعى‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪212‬‬
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫باستمرار للتفاعل مع عالم يتغير وتتبدل متطلباته وحاجاته وأدواته وأساليبه وآلياته بشكل‬
‫‪16‬‬
‫متسارع ‪.‬‬
‫إن أولى األولويات في مفهوم الجامعة الحديث هو االهتمام باحتياجات املجتمع املتزايدة‪،‬‬
‫وذلك في سبيل تطوير التعليم العالي ‪ ،‬السيما أن التخطيط االستراتيجي للجامعات يلبي‬
‫احتياجات املجتمع ‪ ،‬فالجامعات تعد مصدرا رئيسا وعنصرا مهما من مقومات التنمية‬
‫االقتصادية الشاملة عبرمخرجاتها التي تعد مدخالت مهمة لرفع املستوى القومي العام في شتى‬
‫املجاالت االقتصادية واالجتماعية والفكرية والثقافية ‪ .‬ويجمع كثيرمن املختصين أن للجامعة‬
‫دورا مهما في خدمة املجتمع واإلسهام في عملية التنشئة االجتماعية ونقل الثقافة ‪ ،‬والعمل‬
‫على صياغة وتشكيل وعي الطالب ‪ ،‬ونقل املعارف والتقنيات التي تطور في الجامعة بشكل فعال‬
‫ألكبرشريحة من املستفيدين لتنمية اقتصاد املعرفة ‪ ،‬وتقديم خدماتها بصورة مباشرة لألفراد‬
‫في املجتمع من خالل برامج تدريبية أو برامج تقوم على عرض املهن املطلوبة في املجتمع ال يتوافر‬
‫لدى األفراد متطلباتها ‪ .‬وهذا يسهم في ربط الجامعات بمعارف مرتبطة بحركة الحياة املتطورة‬
‫‪ ،‬وإبرازقيمة العلم االجتماعية ‪ .‬كما أن الجامعات يمكنها خدمة املجتمع من خالل ربط البحث‬
‫العلمي باحتياجات قطاع اإلنتاج والخدمات ‪ ،‬وقد يكون أمثل الوسائل لتحقيق ذلك تخصيص‬
‫أماكن في مؤسسات التعليم العالي لشركات ومؤسسات صناعية تتخذ من الجامعة مقرا لها‬
‫تتعاون على دراسة املشكالت التي تواجهها قطاعات اإلنتاج املختلفة وتحد من تطورها ‪ ،‬ومن‬
‫ثم تعمل على تقديم الحلول لها‪ ،‬هذا املقرهو الذي يسمى محطة العلوم ‪ ،‬وفي حال تعذرانتقال‬
‫الشركات الصناعية للجامعة ‪،‬فبإمكان الجامعات االنتقال إليها من خالل السماح ألعضاء هيئة‬
‫التدريس بالعمل في الشركات ملدة محددة ‪ ،‬األمر الذي يجعلهم يتعرفون بصورة أفضل على‬
‫احتياجات وأولويات الصناعة في الواقع ‪ ،‬وينقلونها إلى الجامعات ‪ ،‬ويجعلونها مدارا لبحوثهم‬
‫ونماذج علمية يدرسونها لطالبهم بدال من االقتصار على نظريات مجردة ‪ ،‬تق�ضي مع الزمن إلى‬
‫‪17‬‬
‫عزلة الجامعات عن مجتمعاتها‪.‬‬
‫‪ -6‬العقبات التي تواجه التكامل بين الجامعة واملجتمع ‪:‬‬
‫البد أن الواقع يخبرنا بان هناك الكثيرمن املشكالت التي تحول دون التواصل بين الجامعة‬
‫واملجتمع ‪ ،‬فتمنع الجامعة من تحقيق األهداف التي يتوخاها املجتمع منها ‪ ،‬كما تقف حائال دون‬
‫وقوف املجتمع داعما للجامعة في مساعيها وفي مواجهة التحديات التي تواجهها حصرتها الباحثة‬
‫‪ :‬أميرة محمد علي أحمد حسن في ورقة علمية بعنوان توثيق العالقة بين الجامعة واملجتمع‬
‫مقدمة إلى جامعة البحرين – كلية التربية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬عدم الوعي واملعرفة وإحجام املجتمع عن الجامعة هي الضمان األول لوجود الجامعة في‬
‫خريطة املجتمع‪.‬‬

‫‪213‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬ ‫العدد السابع‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫ثانيا ‪ :‬عدم وجود صفة واحدة لتحقيق التكامل بين الجامعة واملجتمع فلكل مجتمع خصوصياته‬
‫وتوجهاته التنموية وظروفه االجتماعية وأطره القيمية تؤثر في الجامعة مما يجعل كثير من‬
‫املشكالت تحتاج لحلول في مجتمعات عديدة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شح اإلمكانيات املادية للجامعات األمرالذي يحد من توثيق العالقة بينها وبين املجتمع‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ضيق نظرة كثير من الناس وخاصة أفراد املجتمع حيث ينظرون إلى الجامعة على أنها‬
‫أساس يمر من خالله الطالب للحصول على شهادة جامعية تؤهله للحصول على عمل مما‬
‫يجعل الطالب يكرس جهده لتحصيل املعرفة وال يعطي اهتمام للبحث والتفكيرالعلمي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬وجود فجوة في الحياة الجامعية واملجتمع ومتطلباته يجعلها جاهلة بكل ما يحدث في‬
‫املجتمع وتكون النتيجة فشل الجامعة في توثيق صلتها باملجتمع وحل مشاكله‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن املشكالت السابقة تختلف في أهميتها ومدى تأثيرها على الجامعة فقد تكون‬
‫عظيمة األثر فنجد من تقوية وتوثيق الصلة بينا وبين املجتمع وقد تكون قليلة األثر فيكون‬
‫تأثيرها غيرملموس ثم إن بعض املشكالت يمكن تلمس الحلول املناسبة والواقعية لها إذا حاولنا‬
‫‪18‬‬
‫حل املشكالت وأخلصنا في إيجاد الحلول وهنا تسمو رسالة الجامعة في التكامل والتزاوج‪.‬‬
‫‪-7‬استنتاجات وتوصيات‪:‬‬
‫أصبحت الجامعات من أهم املصادر األساسية لتطوير املجتمع في شتى مجاالت الحياة‬
‫وانعكاساتها ملا تمتلكه هذه املؤسسات من دور مهم وفاعل ومتميز في التنمية الشاملة في‬
‫الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها ‪ ،‬ومن أهم املناخات املالئمة‬
‫للحفاظ على القيم واألفكارالتي يسعى املجتمع إلى تعزيزها وتربية األجيال املتالحقة عليها لغرض‬
‫محافظته على هويته التي تميزه عن املجتمعات األخرى والتي يعتز بها ويعتبرها احد مقومات‬
‫السيادة الوطنية ‪ ،‬وكذلك فهي منارا اللتقاء الخبرات والتواصل العلمي والثقافي مع املجتمعات‬
‫األخرى ممثلة باملؤسسات التعليمية العاملة فيها لالستفادة مما توصلت له تلك املؤسسات‬
‫في مجتمعاتها ونقل ما يتناسب منها مع احتياجات وتطلعات املجتمع لتكون في متناول أبناء‬
‫املجتمع ‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك فان الجامعات تؤدي دورا كبيرا وأساسيا في إعداد الكوادر البشرية‬
‫وتطويرها لتساهم من خاللها في تطوير حركة التقدم العلمي والتكنولوجي والثقافي ألي مجتمع‬
‫من املجتمعات ‪ .‬ولقد تعزز دور الجامعات بهذا الخصوص وخاصة بعد تسارع حركة التطور‬
‫العلمي والتكنولوجي في العالم من خالل إعداد الطاقات البشرية املؤهلة للتعامل مع مفرداتها‬
‫و افرازاتها ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪214‬‬
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫البد للجامعات أن تشعر بتطلعات املجتمع وآماله وتوجهاته ومشكالته حتى‬


‫تكون معبرة عنها وواعية ومستجيبة الحتياجاتها وعليها االستجابة لالحتياجات‬
‫الثقافية والعلمية واإلنسانية للمجتمع وذلك لكي تساهم بفاعلية في تنشيط البيئة‬
‫االجتماعية والعلمية واألخالقية في املجتمع ومن ثم االرتقاء بمستواه الفكري ‪.‬‬
‫إننا إذا أردنا العمل على تطوير املجتمع ينبغي علينا أوال وقبل كل �شيء االهتمام الجدي‬
‫والكبير باملؤسسات التعليمية والبحثية وخاصة مؤسسات التعليم العالي ممثلة بالجامعات‬
‫واملعاهد التقنية واملراكزالعلمية والبحثية املرتبطة بها ‪ ،‬والتوسع املدروس واملتوازن واملتكامل‬
‫في إنشاء الكليات واملعاهد ضمن الجامعات املوجودة وخاصة ذات التخصصات النوعية والتي‬
‫تسعى إلى التواصل مع الجامعات املتقدمة األخرى لوصولها إلى حافات العلم لنقلها إلى املجتمع‬
‫واالستفادة منها ‪ ،‬وزيادة الدعم املادي واملعنوي لها وتخصيص األموال الالزمة لها ‪ .‬كما ينبغي‬
‫العمل على زيادة أعداد الطلبة والتدريسيين في الجامعات وبصورة مدروسة ومخطط لها مسبقا‬
‫واختيار التخصصات املناسبة التي تكون على تماس مباشر مع حاجة املجتمع الفعلية والعمل‬
‫على خلق املجتمع املثقف الذي يتميز أبناؤه بامتالكهم حدا أدنى من املعرفة والثقافة العامة‬
‫ليستطيعوا التفاعل والتعامل مع ما يحدث في العالم من تغييرات متالحقة ‪.‬‬
‫ومن اجل خلق املجتمع املتطور الذي يتميز بالتنظيم والرقي والدقة في العمل‬
‫وتغليب املصلحة العامة على املصالح األخرى ‪ ،‬فإن على الجامعة أن تطبق أنظمة‬
‫وتعليمات وضوابط دقيقة وجادة وثابتة وغير قابلة للتغيير بصورة مستعجلة أو‬
‫ارتجالية وغير مدروسة مما قد يؤدي إلى اإلخالل بعملية إعداد الطلبة أثناء الدراسة‬
‫فيها أو اإلخالل ببرامج التدريب املستمر لشرائح املجتمع مما قد يفقدها أهميتها الفعلية ‪.‬‬
‫ولغرض مساهمة الجامعات في حل املشكالت التي يتعرض لها املجتمع كان البد‬
‫لها من تشجيع وتوجيه القائمين على التدريس ومراكز البحوث وطلبة الدراسات العليا‬
‫في مرحلتي الدكتوراه واملاجستير باالهتمام بإجراء البحوث التطبيقية التي تتالءم‬
‫مع احتياجات املجتمع وتساهم في حل مشكالته وفي مختلف جوانب الحياة العامة ‪.‬‬
‫ومن أجل أن تساهم الجامعات في إعداد الطالب بصورة كفوءة ملواجهة متطلبات الحياة‬
‫وتطوراتها املستقبلية ‪ ،‬فعليها العمل وبصورة جدية على تطوير طرائق وأساليب التدريس‬
‫والتدريب فيها واالستفادة من آخر التطورات في مجال التقنيات التربوية الحديثة واستغاللها‬
‫لتطوير هاتين العمليتين وخاصة االنترنت والحاسوب وتطبيقاتهما املختلفة لجعل الطلبة‬
‫واملتدربين من شرائح املجتمع على تواصل مستمرمع ما يجري في العالم من أحداث وتطورات ‪.‬‬
‫ومن النشاطات املهمة التي ينبغي للجامعات التأكيد عليها و تفعيلها بصورة جدية هو‬
‫إقامة املؤتمرات العلمية والندوات املتخصصة والحلقات النقاشية سواء كان ذلك بين‬
‫األكاديميين العاملين بها أنفسهم أو إلى مختلف شرائح املجتمع واختياراملواضيع لهذه املؤتمرات‬
‫والندوات التي تكون ذات أهمية ومعنى عند الناس والتي يتطلع املستمعون واملشاركون فيها‬
‫‪215‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬ ‫العدد السابع‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫من خالل مشاركتهم بها إلى املساهمة في حل ولو جزء بسيط من بعض املشكالت التي يتعرض‬
‫لها املجتمع وأن تنشر نتائج وتوصيات هذه املؤتمرات والندوات في وسائل اإلعالم املختلفة‬
‫املقروءة واملسموعة واملرئية لغرض اطالع عموم أبناء املجتمع وأصحاب العالقة على نتائجها‬
‫وتوصياتها ‪.‬‬
‫ولكي تساهم الجامعات في تطوير املجتمع ينبغي عليها العمل على دمج أساتذتها بصورة‬
‫مستمرة في ميادين العمل واإلنتاج املختلفة وكل حسب تخصصه وتوجهاته واهتماماته لغرض‬
‫االستفادة من خبراتهم في تطوير هذه القطاعات والقيام بإجراء البحوث واملساهمات املشتركة‬
‫بين أساتذة الجامعات والعاملين في هذه القطاعات لغرض نقل الخبرة وتبادل الرأي فيما بينهم‬
‫وبما يسهم في دفع عجلة اإلنتاج في هذه القطاعات وكذلك اإليحاء بأفكار جديدة لألساتذة‬
‫كمشاريع بحوث علمية مستقبلية نتيجة اختالطهم بحقل العمل واالندماج في ظروفه ومشكالته‬
‫ومعوقات العمل فيه ‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬محمد بوعشة ‪ ،‬أزمة التعليم العالي في الجزائروالعالم العربي ‪،‬ط‪ ،1‬دارالجبل‪ ،‬بيروت‪،2000،‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬فضيل دليو وآخرون‪ ،‬الجامعة تنظيمها وهيكلتها‪ ،‬مجلة الباحث اإلجتماعية‪ ،‬دائرة البحث قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪، 1995، 1‬‬
‫ص ‪.205‬‬
‫‪ 3‬فضيل دليو وآخرون‪ ،‬املشاركة الديمقراطية في تسييرالجامعة ‪،‬ط‪ ،1‬مخبرعلم االجتماع واالتصال‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 4‬وفاء محمد البرادعي‪ ،‬دور الجامعة في مواجهة التطرف الفكري ‪ ،‬ط‪ ،1‬داراملعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪،2002 ،‬ص‪.290‬‬
‫‪ 5‬فضيل دليو وآخرون‪ ،‬إشكالية املشاركة الديمقراطية في الجامعة الجزائرية‪ ،‬منشورات جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ .‬فيفري‬
‫‪ ، 2001‬ص‪.3‬‬
‫‪ 6‬مجتمع املعرفة‪ :‬التحديات االجتماعية والثقافية واللغوية في العالم العربي‪ ،‬املؤتمرالعلمي الدولي األول لكلية اآلداب والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة السلطان قابوس ‪ ،‬سلطنة عمان م‪،‬م‪ 4 -2 ،2‬ديسمبر‪ .2007 ،‬على موقع‪https://www.squ.edu.om/Por� :‬‬
‫‪tals/50/pdf/Second%20Book.pdf‬‬
‫‪ 7‬عبد القادرالفنتوخ‪ ،‬الجامعة ومجتمع املعرفة ‪//: http www.fantookh.com :‬‬
‫‪ 8‬الوظيفة الثالثة‪ ،‬اململكة العربية السعودية ‪،‬وزارة التعليم العالي وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات‪ ،‬اإلدارة العامة للتخطيط‬
‫واإلحصاء‪، 2013 .‬ص‪. 7‬‬
‫‪ 9‬مصطفى ا زيد‪« ،‬التنمية االجتماعية ونظام التعليم الرسمي في الجزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1986 ،‬ص‪.49‬‬

‫‪ 10‬عبد القادرحسين ياسين‪ ،‬التربية والتنمية في العالم الثالث‪ ،‬مجلة التربية‪ ،‬اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬قطر‪،‬ع ‪،95‬‬
‫ديسمبر‪ ،1990‬ص‪.167‬‬
‫‪ 11‬عبد التواب شرف الدين‪ ،‬التعليم في عصراملعلومات‪ ،‬مجلة التربية‪ ،‬اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬قطر‪،1993،‬‬
‫ع‪، 105‬ص‪119‬‬
‫‪ 12‬شبل بدران و كمال نجيب‪ ،‬التعليم الجامعي و تحديات املستقبل‪ ،‬دارالوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪، 2006،‬ص ‪.36‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪216‬‬
‫العدد السابع‬ ‫دور الجامعة ‪ :‬بين جدلية إنتاج املعرفة وتحقيق األهداف‬
‫سبتمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫املطلوبة من املجتمع‬

‫‪ 13‬منيرمحمود بدري السيد ‪ ،‬دور الجامعة ين تحديات الواقع وآفاق املستقبل ‪ :‬رؤية نظرية ‪ ،‬املؤتمرالسنوي الثامن عشرللبحوث‬
‫السياسية ‪ :‬التعليم العالي في مصر‪ :‬خريطة الواقع واستشراف املستقبل‪ ،‬مركزالبحوث والدراسات السياسية ‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ 14‬عبد العزيزأبو نبعة ‪ ،‬إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم ‪ ،‬بحث مقدم ملؤتمرالتعليم العالي في الوطن العربي في ضوء‬
‫متغيرات العصر‪ ،‬جامعة اإلمارات ‪.1998 ،‬‬
‫‪ 15‬أبو هالل وآخرون ‪ ،‬مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل املحلي دراسة تحليلية ‪ ،‬مركزالبحوث والدراسات الفلسطينية‬
‫‪،‬سلسلة تقاريراألبحاث رقم (‪،1998 ،)9‬ص ‪.89-84‬‬
‫‪ 16‬مجدي ابراهيم‪ ،‬تطويرالتعليم العالي عصرالعوملة ‪ ،‬مكتبة االنجلو مصرية ‪ ،‬القاهرة ‪،2000،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 17‬للمزيد انظر‪ :‬الوظيفة الثالثة‪ ،‬اململكة العربية السعودية ‪ ،‬وزارة التعليم العالي وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات‪ ،‬اإلدارة‬
‫العامة للتخطيط واإلحصاء‪. 2013 .‬‬
‫‪ 18‬للمزيد انظرالورقة على املوقع ‪:‬‬
‫‪http//:sustech.edu/staff_publications.2009110616405454/pdf‬‬

‫‪217‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like