Professional Documents
Culture Documents
Book 1392276747
Book 1392276747
إعداد
الدوحة – قطر
3102
2
3
4
فهرس الكتاب
الصفحة الموضوع
7 تقديم
9 مقدمة
5
70 الفصل الثالث :اآلثار واألضرار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات
77 أوالً :اآلثار واألضرار العضوية
33 ثانياً :اآلثار واألضرار النفسية
99 ثالثاً :اآلثار واألضرار االجتماعية
152 رابعا :اآلثار واألضرار االقتصادية
150 خامساً :اآلثار واألضرار السياسية
6
تقديم:
7
يأتي ذلك ضمن جهود وأهداف مركز المعلومات الجنائية لمكافحة
المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،الرامية إلى أجراء دراسات تحليلية
لمشكلة المخدرات في الدول األعضاء وفي المنطقة.
وال يسعني إال أن أقدم الشكر والتقدير إلى الزمالء في وحدة الدراسات
والبحوث على جهودهم المبذولة إلعداد هذا الكتاب .
واهلل الموفق،،
8
مقدمة:
أصبح االعتماد على المواد المؤثرة عقلياً (المخدرات) خط اًر يهدد الكثير من
كسالح خفي في
ٍ أبناء المجتمعات المختلفة ،بل زاد خطره إلى درجة استخدامه
الحروب بين الدول مستهدفاً بشكل خاص فئة الشباب منهم من أجل تحويلهم من
قوة وطنية فاعلة ومنتجة إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته،
بل وصل األمر إلى أن خطر االعتماد على المواد المؤثرة عقلياً (المخدرات) لم
يعد مقتص اًر فقط على فئة الشباب وحدها بل امتد ليشمل صغار السن ،فقد أشار
"سندي" -في كلمته لمؤتمر المجلس الدولي لشؤون الكحول واإلدمان -إلى أن
االعتماد امتد ليشمل من هم في سن ( )12عاماً ،وفي نفس المؤتمر أشار
"بيكمان" إلى نقطة خطيرة ،وهي ان االعتماد على المواد المؤثرة نفسياً منتشر في
جميع أنحاء العالم دون استثناء (السليم .)2556،من أجل مواجهة هذا الخطر
نجد أن جميع الهيئات المحلية والمنظمات الدولية حشدت جهودها المادية،
والبشرية والسياسية ،والقانونية من أجل التصدي لهذه المشكلة.
كما يتمثل الجانب االقتصادي في الخسائر التي تعود على المجتمع جراء
فقده لهذه العناصر البشرية التي كان من الممكن أن تساهم في عملية البناء
والتنمية ،حيث يعتبر المتعاطين خسارةً على أنفسهم وعلى المجتمع من حيث أنهم
قوى عاملة معطلة عن العمل واإلنتاج يعيشون عالة على ذويهم وعلى المجتمع،
وان أنتجوا فإنتاجهم ضعيف ال يساعد على التقدم والتنمية بل قد يكونوا في
مستقبل حياتهم عوامل هدم وتعويق لعملية اإلنتاج ،باإلضافة إلى ضعف أداء
وكفاءة المتعاطي أو المدمن لعمله وسوء إنتاجه ألن اإلنتاج يتطلب عقوالً وأبداناً
صحيحة ،وهذا ال يكون متوف ار نتيجة التعاطي وغيره من الظواهر المرضية التي
تهدد أمن المجتمع ورفاهيته.
10
التي تم اعتمادها ضد تجار المخدرات ؛ إال أن النتائج كانت مخيبة لآلمال إلى ٍ
حد
ِ
تحتو الدراسة التي استند عليها التقرير على أي عنصر يظهر تراجع كبير ،فلم
مشكلة تعاطي المخدرات على مستوى العالم في الفترة من 2557_1993حيث أنه
ٍ
وبشكل طفيف في بعض البلدان األكثر غنى في العالم وازداد بصفة عامة قد تحسن
سوءاً في بعض البلدان األخرى إلى ٍ
حد فاق التصور؛ خصوصا في بعض البلدان
النامية.
ويؤكد تقرير المفوضية األوروبية أيضا على أنه إضافةً إلى أن ظاهرة تعاطي
المخدرات على مستوى العالم لم يظهر عليها تحسن منذ عام 1993فإنها
أصبحت أكثر تعقيداً في أكثر البلدان الغربية :
-حيث انخفضت أسعار المخدرات بنسبة تتراوح بين 15و %35رغم تشديد
العقوبات على بائعي المخدرات مثل الهيروين والكوكايين
-كما دلت المؤشرات على أن الحصول على المخدر أصبح أكثر سهولة كما
أصبح تعاطي الحشيش (القنب) بين أوساط الشباب في بعض البلدان الغربية شائعاً
إلى حد أن نحو %05ممن ولدوا بعد عام 1935جربوا الحشيش على األقل مرة
في حياتهم ،رغم أن غالبيتهم يتوقف عن تعاطيه عند سن البلوغ .
وأقر التقرير “على المستوى االقتصادي" بصعوبة إعطاء رقم حقيقي عن
حجم سوق المخدرات في العالم لغياب المعطيات الدقيقة حول إنتاج المخدرات
وترويجها واستهالكها في أماكن كثيرة من العالم ،لكنه أعطى تقديرات لحجم تجارة
بعض المواد يكفي أن نذكر منها رقم واحد لنعرف مدى التأثير الذي تتركه
المخدرات على الواقع االقتصادي العالمي حيث يقدر التقرير بالنسبة للحشيش
(القنب) وحده أن إيراداته تصل في أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا فقط إلى 75مليار
يورو لعام 2550بينما تقدره منظمة UNODCبـ 120مليار يورو .
11
وبالرجوع لمنظمة األمم المتحدة ممثلة في المكتب المعني بالمخدرات والجريمة
تحقق تجارة المخدرات أرقاماً خيالية تتراوح ما بين ال 355و 455مليار يورو في
العام الواحد أي ما يعادل 15آالف يورو في اللحظة بينما ينفق االتحاد األوروبي
وحده 0،6مليار يورو في السنة الواحدة تكاليف استمرار أجهزة المكافحة في عملها.
ورغم كل هذا اإلنفاق وكل التشريعات القانونية المستحدثة لمعاقبة مروجي المخدرات
حد كبير ألن ما يضبط من المخدرات في فإن أثر المكافحة يبقى محدوداً إلى ٍ
االتحاد األوروبي لم يتجاوز قط %10من حجم المخدرات المتداولة في دول
االتحاد ،ومثل هذه النسبة ال تؤثر على كبار تجار المخدرات عبر العالم في شيء،
وانما في التأثير عندما يبلغ المحجوز ما قيمته %70من المتداول .
ومن النقاط المهمة التي أثارها التقرير ضعف النظام الدولي لجمع البيانات
والمعلومات عن مشكلة المخدرات في العالم ،واذا كان االتحاد األوروبي قد استثمر
مبالغ كبيرة لتنمية أنشطته في رصد مشكلة المخدرات عن طريق المرصد األوروبي
للمخدرات واإلدمان؛ فمن غير الواقعي أن نتوقع وضع آليات مثلها لجمع البيانات
على المستوى العالمي .وبالمقابل يدخل عامل جديد في عالم المخدرات بدأ يبشر
منذ فترة بإمكانية فهم علمي لظاهرة التعاطي ،وبالتالي بإمكانية فتح آفاق جديدة
للوقاية من المخدرات وللعالج منها ،ويتمثل هذا العامل في النجاحات التي تحققها
البحوث البيو -عصبية (بيولوجيا األعصاب) في العقدين األخيرين ،فقد نشر تقرير
حديث ( )OEDT،2009أن التطورات التي تشهدها بحوث الدماغ تسمح لنا بأن
نفهم كيف تتشكل ظاهرة التعاطي واالعتماد وتمنحنا فرصاً جديدة إليجاد
استراتيجيات أكثر فعالية للوقاية وللعالج الطبي والنفسي .فالكثير من االكتشافات
في مجال البيولوجيا العصبية كفيلة بأن تغير إجاباتنا تجاه مشكلة المخدرات ،وأن
تفتح اإلمكانات الستثمار مساحة أكبر من التقنيات لعالج التعاطي واالعتماد أو
للوقاية منه .ومن اإلمكانات التي بدأت تظهر في األفق؛ الحقن التي تستهدف
12
المخدر في دم الشخص وتمنعه من الوصول إلى الدماغ والتأثير فيه ،ومنها كذلك
يقة بطيئة ،وهو ما يساعد زرع الجسيمات التي تحوي مخد ار تفرزه شيئاً فشياً بطر ٍ
على تخفيض كمية المخدر بالتدريج .ومنها االختبارات الجينية التي تساعد العلماء
على اكتشاف الجينات التي تزيد من قابلية االعتماد على المخدر .هذا فضالً عن
التقنيات المتطورة لتصوير الخاليا والتي تساعد على فحص الدماغ من الداخل،
وعلى تسليط الضوء على مسارات اإلدمان .
ومثل هذه االكتشافات واإلمكانات الجديدة التي تفتحها البحوث العلمية في
ٍ
أفعال عكسية وجدل مجال التعاطي واالعتماد ومعالجته لن تمر دون أن تثير ردود
حول الجوانب األخالقية أو ذات العالقة بالحرية الشخصية.
والدعوات الحثيثة التي أخذها بعين االعتبار في تقييم هذه االكتشافات في عالم
بيولوجيا األعصاب.
خالصة القول فإن األرقام والدراسات توضح أمرين أساسيين ال يناقض أحدهما
اآلخر في شيء:
األول :أن الجهود المبذولة لمكافحة المخدرات كبيرة على المستويات جميعها
الثاني :أن السياسات المعتمدة لم تنجح إلى اآلن في الحد من هذه المشكلة
التي تؤرق العالم ،وال يستثنى أحد.
إن هذا ال يناقض ذاك في شيء ،فالنتائج كما تقول التقارير الدولية ليست في
مستوى الجهود المبذولة فضال عن اآلمال والطموحات ،وقد تكون المشكلة حينها
مشكلة "كيف" ال مشكلة " كم" أي أنه علينا مراجعة جهودنا التي نبذلها في سبيل
مكافحة المخدرات ،ال لنبذل أكثر بل علينا أن نبذل بطريقة مختلفة عما تعودناه
وأحسن مما تعودناه .فالمخدرات هي من المشاكل اإلنسانية التي تزداد خطورة مع
األيام بفعل تطور أنماط االستهالك ووسائل االتصال .وقد امتدت آثارها إلى جوانب
13
مختلفة من الحياة البشرية ،وأضحت سبباً مباش اًر في انتشار ٍ
عدد ال بأس به من
الجرائم الخطيرة واآلفات الصحية والنفسية واالجتماعية التي تقوض مقومات المجتمع
وتنخره من الداخل وتهدد حياة الشباب ،حتى أصبحت بحق "الموت" معبأُ في
شكل وشكل ،وضحاياه من كل ٍ
جيل ٍ معروض في ألف
ٌ و"السم" أقر ٍ
اص وحقن،
ُ
ٍ
وطبقة اجتماعية. وجنس
إن المتابع لمشكلة تعاطي المخدرات على الصعيد العالمي يجد أنها أصبحت
من أكبر المعضالت التي تعاني منها كافة دول العالم وشعوبها ،فخطورتها أصبحت
ماثلة أمام جميع الدول مما دفعها إلى العمل على محاربة هذه اآلفة من خالل
االتفاقيات والبروتوكوالت والمعاهدات حتى باتت مشكلة تعاطي المخدرات -في
السنوات األخيرة -أزمة تقض مضاجع كل الحكومات؛ ليس فقط لما هو معروف
ٍ
بشكل عام أيضا لما تسببه من عن أضرارها الصحية واالقتصادية واالجتماعية
ٍ
أمنية بشكل خاص وارتباطها بالجريمة المنظمة وقضايا غسل األموال مشاكل
وشبكات اإلرهاب عبر العالم.
ٍ
ازدياد مطرد لهذه اآلفة ،وال يخفى ومما يزيد العالم قلقاً؛ ما تؤكده األرقام من
أثر سلبي على المجتمعات وعلى اقتصاد الدول وما يظهره علينا ما لهذا االزدياد من ٍ
من فشل السياسات والبرامج حتى اآلن في إيقاف هذا الزحف المهدد لإلنسانية.
وذلك كله يتطلب مزيداً من حشد الجهود وابرام االتفاقيات ودعم العمل المشترك بين
الدول داخل إطار استراتيجيات شاملة ،ومعالجات عميقة.
ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة المخدرات لم تعد مقصورةٌ على شر ٍ
يحة ٌ
ٍ
بعمر معين وبمستوى ثقافي محدود ،بل تفاقمت حتى معينة من المجتمع تتسم
أصبحت مشكلة تعاني منها شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها ،وقد نادت الدول
والمنظمات الدولية بضرورة محاربة هذا الداء العضال ،واستخدمت في ذلك أساليب
منوعة :شملت تحريمها دولياً ،واعتبار بيعها أو ترويجها أو تعاطيها مخالفة يستحق
14
عليها الجاني العقاب الذي يصل إلى اإلعدام في بعض الدول كما حرصت كثير
من المؤسسات التثقيفية على السعي الحثيث نحو نشر الوعي حول أخطار هذه
اآلفة ومضارها على الفرد والمجتمع والدولة.
لقد وصل عدد المتعاطين للمخدرات -وفق تقرير األمم المتحدة لعام ""2553
ٍ
متعاط عن ظاهرة تعاطي المخدرات -على مستوى العالم إلى ( )253مليون
للمخدر في أنحاء المعمورة .ويتركز التعاطي لدى المراهقين من الجنسين ممن وقعوا
ضحايا لهذه اآلفة ،كما بلغ حجم االستثمار العالمي لتجارة المخدرات حوالي ()055
بليون دوالر سنوياً .أصبحت تجارة المخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم،
أي تشكل ما بين ( 9إلى )% 15من حجم التجارة العالمية -بعد تجارة النفط
والسالح -وهذا المؤشر يؤكد أن تعاطي المخدرات أصبح خط اًر عالمياً يحتاج إلى
تضافر الجهود في مواجهته.
15
16
الفصل األول
(خلفية تاريخية)
أوال :المخدرات
.1تعريفها
.2أنواعها
ثانيا :اإلدمان
.1مفهوم اإلدمان
.2تعريف اإلدمان
.3مراحل اإلدمان
.4خصائص اإلدمان
.0أنواع اإلدمان
17
18
الفصل األول
خلفية تاريخية
وقد كان الهندوس يعتقدون أن اإلله (شينا) هو الذي يأتي بنبات القنب من
بالرحيق اإللهي ويقصدون به المحيط ثم تستخرج منه باقي اآللهة ما وصفوه
الحشيش ،وقد نقش اإلغريق صو اًر لنبات الخشخاش على جدران المقابر والمعابد،
وقد اختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب اآللهة التي تمسك بها؛ ففي يد
اآللهة (هيرا) تعني األمومة ،واآللهة (ديميتر) تعني خصوبة األرض ،واإلله (بلوتو)
تعني الموت أو النوم األبدي .أما قبائل اإلنديز فقد انتشرت بينهم أسطورةٌ تقول أن
امرأةً نزلت من السماء لتخفف آالم الناس ،وتجلب لهم نوماً لذيذاً ،وتحولت بفضل
القوة اإللهية إلى شجرة الكوكا.
19
وقد كانت مشكلة تعاطي المخدرات في الماضي مقصورة على عدد محدود
من الدول العربية لكنها سرعان ما استشرت في المنطقة ،كما كانت في الماضي
قاصرة على الحشيش واألفيون فأصبحت تشمل كافة أنواع المخدرات .وتعد مصر
واحدة من أكبر أسواق المخدرات في المنطقة العربية وقد اختلفت الروايات في
تأكيد معرفة قدماء المصريين للمخدرات فمنها ما ينفي معرفتهم بها ومنها ما يؤكد
ذلك ،فيذهب أصحاب االتجاه األول إلى التدليل على رأيهم بأن المصريين القدماء
لم يعرفوا الخشخاش (األفيون) ويستدلون على ذلك بأن معظم اآلثار الفرعونية
بينما يذهب القديمة كانت خلواً من زهرة ،أو كبسولة ،أو بذور الخشخاش.
أصحاب االتجاه الثاني إلى أن اإلنسان المصري قد عرف المخدرات منذ ٍ
زمن
قديم؛ ففي النقوش التي وجدت على مقابر الفراعنة ما يثبت أن قدماء المصريين
ٍ
وصفات دوائية لعالج األطفال وهو ما حدث بعد ذلك استخدموا األفيون في عمل
بقر ٍ
ون طويلة عندما كان الناس في صعيد مصر يستخدمون الخشخاش (األفيون)
في جلب النوم إلى األطفال المشاكسين أو المرضى ،ومما يرجح الرأي األخير أنه
عقب اكتشاف مقبرة األسرة الثامنة عشر؛ عثر فيها على دهان يحتوي على
المورفين وعند التنقيب عن اآلثار عثر على قرطين يمثالن كبسولة الخشخاش
تتماثل األخاديد فيهما مع الخطوط البارزة في كبسولة الخشخاش ،وقد عثر على
زهور وأوراق الخشخاش على مومياء األسرة الواحدة والعشرين ،وكذلك في أكاليل
الزهور الخاصة باألميرة الفرعونية (نسكونس).
20
ويوضح لنا ذلك أن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية عرفته أقدم الحضارات
في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى األلف الرابعة قبل الميالد تدل
على استعمال السومريين لألفيون وكانوا يطلقون عليه (نبات السعادة) ،وعرف
الهنود والصينيون الحشيش منذ األلف الثالث قبل الميالد كما وصفه هوميروس في
األوديسا.
وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن األلماني (سيد ترونر) من فصل مادة
المورفين عن األفيون وأطلق عليها هذا االسم نسبةً إلى (مورفيوس) إله األحالم عند
اإلغريق.
وفي المشرق اإلسالمي يرجح ابن كثير أن الحسن بن الصباح -زعيم طائفة
الحشاشين في أواخر القرن الخامس الهجري -كان يقدم طعاماً ألتباعه يحرف به
مزاجهم ويفسد أدمغتهم ،وهذا يعني أن نوعا من المخدرات عرفه العالم اإلسالمي في
تلك الحقبة ،وتشير دراسات عديدة إلى أن تعاطي المخدرات قد عرف في
المجتمعات والحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية والصينية
والعربية ..وغيرها
ويقال كما أسلفنا آنفاً أن الفراعنة هم أول من عرف المخدرات وكان أهمها تلك
المشتقة من نبات الخشخاش والقنب ،لكن استعمال هذه النباتات وما يشتق منها من
مخدرات كان مقصو اًر على مجاالت بعيدة عن التعاطي واإلدمان ،حيث كانت
تستعمل في مجال الطب؛ فاألفيون كان يستخدم لعالج أمراض العيون وعمل مراهم
21
آلالم الجسم ،وكذلك كان يصنع منه مساحيق لنفس األغراض ،كما كان يستخدم في
ذلك الوقت كدواء لتهدئة األطفال من الصراخ.
ومع بداية القرن الحالي أخذت إساءة استعمال المخدرات تشغل بال المسئولين
حيث بدأت تتدفق على البالد كميات ضخمة من الحشيش واألفيون من بالد
اليونان ،وأقبل على تعاطيها كثير من فئات الشعب في الريف والمدن ،بعد أن كان
التعاطي محصو اًر في نطا ٍ
ق ضيق على بعض األحياء الوضيعة في المدن ،وذلك
حتى نهاية الحرب العالمية األولى عندما تمكن كيميائي يوناني من إدخال
الكوكايين إلى مصر وتقديمه للطبقة العليا ،ثم انتشرت بعد ذلك عادة تعاطي
الكوكايين بسرعة امتدت إلى باقي الطبقات األخرى من الشعب .
22
أوالً :المخدرات
.1تعريفها :
إن تعريف المخدرات يختلف باختالف النظرة إليها ،ولذلك ال يوجد تعريف
موحد أو متفق عليه للمخدرات ،ويمكن تعريف المخدرات من الجوانب التالية:
تعريف لغوي :تأتي كلمة مخدر -بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الدال المكسورة
-من (الخدر) -بكسر الخاء وسكون الدال -وهو الستر ،فيقال المرأة خدرها
أهلها بمعنى ستروها وصانوها من االمتهان ،أي أن الخدر هو ما يستر الجهاز
العصبي عن فعله ونشاطه المعتاد .
23
وللمخدرات في الطب فوائد جليلة ،ولكن إساءة األفراد استعمالها أدى لوجود تجارٍة
ق غير مشروعة ،مما خلق إشكاال كبي ار أدى إلى وجوب إيجاد ر ٍ
قابة عالمية بطر ٍ
صارمة تفرضها قوانين معظم البالد وذلك على صناعتها وتخزينها وبيعها ووصفها
طبياً ،وزيادةً على ذلك أُنشئت في معظم بالد العالم مكاتب خاصة للمخدرات
ومكافحتها ،أُنشئ أحدها في مصر عام 1929والذي يعتبر أول مكتب لمكافحة
المخدرات في العالم العربي.
إن آفة تعاطي المخدرات قديمة منذ أن ُوجد البشر ،ورغم محاربتها من الناس
أنفسهم ومن المسئولين في كل عصر إال أنها مازالت تنتشر من األجيال السابقة
ٍ
نشاط خداع، إلى الحاضرة ،واستبدلت المخدرات بعقاقير تؤدي إلى الهلوسة ،أو إلى
أو إلى هدوٍء نسبي يسبق اآلالم النفسية القاسية.
24
والكوكايين والهيروين ،والبعض يتناول المكيفات والمهدئات كالقهوة والشاي
والباربيتيورات .
إن عالم اليوم مليء باألحداث التي تؤثر على الحالة النفسية لإلنسان وتجعله
قلقاً متوت اًر غير مستقر فيلجأ إلى ما يهدئ حالته االنفعالية ،وتختلف الفروق الفردية
بين الناس ،فمنهم من يعذب ذاته بااللتجاء للمخدرات الكبرى أو الصغرى أو
المكيفات ،ومنهم من يقاوم حالته المزاجية فيعتدل في تصرفه وسلوكه ،ومنهم من
يستخدم المنشطات عندما يحتاج إلى حالة جسمية ونفسية قادرة على مواجهة
االجتماعية التي تتطلب هذه المنشطات ،ومنهم من يلجأ للمنومات المواقف
والمسكنات ليهدأ باالً وينام نوماً عميقا اصطناعياً ال طبيعي .
ومن غرائز النمل مص أثداء بعض الطفيليات الصغيرة والتي تصل إلى
ٍ
ضرب من ضروب الطفيليات وفقاً لمشاهدات (ميتلينك) وذلك لتأثيراتها أر ِ
بعمائة
التي تسببها اإلف ارزات والتي تختلف بين التنويم والترنح ،وفي دراسات لـ (فيكتو
25
ريكو) وجد إن كثي اًر من النباتات المكسيكية تتغذى عليها الحيوانات وتؤثر فيها
تأثي ار مخد ار لدرجة تشبه اإلدمان ،وما تحدثه النباتات في الحيوانات هو نوع من
التسمم كما يحدث عند المدمنين من عالم البشر .
-1المخدرات الكبرى.
-2المخدرات الصغرى؛ وان كان البعض منها يشترك مع المكيفات إال أن
ضررها أكبر من المكيفات،
إيضاح ٍ
لكل من هذين النوعين: ٌ وفيما يلي
المخدرات الكبرى:
األفيون ومشتقاته:
تشير بعض المراجع إلى أن االستخدام الطبي لألفيون ُعرف منذ ما يقرب من
سبعة آالف سنة قبل الميالد ،وتشير (برديه أيبرز) إلى أنه كان يستخدم في عالج
المغص عند األطفال، )Densou Mule1981( ،
26
كذلك ورد ذكره في مالحم هوميروس باعتباره الدواء الذي يهدئ األلم والغضب
ويمحو من الذاكرة كل أثر لألحزان .ووصفه سلسوس وديسكورديس وبليني للعالج
من ضيق التنفس وللمساعدة على النوم .وكذلك نبه هؤالء إلى خطر الموت الذي قد
يترتب على زيادة جرعته .وكذلك وصف الحكيم العربي (ابن سينا) استخدام بذور
الجنب" ،كما وصف استعمال األفيون في عالج بعض
الخشخاش في عالج " ذات ُ
أنواع " القولنج" ؛ (ابن سينا _ ص 200و .)269كذلك ذكر داود األنطاكي في
تذكرته المعروفة باسم " تذكرة أولي األلباب والجامع للعجب العجاب" تحت اسم
خشخاش قائالً بهذا الصدد أن الخشخاش يراد به النبات المعروف في مصر بأبي
النوم .وقال انه ينمو بريا ،وقد يزرع أيضا ،ومنه يستخرج األفيون بالشرط .وذكر
في وصف آثاره أنه إذا ُدق بجملته رطباً وقُرص كان ُمرِقدا جالباً للنوم ،مجففاً
للرطوبة ،محلالً لألورام ،قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة ،وحرقة البول،
واإلسهال المزمن .أما بذره فإنه نافع لخشونة الصدر والقصبة وضعف الكبد والكلى،
ويصب طبخه على الرأس فيشفي صداعه وبعض أنواع الجنون كالبرسامو
الماليخوليا (األنطاكي .)1902
وفي الهند يبدو أن نبات الخشخاش ،واألفيون نفسه كانا معروفين منذ القرن
السادس الميالدي .وتذكر بعض المراجع أنه ورد إلى الهند والصين أصالً من بالد
سومر ( .)،Arif&Westermeyer 1988وكان السومريون في األلف الثالثة قبل
الميالد يشغلون المنطقة التي نسميها اآلن شمال سوريا والعراق .ويبدو أن األفيون
استقر في الهند قبل الصين بزمن طويل ،وانتشر تعاطيه بين الهنود سواء عن طريق
األكل ،أو التدخين ،أو الشرب ( .1957،Chopra & Chopraوظلت الهند
تستخدم األفيون في تبادالتها التجارية المحدودة مع الصين ،إلى أن قررت شركة
الهند الشرقية في أوائل القرن التاسع عشر أن تضعه ضمن احتكاراتها ،ثم اتجهت
به إلى محاوالت التسويق بالقوة في أسواق الصين ،وانتهت مقاومة الصين لهذه
27
المحاوالت بوقوع الحرب المعروفة باسم حرب األفيون (من )1342-1339بين
الصين مدافعةً عن نفسها وانجلت ار مصممةً على فتح أسواق الصين بالقوة واغراقها
باألفيون بضاعة شركة الهند الشرقية .وتغلبت انجلت ار على الصين في هذه الحرب.
ونتيجةً لذلك وقعت الدولتان معاهدة نانكين سنة .1343وبمقتضاها استولت انجلت ار
على هونج كونج ،وفُتحت أسواق الصين أمام األفيون الهندي ،وفتحت معظم
الموانئ الصينية الكبرى أمام البضائع الغربية بحد أقصى للضرائب الجمركية ،%0
وأُعفي الرعايا األجانب من الخضوع للقانون الصيني .وشجع ذلك الواليات المتحدة
األمريكية فضغطت على الصين ووقعت معها معاهدة مماثلة سنة .1344وكان
من أه م النتائج بعيدة المدى التي ترتبت على ذلك االنتشار الواسع إلدمان األفيون
بين جميع فئات الشعب الصيني ،حتى أنه قد قُدر عدد المدمنين في سنة 1956
بخمسة عشر مليون مدمن ،وقُدر في سنة 1925ب %20من مجموع الذكور في
المدن الصينية .واستمرت هذه األوضاع المتردية في الصين حتى أكتوبر سنة
،1905عندما أعلنت و ازرة الصحة الصينية في حكومة ماوتسيتونج بدء برنامج
فعال للقضاء على تعاطي األفيون وتنظيم تداوله (.)Lowinger 1973
أما في الهند فقد ظلت استخداماته تتراوح بين التعاطي واإلدمان من ناحية
ناحية أخرى .ويقال أن المسئول عن إدخاله ضمن ممارسات الطب ٍ والتطبيب من
الهندي هم العرب في حوالي القرن التاسع الميالدي .وقد ُعرف الطب العربي في
الهند وال يزال باسم UnnaTibiaأي الطب اليوناني نظ اًر ألصوله اليونانية .ويقول
الثقات أن المؤلفات الطبية العربية لم تقتصر على وصف خصائص األفيون فقط
بل ازدت على ذلك أن أدخلته في كثير من وصفاتها الطبية ،فمن بين االضطرابات
التي يعالجها الطب العربي في الهند بواسطة األفيون :األرق ،االستثارة العصبية،
اإلسهال ،الدوسنتاريا ،التهاب األعصاب ،واآلالم الروماتيزمية .ومن الخصائص
التي يذكرها لألفيون أنه منوم ،ومسكن لألوجاع ،ومخثر للدم ،وممسك .والجدير
28
بالذكر أن هذا النوع من التطبيب اليزال يمارس في الهند كجزء من الطب الشعبي
خاصةً في القرى الهندية (.) Dawarakanath 1965
الحشيش:
يشير تاريخ الحشيش (القنب) إلى أنه استُخدم عدة استخدامات ،فقد صنعت
من أليافه حبال وأنواع من األقمشة المتينة ،كما وصفه األطباء لعالج أدو ٍ
اء بعينها،
29
واستعمل كذلك ألغر ٍ
اض دينية ،وللتغلب على الجوع والعطش ،وكذلك استُعمل
ألغر ٍ
اض ترويحية.
ويقال في بعض المراجع أنه ظهر أول ما ظهر فوق جبال الهيمااليا بشمال
الهند منذ ما يقرب من 30قرنا .ومن هناك انتشر مع تحركات البشر الرحل في
جميع أنحاء العالم .)A Idrich 1974(.وترى مراجع أخرى أن االستخدامات
الطبية لهذا العشب ُعرفت منذ ما يقرب من خمسين قرنا.)Mikuriya 1969( .
وهو قول يعارضه بعض المؤلفين المحدثين حيث أنهم يقولون أنه قول ال يصمد
أمام النقد الفيلولوجي .)chipper1982( .وعلى أية ٍ
حال يتجه الرأي الغالب بين
المختصين إلى القول بأن الصين القديمة عرفت زراعة القنب فكانت بذلك أقدم ٍ
منشأ
للنبات على سطح األرض .وقد استغل الصينيون هذا النبات أول ما استغلوه لكي
يستخدموا أليافه في صنع نوٍع معين من األقمشة يصنع منها الفقراء مالبسهم ،كان
ذلك في مناطق تقع وفق خرائطنا الحديثة في شمال شرق الصين وشرق سيبيريا،
ٍ
كمصدر لأللياف التي يصنع منها النسيج وتشير الدالئل األثرية إلى أن نبات القنب
والحبال ُعرف في الصين منذ ما يقرب من ستة آالف سنة( ،منذ عصر حضارة
يانج شاو ،)YANG-SHAOوقد ظل معروفاً وموجوداً في تلك البقاع حتى
العصر الحديث.
وتشير بعض الوثائق األثرية إلى أن الحبال استُخدمت هناك لصنع شباك
الصيد.
30
استُخدمت فيه أليافه .لكن هذا االستخدام يبدو أنه لم يستمر إلى أقرب من القرن
السادس الميالدي نظ اًر لظهور أنواع من البقول تفضله (. )HUI-LINLI 1974
أما عن االستعماالت الطبية للعشب فيقال أنها ترجع إل حوالي القرن العشرين
قبل الميالد ،أيام إمبراطور الصين الحكيم شن نونج ShenNung.فقد وصف
القنب لعالج اإلمساك ،وداء الملوك ،والمالريا ،والروماتيزم .ويبدو أن االستعماالت
الطبية للقنب استمرت في الصين حتى بدايات التقويم الميالدي؛ غير أن هذه
االستعماالت بدأت تنحسر شيئاً فشيئا وارتبط هذا االنحسار بظهور المزيد من
مالحظات األطباء على تأثير هذا العقار في تشويه اإلحساس بالزمان والمكان
(المرجع السابق) .وفي الهند استُخدم القنب ألغراض دينية قبل أن ُيستخدم ألغر ٍ
اض
طبية .وكان الرأي السائد بين الداعين إلى استخداماته الدينية" :أنه يخلص عقولنا
من المشتتات الدنيوية حتى نقوى على التركيز على الموجود األعلى" ،وال يزال هذا
العشب ُيستخدم في معابد الهندوس والسيخ ،وفي نيبال يوزع في معابد أتباع شيثا
في أيام األعياد المقدسة (.)Blum et al 1969
وتشير بعض المراجع التاريخية كذلك إلى أنه ُعرف في مصر منذ حوالي
ٍ
حينئذ في عالج بعض أمراض العيون ،ولكن القرن العشرين قبل الميالد ،واستُخدم
ليس هناك ما يشهد بوجود تاريخ متصل لهذا العشب في هذه المنطقة ،أي مصر
والعالم العربي سواء فيما يتعلق باالستخدامات الطبية أو الدينية أو الترويحية .كل
ما في األمر أننا نعلم أن هذا العشب كان معروفاً في بالد الفرس وربما عند
األشوريين حوالي القرن السابع قبل الميالد (المرجع السابق) .ويقال أن المنطقة
العربية ُعرفت باالستخدامات الطبية للقنب في حوالي القرن التاسع الميالدي مع قيام
حركة الترجمة عن الطب اليوناني .ومع بداية القرن العاشر تبدأ اإلشارات الصريحة
ٍ
كتاب عن السموم البن وحشية يرد ذكر القنب إلى القنب في الطب العربي .ففي
31
على أنه سام ،كما يرد ذكره عند الرازي .ويبدو أن كلمة الحشيش استُخدمت ألول
مرة عند الكتاب العرب في أواخر القرن الحادي عشر الميالدي ،بعد أن كانت كلمة
بنج هي الشائعة .وخالل القرن الثاني عشر دخل القنب مصر ،وكان ذلك في
أوائل حكم األيوبيين .وفي أوائل القرن الثالث عشر كان القنب قد انتشر في فارس
والشام ومصر .وفي القرن نفسه (الثالث عشر) اجتاح المغول العالم اإلسالمي
" "1355 -1221بادئين بفارس ،وكان ذلك بقيادة جنكيز خان ،وكان المغول
يتعاطون القنب فازداد انتشاره مع الزحف المغولي ،وبذات القرن (الثالث عشر) كتب
ابن البيطار " "1243-1197عالم النبات العربي عن القنب ،فقال إنه يزرع في
مصر وانه يعرف فيها بالحشيش ،كما ذكر أنه يؤكل ،وأن أكله ُيشعر بالخفة
والسرور ،ولكنه ينتهي إلى العته أو الموت .وقال أن الصوفية واإلسماعيلية
يتعاطونه في ممارساتهم الدينية .وكذلك في القرن نفسه بدأ الحكام "األيوبيين" في
مصر يحاربون زراعته ،لكن نجاحهم بذلك كان مؤقتاً .ففي نفس القرن نجح
المماليك في إسقاط الدولة األيوبية في مصر (1204م) ،وتمكنوا من إيقاف زحف
المغول غرباً ،وذلك في موقعة عين جالوت في الشام (1265م) وفي غمرة هذه
األحداث يأمر الملك الظاهر بيبرس (وهو الذي هزم المغول) بمنع تداول القنب أو
ٍ
تأثير سيئ لهذا العشب على تعاطيه ومعاقبة من يخالف ذلك ،لما الحظه من
معنويات جنوده حتى والمغول ال يزالون يهددون سالمة البالد .وأيضا في ذات
القرن (الثالث عشر) يكتب القرافي بما معناه أنه ال حرج من تعاطي القنب بمقادير
صغيرة بحيث ال تؤثر في العقل وال تفسد الحس .ومع دخول القرن الرابع عشر بدأ
ينتشر الحشيش في الشمال األفريقي حتى بلغ األندلس ،وقد تحدث ابن بطوطة عن
انتشاره في البلدان التي ارتحل إليها من فارس إلى شرق أفريقيا .وفي هذه الفترة نشر
الشيخ اإلمام أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل الزركشي رسالته الشهيرة التي
استهلها بقوله ((أما بعد فهذه فصو ٌل في الكالم عن الحشيشة اقتضى الحال شرحها
32
لعموم بلوى ٍ
كثير من السفلة بها وتوقف كثير من الناس في حكمها لما لم يجدوا
للسلف فيها كالما)) " ."Rosenthal1771وعلى امتداد القرن الرابع عشر تقوم
عدة محاوالت من حكام مصر لمنع تداول الحشيش أو تعاطيه ،ولكن نجاحها يكون
مؤقتاً .وفي حوالي منتصف القرن الخامس عشر يكتب المقريزي مسفهاً الحشيش
ومتعاطيه .وفي سنة 1403م تسقط القسطنطينية في يد العثمانيين ،وفي سنة
1017م يستولون على مصر .ويبقى شيوع الحشيش في مصر بين ٍ
مد وجزر ،
ٍ
بدرجة مماثلة ،ويشهد مؤرخ تركي عاش في القرن ولكنه ال ينتشر في األناضول
السابع عشر ؛أنه عندما كان في القسطنطينية وجد ألف حانوت تبيع البيرة ،و 154
تبيع الخمور ،ولكنه لم يجد سوى 65مكاناً لبيع الحشيش وتدخينه " & AUSTIN
."GRIEG 1982
وقد ُعرف القنب في أوروبا الحديثة من خالل بعض الكتابات العلمية الهادئة
ٍ
حينئذ بروسبر ألبانيو ""Prosper Albino منذ القرن السادس عشر ،فقد كتب عنه
كما كتب عنه لينيوس " C في كتابه""De Medicina Aezyptiorum
".Linnaeusعالم النبات الشهير وكان ذلك بعد منتصف القرن الثامن عشر بقليل.
غير أن أوروبا عرفته بعد ذلك موضوعا لكتابات مثيرٍة للجدل ،وكان ذلك بشأن
خصائصه كمخدر .وبهذا االعتبار وصلت سمعته إلى أوروبا عن طريقين :األول
ٍ
بوجه خاص في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل هو حركة االستش ارق التي نشطت
القرن التاسع عشر مع تأسيس الجمعية اآلسيوية للبنغال سنة ،1734والجمعية
اآلسيوية الملكية في بريطانيا سنة .1324في هذه الفترة التاريخية ُدرست وتُرجمت
وأُلفت (على سبيل المحاكاة) كتب كثيرة عن الشرق والمؤلفات الشرقية _ وكان
معظم االهتمام منصباً آنذاك على ما يخص الهند وفارس والشرق األوسط العربي،
ومن أشهر النماذج التي تناولتها هذه الدراسات ونقلتها للقارئ األوروبي "ألف ليلة
33
وليلة" .وجدير بالذكر هنا أن هذه الدراسات والترجمات لم تتوجه لدولة أوروبية
بعينها ،ولكنها توجهت إلى الجميع.
وفي غمار هذه الحركة انتقلت سيرة الحشيش كمخدر ،مع كل تهويمات الخيال
األدبي .هذا عن الطريق األول .أما الطريق الثاني فكان ما حمله معهم علماء
نابليون بونابرت وجنوده بعد عودتهم من مصر على أثر فشل الحملة العسكرية التي
استمرت من 1793إلى .1351وفي ظل تداخل هذين الطريقين معاً ،وتوافر المناخ
المناسب في أوروبا شهدت السنوات من حوالي 1345إلى ما يقرب من سنة
1365نشاطاً بار اًز من الكتابات والتجارب واالجتماعات التي تدور كلها حول
T. الحشيش وآثاره على المتعاطين ،ففي سنة 1343دون (تيوفيلجوتييه
-)Jauntierوهو أديب فرنسي رومانسي عاش من من 1372_1311وعرف
بدفاعه عن نظرية الفن للفن -مالحظاته االستنباطية على خبرته الذاتية الناجمة عن
وفي سنة 1340نشر (مورو دي تور– )Moreeau de Tours التعاطي.
الطبيب النفسي الفرنسي كتابا عنوانه "عن الحشيش واالضطراب العقلي" Meunier
."P.136،1909وفي سنة 1346تعاطي (بودلير )Baudelaire.Cالحشيش
وكتب يصف خبرته مع هذا التعاطي مقاال بعنوان "عن الخمر والحشيش مع
المقارنة بينهما كوسيلتين لمضاعفة الفردية" .وفي سنة 1306نشر هذا الشاعر
نفسه مجموعة من خمس مقاالت عن الحشيش؛ هي " مذاق الالمتناهي – ما هو
الحشيش – مسرح سي ار فين – اإلنسان واإلله – األخالق "P.37 ،Nahas1977(.
.).Baudelaire 1928وفي سنة 1307أعلنت الجمعية الدوائية في باريس عن
ٍ
مسابقة علمية موضوعها القنب الهندي (سويف .)1972ومع اقتراب القرن التاسع
عشر من نهايته هدأت الضجة التي أثارها مجموعة األدباء والفنانين األوروبيين
حول الحشيش .ومع بداية القرن العشرين عرف الحشيش طريقه إلى الواليات
المتحدة األمريكية ،وذلك من خالل هجرة المكسيكيين شماالً خالل عشرينيات القرن
34
لالشتغال كعمال زراعيين فيها ،فقد كان المكسيكيون يعرفونه ويدخنونه ،فانتقل
ٍ
أوساط بعينها في الواليات المتحدة؛ أوساط عازفي موسيقى معهم وبدأ ينتشر في
ٍ
بوجه خاص وبعض البيض ( .)Musto 1991وفي سنة 1933طلب الجاز السود
عمدة مدينة نيويورك " "Fiorillo la Juardiaإلى األكاديمية الطبية لنيويورك أن
تهتم بإجراء بحث علمي اجتماعي حول مشكلة الحشيش في المدينة .وتشكلت على
أثر ذلك لجنة إلجراء البحث المطلوب ُعرفت تلك اللجنة باسم لجنة الجوارديا،
وأشرفت على إجراء البحوث المطلوبة ونشرت تقري اًر عن ذلك ُعرف باسمها ،وقد
أثار كثي اًر من الجدل حول قيمته العلمية.)Nahas 1973( .
الكوكايين:
35
شجر الكوكا بانتظام (كان الهنود الحمر من قبل يكتفون باالعتماد على األشجار
التي تنبت في المكان تلقائياً) ،وأصبح العمال الهنود يعطون جزءا من أجرهم مقادير
من أوراق الكوكا .وانتشر مضغ الكوكا أكثر من ذي قبل .وربما رأى فيها الهنود
المقهورون أمام المستعمر اإلسباني بقية باقية من ممارساتهم الحضارية المندثرة.
(إلى جانب آثارها التنشيطية) فازدادوا تمسكاً بها .ويقدر عدد الهنود الذين يمارسون
اآلن مضغ الكوكا بانتظام في بيرو وبوليفيا بما يزيد قليالً على أربعة ماليين نسمة.
36
Vin Marineألن هذا األخير ال يحتوي إال على حوالي 35مليجراما فقط من
الكوكايين.
ومن المؤسف حقا أن تاريخ المواد المخدرة زاخر بمثل هذه االندفاعات
الحماسية سواء من جانب شركات صناعة الدواء (بدافع اإلسراع إلى جني األرباح).
كثير من األطباء وغيرهم من األشخاص ممن يحملهم المجتمع عبئاً ومن جانب ٌ
مضاعفا لمسؤولية الكلمة ،ويتوقع منهم في المقابل قد اًر مضاعفاً من ضبط الحكم
حدث هذا في تاريخ الكوكايين كما رأينا ،وحدث ما يماثله في تاريخ والقول.
الهيروين ،وحدث كذلك في تاريخ المهدئات الصغرى (البنزوديازيبينات ،كالديازيبام)،
وال يزال يحدث إلى حد ما بشأن تدخين القنب .وفي سنة ُ 1336نشر أول تقرير
طبي ،نشره طبيب في واشنطن عن بعض اإلرجاع المعاكسة المترتبة على الحقن
بالكوكايين للتخدير في إحدى العمليات الجراحية ،ولم يلتفت أحد إلى هذا التقرير.
ثم توالت التقارير عن أرجاع معاكسة ترتبت على زيادة الجرعة أو على عوامل
أخرى أكثر ارتباطاً بالظروف النوعية للمرضى ،ثم توالت التقارير عن المشكالت
37
السلوكية االجتماعية المترتبة على تناول الكوكايين على فترات زمنية طويلة .وفي
سنة ُ 1914وقع ما يعرف باسم قانون هاريسون الذي وضع قيوداً مشددة على
تداول الكوكايين ،منها تحريم بيعه إال من خالل الوصفات الطبية ،ومنها تحريم
إدخاله بأي قدر من األدوية السيارة .وفي سنة 1935جاء في تقرير لجنة نيويورك
(بإشراف عمدتها) للنظر في أمر المخدرات ،أن تعاطي الكوكايين لم يعد مشكلة
مؤرقة.)Musto 1991( .
القــات:
القات شجرةٌ دائمة الخضرة ،وأول من أسماها باسمها العلمي ووصفها وصفاً
دقيقاً هو عالم النبات السويدي بير فورسكال Per Forsskalالذي توفي في اليمن
سنة .1763أما االسم العلمي الذي أطلقه على هذا النبات ،فهو .Catha
edulisويتراوح طول شجرة القات بين خمسة وعشرة أمتار .وأوراق الشجرة بيضاوية
مدببة.
وتُقطف للمضغ وهي صغيرة السن يبلغ عمرها أياما أو ال يزيد على أسابيع
قليلة .)P27،Weir 1985( .ويرى بعض المؤرخين أن القات ُوجد أول ما ُوجد
في منطقة تركستان أو أفغانستان .ويعتمد هذا الرأي على ما ذكره البيروني في
"كتاب الطب" وجاء فيه ما يأتي "القات شيء مستورد من تركستان ،طعمه حامض
..ولون القات أحمر مع ر ٍ
ثة من السواد ..وهو يبرد الحمى ..ويريح الصفراء ويبرد
المعدة والمصران" وقد عاش البيروني في الفترة ما بين سنة 973وسنة .1501
(مركز الدراسات والبحوث اليمنية ،1931،ص .) 215
ويبدو في حدود الوثائق التاريخية القليلة المتوافرة حول الموضوع ،أن شيوع
عادة مضغ أوراق القات في منطقة جنوب البحر األحمر (وبوجه خاص في اليمن
38
والحبشة) يرجع إلى حوالي القرن الرابع عشر الميالدي ،وقد ورد ذكر ذلك عرضاً
ٍ
وثيقة تاريخية حبشية (مكتوبة باللغة األمهرية) تصف حملةً تأديبية قام بها جنود في
الملك المسيحي عمدا سيون( AmdaSeyonمن الحبشة) ضد الملك المسلم صبر
الدين (في اليمن) .وتؤرخ هذه الوثيقة بالعام 1335م .كذلك يرد ذكر القات في
كتاب لمؤرٍخ عربي ُيدعى ابن فضل اهلل العمري ُكتب بين سنتي 1349-1342م،
وفيه يورد الكاتب قصة عن كيف ورد القات (بعادات مضغه) من الحبشة إلى اليمن
( .)Weir 1985;P72كما يشهد المقريزي في رسالة له بعنوان "اإللمام بأخبار من
في أرض الحبشة من ملوك اإلسالم" (وقد عاش المقريزي ما بين 1364م و
1442م) بوجود شجرة من أرض الحبشة" ،تسمى القات ،وهي شجرة ال تعطي
فواكه ،لكن السكان يأكلون أوراقها الصغيرة ...هذه الشجرة تنشط الذاكرة ،وتذكر
اإلنسان بما هو منسي ،كما تضعف الشهية والشهوة والنوم (. "...مركز الدراسات
والبحوث اليمنية ،1931 ،ص .)211ويبدو أنه قد ثار جد ٌل بين اليمنيين خالل
القرن السادس عشر الميالدي حول ما إذا كان يسري على القات ما يسري على
الخمر من تحريم باسم الدين ،و لجأوا إلى استفتاء أهل الفتوى ،وكان من بين
هؤالء شهاب الدين أحمد بن محمد علي بن حجر الهيثمي السعدي ،وكان مقيماً في
مكة (عاش في الفترة بين 1054و 1067أو )1037وقد استُشكل أمره عليه
ٍ
وقائل بأنه ال يؤثر على الجسم "... على إثر تباين أقوال متعاطيه بين ٍ
قائل بتخديره
فنتج عن هذا كله أن ال طريق لنا إلى العلم بحقيقته إال مجرد الخبر المتواتر من
متعاطيه بما يجدونه منه.
ولم يتم لما علمت من الخالف واالختالف ،إذ القائلون بالحل ناقلون عن عدد
متواتر أنه ال ضرر فيه ،والقائلون بالحرمة ناقلون عن عدد متواتر أن فيه ٍ
آفات
كاذب قطعا مع
ٌ ومفاسد منها أنه مخدر ومغيب ومسكر ومطرب ،فأحد الخبرين
39
رعاية العموم سلباً واثباتا (المرجع السابق،ص .)76وقد استمر الجدل حول موجبات
تحريم القات أو حله وال يزال مستم ار حتى الوقت الحاضر.
وتشير دراسات كثيرة حول التاريخ االجتماعي لتعاطي القات في اليمن إلى أنه
مر بمرحلة في بداية تاريخه خالل القرنين الثالث عشر والرابع عشر كان مقترناً فيها
بالشرائح الفقيرة من المجتمع ،غير أنه اتجه بعد ذلك تدريجياً إلى االقتران بالشرائح
الغنية ذات النفوذ ،وفي ذلك يقول سيرجنت - R.B.Serjeantوهو أحد أعالم
الدارسين للحياة اليمنية -إن القات كان مقبوالً وكان تناوله شائعاً بين الصفوة
الحاكمة في القرن الثامن عشر" ،وهو ما نستنتجه من سيرة أحد أحفاد اإلمام
المتوكل إسماعيل الذي كان يحب األدب ..وكان يتجه إلى الخلوة أحيانا للتعبد
والصالة ،وكان مولعاً بأكل القات " .) Weir 1985;P 76 ( .وهناك دراسات
متعددة تابعت التغيرات التي كانت تط أر من حين آلخر على ثمن القات في السوق
المحلية نتيجة لتغير مكانة المتعاطي.
الهيروين:
وهو أحد مشتقات المورفين وهو مسحوق أبيض اللون بلوري ،يذوب بصعوبة
في الماء وبسهولة في الكحول ،ولما كان اإلنسان قد يصبح مدمناً للهيروين بسهولة
فقد قل استعماله وندر وصفه طبياً ،بل وقد حظر تحضيره في ٍ
بالد كثيرة .وهناك
شبه إجماع على حذفه من جميع دساتير األدوية.
الماريجوانا:
هو القمم الزهرية المؤنثة لنبات القنب ،وهو ُيحدث تهيجاً كما يحدث هبوطاً،
ومع أنه استُعمل أوالً في حاالت الصداع واألرق ،إال أنه قد بطل استخدامه تقريباً
ولم يعد يوصف في التذاكر الطبية .وهو من العقاقير التي تُحدث عادة اإلدمان،
40
وقد شاع استعماله في أمريكا بتدخينه على شكل السجائر التي ال يمكن الحصول
عليها أال عن طريق التجارة غير المشروعة والتهريب ،واتخذت الحكومة األمريكية
كل الخطوات لمراقبة زراعة القنب.
المخدرات الصغرى:
وهي أقل ضر اًر إلى ٍ
حد ما عن المخدرات الكبرى الطبيعية على اإلنسان،
ٍ
مختلفة من المخدرات اع
ومنها الطبيعي ومنها الصناعي .وفيما يلي نعرض ألنو ٍ
الصغرى :
41
وجدير بالذكر هنا أن الجدل ال يتناول كون هذه المادة أو تلك (الكافيين أو أي
ٌ
مادة أخرى) تؤثر على المخ ومنه على السلوك والمزاج ،هذا شيء ال يتناوله الجدل،
فالكل مسلِّم بأن الكافيين ذو تأثير تنشيطي (تنبيهي) على المخ .ولكن الجدل
ينصب على احتماالت التمادي في تناوله و ما يترتب على ذلك من أضرار .ومن
أوضح مظاهر هذا الجدل تردد العلماء في تصنيف مادة الكافيين ضمن المواد
المحدثة لالعتماد .ومن ثم نجد أن نظام التصنيف األمريكي لالضطرابات النفسية
الصادر سنة 1935والمعروف باسم 4DSMأو Diagnostic & statistical
Manual of Mental disordersيذكر "التسمم الكفاييني " و "االضطراب
النفسي العضلي المرتبط بالكافيين " ،ويقدم قائمة تحتوي على اثني عشر عرضاً
وعالمة كمعايير لتشخيص التسمم الكفاييني ،وفي حين أن نظام التصنيف المناظر
له والصادر عن هيئة الصحة العالمية ؛وهو المعروف باسم ICD-10أو The
ICD-10 Classification of mental and behavioral disordersال
يحوي أي ذكر لهذا الموضوع .
الكوكا(الكوال أو الكوله):
وهي شجرة استوائية اسمها العلمي ( كوكا اكيومنياتا ) وموطنها افريقيا ،وتزرع
في المناطق الدافئة لبذورها المعروفة باسم (بندق كوال) والتي تحوي الكافين والزيت
والجلوكسيد كوالنين .ويستخدم األهإلى في تلك األقإلىم البندق الطازج ،وتصدر
البذور الستعمالها في المشروبات وفي الطب.
جوزة الطيب:
بذرة شجرة مستديرة الخضرة اسمها العلمي (مريستيكا فراجرانس) و هي تابل
قيم ،ويستخرج من غالف البذرة تابل آخر ،ومن البذور وغالفها زيت يستعمل في
الطب وفي أدهنة الشعر.
42
البتل ( البويو ):
نوع من الفلفل األسود انتشرت زراعته في الشرق األقصى ويطلق عليه
الغربيون اسم (بويو ) والبويو هو العجينة المحضرة من أجل المضغ والتي
تحتوي باإلضافة إلى البتل المكون الرئيسي من جوزة الطيب ،وعلى كلس حتى
يتم الحصول عليه من االصداف المتكلسة .ويبدو أن استخراج البتل في بالد
الشرق األقصى يعود إلى عهود قديمة جداً فقد روى أوائل البحارة الغربيين أنهم
أروا رجاالً ضعافاً في غاية المرض ألن أفواههم تدمي حيث كانوا يبصقون الدم
ٍ
عندئذ ،بل ُعرف بعد زمن طويل أن بغ ازرة .وما كان هؤالء البحارة يعرفون البتل
اللون الشديد االحمرار للعاب أولئك المرضى الفقراء ولون أسنانهم ومخاطية الفم
واللثة لديهم يعود إلى (البويو) الذي يمضغونه باستمرار ،ويعد (البويو) عند
الكثيرين من سكان الهند وجزر الفلبين شيئاً أكثر أهمية من الذهب نفسه ،وهناك
لدى بعض األمراء بهذه البالد خدم متخصصون في تحضير (البويو) علماً بأن
هؤالء الخدم ذوو حظوة لقيامهم بهذه المهمة ،حيث ال يكلف بها إال أكثر الخدم
ذكاء وقد اًر ،هذا ولم تحدد بعد صفات البويو ،وما عرف عنه هو أن جوزة الطيب
تحتوي على نوع من النيكوتين ،وأن البويو لوال الكلس لما اصطبغ باللون
األحمر ،فالبويو بمقوماته الثالثة ،تلك المقومات التي يكمل بعضها بعضا يوتر
ٍ
مخدر مشئوم األعصاب ويبعد الجوع والتعب ،ومن جهة أخرى فإن البويو مع أنه
حد ما ضروري لسكان الشرق األقصى ،ذلك ألن الكلس الذي إال أنه يبدو إلى ٍ
يدخل في تركيب البويو يعوض النقص الواضح جدا بالكلس في بعض المناطق
الشرقية هناك ،ويؤكد األوربيون الذين مضغوا البويو وهم قلة نتيجة اللون
األحمر الذي يفرزه أنه يسبب في بادئ األمر إثارة دماغية مزعجة ويحدث
تقيوءات ودوا ار ،ويتحول كل ماضغ للبتل بمرور الزمن إلى كائن ضعيف ،نزق،
فاقد للشهية ويشعر بجميع األعراض التي يسببها التبغ
سريع الغضب والحدةٌ ،
43
بشدة ،وقد يعود ذلك إلى هذا النوع من النيكوتين الذي تحويه جوزة الطيب
مخدر قوي شبيه بالكوكا.
ٌ الممزوجة مع البتل علماً بأن البتل بحد ذاته
وهناك أيضاً األقراص المخدرة التي يتناولها المدمنون بكميات كبيرة كالريتالين.
أما المواد المخدرة التي يتعاطاها المدمن عن طريق الشم كالكوكايين والهيروين فلقد
ٍ
بشكل واضح ،ويستخدم المدمن بودرة الهيروين أو زاد استخدامها في الفترة األخيرة
ٍ
بسكر أبيض وبحمض بوريك حتى يخفف تركيز المخدر في الكوكايين مخلوطة
المسحوق المتعاطي إلى حوالي %7من العقار ،إذ أن شمةً واحدة نقية %155من
تلك المواد قد تودي بحياة اإلنسان إلى الهالك .وكثي اًر ما ُيحدث الشم تقيحات شديدة
في األنف وثقوب بالحاجز األنفي للمدمن.
44
وجدير بالذكر أن تعاطي المخدرات عن طريق الفم يكون أقل خطورة في
بادئ األمر عنه في حاالت الشم أو الحقن ،...فالمخدر المعطى بالفم يمر بالجهاز
الهضمي حتى يصل إلى الكبد الذي يحاول التخلص من تلك المواد السامة لكي
يحمي باقي خاليا الجسم من آثارها المدمرة ،إال أن خاليا الكبد نفسه تتلف بعد
حين؛ ولكن في حاالت التعاطي بالشم أو الحقن ،فإن المخدر يصل إلى خاليا
الجهاز العصبي مباشرة ويتلفها .وهنا مكمن الخطورة ،فالخلية العصبية هي خلية
الجسم الوحيدة التي ال يمكن تعويضها.
ٍ
صنف إلى آخر ومن وكما أسلفنا فإن طرق تعاطي المخدرات تختلف من
شخص إلى شخص آخر ،فالبعض يفضل التعاطي منفرداً والبعض اآلخر يشعر
بنشوة وهو يتعاطاها وسط مجموعة وبالنسبة للمخدرات نفسها فالبعض يفضل الشم
والبعض اآلخر يفضل التدخين وبعض ثالث يفضل الحقن في الوريد ،ومن أمثلة
ذلك:
الحشيش:
يتم تعاطيه عن طريق التدخين " سيجارة ،سيجار ،نرجيلة " ،ومن أشهر الدول
أو عن طريق الشراب حيث يقطع العربية المنتشر فيها هذا الصنف مصر.
المتعاطي أوراق الحشيش وقممه الزهرية وينقعها في الماء ويذيبها ثم يشربها،
وتنتشر هذه الطريقة في الهند .أو أن يتم تعاطيه عن طريق األكل بحيث يخلط
الحشيش بمواد دهنية أو بالتوابل ،ويقطع على هيئة قطع الشوكوالتة ويؤكل مع
بعض األطعمة .
األفيون:
يستخدم األفيون في المجال الطبي لتخفيف األلم ،فيستعمل على شكل محاليل
تؤخذ في الغالب في العضل حتى ال يتعرض المريض إلدمانها ،أو أقراص تُتناول
45
عن طريق الفم .أما التعاطي غير الطبي لألفيون فيتم عن طريق التدخين كما هو
في الهند وايران ،أو البلع بالماء وقد يعقبه تناول ٍ
كوب من الشاي ،وأحيانا يلجأ
المدمن إلى غلي المخدر واضافة ٍ
قليل من السكر إليه ثم يشربه .أو عن طريق
االستحالب حيث يوضع تحت اللسان وتطول فترة امتصاصه ،أو يؤكل مخلوطا مع
بعض الحلويات ،أو الحقن ،أو يشرب مذابا في كوب من الشاي أو القهوة .
القات:
تنتشر زراعته وادمانه في منطقة القرن األفريقي والسودان واليمن ،وهو عبارة
عن نبات أخضر تمضغ أوراقه وتخزن في فم المدمن ساعات طويلة ،يتم خاللها
امتصاص عصارتها ،ويتخلل هذه العملية بين الحين واآلخر شرب الماء أو المياه
الغازية ،وشرب السجائر أو النرجيلة .
المهلوسات:
وقد سميت بهذا االسم آلثار الهلوسة التي تحدثها على شخص المتعاطي،
وهي في الغالب تخيالت عن أصوات وصور وهمية ،وأهم هذه المهلوسات عقار
.L.S.Dوعقار ،P.C.Pوتكون المهلوسات على شكل حبوب تؤخذ عن طريق
الفم .
46
المورفين والهيروين:
للمورفين خاصية كبيرة في تسكين اآلالم ،إال أنه يسبب اإلدمان الفسيولوجي،
حيث يؤثر على وظائف خاليا المخ .والهيروين من مشتقات المورفين ويكثر
استعماله عن طريق الشم ،ويتم إدمانه بعد أسبوع من البدء في تعاطيه.
الكوكايين:
يؤخذ الكوكايين بطرق متعددة تتشابه إلى حد كبير مع الحشيش ،سواء عن
طريق التدخين أو االجترار تحت اللسان أو البلع أو مع بعض األطعمة
والمشروبات.
ثانيا :اإلدمان-:
-1مفهوم اإلدمان:
لغ ًةَ :د ِمن على الشيء أي لزمه وأدمن على الش ارب وغيره :أدامه ولم يقلع
عنه ،ويقال أدمن األمر ،وواظب عليه.
واإلدمان قد يكون إدماناً على الخمر والمسكرات ،أو إدماناً على المخدرات
أو حتى بعض األدوية والعقاقير .ولكنه في كل األحوال أكثر تعقيداً من مجرد
االشتهاء الجسمي ألنه يؤثر على أجهزة الجسم وبخاصة على الجهاز العصبي
والنفسي لإلنسان والقاعدة في الشريعة اإلسالمية تقرر أنه ال يحل للمسلم أن
يتناول من األطعمة أو األشربة شيئاً يتسبب بقتله سواء كان بسر ٍ
عة أو ببطء أو
ما يضره ويؤذيه ،فإن المسلم ليس ملك نفسه ،وانما هو ملك دينه وأمته ،
47
وحياته وصحته وماله ونعم اهلل كلها عليه وديعةٌ عنده ،وال يحل له التفريط فيها
قال سبحانه وتعالى { :وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} البقرة" ، "190وقال سبحانه
وتعالى { :وال تقتلوا أنفسكم إن اهلل كان بكم رحيما } النساء" "29فقد أثبتت
األبحاث الطبية واالجتماعية أن أشر ما يؤدي إلى التهلكة هو اإلدمان .ويعتبر
اإلدمان في العصر الحديث من أشد المشكالت إيالماً ألسر المدمنين والمجتمع
إذ يؤدي إلى حالة من التدهور في الشخصية تهتز معها القيم والمعايير فال يعود
المدمن قاد اًر على التوافق السليم مع القانون والحياة االجتماعية السوية.
ونسوق هنا تعريفاً آخر لإلدمان هو :تكرار تعاطي مادة أو أكثر من المواد
ٍ
اعتماد عضوي أو نفسي أو كليهما مع المخدرة بشكل قهري مما يؤدي إلى حالة
التحمل وظهور األعراض االنسحابية في حالة االنقطاع.
حالة يعتادها الجسم على المواد المخدرة ليؤدي وظائفه الفسيولوجية وفي
أثناء غياب تلك المادة تختل تلك الوظائف وينتج عنها أعراض إنسحابية
جسدية :وهي ردود فعل سلبية من الجسم نتيجة نقص المادة المخدرة وتكون
على شكل آالم في المفاصل والعضالت والصداع والرعشة في األطراف والعرق
ودموع العين ورشح األنف ونقص الوزن وارتفاع الضغط وسرعة النبض والتثاؤب
المستمر والغثيان والقيء والكسل وغيرها.
48
أما المقصود باالعتماد النفسي:
التحمل :ويعني ميل الشخص المتعاطي إلى زيادة الجرعة المخدرة للحصول على
الحالة المنشودة من تعاطي المخدر والتي حصل عليها في مرحلة التعاطي
األولى
مفهوم التعاطي :جاء في لسان العرب البن منظور أن التعاطي هو تناول ما ال
يحق وال يجوز تناوله .ويقصد بتعاطي المخدرات Drug useاستخدام العقاقير
المخدرة والتي ال يسمح المجتمع بتعاطيها بقصد الحصول على تأثير جسدي ،أو
نفسي ،أو عقلي .بمعنى أن التعاطي هو عبارة عن "تناول المواد المخدرة بشكل
تجريبي ،أو متقطع ،أو بشكل منتظم" .ولإلدمان مستوى أعلى من التعاطي في
تناول المواد المخدرة ،حيث تشير الدراسات الحديثة إلى ضرورة التمييز بين
ثالث فئات أو مستويات من التعاطي هي:
وهذه الفئة األخيرة هي أقرب الفئات إلى مفهوم اإلدمان أو االعتماد النفسي
وبناء على المشاهدات الميدانية ُوجد أن نسبة
ً والعضوي بالمعنى العلمي الدقيق،
49
المدمنين المنتظمين أقل بكثير من نسبة المتعاطين بالمناسبة ،وهؤالء أقل بكثير
من نسبة المتعاطين على سبيل التجربة.
)3مرحلة اإلدمان :وتتميز هذه المرحلة بتبعية الفرد النفسية أو الجسدية أو
كليهما معاً للمخدر ،وبظهور مشكالت توافق وتكيف واضحة على المدمن.
وهكذا يمكن أن نحدد خمس مراحل زمنية في موضوع تناول المواد المخدرة
كالتالي:
)1مرحلة حب االستطالع.
)2مرحلة حب التجربة.
)3مرحلة التعاطي.
)4مرحلة اإلدمان.
)0مرحلة المرض والعجز والوفاة.
-2تعريف اإلدمان:
لغوياً اإلدمان مصطلح يشير إلى المداومة على الشيء أو االعتماد المضطرد
عليه .وهناك عدد من التعريفات المتاحة عن مصطلح اإلدمان Drug
Addictionنذكر منها :
50
-2اإلدمان هو االعتماد النفسي و العضوي على أحد المواد المخدرة.
-3اإلدمان هو حالة تعود قهري على تعاطي مادة معينة من المواد المخدرة
بصورة دورية متكررة بحيث يلتزم المدمن بضرورة االستمرار في استعمال
هذه المادة ،فإذا لم يستعملها في الموعد المحدد فالبد أن تظهر عليه
أعراض صحية و نفسية بحيث تجبره و تقهره للبحث عن هذه المادة و
ضرورة استعمالها.
-4ظهور أعراض نفسية و جسمية عند االمتناع المفاجئ ،أو االنقطاع الفوري
عن المخدر سواء كان ذلك بطريقة إجبارية ،أم اختيارية ،و هو ما يعرف
بسحب المخدر (اإلقالع) .Drug Withdrawal
51
-0اآلثار الناجمة الضارة و المدمرة على الفرد و المجتمع معاً.
االعتمـاد:
يقصد باالعتماد على المخدر Drug dependenceالحاجة النفسية أو
الجسدية أو االثنين معاً للعقار المخدر .ولقد أوصت منظمة الصحة العالمية
WHOالتابعة لألمم المتحدة في تقريرها رقم 237الصادر في سنة 1964
باستخدام مصطلح االعتماد على العقاقير بدالً من مصطلحي اإلدمان والتعود أو
االعتياد ،Habituationعلى أن يقرن دائماً بكلمة االعتماد اإلشارة الى نوع
المخدر المقصود.
المرحلة الثانية :مرحلة التعود حيث يتعاطى الشخص المادة المخدرة بشكل
يومي أو بصوره مستمرة ويصل إلى مرحلة ال يمكنه معها االستغناء عنها ،بل
أن الشخص المدمن غالباً ما يبالغ في زيادة الكميات في كل جرعة تدريجياً،
بفعل تكيف جسمه مع مفعول المخدر و زيادة ما يسمى باحتماله لدرجة أن أي
انقطاع فوري عن المخدر يولد لدية عوارض مؤلمة و خطيرة.
المرحلة الثالثة :مرحلة اإلدمان التي تحدث نتيجة لتكرار تعاطي أحد
المخدرات حتى يصبح الشخص أسي اًر للمادة المخدرة.
المرحلة الرابعة :مرحلة ظهور اآلثار السلبية (سواء كانت جسمية أو نفسية أو
عقلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية ) لمشكلة اإلدمان.
53
– 4خصائص اإلدمان:
)9القيام بتصرفات غير أخالقية وغير اجتماعية وغير طبيعية للحصول علي
المخدر .
-5أنواع اإلدمان:
هناك عدة أنواع من اإلدمان يمكن عرض أربعة أنواع منها حسب طبيعة
شخصية المدمن ،كالتالي:
54
االجتماعية المناسبة مما يؤدي إلى تطور األزمة التي سببتها الصدمة
كما يتميز سلوكه واتجاهاته بالنزوع نحو تدمير الذات.
)2اإلدمان الفعلي :ويتميز هذا اإلدمان بوجود صراع فعال في البيئة ،مما
يؤدي إلى الشعور بعدم االرتياح ،والكآبة أو اإلقالل من االهتمامات
واالتجاهات واألنشطة المعبرة عن العواطف ،ويظهر المدمن تعبيرات
عن التحدي والتعصب ويوجهه إلى األشخاص المسئولين عن وقوعه في
هذا الصراع.
)3اإلدمان االنتقالي :ويرجع إلى اضطرابات نفسية متنوعة تتالءم مع بداية
إدمان العقاقير ،مثل حاالت الهوس و خاصة بين مدمني الهيروين،
ومثل حاالت االكتئاب المتكررة مع األشكال الطقوسية القهرية.
)4اإلدمان المتعلق باالعتالل االجتماعي :حيث يقع المدمن في صراع
نفسي اجتماعي يعبر عنه بالرغبة في إفراغ الرغبات المكبوتة ويتميز
هذا المدمن بعدم النضج النفسي واالجتماعي ،و بحياة عائلية مضطربة،
كما يعاني من صدمات عنيفة مع قواعد السلوك االجتماعي والقانوني
في أثناء فترة المراهقة ،وعادة ما يوجد في تاريخ هذا المدمن ما يدل
على سلوك غير مبال باآلخرين ،وغير قادر أيضا على إعطاء الحب أو
قبوله ،أو على إنشاء عالقات ذات هدف.
المتعاطي:
المتعاطي هو الشخص الذي يتداول المواد المخدرة بشكل تجريبي ،أو
متقطع ،أو منتظم ،بحيث يؤدي تناولها إلى إضرار له و للمجتمع .والمدمن
مستوى أعلى من المتعاطي في تناول المواد المخدرة ،و ذلك كما سيتضح عند
تعريف مصطلح المدمن في البند الخامس.
55
المدمن:
.1المدمن :Addict
هو ذلك الشخص الذي ربط حياته بعقار من العقاقير و تعود عليه ،أو على
مادة أخرى من المواد المخدرة أو المنبهة و التي ال يستطيع االمتناع عنها وعن
تعاطيها بل و يبحث عنها ،و في حالة وجودها يعجز عن ممارسة حياته وعمله
العاديين و يعيش في حالة نفسية سيئة و مضطربة .وهناك من يعرف المدمن
بأنه مستخدم أو مستهلك المادة المخدرة ،سواء كان في صورة تعاطي أو في
صورة إدمان ،وسواء كانت تلك المادة المخدرة طبيعية أو اصطناعية أو تخليقيه.
بما يضر بصحته و يفقد القدرة على ضبط النفس.
ولألسف فان بداية طريق اإلدمان غالباً ما يكون عبارة عن محاكاة و تقليد
اآلخرين أو مجاراة لزميل أو صديق سوء أو تحدي له ،و قد يكون السبب في
بادئ األمر اعتقاد خاطئ من الشخص بأن المخدرات سوف تؤدي إلى التخلص
من المشكالت التي تواجهه ،أيضاً قد يبدأ التعاطي أو اإلدمان على أنه دعابة أو
تجربة أو حب استطالع ،ثم يتكرر حتى يصعب التراجع عنه أو التوقف عن
ممارسته ،ليصبح الشخص مدمناً.
ويبدأ سلوك اإلدمان لدى كثير من الناس باألشياء التي تفتح بوابة اإلدمان
والتي يطلع عليها باإلنجليزية Gate Way Drugsمثل السجائر ،والبيرة،
ومضغ بعض األعشاب الطبيعية التي لها تأثير منوم أو مسهر ،واالستخدام
الخاطئ لبعض األدوية ...ثم ينتقل الشخص من هذه المنبهات إلى األنواع
األخطر مثل :شرب الكحوليات و الحشيش و األفيون.
56
.3عملية اكتشاف المدمن:
يمكن اكتشاف المدمن من خالل مالحظة سلوكه ،حيث أن عملية تعاطي
المخدرات تفسد السلوك و تترك آثارها الواضحة على وجه الشخص المدمن،
باإلضافة إلى معاشرته لشلة السوء واهماله لمظهرة و لدراسته أو عمله وأسرته،..
وهروبه من الحوار مع اآلخرين ( مثل :الوالدين و الزوجة والمعلم أو رئيس
العمل.)...
عالمات تظهر على المدمن و توضح تأثير اإلدمان على شخصيته:
تظهر على المدمن عدة عالمات وتأثيرات من أهمها:
57
.4شخصية المدمن :
هذا و قد اتفق علماء النفس و االجتماع و الخدمة االجتماعية على أن
اإلدمان يكون أكثر انتشا اًر بين أربع أنواع من الشخصيات هي:
58
أنها تغير من شخصيته تماماً فينعم و لو لوقت قصير بنعمة التعامل الجريء
بال خوف من الناس.
ج -الشخصية المكروبة Stressed Personality :
تعاني هذه الشخصية من القلق والتوتر وسهولة االستثارة و العصبية واالندفاع
وعدم الصبر مما يعرضه للخطر واالحتكاك باآلخرين .والشخص المكروب
دائماً في عجلة من أمره في كل شيء إلى حد انه يرهق نفسه ومن يتعامل
معه .وغالباً ما يدمن الشخص المكروب حتى يقلل من مشاعر القلق والتوتر
ليحل محلها االسترخاء والطمأنينة .حيث يكتشف أن بعض المواد المخدرة تزيل
كل التوترات و تجعله هادئاً بارداً مسترخياً متأنياً ..ويجد نفسه مضط اًر
الستعمال هذه المادة بشكل متقطع أو مستمر ..وقد يقوده سوء االستعمال
لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها.
د -الشخصية السيكوباتية Psychopathic Personality :
من سمات هذه الشخصية :أنها غير اجتماعية بشكل واضح ،وتحمل مشاعر
العدوانية نحو اآلخرين ،وتتصف بالالمباالة والكذب والخداع .ويسعى
الشخص السيكوباتي نحو تحقيق ملذاته وارضاء نزواته على حساب أي
إنسان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه فهو يسرق..
يرتشي ..يؤذي ..يدمن يفعل أي شيء دون أن يتحرك لدية أدنى إحساس بألم
أو ندم ..وبشكل عام فإن السيكوباتي ال يتعلم من أخطائه وال يجدي معه
العقاب.
59
60
الفصل الثاني
61
62
األسباب المؤدية إلى تعاطي وادمان المخدرات
إن مشكلة تعاطي المخدرات ليس لها جانب واحد ،وهي من الظواهر
االجتماعية المرضية في العالم الحديث ،وخاصة في المناطق الحضرية ،إن
وجهة النظر غير التقليدية لمشكلة تعاطي المخدرات تعتمد على شمولية الرؤية
لهذه المشكلة ،من خالل النظر إليها من مختلف الجوانب و ليس من جانب
واحد ،مع أهمية دراسة التفاعل المتبادل بين العوامل المؤدية ،والتفاعل المتبادل
بين اآلثار المترتبة ،بل وبين هذه العوامل واآلثار فقد يحدث أحياناً تحول بعض
اآلثار إلى عوامل والعكس صحيح.
إن النظر إلى المشكلة من منظور أحادي يسبب نوعا من سوء أو خطا
الفهم لهذه الظاهرة أو المشكلة بل إن هذا الموقف ينطبق على كل الظواهر
والمشكالت االجتماعية األخرى.
63
أسباب تعاطي و إدمان المخدرات:
يرى محمد سالمة غباري أن األفراد يلجئون إلى تعاطي المخدرات ألسباب
عديدة معظمها راجع إلى الوهم والجهل وسوء الفهم ،ومن هذه األسباب ما يلي:
-1الحصول على اللذة أو السرور وكما معروف فإن هذه الحالة دائماً تكون
وهمية ومؤقتة.
-4يضاف إلى ذلك نبذ األبوين للطفل أو المراهق وتهرب األب من
مسؤولياته وانعدام طموحات األبوين بخصوص مستقبل الطفل وحدوث
صراعات مستمرة بينهما أمام األطفال أو المراهقين.
-0انخفاض الوازع الديني لدى الفرد وعدم قيام األسرة أو المدرسة أو
المجتمع بإبراز األوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات لألفراد على
نحو مناسب.
وفي ضوء عدد من البحوث الدراسات المرتبطة ،حدد (دياب لبدانة) أسباب
تعاطي المخدرات في اآلتي :
64
)1كشف الذات :To Explore Selfو هنا قد يستخدم الشباب المخدرات
لكشف قدراتهم العقلية ،و السيما أن هناك أفكا اًر شائعة في المجتمعات عن
تأثر القدرات العقلية باستعمال بعض المخدرات.
65
)7لتحسين األداء الجسدي :To improve physical performanceقد
يستخدم الشباب المخدرات من أجل الحصول على لياقة رياضية عالية
وتحمل التعب والمشاق ،أو قد تستخدم للمحافظة على بنية جسدية قويه
(كمال األجسام أو المصارعة).
66
وفي هذا السياق يمكننا رصد األسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات
كاآلتي :
هناك عدة أسباب هامة تكمن وراء اإلقدام على تعاطي الفرد للمخدرات ،و يمكن
تقسيمها كاآلتي :
-1ضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي :ال شك أن عدم تمسك بعض
الشباب و على وجه الخصوص أولئك الذين هم في سن المراهقة قد ال
يلتزمون التزاما كامال بتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف من حيث إتباع أوامره
واجتناب نواهيه ،ينسون كتاب اهلل و سنة رسوله صلى اهلل عليه و سلم و
نتيجة ذلك أنساهم اهلل سبحانه أنفسهم فانحرفوا عن طريق الحق و الخير
إلى طريق الفساد و الضالل ،و قال تعالى( :وال تكونوا كالذين نسوا اهلل
فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ).
-3االعتقاد بزيادة القدرة الجنسية :يعتقد بعض الشباب أن هناك عالقة وثيقة
بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع
جنسي واطالة فترة الجماع بالنسبة للمتزوجين وكثي اًر من المتعاطين يقدمون
67
على تعاطي المخدرات سعياً وراء تحقيق اللذة الجنسية و الواقع أن
المخدرات ال عالقة لها .بالجنس بل تعمل على عكس ما هو شائع بين
الناس .
-6حب التقليد :وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة
إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار في
أفعالهم وخاصة تلك األفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من
أجل إضفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزمالء أو الجنس اآلخر.
-7السهر خارج المنزل :قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها
الحرية المطلقة حتى و لو كانت تضر بهم أو باآلخرين و من هذا المنطلق
يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل و غالباً ما
يكون في أحد األماكن التي تشجع على السكر والمخدرات وخالفه من
المحرمات.
-8توفر المال بكثرة :إن توفر المال في يد بعض الشباب بسهوله قد يدفعه
إلى شراء أغلى الطعام و الشراب وقد يدفعه حب االستطالع و رفاق السوء
إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات ،وقد يبحث البعض منهم عن
المتعة الزائفة مما يدفعه إلى اإلقدام على ارتكاب الجريمة.
68
-9الهموم والمشكالت االجتماعية :هناك العديد من الهموم و المشكالت
االجتماعية التي يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعاطي المخدرات
بحجة نسيان هذه الهموم و المشاكل.
تعتبر األسرة هي الخلية األولى في المجتمع وهي التي ينطلق منها الفرد
إلى العالم الذي حوله بتربية معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من األسرة التي تربى
فيها ،ويقع على األسرة العبء األكبر في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من
الضار والسلوك الحسن من السيئ بالرفق ،فهي لهم سبيل في اكتساب الخبرات
معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب األمور كلها.
69
الهجر والطالق يولد أحيانا شعو ار غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به .ومن
أهم األسباب التي تعود لألسرة وتساهم في تعاطي المخدرات:
يعتبر هذا العامل هو من أهم العوامل األسرية التي تدفع الشباب إلى
تعاطي المخدرات و المسكرات و يرجع ذلك إلى انه حينما يظهر الوالدين في
بعض األحيان أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات
سيئة و هم تحت تأثير المخدر ،فان ذلك يسبب صدمه نفسية عنيفة لألبناء و
تدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة.
ففي حالة عدم التكافؤ بين الزوج و الزوجة ،يتأثر األبناء بذلك تأثي ار خطي اًر
وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة هي األفضل من حيث وضع أسرتها المادية أو
70
االجتماعية ،فإنها تحرص على أن تذكر زوجها بذلك دائما ،مما يسبب الكثير
من الخالفات التي يتحول على أثرها المنزل إلى جحيم ال يطاق ،فيهرب األب
من المنزل إلى حيث يجد الراحة مع رفاق السوء ،كما تهرب هي أيضاً إلى
بعض صديقاتها من أجل إضاعة الوقت ،وبين الزوج والزوجة يضيع األبناء
وتكون النتيجة في الغالب انحرافهم.
عندما يضغط الوالدين على االبن ويطلبون منه التفوق في دراسته مع عدم
إمكانية تحقيق ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبه أو المنشطة من
وبهذا ال يستطيع بعد ذلك أجل السهر واالستذكار وتحصيل الدروس،
االستغناء عنها.
71
تلك هي أهم أسباب تعاطي المخدرات المتعلقة باألسرة و مسؤولية القضاء
عليها والحد منها على الوالدين و علماء الدين وعلى كل من أبصر على معرفة
آفة المخدرات وما ينتج عنها من أضرار سيئة للغاية وقانا اهلل منها.
إذا كانت األسرة هي البيئة االجتماعية األولى التي يعيش فيها اإلنسان منذ
صغره فان مختلف الجماعات التي ينتمي إليها الفرد تشكل البيئة االجتماعية
الثانية التي يحيا فيها اإلنسان وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه األسرة وقد
تهدمه و تعطل تأثيره ،وقد تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفي
وعدم التقبل أو افتقاد الشعور باألمن.
ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التي تعود للمجتمع والتي تجعل تعاطي
المخدرات سهالً وميسو اًر بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من
المجتمعات على األفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من
أبناء المجتمع ،فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء اإلسالم بجلب المخدرات و
السموم و ينشرونها بين الشباب.
72
-3العمالة األجنبية:
-4االنفتاح االقتصادي:
73
المجتمع سبب من أسباب استخدامها في غير األغراض الطبية التي خصصت
لها ،هذا باإلضافة إلى انه قد تدخل هذه العقاقير تحت أسماء مستعارة و
بطريقة نظاميه ،كما أنها قد تدخل بطريقة غير نظامية مما يؤدي النتشارها و
تداولها بين الشباب.
74
الفصل الثالث
75
76
الفصل الثالث
يؤدي تعاطي المخدرات إلى فقدان المتعاطي شهيته للطعام مما يؤدي إلى
النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار وشحوب الوجه ،كما يؤدي
التعاطي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم ،كما
يؤدي التعاطي إلى إتالف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر خاليا الكبد ويحدث
بها تليفاً وزيادةً في نسبة السكر ،مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد فتوقف
عمله بسبب السموم التي يعجز الكبد عن تخليص الجسم منها ،كما يؤدي إلى
التهاب في المخ وتحطم وتآكل ماليين الخاليا العصبية التي تكون المخ مما
يؤدي إلى فقدان الذاكرة واضطراب في القلب ،وارتفاع في ضغط الدم ،وانفجار
الشرايين ،كذلك يؤثر التعاطي على النشاط الجنسي حيث يقلل من القدرة الجنسية
وينقص من إف ارزات الغدد الجنسية .كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في
اإلصابة بأشد األمراض خطورة مثل السرطان.
77
وعند تفصيلنا لهذه اآلثار فإنه يمكننا توزيعها على العناصر التالية:
وعند تشريح جثث مدمني األفيون ُوجدت آثار تدل على تأثيره على الجهاز
العصبي متمثلة في احتقان المخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف .ومن آثاره السلبية
األخرى إبطاء حركة التنفس ،وتقليل معدل النبض القلبي ،وتليف بعض خاليا
الكبد ،وتقليل حركة المعدة مما يتسبب في اإلصابة باإلمساك المزمن.
78
اآلثار واألضرار العضوية لتعاطي الحشيش:
يأخذ الحشيش شكل المساحيق ،وقد يحول إلى مادة صلبة مضغوطة
ومجزأة إلى عدة قطع ملفوفة في ورق السوليفان لها لون بني غامق ،أو ربما
تحول إلى مادة سائلة غامقة اللون تحتوي على درجة تركيز عالية ،يتم تعاطيه
عن طريق تدخينه في السجائر أو النرجيلة وأحياناً ُيحرق داخل كوب ويستنشق
المتعاطي البخار المتصاعد.
ُيؤثر الحشيش على الجهاز العصبي المركزي ،إال أن هذا التأثير يختلف
من مدمن آلخر بحسب قوته البدنية والعقلية تبعاً لطبيعة المتعاطي وميوله ،إذ قد
يستغرق المتعاطي في خياله وأوهامه كما قد ينتاب المتعاطي ذو الميول
اإلجرامية ثورات جنونية ربما تدفع به إلى ارتكاب أعمال لها سمة العنف.
وعموماً يمكننا إيجاز اآلثار الفسيولوجية للحشيش على النحو التالي:
_ ارتعاشات عضلية
79
_ زيادة في ضربات القلب
_ سرعة في النبض
_ دوار
_ شعور بسخونة الرأس
_ برودة في اليدين والقدمين
_ شعور بضغط وانقباض في الصدر
_ اتساع العينين
_ تقلص عضلي
_ احمرار واحتقان في العينين
_ عدم التوازن الحركي
_ اصفرار في الوجه
_ جفاف في الفم والحلق
_ قيء في بعض الحاالت
أما اآلثار الصحية على المدى الطويل فتتمثل في الضعف العام والهزال،
وضعف مقاومة الجسم لألمراض ،والصداع المستمر ،وأمراض مزمنة في الجهاز
التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية ،وتصل تلك األعراض إلى حد
اإلصابة بالسل .وبالنسبة للجهاز الهضمي تظهر أعراض اإلمساك تارةً واإلسهال
تارةً أخرى وذلك بسبب تأثر األغشية المخاطية للمعدة .
يستخرج الكوكايين من األفيون الخام ،حيث تتراوح نسبة األفيون فيه ما
بين %2.0- 5.0من وزنه ،كما يوجد في نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا
الجنوبية ،وخاصة في جبال اإلنديز وبيرو وكولومبيا والهند واندونيسيا .
80
وتحتاج زراعته إلى درجات مرتفعة من الح اررة والرطوبة .والك ـ ـ ـوكا نبات
معمر يمكن لشجرته البـ ـ ـ ـ ـقاء لمدة عش ـ ـ ـرين عاماً ،وتحص ـ ـد ست مرات في العام
الواحد .يستخرج من هذا النبات مادة شديدة السمية هشة الملمس بيضاء اللون
إذا كانت نقية أُطلق عليها اسم الكوكايين ،وتتركز خطورتها في التأثير على
خاليا الجهاز العصبي المركزي ،حيث تؤخذ بالشم أو الحقن أو بالمضغ .وفي
حالة تناول جرعة زائدة عن المسموح بها طبياً تؤدي إلى الوفاة مباشرة .وينزع
المتعاطون للكوكايين في أمريكا الجنوبية العصب المركزي للنبات ويمضغون
أوراقه ،ويزداد استخدامه بين الطبقات العاملة كونه يعطيهم إحساساً بالقوة ويزيل
الشعور بالتعب والجوع.
81
(جدول يوضح أنواع المخدرات وآثارها)
آثارها المادة
82
ثانيا :اآلثار واألضرار النفسية:
سنقتصر في هذا السياق على رصد أهم التغيرات التي تط أر على ما تعارف
عليه علماء النفس واألطباء النفسيون على تسميته بالوظائف النفسية:
األفيون و مشتقاته:
ال وجه للمقارنة بين البحوث المنشورة عن اآلثار السلوكية المترتبة على إدمان
األفيون و مشتقاته وتلك التي تتناول اآلثار السلوكية إلدمان الكحول سواء من
حيث الكم أو من حيث الكيف ،فمنشورات التخصص التي تتناول الكحول أكثر
وأعمق من نظيرتها التي تدور حول األفيون ومشتقاته ومن أهم أسباب ذلك :
الفرق الكبير بين مدى انتشار شرب الكحول و مدى انتشار تعاطي األفيون
في العالم الغربي الذي يسود فيه االهتمام بإجراء هذه الدراسات ونشرها .هذا من
ناحية ومن ناحية أخرى كون شرب الخمر غير مجرم قانوناً في هذا العالم
الغربي (وفي كثير من المجتمعات اآلخذة بنظم الحياة الغربية كلياً أو جزئياً) وقد
ساعد ذلك على أن تفصح اآلثار السلوكية عن نفسها بكل الدرجات الممكنة،
وهو أمر ال يتيسر في حالة تعاطي األفيونيات.
83
وليدة بحوث أُجريت على مدمنين متقدمين للعالج من إدمانهم فال يمكن الجزم
بأنها مستقلة تماماً عن أعراض االنسحاب التي تبدأ مع توقف تعاطي الجرعة
التالية في موعدها .غير أن هذا ال يعني أن كل االكتئاب الموجود في هذه
الصورة مرجعه إلى أعراض االنسحاب .يعزز هذا الرأي أن عددا من هؤالء
المدمنين تبين في تاريخهم المرضي أنهم قد عانوا في وقت من األوقات من
بعض األعراض االكتئابية ،وكان ذلك سابقا على تاريخ بدء تعاطي األفيون.
ومن ثم فان الرأي المرجع اآلن هو أن مدمني األفيون يعتبرون في جملتهم
مجموعة هشة أو مستهدفه أكثر من مجموعات األشخاص األسوياء لإلصابة
باالكتئاب ( )Bruce et al 1982و تشير بعض البحوث كذلك إلى غلبة
العوامل المهيأة للسلوكيات االنتحارية بين مدمني األفيون ( Moore et al
.)1979
وتتفق هذه البحوث ذات الطابع اإلكلينيكي التي أجريت على مدمنين
أمريكان يعيشون في الواليات المتحدة األمريكية في نتائجها العامة ،مع بحوث
ذات طابع أنثر وبولوجي أُجريت على مدمنين تايلنديين يعيشون في المناطق
الجبلية الممتدة من هضبة شان في بورما إلى شمال تايالند والوس (وهي
المناطق المعروفة في عالم المخدرات باسم المثلث الذهبي وهي التي تمد العالم
بأكبر قدر من األفيون) ،إذ تشير هذه البحوث الميدانية إلى إن أهالي هذي
المنطقة يدخنون األفيون في ظروف األسى أو الحزن الشديد الناجم عن فقدان
األعزاء كالزوجات و األطفال .)Sowonwela et al 1978( .والخالصة أن
هذه البحوث تشير إلى وجود اقتران واضح بين تعاطي األفيون واألعراض
االكتئابية .لكن هذه البحوث ال تكفي للجزم بما إذا كانت هذه األعراض جزءاً من
أعراض االنسحاب ،أم أنها تحتوي على ما هو أكثر من ذلك .كما أنها ال تكفي
لإلجابة الحاسمة عن السؤال المعلق حول اآلثار بعيدة المدى إلدمان األفيون.
84
التأثير في األجنة :من أخطر الموضوعات التي تناولتها البحوث الحديثة
(وقد بدأت منذ أواخر الستينات) موضوع التأثيرات التي تقع على األجنة لدى
الحوامل من النساء مدمنات األفيون .وبوجه عام أصبح انتقال هذه التأثيرات من
األم إلى الجنين عبر المشيمة من الحقائق المعروفة .وفيما يلي بعض المعلومات
التفصيلية في هذا الصدد.
أوالً :يالحظ أن المرأة التي تدمن األفيون يغلب عليها اإلهمال في أحوالها
الصحية ،مما يكون له أثر سيئ على الحمل (إذا كانت حامالً) وعلى الجنين،
وكذلك على عملية الوضع نفسها .وبالتالي تزداد في حالة هؤالء النساء نسبة
المضاعفات التي تصاحب الوالدة ،من ذلك زيادة حاالت اإلجهاض ،و االحتياج
إلى التدخل بالعملية القيصرية ،وحاالت اإلكلمسيا (أو ما يعرف أحيانا بالتشنج
الحملي ) ،وموت الجنين داخل الرحم ،والنزيف الالحق للوالدة ،والوالدات
المبسترة .وقد أمكن رصد بين 15و %10من الحوامل المدمنات يصبن بما
يعرف بالتسمم الحملي ،كما أن حوالي %05من الحوامل مدمنات الهيروين
الالتي ال يتلقين العناية الواجبة أثناء الحمل يفاجئن بالوالدات المبتسرة.
ثانيا :لما كانت األفيونيات المعروضة في السوق غير المشروعة يقع عليها كثير
من الغش (بخلطها بمواد قد تكون شديدة األذى) فان النساء المدمنات كثي ار ما
يتعرضن ألخطار تضطرهن (تحت الضغوط الطبية) إلى الدخول في خبرات
"االنسحاب" كما أنهن كثي ار ما يتعرضن من ناحية أخرى إلى أخطار الجرعات
الزائدة من المخدر .و قد لوحظ قدر من االقتران بين خبرات االنسحاب التي تمر
بها األم واحتماالت والدة األجنة الميتة.
ثالثا :تشير كثي ار من الدراسات إلى تأخر في نمو األجنة عند الحوامل من
مدمنات الهيروين ،ولما كان هذا التأخر يستمر حتى إذا وضعت األم الحامل
موضع رعاية غذائية طبية فالراجح أن تأخر نمو الجنين ال يرجع كله إلى سوء
85
التغذية التي تعاني منه كثير من هؤالء النساء ،ولكن بعضة على األقل يرجع
إلى تأثير نوعي للهيروين على نمو الجنين.
رابعاً :تشير نتائج بعض البحوث إلى األثر السيئ للهيروين التي تتعاطاه األم
على عمليات األيض لدى الجنين كما تشير هذه البحوث نفسها إلى أن تأثير
كثير سائر المواد المحدثة لإلدمان.
الهيروين في هذا الصدد يفوق اً
خامساً :في دراسة طبية إحصائية على 337من األطفال حديثي الوالدة تبين أن
متوسط الوزن الذي يولد به الطفل الذي أنجبته أم تدمن الهيروين هو 2.495
كجم ،في مقابل وزن الطفل المولود الم كانت تدمن الهيروين قبل حملها في هذا
الطفل هو 2.601كجم ،و هذا في مقابل أن وزن الطفل المولود الم كانت
موضوعة طبيا على الميثادون كان 2.961كجم ،و هذا في مقابل أن متوسط
وزن الطفل المولود ألم سوية غير مدمنة 3.176كجم.
سادساً :تشير كثير من البحوث إلى أن حاالت سوء التغذية التي تصحب إدمان
األفيونيات تكون ناتجة أساسا عن الكف الذي يقع على المراكز المخية التي
تحكم الشهية و الجوع.
سابعاً :تشير الدراسات التي أُجريت على كروموسومات الدم المحيطي لدى
األطفال حديثي الوالدة ألمهات مدمنات للهيروين في مقابل أطفال حديثي الوالدة
ألمهات غير مدمنات تشير هذه الدراسات إلى الزيادة الجوهرية لمقدار التشوهات
الحادثة في كروموسومات المجموعة األولى من األطفال.
ثامناً :تشير بعض البحوث إلى أن والدة التوائم تحدث ألمهات مدمنات الهيروين
بمعدالت أعلى مما يحدث لألمهات غير المدمنات .و قد تبين في هذه الدراسات
أن والدة التوائم جاءت بمعدل 1في كل 32حالة والدة ،وهو معدل يفوق نظيره
86
في الجمهور العام 3مرات .واالفتراض المطروح هنا هو انه ربما كان من بين
التأثيرات الفارماكولوجية للهيروين تأثير مباشر بالتنشيط يقع على المبيض.
تاسعاً :تشير البحوث كذلك إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين األطفال المولودين
ألمهات مدمنات للهيروين عن النسبة المناظرة بين أطفال غير المدمنات .فنسبة
الوفيات بشكل إجمالي (أي بغض النظر عن الحالة الصحية للمولود) بين أطفال
المدمنات تبلغ %4.0في مقابل %6.1في أطفال األمهات غير المدمنات.
فإذا اقتصرنا في المقارنة على األطفال منخفضي الوزن في المجموعتين
تبين أن النسبة بين أطفال المدمنات %13.3في مقابل %15.33في األطفال
المولودين ألمهات غير مدمنات.
عاش ارً :أُجريت بعض الدراسات على أشكال و معدالت النمو لمدة أكثر من
سنتين بعد الوالدة ،و ذلك بين أطفال مولودين ألمهات مدمنات للهيروين مقارنين
بأطفال ألمهات غير مدمنات .وتبين في هذه الدراسات أن %35من أبناء
المدمنات كانوا يعانون من أعراض انسحابيه أثناء والدتهم ،كما أن %65
استمرت لديهم هذه األعراض و لكن بصورة اقل من الحادة لمدد تراوحت بين 3
و 6شهور .هذا باإلضافة إلى وجود اضطرابات أخرى في أطفال األمهات
المدمنات بنسب متفاوتة من هذه االضطرابات النشاط الحركي الزائد ،وضيق
نطاق االنتباه.
هذه بعض نتائج البحوث اإلكلينيكية التي أُجريت في مجال التأثيرات التي
تقع على أبناء النساء مدمنات األفيونيات ،وذلك في المرحلة الجنينية لهؤالء
األطفال ،أو عقب ميالدهم مباشرة ،أو بعد ميالدهم لمدد تصل إلى ما يقرب
من 3سنوات .و قد تعمدنا تقديم مزيد من تفصيل الحديث في هذا الموضوع
لخطورته أوال و لقلة شيوع المعرفة به ثانياً ()1979 Finnegan
87
الحشيش (القنب):
يسود االعتقاد بين الكثيرين من المواطنين (في مصر وفي العالم العربي)
بان اآلثار السلوكية السيئة (أي غير التوافقية) للحشيش ليست سوى آثار عابره
بمعنى أنها تنتهي تماما بعد التعاطي ببضع ساعات .وهذا خطأ شديد يزيد من
انتشار هذا المخدر.
88
ولكن سرعان ما أُلقيت ظالل من الشك على القيمة العلمية لهذا التشخيص.
لكن هذا ال ينفي أن المالحظات اإلكلينيكية ظلت تتواتر عن وجود اقتران بدرجه
ما بين التعاطي طويل األمد للقنب وظهور أعراض مرضيه نفسيه في نسبه من
هؤالء المتعاطين المزمنين.
وقد أجرى العالم أندرسون وآخرون في السويد بحثا وبائيا ،وذلك من خالل
متابعه 00ألف شاب من المجندين السويديين لمدة خمسة عشر عاما متتالية،
وذلك الستكشاف العالقة بين التعاطي المكثف للقنب واحتماالت ترسيب مرض
الفصام .وقد تبين للباحثين أن نسبه اإلصابة بالفصام بين هؤالء المتعاطين تزيد
ست مرات على النسبة المناظرة بين غير المتعاطين .مما يقطع بوجود اقتران
بين التعاطي المكثف واإلصابة بالفصام (.)Nahas 1990
والخالصة أنه لم يقم دليل يوثق به على سالمه استخدام بطاقة تشخيصيه
باسم " ذهان الحشيش " ،ولكن توالت األدلة الميدانية على وجود اقتران بين
التعاطي المكثف للحشيش وظهور اضطرابات سيكياترية ،أخطرها ترسب مرض
الفصام في بعض الحاالت يولد التصعيد من تعاطي الحشيش إلى تعاطي
المخدرات أقوى منه.
89
(فيزيولوجياً) فيتجه نحو زيادة جرعة ماده محدثة لإلدمان بهدف الحصول
على نفس األثر الذي أمكن تحصيله من قبل بجر ٍ
عة أقل .ومعنى ذلك ومن
الالفت لالنتباه أن بعض متعاطي الحشيش يصل بهم األمر بعد بضع سنوات
من بدء التعاطي إلى أن زيادة جرعة الحشيش تعجز عن تحقيق مطلبهم
التخديري ،مما يدفعهم إلى تجاوزه إلى مخدر أقوى .هذا عن التفسير القائم على
أسس فارماكولوجيه .أما التفسير االجتماعي فخالصته أن هذا التصعيد يأتي
نتيجة طبيعية التصال متعاطي الحشيش بعالم االتجار غير المشروع .إذ ال
سبيل أمامه للحصول على الحشيش إال من خالل قنوات االتصال تصله في
نهاية األمر (مهما طالت وتعدد الوسطاء فيها) بعالم االتجار غير المشروع،
حيث يجري التعامل في الحشيش وغيره من المخدرات كاألفيون والمورفين
والهيروين ، ....حيث تتضافر قوى السوق على محاوله الترويج للمخدرات
األعلى ثمناً لكي تدر على البائع ربحا أعلى .كما أن اتصاله بهذه القنوات
يعرضه لالتصال بكثير من المتعاطين الذين يتعاطون مخدرات أخرى غير
الحشيش .والذين ال يكفون أبداً عن محاوالت اإلغراء لكل من ال يتعاط المخدر
الذي يدمنونه .والمحصلة النهائية لهذه المؤثرات جميعا هي انتقال نسبه ممن
كانوا يقتصرون على تعاطي الحشيش إلى تعاطي المخدرات األفيونية.
90
السلوكية التي تحدث للمتعاطي في خالل بضع الساعات( ،ثالث أو أربع
ساعات) عقب التعاطي ،وهناك شبه إجماع بين الثقات على هذه التأثيرات
ولكن الجدل المشحون بكثير من الخالفات يتناول اآلثار غير المباشرة (أو
طويلة األمد) للتعاطي على الوظائف السلوكية المختلفة ،اآلثار التي تمتد
ألسابيع وشهور ،وربما لسنوات .وقد استمر هذا الجدل إلى وقت قريب
( .)Fletcher &Stay 1977:soueif1977ثم تغير الموقف في خالل
الثمانينيات ،بحيث اعترف أكثر الباحثين تحمسا للقول بزوال كل أثر للحشيش
بعد بضع الساعات التالية للتعاطي اعترفوا بأنهم كانوا مخطئين وقالوا أنهم بعد
أن أعادوا إجراء تجاربهم بمزيد من الدقة المنهجية تبين لهم وجه الخطأ في قولهم
الس ابق وأصبح واضحا أمامهم أن اختالل الوظائف النفسية يبقى لمدد طويلة بعد
التعاطي ( ، )page al 1988ثم نشرت بعد ذلك بحوث استخدمت أساليب
تمكنها من مزيد من الدقة .وقد صادقت هذه البحوث على القول ببقاء اختالل
الوظائف النفسية لمدد طويلة بعد انتهاء فتره التأثير المباشر للتعاطي ( nahas
): Schwartz 1993 1993 : schwarty et al 1989
ب) دقه اإلدراك المصحوب بأداء يعتمد على التآزر البصري الحركي :وتستخدم
لهذا الغرض اختبارات تقتضي من الشخص الذي يتناوله الفحص أن ينسخ بالقلم
91
الرصاص شكال هندسيا بسيطا مرسوما أمامه على الورق ،وال تشترط في هذه
الحالة سرعة األداء
أداء
ج) سرعة الحركة البسيطة :وتستخدم الختبار هذه الوظيفة اختبارات تتطلب ً
حركيا شديد البساطة بأعلى سرعة ممكنة.
د) سرعة األداء الحركي في إطار مجال بصري معقد :كأن يقتضي األداء عمليه
الحركية تحليل لحدود بعض المنبهات البصرية مع قدرة على االستجابة
السريعة.
هـ) الذاكرة قصيرة المدى :ويستخدم هذا االصطالح لإلشارة إلى عمليه تذكر
لمنبه ما بعد توسط تنبيه آخر بين المنبه األصلي وصدور االستجابة المطلوبة .
على أن يتم هذا كله في فتره زمنيه محدودة (تتراوح بين بضع ثوان وثالثين
دقيقه).
و) تقدير األطوال المحدودة :من اآلثار طويلة األمد لتعاطي الحشيش (القنب)
اختالل هذه الوظيفة ،ويكون االختالل في االتجاه إلى زيادة تقدير الطول عن
حقيقته الموضوعية.
92
طويل األمد) للقنب حتى بعد أن يتوقف الشخص تماما عن تعاطيه ( soueif
)1971 : 1974 : 1975
-2لكي ندرك األخطار الحقيقية التي يمكن أن تترتب على هذه األشكال
المتعددة من الخلل (بغض النظر عما تعنيه من اعتالل للصحة النفسية) يحسن
بنا أن نتخيل عددا من مواقف العمل المختلفة التي قد يكون على المدمن
مواجهتها ،وخاصة إذا كانت هذه الموقف تقتضي منه أن يتعامل مع اآلالت
تتطلب مستوى معقوال من الحيطة والحذر .وبناء على هذا التخيل نستطيع أن
نتصور القدر الكبير من الخسائر االقتصادية التي تترتب على سلوكيات تنطوي
على هذه األنواع من الخلل .هذا زيادة على األخطار الحقيقية التي تتعرض لها
سالمه العامل المدمن.
فإذا امتد بنا الخيال ليشمل مواقف قياده السيارات والقاطرات والطائرات ازداد
حجم الخسائر االقتصادية المتوقعة أضعافا مضاعفه واتسع نطاق األخطار
المحدقة ليشمل المدمن وآخرين أوقعهم حظهم العاثر داخل مجال حركته .ومما
يزيد من قتامة الصورة في هذا الصدد ما تكشف عنه بعض الدراسات الميدانية
من زيادة معدالت تعاطي الحشيش بين العمال الصناعيين المهرة مقارنين
بزمالئهم من العمال غير المهرة أو غير الحاذقين ،وزيادة معدالت التعاطي بين
عمال الصناعات الثقيلة إذا قورنوا بزمالئهم من عمال الصناعات المتوسطة
والخفيفة ( 1933سويف وآخرون ،عبدالمنعم)1999 ،
من األسئلة المهمة التي فرضت نفسها على عقول الباحثين في هذا المجال
السؤال عما إذا كانت هناك عالقة بين مقدار اختالل الوظائف النفسية عند
المتعاطين والفروق الفردية القائمة بينهم؟ بعبارة أخرى هل تحدث االختالالت
93
الوظيفية (السابق ذكرها) بنفس الدرجة عند جميع األفراد مدمني الحشيش؟ فرض
هذا السؤال نفسه على العقول بوصفه نتيجةً منطقية لما لوحظ من وجود تضارب
بين نتائج بعض الباحثين والبعض اآلخر.
فالبعض يؤكدون وجود اختالالت وظيفية تبقى عند المدمنين حتى بعد
انقطاعهم عن اإلدمان لمدد متفاوتة ،والبعض يؤكدون زوال كل اثر لالختالالت
الوظيفية بعد الفترة المحددة للتأثير المباشر وهي ثالث أو أربع ساعات .وكان
البد من إلقاء الضوء على حقيقة هذا التضارب .واالقتراح الذي يتبادر للذهن
في مثل هذا الموقف هو أن هذا التضارب يرجع إلى تدخل عامل أو بضعه
عوامل بصوره غير محسوبة ،فحيث تتدخل هذه العوامل تميل النتائج إلى االتجاه
وجهة إبراز الخلل ،وحيث ال تتدخل تميل النتائج إلى طمس معالم هذا الخلل .
وتتلخص اإلجابة التي انتهينا إليها في هذا الصدد فيما يأتي :تتحدد درجه
تدهور الوظائف النفسية التي يصل إليها الشخص المدمن بناء على موقعه من
العوامل الثالثة التالية:
94
جدير بالذكر هنا أن هذه اإلجابة تتفق تماما مع نتائجها الميدانية .كما أنها
تفسر أشكال التضارب التي ظهرت بين نتائج دراسات الباحثين المختلفين في
أوائل السبعينيات كما اشرنا من قبل .ففي معظم البحوث التي أمكن لنا التحقق
من الخلفية الديموغرافية لألشخاص المبحوثين فيها تبين لنا صحة هذه اإلجابة،
فحيث لم يظهر ما يدل على حدوث تدهور أو ظهر ما يدل على حدوثه بمقادير
طفيفة كان المفحوصين أُميين أو أشباه أُميين ،أو كانوا ريفيين ،أو من كبار
السن ،وحيث التدهور أسفر عن وجهة بصورة واضحة كان المفحوصين متعلمين
و ومن سكان المدن و وصغار الشباب .
وفي ختام هذا الفقرات التي أفردناها للحديث عن اآلثار السلوكية للتعاطي
طويل األمد للحشيش(القنب) تلخيصا لعناصرها الرئيسية :
أ -هناك عالقة قويه بين التعاطي وترسب االضطراب العقلي المعروف باسم "
الفصام " عند نسبة معينه من المتعاطين.
ب -حقيقة ثانيه بالغه األهمية هي انه مع طول مدة تعاطي القنب يزداد احتمال
ظهور التصعيد إلى تعاطي مخدر أقوى (هو األفيون ومشتقاته غالبا).
95
ج -حقيقة ثالثه أن التعاطي طويل األمد يقترن باختالل دائم في عدد من
الوظائف النفسية والعقلية العليا ذات األهمية المحققة في مواقف العمل المختلفة،
مما يترتب عليه أخطار ال تقف عند حدود المتعاطي وحده بل تتعداه إلى غيره.
د -حقيقة رابعة أن اختالل الوظائف النفسية المشار إليها (في النتيجة السابقة)
ال يتم بنفس القدر عند األشخاص المختلفين ،بل يتم بمقادير تتفاوت من شخص
إلى آخر حسب موقعه من ثالثة متغيرات تسمى بالمتغيرات المعدلة وهى:
وأخي ار نعرض رأي هيئة الصحة العالمية كما عبر عنه ممثلها في " الندوة
الدولية الثانية " التي نظمتها في باريس األكاديمية الطبية القومية في الفترة من
9-3ابريل سنه . 1992قال ممثل الهيئة تحت عنوان (القنب :وجهة نظر
هيئه الصحة العالمية) ما يأتي :
تأسيسا على المناقشات التي أدارتها جمعيات علمية اجتمعت باسم منظمة
الصحة العالمية ،وعلى المعاهدات الدولية تتناول التحكم في تعاطي المواد
النفسية ،وعلى ق اررات المجلس االجتماعي واالقتصادي لألمم المتحدة ،فإن
المنظمة ترى أن للقنب أض ار ار حادةً (مباشره) وأخرى مزمنة (طويلة البقاء) على
صحة اإلنسان ") idanpaan – heikkila 1993) .
الكوكايين:
وأخي ار تشير الدراسات إلى اضطرابات الوظيفة الجنسية ،و يشير البعض
إلى أن االضطراب يأخذ شكل العجز الجنسي أو العنه أحياناً ،و من أهم
المظاهر والتي يظهر بها هذا االضط ارب مظاهر تناول وظيفتي االنتصاب
والقذف ،كما أن البعض يفقد تماماً الرغبة في النشاط الجنسي ،و تستمر هذه
االضطرابات لفترات طويلة حتى بعد االنقطاع عن التعاطي.
97
بأي نشاط بعد أن يبدأه بقليل ،أو كأنه يعجز عن مقاومة عوامل التشتيت التي
تحيط به أثناء إقباله على أي نشاط جديد.
القـات:
وتشير الدراسات المتوافرة في هذا الصدد إن أهم المواد الفعالة التي أمكن
عزلها حتى أالن مادتان ،هما الكاتين والكايتنون ،وكالهما يشبه في تأثيره ما
تفعله األمفيتامينات وخاصة فيما يتعلق بالتأثير في الحالة النفسية ،وفي عمليات
األيض وفي الدورة الدموية القلبية ،وبناء على توصية هيئة الصحة العالمية فقد
تم في سنة 1936إدراج الكايتنون في الجدول األول من مجموعة الجداول
الملحقة باتفاقية المواد النفسية المعروفة باتفاقية فينا لسنة ،1971وهو ما يحتم
إخضاعه ألقسى الضوابط ،أما الكاتين فقد تم إدراجه في الجدول الثالث
لالتفاقية.)Elemi et al 1987(.
وفي دراسة تم إجراؤها في الجمهورية العربية اليمنية في أوائل الثمانينات
تبين أن األطفال المولودين ألمهات اعتدن على مضغ القات وتخزينه يولدون
منخفضي الوزن ،وفيما يتعلق بالمشكالت االجتماعية المرتبطة بتعاطيه يتحدث
عدد من الباحثين عن االضطرابات العائلية الخطيرة التي قد تصل إلى درجة
98
التخلي عن االلتزام األسري ،واإلهمال الشديد لمطالب تنشئة الصغار وتعليمهم،
واهدار الموارد المالية التي يمكن أن تكون سنداً لألسرة في حياتها.
كذلك تحدث عدد من الباحثين عن االضط اربات الصحية التي تصحب
التعاطي ،وفي مقدمتا ارتفاع ضغط الدم ،وزيادة عدد ضربات ضغط القلب،
وزيادة عدد معدالت التنفس ،وارتفاع ح اررة الجسم ،واإلمساك وانسداد الشهية،
واألرق والصداع النصفي ،وضعف الدافع الجنسي.
وهناك الكثير من اآلثار االجتماعية التي تظهر على الفرد المتعاطي منها:
االنعزالية :وعدم المشاركة وجدانياً لكونه غير قادر على ممارسة حياته
بشكل طبيعي ومشاركة اآلخرين في تقرير المصير وعدم القدرة على االبتكار
واإلنتاج .التفكك األسري والنفور من المجتمع والمحيطين به وبالتالي تنشأ أسرة
ضعيفة مفككة لكون المتعاطي قد أخل بدور األسرة وأهميتها في إيجاد جيل
صالح فعال يؤدي دوره تجاه مجتمعه بكل همة ونشاط.
99
ومن األضرار أيضاً ضرر المخدرات على الفرد نفسه الن تعاطي المخدرات
يحطم إرادة الفرد المتعاطي وذلك الن تعاطي المخدرات يجعل الفرد يفقد كل القيم
الدينية واألخالقية ،ويتعطل عن عمله الوظيفي ويتوقف عن التعلم والتعليم مما
يقل إنتاجيته ونشاطه اجتماعيا وثقافياً ،وبالتالي يحجب عنه ثقة الناس به
ويتحول بالتالي بفعل المخدرات إلى شخص كسالن سطحي ،غير موثوق فيه،
ومهمل حتى لحاجاته الضرورية ،ومنحرف في المزاج ،والتعامل مع اآلخرين.
-1المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد ،سواء بالنسبة لعمله أو إرادته،
أو وضعه االجتماعي وثقة الناس به .كما أن تعاطيها يجعل من الشخص
المتعاطي إنسانا كسوال ذا تفكير سطحي ،يهمل أداء واجباته وال يبالي
بمسؤولياته وينفعل بسرعة وألسباب تافهة ،و ذو أمزجه منحرفة في تعامله
مع الناس ،كما أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته
ويفتقر إلى الكفاية والحماس واإلرادة لتحقيق واجباته مما يدفع المسئولين
عنه بالعمل أو غيرهم إلى طرده من عمله أو تغريمه غرامات مادية تتسبب
في اختالل دخله.
-2عندما يلح متعاطي المخدرات على تعاطي مخدر ما ،ويسمى بـ " داء
التعاطي" أو بالنسبة للمدمن يسمى بـ " داء اإلدمان" وال يتوفر للمتعاطي
دخل ليحصل به على الجرعة االعتيادية و ذلك أثر إلحاح المخدرات ،فانه
يلجأ إلى االستدانة ،وربما إلى أعمال منحرفة ،وغير مشروعة ،مثل قبول
الرشوة ،واالختالس والسرقة والبغاء وغيرها .وهم بهذه الحالة ،قد يبيع نفسه
وأسرته ومجتمعه وطناً وشعباً ،الن المخدرات تصبح عنده هي عمله وأمله
وحياته ومسؤوليته ،وهي كل شيء في حياته ،فيهون عنده كل شيء من
أمانه أو حرام أو حتى شرف وعرض.
100
-3يحدث تعاطي المخدرات للمتعاطي أو المدمن مؤثرات شديدة
وحساسيات زائدة ،مما يؤدي إلى إساءة عالقاته بكل من يعرفهم .فهي
تؤدي إلى سوء العالقة الزوجية واألسرية ،مما يدفع إلى تزايد احتماالت
وقوع الطالق ،وانحراف األطفال ،وتزيد أعداد األحداث المشردين ،وتسوء
فيحدث الخالفات والمشاجرات ،التي قد
العالقة بين المدمن وبين جي ارنهُ ،
تدفع به أو بجاره إلى دفع الثمن باهظاً .كذلك تسوء عالقة المتعاطي
بزمالئه ،ورؤسائه في العمل ،مما يؤدي إلى احتمال طرده من عملة أو
تغريمه غرامه مالية تخفض مستوى دخله.
-4الفرد المتعاطي يفقد توازنه ويختل تفكيره ،وال يمكنه إقامة عالقات طيبة
مع اآلخرين ،وال حتى مع نفسه ،مما يتسبب في سيطرة الفوضى على
حياته ،وعدم التكيف وسوء التوافق والتواؤم االجتماعي على سلوكياته ،وكل
مجريات حياته ،األمر الذي يؤدي به في النهاية إلى الخالص من واقعه
المؤلم باالنتحار.
فهناك عالقة وطيدة بين تعاطي المخدرات واالنتحار حيث أن معظم حاالت
الوفاة التي سجلت كان السبب فيها هو تعاطي جرعات زائدة من المخدر.
-0المخدرات تؤدي إلى نبذ األخالق ،وفعل كل منكر وقبيح وكثير من
حوادث الزنى والخيانة الزوجية تقع تحت تأثير هذه المخدرات وبذلك نرى ما
للمخدرات من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع.
-2مع زيادة اإلنفاق على تعاطي المخدرات ،يقل دخل األسرة الفعلي مما يؤثر
على نواحي اإلنفاق األخرى ،ويتدنى المستوى الصحي ،والغذائي واالجتماعي
والتعليمي وبالتالي األخالقي لدى أفراد تلك األسرة التي وجه عائلها دخله إلى
اإلنفاق على المخدرات وبالتالي فإن هذه المظاهر تؤدي إلى انحراف األفراد
لسببين:
أولهما :أغراض القدوة الممثلة في األب واألم أو العائل ،السبب اآلخر :هو
الحاجة التي تدفع األطفال إلى أدنى األعمال ،لتوفير االحتياجات المتزايدة في
غياب العائل.
أضف إلى ذلك ،نجد أن جو األسرة العام يسوده التوتر والشقاق ،والخالفات
بين أفرادها فإلى جانب إنفاق المتعاطي لجزء كبير من الدخل على المخدرات
والذي يثير انفعاالت وضيق لدى أفراد األسرة ،فالمتعاطي يقوم بعادات غير
مقبولة لدى األسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في بيته ويسهرون إلى آخر
الليل مما يولد لدى أفراد األسرة تشوق لتعاطي المخدرات ،تقليداً للشخص
المتعاطي ،أو يولد لديهم الخوف والقلق خشيه أن ُيهاجم المنزل بضبط المخدرات
والمتعاطين .أو بأذى المتعاطين أنفسهم ألنهم يفقدون أخالقهم ،ويفقدون السيطرة
حتى على أنفسهم.
يعتبر الفرد لبنه من لبنات المجتمع ،وانتاجيه الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية
المجتمع الذي ينتمي إليه .فمتعاطي المخدرات ال يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه
102
في العمل ولكن إنتاج المجتمع أيضا يتأثر في حاله تفشي المخدرات وتعاطيها
فالظروف االجتماعية واالقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات تؤدي إلى
انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب العام فتؤدي أيضا إلى أنماط أخرى من
السلوك تؤثر أيضا على إنتاجية المجتمع ،ومن األمثلة على ذلك السلوك هي:
تشرد األحداث واجرامهم والدعارة والرشوة والسرقة والفساد والمرض العقلي
والنفسي واإلهمال والالمباالة وأنواع السلوك هذه يأتيها مجموعة من األشخاص
في المجتمع ولكن أضرارها ال تقتصر عليهم فقط بل تمتد وتصيب المجتمع
بأسره وجميع أنشطته وهذا يعني أن متعاطي المخدرات ال يتأثر وحده بانخفاض
إنتاجه في العمل ولكنه يخفض من إنتاجية المجتمع بصفة عامه وذلك لألسباب
التالية :
انتشار المخدرات واالتجار بها وتعاطيها يؤدي إلى زيادة الرقابة من الجهات
األمنية حيث تزداد قوات رجال األمن ورقباء السجون والمحاكم والعاملين في
المصحات والمستشفيات ومطارده المهربين للمخدرات تجارها والمروجين
ومحاكمتهم وحراستهم في السجون ورعاية المدمنين في المستشفيات تحتاج إلى
قوى بشرية ومادية كثيرة للقيام بها وذلك يعني انه لو لم يكن هناك ظاهره لتعاطي
وانتشار أو ترويج المخدرات ألمكن هذه القوات إلى االتجاه نحو إنتاجية أفضل
ونواحي صحية أو ثقافيه بدال من بذل جهودهم في القيام بمطارده المهربين
ومروجي المخدرات وتعاطيها ومحاكمتهم ورعاية المدمنين وعالجهم.
يؤدي كذلك تعاطي وانتشار المخدرات إلى خسائر ماديه كبيره بالمجتمع
ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي
تنفق وتصرف على المخدرات ذاتها فمثال :إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي
المجتمع) التي تستهلك فيه فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشريه عامله واضاعة
األراضي التي تستخدم في زراعه هذه المخدرات بدال من استغاللها في زراعه
103
محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه
أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع المستهلك للمواد المخدرة فإن هذا
يعني إضاعة وانفاق أموال كبيره ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع
تكاليف السلع المهربة إليه بدال من أن تستخدم هذه األموال في ما يفيد المجتمع
كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع لإلنتاج أو التعليم أو الصحة ،إن تعاطي
المخدرات يساعد على إيجاد نوع من البطالة ،وذلك الن المال إذا استغل في
المشاريع العامة النفع تتطلب توفر أيدي عامله وهذا يسبب للمجتمع تقدما
ملحوظا في مختلف المجاالت ويرفع معدل اإلنتاج ،أما إذا استعمل هذا المال
ٍ
بحاجة إلى أيدي ٍ
حينئذ ال يكون في الطرق الغير مشروعه كتجاره المخدرات فإنه
عامله ،الن ذلك يتم خفيه عن أعين الناس بأيدي عامله قليله جدا .
كل دولة تحاول أن تحافظ على كيانها االقتصادي وتدعيمه لكي تواصل
التقدم .ومن أجل أن تحرز دولة ما هذا التقدم فانه البد من وجود قدر كبير من
الجهد العقلي والعضلي معاً (يبذل بواسطة أبناء تلك الدولة سعياً وراء التقدم
واللحاق بالركب الحضاري والتقدم والتطور) ليتحقق لها وألبنائها الرخاء والرفاهية
فيسعد الجميع ،ولما كان تعاطي المخدرات ُينقص من القدرة على بذل الجهد
ويستنفذ القدر األكبر من الطاقة ويضعف القدرة على اإلبداع والبحث واالبتكار
فان ذلك يسبب انتهاك لكيان الدولة االقتصادي وذلك لعدم وجود (الجهود
العضلية والفكرية والعقلية) نتيجة لضياعها عن طريق تعاطي المخدرات.
104
إضافةً إلى ذلك فان المخدرات تكبد الدولة نفقات باهظة ومن أهم هذه
النفقات هو ما تنفقه الدولة في استهالك المخدرات فالدول المستهلكة للمخدرات
(مثل بعض الدول العربية) تجد نفقات استهالك المخدرات فيها طريقها إلى
الخارج بحيث أنها ال تستثمر نفقات المخدرات في الداخل مما يؤدي (غالباً) إلى
انخفاض في قيمة العملة المحلية لو كانت العملة المفضلة لدى تجار المخدرات
ومهربيها هو الدوالر.
أثر المخدرات على األمن العام مما ال شك فيه أن األفراد هم عماد المجتمع
فإذا تفشت و ظهرت ظاهرة المخدرات بين األفراد انعكس ذلك على المجتمع
فيصبح مجتمع مريضاً بأخطر اآلفات ،يسوده الكساد والتخلف و تعمه الفوضى
ويصبح فريسة سهلة لألعداء للنيل منه و في عقيدته و ثرواته فإذا ضعف إنتاج
الفرد انعكس ذلك على إنتاج المجتمع وأصبح خطر على اإلنتاج و االقتصاد
القومي ،إضافة إلى ذلك هنالك ما هو اخطر وأشد وباالً على المجتمع نتيجة
النتشار المخدرات التي هي في حد ذاتها جريمة فان مرتكبها يستمرئ لنفسه
مخالفة األنظمة األخرى فهي بذلك (المخدرات) الطريق المؤدي إلى ارتكاب
جرائم أخرى.
يهتز الكيان السياسي ألي دولة إذا لم يكن في وسعها و مقدورها بسط
نفوذها على أقاليمها و لقد ثبت أن كثي ار من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء
متفرقة من العالم ال تخضع لسلطات تلك الدول التي تقع ضمنها ،أما العتبارها
قبلية ،أو اعتبارها جغرافية ،و هناك روابط وثيقة بين اإلرهاب الدولي واالتجار
غير المشروع في األسلحة والمفرقعات من جانب ،واالتجار غير المشروع في
المخدرات من جانب آخر كما يهتز كيان الدولة السياسي إذا اضطرت الدولة إلى
105
االستعانة بقوات مسلحة أجنبية للحفاظ على كيانها ،وقد حدث مثل هذا في
إحدى دول أمريكا الجنوبية الالتينية ،حيث توجد عصابات لزراعة الكوكا وانتاج
مخدر الكوكايين وتهريبه وهي عصابات جيدة التنظيم ،ولديها أسلحة متقدمة
ووسائل نقل حديثة حتى أن هذه العصابات وجد بحوزتها قواعد عسكرية ومهابط
طائرات وقد سيطرت هذه العصابات على مناطق زراعية للكوكا والقنب ومنعت
القوات الحكومية من دخولها األمر الذي دعا الدولة إلى االستغاثة واستدعاء
قوات أجنبية .
106
الفصل الرابع
المخدرات :التأثيرات االجتماعية واالقتصادية والنفسية
107
108
المخدرات :التأثيرات االجتماعية واالقتصادية والنفسية
لعل تعاطي المخدرات غير المشروعة يعد من أكبر وأعقد التحديات التي
يواجهها العالم في العصر الحديث ،1ومما يزيد الموقف تعقيداً أن المشكلة ذات
أ بعاد متعددة وهي عالمية ال تعرف الحدود وتطال كافة الدول من أغناها إلى
أفقرها ،وجميع فئات المجتمع وكافة األعمال .كما إنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً
باستفحال الجريمة والفساد واإلرهاب على الصعيد العالمي .وفي نفس الوقت تدر
أرباحاً طائلة لفئة ،بينما تضر بفئة أخرى ضر اًر بليغاً وتزهق ماليين األرواح
وتهدد بقاء المجتمعات في حد ذاتها .
وال يخفى إن آثار مشكلة المخدرات العالمية وتأثيرها تهدد نظم الصحة
والتعليم والعدالة الجنائية والرفاه االجتماعي واالقتصادي والنظم السياسية .وقد
اكتسبت هذه المشكلة زخماً كبي اًر ووجدت بفضل التكنولوجيا الحديثة ،ومنها
اإلنترنت ووسائل ووسائط جديدة لتوسيع نطاق تأثيرها وربحيتها.
إن مشكلة المخدرات اتخذت في بعض البلدان بعداً وبائياً فساهمت في تفاقم
سلسلة من المشاكل االجتماعية والتي تشمل ضمن أشياء أخرى ،العنف،
الجريمة المنظمة والفساد والبطالة وسوء األحوال الصحية ورداءة مخرجات
التعليم ،وكل ذلك يلحق الضرر باألفراد والمجتمعات.
ومما ال شك فيه األهمية الكبرى المترتبة على تلبية احتياجات السكان في
تلك المجتمعات ،وتشكل األهداف اإلنمائية لأللفية المتعلقة بالقضاء على الفقر،
وضمان التعليم االبتدائي وتعزيز الصحة العامة للجميع ومكافحة فيروس نقص
المناعة ،وضمان االستدامة البيئية وتيسير الشراكات العالمية من أجل التنمية
1
-تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات .1122
109
ومكافحة المخدرات ،تشكل تلك األهداف محور األساس في نجاح جهود القضاء
على طاعون العصر والمتمثل في المخدرات ،وفيما يلي التشوهات االجتماعية في
مجتمعات المخد ارت-:
-التفاوت االجتماعي
قد تنشط تجارة المخدرات غير المشروعة في هذه المجتمعات إلى حد أنها
تقتلع بالفعل األنشطة االقتصادية المشروعة.
التوصيات :إن الخروج من الحلقة المفرغة للتفكك االجتماعي وما يقترن به من
مشاكل المخدرات ،يستلزم اتباع نهج متعدد التخصصات يشارك فيه أصحاب
المصلحة على كافة المستويات ،بما يشمل المواطن واألسرة والمجتمع المدني
والحكومي والقطاع الخاص وتوصي الهيئة بأنه :
110
-التصدي لمظاهر النجاح المالي المقترن بالعمل في سوق المخدرات غير
المشروعة ،وايجاد بدائل تكون قدوة للشباب.
-تنفيذ برنامج شامل من تدابير اإلصالح المجتمعي.
الوضع العالمي:2
َيبلغ عدد متناولي المخدرات الذين يعانون من مشكلة اإلدمان إلى 27
مليون شخص ،أي ما نسبته %5.6من عدد سكان العالم من الراشدين .هذا
وتسبب المخدرات مثل :الهيروين ،والكوكايين ،في زهق أرواح نحو 5.2مليون
شخص سنوياً ،وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تشتيت األسر ويجلب البؤس على
اآلخرين .ومقروناً بذلك تقويض أركان التنمية االقتصادية واالجتماعية .وتسهم في
ارتكاب الجرائم وزعزعة االستقرار واضطراب األمن وتفشي األمراض ،مثل انتشار
فيروس نقص المناعة البشرية.
إن االتجار بالمخدرات له ابعاد عالمية ،تربط ما بين المناطق والقارات ،مما
تكون له أحياناً عواقب وخيمة على البلدان المتأثرة بهذه التدفقات.
تجدر اإلشارة إلى أن معدل المخدرات غير المشروعة على الصعيد العالمي
خالل الخمس سنوات المنتهية بعام 2515ثابتاً من نسبة تراوحت بين %3.4
و %6.6من السكان الراشدين (أي أعمارهم بين 10و 64عاماً) ،بيد أن نسبة
تتراوح بين %13-15من متناولي المخدرات مازالوا متناولين إشكاليين يعانون من
اضطرابات مرتبطة باالرتهان للمخدرات ،كما إن إنتشار فيروس اإليدز، %25
والتهاب الكبد (ج) ،%46.7والتهاب الكبد (ب) %14.6في صفوف متناولي
المخدرات عن طريق الحقن.
2
-تقرير المخدرات العالمي ،1121مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات.
111
االنتشار السنوي لتناول المخدرات غير المشروعة
واعداد متناوليها على الصعيد العالمي 2111
اآلثار اإلجتماعية:
يتمثل أحد أهم آثار تناول المخدرات غير المشروعة على المجتمع في
العواقب الصحية السلبية التي يعاني منها أفراده ،ويفرض تناول المخدرات عبئاً مالياً
ضخماً على المجتمع ،فباألرقام النقدية يلزم ما بين 255و 205بليون دوالر
( 5.4-5.3في المائة من الناتج العالمي) لتغطية جميع التكاليف المرتبطة بالعالج
من المخدرات على مستوى دول العالم.
أشارت دراسة أجريت في الواليات المتحدة إلى أن الفاقد يعادل ما بين 5.3و 5.4
في المائة من الناتج اإلجمالي .كذلك التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة
بالمخدرات كبيرة أيضاً ،إذ تشير دراسة أجريت في المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية
إلى أن التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة بالمخدرات "االحتيال والسطو والسلب
والسرقة )....في انجلت ار وويلز تعادل 1.6من الناتج المحلي اإلجمالي.
112
عوامل تحديد شكل وتطور المشكلة :
وهناك أيضاً فئة عريضة من المحفزات االجتماعية الثقافية التي تؤثر بدورها في
تطور المشكلة ،وان يكن بطرائق يصعب قياسها في كثير من األحيان ،وتشمل هذه
المحفزات التغيرات في النظم التقليدية للقيم ونشوء " ثقافة شبابية" موحدة نسبياً في
بلدان عديدة.
113
تناول المخدرات وآثاره على الصحة:
تشير التقديرات على الصعيد العالمي أنه في عام ،2515كان ما بين 103و355
مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 60-10سنة ( أي 6.6 – 3.4في المئة) من
سكان العالم من هذه الفئة العمرية ،قد تناولوا مادة غير شرعية مرة واحدة على األقل
خالل السنة السابقة ،وبالتالي ظل تناول المخدرات غير المشروعة مستق اًر ،ولكن
متناولي المخدرات اإلشكاليين المقدر عددهم ما بين 10.0مليون و 33.6مليون
شخص (أي ما يقارب )%12من متناولي المخدرات غير المشروعة ،بمن فيهم
المعانون من االضطرابات المرتبطة بتناول المخدرات.
114
اختالفاً كبي اًر جوهرياً من منطقة إلى أخرى ،وأعلى نسبة وفيات متصلة بالمخدرات
هي في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا ،حيث تشكل هذه الوفيات نحو حالة من بين كل
25حالة وفاة لدى األشخاص المتراوحة أعمارهم بين 64-10سنة ،وتشكل في
آسيا نحو حالة واحدة من بين 155حالة وفاة ،وفي أوروبا حالة واحدة من بين
115حالة وفاة ،وفي أفريقيا حالة واحدة من بين كل 105حالة وفاة ،وفي أمريكا
الجنوبية حالة واحدة من بين كل 255حالة .ويعزى سبب ارتفاع معدل الوفيات
المتصلة بالمخدرات في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا ،إنما يعود إلى أن لدى
المنطقتين عدداً أكبر من متناولي المخدرات اإلشكاليين ونظاماً أفضل لرصد حاالت
الوفاة المتصلة بالمخدرات واإلبالغ عنها .وبالمقارنة ،فالقدرة في آسيا وأفريقيا
محدودة ورصد الوفيات المتصلة بالمخدرات ممارسة نادرة فيها.
حجم الصنع الكلي كميات األفيون كميات األفيون اإلنتاج الكلي السنة
المحتمل المحتملة تحولها المحتملة التي لم المحتمل من
إلى هيروين تحول إلى األفيون
هيروين
529 3,653 1,197 4,850 2114
472 3,451 1,169 4,620 2005
629 4,555 2,056 6,610 2006
757 5,479 3,411 8,890 2007
752 5,561 3,080 8,641 2008
661 4,955 2,898 7,853 2009
384 3,008 1,728 4,736 2010
467 3,595 3,400 6,995 2011
115
األبعاد الرئيسة لمشكلة المخدرات المعاصرة:
وصل تعداد سكان العالم إلى 7مليارات نسمة ،ويقدر مكتب األمم المتحدة
المعني بالمخدرات والجريمة أن يكون نحو 335مليوناً من هؤالء يتناولون مخدرات
غير مشروعة مرة واحدة في السنة على األقل.
116
سياسات الصحة العمومية والمخدرات :المؤثرات العقلية:
توسع دور الدولة في صون الصحة العمومية توسعاً مطرداً بمرور الوقت ،بما في
ذلك نهج تنظيمي يترتب عليه تنفيذ نظام معقد من األوذونات ومراقبة النوعية،
وأطلقت النداءات إلى إنشاء نظام متعدد األطراف لمراقبة المخدرات ،ونتيجة لذلك
انعقد أول مؤتمر للجنة األفيون الدولية في شنغهاي ،1959وأعقبه اعتماد اتفاقية
األفيون الدولية والتي وقعت في الهاي ،1912وتلى ذلك ثالث اتفاقيات لمراقبة
المخدرات في اإلعوام ،1933 ،1971 ،1961ومازالت هذه االتفاقيات الثالث
تشكل األساس للنظام الدولي الراهن لمراقبة المخدرات.
تعد الصحة العمومية بعداً رئيساً من أبعاد نظام األمم المتحدة لمراقبة المخدرات،
كما جاء في ديباجة اتفاقية األمم المتحدة األولى ،1961وصيغتها المعدلة
ببروتوكول .1972
ان اقتصاد المخدرات غير المشروعة ،شأنه شأن األنشطة األخرى التي
تقايض فيها السلع والخدمات مقابل الربح ،يخضع بشكل أساسي لقانون العرض
والطلب ،وان كان لإلدمان والحظر تأثير كبير على التفاعل بين العرض للمخدرات
غير المشروعة والطلب عليها.
من المتوقع أن يرتهن للمخدرات واحد من بين كل ثمانية من متناولي المخدرات غير
المشروعة ،ويؤثر سلوك المرتهنين على منحنى الطلب بجعله أقل تمشياً مع السعر،
فعلى عكس سلوك المتناول العادي ،حيث يؤثر السعر على الطلب (يؤدي ارتفاع
األسعار إلى انخفاض االستهالك) ،وال يتأثر المرتهنون للمخدرات غير المشروعة
عادة بازدياد األسعار في األمد القصير.
117
أما على المدى الطويل فسوف ينخفض االستهالك اإلجمالي إذا ارتفعت األسعار
بشكل ملحوظ ألن المرتهنين سيواجهون صعوبات مالية ،والعكس صحيح بأن
المرتهنين سوف يزيدون استهالكهم عند انخفاض األسعار.
إن األسواق السوداء ال تحترم الحدود الدولية ،قد يكون من المتوقع في عصر يتسم
بالعولمة أن ينشأ اقتصاد عالمي للمخدرات .وتوجد في واقع الحال اتجاهات متماثلة
في العديد من البلدان.
إن أخطر أثر لتناول المخدرات غير المشروعة على المجتمع هو ما يجلبه تناولها
من عواقب صحية سلبية على أفراد المجتمع ،ولتناول المخدرات آثار صحية
خطيرة ،فمثالً تناول الكوكايين يمكن أن يتسبب في حدوث السكتة ،واإلمفيتامينات
يمكن أن تسبب في اختالل مهلك في ضربات القلب ،أو فرط تسارع ضربات القلب.
وتناول القنب يضعف القدرة على القيادة بدرجة خطيرة ،ويمكن أن يؤدي التناول
المزمن على القنب إلى االرتهان للمخدرات ،إضافة إلى عدد من الحاالت السلوكية
والنفسية مثل االكتئاب وغيره .كذلك انتشار األمراض المعدية بين المتعاطين،
إضافة إلى اختالل وظائف القلب واألوعية الدموية وأمراض الرئة ،واضطراب
الوظائف الكلوية ،واختالالت وظائف الغدد الصماء.
اآلثار السلبية التي تترتب عن وجود سوق سوداء تتمثل في ازدياد خطر الحصول
على مخدرات رديئة النوعية .تمثل الوفيات المتصلة بالمخدرات أشد العواقب
الصحية الناجمة عن تناول المخدرات قسوة ،ويلقى 255,555شخص حتفهم
سنوياً جراء تناول المخدرات ،أما تناول المخدرات عن طريق الحقن ،هو وسيلة نقل
وانتشار فيروس اإليدز ،والتهاب الكبد (ب) و (ج).
118
يحتاج المرتهنون للمخدرات إلى العالج ما قد يفرض عبئاً مالياً على األفراد وأسرهم
أو على المجتمع عموماً .في عام 2559كان يتلقى العالج من مشاكل متصلة
بتناول المخدرات في العالم زهاء 4.5ماليين شخص من بينهم مليون أوروبي "
باستثناء االتحاد الروسي ،وأوكرانيا ،بيالروسيا ،ومولدوفا".
وفي الواليات المتحدة تلقى مليونا شخص مثل هذا العالج في عام ،2552حيث
قدرت التكاليف الصحية المترتبة على تناول المخدرات غير المشروعة بنحو 10.3
بليون دوالر ،أي ما يعادل 5.10في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي .وعلى
افتراض أن التكاليف الصحية تتطور بالتناسب مع عدد األشخاص المتلقين للعالج
وان الزيادات في هذه التكاليف مناسبة مع النمو االسمي للناتج المحلي اإلجمالي،
يحتمل أن تكون التكاليف الصحية السنوية المتصلة بالمخدرات قد ارتفعت إلى نحو
24بليون بحلول عام .2515بلغ عدد المحتاجين للعالج في عام 2515في
الواليات المتحدة وحدها نحو 7.9ماليين شخص ،ولكن لم يتلق هذا العالج سوى
2.2مليون شخص منهم ،أما هذه النسبة فتقل عن ذلك كثي اًر وتصل إلى واحد بين
كل خمسة أشخاص.
رغم أن العديد من الدراسات تشير إلى أن أثر تناول المخدرات غير المشروعة على
إنتاجية المجتمع قد يكون أكثر أهمية من أثره الصحي .وقدرت دراسة أجريت في
عام 2511قيمة الخسائر في اإلنتاجية في الواليات المتحدة بمبلغ 125بليون
دوالر %5.9 ،من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ،2557وبينت دراسة مماثلة
أجريت في كندا عام 2552أن خسائر اإلنتاجية الناجمة عن تناول المخدرات غير
المشروعة بلغت 4.7باليين دوالر كندي ( )%5.4من الناتج المحلي اإلجمالي.
وتوصلت دراسة استرالية إلى أن تكلفة خسائر اإلنتاجية بلغت 2.1بليون دوالر
استرالي )%5.3( 2550-2554من الناتج المحلي.
119
بخالف التكاليف الصحية ،تم تقييم الخسارة في الموارد المحتملة وتمثل خسائر
االنتاجية العمل الذي لم يتم أداؤه على اإلطالق ،ولكن يمكن التوقع على نحو
معقول أنه كان سيؤدي لوال تأثير تعاطي المخدرات .ويمكن النظر إلى الخسائر
اإلنتاجية على أنها خسائر محتملة وبالتالي خسارة في الناتج المحلي اإلجمالي
عائدة إلى تقليص حجم القوى العاملة و/أو انخفاض فعاليتها.
يرتبط تناول المخدرات غير المشروعة ارتباطاً وثيقاً بالجريمة وبطرائق متعددة .
فكثي اًر ما يلجأ متعاطو المخدرات إلى جريمة اإلحراز من أجل تمويل عادتهم ،كما
أن العديد من المجرمين يرتكبون جريمتهم تحت تأثير المخدرات غير المشروعة.
ويقترن تعاطي المخدرات غير المشروعة بمشاكل سلوكية ،قد تشمل ،طبقاً لمادة
اإلدمان والكمية المتناولة منها اإلعتداء أو العنف .واذا كان الشخص يعاني من
اضطرابات سلوكية وذو شخصية عدوانية ..يجعلهم ذلك عرضة للتورط في ارتكاب
الجريمة .وغالباً ما تكون معدالت تناول المخدرات لدى المجرمين أعلى بكثير منها
لدى بقية األفراد.
عادة ما تكون تكاليف الجرائم المتصلة بالمخدرات كبيرة ،ففي المملكة المتحدة،
أشارت دراسة للتكاليف االجتماعية واالقتصادية المترتبة على تناول المخدرات غير
المشروعة إلى أن مجموع تكلفة الجرائم المتصلة بالمخدرات زهاء 13.9بليون جنيه
استرليني في انجلت ار وويلز ،2554/2553وتتمحور هذه الجرائم حول االحتيال
والسطو على المنازل والسلب والسرقة.
وترتبط الجريمة بتناول المخدرات من خالل االتجار بالمخدرات ،فعلى الرغم من أن
تجار المخدرات يتفادون عموماً جذب وانتباه سلطات إنفاذ القانون ،ولكن قد يؤدي
التنافس بين مختلف الجماعات المتجرين إلى استخدام العنف الذي يشمل القتل في
120
صراعها للدفاع عن حصصها في السوق غير المشروعة .يضاف إلى ذلك أن
الجماعات اإلجرامية التي تجني أرباحاً طائلة تستخدم هذه األرباح لإلفساد.
كان الصنع غير المشروع للمنشطات االمفيتامينية متسماً في الماضي بشدة التركيز،
ولكن تدريجياً أصبح أكثر توزعاً .ففي أوروبا صنع المنشطات وفي مقدمتها
"االمفيتامين واالكستاسي" مرك اًز في هولنداً بدرجة كبيرة ،وبدرجة أقل في بلجيكا،
وبولندا ،واآلن يصنع في العديد من البلدان األوروبية ،بلدان البلقان ،وبالد البلطيق.
وفي شرق آسيا بدا في اليابان ،ثم انتقل إلى جمهورية كوريا وتايوان وتايلند ،واآلن
أصبح مرك اًز في الصين وميانمار والفلبين.
وأحد االتجاهات التي برزت خالل السنوات القليلة الماضية توسع صنع المنشطات
االمفيتامينية غير المشروعة في بلدان مثل :كمبوديا ،واندونيسيا ،وماليزيا ،والتي
كانت قبل ذلك بلدان عبور للمنشطات االمفيتامينية .وفي اوقيانوسيا كانت معظم
المنشطات االمفيتامينية أوروبية المنشأ ،وفي العقدين اآلخيرين أصبحت تصنع في
121
أستراليا ونيوزيلندا (معظمها من الميثامفيتامين) .كذلك أصبحت جنوب أفريقيا تصنع
محلياً المنشطات اإلمفيتامينية ويتم استهالكها في مصر تحت اسم (ماكسيتون
فورت).
إن تناول المخدرات بالحقن هو من منظور الصحة العامة أكثر طرائق التناول إثارة
للمشاكل ،فهي تعرض المتناول لدرجة أعلى من خطر تناول جرعة مفرطة قاتلة،
ألن سرعة بدء المفعول تجعل من الصعب تقدير الجرعة المناسبة ،والجرعات الزائدة
تتطلب عناية طبية فورية .كذلك تحمل الحقن في طياتها خطر اإلصابة باألمراض
المعدية ،خاصة في حالة االستعمال المشترك.
ويذكر أن الهيروين والميثاميفتامين هما األكثر شيوعاً بين المخدرات غير المشروعة
التي يتم تعاطيها عن طريق الحقن.
وقد أُقر على المستوى الدولي بالمخاطر الواسعة اآلثر الناشئة عن االتجار
بالمخدرات والجريمة المنظمة منذ أكثر من 25عاماً ،وذلك في اتفاقية األمم
المتحدة لمكافحة المخدرات االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية
لعام ،1933والتي أُشير فيها إلى أن االتجار غير المشروع في المخدرات يمكن
المنظمات اإلجرامية عبر الوطنية من اختراق وتلويث وافساد هياكل الحكومات
والمؤسسات التجارية والمالية المشروعة ،والمجتمع على جميع مستوياته.
122
بلدان منظمة التعاون والتنمية ذات الدخل المرتفع والمتأثرة بشدة من انتشار تناول
المخدرات.
وقد كان لإلنترنت أثر كبير على تجارة المخدرات غير المشروعة ،وقد
أصبح من السهل على كثير من المتجرين أن يطلعوا على مستويات األسعار في
مختلف األسواق ،ويحصلوا على السالئف الكيميائية ،فبدأ متناولوا المخدرات غير
المشروعة في استخدام اإلنترنت كوسيلة لتبادل المعلومات (األسعار ،النوعية)
للمراقبة الدولية مثل إضافة إلى ذلك نجح تسويق عقاقير جديدة لم تخضع
(سبايس)
في نفس الوقت فتح اإلنترنت آفاقاً جديدة للتدخالت الخاصة بمكافحة
المخدرات ،فهو واسطة حاسمة لنشر المعلومات عن المخاطر المرتبطة بتعاطي
المخدرات غير المشروعة ،كما يوفر اإلنترنت للسلطات المختصة وسيلة إضافية
لرصد سوق المخدرات غير المشروعة وكشف خطط المجرمين وعملياتهم ،وبات
أسهل على سلطات إنفاذ القانون أن تتعاون عبر الحدود ،يقابلهم تجار المخدرات
الذين أصبحوا أكثر حذ اًر وخوفاً ،ويستطيعون بفضل ثرائهم توظيف أعلى الخبرات
في الحواسيب لضمان تشفير رسائلهم ،واستحالة تعقب مواقعهم واتالف ملفاتهم
المحفوظة في حالة مصادرة حواسيبهم.
كذلك أحدث الهاتف المحمول وخاصة خدمة الرسائل القصيرة )، (SMS
إضافة إلى بطاقات الدفع المسبق ) (SIMثورة في تجارة المخدرات غير المشروعة
على كافة المستويات ،إذ يصعب رصد الرسائل القصيرة وتعقبها .كذلك يستخدم
تاجر المخدرات الهاتف المحمول أيضاً كسجل لعمالئه ،واألرقام المسجلة في هذه
الهواتف هي بالنسبة لبعض هؤالء التجار ثرواتهم األساسية.
كذلك أدى النمو السريع في التجارة الدولية إلى تيسير االتجار بالمخدرات،
حيث ضخامة كميات البضائع المشروعة التي تنتقل في جميع أنحاء العالم تجعل
123
من الصعب اكتشاف شحنات المخدرات غير المشروعة .وقد ارتفعت الصادرات
العالمية من السلع ،بالقيمة االسمية بسنبة %44خالل الفترة ،2515-1995إذ
أخذ التضخم في الحسبان ،فإن ذلك يعادل زيادة سنوية بنسبة %0من حيث
الحجم .علماً بأن الكثير من البضائع المتاجر بها تشحن في حاويات ،ويبلغ الوزن
السنوي الكلي لشحنات الحاويات حوالي 1155مليون طن ،وتشكل المخدرات غير
المشروعة المنتجة عالمياً أقل من %5.550من ذلك الرقم (المخدرات ال تنقل كلها
بالحاويات) ،ومن ثم بان احتمال اكتشاف مخدرات غير مشروعة بفحوص عشوائية
للحاويات هو احتمال ضعيف إلى أقصى حد.
كذلك هناك زيادة في حركة النقل الجوي وهو تطور آخر من التطورات التي
شهدتها العقود القليلة الماضية ،فقد ارتفع عدد الرحالت الجوية أكثر من %35بين
،2559-1995أي بنسبة %3.2سنويا .وعجلت هذه الزيادات مضافاً إليها
انخفاض أسعار تذاكر الطيران بمثابة حافز لجماعات االتجار على استغالل الزيادة
في حجم حركة النقل الجوي .اما بتوظيف أعداد كبيرة من األشخاص للعمل
ٍ
(كسعاة) وينقلون المخد ارت داخل أجسادهم ،اما بإخفاء المخدرات داخل الشحنات
الجوية أو الطرود البريدية.
مازال اقتصاد المخدرات غير المشروعة يتطور ،وفهم أسباب هذا التطور وكيفيته
عملية معقدة ،إذ توجد عوامل كثيرة محتملة ينبغي النظر فيها وطريقة تفاعلها
واآلثار المترتبة على هذه التفاعالت ،عالوة على ذلك ،يتعذر قياس العديد من
العوامل ذات الصلة وآثارها ،كما يتعذر تحديد كميتها ،األمر الذي يصعب تحليلها.
ومع ذلك فإن إجراء استعراض موجز لما يمكن أن يعتبر بدرجة معقولة عوامل
خطر ومحفزات قابلة للتنبؤ في اقتصادات المخدرات غير المشروعة.
124
عوامل اجتماعية – ديمغرافية:
عامل آخر اجتماعي – ديمغرافي رئيسي آخر محفز على تناول المخدرات
غير المشروعة ،وهو كثافة التجمعات السكانية ،أو التوسع الحضر ،وعموماً يكثر
تناول المخدرات غير المشروعة في البيئات الحضرية عنه في البيئات الريفية.
لقد كان أيضاً لعدة عوامل اجتماعية – ثقافية تأثير كبير على تطور مشكلة
المخدرات غير المشروعة ،وتشمل هذه العوامل نظم القيم المجتمعية المتغيرة وثقافة
شبابية تفرض نفسها بشكل متزايد وان يكن من الصعب قياس بعض هذه الظواهر.
ويبدو إن أهم عامل اجتماعي – ثقافي حفز تطور مشكلة المخدرات كان
نشر الثقافة الشبابية .وقد حدث ذلك في العديد من البلدان النامية مترافقاً مع توجه
نحو نمط حياة غربي قد يشمل لدى البعض اإلغراء المتمثل في تناول المخدرات
غير المشروعة.
في كثير من المجتمعات هناك اتجاه نحو تقليص الرقابة االجتماعية ،وكثي اًر
ما يحدث ذلك بالتوازي مع ارتفاع معدالت التوسع الحضري والهجرة ،وقد يؤدي ذلك
إلى تغيرات ثقافية واضعاف الروابط األسرية القوية ،وتراجع أهمية نظم القيم
التقليدية ،وفي بعض الحاالت قد تنشأ وتحل محل القيم التقليدية قيم ثقافية فرعية
تكون أكثر قبوالً لالنتهاكات والجريمة والعنف وتناول المخدرات غير المشروعة.
السكر ،وقد
ومعظم الديانات السائدة حالياً تشجب تناول المخدرات غير المشروعة و ُ
أظهرت الدراسات االستقصائية إن األفراد الذين يؤدي الدين دو اًر مهماً في حياتهم
125
يكونون أقل عرضة لتناول المخدرات .هناك عوامل ثقافية واجتماعية أخرى تساهم
في تكوين شكل تطور مشكلة المخدرات ،وتتصل هذه العوامل بالظروف السائدة
لدى الفئات الضعيفة ،مثل األطفال والمراهقين ،التي تؤدي إلى ظهور مشاكل
سلوكية ونفسية والى اضطرابات في الصحة العقلية .وكثي اًر ما تكون هذه العوامل
متصلة بتعرض األطفال والمراهقين لإلهمال وسوء المعاملة والخلل الوظيفي األسري
والعنف وعدم االستقرار .ويمكن أن يكون لهذه الظروف آثار ليس فقط على وظائف
المخ بل وعلى تكوينه ،وهو ما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في نظام المكافأة الدماغي
ونظام التحفيز والذاكرة العاطفية ودوافع صنع القرار ،وغالباً ما تنال هذه العوامل من
الصحة العقلية لدى األطفال والمراهقين ،وتزيد من احتماالت تناولهم المخدرات.
شهدت العقود الماضية حدوث زيادة كبيرة في توافر الدخل المتاح لإلنفاق،
وخصوصاً لدى جيل الشباب ،مما سهل نمو استهالك المخدرات ومعدالت تناول
المخدرات غير المشروعة هي األعلى في البلدان المتقدمة ،حيث الدخل المتاح
لإلنفاق أعلى فمثالً تناول المخدرات في أمريكا الشمالية وكندا أعلى منه في
المكسيك .ولكن الدخل المتاح لإلنفاق ال يعلل بمفرده لكل أوجه االختالف في تناول
المخدرات ،فمستويات الدخل في أفغانستان منخفضة ،في حين أن معدالت تناول
المخدرات غير المشروعة مرتفعة .كذلك هناك عامل اجتماعي اقتصادي وهو حجم
انعدام المساواة االجتماعية ،فهو يساهم في نشوء مشكلة تناول المخدرات أو يهيء
الظروف المواتية .وعادة تكون المجتمعات المتسمة بقدر كبير من عدم المساواة في
الدخل أكثر عرضة للجريمة ،وبما في ذلك جريمة االتجار في المخدرات غير
المشروعة.
تشكل البطالة عامالً اجتماعياً -اقتصادياً رئيساً محفز على االتجار بالمخدرات
وعلى تناول المخدرات غير المشروعة ،وقد بينت الدراسات م ار اًر وتك ار اًر في مختلف
126
أنحاء العالم إن تناول المخدرات غير المشروعة منتشر على نطاق واسع بين
العاطلين عن العمل.
يهدف تطبيق تدابير مراقبة المخدرات إلى زيادة المخاطر على منتجي
المخدرات غير المشروعة والمتجرين بها ومتعاطيها .فمن شأن االرتفاع الكبير في
األسعار للمخدرات و/او مخاطر مواجهة ردود فعل القائمين على إنفاذ القانون أن
يحد من تناول المخدرات غير المشروعة "مقارنة بحالة افتراضية لم يتم فيها تطبيق
هذه التدابير" وما لمثل هذه التدابير من تأثير ،فإن من شان تطبيقها اشتداد
المخاطر على المنتجين والمتجرين أن يحد من استعدادهم للمشاركة في سوق
المخدرات .فلوال خطر إبادة المحاصيل غير المشروعة ،لكان مثالً أن يتوقع إقدام
مزيد من المزارعين على زراعتها.
من البارامترات الرئيسة التي تحدد حالة تناول المخدرات غير المشروعة
مدى توافر المخدرات وادراك مخاطر تناولها .والميل في هذا الصدد هو أنه كلما
127
زاد توافر المخدرات زاد االستهالك ،وفي المقابل ،كلما زادت المخاطر المرتبطة
بتناول المخدرات انخفض االستهالك.
وتظهر البيانات ترابطاً سلبياً قوياً جداً بين المخاطر المتصورة واالنتشار
السنوي في اهم المخدرات غير المشروعة ،أي أنه كلما زادت المخاطر المرتبطة
بتناول مخدر معين ،قل احتمال استهالك ذلك المخدر ،وظهر أن أعلى نسبة
مخاطر هي في تناول الميثامفيتامين والهيروين ،وأدناها في تناول القنب وأعلى
معدالت انتشار هي في تناول القنب وأدناها في تناول الهيروين والميثامفيتامين.
المستقبل:
128
األثر الصحي:
إن أثر تناول المخدرات على الصحة هو أول مؤشرات أثاره الضارة وأكثرها
إثارة للقلق ،ويقدر مكتب األمم المتحدة ) (UNODCإن %12تقريباً من متناولي
المخدرات السنويين يصبحون مرتهنين لها ويتحولون إلى متناولي مخدرات إشكاليين،
ويوجد منهم حالياً 35مليون .وتناول المخدرات عن طريق الحقن هو وسيلة مهمة
في نقل وانتشار العدوى بفيروس اإليدز والتهاب الكبد (ألف و جيم) ،كذلك وبحسب
منظمة الصحة العالمية ،يلقى حتفه كل سنة جراء تناول جرعات مفرطة وجراء
اإلصابة بأمراض مرتبطة بالمخدرات ما يقرب من 205,555شخص ،وتسبب
الكحول في وفاة نحو 2.3مليون ،والتبغ يتسبب في وفاة 0.1ماليين شخص.
يحتاج المرتهنون إلى العالج ،ففي 2559بلغ عدد متلقي العالج من
مشاكل متصلة بتناول المخدرات غير المشروعة نحو 4.0ماليين شخص في العالم
أجمع ،على الرغم من أن الحاجة إلى مثل هذا العالج تفوق ذلك الرقم بكثير،
وتوفير العالج لكل من هم بحاجة إليه سيكون باهظ التكلفة ،وحسب التقديرات
التقريبية فإن عالج جميع األشخاص المرتهنين للمخدرات في كافة أنحاء العالم ما
يتراوح بين 255و 205مليون دوالر.
129
130
الفصل الخامس
131
132
الفصل الخامس
أساليب الوقاية وطرق العالج من تعاطي المخدرات
ويفسر ذلك اهتمام المعنيين بموضوع البحث بمسائل العالج والوقاية والعمل
على تطوير االستراتيجيات القادرة على وضع حد لهذا النمو الهائل في انتشار
الظاهرة ،ويمكن تصنيف الدراسات والبحوث في هذا السياق إلى ثالثة مجموعات
رئيسية ،تهتم المجموعة األولى بمسائل العالج ،وتضع مجموعة من التصورات التي
تساعد أصحاب القرار والمعنيين بطرق العالج من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين
وأطباء وغيرهم ،وتوفر لهم بعض القواعد المعرفية التي تساهم في تحسين طرق
التفاعل مع المرضى الذي وقعوا في قبضة التعاطي ،ويرغبون في التحرر من
133
سيطرته ،وتولي المجموعة الثانية من األبحاث اهتمامها بطرق منع انتشار ظاهرة
التعاطي وتحصين المجتمع من األخطار الثقافية الناجمة عن الحضارة المادية التي
تساعد في انتشار الظاهرة وتمكينها في المجتمع ،أما المجموعة الثالثة فهي تظهر
ما تم تحقيقه وانجازه على المستوى الدولي ،واإلقليمي العربي في مجال مكافحة
المخدرات ،فيتناول الباحثون فيها تطور الظاهرة على المستوى الدولي ،وما رافقها
من اتفاقيات دولية تهدف إلى الحد من انتشار الوباء المدمر.
134
التخلص من مرض اإلدمان يعد أم ار يسير بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي
يحتاجها المريض للتخلص من إدمانه والتي تزيد وتنقص تبعا لخصوصية تجربته،
أما في حال ضعف هذا التضافر فقد يصبح العالج شاقا وقد تبذل جهود كبيرة من
قبل األخصائيين وأفراد األسرة دون جدوى كبيرة .
في سياق االهتمام بطرق المعالجة ووسائلها يجد عادل صادق أن معالجة
اإلدمان البد أن تنطلق من حقائق أساسية تعد معرفتها مسألة ضرورية ألية معالجة
وتتمثل هذه باألمور التالية (غباري:)1991 ،
إن اإلدمان له عالج وكل مدمن يمكن عالجه وشفاؤه ما عدا الشخصية
السيكوباتية فلها ظروفها الخاصة التي تمنع إمكانية معالجتها بالطرق التي تعالج بها
مظاهر اإلدمان المختلفة بالنسبة إلى األشخاص العاديين .
يحتاج العالج ،وانقاذ المدمن من خطر المخدرات إلى وقت وصبر ونفس
طويل وعمل بال ملل أو كلل.
إن التوقف عن تعاطي المخدرات ال يعد بحد ذاته عالجا وال يشكل دليال على
الشفاء من مرض التعاطي ولكنه يشكل الخطوة األولى التي ال بد منها في أي
عالج والبد من استمرار هذا التوقف خالل مراحل العالج الالحقة.
-يرتبط العالج الحقيقي لإلدمان بعالج األسباب المؤدية إليه والتي تختلف
نسبيا من شخص إلى أخر فالتشخيص الموضوعي ألسباب اإلدمان يعد
خطوة أساسية وضرورية في المعالجة والشخص الذي اندفع إلى اإلدمان
135
العتبارات نفسية البد أن تعالج المسائل النفسية بالنسبة له والشخص الذي
اندفع إلى التعاطي بسبب رفاق السوء البد أن يأخذ العالج هذه المسألة
ويبني عليها ما ينبغي من إجراءات تأخذها بعين االعتبار.
-يأخذ الشخص األقرب إلى المريض المتعاطي للمخدرات موقعا هاما في
عملية العالج ،قد يفوق أهمية الطبيب نفسه ذلك أن الثقة التي يتمتع بها
من قبل المريض المتعاطي تجعله شديد الصلة به وتجعله قادر على تحقيق
التواصل األفضل واألسلم وتوجيه النصائح التي تجعل المتعاطي يقلع عن
الكثير من العادات السيئة التي تقترن على نحو من األنحاء بعملية اإلدمان
.يتوقف العالج الحقيقي ألي مدمن على مقدار الشعور بالحب سواء حب
الناس وخاصة المحيطين به أو حبه للناس الذين تفاعل معهم على أن
يكون هذا الحب هلل عز وجل وليس لغرض دنيوي أو مادي واذا كان األمر
كذلك فإن مخاطرة بالنسبة إلى المدمن تزداد صعوبة لما يترتب عليها من
أزمات نفسية ومعنوية يعيشها.
تعد مشاركة المتعاطي نفسه ،ضرورة أساسية من ضرورات العالج فاإلرادة -
والرغبة في التخلص من شرور المخدرات والنظر إلى التعاطي على أنه
فع ٌل البد من التخلص عنه لما فيه من مخالفة هلل عز وجل وما فيه مخالفة
لعادات الناس وقيمهم وتقاليدهم ولما فيه من ضرر يلحق بالفاعل.
كل ذلك يساعد المريض على تجاوز الصعوبات التي قد يالقيها أثناء العالج
ويرى فيها متعة تفوق في أهميتها متعة التعاطي نفسه .
136
وتعد هذه الحقائق بمثابة مقدمات ضرورية البد من اإلحاطة بها بالنسبة لكل
من يرد أن يتصدى لعالج المدمن سواء أكان يعمل في مجاالت الطب المختلفة أو
يعمل في مجاالت اإلرشاد والتوجيه االجتماعيين فإذ أخذ المعالج بهذه المبادئ كان
نصيبه من النجاح كبي ار لتوفر اإلرادة الحقيقة من المعالج من جهة ومن المريض
من جهة ثانية .
إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العالج لتكون
الحل األخير ،سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك األضرار الصحية المدمرة،
أو إلنقاذه من معاناة وآالم مرحلة االنسحاب على حد سواء .وعالج اإلدمان له
مراحل متتالية ،ال يمكن تجزئته باالكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ،أو تطبيق بعضه
دون بعض ،ألن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ،فال يجوز مثالً االكتفاء
بالمرحلة األولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم اإلدمانية دون العالج
النفسي واالجتماعي ،ألنه حل مؤقت وال يجوز االكتفاء بهذا وذلك دون إعادة
صياغة عالقة التائب من اإلدمان بأسرته ومجتمعه ،ثم دون تتبع الحالة لمنع
النكسات المحتملة التي تمثل خط اًر شديداً على مصير العملية العالجية ككل.
وكما أن العالج وحدة واحدة ،فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته
الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه ،ويصدق هذا القول حتى
ولو كان العالج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط األسرة ،بل إن
مشاركة األسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العالج ،ويحتاج األمر أيضاً إلى عالج
مشاكل األسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة لإلدمان أو ناتجة عنه( ..المشرف
137
والجوادي .)2511 ،ومن الضروري أال يقتصر العالج على كل ذلك ،بل يجب أن
تتكامل التخصصات العالجية وتتحدد وصوالً إلى النتيجة المطلوبة ،وهى الشفاء
التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي ال يكون مقصو اًر
فقط على عالج أعراض االنسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ،إنما يجب أن
نصل معه إلى استرداد عافيته األصلية من وجوهها الثالثة ،الجسدية والنفسية
واالجتماعية ،مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة ال
تقل عن ستة أشهر في الحاالت الجديدة ،أو سنة أو سنتين في الحاالت التي سبق
لها أن عانت من نكسات متكررة.
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة اإلدمانية يجب
التشدد في معايير الشفاء حتى في الحاالت التي يصحبها اضطراب جسيم في
الشخصية أو التي وقعت في السلوك اإلجرامي مهما كان محدداً ،وتبدأ مراحل
العالج بالمراحل اآلتية:
وهى مرحلة طبية في األساس ،ذلك أن جسد اإلنسان في األحوال العادية إنما
يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العالج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة
هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ،وأيضاً التخفيف من آالم
االنسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ،ثم عالج األعراض الناتجة
والمضاعفة لمرحلة االنسحاب ،هذا ،وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها
وهى العالج النفسي واالجتماعي؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبك ار بالعالج النفسي
االجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي.
138
مرحلة العالج النفسي واالجتماعي:
إذا كان اإلدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في األساس .فإن هذه المرحلة تصبح
ضرورة ،فهي تعتبر العالج الحقيقي للمدمن ،فأنها تنصب على المشكلة ذاتها،
بغرض القضاء على أسباب اإلدمان .وتتضمن هذه المرحلة العالجية العالج النفسي
الفردي للمتعاطي ،ثم تمتد إلى األسرة ذاتها لعالج االضطرابات التي أصابت
عالقات أفرادها ،سواء كانت هذه االضطرابات من مسببات التعاطي أم من
مضاعفاته ،كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ
الق ار ارت وحل المشكالت ومواجهة الضغوط ،وكيفية االسترخاء والتنفس والتأمل
والنوم الصحي .كما تتضمن أيضاً عالج السبب النفسي األصلي لحاالت التعاطي
فيتم – على سبيل المثال – عالج االكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكالت النفسية
كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات االجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة،
كما تتضمن أخي اًر العالج الرياضي الستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه
وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله ،وعالج
المشكالت التى تمنع عودته إلى العمل ،أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ،فيجب
تدريبه وتأهيله ألي عمل آخر متاح ،حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.
139
التأهيل االجتماعي-:
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن فى األسرة والمجتمع ،وذلك عالجاً لما
يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي اإلدمان إلى انخالع المدمن من شبكة العالقات
األسرية واالجتماعية ،ويعتمد العالج هنا على تحسين العالقة بين الطرفين (المدمن
من ناحية واألسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبهما على تقبل وتفهم كل منهما
لآلخر ،ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه واعطائه فرصة
جديدة إلثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.
الوقاية من النكسات:
ومقصود بها المتابعة العالجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين
من بداية العالج ،مع تدريبه وأسرته على االكتشاف المبكر للعالمات المنذرة
الحتماالت النكسة ،لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.
140
شأنها أن تسيء إلى الدولة في المحافل الدولية بأشكال مختلفة وعلى مستويات
مختلفة .
ويالحظ أن هذه االتفاقيات الدولية لم تطلي أبدا أن تغير الدولة فلسفتها
األساسية في هذا الصدد فإذا كانت الفلسفة العقابية فليكن ويظل على الدولة أن
توفر أسباب العالج والتأهيل جنبا مع جنب مع أسباب العقاب.
وللوصول إلى مرحلة إعادة البد من المرور بعدة مراحل هي -:
اإلجراءات اإلسعافية-:
وهى إجراءات تتخذ في مواجهة بعض الحاالت التي قد تتعرض لما يسمى
بحاالت التسمم المرضية الحادة فقد تنتاب الشخص نوبة عنف واضح فيهاجم بعض
األشخاص القريبين منه أو يحاول إتالف بعض األثاث أو الممتلكات المادية وذلك
على أثر تعاطي جرعة من الكحوليات أو المثبطات أو من المهلوسات وتحدث هذه
النوبات لإلفراط في الجرعة أو لحداثة عهد المتعاطي بالتعاطي أو لمروره حديثاً
بأزمة وجدانية شديدة الوطأة وفى هذه الحالة البد أن يتناوله بالرعاية طاقم طبي
مدرب يقوم بطمأنته وفي الوقت نفسه بالحيلولة بينه وبين أن يؤذى نفسه أو الغير
وربما اضطر إلى أن يستخدم لهذا الغرض بعض التدخل الدوائي ،كذلك قد تتعرض
بعض الحاالت بشكل مفاجئ أيضاً لما يسمى بأعراض الذهان العصبي فتظهر لدى
الشخص بعض أنواع الخداع الحسي كما قد تظهر بعض الهالوس والضالالت وفى
هذه الحاالت قد يحتاج الطبيب إلى قدر محدود من التدخل الدوائي.
141
إلى أي تدخل دوائي ويكتفي بإرشاد المتعاطي خطوة بخطوة مع طمأنته وتشجيعه.
وتتراوح المدة التي تنتهي منها من أربعة أيام حتى سبعة أيام في حالة المواد ذات
ال فاعلية قصيرة المدى كالهيروين ،عشرة أيام في حالة المواد ذات الفاعلية طويلة
المدى كاألفيون فقد تطول من عشرة أيام إلى ستة أسابيع.
إجراءات عالج المضاعفات الطبية للتعاطي -:
وهي مجموعة اإلجراءات الطبية التي البد من القيام بها في مواجهة بعض
المضاعفات الصحية التي يعانى منها كثير من المدمنين دون أن تكون من اآلثار
المترتبة مباشرة على تعاطي هذه المادة أو من تلك المواد اإلدمانية كسوء التغذية
فانتشار سوء التغذية بين المدمنين ظاهرة ملحوظة ألسباب متعددة أوضحها أن
بعض المدمنين يصل به األمر أحياناً إلى ضرورة المفاضلة بين إنفاق المبالغ
المحدودة التي في حوزته على المخدر أو على الطعام والغالبية أن ترجح كفة
المخدر .وهناك مضاعفات مرتبطة بطرق التعاطي كأن يكون التعاطي عن طريق
التدخين فلهذه الطرق جميعاً مضاعفاتها الطبية التي كثي اًر ما تواجه الطبيب المعالج
وعليه أن يعنى بإبراء مريضه منها إلى جانب اإلجراءات اإلسعافية واجراءات تطهير
البدن .
المكون الطبي-:
يقوم المكون الطبي على استراتيجيتين رئيسيتين وهما -:
142
-استراتيجية الفطام التدريجي للمدمن من المخدر الذي أدمنه .
-استراتيجية سد القنوات العصبية التي يسلكها المخدر داخل جسم
المدمن للتأثير في سلوكه .وللطبيب المعالج أن يختار إحدى
االستراتيجيين بناء على اعتبارات متعددة تختلف من حالة ألخرى .
وفيها ينتقي للقيام بهذه المهمة مخد ار أضعف بكثير من المخدر الذي أدمنته الحالة
ولكن من الفصيلة نفسها ،ويتولى اإلشراف على إعطائه للحالة بدال من المخدر
األصلي بجرعات وعلى فترات محددة على أن يتم تخفيض الجرعة واطالة الفترات
بين الجرعات تدريجيا حتى ينتهي األمر غالبا إلى فطام كامل للحالة ،والشائع بين
األطباء في كثير من دول العالم أنهم يختارون عقار الميثادون ألداء مهمة الفطام
التدريجي بالنسبة لمدمني األفيون ومشتقاته بما في ذلك الهيروين وذلك على أساس
أن الميثادون نفسه هو أحد مشتقات األفيون ولكن قوته على إحداث اإلدمان أضعف
بكثير من الهيروين والمورفين واألفيون .
االستراتيجية الثانية :سد القنوات العصبية -:
وفيها ينتقي لذلك عقار مثل عقار النالتركسون يتولى اإلشراف على إعطائه للحالة
بجرعات محددة وعلى فترات محددة ويتلخص تأثير النالتركسون في سد المستقبالت
العصبية المعدة أساسا في مخ المدمن الستقبال األفيون أو مشتقاته ،ثم توزيع آثارها
العصبية السلوكية في جسم المدمن ومعنى ذلك أن المدمن الذي يتناول النالتركسون
لن يتأثر باألفيون أو أي من مشتقاته إذا تعاطاه ما دام تأثير النالتركسون قائما،
ويستمر الطبيب في إعطاء هذا العقار حسب نظام محدد ولفترة محدودة حتى ينتهي
األمر بالمدمن إلى أن يعود بجسمه إلى حالة التوازن الفسيولوجي دون حاجة إلى
وجود األفيون أو مشتقاته ويصحب ذلك انتهاء اللهفة إلى المخدر.
143
المكون النفسي-:
توجد أساليب متعددة للعالج النفسي لحاالت اإلدمان على اختالف أنواعها ومن
أشهر العالجات النفسية الحديثة في الميدان ما يعرف بمجموعة العالجات السلوكية
لإلدمان وهذا العالج النفسي يستلزم درجة عالية من التعاون بين المدمن والمعالج
مع قدر من اإلجراءات العالجية المعقدة ومواظبة ومثابرة على تلقى هذا األجراء
لفترة زمنية تصل إلى عدة شهور تتبعها فترة أخرى وتمتد المتابعة فيها إلى بضع
سنوات بهدف التقويم الدوري والتدخل من حين آلخر للصياغة واالنعكاسات
المحتملة .
ومن طرق العالج السلوكي المشهورة في هذا الصدد طريقة (بودن) ويستغرق اجتياز
هذا العالج بضعة شهور ويمكن تطبيقه على مدمنين محتجزين داخل المصحات
كما يمكن تطبيقه على أساس نظام العيادة الخارجية وهو ما يشهد بمرونته ومن ثم
يعظم من فائدته .
144
.1اإلرشاد المهني .
.2قياس االستعدادات المهنية .
.3التوجيه المهني و التدريب.
145
146
الفصل السادس
مشكالت تعاطي المخدرات في بعض دول الخليج
147
148
الفصل السادس
مشكالت تعاطي المخدرات في بعض دول الخليج
149
واذا كان تعاطي الكبار للمخدرات تمثل ظاهرة خطيرة فإن تعاطي الشباب يمثل
كارثة للمجتمعات حيث تمثل تلك الفئة رأس المال البشري الذي تعتمد عليها
المجتمعات في تنميتها وتطورها وتقدمها .إن شباب الجامعة هم صفوة الشباب وعيا
وادراكا لطبيعة التفاعل االجتماعي واأليديولوجية السائدة في المجتمع ،والشك أن
الكشف عن اتجاهات الشباب نحو المخدرات واإلدمان ذا أهمية خاصة ،وذلك ألن
هناك عالقة بين االتجاهات التي يعبر عنها الشباب وبين سلوكهم الحالي
والمستقبلي ،كما أن االتجاهات التي يكونها الشباب تشكل القاعدة لفهم وتفسير
الحوادث والقضايا االجتماعية والسياسية المعاصرة والمستقبلية (فهمي.)2990،
150
األحداث والمسجونين :وكانت غالبيتهم من الذكور بنسبة 04في المائة
و %46إناث.
وبالنسبة للدخل رأى بنسبة %73من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري كاف
مقابل % 22أروا العكس.
151
%155من عينة المعتمدين على المخدرات .
أشار % 30من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد
المخدرات
أما فيما يتعلق بماهية هذه البرامج والحمالت ،ومدى مساهمتها في ابتعاد
الشباب عن تجريب المخدرات سوف نتطرق لذلك بالشرح التفصيلي الحقاً
عند صدور الدراسة.
أن أهم مصدر لمعرفتهم بها التلفزيون بنسبة .% 07
152
بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور بنسبة % 02واإلناث
بنسبة .% 43
وبالنسبة للدخل رأى بنسبة % 79من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري
كاف مقابل %21أروا العكس .
153
وكانت أهم أسباب البدء في تعاطي المخدرات بالنسبة لعينة الشباب،
وبالترتيب هي:
154
oوالتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين أو التشبه
بالنساء عند المراهقات.
oوالتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها من االضطرابات
النفسية
oو عدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً .
والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في بداية األمر. o
oوالرغبة في نسيان المشكالت الشخصية.
oواإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع عن التعاطي.
oويليه عدم توفر الرعاية الالحقة ،ومشاركة األصدقاء.
oوأخي اًر ضعف الوازع الديني.
وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد االنقطاع،
وبالترتيب هي :
155
بسبب ضغط والحاح المكان أو الموقف المتواجد به.
وأخي اًر ضعف الوازع الديني.
وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخدرات،
أشار %23من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد
المخدرات ،ورأى % 70منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم.
وعن مدى المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته 36في المئة أن
لديهم معرفة عامة بالمخدرات ،وأن مصدر معرفتهم بها التلفزيون بنسبة ،% 09
يليه الصحف والمجالت بنسبة ،% 12واالنترنت بنسبة 9في المئة،
واألصدقاء بنسبة . % 6
بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم 065
بنسبة ،% 97.1واإلناث 17بنسبة ، % 2.9وبالنسبة للسن فإن الغالبية
من عينة المسجونين بالفئة العمرية
156
وبالنسبة للمستوى التعليمي:
كانت نسبة حملة الشهادة االبتدائية واقل .% 26
وكانت نسبة حملة الشهادة المتوسطة .% 37
و %21من حملة الشهادة الثانوية.
و % 3من خريجي التطبيقي.
و % 3جامعيين فأعلى.
وبالنسبة للدخل رأى بنسبة %66من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري
كاف مقابل %34أروا العكس .
المشكالت االجتماعية.
والتشبه بمجموعة من المتعاطين شكلوا بالنسبة للبادئ
الجديد .جماعة ضغط واغراء وتيسير.
ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية.
ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها من
االضطرابات النفسية.
وتاله البحث عن البهجة.
157
وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما
يشعر به المتعاطي.
ويليه تأثير وسائل اإلعالم.
وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي صغير
السن).
وضعف هيبة القانون بين الشباب في المجتمع.
وزيادة الكفاءة الجنسية.
ويليه االعتقاد بالشفاء من بعض األمراض.
وأخي اًر ضعف الوازع الديني.
وكما كانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات من
وجهة نظر المسجونين ،و بالترتيب هي:
مشاركة األصدقاء.
والرغبة في نسيان المشكالت الشخصية.
والتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها
من االضطرابات النفسية.
ويليه عدم توفر الرعاية الالحقة.
والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في بداية
األمر.
واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع عن
التعاطي.
ونبذ المجتمع لهذه الفئات ،وعدم احترام القانون أو
التقاعس في تطبيقه أحياناً.
وتاله زيادة الكفاءة الجنسية.
158
واالعتقاد بالنجاة من العقاب.
والتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين أو
التشبه بالنساء عند المراهقات.
وتاله ضعف الوازع الديني.
وأخي اًر معالجة بعض األمراض.
وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد
االنقطاع ،وبالترتيب هي:
في الدور التابعة إلدارة رعاية بلغ حجم عينة األحداث النزالء
األحداث 330نزيالً.
وبالنسبة للسن فإن الغالبية من عينة األحداث النزالء بالدور التابعة لرعاية
األحداث بالفئة العمرية
160
وبالنسبة للسؤال المتعلق عن سكنهم بغرفة مستقلة داخل المنزل :أجاب
منهم % 07أن لديهم غرفة خاصة بهم.
وبالنسبة للدخل :رأى بنسبة %31من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري كاف
مقابل %19أروا العكس.
161
وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما
يشعر به المتعاطي.
وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي
صغير السن).
واالعتقاد بالشفاء من بعض األمراض.
وأخي اًر زيادة الكفاءة الجنسية .
وكما كانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات
من وجهة نظر األحداث ،وبالترتيب هي:
ضعف الوازع الديني
ومشاركة األصدقاء
و عدم توفر الرعاية الالحقة
وعدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً
والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في
بداية األمر.
والرغبة في نسيان المشكالت الشخصية
واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع
عن التعاطي.
والتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها من
االضطرابات النفسية.
والتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين
أو التشبه بالنساء عند المراهقات.
ونبذ المجتمع لهذه الفئات ،واالعتقاد بالنجاة من
العقاب ،وزيادة الكفاءة الجنسية.
162
وأخي اًر معالجة بعض األمراض.
وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد
االنقطاع ،وبالترتيب هي :
163
وعن مدى المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته %97أن لديهم
معرفة بالمخدرات ،وأن مصدر معرفتهم بها التلفزيون بنسبة ،%61
األصدقاء بنسبة ،%16يليهم التجريب الشخصي بنسبة ،%11وأخي اًر
الصحف والمجالت . %9
أهم نتائج تطبيق الدراسة على عينة المعتمدين على المخدرات في
مركز اإلدمان:
بلغ حجم عينة المعتمدين على المخدرات 254معتمدا على المخدرات
من النزالء في مركز بيت التمويل الكويتي لعالج اإلدمان.
بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم
253بنسبة ،% 99.5وأنثى واحدة بنسبة .%0.5
وبالنسبة للسن يوضح الجدول السابق في عينة الدراسة اإلجمالية ،نجد
أن الغالبية من عينة المعتمدين على المخدرات
164
وبالنسبة للمستوى التعليمي:
البحث عن البهجة.
وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما
يشعر به المتعاطي
ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها
من االضطرابات النفسية
ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية
165
والتشبه بمجموعة من المتعاطين شكلوا بالنسبة
للبادئ الجديد جماعة ضغط واغراء وتيسير
والمشكالت االجتماعية
وضعف الوازع الديني
ويليه تأثير وسائل اإلعالم
وزيادة الكفاءة الجنسية
وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي
صغير السن)
وتاله االعتقاد بالشفاء من بعض األمراض.
وأخي اًر ضعف هيبة القانون بين الشباب.
وكانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات من وجهة نظر
المعتمدين على المخدرات ،وبالترتيب هي:
مشاركة األصدقاء
والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي
في بداية األمر
وثم التخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها
من االضطرابات النفسية
واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع
عن التعاطي
ويليه الرغبة في نسيان المشكالت الشخصية ،ونبذ
المجتمع لهذه الفئات
وعدم توفر الرعاية الالحقة
وتاله ضعف الوازع الديني
166
واالعتقاد بالنجاة من العقاب
عدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً
وزيادة الكفاءة الجنسية
وتاله معالجة بعض األمراض
و التشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند
المراهقين أو التشبه بالنساء عند المراهقات.
وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد االنقطاع،
وبالترتيب هي:
167
وأخي اًر عدم وجود رقابة أمنية متصلة تتابع
المتعافين عند خروجهم من السجن أو مركز عالج
اإلدمان.
وجاءت أهم وجهات نظر المعتمدين على المخدرات التي تتعلق بالعالج
من المخدرات ،وبالترتيب هي:
أنهم يشعرون بأن الكادر المعالج يعاملهم باحترام ،و يستطيعون أن
يتحدثوا مع كادر مركز عالج اإلدمان بكل صراحة
وجاء أخي اًر من اعتقدوا أن برامج اإليداع غير متوفرة وغير مفيدة
168
بدايتهم بالتعاطي بالمشاركة مع أصدقائهم الذين سعوا إلدخالهم في عالم
المخدرات.
169
أما وجهة نظر اإلناث فقد كانت األسباب متشابهة مع الذكور في الثالثة
األول فأصدقاء السوء حاز على نسبة ( )%37والتفكك األسري
( )%30،60وضعف الوازع الديني بنسبة ( )%65أما المرتبة الرابعة
والخامسة فقد كانت من نصيب ضعف الرقابة األسرية لألبناء بنسبة
( )%7،47وضعف التوعية اإلعالمية بإخطار المخدرات بنسبة
(.)%2،41
أما بالنسبة لطرق الوقاية من المخدرات من وجهة نظر الذكور فقد اتضح
أن زيادة برامج التوعية اإلعالمية قد احتلت المرتبة األولى فقد بلغت النسبة
( ،)%33يلي ذلك تقوية الوازع الديني بنسبة ( ،)%75.9االبتعاد عن
أصدقاء السوء بنسبة ( )%65.3ثم الرقابة والتوجيه السليم بنسبة ()%05
وفي المرتبة الخامسة شغل أوقات الفراغ ( ،)%40.3أما وجهة نظر اإلناث
فقد احتلت التنشئة االجتماعية الصحيحة لألبناء المرتبة األولى وذلك
بنسبة ( ،)%76.1ثم زيادة التوعية اإلعالمية بنسبة ( )63.3تقوية الوازع
الديني بنسبة ( )%64.0وبنسبة ( )%43.2لبند االبتعاد عن رفقاء السوء
أما شغل أوقات الفراغ فقد حاز على نسبة (.)%41.9
170
وتحددت المجموعة الثانية من السجن المركزي فيمن ليس لهم عالقة بتعاطي
المخدرات بلغ إجمالي حجمها 157سجيناً ،أما المجموعة الثالثة فتكونت عينتها
من المتعاطين خارج السجون حيث بلغ إجمالي حجمها أيضاً . 157
وقد توصلت الدراسة إلى أن بداية التعاطي لدى عينة البحث من المتعاطين كانت
في المرحلة العمرية من 25عاماً – 24عاماً ،وأن المستوى التعليمي لمتعاطي
المخدرات هو المستوى المتوسط ،وكانت في عينة غير المتعاطين هو المستوى
الجامعي ،أما عينة المدمنين فكانت عند المستوى الثانوي ،وتطرقت الدراسة إلى أن
األصدقاء هم السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات ،وهم مصدر رئيسي للحصول
عليها .
دراسة إدارة البحوث والدراسات وزارة الداخلية ( :)1995على عينة مكونة من 24
مسجوناً من السجن المركزي والتي هدفت إلى معرفة العوامل المؤثرة على تعاطي
الشباب للمخدرات ،واألساليب التي يتبعونها في التعاطي ،والطرائق المستخدمة في
الوقاية من المخدرات ،ومكافحتها وكشفت الدراسة أن أهم األسباب التي تؤدي إلى
تعاطي المخدرات ومكافحتها ،هي :الفشل الدراسي والمشاكل العائلية وسوء المعاملة
من قبل األسرة ،وغياب الوازع الديني ،وأن من أهم أسباب تعاطي الشباب للمخدرات
ألول مرة يتمثل في الرغبة في اقتحام التجربة والفرفشة والسفر إلى الدول التي تتوافر
فيها أنواع المخدرات ووفرة المادة المخدرة.
171
وبيان الحلول المناسبة للوصول إلى الجانب الوقائي من هذه الجرائم ،وتكونت عينة
البحث من نزالء رعاية األحداث ،وتوصلت إلى أن التجارب الحياتية المريرة تسبب
ارتفاعاً في نسبة جرائم العنف المرتكبة داخل دولة الكويت ،وأن تعاطي المخدرات
والمشروبات الكحولية يساهم في رفع معدل جرائم العنف في دولة الكويت ،وأن
جرائم العنف عند أصحاب الدخول المرتفعة أقل من أصحاب الدخول المتوسطة.
172
دراسة عفاف عبد المنعم ( :)1998والتي هدفت إلى الوقوف على مشكلة التعاطي
من النواحي النفسية واالجتماعية والعوامل المؤدية إلى انتشار اإلدمان أو التعاطي
على مجموعتين :األولى تجريبية من مدمني المخدرات وعددهم 43مشاركاً والثانية
ضابطة ليس لها عالقة بالمخدرات 43مشاركاً ،وتوصلت إلى أن انخفاض بعض
القدرات العقلية لدى المدمنين ،تمثلت في ضعف الذكاء ،وانخفاض القدرة على
التفكير االبتكاري ،والمرونة التلقائية والطالقة الفكرية ،كما تبين أن هناك عالقة
طردية بين انخفاض المستوى االجتماعي واالقتصادي وادمان المخدرات ،وأوضحت
أيضاَ وجود اضطرابات في التفكير وضعف في الذاكرة لدى المدمنين ،وحدوث
تدهور في األداء العام نتيجة الكسل واإلهمال إلى أن يفقد المدمن عمله.
173
جدول رقم ()1
توزيع عينة البحث من المسجونين وفقاً لنوع المخدر
الذي كانوا يتعاطونه قبل دخولهم السجن
النسبة العدد نوع المخدر
45.5 132 هيروين
36.4 166 حشيش
23.6 153 مؤثرات عقلية
111 456 إجمالي
174
يؤكد غالبية المسجونين في عينة البحث على أن مدمن المخدرات مريض يجب
عالجه بنسبة %93.4بينما تنخفض بشكل الفت أعداد ونسب المسجونين في
عينة البحث الذين يعتقدون في أن مدمن المخدرات مجرم يجب عقابه بنسبة
(. )%1.3
175
جدول رقم ()3
األسباب المؤثرة على تعاطي المخدرات من وجهة نظر المسجونين
المعنوية الترتيب
النسبة النسبة األهمية االنحراف المتوسط
حسب العوامــــــل
ال المتوسط المشاهدة النسبية المعياري المرجح
تساوي المرجح
()1.5
العوامل االجتماعية
5.235 5.403 21 %66.4 1.341 3.325 أصدقاء السوء
176
المعنوية الترتيب
النسبة النسبة األهمية االنحراف المتوسط
حسب العوامــــــل
ال المتوسط المشاهدة النسبية المعياري المرجح
تساوي المرجح
()1.5
5.533 5.427 24 %60.7 1.191 3.234 القيود االجتماعية
العوامل النفسية
5.562 5.064 12 %75.4 1.315 3.025 الهروب من
المشاكل النفسية
واالجتماعية
5.132 5.047 17 %69.5 1.5273 3.449 الشعور باالكتئاب
واليأس
5.55 5.335 1 %39.2 5.916 4.462 الرغبة في الهروب
من الواقع
5.55 5.203 33 %03.7 1.131 2.634 اإلحباط المتكرر
177
المعنوية الترتيب
النسبة النسبة األهمية االنحراف المتوسط
حسب العوامــــــل
ال المتوسط المشاهدة النسبية المعياري المرجح
تساوي المرجح
()1.5
5.553 5.455 32 %61.2 1.229 3.503 طول وقت الفرغ
العوامل اإلعالمية
5.55 5.313 2 %30.3 1.507 4.239 انتشار المخدرات
بالمجتمع سهولة
الحصول عليها
5.562 5.436 23 %63.3 1.210 3.191 ضعف التوعية
اإلعالمية بأخطار
ومضار المخدرات
178
المعنوية الترتيب
النسبة النسبة األهمية االنحراف المتوسط
حسب العوامــــــل
ال المتوسط المشاهدة النسبية المعياري المرجح
تساوي المرجح
()1.5
5.142 5.44 23 %66.55 1.117 3.352 كثرة السفر إلى
الخارج
5.55 5.311 30.0 %03.0 1.217 2.99 مشاهدة األفالم
التي تتحدث عن
المخدرات
5.55 5.311 30.0 % 03.0 1.217 2.924 االنفتاح على العالم
عبر قنوات فضائية
5.553 5.655 0 %70.3 1.202 3.791 عدم وجود الرقابة
من األهل على
القنوات الفضائية
179
وبحساب المتوسط المرجح واالنحراف المعياري واألهمية النسبية لكل عامل ترتب
ترتيباً تنازلياً اتضح ما يلي:
)2بالنسبة لترتيب العوامل االقتصادية :كثرة العمالة األجنبية وفرة المال والترف
والسعي وراء الربح السريع والبطالة والفقر.
180
.1أظهرت الدراسة عدم وجود عالقة بين المتغيرات الديموغرافية (الحالة
االجتماعية ،عدد الزوجات ،تعليم الزوج ،تعليم الزوجة ،عمل الزوج ،عمل
الزوجة ،العمر ،الدخل الشهري) والعوامل االجتماعية المؤدية إلى تعاطي
المخدرات.
والنتيجة العامة لذلك :هو أنه ال توجد عالقة بين المتغيرات الديموغرافية للمسجونين
في عينة البحث والمحكوم عليهم في قضايا تعاطي المخدرات والعوامل المؤدية إلى
تعاطي المخدرات
181
توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات اقترحتها كالتالي:
.1االهتمام بالبرامج الوقائية لمكافحة تعاطي المخدرات من خالل وسائل اإلعالم
والمؤسسات المسئولة عن التنشئة االجتماعية كدور العبادة والمدارس
والجامعات بزيادة التوعية اإلعالمية وتقوية الوازع الديني وزيادة برامج التوعية
بأضرار ومخاطر المخدرات وكيفية شغل أوقات الفراغ بما يعود على النشء
بالفائدة.
.2االهتمام بمساعدة األسرة على القيام بدورها في نشر الوعي الثقافي بها
والمحافظة على استقرارها من خالل دعم البرامج األسرية وقيام األسرة بدورها
في توعية األبناء بكل ما يتعلق بالمخدرات والمسكرات وأضرارها وتوجيه األبناء
الختيار أصدقائهم واالستماع لما يكون لدى األبناء من مشكالت حتى ال
يقعون فريسة ألصدقاء السوء الذين يدفعوهم للوقوع في مشكلة التعاطي ألي
نوع من المخدرات .
.3االهتمام بتنشئة األبناء تنشئة دينية وفقاً لتعاليم ديننا اإلسالمي وقيمنا العربية
األصيلة وتوعية مداركهم لما يوفره الدين من سند وأمن ذاتي للفرد ويحمه من
المخدرات وغيرها من المؤثرات الحياتية الخطرة على مستقبله.
.4توفير المؤسسات العالجية في كافة مناطق المجتمع الكويتي للمساهمة في
اكتشاف حاالت التعاطي واإلدمان في بدايتها وتأهيل المتعاطين لمساعدتهم
في التخلص من المشكالت التي يقعون فيها نتيجة لتعاطيهم للمخدرات.
.0العمل على تدعيم جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالكويت وتوفير
اإلمكانات المادية والبشرية لقيامها بدورها الوقائي والعالجي التنموي في إطار
سياسة قومية للحد من انتشار تعاطي المخدرات بوجه عام في المجتمع
الرتباطها بعدد من المشكالت الخطيرة والمدمرة للمدمن وألسرته بل وللمجتمع
بوجه عام .
182
ثانياً :مشكلة تعاطي المخدرات في المملكة العربية السعودية
في العاشر من مارس من سنة ( )2559نشرت المفوضية األوروبية تقريرها
عن أسواق المخدرات في العالم .وقد بين هذا التقرير أن جهودا كبيرة بذلت على
مدى السنوات العشر الماضية لمكافحة المخدرات :فقد وضعت سياسات كاملة
لمكافحة المخدرات على مستوى العالم ،وكثفت الجهود لمساعدة متعاطي المخدرات
واعتمدت تدابير أكثر صرامة ضد تجار المخدرات ،ولكن النتائج كانت مخيبة
لآلمال إلى حد كبير ( )2009،European Commessionحيث لم تحو الدراسة
التي استند إليها هذا التقرير أي عنصر يظهر تراجع مشكلة المخدرات على مستوى
العالم في الفترة من 1993م 2557-وبصفة عامة فقد تحسن الوضع بشكل طفيف
بعض البلدان األكثر غنى في العالم ،ولكنه ازداد سوءاً في بعض البلدان األخرى
إلى حد كبير خصوصاً في بعض البلدان النامية أو التي تعيش مرحلة إنتقالية.
ويؤكد هذا التقرير أنه إضافة إلى أن ظاهرة المخدرات العالمية لم يط أر عليها تحسن
منذ ،1998فإنها أصبحت أكثر تعقيداً في أكثر البلدان الغربية :حيث انخفضت
أسعار المخدرات بنسبة تتراوح بين 15و %35رغم تشديد العقوبات لبائعي
المخدرات مثل الهيروين أو الكوكايين.
كل المؤشرات تدل على أن الحصول على المخدر أصبح أكثر سهولة:
أصبح تعاطي القنب في أوساط الشباب في بعض البالد الغربية شائعا إلى حد أن
نحو %05من أولئك الذين ولدوا بعد عام 1935م ،جربوا القنب على األقل مرة في
حياتهم ،رغم أن الغالبية منهم يتوقف عن تعاطيه بعد أول سني البلوغ.
183
ولم تعد مشكلة المخدرات مقصورة على شريحة معينة مكن المجتمع تتسم بعمر
معين وبمستوى ثقافي محدود ،بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة تعاني منها كل
شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها ،وقد تنادت الدول والمنظمات الدولية لمحاربة
هذا العضال ،واستخدمت في ذلك أساليب متنوعة :شملت تحريمها دولياً ،واعتبار
بيعها أو ترويجها أو تعاطيها مخالفة يستحق عليها الجاني العقاب الذي قد يصل
إلى اإلعدام في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية ،كما حرصت كثي اًر من
المؤسسات التثقيفية على السعي الحثيث نحو نشر الوعي حول أخطار هذه اآلفة
ومضارها على الفرد والمجتمع والدولة.
ووفق تقرير األمم المتحدة لعام ( )2553عن ظاهرة المخدرات وصل عدد
المتعاطين للمخدرات على مستوى العالم إلى ( )253ماليين مدمن ومستخدم
ومتعاط للمخدرات في أنحاء المعمورة (الجدول رقم )1ويتركز التعاطي لدى
المراهقين من الجنسين الذين وقعوا ضحايا هذه الظاهرة ،كما بلغ حجم االستثمار
العالمي لتجارة المخدرات قرابة ( )055بليون دوالر سنوياً .
وأصبحت تجارة المخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم ،أي تشكل
ما بين ( )%15-9من حجم التجارة العالمية – بعد تجارة النفط والسالح ،وهذا
المؤشر يوضح أن المخدرات أصبحت خط اًر عالمياً ،وتحتاج إلى تضافر جميع
الجهود في مواجهتها.
184
الجدول رقم ( )4يبين عدد المتعاطين في العالم
250.555.555مدمن 2550/2554م
255.555.555مدمن 2556/2550م
253.555.5555مدمن 2557/2556م
واقع مشكلة المخدرات في دول الخليج العربي بصفة عامة والسعودية بصفة
خاصة:
واقع األمر أن دول الخليج العربي مثلها مثل كثير من دول العالم عرضه للتعرض
لهجمة شرسة من (أباطرة وتجار ومروجي المخدرات بكافة أنواعها).
-نتيجة للطفرة المالية التي حدثت في دول الخليج العربي والتي جعلت منها
سوقاً مفتوحة لكثير من الجنسيات ،والتي استغل بعضها هذه الوضع (تعدد
الجنسيات ومن أماكن متعددة من العالم) في ترويج المخدرات.
185
-إن الوفرة المالية في دول الخليج قد ساعدت الكثير من الشباب على السفر
إلى الخارج ،والذي يعد أحد أهم األسباب التي تقود إلى اإلدمان مع إمكانية
عرض بعض المروجين في تلك الدول التي سافروا إليها من عرض
المخدرات على هؤالء الشباب وربما كان هؤالء الشباب المسافرين إلى تلك
الدول في الخارج من المراهقين.
-وجود حمالت إعالمية مكثفة عبر وسائل اإلعالم المختلفة تهدف إلى
تبصير الجميع بأضرار المخدرات.
-قيام مؤسسات رعاية الشباب في عديد من دول الخليج العربي بتنظيم ما
يسمى (بقافلة التوعية) تطوف عديد من المدن والمجتمعات السكانية
للتبصير بأضرار المخدرات (خاصة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات).
-نشر وسائل اإلعالم لمثل هذه العقوبات حتى تكون عبرة وردعاً لآلخرين أو
لكل من تسول له نفسه أن يسير على هذا الدرب.
-الماليين التي تنفق سنوياً على حمالت التوعية والوقاية ،أو البرامج
العالجية للمستشفيات المخصصة لعالج اإلدمان أو عنابرها الموجودة في
المستشفيات النفسية.
186
-رغم كل الجهود السابقة تسجل البيانات واإلحصاءات زيادة في اعداد
المتعاطين وانضمام فئات جديدة إلى التعاطي ،بل دخول مواد مخدرة جديدة
إلى سوق التعاطي.
-قيام العديد من دول الخليج العربي وبالطبع المملكة العربية السعودية سباقة
في هذا األمر -إلى تشكيل جهاز حكومي خاص هي اإلدارة العامة
لمكافحة المخدرات ،إضافة إلى تجنيد عدد من األجهزة لمساعدتها ونشر
الوعي الصحي على أساس أن غزو المخدرات يعد كارثة.
-أخي اًر توجد خصوصية تميز دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية
السعودية ،ووجود أماكن مقدسة للمسلمين ،يحتم دخول ماليين األشخاص
سنوياً إما ألداء العمرة (بمسمياتها المختلفة) أو ألداء فريضة الحد وال شك
أن (مافيا) المخدرات تنتهز هذه الفرص وتدس بعض عناصرها اإلجرامية
داخل هذه التجمعات منتهزين فرصة الزحام في بعض المواسم (خاصة
عمرة رمضان وموسم الحج) وتهريب المخدرات ،مما يحتم على رجال
األمن والمكافحة درجة قصوى من اليقظة واالستنفار إضافة إلى مواجهة
حيل مبتكرة ال حدود لها في التهريب والترويج( .محمد غانم)2554 ،
187
ولهذا فقد أصبحت مشكلة المخدرات مشكلة عالمية األبعاد ،تشغل الناس
في أنحاء الدنيا فعقدت ألجلها المؤتمرات ،وأقيمت لها الندوات ،وأبرمت
االتفاقيات بين الدول ،وقامت الهيئات والمنظمات لمكافحة وبخاصة حينما
تجاوزت المخدرات مفهوم الجريمة التقليدية لتصبح خط اًر يهدد األمن االجتماعي
في أغلب بلدان العالم المتقدمة والنامية (الزهراني ،دت)
ولقد بدأ التصدي العالمي المنظم للمخدرات منذ بدايات القرن العشرين حيث
عقد أول مؤتمر عالمي لمكافحة المخدرات بمدينة شنغهاي في الصين ،ولكن
على الرغم من استمرار كافة أنواع المكافحة إال أن انتشار المخدرات يزداد يوماً
بعد يوم ،وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي ترصد مثل هذه الظواهر
وتتابعها (الحقيل.)1996 ،
أما المملكة العربية السعودية فلم تكن تعرف المخدرات إلى وقت قريب حيث أكد
تقرير األمم المتحدة عام ،1970أن المخدرات في المجتمع السعودي غير
متداولة ،إال أنه نتيجة للثورة الثقافية في المواصالت واالتصاالت ولكون المملكة
مكان جذب لغير أهلها من القادمين للحج أو العمل ،والرتفاع دخل الفرد فيها
فقد أصبحت منطقة جذب لهذه اآلفة (الجهني)1997،
188
الدراسة الحالية وتم إجراء الدراسة الميدانية على المتعاطين والمقيمين في
مجمعات األمل بالمملكة والمتعالجين في مجموعات البرامج التأهيلية في كل من
(الرياض-جدة-مكة المكرمة -القصيم – حفر الباطن -الدمام –المدينة
المنورة).
أما بالنسبة لتغير المرحلة فقد اتضح من نتائج الد ارسة بأن نسبة %2،46من
إجمالي عينة الدراسة ال تعمل وهي نسبة عالية ،وخاصة وأن السن قد بلغ
32عاماً ،ونسبة الشباب أقل من 25عاماً مما يؤكد أن البطالة وعدم توفر
العمل يعتبر سبباً في تعاطي المخدرات.
189
تحسين وممارسة دورهم في هذا المجال ،فإنهم يعتقدون ان وضعهم الراهن
واعدادهم الحالي ال يمكنهم من ممارسة دورهم بفاعلية في هذا المجال ،ويعزون
ذلك إلى نقص في اإلعداد العلمي ونقص الخبرة العملية بموضوع الوقاية بصفة
عامة ومن المخدرات بصفة خاصة ،وهو ما يحتم ضرورة إعادة النظر في
إعداد وتأهيل هؤالء المرشدين ،ووضع البرامج والدورات التدريبية المناسبة
لمساعدتهم في المشاركة في جهود الوقاية داخل نطاق عملهم ،وكذلك النظر
في إعداد المرشدين الجدد الذين لم يلتحقوا بالعمل فيما بعد ،بحيث يصبح
إعدادهم للمساهمة في مجال الوقاية من تعاطي المخدرات جزءاً ال يتج أز من
إعدادهم وتأهيلهم المهني.
التعرف على أهم الوسائل المستخدمة للتعامل مع الطالب الذين تبدو عليهم
آثار استخدام المخدرات.
التعرف على األوقات التي يكثر فيها وضوح آثار المخدرات على الطالب.
التعرف على المواد المخدرة األكثر شيوعاً بين الطالب في حالة ظهور آثار
المخدرات عليهم.
190
وقد اعتمدت الدراسة عل المنهج الوصفي التحليلي ،وذلك لوصف الواقع عن
طريق استفتاء أفراد البحث وتحليل استجاباتهم التي تصف المشكلة ويتناسب هذا
المنهج وطبيعة مشكلة البحث.
وقد تكون مجتمع الدراسة من جميع مديري المدارس الثانوية العامة والحكومية
باإلدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض ،وعددهم ( 76مدي اًر) (إدارة التربية
والتعليم بالرياض)2557،
وقد تكونت عينة الدراسة من نصف مجتمع الدراسة عشوائياً ليتم تطبيق أداة
الدراسة عليهم ،وقد وزعت أداة الدراسة على مديري المدارس الثانوية التي تم
مركز اإلشراف التربوي بالرياض (تسعة
اختيارهم بحيث تكون العينة موزعة على ا
مراكز) وقد تم توزيع ( )33استفتاء أعيد منها ( )29وتم استبعاد( )3لعدم
صالحيتها للتحليل ليبقى العدد ( )26استفتاء لعينة البحث.
وقد اعتمدت الدراسة على االستفتاء كأداة للدراسة وقد توصلت نتائج الدراسة
الحالية إلى :أن األساليب المستخدمة في المدارس الثانوية بمنطقة الرياض في
التوعية بأضرار المخدرات جاءت بالترتيب التالي-:
191
المتوسط
الترتيب األسلوب م
الحسابي
15 53.1 استخدام برامج الحاسب اآللي في التوعية. 1
12مكرر 30.1 استخدام اإلنترنت المباشر 2
3 73.1 عرض أفالم الوثائقية 3
14 07.1 4استخدام البث المباشر من القنوات الفضائية
2 34.2 التعامل مع الطالب بالصداقة واألخوة 0
المتوسط
الترتيب األسلوب م
الحسابي
1 73.2 توجيه الطالب الفردي ونصحه 1
2 35.2 إبالغ ولي أمره 2
4 42.1 تحويله إلى مستشفى األمل 3
0 31.1 إبالغ الشرطة 4
3 58.1 عالجه في المدرسة 0
192
المتوسط
الترتيب األسلوب م
الحسابي
3 1.69 مدير المدرسة 1
أما فيما يتعلق بترتيب المواد المخدرة األكثر شيوعاً بين الطالب في حالة
ظهور آثار المخدرات عليهم فكانت كالتالي:
المتوسط
الترتيب المادة المخدرة م
الحسابي
1 14 الكبتاجون 1
193
كذلك أفادت إجابات الدراسة على السؤال المتعلق بالمالحظات التي أبدوها
حول المخدرات في المدارس الثانوية بمنطقة الرياض كالتالي-:
194
.4إقامة الدورات التدريبية للمرشدين الطالبيين في المدارس الثانوية للتعرف
على آثار تعاطي المخدرات على الطالب.
.0اإلفادة من المنهج الدراسي لعرض أضرار المخدرات في مواد التربية
الوطنية والتعبير ،وغيرها.
.6إدخال مفاهيم صحية خالل المناهج الدراسية لتحقيق الصحة السلوكية.
.7التعاون مع أولياء أمور الطالب في مواجهة هذا الداء وطرح هذه المواضيع
في المجالس المدرسية ومجالس اآلباء والمعلمين.
.3تغيير نظام االختبارات الحالي بنظام آخر يحفظ الطالب داخل المدارس
لحين نهاية اليوم الدراسي المعتاد في األيام العادية.
195
ثالثا :مشكلة تعاطي المخدرات في دولة األمارات العربية المتحدة:
في الواقع أن العوامل التي تساعد على انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في اإلمارات
تتداخل وتتشابك ،ومن الخطأ إرجاعها إلى سبب واحد فمنها ما يعود للدولة ومنها ما
يعود للفرد نفسه وللبيئة التي يقطنها ،ولعل من أهم العوامل الموقع االستراتيجي
للدولة وقربها من الدول المصدرة والمنتجة للمخدرات ،وطول سواحلها ،وكذلك لدي
تعدد المناطق الجبلية والبحرية وضعف الرقابة على هذه المناطق إلى تسهيل األمر
على المهربين في إدخال المخدرات إلى الدولة.
أما األسباب التي قد تعود للفرد نفسه فهي متجددة منها ضعف الوازع الديني والفراغ
وضعف الشخصية التي يسهل التأثير عليها ،ومصاحبة أصدقاء السوء والفضول
وحب التقليد فبعض المراهقين يحاولون تقليد الكبار في أفعالهم مثل التدخين
وتعاطي المخدرات اعتقادا منهم أنه من خالل ذلك يمكن إثبات رجولتهم ،واألمر
الذي يساعدهم في ذلك توفر المال لديهم مع توفر المادة المخدرة في السوق.
196
وللمشكالت االجتماعية التي يعيشها الفرد دور في دفعة إلى التعاطي اعتقادا منه
بأن المخدرات تساعد في نسيان مشاكله وهمومه وأيضاً يعتقد بعض الشباب أن
المخدرات تساعد على زيادة القدرة الجنسية وتزيد القدرة على االستذكار والتحصيل
والتركيز من خالل تناول بعض المنبهات مثل حبوب (الكبتاجون و اإلمفيتامين)،
التي تقلل الحاجة إلى النوم.
-1مصادر المعلومات:
تبين أن لدى الطلبة من كال الجنسين علم ومعرفة بأنواع المخدرات ابتداء
بالهيروين والحشيش واألفيون والكوكايين ،باإلضافة إلى اعتبار كل الجنسين أن
الغراء تعد مادة مخدرة وأيضاً الحبوب المنومة.
والمالحظ وجود فروق واضحة لصالح الذكور عن اإلناث ويعزي السبب في ذلك
إلى تعدد مصادر معلومات الذكور بسبب انفتاحهم على الحياة االجتماعية بشكل
أكبر مما هو متاح لإلناث.
197
-3المعرفة بمصدر حصول المتعاطين على المخدرات:
بينت النتائج أن نسبة ( )14.0من الذكور يعرفون زميالً لهم يتعاط في المدرسة،
وقد ارتفعت النسبة إلى ( )37عند سؤالهم عن معرفتهم بأفراد يتعاطون خارج
المدرسة ،وانخفضت النسبة لدى اإلناث بالنسبة لمعرفتهم بزميلة تتعاط داخل
المدرسة ولكن ارتفعت النسبة في حالة معرفتهم بأفراد يتعاطون خارج المدرسة ،وقد
أجاب بنسبة ( )29من الذكور بأن هناك مشكلة تعاطي في المدرسة بينما أجابت
( )11من اإلناث باإليجاب على هذا السؤال .
-5أسباب التعاطي:
أ – أسباب تتعلق باألسرة :ارتفعت نسبة موافقة كال الجنسين على إن أسلوب
التدليل الزائد يدفع بالفرد إلى تعاطي المخدرات ،وفي المرتبة الثانية طالق األم
كسبب من أسباب التعاطي ،وفي المرتبة الثالثة تعاطي أحد أفراد األسرة للمخدر.
وتتقارب النسب في تعدد الزوجات ووفاة أحد الوالدين لدى الجنسين ،ولكن يوجد فرق
واضح يكاد يصل إلى الضعف بين نسب الذكور واإلناث في الخالفات العائلية
198
وكذلك وجد الفرق في تغيب األب عن المنزل ،وقد ترجع هذه الفروق بين كال
الجنسين إلى قرب اإلناث من األسرة واطالعهن على قضاياها .
ب – أسباب تتعلق بالمجتمع :احتل أصدقاء السوء أعلي النسب من حيث األسباب
التي تدفع بالفرد إلى التعاطي ،وفي المرتبة الثانية توفر المال ،ثم وقت الفراغ وجاء
في المرتبة الرابعة سهولة الحصول علي المخدر وبعدها الرغبة في التجريب والمرتبة
األخيرة اإلصابة بالمرض والفشل الدراسي.
هناك عدة مشكالت تنتج عن التعاطي منها المشاكل األسرية في المرتبة األولي
وانحراف الزمالء ،أما فقدان فرص العمل فقد احتل المرتبة الثالثة ثم اإلساءة لسمعة
العائلة ،والتأخر الدراسي ،وجاء في المرتبة األخيرة تدهور صحة المتعاطي.
-موقف الطلبة من المتعاطين :بلغت نسبة نصح المدمن بالعالج المرتبة األولى
ثم نصحه بااللتزام بالدين ونصحه بالتوقف عن التعاطي.
-نظرة الطلبة للمتعاطي :كانت نظرة أغلبية الطلبة لمتعاطي المخدرات أنه شخص
مريض يحتاج إلى العالج .ويلي ذلك بأنه محتاج إلى تقديم المساعدة وفي المرتبة
الثالثة ينظر الطلبة إلى المتعاطي نظرة عطف وشفقة ،أما التجنب واالزدراء فقد
حا از على المرتبة األخيرة.
199
دراسة النعيمي وآخرون ( :)1997حول مدى انتشار المواد المؤثرة في األعصاب
في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،والتي طبقت علي ( )1094طالباً وطالبة من
مختلف المراحل التعليمية في الدولة ،كانت نتائج الدراسة كالتالي :
– الذكور غير مواطنين أكثر الفئات تدخيناً للسجائر وشربا للكحوليات واإلناث
المواطنات األكثر تعاطياً للمهدئات والمنومات ،بالنسبة للمنشطات وتعاطي الشيشة
والمخدرات كانت بنسبة أكبر بين فئة الذكور المواطنين.
– تدخين السجائر أعلى لدى طالب التقنية من مراحل اإلعدادي والثانوي والجامعي
وتليه مرحلة الثانوي ،وتبين أن إناث المرحلة الثانوية أكثر تدخيناً للسجائر ،بينما
توصلت الدراسة كذلك إلى أن ذكور المرحلة الثانوية يشيع لديهم تعاطي المهدئات
ويليهم المرحلة اإلعدادية ثم الجامعية ،وبالنسبة لإلناث فالمهدئات تنتشر في المرحلة
الثانوية .أما المنشطات فهي تنتشر عند ذكور المرحلة الثانوية وبالنسبة لإلناث
تنتشر عند المرحلة اإلعدادية ،أما إناث الثانوية لديهن تعاطي المنومات وكذلك
بالنسبة للذكور باإلضافة إلى طالب الجامعة.
أما الفئات التي جربت تعاطي المخدرات فتأتي في المرحلة األولي ذكور اإلعدادي
ثم الجامعة ثم الثانوي ،وبالنسبة لإلناث فأكثر الفئات تركزت في المرحلة اإلعدادية.
أما تجربة شرب الكحوليات فقد شاعت بين ذكور الثانوي فالجامعة ثم اإلعداد
وتنعدم التجربة عند ذكور التقنية ،أما اإلناث الالتي جربن شرب الكحوليات فوجد أن
إناث التقنية أعلى الفئات تليها الثانوية فاإلعدادية.
200
– بالنسبة لعمر بدء التعاطي توصلت الدراسة إلى أن أفراد العينة الكلية قد جربوا
الكحوليات والمخدرات في سن مبكرة ( )13سنة ،وتأخر سن تعاطي المنومات إلى
( )10سنة.
-اتضح أن أكثر مناسبات التدخين للسجائر والشيشة ،عندما يكون الفرد بصحبة
أصدقائه ثم للتجربة ثم في حفلة أو رحلة ،أما أكثر المناسبات تعاطي األدوية
المهدئة والمنشطة والمنومة هي اآلالم الجسمية التي يعاني منها أفراد العينة األرق
وكثرة السهر فالتعرض للضغوط النفسية أو االجتماعية.
– تبين أن أهم أسباب التوقف عن تعاطي المخدرات هو أنها ضارة صحيا وألسباب
دينية ،أما التوقف عن تعاطي األدوية فأسبابه زوال سبب تعاطيها ألول مرة ثم
الخوف من اإلدمان عليها ،وبالنسبة للتوقف شرب الكحوليات يرجع إلى نصح
اآلخرين بالتوقف عن تعاطيها وألسباب دينية ،أما أسباب االستمرار في التعاطي
فهي عدم زوال األسباب التي أدت إلى تعاطيها ألول مرة وكذلك الشعور بالراحة.
-بالنسبة لسعي أفراد العينة وكيفية الحصول علي المواد المخدرة تبين أن
( )%40.1من متعاطي األدوية سعوا بأنفسهم إلى تعاطيها مقابل ( )%04.9قدم
لهم بواسطة أفراد وأقر ( )%25من متعاطي المخدرات أنهم سعوا إليها بأنفسهم في
مقابل ( )%35قدم لهم بواسطة أحد األفراد ،وبالنسبة للكحوليات أقر ( )%40أنهم
سعوا إليها بأنفسهم في مقابل ( )%00قدمت لهم من قبل أحد األشخاص .
201
-بالنسبة لكمية التعاطي تبين أن ( )%23.4من متعاطي األدوية (مهدئات –
منشطات – منومات) يتعاطونها بانتظام يومي ن مقابل ( )%47.4يتعاطونها كل
أسبوع فقط و ( )%24.2كل شهر.
– توصلت الدراسة إلى أن مصادر سماع أفراد العينة عن المواد المؤثرة في
األعصاب كانت من خالل اإلذاعة التلفزيون ثم الصحف والمجالت فاألصدقاء
فاألقارب.
أما مصادر الرؤية فهي الفنادق والصيدليات ثم األقارب وأخي ار الجيران (النعيمي
وكمالي)1997 ،
* التعرف علي واقع المخدرات بالجامعة من خالل مصادر حصول الطالب علي
المخدرات ،أماكن التعاطي واألسباب التي تدفع بهم إلى ذلك باإلضافة إلى معرفة
موقف الطلبة من المتعاطي وعملية التعاطي وأيضاً محاولة المبحوث تجربة
المخدرات ومدى مساهمة الطلبة بأنشطة تساهم في التقليل من حدة المشكلة .
202
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج منها:
* احتلت المرحلة اإلعدادية المرتبة األولى في حصول المبحوث علي معلومات عن
المخدرات.
* تبين أن الهيروين أكثر أنواع المخدرات انتشا اًر بين الطلبة ،وأن أكثر طرق
التعاطي المتبعة هي الحقن
* هذا باإلضافة إلى العديد من النتائج الهامة التي توصلت إليها الدراسة والتي
يجب أن تؤخذ بعين االعتبار من قبل المسئولين.
وقد تناولت هذه الدراسة مشكلة سوء استخدام المؤثرات العقلية (مشكلة
المخدرات) ،عالمياً وعربياً ومحلياً ،خصص الجزء النظري منها لدراسة أنواع
المخدرات وأماكن إنتاجها وتأثيرها علي المتعاطين جسدياً ونفسياً واجتماعيا
واألضرار الناجمة عنها المتعلقة بالفرد المتعاطي أو أسرته والمجتمع المحيط به.
203
وإلظهار حجم المشكلة عالمياً وعربياً تناولت الدراسة وجهة نظر الخبراء
العاملين في مجال مكافحة سوء استخدام المؤثرات العقلية وبينت من خالل الجداول
اإلحصائية حجم هذه المشكلة وتطورها خالل الفترة الماضية.
وانصب الجانب التطبيقي للدراسة على حجم مشكلة المخدرات في دولة األمارات
العربية المتحدة والتطور التاريخي والكمي لهذه المشكلة ،حيث بينت الدراسة بالتحليل
اإلحصائي الوصفي حجم هذه الجرائم ومرتكبيها وتصنيفها والكميات المضبوطة
وذلك خالل الفترة من عام 1974م إلى عام 2551م .
وخلصت الدراسة إلى إن هناك ارتفاع مضطرد في عدد جرائم المخدرات في
دولة اإلمارات العربية المتحد ،وأحتل المواطنون المرتبة األولي بعدد جرائم
المخدرات ،شكلت جرائم التعاطي ما يقارب من نصف هذه الجرائم .يليهم في المرتبة
الث انية اإليرانيون ثم الباكستانيون ،وتركزت جرائمهم علي االتجار والتهريب ولخصت
الدراسة كذلك إلى أن الموقع الجغرافي لدولة اإلمارات المجاور لدول المثلث الذهبي
والهالل الذهبي في آسيا مناطق إنتاج المخدرات والوفرة االقتصادية يجعل منها هدفاً
مهماً لتجار المخدرات.
204
وفيما يلي عرض لمظاهر انتشار ظاهرة المخدرات بالدولة بناء على البيانات
الصادرة عن و ازرة الداخلية بدولة اإلمارات وأقتصر التحليل على الفترة (– 1993
)2552والذي سيتم من خالله تناول النقاط التالية:
205
جدول ( )5قضايا المخدرات بالدولة حسب اإلمارات 2112-1998
التقرير الجنائي السنوي – اإلدارة العامة لألمن الجنائي ،وزارة الداخلية
السنوات
2112 2111 2111 1999 1998
اإلمارة
زادت قضايا المخدرات المضبوطة منذ عام 93والتي بلغت ( )362قضية إلى
( )1554في عام ،2552وقد يرجع السبب في هذه الزيادة إلى تكثيف الجهود
المبذولة من قبل رجال المكافحة للقضاء علي هذه اآلفة ،وأيضاً زيادة عدد
المتعاطين والمروجين للمخدرات ،وذلك يوضح الجدول (.)6
206
جدول ()6
قضايا المخدرات بالدولة حسب اإلمارة من 2112 – 1998
السنوات
2112 2111 2111 1999 1998
القضايا
397 437 313 203 156 تهريب وحيازة
144 142 139 71 70 اتجار وترويج
440 423 242 106 141 تعاطي
استنشاق مواد
16 14 27 46 45
متطايرة
2 2 1 - - زراعة
207
أما بالنسبة لألجانب المتورطين في قضايا المخدرات فقد بلغ عددهم ()2039
شخص بنسبة %44.6ففي عام 1993بلغ عددهم ( )206شخصاً وزاد إلى
( )663في عام 2551بزيادة وقدرها ( )457أشخاص ثم قل إلى ( )603في عام
2552بفارق وقدره خمسة أشخاص وتشير اإلحصاءات إلى أن أغلب األجانب
المخدرات متهمين بالتهريب والجلب والترويج للمخدرات بين فئة الشباب المواطنين ،
ويتضح ذلك من الجدول رقم ( )7المتورطين في قضايا المخدرات.
جدول ()7
المتهمون في قضايا المخدرات حسب الجنسية من 2112 –1998
المجمو السنوات
النسبة 2112 2111 2111 1999 1998
ع الجنسية
%44 2056 665 726 467 343 350 مواطنون
%11.2 437 144 166 137 90 90 عرب
%44.6 2039 603 663 007 450 206 أجانب
بلغ إجمالي عدد المتهمين في قضايا المخدرات طبقاً للفئة العمرية من ()25 – 10
سنة ( )473شخصاً بنسبة %3وزاد العدد من ( )71في عام 1993إلى ()129
شخصاً في عام ،2552وذلك بزيادة ( )03شخصاً .
208
كما بلغ إجمالي عدد المتهمين في قضايا المخدرات للفئة العمرية من ()35 – 21
سنة ( )2703شخصاً بنسبة %46فقد كان عدد المتهمين في عام )373( 1993
شخصاً ثم أرتفع إلى ( )713شخصاً في 2551أي بزيادة وقدرها ( )345شخص
ثم عاد وانخفض قليالً وبلغ ( )715بفارق ثمانية أشخاص فقط في عام ،2552أما
الذين يندرجون تحت الفئة العمرية (أكثر من )35سنة فقد بلغ إجمالي عددهم
( )2093شخصاً ففي عام 1993بلغ عددهم ( )275شخصاً ثم زاد إلى ()721
ومن الجدول األخير نجد أن نصف المتورطين في قضايا المخدرات بنسبة %46
من الشباب وفي الفئة العمرية ( )35-21والتي تتميز بالقدرة علي العطاء والتعلم
واإلنتاج وهذا يعد مؤش اًر خطي اًر الن المجتمع يعتمد علي الشباب في الكثير من
األمور التي تساهم في بناء الدولة ورقها واذا بقي األمر علي ما هو فإن ذلك سيؤثر
سلباً علي الدولة كما تبدو المشكلة في أن هناك نسبة %3من صغار السن يقعون
في الفئة العمرية ( )25-10سنة وهذا يعني أن ظاهرة المخدرات قد استفلحت في
مجتمع اإلمارات وأنها غدت ظاهرة شبابية بالدرجة األولي ،ويتضح ذلك من الجدول
رقم (. )3
209
جدول ()8
المتهمون في قضايا المخدرات حسب الجنسية من 2112 –1998
السنوات
النسبة 2112 2111 2111 1999 1998المجموع الفئة
العمرية
%3 473 129 116 37 70 71 25-10
%46 2703 715 713 063 334 373 35-21
%43 2093 721 692 022 333 275 أكثر من
35
%2 133 43 32 33 21 4 غير
معروف
%111 5962 1613 1558 1211 868 723 المجموع
210
المراجع والمصادر
-المراجع العربية:
-الجعفري ،ابتسام ( .)2552السائقون وظاهرة المخدرات (دراسة على عينة
من شباب السائقين).
211
-الشربيني ،إيمان طه ( .)2554المخدرات و اإلدمان و كيفية حدوثه و
تأثيراته و مشاكله .مجلة األمن العام ( المجلة العربية لعلوم الشرطة بو ازرة
الداخلية ،مصر).
212
المخدرات وخطورتها" ،مجلة األمن والقانون ،كلية شرطة دبي ،المجلد،2
العدد .2دبي.
213
والعقاقير .إدارة البحوث االجتماعية والجنائية مجلس الوزراء ،الكويت.
214
فهد األمنية ،الرياض ،السعودية).
215
-المجالس القومية المتخصصة ( )1930تقرير عن المخدرات في مصر.
القاهرة.
-المجلـ ــس القـ ــومي لمكافحـ ــة اإلدمـ ــان ( )2553التقريـ ــر السـ ــنوي–اسـ ــتراتيجية
قومية متكاملة لمكافحة المخدرات .القاهرة.
216
في أوساط الشباب – دراسة نفسية على هدى القران والسنة(من كتاب:
اإلدمان :إض ارره -نظريات تفسيره -عالجه -دراسة عبر ثقافية بين
المدمنين في مصر ودول الخليج العربي ،محمد حسن غانم؛ و محمود
السيد أبو النيل.)2550 ،
217
-سويف ،مصطفى ،وآخرون( )1994نماذج استعمال المخدرات بين الطالب
والعمال في مصر .المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية .القاهرة.
218
القاهرة :أكتوبر ،2554ص ص .334- 350
-و ازرة الداخلي ــة ( )2550التقري ــر الس ــنوي ل ــإلدارة العام ــة لمكافح ــة المخ ــدرات
اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات .القاهرة.
-و ازرة الداخلية :أسباب تعاطي الشباب للمخدرات وأضرارها (الكويت :اإلدارة
العامة للتخطيط والمعلومات.)1990 ،
-و ازرة الداخلية :بحث ميداني حول األسباب االجتماعية والنفسية الرتكاب
جرائم العنف في دولة الكويت (الكويت :إدارة البحوث والدراسات .)1996
219
:المراجع االنجليزية
- Bowker, J.B. : Education for Primary Prevention in So-
cial Work (N.Y.: Council on social Work Education ،
1983) pp. 2-4.
- Hess, L. Jason; R.; R.Felner (1987) Prevention : Toward
a Multi-Disciplinary Approach (N.Y : The Haworth
Press ،Inc. ،pp. 1-3.
- Schuckit, M. (1979) Drug and Alcohol Abus (N.Y.
:Plenum Medical Book co. p.3.
- Martin Bloom : Primary Prevention: The Possible Sci-
ence (N.J: Prentice Hall ،1981) pp. 303 – 304.
- El Nasr, Medhat M.Abo & Martin Read: "How Many
People should I Talk ? The classic Problem of Appropri-
ate Sample Size in Survey Size in survey Research" ،Re-
search Guide Series ،Social Research Unit ،series 4.
Univ. of Wales ،1991 ،pp. 1-10.
- Blum, Richard H. and others : The Role of the Family in
the Origin and Prevention of Drug Risk (Sam Francisco :
Jossey Bass ،1972) pp. 37- S.K. Chatterjee( 1987) Can
Demand for Illicit drugs Be Reduced? Journal of Narcot-
ics ،Vol. 39 ،No.2 ،pp. 309-310.
- Blum, Richard H. and others : The Role of the Family in
the Origin and Prevention of Drug Risk (Sam Francisco :
Jossey Bass ،1972) pp. 15-16.
- Chatterjee, S.K. (1987) Can Demand for Illicit drugs Be
Reduced? Journal of Narocotics ،Vol. 39 ،No.2 ،pp. 309-
310.
- WHO(1973) Drug and Alcohol Dependence (Geneva :
WHO Publications.
220
Further readings
3. Drugs and development: The global impact of drug use and traf-
ficking on social and economic development, Merrill Singer, Interna-
tional Journal of Drug Policy 19 (2008) 467–478.
9. The impact of drugs on family well-being. Drugnet Ireland, Issue 20, Winter
2006 . pp. 15-16., Keane, Martin.
10. Social Drugs and Breastfeeding Handling an issue that isn’t black &
white, Denise Fisher
MMidPrac, RN, IBCLC.
Bibliography:
11. Australian Institute of Health and Welfare. National Drug Strategy Household
Survey 1998. [Online]. Available:
http://www.aihw.gov.au/publications/health/ndshs98.html
12. Astley S, Little R 1990. Maternal marijuana use during lactation and infant de-
velopment at one year. Neurotoxicol teratol 2(12) 161-168
221
13. Cobo E, 1973. Effect of different doses of ethanol on the milk-ejecting reflex in
lactation women. Am J Obst Gynecol 115 817-821.
14. Hale T 1999. Medications and Mothers’ Milk 8th ed, Pharmasoft Medical Pub-
lishing, Texas
15. Howard C, Lawrence R 1998. Breast-feeding and drug exposure. Obs Gynec
Clin of Nth Am 25(1) 195-712.
16. Liston J 1998. Breastfeeding and the use of recreational drugs – alcoholism, caf-
feine, nicotine andmarijuana. Br Review 6(2) 27-30.
17. Little RE 1989. Maternal alcohol use during breastfeeding and infant mental and
motor development at one year. New Engl J Med 321 425-430
18. MacMahon, J 1997. Perinatal Substance Abuse: The impact of reporting infants
to child protective services. Pediatrics 100(5) e1. Available:
http://www.pediatrics.org/
19. Makkai T, McAllister I 1998. Patterns of drug use in Australia 1985 – 1995. Na-
tional Drug Strategy [Online] Available:
http://www.health.gov.au/pubhlth/publicat/patterns.pdf
20. Maza P, et al 1998. Maternal Lifestyles Study. Caretaking environment and sta-
bility of substanceexposed infants at one month corrected age. An NY Acad Sc
846, 358-361.
21. Mennella J 1998. Short-term effects of maternal alcohol consumption on lacta-
tional performance. Alcohol Clin Exp Res, 22(7) 1389-1392.
22. Mennella J, Beauchamp G 1992. The transfer of alcohol to human milk. Br Re-
view 2(6) 286-290.
23. Minchin M 1991. Smoking and breastfeeding: An overview. J Hum Lact 7(4)
183-188.
24. Poinsett, PM re Bi-Valley Medical Clinic studies – personal communication
Schulte P 1995. Minimising alcohol exposure of the breastfed infant. J Hum
Lact 4(11) 317-319.
25. Wiemann C, DuBois J, Berenson A, 1998. Racial/Ethnic differences in the deci-
sion to breastfeed among adolescent mothers. Pediatrics 101(6) e11. Available:
http://www.pediatrics.org/
26. . Impact of adolescent drug use and social support on problems of young adults:
A longitudinal study.
Newcomb, Michael D.; Bentler, Peter M.
Journal of Abnormal Psychology, Vol 97(1), Feb 1988, 64-75. doi: 10.1037/0021-
843X.97.1.64
222