Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 222

‫المخدرات وآثارها النفسية واالجتماعية واالقتصادية‬

‫في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬

‫إعداد‬

‫الدكتور خالد حمد المهندي‬


‫وحدة الدراسات والبحوث‬
‫مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات‬
‫لمجلس التعاون لدول الخليج العربية‬

‫الدوحة – قطر‬
‫‪3102‬‬
2
3
4
‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪7‬‬ ‫تقديم‬

‫‪9‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪17‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪19‬‬ ‫خلفية تاريخية‬


‫‪23‬‬ ‫أوال‪ :‬المخدرات‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .1‬تعريفها‬
‫‪26‬‬ ‫‪ .2‬أنواع المخدرات‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .3‬طرق تعاطي المخدرات‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلدمان‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم اإلدمان‬
‫‪05‬‬ ‫‪ .2‬تعريف اإلدمان‬
‫‪03‬‬ ‫‪ .3‬مراحل اإلدمان‬
‫‪04‬‬ ‫‪ .4‬خصائص اإلدمان‬
‫‪04‬‬ ‫‪ .5‬أنواع اإلدمان‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األسباب المؤدية إلى تعاطي وادمان المخدرات‬
‫‪67‬‬ ‫أوالً‪ :‬األسباب التي تعود إلى الفرد‬
‫‪69‬‬ ‫ثانياً‪ :‬األسباب التي تعود إلى األسرة‬
‫‪72‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬األسباب التي تعود إلى المجتمع‬

‫‪5‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اآلثار واألضرار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات‬
‫‪77‬‬ ‫أوالً ‪ :‬اآلثار واألضرار العضوية‬
‫‪33‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اآلثار واألضرار النفسية‬
‫‪99‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬اآلثار واألضرار االجتماعية‬
‫‪152‬‬ ‫رابعا‪ :‬اآلثار واألضرار االقتصادية‬
‫‪150‬‬ ‫خامساً‪ :‬اآلثار واألضرار السياسية‬

‫‪157‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬المخدرات‪ :‬التأثيرات االجتماعية واالقتصادية والنفسية‬

‫‪131‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬أساليب الوقاية من تعاطي المخدرات وطرق العالج‬

‫‪133‬‬ ‫أوال‪ :‬أساليب الوقاية وطرق العالج‬

‫‪135‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مبادىء العالج األساسية‬

‫‪137‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مراحل العالج‬

‫‪140‬‬ ‫رابعاً‪ :‬اإلجراءات العالجية حتى التأهيل‬

‫‪147‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬مشكالت تعاطي المخدرات في بعض دول الخليج‬

‫‪149‬‬ ‫أوال‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في دولة الكويت‬

‫‪183‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في المملكة العربية السعودية‬

‫‪196‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في دولة اإلمارات العربية‬


‫المتحدة‬
‫‪211‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪211‬‬ ‫المراجع العربية‬
‫‪220‬‬ ‫المراجع اإلنجليزية‬

‫‪6‬‬
‫تقديم‪:‬‬

‫شغلت مشكلة المخدرات المجتمعات في العالم أجمع‪ ،‬لما لها من آثار‬


‫مدمرة على الفرد والمجتمع في مجاالت عدة (نفسية واجتماعية واقتصادية )‪ ،‬وقد‬
‫أصبحت تؤرق جميع المهتم ـ ـ ـ ـين في المجتمع كالق ـ ـ ـيادات األمن ـ ـ ـية التي لهـ ـا‬
‫تماس مباشر مع مثل هذه الجري ـ ـ ـ ـ ـمة الخط ـ ـيرة‪ ،‬وكذلك علماء االجتم ـ ـ ـ ـاع وعلماء‬
‫النفس ورجـ ـ ـ ـال الدين‪ ،‬وذلك من أجـ ـ ـ ـل اح ـ ـتوائها ومحاصرتها والحد من‬
‫مخاطرها‪.‬‬

‫والريب ان قضية االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية‬


‫والسالئف الكيميائية أحد الملفات االمنية التي ال يخلو منها أي مؤتمر أو ندوة أو‬
‫ملتقى دولي باعتبارها إحدى المشاكل الدولية التي أصبحت في العقدين األخيرين‬
‫تقلق السلم واألمن العالميين‪.‬‬

‫وكأحد أهداف المركز االستراتيجية برفد أجهزة مكافحة المخدرات بمجلس‬


‫التعاون لدول الخليج العربية بالدراسات المهمة والمتطورة التي من شأنها إثرائها‬
‫والمساهمة في زيادة تأهيل منتسبيها‪ ،‬يسرني أن أضع بين أيديكم كتاب‬
‫"المخدرات وآثارها النفسية واالجتماعية واالقتصادية في دول مجلس التعاون‬
‫لدول الخليج العربية"‪ ،‬وهو اإلصدار الثاني ‪ ،‬وقد كان اإلصدار األول في بداية‬
‫العام ‪ ،2513‬كتاب بعنوان "اإلدمان الشرعي"‪.‬‬

‫آملين أن يسهم هذا االصدار في رفد األخوة المهتمين بقضايا مكافحة‬


‫المخدرات بالمعلومات المفيدة والمرجوة‪ ،‬وان يصب في نشر التوعية المجتمعية‬
‫لمواجهة هذه اآلفة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫يأتي ذلك ضمن جهود وأهداف مركز المعلومات الجنائية لمكافحة‬
‫المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬الرامية إلى أجراء دراسات تحليلية‬
‫لمشكلة المخدرات في الدول األعضاء وفي المنطقة‪.‬‬

‫وال يسعني إال أن أقدم الشكر والتقدير إلى الزمالء في وحدة الدراسات‬
‫والبحوث على جهودهم المبذولة إلعداد هذا الكتاب ‪.‬‬

‫واهلل الموفق‪،،‬‬

‫العميد صقر بن راشد المريخي‬


‫مدير المركز‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أصبح االعتماد على المواد المؤثرة عقلياً (المخدرات) خط اًر يهدد الكثير من‬
‫كسالح خفي في‬
‫ٍ‬ ‫أبناء المجتمعات المختلفة‪ ،‬بل زاد خطره إلى درجة استخدامه‬
‫الحروب بين الدول مستهدفاً بشكل خاص فئة الشباب منهم من أجل تحويلهم من‬
‫قوة وطنية فاعلة ومنتجة إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته‪،‬‬
‫بل وصل األمر إلى أن خطر االعتماد على المواد المؤثرة عقلياً (المخدرات) لم‬
‫يعد مقتص اًر فقط على فئة الشباب وحدها بل امتد ليشمل صغار السن‪ ،‬فقد أشار‬
‫"سندي" ‪ -‬في كلمته لمؤتمر المجلس الدولي لشؤون الكحول واإلدمان ‪ -‬إلى أن‬
‫االعتماد امتد ليشمل من هم في سن (‪ )12‬عاماً‪ ،‬وفي نفس المؤتمر أشار‬
‫"بيكمان" إلى نقطة خطيرة‪ ،‬وهي ان االعتماد على المواد المؤثرة نفسياً منتشر في‬
‫جميع أنحاء العالم دون استثناء (السليم‪ .)2556،‬من أجل مواجهة هذا الخطر‬
‫نجد أن جميع الهيئات المحلية والمنظمات الدولية حشدت جهودها المادية‪،‬‬
‫والبشرية والسياسية‪ ،‬والقانونية من أجل التصدي لهذه المشكلة‪.‬‬

‫تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكالت التي تؤثر في بناء المجتمع‬


‫وأفراده لما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة تنسحب على‬
‫الفرد وعلى المجتمع‪ ،‬كما أنها ظاهرة اجتماعية مرضية تدفع إليها عوامل عديدة؛‬
‫بعضها يتعلق بالفرد والبعض اآلخر باألسرة والثالث بالبناء االجتماعي ككل‪ .‬وقد‬
‫دلت اإلحصاءات الرسمية الصادرة عن الهيئات المتخصصة على أن الفرد‬
‫(متعاطي المخدرات) قد سجل بالفعل تهديدا لكيان المجتمع وساهم في عرقلة‬
‫مسيرة البناء والتطور في كل المجاالت‪.‬‬

‫وتتضح خطورة هذه المشكلة في أثر سلوك المتعاطين على األوضاع‬


‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية للمجتمع الذي يعيشون فيه؛ حيث يتمثل ذلك‬
‫من الناحية القانونية في ازدياد معدالت القضايا والمخالفات التي يرتكبونها نتيجة‬
‫‪9‬‬
‫االستغراق في تعاطي المخدرات‪ ،‬األمر الذي يتطلب مزيداً من إجراءات الشرطة‬
‫والقضاء لمواجهة هذه المشكلة‪.‬‬

‫كما يتمثل الجانب االقتصادي في الخسائر التي تعود على المجتمع جراء‬
‫فقده لهذه العناصر البشرية التي كان من الممكن أن تساهم في عملية البناء‬
‫والتنمية‪ ،‬حيث يعتبر المتعاطين خسارةً على أنفسهم وعلى المجتمع من حيث أنهم‬
‫قوى عاملة معطلة عن العمل واإلنتاج يعيشون عالة على ذويهم وعلى المجتمع‪،‬‬
‫وان أنتجوا فإنتاجهم ضعيف ال يساعد على التقدم والتنمية بل قد يكونوا في‬
‫مستقبل حياتهم عوامل هدم وتعويق لعملية اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف أداء‬
‫وكفاءة المتعاطي أو المدمن لعمله وسوء إنتاجه ألن اإلنتاج يتطلب عقوالً وأبداناً‬
‫صحيحة‪ ،‬وهذا ال يكون متوف ار نتيجة التعاطي وغيره من الظواهر المرضية التي‬
‫تهدد أمن المجتمع ورفاهيته‪.‬‬

‫أما تأثير تعاطي المخدرات على النواحي االجتماعية فيتمثل في كون‬


‫المتعاطين يشكلون خط ار على حياة اآلخرين من حيث أنهم عنصر قلق واضطراب‬
‫يسة يقتنصونها أو سر ٍ‬
‫قة أو نصب أو‬ ‫ألمن المجتمع في سعيهم للبحث عن فر ٍ‬
‫ممارسة أي لون من ألوان اإلجرام المخالف للقانون‪ ،‬كما أنهم يشكلون خط اًر كبي ار‬
‫على أنفسهم وعلى حياتهم نتيجة التعاطي مما قد يقودهم في النهاية إلى أن يصبحوا‬
‫شخصيات سيكوباتية أو إجرامية أو حاقدة على المجتمع ال تعرف سبيالً ألهدافها‬
‫إال بالعدوان أو الضغط‪ ،‬وبعد فترة يقع ضحية للمرض النفسي أو االنسحاب‬
‫واالنطواء على النفس وعدم مشاركة اآلخرين في بناء المجتمع ‪.‬‬
‫ومما هو جدير بالذكر أن المفوضية األوروبية قامت في العاشر من مارس‬
‫عام "‪ "2559‬بنشر تقريرها عن أسواق المخدرات في العالم؛ وقد بين هذا التقرير‬
‫الجهود الكبيرة التي بذلت على مدى السنوات العشر الماضية لمكافحة المخدرات‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬والجهود المكثفة لمساعدة متعاطي المخدرات‪ ،‬والتدابير الصارمة‬

‫‪10‬‬
‫التي تم اعتمادها ضد تجار المخدرات ؛ إال أن النتائج كانت مخيبة لآلمال إلى ٍ‬
‫حد‬
‫ِ‬
‫تحتو الدراسة التي استند عليها التقرير على أي عنصر يظهر تراجع‬ ‫كبير‪ ،‬فلم‬
‫مشكلة تعاطي المخدرات على مستوى العالم في الفترة من ‪ 2557_1993‬حيث أنه‬
‫ٍ‬
‫وبشكل طفيف في بعض البلدان األكثر غنى في العالم وازداد‬ ‫بصفة عامة قد تحسن‬
‫سوءاً في بعض البلدان األخرى إلى ٍ‬
‫حد فاق التصور؛ خصوصا في بعض البلدان‬
‫النامية‪.‬‬
‫ويؤكد تقرير المفوضية األوروبية أيضا على أنه إضافةً إلى أن ظاهرة تعاطي‬
‫المخدرات على مستوى العالم لم يظهر عليها تحسن منذ عام ‪ 1993‬فإنها‬
‫أصبحت أكثر تعقيداً في أكثر البلدان الغربية ‪:‬‬

‫‪ -‬حيث انخفضت أسعار المخدرات بنسبة تتراوح بين ‪ 15‬و ‪ %35‬رغم تشديد‬
‫العقوبات على بائعي المخدرات مثل الهيروين والكوكايين‬

‫‪ -‬كما دلت المؤشرات على أن الحصول على المخدر أصبح أكثر سهولة كما‬
‫أصبح تعاطي الحشيش (القنب) بين أوساط الشباب في بعض البلدان الغربية شائعاً‬
‫إلى حد أن نحو ‪ %05‬ممن ولدوا بعد عام ‪ 1935‬جربوا الحشيش على األقل مرة‬
‫في حياتهم‪ ،‬رغم أن غالبيتهم يتوقف عن تعاطيه عند سن البلوغ ‪.‬‬

‫وأقر التقرير “على المستوى االقتصادي" بصعوبة إعطاء رقم حقيقي عن‬
‫حجم سوق المخدرات في العالم لغياب المعطيات الدقيقة حول إنتاج المخدرات‬
‫وترويجها واستهالكها في أماكن كثيرة من العالم‪ ،‬لكنه أعطى تقديرات لحجم تجارة‬
‫بعض المواد يكفي أن نذكر منها رقم واحد لنعرف مدى التأثير الذي تتركه‬
‫المخدرات على الواقع االقتصادي العالمي حيث يقدر التقرير بالنسبة للحشيش‬
‫(القنب) وحده أن إيراداته تصل في أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا فقط إلى ‪ 75‬مليار‬
‫يورو لعام ‪ 2550‬بينما تقدره منظمة ‪ UNODC‬بـ ‪ 120‬مليار يورو ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وبالرجوع لمنظمة األمم المتحدة ممثلة في المكتب المعني بالمخدرات والجريمة‬
‫تحقق تجارة المخدرات أرقاماً خيالية تتراوح ما بين ال ‪ 355‬و ‪ 455‬مليار يورو في‬
‫العام الواحد أي ما يعادل ‪ 15‬آالف يورو في اللحظة بينما ينفق االتحاد األوروبي‬
‫وحده ‪ 0،6‬مليار يورو في السنة الواحدة تكاليف استمرار أجهزة المكافحة في عملها‪.‬‬
‫ورغم كل هذا اإلنفاق وكل التشريعات القانونية المستحدثة لمعاقبة مروجي المخدرات‬
‫حد كبير ألن ما يضبط من المخدرات في‬ ‫فإن أثر المكافحة يبقى محدوداً إلى ٍ‬
‫االتحاد األوروبي لم يتجاوز قط ‪ %10‬من حجم المخدرات المتداولة في دول‬
‫االتحاد‪ ،‬ومثل هذه النسبة ال تؤثر على كبار تجار المخدرات عبر العالم في شيء‪،‬‬
‫وانما في التأثير عندما يبلغ المحجوز ما قيمته ‪ %70‬من المتداول ‪.‬‬

‫ومن النقاط المهمة التي أثارها التقرير ضعف النظام الدولي لجمع البيانات‬
‫والمعلومات عن مشكلة المخدرات في العالم‪ ،‬واذا كان االتحاد األوروبي قد استثمر‬
‫مبالغ كبيرة لتنمية أنشطته في رصد مشكلة المخدرات عن طريق المرصد األوروبي‬
‫للمخدرات واإلدمان؛ فمن غير الواقعي أن نتوقع وضع آليات مثلها لجمع البيانات‬
‫على المستوى العالمي‪ .‬وبالمقابل يدخل عامل جديد في عالم المخدرات بدأ يبشر‬
‫منذ فترة بإمكانية فهم علمي لظاهرة التعاطي‪ ،‬وبالتالي بإمكانية فتح آفاق جديدة‬
‫للوقاية من المخدرات وللعالج منها‪ ،‬ويتمثل هذا العامل في النجاحات التي تحققها‬
‫البحوث البيو‪ -‬عصبية (بيولوجيا األعصاب) في العقدين األخيرين‪ ،‬فقد نشر تقرير‬
‫حديث (‪ )OEDT،2009‬أن التطورات التي تشهدها بحوث الدماغ تسمح لنا بأن‬
‫نفهم كيف تتشكل ظاهرة التعاطي واالعتماد وتمنحنا فرصاً جديدة إليجاد‬
‫استراتيجيات أكثر فعالية للوقاية وللعالج الطبي والنفسي‪ .‬فالكثير من االكتشافات‬
‫في مجال البيولوجيا العصبية كفيلة بأن تغير إجاباتنا تجاه مشكلة المخدرات‪ ،‬وأن‬
‫تفتح اإلمكانات الستثمار مساحة أكبر من التقنيات لعالج التعاطي واالعتماد أو‬
‫للوقاية منه‪ .‬ومن اإلمكانات التي بدأت تظهر في األفق؛ الحقن التي تستهدف‬

‫‪12‬‬
‫المخدر في دم الشخص وتمنعه من الوصول إلى الدماغ والتأثير فيه‪ ،‬ومنها كذلك‬
‫يقة بطيئة‪ ،‬وهو ما يساعد‬ ‫زرع الجسيمات التي تحوي مخد ار تفرزه شيئاً فشياً بطر ٍ‬
‫على تخفيض كمية المخدر بالتدريج‪ .‬ومنها االختبارات الجينية التي تساعد العلماء‬
‫على اكتشاف الجينات التي تزيد من قابلية االعتماد على المخدر‪ .‬هذا فضالً عن‬
‫التقنيات المتطورة لتصوير الخاليا والتي تساعد على فحص الدماغ من الداخل‪،‬‬
‫وعلى تسليط الضوء على مسارات اإلدمان ‪.‬‬

‫ومثل هذه االكتشافات واإلمكانات الجديدة التي تفتحها البحوث العلمية في‬
‫ٍ‬
‫أفعال عكسية وجدل‬ ‫مجال التعاطي واالعتماد ومعالجته لن تمر دون أن تثير ردود‬
‫حول الجوانب األخالقية أو ذات العالقة بالحرية الشخصية‪.‬‬

‫والدعوات الحثيثة التي أخذها بعين االعتبار في تقييم هذه االكتشافات في عالم‬
‫بيولوجيا األعصاب‪.‬‬

‫خالصة القول فإن األرقام والدراسات توضح أمرين أساسيين ال يناقض أحدهما‬
‫اآلخر في شيء‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن الجهود المبذولة لمكافحة المخدرات كبيرة على المستويات جميعها‬

‫الثاني‪ :‬أن السياسات المعتمدة لم تنجح إلى اآلن في الحد من هذه المشكلة‬
‫التي تؤرق العالم‪ ،‬وال يستثنى أحد‪.‬‬

‫إن هذا ال يناقض ذاك في شيء‪ ،‬فالنتائج كما تقول التقارير الدولية ليست في‬
‫مستوى الجهود المبذولة فضال عن اآلمال والطموحات‪ ،‬وقد تكون المشكلة حينها‬
‫مشكلة "كيف" ال مشكلة " كم" أي أنه علينا مراجعة جهودنا التي نبذلها في سبيل‬
‫مكافحة المخدرات‪ ،‬ال لنبذل أكثر بل علينا أن نبذل بطريقة مختلفة عما تعودناه‬
‫وأحسن مما تعودناه‪ .‬فالمخدرات هي من المشاكل اإلنسانية التي تزداد خطورة مع‬
‫األيام بفعل تطور أنماط االستهالك ووسائل االتصال‪ .‬وقد امتدت آثارها إلى جوانب‬

‫‪13‬‬
‫مختلفة من الحياة البشرية‪ ،‬وأضحت سبباً مباش اًر في انتشار ٍ‬
‫عدد ال بأس به من‬
‫الجرائم الخطيرة واآلفات الصحية والنفسية واالجتماعية التي تقوض مقومات المجتمع‬
‫وتنخره من الداخل وتهدد حياة الشباب‪ ،‬حتى أصبحت بحق "الموت" معبأُ في‬
‫شكل وشكل‪ ،‬وضحاياه من كل ٍ‬
‫جيل‬ ‫ٍ‬ ‫معروض في ألف‬
‫ٌ‬ ‫و"السم"‬ ‫أقر ٍ‬
‫اص وحقن‪،‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وطبقة اجتماعية‪.‬‬ ‫وجنس‬

‫إن المتابع لمشكلة تعاطي المخدرات على الصعيد العالمي يجد أنها أصبحت‬
‫من أكبر المعضالت التي تعاني منها كافة دول العالم وشعوبها‪ ،‬فخطورتها أصبحت‬
‫ماثلة أمام جميع الدول مما دفعها إلى العمل على محاربة هذه اآلفة من خالل‬
‫االتفاقيات والبروتوكوالت والمعاهدات حتى باتت مشكلة تعاطي المخدرات ‪ -‬في‬
‫السنوات األخيرة ‪ -‬أزمة تقض مضاجع كل الحكومات؛ ليس فقط لما هو معروف‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام أيضا لما تسببه من‬ ‫عن أضرارها الصحية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫ٍ‬
‫أمنية بشكل خاص وارتباطها بالجريمة المنظمة وقضايا غسل األموال‬ ‫مشاكل‬
‫وشبكات اإلرهاب عبر العالم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ازدياد مطرد لهذه اآلفة‪ ،‬وال يخفى‬ ‫ومما يزيد العالم قلقاً؛ ما تؤكده األرقام من‬
‫أثر سلبي على المجتمعات وعلى اقتصاد الدول وما يظهره‬ ‫علينا ما لهذا االزدياد من ٍ‬
‫من فشل السياسات والبرامج حتى اآلن في إيقاف هذا الزحف المهدد لإلنسانية‪.‬‬
‫وذلك كله يتطلب مزيداً من حشد الجهود وابرام االتفاقيات ودعم العمل المشترك بين‬
‫الدول داخل إطار استراتيجيات شاملة‪ ،‬ومعالجات عميقة‪.‬‬
‫ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة المخدرات لم تعد مقصورةٌ على شر ٍ‬
‫يحة‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫بعمر معين وبمستوى ثقافي محدود‪ ،‬بل تفاقمت حتى‬ ‫معينة من المجتمع تتسم‬
‫أصبحت مشكلة تعاني منها شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها‪ ،‬وقد نادت الدول‬
‫والمنظمات الدولية بضرورة محاربة هذا الداء العضال‪ ،‬واستخدمت في ذلك أساليب‬
‫منوعة‪ :‬شملت تحريمها دولياً‪ ،‬واعتبار بيعها أو ترويجها أو تعاطيها مخالفة يستحق‬

‫‪14‬‬
‫عليها الجاني العقاب الذي يصل إلى اإلعدام في بعض الدول كما حرصت كثير‬
‫من المؤسسات التثقيفية على السعي الحثيث نحو نشر الوعي حول أخطار هذه‬
‫اآلفة ومضارها على الفرد والمجتمع والدولة‪.‬‬

‫لقد وصل عدد المتعاطين للمخدرات ‪ -‬وفق تقرير األمم المتحدة لعام "‪"2553‬‬
‫ٍ‬
‫متعاط‬ ‫عن ظاهرة تعاطي المخدرات ‪ -‬على مستوى العالم إلى (‪ )253‬مليون‬
‫للمخدر في أنحاء المعمورة‪ .‬ويتركز التعاطي لدى المراهقين من الجنسين ممن وقعوا‬
‫ضحايا لهذه اآلفة‪ ،‬كما بلغ حجم االستثمار العالمي لتجارة المخدرات حوالي (‪)055‬‬
‫بليون دوالر سنوياً‪ .‬أصبحت تجارة المخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم‪،‬‬
‫أي تشكل ما بين (‪ 9‬إلى ‪ )% 15‬من حجم التجارة العالمية ‪ -‬بعد تجارة النفط‬
‫والسالح ‪ -‬وهذا المؤشر يؤكد أن تعاطي المخدرات أصبح خط اًر عالمياً يحتاج إلى‬
‫تضافر الجهود في مواجهته‪.‬‬

‫‪15‬‬
16
‫الفصل األول‬
‫(خلفية تاريخية)‬
‫أوال‪ :‬المخدرات‬
‫‪ .1‬تعريفها‬

‫‪ .2‬أنواعها‬

‫‪ .3‬طرق تعاطي المخدرات‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلدمان‬
‫‪ .1‬مفهوم اإلدمان‬

‫‪ .2‬تعريف اإلدمان‬

‫‪ .3‬مراحل اإلدمان‬

‫‪ .4‬خصائص اإلدمان‬

‫‪ .0‬أنواع اإلدمان‬

‫‪17‬‬
18
‫الفصل األول‬
‫خلفية تاريخية‬

‫آثار كثيرة تدل على معرفة اإلنسان بالمواد‬


‫ورد في تراث الحضارات القديمة اً‬
‫المخدرة منذ تلك األزمنة البعيدة‪ ،‬وقد وجدت تلك اآلثار على شكل نقوش على‬
‫جدران المعابد أو كتابات على أوراق البردى في الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬أو‬
‫كأساطير ُرويت وتناقلتها األجيال‪ .‬وقد عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من‬
‫أليافه الحبال واألقمشة‪ ،‬وأسماه الصينيون واهب السعادة‪ ،‬وأطلق عليه الهندوس اسم‬
‫مخفف األحزان‪ ،‬أما كلمة القنب فهي كلمة التينية معناها ضوضاء‪ ،‬وقد سمي‬
‫الحشيش بهذا االسم ألن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى‬
‫ذروة مفعولها‪ .‬ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش‪ ،‬ومعناه في‬
‫اللغة العربية "العشب" أو النبات البري‪ .‬ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش‬
‫مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح‪ ،‬انطالقا مما يشعر به المتعاطي‬
‫من نشوٍة وفرح عند تعاطيه الحشيش‪.‬‬

‫وقد كان الهندوس يعتقدون أن اإلله (شينا) هو الذي يأتي بنبات القنب من‬
‫بالرحيق اإللهي ويقصدون به‬ ‫المحيط ثم تستخرج منه باقي اآللهة ما وصفوه‬
‫الحشيش‪ ،‬وقد نقش اإلغريق صو اًر لنبات الخشخاش على جدران المقابر والمعابد‪،‬‬
‫وقد اختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب اآللهة التي تمسك بها؛ ففي يد‬
‫اآللهة (هيرا) تعني األمومة‪ ،‬واآللهة (ديميتر) تعني خصوبة األرض‪ ،‬واإلله (بلوتو)‬
‫تعني الموت أو النوم األبدي‪ .‬أما قبائل اإلنديز فقد انتشرت بينهم أسطورةٌ تقول أن‬
‫امرأةً نزلت من السماء لتخفف آالم الناس‪ ،‬وتجلب لهم نوماً لذيذاً‪ ،‬وتحولت بفضل‬
‫القوة اإللهية إلى شجرة الكوكا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وقد كانت مشكلة تعاطي المخدرات في الماضي مقصورة على عدد محدود‬
‫من الدول العربية لكنها سرعان ما استشرت في المنطقة‪ ،‬كما كانت في الماضي‬
‫قاصرة على الحشيش واألفيون فأصبحت تشمل كافة أنواع المخدرات‪ .‬وتعد مصر‬
‫واحدة من أكبر أسواق المخدرات في المنطقة العربية وقد اختلفت الروايات في‬
‫تأكيد معرفة قدماء المصريين للمخدرات فمنها ما ينفي معرفتهم بها ومنها ما يؤكد‬
‫ذلك‪ ،‬فيذهب أصحاب االتجاه األول إلى التدليل على رأيهم بأن المصريين القدماء‬
‫لم يعرفوا الخشخاش (األفيون) ويستدلون على ذلك بأن معظم اآلثار الفرعونية‬
‫بينما يذهب‬ ‫القديمة كانت خلواً من زهرة‪ ،‬أو كبسولة‪ ،‬أو بذور الخشخاش‪.‬‬
‫أصحاب االتجاه الثاني إلى أن اإلنسان المصري قد عرف المخدرات منذ ٍ‬
‫زمن‬
‫قديم؛ ففي النقوش التي وجدت على مقابر الفراعنة ما يثبت أن قدماء المصريين‬
‫ٍ‬
‫وصفات دوائية لعالج األطفال وهو ما حدث بعد ذلك‬ ‫استخدموا األفيون في عمل‬
‫بقر ٍ‬
‫ون طويلة عندما كان الناس في صعيد مصر يستخدمون الخشخاش (األفيون)‬
‫في جلب النوم إلى األطفال المشاكسين أو المرضى‪ ،‬ومما يرجح الرأي األخير أنه‬
‫عقب اكتشاف مقبرة األسرة الثامنة عشر؛ عثر فيها على دهان يحتوي على‬
‫المورفين وعند التنقيب عن اآلثار عثر على قرطين يمثالن كبسولة الخشخاش‬
‫تتماثل األخاديد فيهما مع الخطوط البارزة في كبسولة الخشخاش‪ ،‬وقد عثر على‬
‫زهور وأوراق الخشخاش على مومياء األسرة الواحدة والعشرين‪ ،‬وكذلك في أكاليل‬
‫الزهور الخاصة باألميرة الفرعونية (نسكونس)‪.‬‬

‫ويشار في مذكرات (هيرودوت) ما يؤكد أن مصر عرفت الحشيش في عصر‬


‫الفراعنة وأنه كان موجوداً مع البغاء عند غانية تسمى (رادوبيس)‪ ،‬كانت عندها‬
‫الليالي الحمراء والزرقاء (المخدرات)‪ ،‬وأنها كانت تحلم ببناء هرم يشبه هرم خوفو‬
‫(الهرم األكبر)‪ ،‬بل إنه قد قيل أنها هي التي بنت الهرم األصغر من أموال البغاء‬
‫والحشيش‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويوضح لنا ذلك أن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية عرفته أقدم الحضارات‬
‫في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى األلف الرابعة قبل الميالد تدل‬
‫على استعمال السومريين لألفيون وكانوا يطلقون عليه (نبات السعادة)‪ ،‬وعرف‬
‫الهنود والصينيون الحشيش منذ األلف الثالث قبل الميالد كما وصفه هوميروس في‬
‫األوديسا‪.‬‬

‫وعرف الكوكايين في أمريكا الالتينية منذ ‪ 055‬عام ق ‪ .‬م وكان الهنود‬


‫الحمر يمضغون أوراقه في طقوسهم الدينية‪ ،‬أما القات فقد عرفه األحباش قديم ًا‬
‫ونقلوه إلى اليمن عام ‪ 020‬للميالد‪.‬‬

‫وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن األلماني (سيد ترونر) من فصل مادة‬
‫المورفين عن األفيون وأطلق عليها هذا االسم نسبةً إلى (مورفيوس) إله األحالم عند‬
‫اإلغريق‪.‬‬

‫وفي المشرق اإلسالمي يرجح ابن كثير أن الحسن بن الصباح ‪ -‬زعيم طائفة‬
‫الحشاشين في أواخر القرن الخامس الهجري‪ -‬كان يقدم طعاماً ألتباعه يحرف به‬
‫مزاجهم ويفسد أدمغتهم‪ ،‬وهذا يعني أن نوعا من المخدرات عرفه العالم اإلسالمي في‬
‫تلك الحقبة‪ ،‬وتشير دراسات عديدة إلى أن تعاطي المخدرات قد عرف في‬
‫المجتمعات والحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية والصينية‬
‫والعربية ‪ ..‬وغيرها‬

‫ويقال كما أسلفنا آنفاً أن الفراعنة هم أول من عرف المخدرات وكان أهمها تلك‬
‫المشتقة من نبات الخشخاش والقنب‪ ،‬لكن استعمال هذه النباتات وما يشتق منها من‬
‫مخدرات كان مقصو اًر على مجاالت بعيدة عن التعاطي واإلدمان‪ ،‬حيث كانت‬
‫تستعمل في مجال الطب؛ فاألفيون كان يستخدم لعالج أمراض العيون وعمل مراهم‬

‫‪21‬‬
‫آلالم الجسم‪ ،‬وكذلك كان يصنع منه مساحيق لنفس األغراض‪ ،‬كما كان يستخدم في‬
‫ذلك الوقت كدواء لتهدئة األطفال من الصراخ‪.‬‬

‫ومع بداية القرن الحالي أخذت إساءة استعمال المخدرات تشغل بال المسئولين‬
‫حيث بدأت تتدفق على البالد كميات ضخمة من الحشيش واألفيون من بالد‬
‫اليونان‪ ،‬وأقبل على تعاطيها كثير من فئات الشعب في الريف والمدن‪ ،‬بعد أن كان‬
‫التعاطي محصو اًر في نطا ٍ‬
‫ق ضيق على بعض األحياء الوضيعة في المدن‪ ،‬وذلك‬
‫حتى نهاية الحرب العالمية األولى عندما تمكن كيميائي يوناني من إدخال‬
‫الكوكايين إلى مصر وتقديمه للطبقة العليا‪ ،‬ثم انتشرت بعد ذلك عادة تعاطي‬
‫الكوكايين بسرعة امتدت إلى باقي الطبقات األخرى من الشعب ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أوالً ‪ :‬المخدرات‬
‫‪ .1‬تعريفها ‪:‬‬

‫إن تعريف المخدرات يختلف باختالف النظرة إليها‪ ،‬ولذلك ال يوجد تعريف‬
‫موحد أو متفق عليه للمخدرات‪ ،‬ويمكن تعريف المخدرات من الجوانب التالية‪:‬‬

‫تعريف لغوي‪ :‬تأتي كلمة مخدر ‪ -‬بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الدال المكسورة‬
‫‪ -‬من (الخدر)‪ -‬بكسر الخاء وسكون الدال ‪ -‬وهو الستر ‪ ،‬فيقال المرأة خدرها‬
‫أهلها بمعنى ستروها وصانوها من االمتهان‪ ،‬أي أن الخدر هو ما يستر الجهاز‬
‫العصبي عن فعله ونشاطه المعتاد ‪.‬‬

‫تعريف اجتماعي‪ :‬المخدر هو كل ما يشوش العقل أو يثبطه أو ِّ‬


‫يخدره ويغير في‬
‫تفكير وشخصية الفرد‪ ،‬وهناك فرق بين التعود واإلدمان‪ ،‬فاالعتياد مرحلة تؤدي إلى‬
‫ٍ‬
‫عقار معين ومن خصائصه وجود رغبة قهرية‬ ‫اإلدمان وهي حالة تشو ٍ‬
‫ق لتعاطي‬
‫لدى المتعود بالتمادي واالعتياد ‪ ،‬والتعود هو أول خطوٍة نحو اإلدمان‪ .‬أما اإلدمان‬
‫فهو االعتماد على المادة المخدرة اعتماداً تاماً نفسياً وجسدياً بحيث تصبح الحاجة‬
‫إليها حاجةً ملحة قهرية بل تفوق لديه أهمية المأكل والمشرب ‪.‬‬
‫تعريف علمي‪ :‬المخدر هو مادةٌ كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي‬
‫المصحوب بتسكين األلم‪ ،‬وهي ترجمة لكلمة (‪ )Narcotic‬المشتقة من اإلغريقية‬
‫(‪ )Narcosis‬التي تعني يخدر أو يجعله مخد اًر‪.‬‬
‫تعريف المخدر في الفقه اإلسالمي‪ :‬عرف اإلسالم المخدر بأنه ما غطى العقل وما‬
‫أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام ‪.‬‬
‫التعريف القانوني‪ :‬المخدرات مجموعة من المواد التي تسبب اإلدمان وتسمم الجهاز‬
‫العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إال ألغر ٍ‬
‫اض يحددها القانون وال‬
‫تستعمل إال بواسطة من يرخص له بذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وللمخدرات في الطب فوائد جليلة‪ ،‬ولكن إساءة األفراد استعمالها أدى لوجود تجارٍة‬
‫ق غير مشروعة‪ ،‬مما خلق إشكاال كبي ار أدى إلى وجوب إيجاد ر ٍ‬
‫قابة‬ ‫عالمية بطر ٍ‬
‫صارمة تفرضها قوانين معظم البالد وذلك على صناعتها وتخزينها وبيعها ووصفها‬
‫طبياً‪ ،‬وزيادةً على ذلك أُنشئت في معظم بالد العالم مكاتب خاصة للمخدرات‬
‫ومكافحتها‪ ،‬أُنشئ أحدها في مصر عام ‪ 1929‬والذي يعتبر أول مكتب لمكافحة‬
‫المخدرات في العالم العربي‪.‬‬

‫صنع المخدرات‬‫وفي عام ‪ُ 1931‬عقد مؤتمر دولي في جنيف لتحديد وتقنين ُ‬


‫وتوزيعها مثلت فيه معظم الدول‪ ،‬واتفقت آراؤها على أن ال يصنع من هذه المخدرات‬
‫ٍ‬
‫بترخيص‬ ‫إال ما يكفي فقط لألغراض الطبية‪ ،‬وأن ال تنقل من بلد إلى آخر إال‬
‫ٍ‬
‫أشخاص مرخص لهم بذلك‪ ،‬وقد تألفت في الجمعية العامة لألمم‬ ‫خاص وبواسطة‬
‫المتحدة عام ‪ 1969‬لجنةٌ خاصة للمخدرات‪.‬‬
‫(تعريف التخدير)‪ :‬هو فقد الحس بتأثير العقاقير على الجسم‪ .‬وتوجد أنواع مختلفة‬
‫للتخدير تستعمل اآلن على نطا ٍ‬
‫ق واسع في الجراحة وفروعها‪ ،‬وفي التخدير العام‬
‫يفقد اإلنسان الوعي واإلحساس في كل مناطق الجسم‪ ،‬وهذا هو النوع المستعمل‬
‫اآلن في كل العمليات الجراحية الكبرى‪.‬‬

‫إن آفة تعاطي المخدرات قديمة منذ أن ُوجد البشر‪ ،‬ورغم محاربتها من الناس‬
‫أنفسهم ومن المسئولين في كل عصر إال أنها مازالت تنتشر من األجيال السابقة‬
‫ٍ‬
‫نشاط خداع‪،‬‬ ‫إلى الحاضرة‪ ،‬واستبدلت المخدرات بعقاقير تؤدي إلى الهلوسة‪ ،‬أو إلى‬
‫أو إلى هدوٍء نسبي يسبق اآلالم النفسية القاسية‪.‬‬

‫ومازال العالم يعاني من المخدرات والمخدرين الذين يبلغ تعدادهم الماليين‪،‬‬


‫فالبعض يتناول المخدرات الكبرى التي تشتمل على المورفين واألفيون والحشيش‬

‫‪24‬‬
‫والكوكايين والهيروين‪ ،‬والبعض يتناول المكيفات والمهدئات كالقهوة والشاي‬
‫والباربيتيورات ‪.‬‬

‫إن عالم اليوم مليء باألحداث التي تؤثر على الحالة النفسية لإلنسان وتجعله‬
‫قلقاً متوت اًر غير مستقر فيلجأ إلى ما يهدئ حالته االنفعالية‪ ،‬وتختلف الفروق الفردية‬
‫بين الناس‪ ،‬فمنهم من يعذب ذاته بااللتجاء للمخدرات الكبرى أو الصغرى أو‬
‫المكيفات‪ ،‬ومنهم من يقاوم حالته المزاجية فيعتدل في تصرفه وسلوكه‪ ،‬ومنهم من‬
‫يستخدم المنشطات عندما يحتاج إلى حالة جسمية ونفسية قادرة على مواجهة‬
‫االجتماعية التي تتطلب هذه المنشطات‪ ،‬ومنهم من يلجأ للمنومات‬ ‫المواقف‬
‫والمسكنات ليهدأ باالً وينام نوماً عميقا اصطناعياً ال طبيعي ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن المخدرات الصغرى ليست ذات أهمية عند مقارنتها‬


‫بالمخدرات الكبرى التي ُعرفت منذ أقدم الحضارات‪ ،‬فقد استخدمها رجال الدين‬
‫المسيحي منذ أزمان بعيدة للتأثير على عقول الناشئة‪ ،‬كما استخدمها المجوس وأمراء‬
‫البيرو‪ ،‬كما استخدمت في الحروب الصليبية وفي جيوش أمراء الهند في القرن‬
‫الثامن عشر‪.‬‬

‫تأثير على عالم اإلنسان فقط‪ ،‬بل إن الحيوانات تتأثر أيضاً‬


‫وليس للمخدرات ٌ‬
‫بالمخدرات؛ فيذكر (لندلر) أن الحشرات المسماة ب " الغزالن الطائرة " تتذوق بعض‬
‫ٍ‬
‫معاناة شديدة‬ ‫المخدرات الطبيعية والتي تصل إليها بمهارة‪ ،‬وتعاني هذه الحشرات‬
‫فيصيبها الترنح‪ ،‬وتحاول أن تتماسك على قوامها حتى تقع وهي في منتهى السكر‪.‬‬

‫ومن غرائز النمل مص أثداء بعض الطفيليات الصغيرة والتي تصل إلى‬
‫ٍ‬
‫ضرب من ضروب الطفيليات وفقاً لمشاهدات (ميتلينك) وذلك لتأثيراتها‬ ‫أر ِ‬
‫بعمائة‬
‫التي تسببها اإلف ارزات والتي تختلف بين التنويم والترنح‪ ،‬وفي دراسات لـ (فيكتو‬

‫‪25‬‬
‫ريكو) وجد إن كثي اًر من النباتات المكسيكية تتغذى عليها الحيوانات وتؤثر فيها‬
‫تأثي ار مخد ار لدرجة تشبه اإلدمان‪ ،‬وما تحدثه النباتات في الحيوانات هو نوع من‬
‫التسمم كما يحدث عند المدمنين من عالم البشر ‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع المخدرات ‪:‬‬

‫يندرج تحت اسم "المخدرات" نوعان رئيسيان‪:‬‬

‫‪ -1‬المخدرات الكبرى‪.‬‬

‫‪ -2‬المخدرات الصغرى؛ وان كان البعض منها يشترك مع المكيفات إال أن‬
‫ضررها أكبر من المكيفات‪،‬‬
‫إيضاح ٍ‬
‫لكل من هذين النوعين‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وفيما يلي‬

‫المخدرات الكبرى‪:‬‬

‫هي أخطر أنواع المخدرات آلثارها السمية أضرارها الصحية واالجتماعية‪،‬‬


‫وتعرف ب "المخدرات الكبرى الطبيعية"‪ ،‬وتشمل‪ :‬األفيون ومشتقاته‪ ،‬الحشيش‬
‫(القنب)‪ ،‬الكوكايين‪ ،‬القات‪ ،‬الهيروين‪ ،‬الماريجوانا‪.‬‬

‫وفيما يلي عرض لكل من المخدرات الكبرى ‪:‬‬

‫األفيون ومشتقاته‪:‬‬

‫تشير بعض المراجع إلى أن االستخدام الطبي لألفيون ُعرف منذ ما يقرب من‬
‫سبعة آالف سنة قبل الميالد‪ ،‬وتشير (برديه أيبرز) إلى أنه كان يستخدم في عالج‬
‫المغص عند األطفال‪، )Densou Mule1981( ،‬‬

‫‪26‬‬
‫كذلك ورد ذكره في مالحم هوميروس باعتباره الدواء الذي يهدئ األلم والغضب‬
‫ويمحو من الذاكرة كل أثر لألحزان‪ .‬ووصفه سلسوس وديسكورديس وبليني للعالج‬
‫من ضيق التنفس وللمساعدة على النوم‪ .‬وكذلك نبه هؤالء إلى خطر الموت الذي قد‬
‫يترتب على زيادة جرعته‪ .‬وكذلك وصف الحكيم العربي (ابن سينا) استخدام بذور‬
‫الجنب"‪ ،‬كما وصف استعمال األفيون في عالج بعض‬
‫الخشخاش في عالج " ذات ُ‬
‫أنواع " القولنج" ؛ (ابن سينا _ ص ‪ 200‬و ‪ .)269‬كذلك ذكر داود األنطاكي في‬
‫تذكرته المعروفة باسم " تذكرة أولي األلباب والجامع للعجب العجاب" تحت اسم‬
‫خشخاش قائالً بهذا الصدد أن الخشخاش يراد به النبات المعروف في مصر بأبي‬
‫النوم ‪ .‬وقال انه ينمو بريا‪ ،‬وقد يزرع أيضا‪ ،‬ومنه يستخرج األفيون بالشرط ‪ .‬وذكر‬
‫في وصف آثاره أنه إذا ُدق بجملته رطباً وقُرص كان ُمرِقدا جالباً للنوم‪ ،‬مجففاً‬
‫للرطوبة‪ ،‬محلالً لألورام‪ ،‬قاطعاً للسعال وأوجاع الصدر الحارة‪ ،‬وحرقة البول‪،‬‬
‫واإلسهال المزمن‪ .‬أما بذره فإنه نافع لخشونة الصدر والقصبة وضعف الكبد والكلى‪،‬‬
‫ويصب طبخه على الرأس فيشفي صداعه وبعض أنواع الجنون كالبرسامو‬
‫الماليخوليا (األنطاكي ‪.)1902‬‬

‫وفي الهند يبدو أن نبات الخشخاش‪ ،‬واألفيون نفسه كانا معروفين منذ القرن‬
‫السادس الميالدي‪ .‬وتذكر بعض المراجع أنه ورد إلى الهند والصين أصالً من بالد‬
‫سومر (‪ .)،Arif&Westermeyer 1988‬وكان السومريون في األلف الثالثة قبل‬
‫الميالد يشغلون المنطقة التي نسميها اآلن شمال سوريا والعراق‪ .‬ويبدو أن األفيون‬
‫استقر في الهند قبل الصين بزمن طويل‪ ،‬وانتشر تعاطيه بين الهنود سواء عن طريق‬
‫األكل‪ ،‬أو التدخين‪ ،‬أو الشرب (‪ .1957،Chopra & Chopra‬وظلت الهند‬
‫تستخدم األفيون في تبادالتها التجارية المحدودة مع الصين‪ ،‬إلى أن قررت شركة‬
‫الهند الشرقية في أوائل القرن التاسع عشر أن تضعه ضمن احتكاراتها‪ ،‬ثم اتجهت‬
‫به إلى محاوالت التسويق بالقوة في أسواق الصين‪ ،‬وانتهت مقاومة الصين لهذه‬

‫‪27‬‬
‫المحاوالت بوقوع الحرب المعروفة باسم حرب األفيون (من ‪ )1342-1339‬بين‬
‫الصين مدافعةً عن نفسها وانجلت ار مصممةً على فتح أسواق الصين بالقوة واغراقها‬
‫باألفيون بضاعة شركة الهند الشرقية‪ .‬وتغلبت انجلت ار على الصين في هذه الحرب‪.‬‬
‫ونتيجةً لذلك وقعت الدولتان معاهدة نانكين سنة ‪ .1343‬وبمقتضاها استولت انجلت ار‬
‫على هونج كونج‪ ،‬وفُتحت أسواق الصين أمام األفيون الهندي‪ ،‬وفتحت معظم‬
‫الموانئ الصينية الكبرى أمام البضائع الغربية بحد أقصى للضرائب الجمركية ‪،%0‬‬
‫وأُعفي الرعايا األجانب من الخضوع للقانون الصيني‪ .‬وشجع ذلك الواليات المتحدة‬
‫األمريكية فضغطت على الصين ووقعت معها معاهدة مماثلة سنة ‪ .1344‬وكان‬
‫من أه م النتائج بعيدة المدى التي ترتبت على ذلك االنتشار الواسع إلدمان األفيون‬
‫بين جميع فئات الشعب الصيني‪ ،‬حتى أنه قد قُدر عدد المدمنين في سنة ‪1956‬‬
‫بخمسة عشر مليون مدمن‪ ،‬وقُدر في سنة ‪ 1925‬ب ‪ %20‬من مجموع الذكور في‬
‫المدن الصينية‪ .‬واستمرت هذه األوضاع المتردية في الصين حتى أكتوبر سنة‬
‫‪ ،1905‬عندما أعلنت و ازرة الصحة الصينية في حكومة ماوتسيتونج بدء برنامج‬
‫فعال للقضاء على تعاطي األفيون وتنظيم تداوله (‪.)Lowinger 1973‬‬

‫أما في الهند فقد ظلت استخداماته تتراوح بين التعاطي واإلدمان من ناحية‬
‫ناحية أخرى‪ .‬ويقال أن المسئول عن إدخاله ضمن ممارسات الطب‬ ‫ٍ‬ ‫والتطبيب من‬
‫الهندي هم العرب في حوالي القرن التاسع الميالدي‪ .‬وقد ُعرف الطب العربي في‬
‫الهند وال يزال باسم ‪ UnnaTibia‬أي الطب اليوناني نظ اًر ألصوله اليونانية‪ .‬ويقول‬
‫الثقات أن المؤلفات الطبية العربية لم تقتصر على وصف خصائص األفيون فقط‬
‫بل ازدت على ذلك أن أدخلته في كثير من وصفاتها الطبية‪ ،‬فمن بين االضطرابات‬
‫التي يعالجها الطب العربي في الهند بواسطة األفيون‪ :‬األرق‪ ،‬االستثارة العصبية‪،‬‬
‫اإلسهال‪ ،‬الدوسنتاريا‪ ،‬التهاب األعصاب‪ ،‬واآلالم الروماتيزمية‪ .‬ومن الخصائص‬
‫التي يذكرها لألفيون أنه منوم‪ ،‬ومسكن لألوجاع‪ ،‬ومخثر للدم‪ ،‬وممسك‪ .‬والجدير‬

‫‪28‬‬
‫بالذكر أن هذا النوع من التطبيب اليزال يمارس في الهند كجزء من الطب الشعبي‬
‫خاصةً في القرى الهندية (‪.) Dawarakanath 1965‬‬

‫يبقى من الفصول المهمة في تاريخ األفيون أن الصيدالني األلماني الشاب‬


‫(سيرتورنر) تمكن في سنة ‪ 1353‬من عزل العنصر الفعال في األفيون وهو‬
‫المورفين؛ وهو العنصر المسئول عن معظم اآلثار الفيزيولوجية والسيكولوجية‬
‫المترتبة على تناول األفيون بأي صورة من الصور‪ .‬وقد انتشر استخدام المورفين‬
‫بعد ذلك ألغراض طبية في العالم الغربي خاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫وساعدت على ذلك بصورٍة خاصة ظروف الحرب األهلية " التي بدأت عام ‪1361‬‬
‫واستمرت حتى أواخر عام ‪ ،"1364‬وذلك لمواجهة احتياجات العمليات الجراحية‬
‫أثناء الحرب‪ .‬ومع حلول عام ‪ 1375‬كانت اإلبرة الطبية الالزمة للحقن تحت الجلد‬
‫قد اُخترعت "منذ منتصف القرن" وأُدخلت عليها التحسينات التقنية الالزمة بحيث‬
‫أصبحت أداةً شائعة االستعمال بين األطباء والمرضى لحقن المورفين‪ .‬وفي عام‬
‫وعرف في البداية باسم (داي أسيتايل مورفين‬
‫‪ 1374‬أمكن تخليق الهيروين معملياً‪ُ ،‬‬
‫_‪ )diacetylmorphine‬إلى أن أطلقت عليه شركة باير لألدوية اسم الهيروين سنة‬
‫‪ .)Musts 1991(.1393‬وفي النهاية فإن آخر النقاط المهمة في هذا التأريخ‬
‫اكتشاف النالورفين ‪ Nalorphine‬سنة ‪ ،1914‬وبدء ظهور التقارير الطبية سنتي‬
‫‪ 1943‬و ‪ 1944‬عن استخداماته المضادة للتأثيرات المورفينية على مدمني األفيون‬
‫والمورفين‪ ،‬والمحاوالت الطبية والصيدالنية التي انطلقت بعد ذلك لمزيد من االرتقاء‬
‫بهذا العالج‪)Deneau & Mule( .‬‬

‫الحشيش‪:‬‬

‫يشير تاريخ الحشيش (القنب) إلى أنه استُخدم عدة استخدامات‪ ،‬فقد صنعت‬
‫من أليافه حبال وأنواع من األقمشة المتينة‪ ،‬كما وصفه األطباء لعالج أدو ٍ‬
‫اء بعينها‪،‬‬
‫‪29‬‬
‫واستعمل كذلك ألغر ٍ‬
‫اض دينية ‪ ،‬وللتغلب على الجوع والعطش‪ ،‬وكذلك استُعمل‬
‫ألغر ٍ‬
‫اض ترويحية‪.‬‬

‫ويقال في بعض المراجع أنه ظهر أول ما ظهر فوق جبال الهيمااليا بشمال‬
‫الهند منذ ما يقرب من ‪ 30‬قرنا ‪ .‬ومن هناك انتشر مع تحركات البشر الرحل في‬
‫جميع أنحاء العالم ‪ .)A Idrich 1974(.‬وترى مراجع أخرى أن االستخدامات‬
‫الطبية لهذا العشب ُعرفت منذ ما يقرب من خمسين قرنا‪.)Mikuriya 1969( .‬‬
‫وهو قول يعارضه بعض المؤلفين المحدثين حيث أنهم يقولون أنه قول ال يصمد‬
‫أمام النقد الفيلولوجي‪ .)chipper1982( .‬وعلى أية ٍ‬
‫حال يتجه الرأي الغالب بين‬
‫المختصين إلى القول بأن الصين القديمة عرفت زراعة القنب فكانت بذلك أقدم ٍ‬
‫منشأ‬
‫للنبات على سطح األرض‪ .‬وقد استغل الصينيون هذا النبات أول ما استغلوه لكي‬
‫يستخدموا أليافه في صنع نوٍع معين من األقمشة يصنع منها الفقراء مالبسهم‪ ،‬كان‬
‫ذلك في مناطق تقع وفق خرائطنا الحديثة في شمال شرق الصين وشرق سيبيريا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كمصدر لأللياف التي يصنع منها النسيج‬ ‫وتشير الدالئل األثرية إلى أن نبات القنب‬
‫والحبال ُعرف في الصين منذ ما يقرب من ستة آالف سنة‪( ،‬منذ عصر حضارة‬
‫يانج شاو ‪ ،)YANG-SHAO‬وقد ظل معروفاً وموجوداً في تلك البقاع حتى‬
‫العصر الحديث‪.‬‬

‫وتشير بعض الوثائق األثرية إلى أن الحبال استُخدمت هناك لصنع شباك‬
‫الصيد‪.‬‬

‫كذلك يبدو أن ألياف القنب استُخدمت في صناعة الورق في تلك المناطق‬


‫حوالي أوائل القرن الثاني الميالدي‪ .‬أما استعمال بذور القنب كطعام كما استخدم‬
‫األرز والشعير وفول الصويا فقد ُعرف قبل ذلك بكثير ‪ ،‬ربما في الوقت نفسه الذي‬

‫‪30‬‬
‫استُخدمت فيه أليافه‪ .‬لكن هذا االستخدام يبدو أنه لم يستمر إلى أقرب من القرن‬
‫السادس الميالدي نظ اًر لظهور أنواع من البقول تفضله (‪. )HUI-LINLI 1974‬‬

‫أما عن االستعماالت الطبية للعشب فيقال أنها ترجع إل حوالي القرن العشرين‬
‫قبل الميالد‪ ،‬أيام إمبراطور الصين الحكيم شن نونج ‪ ShenNung.‬فقد وصف‬
‫القنب لعالج اإلمساك‪ ،‬وداء الملوك‪ ،‬والمالريا‪ ،‬والروماتيزم‪ .‬ويبدو أن االستعماالت‬
‫الطبية للقنب استمرت في الصين حتى بدايات التقويم الميالدي؛ غير أن هذه‬
‫االستعماالت بدأت تنحسر شيئاً فشيئا وارتبط هذا االنحسار بظهور المزيد من‬
‫مالحظات األطباء على تأثير هذا العقار في تشويه اإلحساس بالزمان والمكان‬
‫(المرجع السابق)‪ .‬وفي الهند استُخدم القنب ألغراض دينية قبل أن ُيستخدم ألغر ٍ‬
‫اض‬
‫طبية‪ .‬وكان الرأي السائد بين الداعين إلى استخداماته الدينية‪" :‬أنه يخلص عقولنا‬
‫من المشتتات الدنيوية حتى نقوى على التركيز على الموجود األعلى"‪ ،‬وال يزال هذا‬
‫العشب ُيستخدم في معابد الهندوس والسيخ ‪ ،‬وفي نيبال يوزع في معابد أتباع شيثا‬
‫في أيام األعياد المقدسة (‪.)Blum et al 1969‬‬

‫وتشير بعض المراجع التاريخية كذلك إلى أنه ُعرف في مصر منذ حوالي‬
‫ٍ‬
‫حينئذ في عالج بعض أمراض العيون‪ ،‬ولكن‬ ‫القرن العشرين قبل الميالد‪ ،‬واستُخدم‬
‫ليس هناك ما يشهد بوجود تاريخ متصل لهذا العشب في هذه المنطقة‪ ،‬أي مصر‬
‫والعالم العربي سواء فيما يتعلق باالستخدامات الطبية أو الدينية أو الترويحية‪ .‬كل‬
‫ما في األمر أننا نعلم أن هذا العشب كان معروفاً في بالد الفرس وربما عند‬
‫األشوريين حوالي القرن السابع قبل الميالد (المرجع السابق)‪ .‬ويقال أن المنطقة‬
‫العربية ُعرفت باالستخدامات الطبية للقنب في حوالي القرن التاسع الميالدي مع قيام‬
‫حركة الترجمة عن الطب اليوناني‪ .‬ومع بداية القرن العاشر تبدأ اإلشارات الصريحة‬
‫ٍ‬
‫كتاب عن السموم البن وحشية يرد ذكر القنب‬ ‫إلى القنب في الطب العربي‪ .‬ففي‬

‫‪31‬‬
‫على أنه سام‪ ،‬كما يرد ذكره عند الرازي‪ .‬ويبدو أن كلمة الحشيش استُخدمت ألول‬
‫مرة عند الكتاب العرب في أواخر القرن الحادي عشر الميالدي‪ ،‬بعد أن كانت كلمة‬
‫بنج هي الشائعة‪ .‬وخالل القرن الثاني عشر دخل القنب مصر‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫أوائل حكم األيوبيين‪ .‬وفي أوائل القرن الثالث عشر كان القنب قد انتشر في فارس‬
‫والشام ومصر‪ .‬وفي القرن نفسه (الثالث عشر) اجتاح المغول العالم اإلسالمي‬
‫"‪ "1355 -1221‬بادئين بفارس‪ ،‬وكان ذلك بقيادة جنكيز خان‪ ،‬وكان المغول‬
‫يتعاطون القنب فازداد انتشاره مع الزحف المغولي‪ ،‬وبذات القرن (الثالث عشر) كتب‬
‫ابن البيطار "‪ "1243-1197‬عالم النبات العربي عن القنب‪ ،‬فقال إنه يزرع في‬
‫مصر وانه يعرف فيها بالحشيش‪ ،‬كما ذكر أنه يؤكل‪ ،‬وأن أكله ُيشعر بالخفة‬
‫والسرور‪ ،‬ولكنه ينتهي إلى العته أو الموت‪ .‬وقال أن الصوفية واإلسماعيلية‬
‫يتعاطونه في ممارساتهم الدينية‪ .‬وكذلك في القرن نفسه بدأ الحكام "األيوبيين" في‬
‫مصر يحاربون زراعته‪ ،‬لكن نجاحهم بذلك كان مؤقتاً‪ .‬ففي نفس القرن نجح‬
‫المماليك في إسقاط الدولة األيوبية في مصر (‪1204‬م) ‪ ،‬وتمكنوا من إيقاف زحف‬
‫المغول غرباً‪ ،‬وذلك في موقعة عين جالوت في الشام (‪1265‬م) وفي غمرة هذه‬
‫األحداث يأمر الملك الظاهر بيبرس (وهو الذي هزم المغول) بمنع تداول القنب أو‬
‫ٍ‬
‫تأثير سيئ لهذا العشب على‬ ‫تعاطيه ومعاقبة من يخالف ذلك‪ ،‬لما الحظه من‬
‫معنويات جنوده حتى والمغول ال يزالون يهددون سالمة البالد‪ .‬وأيضا في ذات‬
‫القرن (الثالث عشر) يكتب القرافي بما معناه أنه ال حرج من تعاطي القنب بمقادير‬
‫صغيرة بحيث ال تؤثر في العقل وال تفسد الحس‪ .‬ومع دخول القرن الرابع عشر بدأ‬
‫ينتشر الحشيش في الشمال األفريقي حتى بلغ األندلس ‪ ،‬وقد تحدث ابن بطوطة عن‬
‫انتشاره في البلدان التي ارتحل إليها من فارس إلى شرق أفريقيا‪ .‬وفي هذه الفترة نشر‬
‫الشيخ اإلمام أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل الزركشي رسالته الشهيرة التي‬
‫استهلها بقوله ((أما بعد فهذه فصو ٌل في الكالم عن الحشيشة اقتضى الحال شرحها‬

‫‪32‬‬
‫لعموم بلوى ٍ‬
‫كثير من السفلة بها وتوقف كثير من الناس في حكمها لما لم يجدوا‬
‫للسلف فيها كالما)) "‪ ."Rosenthal1771‬وعلى امتداد القرن الرابع عشر تقوم‬
‫عدة محاوالت من حكام مصر لمنع تداول الحشيش أو تعاطيه‪ ،‬ولكن نجاحها يكون‬
‫مؤقتاً‪ .‬وفي حوالي منتصف القرن الخامس عشر يكتب المقريزي مسفهاً الحشيش‬
‫ومتعاطيه‪ .‬وفي سنة ‪1403‬م تسقط القسطنطينية في يد العثمانيين‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪1017‬م يستولون على مصر‪ .‬ويبقى شيوع الحشيش في مصر بين ٍ‬
‫مد وجزر ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بدرجة مماثلة‪ ،‬ويشهد مؤرخ تركي عاش في القرن‬ ‫ولكنه ال ينتشر في األناضول‬
‫السابع عشر ؛أنه عندما كان في القسطنطينية وجد ألف حانوت تبيع البيرة‪ ،‬و ‪154‬‬
‫تبيع الخمور‪ ،‬ولكنه لم يجد سوى ‪ 65‬مكاناً لبيع الحشيش وتدخينه " & ‪AUSTIN‬‬
‫‪."GRIEG 1982‬‬

‫وقد ُعرف القنب في أوروبا الحديثة من خالل بعض الكتابات العلمية الهادئة‬
‫ٍ‬
‫حينئذ بروسبر ألبانيو "‪"Prosper Albino‬‬ ‫منذ القرن السادس عشر‪ ،‬فقد كتب عنه‬
‫كما كتب عنه لينيوس " ‪C‬‬ ‫في كتابه"‪"De Medicina Aezyptiorum‬‬
‫‪ ".Linnaeus‬عالم النبات الشهير وكان ذلك بعد منتصف القرن الثامن عشر بقليل‪.‬‬
‫غير أن أوروبا عرفته بعد ذلك موضوعا لكتابات مثيرٍة للجدل‪ ،‬وكان ذلك بشأن‬
‫خصائصه كمخدر‪ .‬وبهذا االعتبار وصلت سمعته إلى أوروبا عن طريقين‪ :‬األول‬
‫ٍ‬
‫بوجه خاص في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل‬ ‫هو حركة االستش ارق التي نشطت‬
‫القرن التاسع عشر مع تأسيس الجمعية اآلسيوية للبنغال سنة ‪ ،1734‬والجمعية‬
‫اآلسيوية الملكية في بريطانيا سنة ‪ .1324‬في هذه الفترة التاريخية ُدرست وتُرجمت‬
‫وأُلفت (على سبيل المحاكاة) كتب كثيرة عن الشرق والمؤلفات الشرقية _ وكان‬
‫معظم االهتمام منصباً آنذاك على ما يخص الهند وفارس والشرق األوسط العربي‪،‬‬
‫ومن أشهر النماذج التي تناولتها هذه الدراسات ونقلتها للقارئ األوروبي "ألف ليلة‬

‫‪33‬‬
‫وليلة"‪ .‬وجدير بالذكر هنا أن هذه الدراسات والترجمات لم تتوجه لدولة أوروبية‬
‫بعينها‪ ،‬ولكنها توجهت إلى الجميع‪.‬‬

‫وفي غمار هذه الحركة انتقلت سيرة الحشيش كمخدر‪ ،‬مع كل تهويمات الخيال‬
‫األدبي‪ .‬هذا عن الطريق األول‪ .‬أما الطريق الثاني فكان ما حمله معهم علماء‬
‫نابليون بونابرت وجنوده بعد عودتهم من مصر على أثر فشل الحملة العسكرية التي‬
‫استمرت من ‪1793‬إلى ‪ .1351‬وفي ظل تداخل هذين الطريقين معاً‪ ،‬وتوافر المناخ‬
‫المناسب في أوروبا شهدت السنوات من حوالي ‪ 1345‬إلى ما يقرب من سنة‬
‫‪ 1365‬نشاطاً بار اًز من الكتابات والتجارب واالجتماعات التي تدور كلها حول‬
‫‪T.‬‬ ‫الحشيش وآثاره على المتعاطين‪ ،‬ففي سنة ‪ 1343‬دون (تيوفيلجوتييه‬
‫‪ -)Jauntier‬وهو أديب فرنسي رومانسي عاش من من ‪ 1372_1311‬وعرف‬
‫بدفاعه عن نظرية الفن للفن‪ -‬مالحظاته االستنباطية على خبرته الذاتية الناجمة عن‬
‫وفي سنة ‪ 1340‬نشر (مورو دي تور‪– )Moreeau de Tours‬‬ ‫التعاطي‪.‬‬
‫الطبيب النفسي الفرنسي كتابا عنوانه "عن الحشيش واالضطراب العقلي" ‪Meunier‬‬
‫‪ ."P.136،1909‬وفي سنة ‪ 1346‬تعاطي (بودلير ‪ )Baudelaire.C‬الحشيش‬
‫وكتب يصف خبرته مع هذا التعاطي مقاال بعنوان "عن الخمر والحشيش مع‬
‫المقارنة بينهما كوسيلتين لمضاعفة الفردية"‪ .‬وفي سنة ‪ 1306‬نشر هذا الشاعر‬
‫نفسه مجموعة من خمس مقاالت عن الحشيش؛ هي " مذاق الالمتناهي – ما هو‬
‫الحشيش – مسرح سي ار فين – اإلنسان واإلله – األخالق "‪P.37 ،Nahas1977(.‬‬
‫‪ .).Baudelaire 1928‬وفي سنة ‪ 1307‬أعلنت الجمعية الدوائية في باريس عن‬
‫ٍ‬
‫مسابقة علمية موضوعها القنب الهندي (سويف‪ .)1972‬ومع اقتراب القرن التاسع‬
‫عشر من نهايته هدأت الضجة التي أثارها مجموعة األدباء والفنانين األوروبيين‬
‫حول الحشيش ‪ .‬ومع بداية القرن العشرين عرف الحشيش طريقه إلى الواليات‬
‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬وذلك من خالل هجرة المكسيكيين شماالً خالل عشرينيات القرن‬

‫‪34‬‬
‫لالشتغال كعمال زراعيين فيها‪ ،‬فقد كان المكسيكيون يعرفونه ويدخنونه ‪ ،‬فانتقل‬
‫ٍ‬
‫أوساط بعينها في الواليات المتحدة؛ أوساط عازفي موسيقى‬ ‫معهم وبدأ ينتشر في‬
‫ٍ‬
‫بوجه خاص وبعض البيض (‪ .)Musto 1991‬وفي سنة ‪1933‬طلب‬ ‫الجاز السود‬
‫عمدة مدينة نيويورك " ‪ "Fiorillo la Juardia‬إلى األكاديمية الطبية لنيويورك أن‬
‫تهتم بإجراء بحث علمي اجتماعي حول مشكلة الحشيش في المدينة ‪ .‬وتشكلت على‬
‫أثر ذلك لجنة إلجراء البحث المطلوب ُعرفت تلك اللجنة باسم لجنة الجوارديا‪،‬‬
‫وأشرفت على إجراء البحوث المطلوبة ونشرت تقري اًر عن ذلك ُعرف باسمها‪ ،‬وقد‬
‫أثار كثي اًر من الجدل حول قيمته العلمية‪.)Nahas 1973( .‬‬

‫وتضع الحرب العالمية الثانية (‪ )1940 -1939‬خاتمة لما نسميه السرد‬


‫التاريخي ألحداث القنب في العالم ومع بدء خمسينيات القرن الماضي يبدأ‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫الكوكايين‪:‬‬

‫يستخلص الكوكايين من نبات الكوكا‪ .Erythroxylon coca .‬وقد ُعرف هذا‬


‫النبات في أمريكا الجنوبية منذ أكثر من ألفي سنة‪ ،‬وفي عصور ازدهار قبائل اإلنكا‬
‫كانت أوراق الكوكا تعتبر شيئاً ثمينا وكانت تحجز عادة عن العامة لكي يبقى‬
‫استخدامها وقفاً على النبالء ورجال الدين (كانت طريقة االستخدام أو التعاطي هي‬
‫مضغ األوراق وابقاؤها في الفم حوالي ساعة الستحالبها)‪ .‬ونظ اًر لما لوحظ من ٍ‬
‫تأثير‬
‫منشط لهذه األوراق فقد كان الجنود (أيام اإلنكا أيضا) يستخدمونها عندما يخرجون‬
‫ٍ‬
‫مسافات‬ ‫للحرب‪ ،‬كذلك كان حاملو الرسائل يستخدمونها لتعينهم على االرتحال‬
‫طويلة حاملين رسائلهم‪ .‬وعندما احتل اإلسبان البالد في القرن السادس عشر تُرك‬
‫الهنود الحمر يمضغون أوراق الكوكا ليستعينوا بها على تحمل مشاق العمل للسادة‬
‫اإلسبان في مناجم الذهب والفضة‪ .‬وفي ظل هذا النظام الجديد عني اإلسبان بزراعة‬

‫‪35‬‬
‫شجر الكوكا بانتظام (كان الهنود الحمر من قبل يكتفون باالعتماد على األشجار‬
‫التي تنبت في المكان تلقائياً)‪ ،‬وأصبح العمال الهنود يعطون جزءا من أجرهم مقادير‬
‫من أوراق الكوكا‪ .‬وانتشر مضغ الكوكا أكثر من ذي قبل‪ .‬وربما رأى فيها الهنود‬
‫المقهورون أمام المستعمر اإلسباني بقية باقية من ممارساتهم الحضارية المندثرة‪.‬‬
‫(إلى جانب آثارها التنشيطية) فازدادوا تمسكاً بها‪ .‬ويقدر عدد الهنود الذين يمارسون‬
‫اآلن مضغ الكوكا بانتظام في بيرو وبوليفيا بما يزيد قليالً على أربعة ماليين نسمة‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1365‬تمكن نيمان ‪ Niemann‬من عزل العنصر الفعال في‬


‫النبات‪ ،‬وأسماه كوكايين‪ .‬وتوالت التجارب بعد ذلك على الكوكايين الستغالله في‬
‫األغراض الطبية‪ .‬وفي حوالي سنة ‪ 1330‬اكتشف كارل كوللر‪ Korl K ller‬أن‬
‫الكوكايين يمكن استخدامه كمخدر موضعي إلجراء جراحة العيون دون ألم يذكر‪.‬‬
‫كذلك نشطت البحوث في تأثيره على الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬وبالتالي فقد أُدخل‬
‫الكوكايين كمنشط في عدد من األدوية والمشروبات الترويحية‪ .‬ومن أشهر هذه‬
‫المشروبات الكوكاكوال التي قُدمت في سنة ‪( ،1336‬ولكن في سنة ‪ 1953‬استُبعد‬
‫الكوكايين من تركيبها)‪ .)Van DKe 1981( .‬في تلك الفترة تبارى أطباء األمراض‬
‫العصبية‪ ،‬كما تبارت شركات األدوية في الدعوة لإلقبال على الكوكايين‪ .‬ويذكر في‬
‫هذا الصدد اسم وليام هاموند أحد كبار أطباء األعصاب في أمريكا‪ ،‬الذي يقال أنه‬
‫أسهم كثي ار بالقول وبالكتابة في امتداح الكوكايين‪ .‬وكان من أقواله الشهيرة التي‬
‫أطلقها سنة ‪ 1337‬إن ضرر الكوكايين في استثارة اعتياد اإلقبال على تناوله ال‬
‫يزيد على ضرر الشاي والقهوة في هذا الصدد‪ .‬كذلك تفاخر بأنه استطاع بالتعاون‬
‫مع أحد الصيادلة في نيويورك أن يكون ما أسماه "بنبيذ الكوكايين" وذلك بإضافة ما‬
‫مقداره ‪ 135‬مليجراما من الكوكايين إلى ٍ‬
‫لتر من النبيذ ومزجها جيداً‪ ،‬وان هذا النبيذ‬
‫يقة مقاربة كان يعرف باسم نبيذ مارياني‬ ‫يفوق كثي اًر نبيذاً آخر كونه الفرنسيون بطر ٍ‬

‫‪36‬‬
‫‪ Vin Marine‬ألن هذا األخير ال يحتوي إال على حوالي ‪ 35‬مليجراما فقط من‬
‫الكوكايين‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى هذه التصريحات من هاموند وأمثالها من غيره من أطباء‬


‫األعصاب (ومنهم سيجموند فرويد) سارعت شركة بارك دافيز‪Parke -Davits .‬‬
‫‪ .Co‬لألدوية إلى تقديم الكوكا والكوكايين في ‪ 10‬شكال مختلفا‪ ،‬من بينها مثال‬
‫سجائر الكوكا‪ ،‬وكوكايين للحقن‪ ،‬وكوكايين للشم‪ .‬كذلك قدمت هذه الشركة ما‬
‫اعتبرته حقيبة معدات صغيرة تجعل الكوكايين في متناول من يريد بيسر وسهولة‪.‬‬
‫وكان من بين ما تحويه الحقيبة حقنة لحقن العقار تحت الجلد‪ .‬ومن بين ما جاء في‬
‫حينئذ إن هذا العقار "يمكن أن يحل محل الطعام" كما أنه يجعل‬‫ٍ‬ ‫إعالن الشركة‬
‫الجبان شجاعاً‪ ،‬والسكوت فصيحاً‪ ،..‬كما أنه يحول دون المعاناة من األلم‬
‫(‪.)Musto‬‬

‫ومن المؤسف حقا أن تاريخ المواد المخدرة زاخر بمثل هذه االندفاعات‬
‫الحماسية سواء من جانب شركات صناعة الدواء (بدافع اإلسراع إلى جني األرباح)‪.‬‬
‫كثير من األطباء وغيرهم من األشخاص ممن يحملهم المجتمع عبئاً‬ ‫ومن جانب ٌ‬
‫مضاعفا لمسؤولية الكلمة‪ ،‬ويتوقع منهم في المقابل قد اًر مضاعفاً من ضبط الحكم‬
‫حدث هذا في تاريخ الكوكايين كما رأينا‪ ،‬وحدث ما يماثله في تاريخ‬ ‫والقول‪.‬‬
‫الهيروين‪ ،‬وحدث كذلك في تاريخ المهدئات الصغرى (البنزوديازيبينات‪ ،‬كالديازيبام)‪،‬‬
‫وال يزال يحدث إلى حد ما بشأن تدخين القنب‪ .‬وفي سنة ‪ُ 1336‬نشر أول تقرير‬
‫طبي‪ ،‬نشره طبيب في واشنطن عن بعض اإلرجاع المعاكسة المترتبة على الحقن‬
‫بالكوكايين للتخدير في إحدى العمليات الجراحية‪ ،‬ولم يلتفت أحد إلى هذا التقرير‪.‬‬
‫ثم توالت التقارير عن أرجاع معاكسة ترتبت على زيادة الجرعة أو على عوامل‬
‫أخرى أكثر ارتباطاً بالظروف النوعية للمرضى‪ ،‬ثم توالت التقارير عن المشكالت‬

‫‪37‬‬
‫السلوكية االجتماعية المترتبة على تناول الكوكايين على فترات زمنية طويلة‪ .‬وفي‬
‫سنة ‪ُ 1914‬وقع ما يعرف باسم قانون هاريسون الذي وضع قيوداً مشددة على‬
‫تداول الكوكايين‪ ،‬منها تحريم بيعه إال من خالل الوصفات الطبية‪ ،‬ومنها تحريم‬
‫إدخاله بأي قدر من األدوية السيارة‪ .‬وفي سنة ‪ 1935‬جاء في تقرير لجنة نيويورك‬
‫(بإشراف عمدتها) للنظر في أمر المخدرات‪ ،‬أن تعاطي الكوكايين لم يعد مشكلة‬
‫مؤرقة‪.)Musto 1991( .‬‬

‫القــات‪:‬‬

‫القات شجرةٌ دائمة الخضرة‪ ،‬وأول من أسماها باسمها العلمي ووصفها وصفاً‬
‫دقيقاً هو عالم النبات السويدي بير فورسكال ‪ Per Forsskal‬الذي توفي في اليمن‬
‫سنة ‪ .1763‬أما االسم العلمي الذي أطلقه على هذا النبات‪ ،‬فهو ‪.Catha‬‬
‫‪ edulis‬ويتراوح طول شجرة القات بين خمسة وعشرة أمتار‪ .‬وأوراق الشجرة بيضاوية‬
‫مدببة‪.‬‬

‫وتُقطف للمضغ وهي صغيرة السن يبلغ عمرها أياما أو ال يزيد على أسابيع‬
‫قليلة‪ .)P27،Weir 1985( .‬ويرى بعض المؤرخين أن القات ُوجد أول ما ُوجد‬
‫في منطقة تركستان أو أفغانستان‪ .‬ويعتمد هذا الرأي على ما ذكره البيروني في‬
‫"كتاب الطب" وجاء فيه ما يأتي "القات شيء مستورد من تركستان‪ ،‬طعمه حامض‬
‫‪ ..‬ولون القات أحمر مع ر ٍ‬
‫ثة من السواد ‪ ..‬وهو يبرد الحمى ‪ ..‬ويريح الصفراء ويبرد‬
‫المعدة والمصران" وقد عاش البيروني في الفترة ما بين سنة ‪ 973‬وسنة ‪.1501‬‬
‫(مركز الدراسات والبحوث اليمنية‪ ،1931،‬ص ‪.) 215‬‬

‫ويبدو في حدود الوثائق التاريخية القليلة المتوافرة حول الموضوع‪ ،‬أن شيوع‬
‫عادة مضغ أوراق القات في منطقة جنوب البحر األحمر (وبوجه خاص في اليمن‬

‫‪38‬‬
‫والحبشة) يرجع إلى حوالي القرن الرابع عشر الميالدي‪ ،‬وقد ورد ذكر ذلك عرضاً‬
‫ٍ‬
‫وثيقة تاريخية حبشية (مكتوبة باللغة األمهرية) تصف حملةً تأديبية قام بها جنود‬ ‫في‬
‫الملك المسيحي عمدا سيون‪( AmdaSeyon‬من الحبشة) ضد الملك المسلم صبر‬
‫الدين (في اليمن)‪ .‬وتؤرخ هذه الوثيقة بالعام ‪1335‬م ‪ .‬كذلك يرد ذكر القات في‬
‫كتاب لمؤرٍخ عربي ُيدعى ابن فضل اهلل العمري ُكتب بين سنتي ‪1349-1342‬م‪،‬‬
‫وفيه يورد الكاتب قصة عن كيف ورد القات (بعادات مضغه) من الحبشة إلى اليمن‬
‫(‪ .)Weir 1985;P72‬كما يشهد المقريزي في رسالة له بعنوان "اإللمام بأخبار من‬
‫في أرض الحبشة من ملوك اإلسالم" (وقد عاش المقريزي ما بين ‪1364‬م و‬
‫‪1442‬م) بوجود شجرة من أرض الحبشة‪" ،‬تسمى القات‪ ،‬وهي شجرة ال تعطي‬
‫فواكه‪ ،‬لكن السكان يأكلون أوراقها الصغيرة ‪ ...‬هذه الشجرة تنشط الذاكرة ‪ ،‬وتذكر‬
‫اإلنسان بما هو منسي‪ ،‬كما تضعف الشهية والشهوة والنوم ‪(. "...‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمنية‪ ،1931 ،‬ص ‪ .)211‬ويبدو أنه قد ثار جد ٌل بين اليمنيين خالل‬
‫القرن السادس عشر الميالدي حول ما إذا كان يسري على القات ما يسري على‬
‫الخمر من تحريم باسم الدين‪ ،‬و لجأوا إلى استفتاء أهل الفتوى‪ ،‬وكان من بين‬
‫هؤالء شهاب الدين أحمد بن محمد علي بن حجر الهيثمي السعدي‪ ،‬وكان مقيماً في‬
‫مكة (عاش في الفترة بين ‪ 1054‬و ‪ 1067‬أو ‪ )1037‬وقد استُشكل أمره عليه‬
‫ٍ‬
‫وقائل بأنه ال يؤثر على الجسم ‪"...‬‬ ‫على إثر تباين أقوال متعاطيه بين ٍ‬
‫قائل بتخديره‬
‫فنتج عن هذا كله أن ال طريق لنا إلى العلم بحقيقته إال مجرد الخبر المتواتر من‬
‫متعاطيه بما يجدونه منه‪.‬‬

‫ولم يتم لما علمت من الخالف واالختالف‪ ،‬إذ القائلون بالحل ناقلون عن عدد‬
‫متواتر أنه ال ضرر فيه‪ ،‬والقائلون بالحرمة ناقلون عن عدد متواتر أن فيه ٍ‬
‫آفات‬
‫كاذب قطعا مع‬
‫ٌ‬ ‫ومفاسد منها أنه مخدر ومغيب ومسكر ومطرب‪ ،‬فأحد الخبرين‬

‫‪39‬‬
‫رعاية العموم سلباً واثباتا (المرجع السابق‪،‬ص‪ .)76‬وقد استمر الجدل حول موجبات‬
‫تحريم القات أو حله وال يزال مستم ار حتى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫وتشير دراسات كثيرة حول التاريخ االجتماعي لتعاطي القات في اليمن إلى أنه‬
‫مر بمرحلة في بداية تاريخه خالل القرنين الثالث عشر والرابع عشر كان مقترناً فيها‬
‫بالشرائح الفقيرة من المجتمع‪ ،‬غير أنه اتجه بعد ذلك تدريجياً إلى االقتران بالشرائح‬
‫الغنية ذات النفوذ‪ ،‬وفي ذلك يقول سيرجنت ‪ - R.B.Serjeant‬وهو أحد أعالم‬
‫الدارسين للحياة اليمنية ‪ -‬إن القات كان مقبوالً وكان تناوله شائعاً بين الصفوة‬
‫الحاكمة في القرن الثامن عشر‪" ،‬وهو ما نستنتجه من سيرة أحد أحفاد اإلمام‬
‫المتوكل إسماعيل الذي كان يحب األدب‪ ..‬وكان يتجه إلى الخلوة أحيانا للتعبد‬
‫والصالة‪ ،‬وكان مولعاً بأكل القات "‪ .) Weir 1985;P 76 ( .‬وهناك دراسات‬
‫متعددة تابعت التغيرات التي كانت تط أر من حين آلخر على ثمن القات في السوق‬
‫المحلية نتيجة لتغير مكانة المتعاطي‪.‬‬

‫الهيروين‪:‬‬
‫وهو أحد مشتقات المورفين وهو مسحوق أبيض اللون بلوري‪ ،‬يذوب بصعوبة‬
‫في الماء وبسهولة في الكحول‪ ،‬ولما كان اإلنسان قد يصبح مدمناً للهيروين بسهولة‬
‫فقد قل استعماله وندر وصفه طبياً‪ ،‬بل وقد حظر تحضيره في ٍ‬
‫بالد كثيرة‪ .‬وهناك‬
‫شبه إجماع على حذفه من جميع دساتير األدوية‪.‬‬

‫الماريجوانا‪:‬‬

‫هو القمم الزهرية المؤنثة لنبات القنب‪ ،‬وهو ُيحدث تهيجاً كما يحدث هبوطاً‪،‬‬
‫ومع أنه استُعمل أوالً في حاالت الصداع واألرق‪ ،‬إال أنه قد بطل استخدامه تقريباً‬
‫ولم يعد يوصف في التذاكر الطبية‪ .‬وهو من العقاقير التي تُحدث عادة اإلدمان‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫وقد شاع استعماله في أمريكا بتدخينه على شكل السجائر التي ال يمكن الحصول‬
‫عليها أال عن طريق التجارة غير المشروعة والتهريب‪ ،‬واتخذت الحكومة األمريكية‬
‫كل الخطوات لمراقبة زراعة القنب‪.‬‬

‫المخدرات الصغرى‪:‬‬
‫وهي أقل ضر اًر إلى ٍ‬
‫حد ما عن المخدرات الكبرى الطبيعية على اإلنسان‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مختلفة من المخدرات‬ ‫اع‬
‫ومنها الطبيعي ومنها الصناعي‪ .‬وفيما يلي نعرض ألنو ٍ‬
‫الصغرى ‪:‬‬

‫البن والشاي (الكافيين)‪:‬‬


‫نتكلم في السياق الراهن عن البن والشاي معاً ألن ما يعنينا هو العنصر‬
‫الفعال‪ ،‬وهو واحد في كل منهما ويسمى الكافيين‪ .Caffeine‬وتشير بعض اآلثار‬
‫إلى أن الشاي كان معروفاً في الصين منذ مايقرب من ثالثة آالف عام‪ ،‬وان كانت‬
‫الكتابات التي تذكره صراحة ال ترجع إلى أبعد من سنة ‪ 305‬ميالدية‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للبن (والقهوة) فليس لدينا من اإلشارات التاريخية ما يشهد له بتاريخ مماثل في القدم‪،‬‬
‫ومع ذلك فيبدو أن الشعوب العربية (في شبه الجزيرة العربية) كانت تشربه منذ ألف‬
‫سنة على األقل‪ .‬ويبدو تاريخ تقديم الشاي للمواطن األوروبي مرتبطاً بتاريخ شركة‬
‫الهند الشرقية في أوائل القرن السابع عشر‪ .‬وكما قوبل القنب عند دخوله مصر في‬
‫القرن الثاني عشر الميالدي بالكثير من الجدل بين من يرتضون تناوله ومن ينهون‬
‫عنه‪ ،‬وهو ما حدث أيضا مع ك ٍ‬
‫ثير من المواد النفسية األخرى (مثل األمفيتامينات‬
‫والكوكايين والطباق وقت دخولها ٍ‬
‫كثير من البلدان) كذلك حدث الشيء نفسه مع‬
‫القهوة والشاي‪ ،‬فقد صدرت على مر التاريخ الحديث ق اررات عدة في دول مختلفة‬
‫تحرم شربهما‪ ،‬ثم ُعدل عن هذه الق اررات استناداً إلى مبررات متعددة‬
‫ِّ‬
‫(‪)greden&waltres 1992 ;greden1981‬‬

‫‪41‬‬
‫وجدير بالذكر هنا أن الجدل ال يتناول كون هذه المادة أو تلك (الكافيين أو أي‬
‫ٌ‬
‫مادة أخرى) تؤثر على المخ ومنه على السلوك والمزاج‪ ،‬هذا شيء ال يتناوله الجدل‪،‬‬
‫فالكل مسلِّم بأن الكافيين ذو تأثير تنشيطي (تنبيهي) على المخ‪ .‬ولكن الجدل‬
‫ينصب على احتماالت التمادي في تناوله و ما يترتب على ذلك من أضرار‪ .‬ومن‬
‫أوضح مظاهر هذا الجدل تردد العلماء في تصنيف مادة الكافيين ضمن المواد‬
‫المحدثة لالعتماد‪ .‬ومن ثم نجد أن نظام التصنيف األمريكي لالضطرابات النفسية‬
‫الصادر سنة ‪ 1935‬والمعروف باسم ‪ 4DSM‬أو ‪Diagnostic & statistical‬‬
‫‪ Manual of Mental disorders‬يذكر "التسمم الكفاييني " و "االضطراب‬
‫النفسي العضلي المرتبط بالكافيين "‪ ،‬ويقدم قائمة تحتوي على اثني عشر عرضاً‬
‫وعالمة كمعايير لتشخيص التسمم الكفاييني‪ ،‬وفي حين أن نظام التصنيف المناظر‬
‫له والصادر عن هيئة الصحة العالمية ؛وهو المعروف باسم ‪ ICD-10‬أو ‪The‬‬
‫‪ ICD-10 Classification of mental and behavioral disorders‬ال‬
‫يحوي أي ذكر لهذا الموضوع ‪.‬‬

‫الكوكا(الكوال أو الكوله)‪:‬‬
‫وهي شجرة استوائية اسمها العلمي ( كوكا اكيومنياتا ) وموطنها افريقيا‪ ،‬وتزرع‬
‫في المناطق الدافئة لبذورها المعروفة باسم (بندق كوال) والتي تحوي الكافين والزيت‬
‫والجلوكسيد كوالنين‪ .‬ويستخدم األهإلى في تلك األقإلىم البندق الطازج‪ ،‬وتصدر‬
‫البذور الستعمالها في المشروبات وفي الطب‪.‬‬

‫جوزة الطيب‪:‬‬
‫بذرة شجرة مستديرة الخضرة اسمها العلمي (مريستيكا فراجرانس) و هي تابل‬
‫قيم‪ ،‬ويستخرج من غالف البذرة تابل آخر‪ ،‬ومن البذور وغالفها زيت يستعمل في‬
‫الطب وفي أدهنة الشعر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البتل ( البويو )‪:‬‬
‫نوع من الفلفل األسود انتشرت زراعته في الشرق األقصى ويطلق عليه‬
‫الغربيون اسم (بويو ) والبويو هو العجينة المحضرة من أجل المضغ والتي‬
‫تحتوي باإلضافة إلى البتل المكون الرئيسي من جوزة الطيب‪ ،‬وعلى كلس حتى‬
‫يتم الحصول عليه من االصداف المتكلسة‪ .‬ويبدو أن استخراج البتل في بالد‬
‫الشرق األقصى يعود إلى عهود قديمة جداً فقد روى أوائل البحارة الغربيين أنهم‬
‫أروا رجاالً ضعافاً في غاية المرض ألن أفواههم تدمي حيث كانوا يبصقون الدم‬
‫ٍ‬
‫عندئذ‪ ،‬بل ُعرف بعد زمن طويل أن‬ ‫بغ ازرة‪ .‬وما كان هؤالء البحارة يعرفون البتل‬
‫اللون الشديد االحمرار للعاب أولئك المرضى الفقراء ولون أسنانهم ومخاطية الفم‬
‫واللثة لديهم يعود إلى (البويو) الذي يمضغونه باستمرار‪ ،‬ويعد (البويو) عند‬
‫الكثيرين من سكان الهند وجزر الفلبين شيئاً أكثر أهمية من الذهب نفسه‪ ،‬وهناك‬
‫لدى بعض األمراء بهذه البالد خدم متخصصون في تحضير (البويو) علماً بأن‬
‫هؤالء الخدم ذوو حظوة لقيامهم بهذه المهمة‪ ،‬حيث ال يكلف بها إال أكثر الخدم‬
‫ذكاء وقد اًر‪ ،‬هذا ولم تحدد بعد صفات البويو‪ ،‬وما عرف عنه هو أن جوزة الطيب‬
‫تحتوي على نوع من النيكوتين‪ ،‬وأن البويو لوال الكلس لما اصطبغ باللون‬
‫األحمر‪ ،‬فالبويو بمقوماته الثالثة‪ ،‬تلك المقومات التي يكمل بعضها بعضا يوتر‬
‫ٍ‬
‫مخدر مشئوم‬ ‫األعصاب ويبعد الجوع والتعب‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن البويو مع أنه‬
‫حد ما ضروري لسكان الشرق األقصى‪ ،‬ذلك ألن الكلس الذي‬ ‫إال أنه يبدو إلى ٍ‬
‫يدخل في تركيب البويو يعوض النقص الواضح جدا بالكلس في بعض المناطق‬
‫الشرقية هناك ‪ ،‬ويؤكد األوربيون الذين مضغوا البويو وهم قلة نتيجة اللون‬
‫األحمر الذي يفرزه أنه يسبب في بادئ األمر إثارة دماغية مزعجة ويحدث‬
‫تقيوءات ودوا ار‪ ،‬ويتحول كل ماضغ للبتل بمرور الزمن إلى كائن ضعيف‪ ،‬نزق‪،‬‬
‫فاقد للشهية ويشعر بجميع األعراض التي يسببها التبغ‬
‫سريع الغضب والحدة‪ٌ ،‬‬

‫‪43‬‬
‫بشدة‪ ،‬وقد يعود ذلك إلى هذا النوع من النيكوتين الذي تحويه جوزة الطيب‬
‫مخدر قوي شبيه بالكوكا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الممزوجة مع البتل علماً بأن البتل بحد ذاته‬

‫‪ .3‬طرق تعاطي المخدرات‪:‬‬


‫مع انتشار المواد المخدرة تعددت وتنوعت أساليب تعاطيها فمنها ما يتم تعاطيه‬
‫عن طريق التدخين إما مع السجائر أو الجوزة مثل الحشيش واألفيون‪ .‬تلك المواد‬
‫التي تباع في األسواق للمدمنين على هيئة قطع صغيرة ملفوفة بورق السوليفان ‪.‬‬
‫وقد يتناولها البعض عن طريق البلع أو إذابتها في ٍ‬
‫قليل من القهوة أو تركها لتذوب‬
‫في الفم‪ .‬وأحياناً ُيذاب األفيون الخام أو المورفين في ٍ‬
‫قليل من الماء ثم يحقن تحت‬
‫الجلد أو في الوريد ‪ ،‬وال يخفى علينا ما يمكن أن يحدثه استعمال أدو ٍ‬
‫ات غير معقمة‬
‫من خ ارريج في موضع الحقن أو ٍ‬
‫نقل لألمراض نتيجة لالستعمال المتكرر لنفس‬
‫الحقنة من قبل أشخاص عدة كالتهاب الكبد الوبائي ‪ ،‬والمالريا ‪ ،‬وأخي اًر مرض‬
‫اإليدز ؛ ففي إحصائية أخيرة أُجريت بالواليات المتحدة على مرضى اإليدز ُوجد أنه‬
‫من اثنتي عشر ألف حالة مصابة باإليدز؛ ‪ %73‬منهم من مدمني تعاطي العقاقير‬
‫المخدرة عن طريق الحقن ‪.‬‬

‫وهناك أيضاً األقراص المخدرة التي يتناولها المدمنون بكميات كبيرة كالريتالين‪.‬‬
‫أما المواد المخدرة التي يتعاطاها المدمن عن طريق الشم كالكوكايين والهيروين فلقد‬
‫ٍ‬
‫بشكل واضح‪ ،‬ويستخدم المدمن بودرة الهيروين أو‬ ‫زاد استخدامها في الفترة األخيرة‬
‫ٍ‬
‫بسكر أبيض وبحمض بوريك حتى يخفف تركيز المخدر في‬ ‫الكوكايين مخلوطة‬
‫المسحوق المتعاطي إلى حوالي ‪ %7‬من العقار‪ ،‬إذ أن شمةً واحدة نقية ‪ %155‬من‬
‫تلك المواد قد تودي بحياة اإلنسان إلى الهالك‪ .‬وكثي اًر ما ُيحدث الشم تقيحات شديدة‬
‫في األنف وثقوب بالحاجز األنفي للمدمن‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وجدير بالذكر أن تعاطي المخدرات عن طريق الفم يكون أقل خطورة في‬
‫بادئ األمر عنه في حاالت الشم أو الحقن ‪ ،...‬فالمخدر المعطى بالفم يمر بالجهاز‬
‫الهضمي حتى يصل إلى الكبد الذي يحاول التخلص من تلك المواد السامة لكي‬
‫يحمي باقي خاليا الجسم من آثارها المدمرة‪ ،‬إال أن خاليا الكبد نفسه تتلف بعد‬
‫حين؛ ولكن في حاالت التعاطي بالشم أو الحقن ‪ ،‬فإن المخدر يصل إلى خاليا‬
‫الجهاز العصبي مباشرة ويتلفها‪ .‬وهنا مكمن الخطورة‪ ،‬فالخلية العصبية هي خلية‬
‫الجسم الوحيدة التي ال يمكن تعويضها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صنف إلى آخر ومن‬ ‫وكما أسلفنا فإن طرق تعاطي المخدرات تختلف من‬
‫شخص إلى شخص آخر‪ ،‬فالبعض يفضل التعاطي منفرداً والبعض اآلخر يشعر‬
‫بنشوة وهو يتعاطاها وسط مجموعة وبالنسبة للمخدرات نفسها فالبعض يفضل الشم‬
‫والبعض اآلخر يفضل التدخين وبعض ثالث يفضل الحقن في الوريد‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫ذلك‪:‬‬

‫الحشيش‪:‬‬
‫يتم تعاطيه عن طريق التدخين " سيجارة‪ ،‬سيجار‪ ،‬نرجيلة "‪ ،‬ومن أشهر الدول‬
‫أو عن طريق الشراب حيث يقطع‬ ‫العربية المنتشر فيها هذا الصنف مصر‪.‬‬
‫المتعاطي أوراق الحشيش وقممه الزهرية وينقعها في الماء ويذيبها ثم يشربها‪،‬‬
‫وتنتشر هذه الطريقة في الهند‪ .‬أو أن يتم تعاطيه عن طريق األكل بحيث يخلط‬
‫الحشيش بمواد دهنية أو بالتوابل‪ ،‬ويقطع على هيئة قطع الشوكوالتة ويؤكل مع‬
‫بعض األطعمة ‪.‬‬

‫األفيون‪:‬‬
‫يستخدم األفيون في المجال الطبي لتخفيف األلم‪ ،‬فيستعمل على شكل محاليل‬
‫تؤخذ في الغالب في العضل حتى ال يتعرض المريض إلدمانها‪ ،‬أو أقراص تُتناول‬
‫‪45‬‬
‫عن طريق الفم‪ .‬أما التعاطي غير الطبي لألفيون فيتم عن طريق التدخين كما هو‬
‫في الهند وايران‪ ،‬أو البلع بالماء وقد يعقبه تناول ٍ‬
‫كوب من الشاي‪ ،‬وأحيانا يلجأ‬
‫المدمن إلى غلي المخدر واضافة ٍ‬
‫قليل من السكر إليه ثم يشربه‪ .‬أو عن طريق‬
‫االستحالب حيث يوضع تحت اللسان وتطول فترة امتصاصه‪ ،‬أو يؤكل مخلوطا مع‬
‫بعض الحلويات‪ ،‬أو الحقن‪ ،‬أو يشرب مذابا في كوب من الشاي أو القهوة ‪.‬‬

‫القات‪:‬‬

‫تنتشر زراعته وادمانه في منطقة القرن األفريقي والسودان واليمن‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن نبات أخضر تمضغ أوراقه وتخزن في فم المدمن ساعات طويلة‪ ،‬يتم خاللها‬
‫امتصاص عصارتها‪ ،‬ويتخلل هذه العملية بين الحين واآلخر شرب الماء أو المياه‬
‫الغازية‪ ،‬وشرب السجائر أو النرجيلة ‪.‬‬

‫المهلوسات‪:‬‬

‫وقد سميت بهذا االسم آلثار الهلوسة التي تحدثها على شخص المتعاطي‪،‬‬
‫وهي في الغالب تخيالت عن أصوات وصور وهمية‪ ،‬وأهم هذه المهلوسات عقار‬
‫‪ .L.S.D‬وعقار ‪ ،P.C.P‬وتكون المهلوسات على شكل حبوب تؤخذ عن طريق‬
‫الفم ‪.‬‬

‫(المنشطات_ األمفيتامينات )‪:‬‬

‫تنتشر في الوسط الرياضي وبين طلبة المدارس والجامعات‪ ،‬وسائقي الشاحنات‬


‫على الطرق الخارجية والدولية ‪ ،‬وذلك آلثارها المنشطة على الجهاز العصبي ‪ ،‬ومن‬
‫أشهر طرق تعاطيها الحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫المورفين والهيروين‪:‬‬
‫للمورفين خاصية كبيرة في تسكين اآلالم‪ ،‬إال أنه يسبب اإلدمان الفسيولوجي‪،‬‬
‫حيث يؤثر على وظائف خاليا المخ ‪ .‬والهيروين من مشتقات المورفين ويكثر‬
‫استعماله عن طريق الشم‪ ،‬ويتم إدمانه بعد أسبوع من البدء في تعاطيه‪.‬‬

‫الكوكايين‪:‬‬
‫يؤخذ الكوكايين بطرق متعددة تتشابه إلى حد كبير مع الحشيش ‪ ،‬سواء عن‬
‫طريق التدخين أو االجترار تحت اللسان أو البلع أو مع بعض األطعمة‬
‫والمشروبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلدمان‪-:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اإلدمان‪:‬‬

‫لغ ًة‪َ :‬د ِمن على الشيء أي لزمه وأدمن على الش ارب وغيره ‪ :‬أدامه ولم يقلع‬
‫عنه‪ ،‬ويقال أدمن األمر‪ ،‬وواظب عليه‪.‬‬

‫اصطالحاً‪ :‬تعاطي المواد الضارة طبياً واجتماعياً وعضوياً بكميات أو جرعات‬


‫كبيرة ولفترات طويلة‪ ،‬تجعل الفرد متعودا عليها وخاضعا لتأثيرها ويصعب أو قد‬
‫يستحيل عليه اإلقالع عنها‪.‬‬

‫واإلدمان قد يكون إدماناً على الخمر والمسكرات‪ ،‬أو إدماناً على المخدرات‬
‫أو حتى بعض األدوية والعقاقير‪ .‬ولكنه في كل األحوال أكثر تعقيداً من مجرد‬
‫االشتهاء الجسمي ألنه يؤثر على أجهزة الجسم وبخاصة على الجهاز العصبي‬
‫والنفسي لإلنسان والقاعدة في الشريعة اإلسالمية تقرر أنه ال يحل للمسلم أن‬
‫يتناول من األطعمة أو األشربة شيئاً يتسبب بقتله سواء كان بسر ٍ‬
‫عة أو ببطء أو‬
‫ما يضره ويؤذيه ‪ ،‬فإن المسلم ليس ملك نفسه ‪ ،‬وانما هو ملك دينه وأمته ‪،‬‬
‫‪47‬‬
‫وحياته وصحته وماله ونعم اهلل كلها عليه وديعةٌ عنده‪ ،‬وال يحل له التفريط فيها‬
‫قال سبحانه وتعالى‪ { :‬وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} البقرة"‪ ، "190‬وقال سبحانه‬
‫وتعالى‪ { :‬وال تقتلوا أنفسكم إن اهلل كان بكم رحيما } النساء"‪ "29‬فقد أثبتت‬
‫األبحاث الطبية واالجتماعية أن أشر ما يؤدي إلى التهلكة هو اإلدمان‪ .‬ويعتبر‬
‫اإلدمان في العصر الحديث من أشد المشكالت إيالماً ألسر المدمنين والمجتمع‬
‫إذ يؤدي إلى حالة من التدهور في الشخصية تهتز معها القيم والمعايير فال يعود‬
‫المدمن قاد اًر على التوافق السليم مع القانون والحياة االجتماعية السوية‪.‬‬

‫إن اإلدمان ظاهرة المجتمعات التي تحتوي على ٍ‬


‫كثير من العناصر البنائية‬
‫المتناقضة‪ .‬وبخاصة في أنساق القيم‪ ،‬ويبدو أن هذا ما انتبهت إليه الحضارة‬
‫الحديثة متأخرة ‪،‬حيث بدأت كثير من الدول التي ال تدين بدين اإلسالم باألخذ‬
‫بنظرة اإلسالم والتفكير جديا في وضع القيود والقوانين الصارمة على الخمر‬
‫والمخدرات إن لم يكن تحريمها‪.‬‬

‫ونسوق هنا تعريفاً آخر لإلدمان هو‪ :‬تكرار تعاطي مادة أو أكثر من المواد‬
‫ٍ‬
‫اعتماد عضوي أو نفسي أو كليهما مع‬ ‫المخدرة بشكل قهري مما يؤدي إلى حالة‬
‫التحمل وظهور األعراض االنسحابية في حالة االنقطاع‪.‬‬

‫والمقصود باالعتماد العضوي‪:‬‬

‫حالة يعتادها الجسم على المواد المخدرة ليؤدي وظائفه الفسيولوجية وفي‬
‫أثناء غياب تلك المادة تختل تلك الوظائف وينتج عنها أعراض إنسحابية‬
‫جسدية‪ :‬وهي ردود فعل سلبية من الجسم نتيجة نقص المادة المخدرة وتكون‬
‫على شكل آالم في المفاصل والعضالت والصداع والرعشة في األطراف والعرق‬
‫ودموع العين ورشح األنف ونقص الوزن وارتفاع الضغط وسرعة النبض والتثاؤب‬
‫المستمر والغثيان والقيء والكسل وغيرها‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أما المقصود باالعتماد النفسي‪:‬‬

‫رغبة المدمن في الحفاظ على األحاسيس والمشاعر واللذة الناجمة عن‬


‫التعاطي لضمان االستقرار النفسي ‪.‬ولالعتماد النفسي أعراض انسحابيه نفسية‪:‬‬
‫وهي القلق واالكتئاب والمخاوف الوهمية والشك واالنفعال الشديد والحساسية‬
‫الشديدة والخجل والغضب واألرق والشعور بالذنب وفقدان الشهية وفقدان الرغبة‬
‫الجنسية‪.‬‬

‫التحمل‪ :‬ويعني ميل الشخص المتعاطي إلى زيادة الجرعة المخدرة للحصول على‬
‫الحالة المنشودة من تعاطي المخدر والتي حصل عليها في مرحلة التعاطي‬
‫األولى‬

‫مفهوم التعاطي‪ :‬جاء في لسان العرب البن منظور أن التعاطي هو تناول ما ال‬
‫يحق وال يجوز تناوله‪ .‬ويقصد بتعاطي المخدرات ‪ Drug use‬استخدام العقاقير‬
‫المخدرة والتي ال يسمح المجتمع بتعاطيها بقصد الحصول على تأثير جسدي‪ ،‬أو‬
‫نفسي‪ ،‬أو عقلي‪ .‬بمعنى أن التعاطي هو عبارة عن "تناول المواد المخدرة بشكل‬
‫تجريبي‪ ،‬أو متقطع‪ ،‬أو بشكل منتظم"‪ .‬ولإلدمان مستوى أعلى من التعاطي في‬
‫تناول المواد المخدرة‪ ،‬حيث تشير الدراسات الحديثة إلى ضرورة التمييز بين‬
‫ثالث فئات أو مستويات من التعاطي هي‪:‬‬

‫‪ )1‬التعاطي االستكشافي أو على سبيل التجريب وحب االستطالع‪.‬‬


‫‪ )2‬التعاطي بالمناسبة أي في المناسبات فقط كاألعياد وحفالت الزواج‪.‬‬
‫‪ )3‬التعاطي المنظم أو المتصل‪ ،‬وهذه الفئة تواظب على التعاطي بانتظام‬
‫بغض النظر عما إذا كانت هناك مناسبة أم ال‪.‬‬

‫وهذه الفئة األخيرة هي أقرب الفئات إلى مفهوم اإلدمان أو االعتماد النفسي‬
‫وبناء على المشاهدات الميدانية ُوجد أن نسبة‬
‫ً‬ ‫والعضوي بالمعنى العلمي الدقيق‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫المدمنين المنتظمين أقل بكثير من نسبة المتعاطين بالمناسبة‪ ،‬وهؤالء أقل بكثير‬
‫من نسبة المتعاطين على سبيل التجربة‪.‬‬

‫بمعنى أن المدمن يمر بثالث مراحل هي‪:‬‬

‫‪ )1‬مرحلة ما قبل اإلدمان‪ :‬وتتميز هذه المرحلة بتعاطي المخدرات في‬


‫المناسبات فقط‪.‬‬
‫‪ )2‬مرحلة اإلنذار باإلدمان (مرحلة التعاطي)‪ :‬وتتصف هذه المرحلة باإلسراف‬
‫في تعاطي المخدرات وشعور المتعاطي بعدم االرتياح والتوتر في حالة‬
‫نقصها‪.‬‬

‫‪ )3‬مرحلة اإلدمان‪ :‬وتتميز هذه المرحلة بتبعية الفرد النفسية أو الجسدية أو‬
‫كليهما معاً للمخدر‪ ،‬وبظهور مشكالت توافق وتكيف واضحة على المدمن‪.‬‬
‫وهكذا يمكن أن نحدد خمس مراحل زمنية في موضوع تناول المواد المخدرة‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ )1‬مرحلة حب االستطالع‪.‬‬
‫‪ )2‬مرحلة حب التجربة‪.‬‬
‫‪ )3‬مرحلة التعاطي‪.‬‬
‫‪ )4‬مرحلة اإلدمان‪.‬‬
‫‪ )0‬مرحلة المرض والعجز والوفاة‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف اإلدمان‪:‬‬
‫لغوياً اإلدمان مصطلح يشير إلى المداومة على الشيء أو االعتماد المضطرد‬
‫عليه‪ .‬وهناك عدد من التعريفات المتاحة عن مصطلح اإلدمان ‪Drug‬‬
‫‪ Addiction‬نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدمان حالة تسمم مزمنة ناتجة عن االستعمال المتكرر للمخدر‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -2‬اإلدمان هو االعتماد النفسي و العضوي على أحد المواد المخدرة‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلدمان هو حالة تعود قهري على تعاطي مادة معينة من المواد المخدرة‬
‫بصورة دورية متكررة بحيث يلتزم المدمن بضرورة االستمرار في استعمال‬
‫هذه المادة‪ ،‬فإذا لم يستعملها في الموعد المحدد فالبد أن تظهر عليه‬
‫أعراض صحية و نفسية بحيث تجبره و تقهره للبحث عن هذه المادة و‬
‫ضرورة استعمالها‪.‬‬

‫‪ -4‬عرفت منظمة الصحة العالمية ‪ WHO‬اإلدمان بأنه "حالة نفسية و أحيانا‬


‫عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار"‪ ،‬و من خصائصها‬
‫استجابات و أنماط سلوك مختلفة تشمل دائماً الرغبة الملحة في تعاطي‬
‫العقار بصورة متصلة أو دورية للشعور بآثاره النفسية أو لتجنب اآلثار‬
‫المزعجة التي تنتج عن عدم توفره‪.‬‬

‫و في ضوء ما سبق يمكن أن نقول أن اإلدمان هو‪:‬‬

‫‪ -1‬الرغبة القهرية بمعنى اإللحاح و الرغبة في االستمرار على تعاطي المخدر‬


‫والحصول عليه بأية وسيلة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرغبة في زيادة الجرعات‪ ،‬و هو ما يعرف بالتحمل‪ ،‬و إن كان بعض‬


‫المدمنين يظل على جرعة ثابتة‪.‬‬

‫‪ -3‬االعتماد النفسي و العضوي على المخدر (بمعنى الخضوع و التبعية‬


‫النفسية و العضوية لمفعول المخدر)‪.‬‬

‫‪ -4‬ظهور أعراض نفسية و جسمية عند االمتناع المفاجئ‪ ،‬أو االنقطاع الفوري‬
‫عن المخدر سواء كان ذلك بطريقة إجبارية‪ ،‬أم اختيارية‪ ،‬و هو ما يعرف‬
‫بسحب المخدر (اإلقالع) ‪.Drug Withdrawal‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -0‬اآلثار الناجمة الضارة و المدمرة على الفرد و المجتمع معاً‪.‬‬

‫هذا و قد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة واحدة و هو ما يعرف‬


‫باإلدمان المكثف ‪.Intensive Addiction‬‬

‫االعتمـاد‪:‬‬
‫يقصد باالعتماد على المخدر ‪ Drug dependence‬الحاجة النفسية أو‬
‫الجسدية أو االثنين معاً للعقار المخدر‪ .‬ولقد أوصت منظمة الصحة العالمية‬
‫‪ WHO‬التابعة لألمم المتحدة في تقريرها رقم ‪ 237‬الصادر في سنة ‪1964‬‬
‫باستخدام مصطلح االعتماد على العقاقير بدالً من مصطلحي اإلدمان والتعود أو‬
‫االعتياد ‪ ،Habituation‬على أن يقرن دائماً بكلمة االعتماد اإلشارة الى نوع‬
‫المخدر المقصود‪.‬‬

‫هذا و يمكن تحديد نوعين من االعتماد هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬االعتماد النفسي‪:‬‬

‫يتعلق االعتماد النفسي بالشعور و األحاسيس و ال عالقة له بالجسد‪ ،‬و هو‬


‫تعود الشخص على االستمرار في تعاطي عقار ما (طبيعي أو اصطناعي)‪ ،‬لما‬
‫يسببه من الشعور باالرتياح و اإلشباع‪ ،‬ولتجنب الشعور بالقلق والتوتر‪ ،‬ومن‬
‫المخدرات التي تسبب اعتماداً نفسياً‪ :‬التبغ‪ ،‬والحشيش‪ ،‬والقات‪ ،‬والكافيين‪،‬‬
‫والكوكايين و هو أشهرها تأثي اًر‪.‬‬

‫ب‪ -‬االعتماد العضوي‪:‬‬

‫يتعلق االعتماد العضوي أو الجسدي بانحراف األعمال الوظيفية الطبيعية‬


‫لجسم الشخص بسبب استم ارره في أخذ عقار مخدر‪ ،‬بحيث أصبح تناول هذا‬
‫‪52‬‬
‫العقار بشكل دائم ضرورة ملحة الستمرار حياة الشخص وتوازنه بشكل طبيعي‪،‬‬
‫ويصبح العقار المخدر ضرورياً له كالطعام والشراب بل أهم من ذلك‪ ،‬بحيث‬
‫يحدث منعه عنه مصاعب كبيرة جداً وأعراضاً خطيرة قد تدفعه إلى ارتكاب أي‬
‫جريمة للحصول على العقار المخدر المنشود أو ربما يسبب له الوفاة المفاجئة‬
‫أحياناً‪ .‬ونذكر كمثال على المخدرات التي تسبب اعتماداً عضوياً‪ :‬المنومات‪،‬‬
‫والخمور‪ ،‬والمورفين‪ ،‬والهيروين وهذا أشدها تأثي اًر‪ .‬ومنذ عام ‪ 1977‬بدأ‬
‫استخدام مصطلح االعتماد يقل تدريجياً‪ ،‬وأصبح المصطلح الشائع هو سوء‬
‫استخدام المخدر أو العقار ‪.Drug Abuse‬‬

‫‪ -3‬مراحل اإلدمان‪ :‬يمكن تحديد أربع مراحل لإلدمان هي ‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬حب االستطالع و المغامرة و التجريب مع األقران‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التعود حيث يتعاطى الشخص المادة المخدرة بشكل‬
‫يومي أو بصوره مستمرة ويصل إلى مرحلة ال يمكنه معها االستغناء عنها‪ ،‬بل‬
‫أن الشخص المدمن غالباً ما يبالغ في زيادة الكميات في كل جرعة تدريجياً‪،‬‬
‫بفعل تكيف جسمه مع مفعول المخدر و زيادة ما يسمى باحتماله لدرجة أن أي‬
‫انقطاع فوري عن المخدر يولد لدية عوارض مؤلمة و خطيرة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة اإلدمان التي تحدث نتيجة لتكرار تعاطي أحد‬
‫المخدرات حتى يصبح الشخص أسي اًر للمادة المخدرة‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة ظهور اآلثار السلبية (سواء كانت جسمية أو نفسية أو‬
‫عقلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية ) لمشكلة اإلدمان‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ – 4‬خصائص اإلدمان‪:‬‬

‫هذا و يمكن تحديد الخصائص التالية لمريض اإلدمان‪:‬‬


‫‪ )1‬استحواذ التعاطي علي الفكر واإللحاح والرغبة المستمرة في التعاطي‪.‬‬

‫‪ )2‬أولوية الحصول علي المخدر قبل أي شي آخر ‪.‬‬

‫‪ )3‬محاوالت فاشلة للتوقف أو التحكم أو التخفيف من التعاطي‪.‬‬

‫‪ )4‬زيادة التحمل للجرعات الكبيرة‪.‬‬

‫‪ )0‬االعتماد الجسدي أو النفسي أو كليهما‪.‬‬

‫‪ )6‬ظهور األعراض االنسحابية عند االنقطاع ‪.‬‬

‫‪ )7‬االستمرار في التعاطي بالرغم من العلم بالمشاكل االجتماعية أو النفسية‬


‫أو الجسدية الناتجة عنه‪.‬‬

‫‪ )3‬التخلي عن األنشطة االجتماعية أو المهنية الهامة بسب استخدام المخدرات‬


‫‪.‬‬

‫‪ )9‬القيام بتصرفات غير أخالقية وغير اجتماعية وغير طبيعية للحصول علي‬
‫المخدر ‪.‬‬

‫‪ -5‬أنواع اإلدمان‪:‬‬
‫هناك عدة أنواع من اإلدمان يمكن عرض أربعة أنواع منها حسب طبيعة‬
‫شخصية المدمن‪ ،‬كالتالي‪:‬‬

‫‪ )1‬اإلدمان الصدمي‪ :‬ويأتي في أعقاب صدمة حدثت بصورة مفاجئة و‬


‫حادة ومثل هذا الشخص يدمن بهذه الطريقة عادة ما يفتقر إلى العالقات‬

‫‪54‬‬
‫االجتماعية المناسبة مما يؤدي إلى تطور األزمة التي سببتها الصدمة‬
‫كما يتميز سلوكه واتجاهاته بالنزوع نحو تدمير الذات‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلدمان الفعلي‪ :‬ويتميز هذا اإلدمان بوجود صراع فعال في البيئة‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى الشعور بعدم االرتياح‪ ،‬والكآبة أو اإلقالل من االهتمامات‬
‫واالتجاهات واألنشطة المعبرة عن العواطف‪ ،‬ويظهر المدمن تعبيرات‬
‫عن التحدي والتعصب ويوجهه إلى األشخاص المسئولين عن وقوعه في‬
‫هذا الصراع‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلدمان االنتقالي‪ :‬ويرجع إلى اضطرابات نفسية متنوعة تتالءم مع بداية‬
‫إدمان العقاقير‪ ،‬مثل حاالت الهوس و خاصة بين مدمني الهيروين‪،‬‬
‫ومثل حاالت االكتئاب المتكررة مع األشكال الطقوسية القهرية‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلدمان المتعلق باالعتالل االجتماعي‪ :‬حيث يقع المدمن في صراع‬
‫نفسي اجتماعي يعبر عنه بالرغبة في إفراغ الرغبات المكبوتة ويتميز‬
‫هذا المدمن بعدم النضج النفسي واالجتماعي‪ ،‬و بحياة عائلية مضطربة‪،‬‬
‫كما يعاني من صدمات عنيفة مع قواعد السلوك االجتماعي والقانوني‬
‫في أثناء فترة المراهقة‪ ،‬وعادة ما يوجد في تاريخ هذا المدمن ما يدل‬
‫على سلوك غير مبال باآلخرين‪ ،‬وغير قادر أيضا على إعطاء الحب أو‬
‫قبوله‪ ،‬أو على إنشاء عالقات ذات هدف‪.‬‬

‫المتعاطي‪:‬‬
‫المتعاطي هو الشخص الذي يتداول المواد المخدرة بشكل تجريبي‪ ،‬أو‬
‫متقطع‪ ،‬أو منتظم‪ ،‬بحيث يؤدي تناولها إلى إضرار له و للمجتمع‪ .‬والمدمن‬
‫مستوى أعلى من المتعاطي في تناول المواد المخدرة‪ ،‬و ذلك كما سيتضح عند‬
‫تعريف مصطلح المدمن في البند الخامس‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المدمن‪:‬‬

‫‪ .1‬المدمن ‪:Addict‬‬

‫هو ذلك الشخص الذي ربط حياته بعقار من العقاقير و تعود عليه‪ ،‬أو على‬
‫مادة أخرى من المواد المخدرة أو المنبهة و التي ال يستطيع االمتناع عنها وعن‬
‫تعاطيها بل و يبحث عنها‪ ،‬و في حالة وجودها يعجز عن ممارسة حياته وعمله‬
‫العاديين و يعيش في حالة نفسية سيئة و مضطربة‪ .‬وهناك من يعرف المدمن‬
‫بأنه مستخدم أو مستهلك المادة المخدرة‪ ،‬سواء كان في صورة تعاطي أو في‬
‫صورة إدمان‪ ،‬وسواء كانت تلك المادة المخدرة طبيعية أو اصطناعية أو تخليقيه‪.‬‬
‫بما يضر بصحته و يفقد القدرة على ضبط النفس‪.‬‬

‫‪ .2‬بداية طريق اإلدمان ‪:‬‬

‫ولألسف فان بداية طريق اإلدمان غالباً ما يكون عبارة عن محاكاة و تقليد‬
‫اآلخرين أو مجاراة لزميل أو صديق سوء أو تحدي له‪ ،‬و قد يكون السبب في‬
‫بادئ األمر اعتقاد خاطئ من الشخص بأن المخدرات سوف تؤدي إلى التخلص‬
‫من المشكالت التي تواجهه‪ ،‬أيضاً قد يبدأ التعاطي أو اإلدمان على أنه دعابة أو‬
‫تجربة أو حب استطالع‪ ،‬ثم يتكرر حتى يصعب التراجع عنه أو التوقف عن‬
‫ممارسته‪ ،‬ليصبح الشخص مدمناً‪.‬‬

‫ويبدأ سلوك اإلدمان لدى كثير من الناس باألشياء التي تفتح بوابة اإلدمان‬
‫والتي يطلع عليها باإلنجليزية ‪ Gate Way Drugs‬مثل السجائر‪ ،‬والبيرة‪،‬‬
‫ومضغ بعض األعشاب الطبيعية التي لها تأثير منوم أو مسهر‪ ،‬واالستخدام‬
‫الخاطئ لبعض األدوية‪ ...‬ثم ينتقل الشخص من هذه المنبهات إلى األنواع‬
‫األخطر مثل‪ :‬شرب الكحوليات و الحشيش و األفيون‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .3‬عملية اكتشاف المدمن‪:‬‬
‫يمكن اكتشاف المدمن من خالل مالحظة سلوكه‪ ،‬حيث أن عملية تعاطي‬
‫المخدرات تفسد السلوك و تترك آثارها الواضحة على وجه الشخص المدمن‪،‬‬
‫باإلضافة إلى معاشرته لشلة السوء واهماله لمظهرة و لدراسته أو عمله وأسرته‪،..‬‬
‫وهروبه من الحوار مع اآلخرين ( مثل‪ :‬الوالدين و الزوجة والمعلم أو رئيس‬
‫العمل‪.)...‬‬
‫عالمات تظهر على المدمن و توضح تأثير اإلدمان على شخصيته‪:‬‬
‫تظهر على المدمن عدة عالمات وتأثيرات من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬االنطوائية و االنعزال عن اآلخرين بصورة غير عادية ‪.‬‬


‫‪ -‬اإلهمال و عدم االهتمام أو العناية بالمظهر‪.‬‬
‫‪ -‬الكسل الدائم و التثاؤب المستمر‪.‬‬
‫‪ -‬شحوب في الوجه وعرق ورعشة في األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان الشهية للطعام‪ ،‬و الهزال واإلمساك‪.‬‬
‫‪ -‬العصبية والهياج ألقل سبب بخالف الطبيعة المعتادة والمشاجرات مع الغير‬
‫ألتفه األسباب‪.‬‬
‫‪ -‬اليقظة أثناء الليل و النوم بالنهار‪ ،‬مما يجعل االنتظام في العمل أو‬
‫المدرسة مستحيالً‪ ،‬فضالً عن اإلهمال الواضح في األمور الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال الهوايات المختلفة الرياضية أو الثقافية‪ ،‬أو االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى الكذب و الحيل الخادعة للحصول على مزيد من المال‪.‬‬
‫‪ -‬اختفاء أو سرقة بعض األشياء الثمينة من المنزل دون اكتشاف السارق‪.‬‬
‫‪ -‬الخروج كثي ار من البيت على خالف المعتاد‪.‬‬

‫و بوجه عام تغيير ملحوظ في كثير من أنماط السلوك أو في الطباع على‬


‫خالف المعتاد‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .4‬شخصية المدمن ‪:‬‬
‫هذا و قد اتفق علماء النفس و االجتماع و الخدمة االجتماعية على أن‬
‫اإلدمان يكون أكثر انتشا اًر بين أربع أنواع من الشخصيات هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشخصية االكتئابية ‪Depressive Personality :‬‬


‫المكتئب شخص أميل في مزاجه العام إلى اإلحساس المستمر بالحزن و افتقاد‬
‫الرغبة و الحماس لكثير من األشياء التي تثير حماس و اهتمام الناس‪ .‬و هذا‬
‫اإلنسان معرض لنوبات حادة من هبوط المعنويات لعدة أيام قد يقاومها بإحدى‬
‫المواد المخدرة أو المنشطة بشكل متقطع أو مستمر‪ ..‬وقد يقوده سوء‬
‫االستعمال لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها‪ ..‬و لكن ال سلوى له‬
‫إال هذه المادة التي يعرف بأنها ترفع معنوياته و تجلب له بعض السرور الذي‬
‫يفقده بشكل دائم‪.‬‬
‫ب_ الشخصية المتهيبة اجتماعياً‪Schizoid Personality :‬‬
‫المتهيب أو الهياب اجتماعياً ‪ Socially Phobic‬شخص خجول يفضل‬
‫العزلة و يهرب من الناس و من التجمعات و ال يقوى على مواجهتهم و ال‬
‫يقوى على التعبير عن رأيه و يشعر باضطراب شديد حين يضطر للتعامل‬
‫مع الناس في ظروف اضط اررية‪ ،‬وقد يكتشف هذا اإلنسان أن إحدى المواد‬
‫المخدرة تزيل خجله و تلغي توتره و تطلق لسانه و تهدئ من فزع قلبه‬
‫فيستطيع التعامل مع الناس بسهولة‪ ..‬و بدون خجل‪ ..‬و يجد نفسه مضط اًر‬
‫الستعمال هذه المادة كلما اضطرته الظروف لمواجهة مسئولياته مع الناس‪..‬‬
‫يلجأ إليها بشكل متقطع أو مستمر‪ ..‬و قد يقوده سوء االستعمال لهذه المادة‬
‫إلى التعود عليها أو إدمانها و لكن ال عالج لحالته إال هذه المادة التي يعرف‬

‫‪58‬‬
‫أنها تغير من شخصيته تماماً فينعم و لو لوقت قصير بنعمة التعامل الجريء‬
‫بال خوف من الناس‪.‬‬
‫ج‪ -‬الشخصية المكروبة ‪Stressed Personality :‬‬
‫تعاني هذه الشخصية من القلق والتوتر وسهولة االستثارة و العصبية واالندفاع‬
‫وعدم الصبر مما يعرضه للخطر واالحتكاك باآلخرين‪ .‬والشخص المكروب‬
‫دائماً في عجلة من أمره في كل شيء إلى حد انه يرهق نفسه ومن يتعامل‬
‫معه‪ .‬وغالباً ما يدمن الشخص المكروب حتى يقلل من مشاعر القلق والتوتر‬
‫ليحل محلها االسترخاء والطمأنينة‪ .‬حيث يكتشف أن بعض المواد المخدرة تزيل‬
‫كل التوترات و تجعله هادئاً بارداً مسترخياً متأنياً‪ ..‬ويجد نفسه مضط اًر‬
‫الستعمال هذه المادة بشكل متقطع أو مستمر‪ ..‬وقد يقوده سوء االستعمال‬
‫لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها‪.‬‬
‫د‪ -‬الشخصية السيكوباتية ‪Psychopathic Personality :‬‬
‫من سمات هذه الشخصية‪ :‬أنها غير اجتماعية بشكل واضح‪ ،‬وتحمل مشاعر‬
‫العدوانية نحو اآلخرين‪ ،‬وتتصف بالالمباالة والكذب والخداع‪ .‬ويسعى‬
‫الشخص السيكوباتي نحو تحقيق ملذاته وارضاء نزواته على حساب أي‬
‫إنسان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه فهو يسرق‪..‬‬
‫يرتشي‪ ..‬يؤذي‪ ..‬يدمن يفعل أي شيء دون أن يتحرك لدية أدنى إحساس بألم‬
‫أو ندم‪ ..‬وبشكل عام فإن السيكوباتي ال يتعلم من أخطائه وال يجدي معه‬
‫العقاب‪.‬‬

‫‪59‬‬
60
‫الفصل الثاني‬

‫األسباب المؤدية إلى تعاطي وادمان المخدرات‬

‫أوال ‪ :‬األسباب التي تعود إلى الفرد‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬األسباب التي تعود إلى األسرة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األسباب التي تعود إلى المجتمع‪.‬‬

‫‪61‬‬
62
‫األسباب المؤدية إلى تعاطي وادمان المخدرات‬

‫إن مشكلة تعاطي المخدرات مشكلة متعددة األبعاد ‪Multi-Dimensional‬‬


‫‪ Problem‬و لفهم هذه المشكلة البد أن نتعرف على العوامل العديدة المؤدية إليها‬
‫و اآلثار المترتبة عليها‪.‬‬

‫إن مشكلة تعاطي المخدرات ليس لها جانب واحد‪ ،‬وهي من الظواهر‬
‫االجتماعية المرضية في العالم الحديث‪ ،‬وخاصة في المناطق الحضرية‪ ،‬إن‬
‫وجهة النظر غير التقليدية لمشكلة تعاطي المخدرات تعتمد على شمولية الرؤية‬
‫لهذه المشكلة‪ ،‬من خالل النظر إليها من مختلف الجوانب و ليس من جانب‬
‫واحد‪ ،‬مع أهمية دراسة التفاعل المتبادل بين العوامل المؤدية‪ ،‬والتفاعل المتبادل‬
‫بين اآلثار المترتبة‪ ،‬بل وبين هذه العوامل واآلثار فقد يحدث أحياناً تحول بعض‬
‫اآلثار إلى عوامل والعكس صحيح‪.‬‬

‫أيضاً إن النظرة الحديثة لهذه المشكلة ترتكز على االستفادة من كل العلوم‬


‫والمهن المرتبطة بالمشكلة ‪ Multi-Disciplinary Approach‬وبالتالي النظر‬
‫إليها من منظور تكاملي يشمل العوامل واآلثار الجسمية والنفسية والعقلية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية واألمنية‪.‬‬

‫إن النظر إلى المشكلة من منظور أحادي يسبب نوعا من سوء أو خطا‬
‫الفهم لهذه الظاهرة أو المشكلة بل إن هذا الموقف ينطبق على كل الظواهر‬
‫والمشكالت االجتماعية األخرى‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويمكن استعراض العوامل المؤدية إلى مشكلة تعاطي المخدرات‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫أسباب تعاطي و إدمان المخدرات‪:‬‬
‫يرى محمد سالمة غباري أن األفراد يلجئون إلى تعاطي المخدرات ألسباب‬
‫عديدة معظمها راجع إلى الوهم والجهل وسوء الفهم‪ ،‬ومن هذه األسباب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحصول على اللذة أو السرور وكما معروف فإن هذه الحالة دائماً تكون‬
‫وهمية ومؤقتة‪.‬‬

‫‪ -2‬الظروف االجتماعية واألسرية غير المناسبة مثل‪ :‬التفكك االسري أو‬


‫انحراف أحد الوالدين‪ ،‬و رفقة السوء والعادات الخاطئة‪.‬‬

‫‪ -3‬الهروب من بعض ضغوط الحياة و مشاقها ومن بعض مظاهر سوء‬


‫التوافق الشخصي أو االجتماعي في البيت أو المدرسة أو العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬يضاف إلى ذلك نبذ األبوين للطفل أو المراهق وتهرب األب من‬
‫مسؤولياته وانعدام طموحات األبوين بخصوص مستقبل الطفل وحدوث‬
‫صراعات مستمرة بينهما أمام األطفال أو المراهقين‪.‬‬

‫‪ -0‬انخفاض الوازع الديني لدى الفرد وعدم قيام األسرة أو المدرسة أو‬
‫المجتمع بإبراز األوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات لألفراد على‬
‫نحو مناسب‪.‬‬

‫‪ -6‬التعامل السيئ من جانب بعض وسائل اإلعالم مع موضوع المخدرات‬


‫وتعاطيها حيث تترك الفرصة لغير المتخصصين للكالم عنها بشكل‬
‫غير علمي‪.‬‬

‫وفي ضوء عدد من البحوث الدراسات المرتبطة‪ ،‬حدد (دياب لبدانة) أسباب‬
‫تعاطي المخدرات في اآلتي ‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ )1‬كشف الذات ‪ :To Explore Self‬و هنا قد يستخدم الشباب المخدرات‬
‫لكشف قدراتهم العقلية‪ ،‬و السيما أن هناك أفكا اًر شائعة في المجتمعات عن‬
‫تأثر القدرات العقلية باستعمال بعض المخدرات‪.‬‬

‫‪ )2‬تغير المزاج ‪ :To Alter Mood‬إن ما يتعرض له الشباب من ضغوط‬


‫نفسية واجتماعية واقتصادية تجعلهم أكثر عرضه لالكتئاب و القلق‪ ،‬فقد‬
‫يهرب الشباب من مواجهة هذه الضغوط بااللتجاء إلى المخدرات وخصوصاً‬
‫المنبهات و المسكنات‪.‬‬

‫‪ )3‬لعالج المرض ‪ :To Treat Disease‬هناك بعض المخدرات التي‬


‫استخدمت و ما زالت تستخدم في المعالجة الطبية مثل المورفين‪ ،‬فقد‬
‫تُستخدم المخدرات لعالج الحاالت النفسية كذلك‪.‬‬

‫‪To promote and enhance‬‬ ‫‪ )4‬لتعزيز وتقوية التفاعل االجتماعي‬


‫‪ :social interaction‬هناك بعض العقاقير و المخدرات التي تشجع على‬
‫تفاعل الفرد مع اآلخرين مثل الكحول‪ ،‬فقط يلجأ الشباب إليها لزيادة الجرأة‬
‫في التفاعل مع اآلخرين و خصوصاً مع الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ )0‬لتعزيز الخبرة الحسية و السعادة ‪To enhance sensory experience‬‬


‫‪ :and pleasure‬يسعى الشباب إلى الحصول على اللذة و تجنب األلم‬
‫وخصوصا عندما تنبع أفكار اجتماعية حول بعض المخدرات مثل‬
‫الماريجوانا مع الجنس و الكونياك مع السيجار‪.‬‬

‫‪ )6‬إلثارة اإلبداع الفني و األداء ‪To stimulate artistic creativity and‬‬


‫‪ :performance‬قد تستعمل المخدرات كمثيرات لألداء الفني خاصةً عند‬
‫أصحاب القدرات الفنية كالكتابة أو الرسم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ )7‬لتحسين األداء الجسدي ‪ :To improve physical performance‬قد‬
‫يستخدم الشباب المخدرات من أجل الحصول على لياقة رياضية عالية‬
‫وتحمل التعب والمشاق‪ ،‬أو قد تستخدم للمحافظة على بنية جسدية قويه‬
‫(كمال األجسام أو المصارعة)‪.‬‬

‫‪ )3‬للعصيان ‪ : To rebel‬تعد المخدرات من المواد الممنوع تعاطيها على‬


‫غالبية مجتمعات العالم‪ ،‬و لذلك قد يستخدمها الشباب كتعبير عن رفض‬
‫النظام االجتماعي السائد و الخروج عليه‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن الشباب‬
‫قد يستخدمها في حالة مرور المجتمع بحالة تفسخ اجتماعي حيث تضعف‬
‫المعايير االجتماعية أو تتصارع أو تكون غائبة عن المجتمع‪ .‬وقد تستخدم‬
‫المخدرات للكشف عن مشاعر مكبوتة أو متعارضة مع المجتمع‪.‬‬

‫‪ )9‬مجاراة ضغط الرفاق ‪ :To go along with peer pressure‬تعد‬


‫الجماعة نقطه مرجعية مهمة في حياة الفرد‪ ،‬تتوزع السلطة فيها بين األفراد‬
‫فمن األفراد من يحتل مرك ًاز قياديا‪ ،‬ومنهم من يحتل موقعاً تابعاً‪ .‬الخ‪ ،‬واذا‬
‫ما انتشر تعاطي المخدرات بين الشباب في جماعة معينة من المرجح أن‬
‫ينتشر تعاطيها بين طبقة أفراد الجماعة بسبب الضغط االجتماعي الذي‬
‫يمارس من الجماعة على أفرادها‪.‬‬

‫‪ )15‬لتكوين الهوية ‪ :To establish identity‬قد يستخدم الشباب المخدرات‬


‫من أجل بيان أنهم مميزون عن اآلخرين و أن لهم هويتهم التي تختلف عن‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪ )11‬لتجنب ضغوط الحياة و مشكالتها ‪ :To avoid life problems‬إن كثرة‬


‫المشكالت وتفاقمها لدى الطبقات الفقيرة يفسر انتشار تعاطي المخدرات بين‬
‫هذه الطبقات‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وفي هذا السياق يمكننا رصد األسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات‬
‫كاآلتي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬األسباب التي تعود إلى الفرد ‪:‬‬

‫هناك عدة أسباب هامة تكمن وراء اإلقدام على تعاطي الفرد للمخدرات‪ ،‬و يمكن‬
‫تقسيمها كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي‪ :‬ال شك أن عدم تمسك بعض‬
‫الشباب و على وجه الخصوص أولئك الذين هم في سن المراهقة قد ال‬
‫يلتزمون التزاما كامال بتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف من حيث إتباع أوامره‬
‫واجتناب نواهيه‪ ،‬ينسون كتاب اهلل و سنة رسوله صلى اهلل عليه و سلم و‬
‫نتيجة ذلك أنساهم اهلل سبحانه أنفسهم فانحرفوا عن طريق الحق و الخير‬
‫إلى طريق الفساد و الضالل‪ ،‬و قال تعالى‪( :‬وال تكونوا كالذين نسوا اهلل‬
‫فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )‪.‬‬

‫‪ -2‬مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء‪ :‬تكاد تجمع جميع الدراسات النفسية‬


‫واالجتماعية التي أجريت على أسباب تعاطي المخدرات وبصفة خاصة‬
‫بالنسبة للمتعاطي ألول مرة‪ ،‬على أن عامل الفضول و إلحاح األصدقاء‬
‫أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤالء‬
‫األصدقاء‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعالى حذرنا من إتباع أهواء المضللين فقال‬
‫تعالى‪( :‬وال تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل و أضلوا كثي اًر و ضلوا عن‬
‫سواء السبيل)‪.‬‬

‫‪ -3‬االعتقاد بزيادة القدرة الجنسية‪ :‬يعتقد بعض الشباب أن هناك عالقة وثيقة‬
‫بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع‬
‫جنسي واطالة فترة الجماع بالنسبة للمتزوجين وكثي اًر من المتعاطين يقدمون‬

‫‪67‬‬
‫على تعاطي المخدرات سعياً وراء تحقيق اللذة الجنسية و الواقع أن‬
‫المخدرات ال عالقة لها‪ .‬بالجنس بل تعمل على عكس ما هو شائع بين‬
‫الناس ‪.‬‬

‫‪ -4‬السفر إلى الخارج‪ :‬الشك أن السفر للخارج مع وجود كل وسائل اإلغراء‬


‫وأماكن اللهو وعدم وجود رقابة على األماكن التي يتم فيها تناول المخدرات‬
‫يعتبر من أسباب تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ -5‬الشعور بالفراغ‪ :‬ال شك أن وجود الفراغ مع عدم توفر األماكن الصالحة‬


‫التي تمتص طاقة الشباب كالنوادي والمنتزهات وغيرها يعتبر من األسباب‬
‫التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات أو المسكرات و ربما الرتكاب الجرائم‪.‬‬

‫‪ -6‬حب التقليد‪ :‬وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة‬
‫إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار في‬
‫أفعالهم وخاصة تلك األفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من‬
‫أجل إضفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزمالء أو الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -7‬السهر خارج المنزل‪ :‬قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها‬
‫الحرية المطلقة حتى و لو كانت تضر بهم أو باآلخرين و من هذا المنطلق‬
‫يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل و غالباً ما‬
‫يكون في أحد األماكن التي تشجع على السكر والمخدرات وخالفه من‬
‫المحرمات‪.‬‬

‫‪ -8‬توفر المال بكثرة‪ :‬إن توفر المال في يد بعض الشباب بسهوله قد يدفعه‬
‫إلى شراء أغلى الطعام و الشراب وقد يدفعه حب االستطالع و رفاق السوء‬
‫إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات‪ ،‬وقد يبحث البعض منهم عن‬
‫المتعة الزائفة مما يدفعه إلى اإلقدام على ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -9‬الهموم والمشكالت االجتماعية‪ :‬هناك العديد من الهموم و المشكالت‬
‫االجتماعية التي يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعاطي المخدرات‬
‫بحجة نسيان هذه الهموم و المشاكل‪.‬‬

‫‪ -11‬الرغبة في السهر لالستذكار‪ :‬يقع بعض الشباب فريسة لبعض األوهام‬


‫التي يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات و‬
‫خاصة المنبهات على أنها تزيد القدرة على التحصيل و التركيز أثناء‬
‫المذاكرة و هذا بال شك وهم كاذب و ال أساس له من الصحة بل بالعكس‬
‫قد يكون تأثيرها سلبياً على ذلك‪.‬‬

‫‪ -11‬انخفاض مستوى التعليم‪ :‬ليس هناك من شك في أن األشخاص الذين‬


‫لم ينالوا قسطا واف ار من التعليم ال يدركون اإلض ارر الناتجة عن تعاطي‬
‫المخدرات أو المسكرات فقد ينساقون وراء شياطين اإلنس من المروجين و‬
‫المهربين للحصول على هذه السموم‪ ،‬و إن كان ذلك ال ينفي وجود بعض‬
‫المتعلمين الذين وقعوا فريسة لهذه السموم‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬األسباب التي تعود إلى األسرة‪:‬‬

‫تعتبر األسرة هي الخلية األولى في المجتمع وهي التي ينطلق منها الفرد‬
‫إلى العالم الذي حوله بتربية معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من األسرة التي تربى‬
‫فيها‪ ،‬ويقع على األسرة العبء األكبر في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من‬
‫الضار والسلوك الحسن من السيئ بالرفق‪ ،‬فهي لهم سبيل في اكتساب الخبرات‬
‫معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب األمور كلها‪.‬‬

‫وقد أظهرت نتائج تعاطي المخدرات أن تخلخل االستقرار في جو األسرة‬


‫متمثال في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم الخالفات بينهما إلى درجة‬

‫‪69‬‬
‫الهجر والطالق يولد أحيانا شعو ار غالباً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به‪ .‬ومن‬
‫أهم األسباب التي تعود لألسرة وتساهم في تعاطي المخدرات‪:‬‬

‫‪ -1‬القدوة السيئة من قبل الوالدين‪:‬‬

‫يعتبر هذا العامل هو من أهم العوامل األسرية التي تدفع الشباب إلى‬
‫تعاطي المخدرات و المسكرات و يرجع ذلك إلى انه حينما يظهر الوالدين في‬
‫بعض األحيان أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات‬
‫سيئة و هم تحت تأثير المخدر‪ ،‬فان ذلك يسبب صدمه نفسية عنيفة لألبناء و‬
‫تدفعهم إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة‪.‬‬

‫‪ -2‬إدمان احد الوالدين‪:‬‬

‫عندما يكون احد الوالدين من المدمنين للمخدرات أو المسكرات فان ذلك‬


‫يؤثر تأثي ار مباش ار على الروابط األسرية نتيجة ما تعانيه األسرة من الشقاق‬
‫والخالفات الدائمة لسوء العالقات بين المدمن وبقيه أفراد األسرة مما يدفع األبناء‬
‫إلى االنحراف والضياع‪.‬‬

‫‪ -3‬انشغال الوالدين عن األبناء‪:‬‬


‫إن انشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو السفر للخارج و عدم‬
‫متابعتهم أو مراقبتهم يجعل األبناء عرضة للضياع و الوقوع في مهاوي اإلدمان‬
‫و ال شك أن مهما كان العائد المادي من وراء العمل أو السفر فانه ال يعادل‬
‫األضرار الجسيمة التي تلحق باألبناء نتيجة عدم رعايتهم الرعاية السليمة‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم التكافؤ بين الزوجين‪:‬‬

‫ففي حالة عدم التكافؤ بين الزوج و الزوجة‪ ،‬يتأثر األبناء بذلك تأثي ار خطي اًر‬
‫وبصفة خاصة إذا كانت الزوجة هي األفضل من حيث وضع أسرتها المادية أو‬
‫‪70‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬فإنها تحرص على أن تذكر زوجها بذلك دائما‪ ،‬مما يسبب الكثير‬
‫من الخالفات التي يتحول على أثرها المنزل إلى جحيم ال يطاق‪ ،‬فيهرب األب‬
‫من المنزل إلى حيث يجد الراحة مع رفاق السوء‪ ،‬كما تهرب هي أيضاً إلى‬
‫بعض صديقاتها من أجل إضاعة الوقت‪ ،‬وبين الزوج والزوجة يضيع األبناء‬
‫وتكون النتيجة في الغالب انحرافهم‪.‬‬

‫‪ -5‬القسوة الزائدة على األبناء‪:‬‬


‫إنه من األمور التي يكاد يجمع عليها علماء التربية بان االبن إذا عومل‬
‫من قبل والدية معاملة قاسية مثل الضرب المبرح و التوبيخ فان ذلك سينعكس‬
‫على سلوكه مما يؤدي به إلى عقوق والدية وترك المنزل والهروب منه باحثا‬
‫عن مأوى له فال يجد سواء مجتمع األشرار الذين يدفعون به إلى طريق الشر‬
‫وتعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ -6‬كثرة تناول الوالدين لألدوية و العقاقير‪:‬‬


‫إن حب االستطالع و الفضول بالنسبة لألبناء قد يجعلهم يتناولون بعض‬
‫األدوية والعقاقير التي تناولها آباؤهم مما ينتج عن ذلك كثي ار من األضرار والتي‬
‫قد يكون من نتيجتها الوقوع فريسة للتعود على بعض تلك العقاقير‪.‬‬

‫‪ -7‬ضغط األسرة على االبن من أجل التفوق‪:‬‬

‫عندما يضغط الوالدين على االبن ويطلبون منه التفوق في دراسته مع عدم‬
‫إمكانية تحقيق ذلك قد يلجأ إلى استعمال بعض العقاقير المنبه أو المنشطة من‬
‫وبهذا ال يستطيع بعد ذلك‬ ‫أجل السهر واالستذكار وتحصيل الدروس‪،‬‬
‫االستغناء عنها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تلك هي أهم أسباب تعاطي المخدرات المتعلقة باألسرة و مسؤولية القضاء‬
‫عليها والحد منها على الوالدين و علماء الدين وعلى كل من أبصر على معرفة‬
‫آفة المخدرات وما ينتج عنها من أضرار سيئة للغاية وقانا اهلل منها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األسباب التي تعود إلى المجتمع‪:‬‬

‫إذا كانت األسرة هي البيئة االجتماعية األولى التي يعيش فيها اإلنسان منذ‬
‫صغره فان مختلف الجماعات التي ينتمي إليها الفرد تشكل البيئة االجتماعية‬
‫الثانية التي يحيا فيها اإلنسان وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه األسرة وقد‬
‫تهدمه و تعطل تأثيره‪ ،‬وقد تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفي‬
‫وعدم التقبل أو افتقاد الشعور باألمن‪.‬‬

‫و هناك أسباب في تعاطي المخدرات تعود للمجتمع و منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬توفر مواد اإلدمان عن طريق المهربين والمروجين‪:‬‬

‫ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التي تعود للمجتمع والتي تجعل تعاطي‬
‫المخدرات سهالً وميسو اًر بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من‬
‫المجتمعات على األفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من‬
‫أبناء المجتمع‪ ،‬فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء اإلسالم بجلب المخدرات و‬
‫السموم و ينشرونها بين الشباب‪.‬‬

‫‪ -2‬وجود بعض أماكن اللهو في بعض المجتمعات‪:‬‬


‫هناك بعض أماكن اللهو في بعض الدول تعتمد أساسا على وجود المواد‬
‫المخدرة و المسكرة من اجل ابتزاز أموال روادها وال يهتم أصحابها سوى بجمع‬
‫المال بصرف النظر عن الطريقة أو الوسيلة المستخدمة في ذلك‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -3‬العمالة األجنبية‪:‬‬

‫إن عمليات التنمية في دول الخليج تتطلب االستعانة ببعض العمالة‬


‫والخبرات األجنبية وهذه العمالة تأتي أحيانا وهي محملة بحسناتها وسيئاتها‬
‫متمثلة في محاولة البعض إدخال بعض السموم والمواد المخدر معها بغرض‬
‫متعتهم الخاصة أو بغرض الكسب المادي من وراء ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬االنفتاح االقتصادي‪:‬‬

‫يحاول بعض ضعاف النفوس من أفراد المجتمع استغالل االنفتاح‬


‫االقتصادي استغالالً سيئاً فبدالً من قيامهم باستيراد السلع الضرورية ألفراد‬
‫المجتمع يقومون باإلتجار وتهريب المخدرات بطرق غير شرعية بكونها تحقق‬
‫لهم أرباحاً كبيرة و بأقل مجهود‪.‬‬

‫‪ -5‬قلة الدور التي تلعبه وسائل اإلعالم المختلفة‪:‬‬

‫أجهزة اإلعالم في بعض الدول العربية اإلسالمية و خاصة التلفزيون قد‬


‫ابتليت بظاهرة خطيرة وهي المبالغة في طول ساعات اإلرسال والتفاخر بطول‬
‫مدة اإلرسال‪ ،‬غير أن قدرة هذه األجهزة الفنية قاصرة على ملء هذه الساعات‬
‫الطويلة باإلنتاج اإلعالمي المحلي أو الغربي أو اإلسالمي فيحدث المحظور‬
‫وهو االلتجاء إلى أجهزة اإلعالم الغربية من أفالم وأشرطة من قيم متضاربة مع‬
‫القيم اإلسالمية لكي يحقق أهدافه المرسومة ضد األمة اإلسالمية وباألخص‬
‫شبابها محاوالً بذلك هدم العنصر األساسي من عناصر القوة والتنمية وهم‬
‫الشباب‪.‬‬

‫‪ -6‬التساهل في استخدام العقاقير المخدرة و تركها دون رقابة‪:‬‬

‫قد يكون التساهل باستيراد بعض األدوية والعقاقير المخدرة الالزمة‬


‫لالستخدام في المستشفيات دون تشديد الرقابة عليها من قبل و ازرة الصحة في‬

‫‪73‬‬
‫المجتمع سبب من أسباب استخدامها في غير األغراض الطبية التي خصصت‬
‫لها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى انه قد تدخل هذه العقاقير تحت أسماء مستعارة و‬
‫بطريقة نظاميه‪ ،‬كما أنها قد تدخل بطريقة غير نظامية مما يؤدي النتشارها و‬
‫تداولها بين الشباب‪.‬‬

‫‪ -7‬غياب رسالة المدرسة‪:‬‬


‫ويقع ذلك على عاتق المربين و المسئولين عن وضع المناهج التعليمية‬
‫والتي يجب أن تتضمن أهداف واضحة تجعل الفائدة منها جيدة من حيث‬
‫توضيح ما ينبغي إتباعه من فضائل وما يجب تجنبه من خبائث ورذائل وهكذا‬
‫يتضح لنا العديد من العوامل التي تدفع إلى تعاطي المخدرات حيث تم التطرق‬
‫إلى عدد من العوامل و من هنا يمكننا القول بان هذه المشكلة ليس سببها الفرد‬
‫فقط بل يشارك في ذلك األسرة والمجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫اآلثار واألضرار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات‬

‫‪75‬‬
76
‫الفصل الثالث‬

‫اآلثار واألضرار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات‬


‫نعالج في هذا الفصل أهم اآلثار العضوية والنفسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية التي ترتبت على تعاطي المواد النفسية وادمانها‪ ،‬وسوف‬
‫نقتصر على رصد أهم التغيرات التي تط أر على المتعاطين كالتغيرات العضوية‬
‫والنفسية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬فمن الثابت علمياً أن تعاطي‬
‫المخدرات يضر بسالمة جسم المتعاطي ويؤثر على وظائفه العقلية كاالنتباه‬
‫واإلدراك والذاكرة‪ ،‬وان الفرد المتعاطي يكون عبئاً وخط اًر على نفسه وعلى أسرته‬
‫وجماعته من المحيطين به‪ ،‬وعلى أخالقه وانتاجيته‪ ،‬وكذلك على أمن ومصالح‬
‫مجتمعه‪ ،‬بل كذلك على كيان الدولة السياسي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اآلثار واألضرار العضوية‪:‬‬

‫يؤدي تعاطي المخدرات إلى فقدان المتعاطي شهيته للطعام مما يؤدي إلى‬
‫النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار وشحوب الوجه‪ ،‬كما يؤدي‬
‫التعاطي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم‪ ،‬كما‬
‫يؤدي التعاطي إلى إتالف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر خاليا الكبد ويحدث‬
‫بها تليفاً وزيادةً في نسبة السكر‪ ،‬مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد فتوقف‬
‫عمله بسبب السموم التي يعجز الكبد عن تخليص الجسم منها‪ ،‬كما يؤدي إلى‬
‫التهاب في المخ وتحطم وتآكل ماليين الخاليا العصبية التي تكون المخ مما‬
‫يؤدي إلى فقدان الذاكرة واضطراب في القلب‪ ،‬وارتفاع في ضغط الدم ‪ ،‬وانفجار‬
‫الشرايين‪ ،‬كذلك يؤثر التعاطي على النشاط الجنسي حيث يقلل من القدرة الجنسية‬
‫وينقص من إف ارزات الغدد الجنسية‪ .‬كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في‬
‫اإلصابة بأشد األمراض خطورة مثل السرطان‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وعند تفصيلنا لهذه اآلثار فإنه يمكننا توزيعها على العناصر التالية‪:‬‬

‫اآلثار واألضرار العضوية لتعاطي األفيون‪:‬‬


‫يعتبر األفيون من أكثر المهبطات الطبيعية شهرةً ‪ ،‬حيث يحتوي على أكثر‬
‫من ‪ 30‬مركباً كيميائيا أهمها المورفين والكوديين ‪ ،‬ويستخرج األفيون من‬
‫العصارة اللبنية لنبات الخشخاش الذي يزرع وسط مزارع القمح والشعير‪ ،‬وقد ينمو‬
‫تلقائياً كما هو الحال في الدول الواقعة في شمال البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫ويعتبر األفيون من أخطر أنواع المخدرات حيث تؤدي كمية قليلة منه إلى‬
‫األعراض التالية‪( :‬مختار‪2554 ،‬؛ موسى وآخرون‪)1999 ،‬‬
‫_ الرغبة في النوم والنعاس‬
‫_ ارتخاء الجفون ونقص حركتها‬
‫_ حكة في الجسد‬
‫_ اصفرار الوجه‬
‫_ ازدياد العرق‬
‫_ احتقان العينين والحدقة‬
‫_ الشعور بالغثيان‬
‫_ اضطراب العادة الشهرية عند النساء‬
‫_ انخفاض كميات السائل المنوي‬
‫_ اإلصابة بالزهري نتيجة استخدام إبر ملوثة‬

‫وعند تشريح جثث مدمني األفيون ُوجدت آثار تدل على تأثيره على الجهاز‬
‫العصبي متمثلة في احتقان المخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف‪ .‬ومن آثاره السلبية‬
‫األخرى إبطاء حركة التنفس‪ ،‬وتقليل معدل النبض القلبي‪ ،‬وتليف بعض خاليا‬
‫الكبد‪ ،‬وتقليل حركة المعدة مما يتسبب في اإلصابة باإلمساك المزمن‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫اآلثار واألضرار العضوية لتعاطي الحشيش‪:‬‬

‫يستخرج الحشيش من نبات القنب الذي يزرع في األميركتين وأفريقيا وجنوب‬


‫شرقي آسيا والشرق األوسط وأوروبا‪ ،‬وله أسماء أخرى كثيرة منها الماريجوانا‬
‫"الحشيش المجفف" والبانجو "أوراق تحتوي على نسبة قليلة من المادة الفعالة"‪،‬‬
‫وزيت الحشيش "التي تتخذ شكالً سائال غير قابل للذوبان في الماء"‪ .‬والحشيش‬
‫نبات خشن الملمس له جذور عمودية وسيقان مجوفة‪ ،‬وأوراق مشرشره مدببة‬
‫األطراف‪ ،‬وهو أحادي الجنس أي يوجد نبات ذكر وأنثى‪ .‬تتميز األنثى عن‬
‫الذكر بكونها أكثر فروعاً وأفتح ألوانا‪ ،‬كما أن زهرة األنثى معتدلة مورقة ولها‬
‫قاعدة على شكل قلب‪ ،‬بينما تكون زهرة الذكر ذابلة رخوة ذات غالف زهري‪.‬‬
‫والحشيش هو السائل المجفف لشجرة القنب‪ ،‬ويستخرج من الرؤوس المجففة‬
‫المزهرة أو المثمرة من سيقان اإلناث التي لم تستخرج مادتها الصبغية‪.‬‬

‫يأخذ الحشيش شكل المساحيق‪ ،‬وقد يحول إلى مادة صلبة مضغوطة‬
‫ومجزأة إلى عدة قطع ملفوفة في ورق السوليفان لها لون بني غامق‪ ،‬أو ربما‬
‫تحول إلى مادة سائلة غامقة اللون تحتوي على درجة تركيز عالية‪ ،‬يتم تعاطيه‬
‫عن طريق تدخينه في السجائر أو النرجيلة وأحياناً ُيحرق داخل كوب ويستنشق‬
‫المتعاطي البخار المتصاعد‪.‬‬

‫ُيؤثر الحشيش على الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬إال أن هذا التأثير يختلف‬
‫من مدمن آلخر بحسب قوته البدنية والعقلية تبعاً لطبيعة المتعاطي وميوله‪ ،‬إذ قد‬
‫يستغرق المتعاطي في خياله وأوهامه كما قد ينتاب المتعاطي ذو الميول‬
‫اإلجرامية ثورات جنونية ربما تدفع به إلى ارتكاب أعمال لها سمة العنف‪.‬‬
‫وعموماً يمكننا إيجاز اآلثار الفسيولوجية للحشيش على النحو التالي‪:‬‬
‫_ ارتعاشات عضلية‬

‫‪79‬‬
‫_ زيادة في ضربات القلب‬
‫_ سرعة في النبض‬
‫_ دوار‬
‫_ شعور بسخونة الرأس‬
‫_ برودة في اليدين والقدمين‬
‫_ شعور بضغط وانقباض في الصدر‬
‫_ اتساع العينين‬
‫_ تقلص عضلي‬
‫_ احمرار واحتقان في العينين‬
‫_ عدم التوازن الحركي‬
‫_ اصفرار في الوجه‬
‫_ جفاف في الفم والحلق‬
‫_ قيء في بعض الحاالت‬

‫أما اآلثار الصحية على المدى الطويل فتتمثل في الضعف العام والهزال‪،‬‬
‫وضعف مقاومة الجسم لألمراض‪ ،‬والصداع المستمر‪ ،‬وأمراض مزمنة في الجهاز‬
‫التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية‪ ،‬وتصل تلك األعراض إلى حد‬
‫اإلصابة بالسل‪ .‬وبالنسبة للجهاز الهضمي تظهر أعراض اإلمساك تارةً واإلسهال‬
‫تارةً أخرى وذلك بسبب تأثر األغشية المخاطية للمعدة ‪.‬‬

‫اآلثار واألضرار العضوية لتعاطي الكوكايين‪:‬‬

‫يستخرج الكوكايين من األفيون الخام ‪ ،‬حيث تتراوح نسبة األفيون فيه ما‬
‫بين ‪ %2.0- 5.0‬من وزنه‪ ،‬كما يوجد في نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا‬
‫الجنوبية‪ ،‬وخاصة في جبال اإلنديز وبيرو وكولومبيا والهند واندونيسيا ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وتحتاج زراعته إلى درجات مرتفعة من الح اررة والرطوبة‪ .‬والك ـ ـ ـوكا نبات‬
‫معمر يمكن لشجرته البـ ـ ـ ـ ـقاء لمدة عش ـ ـ ـرين عاماً‪ ،‬وتحص ـ ـد ست مرات في العام‬
‫الواحد‪ .‬يستخرج من هذا النبات مادة شديدة السمية هشة الملمس بيضاء اللون‬
‫إذا كانت نقية أُطلق عليها اسم الكوكايين‪ ،‬وتتركز خطورتها في التأثير على‬
‫خاليا الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬حيث تؤخذ بالشم أو الحقن أو بالمضغ‪ .‬وفي‬
‫حالة تناول جرعة زائدة عن المسموح بها طبياً تؤدي إلى الوفاة مباشرة‪ .‬وينزع‬
‫المتعاطون للكوكايين في أمريكا الجنوبية العصب المركزي للنبات ويمضغون‬
‫أوراقه‪ ،‬ويزداد استخدامه بين الطبقات العاملة كونه يعطيهم إحساساً بالقوة ويزيل‬
‫الشعور بالتعب والجوع‪.‬‬

‫اآلثار واألضرار العضوية لتعاطي القات‪:‬‬

‫القات من المنشطات الطبيعية‪ ،‬بعد أن يمضغه المتعاطي يشعر في البداية‬


‫بنوع من النشاط ثم بعد فترة من المضغ تصيبه حالة من الفتور والكسل‪ .‬يزرع‬
‫القات في اليمن ومنطقة القرن األفريقي‪ ،‬والمادة الفعالة فيه هي‬
‫وبمجرد مضغ‬ ‫الكاسين‪ ،Cathine‬وتمتص عن طريق مضغ أوراق النبات‪.‬‬
‫القات يشعر المتعاطي بالرضا والسعادة وينسى الخبرات المؤلمة ومشاكله ؛ حتى‬
‫أنه ينسى الشعور بالجوع‪ .‬ثم بعد عدة ساعات من التعاطي ينتابه شعور‬
‫بالخمول والكسل الذهني والبدني‪ ،‬واضطرابات هضمية وامساك‪ ،‬والتهابات في‬
‫المعدة‪ ،‬وارتفاع في ضغط الدم ‪ ،‬باإلضافة إلى االضطرابات النفسية المتمثلة في‬
‫األرق واإلحساس بالضعف العام والخمول الذهني والتقلب المزاجي واالكتئاب‪.‬‬

‫ويمكننا إجمال أنواع المخدرات السابق ذكرها وآثارها في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫(جدول يوضح أنواع المخدرات وآثارها)‬

‫آثارها‬ ‫المادة‬

‫_ الشعور المؤقت بالنشوة واالرتياح الزائف‪.‬‬ ‫األفيون‬

‫_ زيادة الخمول والقلق وضيق التنفس والدوار‬


‫وانخفاض ح اررة الجسم‪.‬‬

‫_ ظهور الهزال بمعدالت سريعة‪.‬‬

‫اضطراب في اإلدراك‪ ،‬والذاكرة‪ ،‬واالنتباه البصري‬ ‫الحشيش‬


‫والسمعي‪ ،‬وانعدام اإلحساس بالزمن‪ ،‬والضعف‬
‫الجنسي‪.‬‬

‫تهيج شديد ‪ ،‬طالقة اللسان ‪ ،‬قلة الشعور بالتعب ‪،‬‬ ‫الكوكايين‬


‫الشعور بالسرور‪ ،‬تصرفات عدائية‪ ،‬انهيار الحالة‬
‫العقلية بسبب اإلدمان‪ ،‬قروح على أغشية األنف‪،‬‬
‫أرق‪ ،‬تشنجات في العضالت‪.‬‬

‫تأثير مزدوج على الجهاز العصبي‪ ،‬منشط في‬ ‫القات‬


‫البداية تعقبه حالة من الهبوط في وظائف الجهاز‬
‫العصبي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار واألضرار النفسية‪:‬‬
‫سنقتصر في هذا السياق على رصد أهم التغيرات التي تط أر على ما تعارف‬
‫عليه علماء النفس واألطباء النفسيون على تسميته بالوظائف النفسية‪:‬‬

‫األفيون و مشتقاته‪:‬‬

‫ال وجه للمقارنة بين البحوث المنشورة عن اآلثار السلوكية المترتبة على إدمان‬
‫األفيون و مشتقاته وتلك التي تتناول اآلثار السلوكية إلدمان الكحول سواء من‬
‫حيث الكم أو من حيث الكيف‪ ،‬فمنشورات التخصص التي تتناول الكحول أكثر‬
‫وأعمق من نظيرتها التي تدور حول األفيون ومشتقاته ومن أهم أسباب ذلك ‪:‬‬

‫الفرق الكبير بين مدى انتشار شرب الكحول و مدى انتشار تعاطي األفيون‬
‫في العالم الغربي الذي يسود فيه االهتمام بإجراء هذه الدراسات ونشرها‪ .‬هذا من‬
‫ناحية ومن ناحية أخرى كون شرب الخمر غير مجرم قانوناً في هذا العالم‬
‫الغربي (وفي كثير من المجتمعات اآلخذة بنظم الحياة الغربية كلياً أو جزئياً) وقد‬
‫ساعد ذلك على أن تفصح اآلثار السلوكية عن نفسها بكل الدرجات الممكنة‪،‬‬
‫وهو أمر ال يتيسر في حالة تعاطي األفيونيات‪.‬‬

‫على أن هذه األسباب المفرقة بين الكحول واألفيون في المنشورات‬


‫السيكولوجية والسيكياترية ليست سوى األسباب المباشرة أي التي تقف وراء ما‬
‫نشهد من فروق بشكل مباشر‪ ،‬وال شك أن وراءها أسباب أخرى أكثر إمعاناً في‬
‫السمات الحضارية المميزة للحياة في المجتمعات الغربية في مقابل نظائرها‬
‫المرتبطة بالحياة في المجتمعات التقليدية في جنوب شرقي آسيا (حيث تعاطي‬
‫األفيونيات أوسع انتشا اًر و أطول تاريخاً)‪.‬‬

‫االكتئاب وادمان األفيونيات‪ :‬الصورة السيكياترية المرتبطة ارتباطاً‬


‫جوهرياً بتعاطي و إدمان األفيون تولد االكتئاب‪ .‬و لكن لما كانت هذه الصورة‬

‫‪83‬‬
‫وليدة بحوث أُجريت على مدمنين متقدمين للعالج من إدمانهم فال يمكن الجزم‬
‫بأنها مستقلة تماماً عن أعراض االنسحاب التي تبدأ مع توقف تعاطي الجرعة‬
‫التالية في موعدها‪ .‬غير أن هذا ال يعني أن كل االكتئاب الموجود في هذه‬
‫الصورة مرجعه إلى أعراض االنسحاب‪ .‬يعزز هذا الرأي أن عددا من هؤالء‬
‫المدمنين تبين في تاريخهم المرضي أنهم قد عانوا في وقت من األوقات من‬
‫بعض األعراض االكتئابية‪ ،‬وكان ذلك سابقا على تاريخ بدء تعاطي األفيون‪.‬‬
‫ومن ثم فان الرأي المرجع اآلن هو أن مدمني األفيون يعتبرون في جملتهم‬
‫مجموعة هشة أو مستهدفه أكثر من مجموعات األشخاص األسوياء لإلصابة‬
‫باالكتئاب (‪ )Bruce et al 1982‬و تشير بعض البحوث كذلك إلى غلبة‬
‫العوامل المهيأة للسلوكيات االنتحارية بين مدمني األفيون ( ‪Moore et al‬‬
‫‪.)1979‬‬

‫وتتفق هذه البحوث ذات الطابع اإلكلينيكي التي أجريت على مدمنين‬
‫أمريكان يعيشون في الواليات المتحدة األمريكية في نتائجها العامة‪ ،‬مع بحوث‬
‫ذات طابع أنثر وبولوجي أُجريت على مدمنين تايلنديين يعيشون في المناطق‬
‫الجبلية الممتدة من هضبة شان في بورما إلى شمال تايالند والوس (وهي‬
‫المناطق المعروفة في عالم المخدرات باسم المثلث الذهبي وهي التي تمد العالم‬
‫بأكبر قدر من األفيون)‪ ،‬إذ تشير هذه البحوث الميدانية إلى إن أهالي هذي‬
‫المنطقة يدخنون األفيون في ظروف األسى أو الحزن الشديد الناجم عن فقدان‬
‫األعزاء كالزوجات و األطفال‪ .)Sowonwela et al 1978( .‬والخالصة أن‬
‫هذه البحوث تشير إلى وجود اقتران واضح بين تعاطي األفيون واألعراض‬
‫االكتئابية‪ .‬لكن هذه البحوث ال تكفي للجزم بما إذا كانت هذه األعراض جزءاً من‬
‫أعراض االنسحاب‪ ،‬أم أنها تحتوي على ما هو أكثر من ذلك‪ .‬كما أنها ال تكفي‬
‫لإلجابة الحاسمة عن السؤال المعلق حول اآلثار بعيدة المدى إلدمان األفيون‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫التأثير في األجنة‪ :‬من أخطر الموضوعات التي تناولتها البحوث الحديثة‬
‫(وقد بدأت منذ أواخر الستينات) موضوع التأثيرات التي تقع على األجنة لدى‬
‫الحوامل من النساء مدمنات األفيون‪ .‬وبوجه عام أصبح انتقال هذه التأثيرات من‬
‫األم إلى الجنين عبر المشيمة من الحقائق المعروفة‪ .‬وفيما يلي بعض المعلومات‬
‫التفصيلية في هذا الصدد‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬يالحظ أن المرأة التي تدمن األفيون يغلب عليها اإلهمال في أحوالها‬
‫الصحية‪ ،‬مما يكون له أثر سيئ على الحمل (إذا كانت حامالً) وعلى الجنين‪،‬‬
‫وكذلك على عملية الوضع نفسها‪ .‬وبالتالي تزداد في حالة هؤالء النساء نسبة‬
‫المضاعفات التي تصاحب الوالدة‪ ،‬من ذلك زيادة حاالت اإلجهاض‪ ،‬و االحتياج‬
‫إلى التدخل بالعملية القيصرية‪ ،‬وحاالت اإلكلمسيا (أو ما يعرف أحيانا بالتشنج‬
‫الحملي )‪ ،‬وموت الجنين داخل الرحم‪ ،‬والنزيف الالحق للوالدة‪ ،‬والوالدات‬
‫المبسترة‪ .‬وقد أمكن رصد بين ‪ 15‬و ‪ %10‬من الحوامل المدمنات يصبن بما‬
‫يعرف بالتسمم الحملي‪ ،‬كما أن حوالي ‪ %05‬من الحوامل مدمنات الهيروين‬
‫الالتي ال يتلقين العناية الواجبة أثناء الحمل يفاجئن بالوالدات المبتسرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لما كانت األفيونيات المعروضة في السوق غير المشروعة يقع عليها كثير‬
‫من الغش (بخلطها بمواد قد تكون شديدة األذى) فان النساء المدمنات كثي ار ما‬
‫يتعرضن ألخطار تضطرهن (تحت الضغوط الطبية) إلى الدخول في خبرات‬
‫"االنسحاب" كما أنهن كثي ار ما يتعرضن من ناحية أخرى إلى أخطار الجرعات‬
‫الزائدة من المخدر‪ .‬و قد لوحظ قدر من االقتران بين خبرات االنسحاب التي تمر‬
‫بها األم واحتماالت والدة األجنة الميتة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تشير كثي ار من الدراسات إلى تأخر في نمو األجنة عند الحوامل من‬
‫مدمنات الهيروين ‪ ،‬ولما كان هذا التأخر يستمر حتى إذا وضعت األم الحامل‬
‫موضع رعاية غذائية طبية فالراجح أن تأخر نمو الجنين ال يرجع كله إلى سوء‬

‫‪85‬‬
‫التغذية التي تعاني منه كثير من هؤالء النساء‪ ،‬ولكن بعضة على األقل يرجع‬
‫إلى تأثير نوعي للهيروين على نمو الجنين‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تشير نتائج بعض البحوث إلى األثر السيئ للهيروين التي تتعاطاه األم‬
‫على عمليات األيض لدى الجنين كما تشير هذه البحوث نفسها إلى أن تأثير‬
‫كثير سائر المواد المحدثة لإلدمان‪.‬‬
‫الهيروين في هذا الصدد يفوق اً‬
‫خامساً‪ :‬في دراسة طبية إحصائية على ‪ 337‬من األطفال حديثي الوالدة تبين أن‬
‫متوسط الوزن الذي يولد به الطفل الذي أنجبته أم تدمن الهيروين هو ‪2.495‬‬
‫كجم ‪ ،‬في مقابل وزن الطفل المولود الم كانت تدمن الهيروين قبل حملها في هذا‬
‫الطفل هو ‪ 2.601‬كجم‪ ،‬و هذا في مقابل أن وزن الطفل المولود الم كانت‬
‫موضوعة طبيا على الميثادون كان ‪ 2.961‬كجم‪ ،‬و هذا في مقابل أن متوسط‬
‫وزن الطفل المولود ألم سوية غير مدمنة ‪ 3.176‬كجم‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬تشير كثير من البحوث إلى أن حاالت سوء التغذية التي تصحب إدمان‬
‫األفيونيات تكون ناتجة أساسا عن الكف الذي يقع على المراكز المخية التي‬
‫تحكم الشهية و الجوع‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬تشير الدراسات التي أُجريت على كروموسومات الدم المحيطي لدى‬
‫األطفال حديثي الوالدة ألمهات مدمنات للهيروين في مقابل أطفال حديثي الوالدة‬
‫ألمهات غير مدمنات تشير هذه الدراسات إلى الزيادة الجوهرية لمقدار التشوهات‬
‫الحادثة في كروموسومات المجموعة األولى من األطفال‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬تشير بعض البحوث إلى أن والدة التوائم تحدث ألمهات مدمنات الهيروين‬
‫بمعدالت أعلى مما يحدث لألمهات غير المدمنات‪ .‬و قد تبين في هذه الدراسات‬
‫أن والدة التوائم جاءت بمعدل ‪ 1‬في كل ‪ 32‬حالة والدة‪ ،‬وهو معدل يفوق نظيره‬

‫‪86‬‬
‫في الجمهور العام ‪ 3‬مرات‪ .‬واالفتراض المطروح هنا هو انه ربما كان من بين‬
‫التأثيرات الفارماكولوجية للهيروين تأثير مباشر بالتنشيط يقع على المبيض‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬تشير البحوث كذلك إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين األطفال المولودين‬
‫ألمهات مدمنات للهيروين عن النسبة المناظرة بين أطفال غير المدمنات‪ .‬فنسبة‬
‫الوفيات بشكل إجمالي (أي بغض النظر عن الحالة الصحية للمولود) بين أطفال‬
‫المدمنات تبلغ ‪ %4.0‬في مقابل ‪ %6.1‬في أطفال األمهات غير المدمنات‪.‬‬
‫فإذا اقتصرنا في المقارنة على األطفال منخفضي الوزن في المجموعتين‬
‫تبين أن النسبة بين أطفال المدمنات ‪ %13.3‬في مقابل ‪ %15.33‬في األطفال‬
‫المولودين ألمهات غير مدمنات‪.‬‬

‫عاش ارً‪ :‬أُجريت بعض الدراسات على أشكال و معدالت النمو لمدة أكثر من‬
‫سنتين بعد الوالدة‪ ،‬و ذلك بين أطفال مولودين ألمهات مدمنات للهيروين مقارنين‬
‫بأطفال ألمهات غير مدمنات‪ .‬وتبين في هذه الدراسات أن ‪ %35‬من أبناء‬
‫المدمنات كانوا يعانون من أعراض انسحابيه أثناء والدتهم ‪ ،‬كما أن ‪%65‬‬
‫استمرت لديهم هذه األعراض و لكن بصورة اقل من الحادة لمدد تراوحت بين ‪3‬‬
‫و ‪ 6‬شهور‪ .‬هذا باإلضافة إلى وجود اضطرابات أخرى في أطفال األمهات‬
‫المدمنات بنسب متفاوتة من هذه االضطرابات النشاط الحركي الزائد‪ ،‬وضيق‬
‫نطاق االنتباه‪.‬‬

‫هذه بعض نتائج البحوث اإلكلينيكية التي أُجريت في مجال التأثيرات التي‬
‫تقع على أبناء النساء مدمنات األفيونيات‪ ،‬وذلك في المرحلة الجنينية لهؤالء‬
‫األطفال‪ ،‬أو عقب ميالدهم مباشرة ‪ ،‬أو بعد ميالدهم لمدد تصل إلى ما يقرب‬
‫من ‪ 3‬سنوات ‪ .‬و قد تعمدنا تقديم مزيد من تفصيل الحديث في هذا الموضوع‬
‫لخطورته أوال و لقلة شيوع المعرفة به ثانياً (‪)1979 Finnegan‬‬

‫‪87‬‬
‫الحشيش (القنب)‪:‬‬

‫يسود االعتقاد بين الكثيرين من المواطنين (في مصر وفي العالم العربي)‬
‫بان اآلثار السلوكية السيئة (أي غير التوافقية) للحشيش ليست سوى آثار عابره‬
‫بمعنى أنها تنتهي تماما بعد التعاطي ببضع ساعات‪ .‬وهذا خطأ شديد يزيد من‬
‫انتشار هذا المخدر‪.‬‬

‫ومن المؤسف حقاً أن مجموعة المالبسات التاريخية التي أحاطت بانتشار‬


‫تعاطي الحشيش في أوروبا وأمريكا الشمالية بدأً من أواسط الستينيات في هذا‬
‫القرن (تحت اسم الماريجوانا) وطوال السبعينيات ساعدت على انتشار اعتقاد‬
‫ٍ‬
‫حينئذ كتابات كثيرة تروج لهذا‬ ‫مماثل أيضاً في ذلك الجزء من العالم‪ .‬وانتشرت‬
‫االعتقاد بشكل مباشر وبشكل غير مباشر‪ .‬ولكن مع تقدم الثمانينيات بدأت هذه‬
‫الموجه من الكتابات في االنحسار التدريجي‪ ،‬وأخذت الكتابات األكثر التزاماً‬
‫بالموضوعية العلمية تظهر بأعداد متزايدة‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن العنصر الفعال في الحشيش (القنب) (أي العنصر‬


‫المسئول عما يحدثه من تأثيرات تخديرية في الوظائف النفسية عند متعاطية)‬
‫مهما اختلفت فصائله هو دلتا ‪ 9‬تتراهيدروكنابينول‪ ،‬وأن الفرق الرئيسي بين أنواع‬
‫الحشيش (القنب) أو أسماء مختلفة الذي يتسمى بها في البلدات المختلفة‬
‫(كالحشيش‪ ،‬والماريجوانا ‪ ،‬والكيف‪ ،‬والبانجو‪ ،‬والجانجا‪ ،‬والكاراس‪....‬الخ) إنما‬
‫هو في درجة تركيز العنصر الفعال في العينات الممثلة لهذا النوع أو ذاك‪.‬‬

‫االضطرابات السيكياترية العامة‪ :‬حتى منتصف الخمسينيات من القرن الحالي‬


‫كان األطباء النفسيون في مصر يصنفون بعض مرضاهم الذهانيين تحت فئة "‬
‫ذهان الحشيش" و كذلك كان الحال في المغرب (‪. )Ben bud 1957‬‬

‫‪88‬‬
‫ولكن سرعان ما أُلقيت ظالل من الشك على القيمة العلمية لهذا التشخيص‪.‬‬
‫لكن هذا ال ينفي أن المالحظات اإلكلينيكية ظلت تتواتر عن وجود اقتران بدرجه‬
‫ما بين التعاطي طويل األمد للقنب وظهور أعراض مرضيه نفسيه في نسبه من‬
‫هؤالء المتعاطين المزمنين‪.‬‬

‫وقد أجرى العالم أندرسون وآخرون في السويد بحثا وبائيا ‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫متابعه ‪ 00‬ألف شاب من المجندين السويديين لمدة خمسة عشر عاما متتالية‪،‬‬
‫وذلك الستكشاف العالقة بين التعاطي المكثف للقنب واحتماالت ترسيب مرض‬
‫الفصام‪ .‬وقد تبين للباحثين أن نسبه اإلصابة بالفصام بين هؤالء المتعاطين تزيد‬
‫ست مرات على النسبة المناظرة بين غير المتعاطين ‪ .‬مما يقطع بوجود اقتران‬
‫بين التعاطي المكثف واإلصابة بالفصام (‪.)Nahas 1990‬‬

‫والخالصة أنه لم يقم دليل يوثق به على سالمه استخدام بطاقة تشخيصيه‬
‫باسم " ذهان الحشيش "‪ ،‬ولكن توالت األدلة الميدانية على وجود اقتران بين‬
‫التعاطي المكثف للحشيش وظهور اضطرابات سيكياترية‪ ،‬أخطرها ترسب مرض‬
‫الفصام في بعض الحاالت يولد التصعيد من تعاطي الحشيش إلى تعاطي‬
‫المخدرات أقوى منه‪.‬‬

‫في السياق الراهن البد من اإلشارة إلى ما يالحظ أحيانا من أن بعض‬


‫متعاطي الحشيش(وخاصة في حاالت التعاطي المكثف) يتجهون إلى تعاطي‬
‫مخدرات أخرى أقوى من الحشيش غالبا على سبيل اإلضافة (إلى الحشيش الذي‬
‫يستمرون في تعاطيه) (سويف‪ .)1967‬وأحيانا على سبيل اإلحالل ‪ .‬ونقصد هنا‬
‫مفهوم المخدر األقوى المخدر الذي له قبضه إدمانيه على المدمن أقوى من‬
‫قبضه الحشيش ويبدو ذلك بوجه خاص في شدة أعراض االنسحاب‪ .‬ونشير هنا‬
‫بوجه خاص إلى التصعيد الذي تقدم عليه نسبه معينه من متعاطي الحشيش إذ‬
‫يصعدون ممارستهم إلى تعاطي األفيون‬

‫‪89‬‬
‫(فيزيولوجياً) فيتجه نحو زيادة جرعة ماده محدثة لإلدمان بهدف الحصول‬
‫على نفس األثر الذي أمكن تحصيله من قبل بجر ٍ‬
‫عة أقل‪ .‬ومعنى ذلك ومن‬
‫الالفت لالنتباه أن بعض متعاطي الحشيش يصل بهم األمر بعد بضع سنوات‬
‫من بدء التعاطي إلى أن زيادة جرعة الحشيش تعجز عن تحقيق مطلبهم‬
‫التخديري‪ ،‬مما يدفعهم إلى تجاوزه إلى مخدر أقوى‪ .‬هذا عن التفسير القائم على‬
‫أسس فارماكولوجيه‪ .‬أما التفسير االجتماعي فخالصته أن هذا التصعيد يأتي‬
‫نتيجة طبيعية التصال متعاطي الحشيش بعالم االتجار غير المشروع ‪ .‬إذ ال‬
‫سبيل أمامه للحصول على الحشيش إال من خالل قنوات االتصال تصله في‬
‫نهاية األمر (مهما طالت وتعدد الوسطاء فيها) بعالم االتجار غير المشروع‪،‬‬
‫حيث يجري التعامل في الحشيش وغيره من المخدرات كاألفيون والمورفين‬
‫والهيروين ‪ ، ....‬حيث تتضافر قوى السوق على محاوله الترويج للمخدرات‬
‫األعلى ثمناً لكي تدر على البائع ربحا أعلى‪ .‬كما أن اتصاله بهذه القنوات‬
‫يعرضه لالتصال بكثير من المتعاطين الذين يتعاطون مخدرات أخرى غير‬
‫الحشيش‪ .‬والذين ال يكفون أبداً عن محاوالت اإلغراء لكل من ال يتعاط المخدر‬
‫الذي يدمنونه‪ .‬والمحصلة النهائية لهذه المؤثرات جميعا هي انتقال نسبه ممن‬
‫كانوا يقتصرون على تعاطي الحشيش إلى تعاطي المخدرات األفيونية‪.‬‬

‫اختالل الوظائف النفسية‪:‬‬

‫تزخر البحوث التجريبية المنشورة حول اآلثار السلوكية لتعاطي الحشيش‬


‫بقدر كبير من المعلومات المحققة حول أنواع االختالل التي تتعرض لها عدة‬
‫وظائف نفسية لدى المتعاطين ( ‪Melges et al 1970:weil et al‬‬
‫‪ .)1968:Manno et al 1970:Manno et al 1971‬غير أن معظم هذه‬
‫الثروة من المعلومات تنصب على اآلثار المباشرة للتعاطي‪ ،‬أي التغيرات‬

‫‪90‬‬
‫السلوكية التي تحدث للمتعاطي في خالل بضع الساعات‪( ،‬ثالث أو أربع‬
‫ساعات) عقب التعاطي‪ ،‬وهناك شبه إجماع بين الثقات على هذه التأثيرات‬

‫ولكن الجدل المشحون بكثير من الخالفات يتناول اآلثار غير المباشرة (أو‬
‫طويلة األمد) للتعاطي على الوظائف السلوكية المختلفة‪ ،‬اآلثار التي تمتد‬
‫ألسابيع وشهور‪ ،‬وربما لسنوات‪ .‬وقد استمر هذا الجدل إلى وقت قريب‬
‫( ‪ .)Fletcher &Stay 1977:soueif1977‬ثم تغير الموقف في خالل‬
‫الثمانينيات‪ ،‬بحيث اعترف أكثر الباحثين تحمسا للقول بزوال كل أثر للحشيش‬
‫بعد بضع الساعات التالية للتعاطي اعترفوا بأنهم كانوا مخطئين وقالوا أنهم بعد‬
‫أن أعادوا إجراء تجاربهم بمزيد من الدقة المنهجية تبين لهم وجه الخطأ في قولهم‬
‫الس ابق وأصبح واضحا أمامهم أن اختالل الوظائف النفسية يبقى لمدد طويلة بعد‬
‫التعاطي (‪ ، )page al 1988‬ثم نشرت بعد ذلك بحوث استخدمت أساليب‬
‫تمكنها من مزيد من الدقة‪ .‬وقد صادقت هذه البحوث على القول ببقاء اختالل‬
‫الوظائف النفسية لمدد طويلة بعد انتهاء فتره التأثير المباشر للتعاطي ( ‪nahas‬‬
‫‪): Schwartz 1993 1993 : schwarty et al 1989‬‬

‫الوظائف النفسية التي يصيبها االختالل‪:‬‬


‫فيما يلي نقتصر على ذكر أهم الوظائف النفسية التي يصيبها االختالل‬
‫على النحو الذي وصفناه آنفا‪:‬‬
‫أ) دقه اإلدراك‪ :‬ومن أهم االختبارات التي تستخدم في هذا الصدد اختبارات تقوم‬
‫على المضاهاة البصرية بين عدة أشكال مرسومه على الورق تحتوي على عدد‬
‫من التفصيالت الشكلية الدقيقة‪ ،‬على أن تتم المضاهاة في فترة زمنيه محددة‪.‬‬

‫ب) دقه اإلدراك المصحوب بأداء يعتمد على التآزر البصري الحركي‪ :‬وتستخدم‬
‫لهذا الغرض اختبارات تقتضي من الشخص الذي يتناوله الفحص أن ينسخ بالقلم‬

‫‪91‬‬
‫الرصاص شكال هندسيا بسيطا مرسوما أمامه على الورق‪ ،‬وال تشترط في هذه‬
‫الحالة سرعة األداء‬

‫أداء‬
‫ج) سرعة الحركة البسيطة‪ :‬وتستخدم الختبار هذه الوظيفة اختبارات تتطلب ً‬
‫حركيا شديد البساطة بأعلى سرعة ممكنة‪.‬‬

‫د) سرعة األداء الحركي في إطار مجال بصري معقد‪ :‬كأن يقتضي األداء عمليه‬
‫الحركية‬ ‫تحليل لحدود بعض المنبهات البصرية مع قدرة على االستجابة‬
‫السريعة‪.‬‬

‫هـ) الذاكرة قصيرة المدى‪ :‬ويستخدم هذا االصطالح لإلشارة إلى عمليه تذكر‬
‫لمنبه ما بعد توسط تنبيه آخر بين المنبه األصلي وصدور االستجابة المطلوبة ‪.‬‬
‫على أن يتم هذا كله في فتره زمنيه محدودة (تتراوح بين بضع ثوان وثالثين‬
‫دقيقه)‪.‬‬

‫و) تقدير األطوال المحدودة‪ :‬من اآلثار طويلة األمد لتعاطي الحشيش (القنب)‬
‫اختالل هذه الوظيفة‪ ،‬ويكون االختالل في االتجاه إلى زيادة تقدير الطول عن‬
‫حقيقته الموضوعية‪.‬‬

‫س) تقدير المدد الزمنية المحدودة‪ :‬ويكشف االختالل عن نفسه في أن‬


‫أخطاء أكبر في حجمها ( سواء بالزيادة أو بالنقصان عن‬
‫ً‬ ‫المتعاطين يخطئون‬
‫حقيقة المدة الزمنية الموضوعية) من األخطاء التي يقع فيها األشخاص العاديون‬
‫من غير المتعاطين ‪.‬‬

‫تعقيب على موضوع الوظائف‪:‬‬


‫‪ -1‬تصاب هذه الوظائف السبع بخلل جوهري يبقى مشوها إياها لمدد طويلة قد‬
‫تمتد إلى أسابيع أو شهور وربما لسنوات نتيجةً للتعاطي المزمن (أي التعاطي‬

‫‪92‬‬
‫طويل األمد) للقنب حتى بعد أن يتوقف الشخص تماما عن تعاطيه ( ‪soueif‬‬
‫‪)1971 : 1974 : 1975‬‬

‫‪ -2‬لكي ندرك األخطار الحقيقية التي يمكن أن تترتب على هذه األشكال‬
‫المتعددة من الخلل (بغض النظر عما تعنيه من اعتالل للصحة النفسية) يحسن‬
‫بنا أن نتخيل عددا من مواقف العمل المختلفة التي قد يكون على المدمن‬
‫مواجهتها‪ ،‬وخاصة إذا كانت هذه الموقف تقتضي منه أن يتعامل مع اآلالت‬
‫تتطلب مستوى معقوال من الحيطة والحذر‪ .‬وبناء على هذا التخيل نستطيع أن‬
‫نتصور القدر الكبير من الخسائر االقتصادية التي تترتب على سلوكيات تنطوي‬
‫على هذه األنواع من الخلل‪ .‬هذا زيادة على األخطار الحقيقية التي تتعرض لها‬
‫سالمه العامل المدمن‪.‬‬

‫فإذا امتد بنا الخيال ليشمل مواقف قياده السيارات والقاطرات والطائرات ازداد‬
‫حجم الخسائر االقتصادية المتوقعة أضعافا مضاعفه واتسع نطاق األخطار‬
‫المحدقة ليشمل المدمن وآخرين أوقعهم حظهم العاثر داخل مجال حركته‪ .‬ومما‬
‫يزيد من قتامة الصورة في هذا الصدد ما تكشف عنه بعض الدراسات الميدانية‬
‫من زيادة معدالت تعاطي الحشيش بين العمال الصناعيين المهرة مقارنين‬
‫بزمالئهم من العمال غير المهرة أو غير الحاذقين‪ ،‬وزيادة معدالت التعاطي بين‬
‫عمال الصناعات الثقيلة إذا قورنوا بزمالئهم من عمال الصناعات المتوسطة‬
‫والخفيفة (‪ 1933‬سويف وآخرون‪ ،‬عبدالمنعم‪)1999 ،‬‬

‫العالقة بين اختالل الوظائف النفسية وفوق الفردية‪:‬‬

‫من األسئلة المهمة التي فرضت نفسها على عقول الباحثين في هذا المجال‬
‫السؤال عما إذا كانت هناك عالقة بين مقدار اختالل الوظائف النفسية عند‬
‫المتعاطين والفروق الفردية القائمة بينهم؟ بعبارة أخرى هل تحدث االختالالت‬

‫‪93‬‬
‫الوظيفية (السابق ذكرها) بنفس الدرجة عند جميع األفراد مدمني الحشيش؟ فرض‬
‫هذا السؤال نفسه على العقول بوصفه نتيجةً منطقية لما لوحظ من وجود تضارب‬
‫بين نتائج بعض الباحثين والبعض اآلخر‪.‬‬

‫( ‪bownan&phil 1973 : waskow 1970 : rubin&conitas 1973 :‬‬


‫‪)soueif 1971‬‬

‫فالبعض يؤكدون وجود اختالالت وظيفية تبقى عند المدمنين حتى بعد‬
‫انقطاعهم عن اإلدمان لمدد متفاوتة ‪ ،‬والبعض يؤكدون زوال كل اثر لالختالالت‬
‫الوظيفية بعد الفترة المحددة للتأثير المباشر وهي ثالث أو أربع ساعات ‪ .‬وكان‬
‫البد من إلقاء الضوء على حقيقة هذا التضارب ‪ .‬واالقتراح الذي يتبادر للذهن‬
‫في مثل هذا الموقف هو أن هذا التضارب يرجع إلى تدخل عامل أو بضعه‬
‫عوامل بصوره غير محسوبة‪ ،‬فحيث تتدخل هذه العوامل تميل النتائج إلى االتجاه‬
‫وجهة إبراز الخلل‪ ،‬وحيث ال تتدخل تميل النتائج إلى طمس معالم هذا الخلل ‪.‬‬

‫وتتلخص اإلجابة التي انتهينا إليها في هذا الصدد فيما يأتي‪ :‬تتحدد درجه‬
‫تدهور الوظائف النفسية التي يصل إليها الشخص المدمن بناء على موقعه من‬
‫العوامل الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التعليم في مقابل األمية‬


‫‪ -‬سكني المدن في مقابل التنشئة واإلقامة الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬تبكير العمر (في بواكير الشباب) أو تأخره ‪.‬‬
‫فالمتعلمون‪ ،‬وسكان المدن‪ .‬وصغار الشباب معرضون لمقادير من التدهور‬
‫الناجم عن اإلدمان اكبر مما يتعرض له األميون ‪ ،‬والريفيون ‪ ،‬واألشخاص‬
‫المتقدمون في السن (‪ 45‬سنه فما فوق)‬

‫‪94‬‬
‫جدير بالذكر هنا أن هذه اإلجابة تتفق تماما مع نتائجها الميدانية‪ .‬كما أنها‬
‫تفسر أشكال التضارب التي ظهرت بين نتائج دراسات الباحثين المختلفين في‬
‫أوائل السبعينيات كما اشرنا من قبل‪ .‬ففي معظم البحوث التي أمكن لنا التحقق‬
‫من الخلفية الديموغرافية لألشخاص المبحوثين فيها تبين لنا صحة هذه اإلجابة‪،‬‬
‫فحيث لم يظهر ما يدل على حدوث تدهور أو ظهر ما يدل على حدوثه بمقادير‬
‫طفيفة كان المفحوصين أُميين أو أشباه أُميين‪ ،‬أو كانوا ريفيين‪ ،‬أو من كبار‬
‫السن‪ ،‬وحيث التدهور أسفر عن وجهة بصورة واضحة كان المفحوصين متعلمين‬
‫و ومن سكان المدن و وصغار الشباب ‪.‬‬

‫وخالصه هذه الفقرة إن هذا التحليل الذي أجريناه يكشف عن حقيقتين‬


‫متداخلتين‪ :‬أوال أن التعاطي اإلدماني للحشيش يقترن به تدهور حقيقي دائم لعدد‬
‫من الوظائف النفسية والعقلية العليا ‪ ،‬ثانيا إن هذا التدهور يتحدد مقداره بناء‬
‫على عوامل ثالثة يمكن حسابها في حاله كل فرد ‪ ،‬هي التعليم ومستوى‬
‫"الحضرية" والعمر ونظ ار لتدخل هذه العوامل على هذا النحو في تشكيل الحصيلة‬
‫النهائية للتأثير طويل المدى للمخدر فإن أهل التخصص يطلقون عليها (من‬
‫الناحية المنهجية) اسم المتغيرات المعدلة ويطلق هذا االسم عنوانا على هذا‬
‫المنهج في التحليل ‪.‬‬

‫وفي ختام هذا الفقرات التي أفردناها للحديث عن اآلثار السلوكية للتعاطي‬
‫طويل األمد للحشيش(القنب) تلخيصا لعناصرها الرئيسية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬هناك عالقة قويه بين التعاطي وترسب االضطراب العقلي المعروف باسم "‬
‫الفصام " عند نسبة معينه من المتعاطين‪.‬‬

‫ب‪ -‬حقيقة ثانيه بالغه األهمية هي انه مع طول مدة تعاطي القنب يزداد احتمال‬
‫ظهور التصعيد إلى تعاطي مخدر أقوى (هو األفيون ومشتقاته غالبا)‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ج‪ -‬حقيقة ثالثه أن التعاطي طويل األمد يقترن باختالل دائم في عدد من‬
‫الوظائف النفسية والعقلية العليا ذات األهمية المحققة في مواقف العمل المختلفة‪،‬‬
‫مما يترتب عليه أخطار ال تقف عند حدود المتعاطي وحده بل تتعداه إلى غيره‪.‬‬

‫د‪ -‬حقيقة رابعة أن اختالل الوظائف النفسية المشار إليها (في النتيجة السابقة)‬
‫ال يتم بنفس القدر عند األشخاص المختلفين‪ ،‬بل يتم بمقادير تتفاوت من شخص‬
‫إلى آخر حسب موقعه من ثالثة متغيرات تسمى بالمتغيرات المعدلة وهى‪:‬‬

‫التعليم في مقابل األمية‪ ،‬والحضرية في مقابل الريفية والعمر‪ ،‬ويبلغ الخلل‬


‫أقصاه عند المتعلمين الحضريين صغار السن‪ ،‬وبلغ أدنى درجاته عند األميين‪،‬‬
‫الريفيين‪ ،‬كبار السن‪.‬‬

‫وأخي ار نعرض رأي هيئة الصحة العالمية كما عبر عنه ممثلها في " الندوة‬
‫الدولية الثانية " التي نظمتها في باريس األكاديمية الطبية القومية في الفترة من‬
‫‪ 9-3‬ابريل سنه ‪ . 1992‬قال ممثل الهيئة تحت عنوان (القنب‪ :‬وجهة نظر‬
‫هيئه الصحة العالمية) ما يأتي ‪:‬‬

‫تأسيسا على المناقشات التي أدارتها جمعيات علمية اجتمعت باسم منظمة‬
‫الصحة العالمية‪ ،‬وعلى المعاهدات الدولية تتناول التحكم في تعاطي المواد‬
‫النفسية‪ ،‬وعلى ق اررات المجلس االجتماعي واالقتصادي لألمم المتحدة‪ ،‬فإن‬
‫المنظمة ترى أن للقنب أض ار ار حادةً (مباشره) وأخرى مزمنة (طويلة البقاء) على‬
‫صحة اإلنسان "‪) idanpaan – heikkila 1993) .‬‬

‫الكوكايين‪:‬‬

‫تشير البحوث اإلكلينيكية القائمة في الميدان إلى أن االضطراب الرئيسي‬


‫الذي يترتب أحيانا كنتيجة طويلة المدى على تعاطي الكوكايين هو تعرض‬
‫الشخص لنوبات الفزع التي قد تتوالى بتك اررات عالية‪ .‬ويرجع الباحثون‬
‫‪96‬‬
‫ٍ‬
‫كنتيجة طبيعية لتأثير الكوكايين على‬ ‫المتخصصون أن هذا االضطراب يأتي‬
‫المخ وهو التأثير الذي يتلخص في خفض عتبه اإلحساس بالمنبهات‪ ،‬أي‬
‫انخفاض الحد األدنى المطلوب لصدور االستجابة على المنبهات‪.‬‬

‫ويتميز اضطراب الهلع حسب نظام التصنيف لالضطرابات العقلية‬


‫والسلوكية الصادر عن منظمه الصحة العالمية المعروف باسم ‪ICD- 10‬‬
‫(والصادر في سنه ‪ )1992‬بأن أهم جوانبه تعرض الشخص لنوبات متوالية من‬
‫القلق العنيف الذي ال يرتبط بموقف بعينه وال بمجموعه بعينها من الظروف‪.‬‬
‫وبالتالي تأتي هذه النوبات من حيث مكانتها من شخص إلى آخر‪ .‬إال أن أكثر‬
‫هذه المكونات شيوعا هي‪ :‬سرعة دقات القلب‪ ،‬وآالم في الصدر‪ ،‬واحساس‬
‫بالدوخة‪ ،‬وغالبا ما يصاحب هذه المكونات خوف من الموت‪ ،‬أو خوف من‬
‫الجنون‪ ،‬وتستغرق النوبة الواحدة غالبا بضع دقائق ولكنها في بعض األحيان‬
‫تستمر لمدد أطول من ذلك‪ .‬وكثي ار ما يترتب على اإلصابة بهذه النوبات نشوء‬
‫مخاوف لدى الشخص من الوحدة‪ ،‬وكذلك من ارتياد األماكن العامة ( ‪GOLD‬‬
‫‪.)1992‬‬

‫وأخي ار تشير الدراسات إلى اضطرابات الوظيفة الجنسية‪ ،‬و يشير البعض‬
‫إلى أن االضطراب يأخذ شكل العجز الجنسي أو العنه أحياناً‪ ،‬و من أهم‬
‫المظاهر والتي يظهر بها هذا االضط ارب مظاهر تناول وظيفتي االنتصاب‬
‫والقذف‪ ،‬كما أن البعض يفقد تماماً الرغبة في النشاط الجنسي‪ ،‬و تستمر هذه‬
‫االضطرابات لفترات طويلة حتى بعد االنقطاع عن التعاطي‪.‬‬

‫كذلك تشير البحوث اإلكلينيكية إلى احتمال إصابة متعاطي الكوكايين‬


‫باضطراب آخر يبقى ألمد طويل هو اضطراب "عصب االنتباه" و يتميز هذا‬
‫االضطراب بعجز الشخص عن متابعة معظم النشاطات التي يبدأها‪ ،‬فهو ينتقل‬
‫من نشاط إلى آخر ومنه إلى ثالث دون أن يكمل أياً منها‪ ،‬وكأنه يفقد االهتمام‬

‫‪97‬‬
‫بأي نشاط بعد أن يبدأه بقليل‪ ،‬أو كأنه يعجز عن مقاومة عوامل التشتيت التي‬
‫تحيط به أثناء إقباله على أي نشاط جديد‪.‬‬

‫القـات‪:‬‬

‫نشطت البحوث الفارماكولوجية أخي ار حول تأثير القات في فئران التجارب‪،‬‬


‫وخاصة بعد أن تمكن الباحثون عن عزل مادة الكايتنون ‪Ceeathinone‬‬
‫التي يعزى إليها الفاعلية األساسية لهذا المخدر‪ ،‬و كان ذلك سنة ‪ ،1970‬كما‬
‫أمكنهم أن يحددوا بدقة الصيغة الحقيقية لهذه المادة في سنة ‪zelger ( 1973‬‬
‫‪ )et al 1980‬ومع ذلك فال تزال البحوث المنضبطة حول تأثير الكايتنون في‬
‫سلوك البشر شحيحة‪.‬‬

‫وتشير الدراسات المتوافرة في هذا الصدد إن أهم المواد الفعالة التي أمكن‬
‫عزلها حتى أالن مادتان‪ ،‬هما الكاتين والكايتنون‪ ،‬وكالهما يشبه في تأثيره ما‬
‫تفعله األمفيتامينات وخاصة فيما يتعلق بالتأثير في الحالة النفسية‪ ،‬وفي عمليات‬
‫األيض وفي الدورة الدموية القلبية‪ ،‬وبناء على توصية هيئة الصحة العالمية فقد‬
‫تم في سنة ‪ 1936‬إدراج الكايتنون في الجدول األول من مجموعة الجداول‬
‫الملحقة باتفاقية المواد النفسية المعروفة باتفاقية فينا لسنة ‪ ،1971‬وهو ما يحتم‬
‫إخضاعه ألقسى الضوابط‪ ،‬أما الكاتين فقد تم إدراجه في الجدول الثالث‬
‫لالتفاقية‪.)Elemi et al 1987(.‬‬
‫وفي دراسة تم إجراؤها في الجمهورية العربية اليمنية في أوائل الثمانينات‬
‫تبين أن األطفال المولودين ألمهات اعتدن على مضغ القات وتخزينه يولدون‬
‫منخفضي الوزن‪ ،‬وفيما يتعلق بالمشكالت االجتماعية المرتبطة بتعاطيه يتحدث‬
‫عدد من الباحثين عن االضطرابات العائلية الخطيرة التي قد تصل إلى درجة‬

‫‪98‬‬
‫التخلي عن االلتزام األسري‪ ،‬واإلهمال الشديد لمطالب تنشئة الصغار وتعليمهم‪،‬‬
‫واهدار الموارد المالية التي يمكن أن تكون سنداً لألسرة في حياتها‪.‬‬
‫كذلك تحدث عدد من الباحثين عن االضط اربات الصحية التي تصحب‬
‫التعاطي‪ ،‬وفي مقدمتا ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬وزيادة عدد ضربات ضغط القلب‪،‬‬
‫وزيادة عدد معدالت التنفس‪ ،‬وارتفاع ح اررة الجسم‪ ،‬واإلمساك وانسداد الشهية‪،‬‬
‫واألرق والصداع النصفي‪ ،‬وضعف الدافع الجنسي‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬اآلثار واألضرار االجتماعية الناتجة عن تعاطي المخدرات ‪:‬‬


‫تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات أهم و اخطر المشاكل التي تواجه الفرد‬
‫واألسرة و المجتمع في كل أنحاء العالم نظ اًر لكثرة أنواع المخدرات وسرعة انتشار‬
‫تجارتها بين كافة مستويات المجتمع‪ .‬إن مشكلة تعاطي المخدرات التي تؤرق‬
‫العالم لم تنشأ من عامل واحد بل تتسبب فيها عوامل عديدة اجتماعية واقتصادية‬
‫ونفسية وثقافية وتربوية وغير ذلك‪.‬‬

‫إن من أهم األضرار المترتبة على تعاطي المخدرات هي األضرار‬


‫االجتماعية التي و بال شك تلقى بظاللها على الحياة بشكل عام بدءاً من الضرر‬
‫الواقع على الفرد المتعاطي مرو اًر بأسرته وامتداداً إلى مجتمعه‪.‬‬

‫وهناك الكثير من اآلثار االجتماعية التي تظهر على الفرد المتعاطي منها‪:‬‬

‫االنعزالية‪ :‬وعدم المشاركة وجدانياً لكونه غير قادر على ممارسة حياته‬
‫بشكل طبيعي ومشاركة اآلخرين في تقرير المصير وعدم القدرة على االبتكار‬
‫واإلنتاج‪ .‬التفكك األسري والنفور من المجتمع والمحيطين به وبالتالي تنشأ أسرة‬
‫ضعيفة مفككة لكون المتعاطي قد أخل بدور األسرة وأهميتها في إيجاد جيل‬
‫صالح فعال يؤدي دوره تجاه مجتمعه بكل همة ونشاط‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ومن األضرار أيضاً ضرر المخدرات على الفرد نفسه الن تعاطي المخدرات‬
‫يحطم إرادة الفرد المتعاطي وذلك الن تعاطي المخدرات يجعل الفرد يفقد كل القيم‬
‫الدينية واألخالقية‪ ،‬ويتعطل عن عمله الوظيفي ويتوقف عن التعلم والتعليم مما‬
‫يقل إنتاجيته ونشاطه اجتماعيا وثقافياً‪ ،‬وبالتالي يحجب عنه ثقة الناس به‬
‫ويتحول بالتالي بفعل المخدرات إلى شخص كسالن سطحي‪ ،‬غير موثوق فيه‪،‬‬
‫ومهمل حتى لحاجاته الضرورية‪ ،‬ومنحرف في المزاج‪ ،‬والتعامل مع اآلخرين‪.‬‬

‫و تشكل المخدرات أض ار ار على الفرد منها‪:‬‬

‫‪ -1‬المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد‪ ،‬سواء بالنسبة لعمله أو إرادته‪،‬‬
‫أو وضعه االجتماعي وثقة الناس به‪ .‬كما أن تعاطيها يجعل من الشخص‬
‫المتعاطي إنسانا كسوال ذا تفكير سطحي‪ ،‬يهمل أداء واجباته وال يبالي‬
‫بمسؤولياته وينفعل بسرعة وألسباب تافهة‪ ،‬و ذو أمزجه منحرفة في تعامله‬
‫مع الناس‪ ،‬كما أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته‬
‫ويفتقر إلى الكفاية والحماس واإلرادة لتحقيق واجباته مما يدفع المسئولين‬
‫عنه بالعمل أو غيرهم إلى طرده من عمله أو تغريمه غرامات مادية تتسبب‬
‫في اختالل دخله‪.‬‬

‫‪ -2‬عندما يلح متعاطي المخدرات على تعاطي مخدر ما ‪ ،‬ويسمى بـ " داء‬
‫التعاطي" أو بالنسبة للمدمن يسمى بـ " داء اإلدمان" وال يتوفر للمتعاطي‬
‫دخل ليحصل به على الجرعة االعتيادية و ذلك أثر إلحاح المخدرات‪ ،‬فانه‬
‫يلجأ إلى االستدانة‪ ،‬وربما إلى أعمال منحرفة‪ ،‬وغير مشروعة‪ ،‬مثل قبول‬
‫الرشوة‪ ،‬واالختالس والسرقة والبغاء وغيرها‪ .‬وهم بهذه الحالة ‪ ،‬قد يبيع نفسه‬
‫وأسرته ومجتمعه وطناً وشعباً‪ ،‬الن المخدرات تصبح عنده هي عمله وأمله‬
‫وحياته ومسؤوليته‪ ،‬وهي كل شيء في حياته‪ ،‬فيهون عنده كل شيء من‬
‫أمانه أو حرام أو حتى شرف وعرض‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -3‬يحدث تعاطي المخدرات للمتعاطي أو المدمن مؤثرات شديدة‬
‫وحساسيات زائدة‪ ،‬مما يؤدي إلى إساءة عالقاته بكل من يعرفهم‪ .‬فهي‬
‫تؤدي إلى سوء العالقة الزوجية واألسرية‪ ،‬مما يدفع إلى تزايد احتماالت‬
‫وقوع الطالق‪ ،‬وانحراف األطفال‪ ،‬وتزيد أعداد األحداث المشردين‪ ،‬وتسوء‬
‫فيحدث الخالفات والمشاجرات‪ ،‬التي قد‬
‫العالقة بين المدمن وبين جي ارنه‪ُ ،‬‬
‫تدفع به أو بجاره إلى دفع الثمن باهظاً‪ .‬كذلك تسوء عالقة المتعاطي‬
‫بزمالئه‪ ،‬ورؤسائه في العمل‪ ،‬مما يؤدي إلى احتمال طرده من عملة أو‬
‫تغريمه غرامه مالية تخفض مستوى دخله‪.‬‬

‫‪ -4‬الفرد المتعاطي يفقد توازنه ويختل تفكيره‪ ،‬وال يمكنه إقامة عالقات طيبة‬
‫مع اآلخرين‪ ،‬وال حتى مع نفسه‪ ،‬مما يتسبب في سيطرة الفوضى على‬
‫حياته‪ ،‬وعدم التكيف وسوء التوافق والتواؤم االجتماعي على سلوكياته‪ ،‬وكل‬
‫مجريات حياته‪ ،‬األمر الذي يؤدي به في النهاية إلى الخالص من واقعه‬
‫المؤلم باالنتحار‪.‬‬

‫فهناك عالقة وطيدة بين تعاطي المخدرات واالنتحار حيث أن معظم حاالت‬
‫الوفاة التي سجلت كان السبب فيها هو تعاطي جرعات زائدة من المخدر‪.‬‬

‫‪ -0‬المخدرات تؤدي إلى نبذ األخالق‪ ،‬وفعل كل منكر وقبيح وكثير من‬
‫حوادث الزنى والخيانة الزوجية تقع تحت تأثير هذه المخدرات وبذلك نرى ما‬
‫للمخدرات من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫تأثير المخدرات على األسرة‪:‬‬

‫األسرة هي الخلية الرئيسية في األمة‪ ،‬إذا صلحت صلح حال المجتمع‪،‬‬


‫واذا فسدت انهار بنيانه فاألسرة أهم عامل يؤثر في التكوين النفساني للفرد‪ ،‬ألنه‬
‫البيئة التي يحل بها وتحضنه فور رؤية نور الحياة‪ ،‬ووجود خلل في نظام األسرة‪،‬‬
‫‪101‬‬
‫من شأنه أن يحول دون قيامها بواجبها التعليمي والتربوي ألبنائها فتعاطي‬
‫المخدرات يصيب األسرة والحياة األسرية بأضرار بالغة من وجوه كثيرة أهمها ‪:‬‬

‫‪ -1‬والدة األم المدمنة على تعاطي المخدرات ألطفال مشوهين ‪.‬‬

‫‪ -2‬مع زيادة اإلنفاق على تعاطي المخدرات‪ ،‬يقل دخل األسرة الفعلي مما يؤثر‬
‫على نواحي اإلنفاق األخرى‪ ،‬ويتدنى المستوى الصحي‪ ،‬والغذائي واالجتماعي‬
‫والتعليمي وبالتالي األخالقي لدى أفراد تلك األسرة التي وجه عائلها دخله إلى‬
‫اإلنفاق على المخدرات وبالتالي فإن هذه المظاهر تؤدي إلى انحراف األفراد‬
‫لسببين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬أغراض القدوة الممثلة في األب واألم أو العائل‪ ،‬السبب اآلخر‪ :‬هو‬
‫الحاجة التي تدفع األطفال إلى أدنى األعمال‪ ،‬لتوفير االحتياجات المتزايدة في‬
‫غياب العائل‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك‪ ،‬نجد أن جو األسرة العام يسوده التوتر والشقاق‪ ،‬والخالفات‬
‫بين أفرادها فإلى جانب إنفاق المتعاطي لجزء كبير من الدخل على المخدرات‬
‫والذي يثير انفعاالت وضيق لدى أفراد األسرة‪ ،‬فالمتعاطي يقوم بعادات غير‬
‫مقبولة لدى األسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في بيته ويسهرون إلى آخر‬
‫الليل مما يولد لدى أفراد األسرة تشوق لتعاطي المخدرات‪ ،‬تقليداً للشخص‬
‫المتعاطي‪ ،‬أو يولد لديهم الخوف والقلق خشيه أن ُيهاجم المنزل بضبط المخدرات‬
‫والمتعاطين‪ .‬أو بأذى المتعاطين أنفسهم ألنهم يفقدون أخالقهم‪ ،‬ويفقدون السيطرة‬
‫حتى على أنفسهم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اآلثار واألضرار االقتصادية‪:‬‬

‫يعتبر الفرد لبنه من لبنات المجتمع‪ ،‬وانتاجيه الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية‬
‫المجتمع الذي ينتمي إليه‪ .‬فمتعاطي المخدرات ال يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه‬

‫‪102‬‬
‫في العمل ولكن إنتاج المجتمع أيضا يتأثر في حاله تفشي المخدرات وتعاطيها‬
‫فالظروف االجتماعية واالقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات تؤدي إلى‬
‫انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب العام فتؤدي أيضا إلى أنماط أخرى من‬
‫السلوك تؤثر أيضا على إنتاجية المجتمع‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك السلوك هي‪:‬‬
‫تشرد األحداث واجرامهم والدعارة والرشوة والسرقة والفساد والمرض العقلي‬
‫والنفسي واإلهمال والالمباالة وأنواع السلوك هذه يأتيها مجموعة من األشخاص‬
‫في المجتمع ولكن أضرارها ال تقتصر عليهم فقط بل تمتد وتصيب المجتمع‬
‫بأسره وجميع أنشطته وهذا يعني أن متعاطي المخدرات ال يتأثر وحده بانخفاض‬
‫إنتاجه في العمل ولكنه يخفض من إنتاجية المجتمع بصفة عامه وذلك لألسباب‬
‫التالية ‪:‬‬

‫انتشار المخدرات واالتجار بها وتعاطيها يؤدي إلى زيادة الرقابة من الجهات‬
‫األمنية حيث تزداد قوات رجال األمن ورقباء السجون والمحاكم والعاملين في‬
‫المصحات والمستشفيات ومطارده المهربين للمخدرات تجارها والمروجين‬
‫ومحاكمتهم وحراستهم في السجون ورعاية المدمنين في المستشفيات تحتاج إلى‬
‫قوى بشرية ومادية كثيرة للقيام بها وذلك يعني انه لو لم يكن هناك ظاهره لتعاطي‬
‫وانتشار أو ترويج المخدرات ألمكن هذه القوات إلى االتجاه نحو إنتاجية أفضل‬
‫ونواحي صحية أو ثقافيه بدال من بذل جهودهم في القيام بمطارده المهربين‬
‫ومروجي المخدرات وتعاطيها ومحاكمتهم ورعاية المدمنين وعالجهم‪.‬‬

‫يؤدي كذلك تعاطي وانتشار المخدرات إلى خسائر ماديه كبيره بالمجتمع‬
‫ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي‬
‫تنفق وتصرف على المخدرات ذاتها فمثال‪ :‬إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي‬
‫المجتمع) التي تستهلك فيه فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشريه عامله واضاعة‬
‫األراضي التي تستخدم في زراعه هذه المخدرات بدال من استغاللها في زراعه‬

‫‪103‬‬
‫محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه‬
‫أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع المستهلك للمواد المخدرة فإن هذا‬
‫يعني إضاعة وانفاق أموال كبيره ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع‬
‫تكاليف السلع المهربة إليه بدال من أن تستخدم هذه األموال في ما يفيد المجتمع‬
‫كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع لإلنتاج أو التعليم أو الصحة‪ ،‬إن تعاطي‬
‫المخدرات يساعد على إيجاد نوع من البطالة‪ ،‬وذلك الن المال إذا استغل في‬
‫المشاريع العامة النفع تتطلب توفر أيدي عامله وهذا يسبب للمجتمع تقدما‬
‫ملحوظا في مختلف المجاالت ويرفع معدل اإلنتاج‪ ،‬أما إذا استعمل هذا المال‬
‫ٍ‬
‫بحاجة إلى أيدي‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ ال يكون‬ ‫في الطرق الغير مشروعه كتجاره المخدرات فإنه‬
‫عامله‪ ،‬الن ذلك يتم خفيه عن أعين الناس بأيدي عامله قليله جدا ‪.‬‬

‫إن االستسالم للمخدرات واالنغماس فيها يجعل مستخدمها يركن إليها‬


‫وبالتالي فهو يضعف أمام مواجهة واقع الحياة األمر الذي يؤدي إلى تناقص‬
‫كفاءته اإلنتاجية فيما يعوقه عن تنمية مهاراته وقدراته وكذلك فان االستسالم‬
‫للمخدرات يؤدي إلى إعاقة تنمية المهارات العقلية والنتيجة هي انحدار اإلنتاجية‬
‫لذلك الشخص وبالتالي للمجتمع الذي يعيش فيه كماً وكيفاً‪.‬‬

‫كل دولة تحاول أن تحافظ على كيانها االقتصادي وتدعيمه لكي تواصل‬
‫التقدم‪ .‬ومن أجل أن تحرز دولة ما هذا التقدم فانه البد من وجود قدر كبير من‬
‫الجهد العقلي والعضلي معاً (يبذل بواسطة أبناء تلك الدولة سعياً وراء التقدم‬
‫واللحاق بالركب الحضاري والتقدم والتطور) ليتحقق لها وألبنائها الرخاء والرفاهية‬
‫فيسعد الجميع‪ ،‬ولما كان تعاطي المخدرات ُينقص من القدرة على بذل الجهد‬
‫ويستنفذ القدر األكبر من الطاقة ويضعف القدرة على اإلبداع والبحث واالبتكار‬
‫فان ذلك يسبب انتهاك لكيان الدولة االقتصادي وذلك لعدم وجود (الجهود‬
‫العضلية والفكرية والعقلية) نتيجة لضياعها عن طريق تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫إضافةً إلى ذلك فان المخدرات تكبد الدولة نفقات باهظة ومن أهم هذه‬
‫النفقات هو ما تنفقه الدولة في استهالك المخدرات فالدول المستهلكة للمخدرات‬
‫(مثل بعض الدول العربية) تجد نفقات استهالك المخدرات فيها طريقها إلى‬
‫الخارج بحيث أنها ال تستثمر نفقات المخدرات في الداخل مما يؤدي (غالباً) إلى‬
‫انخفاض في قيمة العملة المحلية لو كانت العملة المفضلة لدى تجار المخدرات‬
‫ومهربيها هو الدوالر‪.‬‬

‫أثر المخدرات على األمن العام مما ال شك فيه أن األفراد هم عماد المجتمع‬
‫فإذا تفشت و ظهرت ظاهرة المخدرات بين األفراد انعكس ذلك على المجتمع‬
‫فيصبح مجتمع مريضاً بأخطر اآلفات‪ ،‬يسوده الكساد والتخلف و تعمه الفوضى‬
‫ويصبح فريسة سهلة لألعداء للنيل منه و في عقيدته و ثرواته فإذا ضعف إنتاج‬
‫الفرد انعكس ذلك على إنتاج المجتمع وأصبح خطر على اإلنتاج و االقتصاد‬
‫القومي‪ ،‬إضافة إلى ذلك هنالك ما هو اخطر وأشد وباالً على المجتمع نتيجة‬
‫النتشار المخدرات التي هي في حد ذاتها جريمة فان مرتكبها يستمرئ لنفسه‬
‫مخالفة األنظمة األخرى فهي بذلك (المخدرات) الطريق المؤدي إلى ارتكاب‬
‫جرائم أخرى‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬اآلثار واألضرار السياسية‪:‬‬

‫يهتز الكيان السياسي ألي دولة إذا لم يكن في وسعها و مقدورها بسط‬
‫نفوذها على أقاليمها و لقد ثبت أن كثي ار من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء‬
‫متفرقة من العالم ال تخضع لسلطات تلك الدول التي تقع ضمنها‪ ،‬أما العتبارها‬
‫قبلية‪ ،‬أو اعتبارها جغرافية‪ ،‬و هناك روابط وثيقة بين اإلرهاب الدولي واالتجار‬
‫غير المشروع في األسلحة والمفرقعات من جانب‪ ،‬واالتجار غير المشروع في‬
‫المخدرات من جانب آخر كما يهتز كيان الدولة السياسي إذا اضطرت الدولة إلى‬

‫‪105‬‬
‫االستعانة بقوات مسلحة أجنبية للحفاظ على كيانها‪ ،‬وقد حدث مثل هذا في‬
‫إحدى دول أمريكا الجنوبية الالتينية‪ ،‬حيث توجد عصابات لزراعة الكوكا وانتاج‬
‫مخدر الكوكايين وتهريبه وهي عصابات جيدة التنظيم‪ ،‬ولديها أسلحة متقدمة‬
‫ووسائل نقل حديثة حتى أن هذه العصابات وجد بحوزتها قواعد عسكرية ومهابط‬
‫طائرات وقد سيطرت هذه العصابات على مناطق زراعية للكوكا والقنب ومنعت‬
‫القوات الحكومية من دخولها األمر الذي دعا الدولة إلى االستغاثة واستدعاء‬
‫قوات أجنبية ‪.‬‬

‫كما أن الحركات االنفصالية في العالم تغذيها أموال تجار المخدرات ومهربو‬


‫المخدرات والمتاجرون في المخدرات ال يؤمنون بدين أو عقيدة وال ينتمون إلى‬
‫وطن وليس لديهم انشغال سوى التفكير في الكسب المادي غير المشروع من‬
‫وراء االتجار بالمخدرات فهم على استعداد لبيع أنفسهم وأسرهم وأوطانهم وشعوبهم‬
‫مقابل السماح لهم بالمرور بالمخدرات وتهريبها فيفشون األسرار ويقدمون‬
‫المعلومات لألعداء مما يجعل من المتعاطي ومهربي المخدرات فريسة سهلة‬
‫للعدو ومخابراته‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫المخدرات‪ :‬التأثيرات االجتماعية واالقتصادية والنفسية‬

‫‪107‬‬
108
‫المخدرات ‪ :‬التأثيرات االجتماعية واالقتصادية والنفسية‬

‫لعل تعاطي المخدرات غير المشروعة يعد من أكبر وأعقد التحديات التي‬
‫يواجهها العالم في العصر الحديث‪ ،1‬ومما يزيد الموقف تعقيداً أن المشكلة ذات‬
‫أ بعاد متعددة وهي عالمية ال تعرف الحدود وتطال كافة الدول من أغناها إلى‬
‫أفقرها‪ ،‬وجميع فئات المجتمع وكافة األعمال‪ .‬كما إنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً‬
‫باستفحال الجريمة والفساد واإلرهاب على الصعيد العالمي‪ .‬وفي نفس الوقت تدر‬
‫أرباحاً طائلة لفئة‪ ،‬بينما تضر بفئة أخرى ضر اًر بليغاً وتزهق ماليين األرواح‬
‫وتهدد بقاء المجتمعات في حد ذاتها ‪.‬‬

‫وال يخفى إن آثار مشكلة المخدرات العالمية وتأثيرها تهدد نظم الصحة‬
‫والتعليم والعدالة الجنائية والرفاه االجتماعي واالقتصادي والنظم السياسية‪ .‬وقد‬
‫اكتسبت هذه المشكلة زخماً كبي اًر ووجدت بفضل التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ومنها‬
‫اإلنترنت ووسائل ووسائط جديدة لتوسيع نطاق تأثيرها وربحيتها‪.‬‬

‫إن مشكلة المخدرات اتخذت في بعض البلدان بعداً وبائياً فساهمت في تفاقم‬
‫سلسلة من المشاكل االجتماعية والتي تشمل ضمن أشياء أخرى ‪ ،‬العنف‪،‬‬
‫الجريمة المنظمة والفساد والبطالة وسوء األحوال الصحية ورداءة مخرجات‬
‫التعليم‪ ،‬وكل ذلك يلحق الضرر باألفراد والمجتمعات‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه األهمية الكبرى المترتبة على تلبية احتياجات السكان في‬
‫تلك المجتمعات‪ ،‬وتشكل األهداف اإلنمائية لأللفية المتعلقة بالقضاء على الفقر‪،‬‬
‫وضمان التعليم االبتدائي وتعزيز الصحة العامة للجميع ومكافحة فيروس نقص‬
‫المناعة‪ ،‬وضمان االستدامة البيئية وتيسير الشراكات العالمية من أجل التنمية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ‪.1122‬‬

‫‪109‬‬
‫ومكافحة المخدرات‪ ،‬تشكل تلك األهداف محور األساس في نجاح جهود القضاء‬
‫على طاعون العصر والمتمثل في المخدرات‪ ،‬وفيما يلي التشوهات االجتماعية في‬
‫مجتمعات المخد ارت‪-:‬‬

‫‪ -‬تهديد التماسك االجتماعي‬

‫‪ -‬التفاوت االجتماعي‬

‫‪ -‬نشوء ثقافة اإلسراف‬

‫‪ -‬نمو النزعة الفردية واالستهالكية‬

‫‪ -‬التحول في القيم التقليدية‬

‫‪ -‬النمو الحضري السريع‬

‫‪ -‬فقدان احترام القانون‬

‫التشوه االقتصادي ‪:‬‬

‫قد تنشط تجارة المخدرات غير المشروعة في هذه المجتمعات إلى حد أنها‬
‫تقتلع بالفعل األنشطة االقتصادية المشروعة‪.‬‬

‫التوصيات‪ :‬إن الخروج من الحلقة المفرغة للتفكك االجتماعي وما يقترن به من‬
‫مشاكل المخدرات‪ ،‬يستلزم اتباع نهج متعدد التخصصات يشارك فيه أصحاب‬
‫المصلحة على كافة المستويات‪ ،‬بما يشمل المواطن واألسرة والمجتمع المدني‬
‫والحكومي والقطاع الخاص وتوصي الهيئة بأنه ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على الحكومات أن تكفل تمكين الشباب من الحصول على فرص‬


‫للتعليم والعمل والترويح عن النفس‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬التصدي لمظاهر النجاح المالي المقترن بالعمل في سوق المخدرات غير‬
‫المشروعة‪ ،‬وايجاد بدائل تكون قدوة للشباب‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ برنامج شامل من تدابير اإلصالح المجتمعي‪.‬‬

‫الوضع العالمي‪:2‬‬

‫َيبلغ عدد متناولي المخدرات الذين يعانون من مشكلة اإلدمان إلى ‪27‬‬
‫مليون شخص‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %5.6‬من عدد سكان العالم من الراشدين‪ .‬هذا‬
‫وتسبب المخدرات مثل‪ :‬الهيروين‪ ،‬والكوكايين‪ ،‬في زهق أرواح نحو ‪ 5.2‬مليون‬
‫شخص سنوياً‪ ،‬وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تشتيت األسر ويجلب البؤس على‬
‫اآلخرين‪ .‬ومقروناً بذلك تقويض أركان التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وتسهم في‬
‫ارتكاب الجرائم وزعزعة االستقرار واضطراب األمن وتفشي األمراض‪ ،‬مثل انتشار‬
‫فيروس نقص المناعة البشرية‪.‬‬

‫إن االتجار بالمخدرات له ابعاد عالمية‪ ،‬تربط ما بين المناطق والقارات‪ ،‬مما‬
‫تكون له أحياناً عواقب وخيمة على البلدان المتأثرة بهذه التدفقات‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن معدل المخدرات غير المشروعة على الصعيد العالمي‬
‫خالل الخمس سنوات المنتهية بعام ‪ 2515‬ثابتاً من نسبة تراوحت بين ‪%3.4‬‬
‫و‪ %6.6‬من السكان الراشدين (أي أعمارهم بين ‪ 10‬و ‪ 64‬عاماً)‪ ،‬بيد أن نسبة‬
‫تتراوح بين ‪ %13-15‬من متناولي المخدرات مازالوا متناولين إشكاليين يعانون من‬
‫اضطرابات مرتبطة باالرتهان للمخدرات‪ ،‬كما إن إنتشار فيروس اإليدز‪، %25‬‬
‫والتهاب الكبد (ج) ‪ ،%46.7‬والتهاب الكبد (ب) ‪ %14.6‬في صفوف متناولي‬
‫المخدرات عن طريق الحقن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬تقرير المخدرات العالمي ‪ ،1121‬مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫االنتشار السنوي لتناول المخدرات غير المشروعة‬
‫واعداد متناوليها على الصعيد العالمي ‪2111‬‬

‫العدد باأللف‬ ‫النسبة المئوية‬


‫المادة‬
‫األعلى‬ ‫األدنى‬ ‫العليا‬ ‫الدنيا‬
‫‪224,900‬‬ ‫‪119,420‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫القنب‬
‫‪36,120‬‬ ‫‪26,380‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫شبائه األفيون‬
‫‪20,990‬‬ ‫‪12,980‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫المواد األفيونية‬
‫‪19,510‬‬ ‫‪13,200‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫الكوكايين‬
‫‪52,540‬‬ ‫‪14,340‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫المنشطات اإلمفيتامينية‬
‫‪28,120‬‬ ‫‪10,480‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫االكستاسي‬
‫‪300,000‬‬ ‫‪153,000‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫مخدرات أخرى غير مشروعة‬

‫اآلثار اإلجتماعية‪:‬‬

‫يتمثل أحد أهم آثار تناول المخدرات غير المشروعة على المجتمع في‬
‫العواقب الصحية السلبية التي يعاني منها أفراده‪ ،‬ويفرض تناول المخدرات عبئاً مالياً‬
‫ضخماً على المجتمع‪ ،‬فباألرقام النقدية يلزم ما بين ‪ 255‬و ‪ 205‬بليون دوالر‬
‫(‪ 5.4-5.3‬في المائة من الناتج العالمي) لتغطية جميع التكاليف المرتبطة بالعالج‬
‫من المخدرات على مستوى دول العالم‪.‬‬

‫أشارت دراسة أجريت في الواليات المتحدة إلى أن الفاقد يعادل ما بين ‪ 5.3‬و ‪5.4‬‬
‫في المائة من الناتج اإلجمالي‪ .‬كذلك التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة‬
‫بالمخدرات كبيرة أيضاً‪ ،‬إذ تشير دراسة أجريت في المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية‬
‫إلى أن التكاليف المترتبة على الجرائم المتصلة بالمخدرات "االحتيال والسطو والسلب‬
‫والسرقة‪ )....‬في انجلت ار وويلز تعادل ‪ 1.6‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫عوامل تحديد شكل وتطور المشكلة ‪:‬‬

‫من الواضح إن تطور المشكلة العالمية المعقدة للمخدرات غير المشروعة‬


‫مدفوع بعدد من العوامل‪ .‬فاالتجاهات االجتماعية الديمغرافية‪ ،‬مثل التوازن الجنساني‬
‫والعمري للسكان‪ ،‬ومعدل التوسع الحضري‪ ،‬وهي عوامل مؤثرة ‪ .‬فإذا تغيرت السمات‬
‫الديمغرافية لمجتمع ما‪ ،‬فقد يتغير أيضاً السلوك المتعلق بتناول المخدرات تبعاً لذلك‪،‬‬
‫وللعوامل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ومنها معدالت الدخل المتاح لإلنفاق وعدم‬
‫المساواة والبطالة دور مؤثر في هذا الشأن‪ .‬ذلك إن زيادة معدالت الدخل المتاح‬
‫لإلنفاق قد تسمح لعدد أكبر من الناس شراء المخدرات ‪ .‬في حين إن ارتفاع‬
‫معدالت عدم المساواة والبطالة قد تزيد من الميل إلى تناول المخدرات غير‬
‫المشروعة في صفوف المعرضين لها‪.‬‬

‫وهناك أيضاً فئة عريضة من المحفزات االجتماعية الثقافية التي تؤثر بدورها في‬
‫تطور المشكلة‪ ،‬وان يكن بطرائق يصعب قياسها في كثير من األحيان‪ ،‬وتشمل هذه‬
‫المحفزات التغيرات في النظم التقليدية للقيم ونشوء " ثقافة شبابية" موحدة نسبياً في‬
‫بلدان عديدة‪.‬‬

‫تطور المشكلة في المستقبل‪:‬‬


‫أحد التطورات الهامة والجديرة بالرصد هي التحول الجاري في البلدان المتقدمة‬
‫والنامية‪ ،‬وهو ما يمثل عبئاً على بلدان غير مستعدة نسبياً للتصدي‪ ،‬وتوحي‬
‫االتجاهات الديمغرافية أن العدد اإلجمالي لمتناولي المخدرات في البلدان النامية‬
‫سوف يزداد كثي اًر‪ ،‬ليس فقط بسبب النمو السكاني فقط‪ ،‬وانما بسبب مجموعتها‬
‫السكانية األكثر شباباً وتوسعها الحضري بمعدالت سريعة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬قد تبدأ‬
‫الفجوة بين الجنسين في التقلص إذ أن من المرجح أن تشهد البلدان النامية زيادة في‬
‫معدالت تناول اإلناث للمخدرات في اعقاب زوال الحواجز االجتماعية الثقافية وزيادة‬
‫المساواة بين الجنسين‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تناول المخدرات وآثاره على الصحة‪:‬‬
‫تشير التقديرات على الصعيد العالمي أنه في عام ‪ ،2515‬كان ما بين ‪ 103‬و‪355‬‬
‫مليون شخص تتراوح أعمارهم بين ‪ 60-10‬سنة ( أي ‪ 6.6 – 3.4‬في المئة) من‬
‫سكان العالم من هذه الفئة العمرية‪ ،‬قد تناولوا مادة غير شرعية مرة واحدة على األقل‬
‫خالل السنة السابقة‪ ،‬وبالتالي ظل تناول المخدرات غير المشروعة مستق اًر‪ ،‬ولكن‬
‫متناولي المخدرات اإلشكاليين المقدر عددهم ما بين ‪ 10.0‬مليون و ‪ 33.6‬مليون‬
‫شخص (أي ما يقارب ‪ )%12‬من متناولي المخدرات غير المشروعة‪ ،‬بمن فيهم‬
‫المعانون من االضطرابات المرتبطة بتناول المخدرات‪.‬‬

‫العدد التقديري للوفيات المتصلة بالمخدرات‪ ،‬ومعدالتها‬


‫لكل مليون من السكان المتراوحة أعمارهم بين ‪ 15‬و‪64‬‬
‫معدل الوفيات‬ ‫عدد الوفيات‬ ‫نسبة انتشار‬ ‫عدد متناولي جميع‬ ‫المنطقة‬
‫بين كل مليون‬ ‫المتصلة‬ ‫التناول‬ ‫المخدرات باألالف‬
‫شخص بين‬ ‫بالمخدرات‬
‫‪64-15‬‬
‫‪02.1-332‬‬ ‫‪00011-0211‬‬ ‫‪03.1-2.3‬‬ ‫‪03111-33111‬‬ ‫أفريقيا‬
‫‪000.2‬‬ ‫‪000311‬‬ ‫‪01.0-00.0‬‬ ‫‪000111-010111‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‪20.0-03.3‬‬ ‫‪20011-20311‬‬ ‫‪0.0-2.3‬‬ ‫‪020111-010111‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‬
‫‪03.0-1.0‬‬ ‫‪-000211‬‬ ‫‪0.0-0.0‬‬ ‫‪0300111-230111‬‬ ‫آسيا‬
‫‪0220011‬‬
‫‪21.3‬‬ ‫‪020211‬‬ ‫‪0.3-0.0‬‬ ‫‪200111-200111‬‬ ‫أوروبا‬
‫‪032.1‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪31.0-03.2‬‬ ‫‪10111-20111‬‬ ‫أوقيانوسيا‬
‫‪11.2-33.1‬‬ ‫‪-220111‬‬ ‫‪0.0-2.0‬‬ ‫‪2110111-0120111‬‬ ‫العالم‬
‫‪3120111‬‬
‫المصدر‪ :‬البيانات المستمدة من االستبيان الخاص بالتقارير السنوية لمكتب األمم المتحدة المعني بمكافحة‬
‫المخدرات‪ ،‬ولجنة البلدان األمريكية لمكافحة المخدرات‪ ،‬والمركز األوروبي لمكافحة المخدرات‪.‬‬

‫تشكل حاالت الوفاة المتصلة بالمخدرات ما بين ‪ %5.0‬و‪ %1.3‬من جميع‬


‫الوفيات على الصعيد العالمي للفئات العمرية ما بين ‪ 10‬و‪ 64‬سنة‪ ،‬ولكنها تختلف‬

‫‪114‬‬
‫اختالفاً كبي اًر جوهرياً من منطقة إلى أخرى‪ ،‬وأعلى نسبة وفيات متصلة بالمخدرات‬
‫هي في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا‪ ،‬حيث تشكل هذه الوفيات نحو حالة من بين كل‬
‫‪ 25‬حالة وفاة لدى األشخاص المتراوحة أعمارهم بين ‪ 64-10‬سنة‪ ،‬وتشكل في‬
‫آسيا نحو حالة واحدة من بين ‪ 155‬حالة وفاة‪ ،‬وفي أوروبا حالة واحدة من بين‬
‫‪ 115‬حالة وفاة‪ ،‬وفي أفريقيا حالة واحدة من بين كل ‪ 105‬حالة وفاة‪ ،‬وفي أمريكا‬
‫الجنوبية حالة واحدة من بين كل ‪ 255‬حالة‪ .‬ويعزى سبب ارتفاع معدل الوفيات‬
‫المتصلة بالمخدرات في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا‪ ،‬إنما يعود إلى أن لدى‬
‫المنطقتين عدداً أكبر من متناولي المخدرات اإلشكاليين ونظاماً أفضل لرصد حاالت‬
‫الوفاة المتصلة بالمخدرات واإلبالغ عنها‪ .‬وبالمقارنة‪ ،‬فالقدرة في آسيا وأفريقيا‬
‫محدودة ورصد الوفيات المتصلة بالمخدرات ممارسة نادرة فيها‪.‬‬

‫اإلنتاج المحتمل من األفيون والصنع المحتمل غير المشروع من الهيروين‬


‫المجهول النقاء ‪2111-2114‬‬
‫الوحدة‪ :‬طن‬

‫حجم الصنع الكلي‬ ‫كميات األفيون‬ ‫كميات األفيون‬ ‫اإلنتاج الكلي‬ ‫السنة‬
‫المحتمل‬ ‫المحتملة تحولها‬ ‫المحتملة التي لم‬ ‫المحتمل من‬
‫إلى هيروين‬ ‫تحول إلى‬ ‫األفيون‬
‫هيروين‬
‫‪529‬‬ ‫‪3,653‬‬ ‫‪1,197‬‬ ‫‪4,850‬‬ ‫‪2114‬‬
‫‪472‬‬ ‫‪3,451‬‬ ‫‪1,169‬‬ ‫‪4,620‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪629‬‬ ‫‪4,555‬‬ ‫‪2,056‬‬ ‫‪6,610‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪757‬‬ ‫‪5,479‬‬ ‫‪3,411‬‬ ‫‪8,890‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪752‬‬ ‫‪5,561‬‬ ‫‪3,080‬‬ ‫‪8,641‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪661‬‬ ‫‪4,955‬‬ ‫‪2,898‬‬ ‫‪7,853‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪384‬‬ ‫‪3,008‬‬ ‫‪1,728‬‬ ‫‪4,736‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪467‬‬ ‫‪3,595‬‬ ‫‪3,400‬‬ ‫‪6,995‬‬ ‫‪2011‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرير المخدرات العالمي ‪UNODC ،2512‬‬

‫‪115‬‬
‫األبعاد الرئيسة لمشكلة المخدرات المعاصرة‪:‬‬

‫وصل تعداد سكان العالم إلى ‪ 7‬مليارات نسمة‪ ،‬ويقدر مكتب األمم المتحدة‬
‫المعني بالمخدرات والجريمة أن يكون نحو ‪ 335‬مليوناً من هؤالء يتناولون مخدرات‬
‫غير مشروعة مرة واحدة في السنة على األقل‪.‬‬

‫الوفيات وسنوات الحياة المفقودة المعدلة باحتساب سنوات العجز‬


‫التي يمكن عزوها إلى تناول المخدرات غير المشروعة والكحول والتبغ‬

‫المجموع‬ ‫التبغ‬ ‫الكحول‬ ‫المخدرات‬ ‫البيان‬


‫غير‬
‫المشروعة‬

‫‪7.6‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.245‬‬ ‫الوفيات المتصلة بتناول مواد اإلدمان‬


‫(بالماليين)‬

‫‪12.6‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫الوفيات على مستوى العالم ( نسبة‬


‫مئوية)‬

‫‪139.5‬‬ ‫‪56.9‬‬ ‫‪69.4‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫سنوات الحياة المفقودة المعدلة‬


‫باحتساب سنوات العجز (بالماليين)‬

‫‪9‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫سنوات الحياة المفقودة عالمياً المعدلة‬


‫باحتساب سنوات العجز (نسبة مئوية)‬

‫المصدر‪ :‬تقرير المخدرات العالمي ‪ ،2512‬مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫سياسات الصحة العمومية والمخدرات‪ :‬المؤثرات العقلية‪:‬‬
‫توسع دور الدولة في صون الصحة العمومية توسعاً مطرداً بمرور الوقت‪ ،‬بما في‬
‫ذلك نهج تنظيمي يترتب عليه تنفيذ نظام معقد من األوذونات ومراقبة النوعية‪،‬‬
‫وأطلقت النداءات إلى إنشاء نظام متعدد األطراف لمراقبة المخدرات‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫انعقد أول مؤتمر للجنة األفيون الدولية في شنغهاي ‪ ،1959‬وأعقبه اعتماد اتفاقية‬
‫األفيون الدولية والتي وقعت في الهاي ‪ ،1912‬وتلى ذلك ثالث اتفاقيات لمراقبة‬
‫المخدرات في اإلعوام ‪ ،1933 ،1971 ،1961‬ومازالت هذه االتفاقيات الثالث‬
‫تشكل األساس للنظام الدولي الراهن لمراقبة المخدرات‪.‬‬

‫تعد الصحة العمومية بعداً رئيساً من أبعاد نظام األمم المتحدة لمراقبة المخدرات‪،‬‬
‫كما جاء في ديباجة اتفاقية األمم المتحدة األولى ‪ ،1961‬وصيغتها المعدلة‬
‫ببروتوكول ‪.1972‬‬

‫اقتصاد المخدرات غير المشروعة‪:‬‬

‫ان اقتصاد المخدرات غير المشروعة‪ ،‬شأنه شأن األنشطة األخرى التي‬
‫تقايض فيها السلع والخدمات مقابل الربح‪ ،‬يخضع بشكل أساسي لقانون العرض‬
‫والطلب‪ ،‬وان كان لإلدمان والحظر تأثير كبير على التفاعل بين العرض للمخدرات‬
‫غير المشروعة والطلب عليها‪.‬‬

‫من المتوقع أن يرتهن للمخدرات واحد من بين كل ثمانية من متناولي المخدرات غير‬
‫المشروعة‪ ،‬ويؤثر سلوك المرتهنين على منحنى الطلب بجعله أقل تمشياً مع السعر‪،‬‬
‫فعلى عكس سلوك المتناول العادي‪ ،‬حيث يؤثر السعر على الطلب (يؤدي ارتفاع‬
‫األسعار إلى انخفاض االستهالك)‪ ،‬وال يتأثر المرتهنون للمخدرات غير المشروعة‬
‫عادة بازدياد األسعار في األمد القصير‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫أما على المدى الطويل فسوف ينخفض االستهالك اإلجمالي إذا ارتفعت األسعار‬
‫بشكل ملحوظ ألن المرتهنين سيواجهون صعوبات مالية‪ ،‬والعكس صحيح بأن‬
‫المرتهنين سوف يزيدون استهالكهم عند انخفاض األسعار‪.‬‬

‫إن األسواق السوداء ال تحترم الحدود الدولية‪ ،‬قد يكون من المتوقع في عصر يتسم‬
‫بالعولمة أن ينشأ اقتصاد عالمي للمخدرات‪ .‬وتوجد في واقع الحال اتجاهات متماثلة‬
‫في العديد من البلدان‪.‬‬

‫اآلثر على المجتمع والدولة‪ :‬اآلثر على الصحة‪:‬‬

‫إن أخطر أثر لتناول المخدرات غير المشروعة على المجتمع هو ما يجلبه تناولها‬
‫من عواقب صحية سلبية على أفراد المجتمع‪ ،‬ولتناول المخدرات آثار صحية‬
‫خطيرة‪ ،‬فمثالً تناول الكوكايين يمكن أن يتسبب في حدوث السكتة‪ ،‬واإلمفيتامينات‬
‫يمكن أن تسبب في اختالل مهلك في ضربات القلب‪ ،‬أو فرط تسارع ضربات القلب‪.‬‬
‫وتناول القنب يضعف القدرة على القيادة بدرجة خطيرة‪ ،‬ويمكن أن يؤدي التناول‬
‫المزمن على القنب إلى االرتهان للمخدرات‪ ،‬إضافة إلى عدد من الحاالت السلوكية‬
‫والنفسية مثل االكتئاب وغيره‪ .‬كذلك انتشار األمراض المعدية بين المتعاطين‪،‬‬
‫إضافة إلى اختالل وظائف القلب واألوعية الدموية وأمراض الرئة‪ ،‬واضطراب‬
‫الوظائف الكلوية‪ ،‬واختالالت وظائف الغدد الصماء‪.‬‬

‫اآلثار السلبية التي تترتب عن وجود سوق سوداء تتمثل في ازدياد خطر الحصول‬
‫على مخدرات رديئة النوعية‪ .‬تمثل الوفيات المتصلة بالمخدرات أشد العواقب‬
‫الصحية الناجمة عن تناول المخدرات قسوة ‪ ،‬ويلقى ‪ 255,555‬شخص حتفهم‬
‫سنوياً جراء تناول المخدرات‪ ،‬أما تناول المخدرات عن طريق الحقن‪ ،‬هو وسيلة نقل‬
‫وانتشار فيروس اإليدز‪ ،‬والتهاب الكبد (ب) و (ج)‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫يحتاج المرتهنون للمخدرات إلى العالج ما قد يفرض عبئاً مالياً على األفراد وأسرهم‬
‫أو على المجتمع عموماً‪ .‬في عام ‪ 2559‬كان يتلقى العالج من مشاكل متصلة‬
‫بتناول المخدرات في العالم زهاء ‪ 4.5‬ماليين شخص من بينهم مليون أوروبي "‬
‫باستثناء االتحاد الروسي‪ ،‬وأوكرانيا‪ ،‬بيالروسيا‪ ،‬ومولدوفا"‪.‬‬

‫وفي الواليات المتحدة تلقى مليونا شخص مثل هذا العالج في عام ‪ ،2552‬حيث‬
‫قدرت التكاليف الصحية المترتبة على تناول المخدرات غير المشروعة بنحو ‪10.3‬‬
‫بليون دوالر‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 5.10‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وعلى‬
‫افتراض أن التكاليف الصحية تتطور بالتناسب مع عدد األشخاص المتلقين للعالج‬
‫وان الزيادات في هذه التكاليف مناسبة مع النمو االسمي للناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫يحتمل أن تكون التكاليف الصحية السنوية المتصلة بالمخدرات قد ارتفعت إلى نحو‬
‫‪ 24‬بليون بحلول عام ‪ .2515‬بلغ عدد المحتاجين للعالج في عام ‪ 2515‬في‬
‫الواليات المتحدة وحدها نحو ‪ 7.9‬ماليين شخص‪ ،‬ولكن لم يتلق هذا العالج سوى‬
‫‪ 2.2‬مليون شخص منهم‪ ،‬أما هذه النسبة فتقل عن ذلك كثي اًر وتصل إلى واحد بين‬
‫كل خمسة أشخاص‪.‬‬

‫اآلثر على اإلنتاجية ‪:‬‬

‫رغم أن العديد من الدراسات تشير إلى أن أثر تناول المخدرات غير المشروعة على‬
‫إنتاجية المجتمع قد يكون أكثر أهمية من أثره الصحي‪ .‬وقدرت دراسة أجريت في‬
‫عام ‪ 2511‬قيمة الخسائر في اإلنتاجية في الواليات المتحدة بمبلغ ‪ 125‬بليون‬
‫دوالر‪ %5.9 ،‬من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ ،2557‬وبينت دراسة مماثلة‬
‫أجريت في كندا عام ‪ 2552‬أن خسائر اإلنتاجية الناجمة عن تناول المخدرات غير‬
‫المشروعة بلغت ‪ 4.7‬باليين دوالر كندي (‪ )%5.4‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫وتوصلت دراسة استرالية إلى أن تكلفة خسائر اإلنتاجية بلغت ‪ 2.1‬بليون دوالر‬
‫استرالي ‪ )%5.3( 2550-2554‬من الناتج المحلي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫بخالف التكاليف الصحية‪ ،‬تم تقييم الخسارة في الموارد المحتملة وتمثل خسائر‬
‫االنتاجية العمل الذي لم يتم أداؤه على اإلطالق‪ ،‬ولكن يمكن التوقع على نحو‬
‫معقول أنه كان سيؤدي لوال تأثير تعاطي المخدرات‪ .‬ويمكن النظر إلى الخسائر‬
‫اإلنتاجية على أنها خسائر محتملة وبالتالي خسارة في الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫عائدة إلى تقليص حجم القوى العاملة و‪/‬أو انخفاض فعاليتها‪.‬‬

‫اآلثر على الجريمة‪:‬‬

‫يرتبط تناول المخدرات غير المشروعة ارتباطاً وثيقاً بالجريمة وبطرائق متعددة ‪.‬‬
‫فكثي اًر ما يلجأ متعاطو المخدرات إلى جريمة اإلحراز من أجل تمويل عادتهم‪ ،‬كما‬
‫أن العديد من المجرمين يرتكبون جريمتهم تحت تأثير المخدرات غير المشروعة‪.‬‬
‫ويقترن تعاطي المخدرات غير المشروعة بمشاكل سلوكية‪ ،‬قد تشمل‪ ،‬طبقاً لمادة‬
‫اإلدمان والكمية المتناولة منها اإلعتداء أو العنف‪ .‬واذا كان الشخص يعاني من‬
‫اضطرابات سلوكية وذو شخصية عدوانية ‪ ..‬يجعلهم ذلك عرضة للتورط في ارتكاب‬
‫الجريمة‪ .‬وغالباً ما تكون معدالت تناول المخدرات لدى المجرمين أعلى بكثير منها‬
‫لدى بقية األفراد‪.‬‬

‫عادة ما تكون تكاليف الجرائم المتصلة بالمخدرات كبيرة‪ ،‬ففي المملكة المتحدة‪،‬‬
‫أشارت دراسة للتكاليف االجتماعية واالقتصادية المترتبة على تناول المخدرات غير‬
‫المشروعة إلى أن مجموع تكلفة الجرائم المتصلة بالمخدرات زهاء ‪ 13.9‬بليون جنيه‬
‫استرليني في انجلت ار وويلز ‪ ،2554/2553‬وتتمحور هذه الجرائم حول االحتيال‬
‫والسطو على المنازل والسلب والسرقة‪.‬‬

‫وترتبط الجريمة بتناول المخدرات من خالل االتجار بالمخدرات‪ ،‬فعلى الرغم من أن‬
‫تجار المخدرات يتفادون عموماً جذب وانتباه سلطات إنفاذ القانون‪ ،‬ولكن قد يؤدي‬
‫التنافس بين مختلف الجماعات المتجرين إلى استخدام العنف الذي يشمل القتل في‬

‫‪120‬‬
‫صراعها للدفاع عن حصصها في السوق غير المشروعة‪ .‬يضاف إلى ذلك أن‬
‫الجماعات اإلجرامية التي تجني أرباحاً طائلة تستخدم هذه األرباح لإلفساد‪.‬‬

‫استخدام المنشطات االمفيتامينية‪:‬‬

‫اشارت ‪ %44‬من الدول المبلغة إلى حدوث زيادة في تناول المنشطات‬


‫االمفيتامينية‪ .‬بينما كانت الزيادة الكبيرة في تناول المنشطات االمفيتامينة يبلغ عنها‬
‫في أوروبا وأمريكا الشمالية في التسعينيات ‪ ،‬إال أنه في السنوات األخيرة أبلغت عن‬
‫أضخم الزيادات بلدان في شرق وجنوب شرق آسيا‪ ،‬والشرقين األدنى واألوسط‪ .‬وكان‬
‫أكبر الطلب غير المشروع على المخدرات في الشرقين األدنى واألوسط‪ ،‬وخصوصاً‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬على األقراص التي تحتوي على االمفيتامين و( الكافيين)‬
‫وتعرف باسم كابتاغون وهو اسم تجاري كان أطلق في الماضي على مستحضر‬
‫صيدالني يحتوي على مادة الفينيتيلين‪.‬‬

‫التوزيع الجغرافي لصنع المنشطات االمفيتامينية‪:‬‬

‫كان الصنع غير المشروع للمنشطات االمفيتامينية متسماً في الماضي بشدة التركيز‪،‬‬
‫ولكن تدريجياً أصبح أكثر توزعاً‪ .‬ففي أوروبا صنع المنشطات وفي مقدمتها‬
‫"االمفيتامين واالكستاسي" مرك اًز في هولنداً بدرجة كبيرة‪ ،‬وبدرجة أقل في بلجيكا‪،‬‬
‫وبولندا‪ ،‬واآلن يصنع في العديد من البلدان األوروبية‪ ،‬بلدان البلقان‪ ،‬وبالد البلطيق‪.‬‬

‫وفي شرق آسيا بدا في اليابان‪ ،‬ثم انتقل إلى جمهورية كوريا وتايوان وتايلند‪ ،‬واآلن‬
‫أصبح مرك اًز في الصين وميانمار والفلبين‪.‬‬

‫وأحد االتجاهات التي برزت خالل السنوات القليلة الماضية توسع صنع المنشطات‬
‫االمفيتامينية غير المشروعة في بلدان مثل ‪ :‬كمبوديا‪ ،‬واندونيسيا‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬والتي‬
‫كانت قبل ذلك بلدان عبور للمنشطات االمفيتامينية‪ .‬وفي اوقيانوسيا كانت معظم‬
‫المنشطات االمفيتامينية أوروبية المنشأ‪ ،‬وفي العقدين اآلخيرين أصبحت تصنع في‬

‫‪121‬‬
‫أستراليا ونيوزيلندا (معظمها من الميثامفيتامين)‪ .‬كذلك أصبحت جنوب أفريقيا تصنع‬
‫محلياً المنشطات اإلمفيتامينية ويتم استهالكها في مصر تحت اسم (ماكسيتون‬
‫فورت)‪.‬‬

‫تناول المخدرات عن طريق الحقن‪:‬‬

‫إن تناول المخدرات بالحقن هو من منظور الصحة العامة أكثر طرائق التناول إثارة‬
‫للمشاكل‪ ،‬فهي تعرض المتناول لدرجة أعلى من خطر تناول جرعة مفرطة قاتلة‪،‬‬
‫ألن سرعة بدء المفعول تجعل من الصعب تقدير الجرعة المناسبة‪ ،‬والجرعات الزائدة‬
‫تتطلب عناية طبية فورية ‪ .‬كذلك تحمل الحقن في طياتها خطر اإلصابة باألمراض‬
‫المعدية‪ ،‬خاصة في حالة االستعمال المشترك‪.‬‬

‫ويذكر أن الهيروين والميثاميفتامين هما األكثر شيوعاً بين المخدرات غير المشروعة‬
‫التي يتم تعاطيها عن طريق الحقن‪.‬‬

‫وقد أُقر على المستوى الدولي بالمخاطر الواسعة اآلثر الناشئة عن االتجار‬
‫بالمخدرات والجريمة المنظمة منذ أكثر من ‪ 25‬عاماً‪ ،‬وذلك في اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة المخدرات االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية‬
‫لعام ‪ ،1933‬والتي أُشير فيها إلى أن االتجار غير المشروع في المخدرات يمكن‬
‫المنظمات اإلجرامية عبر الوطنية من اختراق وتلويث وافساد هياكل الحكومات‬
‫والمؤسسات التجارية والمالية المشروعة‪ ،‬والمجتمع على جميع مستوياته‪.‬‬

‫دور التكنولوجيات الجديدة ‪:‬‬


‫شهدت العقود القليلة الماضية توافر الهواتف المحمولة وحواسيب موصولة‬
‫بشبكة اإلنترنت‪ ،‬وارتفعت نسبة السكان المتصلين بشبكة اإلنترنت من ‪%5.550‬‬
‫في عام ‪ 1995‬إلى ‪ %35.0‬في العام ‪ ،2515‬والى نسبة تصل إلى ‪ %76.0‬في‬

‫‪122‬‬
‫بلدان منظمة التعاون والتنمية ذات الدخل المرتفع والمتأثرة بشدة من انتشار تناول‬
‫المخدرات‪.‬‬
‫وقد كان لإلنترنت أثر كبير على تجارة المخدرات غير المشروعة‪ ،‬وقد‬
‫أصبح من السهل على كثير من المتجرين أن يطلعوا على مستويات األسعار في‬
‫مختلف األسواق‪ ،‬ويحصلوا على السالئف الكيميائية‪ ،‬فبدأ متناولوا المخدرات غير‬
‫المشروعة في استخدام اإلنترنت كوسيلة لتبادل المعلومات (األسعار‪ ،‬النوعية)‬
‫للمراقبة الدولية مثل‬ ‫إضافة إلى ذلك نجح تسويق عقاقير جديدة لم تخضع‬
‫(سبايس)‬
‫في نفس الوقت فتح اإلنترنت آفاقاً جديدة للتدخالت الخاصة بمكافحة‬
‫المخدرات‪ ،‬فهو واسطة حاسمة لنشر المعلومات عن المخاطر المرتبطة بتعاطي‬
‫المخدرات غير المشروعة‪ ،‬كما يوفر اإلنترنت للسلطات المختصة وسيلة إضافية‬
‫لرصد سوق المخدرات غير المشروعة وكشف خطط المجرمين وعملياتهم‪ ،‬وبات‬
‫أسهل على سلطات إنفاذ القانون أن تتعاون عبر الحدود‪ ،‬يقابلهم تجار المخدرات‬
‫الذين أصبحوا أكثر حذ اًر وخوفاً‪ ،‬ويستطيعون بفضل ثرائهم توظيف أعلى الخبرات‬
‫في الحواسيب لضمان تشفير رسائلهم‪ ،‬واستحالة تعقب مواقعهم واتالف ملفاتهم‬
‫المحفوظة في حالة مصادرة حواسيبهم‪.‬‬
‫كذلك أحدث الهاتف المحمول وخاصة خدمة الرسائل القصيرة )‪، (SMS‬‬
‫إضافة إلى بطاقات الدفع المسبق )‪ (SIM‬ثورة في تجارة المخدرات غير المشروعة‬
‫على كافة المستويات‪ ،‬إذ يصعب رصد الرسائل القصيرة وتعقبها‪ .‬كذلك يستخدم‬
‫تاجر المخدرات الهاتف المحمول أيضاً كسجل لعمالئه‪ ،‬واألرقام المسجلة في هذه‬
‫الهواتف هي بالنسبة لبعض هؤالء التجار ثرواتهم األساسية‪.‬‬

‫كذلك أدى النمو السريع في التجارة الدولية إلى تيسير االتجار بالمخدرات‪،‬‬
‫حيث ضخامة كميات البضائع المشروعة التي تنتقل في جميع أنحاء العالم تجعل‬

‫‪123‬‬
‫من الصعب اكتشاف شحنات المخدرات غير المشروعة‪ .‬وقد ارتفعت الصادرات‬
‫العالمية من السلع‪ ،‬بالقيمة االسمية بسنبة ‪ %44‬خالل الفترة ‪ ،2515-1995‬إذ‬
‫أخذ التضخم في الحسبان ‪ ،‬فإن ذلك يعادل زيادة سنوية بنسبة ‪ %0‬من حيث‬
‫الحجم‪ .‬علماً بأن الكثير من البضائع المتاجر بها تشحن في حاويات‪ ،‬ويبلغ الوزن‬
‫السنوي الكلي لشحنات الحاويات حوالي ‪ 1155‬مليون طن‪ ،‬وتشكل المخدرات غير‬
‫المشروعة المنتجة عالمياً أقل من ‪ %5.550‬من ذلك الرقم (المخدرات ال تنقل كلها‬
‫بالحاويات)‪ ،‬ومن ثم بان احتمال اكتشاف مخدرات غير مشروعة بفحوص عشوائية‬
‫للحاويات هو احتمال ضعيف إلى أقصى حد‪.‬‬

‫كذلك هناك زيادة في حركة النقل الجوي وهو تطور آخر من التطورات التي‬
‫شهدتها العقود القليلة الماضية‪ ،‬فقد ارتفع عدد الرحالت الجوية أكثر من ‪ %35‬بين‬
‫‪ ،2559-1995‬أي بنسبة ‪ %3.2‬سنويا‪ .‬وعجلت هذه الزيادات مضافاً إليها‬
‫انخفاض أسعار تذاكر الطيران بمثابة حافز لجماعات االتجار على استغالل الزيادة‬
‫في حجم حركة النقل الجوي‪ .‬اما بتوظيف أعداد كبيرة من األشخاص للعمل‬
‫ٍ‬
‫(كسعاة) وينقلون المخد ارت داخل أجسادهم‪ ،‬اما بإخفاء المخدرات داخل الشحنات‬
‫الجوية أو الطرود البريدية‪.‬‬

‫تطور اقتصاد المخدرات‪ :‬نظرة مستقبلية‪:‬‬

‫مازال اقتصاد المخدرات غير المشروعة يتطور‪ ،‬وفهم أسباب هذا التطور وكيفيته‬
‫عملية معقدة‪ ،‬إذ توجد عوامل كثيرة محتملة ينبغي النظر فيها وطريقة تفاعلها‬
‫واآلثار المترتبة على هذه التفاعالت‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬يتعذر قياس العديد من‬
‫العوامل ذات الصلة وآثارها‪ ،‬كما يتعذر تحديد كميتها‪ ،‬األمر الذي يصعب تحليلها‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن إجراء استعراض موجز لما يمكن أن يعتبر بدرجة معقولة عوامل‬
‫خطر ومحفزات قابلة للتنبؤ في اقتصادات المخدرات غير المشروعة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫عوامل اجتماعية – ديمغرافية‪:‬‬

‫إن تناول المخدرات غير المشروعة هو في ظل النظام الحالي لمراقبة‬


‫المخدرات أكثر شيوعاً في أوساط فئات معينة وفي بيئات معينة‪ .‬تظهر البيانات إن‬
‫الذكور يتناولون المخدرات أكثر من اإلناث‪.‬‬

‫عامل آخر اجتماعي – ديمغرافي رئيسي آخر محفز على تناول المخدرات‬
‫غير المشروعة‪ ،‬وهو كثافة التجمعات السكانية‪ ،‬أو التوسع الحضر‪ ،‬وعموماً يكثر‬
‫تناول المخدرات غير المشروعة في البيئات الحضرية عنه في البيئات الريفية‪.‬‬

‫المحفزات االجتماعية – الثقافية‪:‬‬

‫لقد كان أيضاً لعدة عوامل اجتماعية – ثقافية تأثير كبير على تطور مشكلة‬
‫المخدرات غير المشروعة‪ ،‬وتشمل هذه العوامل نظم القيم المجتمعية المتغيرة وثقافة‬
‫شبابية تفرض نفسها بشكل متزايد وان يكن من الصعب قياس بعض هذه الظواهر‪.‬‬

‫ويبدو إن أهم عامل اجتماعي – ثقافي حفز تطور مشكلة المخدرات كان‬
‫نشر الثقافة الشبابية‪ .‬وقد حدث ذلك في العديد من البلدان النامية مترافقاً مع توجه‬
‫نحو نمط حياة غربي قد يشمل لدى البعض اإلغراء المتمثل في تناول المخدرات‬
‫غير المشروعة‪.‬‬

‫في كثير من المجتمعات هناك اتجاه نحو تقليص الرقابة االجتماعية‪ ،‬وكثي اًر‬
‫ما يحدث ذلك بالتوازي مع ارتفاع معدالت التوسع الحضري والهجرة‪ ،‬وقد يؤدي ذلك‬
‫إلى تغيرات ثقافية واضعاف الروابط األسرية القوية‪ ،‬وتراجع أهمية نظم القيم‬
‫التقليدية‪ ،‬وفي بعض الحاالت قد تنشأ وتحل محل القيم التقليدية قيم ثقافية فرعية‬
‫تكون أكثر قبوالً لالنتهاكات والجريمة والعنف وتناول المخدرات غير المشروعة‪.‬‬

‫السكر‪ ،‬وقد‬
‫ومعظم الديانات السائدة حالياً تشجب تناول المخدرات غير المشروعة و ُ‬
‫أظهرت الدراسات االستقصائية إن األفراد الذين يؤدي الدين دو اًر مهماً في حياتهم‬

‫‪125‬‬
‫يكونون أقل عرضة لتناول المخدرات‪ .‬هناك عوامل ثقافية واجتماعية أخرى تساهم‬
‫في تكوين شكل تطور مشكلة المخدرات‪ ،‬وتتصل هذه العوامل بالظروف السائدة‬
‫لدى الفئات الضعيفة‪ ،‬مثل األطفال والمراهقين‪ ،‬التي تؤدي إلى ظهور مشاكل‬
‫سلوكية ونفسية والى اضطرابات في الصحة العقلية‪ .‬وكثي اًر ما تكون هذه العوامل‬
‫متصلة بتعرض األطفال والمراهقين لإلهمال وسوء المعاملة والخلل الوظيفي األسري‬
‫والعنف وعدم االستقرار‪ .‬ويمكن أن يكون لهذه الظروف آثار ليس فقط على وظائف‬
‫المخ بل وعلى تكوينه‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في نظام المكافأة الدماغي‬
‫ونظام التحفيز والذاكرة العاطفية ودوافع صنع القرار‪ ،‬وغالباً ما تنال هذه العوامل من‬
‫الصحة العقلية لدى األطفال والمراهقين‪ ،‬وتزيد من احتماالت تناولهم المخدرات‪.‬‬

‫المحفزات االجتماعية – االقتصادية‪:‬‬

‫شهدت العقود الماضية حدوث زيادة كبيرة في توافر الدخل المتاح لإلنفاق‪،‬‬
‫وخصوصاً لدى جيل الشباب‪ ،‬مما سهل نمو استهالك المخدرات ومعدالت تناول‬
‫المخدرات غير المشروعة هي األعلى في البلدان المتقدمة‪ ،‬حيث الدخل المتاح‬
‫لإلنفاق أعلى فمثالً تناول المخدرات في أمريكا الشمالية وكندا أعلى منه في‬
‫المكسيك‪ .‬ولكن الدخل المتاح لإلنفاق ال يعلل بمفرده لكل أوجه االختالف في تناول‬
‫المخدرات‪ ،‬فمستويات الدخل في أفغانستان منخفضة‪ ،‬في حين أن معدالت تناول‬
‫المخدرات غير المشروعة مرتفعة‪ .‬كذلك هناك عامل اجتماعي اقتصادي وهو حجم‬
‫انعدام المساواة االجتماعية‪ ،‬فهو يساهم في نشوء مشكلة تناول المخدرات أو يهيء‬
‫الظروف المواتية‪ .‬وعادة تكون المجتمعات المتسمة بقدر كبير من عدم المساواة في‬
‫الدخل أكثر عرضة للجريمة‪ ،‬وبما في ذلك جريمة االتجار في المخدرات غير‬
‫المشروعة‪.‬‬

‫تشكل البطالة عامالً اجتماعياً‪ -‬اقتصادياً رئيساً محفز على االتجار بالمخدرات‬
‫وعلى تناول المخدرات غير المشروعة‪ ،‬وقد بينت الدراسات م ار اًر وتك ار اًر في مختلف‬

‫‪126‬‬
‫أنحاء العالم إن تناول المخدرات غير المشروعة منتشر على نطاق واسع بين‬
‫العاطلين عن العمل‪.‬‬

‫نظام مراقبة المخدرات‪-:‬‬

‫رغم أنه ما من شك في أن لمختلف العوامل االجتماعية – الثقافية‪،‬‬


‫واالجتماعية – الديمغرافية‪ ،‬واالجتماعية االقتصادية‪ ،‬تأثي اًر كبي اًر على تطور مختلف‬
‫جوانب مشكلة المخدرات‪ ،‬فهناك عامل مهم آخر ال يقل عنها تأثي اًر‪ ،‬وهو سياسة‬
‫مراقبة المخدرات‪ .‬ولقد ظلت المعالم األساسية لنظام مراقبة المخدرات الحالي مستقرة‬
‫على حالها طيلة الوقت‪ ،‬وتشمل هذه المعالم األساسية‪ :‬مبادىء قصر وحصر‬
‫استعمال المخدرات على األغراض الطبية والعلمية‪ ،‬وخفض العرض والطلب‬
‫وتطبيق تدابير على جانبي العرض والطلب على السواء‪.‬‬

‫يهدف تطبيق تدابير مراقبة المخدرات إلى زيادة المخاطر على منتجي‬
‫المخدرات غير المشروعة والمتجرين بها ومتعاطيها‪ .‬فمن شأن االرتفاع الكبير في‬
‫األسعار للمخدرات و‪/‬او مخاطر مواجهة ردود فعل القائمين على إنفاذ القانون أن‬
‫يحد من تناول المخدرات غير المشروعة "مقارنة بحالة افتراضية لم يتم فيها تطبيق‬
‫هذه التدابير" وما لمثل هذه التدابير من تأثير‪ ،‬فإن من شان تطبيقها اشتداد‬
‫المخاطر على المنتجين والمتجرين أن يحد من استعدادهم للمشاركة في سوق‬
‫المخدرات‪ .‬فلوال خطر إبادة المحاصيل غير المشروعة‪ ،‬لكان مثالً أن يتوقع إقدام‬
‫مزيد من المزارعين على زراعتها‪.‬‬

‫توافر المخدرات وادراك مخاطرها‪ :‬الوفرة واإلدراك‪:‬‬

‫من البارامترات الرئيسة التي تحدد حالة تناول المخدرات غير المشروعة‬
‫مدى توافر المخدرات وادراك مخاطر تناولها ‪ .‬والميل في هذا الصدد هو أنه كلما‬

‫‪127‬‬
‫زاد توافر المخدرات زاد االستهالك‪ ،‬وفي المقابل‪ ،‬كلما زادت المخاطر المرتبطة‬
‫بتناول المخدرات انخفض االستهالك‪.‬‬

‫وتظهر البيانات ترابطاً سلبياً قوياً جداً بين المخاطر المتصورة واالنتشار‬
‫السنوي في اهم المخدرات غير المشروعة‪ ،‬أي أنه كلما زادت المخاطر المرتبطة‬
‫بتناول مخدر معين‪ ،‬قل احتمال استهالك ذلك المخدر‪ ،‬وظهر أن أعلى نسبة‬
‫مخاطر هي في تناول الميثامفيتامين والهيروين‪ ،‬وأدناها في تناول القنب وأعلى‬
‫معدالت انتشار هي في تناول القنب وأدناها في تناول الهيروين والميثامفيتامين‪.‬‬

‫المستقبل‪:‬‬

‫يمكن استقاء أفضل التنبؤات من االسقاطات الديمغرافية ‪ ،‬ففي اكتوبر‬


‫‪ 2511‬بلغ عدد سكان العالم ‪ 7‬باليين‪ ،‬بزيادة بلغت ‪ 77‬مليون منذ عام ‪،2550‬‬
‫ورغم انخفاض الخصوبة‪ ،‬فمن المتوقع زيادة تعداد سكان العالم إلى ‪ 9.3‬باليين‬
‫بحلول ‪ ،2505‬والى ‪ 15.1‬باليين بحلول عام ‪ ،2155‬ويرجح أن تجلب هذه‬
‫الزيادة السكانية معها زيادة في العدد المطلق لمتناولي المخدرات غير المشروعة‪،‬‬
‫وفي حين أن معدل انتشار تناول المخدرات غير المشروعة ظل ثابتاً نسبياً على‬
‫مدى العقد الماضي‪ ،‬إزداد العدد اإلجمالي لمتناولي المخدرات تماشياً مع الزيادة‬
‫السكانية‪ ،‬وعلى افتراض أن نظام مراقبة المخدرات لن يتغير تغيي اًر جوهرياً‪ ،‬وان‬
‫معدل االنتشار السنوي اإلجمالي لتناول المخدرات غير المشروعة سيظل مستق اًر‬
‫عند ‪ %0‬تقريباً من السكان الفئة العمرية بين ‪ 10‬و ‪ 64‬سنة‪ ،‬فقد يكون هناك نحو‬
‫متعاط اضافي بحلول عام ‪ ،2505‬وحوالي ‪ 74‬مليون نسمة بحلول عام‬‫ٍ‬ ‫‪ 60‬مليون‬
‫‪ ،2155‬ومن شأن ذلك أن يوصل العدد الكلي لمتعاطي المخدرات سنوياً إلى حوالي‬
‫‪ 355‬مليون‪ /‬شخص بنهاية القرن الحالي‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫األثر الصحي‪:‬‬

‫إن أثر تناول المخدرات على الصحة هو أول مؤشرات أثاره الضارة وأكثرها‬
‫إثارة للقلق‪ ،‬ويقدر مكتب األمم المتحدة )‪ (UNODC‬إن ‪ %12‬تقريباً من متناولي‬
‫المخدرات السنويين يصبحون مرتهنين لها ويتحولون إلى متناولي مخدرات إشكاليين‪،‬‬
‫ويوجد منهم حالياً ‪ 35‬مليون‪ .‬وتناول المخدرات عن طريق الحقن هو وسيلة مهمة‬
‫في نقل وانتشار العدوى بفيروس اإليدز والتهاب الكبد (ألف و جيم)‪ ،‬كذلك وبحسب‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬يلقى حتفه كل سنة جراء تناول جرعات مفرطة وجراء‬
‫اإلصابة بأمراض مرتبطة بالمخدرات ما يقرب من ‪ 205,555‬شخص‪ ،‬وتسبب‬
‫الكحول في وفاة نحو ‪ 2.3‬مليون‪ ،‬والتبغ يتسبب في وفاة ‪ 0.1‬ماليين شخص‪.‬‬

‫يحتاج المرتهنون إلى العالج‪ ،‬ففي ‪ 2559‬بلغ عدد متلقي العالج من‬
‫مشاكل متصلة بتناول المخدرات غير المشروعة نحو ‪ 4.0‬ماليين شخص في العالم‬
‫أجمع‪ ،‬على الرغم من أن الحاجة إلى مثل هذا العالج تفوق ذلك الرقم بكثير‪،‬‬
‫وتوفير العالج لكل من هم بحاجة إليه سيكون باهظ التكلفة‪ ،‬وحسب التقديرات‬
‫التقريبية فإن عالج جميع األشخاص المرتهنين للمخدرات في كافة أنحاء العالم ما‬
‫يتراوح بين ‪ 255‬و ‪ 205‬مليون دوالر‪.‬‬

‫‪129‬‬
130
‫الفصل الخامس‬

‫أساليب الوقاية وطرق العالج من تعاطي المخدرات‬

‫أوال‪ :‬أساليب الوقاية وطرق العالج ومراحله‬

‫ثانيا‪ :‬مبادىء العالج األساسية‬

‫ثالثا‪ :‬مراحل العالج‬

‫رابعا‪ :‬اإلجراءات العالجية حتى التأهيل‪.‬‬

‫‪131‬‬
132
‫الفصل الخامس‬
‫أساليب الوقاية وطرق العالج من تعاطي المخدرات‬

‫أوال ‪ :‬أساليب الوقاية وطرق العالج ‪-:‬‬

‫تشكل عمليات الوقاية والعالج وتطوير استراتيجيات المكافحة الهدف‬


‫الرئيسي الذي تتوخاه البحوث المعنية بالمخدرات‪ ،‬فانتشار الظاهرة الذي يتزايد يوما‬
‫بعد أخر‪ ،‬ويشكل تهديدا حقيقا لألفراد والمجتمعات على حد سواء‪ ،‬برغم كل الجهود‬
‫الت ي تبذل للحد منه تستدعي إعادة النظر في الوسائل واألدوات والتصورات التي‬
‫تحكم تفاعل المعنيين مع هذه الظاهرة‪ ،‬ذلك أن شبكات االستخدام غير المشروع‬
‫للمخدرات يطورون وسائلهم وأدوات عملهم بشكل منقطع النظير‪ ،‬مما يجعل الدول‬
‫والمفكرين واالقتصاديين وأصحاب القرار معنيين بتطوير معارفهم وتحديث أساليب‬
‫عملهم بغية عالج المشكلة أوال‪ ،‬ثم العمل على وقاية المجتمع منها‪ ،‬ووضع‬
‫استراتيجيات بعيدة المدى لمكافحة الظاهرة (األصفر‪. )2554 ،‬‬

‫ويفسر ذلك اهتمام المعنيين بموضوع البحث بمسائل العالج والوقاية والعمل‬
‫على تطوير االستراتيجيات القادرة على وضع حد لهذا النمو الهائل في انتشار‬
‫الظاهرة‪ ،‬ويمكن تصنيف الدراسات والبحوث في هذا السياق إلى ثالثة مجموعات‬
‫رئيسية‪ ،‬تهتم المجموعة األولى بمسائل العالج‪ ،‬وتضع مجموعة من التصورات التي‬
‫تساعد أصحاب القرار والمعنيين بطرق العالج من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين‬
‫وأطباء وغيرهم‪ ،‬وتوفر لهم بعض القواعد المعرفية التي تساهم في تحسين طرق‬
‫التفاعل مع المرضى الذي وقعوا في قبضة التعاطي‪ ،‬ويرغبون في التحرر من‬

‫‪133‬‬
‫سيطرته‪ ،‬وتولي المجموعة الثانية من األبحاث اهتمامها بطرق منع انتشار ظاهرة‬
‫التعاطي وتحصين المجتمع من األخطار الثقافية الناجمة عن الحضارة المادية التي‬
‫تساعد في انتشار الظاهرة وتمكينها في المجتمع‪ ،‬أما المجموعة الثالثة فهي تظهر‬
‫ما تم تحقيقه وانجازه على المستوى الدولي‪ ،‬واإلقليمي العربي في مجال مكافحة‬
‫المخدرات‪ ،‬فيتناول الباحثون فيها تطور الظاهرة على المستوى الدولي‪ ،‬وما رافقها‬
‫من اتفاقيات دولية تهدف إلى الحد من انتشار الوباء المدمر‪.‬‬

‫تأخذ قضايا العالج من مخاطر التعاطي اهتماما كبي ار من قبل الباحثين‬


‫المعنيين بقضايا المخدرات في المجتمع العربي‪ ،‬وذلك أن االنتشار الواسع للظاهرة‬
‫أوقع أعداداً كبيرة من الناس في متاهات التعاطي‪ ،‬ومضاره‪ ،‬وبات من الضروري أن‬
‫تبذل الجهود للعمل على معالجتهم وتحريرهم من اآلثار السلبية التي تلحق قبل أن‬
‫يستفحل بهم اإلدمان ويقضي عليهم نهائيا ‪.‬‬

‫وينطلق الباحثون من مقولة أن العالج ممكن‪ ،‬وليس أم ار مستحيال على‬


‫الرغم من أن صعوبات كثيرة يمكن أن تظهر‪ ،‬ويعود بعضها إلى المدمن نفسه من‬
‫حيث قبوله للمعالجة ورغبته فيها ويعود بعضها اآلخر إلى طبيعة اإلدمان وفتراته‬
‫الزمنية السابقة ودرجة تشبع الجسم بسموم المخدرات‪ ،‬وطبيعة المخدرات التي تم‬
‫تعاطيها‪ ،‬ومن المتوقع أن تظهر معوقات تتعلق بطبيعة البيئة االجتماعية المحيطة‬
‫بالمتعاطي من أقارب وأصدقاء وجوار وجماعات األقران في العمل وغير ذلك‪ ،‬ويدل‬
‫هذا كله على أن عملية المعالجة ليست يسيرة إال إذا تضافرت مجموعة من العوامل‬
‫تأتي في مقدمتها رغبة المتعاطي نفسه‪ ،‬وطبيعة ظروف البيئة االجتماعية المحيطة‬
‫به ‪ ،‬فإذا جاءت هذه الظروف على النحو الذي يساعد على المعالجة فإن احتماالت‬

‫‪134‬‬
‫التخلص من مرض اإلدمان يعد أم ار يسير بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي‬
‫يحتاجها المريض للتخلص من إدمانه والتي تزيد وتنقص تبعا لخصوصية تجربته‪،‬‬
‫أما في حال ضعف هذا التضافر فقد يصبح العالج شاقا وقد تبذل جهود كبيرة من‬
‫قبل األخصائيين وأفراد األسرة دون جدوى كبيرة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبادئ العالج األساسية‪:‬‬

‫في سياق االهتمام بطرق المعالجة ووسائلها يجد عادل صادق أن معالجة‬
‫اإلدمان البد أن تنطلق من حقائق أساسية تعد معرفتها مسألة ضرورية ألية معالجة‬
‫وتتمثل هذه باألمور التالية (غباري‪:)1991 ،‬‬

‫إن اإلدمان له عالج وكل مدمن يمكن عالجه وشفاؤه ما عدا الشخصية‬
‫السيكوباتية فلها ظروفها الخاصة التي تمنع إمكانية معالجتها بالطرق التي تعالج بها‬
‫مظاهر اإلدمان المختلفة بالنسبة إلى األشخاص العاديين ‪.‬‬

‫يحتاج العالج‪ ،‬وانقاذ المدمن من خطر المخدرات إلى وقت وصبر ونفس‬
‫طويل وعمل بال ملل أو كلل‪.‬‬
‫إن التوقف عن تعاطي المخدرات ال يعد بحد ذاته عالجا وال يشكل دليال على‬
‫الشفاء من مرض التعاطي ولكنه يشكل الخطوة األولى التي ال بد منها في أي‬
‫عالج والبد من استمرار هذا التوقف خالل مراحل العالج الالحقة‪.‬‬

‫‪ -‬يرتبط العالج الحقيقي لإلدمان بعالج األسباب المؤدية إليه والتي تختلف‬
‫نسبيا من شخص إلى أخر فالتشخيص الموضوعي ألسباب اإلدمان يعد‬
‫خطوة أساسية وضرورية في المعالجة والشخص الذي اندفع إلى اإلدمان‬

‫‪135‬‬
‫العتبارات نفسية البد أن تعالج المسائل النفسية بالنسبة له والشخص الذي‬
‫اندفع إلى التعاطي بسبب رفاق السوء البد أن يأخذ العالج هذه المسألة‬
‫ويبني عليها ما ينبغي من إجراءات تأخذها بعين االعتبار‪.‬‬
‫‪ -‬يأخذ الشخص األقرب إلى المريض المتعاطي للمخدرات موقعا هاما في‬
‫عملية العالج ‪ ،‬قد يفوق أهمية الطبيب نفسه ذلك أن الثقة التي يتمتع بها‬
‫من قبل المريض المتعاطي تجعله شديد الصلة به وتجعله قادر على تحقيق‬
‫التواصل األفضل واألسلم وتوجيه النصائح التي تجعل المتعاطي يقلع عن‬
‫الكثير من العادات السيئة التي تقترن على نحو من األنحاء بعملية اإلدمان‬
‫‪ .‬يتوقف العالج الحقيقي ألي مدمن على مقدار الشعور بالحب سواء حب‬
‫الناس وخاصة المحيطين به أو حبه للناس الذين تفاعل معهم على أن‬
‫يكون هذا الحب هلل عز وجل وليس لغرض دنيوي أو مادي واذا كان األمر‬
‫كذلك فإن مخاطرة بالنسبة إلى المدمن تزداد صعوبة لما يترتب عليها من‬
‫أزمات نفسية ومعنوية يعيشها‪.‬‬
‫تعد مشاركة المتعاطي نفسه‪ ،‬ضرورة أساسية من ضرورات العالج فاإلرادة‬ ‫‪-‬‬
‫والرغبة في التخلص من شرور المخدرات والنظر إلى التعاطي على أنه‬
‫فع ٌل البد من التخلص عنه لما فيه من مخالفة هلل عز وجل وما فيه مخالفة‬
‫لعادات الناس وقيمهم وتقاليدهم ولما فيه من ضرر يلحق بالفاعل‪.‬‬
‫كل ذلك يساعد المريض على تجاوز الصعوبات التي قد يالقيها أثناء العالج‬
‫ويرى فيها متعة تفوق في أهميتها متعة التعاطي نفسه ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫وتعد هذه الحقائق بمثابة مقدمات ضرورية البد من اإلحاطة بها بالنسبة لكل‬
‫من يرد أن يتصدى لعالج المدمن سواء أكان يعمل في مجاالت الطب المختلفة أو‬
‫يعمل في مجاالت اإلرشاد والتوجيه االجتماعيين فإذ أخذ المعالج بهذه المبادئ كان‬
‫نصيبه من النجاح كبي ار لتوفر اإلرادة الحقيقة من المعالج من جهة ومن المريض‬
‫من جهة ثانية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مراحل العالج‪-:‬‬

‫إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العالج لتكون‬
‫الحل األخير‪ ،‬سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك األضرار الصحية المدمرة‪،‬‬
‫أو إلنقاذه من معاناة وآالم مرحلة االنسحاب على حد سواء‪ .‬وعالج اإلدمان له‬
‫مراحل متتالية‪ ،‬ال يمكن تجزئته باالكتفاء بمرحلة منه دون أخرى‪ ،‬أو تطبيق بعضه‬
‫دون بعض‪ ،‬ألن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه‪ ،‬فال يجوز مثالً االكتفاء‬
‫بالمرحلة األولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم اإلدمانية دون العالج‬
‫النفسي واالجتماعي‪ ،‬ألنه حل مؤقت وال يجوز االكتفاء بهذا وذلك دون إعادة‬
‫صياغة عالقة التائب من اإلدمان بأسرته ومجتمعه‪ ،‬ثم دون تتبع الحالة لمنع‬
‫النكسات المحتملة التي تمثل خط اًر شديداً على مصير العملية العالجية ككل‪.‬‬

‫وكما أن العالج وحدة واحدة‪ ،‬فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته‬
‫الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه‪ ،‬ويصدق هذا القول حتى‬
‫ولو كان العالج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط األسرة‪ ،‬بل إن‬
‫مشاركة األسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العالج‪ ،‬ويحتاج األمر أيضاً إلى عالج‬
‫مشاكل األسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة لإلدمان أو ناتجة عنه‪( ..‬المشرف‬

‫‪137‬‬
‫والجوادي‪ .)2511 ،‬ومن الضروري أال يقتصر العالج على كل ذلك‪ ،‬بل يجب أن‬
‫تتكامل التخصصات العالجية وتتحدد وصوالً إلى النتيجة المطلوبة‪ ،‬وهى الشفاء‬
‫التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي ال يكون مقصو اًر‬
‫فقط على عالج أعراض االنسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس‪ ،‬إنما يجب أن‬
‫نصل معه إلى استرداد عافيته األصلية من وجوهها الثالثة‪ ،‬الجسدية والنفسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة ال‬
‫تقل عن ستة أشهر في الحاالت الجديدة ‪ ،‬أو سنة أو سنتين في الحاالت التي سبق‬
‫لها أن عانت من نكسات متكررة‪.‬‬

‫وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة اإلدمانية يجب‬
‫التشدد في معايير الشفاء حتى في الحاالت التي يصحبها اضطراب جسيم في‬
‫الشخصية أو التي وقعت في السلوك اإلجرامي مهما كان محدداً ‪ ،‬وتبدأ مراحل‬
‫العالج بالمراحل اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة التخلص من السموم‪:‬‬

‫وهى مرحلة طبية في األساس ‪ ،‬ذلك أن جسد اإلنسان في األحوال العادية إنما‬
‫يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العالج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة‬
‫هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي‪ ،‬وأيضاً التخفيف من آالم‬
‫االنسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة‪ ،‬ثم عالج األعراض الناتجة‬
‫والمضاعفة لمرحلة االنسحاب‪ ،‬هذا‪ ،‬وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها‬
‫وهى العالج النفسي واالجتماعي؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبك ار بالعالج النفسي‬
‫االجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ ‬مرحلة العالج النفسي واالجتماعي‪:‬‬

‫إذا كان اإلدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في األساس‪ .‬فإن هذه المرحلة تصبح‬
‫ضرورة‪ ،‬فهي تعتبر العالج الحقيقي للمدمن‪ ،‬فأنها تنصب على المشكلة ذاتها‪،‬‬
‫بغرض القضاء على أسباب اإلدمان‪ .‬وتتضمن هذه المرحلة العالجية العالج النفسي‬
‫الفردي للمتعاطي‪ ،‬ثم تمتد إلى األسرة ذاتها لعالج االضطرابات التي أصابت‬
‫عالقات أفرادها‪ ،‬سواء كانت هذه االضطرابات من مسببات التعاطي أم من‬
‫مضاعفاته‪ ،‬كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ‬
‫الق ار ارت وحل المشكالت ومواجهة الضغوط‪ ،‬وكيفية االسترخاء والتنفس والتأمل‬
‫والنوم الصحي‪ .‬كما تتضمن أيضاً عالج السبب النفسي األصلي لحاالت التعاطي‬
‫فيتم – على سبيل المثال – عالج االكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكالت النفسية‬
‫كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات االجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة‪،‬‬
‫كما تتضمن أخي اًر العالج الرياضي الستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه‬
‫وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة التأهيل والرعاية الالحقة‪:‬‬


‫وتنقسم هذه المرحلة إلى ثالثة مكونات أساسية أولها‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة التأهيل العملي‪:‬‬

‫وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله‪ ،‬وعالج‬
‫المشكالت التى تمنع عودته إلى العمل‪ ،‬أما إذا لم يتمكن من هذه العودة‪ ،‬فيجب‬
‫تدريبه وتأهيله ألي عمل آخر متاح ‪ ،‬حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ ‬التأهيل االجتماعي‪-:‬‬
‫وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن فى األسرة والمجتمع‪ ،‬وذلك عالجاً لما‬
‫يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي اإلدمان إلى انخالع المدمن من شبكة العالقات‬
‫األسرية واالجتماعية ‪ ،‬ويعتمد العالج هنا على تحسين العالقة بين الطرفين (المدمن‬
‫من ناحية واألسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبهما على تقبل وتفهم كل منهما‬
‫لآلخر‪ ،‬ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه واعطائه فرصة‬
‫جديدة إلثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من النكسات‪:‬‬

‫ومقصود بها المتابعة العالجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين‬
‫من بداية العالج ‪ ،‬مع تدريبه وأسرته على االكتشاف المبكر للعالمات المنذرة‬
‫الحتماالت النكسة ‪ ،‬لسرعة التصرف الوقائي تجاهها‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬اإلجراءات العالجية حتى التأهيل ‪-:‬‬


‫إن إعادة التأهيل والعالج وجهان لعملة واحدة فال يمكن االكتفاء بمرحلة‬
‫العالج فقط دون الوصول إلى الهدف األسمى للعالج‪ ،‬أال وهو (إعادة التأهيل)‬
‫لتحويل هذا الفرد المدمن إلى عضو فاعل في المجتمع الذي يعيش فيه لذا أال تكون‬
‫هناك حدود فاصلة في تلك الرحلة العالجية للفرد المدمن وانما هي مراحل شكلية‬
‫تتداخل مع بعضها البعض‪.‬‬
‫فتوفير العالج والتأهيل المتكامل‪ :‬طبيا ونفسيا واجتماعيا هو الشيء المطلوب‬
‫بالنسبة للمدمنين ويجب على الدولة بمقتضى االتفاقيات الدولية التي هي طرف فيهاـ‬
‫أن تهتم بالعالج واعادة التأهيل للمدمنين واكمال الطريق إلى نهايته مبتدئا بالوقاية‬
‫ثم العالج ومنتهيا بعد ذلك بإعادة التأهيل ومن ثم فأي محاولة للتنصل من ذلك‬

‫‪140‬‬
‫شأنها أن تسيء إلى الدولة في المحافل الدولية بأشكال مختلفة وعلى مستويات‬
‫مختلفة ‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه االتفاقيات الدولية لم تطلي أبدا أن تغير الدولة فلسفتها‬
‫األساسية في هذا الصدد فإذا كانت الفلسفة العقابية فليكن ويظل على الدولة أن‬
‫توفر أسباب العالج والتأهيل جنبا مع جنب مع أسباب العقاب‪.‬‬
‫وللوصول إلى مرحلة إعادة البد من المرور بعدة مراحل هي ‪-:‬‬

‫‪ ‬اإلجراءات اإلسعافية‪-:‬‬
‫وهى إجراءات تتخذ في مواجهة بعض الحاالت التي قد تتعرض لما يسمى‬
‫بحاالت التسمم المرضية الحادة فقد تنتاب الشخص نوبة عنف واضح فيهاجم بعض‬
‫األشخاص القريبين منه أو يحاول إتالف بعض األثاث أو الممتلكات المادية وذلك‬
‫على أثر تعاطي جرعة من الكحوليات أو المثبطات أو من المهلوسات وتحدث هذه‬
‫النوبات لإلفراط في الجرعة أو لحداثة عهد المتعاطي بالتعاطي أو لمروره حديثاً‬
‫بأزمة وجدانية شديدة الوطأة وفى هذه الحالة البد أن يتناوله بالرعاية طاقم طبي‬
‫مدرب يقوم بطمأنته وفي الوقت نفسه بالحيلولة بينه وبين أن يؤذى نفسه أو الغير‬
‫وربما اضطر إلى أن يستخدم لهذا الغرض بعض التدخل الدوائي ‪ ،‬كذلك قد تتعرض‬
‫بعض الحاالت بشكل مفاجئ أيضاً لما يسمى بأعراض الذهان العصبي فتظهر لدى‬
‫الشخص بعض أنواع الخداع الحسي كما قد تظهر بعض الهالوس والضالالت وفى‬
‫هذه الحاالت قد يحتاج الطبيب إلى قدر محدود من التدخل الدوائي‪.‬‬

‫‪ ‬إجراءات تطهير البدن ‪-:‬‬


‫ويطلق عليها أحياناً سحب المخدر وهي إجراءات تتوقف من ناحية على نوع‬
‫المخدر ومن ناحية أخرى على المعالج في تطبيقها فقد تتخذ الخطة شكل سحب‬
‫المخدر سحباً بطيئاً متدرجاً وفى هذه الحالة ال يحتاج المعالج المشرف على العملية‬

‫‪141‬‬
‫إلى أي تدخل دوائي ويكتفي بإرشاد المتعاطي خطوة بخطوة مع طمأنته وتشجيعه‪.‬‬
‫وتتراوح المدة التي تنتهي منها من أربعة أيام حتى سبعة أيام في حالة المواد ذات‬
‫ال فاعلية قصيرة المدى كالهيروين‪ ،‬عشرة أيام في حالة المواد ذات الفاعلية طويلة‬
‫المدى كاألفيون فقد تطول من عشرة أيام إلى ستة أسابيع‪.‬‬
‫‪ ‬إجراءات عالج المضاعفات الطبية للتعاطي ‪-:‬‬

‫وهي مجموعة اإلجراءات الطبية التي البد من القيام بها في مواجهة بعض‬
‫المضاعفات الصحية التي يعانى منها كثير من المدمنين دون أن تكون من اآلثار‬
‫المترتبة مباشرة على تعاطي هذه المادة أو من تلك المواد اإلدمانية كسوء التغذية‬
‫فانتشار سوء التغذية بين المدمنين ظاهرة ملحوظة ألسباب متعددة أوضحها أن‬
‫بعض المدمنين يصل به األمر أحياناً إلى ضرورة المفاضلة بين إنفاق المبالغ‬
‫المحدودة التي في حوزته على المخدر أو على الطعام والغالبية أن ترجح كفة‬
‫المخدر ‪ .‬وهناك مضاعفات مرتبطة بطرق التعاطي كأن يكون التعاطي عن طريق‬
‫التدخين فلهذه الطرق جميعاً مضاعفاتها الطبية التي كثي اًر ما تواجه الطبيب المعالج‬
‫وعليه أن يعنى بإبراء مريضه منها إلى جانب اإلجراءات اإلسعافية واجراءات تطهير‬
‫البدن ‪.‬‬

‫مكونات إعادة التأهيل والعالج المتكامل‪-:‬‬


‫تتألف تلك المرحلة من ثالث مكونات أساسية هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬مكون طبي‪.‬‬
‫‪ -‬مكون نفسي‪.‬‬
‫‪ -‬مكون اجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬المكون الطبي‪-:‬‬
‫يقوم المكون الطبي على استراتيجيتين رئيسيتين وهما ‪-:‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -‬استراتيجية الفطام التدريجي للمدمن من المخدر الذي أدمنه ‪.‬‬
‫‪ -‬استراتيجية سد القنوات العصبية التي يسلكها المخدر داخل جسم‬
‫المدمن للتأثير في سلوكه‪ .‬وللطبيب المعالج أن يختار إحدى‬
‫االستراتيجيين بناء على اعتبارات متعددة تختلف من حالة ألخرى ‪.‬‬

‫االستراتيجية األولى‪ :‬الفطام التدريجي‪-:‬‬

‫وفيها ينتقي للقيام بهذه المهمة مخد ار أضعف بكثير من المخدر الذي أدمنته الحالة‬
‫ولكن من الفصيلة نفسها‪ ،‬ويتولى اإلشراف على إعطائه للحالة بدال من المخدر‬
‫األصلي بجرعات وعلى فترات محددة على أن يتم تخفيض الجرعة واطالة الفترات‬
‫بين الجرعات تدريجيا حتى ينتهي األمر غالبا إلى فطام كامل للحالة‪ ،‬والشائع بين‬
‫األطباء في كثير من دول العالم أنهم يختارون عقار الميثادون ألداء مهمة الفطام‬
‫التدريجي بالنسبة لمدمني األفيون ومشتقاته بما في ذلك الهيروين وذلك على أساس‬
‫أن الميثادون نفسه هو أحد مشتقات األفيون ولكن قوته على إحداث اإلدمان أضعف‬
‫بكثير من الهيروين والمورفين واألفيون ‪.‬‬
‫االستراتيجية الثانية‪ :‬سد القنوات العصبية ‪-:‬‬

‫وفيها ينتقي لذلك عقار مثل عقار النالتركسون يتولى اإلشراف على إعطائه للحالة‬
‫بجرعات محددة وعلى فترات محددة ويتلخص تأثير النالتركسون في سد المستقبالت‬
‫العصبية المعدة أساسا في مخ المدمن الستقبال األفيون أو مشتقاته‪ ،‬ثم توزيع آثارها‬
‫العصبية السلوكية في جسم المدمن ومعنى ذلك أن المدمن الذي يتناول النالتركسون‬
‫لن يتأثر باألفيون أو أي من مشتقاته إذا تعاطاه ما دام تأثير النالتركسون قائما‪،‬‬
‫ويستمر الطبيب في إعطاء هذا العقار حسب نظام محدد ولفترة محدودة حتى ينتهي‬
‫األمر بالمدمن إلى أن يعود بجسمه إلى حالة التوازن الفسيولوجي دون حاجة إلى‬
‫وجود األفيون أو مشتقاته ويصحب ذلك انتهاء اللهفة إلى المخدر‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ ‬المكون النفسي‪-:‬‬
‫توجد أساليب متعددة للعالج النفسي لحاالت اإلدمان على اختالف أنواعها ومن‬
‫أشهر العالجات النفسية الحديثة في الميدان ما يعرف بمجموعة العالجات السلوكية‬
‫لإلدمان وهذا العالج النفسي يستلزم درجة عالية من التعاون بين المدمن والمعالج‬
‫مع قدر من اإلجراءات العالجية المعقدة ومواظبة ومثابرة على تلقى هذا األجراء‬
‫لفترة زمنية تصل إلى عدة شهور تتبعها فترة أخرى وتمتد المتابعة فيها إلى بضع‬
‫سنوات بهدف التقويم الدوري والتدخل من حين آلخر للصياغة واالنعكاسات‬
‫المحتملة ‪.‬‬
‫ومن طرق العالج السلوكي المشهورة في هذا الصدد طريقة (بودن) ويستغرق اجتياز‬
‫هذا العالج بضعة شهور ويمكن تطبيقه على مدمنين محتجزين داخل المصحات‬
‫كما يمكن تطبيقه على أساس نظام العيادة الخارجية وهو ما يشهد بمرونته ومن ثم‬
‫يعظم من فائدته ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫المكون االجتماعي‬


‫وفى مجال عالج التعاطي واإلدمان يستخدم مصطلح "إعادة التأهيل" ليضم ما‬
‫يوصف بأنه إعادة التأهيل االجتماعي والعالج المتكامل وأحياناً يقتصر في‬
‫استخدامه على اإلشارة إلى مجال محدود هو إعادة التأهيل المهني واالجتماعي‬
‫وفي هذه الحالة يترك المجال االجتماعي ليندرج تحت مصطلح خاص به هو إعادة‬
‫االستيعاب االجتماعي‬
‫أ‪ -‬إعادة التأهيل ‪:‬إعادة التأهيل االجتماعي المقصود هنا هو العودة بالمدمن‬
‫الناقه (مرحلة النقاهة من إدمانه) إلى مستوى مقبول في األداء المهني سواء كان‬
‫ذلك في إطار مهنته التي كان يمتهنها قبل اإلدمان أو في إطار مهني جديد‬
‫وتتضمن إجراءات إعادة التأهيل في هذا الصدد ثالث عناصر هي‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ .1‬اإلرشاد المهني ‪.‬‬
‫‪ .2‬قياس االستعدادات المهنية ‪.‬‬
‫‪ .3‬التوجيه المهني و التدريب‪.‬‬

‫ب‪ -‬إعادة االستيعاب االجتماعي ‪.‬‬


‫ويشير مصطلح اإلرشاد إلى مجموعة من اإلجراءات تمتد لتحتمل المشورة‬
‫والمعلومة وتزويد المسترشد بأسلوب لفهم المشكالت التي تواجهه والتغلب عليها‬
‫بالحلول المناسبة ويدور هذا في مجال العمل ومشكالته ثم يأتي الدور بعد ذلك على‬
‫قياس االستعدادات المهنية أي درجة احتمال نجاح الفرد في مجال بعينه من‬
‫مجاالت النشاط االقتصادي كالتجارة أو الصناعة أو األعمال المكتسبة ‪ ،‬ثم يوجه‬
‫المدمن الناقه بعد ذلك إلى قياس استعداداته المهنية وذلك لالسترشاد بنتائج هذا‬
‫القياس في اختيار أنسب األعمال لهذه االستعدادات ومن هنا تبدأ خطوات التوجيه‬
‫المهني‪ .‬ويقع تحت مفهوم التوجيه المهني مجموع اإلجراءات التي تتخذ استغالالا‬
‫للمعلومات التي تجمعت لدى المدمن الناقه من خالل اإلرشاد ومن خالل قياس‬
‫استعداداته المهنية فيجري توجيهه إلى االلتحاق بالمهنة التي تتناسب وهذه‬
‫المعلومات ولكي يكتمل التوجيه يحتاج األمر إلى أن يكون لدى القائمين على توجيه‬
‫مجموعتين إضافيتين من المعلومات إحداهما تتعلق بالمهن الشاغرة في سوق العمل‬
‫والثانية تتعلق بما يسمى بروفيل المهارات الالزمة لالشتغال الكفء بهذه المهنة‬
‫ويعتمد توافر هذا البروفيل على ما يسمى بتحليل العمل ‪.‬‬

‫إعادة االستيعاب االجتماعي‪،‬هي الخطوة األخيرة والمكملة إلجراءات الرعاية التي‬


‫تتناول المدمن الناقه ‪ .‬وال يشترط بالضرورة أن تأتي زمنيا ا بعد خطوة إعادة‬
‫التأهيل المهني ‪ ،‬بل يمكن تصور أن تتزامن الخطوتان ‪ .‬ولكن المهم أنه ال يجوز‬
‫تجاهلها في نسبة كبيرة من الحاالت‪ ،‬وخاصة تلك التي تمكن منها اإلدمان إلى‬
‫درجة االقتران بأشكال ودرجات خطيرة من التدهور االجتماعي‪.‬‬

‫‪145‬‬
146
‫الفصل السادس‬
‫مشكالت تعاطي المخدرات في بعض دول الخليج‬

‫‪147‬‬
148
‫الفصل السادس‬
‫مشكالت تعاطي المخدرات في بعض دول الخليج‬

‫أوال‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في دولة الكويت‪:‬‬


‫من المسلم به أن للمخدرات مخاطرها ومشكالتها العديدة التي أصبحت‬
‫تكلف العالم ثروة بشرية واقتصادية كبيرة‪ ،‬فالمشكالت النفسية والبدنية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية نتاج أساسي النتشار المخدرات وتعاطيها‪ ،‬وهذه المشكالت هي ‪ -‬في‬
‫حقيقة األمر– من أخطر الظواهر االجتماعية والصحية والنفسية التي تواجهها معظم‬
‫بلدان العالم في الوقت الحاضر‪ .‬ذلك أن حوالي ربع سكان الكرة األرضية تقريبا‬
‫يتعاطون أنواعا من المخدرات على أمل أن تساعدهم في تغيير نمط حياتهم‬
‫لذا فان مشكلة المخدرات تعد بحق من مشكالت العالم المعاصر‬ ‫وتفكيرهم!!‬
‫الخطرة (الحارثي‪.)1991 ،‬‬
‫تعتبر مشكلة إدمان المخدرات ظاهرة خطيرة على كافة المستويات آلثارها‬
‫المدمرة على الفرد واألسرة والمجتمع‪ .‬إذ تدل اإلحصاءات والبيانات الدولية على‬
‫تزايد اإلقبال على تعاطي المخدرات‪( ،‬محمد‪ ،)2992 ،‬األمر الذي يتطلب تضافر‬
‫الجهود من أجل الحد من هذه الظاهرة أو القضاء عليها بأسلوب علمي وفق خطة‬
‫وطنية‪ .‬إن هذا التعاطي يكاد يشمل أغلب قطاعات المجتمع بشكل يهدد بالخطر‬
‫فئة الشباب‪ ،‬حيث تؤكد دراسة نوفل والرندي (‪ )2990‬أن الطلبة أكثر تعرضا‬
‫لتعاطي المخدرات من غيرهم‪ .‬كما تؤكد الدراسات واألبحاث في الخليج العربي أن‬
‫المخدرات أكثر انتشا ار بين الشباب ومن هنا فان االهتمام بالشباب يجب إن يأتي‬
‫في مقدمة األوليات بالنسبة لمؤسسات الدولة (السويد‪.)2991 ،‬‬

‫‪149‬‬
‫واذا كان تعاطي الكبار للمخدرات تمثل ظاهرة خطيرة فإن تعاطي الشباب يمثل‬
‫كارثة للمجتمعات حيث تمثل تلك الفئة رأس المال البشري الذي تعتمد عليها‬
‫المجتمعات في تنميتها وتطورها وتقدمها‪ .‬إن شباب الجامعة هم صفوة الشباب وعيا‬
‫وادراكا لطبيعة التفاعل االجتماعي واأليديولوجية السائدة في المجتمع‪ ،‬والشك أن‬
‫الكشف عن اتجاهات الشباب نحو المخدرات واإلدمان ذا أهمية خاصة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫هناك عالقة بين االتجاهات التي يعبر عنها الشباب وبين سلوكهم الحالي‬
‫والمستقبلي‪ ،‬كما أن االتجاهات التي يكونها الشباب تشكل القاعدة لفهم وتفسير‬
‫الحوادث والقضايا االجتماعية والسياسية المعاصرة والمستقبلية (فهمي‪.)2990،‬‬

‫ولقد تم إجراء العديد من الدراسات والبحوث في دولة الكويت عن مشكلة‬


‫تعاطي وادمان المخدرات نذكر منها‪:‬‬

‫دراسة اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات (‪ )2512‬المخدرات في دولة‬


‫الكويت‪ ....‬األسباب والوقاية والعالج‪ ،‬وقد اعتمدت هذه الدراسة على المؤشرات‬
‫الرقمية اإلحصائية التي عكست انتشار مشكلة المخدرات بالمجتمع الكويتي ‪.‬‬
‫الستخالص النتائج والتدقيق والتفحص في المشكلة والتعرف على أسبابها‬
‫الحقيقية للحصول على النتائج الواقعية لمعرفة األسباب الحقيقية لمدى انتشار‬
‫مشكلة المخدرات‪ ،‬وتهدف بذلك إلى تجنيب الشباب شرورها‪ ،‬وتسليط الضوء‬
‫على مشكلة المخدرات في الكويت من حيث كونها مشكلة اجتماعية سلبية من‬
‫سلبيات المجتمع التي يعاني منها الشباب خاصة‪ ،‬والوقوف على أسباب‬
‫المشكلة وانتشارها وطرح الحلول والمقترحات لدرء تنامي آفة المخدرات ‪.‬‬

‫وقد بلغ إجمالي عينة الدراسة (‪ )21113‬مبحوثاً‪ ،‬كالتالي‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫األحداث والمسجونين‪ :‬وكانت غالبيتهم من الذكور بنسبة ‪ 04‬في المائة‬
‫و‪ %46‬إناث‪.‬‬

‫وبالنسبة للمستوى التعليمي كانت النسبة‪:‬‬

‫حملة الشهادة االبتدائية وأقل ‪.% 26‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %10‬المئة من حملة الشهادة المتوسطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %37‬من حملة الشهادة الثانوية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %3‬من خريجي التطبيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %14‬من حملة الشهادة الجامعية فأعلى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق عن سكنهم بغرفة مستقلة داخل المنزل أجاب‬


‫منهم ‪ %74‬أن لديهم غرفة خاصة بهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بسكنهم مع ذويهم أجاب بنسبة ‪ %31‬بأنهم‬


‫يعيشون مع والديهم ‪.‬‬

‫وبالنسبة للدخل رأى بنسبة ‪ %73‬من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري كاف‬
‫مقابل ‪ % 22‬أروا العكس‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بتجربة المخدرات اتضح بنسبة ‪ %14‬من إجمالي‬


‫العينة أنهم سبق وأن جربوا المخدرات‪ ،‬وبالنظر لتوزيع العينة نجد أن من‬
‫سبق وجربوا المخدرات‬

‫‪ %15‬من عينة الشباب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %33‬من عينة األحداث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %155‬من عينة المسجونين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ %155‬من عينة المعتمدين على المخدرات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخدرات‬

‫أشار‪ % 30‬من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد‬
‫المخدرات‬

‫ورأى ‪ % 74‬منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم‬

‫أما فيما يتعلق بماهية هذه البرامج والحمالت‪ ،‬ومدى مساهمتها في ابتعاد‬
‫الشباب عن تجريب المخدرات سوف نتطرق لذلك بالشرح التفصيلي الحقاً‬
‫عند صدور الدراسة‪.‬‬

‫وعن مدى المعرفة بالمخدرات كمعرفة عامة أجاب ما نسبته ‪ % 34‬أن‬


‫لديهم معرفة عامة بالمخدرات‪.‬‬

‫أن أهم مصدر لمعرفتهم بها التلفزيون بنسبة ‪.% 07‬‬ ‫‪‬‬

‫يليه الصحف والمجالت بنسبة ‪.%12‬‬ ‫‪‬‬

‫ثم االنترنت بنسبة ‪.%3‬‬ ‫‪‬‬

‫ثم األصدقاء بنسبة ‪.%7‬‬ ‫‪‬‬

‫نتائج الدراسة على الشباب‪:‬‬

‫بلغ حجم عينة الشباب ‪ 25552‬مبحوثاً من الطالب والطالبات في‬


‫المرحلة الثانوية الصف ‪ 12+11‬والمقررات والمعهد الديني والمدارس الخاصة‬
‫العربية واألجنبية وجامعة الكويت والجامعات الخاصة ‪ ،‬والكليات والمعاهد‬
‫الرياضية‪.‬‬ ‫باألندية‬ ‫والالعبات‬ ‫الشباب ‪ ،‬والالعبين‬ ‫ومراكز‬ ‫التطبيقية‪،‬‬

‫‪152‬‬
‫بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور بنسبة ‪ % 02‬واإلناث‬
‫بنسبة ‪.% 43‬‬

‫وبالنسبة للسن فإن الغالبية من عينة الشباب بالفئة العمرية من ‪17-16‬‬


‫سنة بنسبة ‪.%70.6‬‬

‫يليها الفئة العمرية من ‪ 19-13‬سنة بنسبة ‪.%9.4‬‬

‫وأخي اًر الفئة العمرية من ‪ 29-25‬سنة بنسبة ‪.% 10‬‬

‫وبالنسبة للمستوى التعليمي‪:‬‬

‫كانت نسبة حملة الشهادة المتوسطة واقل ‪%2‬‬ ‫‪‬‬

‫و‪ % 76‬من حملة الشهادة الثانوية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و‪ % 3‬من خريجي التطبيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و‪ % 10‬جامعيين فأعلى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق عن سكنهم بغرفة مستقلة داخل المنزل أجاب‬


‫منهم ‪ % 74‬أن لديهم غرفة خاصة بهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بسكنهم مع ذويهم أجاب بنسبة ‪ % 32‬بأنهم‬


‫يعيشون مع والديهم ‪.‬‬

‫وبالنسبة للدخل رأى بنسبة ‪ % 79‬من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري‬
‫كاف مقابل ‪ %21‬أروا العكس ‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بتجربة المخدرات ذكر بنسبة ‪ %15‬من إجمالي‬


‫العينة أنهم سبق وأن جربوا المخدرات‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫وكانت أهم أسباب البدء في تعاطي المخدرات بالنسبة لعينة الشباب‪،‬‬
‫وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة الكفاءة الجنسية‪.‬‬


‫‪ ‬االعتقاد بالشفاء من بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ ‬وتقليد سلوك الكبار (وبخاصة إذا كان المتعاطي صغير السن)‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه ضعف هيبة القانون بين الشباب في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما يشعر به‬
‫المتعاطي‬
‫‪ ‬والبحث عن البهجة‪.‬‬
‫‪ ‬وتأثير وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬والتشبه بمجموعة من المتعاطين الذين شكلوا بالنسبة للبادئ الجديد‬
‫جماعة ضغط واغراء وتيسير‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها من‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬و المشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫وكما كانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات من‬
‫وجهة نظر الشباب‪ ،‬و بالترتيب هي‪:‬‬
‫‪ o‬معالجة بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ o‬وثم زيادة الكفاءة الجنسية‪.‬‬
‫‪ o‬واالعتقاد بالنجاة من العقاب‪.‬‬
‫‪ o‬ونبذ المجتمع لهذه الفئات‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ o‬والتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين أو التشبه‬
‫بالنساء عند المراهقات‪.‬‬
‫‪ o‬والتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها من االضطرابات‬
‫النفسية‬
‫‪ o‬و عدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً ‪.‬‬
‫والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في بداية األمر‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬والرغبة في نسيان المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ o‬واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع عن التعاطي‪.‬‬
‫‪ o‬ويليه عدم توفر الرعاية الالحقة ‪ ،‬ومشاركة األصدقاء‪.‬‬
‫‪ o‬وأخي اًر ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد االنقطاع‪،‬‬
‫وبالترتيب هي ‪:‬‬

‫‪ ‬عدم تقبل المجتمع للمدمن المتعافي أو التائب‪ ،‬والضغوط‬


‫االقتصادية المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬وعدم توفر فرصة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬والبحث عن المتعة وطلباً للبهجة‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه لمعالجة المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬وبسبب األلم الناتج عن األعراض االنسحابية‪.‬‬
‫‪ ‬لقضاء وقت الفراغ والشعور بالوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬وضعف برامج الرعاية الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود رقابة أمنية متصلة تتابع المتعافين عند خروجهم‬
‫من السجن أو مركز عالج اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬وجود أقران سوء داخل السجون‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ ‬بسبب ضغط والحاح المكان أو الموقف المتواجد به‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخدرات‪،‬‬
‫أشار‪ %23‬من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد‬
‫المخدرات‪ ،‬ورأى ‪ % 70‬منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم‪.‬‬

‫وعن مدى المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته ‪ 36‬في المئة أن‬
‫لديهم معرفة عامة بالمخدرات‪ ،‬وأن مصدر معرفتهم بها التلفزيون بنسبة ‪،% 09‬‬
‫يليه الصحف والمجالت بنسبة ‪ ،% 12‬واالنترنت بنسبة ‪ 9‬في المئة‪،‬‬
‫واألصدقاء بنسبة ‪. % 6‬‬

‫نتائج الدراسة على المسجونين‪:‬‬

‫بلغ حجم عينة المسجونين بقضايا التعاطي بالمؤسسات اإلصالحية ‪077‬‬


‫نزيالً‪.‬‬

‫بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم ‪065‬‬
‫بنسبة ‪ ،% 97.1‬واإلناث ‪ 17‬بنسبة ‪ ، % 2.9‬وبالنسبة للسن فإن الغالبية‬
‫من عينة المسجونين بالفئة العمرية‬

‫‪ ‬من ‪ 29-25‬سنة بنسبة ‪%.47‬‬

‫‪ ‬يليها الفئة العمرية من ‪ 39-35‬سنة بنسبة ‪%33.6‬‬

‫‪ ‬ثم الفئة العمرية من ‪ 49-45‬سنة بنسبة ‪%11.4‬‬

‫‪ ‬وأخي اًر الفئة العمرية من ‪ 19-13‬سنة بنسبة ‪.%2.3‬‬

‫‪156‬‬
‫وبالنسبة للمستوى التعليمي‪:‬‬
‫‪ ‬كانت نسبة حملة الشهادة االبتدائية واقل ‪.% 26‬‬
‫‪ ‬وكانت نسبة حملة الشهادة المتوسطة ‪.% 37‬‬
‫‪ ‬و‪ %21‬من حملة الشهادة الثانوية‪.‬‬
‫‪ ‬و‪ % 3‬من خريجي التطبيقي‪.‬‬
‫‪ ‬و ‪ % 3‬جامعيين فأعلى‪.‬‬
‫وبالنسبة للدخل رأى بنسبة ‪ %66‬من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري‬
‫كاف مقابل ‪ %34‬أروا العكس ‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بتجربة المخدرات‪ :‬جميع أفراد العينة بنسبة‬


‫‪ %155‬ممن سبق وأن جربوا المخدرات‪ ،‬وهذا ما حرصنا عليه عند تطبيق‬
‫الدراسة من واقع السجالت الرسمية للمؤسسات اإلصالحية‪.‬‬

‫وكانت أهم أسباب البدء في تعاطي المخدرات بالنسبة لعينة‬


‫المسجونين‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬المشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬والتشبه بمجموعة من المتعاطين شكلوا بالنسبة للبادئ‬
‫الجديد‪ .‬جماعة ضغط واغراء وتيسير‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها من‬
‫االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ ‬وتاله البحث عن البهجة‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ ‬وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما‬
‫يشعر به المتعاطي‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه تأثير وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي صغير‬
‫السن)‪.‬‬
‫‪ ‬وضعف هيبة القانون بين الشباب في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬وزيادة الكفاءة الجنسية‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه االعتقاد بالشفاء من بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫وكما كانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات من‬
‫وجهة نظر المسجونين‪ ،‬و بالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬مشاركة األصدقاء‪.‬‬
‫‪ ‬والرغبة في نسيان المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬والتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها‬
‫من االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه عدم توفر الرعاية الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في بداية‬
‫األمر‪.‬‬
‫‪ ‬واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع عن‬
‫التعاطي‪.‬‬
‫‪ ‬ونبذ المجتمع لهذه الفئات‪ ،‬وعدم احترام القانون أو‬
‫التقاعس في تطبيقه أحياناً‪.‬‬
‫‪ ‬وتاله زيادة الكفاءة الجنسية‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ ‬واالعتقاد بالنجاة من العقاب‪.‬‬
‫‪ ‬والتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين أو‬
‫التشبه بالنساء عند المراهقات‪.‬‬
‫وتاله ضعف الوازع الديني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر معالجة بعض األمراض‪.‬‬
‫وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد‬
‫االنقطاع‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬بسبب ضغط والحاح المكان أو الموقف المتواجد به‪.‬‬


‫‪ ‬ولقضاء وقت الفراغ والشعور بالوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬والضغوط االقتصادية (المالية) وعدم توفر فرصة‬
‫عمل‪.‬‬
‫‪ ‬وضعف برامج الرعاية الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬وتاله عدم تقبل المجتمع للمدمن المتعافي أو التائب‪.‬‬
‫‪ ‬ووجود أقران سوء داخل السجون ومركز عالج‬
‫اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬وعدم وجود رقابة أمنية متصلة تتابع المتعافين عند‬
‫خروجهم من السجن أو مركز عالج اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن المتعة وطلباً للبهجة‪.‬‬
‫‪ ‬بسبب األلم الناتج عن األعراض اإلنسحابية‪.‬‬
‫‪ ‬وتاله لمعالجة المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخد ارت‪،‬‬
‫أشار‪ % 75‬من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد المخدرات‪،‬‬
‫‪159‬‬
‫ورأى ‪ 07‬في المئة منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم‪ .‬وعن مدى‬
‫المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته ‪ % 155‬أن لديهم معرفة عامة‬
‫بالمخدرات‪ ،‬وأن مصدر معرفتهم بها األصدقاء بنسبة ‪ ،% 30‬يليه السجن‬
‫بنسبة ‪ ،% 34‬والتلفزيون بنسبة ‪ 23‬في المئة‪ ،‬وأخي اًر التجريب الشخصي بنسبة‬
‫‪.% 3‬‬

‫نتائج الدراسة على األحداث‪:‬‬

‫في الدور التابعة إلدارة رعاية‬ ‫بلغ حجم عينة األحداث النزالء‬
‫األحداث ‪ 330‬نزيالً‪.‬‬

‫كان غالبية أفراد العينة من الذكور حيث بلغ‬ ‫بالنسبة للجنس‬


‫عددهم ‪ 317‬بنسبة ‪ %96‬واإلناث ‪ 13‬بنسبة ‪.%4‬‬

‫وبالنسبة للسن فإن الغالبية من عينة األحداث النزالء بالدور التابعة لرعاية‬
‫األحداث بالفئة العمرية‬

‫من ‪ 10 -14‬سنة بنسبة ‪.% 74.0‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬وأخي اًر الفئة العمرية من ‪ 17 - 16‬سنة بنسبة ‪.%20.0‬‬

‫وبالنسبة للمستوى التعليمي‪:‬‬


‫‪ ‬كانت نسبة حملة الشهادة االبتدائية واقل ‪.%23‬‬
‫‪ ‬وكانت نسبة حملة الشهادة المتوسطة ‪.%06‬‬
‫‪ %16 ‬من حملة الشهادة الثانوية‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫وبالنسبة للسؤال المتعلق عن سكنهم بغرفة مستقلة داخل المنزل‪ :‬أجاب‬
‫منهم ‪ % 07‬أن لديهم غرفة خاصة بهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بسكنهم مع ذويهم‪ :‬أجاب بنسبة ‪ %73‬بأنهم‬


‫يعيشون مع والديهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للدخل‪ :‬رأى بنسبة ‪ %31‬من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري كاف‬
‫مقابل ‪ %19‬أروا العكس‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بتجربة المخدرات‪ :‬أكد ما نسبته ‪ %33‬أنهم سبق‬


‫وأن جربوا المخدرات‪.‬‬

‫وكانت أهم أسباب البدء في تعاطي المخدرات بالنسبة لعينة األحداث‪،‬‬


‫وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف الوازع الديني‪.‬‬


‫‪ ‬والمشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬والبحث عن البهجة‪.‬‬
‫‪ ‬ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها‬
‫من االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ ‬وتأثير وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬والتشبه بمجموعة من المتعاطين شكلوا بالنسبة‬
‫للبادئ الجديد جماعة ضغط واغراء وتيسير‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه ضعف هيبة القانون بين الشباب في‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ ‬وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما‬
‫يشعر به المتعاطي‪.‬‬
‫‪ ‬وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي‬
‫صغير السن)‪.‬‬
‫‪ ‬واالعتقاد بالشفاء من بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر زيادة الكفاءة الجنسية ‪.‬‬
‫وكما كانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات‬
‫من وجهة نظر األحداث‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف الوازع الديني‬
‫‪ ‬ومشاركة األصدقاء‬
‫‪ ‬و عدم توفر الرعاية الالحقة‬
‫‪ ‬وعدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً‬
‫‪ ‬والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي في‬
‫بداية األمر‪.‬‬
‫‪ ‬والرغبة في نسيان المشكالت الشخصية‬
‫‪ ‬واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع‬
‫عن التعاطي‪.‬‬
‫‪ ‬والتخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها من‬
‫االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ ‬والتشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند المراهقين‬
‫أو التشبه بالنساء عند المراهقات‪.‬‬
‫‪ ‬ونبذ المجتمع لهذه الفئات ‪ ،‬واالعتقاد بالنجاة من‬
‫العقاب‪ ،‬وزيادة الكفاءة الجنسية‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر معالجة بعض األمراض‪.‬‬
‫وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد‬
‫االنقطاع‪ ،‬وبالترتيب هي ‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف الوازع الديني‪.‬‬


‫تتابع‬ ‫متصلة‬ ‫أمنية‬ ‫رقابة‬ ‫وجود‬ ‫‪ ‬وعدم‬
‫المتعافين عند خروجهم من السجن أو مركز عالج‬
‫اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬ووجود أقران سوء داخل السجون ومركز عالج‬
‫اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬ويليه بسبب ضغط والحاح المكان أو الموقف‬
‫المتواجد به‪.‬‬
‫‪ ‬وضعف برامج الرعاية الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬ولقضاء وقت الفراغ والشعور بالوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬ولمعالجة المشكالت الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬وعدم تقبل المجتمع للمدمن المتعافي أو التائب‬
‫‪ ‬والبحث عن المتعة وطلباً للبهجة‬
‫‪ ‬وبسبب األلم الناتج عن األعراض اإلنسحابية‬
‫‪ ‬وأخي اًر الضغوط االقتصادية (المالية) وعدم توفر‬
‫فرصة العمل‪.‬‬
‫وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخدرات‪،‬‬
‫أشار‪ %30‬من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية‬
‫ضد المخدرات‪ ،‬ورأى ‪ %73‬منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم‪،‬‬

‫‪163‬‬
‫وعن مدى المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته ‪ %97‬أن لديهم‬
‫معرفة بالمخدرات‪ ،‬وأن مصدر معرفتهم بها التلفزيون بنسبة ‪،%61‬‬
‫األصدقاء بنسبة ‪ ،%16‬يليهم التجريب الشخصي بنسبة ‪ ،%11‬وأخي اًر‬
‫الصحف والمجالت ‪. %9‬‬

‫أهم نتائج تطبيق الدراسة على عينة المعتمدين على المخدرات في‬
‫مركز اإلدمان‪:‬‬
‫بلغ حجم عينة المعتمدين على المخدرات ‪ 254‬معتمدا على المخدرات‬
‫من النزالء في مركز بيت التمويل الكويتي لعالج اإلدمان‪.‬‬

‫بالنسبة للجنس كان غالبية أفراد العينة من الذكور حيث بلغ عددهم‬
‫‪ 253‬بنسبة ‪ ،% 99.5‬وأنثى واحدة بنسبة ‪.%0.5‬‬
‫وبالنسبة للسن يوضح الجدول السابق في عينة الدراسة اإلجمالية‪ ،‬نجد‬
‫أن الغالبية من عينة المعتمدين على المخدرات‬

‫‪ ‬بالفئة العمرية من ‪ 25‬إلى ‪ 29‬سنة بنسبة‬


‫‪.%44.6‬‬

‫‪ ‬يليها الفئة العمرية من ‪ 39-35‬سنة بنسبة‬


‫‪.%39.2‬‬

‫‪ ‬ثم الفئة العمرية من ‪ 19-13‬سنة بنسبة ‪.% 9.3‬‬

‫‪ ‬وأخي اًر الفئة العمرية من ‪ 49-45‬سنة بنسبة‬


‫‪.%6.4‬‬

‫‪164‬‬
‫وبالنسبة للمستوى التعليمي‪:‬‬

‫‪ ‬كانت نسبة حملة الشهادة االبتدائية وأقل ‪.%10‬‬

‫‪ ‬وكانت نسبة حملة الشهادة المتوسطة ‪.%40‬‬

‫‪ ‬و‪ %20‬من حملة الشهادة الثانوية‪.‬‬

‫‪ ‬و‪ %12‬من خريجي التطبيقي‪.‬‬

‫‪ ‬و‪ % 3‬جامعيين فأعلى‪.‬‬


‫وبالنسبة للدخل رأى بنسبة ‪ %00‬من أفراد العينة بأن دخلهم الشهري‬
‫كاف مقابل ‪ %40‬أروا العكس ‪.‬‬

‫وبالنسبة للسؤال المتعلق بتجربة المخدرات‪ :‬جميع أفراد العينة بنسبة‬


‫‪ %155‬ممن سبق وأن جربوا المخدرات‪ ،‬وهذا ما حرصنا عليه عند تطبيق‬
‫الدراسة ومن واقع السجالت الرسمية لمركز اإلدمان‪.‬‬

‫وكانت أهم أسباب البدء في تعاطي المخدرات بالنسبة لعينة‬


‫المعتمدين على المخدرات‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬البحث عن البهجة‪.‬‬
‫‪ ‬وحب االستطالع ومحاولة التعرف على حقيقة ما‬
‫يشعر به المتعاطي‬
‫‪ ‬ومحاولة التغلب على حالة االكتئاب والقلق وغيرها‬
‫من االضطرابات النفسية‬
‫‪ ‬ومحاولة نسيان المشكالت الشخصية‬

‫‪165‬‬
‫‪ ‬والتشبه بمجموعة من المتعاطين شكلوا بالنسبة‬
‫للبادئ الجديد جماعة ضغط واغراء وتيسير‬
‫‪ ‬والمشكالت االجتماعية‬
‫‪ ‬وضعف الوازع الديني‬
‫‪ ‬ويليه تأثير وسائل اإلعالم‬
‫‪ ‬وزيادة الكفاءة الجنسية‬
‫‪ ‬وتقليد سلوك الكبار(وبخاصة إذا كان المتعاطي‬
‫صغير السن)‬
‫‪ ‬وتاله االعتقاد بالشفاء من بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر ضعف هيبة القانون بين الشباب‪.‬‬
‫وكانت أهم أسباب ودوافع االستمرار في تعاطي المخدرات من وجهة نظر‬
‫المعتمدين على المخدرات‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬مشاركة األصدقاء‬
‫‪ ‬والمعاناة الناتجة عن االمتناع عن التعاطي‬
‫في بداية األمر‬
‫‪ ‬وثم التخلص من حاالت االكتئاب والقلق وغيرها‬
‫من االضطرابات النفسية‬
‫‪ ‬واإلحساس بالعجز أو عدم القدرة على االمتناع‬
‫عن التعاطي‬
‫‪ ‬ويليه الرغبة في نسيان المشكالت الشخصية‪ ،‬ونبذ‬
‫المجتمع لهذه الفئات‬
‫‪ ‬وعدم توفر الرعاية الالحقة‬
‫‪ ‬وتاله ضعف الوازع الديني‬

‫‪166‬‬
‫‪ ‬واالعتقاد بالنجاة من العقاب‬
‫‪ ‬عدم احترام القانون أو التقاعس في تطبيقه أحياناً‬
‫‪ ‬وزيادة الكفاءة الجنسية‬
‫‪ ‬وتاله معالجة بعض األمراض‬
‫‪ ‬و التشبه بالكبار سواء التشبه بالرجال عند‬
‫المراهقين أو التشبه بالنساء عند المراهقات‪.‬‬
‫وتبين أن أهم أسباب ودوافع العودة إلى تعاطي المخدرات بعد االنقطاع‪،‬‬
‫وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬قضاء وقت الفراغ والشعور بالوحدة‬


‫‪ ‬وثم وجود أقران سوء داخل السجون ومركز عالج‬
‫اإلدمان‬
‫‪ ‬ويليه بسبب ضغط والحاح المكان أو الموقف‬
‫المتواجد به‬
‫‪ ‬والبحث عن المتعة وطلباً للبهجة‬
‫‪ ‬والضغوط االقتصادية وعدم توفر فرصة عمل‬
‫‪ ‬وتاله عدم تقبل المجتمع للمدمن المتعافي أو‬
‫التائب‬
‫‪ ‬وضعف برامج الرعاية الالحقة‬
‫‪ ‬وبسبب األلم الناتج عن األعراض اإلنسحابية‬
‫‪ ‬ولمعالجة المشكالت الشخصية‪ ،‬ويليه ضعف‬
‫الوازع الديني‬

‫‪167‬‬
‫‪ ‬وأخي اًر عدم وجود رقابة أمنية متصلة تتابع‬
‫المتعافين عند خروجهم من السجن أو مركز عالج‬
‫اإلدمان‪.‬‬

‫وجاءت أهم وجهات نظر المعتمدين على المخدرات التي تتعلق بالعالج‬
‫من المخدرات‪ ،‬وبالترتيب هي‪:‬‬

‫‪ ‬أنهم يشعرون بأن الكادر المعالج يعاملهم باحترام‪ ،‬و يستطيعون أن‬
‫يتحدثوا مع كادر مركز عالج اإلدمان بكل صراحة‬

‫‪ ‬ويليه أنهم تعرفوا على الكثير من المدمنين خالل تواجدهم في مركز‬


‫عالج اإلدمان‬

‫‪ ‬و تعلموا مهارات الوقاية من االنتكاسة خالل تواجدهم في مركز‬


‫عالج اإلدمان‬

‫‪ ‬وأشارت مجموعة منهم بأن برامج اإليداع في مركز عالج اإلدمان‬


‫مفيدة جداً‬
‫‪ ‬وتال ذلك أنهم تعلموا مهارات مواجهة المشكالت خالل تواجدهم في‬
‫مركز عالج اإلدمان‬

‫‪ ‬بينوا أن البرامج العالجية المتوفرة تناسب حاجاتهم كمرضى‬

‫‪ ‬وجاء أخي اًر من اعتقدوا أن برامج اإليداع غير متوفرة وغير مفيدة‬

‫‪ ‬وأن العالج في مركز اإلدمان يعتمد على العقاقير الطبية‪.‬‬

‫وبين ‪ %36‬من المعتمدين أنهم حاولوا االمتناع عن التعاطي‪،‬‬


‫وكما أشار أفراد العينة إال أن أكثر من ثالثة أرباعهم وبنسبة ‪ %76‬كانت‬

‫‪168‬‬
‫بدايتهم بالتعاطي بالمشاركة مع أصدقائهم الذين سعوا إلدخالهم في عالم‬
‫المخدرات‪.‬‬

‫وعند االنتقال لقياس اتجاهات الرأي بالنسبة للوقاية من المخدرات‪،‬‬


‫أشار‪ %33‬من العينة إلى أنهم يعلمون ببرامج وحمالت التوعية ضد‬
‫المخدرات‪ ،‬ورأى ‪ %64‬منهم أن لهذه البرامج تأثير شخصي عليهم‪ ،‬وعن‬
‫ماهية هذه البرامج والحمالت‪ ،‬ومدى مساهمتها في ابتعاد الشباب عن‬
‫تجريب المخدرات سوف نتطرق لذلك بالشرح التفصيلي الحقاً‪.‬‬

‫وعن مدى المعرفة العامة بالمخدرات أجاب ما نسبته ‪ %155‬أن‬


‫لديهم معرفة عامة بالمخدرات‪ ،‬وأن مصدر معرفتهم بها األصدقاء بنسبة‬
‫‪ ،%30‬يليه السجن بنسبة ‪ ،%22‬مركز اإلدمان بنسبة ‪ ،%12‬التلفزيون‬
‫بنسبة ‪ ،%25‬وأخي اًر التجريب الشخصي بنسبة ‪.%11‬‬

‫دراسة المشعان (‪ :)1993‬حول أسباب تعاطي المخدرات وكيفية معالجته‬


‫من وجهة نظر الطالب الجامعي بدولة الكويت على عينة تكونت من‬
‫(‪ )353‬طالب وطالبة من خالل توجيه سؤالين فقط هما ما هي أسباب‬
‫تعاطي المخدرات؟ وما هي وكيفية الوقاية منها؟ وقد أسفرت نتائج الدراسة‬
‫عن التالي‪:‬‬
‫بالنسبة ألسباب التعاطي من وجهة نظر الذكور احتل أصدقاء السوء‬
‫المرتبة األولى حيث بلغت نسبته (‪ )%37.2‬ثم التفكك األسري بنسبة‬
‫(‪ )%77.7‬ثم ضعف الوازع الديني بنسبة (‪ )%60‬يليه عدم استغالل‬
‫أوقات الفراغ بنسبة (‪ )%62.2‬ثم ضعف الرقابة األسرية بنسبة (‪،)%66‬‬

‫‪169‬‬
‫أما وجهة نظر اإلناث فقد كانت األسباب متشابهة مع الذكور في الثالثة‬
‫األول فأصدقاء السوء حاز على نسبة (‪ )%37‬والتفكك األسري‬
‫(‪ )%30،60‬وضعف الوازع الديني بنسبة (‪ )%65‬أما المرتبة الرابعة‬
‫والخامسة فقد كانت من نصيب ضعف الرقابة األسرية لألبناء بنسبة‬
‫(‪ )%7،47‬وضعف التوعية اإلعالمية بإخطار المخدرات بنسبة‬
‫(‪.)%2،41‬‬

‫أما بالنسبة لطرق الوقاية من المخدرات من وجهة نظر الذكور فقد اتضح‬
‫أن زيادة برامج التوعية اإلعالمية قد احتلت المرتبة األولى فقد بلغت النسبة‬
‫(‪ ،)%33‬يلي ذلك تقوية الوازع الديني بنسبة (‪ ،)%75.9‬االبتعاد عن‬
‫أصدقاء السوء بنسبة (‪ )%65.3‬ثم الرقابة والتوجيه السليم بنسبة (‪)%05‬‬
‫وفي المرتبة الخامسة شغل أوقات الفراغ (‪ ،)%40.3‬أما وجهة نظر اإلناث‬
‫فقد احتلت التنشئة االجتماعية الصحيحة لألبناء المرتبة األولى وذلك‬
‫بنسبة (‪ ،)%76.1‬ثم زيادة التوعية اإلعالمية بنسبة (‪ )63.3‬تقوية الوازع‬
‫الديني بنسبة (‪ )%64.0‬وبنسبة (‪ )%43.2‬لبند االبتعاد عن رفقاء السوء‬
‫أما شغل أوقات الفراغ فقد حاز على نسبة (‪.)%41.9‬‬

‫دراسة النجار (‪ :)1994‬والتي هدفت إلى الوقوف على العوامل االجتماعية‬


‫واالقتصادية والمرتبطة بمشكلة تعاطي المخدرات بين الشباب الكويتي ‪ ،‬وتكونت‬
‫عينة البحث من نزالء السجن المركزي الذين يقضون العقوبة نتيجة تعاطي‬
‫المخدرات بلغ إجمالي حجمها ‪ 157‬سجيناً ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫وتحددت المجموعة الثانية من السجن المركزي فيمن ليس لهم عالقة بتعاطي‬
‫المخدرات بلغ إجمالي حجمها ‪ 157‬سجيناً ‪ ،‬أما المجموعة الثالثة فتكونت عينتها‬
‫من المتعاطين خارج السجون حيث بلغ إجمالي حجمها أيضاً ‪. 157‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى أن بداية التعاطي لدى عينة البحث من المتعاطين كانت‬
‫في المرحلة العمرية من ‪ 25‬عاماً – ‪ 24‬عاماً‪ ،‬وأن المستوى التعليمي لمتعاطي‬
‫المخدرات هو المستوى المتوسط‪ ،‬وكانت في عينة غير المتعاطين هو المستوى‬
‫الجامعي‪ ،‬أما عينة المدمنين فكانت عند المستوى الثانوي‪ ،‬وتطرقت الدراسة إلى أن‬
‫األصدقاء هم السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات‪ ،‬وهم مصدر رئيسي للحصول‬
‫عليها ‪.‬‬

‫دراسة إدارة البحوث والدراسات وزارة الداخلية (‪ :)1995‬على عينة مكونة من ‪24‬‬
‫مسجوناً من السجن المركزي والتي هدفت إلى معرفة العوامل المؤثرة على تعاطي‬
‫الشباب للمخدرات‪ ،‬واألساليب التي يتبعونها في التعاطي ‪ ،‬والطرائق المستخدمة في‬
‫الوقاية من المخدرات‪ ،‬ومكافحتها وكشفت الدراسة أن أهم األسباب التي تؤدي إلى‬
‫تعاطي المخدرات ومكافحتها‪ ،‬هي‪ :‬الفشل الدراسي والمشاكل العائلية وسوء المعاملة‬
‫من قبل األسرة‪ ،‬وغياب الوازع الديني‪ ،‬وأن من أهم أسباب تعاطي الشباب للمخدرات‬
‫ألول مرة يتمثل في الرغبة في اقتحام التجربة والفرفشة والسفر إلى الدول التي تتوافر‬
‫فيها أنواع المخدرات ووفرة المادة المخدرة‪.‬‬

‫دراسة إدارة البحوث والدراسات في وزارة الداخلية (‪ :)1996‬والتي هدفت إلى‬


‫معرفة األسباب االجتماعية والنفسية الدافعة الرتكاب جرائم العنف في دولة الكويت‬

‫‪171‬‬
‫وبيان الحلول المناسبة للوصول إلى الجانب الوقائي من هذه الجرائم ‪ ،‬وتكونت عينة‬
‫البحث من نزالء رعاية األحداث ‪ ،‬وتوصلت إلى أن التجارب الحياتية المريرة تسبب‬
‫ارتفاعاً في نسبة جرائم العنف المرتكبة داخل دولة الكويت‪ ،‬وأن تعاطي المخدرات‬
‫والمشروبات الكحولية يساهم في رفع معدل جرائم العنف في دولة الكويت‪ ،‬وأن‬
‫جرائم العنف عند أصحاب الدخول المرتفعة أقل من أصحاب الدخول المتوسطة‪.‬‬

‫دراسة عايد الحميدان (‪ :)1996‬والتي هدفت إلى معرفة اآلثار االجتماعية‬


‫والنفسية المترتبة على سوء استعمال المخدرات في الكويت‪ ،‬على عينة من نزالء‬
‫مستشفى الطب النفسي‪ ،‬وادارة رعاية األحداث بلغ إجمالي العينة ‪ 055‬شخص منهم‬
‫‪ 355‬مدمن‪ ،‬و‪ 255‬فرد من غير المدمنين من األسوياء‪ ،‬وأسفرت النتائج عن وجود‬
‫نسبة كبيرة من المدمنين تقاوم أو تعارض فكرة العالج كان بعضهم ال يعرفون‬
‫المضار المترتبة على المخدرات‪ ،‬وتبين أيضاً وجود ارتفاع ملحوظ في نسبة‬
‫المتعاطين بعد العدوان‪.‬‬

‫دراسة وزارة التربية – إدارة الخدمة االجتماعية النفسية (‪ :)1998‬تناولت الدراسة‬


‫عينة من ‪ 2555‬طالب وطالبة من جميع المناطق التعليمية ‪ 055‬من هيئة التعليم‬
‫بالمدارس الثانوية‪ 055 ،‬من أولياء األمور‪ ،‬وكانت أبرز النتائج أن أهم أسباب‬
‫ودوافع التعاطي تتمثل في الهروب من المشاكل‪ ،‬وضعف الوازع الديني‪ ،‬والرغبة في‬
‫االنبساط والترفيه‪ ،‬فإثبات الرجولة‪ ،‬ثم بعد ذلك ٍاألسباب الخاصة باألسرة وسوء‬
‫التنشئة االجتماعية وعدم المراقبة‪ .‬وأكثر المواد استخداماً حبوب الهلوسة والهيروين‪،‬‬
‫وشعور األبناء بوجود المشكلة بين أولياء األمور أكبر منها عند أعضاء الهيئة‬
‫التدريسية ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫دراسة عفاف عبد المنعم (‪ :)1998‬والتي هدفت إلى الوقوف على مشكلة التعاطي‬
‫من النواحي النفسية واالجتماعية والعوامل المؤدية إلى انتشار اإلدمان أو التعاطي‬
‫على مجموعتين‪ :‬األولى تجريبية من مدمني المخدرات وعددهم ‪ 43‬مشاركاً والثانية‬
‫ضابطة ليس لها عالقة بالمخدرات ‪ 43‬مشاركاً‪ ،‬وتوصلت إلى أن انخفاض بعض‬
‫القدرات العقلية لدى المدمنين‪ ،‬تمثلت في ضعف الذكاء‪ ،‬وانخفاض القدرة على‬
‫التفكير االبتكاري‪ ،‬والمرونة التلقائية والطالقة الفكرية‪ ،‬كما تبين أن هناك عالقة‬
‫طردية بين انخفاض المستوى االجتماعي واالقتصادي وادمان المخدرات‪ ،‬وأوضحت‬
‫أيضاَ وجود اضطرابات في التفكير وضعف في الذاكرة لدى المدمنين‪ ،‬وحدوث‬
‫تدهور في األداء العام نتيجة الكسل واإلهمال إلى أن يفقد المدمن عمله‪.‬‬

‫دراسة نعيمة طاهر (‪ :)2113‬أسباب تعاطي المخدرات كما يدركها المسجونون‬


‫الكشف عن أهم األسباب الدافعة إلى تعاطي‬ ‫الكويتيون‪ ،‬والتي هدفت إلى ‪:‬‬
‫المخد ارت من وجهة نظر المسجونين في عينة البحث‪ .‬الكشف عن عالقة‬
‫الخصائص الديموغرافية األساسية للمسجونين في عينة البحث ‪ ،‬واألسباب الدافعة‬
‫للتعاطي ‪ .‬وقد بلغت عينة الدراسة ‪ 220‬مسجوناً من المسجونين المحكوم عليهم‬
‫في جرائم تعاطي المخدرات والذين يقضون مدة عقوبتهم في السجن المركزي بدولة‬
‫الكويت‪ .‬وقد كانت أداة الدراسة عبارة عن استخبار مكون من ‪ 32‬سؤاالً دارت‬
‫حول البنود التالية ‪ :‬البيانات األولية أو الديموغرافية ‪ .‬مدى االعتقاد بأن المدمن‬
‫يجب عالجه أو النظر إليه كمجرم يجب عقابه‪ .‬مدة العقوبة‪ ،‬وجود مدمن باألسرة‪،‬‬
‫نوع المخدر‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫توزيع عينة البحث من المسجونين وفقاً لنوع المخدر‬
‫الذي كانوا يتعاطونه قبل دخولهم السجن‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫نوع المخدر‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪132‬‬ ‫هيروين‬
‫‪36.4‬‬ ‫‪166‬‬ ‫حشيش‬
‫‪23.6‬‬ ‫‪153‬‬ ‫مؤثرات عقلية‬
‫‪111‬‬ ‫‪456‬‬ ‫إجمالي‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫يوضح الجدول توزيع المسجونين في عينة البحث وفقاً لمدى اعتقادهم في أن‬
‫مدمن المخدرات مريض يجب عالجه‪ ،‬أو أنه مدمن يجب عقابه‪.‬‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫مدى االعتقاد‬


‫‪93.4‬‬ ‫‪215‬‬ ‫مريض يجب عالجه‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مجرم يجب عقابه‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫غير مبين‬
‫‪111‬‬ ‫‪225‬‬ ‫إجمالي‬

‫ويمكننا من خالل هذا التوزيع ترتيب المسجونين وفقاً لمدى اعتقادهم‬


‫تنازليا‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪174‬‬
‫يؤكد غالبية المسجونين في عينة البحث على أن مدمن المخدرات مريض يجب‬
‫عالجه بنسبة ‪ %93.4‬بينما تنخفض بشكل الفت أعداد ونسب المسجونين في‬
‫عينة البحث الذين يعتقدون في أن مدمن المخدرات مجرم يجب عقابه بنسبة‬
‫(‪. )%1.3‬‬

‫‪175‬‬
‫جدول رقم (‪)3‬‬
‫األسباب المؤثرة على تعاطي المخدرات من وجهة نظر المسجونين‬
‫المعنوية‬ ‫الترتيب‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫األهمية‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫حسب‬ ‫العوامــــــل‬
‫ال‬ ‫المتوسط المشاهدة‬ ‫النسبية‬ ‫المعياري‬ ‫المرجح‬
‫تساوي‬ ‫المرجح‬
‫(‪)1.5‬‬
‫العوامل االجتماعية‬
‫‪5.235‬‬ ‫‪5.403‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪%66.4‬‬ ‫‪1.341‬‬ ‫‪3.325‬‬ ‫أصدقاء السوء‬

‫‪5.55‬‬ ‫‪5.737‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%33.4‬‬ ‫‪1.572‬‬ ‫‪4.169‬‬ ‫ضعف الوازع‬


‫الديني‬
‫‪5.236‬‬ ‫‪5.033‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%7.9‬‬ ‫‪1.192‬‬ ‫‪3.5069‬‬ ‫التدخين المبكر‬

‫‪5.562‬‬ ‫‪5.436‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%66.0‬‬ ‫‪1.193‬‬ ‫‪3.324‬‬ ‫عدم استغالل‬


‫أوقات الفراغ‬

‫‪5.553‬‬ ‫‪5.655‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%72.4‬‬ ‫‪1.125‬‬ ‫‪3.622‬‬ ‫الغزو العراقي‬


‫الغاشم‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.731‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43.3‬‬ ‫‪1.341‬‬ ‫‪2.164‬‬ ‫ضعف الرقابة‬
‫األسرية‬
‫‪5.050‬‬ ‫‪5.024‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%69.6‬‬ ‫‪1.134‬‬ ‫‪3.435‬‬ ‫المشاكل‬
‫‪5.553‬‬ ‫‪5.455‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%60.4‬‬ ‫‪1.162‬‬ ‫‪3.271‬‬ ‫الجهل بأضرار‬
‫ومخاطر اإلدمان‬
‫‪1.555‬‬ ‫‪5.052‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪%66.7‬‬ ‫‪1.392‬‬ ‫‪3.333‬‬ ‫التفكك األسري‬

‫‪5.094‬‬ ‫‪5.025‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%69.0‬‬ ‫‪1.104‬‬ ‫‪3.476‬‬ ‫التدليل الزائد‬


‫لألبناء‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.304‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪63.50‬‬ ‫‪1.219‬‬ ‫‪3.101‬‬ ‫حب التجريب‬
‫وتقليد اآلباء‬
‫واآلخرين‬

‫‪176‬‬
‫المعنوية‬ ‫الترتيب‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫األهمية‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫حسب‬ ‫العوامــــــل‬
‫ال‬ ‫المتوسط المشاهدة‬ ‫النسبية‬ ‫المعياري‬ ‫المرجح‬
‫تساوي‬ ‫المرجح‬
‫(‪)1.5‬‬
‫‪5.533‬‬ ‫‪5.427‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%60.7‬‬ ‫‪1.191‬‬ ‫‪3.234‬‬ ‫القيود االجتماعية‬

‫‪1.555‬‬ ‫‪5.052‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%67.1‬‬ ‫‪1.045‬‬ ‫‪3.306‬‬ ‫ليس هناك تحريم‬


‫ديني‬
‫‪5.551‬‬ ‫‪5.337‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪%06.6‬‬ ‫‪1.644‬‬ ‫‪2.331‬‬ ‫التساهل في تطبيق‬
‫القوانين الخاصة‬
‫بالمخدرات‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.627‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%70.6‬‬ ‫‪1.533‬‬ ‫‪3.773‬‬ ‫الرغبة في المتعة‬
‫والضحك‬
‫العوامل االقتصادية‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.627‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%73.2‬‬ ‫‪1.439‬‬ ‫‪3.603‬‬ ‫كثرة العمالة‬
‫األجنبية‬
‫‪5.639‬‬ ‫‪5.016‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%75.1‬‬ ‫‪1.135‬‬ ‫‪3.057‬‬ ‫توفر المال‬

‫‪5.546‬‬ ‫‪5.431‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪%63.6‬‬ ‫‪1.312‬‬ ‫‪3.132‬‬ ‫السعي وراء الريح‬


‫السريع‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.279‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪%65.3‬‬ ‫‪1.579‬‬ ‫‪3.513‬‬ ‫البطالة والفقر‬

‫العوامل النفسية‬
‫‪5.562‬‬ ‫‪5.064‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%75.4‬‬ ‫‪1.315‬‬ ‫‪3.025‬‬ ‫الهروب من‬
‫المشاكل النفسية‬
‫واالجتماعية‬
‫‪5.132‬‬ ‫‪5.047‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%69.5‬‬ ‫‪1.5273 3.449‬‬ ‫الشعور باالكتئاب‬
‫واليأس‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.335‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%39.2‬‬ ‫‪5.916‬‬ ‫‪4.462‬‬ ‫الرغبة في الهروب‬
‫من الواقع‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.203‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪%03.7‬‬ ‫‪1.131‬‬ ‫‪2.634‬‬ ‫اإلحباط المتكرر‬

‫‪177‬‬
‫المعنوية‬ ‫الترتيب‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫األهمية‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫حسب‬ ‫العوامــــــل‬
‫ال‬ ‫المتوسط المشاهدة‬ ‫النسبية‬ ‫المعياري‬ ‫المرجح‬
‫تساوي‬ ‫المرجح‬
‫(‪)1.5‬‬
‫‪5.553‬‬ ‫‪5.455‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%61.2‬‬ ‫‪1.229‬‬ ‫‪3.503‬‬ ‫طول وقت الفرغ‬

‫‪5.55‬‬ ‫‪5.333‬‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪%03.0‬‬ ‫‪1.5140 2.924‬‬ ‫الحرية الزائدة‬

‫‪5.523‬‬ ‫‪5.073‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%71.6‬‬ ‫‪1.132‬‬ ‫‪3.032‬‬ ‫االعتقاد الخاطئ‬


‫بأنها تقوي الجنس‬
‫‪5.550‬‬ ‫‪5.454‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%66.3‬‬ ‫‪1.211‬‬ ‫‪3.316‬‬ ‫العزلة االجتماعية‬

‫‪5.551‬‬ ‫‪5.337‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪%63.0‬‬ ‫‪1.536‬‬ ‫‪3.173‬‬ ‫الشعور بالوحدة‬

‫‪5.094‬‬ ‫‪5.025‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%75.7‬‬ ‫‪1.126‬‬ ‫‪3.033‬‬ ‫اضطرابات‬


‫الشخصية‬
‫‪5.552‬‬ ‫‪5.654‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%76.3‬‬ ‫‪1.133‬‬ ‫‪3.313‬‬ ‫الحرمان العاطفي‬

‫‪5.094‬‬ ‫‪5.435‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%69.2‬‬ ‫‪1.224‬‬ ‫‪3.403‬‬ ‫كثرة الضغوط‬


‫العائلية‬
‫‪5.533‬‬ ‫‪5.445‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪%64.0‬‬ ‫‪1.372‬‬ ‫‪3.227‬‬ ‫الفشل الدراسي‬

‫‪5.546‬‬ ‫‪5.431‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%64.6‬‬ ‫‪1.241‬‬ ‫‪3.222‬‬ ‫ضعف الشخصية‬


‫والشعور بالنقص‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.132‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪%46.3‬‬ ‫‪1.220‬‬ ‫‪2.333‬‬ ‫الشعور بالرجولة‬

‫العوامل اإلعالمية‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.313‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%30.3‬‬ ‫‪1.507‬‬ ‫‪4.239‬‬ ‫انتشار المخدرات‬
‫بالمجتمع سهولة‬
‫الحصول عليها‬
‫‪5.562‬‬ ‫‪5.436‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%63.3‬‬ ‫‪1.210‬‬ ‫‪3.191‬‬ ‫ضعف التوعية‬
‫اإلعالمية بأخطار‬
‫ومضار المخدرات‬

‫‪178‬‬
‫المعنوية‬ ‫الترتيب‬
‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫األهمية‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫حسب‬ ‫العوامــــــل‬
‫ال‬ ‫المتوسط المشاهدة‬ ‫النسبية‬ ‫المعياري‬ ‫المرجح‬
‫تساوي‬ ‫المرجح‬
‫(‪)1.5‬‬
‫‪5.142‬‬ ‫‪5.44‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%66.55 1.117‬‬ ‫‪3.352‬‬ ‫كثرة السفر إلى‬
‫الخارج‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.311‬‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪%03.0‬‬ ‫‪1.217‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫مشاهدة األفالم‬
‫التي تتحدث عن‬
‫المخدرات‬
‫‪5.55‬‬ ‫‪5.311‬‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪% 03.0‬‬ ‫‪1.217‬‬ ‫‪2.924‬‬ ‫االنفتاح على العالم‬
‫عبر قنوات فضائية‬
‫‪5.553‬‬ ‫‪5.655‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%70.3‬‬ ‫‪1.202‬‬ ‫‪3.791‬‬ ‫عدم وجود الرقابة‬
‫من األهل على‬
‫القنوات الفضائية‬

‫حسب تكرار موافق بشدة وموافق جداً ‪.‬‬


‫ويوضح الجدول السابق رقم(‪ )3‬أن أهم العوامل المؤثرة في تعاطي المخدرات مرتبة‬
‫تنازلياً حسب أهميتها من وجهة نظر المبحوثين هي‪:‬‬

‫‪ .1‬الرغبة في الهروب من الواقع ‪ ،‬بأهمية نسبية قدرها ‪. %39.2‬‬


‫‪ .2‬انتشار المخدرات بالمجتمع وسهولة الحصول عليها ‪ ،‬بأهمية نسبية قدرها‬
‫‪. %03.3‬‬
‫‪ .3‬ضعف الوازع الديني ‪ ،‬بأهمية نسبية ‪. %33.4‬‬
‫‪ .4‬الحرمان العاطفي ‪ ،‬بأهمية نسبية قدرها ‪.%76.3‬‬
‫‪ .0‬عدم وجود الرقابة من األهل على القنوات الفضائية ‪ ،‬بأهمية نسبية قدرها‬
‫‪%70.3‬‬
‫‪ .6‬الرغبة في المتعة والضحك بأهمية نسبية قدرها ‪. %70.6‬‬

‫‪179‬‬
‫وبحساب المتوسط المرجح واالنحراف المعياري واألهمية النسبية لكل عامل ترتب‬
‫ترتيباً تنازلياً اتضح ما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬بالنسبة لترتيب العوامل االجتماعية‪ :‬ضعف الوازع الديني والرغبة في المتعة‬


‫والضحك الغزو العراقي الغاشم والتدخين المبكر والمشكالت االجتماعية‪،‬‬
‫والتفكك األسري‪ ،‬وعدم استغالل أوقات الفراغ ‪ ،‬وأصدقاء السوء ‪ ،‬والقيود‬
‫االجتماعية ‪ ،‬والجهل بأضرار ومخاطر اإلدمان ‪ ،‬وحب التجريب وتقليد اآلباء‬
‫واآلخرين ‪ ،‬والتساهل في تطبيق القوانين الخاصة بالمخدرات ‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة لترتيب العوامل االقتصادية‪ :‬كثرة العمالة األجنبية وفرة المال والترف‬
‫والسعي وراء الربح السريع والبطالة والفقر‪.‬‬

‫‪ )3‬بالنسبة لترتيب العوامل النفسية‪ :‬الرغبة في الهروب من الواقع والحرمان‬


‫العاطفي واالعتقاد الخاطئ بأنها تقوى الجنس واضطرابات الشخصية والهروب من‬
‫المشكالت النفسية واالجتماعية وكثرة الضغوط العائلية والشعور باالكتئاب واليأس‬
‫والعزلة االجتماعية والفشل الدراسي وضعف الشخصية والشعور بالنقص والشعور‬
‫بالوحدة وطول وقت الفراغ والحرية الزائدة واإلحباط المتكرر والشعور بالرجولة ‪.‬‬

‫‪ )4‬بالنسبة لترتيب العوامل اإلعالمية‪ :‬انتشار المخدرات بالمجتمع وسهولة‬


‫الحصول على المخدرات‪ ،‬عدم وجود الرقابة من األهل على القنوات الفضائية‪،‬‬
‫وكثرة السفر إلى الخارج‪ ،‬وضعف التوعية اإلعالمية بأخطار ومضار المخدرات‬
‫ومشاهدة األفالم التي تتحدث عن المخدرات واالنفتاح على العالم عبر القنوات‬
‫الفضائية ‪.‬‬

‫النتائج الخاصة بتأثير الخصائص الديموغرافية للمسجونين بالعوامل المؤدية لتعاطي‬


‫المخدرات ‪:‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ .1‬أظهرت الدراسة عدم وجود عالقة بين المتغيرات الديموغرافية (الحالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬عدد الزوجات‪ ،‬تعليم الزوج‪ ،‬تعليم الزوجة‪ ،‬عمل الزوج‪ ،‬عمل‬
‫الزوجة‪ ،‬العمر‪ ،‬الدخل الشهري) والعوامل االجتماعية المؤدية إلى تعاطي‬
‫المخدرات‪.‬‬

‫‪ .2‬وجدت الدراسة بأنه ال يوجد عالقة للمتغيرات الديموغرافية بالعوامل النفسية‬


‫المؤدية إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ .3‬وجدت الدراسة بأنه ال يوجد عالقة للمتغيرات الديموغرافية بالعوامل‬


‫اإلعالمية المؤدية إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ .4‬وجدت الدراسة بأنه ال يوجد عالقة للمتغيرات الديموغرافية بالعوامل‬


‫االقتصادية المؤدية إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫والنتيجة العامة لذلك ‪ :‬هو أنه ال توجد عالقة بين المتغيرات الديموغرافية للمسجونين‬
‫في عينة البحث والمحكوم عليهم في قضايا تعاطي المخدرات والعوامل المؤدية إلى‬
‫تعاطي المخدرات‬

‫‪181‬‬
‫توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات اقترحتها كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬االهتمام بالبرامج الوقائية لمكافحة تعاطي المخدرات من خالل وسائل اإلعالم‬
‫والمؤسسات المسئولة عن التنشئة االجتماعية كدور العبادة والمدارس‬
‫والجامعات بزيادة التوعية اإلعالمية وتقوية الوازع الديني وزيادة برامج التوعية‬
‫بأضرار ومخاطر المخدرات وكيفية شغل أوقات الفراغ بما يعود على النشء‬
‫بالفائدة‪.‬‬
‫‪ .2‬االهتمام بمساعدة األسرة على القيام بدورها في نشر الوعي الثقافي بها‬
‫والمحافظة على استقرارها من خالل دعم البرامج األسرية وقيام األسرة بدورها‬
‫في توعية األبناء بكل ما يتعلق بالمخدرات والمسكرات وأضرارها وتوجيه األبناء‬
‫الختيار أصدقائهم واالستماع لما يكون لدى األبناء من مشكالت حتى ال‬
‫يقعون فريسة ألصدقاء السوء الذين يدفعوهم للوقوع في مشكلة التعاطي ألي‬
‫نوع من المخدرات ‪.‬‬
‫‪ .3‬االهتمام بتنشئة األبناء تنشئة دينية وفقاً لتعاليم ديننا اإلسالمي وقيمنا العربية‬
‫األصيلة وتوعية مداركهم لما يوفره الدين من سند وأمن ذاتي للفرد ويحمه من‬
‫المخدرات وغيرها من المؤثرات الحياتية الخطرة على مستقبله‪.‬‬
‫‪ .4‬توفير المؤسسات العالجية في كافة مناطق المجتمع الكويتي للمساهمة في‬
‫اكتشاف حاالت التعاطي واإلدمان في بدايتها وتأهيل المتعاطين لمساعدتهم‬
‫في التخلص من المشكالت التي يقعون فيها نتيجة لتعاطيهم للمخدرات‪.‬‬
‫‪ .0‬العمل على تدعيم جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالكويت وتوفير‬
‫اإلمكانات المادية والبشرية لقيامها بدورها الوقائي والعالجي التنموي في إطار‬
‫سياسة قومية للحد من انتشار تعاطي المخدرات بوجه عام في المجتمع‬
‫الرتباطها بعدد من المشكالت الخطيرة والمدمرة للمدمن وألسرته بل وللمجتمع‬
‫بوجه عام ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫ثانياً ‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في المملكة العربية السعودية‬
‫في العاشر من مارس من سنة (‪ )2559‬نشرت المفوضية األوروبية تقريرها‬
‫عن أسواق المخدرات في العالم‪ .‬وقد بين هذا التقرير أن جهودا كبيرة بذلت على‬
‫مدى السنوات العشر الماضية لمكافحة المخدرات‪ :‬فقد وضعت سياسات كاملة‬
‫لمكافحة المخدرات على مستوى العالم‪ ،‬وكثفت الجهود لمساعدة متعاطي المخدرات‬
‫واعتمدت تدابير أكثر صرامة ضد تجار المخدرات‪ ،‬ولكن النتائج كانت مخيبة‬
‫لآلمال إلى حد كبير (‪ )2009،European Commession‬حيث لم تحو الدراسة‬
‫التي استند إليها هذا التقرير أي عنصر يظهر تراجع مشكلة المخدرات على مستوى‬
‫العالم في الفترة من ‪1993‬م‪ 2557-‬وبصفة عامة فقد تحسن الوضع بشكل طفيف‬
‫بعض البلدان األكثر غنى في العالم‪ ،‬ولكنه ازداد سوءاً في بعض البلدان األخرى‬
‫إلى حد كبير خصوصاً في بعض البلدان النامية أو التي تعيش مرحلة إنتقالية‪.‬‬
‫ويؤكد هذا التقرير أنه إضافة إلى أن ظاهرة المخدرات العالمية لم يط أر عليها تحسن‬
‫منذ ‪ ،1998‬فإنها أصبحت أكثر تعقيداً في أكثر البلدان الغربية‪ :‬حيث انخفضت‬
‫أسعار المخدرات بنسبة تتراوح بين ‪15‬و‪ %35‬رغم تشديد العقوبات لبائعي‬
‫المخدرات مثل الهيروين أو الكوكايين‪.‬‬

‫كل المؤشرات تدل على أن الحصول على المخدر أصبح أكثر سهولة‪:‬‬
‫أصبح تعاطي القنب في أوساط الشباب في بعض البالد الغربية شائعا إلى حد أن‬
‫نحو ‪ %05‬من أولئك الذين ولدوا بعد عام ‪1935‬م‪ ،‬جربوا القنب على األقل مرة في‬
‫حياتهم‪ ،‬رغم أن الغالبية منهم يتوقف عن تعاطيه بعد أول سني البلوغ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫ولم تعد مشكلة المخدرات مقصورة على شريحة معينة مكن المجتمع تتسم بعمر‬
‫معين وبمستوى ثقافي محدود‪ ،‬بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة تعاني منها كل‬
‫شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها‪ ،‬وقد تنادت الدول والمنظمات الدولية لمحاربة‬
‫هذا العضال‪ ،‬واستخدمت في ذلك أساليب متنوعة‪ :‬شملت تحريمها دولياً‪ ،‬واعتبار‬
‫بيعها أو ترويجها أو تعاطيها مخالفة يستحق عليها الجاني العقاب الذي قد يصل‬
‫إلى اإلعدام في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية‪ ،‬كما حرصت كثي اًر من‬
‫المؤسسات التثقيفية على السعي الحثيث نحو نشر الوعي حول أخطار هذه اآلفة‬
‫ومضارها على الفرد والمجتمع والدولة‪.‬‬

‫ووفق تقرير األمم المتحدة لعام (‪ )2553‬عن ظاهرة المخدرات وصل عدد‬
‫المتعاطين للمخدرات على مستوى العالم إلى (‪ )253‬ماليين مدمن ومستخدم‬
‫ومتعاط للمخدرات في أنحاء المعمورة (الجدول رقم‪ )1‬ويتركز التعاطي لدى‬
‫المراهقين من الجنسين الذين وقعوا ضحايا هذه الظاهرة ‪ ،‬كما بلغ حجم االستثمار‬
‫العالمي لتجارة المخدرات قرابة (‪ )055‬بليون دوالر سنوياً ‪.‬‬

‫وأصبحت تجارة المخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم‪ ،‬أي تشكل‬
‫ما بين (‪ )%15-9‬من حجم التجارة العالمية – بعد تجارة النفط والسالح‪ ،‬وهذا‬
‫المؤشر يوضح أن المخدرات أصبحت خط اًر عالمياً‪ ،‬وتحتاج إلى تضافر جميع‬
‫الجهود في مواجهتها‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫الجدول رقم (‪ )4‬يبين عدد المتعاطين في العالم‬

‫عدد المتعاطين في العالم‬ ‫العام‬


‫‪ 130.555.555‬مدمن‬ ‫‪2554/2553‬م‬

‫‪ 250.555.555‬مدمن‬ ‫‪2550/2554‬م‬

‫‪ 255.555.555‬مدمن‬ ‫‪2556/2550‬م‬

‫‪ 253.555.5555‬مدمن‬ ‫‪2557/2556‬م‬

‫واقع مشكلة المخدرات في دول الخليج العربي بصفة عامة والسعودية بصفة‬
‫خاصة‪:‬‬

‫واقع األمر أن دول الخليج العربي مثلها مثل كثير من دول العالم عرضه للتعرض‬
‫لهجمة شرسة من (أباطرة وتجار ومروجي المخدرات بكافة أنواعها)‪.‬‬

‫والمتتبع للواقع في الخليج العربي‪ -‬من هذه الناحية يرصد اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء عديد من حكومات دول الخليج العربي لمستشفيات متخصصة لعالج‬


‫اإلدمان‪.‬‬

‫‪ -‬تخصيص بعض العنابر في المستشفيات النفسية لعالج اإلدمان‪.‬‬

‫‪ -‬نتيجة للطفرة المالية التي حدثت في دول الخليج العربي والتي جعلت منها‬
‫سوقاً مفتوحة لكثير من الجنسيات‪ ،‬والتي استغل بعضها هذه الوضع (تعدد‬
‫الجنسيات ومن أماكن متعددة من العالم) في ترويج المخدرات‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -‬إن الوفرة المالية في دول الخليج قد ساعدت الكثير من الشباب على السفر‬
‫إلى الخارج‪ ،‬والذي يعد أحد أهم األسباب التي تقود إلى اإلدمان مع إمكانية‬
‫عرض بعض المروجين في تلك الدول التي سافروا إليها من عرض‬
‫المخدرات على هؤالء الشباب وربما كان هؤالء الشباب المسافرين إلى تلك‬
‫الدول في الخارج من المراهقين‪.‬‬

‫‪ -‬وجود حمالت إعالمية مكثفة عبر وسائل اإلعالم المختلفة تهدف إلى‬
‫تبصير الجميع بأضرار المخدرات‪.‬‬

‫‪ -‬قيام مؤسسات رعاية الشباب في عديد من دول الخليج العربي بتنظيم ما‬
‫يسمى (بقافلة التوعية) تطوف عديد من المدن والمجتمعات السكانية‬
‫للتبصير بأضرار المخدرات (خاصة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات)‪.‬‬

‫‪ -‬عقد العديد من الندوات والمؤتمرات من خالل دعوة كثير من المعنيين بأمر‬


‫المخدرات واإلدمان في مختلف دول العالم بهدف تبادل الخبرات في مجال‬
‫الوقاية والتشخيص والمكافحة والعالج والتأهيل‪.‬‬

‫‪ -‬تشديد العقوبات على المروج والمهرب والمدمن والتي تصل في بعض‬


‫إحكامها إلى اإلعدام‪.‬‬

‫‪ -‬نشر وسائل اإلعالم لمثل هذه العقوبات حتى تكون عبرة وردعاً لآلخرين أو‬
‫لكل من تسول له نفسه أن يسير على هذا الدرب‪.‬‬

‫‪ -‬الماليين التي تنفق سنوياً على حمالت التوعية والوقاية‪ ،‬أو البرامج‬
‫العالجية للمستشفيات المخصصة لعالج اإلدمان أو عنابرها الموجودة في‬
‫المستشفيات النفسية‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -‬رغم كل الجهود السابقة تسجل البيانات واإلحصاءات زيادة في اعداد‬
‫المتعاطين وانضمام فئات جديدة إلى التعاطي‪ ،‬بل دخول مواد مخدرة جديدة‬
‫إلى سوق التعاطي‪.‬‬

‫‪ -‬قيام العديد من دول الخليج العربي وبالطبع المملكة العربية السعودية سباقة‬
‫في هذا األمر‪ -‬إلى تشكيل جهاز حكومي خاص هي اإلدارة العامة‬
‫لمكافحة المخدرات‪ ،‬إضافة إلى تجنيد عدد من األجهزة لمساعدتها ونشر‬
‫الوعي الصحي على أساس أن غزو المخدرات يعد كارثة‪.‬‬

‫‪ -‬بالرغم من أن دول الخليج العربي تعد سوقاً مفتوحة لغالبية الجنسيات‬


‫األخرى ‪ ،‬وقريبة في نفس الوقت من أماكن إنتاج المخدرات إال أنه ال توجد‬
‫بها زراعة أو تصنيع أو إنتاج أي مواد من المواد المخدرة ولكنها(سوق‬
‫مستهدف)‪.‬‬

‫‪ -‬أخي اًر توجد خصوصية تميز دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬ووجود أماكن مقدسة للمسلمين ‪ ،‬يحتم دخول ماليين األشخاص‬
‫سنوياً إما ألداء العمرة (بمسمياتها المختلفة) أو ألداء فريضة الحد وال شك‬
‫أن (مافيا) المخدرات تنتهز هذه الفرص وتدس بعض عناصرها اإلجرامية‬
‫داخل هذه التجمعات منتهزين فرصة الزحام في بعض المواسم (خاصة‬
‫عمرة رمضان وموسم الحج) وتهريب المخدرات ‪ ،‬مما يحتم على رجال‬
‫األمن والمكافحة درجة قصوى من اليقظة واالستنفار إضافة إلى مواجهة‬
‫حيل مبتكرة ال حدود لها في التهريب والترويج‪( .‬محمد غانم‪)2554 ،‬‬

‫وتعد مشكلة المخدرات من المشكالت االجتماعية الخطيرة التي تفشت في‬


‫مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وما أن وجدت في مجتمع إال ونشرت فيه الفساد‪ ،‬وأحدثت‬
‫فيه الفوضى‪ ،‬ودمرت األخالق‪ ،‬وأصبحت سبباً مباش اًر في انتشار الجرائم‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫ولهذا فقد أصبحت مشكلة المخدرات مشكلة عالمية األبعاد‪ ،‬تشغل الناس‬
‫في أنحاء الدنيا فعقدت ألجلها المؤتمرات‪ ،‬وأقيمت لها الندوات‪ ،‬وأبرمت‬
‫االتفاقيات بين الدول‪ ،‬وقامت الهيئات والمنظمات لمكافحة وبخاصة حينما‬
‫تجاوزت المخدرات مفهوم الجريمة التقليدية لتصبح خط اًر يهدد األمن االجتماعي‬
‫في أغلب بلدان العالم المتقدمة والنامية (الزهراني‪ ،‬دت)‬

‫ولقد بدأ التصدي العالمي المنظم للمخدرات منذ بدايات القرن العشرين حيث‬
‫عقد أول مؤتمر عالمي لمكافحة المخدرات بمدينة شنغهاي في الصين ‪ ،‬ولكن‬

‫على الرغم من استمرار كافة أنواع المكافحة إال أن انتشار المخدرات يزداد يوماً‬
‫بعد يوم‪ ،‬وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي ترصد مثل هذه الظواهر‬
‫وتتابعها (الحقيل‪.)1996 ،‬‬

‫أما المملكة العربية السعودية فلم تكن تعرف المخدرات إلى وقت قريب حيث أكد‬
‫تقرير األمم المتحدة عام ‪ ،1970‬أن المخدرات في المجتمع السعودي غير‬
‫متداولة‪ ،‬إال أنه نتيجة للثورة الثقافية في المواصالت واالتصاالت ولكون المملكة‬
‫مكان جذب لغير أهلها من القادمين للحج أو العمل‪ ،‬والرتفاع دخل الفرد فيها‬
‫فقد أصبحت منطقة جذب لهذه اآلفة (الجهني‪)1997،‬‬

‫دراسة الشريف (‪ :)2111‬العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المملكة‬


‫العربية السعودية (دراسة ميدانية على متعاطي المخدرات في مجتمعات األمل‬
‫للصحة النفسية‪ ،‬وقد هدفت الدراسة إلى الوقوف على العوامل المؤدية إلى‬
‫تعاطي المخدرات وقد استخدمت المنهج الوصفي وذلك لمناسبته لطبيعة‬

‫‪188‬‬
‫الدراسة الحالية وتم إجراء الدراسة الميدانية على المتعاطين والمقيمين في‬
‫مجمعات األمل بالمملكة والمتعالجين في مجموعات البرامج التأهيلية في كل من‬
‫(الرياض‪-‬جدة‪-‬مكة المكرمة‪ -‬القصيم – حفر الباطن‪ -‬الدمام –المدينة‬
‫المنورة)‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتغير المرحلة فقد اتضح من نتائج الد ارسة بأن نسبة ‪ %2،46‬من‬
‫إجمالي عينة الدراسة ال تعمل وهي نسبة عالية‪ ،‬وخاصة وأن السن قد بلغ‬
‫‪32‬عاماً‪ ،‬ونسبة الشباب أقل من ‪25‬عاماً مما يؤكد أن البطالة وعدم توفر‬
‫العمل يعتبر سبباً في تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫دراسة يوسف (‪ :)1997‬دراسة استكشافية لدور المرشدين الطالبيين في الوقاية‬


‫من تعاطي المخدرات وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن الدور الذي يقوم به أو‬
‫يمكن أن يقوم به لدى تالميذ المدارس في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وقد طبقت‬
‫الدراسة علي عينة قوامها (‪ )06‬مرشداً طالبياً من العاملين بالمدارس الحكومية‬
‫بم ارحلها الثالث (االبتدائية – المتوسطة – الثانوية)‪ ،‬ويتراوح المعدل العمري‬
‫لهذه العينة ما بين (‪ )20‬و(‪ )37‬عام ‪ ،‬بمتوسط ‪ %29.30‬وانحراف معياري‬
‫‪ ،40،25‬وقد تراوحت فترة عملهم باإلرشاد الطالبي ما بين ثالثة وعشرة سنوات‬
‫بمتوسط ‪ 6.4‬وانحراف معياري ‪ ،1.9‬قد اعتمدت الدراسة على االستبيان كأداة‬
‫للدراسة الحالية‪ ،‬وقد أوضحت النتائج وجود نقص واضح في معلومات‬
‫المرشدين الطالبيين حول موضوع المخدرات بصفة عامة‪ ،‬واعتمادهم على‬
‫الوسائل المتخصصة من كتب ومؤلفات علمية ورغم شعور هؤالء المرشدين‬
‫بحيوية وأهمية موضوع الوقاية من تعاطي المخدرات وضرورة مساهمتهم فيه‪،‬‬
‫ورغم بعض ما لديهم من توجيهات إيجابية نحو العوامل التي تساعد على‬

‫‪189‬‬
‫تحسين وممارسة دورهم في هذا المجال‪ ،‬فإنهم يعتقدون ان وضعهم الراهن‬
‫واعدادهم الحالي ال يمكنهم من ممارسة دورهم بفاعلية في هذا المجال‪ ،‬ويعزون‬
‫ذلك إلى نقص في اإلعداد العلمي ونقص الخبرة العملية بموضوع الوقاية بصفة‬
‫عامة ومن المخدرات بصفة خاصة‪ ،‬وهو ما يحتم ضرورة إعادة النظر في‬
‫إعداد وتأهيل هؤالء المرشدين‪ ،‬ووضع البرامج والدورات التدريبية المناسبة‬
‫لمساعدتهم في المشاركة في جهود الوقاية داخل نطاق عملهم‪ ،‬وكذلك النظر‬
‫في إعداد المرشدين الجدد الذين لم يلتحقوا بالعمل فيما بعد‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫إعدادهم للمساهمة في مجال الوقاية من تعاطي المخدرات جزءاً ال يتج أز من‬
‫إعدادهم وتأهيلهم المهني‪.‬‬

‫دراسة العريني (‪ :)2117‬دور المدارس الثانوية في منطقة الرياض في نشر‬


‫الوعي للحد من تعاطي المخدرات (دراسة ميدانية) وقد هدفت الدراسة إلى‪-:‬‬

‫التعرف على أساليب التوعية بأضرار المخدرات في المدارس الثانوية بمنطقة‬


‫الرياض‪.‬‬

‫التعرف على أهم الوسائل المستخدمة للتعامل مع الطالب الذين تبدو عليهم‬
‫آثار استخدام المخدرات‪.‬‬

‫التعرف على أي من العاملين في المدرسة يباشر حالة الطالب الذين تبدو‬


‫عليهم آثار استخدام المخدرات‪.‬‬

‫التعرف على األوقات التي يكثر فيها وضوح آثار المخدرات على الطالب‪.‬‬

‫التعرف على المواد المخدرة األكثر شيوعاً بين الطالب في حالة ظهور آثار‬
‫المخدرات عليهم‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫وقد اعتمدت الدراسة عل المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬وذلك لوصف الواقع عن‬
‫طريق استفتاء أفراد البحث وتحليل استجاباتهم التي تصف المشكلة ويتناسب هذا‬
‫المنهج وطبيعة مشكلة البحث‪.‬‬

‫وقد تكون مجتمع الدراسة من جميع مديري المدارس الثانوية العامة والحكومية‬
‫باإلدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض‪ ،‬وعددهم (‪ 76‬مدي اًر) (إدارة التربية‬
‫والتعليم بالرياض‪)2557،‬‬
‫وقد تكونت عينة الدراسة من نصف مجتمع الدراسة عشوائياً ليتم تطبيق أداة‬
‫الدراسة عليهم‪ ،‬وقد وزعت أداة الدراسة على مديري المدارس الثانوية التي تم‬
‫مركز اإلشراف التربوي بالرياض (تسعة‬
‫اختيارهم بحيث تكون العينة موزعة على ا‬
‫مراكز) وقد تم توزيع (‪ )33‬استفتاء أعيد منها (‪ )29‬وتم استبعاد(‪ )3‬لعدم‬
‫صالحيتها للتحليل ليبقى العدد (‪ )26‬استفتاء لعينة البحث‪.‬‬

‫وقد اعتمدت الدراسة على االستفتاء كأداة للدراسة وقد توصلت نتائج الدراسة‬
‫الحالية إلى‪ :‬أن األساليب المستخدمة في المدارس الثانوية بمنطقة الرياض في‬
‫التوعية بأضرار المخدرات جاءت بالترتيب التالي‪-:‬‬

‫‪191‬‬
‫المتوسط‬
‫الترتيب‬ ‫األسلوب‬ ‫م‬
‫الحسابي‬
‫‪15‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫استخدام برامج الحاسب اآللي في التوعية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 12‬مكرر‬ ‫‪30.1‬‬ ‫استخدام اإلنترنت المباشر‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪73.1‬‬ ‫عرض أفالم الوثائقية‬ ‫‪3‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪07.1‬‬ ‫‪ 4‬استخدام البث المباشر من القنوات الفضائية‬
‫‪2‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫التعامل مع الطالب بالصداقة واألخوة‬ ‫‪0‬‬

‫وأن الوسائل المستخدمة في التوعية بأضرار المخدرات جاءت بالترتيب التإلى‪-:‬‬

‫المتوسط‬
‫الترتيب‬ ‫األسلوب‬ ‫م‬
‫الحسابي‬
‫‪1‬‬ ‫‪73.2‬‬ ‫توجيه الطالب الفردي ونصحه‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪35.2‬‬ ‫إبالغ ولي أمره‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫تحويله إلى مستشفى األمل‬ ‫‪3‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫إبالغ الشرطة‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪58.1‬‬ ‫عالجه في المدرسة‬ ‫‪0‬‬

‫وقد اتضح من خالل نتائج الدارسة أن ترتيب المباشرين للطالب في حالة‬


‫التعرف على أحد منهم عليه آثار المخدرات في المدارس الثانوية بمنطقة الرياض‬
‫كالتالي‪-:‬‬

‫‪192‬‬
‫المتوسط‬
‫الترتيب‬ ‫األسلوب‬ ‫م‬
‫الحسابي‬
‫‪3‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫مدير المدرسة‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫أحد الوكالء‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫المرشد الطالبي‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪1.05‬‬ ‫المعلم‬ ‫‪4‬‬

‫أما فيما يتعلق بترتيب المواد المخدرة األكثر شيوعاً بين الطالب في حالة‬
‫ظهور آثار المخدرات عليهم فكانت كالتالي‪:‬‬

‫المتوسط‬
‫الترتيب‬ ‫المادة المخدرة‬ ‫م‬
‫الحسابي‬
‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الكبتاجون‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الحشيش‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التشفيط‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العرق‬ ‫‪4‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الكولونيا – القات – التنباك‬ ‫‪0‬‬

‫‪193‬‬
‫كذلك أفادت إجابات الدراسة على السؤال المتعلق بالمالحظات التي أبدوها‬
‫حول المخدرات في المدارس الثانوية بمنطقة الرياض كالتالي‪-:‬‬

‫‪ .1‬ضرورة التعاون بين إدارة مكافحة المخدرات ومستشفى األمل والمدارس‪.‬‬


‫‪ .2‬عقد دورات تدريبية للمرشدين الطالبيين في المدارس الثانوية للتعرف على‬
‫حاالت المخدرات‪.‬‬
‫‪ .3‬تكثيف الدوريات حول المدارس الثانوية وخاصة أيام االختبارات‪.‬‬
‫‪ .4‬بين أحد المديرين أن هذه الظاهرة قليلة جداً في مدارسنا‪.‬‬
‫‪ .0‬هناك تهاون من إدارة مكافحة المخدرات في موضوع القات‪.‬‬
‫‪ .6‬وجوب زيادة المعارض المخصصة للمكافحة‪.‬‬
‫‪ .7‬أن يكون هناك تعاون سري بين المدارس الثانوية وادارة مكافحة المخدرات‪.‬‬
‫‪ .3‬زيادة عدد المرشدين الطالبيين في المدارس الثانوية‪.‬‬
‫‪ .9‬االنتباه الشديد ودقة المالحظة للمعلمين في المدارس ألنه قد يكون منهم‬
‫من يستخدم المخدرات‪.‬‬
‫تكثيف التوعية الموجهة ألولياء األمور في هذا الجانب‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫إنشاء جمعية أهلية بمسمى( جمعية حماية الشباب من المخدرات)‬ ‫‪.11‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى التوصيات التالية‪-:‬‬

‫‪ .1‬الوضوح والشفافية في معالجة مشكلة المخدرات في المدارس الثانوية‪.‬‬


‫‪ .2‬التعاون التام بين إدارة مكافحة المخدرات والمدارس الثانوية في الخطط‬
‫الوقائية وتبادل المعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬محاصرة داء الكبتاجون والحشيش لكثرة تكرارهما في المدارس الثانوية حسب‬
‫رأي مديريها والتصدي لهذا الداء وبيان أض ارره الجسيمة‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫‪ .4‬إقامة الدورات التدريبية للمرشدين الطالبيين في المدارس الثانوية للتعرف‬
‫على آثار تعاطي المخدرات على الطالب‪.‬‬
‫‪ .0‬اإلفادة من المنهج الدراسي لعرض أضرار المخدرات في مواد التربية‬
‫الوطنية والتعبير‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ .6‬إدخال مفاهيم صحية خالل المناهج الدراسية لتحقيق الصحة السلوكية‪.‬‬
‫‪ .7‬التعاون مع أولياء أمور الطالب في مواجهة هذا الداء وطرح هذه المواضيع‬
‫في المجالس المدرسية ومجالس اآلباء والمعلمين‪.‬‬
‫‪ .3‬تغيير نظام االختبارات الحالي بنظام آخر يحفظ الطالب داخل المدارس‬
‫لحين نهاية اليوم الدراسي المعتاد في األيام العادية‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫ثالثا‪ :‬مشكلة تعاطي المخدرات في دولة األمارات العربية المتحدة‪:‬‬

‫في الواقع أن العوامل التي تساعد على انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في اإلمارات‬
‫تتداخل وتتشابك‪ ،‬ومن الخطأ إرجاعها إلى سبب واحد فمنها ما يعود للدولة ومنها ما‬
‫يعود للفرد نفسه وللبيئة التي يقطنها ‪ ،‬ولعل من أهم العوامل الموقع االستراتيجي‬
‫للدولة وقربها من الدول المصدرة والمنتجة للمخدرات‪ ،‬وطول سواحلها‪ ،‬وكذلك لدي‬
‫تعدد المناطق الجبلية والبحرية وضعف الرقابة على هذه المناطق إلى تسهيل األمر‬
‫على المهربين في إدخال المخدرات إلى الدولة‪.‬‬

‫ومجتمع دولة اإلمارات كان يتميز باالستقرار في عاداته وتقاليده وعالقاته‬


‫االجتماعية القوية‪ ،‬ولكن نتيجة للتغيرات االقتصادية واالجتماعية والثورة التكنولوجية‬
‫(بعد ظهور النفط) وما صاحب هذه التغيرات من االنفتاح على العالم الخارجي‬
‫وتوافد العمالة األجنبية إلى الدولة وتعدد جنسياتها مصطحبة معها قيمها وعاداتها‬
‫المغايرة والمسببة للعديد من السلوكيات واالنحرافات التي لم تكن موجودة من قبل‬
‫باإلضافة إلى تفاقم واستفحال المشكالت التي كانت موجودة والتي بدورها أثرت على‬
‫اتجاهات الشباب وقيمهم مثل السرقة واالغتصاب وتعاطي المخدرات والكحوليات‬
‫وغيرها من السلوكيات المنحرفة ‪.‬‬

‫أما األسباب التي قد تعود للفرد نفسه فهي متجددة منها ضعف الوازع الديني والفراغ‬
‫وضعف الشخصية التي يسهل التأثير عليها‪ ،‬ومصاحبة أصدقاء السوء والفضول‬
‫وحب التقليد فبعض المراهقين يحاولون تقليد الكبار في أفعالهم مثل التدخين‬
‫وتعاطي المخدرات اعتقادا منهم أنه من خالل ذلك يمكن إثبات رجولتهم‪ ،‬واألمر‬
‫الذي يساعدهم في ذلك توفر المال لديهم مع توفر المادة المخدرة في السوق‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫وللمشكالت االجتماعية التي يعيشها الفرد دور في دفعة إلى التعاطي اعتقادا منه‬
‫بأن المخدرات تساعد في نسيان مشاكله وهمومه وأيضاً يعتقد بعض الشباب أن‬
‫المخدرات تساعد على زيادة القدرة الجنسية وتزيد القدرة على االستذكار والتحصيل‬
‫والتركيز من خالل تناول بعض المنبهات مثل حبوب (الكبتاجون و اإلمفيتامين)‪،‬‬
‫التي تقلل الحاجة إلى النوم‪.‬‬

‫دراسة برهوم (‪ )1997‬حول اتجاهات طلبة المدارس الثانوية في مجتمع اإلمارات‬


‫نحو تعاطي المخدرات ‪،‬وقد تكونت عينة الدراسة من (‪ )735‬طالبا وطالبة من‬
‫مختلف إمارات الدولة‪ ،‬وجاءت نتائج الدراسة على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مصادر المعلومات‪:‬‬

‫تبين أن التليفزيون المصدر الرئيسي للحصول علي المعلومات لدي كال‬


‫الجنسين‪ .‬واحتلت الصحف والمجالت المرتبة الثانية‪ ،‬ويلي ذلك الزمالء‪ ،‬والمصدر‬
‫الرابع هو الفيديو‪ ،‬أما المصدر األخير للحصول على المعلومات فهو األسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬المعرفة بأنواع المخدرات‪:‬‬

‫تبين أن لدى الطلبة من كال الجنسين علم ومعرفة بأنواع المخدرات ابتداء‬
‫بالهيروين والحشيش واألفيون والكوكايين‪ ،‬باإلضافة إلى اعتبار كل الجنسين أن‬
‫الغراء تعد مادة مخدرة وأيضاً الحبوب المنومة‪.‬‬

‫والمالحظ وجود فروق واضحة لصالح الذكور عن اإلناث ويعزي السبب في ذلك‬
‫إلى تعدد مصادر معلومات الذكور بسبب انفتاحهم على الحياة االجتماعية بشكل‬
‫أكبر مما هو متاح لإلناث‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -3‬المعرفة بمصدر حصول المتعاطين على المخدرات‪:‬‬

‫تبين أن المروجين هم المصدر الرئيسي للحصول على المخدرات‪ ،‬وفي المرتبة‬


‫الثانية يأتي الحصول علي المخدر من خارج الدولة ن ثم يأتي الزمالء‪ ،‬يلي ذلك‬
‫الصيدلة كمصدر من المصادر‪ ،‬هذا وقد نفي كال الجنسين أن يكون الطبيب مصد اًر‬
‫من مصادر الحصول علي المخدرات ‪.‬‬

‫‪ -4‬معلومات الطلبة عن انتشار الظاهرة ‪:‬‬

‫بينت النتائج أن نسبة (‪ )14.0‬من الذكور يعرفون زميالً لهم يتعاط في المدرسة‪،‬‬
‫وقد ارتفعت النسبة إلى (‪ )37‬عند سؤالهم عن معرفتهم بأفراد يتعاطون خارج‬
‫المدرسة‪ ،‬وانخفضت النسبة لدى اإلناث بالنسبة لمعرفتهم بزميلة تتعاط داخل‬
‫المدرسة ولكن ارتفعت النسبة في حالة معرفتهم بأفراد يتعاطون خارج المدرسة‪ ،‬وقد‬
‫أجاب بنسبة (‪ )29‬من الذكور بأن هناك مشكلة تعاطي في المدرسة بينما أجابت‬
‫(‪ )11‬من اإلناث باإليجاب على هذا السؤال ‪.‬‬

‫‪ -5‬أسباب التعاطي‪:‬‬

‫أ – أسباب تتعلق باألسرة‪ :‬ارتفعت نسبة موافقة كال الجنسين على إن أسلوب‬
‫التدليل الزائد يدفع بالفرد إلى تعاطي المخدرات‪ ،‬وفي المرتبة الثانية طالق األم‬
‫كسبب من أسباب التعاطي‪ ،‬وفي المرتبة الثالثة تعاطي أحد أفراد األسرة للمخدر‪.‬‬
‫وتتقارب النسب في تعدد الزوجات ووفاة أحد الوالدين لدى الجنسين‪ ،‬ولكن يوجد فرق‬
‫واضح يكاد يصل إلى الضعف بين نسب الذكور واإلناث في الخالفات العائلية‬

‫‪198‬‬
‫وكذلك وجد الفرق في تغيب األب عن المنزل‪ ،‬وقد ترجع هذه الفروق بين كال‬
‫الجنسين إلى قرب اإلناث من األسرة واطالعهن على قضاياها ‪.‬‬

‫ب – أسباب تتعلق بالمجتمع‪ :‬احتل أصدقاء السوء أعلي النسب من حيث األسباب‬
‫التي تدفع بالفرد إلى التعاطي‪ ،‬وفي المرتبة الثانية توفر المال‪ ،‬ثم وقت الفراغ وجاء‬
‫في المرتبة الرابعة سهولة الحصول علي المخدر وبعدها الرغبة في التجريب والمرتبة‬
‫األخيرة اإلصابة بالمرض والفشل الدراسي‪.‬‬

‫‪ -6‬المشكالت الناتجة عن التعاطي‪:‬‬

‫هناك عدة مشكالت تنتج عن التعاطي منها المشاكل األسرية في المرتبة األولي‬
‫وانحراف الزمالء‪ ،‬أما فقدان فرص العمل فقد احتل المرتبة الثالثة ثم اإلساءة لسمعة‬
‫العائلة‪ ،‬والتأخر الدراسي‪ ،‬وجاء في المرتبة األخيرة تدهور صحة المتعاطي‪.‬‬

‫‪ -7‬سلوك الطلبة تجاه التعاطي‪:‬‬

‫‪ -‬موقف الطلبة من المتعاطين‪ :‬بلغت نسبة نصح المدمن بالعالج المرتبة األولى‬
‫ثم نصحه بااللتزام بالدين ونصحه بالتوقف عن التعاطي‪.‬‬
‫‪ -‬نظرة الطلبة للمتعاطي‪ :‬كانت نظرة أغلبية الطلبة لمتعاطي المخدرات أنه شخص‬
‫مريض يحتاج إلى العالج‪ .‬ويلي ذلك بأنه محتاج إلى تقديم المساعدة وفي المرتبة‬
‫الثالثة ينظر الطلبة إلى المتعاطي نظرة عطف وشفقة‪ ،‬أما التجنب واالزدراء فقد‬
‫حا از على المرتبة األخيرة‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫دراسة النعيمي وآخرون (‪ :)1997‬حول مدى انتشار المواد المؤثرة في األعصاب‬
‫في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬والتي طبقت علي (‪ )1094‬طالباً وطالبة من‬
‫مختلف المراحل التعليمية في الدولة‪ ،‬كانت نتائج الدراسة كالتالي ‪:‬‬

‫– الذكور غير مواطنين أكثر الفئات تدخيناً للسجائر وشربا للكحوليات واإلناث‬
‫المواطنات األكثر تعاطياً للمهدئات والمنومات‪ ،‬بالنسبة للمنشطات وتعاطي الشيشة‬
‫والمخدرات كانت بنسبة أكبر بين فئة الذكور المواطنين‪.‬‬

‫– تدخين السجائر أعلى لدى طالب التقنية من مراحل اإلعدادي والثانوي والجامعي‬
‫وتليه مرحلة الثانوي‪ ،‬وتبين أن إناث المرحلة الثانوية أكثر تدخيناً للسجائر ‪ ،‬بينما‬
‫توصلت الدراسة كذلك إلى أن ذكور المرحلة الثانوية يشيع لديهم تعاطي المهدئات‬
‫ويليهم المرحلة اإلعدادية ثم الجامعية‪ ،‬وبالنسبة لإلناث فالمهدئات تنتشر في المرحلة‬
‫الثانوية‪ .‬أما المنشطات فهي تنتشر عند ذكور المرحلة الثانوية وبالنسبة لإلناث‬
‫تنتشر عند المرحلة اإلعدادية‪ ،‬أما إناث الثانوية لديهن تعاطي المنومات وكذلك‬
‫بالنسبة للذكور باإلضافة إلى طالب الجامعة‪.‬‬

‫أما الفئات التي جربت تعاطي المخدرات فتأتي في المرحلة األولي ذكور اإلعدادي‬
‫ثم الجامعة ثم الثانوي‪ ،‬وبالنسبة لإلناث فأكثر الفئات تركزت في المرحلة اإلعدادية‪.‬‬
‫أما تجربة شرب الكحوليات فقد شاعت بين ذكور الثانوي فالجامعة ثم اإلعداد‬
‫وتنعدم التجربة عند ذكور التقنية‪ ،‬أما اإلناث الالتي جربن شرب الكحوليات فوجد أن‬
‫إناث التقنية أعلى الفئات تليها الثانوية فاإلعدادية‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫– بالنسبة لعمر بدء التعاطي توصلت الدراسة إلى أن أفراد العينة الكلية قد جربوا‬
‫الكحوليات والمخدرات في سن مبكرة (‪ )13‬سنة‪ ،‬وتأخر سن تعاطي المنومات إلى‬
‫(‪ )10‬سنة‪.‬‬

‫‪ -‬اتضح أن أكثر مناسبات التدخين للسجائر والشيشة ‪ ،‬عندما يكون الفرد بصحبة‬
‫أصدقائه ثم للتجربة ثم في حفلة أو رحلة‪ ،‬أما أكثر المناسبات تعاطي األدوية‬
‫المهدئة والمنشطة والمنومة هي اآلالم الجسمية التي يعاني منها أفراد العينة األرق‬
‫وكثرة السهر فالتعرض للضغوط النفسية أو االجتماعية‪.‬‬

‫– تبين أن أهم أسباب التوقف عن تعاطي المخدرات هو أنها ضارة صحيا وألسباب‬
‫دينية‪ ،‬أما التوقف عن تعاطي األدوية فأسبابه زوال سبب تعاطيها ألول مرة ثم‬
‫الخوف من اإلدمان عليها‪ ،‬وبالنسبة للتوقف شرب الكحوليات يرجع إلى نصح‬
‫اآلخرين بالتوقف عن تعاطيها وألسباب دينية‪ ،‬أما أسباب االستمرار في التعاطي‬
‫فهي عدم زوال األسباب التي أدت إلى تعاطيها ألول مرة وكذلك الشعور بالراحة‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لسعي أفراد العينة وكيفية الحصول علي المواد المخدرة تبين أن‬
‫(‪ )%40.1‬من متعاطي األدوية سعوا بأنفسهم إلى تعاطيها مقابل (‪ )%04.9‬قدم‬
‫لهم بواسطة أفراد وأقر (‪ )%25‬من متعاطي المخدرات أنهم سعوا إليها بأنفسهم في‬
‫مقابل (‪ )%35‬قدم لهم بواسطة أحد األفراد‪ ،‬وبالنسبة للكحوليات أقر (‪ )%40‬أنهم‬
‫سعوا إليها بأنفسهم في مقابل (‪ )%00‬قدمت لهم من قبل أحد األشخاص ‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لكمية التعاطي تبين أن (‪ )%23.4‬من متعاطي األدوية (مهدئات –‬
‫منشطات – منومات) يتعاطونها بانتظام يومي ن مقابل (‪ )%47.4‬يتعاطونها كل‬
‫أسبوع فقط و (‪ )%24.2‬كل شهر‪.‬‬
‫– توصلت الدراسة إلى أن مصادر سماع أفراد العينة عن المواد المؤثرة في‬
‫األعصاب كانت من خالل اإلذاعة التلفزيون ثم الصحف والمجالت فاألصدقاء‬
‫فاألقارب‪.‬‬

‫أما مصادر الرؤية فهي الفنادق والصيدليات ثم األقارب وأخي ار الجيران (النعيمي‬
‫وكمالي‪)1997 ،‬‬

‫دراسة البريمي (‪ :)2112‬أثر الخصائص الديموغرافية االجتماعية علي اتجاهات‬


‫الشباب نحو ظاهرة المخدرات في دولة األمارات وقد هدفت الدراسة إلى معرفة‬
‫اتجاهات الشباب نحو هذه الظاهرة سواء السلبية واإليجابية وذلك من خالل ‪:‬‬

‫* التعرف علي مصادر معرفة الشباب للمخدرات ‪.‬‬

‫* التعرف علي واقع المخدرات بالجامعة من خالل مصادر حصول الطالب علي‬
‫المخدرات‪ ،‬أماكن التعاطي واألسباب التي تدفع بهم إلى ذلك باإلضافة إلى معرفة‬
‫موقف الطلبة من المتعاطي وعملية التعاطي وأيضاً محاولة المبحوث تجربة‬
‫المخدرات ومدى مساهمة الطلبة بأنشطة تساهم في التقليل من حدة المشكلة ‪.‬‬

‫وقد تم تطبيق االستبيان علي عينة من (‪ )913‬طالباً وطالبة من عدة جامعات‬


‫بالدولة‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج منها‪:‬‬

‫* احتلت المرحلة اإلعدادية المرتبة األولى في حصول المبحوث علي معلومات عن‬
‫المخدرات‪.‬‬

‫* الغالبية العظمي من المبحوثين أقروا بأن وسائل اإلعالم هي المصدر الرئيسي‬


‫في الحصول على المعلومات الخاصة بالمخدرات‪.‬‬

‫* أقر أغلب المبحوثين أن األماكن المعتادة للتعاطي بين الطلبة هي السيارات‪.‬‬

‫* تبين أن الهيروين أكثر أنواع المخدرات انتشا اًر بين الطلبة‪ ،‬وأن أكثر طرق‬
‫التعاطي المتبعة هي الحقن‬

‫* هذا باإلضافة إلى العديد من النتائج الهامة التي توصلت إليها الدراسة والتي‬
‫يجب أن تؤخذ بعين االعتبار من قبل المسئولين‪.‬‬

‫دراسة عامر والمعتصم (‪ :)2112‬سوء استخدام المواد المخدرة والمؤثرات العقلية‬


‫"دراسة إحصائية"‬

‫وقد تناولت هذه الدراسة مشكلة سوء استخدام المؤثرات العقلية (مشكلة‬
‫المخدرات)‪ ،‬عالمياً وعربياً ومحلياً‪ ،‬خصص الجزء النظري منها لدراسة أنواع‬
‫المخدرات وأماكن إنتاجها وتأثيرها علي المتعاطين جسدياً ونفسياً واجتماعيا‬
‫واألضرار الناجمة عنها المتعلقة بالفرد المتعاطي أو أسرته والمجتمع المحيط به‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫وإلظهار حجم المشكلة عالمياً وعربياً تناولت الدراسة وجهة نظر الخبراء‬
‫العاملين في مجال مكافحة سوء استخدام المؤثرات العقلية وبينت من خالل الجداول‬
‫اإلحصائية حجم هذه المشكلة وتطورها خالل الفترة الماضية‪.‬‬
‫وانصب الجانب التطبيقي للدراسة على حجم مشكلة المخدرات في دولة األمارات‬
‫العربية المتحدة والتطور التاريخي والكمي لهذه المشكلة‪ ،‬حيث بينت الدراسة بالتحليل‬
‫اإلحصائي الوصفي حجم هذه الجرائم ومرتكبيها وتصنيفها والكميات المضبوطة‬
‫وذلك خالل الفترة من عام ‪1974‬م إلى عام ‪ 2551‬م ‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى إن هناك ارتفاع مضطرد في عدد جرائم المخدرات في‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحد‪ ،‬وأحتل المواطنون المرتبة األولي بعدد جرائم‬
‫المخدرات‪ ،‬شكلت جرائم التعاطي ما يقارب من نصف هذه الجرائم‪ .‬يليهم في المرتبة‬
‫الث انية اإليرانيون ثم الباكستانيون‪ ،‬وتركزت جرائمهم علي االتجار والتهريب ولخصت‬
‫الدراسة كذلك إلى أن الموقع الجغرافي لدولة اإلمارات المجاور لدول المثلث الذهبي‬
‫والهالل الذهبي في آسيا مناطق إنتاج المخدرات والوفرة االقتصادية يجعل منها هدفاً‬
‫مهماً لتجار المخدرات‪.‬‬

‫تحليل ظاهرة المخدرات في دولة اإلمارات إحصائياً‪-:‬‬


‫مما ال شك فيه أن الطفرة االقتصادية التي حدثت في دولة اإلمارات‬
‫والناتجة عن اكتشاف النفط‪ ،‬قد ولدت الكثير من اآلثار االجتماعية المغايرة لقيم‬
‫المجتمع وعاداته والتي كانت نتاج عدم قدرة المجتمع على مالحقة التطورات‬
‫السريعة ودخولها في مصاف الدول الغنية مما نتج عنه انتشار المخدرات بين‬
‫الشباب بسبب ضعف الوازع الديني لديهم وتغير قيمهم ومعتقداتهم تأث اًر بما تبثه‬
‫الوسائل اإلعالمية من سموم باإلضافة للدور الذي تلعبه الجنسيات األسيوية‬
‫واألوروبية في ترغيبهم وتسهيل الطرق أمامهم في الحصول على المخدرات ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫وفيما يلي عرض لمظاهر انتشار ظاهرة المخدرات بالدولة بناء على البيانات‬
‫الصادرة عن و ازرة الداخلية بدولة اإلمارات وأقتصر التحليل على الفترة (‪– 1993‬‬
‫‪ )2552‬والذي سيتم من خالله تناول النقاط التالية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬قضايا المخدرات بالدولة حسب اإلمارة‪:‬‬


‫احتلت إمارة دبي المرتبة األولي من حيث عدد القضايا التي ضبطت فيها فقد بلغ‬
‫إجمالي (‪ )2533‬قضية منذ عام ‪ 2552 – 1993‬م فهي قد زادت من (‪)194‬‬
‫قضية في عام ‪ 1993‬إلى (‪ )034‬قضية في ‪ 2552‬أي بزيادة وقدرها (‪)395‬‬
‫قضية‪.‬‬
‫وقد يرجع السبب في ذلك إلى انفتاح إمارة دبي على العالم الخارجي وتنوع‬
‫الجنسيات فيها‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة الجهود المبذولة من رجال المكافحة لضبط‬
‫المهربين والمروجين للمخدرات وأيضاً متعاطيها ‪.‬‬
‫أما أمارة الشارقة وأبو ظبي فقد كان الفرق في إجمالي عدد القضايا بينهما بسيطاً‪،‬‬
‫فقد بلغ اإلجمالي في إمارة الشارقة (‪ )000‬قضية منذ ‪ 2552 – 93‬إما إمارة أبو‬
‫ظبي فقد بلغ إجمالي عدد القضايا (‪ )050‬قضايا‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبقية اإلمارات فعدد قضايا المخدرات تقل فيها‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى قلة‬
‫الجنسيات المختلفة نظ اًر لتمركزهم في إمارة دبي والشارقة ألن هاتين األمارتين‬
‫تشكالن عنص اًر جذب للجنسيات لما يتمتعان به من توسطهما الدولة وانفتاحهما‬
‫علي العالم الخارجي وازدهار النشاط التجاري واالقتصادي فيهما‪ ،‬ويتبين ذلك من‬
‫الجدول رقم (‪.)0‬‬

‫‪205‬‬
‫جدول (‪ )5‬قضايا المخدرات بالدولة حسب اإلمارات ‪2112-1998‬‬
‫التقرير الجنائي السنوي – اإلدارة العامة لألمن الجنائي‪ ،‬وزارة الداخلية‬

‫السنوات‬
‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬
‫اإلمارة‬

‫‪132‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪61‬‬ ‫أبوظبي‬

‫‪034‬‬ ‫‪619‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪194‬‬ ‫دبي‬

‫‪107‬‬ ‫‪547‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الشارقة‬

‫‪00‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪23‬‬ ‫رأس الخيمه‬

‫‪01‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عجمان‬

‫‪9‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪29‬‬ ‫أم القوين‬

‫‪13‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الفجيرة‬

‫‪1116‬‬ ‫‪1123‬‬ ‫‪723‬‬ ‫‪544‬‬ ‫‪428‬‬ ‫المجموع‬

‫ثانياً ‪ :‬قضايا المخدرات بالدولة حسب الغرض من الحيازة ‪:‬‬

‫بلغ إجمال قضايا المخدرات بالدولة (‪ )3642‬قضية من الفترة ‪ 2552 – 93‬م‪.‬‬

‫زادت قضايا المخدرات المضبوطة منذ عام ‪ 93‬والتي بلغت (‪ )362‬قضية إلى‬
‫(‪ )1554‬في عام ‪ ،2552‬وقد يرجع السبب في هذه الزيادة إلى تكثيف الجهود‬
‫المبذولة من قبل رجال المكافحة للقضاء علي هذه اآلفة‪ ،‬وأيضاً زيادة عدد‬
‫المتعاطين والمروجين للمخدرات‪ ،‬وذلك يوضح الجدول (‪.)6‬‬

‫‪206‬‬
‫جدول (‪)6‬‬
‫قضايا المخدرات بالدولة حسب اإلمارة من ‪2112 – 1998‬‬

‫السنوات‬
‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪1999 1998‬‬
‫القضايا‬
‫‪397‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪313‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪156‬‬ ‫تهريب وحيازة‬
‫‪144‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬ ‫اتجار وترويج‬
‫‪440‬‬ ‫‪423‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪141‬‬ ‫تعاطي‬
‫استنشاق مواد‬
‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬
‫متطايرة‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫زراعة‬

‫‪1114‬‬ ‫‪1123‬‬ ‫‪722‬‬ ‫‪531‬‬ ‫‪362‬‬ ‫المجموع‬

‫وبلغ إجمالي عدد المواطنين المتهمين في قضايا المخدرات من الفترة‬


‫‪2552 –1993‬م‪ )2056( ،‬مواطن وهم يمثلون نسبة ‪ %44‬من إجمالي المتورطين‬
‫علي مدى الخمس سنوات‪ ،‬ففي عام ‪ 1993‬بلغ العدد (‪ )350‬أشخاص زاد إلى‬
‫(‪ )726‬في عام ‪ 2551‬أي بزيادة وقدرها (‪ )421‬ثم عاد وانخفض إلى (‪)665‬‬
‫شخصاً بفارق وقدره (‪ )66‬وهذه النسبة تعد نسبة كبيرة جداً لمجتمع يدين باإلسالم‬
‫ويتمسك بالعادات والتقاليد األصلية‪ ،‬مما يعني سقوط الكثير من المواطنين والوافدين‬
‫واالنزالق في هاوية المخدرات نتيجة لألساليب والمخططات المتبعة من قبل‬
‫عصابات تهريب المخدرات الستدراجهم إلى هذا المستنقع ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫أما بالنسبة لألجانب المتورطين في قضايا المخدرات فقد بلغ عددهم (‪)2039‬‬
‫شخص بنسبة ‪ %44.6‬ففي عام ‪ 1993‬بلغ عددهم (‪ )206‬شخصاً وزاد إلى‬
‫(‪ )663‬في عام ‪ 2551‬بزيادة وقدرها (‪ )457‬أشخاص ثم قل إلى (‪ )603‬في عام‬
‫‪ 2552‬بفارق وقدره خمسة أشخاص وتشير اإلحصاءات إلى أن أغلب األجانب‬
‫المخدرات متهمين بالتهريب والجلب والترويج للمخدرات بين فئة الشباب المواطنين ‪،‬‬
‫ويتضح ذلك من الجدول رقم (‪ )7‬المتورطين في قضايا المخدرات‪.‬‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫المتهمون في قضايا المخدرات حسب الجنسية من ‪2112 –1998‬‬

‫المجمو‬ ‫السنوات‬
‫النسبة‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪1999 1998‬‬
‫ع‬ ‫الجنسية‬
‫‪%44‬‬ ‫‪2056‬‬ ‫‪665‬‬ ‫‪726‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪350‬‬ ‫مواطنون‬
‫‪%11.2‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪90‬‬ ‫عرب‬
‫‪%44.6‬‬ ‫‪2039‬‬ ‫‪603‬‬ ‫‪663‬‬ ‫‪007‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪206‬‬ ‫أجانب‬

‫‪%111 5682 1462 1555 1161‬‬ ‫‪848‬‬ ‫‪656‬‬ ‫المجموع‬

‫ثالثاً ‪ :‬المتهمون في قضايا المخدرات حسب الفئة العمرية ‪:‬‬

‫بلغ إجمالي عدد المتهمين في قضايا المخدرات طبقاً للفئة العمرية من (‪)25 – 10‬‬
‫سنة (‪ )473‬شخصاً بنسبة ‪ %3‬وزاد العدد من (‪ )71‬في عام ‪ 1993‬إلى (‪)129‬‬
‫شخصاً في عام ‪ ،2552‬وذلك بزيادة (‪ )03‬شخصاً ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫كما بلغ إجمالي عدد المتهمين في قضايا المخدرات للفئة العمرية من (‪)35 – 21‬‬
‫سنة (‪ )2703‬شخصاً بنسبة ‪ %46‬فقد كان عدد المتهمين في عام ‪)373( 1993‬‬
‫شخصاً ثم أرتفع إلى (‪ )713‬شخصاً في ‪ 2551‬أي بزيادة وقدرها (‪ )345‬شخص‬
‫ثم عاد وانخفض قليالً وبلغ (‪ )715‬بفارق ثمانية أشخاص فقط في عام ‪ ،2552‬أما‬
‫الذين يندرجون تحت الفئة العمرية (أكثر من ‪ )35‬سنة فقد بلغ إجمالي عددهم‬
‫(‪ )2093‬شخصاً ففي عام ‪ 1993‬بلغ عددهم (‪ )275‬شخصاً ثم زاد إلى (‪)721‬‬

‫في عام ‪ 2552‬بزيادة وقدرها (‪ )401‬شخصاً‬

‫ومن الجدول األخير نجد أن نصف المتورطين في قضايا المخدرات بنسبة ‪%46‬‬
‫من الشباب وفي الفئة العمرية (‪ )35-21‬والتي تتميز بالقدرة علي العطاء والتعلم‬
‫واإلنتاج وهذا يعد مؤش اًر خطي اًر الن المجتمع يعتمد علي الشباب في الكثير من‬
‫األمور التي تساهم في بناء الدولة ورقها واذا بقي األمر علي ما هو فإن ذلك سيؤثر‬
‫سلباً علي الدولة كما تبدو المشكلة في أن هناك نسبة ‪ %3‬من صغار السن يقعون‬
‫في الفئة العمرية (‪ )25-10‬سنة وهذا يعني أن ظاهرة المخدرات قد استفلحت في‬
‫مجتمع اإلمارات وأنها غدت ظاهرة شبابية بالدرجة األولي‪ ،‬ويتضح ذلك من الجدول‬
‫رقم (‪. )3‬‬

‫‪209‬‬
‫جدول (‪)8‬‬
‫المتهمون في قضايا المخدرات حسب الجنسية من ‪2112 –1998‬‬

‫السنوات‬
‫النسبة‬ ‫‪ 2112 2111 2111 1999 1998‬المجموع‬ ‫الفئة‬
‫العمرية‬
‫‪%3‬‬ ‫‪473‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪25-10‬‬
‫‪%46‬‬ ‫‪2703‬‬ ‫‪715‬‬ ‫‪713‬‬ ‫‪063‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪373‬‬ ‫‪35-21‬‬
‫‪%43‬‬ ‫‪2093‬‬ ‫‪721‬‬ ‫‪692‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪275‬‬ ‫أكثر من‬
‫‪35‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪4‬‬ ‫غير‬
‫معروف‬
‫‪%111 5962‬‬ ‫‪1613 1558 1211‬‬ ‫‪868‬‬ ‫‪723‬‬ ‫المجموع‬

‫‪210‬‬
‫المراجع والمصادر‬

‫‪ -‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬الجعفري‪ ،‬ابتسام (‪ .)2552‬السائقون وظاهرة المخدرات (دراسة على عينة‬
‫من شباب السائقين)‪.‬‬

‫‪ -‬حسن‪ ،‬أحمد حسين (‪ )2552‬العوامل المهيئة لتعاطي المخدرات بين‬


‫السائقين الشباب وظاهرة المخدرات‪ ،‬دراسة على عينة من شباب السائقين‪.‬‬

‫‪ -‬الفار‪ ،‬أحمد شوقي وآخرون (‪ )1934‬مشكلة تعاطي المخدرات‪ .‬جامعة‬


‫قطر‪ .‬الدوحة‪.‬‬

‫‪ -‬األصفر‪ ،‬أحمد عبد العزيز (‪ )2554‬عوامل انتشار ظاهرة تعاطي‬


‫المخدرات في المجتمع العربي‪ .‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ .‬الرياض‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬عكاشة‪ ،‬أحمد (‪ )1932‬طالب الجامعة الناجحين والراسبين الذين‬


‫يستخدمون المخدرات‪(،‬من كتاب‪ :‬االدمان‪ :‬أض ارره ‪ -‬نظريات تفسيره ‪-‬‬
‫عالجه ‪ -‬دراسة عبر ثقافية بين المدمنين في مصر ودول الخليج العربي‪،‬‬
‫محمد حسن غانم؛ و محمود السيد ابو النيل‪)2550 ،‬‬

‫‪ -‬األمم المتحدة (‪ )1991‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير‬


‫المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية لعام ‪ .1933‬منشورات األمم‬
‫المتحدة‪ .‬نيويورك‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الجواد‪ ،‬انعام (‪ .)2555‬المسح الشامل لظاهرة تعاطى و ادمان‬


‫المخدرات المرحلة االولى "دراسة استطالعية على نزالء السجون في القاهرة‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ -‬الشربيني‪ ،‬إيمان طه (‪ .)2554‬المخدرات و اإلدمان و كيفية حدوثه و‬
‫تأثيراته و مشاكله‪ .‬مجلة األمن العام ( المجلة العربية لعلوم الشرطة بو ازرة‬
‫الداخلية ‪ ،‬مصر)‪.‬‬

‫‪ -‬مكي‪ ،‬التهامي (‪" )1931‬ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب‬


‫المغربي"‪ ،‬مجلة الدفاع االجتماعي‪ ،‬المنظمة العربية للدفاع االجتماعي‪،‬‬
‫العدد ‪.12‬‬

‫‪ -‬موسى‪ ،‬جابر بن سالم‪ ،‬وآخرون(‪ )1939‬المخدرات‪ ،‬األخطار والمكافحة‬


‫والوقاية والعالج ‪ .‬دار المريخ للنشر‪ .‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -‬يوسف‪ ،‬جمعة سيد (‪ )1997‬دراسة استكشافية لدور المرشدين الطالبيين‬


‫في الوقاية من تعاطي المخدرات لدى تالميذ المدارس في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية المجلد (‪ )10‬العدد(‪ )03‬مجلس‬
‫النشر العلمي‪ .‬جامعة الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬يوسف‪ ،‬جمعة سيد (‪ .)2553‬الوقاية من تعاطي المخدرات ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد المنعم‪ ،‬الحسين (‪ .)1991‬انتشار تعاطى المواد النفسية بين عمال‬


‫الصناعة في مصر دراسة مقارنة بين العمال المهرة وغير المهرة‪ .‬المجلة‬
‫االجتماعية القومية‪( .‬عدد خاص‪ :‬تعاطى المواد النفسية المؤثرة في‬
‫االعصاب بين عمال الصناعة)‪.‬‬

‫‪ -‬الحسيني‪ ،‬رباب (‪ .)2556‬المجلد الثالث العدد الثاني‪ ،‬ثقافة المخدرات في‬


‫منطقة ابو قتادة (المخدرات والشباب في مصر)‪.‬‬

‫‪ -‬عبداللطيف‪ ،‬رشاد أحمد (‪ )1992‬اآلثار االجتماعية لتعاطي المخدرات‪:‬‬


‫تقدير مصطفى سويف‪" :‬المسوح الميدانية كأداة علمية لتقدير حجم مشكلة‬

‫‪212‬‬
‫المخدرات وخطورتها"‪ ،‬مجلة األمن والقانون‪ ،‬كلية شرطة دبي‪ ،‬المجلد‪،2‬‬
‫العدد ‪ .2‬دبي‪.‬‬

‫‪ -‬عبداللطيف‪ ،‬رشاد أحمد (‪" )1994‬اآلثار االجتماعية لتعاطي المخدرات"‪،‬‬


‫المجلة العربية للدراسات األمنية‪ .‬العدد ‪ .7‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -‬عبداللطيف‪ ،‬رشاد أحمد (‪ )1994‬الجوانب االجتماعية للسياسة الوقائية‬


‫لمواجهة مشكلة تعاطي المخدرات‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية‪،‬‬
‫العدد‪ ،7‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -‬مصلح‪ ،‬سامي (‪ )1990‬رحلة في عالم المخدرات‪ .‬دار البشير للطباعة‬


‫والنشر‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬المغربي‪ ،‬سعد (‪ )1936‬تعاطي المخدرات‪ .‬المشكلة والحل ‪ .‬الهيئة‬


‫المصرية العامة للكتاب‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬سليم‪ ،‬سلوى على (‪ )1939‬اثر التغير االجتماعي على تعاطى الشباب‬


‫للمخدرات (من كتاب‪ :‬االدمان‪ :‬اض ارره‪-‬نظريات تفسيره‪ -‬عالجه‪ -‬دراسة‬
‫عبر ثقافية بين المدمنين في مصر ودول الخليج العربي‪ ،‬محمد حسن‬
‫غانم؛ ومحمود السيد ابو النيل‪)2550 ،‬‬

‫‪ -‬سلمان‪ ،‬سليم (‪ .)2555‬التعاطي واالدمان بين العمال (دراسة ميدانيه)–‬


‫المجلة االجتماعية و الجنائية – ع‪.1‬ع‪ – 2‬مج ‪.43‬‬

‫‪ -‬تميم‪ ،‬ضاحى خلفان (‪" )1997‬دور الشرطة في عالج وتأهيل المدمنين‬


‫التائبين"‪ ،‬ندوة رؤية تكاملية لمواجهة اإلدمان على المخدرات‪26-20 .‬‬
‫فبراير‪ .‬دبي‪.‬‬

‫‪ -‬الدمرداش‪ ،‬عادل وآخرون(‪ )1932‬حول استعمال وسوء استعمال األدوية‬

‫‪213‬‬
‫والعقاقير‪ .‬إدارة البحوث االجتماعية والجنائية مجلس الوزراء‪ ،‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى وآخرون(‪ )1931‬المخدرات والشباب في مصر‪ ،‬المركز‬


‫القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬صـادق‪ ،‬عـادل (‪ )1999‬اإلدمـان لـه عـالج ‪ .‬مؤسسـة حـورس الدوليـة للنشـر‬


‫والتوزيع‪ .‬ط‪.2‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬عبد اهلل‪ ،‬عادل علي (‪ .)1939‬عالقة الحرمان المؤقت من الوالدين بإدمان‬


‫الشباب على تعاطى الهيروين(دراسة نفسية واجتماعية)‪.‬‬

‫‪ -‬الحميدان‪ ،‬عايد علي (‪ " )1993‬تأثير المخدرات على األسرة والمجتمع"‪،‬‬


‫المؤتمر العلمي األول حول الدين واألسرة لوقاية الشباب من تعاطي‬
‫المخدرات‪ 13-16 :‬مارس ‪.‬الكويت ‪.‬‬

‫‪ -‬الشريف‪ ،‬عبد اإلله محمد (‪ )2511‬العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات‬


‫في المملكة العربية السعودية (دراسة ميدانية على متعاطي المخدرات في‬
‫مجتمعات األمل للصحة النفسية ورقة مقدمة للمؤتمر العالمي نحو‬
‫استراتيجية فعالة للتوعية بأخطار المخدرات (الرياض)‬

‫‪ -‬العطيفي‪ ،‬عبد الحكيم (‪ )1936‬اإلدمان‪ .‬الزهراء لإلعالم العربي‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬السواس‪ ،‬عبد الحليم أحمد (‪ .)2551‬المخدرات مفسدات التوازن الحيوي‬


‫في االنسان‪ .‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ .‬السعودية‪ :‬أكاديمية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية ‪.‬‬

‫‪ -‬بن حسين‪ ،‬عبد العزيز بن محمد أحمد (‪ .)2552‬العوامل المجتمعية‬


‫المعوقة إلعادة التكيف النفسي‪ -‬االجتماعي لدي المتعافي من إدمان‬
‫المخدرات‪ .‬مجلة البحوث األمنية (مركز البحوث و الدراسات بكلية الملك‬

‫‪214‬‬
‫فهد األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية)‪.‬‬

‫‪ -‬خليفة‪،‬عبد اللطيف؛ والمشعان‪ ،‬عويد سلطان (‪ )2553‬تعاطى المواد المؤثرة‬


‫فى األعصاب بين طالب المدراس الثانوية بدولة الكويت" دراسة وبائية"‪.‬‬

‫‪ -‬منصور‪ ،‬عبد المجيد (‪ )1936‬اإلدمان‪ ،‬أسبابه ومظاهره وللوقاية والعالج‪.‬‬


‫مركز أبحاث مكافحة الجريمة‪ .‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -‬العريني‪ ،‬عبدالعزيز عبداهلل (‪ )2557‬دور المدارس الثانوية في منطقة‬


‫الرياض في نشر الوعي للحد من تعاطي المخدرات (دراسة ميدانية) ندوة‬
‫دور المؤسسات التربوية في الحد من تعاطي المخدرات‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية ‪ .2557/4/4-2‬الرياض‪.‬‬

‫‪ -‬عبدالمنعم‪ ،‬عفاف‪ :‬اإلدمان – دراسة نفسية ألسبابه ونتائجه (اإلسكندرية‪:‬‬


‫دار المعرفة الجامعية‪. )1993 ،‬‬

‫‪ -‬محمد‪ ،‬علي الدين السيد (‪ .)1933‬دور االسرة في رعاية الناقهين من‬


‫ادمان المخدرات‪.‬‬

‫‪ -‬بسيوني‪ ،‬فؤاد (‪ )1933‬ظاهرة انتشار وادمان المخدرات دار المعرفة‬


‫الجامعية‪ .‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -‬يونس‪ ،‬فيصل (‪ .)1991‬بعض مصاحبات التجريب المتعدد للمواد النفسية‪.‬‬


‫المجلة االجتماعية القومية ‪ (.‬عدد خاص ‪ :‬تعاطى المواد النفسية المؤثرة‬
‫في االعصاب بين عمال الصناعة)‪.‬‬

‫‪ -‬جمعة‪ ،‬مايسة محمد عبد الحميد (‪ .)1990‬مفهوم الذات لدى متعاطي‬


‫المواد المؤثرة في االعصاب لدى طالب الجامعة‪ .‬رسالة ماجيستير غير‬
‫منشورة‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬المجالس القومية المتخصصة (‪ )1930‬تقرير عن المخدرات في مصر‪.‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬المجلـ ــس القـ ــومي لمكافحـ ــة اإلدمـ ــان (‪ )2553‬التقريـ ــر السـ ــنوي–اسـ ــتراتيجية‬
‫قومية متكاملة لمكافحة المخدرات‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬السلكاوي‪ ،‬محمد (‪ .)1991‬بعض المتغيرات المتصلة بمنشأ ظاهرة تعاطى‬


‫المخدرات بين عمال الصناعة في مصر‪ .‬المجلة االجتماعية القومية (عدد‬
‫خاص‪ :‬تعاطى المواد النفسية المؤثرة في االعصاب بين عمال الصناعة)‪.‬‬

‫‪ -‬غانم‪ ،‬محمد حسن (‪ .)1996‬الديناميات النفسية لالحتياجات‪ /‬الضغوط‬


‫ومركز التحكم لدى مدمني المخدرات دراسة مقارنة‪.‬‬

‫‪ -‬غباري‪ ،‬محمد سالمة (‪ )1991‬اإلدمان‪ ،‬أسبابه ونتائجه وعالجه‪ .‬المكتب‬


‫الجامعي الحديث‪ .‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -‬جوهر‪ ،‬محمد موسى (‪ )1933‬نموذج ديني مقترح في خدمة الفرد لتفسير‬


‫وعالج مشكلة ادمان المخدرات من وجهه نظر الدين اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬المخدرات‪ :‬خفض الطلب‪ .‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪.‬‬


‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬أبوالنصر‪ ،‬مدحت محمد (‪ )1993‬مشكلة تعاطي المخدرات في اإلمارات"‪،‬‬


‫مجلة األمن والقانون‪ ،‬كلية شرطة دبي‪ ،‬السنة ‪ ،6‬العدد ‪ .2‬دبي‪.‬‬

‫‪ -‬فتحي‪ ،‬مديحه مصطفى (‪ .)1933‬دور الخدمة االجتماعية في مواجهة‬


‫المشكالت االجتماعية إلدمان المخدرات (دراسة بنادي الدفاع االجتماعي‬
‫بمحافظة كفر الشيخ)‪.‬‬

‫‪ -‬مرزوق‪ ،‬مرزوق عبد المجيد‪ ،1995 ،‬أسباب تعاطي المخدرات والمسكرات‬

‫‪216‬‬
‫في أوساط الشباب – دراسة نفسية على هدى القران والسنة(من كتاب‪:‬‬
‫اإلدمان‪ :‬إض ارره ‪ -‬نظريات تفسيره ‪ -‬عالجه‪ -‬دراسة عبر ثقافية بين‬
‫المدمنين في مصر ودول الخليج العربي‪ ،‬محمد حسن غانم؛ و محمود‬
‫السيد أبو النيل‪.)2550 ،‬‬

‫‪ -‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية (‪ )2555‬المسح الشامل لظاهرة‬


‫تعاطي وادمان المخدرات‪ .‬المرحلة الرابعة‪ .‬المجلس القومي لمكافحة وعالج‬
‫اإلدمان وصندوق مكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي‪ .‬الجيزة‪.‬‬

‫‪ -‬النجار‪ ،‬مساعد يعقوب‪ :‬أسباب تعاطي المخدرات – دراسة مسحية‬


‫(الكويت‪ :‬و ازرة الداخلية‪ ،‬إدارة البحوث والدراسات‪ ،‬باإلدارة العامة للتخطيط‬
‫والتنظيم‪.)1994 ،‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى (‪ )1995‬الطريق اآلخر لمواجهة مشكلة المخدرات‪.‬‬


‫المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى (‪ .)1992‬دراسة بعنوان تعاطى المواد المؤثرة في‬


‫االعصاب بين الطالب‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى (‪" )1993‬مشكلة المخدرات بنظرة علمية"‪ ،‬مجلة األمن‬


‫والقانون‪ ،‬كلية شرطة دبي‪ .‬المجلد‪ .1‬العدد‪ .1‬يناير‪ .‬دبي‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى (‪ .)1996‬المخدرات والمجتمع ( نظرة تكاملية)‪ .‬سلسلة‬


‫عالم المعرفة‪ .‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى‪ ،‬وآخرون (‪ )1936‬تعاطي المواد المؤثرة في األعصاب‬


‫لدى طالب المدارس الثانوية بمدينة القاهرة‪ ،‬المركز القومي للبحوث‬
‫االجتماعية والجنائية‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى‪ ،‬وآخرون(‪ )1994‬نماذج استعمال المخدرات بين الطالب‬
‫والعمال في مصر‪ .‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى (‪ )1995‬الطريق اآلخر لمواجهة مشكلة المخدرات‪:‬‬


‫خفض الطلب‪ .‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬سويف‪ ،‬مصطفى‪ ،‬وطه؛ هند ‪ ،‬بدر؛ خالد ‪ ،‬السلكاوي ؛ محمد‪ ،‬عامر؛‬


‫أيمن (‪ )1999‬تعاطى المواد المؤثرة في االعصاب بين تالميذ المدراس‬
‫الثانوية العامة (دراسات ميدانية في الواقع المصري) – تدخين السجاير بين‬
‫تالميذ المدراس الثانوية العامة المصرية (بنين)‪.‬‬

‫‪ -‬علي‪ ،‬ممدوح مختار (‪ )1993‬مذكرة في اإلدمان واالعتماد على المخـدرات‪.‬‬


‫كلية شرطة دبي‪.‬‬

‫‪ -‬حسين‪ ،‬منصور (‪ .)1932‬المشكالت المرتبطة باستخدام العقاقير بين‬


‫طالب المدارس والوسائل التربوية للوقاية منها‪.‬‬

‫‪ -‬ثابت‪ ،‬ناصر (‪ )1934‬المخدرات وظاهرة استنشاق الغازات ‪.‬مكتبة ذات‬


‫السالسل‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬المرواني‪ ،‬نايف محمد ‪ ،1994 ،‬اإلدمان والمدمنون‪ -‬دراسة نفسية‬


‫اجتماعية (من كتاب‪ :‬اإلدمان‪ :‬إض ارره‪ -‬نظريات تفسيره‪ -‬عالجه‪ -‬دراسة‬
‫عبر ثقافية بين المدمنين في مصر ودول الخليج العربي‪ ،‬محمد حسن‬
‫غانم؛ و محمود السيد ابو النيل‪.)2550 ،‬‬

‫‪ -‬نعيمة شاطر مبارك طاحوا‪ :‬أسباب تعاطي المخدرات كما يدركها‬


‫المسجونين الكويتيون‪ ،‬مجلة دراسة في الخدمة االجتماعية والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كلية الخدمة االجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬العدد ‪ ،17‬الجزء األول‪،‬‬

‫‪218‬‬
‫القاهرة‪ :‬أكتوبر ‪ ،2554‬ص ص ‪.334- 350‬‬

‫‪ -‬آل خليفة‪ ،‬نورة إبراهيم (‪ .)2559‬فاعلية عالج المدمنين في مملكة البحرين‬


‫(دراسة تقيميه)‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬الجامعة األردنية‪ .‬عمان‪.‬‬

‫‪ -‬القشقش‪ ،‬هبة (‪ )1996‬عالقة سمات الشخصية بإدمان المخدرات‪ .‬من‬


‫الدراسة التوثيقية للدكتورة نجوى الفوال‪ ،‬التقرير الثاني‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلية (‪ )1990‬أسباب تعاطي الشباب للمخدرات وأضرارها‪ .‬اإلدارة‬


‫العامة للتخطيط والمعلومات‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلية (‪ )1996‬بحث ميداني حول األسباب االجتماعية والنفسية‬


‫الرتكاب جرائم العنف في دولة الكويت‪ .‬إدارة البحوث والدراسات‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلي ــة (‪ )2550‬التقري ــر الس ــنوي ل ــإلدارة العام ــة لمكافح ــة المخ ــدرات‬
‫اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلية (‪ )2512‬المخدرات في دولة الكويت‪ :‬األسباب والوقاية‬


‫والعالج‪ .‬اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلية‪ :‬أسباب تعاطي الشباب للمخدرات وأضرارها (الكويت‪ :‬اإلدارة‬
‫العامة للتخطيط والمعلومات‪.)1990 ،‬‬

‫‪ -‬و ازرة الداخلية‪ :‬بحث ميداني حول األسباب االجتماعية والنفسية الرتكاب‬
‫جرائم العنف في دولة الكويت (الكويت‪ :‬إدارة البحوث والدراسات ‪.)1996‬‬

‫‪ -‬و ازرة العمل والشئون االجتماعية (‪ )1995‬المخدرات في دولة اإلمارات‬


‫العربية المتحدة ‪ .‬و ازرة العمل والشئون االجتماعية‪ .‬دبي‪.‬‬

‫‪ -‬التونسي‪ ،‬يزيد محمد (‪ )1937‬المخدرات وأضرارها على الفرد والمجتمع‬


‫وطرق الخالص منها‪ .‬جامعة الملك عبد العزيز الرياض‪.‬‬

‫‪219‬‬
:‫المراجع االنجليزية‬
- Bowker, J.B. : Education for Primary Prevention in So-
cial Work (N.Y.: Council on social Work Education ،
1983) pp. 2-4.
- Hess, L. Jason; R.; R.Felner (1987) Prevention : Toward
a Multi-Disciplinary Approach (N.Y : The Haworth
Press ،Inc. ،pp. 1-3.
- Schuckit, M. (1979) Drug and Alcohol Abus (N.Y.
:Plenum Medical Book co. p.3.
- Martin Bloom : Primary Prevention: The Possible Sci-
ence (N.J: Prentice Hall ،1981) pp. 303 – 304.
- El Nasr, Medhat M.Abo & Martin Read: "How Many
People should I Talk ? The classic Problem of Appropri-
ate Sample Size in Survey Size in survey Research" ،Re-
search Guide Series ،Social Research Unit ،series 4.
Univ. of Wales ،1991 ،pp. 1-10.
- Blum, Richard H. and others : The Role of the Family in
the Origin and Prevention of Drug Risk (Sam Francisco :
Jossey Bass ،1972) pp. 37- S.K. Chatterjee( 1987) Can
Demand for Illicit drugs Be Reduced? Journal of Narcot-
ics ،Vol. 39 ،No.2 ،pp. 309-310.
- Blum, Richard H. and others : The Role of the Family in
the Origin and Prevention of Drug Risk (Sam Francisco :
Jossey Bass ،1972) pp. 15-16.
- Chatterjee, S.K. (1987) Can Demand for Illicit drugs Be
Reduced? Journal of Narocotics ،Vol. 39 ،No.2 ،pp. 309-
310.
- WHO(1973) Drug and Alcohol Dependence (Geneva :
WHO Publications.

220
Further readings

1. Illicit Drugs: Social Impacts and Policy Responses ,


UNITED NATIONS RESEARCH INSTITUTE FOR SOCIAL DEVELOPMENT ,
UNRISD Briefing Paper No. 2, World Summit For Social Development November
1994.

2. The SOCIAL IMPACT OF DRUG ABUSE, by UNDCP, (Copenha-


gen, 6-12 March 1995).

3. Drugs and development: The global impact of drug use and traf-
ficking on social and economic development, Merrill Singer, Interna-
tional Journal of Drug Policy 19 (2008) 467–478.

DRUG POLICY, CRIMINAL JUSTICE AND MASS IMPRISONMENT, Bryan Ste-


venson , Working Paper
4. Prepared for the First Meeting of the Commission, Geneva, 24-25 Janu-
ary 2011.
5. Drugs and Society, Glen Hansen, et al, Jones & Bartlett Publishers, Aug 31,
2011 - 618 pages
6. THE SOCIAL & ECONOMIC IMPACT OF DRUG USE ON FAMILIES: A QUALITATIVE
INSIGHT.
7. DRUGS IN THE FAMILY: THE IMPACT ON PARENTS AND
SIBLINGS, Marina Barnard, 26 April 2005 .

8. SOCIAL CONTEXT AND PERCEIVED EFFECTS OF DRUGS ON SEX-


UAL BEHAVIOR AMONG INDIVIDUALS WHO USE BOTH HEROIN
AND COCAINE.
Kopetz CE, Reynolds EK, Hart CL, Kruglanski AW, Lejuez CW.

9. The impact of drugs on family well-being. Drugnet Ireland, Issue 20, Winter
2006 . pp. 15-16., Keane, Martin.
10. Social Drugs and Breastfeeding Handling an issue that isn’t black &
white, Denise Fisher
MMidPrac, RN, IBCLC.

Bibliography:
11. Australian Institute of Health and Welfare. National Drug Strategy Household
Survey 1998. [Online]. Available:
http://www.aihw.gov.au/publications/health/ndshs98.html
12. Astley S, Little R 1990. Maternal marijuana use during lactation and infant de-
velopment at one year. Neurotoxicol teratol 2(12) 161-168

221
13. Cobo E, 1973. Effect of different doses of ethanol on the milk-ejecting reflex in
lactation women. Am J Obst Gynecol 115 817-821.
14. Hale T 1999. Medications and Mothers’ Milk 8th ed, Pharmasoft Medical Pub-
lishing, Texas
15. Howard C, Lawrence R 1998. Breast-feeding and drug exposure. Obs Gynec
Clin of Nth Am 25(1) 195-712.
16. Liston J 1998. Breastfeeding and the use of recreational drugs – alcoholism, caf-
feine, nicotine andmarijuana. Br Review 6(2) 27-30.
17. Little RE 1989. Maternal alcohol use during breastfeeding and infant mental and
motor development at one year. New Engl J Med 321 425-430
18. MacMahon, J 1997. Perinatal Substance Abuse: The impact of reporting infants
to child protective services. Pediatrics 100(5) e1. Available:
http://www.pediatrics.org/
19. Makkai T, McAllister I 1998. Patterns of drug use in Australia 1985 – 1995. Na-
tional Drug Strategy [Online] Available:
http://www.health.gov.au/pubhlth/publicat/patterns.pdf
20. Maza P, et al 1998. Maternal Lifestyles Study. Caretaking environment and sta-
bility of substanceexposed infants at one month corrected age. An NY Acad Sc
846, 358-361.
21. Mennella J 1998. Short-term effects of maternal alcohol consumption on lacta-
tional performance. Alcohol Clin Exp Res, 22(7) 1389-1392.
22. Mennella J, Beauchamp G 1992. The transfer of alcohol to human milk. Br Re-
view 2(6) 286-290.
23. Minchin M 1991. Smoking and breastfeeding: An overview. J Hum Lact 7(4)
183-188.
24. Poinsett, PM re Bi-Valley Medical Clinic studies – personal communication
Schulte P 1995. Minimising alcohol exposure of the breastfed infant. J Hum
Lact 4(11) 317-319.
25. Wiemann C, DuBois J, Berenson A, 1998. Racial/Ethnic differences in the deci-
sion to breastfeed among adolescent mothers. Pediatrics 101(6) e11. Available:
http://www.pediatrics.org/
26. . Impact of adolescent drug use and social support on problems of young adults:
A longitudinal study.
Newcomb, Michael D.; Bentler, Peter M.
Journal of Abnormal Psychology, Vol 97(1), Feb 1988, 64-75. doi: 10.1037/0021-
843X.97.1.64

222

You might also like