Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫املقدمه فيما على العبد أن يعلمه‬

‫تصنيف‬
‫صاحل بن عبد هللا بن محد العصيمي‬
‫غفر هللا له ولوالديه وملشاخيه وللمسلمني‬
‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬
‫احلمد هلل‪ ,‬وبه التوفيق‪ ,‬ومنه اإلعانة على اتباع أقوم طريق‪.‬‬
‫وأشهد أن ال إله إال هللا حقا‪ ,‬وأشهد أن دمحما عبده ورسوله صدقا‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن أوجب الواجبات‪ ,‬وأهم املهمات؛ معرفة العبد ربه‪ ,‬ودينه‪ ,‬ونبيه ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫ألن هللا سبحانه وتعاىل خلق اجلن واإلنس لعبادته‪ ,‬وأمرهم هبا‪.‬‬
‫والدليل قوله تعاىل (ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ) [الذارايت]‪.‬‬
‫وقوله تعاىل (ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [البقرة‪.]12:‬‬
‫وإقامة العبادة تكون مبعرفة ثالثة أصول‪:‬‬
‫األول‪ :‬معرفة املعبود‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬معرفة صفة عبادته‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬معرفة املبلغ عنه‪.‬‬
‫فاملعبود هو‪ :‬هللا‪ ,‬وصفة عبادته هي‪ :‬الدين الذي يعبد به‪ ,‬واملبلغ عنه هو‪ :‬رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫وهذه املعارف الثالث هي‪:‬‬
‫األصول العظام اليت بعث هبا الرسول عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫وعنها يكون السؤال يف القرب‪.‬‬
‫وبتفاصيلها يتعلق الثواب واألجر‪.‬‬
‫األصل األول معرفة العبد ربه‬
‫والرب يف الشرع‪ :‬اسم من أمساء هللا احلسىن‪ ,‬وال يسمى أحد الرب إال هو‪.‬‬
‫والواجب من معرفة الرب على كل أحد يرجع إىل أربعة أصول‪:‬‬
‫األول‪ :‬معرفة وجود هللا؛ فيؤمن أبن هللا موجود ال عدم‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬معرفة ربوبيته؛ فيؤمن به راب متفردا بنفسه املقدسة‪ ,‬وأفعاله الكاملة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬معرفة أمسائه احلسىن وصفاته العلى؛ فيؤمن أبمساء هللا وصفاته اليت أخرب هللا هبا عن نفسه‪ ,‬أو‬
‫أخرب هبا عنه رسوله ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬معرفة ألوهيته؛ فيؤمن أبن هللا وحده هو اإلله املستحق مجيع أنواع العبادة‪ ,‬ال شريك له‪ ,‬وال‬
‫معبود سواه‪ ,‬فهو املفرد أبفعال العباد اليت يتقربون هبا‪.‬‬
‫والرب هو املستحق للعبادة‪.‬‬
‫والدليل قوله تعاىل (ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ‬
‫ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ﯠ ﯡ) [البقرة]‪.‬‬
‫فأمر بعبادته يف قوله (ﮞ ﮟ)‪.‬‬
‫مث ذكر موجب استحقاقها؛ وهو‪ :‬التفرد ابلربوبية يف قوله (ﮠ ﮡ) اآليتني‪.‬‬
‫فإن اإلقرار بربوبيته يستلزم اإلقرار أبلوهيته‪.‬‬
‫ومجيع أنواع العبادة اليت أمر هللا هبا كلها له وحده ال شريك له‪.‬‬
‫والدليل قوله تعاىل (ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ) [اجلن]‪.‬‬
‫فمن جعل منها شيئا لغريه فهو مشرك كافر‪.‬‬
‫والدليل قوله تعاىل ( ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸ) [املؤمنون]‪.‬‬
‫والشرك هو‪ :‬جعل شيء من حق هللا لغريه؛ ومنه‪ :‬جعل شيء من العبادة لغري هللا‪.‬‬
‫وحقوق هللا اثنان‪ :‬حق يف املعرفة واإلثبات‪ ,‬وحق يف اإلرادة والطلب‪.‬‬
‫والواجب هلل على العبد ‪-‬ألداء احلقني السابقني‪ -‬توحيده يف ثالثة أنواع‪:‬‬
‫األول‪ :‬توحيده يف الربوبية‪.‬‬
‫كما قال تعاىل (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ) [األنعام‪.]261:‬‬
‫والثاين‪ :‬توحيده يف األلوهية‪.‬‬
‫كما قال تعاىل (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [ ُّالزَمر]‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬توحيده يف األمساء والصفات‪.‬‬
‫كما قال تعاىل (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [األعراف‪.]281:‬‬
‫وقال تعاىل (ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ) [الصافات]‪.‬‬
‫فنزه نفسه عما وصفه به املشركون‪ ,‬وسلم على املرسلني لسالمة ما قالوه يف وصفه‪.‬‬
‫والتوحيد هو‪ :‬إفراد هللا حبقه؛ ومنه‪ :‬إفراد هللا ابلعبادة‪.‬‬
‫األصل الثاين معرفة العبد دين اإلسالم‬
‫والدين هو‪ :‬ما أنزله هللا على األنبياء لتحقيق عبادته؛ ومنه‪ :‬التوحيد‪.‬‬
‫واإلسالم هو‪ :‬االستسالم هلل ابلتوحيد‪ ,‬واالنقياد له ابلطاعة‪ ,‬والرباءة من الشرك وأهله‪.‬‬
‫أكمله هللا‪ ,‬ورضيه لنا دينا‪ ,‬وما عداه مردود على صاحبه يقينا‪.‬‬
‫قال هللا تعاىل (ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) [آل عمران]‪.‬‬
‫وقد مساان هللا‪ :‬عباده املسلمني‪.‬‬
‫فقال تعاىل (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [احلج‪.]88:‬‬
‫وحذران من اخلروج عن دعوى اإلسالم إىل دعوى اجلاهلية‪.‬‬
‫فمن انتسب إىل شيء خيالف ما جاء به الرسول ملسو هيلع هللا ىلص فإن انتسابه من دعوى اجلاهلية‪.‬‬
‫ومراتب الدين ثالث‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬اإلسالم؛ وأركانه مخسة‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا وأن دمحما رسول هللا‪ ,‬وإقام الصالة‪ ,‬وإيتاء الزكاة‪,‬‬
‫وصوم رمضان‪ ,‬وحج البيت‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬اإلميان؛ وأركانه ستة‪ :‬أن تؤمن ابهلل‪ ,‬ومالئكته‪ ,‬وكتبه‪ ,‬ورسله‪ ,‬واليوم اآلخر‪ ,‬وابلقدر خريه وشره‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬اإلحسان؛ وأركانه اثنان‪ :‬أن تعباد هللا‪ ,‬وأن يكون فعل تلك العبادة على مقام املشاهدة أو‬
‫املراقبة‪.‬‬
‫والواجب من معرفة دين اإلسالم على كل أحد يرجع إىل ثالثة أصول‪:‬‬
‫األول‪ :‬االعتقاد‪ ,‬والواجب فيه‪ :‬كونه مطابقا للحق يف نفسه مبوافقة الشرع‪.‬‬
‫ومجاعه‪ :‬أركان اإلميان الستة املتقدمة وتوابعها من أصول االعتقاد‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الفعل‪ ,‬والواجب فيه‪ :‬موافقة حركات العبد االختيارية ظاهرا وابطنا للشرع أمرا وحال‪.‬‬
‫وفعل العبد قسمان‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬فعله مع ربه‪.‬‬
‫ومجاعه‪ :‬شرائع اإلسالم الالزمة له؛ كالعلم‪ :‬ابلصالة والصيام الزكاة واحلج‪ ,‬وتوابعها من‪ :‬الشروط‪,‬‬
‫واألركان‪ ,‬والواجبات‪ ,‬واملبطالت‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬فعله مع اخللق‪ ,‬ومجاعه‪ :‬أحكام املعاشرة واملعاملة مع اخللق كافة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬الرتك‪ ,‬والواجب فيه‪ :‬موافقة االجتناب مرضاة هللا‪.‬‬
‫ومجاعه‪ :‬احملرمات اخلمسة اليت اتفقت عليها أداين األنبياء والرسل مجيعا؛ وهي‪ :‬الفواحش‪ ,‬واإلمث‪ ,‬والبغي‬
‫بغري حق‪ ,‬والشرك‪ ,‬والقول على هللا بغري علم‪ ,‬وما يرجع إليها ويتصل هبا‪.‬‬
‫األصل الثالث معرفة العبد نبيه دمحما ملسو هيلع هللا ىلص‬
‫وامسه‪ :‬دمحم بن عبد هللا بن عبد املطلب‪ ,‬وهو من العرب‪ ,‬وقبيلته قريش‪.‬‬
‫والواجب من معرفة النيب ملسو هيلع هللا ىلص على كل أحد أربعة أصول‪:‬‬
‫األول‪ :‬معرفة امسه األول ‪-‬دمحم‪ -‬دون بقية نسبه‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬معرفة أنه عبد هللا ورسوله‪ ,‬اختاره هللا واصطفاه من البشر‪ ,‬وفضله ابلرسالة‪ ,‬وختم به الرسل‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬معرفة أنه جاءان ابلبينات‪ ,‬واهلدى‪ ,‬ودين احلق‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬معرفة أن الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب هللا‪.‬‬
‫بعثه هللا إىل الناس كافة يدعوهم إىل التوحيد‪ ,‬وينذرهم عن الشرك‪.‬‬
‫وافرتض طاعته على مجيع الثقلني ‪-‬اجلن واإلنس‪.-‬‬
‫مات ملسو هيلع هللا ىلص ابملدينة‪ ,‬ودفن هبا‪.‬‬
‫ودينه ابق‪ ,‬وهو جامع للرتغيب يف كل خري‪ ,‬والرتهيب من كل شر‪.‬‬

‫مت حبمد هللا‪ ,‬ضحوة اخلميس‬


‫احلادي والعشرين من ذي احلجة‬
‫سنة اثنتني وثالثني وأربعمئة وألف‬

You might also like