كثرت الخصومات في المجتمع ،ومنها الخصومات بين الزوجين ،فبدل أن تطيب الخواطر ،تؤجج مشاعر العداوة ،فيصبح الخالف معضلة ،ويتحول النقاش مشكلة، فيزداد الحرص على الخصومة ،وينفجر الموقف بكلمات نابية ،تذكي روح االنتقام، وتغذي نفس العقاب.. نصوص االنطالق لدرس العفو والتسامح -يقول هللا سبحانه( :خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) .سورة األعراف 199 : -ويقول جل وعال( :قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) .سورة يوسف.98 – 97 : -ويقول تعالى( :قال ال تثريب عليكم اليوم يغفر لكم وهو أرحم الراحمين) .سورة يوسف.92 : القاموس اللغوي: -خذ العفو :اعف -أيها النبي أنت وأمتك – عن المذنبين ،وارفق بالمسيئين . -وامر بالعرف :ادع الناس للمعروف من األقوال الحسنة واألفعال الجميلة . -وأعرض عن الجاهلين :تجاهل أهل الظلم ،وتنزه عن منازعة السفهاء واألغبياء . -استغفر لنا :اسأل ربك أن يعفو عنا ويغفر لنا . -ال تثريب عليكم :ال لوم عليكم وال مؤاخذة. مضامين نصوص درس العفو والتسامح -اآلية :1أمر هللا تعالى نبيه صلى هللا عليه وسلم بالعفو واألمر بالمعروف واإلعراض عن الجاهلين. -اآلية :2طلب إخوة يوسف االستغفار لهم بعد اعترافهم بخطئهم ،وقبول األب طلبهم. -اآلية :3عفو يوسف وصفحه عن إخوته واستغفاره هللا لهم. تحليل درس العفو والتسامح المحور األول :مفهوم العفو والتسامح 1-مفهوم العفو: أ -لغة :الطمس والمحو. ب -اصطالحا :إسقاط العقوبة عن المذنب الذي يستحقها ،مع وجود القدرة على إنزالها به. 2 -مفهوم التسامح: أ -لغة :اللين والتساهل. ب -اصطالحا :اليسر في المعاملة ،النابع من كرم المتسامح وجوده ،بحيث يراعي حال المتعاملين معه ،ويحترم حق غيره في التعبير عن رأيه المخالف ما لم يسئ إلى معتقده ومقدسات دينه. المحور الثاني :العالقة بين العفو والتسامح العفو والتسامح خلقان رفيعان ،ويصنفان في مراتب اإلحسان ،ويتأسسان على نسيان ما مضى من سوء ،والتنازل عما للنفس من حق عند اآلخرين ،ال عن ضعف أو هوان أو خوف ،بل لرغبة خالصة فيما عند هللا ،وإيثارا لآلخرة الدائمة على الدنيا الزائلة .إذن فالعالقة بين العفو والتسامح عالقة تكامل ،ألنهما من األخالق الكريمة التي لها نفس النتائج واآلثار .قال تعالى( :والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وهللا يحب المحسنين) آل عمران ،134 :وقال تعالى( :فاعف عنهم واصفح إن هللا يحب المحسنين) المائدة.14 : المحور الثالث :العفو والتسامح أساس نشر المحبة وتماسك المجتمع. إن العفو والتسامح يؤديان إلى التآلف وإشاعة التراحم والمودة بين الناس ،وإلى التأدب باآلداب اإلسالمية الراقية ،ونبذ الحقد والحسد والتباغض ،ليتحقق العدل واإلنصاف والمساواة بين بني البشر وإعطاء كل ذي حق حقه ،ألن مجتمع المؤمنين ال تقوم المعاملة بين أفراده على المؤاخذة والمحاسبة الدقيقة واالنتصار للذات ،واالنتصاف لها في كل صغيرة وكبيرة ،وإنما تقوم على المسامحة والصفح والصبر ،كما حث على ذلك رب العالمين﴿ :وال تستوي الحسنة وال السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إال الذين صبروا وما يلقاها إال ذو حظ عظيم﴾ .سورة فصلت.33 : كما أن األخالق اإلسالمية المتمثلة في العفو والتسامح تجاه البشرية كلها شكلت أساس المجتمع الفاضل الذي ينشده اإلسالم ،مجتمع الحب والود ،والمروءة والخير ،مجتمع تماسك الصف ووحدة األهداف ،كما وصفه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي هللا عنه أنه صلى هللا سدِِ ،إذَا ط ِف ِه ْمَ ،مث َ ُل ا ْل َج َ ين فِي ت َ َو ِاد ِه ْم َوت َ َرا ُح ِم ِه ْم َوت َ َعا ُ عليه وسلم قالَ « :مث َ ُل ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ س َه ِر َوا ْل ُح َّمى « .أخرجه اإلمام مسلم في س ِد ِبال َّ سا ِئ ُر ا ْل َج َ ض ٌو تَدَاعَى لَهُ َ شتَكَى ِم ْنهُ ُ ع ْ ا ْ صحيحه.