Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 251

‫الشيخ عباس صل التجاني‬

‫رضي ال عنه‬

‫حياته وأعماله‬
‫‪2‬‬

‫إهداء‬
‫إل كاّفة ُوْلد الشيخ عباس ذكورا وإناثا‪.‬‬

‫إل جيع أتباعه‪َ ،‬مْن منهم قضى نبه‪ ،‬وَمْن منهم ينتظر‪.‬‬

‫إل كل الذين أحبوه أو أحسنوا إليه يوما خفية أو علنا كما كان يدعو‪.‬‬

‫إل هؤلء الذين عادوه جهل أو خوفا من مصالهم الاصة‪.‬‬

‫إل الغفور له أب الشيخ حسن الذي به ارتبطت بذا الشيخ الدليل روحيا وثقافيا‪.‬‬

‫إل أستاذي الاج مالك تورى الذي ل ألقاه إل ويشيد بأعمال الشيخ الادية‬

‫والعنوية‪ ،‬ويدثن عن مياثه الروحي ويثن على ما يب علّي إزاءه‪.‬‬

‫إل أخوت الصغار وأولدي الذين أرجو أن يكون لم هذا الشيخ خي أنوذج‬

‫يتذى‪.‬‬

‫إل كل من يؤنسهم ذكر رجال ال تعال أينما كانوا‪.‬‬

‫أقدم هذا العمل الذي أرجو أن يباركه ال بفضله‪.‬‬

‫المؤلف‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫» تقديم «‬
‫بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على سيدنا ممد وآله وسلم‬
‫تقدي الستاذ ممد )دام سك( خّريج كّلّية الداب والعلوم النسانية بالملكة‬
‫الغربية‪ ،‬والدّرس ف العهد السلمي العال ﴿ النفية﴾ بلوغا‪.‬‬
‫إن هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء الكرام جاء ف ظرف تاريي يقتضي وجود‬
‫مثله ف أسلوبه الرشيق الذي يلئم ذوق اليل العاصر‪ ،‬فهو جدير بأن يدرس دراسة‬
‫عميقة كما أنه خليق بأن يفهم فهما دقيقا للستفادة والفادة منه ف آٍن واحٍد أطال ال‬
‫بقاء الؤلف وفقه للمزيد من العطاء العلمي فقد أجاد وأفاد حيث قدم علمه هذا ف‬
‫أحسن صورة‪ ،‬نعم ف صورة تبب للقراء الكرام من قراءته وقد راعى ف تأليفه أمورا‬
‫هامة مثل وضوح العان وسهولة العبارات ودقة العلومات‪ .‬فهذه العلومات الت تفضل‬
‫با الخ الؤلف هنا معلومات تنم عن صدق لن الرجال الذين زودوه با سواء عن‬
‫طريق كتبهم أو عب أفواههم رجال ثقات لذلك جاء الكتاب بثابة منهل صاف للظمآن‬
‫ومرجع غن للباحث ومصدر موثوق به لن أراد معرفة رجال ال‪ ،‬فهو معي عذب‪،‬‬
‫لكل من يعتريه الظمأ ف معرفة الشيخ الاج عباس صل التجان رضي ال عنه مولدا‬
‫ونشأة‪ ،‬تعلما وتصيل‪ ،‬سلوكا وتواضعا‪ ،‬علما وعمل‪ ،‬شريعة وحقيقة‪ ،‬عبادة ونزاهة‪،‬‬
‫جرأة وكرامة‪ ،‬سخاء وتمل‪ ،‬تربية وترقية‪ ،‬صراحة وصرامة‪ ،‬وغي هذه الصفات الت‬
‫يدها القارئ ف ثنايا هذا الكتاب‪.‬‬
‫فهو كتاب جليل القدر‪ ،‬عظيم الفائدة ف صورة رائعة تغري القراء الفاضل بتتبع‬
‫سية الشيخ عباس صل )رحه ال( وتعينهم على العناية بتراثنا الالد الذي ينبغي‬
‫الهتمام به‪ .‬فقد تتبع الكاتب حياة جده الغنية بالنازات بدء بازدياد سيادته سنة‬
‫‪ 1909‬إل وفاته ‪ 1990‬متحدثا عن نسبه الشريف ودراسته العجيبة مشيا إل شيوخه‬
‫ف الطريقة التجانية وعلقته الوثيقة بالشيخ ممد ولد الداه‪ ،‬متناول حياته الروحية‬
‫والعمرانية كما تطرق إل تنقلت الشيخ الكثية داخل البلد وخارجها بالضافة إل‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫تربيته لتلميذه ومريديه والسس الت تبن عليها هذه التربية‪ ،‬كما تدث الؤلف أيضا‬
‫للقية‪ ،‬وغرته‬ ‫للقية وا ُ‬
‫عن أزواجه وأولده وعلقته بكبار علماء عصره‪ ،‬وصفاته ا ِ‬
‫وبعض كراماته وعلقته برقم سبعة‪ ،‬وما أحدثته زاوية لوغا من ضجة إبان البناء وبعده‬
‫بقليل‪ .‬حقيقة من خلل هذا الكتاب يدرك النسان أن الرحوم الشيخ عباس صل‬
‫التجان رحه ال وإن كان حياته السدية قد انتهت با تنتهي به اليوات السدية فإن‬
‫حياته العلمية خالدة وإنازاته القيمة لن تزال قائمة وثابتة‪.‬‬
‫إن شيخ تان غاي ف كتابه هذا قام بعرض موجز لياة جده الكري الاج عباس‬
‫صل رحه ال بختلف جوانبها ليسهل للقراء عامة ولتباع الشيخ خاصة معرفة كثي ما‬
‫حققه الرجل رحه ال من إنازات قيمة وأعمال مفيدة ف ميادين عدة وقد راعى الخ‬
‫الؤلف ف دراسته هذه منهجا يسي ف خطوات واضحة ومتتابعة‪.‬‬
‫ل للقراء الفاضل‬ ‫ومراعاًة لتنوع النتاج الدب للشيخ عباس صل رحه ال وتسهي ً‬
‫وتعميما للفائدة وإدراكا لاجة الناس إل معرفة مثل هذه الشخصية وتكينا للقراء من‬
‫استيعاب الظروف التاريية الت من خللا تولد هذا النتاج الدب الغزير‪ ،‬وخاصة جانبه‬
‫الشعري ونظرا لكل هذه العتبارات عمد الكاتب إل تقسيم هذا النتاج الشعري إل‬
‫خسة أقسام‪:‬‬
‫شل قصائد ف مدح سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -‬الزء الول ‪:‬‬
‫عبارة عن قصائد ف مدح أب العباس أحد التجان رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪ -‬الزء الثان ‪:‬‬
‫‪ -‬الزء الثالث ‪ :‬يتكون من توسلت كثية ومتنوعة ف متلف الاجات‪.‬‬
‫‪ -‬أما الزء الرابع ‪ :‬فهو يتعلق بالتوحيد والتصوف‪.‬‬
‫‪ -‬بينما الزء الامس فيشكل أمداح الشيخ عباس ومراثيه للشخصيات الدينية‬
‫والسياسية داخل البلد وخراجها‪.‬‬
‫هنا جزء سادس )جزء خاص كما يسميه الؤلف( استهل الشيخ الشاعر رضي‬
‫ال عنه أوائل أبياته بروف بعض اليات القرآنية ليمدح با سيدنا ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم ويتوسل با إل ربه تعال‪ .‬ينضاف إل هذه الجزاء جزء آخر َعْنَوَنُه الؤلف‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫بالتنوعات‪ ،‬وهذه التنوعات تتألف من الت‪ :‬دعاء السفر‪ ،‬ماطبة للجان رسالة شعرية‪،‬‬
‫رموز لتسهيل الفظ لدود رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وصف الطائرة‪ ،‬وصف‬
‫بعض الماكن رموز لضبط آيات الشفاء‪ ،‬وكتاب كفاية الطلب وكل هذه التنوعات‬
‫جادت با قرية الشيخ عباس رحة ال عليه شعرا‪ ،‬فهي تنضم إل إنتاجه الشعري الغزير‬
‫الذي يتاز بالودة والروعة لفظا ومعن وأسلوبا فجزاه ال عنا وعن السلمي خيا‪.‬‬
‫فالكاتب مرة أخرى حاول ما وسعه الهد أن يرج كتابه هذا ف عبارات سهلة‬
‫ومعان واضحة وأداء مكم وتسلسل منطقي ليصبح سهل التناول قريب الأخذ علوة‬
‫على كونه موقدا ف نفوس الستعربي الماسة ف الكتابة والتأليف مشعرا لم ضرورة‬
‫الساهة بكيفية أو بأخرى ف التعريف بعلمائنا الجلء وشيوخنا الفضلء‪.‬‬
‫وقد تيسر للكاتب أن ينجز هذا العمل القيم لتضافر عدة عوامل ساهت ف‬
‫تكوينه تكوينا متميزا مكنه من أن يرج للقراء هذا العمل البار‪ .‬إن العوامل الت لعبت‬
‫دورا ف تكوين شخصية الؤلف تتلخص ف نشأته قرب والديه نشأة مفوفة بالعناية‬
‫ماطة بالنـزاهة والتدين وأخذه تربيته الروحية من جده وشيخه الاج عباس رحه ال‬
‫الذي غرس ف حفيده الرأة والصرامة وكثرة الطلع‪ ،‬وتلقيه العلم على يد أستاذه‬
‫وصديقه الاج مالك ممد الادي تورى بختلف فنونه وهذا الخي ترك أثرا قويا ف‬
‫تلميذه زد على ذلك دراسته الادة الت أكسبه احتراما وتقديرا لدى زملئه ومعاصريه‬
‫أيام الدراسة وبعدها ينضاف إل هذه العوامل إعجاب الناس به‪ .‬فإعجاب الناس بشخص‬
‫معي يرفع من معنوياته ويعله يشعر بسئوليته أمامهم‪.‬‬
‫نسأل ال أن يتقبل عمل الكاتب ويسجله ف صفحات حسناته‪.‬‬
‫إنه ول ذلك والقادر عليه وصلى ال على سيدنا ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫شكر ودعاء‬

‫أشكر من صميم قلب كل هؤلء الذين لم يد من قريب أو من بعيد ف ناح هذا‬

‫العمل الذي طالا راودن إنازه‪.‬‬

‫ول يتم – بعد حول ال وعونه – إل بأعمال سابقي ف ميدان العلم والعمل‪،‬‬

‫وإل بساعدة ملصي ف خدمة دين ال النيف السلم ورجاله‪.‬‬

‫وال الذي يعرف عددهم أسأل أن يزي الميع خي ما يزي به العاملي‬

‫الخلصي بفضله ومنه‪ .‬إنه ول ذلك كله والقادر عليه‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬

‫العظيم‪ .‬حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫مقدمة‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫المد ل الذي يتب إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب‪ ،‬الذي جعل أولياءه منابع‬
‫معرفته‪ ،‬وينابيع حكمته‪ ،‬وجعل ف تصديقهم انفتاح بيبان الوصول إليه‪ .‬وف صحبتهم مفاتيح‬
‫السعادة البدية‪ ،‬وف خدمتهم أسباب النجاح والفلح‪.‬‬
‫وصلوات ال وسلمه على حبه سيد النبياء والولياء عبده‪ ،‬ورسوله‪ ،‬كعبة الؤمني‪،‬‬
‫وقبلة العارفي سيدنا ممد بن عبد ال‪ ،‬صاحب العراج إل مرتبة ﴿قاب قوسي أو‬
‫أدن﴾ وعلى آله وصحبه ذوي العارف القة‪ ،‬والولية الطلقة‪ ،‬والغناء الكلي ف ال بال ل‪،‬‬
‫ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين‪.‬‬
‫ورضي ال عن مد الولياء أب الفيوض والسرار‪ ،‬مفيض الواهب والبكات‪ ،‬القطب‬
‫الكتوم‪ ،‬والبزخ المدي العلوم‪ ،‬سيد العارفي بال على الطلق‪ ،‬مولنا وشيخنا أحد بن‬
‫حال سره وخاصة منقذ الضلل ومرشد‬ ‫َمحمد التجان رضي ال عنه‪ ،‬وعن جيع خلفائه‪ ،‬و ّ‬
‫اليارى متصوف الدباء‪ ،‬وأديب التصوفي‪ ،‬شيخ الشعراء‪ ،‬وشاعر الشيوخ وريث سر ختم‬
‫الولياء العلمة الدقق والفهامة القق شيخي وحبيب‪ ،‬مولي الشيخ ابن عباس صل التجان‬
‫رضي ال عنه‪ .‬وما به أوزار الان‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فهذه الصفحات الت أسطرها هنا ليست – ول يكن أن تكون – تفاصيل‬
‫السية الشخصية للشيخ عباس رضي ال عنه لسباب متعددة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬استحالة تفصيل أي سية شخصية ف هذا الزمن الوجز التعجل‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الترجم له )الشيخ عباس( كان ميطا ل ساحل له من الناحية العرفية‬
‫والثقافية والدينية والجتماعية والنسانية إل‪.‬‬
‫‪ -3‬إن قصر باعي العلمي يقف حجر عثرة دون الكتابة ف مثل هذه الوضوعات‬
‫العظيمة الطر‪ .‬غي أنن أحتظي – فضل من ال تعال – بنح إلية ثلث تّول ل‬
‫بعض التخويل أن أتدث قليل عن هذه الشخصية الدينية التاريية العظيمة أل وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنن عاصرت الشيخ عباسا رضي ال وعاشرته معاشرة ل يقطعها إل فترات‬
‫دراست الت كان هو مدد أماكنها الت كنت أتصل به – وإن شطت – من هناك‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -2‬أنن آمنت بعرفته‪ ،‬وصدقت بوليته‪ ،‬واتذته شيخا بعد تّر وتدبر‪ ،‬وتقيق‪،‬‬
‫وأيقنت بأنه من رجال ال العارفي الكبار بأدلة دامغة‪ ،‬وبراهي ساطعة‪.‬‬
‫‪ -3‬كان ل ف نفسه نصيب وافر من العطف والب والتقريب‪ ،‬وكان يدثن ف‬
‫كل حي وأوان‪ ،‬ييب عن أسئلت ف كل مكان وزمان‪.‬‬
‫وكان رضي ال عنه جدي من جهة أمي‪ ،‬لكنه كان شيخي علوة على كونه حبيب‬
‫كما كان يردده كثيا على مسامع الناس خلوة وجلوة‪ .‬كان يربين ف الدين‪ ،‬لكنه كان‬
‫يعلمن شئون الياة الدنيا‪ ،‬فحدثن عن نفسه كثيا‪ ،‬وعن كل ما من شأنه أن يهدين سواء‬
‫السبيل‪.‬‬
‫من هنا أحببت اليوم أن أقّيد ملخصا ف سطور أبرز فيها معال حياته الافلة بالماد‬
‫والدروس‪ ،‬عل أناسا يأتون بعدنا ل يروه‪ ،‬ول يدون من يدثونم عنه با يشفي الغليل‬
‫فيفيدون من هذا الكتوب فيكون لبعض مصدرا أساسيا‪ ،‬والخرين مرجعا رئيسا‪.‬‬
‫ويقين أن حياة هذا الشيخ الكبي من اليوات الت تستحق التسجيل لهيتها الذاتية‪،‬‬
‫ولكن لقيمتها التربوية للجيال القادمة‪ .‬وحسب أن أسجل طرفا منها بعد التحري الدقة‪،‬‬
‫واعتماد العروف من سيته‪ ،‬ونبذ الشكوك أو الختلف فيه‪.‬‬
‫ونجي ف هذا البحث أن أقسمه إل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬سياق تاريي ثقاف متميز‪.‬‬
‫ت أسرته قرية »انكيك«‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ظروف خاصة أسكن ْ‬
‫‪ – 3‬ازدياد فضيلته‪.‬‬
‫‪ – 4‬نسبه الشريف‪.‬‬
‫‪ - 5‬دراسته‪.‬‬
‫‪ – 6‬شيوخه ف الطريقة التجانية‪.‬‬
‫‪ – 7‬أشغاله العيشية أو حياته العملية‪.‬‬
‫‪ – 8‬إنازاته الادية‪.‬‬
‫‪ – 9‬علقته بالشيخ ممد بن ممد الختار ولد الّداه‪.‬‬
‫‪ – 10‬أحواله الربانية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ – 11‬تنقلته‪.‬‬
‫للقية‪.‬‬
‫للقية وا ُ‬
‫‪ – 12‬صفاته ا ِ‬
‫‪ – 13‬ملبسه ومطعمه‪.‬‬
‫‪ – 14‬أزواجه وأولده‪.‬‬
‫‪ – 15‬تربيته لريديه‪.‬‬
‫‪ – 16‬بعض كراماته‪.‬‬
‫‪ -17‬علقته بكبار عصره‪.‬‬
‫‪ – 18‬أزمة زاوية لوغا‪.‬‬
‫‪ – 19‬مشكلة صحية حساسة‪.‬‬
‫‪ – 20‬وعظه وإرشاده‪.‬‬
‫‪ – 21‬الشيخ ورقم ‪.7‬‬
‫‪ – 22‬إنتاجه الدب‪.‬‬
‫‪ – 23‬خاتة‪.‬‬
‫وقد اعتمدت ف كل هذا على‪:‬‬
‫‪ -1‬معلومات الاصة الت استقتها من معاشرت إياه طيلة إحدى وأربعي سنة‪،‬‬
‫متمثلة ف تصريات أدل با ل‪ ،‬وإن كنت أقلل من ذلك ما ل يكن معروفا لدى‬
‫آخرين‪ ،‬لن » قلوب الحرار قبور السرار « كما تقول التصوفة‪.‬‬
‫وثائق زودن با فضيلته‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬ترجة له بعنوان » تزيي القرطاس بترجة عبد ال بن عباس « للشيخ ممد‬
‫عال ولد فت الوريتان‪ .‬و) زينة العرائس ونزهة البطال ف مناقب السيد ابن‬
‫عباس صل ( للشيخ ممد الختار ولد الدهاه‪ .‬و» الواهر الغالية ف السانيد‬
‫العالية للطريقة التجانية « للمترجم له‪ .‬وكلها مطوطات‪.‬‬
‫ديوان الشيخ الذي كان ل شرف جعه وتقيقه‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬وثائق وتصريات من الرحوم أب الشيخ حسن غاي رضي ال عنه‪ ،‬ومن‬
‫الشيخ الاج ممد المي ود إمام جامع الشيخ ف سانلوي وابن خاله‪ ،‬والشيخ‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫ممد الغال صل أخيه الذي لزمه طيلة حياته‪ ،‬ومن الاج الشيخ التجان ود ابن‬
‫خاله أيضا وإمام مسجده ف لوغا قرابة عشرين سنة‪ ،‬ومن الشيخ ممد جان‬
‫صمب‪ ،‬والشيخ مصطفى انيانغ‪ ،‬والسيد مايرى فال حاجبه لدة ‪ 30‬سنة‪ ،‬ث‬
‫الرحوم شيخ تان صمب وغيهم من تلميذه ومريديه ومعارفه فجزى ال الميع‬
‫عن الشيخ خي جزاء‪.‬‬
‫وأرجو من الطلع على مكتوب هذا أن يعن نظره‪ ،‬ويعمق فكره ويصحح الطأ‬
‫الواضح الثابت بدوء‪ ،‬فإذا شك يتأن ويّقق ويوافينا برأيه الخالف ما دمنا على قيد الياة‪.‬‬
‫فإذا توفينا عسى أن نكون قد وضعنا الصادر الكتوبة على أيد أمينة تستشار عند الحتياج‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولعل حسن الظن أن يكون خي حليف لميع القراء الكرام‪ .‬وال وراء القصد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫سياق تاريخي ثقافي متميز‬


‫كانت قرية » انكيك ‪ /‬سكل «‪1‬ف ناية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‬
‫منارة تستجلب أنظار الطلب‪ :‬طلب العلوم الشرعية واللغوية‪ ،‬ومريدي العارف اللية‬
‫العالية‪.‬‬
‫فقد كان الرحوم الشيخ دار مايرو فال العال العلمة‪ ،‬الفقيه اللغوي النحوي‬
‫يشرف على جامعة » انكيك « العريقة الت وفد إليها الشيب والشبان من كل حدب‬
‫وصوب للتزود من معينها العذب الزلل الذي ما كان ينضب بعد أن قامت على أنقاض‬
‫جامعة » بر ‪ « PIRE‬العملقة‪.‬‬
‫وكان الشيخ الكفيف أحد ود منارة إلية عالية تتلل أنوارها فتنجذب إليها‬
‫قلوب أولئك الذين كان يشتعل ف صدروهم أوار ظمأ العرفة اللية الت ل يستغن عنها‬
‫مؤمن يود أن يكون له موقع قدم ف ساحة رجال ال ذوي الحسان والعرفان‪.‬‬
‫وكان أغلب هؤلء الذين يتوجهون إل ذلك الشيخ العارف الوصل هم أولئك‬
‫الذين حصلوا من العلوم الشرعية والعربية على نصيب وفي‪ .‬نقصد أن الشيخ دار مايرو‬
‫كان يزيل عن تلمذته الهل بالشرعية بدروسه الفقهية والعربية بينما كان الشيخ الاج‬
‫أحد يرفع عن رواده رعونات النفس المارة بالسوء‪ ،‬وسفاسف المور قبل أن يصل بم‬
‫إل أوج العرفة وقمة الحسان‪.‬‬
‫وقد وفد إل » انكيك « فعل رموز وطنية بارزة أفادت منها فوائد ل تعد ول‬
‫تصى‪.‬‬
‫وكانت عقول السنغاليي وقلوبم تتجاذبا – ساعتئذ – بطولت الشيخ الاهد‬
‫الكبي عمر الفوت رضي ال عنه وخلفاؤه الغاوير من جهة‪ ،‬وترقيات الشيخ الاج مالك‬
‫سي العلمية والعملية والعرفية من جهة ثانية‪ ،‬ث الساجلت الادة بي السلطات‬
‫الستعمارية وبي الشيخ أحد بامبا رضي ال عنه من جهة ثالثة‪ ،‬الشيء الذي جعل آذان‬

‫‪ - 1‬تقع )سكل( شال مدينة )لوغا( على بعد ‪ 27‬كيلومترا‪ ،‬أما )انكيك ‪ (NGUICK‬فتقع شرق )سكل( بأربعة‬
‫كيلومترات‪ .‬وكانت السجلت الستعمارية الرسية تربط بي اسي القريتي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫مواليد تلك الفترة التحركة تتفّتق على هذه الماد والبطولت‪ ،‬وعيونم تنفتح على هذه‬
‫الوجوه الت كانت تثل الثل العليا للجيل الصاعد‪.‬‬
‫وكان الشيخ عباس رضي ال عنه عند ما ازداد فضيلته ف تلك القبة التميزة‬
‫ثقافيا ودينيا وتيز هو قليل – كان – يردد على مسامع كل من ييطون به من رجال‬
‫ونساء أنه يود أن يكون مثل هؤلء على القل إن ل يتفوق عليهم‪ ،‬فكان التعجب‬
‫والستغراب‪ ،‬ولكن الصب الطموح شق طريقه إل رجائه العال بزم وعزم‪ ،‬وبيد‬
‫فولذية مستعينا بفضل ال وعونه‪ ،‬وقد وصل إل ما وصل كما سترون بعضه ف هذا‬
‫الكتوب إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫ظروف خاصة أسكنت أسرته قرية » انكيك «‬


‫ج ف منطقت انامبي ‪ NJAAMBUR‬وكجور‬
‫رجع من الراضي القدسة َأّول َحا ّ‬
‫ف‪ ،‬كان قبل حجه مطة طلب العلم‪ ،‬وأصبح بعد رجوعه من‬ ‫‪ ،KAJOOR‬شيٌخ كفي ٌ‬
‫الج قبلة بثة العرفة‪ ،‬ومل أنظار التبكي‪ ،‬اسه )أحد( ولقبه ) ود ‪ ( WADE‬مسكنه‬
‫) انكيك فال ‪.(NGUICK FALL‬‬
‫رجع ذلك الاج من الراضي القدسة يمل معه من ماء زمزم‪ ،‬وتورا يوزعها‬
‫‪1‬‬
‫على زواره التعددين النحدرين من كل فج عميق شريطة أن يكسر كل مدخن غليونه‬
‫الذي كان يستعمله‪ ،‬لنه ما كان لييد أن يتحمل وزر سقي هذا الاء الطاهر مدخنا‪،‬‬
‫ويقال بأن الغليي الكسورة كانت أكواما مكدسة خلف البيوت‪.‬‬
‫وقد كان من بي الزوار شاب وسيم فقيه متضلع ف علم الفرائض‪ ،‬شجاع ل‬
‫يارى ف الراثة بالراث اليدوي ) غب ‪ ( GOPP‬اسه ) مايرو ( لقبه ) صل ( مسكنه‬
‫) انه غوري‪ ،( NJA GUREY 2‬حيث ولد ف بيت دين وعلم لكنه بعد ختمه القرآن‬
‫ل يواصل الدراسة إل أن عّيره أحد أنداده بالهل وهو ابن ) غومبا صل ( الذي توف‬
‫وهو يردد قول ابن الهيب )حرف اللم (‪.‬‬
‫دخلنا به ف ظل أمن وعصمة‬ ‫خرجنا به كل ضيق وغمة‬
‫لقنا به السياق‪...‬‬ ‫أتينا به ل أسبغ نعمة‬

‫فزهقت روحه الطاهرة‪ .‬وتكلمة البيت )من كل أمة( فلوله كان البعض يسبقه‬
‫الكل‪.‬‬
‫وأسرته الت اندرت من فوتا )فوتا تورو( استقرت ف قرية )َوْوُل ‪ (WAWLU‬ث‬
‫خٌذ منها إل )انه غوري(‪ .‬وقد أشار الشيخ عباس إل تلك القرية ف مقدمة‬
‫انتقل َف ْ‬
‫قصيدته )دليل الساري إل توحيد اللك الباري( حي قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬الغليون ‪ :‬آله تدخي معروفة‪.‬‬


‫‪ - 2‬قرية على بعد ‪ 15‬كيلومترا شال مدينة لوغا ‪Louga‬‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬

‫لرحة الغن عبد‬ ‫يقول أفقر العبيد الواهي‬


‫ال‬ ‫نل الفقيه )مايرو( اْلَوْوِلي‬
‫رحه إلنا العلي‬

‫وقد كانت للشيخ الاج الضرير زمن رجوعه من الج بنت مل النظار اسها‬
‫)فاطمة( تزوج با الشاب الفقيه‪ ،‬وآثر أن يبقى مع السرة ليكون للشيخ صهرا‪ ،‬ولكن‬
‫ليكون للضرير عونا على تمل أعباء الياة اليومية ومشقاتا‪.‬‬
‫وقد أنبت له الست فاطمة سبع مرات أولها عائشة جدة كاتب هذه السطر‬
‫من أمه‪ ،‬وآخرتا هي الترجم له رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬

‫ازدياد فضيلته رضي ال عنه‬


‫ف أحد أيام السبت من شهر ال رجب الفرد عام ‪1327‬هـ الوافق يونيه عام‬
‫‪1909‬م‪1‬ولد الشيخ عباس رضي ال ف قرية )انكيك( وساه والده عبد ال بن عباس‬
‫تيمنا بالصحاب الليل‪ ،‬فقيه المة‪ ،‬دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وكانت والدته‬
‫تدعوه بحمد عباس‪ ،‬لنا كانت تتمن ولدا بذا السم الشريف‪.‬‬
‫والده هو الشيخ الفقيه )مايرى صل( من ذوي الواقف الطيبة صدقا وإخلصا‬
‫واستقامة ف صحبتهم لقطب زمانه الاج مالك سي رضي ال عنهما‪ .‬ومن شهد لم‬
‫العداء قبل الحباء بالولية الكاملة‪ .‬وكان علما ل يبارى ف علم الفرائض وخاصة ف‬
‫تعليم هذا الفن العويص للميي‪.‬‬
‫وقد أثر عنه أنه كان ف زياراته لتباعه يمع أهل أي قرية يزورها فيفترض موت‬
‫الميع واحدا تلو آخر‪ ،‬ث يقسم تركة كل واحد منهم أمام الميع‪ ،‬ويطلب إليهم أن‬
‫يكرروا القسمة حت يتقنوها‪ ،‬كما يروى عنه كرامات ل تعد ول تصى أعلها أنه كان‬
‫يرى سيد الوجود رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والشيخ أحد التجان رضي ال عنه‬
‫‪2‬‬
‫عيانا ويكلمهما كفاحا‪.‬‬
‫ووالدته هي السيدة الورعة الزاهدة العابدة فاطمة ود الت كان يضرب با الثل ف‬
‫التقوى‪ ،‬وف طاعة زوجها‪ ،‬وف الصلة على النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذ كانت تذكر‬
‫بي الليل والنهار عشرين ألفا )‪ (20000‬من صلة الفاتح لا أغلق ال‪ ،‬ولا تدهورت‬
‫صحتها نقصت العدد إل أربعة عشر )‪ (14‬ألفا‪.‬‬
‫وكان قد استأذنت ف آخر حياتا من ابنها الشيخ أن تصلي نافلة مائة )‪(100‬‬
‫ركعة كل يوم‪ ،‬ولكن الشيخ البن ل يأذن لا بذلك لشدة العتناء بصحتها‪» .‬ومن رأى‬
‫ما كان عليه الشيخ عباس من اللتزام والصب والثابرة ف عبادة ربه يدرك قول العرب‪:‬‬
‫لبان المهات دماغ البناء«‪.3‬‬
‫‪ - 1‬ل يدد ف مصدرنا الذي مكننا منه الشيخ نفسه – وهو أحد كنانيش والده – تاريخ ذلك السبت ف ذلك الشهر‪.‬‬
‫‪ - 2‬كفاحا‪ :‬مشافهة‪.‬‬
‫‪ - 3‬زينة العرائس ونزهة البطال ف مناقب السيد عباس صل للشيخ ممد الختار ولد الدهاه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫نسبه الشريف‪:‬‬
‫هو عبد ال بن عباس العروف عند العامة بـ» عباس « بن مايرو ‪MAYORO‬‬

‫بن غمب ‪ GUMBA‬بن غلي ‪ GALAAY‬بن مار ‪ MAJAARA‬بن متار بن ميوغا‬


‫‪ MAYOGA‬بن متار ابن مياسن علي لطور صمب أمان ‪LAMTOORO SAMBA‬‬

‫‪ UMAANE‬ابن موسى بن برم ‪BIROM‬بن بول ‪ BUULU‬بن ماكم ‪ MAAKAM‬بن‬


‫دعت بن عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ضريب بن حارث بن‬
‫فهر بن نضرة بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن‬
‫عدنان‪.‬‬
‫وكان العروف لدى السرة ما انتهى إل اللك صمب أمان‪ ،‬إل أن جاء الشيخ‬
‫أحد أقاربه من قرية )دمت( ف )فوتا تورو( فعلمه ما أتى بعُد‪ ،‬فسجله ف قصيدته التالية‪،‬‬
‫ومنها نقلنا‪:‬‬
‫ميك متار مياسن عال لطور«‬ ‫»ماير‪ ،‬غمب‪ ،‬غلي‪ ،‬مار متار‬
‫أي صمب أمان نل القرم ِعّل َبّنى الشـ ـشهيد حقا من العداء‬
‫مسحورا‬ ‫فوالد القرم هذا يا لعنصره‬
‫ِبُرمْ لبوكر نل كان مشهورا‬ ‫وذاك نل ِبُرْم ثان السمي له‬
‫ِلُبوَل َماَكْم ندبا كان مذكورا‬ ‫لعقبة البطل العهود ندته‬
‫لنافع نل عبد القيس منصورا‬ ‫ابن لقيط بن عامْر من أمية ذا‬
‫ب َقّدْرُه تقديرا‬
‫ضِر ٌ‬
‫والده َ‬ ‫للحارث ابن أبيه فهر القرشي‬
‫قّدم له بي أهل الفضل تصديرا‬ ‫هذا‪ ،‬وما عندنا العلم الصحيح له‬
‫‪ -‬فالعلم ل – حقا كان أو زورا‬ ‫وغاية المر من آبائنا سلفا‬
‫ما ف كنائنهم بالنقل مسطورا‬ ‫والناس فيما ادعوا من بينهم نسبا‬
‫مصّدقون كلم كان مبورا‬ ‫المد ل ل نصي الثناء له‬
‫على انتظام بسلك الدر منثورا‬ ‫خذها أخي نسبا أعلى ذرى شرف‬
‫ف ال بال ممودا ومشكورا‬ ‫ث على خي خلق ال خي صل‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬

‫ة ال والل خي الناس تطهيا‬

‫‪BINTA‬‬ ‫ومن جهة أمه هو عباس صل ابن فاطمة ود بنت مري اناي بنت ِبْنتَ‬
‫ِغْي ‪ GIY‬بنت فات جو ‪ FAATI JAW‬بنت أنت سك ‪ ANTA SEKK‬بنت مام‬
‫سوس ‪ MAAM SOOSE‬بنت كمب جو ‪ ،KUMBA JAW‬بنت أنت يرو ‪ANTA‬‬

‫‪ ،YORO‬بنت إس كان ‪ ،ISA KAN‬بنت دغي امبوج ‪ ،DEGEN MBOJ‬بنت ِسّنْه‬


‫يرو ‪ ،SINNA YORO‬بنت انلم يرو ‪ ،NJALAM YORO‬بنت مرم تشان‬
‫‪ ،MARAM CAANE‬بنت جبو سك ‪ ،JABU SEKK‬بنت سي جوف‪ ،‬بنت غيبوار با‬
‫‪.GIBUWAR BA‬‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬

‫دراسته رضي ال عنه‪:‬‬


‫أخذ رضي ال عنه مبادئ القراءة وبعض سور من القرآن الكري على والده الذي‬
‫أحاله إل تلميذ له اسه علي جه إل أن توف ف حدود إحدى وأربعي وثلثائة وألف‬
‫‪1341‬هـ الوافق ‪1923‬م وعمر الولد إذ ذاك أربعة عشر ‪ 14‬عاما‪.‬‬
‫وكان والده ف مرضه الذي توف منه قد أوصاه بأل يعيش يوما بل درس جديد‪،‬‬
‫هكذا واصل تعلمه القرآن الكري ف )روي جيي‪ (ROOY JEEY 1‬عند الشيخ علي‬
‫جيي‪.‬‬
‫وكان يلقي صعوبات جة ف دراسته للذكر الكيم سواء ف الفظ أم ف‬
‫التجويد أو ف الرسم إل أن وصل إل سورة العارج وف الية الادية عشرة‪ ،‬وبالتحديد‬
‫ف كملة )يبصرونم( ففتح ال عليه ف العلوم‪ ،‬فأصبح تعلم القرآن الكري والعلوم‬
‫الشرعية والعربية سهل جدا عليه‪ ،‬ول يعد من ذلك الي يعان أي صعوبة وعنت ف‬
‫التحصيل العلمي وهكذا اشتغل بطلب العلم فقرأ على عمه الفقيه عمر جوب ابن الاهد‬
‫غلي جوب ‪ GALAAY JOOP‬ف قرية )انج ‪ ،2(NJEJJ‬رسالة ابن أب زيد‬
‫القيوان كلها‪ ،‬ومتصر الشيخ خليل )الزء الول( إل باب الجارة‪ ،‬وكمل الباقي‬
‫والزء الثان على يد الشيخ الفقيه عبد صمب ف قرية )تشامبي ‪.3(CAMBEEN‬‬
‫ث انتقل إل قرية )مصر جوب(‪ 4‬ليتعلم ألفية ابن مالك ف النحو من باب )ل(‬
‫النافية للجنس‪ ،‬وقد تعجب شيخ الضر َسْنجر جوب ‪ SANJARI JOOP‬من هذا‬
‫الختيار من ل يتعلم النحو قط‪ ،‬فارتأى أن يفهم تلميذه الديد )الطموح( أن النحو‬
‫أبواب مرتبة إن فاتك الول يستعص عليك الفهم والتابعة‪ ،‬ومن أهم مبادئه الساسية‬
‫أنواع العراب وعلماته‪ ،‬وطلب إليه أن يرجع إليه َغَد تلك الليلة ليقتنع بسداد هذا‬
‫الرأي‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرية قريبة من انكيك‪.‬‬


‫‪ - 2‬قرية قريبة من انه غوري‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرية قريبة من )سكل( ف طريق انكيك‪.‬‬
‫‪ - 4‬قرية غرب جنوب )سكل(‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫وعند الوعد الضروب عاد التلميذ الطموح بلخص من نظمه الاص لباب أنواع‬
‫العراب وعلماته ف البيات التالية‪:‬‬
‫تثنية السا له يا تال‬ ‫جَح(‪1‬للخمسة ف الفعال‬ ‫)َن َ‬
‫)َوَيُي(‪5‬للجمع الؤنث السلم‬ ‫)َأَيُي(‪2‬للجمع الذكر السلم‬
‫ف(‪6‬ف قول كل عال عرف‬ ‫ك(‪ ،3‬يا صاح لا ل ينصرف ) َ‬
‫ضَف ْ‬ ‫ضَك ُ‬ ‫)َ‬
‫ضَفك(‪7‬لفرد من الساء‬ ‫)َ‬ ‫ي(‪4‬للخمسة الساء‬ ‫كذا )َوَأ ْ‬
‫تأمل القال يا سيي‬ ‫كذاك للجموع ف التكسي‬

‫وقد أقنع هذا النظم الشيخ النحوي فحقق لتلميذه رغبته‪ ،‬وبعد أن كمل اللفية‬
‫واصل رحلته الدراسية إل مقر العلم حينئذ )سانلوي( حيث تعلم من نوي عصره‬
‫الشيخ إبراهيم جوب الشهور بـ )براي( طرة ابن بونه العروف بالحرار ف النحو‪،‬‬
‫كما تعلم منه تفسي القرآن الكري وعلم النطق‪ .‬وتتلمذ ف علم اليئات‪ 8‬على الشيخ‬
‫الشنقيطي أحد ولد اسه‪ .‬وأخذ على يد الفقيه العلمة أحد اناي اناك علم الفرائض‪،‬‬
‫وتعلم البيان والعان والبديع من الشيخ سعيد نور تال رحهم ال جيعا ورضي عنهم‪.‬‬
‫وكان ف كل كّتاب أو مضر يلب أنظار معلميه وشيوخه ببداهة فكره‪ ،‬وتوقد‬
‫ذهنه وحصافة رأيه وذكائه الارق للعادة‪ ،‬ث احترامه لشيوخه وتعاونه مع زملئه على‬
‫الب والتقوى‪ ،‬وجوده بالال والعلم لهل القرية أو الي‪ ،‬ث التزامه الدين الفريد‪.‬‬

‫‪) - 1‬نح(‪ :‬يرمز إل أن الفعال المسة ترفع بثبوت النون‪ ،‬وتنصب وتزم بذف النون‪ .‬فالذف مرتان‪.‬‬
‫‪) - 2‬أيي(‪ :‬يرمز إل أن السم الثن يرفع باللف )ا( وينصب وير بالياء )يي(‪.‬‬
‫‪) - 3‬ضكك( يعن أن جع الؤنث السال يرفع بالضمة‪ ،‬وينصب وير بالكسرة‪ .‬فالكسرة مرتان‪.‬‬
‫‪) - 4‬وأيي( يرمز إل أن الساء المسة ترفع بالواو‪ ،‬وتنصب باللف‪ ،‬وتر بالياء‪.‬‬
‫‪) - 5‬ويي(‪ :‬يرمز أن جع الذكر السال يرفع بالواو‪ ،‬وينصب وير بالياء‪.‬‬
‫‪) - 6‬ضفف(‪ :‬يعن أن السم الذي ل ينصرف يرفع بالضمة‪ ،‬وينصب وير بالفتحة‪ .‬فالضمة مرتان‪.‬‬
‫‪) - 7‬ضفك( يرمز إل أن الفرد النصرف وجع التكسي النصرف يرفعان بالضمة وينصبان بالفتحة ويران بالكسرة‪.‬‬
‫‪ - 8‬هكذا ف مطوط الشيخ ممد عال ولد فت )تزيي القرطاس(‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬

‫شيوخه في الطريقة‪:‬‬
‫إنه ابن القدم الفقيه الشجاع الفاضل الريد الخلص الشيخ َماُيَرى صل رحه ال‬
‫الفان ف مبة شيخه الاج مالك سي رضي ال عنه‪ ،‬المر الذي جعله يترعرع ف جو‬
‫تان صاف حفزه – علوة على مبته الاصة ف شيخنا التجان رضي ال عنه – إل‬
‫النراط مبكرا ف سلك الطريقة التجانية سنة ‪1925‬م على يد الليفة العام للتجانية ف‬
‫السنغال ساعتئذ الشيخ أب بكر سي رضي ال عنه‪.‬‬
‫وف سنة ‪1351‬هـ الوافقة ‪1932‬م نال إجازته الول ف إعطاء الورد التجان‬
‫لن يطلبه منه من الشيخ منصور سي رحه ال‪ .‬وقد أعطى الورد لول مرة ف التاريخ‬
‫شخصا اسه صمب جالو ف مدينة )اندر( سانلوي‪1‬وأعطى الجازة لول مرة الشيخ‬
‫ميور جه ‪ MAYORO DIA‬ساكن )انيومري ‪ (NIOMRE‬بعد أن حاز الطلق من‬
‫الشيخ أب بكر سي رحهما ال ف ‪1941 / 11 / 11‬م‪.‬‬
‫وف الذكرة الت كتبها الشيخ عباس نفسه بعنوان‪) :‬الواهر الغالية ف السانيد‬
‫العالية للطريقة التجانية( ذكر بعض أسانيده » تيمنا وتّبكا بأساء رجال السند « الذين‬
‫أجازوه إجازات متلفة من عادية إل مطلقة إل إطلق الطلق منهم‪:‬‬
‫أول‪ :‬الشيخ الاج ممد النصور سي ابن الشيخ الاج مالك رضي ال عنهما‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشيخ الاج عبد العزيز سي الدباغ رضي ال عنه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشيخ الليفة أبوبكر سي رضي ال عنه بالذن الطلق بكل أوجه الطلق‪ ،‬أي‬
‫إجازة عادية ف إعطاء الورد‪ ،‬وإجازة إطلق لعطاء الجازات‪ ،‬وإطلق الطلق‬
‫لعطاء الطلق‪ ،‬وقد اطلعت على كل ذلك مكتوبا ف ورقة واحدة ُتّوجت بثلثة‬
‫ختمات وتوقيع الشيخ اليز رحه ال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الشيخ الاج سعيد نور تال حفيد الشيخ عمر الفوت رضي ال عنهما‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الشيخ الشريف سيدي ابنعمر بالذن الطلق‪.‬‬

‫‪ - 1‬السيدة مري انياس الساكنة ف لوغا هي آخر من أخذت عنه الورد التجان‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬

‫سادسا‪ :‬سيدي أحد بن ممد الرياحي حفيد الشيخ التونسي إبراهيم الرياحي رضي‬
‫ال عنهم أجعي‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬سيدي أحد بن ممد بالعيد التماسين رحه ال‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الشيخ العلوي عبد ال ولد ممد فال عن سيدنا العرب بن السائح رحهم ال‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬الشيخ عبد ال ولد ممد فال عن سيدي ممد الافظ العلوي رضي ال‬
‫عنهما‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي العرب بن السائح رضي ال عنهما‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي ممد البشي التجان رضي‬
‫ال عنهما‪.‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي أحد سكيج عن سيدي علي‬
‫التماسين رضي ال عنهم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أفرد لسلسلته الذهبية التجانية قصيدة رائية رائعة مطلعها‪:‬‬
‫لالقه النان ف السر‬ ‫على كل عبد ِكْلمة المد‬
‫والهر‬ ‫والشكر‬

‫ذكر فيها أنه أخذ الورد التجان البارك من الشيخ الليفة أب بكر سي كما‬
‫أسلفنا عن الشيخ الاج مالك‪ ،‬عن الشيخ الفاهم ميور ول‪ ،‬عن الشيخ الاج عمر‬
‫الفوت‪ ،‬عن سيدي ممد الغال‪ ،‬عن القطب الكتوم شيخنا أحد بن َمحمد التجان‬
‫رضي ال عنهم عن رسول ال ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن جبيل عليه‬
‫السلم‪ ،‬عن رب العزة والبوت تبارك وتعال‪ .‬كل ذلك ف أسلوب رائع جذاب يكن‬
‫الرجوع إليها ف ديوان التجانيات‪ ،‬سبل السلم ف مدح وارث خي النام‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬

‫علقته بالشيخ محمد بن محمد المختار ولد الداه‬


‫لعل من أهم الحداث الروحية ف الشيخ عباس رضي ال عنه اتصاله بالشيخ‬
‫الوريتان العلوي ممد بن ممد الختار ابن الداه رضي ال عنه‪.‬‬
‫فإذا كنا ل نعرف تاريخ هذا التصال بالتحديد فإننا نستطيع أن نقدره فيما بي‬
‫سنتي ‪ 44‬و ‪1945‬م‪ ،‬ونعرف يقينا أنما التقيا ف دكار‪ ،‬وف بيت أحد أقرباء الشيخ‬
‫عباس واسه جم اناي ‪ JIM NJAAY‬بعد أن امتلت أذن كل منهما خيا كثيا عن‬
‫الخر بوساطة الشيخ الاج تان سي اندبي ‪ NDABIR‬وبعض رفقائه‪.‬‬
‫كان الشيخ عباس شابا متميزا ف العلم وآية ف الذكاء‪ ،‬وفريدا ف سرعة البداهة‪،‬‬
‫وفذا ف الورع والستقامة والعبادة‪ ،‬كما كان متفردا ف فنائه ف مبة مولنا وشيخنا‬
‫غوث النام أحد بن ممد التجان رضي ال عنه‪ .‬وكان الشيخ ممد الداه خارقا للعادة‬
‫ف كل تلك الوانب الذكورة‪ ،‬فضل عن أنه كان مكشوفا خصه ال تعال بعرفة بعض‬
‫من غيبه الذي يطلع عليه من ارتضى‪ ،‬فحبب إل الستاذ تان سي وأصحابه أن يتراءى‬
‫العبقريان ليوا ماذا سيكون‪.‬‬
‫قد ت ذلك الترائي واللقاء ف ذلك النـزل الذكور حيث وجد الشيخ العلوي‬
‫الوريتان الشاب السنغال جالسا جلسة الباء‪ ،‬وبجرد تبادل السلم قال له هذه جلسة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنشده البيات التالية‪:‬‬
‫ما إن رأيت وقد طوفت منذ زمن ف هذي الرض ندبا كابن عباس‬
‫للزائرين وإسعافا بإيناس‬ ‫حلما وعلما وإتقانا وتكرمة‬
‫سن الغلم وحلم الشيخ حازها شيئان جعهما قد قل ف الناس‬
‫فل تل كل من يسعى ليدركه يدري حقيقته يوما بقياس‬
‫‪1‬‬
‫فالبحر ل يتشي غرفا لغترف ول ُتميد النئوج الشامخ الراسي‬
‫‪2‬‬
‫ل أوحش ال َرْبعا كان يسكنه ول تلقاه ريب الزل القاسي‬
‫ل زال ف أرضه اليمون طائره يسي سي أب العباس ف فاس‬
‫‪ - 1‬تيد‪ :‬تريك‪ .‬النئوج‪ :‬الريح الشديد البوب‪ .‬الشامخ الراسي‪ :‬البل الثابت‪.‬‬
‫‪ - 2‬الربع‪ :‬الكان‪ .‬الزل الذع‪ :‬الدهر الشديد‪ :‬الكثي البليا‪ .‬وريب الدهر‪ :‬مصائبه‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬

‫فقال له الشاب المدوح‪ :‬جعلتك شيخي‪ ،‬فأعطاه الشيخ ف الي بعضا من‬
‫أسرار فاتة الكتاب‪ ،‬وقال له‪ :‬كنت أبث عنك منذ زمن طويل‪ ،‬لن ترقيتك هي‬
‫مهمت ف الياة الدنيا هذه‪.‬‬
‫هكذا ابتدأت الصحبة بينهما وطفقت تزداد وثوقا حت أعطاه ذات مرة سرا‬
‫فذكره ليلة ورأى مولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنه ف صورة عبد ال بن أباه‬
‫الوريتان فاستغرب رحه ال كون الشيخ أحد التجان رضي ال عنه يلبس زي‬
‫الوريتانيي وليس من ذويها‪ ،‬وف صبيحة الغد دخل عليه أحد أصحاب الشيخ عبد ال‬
‫بن أباه‪ ،‬وقال للشيخ عباس مرد الدخول‪ :‬قال الشيخ ممد الافظ الشنقيطي رضي ال‬
‫عنه‪ :‬إن الشيخ أحد التجان رضي ال عنه كان يلبس لبسة الوريتانيي‪ ،‬وأراه الكيفية‬
‫الت رآه با الشيخ رحهم ال تعال‪ .‬وبعد ذلك بدة غي وجيزة رأى الشيخ عباس صورة‬
‫لبن أباه عندما كان متوجها إل الج فوجدها كما رأى‪ ،‬وتلك الصورة كانت ف يد‬
‫السيد جم اناي إل حي وفاته رحه ال تعال‪.‬‬
‫استمرت الصحبة بأحسن ما تكون مع رجال ال العارفي‪ ،‬فكان قطع السافات‬
‫والترقيات‪ ،‬وكان حوز القامات والراتب‪ ،‬وحصل السحق والق‪ ،‬فانفّكت القيود‬
‫وارتفعت الجب وتعّبدت طرق الوصول إل ال تعال‪ ،‬وانفتحت له بيبان العرفة‪ ،‬وت‬
‫لكليهما ما كان ينشده فشكرا وحدا ل على نعمه الت ل تصى‪.‬‬
‫ولا تيقن الشيخ من بلوغ تلميذه علم اليقي أخذ يكاشفه ف جوانب من حياته‬
‫الادية والروحية‪ ،‬منها أنه قال له يوما‪ :‬ل بد أن تتخذ بساتي ف منطقة )سال(‪ ،‬وكان‬
‫ذلك من الال ف نظر الشيخ عباس ل لبعد تلك النطقة فحسب‪ ،‬وإنا لعدم وجود‬
‫معارف مؤهلي للحصول على بوصة من الرض هناك‪ .‬ول يض وقت طويل حت‬
‫اسُتميل إل تقيق توصية شيخه العارف‪ ،‬وأخذ يبحث عن مكان مناسب‪ ،‬واستقر به‬
‫الرأي حيث توجد قرية )طابة( اليوم‪ 1‬لكن أحداثا غريبة ل يكن تبيرها منطقيا كانت‬

‫‪ - 1‬تقع قرية )طابة( على بعد ‪ 12‬كيلومترا شرقي مدينة )امب ‪ (Mbar‬وعلى بعد ‪ 8‬كيلومترات شال مدينة )انييب‬
‫‪.(Ńiibi‬‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬

‫تتتابع يوميا‪ ،‬وعزا الناس تلك الحداث إل تصرفات مردة الن‪ ،‬فاشتكى المر إل‬
‫الشيخ العلوي‪ ،‬فما فعل إل أن قال له‪ :‬إذا رجعت إل هناك‪ ،‬قل لم‪ :‬أن الشيخ ممد‬
‫اللداه يأمركم بالرتال من هنا‪ ،‬ول يريد أن يد ف هذه النطقة جنيا واحدا‪ .‬ولا بلغ‬
‫ب المُن‪ .‬وكان الشيخ‬ ‫الشيخ عباس ما كلف به امتثل الان وارتلوا فساد السلُم واستت ّ‬
‫عباس رضي ال عنه يستغرب من قدرة شيخه ف التصرف ف الان‪ ،‬وكنت أنا أتعجب‬
‫من كيفية تبليغه ما كان قد أمر به‪.‬‬
‫وف العام التال حي أراد إقامة بيوت للسكن‪ ،‬وتسوية الراضي للزراعة صاحبه‬
‫العارف الوريتان‪ ،‬وف طريقهما إل البقعة باتا ف قرية )فاس كان( بي )غساس(‬
‫و)كول( عند بيت الشيخ منجاي صمب‪ ،‬وسهرا يتناولن كئوس العرفة الربانية‪ ،‬ولا‬
‫أصبحا أنشد الشيخ ممد ولد الداه البيت التال تليدا لا باتا عليه هناك‪:‬‬
‫يذكرن مبيت عند فاس من الداب ما أنا قبُل ناس‬

‫ولا وصل إل الكان ساه الشيخ العلوي بـ )طابة( اسا من أساء الدينة النورة‪،‬‬
‫بدل من )بليده( الت اقترحها الشيخ عباس‪ ،‬وهي )بليدة( اسم من أساء مدينة فاس‬
‫القدية حيث ضريح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه‪ .‬وكم ردد الشيخ عباس ذكرها‬
‫ف قصائده التجانية‪.‬‬
‫وبناسبة هذه التسمية قال الشيخ ممد اللداه لريده‪ :‬دعوت ال أن يعل ف‬
‫)طابه( البكة الت جعلها ف مدينة )القيوان( ف تونس‪ ،‬وأرخ تأسيس )طابه( ببيت هو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ف عام »رخص تيق« منذ زمان إليه طاب )طابة( للبان‬

‫وقال ف )طابه( أيضا‪:‬‬


‫مع القرى ول با من باس‬ ‫طابة ما با من التباس‬
‫قد أسست به على أساس‬ ‫أما تراها قرية العباس‬
‫من التقي المدي الفاسي اْلماكي اْلمدن آلسي‬
‫‪) - 1‬رخص تيق( ف حساب المل يساوي ‪1370‬هـ الوافق سنة ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬

‫وف رحلتهم هذه وف ليلة ساهرة بالعلوم والعارف والسرار أنشد الشيخ‬
‫الوريتان تلميذه السنغال بيتي معبين ف طريق القوم‪ ،‬ها‪:‬‬
‫يا ليلة من ول ال عباس نلنا با ما أردنا من ايناس‬
‫بتنا ندير على راح معتقة ما إن تدّور ف جام ول كاس‬

‫وقد غي فيما بعد من كلمة )ول( قائل إنا ظاهرة الدللة‪ ،‬صرية العن‪ ،‬ووضع‬
‫ملها كلمة أخرى أخذتا من فم شيخي عباس رضي ال عنه‪ ،‬لكن لسوء الظ نسيت‬
‫الكلمة وما أنسانيها إل الشيطان‪ ،‬لذلك أبقيت الصل مضطرا لكونه يدل على الواقع‬
‫العروف‪ .‬وقد دعا الشيخ عباس لقريته الروسة ولهلها بذه الرجوزة الباركة‪:‬‬
‫منيلنا بالفضل كل بغية‬ ‫يا ربنا بارك لنا ف طابة‬
‫توي وتألف على اليناس‬ ‫واجعل لا أفئدة للناس‬
‫من آفة الدين والدنيا معها‬ ‫فباسك السلم سلم أهلها‬
‫ليي الدارين فيهم جامعا‬ ‫يسر لم رزقا حلل واسعا‬
‫والغل والبغض ومن داء‬ ‫وطهرن صدورهم من النفاق‬
‫الشقاق‬ ‫واجعل جيعهم على التعاون‬
‫بالب والتقوى وبالتضامن‬ ‫وألفن بي قلوبم على‬
‫خالص حب ال جل وعل‬ ‫وطيب هواءها وماها‬
‫شفاء كل الّدا لكل جاها‬ ‫معمورة بالعلم والصلح‬
‫والعدل والحسان والفلح‬ ‫آمنة خي بلد الرض‬
‫جيعها بطولا والعرض‬ ‫تأت لا الرزاق من كل‬
‫بأيسر الال وأقرب الزمان‬ ‫مكان‬
‫على النب المي خي الداعي‬ ‫ث الصلة من ميب الداعي‬
‫‪1‬‬
‫والمد ل بل تناهي‬ ‫وآله ما دام ملك ال‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬

‫تقبل ال دعاء الشيخ ف قريته )طابه( كما تقبل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلم‬
‫ف أم القرى آمي‪.‬‬
‫والشيخ ممد هذا كان قد تنبأ للشيخ عباس بالستغناء الروحي عن شيوخ عصره‬
‫من حيث التربية والترقية‪ ،‬لنك من رجال ال الذين يوصلون السالكي إل حضرة ال‬
‫تعال‪ ،‬ويقلبون الحجار ذهبا‪ ،‬واقتنع يا عباس – أنك من اليوم تستمد العارف والنوار‬
‫من مد الولياء أب الواهب والبكات شيخنا أحد التجان رضي ال عنه مباشرة‪.‬‬
‫وتقق هذا التنبؤ ف حينه جر للشيخ عباس رضي ال عنه مشكلت عويصة‪،‬‬
‫وصعوبات جة فكان الشيخ ممد اللداه له فيها خي معي‪ ،‬وخي مهدئ للروع‪ ،‬وخي‬
‫مبشر له لستقبل ربان باهر‪ .‬وهنالك ما ل يكن البوح به حول تلك الشكلت الشار‬
‫إليها لنه ل يدم مصال السلمي أو التجانيي عي هذا الوقت بالذات‪.‬‬
‫وما يدل على صدق التنبؤ ذلك أن الشيخ عباسا كان قد رأى ف النام جاعة‬
‫منهم شيخ السلم الاج إبراهيم انياس رضي ال عنه‪ ،‬والوريتان الذي وصف له لبسة‬
‫الشيخ أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬وخاطبه واحد بشطر البيت التال‪) :‬مكتومة ختمت‬
‫بالعلم والذات( ببناء )ختمت( للمعلوم‪ ،‬فرد عليه الشيخ عباس بالبناء للمجهول‪ ،‬فتناقشا‬
‫ف المر‪ ،‬وكلها متشبث بوقفه‪ ،‬ولا استيقظ الشيخ عباس أنشأ البيات التالية تذييل‬
‫على ذلك الشطر‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫»مكتومة ختمت بالعلم والذات« نفس الولية ملى طلعة الذات‬
‫ل ما بي آيات سنيات‬ ‫ورمزها الية الكبى لعتب‬
‫كم دونا قطع أعناق الرحال وكم عنها تي أرباب الفتوحات‬
‫فيه التحي من ماض ومن آت‬ ‫مطلسم الق علم اللق غايته‬
‫‪2‬‬
‫»مكتومة ختمت بالعلم والذات«‬ ‫فمبلغ العلم فيها أنا أبدا‬

‫‪ - 1‬انتهت نار الربعاء ‪ 11‬من الرم عام ‪1380‬هـ الوافق ‪1960- 8 – 5‬م‪.‬‬
‫‪) - 1‬ختمت( الول بالبناء للمعلوم‪ ،‬والثانية للمجهول‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬

‫فجمع ف البيات بي البن للمعلوم والبن للمجهول‪ ،‬مبهنا على ذوق سليم‬
‫رفيع ومبة صادقة وفناء تام‪ ،‬ومعرفة كبى رحه ال تعال رحًة واسعة ونفعنا ببكاته‪.‬‬
‫وقد أدت مناقشة معان هذا البيات النفة الذكر يوما أن أراد الشيخ ممد سب‬
‫غور الصدق لتلميذه ف مبة وريث رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له‪ :‬إنك تعتقد‬
‫ف الشيخ أحد التجان أشياء كثية ليست كذلك‪ ،‬فبات الشيخ عباس وليله باك‪ .‬ولا‬
‫أصبحا قال له شيخه‪ :‬أنت على حق‪ ،‬لكن كنت أريد أن أعرف مدى صدقك فيما‬
‫تدعي فيه رضي ال عنه‪.‬‬
‫وكان يقول له دائما‪ :‬إنن لتحي من قدرتك على المع بي ما تمل من أعباء‬
‫ومسئوليات إلية عالية وبقائك إنسانا عاديا سويا تأكل وتشرب وتتزوج وتادث الناس‬
‫وتالطهم على هذا النحو الذي أرى‪.‬‬
‫وقد بشره ببشائر رائقة راقية نذكر منها على سبيل الثال‪:‬‬
‫‪ -1‬كان الشيخ ممد اللداه يعرف بالقرآن الكري أساء زائريه وأساء‬
‫آبائهم وأمهاتم‪ ،‬وتواريخ ميلدهم ووفياتم‪ ،‬ولا أبدى الشيخ عباس‬
‫تعجبه ف ذلك قال له‪ :‬أنت ستبلغ هذه الرتبة قبل وفاتك بإذن ال‪ ،‬وقد‬
‫كان ما قال وفوقه‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ال سخر لك ف الزل أناسا يدمونك بإخلص‪ ،‬وإن ل يكن‬
‫الناس فستول ملوقات أخرى خدمتك بكفاية‪.‬‬
‫‪ -3‬كان قال له يوما‪ :‬إن الصائب ل تل ف أي مكان توجد فيه‪،‬‬
‫فطلب إليه الشيخ عباس رضي ال عنهما أن يسجل له هذه البشارة‬
‫الرفيعة بيده الشريفة فكتبها‪ ،‬وقد أطلعنا على الكتوب مرارا‪ ،‬ووعدنا‬
‫الشيخ بتصوير نسخة منها‪ ،‬لكن ذلك ل يتم لسوء الظ‪.‬‬

‫‪ - 2‬وعندي أن البناء الصح هو الذي للمجهول لن البناء للمعلوم يتاج إل تقدير مفعول به‪ .‬وذلك القدر غي معروف‬
‫لدينا‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ -4‬كان يقول له‪ :‬إن لتلميذك علمات ف جباههم تيزهم عن‬


‫الخرين‪ ،‬وأنا أستطيع أميزهم با أينما وجدتم‪ ،‬كما أميز بنات ذات‬
‫حلي من آخر جرد‪.‬‬
‫ومن مصداق ذلك أن الشيخ ممد اللداه رأى أبا كاتب هذه الصفحات ف ميدان‬
‫)وليام بونت ‪ (WILLIAM PONTY‬سابقا ف دكار‪ ،‬فاده يا تلميذ عباس‪ :‬أين شيخك؟‬
‫فرد عليه أب‪ :‬كيف عرفت أنه شيخي ول تعرفن؟ فقال‪ :‬بالعلمة الت ف جبهتك‪1‬وقد‬
‫أنشد ف هذا العن البيات التالية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫من السادة الشم الكرام الماجد‬ ‫تلمذة العباس فوق القماحد‬
‫‪3‬‬
‫عليهم من اليات وسم مشهر يعم عليهم واحدا بعد واحد‬
‫‪4‬‬
‫على الرشد ل يلوي إل غي راشد‬ ‫وما منهم إل كري مواظب‬
‫‪5‬‬
‫تود العذارى جعلها ف القلئد‬ ‫تلوا من الدين الطبيعي درة‬
‫وكان لم عونا على كل حاسد‬ ‫عليهم أدام ال سابغ نعمة‬
‫ول زال فيهم ذلك البدر طالعا ول زال زينا ف جيع الشاهد‬
‫‪6‬‬
‫شفيع الورى ف العضلت الطواهد‬ ‫باه نب ال جل جلله‬
‫‪7‬‬
‫عليه مرور الدجنات الرواعد‬ ‫عليه صلة ال ث سلمه‬

‫‪ -5‬كان ويشهد للسيدة رحة ال جاج زوجة الشيخ عباس الول‬


‫بالصدق والصفاء والخلص‪ ،‬ودعا لا الفوز والفلح والنجاة ف‬

‫‪ - 1‬كان الشيخ ممد يقول‪ :‬إن أكب العلقات توجد ف جبهت حسن غاي ف لوغا‪ ،‬وعثمان صو ف طابه لكثرة نوافلهما‬
‫بالليل‪.‬‬
‫‪ - 2‬القماحد‪ :‬جع القمحدوة وهي النة الناشرة فوق القفا‪ .‬الشم‪ :‬الشراف الكرام‪.‬‬
‫‪ - 3‬وسم‪ :‬علمة‪.‬‬
‫‪ - 4‬ل يلوي‪ :‬ل ييل ول ينصرف‪.‬‬
‫‪ - 5‬الدرة‪ :‬اللؤلؤة العظيمة‪ .‬العذارى‪ :‬جع العذري‪ .‬القلئد‪ :‬جع القلدة‪ :‬ما جعل ف العنق من اللي‪.‬‬
‫‪ - 6‬العضلت‪ :‬الشدائد‪.‬‬
‫‪ - 7‬الدجنات‪ :‬جع الدجنة وهي السحاب الكثي الطر‪ .‬الرواعد‪ :‬جع الراعدة وهي من الرعد‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬

‫القصيدة التالية الت أرخها بضحوة الثني الامس من الرم الرام عام‬
‫‪1373‬هـ الوافق ‪1954‬م حيث قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫بنات ذا القطر ف ذيائه الزمن‬ ‫ما بال رحة ل تري على سنن‬
‫‪2‬‬
‫ول تسر سوى ما كان ف العلن‬ ‫ول تسر بب ف مغيبها‬
‫وحيث غاب أبو الضياف تلفـه من غي كد ول فحش ول لسن‬
‫وّنها رب من سائر الن‬ ‫فل تزل منك ف صوت تصان به‬
‫‪3‬‬
‫بالعلم والذكر ف أمن وف ين‬ ‫ول تزل رب تلك الدار عامرة‬
‫‪4‬‬
‫وآله ما شدا طي على فنن‬ ‫ث الصلة على الختار من مضر‬

‫‪ -6‬كان الولد البكر للشيخ عباس رضي ال عنه قد ولد ليلة الثني‬
‫‪ 27‬شوال عام ‪1357‬هـ الوافق ‪ 19‬ديسمب ‪ 1938‬فسماه بحمد‬
‫الادي لكنه توف ف صباه فتأسف عليه والده أسفا شديدا‪ .‬ولا ولد ابنه‬
‫ممد النصور استشعر الشيخ ممد لدى الشيخ خوفا على مولوده‬
‫الديد‪ ،‬فكان يطمئنه قائل‪ :‬منصور سيبقى معك‪ ،‬وقد كان ما قال‬
‫والمد ل رب العالي‪.‬‬
‫‪ -7‬كان يقول له ستحي ف السنغال سبعة أماكن خاصة بك يذكر‬
‫فيها اسك صباح مساء وتلك الماكن ف اعتقادنا هي‪ :‬لوغا – اندر –‬
‫دكار – طابه – القاهرة – انكيك – وروس بو ‪،ROS BETHIO‬‬

‫حيث يلك ف كل منها بيتا خاصا يذكر فيه اسم ال آناء الليل والنهار‪،‬‬
‫إن ل يكن قد أنشأ القرية كما هو شأن )طابه( والقاهرة‪.5‬‬

‫‪ - 1‬ذياء‪ :‬تصغي ذا اسم إشارة‪.‬‬


‫‪ - 2‬خب‪ :‬فساد‪ ،‬وسوء‪ ،‬وضرر‪ .‬الغيب‪ :‬الضمي‪.‬‬
‫‪ - 3‬ين‪ :‬حركت اليم فيه للوزن‪.‬‬
‫‪ - 4‬فنن‪ :‬غصن‪.‬‬
‫‪ - 5‬وقال له ف ابن خاله وتلميذه الخلص منذ بداية أمره الشيخ ممد المي ود‪:‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬

‫ونتم هذا الفصل بذين البيتي اللذين كتبهما الشيخ ممد ف مقدمة رسالة غريبة‬
‫السلوب‪ ،‬دقيقة العان رفيعة الستوى‪ ،‬بديعة الصور أرسلها إل الشيخ عباس عندما‬
‫ل ف سنة ‪1955‬م وقال له مبتسما‪ :‬أرجو أنك الن تستطيع أن تقف بقدميك‬ ‫َوّدَعه ا َ‬
‫ورجع إل موريتانيا وأرسل إليه الرسالة الذكورة الت ابتدأها بالبيتي الشار إليهما وها‪:‬‬
‫يدل على إجلل شخص به يعن‬ ‫سلم عليكم والسلم له‬
‫بضمون سر جاوز اللفظ والعن‬ ‫معن‬
‫يؤمكن أيان كنتم يفيدكم‬

‫كان الشيخ عباس رضي ال يقول ل‪ :‬ل يكاد أحد يعرف معن هذا‪ .‬على كل‬
‫حال أنا شخصيا ل أعرف ما معن )سر جاوز اللفظ والعن( إذ ليس للحقائق مهما‬
‫دقت ورقت إل ألفاظ تملها‪ ،‬ومعان تدل عليها‪ .‬فإذا جاوزت حقيقة حدود لفظها‬
‫فكيف ندركها حسيا ؟ وإذا تعددت معناها فكيف نددها ؟ وقبل ذلك‪ :‬كيف تنسلخ‬
‫حقيقة من لفظها ومعناها ؟ فهل من فاهم ؟ نفوض كل ذلك إل العلي البي‪ ،‬ونقول‪:‬‬
‫ال ورسوله أعلم ولعل ال يقيض لنا عارفا يهدينا بنه وفضله‪.‬‬
‫ومهما يكن من شيء فإن تلك الرسالة آخر ما كان بي الشيخي ف هذه الياة‬
‫الدنيا من مسوس‪ ،‬لن الشيخ توف بعدها بقليل فرثاه تلميذه الرثية الرائعة التالية‪:‬‬
‫معاناة الصائب والبليا‬ ‫أرى الدنيا تل با البايا‬
‫‪1‬‬
‫شرابا ل يفوت لا سرايا‬ ‫تغر لن يظن لا سرابا‬
‫‪2‬‬
‫تفوق أسهما ريشت وليست تطيش عن الناخر والوايا‬
‫‪3‬‬
‫سوى التوفيق من مول العطايا‬ ‫فل ينجى ويسلم من وباها‬
‫ممد المي فت أميُ‬
‫صدوق ل يون ل ي ُ‬
‫ي‬

‫‪ - 1‬السراب‪ :‬ما تراه كالاء نصف النهار من اشتداد الر‪ .‬غر‪ :‬خدع‪ .‬سرايا‪ :‬جع سرية‪ :‬قطعة من اليش‪.‬‬
‫‪ - 2‬فوق السهم‪ :‬جعل له فوقا ‪ .‬والفوق مشق رأس السهم حيث يقع الوتر‪ .‬رش السهم الزق عليه الريش‪ .‬طاش عن‪ :‬زاغ ول‬
‫يصب‪ .‬الناخر‪ :‬جع منخر‪ :‬موضع النحر من اللق‪ .‬الوايا جع حوى م حوية‪ :‬ما توي من المعاء‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫‪1‬‬
‫إل دار البقا خي الطايا‬ ‫فينظرها الوفق إذ رآها‬
‫غدوا بالسي وف عشايا‬ ‫فيعلو متنها ل يأل جهدا‬
‫‪2‬‬
‫بطالتها مالفة السجايا‬ ‫فما نفسا تنال النفس منه‬
‫‪3‬‬
‫رب التطفيف خارقة الثنايا‬ ‫يكيل با الفاوز مستحل‬
‫‪4‬‬
‫فتختار النايا عن دنايا‬ ‫بصادق هة تعلو الثريا‬
‫‪5‬‬
‫فيبقى القرن ف قرن الزايا‬ ‫فشمر حائزا قصب العلى‬
‫‪6‬‬
‫عناق اللم من ألف فعايا‬ ‫فعانق كل أبكار العال‬
‫‪7‬‬
‫أنيخت باب ساحت النايا‬ ‫ضى لبانته عليها‬
‫وإذ ق ّ‬
‫‪8‬‬
‫أمان ل تعد ول تغايا‬ ‫وقد ظفرت يداه بكل خي‬
‫‪9‬‬
‫له يوم الياب على ثنايا‬ ‫فيحمد غيبة ملت عيابا‬
‫‪10‬‬
‫فأنسى ما تشم من رذايا‬ ‫ويأت منزل نزل كريا‬
‫ورضوان وأحسن من تايا‬ ‫تلقاه الكري بكل بشر‬
‫‪11‬‬
‫ترى نزل‪ ،‬وبعد ترى جزا يا‬ ‫وقيل له بتالك‪ ،‬هذه ما‬

‫‪ - 3‬وباء‪ :‬الطاعون أو مرض عام‪.‬‬


‫‪ - 1‬الطايا جع مطية‪ :‬مركوب‪.‬‬
‫‪ - 2‬البطالة بفتح الباء‪ :‬الشجاعة وبالكسر‪ :‬التعطيل‪ .‬السجايا جع سجية وهي الطبيعة واللق‪.‬‬
‫‪ - 3‬الضمي ف )با( يعود إل نفسات النفس ف البيت السابق‪ .‬والت يكتالا كلها عليها ويصرفها ف مرضاة ال تعال‪ .‬أما رب‬
‫التطفيف واستحلله فيقصد به أن النفس إذا أرادات أن تستوف منه حقها من راحة ونوم وشهوات حيوانية فل يطعيها منها إل‬
‫قليل‪ ،‬لن التطفيف هو نقص الكيل‪ .‬فطوب للمطففي الذين إذا اكتالوا على النفس يستوفون النفسات كلها‪ ،‬وإذا كالوها أو‬
‫وزنوها ف إعطاء الراحة والشهوات يسرون‪.‬‬
‫‪ - 4‬الثريا‪ :‬مموعة كوكب ف عنق الثور‪ .‬دنايا جع دنية‪ :‬ساقطة خبيثة‪.‬‬
‫‪ - 5‬القرن بكسر القاف‪ :‬الكفؤ والنظي‪ .‬القرن بفتح القاف‪ :‬الكان الستوى‪ .‬الزايا جع خزي‪ :‬الذل والوان‪.‬‬
‫‪ - 6‬عاياه‪ :‬صاحبه‪.‬‬
‫‪ - 7‬اللبانة‪ :‬الاجة والوطر‪.‬‬
‫‪ - 8‬ل تغايا‪ :‬ل تبلغ غايته‪.‬‬
‫‪ - 9‬العياب بكسر العي‪ :‬ما تعل فيه الثياب‪ .‬والياب‪ :‬العودة‪.‬‬
‫‪ - 10‬تشم‪ :‬تكلف‪ .‬رذايا جع رذية‪ :‬تعب ونصب‪.‬‬
‫‪ - 11‬لعله يتكون من جزاء يا هذا فقصر المدود وحذف اسم الشارة فبقي‪) :‬جزايا(‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪32‬‬
‫‪1‬‬
‫مرب مزكإي أقوى عرايا‬ ‫فمن أمسى كذلك مثل‬
‫بكل الناس مرتفع الزايا‬ ‫شيخي‬
‫‪2‬‬
‫وحيد العصر حافظه الفدى ـعشية مالك اليل الزوايا‬
‫فهو قرن هذا القرن قس الـ بعيدا ل ترام له سنايا‬
‫‪3‬‬
‫قد اختار المول فنال شأوا تفتت دونا كبد الوايا‬
‫وستر الال من تف الزايا‬ ‫له قدم على سبل التدان‬
‫هنالك من حقائقه الفايا‬ ‫تراه على التقشف عن تعام‬
‫من الرحى أفاويق الروايا‬ ‫تراه وف القيقة ل ترى ما‬
‫وديعة ربنا منشي البايا‬ ‫وذاك ممد دامت عليه‬
‫على الادي وشيعته السرايا‬ ‫وسر العلم يبقى ف بنيه‬
‫وصلى ال مولنا دواما‬

‫انتهت القصيدة عشية الثني ‪ 24‬من شعبان عام ‪1374‬هـ الوافق ‪ 18‬إبريل‬
‫‪1955‬م‪.‬‬
‫وقد استبلغه الشيخ عباس رضي ال عنهما تايا حي أشاد ف قصيدة جيلة بناقب‬
‫سلفنا الصال أهل الطريق الق إل ال الق‪ ،‬ونوه بزاياهم الارقة العادة ف هداية عباد‬
‫ال إليه‪ ،‬وأمد له فيها أنه أي الشيخ عباس زاد على ما كان ف حياة الشيخ ممد اللداه‬
‫من الفناء ف مبة شيخنا أحد التجان رضي ال عنه فقال‪:‬‬
‫عن الويس أب الختار عّباد‬ ‫فحيهم ث سلهم يا أخي ثقت‬
‫‪3‬‬
‫عن الغفاري إماما بي زهاد‬ ‫عن البخاري بر العلم أنفعه‬
‫ف وقته بي أهل الضر والبادي‬ ‫ممد ابن الفقيه الداه أروع من‬

‫‪ - 1‬مزكإي‪ :‬ملجإي‪ .‬عرى جع عروة‪ :‬البل‪.‬‬


‫‪ - 2‬القرن‪ :‬يشي إل أويس القرن‪ .‬وقس بن ساعدة كان فصيح العرب‪ .‬ومالك هو الفقيه صاحب مذهبنا‪.‬‬
‫‪ - 3‬تفتت‪ :‬تكسر‪ .‬والوايا ف البيت الثان‪.‬‬
‫‪ - 3‬يقصد بالبخاري أنه كان ضليعا ف علم الديث‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬

‫أسناه أبلغ من أعماق أكباد‬ ‫بلغ إليهم سلمي واخصصن له‬


‫‪1‬‬
‫لفي ازدياد على ما كان من عاد‬ ‫وقل له إنن من بعد غيبته‬
‫‪2‬‬
‫ف التم أحد شاف غلة الصادي‬ ‫من التفان بأعلى ما يرام به‬
‫ف أنعم لست أحصيها بتعداد‬ ‫أعن التجان قطب الكون‬
‫مركزه‬

‫وسنعود إل هذه القصيدة الت مطلعها‪:‬‬


‫طوى القدس ما أعله من‬ ‫قف الطايا بأعلى شاطئ‬
‫واد‬ ‫الوادي‬

‫عند ما نتحدث عن الشيخ ف التصوف والصوفية لحقا إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫‪ - 1‬عاد‪ :‬عادة حذفت الاء اكتفاء‪.‬‬


‫‪ - 2‬الغلة‪ :‬العطش الشديد‪ .‬الصادي‪ :‬العاطش‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬

‫حياته العملية‪:‬‬
‫لو جاز أن يوصف إنسان بأنه كان الركة والنتاج لوصفنا بما هذا الشيخ الذي‬
‫ل يكن يعرف الستراحة‪ ،‬أو يألف الراحة‪ ،‬فلم ير ساكنا بل عمل‪ ،‬أو فارغا بل شغل‪،‬‬
‫فإن ل يكن يستقبل زواره الكثيين يطالع كتبه‪ ،‬أو يدرس‪ ،‬أو يعظ‪ ،‬أو يوجه‪ ،‬أو‬
‫يؤلف‪ ،‬أو ينظم أمور بساتينه‪ ،‬كل ذلك ف جو من العبادة ملئ بعد الفرائض بالنوافل‬
‫والذكار حت أن الرء يعجب من اجتماع هذه الوانب التعددة الطراف الت يكفي‬
‫واحد منها تجيدا لشخص معي – ف إنسان واحد‪ .‬ولكن لو شاء ال‪ » :‬أن يمع‬
‫العال ف واحد «‪.‬‬
‫فبعد تصيله الدراسي الافل بالعلم الغزير الدقيق البارك اشتغل فضيلته بالتدريس‬
‫لدة خس عشرة سنة كما صرح بذلك ف مطوطه الاص عن حياته‪ ،‬والوجود عندي‪.‬‬
‫وكان يدرس – كما هو عادة العلماء هنا – متلف العلوم الشرعية والعربية من فقه‬
‫وأصوله‪ ،‬وتفسي وحديث وسية وتاريخ‪ ،‬ونو وصرف وبيان ومعان وبديع وعروض‬
‫ونصوص أدبية ومنطق‪.‬‬
‫ولا كانت مهنة التدريس بنظام الالس والاضر ف الدن الكبية كسانلوي ل‬
‫تدر زرقا ول تعيل القائم با فقد حاول أن يتخذ مهنة أخرى يكف با إراقة ماء الوجه‬
‫أمام الناس أعطوه أم منعوه‪ ،‬وكان يؤمن بأنه ل بد للنسان من مهنة أو حرفة يعيش با‬
‫كما كتب ذلك ف الخطوط الشار إليه سابقا‪.‬‬
‫هكذا شرع يّتجر بسلع متلفة فبدأ بشحن البقول من )سكل( إل سانلوي‪ ،‬لكنه‬
‫ل يتحقق ف ذلك ربا يذكر فهجره إل التجارة بالسمك الفف‪ ،‬وكلف مالك اناي‬
‫أحد أقربائه‪ ،‬وأحد مريديه الكبار بشحنه إل كول‪ ،‬وترك جزء منه عند الشيخ منجاي‬
‫صمب ف )فاس كان( غي أن هذه الاولة قد باءت أيضا بالفشل‪ ،‬فاته إل العلف )تب‬
‫الفستق أو الفول السودان( )‪ (NGOOŃ‬وشحن منه مقطورة قد اكتراها من مطة‬
‫القطارات ف لوغا‪ ،‬ولا بيعت الشحنة ف سانلوي ل تساو ثن كراء القطورة‪ ،‬فاشتكاه‬
‫مدير الشبكة الفرنسي آنذاك إل الشرطة‪ ،‬حت أنه لو ل تدخل الاج )غال مبينغ‬

‫‪34‬‬
‫‪35‬‬

‫‪ (XAALI MBENG‬أحد وجهاء مدينة )لوغا( لتفاقمت القضية‪ ،‬وبا تلى عن‬
‫الاولت التجارية وتوجه إل الفلحة‪.‬‬
‫ذهب إل )كيل ‪1(KAYEL‬بإياء من السيد موسى تشام أحد معارفه الذي قال‬
‫له‪ :‬أستطيع أن أستضيفك أنت وثلثي من تلميذك ف قرية )كيل(‪ .‬فوفد إليه الشيخ‬
‫عباس رحه ال ف بضعة وعشرين من تلميذه كان بينهم‪ :‬شيخ تان ود‪ ،‬ممد المي‬
‫ود‪ ،‬ويعقوب فال‪ ،‬وممد الغال صل‪ ،‬والاج مالك صل زينب‪ ،‬وبدر جاج‪.‬‬
‫وقد أوف السيد موسى الفقيه اللغوي‪ ،‬والزار وظيفة‪ ،‬والريدي طريقة بوعده‪،‬‬
‫فكان يدهم بالدخن والشعي‪ ،‬لكنه كان يزودهم باللحم من حي لخر‪ ،‬غي أن خريف‬
‫ذلك العام ل يسفر عن شيء تقريبا‪ ،‬إذ أنه ل يبق للشيخ وتلميذه بعد سد الديون إل‬
‫خسة عشر )‪ (15‬من الفول السودان )الفستق(‪.‬‬
‫انتقل إل قرية )تشلي‪ (2CALLE‬بإياء من أبناء أعمامه هناك‪ ،‬ونزل ف بيت‬
‫الشيخ )بله صل( سنة واحدة فتوف رحه ال فاستضافهم الشيخ مور صل‪ ،‬واتفق أن در‬
‫الزرع وحصل الشيخ عباس من زرعه ذاك العام على مائت برميل أي عشرين )‬
‫‪ (20000‬ألف كيلو من الفول السودان‪ ،‬إل أن الديون – نفقات الريف – كان‬
‫أكثر من هذا النتاج الغزير‪ ،‬حت أنه لو ل تدخلت الاج شيخ انونغ لدى السلطات‬
‫ف )جوربل( باله ونفوذه لتعرض الشيخ لضايقات‪.‬‬
‫غادر تلك القرية بنصيحة ابن خاله شيخ تان ود ليعود إل )انامب‬
‫‪ (NJAMBUR‬وبالتحديد إل قرية أجداده )انه غوري‪ (3NJA GUREY‬حيث يتوفر له‬
‫التباع والراضي والقارب غي أنه تعرض ليانة بعض قريباته الت كانت تتعهد وتتول‬
‫شئون التلميذ من ناحية الكل والشرب‪ ،‬إذ تركت تلك السيدة رحها ال حت اشتد‬

‫‪ - 1‬قرية على ضواحي مدينة )امباكي( من ناحية النوب‪.‬‬


‫‪ - 2‬قرية على ضواحي مدينة )امباكي( من ناحية النوب‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرية على بعد ‪ 15‬كيلومترا شال شرقي مدينة )لوغا(‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬

‫الريف والتلميذ يعملون ف البساتي فأعادت إليه ما كانت تعده للغداء ذلك اليوم‬
‫بدعوى التعب‪ ،‬وغادرت القرية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن أخته الكبية جدة كاتب هذه السطر السيدة عائشة صل‬
‫رحها ال‪ ،‬حاولت أن تنقذ الوقف فاتهت من )انكيك( إل )انه(‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬
‫الشيخ عباس أتى بزوجته الثانية السيدة مري لو رحها ال إل القرية ل يصد من وراء‬
‫تلك الهود ناحا ماديا يذكر‪ ،‬فاضطر إل مغادرة القرية‪ ،‬وإنشاء قرية باسم )عي‬
‫ماضي( بالقرب من )انك صل ‪ (NJOKK SALL‬لكن بعض الؤامرات النتمائية‬
‫حالت دون إناح الشروع‪.‬‬
‫وتنفيذا لتوصية شيخه اللداه أنشأ قريته )طابه( سنة ‪1370‬هـ الوافق ‪1951‬م‬
‫كما أسلفنا‪ ،‬وأقام فيها بعض أتباعه ليزرعوا طبعا‪ ،‬ولكن ليعبدوا ال ف جو ل يكدره‬
‫النفاق والكسب غي اللل‪.‬‬
‫وعلى بعد ‪ 40‬كيلومترا شرقي قريته )طابه( أسس ف أرض السلمة قرية‬
‫السعادة‪ ،‬ووصفها بالقاهرة‪ ،‬لكن الوصف طغى على السم‪ ،‬وكان يوم الثلثاء العشرين‬
‫شوال ‪1386‬هـ الوافق ‪ 31‬يناير ‪1967‬م حيث ت قطع الشجار وتسوية الراضي‬
‫حضرها أو شارك فيها ‪ 1988‬شخصا من أتباعه‪ ،‬وأساؤهم ف قائمة عندي‪ .‬لكن إقامة‬
‫البيوت كانت يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الجة ‪1386‬هـ الوافق ‪ 8‬إبريل‬
‫جل الحداث واسم القرية ووصفها ف‬ ‫‪1967‬م‪ .‬وقد أّرخ الشيخ عباس التأسيس وس ّ‬
‫الرجوزة التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تأسيسنا السعادة شاف العطش‬ ‫منسلخ شوال عام وفسش‬
‫بقاعها ف أرضها السلمة‬ ‫بقطع أشجار مع التسوية‬
‫قد وصفت تفاؤل بالقاهرة‬ ‫سعد السعود للدنا الخرة‬
‫من ربنا تأسيسها القيقي‬ ‫على التقى والب والتوفيق‬
‫‪2‬‬
‫بشهر ذي الجة كن مبينا‬ ‫بالحد الثامن والعشرينا‬

‫‪ - 1‬وفسش‪ 1386 :‬وهو التاريخ الجري للتأسيس‪.‬‬


‫‪36‬‬
‫‪37‬‬

‫تقوى وبر طاعة لذي العلى‬ ‫بنيت البيوت للسكن على‬


‫تشهد نيل مرشد آماله‬ ‫عام صفاء مرشد الاله‬
‫الرافع السماء ذات البك‬ ‫بالي واليمن وعون اللك‬
‫جامعة‪ ،‬نافية للضي‬ ‫يعلها دارا لكل خي‬
‫والعون من رب الورى النصي‬ ‫دار التقى واليمن والتيسي‬
‫دينا ودنيا كلنا شاملة‬ ‫والعلم والعمل مع عافية‬
‫ومن حلل الرزق يا ذا الباري يسر لا كالصيب الدرار‬
‫واجعل لكل من با من ساكن ووارد لا وللمواطن‬
‫وقاية من كل ما يشى وما من المور يتقى يا ذا المى‬
‫جيعها جيعهم بالق‬ ‫بك نعيذ من شرور اللق‬
‫وبيص تصونم وتنع‬ ‫بأهم بسقك بلع‬
‫أصحابه والل هب ل المل‬ ‫الصطفى صل عليه وعلى‬

‫ويلحظ أن هذه القرية من خلل هذه القصيدة قد أنشئت للغرض الذي من أجله‬
‫أسست قرية )طابه( أي العلم والعبادة والكسب اللل‪ ،‬وقد أقام فيها الشيخ رحه ال‬
‫بعض أقاربه وبعض أتباعه الذين ما زال من منهم حي هناك حت الن‪.‬‬
‫وكان الشيخ قبل تأسيس القاهرة قد أرسل مموعة من مريديه إل قرية )انومب‬
‫‪ (NJOMPI‬بالقرب من )طوب انغيج ‪ (TUUBA NJAGEEJ‬شرق شال مدينة‬
‫)اندويي( سعيا وراء أراضي تكنهم من أن يعبدوا ال ف جو صاف‪ ،‬ولكن تول لم أن‬
‫يعيشوا بعرق الباه‪ .‬وقد عشت أنا شخصيا هناك لظات مفيدة مهمة ف حياة التلميذ‬
‫ل أنساها أبدا‪ ،‬إل أن الرعاة البدو بقطعان غنمهم أفشلوا الشروع ف مهده تقريبا‬
‫فافترق المع شذر مذر بعض إل )طابه( وبعض إل ) انامبور( وآخر إل حيث يعلم‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ - 2‬عند ما حولنا ‪ 28‬من ذي الجة عام ‪1386‬هـ وجدنا أنه كان يوافق يوم السبت بدل يوم الحد ولعل ذلك يرجع إل‬
‫عدم ظهور اللل حيث كان الشيخ رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪38‬‬

‫وقد اته الشيخ عباس صوب شال البلد لزراعة الرز ف أراضي )روس بيجو‬
‫‪ (ROOS BETHIO‬حيث يقوم بعض الشبان بإحياء أراض تابعة للحنفية‪ ،‬ويعبدون‬
‫ربم‪.‬‬
‫وهذه الهود التواصلة‪ ،‬وهذه الاولت التكررة إن دلت على شيء فإنا تدل‬
‫على علو المة‪ ،‬وعلى الصطبار على تمل الشقات ف سبيل تقيق حياة كرية‪ ،‬وعلى‬
‫الخذ بالسباب مصداقا لقوله صلى ال عليه وسلم‪» :‬اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا‪،‬‬
‫واعمل لخرتك كأنك توت غدا«‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪39‬‬

‫أحواله الربانية‬
‫لست أقصد بذا العنوان إظهار الراتب العرفانية للشيخ عباس صل رضي ال عنه‪،‬‬
‫أو بيان درجاته الربانية لشيء واحد كاف أل وهو أنن لست أعرف عن تلك المور ما‬
‫يغن عن جوع‪ .‬إنا قصدي أن أقيد بعض إشارات وتلميحات معبة ف حياته الروحية‪،‬‬
‫وتسجيل بعض تصرياته الت ل تقبل الشك أو الدل فيما حباه ال تعال إياه باعتباره‬
‫شيخا جليل‪ ،‬ومربيا دليل من رتب عالية ودرجات رفيعة ف الرقي والوصول إل حضرة‬
‫القدس سلوكا وجذبا‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬جاء ف »زينة العرائس ونزهة البطال ف مناقب السيد ابن عباس«‬
‫للشيخ ممد الختار ولد الدهاه‪ :‬أن الشيخ عباس حكى له عن والدته أنا‬
‫لا كان صبيا يبو‪ ،‬ذهبت والدته لزيارة الاج مالك سي رضي ال عنه‬
‫ف إحدى زياراته لقرية )انكيك فال( فلما وصلت إليه وجدت أمامه‬
‫كوبا مليئا بالقهوة شرب منه الشيخ الاج قليل‪ ،‬فحبا الطفل عباس إل‬
‫الكوب وشرب كل ما كان فيه‪ ،‬والشيخ صامت ينظر إل الطفل ف‬
‫هدوء‪ ،‬ث ُقّدَم إليه كوب آخر‪ ،‬فشرب منه قليل‪ ،‬ووضعه أمامه من‬
‫جديد فعاد الطفل وشرب كل ما تبقى منه‪ ،‬والاج ل يقول شيئا بينما‬
‫ترتعد فرائص أمه خوفا ما تشهد‪.‬‬
‫ويعلق الشريف ممد الختار على القصة‪» :‬ومن ينظر إل هذا الرص‬
‫البكر على التبك بآثار الصالي يدرك بعض آل إليه أمر هذا الشيخ‬
‫‪1‬‬
‫التفوق الفاقد الثال«‬
‫‪ -2‬إنه ف سنة ‪1368‬هـ ‪1949‬م استقبله أحد الشرفاء العلويي وهو‬
‫مولي أحد بن العرب عند باب زاوية شيخنا التجان رضي ال عنه ف‬
‫فاس‪ ،‬وقد إليه كناشا بأربعي )‪ (40‬صفحة كلها غرائب من السرار‬
‫التجانية‪ ،‬ولا سأله عن السبب قال له‪ :‬هذه من أسرار والدي كان قد‬

‫‪ - 1‬كتاب مطوط صفحة ‪.12‬‬


‫‪39‬‬
‫‪40‬‬

‫وصف ل صاحبها‪ ،‬وأنه يأت من قطر بعيد‪ ،‬وقد اجتمعت كل‬


‫الوصاف فيك‪.‬‬
‫وكانت تلك السرار من الدقة بيث يتاج الشيخ عباس ف بعضها إل‬
‫إذن خاص‪ ،‬ول يستطع أن يصل عليه من أحد ساعتئذ‪ ،‬فأذن له فيها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم بكيفية ل نعلمها‪.‬‬
‫وف سنة ‪1380‬هـ ‪1961‬م طلب الشيخ عباس من الشريف ملي‬
‫أحد سرا من أسرار والده ولا كان صدر الشريف غي منشرح لعطائه‬
‫ذلك السر اّدَعى أنه أي الطلوب ف صندوق مغلق وأن بعض الخوان‬
‫سافر بالفتاح‪ .‬ولا كان الليل رأى الشريف أباه يعاتبه على امتناعه ذاك‪،‬‬
‫فلما استيقظ أرسل إل الشيخ عباس كل ما كان لديه من أسرار والده‬
‫عن طريق البيد‪ .‬وقد وصلت إليه الرسالتان ف يوم واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬قد التقى الشيخ عباس رضي ال عنه ف بيت القدس‪ ،‬وهو ف طريق‬
‫عودته من حجه الول عام ‪1949‬م بشخص اسه احد وكان من حلة‬
‫أسرار الطريقة التجانية هناك‪ ،‬ولا رأى مع الشيخ قصيدته الت مطلعها‪:‬‬
‫بي الورى متظاهرا بتلطف‬ ‫سر سرى متنكرا‬
‫بتعرف‬

‫طلب إليه مفتاح القطبانية‪ .‬ول يكن يشك ف أن الشيخ عباس يتلك‬
‫ذلك‪ .‬وكان قد ثبت لدى ذوي العرفة أن الشيخ عباس قد فتح عليه‬
‫الفتح الكب عند إنشائه هذه القصيدة ف بستان له يسمى بـ )دان‬
‫‪ (DAANE‬ف قرية )انه( حوال ‪1946‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬كان الشيخ عباس رضي ال عنه عند خروجه من بيته ف سانلوي‬
‫لداء فريضة حجه الول دعا ربه أن َيلتقي بأحد رجالت الضرة‬
‫ليسأله عن أمور معرفية َتُهّمُه بشرط أن يكون الرجل تانيا‪ .‬لكنه ل يلتق‬

‫‪40‬‬
‫‪41‬‬

‫بأحد يب له بطلبه حت غادر بيوت بالطائرة عائدا إل السنغال تاركا‬


‫فيها رفيقه الشيخ جين عمر ل الذي كانت أوراق سفره قد ضاعت‬
‫هناك‪ ،‬حت أنه ل يستطع أن يسافر إل بالباخرة وبعد أن صلى ف أحد‬
‫مساجد بيوت سلم عليه شخص‪ ،‬وسأله عن صاحبه فقال له‪ :‬إذا رأيت‬
‫عباس فقل له كذا كذا‪ .‬وكان الشيخ جين يعتقد أن بي ماطبه والشيخ‬
‫تعارفا سابقا‪.‬‬
‫ولا أبرت الباخرة من بيوت تلى له ذلك الشخص وقال له‪ :‬أنا لست‬
‫من النس‪ ،‬إنا أنا من رجال الغيب التجانيي واختفى عن ناظريه‪ .‬ولا‬
‫وصل جين عمر إل السنغال وحكى للشيخ عباس ما قاله الروحان اتفق‬
‫أنه أجوبة للسئلة الت كان يريد أن يطرحها على أحد رجال الضرة‬
‫الذي كان يود لقاءه‪.‬‬
‫‪ -5‬ف إحدى زيارات الشيخ عباس لدينة فاس وجد أحفاد مولنا‬
‫الشيخ أحد التجان ومقدميه ف الزاوية يتلفون اختلفا حادا حول‬
‫صورة فوتوغرافية زعم بعضهم أنا لسيدنا الشيخ التجان رضي ال عنه‪،‬‬
‫وأنكر ذلك بعضهم‪ ،‬فاتفقوا أن يفصل بينهم بالق‪ ،‬وقدموا غليه‬
‫الصورة‪ ،‬لكنه قال لم‪ :‬انتظروا حت غد‪.‬‬
‫ولا سألته عن نتيجة الكم قال ل‪ :‬إن الشيخ التجان رضي ال عنه‬
‫مكنن من نفسه ما ل يكن لكثي‪ .‬ومهما قيل من قول فإن هذه الثقة من‬
‫أحفاد الشيخ ومقدميه فيه تعبي بوضوح عن مدى اعترافهم له بقربه‬
‫الروحي لمد الولياء وغوث النام رضي ال عنه وأرضاه‪.‬‬
‫‪ -6‬إن هذا القرب الروحي ليس منا مرد تمي أو استنتاج من مواقف‬
‫معينة بل صرح الشيخ عباس رضي ال عنه بأكب من ذلك وسجله ف‬
‫قصائده عي ما مرة‪ ،‬من ذلك أنه يقرر أنه وليد روح شيخنا أحد‬
‫التجان ووريث سره بل أدن شك‪ ،‬ول أقل ريب‪ ،‬وتبقى السألة مسألة‬

‫‪41‬‬
‫‪42‬‬

‫تصديق أو جحود ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ يقول ف‬


‫إحدى رائياته‪:‬‬
‫يين ف ال من ل يشاكره‬ ‫فكون وليد الروح حقا‬
‫حقيقة ذا‪ ،‬والفاعل ال قادره‬ ‫وسره‬
‫دلئل صدق ل ترى من يكابره‬ ‫تبي ل والمد ل وحده‬
‫لقد كان قبل اليوم ظنا ول به فمن شاء فليؤمن ومن شا يناكره‬
‫فأصبح ل علما يقينا مققا‬

‫وف تثبيت هذا العن وتأكيده يصرح ف قصيدة أخرى بأن الشيخ التجان‬
‫هو أبوه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وأخذت للخيات كل نواص‬ ‫ظرفت يداك بدرة الغواص‬
‫‪2‬‬
‫فالصيد أوفر ف الفرى مثل مصى للسابقي هو منية القناص‬
‫صدقوا‪ ،‬ولكن دونا ظفرت به يد قاصد التجان بالخلص‬
‫نعم السفينة للنجاة ومنذر الطـ ـطوفان آذان باللك لعاص‬
‫أهل التجان من كمال خلص‬ ‫إما‪ ،‬وإما فالسلم عليكمو‬
‫بشرى بأحَد أحِد اللص‬ ‫بشرى لنا نلنا به فوق الن‬
‫سر اليط لدره غواص‬ ‫بأب أب العباس أحظى وارث‬

‫وقد كان الشريف عمر الكرزازي رضي ال عنه يقول له ف المسينات أعتقد‬
‫أنك )عباس( الذي هو الولد الروحي لشيخنا التجان الذي من أجله كن بأب العباس‪،‬‬
‫وليس له ف الظاهر ولد بذا السم‪ ،‬وكان ل يقبل ذلك تواضعا إل أن تضافرت الدلة‪،‬‬
‫وتعاضدت الباهي فأصبح يصرح بذلك كما رأيتم‪.‬‬

‫‪ - 1‬الدرة‪ :‬حجر كري معروف‪ .‬الغواص‪ :‬الائض ف البحر لخراج الدرر‪ .‬النواصي جع ناصية مقدمة الشيء‪.‬‬
‫‪ - 2‬القناص‪ :‬الصياد »الصيد أوفر ف الفرى« مثل عرب بعن اجتماع ما يطلب ف الكان الذي يوجد فيه عادة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬

‫ولقد قرأت له يوما قصيدته الولفية الطويلة )كتاب الصدق إل طريق الق( حت‬
‫إل قوله ف شيخنا أحد التجان رضي ال عنهما‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ك َكَنَر ُدوْن عباس‬
‫ت ِب ْ‬
‫سْن َ‬
‫س َن َ‬
‫َدَكْنَتَلْم ُبُووْر َأُبو اْلَعّبا ِ‬

‫فقلت له‪ :‬لعله أنت؟ فقال‪ :‬مكن‪ ،‬ومن يجر على ال أن يفعل ما يشاء ؟‬
‫وف خضم مقارعته لعارضي بعض تصرياته ف التجانية ومؤسسها الفذ قطب‬
‫القطاب مولنا أب العباس نظم نونيته الفريدة الت أشار فيها إل نفسه إشارة واضحة‬
‫بأن كل من ليس شيخنا التجان أباه روحيا ل يكنه أن يعرف ف شيخنا ما يعرفه هو‬
‫فيه‪.‬‬
‫وسبب نظم القصيدة أن الاج مصطفى انيانغ سأله – وها ف قريته )القاهرة( أما‬
‫تقوله ف شيخنا التجان وطريقتنا تمينات تظنها أم حقائق يقينية عندك‪ ،‬فكان الواب‪:‬‬
‫فهل مثل ذي حق اليقي ظنون‬ ‫يقينا بأعلى ما يكون يقي‬
‫وهل يستوي‪ ،‬ل‪ ،‬ذو عمي متخبط ومن كله أن تتبه عيون‬
‫وباطنها فيما استحق يبي‬ ‫يرى ظاهر الشياء ويعطيه حقها‬
‫‪2‬‬
‫وباطل شيء باطل ويشي‬ ‫يرى الق حقا موفيا كل حقه‬
‫‪3‬‬
‫رقوب رقيب للله يدين‬ ‫بأعدل قسطاس على الق وزنه‬
‫ترى منه إل ما تراه يزين‬ ‫تفضل موله الكري عليه ل‬
‫على وسط يكفيك وهو أمي‬ ‫تبؤه من مفرط ومفّرط‬
‫لغايات ما ينمى إليه حسي‬ ‫ول يأل جهدا ف الطريقة راقيا‬
‫‪4‬‬
‫سلوكا وجذبا ل يفته معي‬ ‫قد القى عصا تسياره متحققا‬
‫حقيقته فيما هناك رهي‬ ‫يغازل غزلن القيقة واجدا‬

‫‪ - 1‬معن البيت‪ :‬أن كنيته أبو العباس فليحمد ال من سيكون العباس‪.‬‬


‫‪ - 2‬شان‪ :‬ضد زان‪.‬‬
‫‪ - 3‬رقوب‪ :‬فعول من الرقابة‪ .‬ورقيب اسم من أساء ال السن‪.‬‬
‫‪ - 4‬ألقى عصا التسيار‪ :‬حط رحله ونزل‪ .‬معي‪ :‬مورد ماء‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫‪2‬‬
‫إل جبوت ل يعقه شجون‬ ‫ترقى عن الناسوت ف ملكوته‬
‫رغوبا لعلى والعلي معي‬ ‫يواصل سي الد‪ ،‬والد دأبه‬
‫حرام لغي ال فيه سكون‬ ‫وطهر بيتا منه ل قلبه‬
‫‪3‬‬
‫حقائق ل تعقل لديه شئون‬ ‫تنور بعد السحق من جبوته‬
‫ـتياقا إليهم فالنون فنون‬ ‫فما ازداد قرب الي إل وزاده‬
‫‪4‬‬
‫أمامك فالطلوب فيك كمي‬ ‫اشـ‬
‫يزد عطشا ما إن كحينه حي‬ ‫وث مناد من هواتف غيبه‬
‫أبوه أبو العباس نعم قرين‬ ‫كشارب ماء البحر إن زاد شربه‬
‫فما مثل ذا ف الناس إل موفق‬

‫إذا كان هذا القول صريا جدا فيما نبينه‪ ،‬ول يعد هناك بوصة يتحرك فيها شاك‬
‫ياري فإن قوله ف البيت التال من القصيدة يكون البيان حيث قال‪:‬‬
‫فأنتم أبو العباس ها هو واقف ببابك حيانا عليه ديون‬

‫فالطاب )أنتم( موجه إل أب العباس أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬ولكن الضمي‬
‫)هو( هنا أين يعود؟ إل العباس طبعا‪ ،‬لنه أقرب اسم مذكور كما يقول النحاة‪ .‬ومن‬
‫الواقف؟ الشيخ عباس صل عند باب أبيه أب العباس رضي ال عنهما‪ ،‬وهذا النتهى ل‬
‫المد والنة‪.‬‬
‫وقد يكون الشيخ عباس رضي ال عنه قد تدث عن نفسه‪ ،‬وقال لنا أمورا ل‬
‫ندري أيليق بنا أن نسجله ف كتاب‪ ،‬لذلك احتفظنا با لنفسنا‪ ،‬غي أن ما نشره ف‬
‫دواوينه الت ف متناول العامة والاصة ل مال لخفائه مثل قوله ف القصيدة السابعة‬

‫‪ - 2‬من سلل الترقي عند رجال عوال يقطعونا إل ال أولا عال الناسوت فعال اللكوت ث عال البوت‪ .‬وهناك عوال‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬السحق‪ :‬ذهاب تركيبك تت القهر‪ .‬والبوت هنا صيغة مبالغة من الب بعن الكب والعظمة‪.‬‬
‫‪ - 4‬الطلوب فيك كمي يعن وال أنك وصلت منذ زمان‪ ،‬لن من يبحث عن نفسه يتعب دون جدوى‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪45‬‬

‫عشرة من ديوانه الاص الوسوم بـ )تيجان الذّهب بروف بعض اليات بالدح‬
‫الهّذب(‪:‬‬
‫وهب ل الصائص الوهاب ل يص طل وبلها‬
‫الساب‬ ‫بشرن مبشر البشي‬
‫شربت ما صفا من ابر اليقي بشارة جاد با نصيي‬
‫بالعلم والعي وبالق البي‬ ‫رب كفى ل شاهدا بأنْه‬
‫فضلن على كثي منْه‬

‫فمثل هذه التصريات من مثل الشيخ عباس رحه ال العروف بيائه‪ ،‬وتفظه‪،‬‬
‫وتواضعه وتستره‪ ،‬وصدقه‪ ،‬وشدة مافظته على السرار‪ ،‬وكرهه الدعاوى ل يضع مال‬
‫للمماراة ف أنه رضي ال عنه ببكاته كان من رجال ال الكبار‪ ،‬والعارفي الكّمل‪،‬‬
‫الواصلي الوصلي الذين فضلوا المول وستر الال إل أن وعاء سره نضح بذه‬
‫التصريات الت أعتقد أنه أحس ببعض الرج‪ ،‬أو بشيء من الضيق عندما صرح با‪،‬‬
‫فاستدرك قائل ف القصيدة نفسها‪:‬‬
‫كما به أمر رب العزة‬ ‫وكل ذا تدثا‬
‫بالنعمة‬

‫هذا وننتقل للقراء الكرام فيما يلي بشارة كان الشيخ عباس رضي ال عنه كتبها‬
‫لنا بيده الشريفة وصورنا منها نسخة نتفظ با حت اليوم‪ .‬وهي كما كتبها الشيخ‬
‫بنقطها وفواصلها أي دون تغيي أي شيء منها‪ ،‬أو أي زيادة أو نقصان‪ ،‬ولكل قارئ‬
‫فيما بعد أن يعلق عليها با يرى‪ ،‬فقد كتب‪:‬‬
‫» المد ل له النة وله مزيد من الشكر‪ ،‬وصلى ال على سيدنا ممد الفاتح الات‬
‫الناصر الادي وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪46‬‬

‫فإنه مّن ال علي صبيحة يوم المعة السادس من رمضان عام ‪1382‬هـ اثني‬
‫وثاني وثلثائة وألف‪1،‬أنه تراءت ل ف الوظيفة صورة مهيبة ذات شيبة بية ولية كبية‬
‫بيضاء نية كل دائرة وجهه سوى وسطه من البهة والنف والشفتي تعمه الشيبة النية‪،‬‬
‫والوجه ييل إل الطول‪ ،‬ل أر قبلها مثلها ف السن واليبة والسكينة والوقار‪ ،‬وهي ف‬
‫وسط اللقة‪ ،‬وظن أننا ف الوهرة‪.‬‬
‫ول أرى هذا إل أن ال التفضل الكري الواد مّن علينا بكشف الجاب بي عين‬
‫رأسي وبي ذات شيخنا خات الولياء ومدهم من الزل إل البد‪ ،‬أب الفيوضات‬
‫والبكات مولنا أحد بن َمحمد التجان السن رضي ال عنه‪ ،‬وجعله نصب عين قلب‪،‬‬
‫وأدام علينا بكمال زيادة التفضل تلك النة العظيمة‪ ،‬ني عليها ونوت فيها وندفن معها‬
‫ونشر إل الستقرار معها ف أعلى فراديس أغلى جنة عليي مع الصطفى الكري جده‬
‫سر الوجود‪ ،‬ومنبع الفيض والود سيدنا ممد بن عبد ال رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وقد وقع لنا هذا ونن ف مدينة طابه حرسها ال بنه‪ ،‬وزادنا من فضله آمي‪.‬‬
‫ق العتبة الحدية ابن عباس صل لطف‬ ‫بقلم عبد ربه صاحب الواقعة‪ ،‬الفقي إل ال‪ ،‬ر ّ‬
‫ال به آمي «‪.‬‬
‫وتعليقنا هو أن المد ل رب العالي الذي جعلنا من أتباع هذا الشيخ الكبي‬
‫الذي مّن ال عليه بذه النة العظمى الت تتحرق أكباد العارفي الواصلي للوصول إليها‪،‬‬
‫وقد يقومون بجاهدات نفسية نية شاقة دون الصول عليها وقد نشرت الورقة لسباب‬
‫عدة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الشيخ عباسا رضي ال عنه ل يكن يكتبها – ف اعتقادي –‬
‫لنفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬لا أطلعن عليها ومكنن من تصويرها ل ينعن أن أطلع عليها‬
‫غيي‪ ،‬كما فعل ف أمور أخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬هذا التاريخ يوافق الول من فباير ‪1962‬م‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ -3‬أعتقد أنه كان يبشرن أنا‪ ،‬ويبشر كل من يتعلقون به روحيا‪.‬‬


‫‪ -4‬إنا بشارة لكل تان‪ ،‬إذ با نتأكد أن ال يص حت الن بعض‬
‫عباده با يشاء كرما وجودا‪.‬‬
‫‪ -5‬إنا بشارة لكل متصوف‪ ،‬إذ با يتحققون من أن البة الصادقة‪،‬‬
‫والصدق والستقامة والصب ف صحبة أهل ال تفك القيود وتكشف‬
‫الجب بعون ال تعال‪.‬‬
‫أما أولئك الذين ينكرون كل ما ل يعرفون‪ ،‬ول يثقون بالثقات العارفي الذين‬
‫رأوا بالبصر والبصية فل أقول إل أنن أعرف ف الشيخ عباس رضي ال عنه ما هو أدق‬
‫وأغرب ما نشرت هنا‪ ،‬ولكنه كان أمرن بالحتفاظ بذلك لنفسي وكفى‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪48‬‬

‫إنجازاته رضي ال عنه‪:‬‬


‫إن إنسانا عال المة متهدا جادا مثل الشيخ عباس صل التجان رضي ال عنه ل‬
‫بد أن يقق ف الياة ما يكون مل العجاب والتقدير‪ ،‬وإنازاته ل تدخل تت الصر‬
‫ذكرنا بعضها ف الفصول الاضية‪ ،‬ونريد هنا أن نمل بعض ما ذكرنا إل جانب ما ل‬
‫نذكره من تركاته الكثية الفيدة مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬كونه أول من أنشأ ف سانلوي دائرة تانية باسم الدائرة النفية ف‬
‫الربعينات‪ ،‬وحينما جع من اشتراكات العضاء ألفي ‪ 2000‬فرنك‬
‫وقدمها هدية إل الشيخ الليفة أب بكر سي رضي ال عنهما قال له‪:‬‬
‫كيف سخر لك ال أهل تلك الدينة حت تمع منهم مثل هذا القدر من‬
‫الال‪ .‬وللشيخ عباس أيضا يد طول ف إنشاء دائرة الكرام ف دكار‪.‬‬
‫‪ -2‬كان قد أنشأ قرية باسم )عي ماضي( سنة ‪1950‬م بالقرب من‬
‫قرية انك صل‪.‬‬
‫‪ -3‬أنشأ قرية باسم )طابه( سنة ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬أنشأ قرية باسم )القاهرة( سنة ‪1967‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬له بيت ف كل من لوغا‪ ،‬ودكار‪ ،‬وسانلوي وروس بيجو بالضافة‬
‫إل القريتي الذكورتي سابقا‪.‬‬
‫‪ -6‬بن ف )لوغا( مسجدا كبيا كان زمن بنائه‪ ،‬وساعة الفراغ منه‬
‫أعجوبة العصر‪ ،‬وفريدة الوقت‪ ،‬وكان قد أحدث ضجة كبى ف بعض‬
‫الوساط‪ ،‬لنه كان ُيعتب تدّيا سافرا لسلطة معينة‪ ،‬وسنعود إل كل‬
‫ذلك ف فصل خاص إن شاء ال‪.‬‬
‫‪ -7‬بن ف )سانلوي( مسجدا جامعا كبيا وضع حجر أساسه ف ‪15‬‬
‫شعبان عام ‪1386‬هـ الوافق ‪ 17‬مارس ‪1957‬م يد البضعة النبوية‬
‫التجانية الشريفة سيدي ممد البيب التجان رحه ال‪ ،‬بضور الشيخ‬
‫عبد العزيز سي الدباغ والاج شيخ غاسا رحهما ال‪ .‬وقد دشن الامع‬
‫‪48‬‬
‫‪49‬‬

‫يوم المعة ‪ 15‬سبتمب ‪1972‬م ف صلة المعة بإمامة الشيخ عباس‬


‫نفسه‪ ،‬ويوجد الامع ف حي )كورنيش(‪.‬‬
‫‪ -8‬بن ف )لوغا( بساعدة الملكة العربية السعودية معهدا إسلميا يعتب‬
‫حت لظة كتابة هذه السطور أضخم معهد إسلمي ف إفريقيا الغربية‬
‫يشغل مساحة قدرها ‪ 8586‬مترا مربعا‪ ،‬أي ما يقل عن هكتار بقليل‪،‬‬
‫ويتألف من خسة عشر مبن ُكّل منها يتكون من طابقتي تتوي على‬
‫‪ 18‬فصل للمراحل الثلث‪ :‬البتدائية والعدادية والثانوية وقاعة‬
‫للمحاضرات تسع حوال أربعمائة شخص وأعلها مكتبة واسعة‪ ،‬ث مبن‬
‫كبي للقسم الداخلي‪.‬‬
‫ويوجد فيه مدرجان يسع كل واحد منهما أكثر من مائة وخسي‬
‫شخصا إل جانب ستة فصول أخرى أعدت للدراسات الامعية‪،‬‬
‫بالضافة إل مبن لدير الدرسة‪ ،‬وآخر للمدرسي وبيت للخفي‪،‬‬
‫ومراحيض متوفرة‪ ،‬ومصلى لداء الصلوات المس وصلة المعة‪،‬‬
‫وملعبا لكرة السلة‪ ،‬والعهد مهز بكل لوازم العاهد الديثة تقريبا‪.‬‬
‫وقد ابتدأ الدراسة فيه منذ أن دشن بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪1988‬م بضور‬
‫جع غفي توافدوا من كل حدب وصوب‪ .‬وقد تولت السلطات‬
‫السعودية إدارته منذ ‪1991‬م‪ ،‬وما زالت الدراسة تري على قدم‬
‫وساق‪ ،‬وقد ترج فيه أفواج حصل بعض منهم على منح دراسية من‬
‫الامعة السلمية حت أتوا دراستهم هناك ورجعوا إل الوطن‪.‬‬
‫‪ -9‬له دوان شعري ضخم باسم )نفحات ربانية( يتوي على أزيد من‬
‫عشرة آلف بيت وسنتناوله بشيء من التفصيل ف فصل خاص‪ ،‬كما أن‬
‫منشورات وبوثا ف الفقه والتوحيد والسية ورسائل إخوانية ذات أهية‬
‫قصوى ف مالت متلفة‪ ،‬إل جانب مذكرات ف أدعية و»أنوار« تنفع‬
‫السلم ف حياته الدنيوية والخروية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪50‬‬

‫‪ -10‬كان الشيخ عباس رضي ال عنه يهتم ببناء الرجال وتكوينهم‬


‫تكوينا دينيا متينا أكثر من غيه‪ .‬وما كانت البيوت والقرى والساجد‬
‫والدارس الت كان ينشئها هنا وهناك إل لتكوين أناس متفتحي ثقافيا‬
‫ولكن ملتزمي دينيا‪ ،‬يرون الق حقا فيتبعونه ويرون الباطل باطل‬
‫فيتجنبونه‪ ،‬ولم بعد ذلك أن يولوا وجوههم أن شاءوا‪ .‬وسنتحدث عن‬
‫مزيد من ذلك عندما نتكلم عن تربيته لريديه إن شاء ال‪.‬‬
‫‪ -11‬كان أخذ نفسه – وهو ينفذ خطة تربيته الروحية لريديه – على‬
‫نفسه بإحياء أحداث دينية وذكرى مناسبات إسلميات كثية مثل‪:‬‬
‫الولد النبوي الشريف والامس عشر من شعبان ف )لوغا(‪ ،‬وليلة القدر‬
‫ف )سانلوي( والسراء والعراج ف قرية القاهرة‪ ،‬والليلة التمية ف قريته‬
‫)طابه( قبل أن يييها ف دكار ويص لـ )طابه( يوما آخر يقام حسب‬
‫ظروف أهل القرية‪ ،‬ث أربعة أيام للتوجه إل ال سنويا ف قرية )انكيك(‬
‫‪1‬‬
‫مسقط رأسه ف آخر شهر الرم الرام‪.‬‬
‫وكل هذه الناسبات منابر للوعظ والرشاد والتوعية‪ ،‬كان يلقي فيها دروسا‬
‫مفيدة ف شت نواحي العلوم والعارف‪ ،‬وييب فيها عن أسئلة السائلي بكل وضوح وما‬
‫زالت فتاويه تتداول ف كل الوساط الدينية‪ ،‬كل ذلك ف صراحة تامة ل غبار عليها‪.‬‬

‫‪ - 1‬تتميز أيام التوجه إل ال ف )انكيك( ف بعدها عن صخب الدن وضوضائها‪ ،‬وف كونا غارقة ف تلوة القرآن الكري‪،‬‬
‫وذكر أساء ال السن‪ ،‬وأدعية الصالي‪ ،‬دون أي اختلط بي الرجال والنساء‪ .‬ففي سنة ‪1409‬هـ كانت التمات‬
‫‪ ،761‬وذكر من اسم ال اللطيف ‪ 577‬زفتويق‪ ،‬و ‪ 5‬أموي‪ ،‬و ‪ ,11689‬ومن السبلة ‪ ،1417500‬أي ‪ 450‬مضروب‬
‫ف نفسه مضروبا ف سبعة‪ ،‬بالضافة إل أعداد هائلة من اليللة والوقلة والبسملة والقواقل والصلة على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬ث ُيهدى ثواب كل ذلك للمسلمي والسلمات‪ ،‬وخاصة الوجودين ف مقبة القرية‪ ،‬ث ُيقرأ بعض التوسلت الرفيعة‪،‬‬
‫ويدعى للسنغال وسائر بلد السلمي المن والرخاء‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪51‬‬

‫تنقلته‪:‬‬
‫كنا أشرنا إل أن الشيخ عباسا كان يوزع وقته بي القرى الت أسسها‪ ،‬وبي‬
‫الدن الت فيها أهاليه‪ ،‬وبي الوعظ والرشاد والتوعية‪ ،‬ومطالعة كتبه‪ ،‬واستقبال زواره‬
‫إل جانب التأليف وإنشاء القصائد وتعهد أحوال أسرته‪ .‬ول ينته إل معرفتنا أنه قضى‬
‫شهرا كامل ف مكان واحد ف السنغال إل حي ألزمه مرضه الخي الفراش ف‬
‫الستشفى‪.‬‬
‫ول يهمنا هنا مرد تنقلته من مكان إل آخر فذلك دأب الحياء ف كل‬
‫الصقاع‪ ،‬وإنا نود أن نبي ما كان لسفاره من مغزى عملي رفيع إما من حيث‬
‫النتاج‪ ،‬وإما من حيث التقرب إل ربه تعال‪.‬‬
‫سافر – وهو ابن عشرين سنة مع أحد أخواله – إل كوناكري عاصمة غينيا‪،‬‬
‫وأنشد فيها داليته الفريدة ف مدح القطب الكتوم‪ ،‬الت مطلعها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وخطب أقاسي لذعه التوقدا‬ ‫تأوبن لف وهم تردا‬
‫‪2‬‬
‫لطب دهان إذ سعت فجاءة غدافا يقول الي رحلتهم غدا‬
‫‪3‬‬
‫بار الوى ف الكشح‪ ،‬والقلب هيدا‬ ‫فيهم لب قوله وبه طمى‬
‫‪4‬‬
‫وقد هد من قوة وتلدا‬ ‫وكلفن ما عيل صبي دونه‬
‫‪5‬‬
‫تدك البال الراسيات بعشر ما علي‪ ،‬وَقّد الوسع من تقددا‬
‫‪6‬‬
‫ونار الوى بي الوايا تكنفت وبت كما بات السليم مسهدا‬
‫‪7‬‬
‫رزيات شوق أو أسامر أنفدا‬ ‫أزاول ف ليل بطّي نومه‬

‫‪ - 1‬تأوبه‪ :‬أتاه ليل‪ .‬اللهف‪ :‬الزن والتحسر‪ .‬تردا‪ :‬عتا‪ .‬الوجد‪ :‬الزن‪ .‬اللذع‪ :‬الرق‪.‬‬
‫‪ - 2‬خطب‪ :‬أمر عظيم‪ .‬دهاه‪ :‬كر عليه وحيه‪ .‬الغداف‪ :‬الغراب السود‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوى‪ :‬الزن‪ .‬الكشح‪ :‬ما بي الاصرة والضلع‪ .‬هيدا‪ :‬أفزع‪.‬‬
‫‪ - 4‬عاله الشيء‪ :‬أعوزه‪.‬‬
‫‪ - 5‬الراسيات‪ :‬الثابتات‪ .‬تقدد‪ :‬تقطع‪.‬‬
‫‪ - 6‬السليم‪ :‬اللديغ تفاؤل‪ .‬السهد‪ :‬السهد‪.‬‬
‫‪ - 7‬رزايات‪ :‬مصائب‪ .‬أنفد‪ :‬القنفذ‪ ،‬يقال بات بليلة أنفد أي ل ينم الليل كله‪ ،‬لنه ل ينام الليل‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪52‬‬

‫وتقع القصيدة ف مائة وخسة وخسي )‪ (155‬بيتا أبدع فيها من حيث جزالة‬
‫اللغة وروعة التصوير‪ ،‬كما أتى فيها بلف ونشر عجيب سنتحدث عنه عندما نتناول‬
‫إنتاجه الدب إن شاء ال‪ .‬ومن العجب أنه نظم جل هذه القصيدة وهو يتناول غداءه مع‬
‫خاله فلما رفع يده عن الطعام صب على الورق ما يوكه ف خلده فكان بذه الروعة !‬
‫وف عام ‪1368‬هـ ‪1949‬م سافر إل )فاس( الروسة بالغرب برفقة صديقه‬
‫الشيخ عبد العزيز رحه ال لزيارة مولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنهما‪ ،‬ومكث‬
‫ف زاويته اثني وأربعي )‪ (42‬يوما يتعبد ويتقرب إل ال‪ ،‬ويستمد من أب الواهب‬
‫خيات وبركات منتظرا صديقه الذي كان قد واصل سفره إل الراضي القدسة للحج‬
‫ومنذ ذلك الي كان يزور شيخنا التجان ف فاسه سنويا تقريبا إل سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫وف ‪ 15‬من ذي القعدة عام ‪1371‬هـ الوافق ‪ 5‬أغسطس ‪1952‬م خرج من‬
‫بيته ف )سانلوي( لداء فريضة الج الذي عاوده سبع مرات كانت آخرها سنة‬
‫‪1975‬م‪ .‬أما عدد عمراته فل يكاد يدخل تت الصر‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد كان يسافر أحيانا إل بعض الدن السنغالية وقراها لتقدي تعزية أو صلة‬
‫رحم‪ ،‬أو زيارة صديق‪ ،‬أو إصلح ذات البي‪ ،‬أو لرشاد جاعة تابعة له‪ .‬كما سافر إل‬
‫جهورية )مال( لزيارة أحد الشيوخ التصوفي البارزين هناك‪ ،‬وهو الشيخ ممن مايغا‬
‫أطال ال بقاءه‪.‬‬
‫وقد زار من البلدان العربية مصر وليبيا وتونس والزائر والكويت وقطر‬
‫والمارات العربية التحدة والعراق والردن ولبنان فضل عن العربية السعودية والغرب‪،‬‬
‫ساها‪» :‬كتاب دليل‬‫وف جهورية )ساحل العاج( ألف قصيدته اْلُوُلِفّيَة البديعة الت ّ‬
‫الصدق إل طريق الق« وأبياتا خسمائة وسبعة عشر ‪ 517‬تناول فيها متلف الغراض‬
‫من التوحيد والتصوف والسلوك‪ ،‬وبّين فيها علوما دقيقة ث انتهى إل الطريقة التجانية‬
‫فامتدح مؤسسها‪ ،‬وتدث عن بعض مراتبه‪ ،‬كما تناول أهية الطريقة وفضائلها‪،‬‬
‫وشروطها‪ ،‬وتكلم عن رجالتا شرقا وغربا‪ .‬ولعل تلك القصيدة أن تكون من أروع ما‬
‫أنتج‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪53‬‬

‫وكان يسافر إل فرنسا ف فترات متباعدة للتداوي‪ ،‬وف إحدى الّرات نظم هناك‬
‫قصائد ذات دللت صوفية عالية‪ ،‬وكان قد أقام ف فندق )ترمنيست( غرفة ‪44‬‬
‫بباريس‪ ،‬ففيها نظم‪:‬‬
‫‪ -1‬قصيدة أحرف »بان يرسد ‪« ..‬البيت الت مطلعها‪:‬‬
‫باسك اللهم وبالرحان وبالرحيم الالك‬
‫الّدّيان‬

‫وذلك بتاريخ ‪9/4/1981‬م وأبياتا ثانية وعشرون‪.‬‬


‫‪ -2‬قصيدة حروف الية‪ ﴿:‬نصر من ال وفتح قريب وبشر الؤمني ﴾ الت‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫نصر من ال وفتح قريب وبشر الؤمن جعا يا‬
‫حبيب‬

‫بتاريخ ‪10/4/1981‬م وأبياتا واحد وثلثون‪.‬‬


‫‪ -3‬قصيدة حروف ﴿ حسبنا ال ونعم الوكيل ﴾ الت مطلعها‪:‬‬
‫ل إل غيه لدي‬ ‫حسبنا ال ل ونعم‬
‫سبيل‬ ‫الوكيل‬

‫بتاريخ ‪12/4/1981‬م‪.‬‬
‫ويعن هذا أنه كان ف سفره عمل وعبادة‪ ،‬لن هذه القصائد الثلث فحسب‬
‫كانت تقتضي السفر لو كانت مرد إنتاج أدب إبداعي‪ ،‬فكيف هي إذا انضافت إليها ما‬
‫كان من معان روحية عالية ؟ !‬
‫ساها‪:‬‬
‫وف آخر حج له ‪1975‬م مّر بباريس وأنى فيها قصيدته الت ّ‬

‫‪53‬‬
‫‪54‬‬

‫»خاتة المداح لسيد الرواح والشباح«‪1‬وقد توج أوائل أبياتا البالغ عددها‬
‫تسعة وثلثي بيتا‪ ،‬بروف الية‪ ﴿ :‬ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم‬
‫﴾ ومطلعها‪:‬‬
‫ما أعجزت بالعقل كل‬ ‫»ولقد« أرتن والله‬
‫مفكر‬ ‫مبصري‬

‫وذلك بتاريخ ‪ 21‬نوفمب ‪1975‬م‪ .‬وسنعود إل هذه القصائد بشيء من‬


‫التحليل‪.‬‬
‫وله أبيات معبة نظمها ف قرية )أليك ‪ (Aleg‬ف موريتانيا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫خلون لدى »أليك« لنا ليال غوال لسن ف العصر الوال‬
‫سحن وقد طبب لنا عضال وطب ول كعهدك بالليال‬
‫فكالورق القايس باللئال‬ ‫وإن قيست بن لكم ليال‬
‫تكن حرا على قنن العال‬ ‫فل أنسيتها ما دمت حيا‬
‫فظن الي – صاح – ول‬ ‫ليال كان ما قد كان فيها‬
‫تسال‬

‫وكان قبل ذلك وبالتحديد ف عام ‪1952‬م وهو ف طريق عودته من حجه الول‬
‫عندما مّر بالقدس الشريف وزار عمان عاصمة الردن فاستقبله اللك حسي رحه ال ف‬
‫قصره‪ ،‬فارتل الشيخ عباس له قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫من الدر‪ ،‬أبى من سبيكة‬ ‫سلم يفوق السك عرفا‬
‫جوهر‬ ‫ويزدري‬

‫‪ - 1‬كان يرى وهو ينظم هذه القصيدة أنا آخر أمداحه النبوية‪ ،‬وكنت أقول له‪ ،‬ستأت بقصائد أخرى فكان يستغرب‪ ،‬لكنه‬
‫كان كما كنت أقول فقد جادت قريته بعد ذلك بأكثر من خس عشرة قصيدة‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪55‬‬

‫هنأ فيها اللك الذي كان ف شهر العسل‪ ،‬ودعا له المن وطول العمر والنجاح‪،‬‬
‫فكان من ذوق اللك أن كافاه بساعة ذهبية نقش عليها اسه ماراة للكلمتي »سبيكة‬
‫جوهر« وقد هدى الشيخ تلك الساعة للسيدة زوجته الول‪.‬‬
‫وف الغرب نظم القصائد التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ف مدح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬وكان ف وفد يرأسها سيدي‬
‫ممد البيب حفيد الشيخ رضي ال عنه وعنهم‪ .‬ومطلع القصيدة التكونة من‬
‫عشرين بيتا هو‪:‬‬
‫يا أبا الفيض إننا ف حاكا نرتي وصل حبلنا‬
‫بعراكا‬

‫‪ -2‬فيمدح الغفور له اللك الامس ف قصيدة عدد أبياتا ‪ 32‬ومطلعها‪:‬‬


‫أسعد ال ذو اللل جلله ملك الغرب الفيض‬
‫نواله‬

‫‪ -3‬ف مدح الغفور له اللك السن الثان ف ‪ 18‬بيتا مطلعها‪:‬‬


‫يا ثان السي الفاقد الثان ف قرن عشرين من قاص ومن‬
‫دان‬

‫‪-4‬وقد ارتل نونية ذات اثن عشر بيتا عندما بات عند ضريح شيخنا التجان‬
‫رضي ال عنهما ليلة الثني العشرين من رمضان عام ‪1399‬هـ الوافق ‪– 13‬‬
‫‪1977 – 8‬م ومطلعها‪:‬‬
‫هل جنة اللد ف روح وريان أم أنن بي جنب والدي‬
‫أبو الفيوض أبو العباس أحد من الان‬
‫ل يعمد من جن وإنسان‬

‫‪55‬‬
‫‪56‬‬

‫وف مكة الكرمة وف ‪ 5‬إبريل ‪1975‬م عند إنشاء رابطة العال السلمي‪ ،‬وكان‬
‫ضمن الوفد السنغال مع الشيوخ عبد العزيز سي الدباغ‪ ،‬الشيخ أحد امباكي‪ ،‬أحد‬
‫دات رحهم ال نظم قصيدة طويلة ذات مائة وثانية عشر بيتا تعتب من أجود ما قيل ف‬
‫مدح آل سعود وف الشادة بناقب اللك فيصل بن عبد العزيز رحه ال‪ ،‬وف التنويه‬
‫بوحدة السلمي‪ ،‬ووصف فيها الطائرة وصفا رائعا ل نعرف أن أحدا سبقه إليه‪،‬‬
‫ومطلعها‪:‬‬
‫متعرض النفحات للرحان‬ ‫يا راغبا لنائح الفرسان‬
‫لروابط السلم‬ ‫ب النادي دعوة نوديتها‬
‫ل ّ‬
‫والحسان‬ ‫وارحل مطيك وّدعن‬
‫ل كل الهل والولدان‬ ‫مستودعا‬

‫وف ليبيا وف ‪ 25‬رمضان ‪1393‬هـ الوافق ‪1973 – 10 – 22‬م حي قائد‬


‫الثورة الليبية بقصيدة أبياتا ‪ 29‬ومطلعها‪:‬‬
‫من السن معمره القذاف‬ ‫جزى ال الهيمن خي واف‬

‫وسنعود إل جل هذه القصائد عندما نتحدث عن أمداحه للشخصيات الدينية ف‬


‫فصل لئق إن شاء ال‪.‬‬
‫أما على الستوى الوطن فمدينة )لوغا( تتل قمة الماكن الت أنى فيها قصائد‪،‬‬
‫تليها )سانلوي( فـ )طابه( و)القاهرة( ث )انه غوري( و)دكار( و)تواون( و)كيل(‬
‫وهناك ثلث قرى نظم ف واحدة منها قصيدة فيما نعلم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أولها‪ :‬قرية )روي جيي( حيث كان يدرس القرآن الكري عند الشيخ علي جيي‬
‫رحهما‪ .‬ولعل قصيدته هناك من بواكي إنتاجه لن الشيخ ل يكن قد تاوز عمره الستة‬
‫عشر عاما‪.‬‬
‫مال الفؤاد إل بدر الدجنات غوث النام إل قطب‬

‫‪56‬‬
‫‪57‬‬

‫البّيات‬

‫الثانية‪ :‬قرية )عي ماضي( الت كان قد أنشأها بالقرب من )انك صل( ث‬
‫هجرها لسباب أشرنا إل بعضها سابقا‪ ،‬وهناك نظم لميته السلوكية البديعة الت منها‪:‬‬
‫صاح اركب الزم واصحب صادق الال ماضي العزية ف الت وف‬
‫الال‬ ‫وكن مدى الدهر ف سر وف علن‬
‫بال ل ل بالقيل والقال‬ ‫وسر بقلبك جّد السي مرتل‬
‫لكل أعلى من الحوال من عال‬ ‫وزاحم الركب أهل السبق مرتيا‬
‫فضل الهي ل وان ول سال‬ ‫ونزه القصد منك أن تدنسه‬
‫بغي مولك من مول ومن وال‬ ‫ل ترض دون رضى مولك منزلة‬
‫من النازل ف بروج البدال‬

‫الثالثة‪ :‬قرية )بندج ‪1(Bandagne‬حيث أنشأ هذه القصيدة التوج أوائلها بروف‬
‫اسم الصحاب الليل عمران بن حصي الذي قيل ف مرد معرفة اسه خي كثي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ما يزحزحن عن حضرة ال‬ ‫عذنا من النفس والشيطان بال‬
‫يفك غّلهما عنه سوى ال‬ ‫ما خّلص العبد ملوك الوى أحد‬
‫بالذنب مرتيا عفوا من ال‬ ‫ب أتاك عبيد كان معترفا‬
‫ر ّ‬
‫ـنا بيوش الوى النئي عن‬ ‫أشكو إليك زمانا قد أغار عليـ‬
‫ال‬ ‫نأوي إل حصنك الفوظ داخله‬
‫نبغي أمانا وتأمينا من ال‬ ‫إن وإن كنت ذا جزم وذا جنف‬
‫فالذنب أعظم منه رحة ال‬ ‫بالصطفى وبرسل ال قاطبة‬
‫وبالنبيئي والصحاب ف ال‬ ‫نّق ثياب ما فيه من دنس‬
‫وجد بنور لنا يهدي إل ال‬ ‫حت الذي كان من ميتا كرما‬

‫‪ - 1‬تقع هذه القرية على بعد ‪ 7‬كيلومترا غرب ‪) Gueoul‬غول(‪.‬‬


‫‪57‬‬
‫‪58‬‬

‫يا ال يا حّي يا قّيوم ف ال‬ ‫صن من القلب عما فيه قسوته‬


‫وامله نورا مَن َاْسرار عن ال‬ ‫يا ال يا رب يا رحان يا ثقت‬
‫فاهد العبيد أتى حيان ل‬ ‫نّور بصائرنا واغفر جرائمنا‬
‫وألقنا بقوم خية ال‬ ‫ث الصلة على الادي وسيلتنا‬
‫ل والل صحب صفوة ال‬ ‫وارض عن الشيخ مولنا التجان من‬
‫‪2‬‬
‫به أرّجي دخول حضرة ال‬

‫أما باقي القصائد فقد قرضها وهو داخل سيارته يبوع البلد ويذرعها‪ ،‬فكم أملى‬
‫علّي أو على غيي أو كتب بنفسه – قادما من سفر – قصيدة كاملة‪ ،‬أو أجزاء كبية‬
‫من قصيدة خزنا ف ذاكرته حت وصل‪.‬‬
‫ومن الغريب أنه كان يذكر – مع طول الزمن – الماكن والسافات الت جادت‬
‫فيها قريته ببيت أو بيتي وإن طالت القصيدة‪ ،‬أو امتد زمن تأليفها‪ ،‬رضي ال عنه‬
‫وأرضاه وعنا به ببكاته وأمدنا من فيوضاته الغزيرة آمي‪.‬‬

‫‪ - 2‬أوردنا القصيدة كاملة هنا لكونا من التوسلت‪ ،‬وقد فاتنا أن نوردها ف مموع التوسلت للشيخ رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪59‬‬

‫تربيته لتلميذه ومريديه‪:‬‬


‫تتميز السادة الصوفية بظاهرة الزهد والستخفاف بالدنيا ومتعها‪ ،‬وبجاهدة‬
‫النفس وعصيان أوامرها‪ ،‬وماربة هواها‪ ،‬كما يتفردون بتطهي النان من كل ما يبعد‬
‫عن الرحن والتربية ف أحد تعاريفها تصرف إنسان ف إنسان آخر لتحسي سلوكه‪ ،‬أو‬
‫إنا تغيي سلوك كائن حي إل سلوك آخر‪ ،‬إما أحسن وإما مغاير‪.‬‬
‫والصوفية يربون أتباعهم بالتخلي أول ث التحلي‪ :‬التخلي عن الرذائل والسفاسف‬
‫ورعونات النفس الّمارة بالسوء‪ ،‬ث التحلي بالفضائل والامد‪ ،‬كل ذلك عن طريق‬
‫اللتزام بتعاليم الكتاب والسنة صلة‪ ،‬وذكرا‪ ،‬وتسبيحا‪ ،‬وسلوكا أي مراعاة حقوق الق‬
‫واللق‪ ،‬وتطهي القلب ما سوى ال تعال‪ ،‬وذلك هو سلم الترقي إل اليقي براتبه‪ ،‬ث‬
‫إل العرفة منتهى السية‪.‬‬
‫والشيخ عباس رضي ال عنه كان علما ف هذه الظاهرة التصوفية وعليها أقام‬
‫تربيته لريديه والتعلقي به‪ .‬وقد بدأ ذلك – كمعظم الربي – بتدريس العلوم الرسية من‬
‫فقه وتوحيد وسية وتاريخ ونو وصرف وبلغة ومنطق ونصوص وحديث وتفسي ‪15‬‬
‫سنة‪ ،‬ث أخذ يزاوجه بتوجيهات تطبيقية‪ ،‬وإرشادات ربانية ف ظل تركاته بي الدن‬
‫والقرى وماولته التكررة ف شئون الياة العملية‪ ،‬كما مر‪.‬‬
‫س تربيته الروحية كان أخذ نفسه أن يكون أسوة حسنة ُيقتدى به‪ ،‬وذلك‬ ‫وُأ ّ‬
‫بتبّنيه منهاج )فلنفعل معا( و)افعلوا مثلي( وكان من عباراته‪ :‬ل أرك ف السجد ف صلة‬
‫كذا‪ .‬ولاذا ل تضر الوظيفة اليوم وهلم جرا‪.‬‬
‫ول ُيعرف عنه أنه بات أو قال ف قرية أو مدينة وفاتته صلة الماعة اللهم إل ف‬
‫أواخر حياته عندما ألزمه الرض الفراش‪ .‬والصلة – خاصة مع الماعة – عنده هي أم‬
‫اليات والبكات‪ .‬ورأس الب والفلح‪ ،‬ركز عليها تربيته‪ ،‬وجعل العتناء با ف مريديه‬
‫روح العبادة بأدائها ف وقتها‪ ،‬وف جاعة سنية‪ ،‬وإقامة أركانا بأحسن ما تكون القامة‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫‪60‬‬

‫حت أن عدد تسبيحاته ف الركوع والسجود كان يتجاوز أحيانا المسة عشر‪1‬وقد‬
‫اشتهر بذلك حت أصبح كل من يطول ركوعاته وسجداته ينسب إليه وكان يفرح‬
‫لذلك كثيا لكنه كان يث – مع الطالة الضبوطة – على الستحضار وحضور‬
‫القلب‪.‬‬
‫وباعتباره تانيا ملتزما كان حازما على حضور الوظيفة ف الماعة مرة واحدة‬
‫على القل ف اليوم‪ ،‬وعلى اللتزام بضور ذكر اليللة ب عصر المعة مع اللاح على‬
‫أن يصل الريد على ما ل يقل عن ألف من كلمة الشهادة )ل إله إل ال(‪ ،‬وعلى‬
‫مداومة ذكر الورد اللزم صباحا ومساء‪.‬‬
‫وإذا كان قد أطلق العنان ف أكثر الوراد الختيارية يلح على‪:‬‬
‫‪ -1‬صلة الفاتح بأعداد متلفة كمائتي زيادة على الورد والوظيفة‪ ،‬أو‬
‫‪ 313‬مرتي أو ‪ 500‬مرتي أو ثلثا‪ .‬أو ألف ومائة وأحد عشر‪،‬‬
‫وأحيانا يأذن بأحد هذه العداد أو غيها مع البسملة أو السبلة أو‬
‫المدلة أو الوقلة‪ ،‬وذلك حسب الشخاص حينا‪ ،‬ولكن حسب‬
‫الظروف أحيانا أخرى‪ .‬وعندنا ورقة بط يده الكرية ذكر فيها أعداد‬
‫أقل ما ذكرنا قال إنه رأى سيدنا عمر بن الطاب ف النام فأذن له فيه‬
‫مسبوقا بعدد من البسملة وذكر له خاصيته وهذا من النوادر‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر اسم ال تعال‪» :‬اللطيف« وله ف ذلك أعداد وتصرفات ل‬
‫تدخل تت الصر لختلف الوائج والشخاص والحوال‪ ،‬إل أنه كان‬
‫يكرر عبارة )كلما كان أكثر يكون أفضل(‪.‬‬

‫‪ - 1‬كان أحيانا يقول ف ركوعه‪ :‬سبحان رب العظيم وبمده ‪ 3‬مرات ث‪ :‬سبحان ذي اللك واللكوت سبحان ذي العز‬
‫والبوت سبحان الي القيوم الذي ل يوت‪ ،‬سبوح قدوس رب اللئكة والروح‪ ،‬سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال‬
‫أكب عدد ما علم وملء ما علم وزنة ما علم سبحان ال وبمده سبحان ال العظيم‪ .‬ويقول ف السجود‪ :‬سبحان رب‬
‫العلى وبمده ‪ 3‬مرات ث‪ :‬سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم عدد ما‬
‫علم وملء ما علم وزنة ما علم‪ ،‬اللهم اغفر لنا فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ ،‬يا غياث الستغيثي أغثنا ‪ 3‬مرات يا ذا اللل‬
‫والكرام ‪ 3‬مرات يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬

‫‪ -3‬ذكر »حسبنا ال ونعم الوكيل« أربعمائة وخسي مرة صباحا‬


‫ومساء بنية التحصن والتحصي‪ .‬وقد رتب له أعدادا أخرى يأذن فيها‬
‫أهلوها إن شاء ال‪.‬‬
‫‪ -4‬كثرة النوافل الليلة لا ورد فيها من فضائل ل تعد ول تصى‪.‬‬
‫هذه هي التربية العامة‪ ،‬أما الاصة فالشيوخ كالطباء يصفون لكل مريض الدواء‬
‫الناسب لعلته وحالته‪ ،‬وقد عرفنا أنه رضي ال عنه ف ظرف معي كان أذن للسادة التية‬
‫أساؤهم‪ :‬ممد الغال صل‪ ،‬الشيخ التجان ود‪ ،‬حسن غاي‪ ،‬الاج صل زينب‪ ،‬إبراهيم‬
‫جوب‪ ،‬عثمان صو ف أن يذكروا له كل يوم عددا معينا من اللطيف‪ ،‬والسبلة والولقة‬
‫والسيفي وحزب البحر وذكر آخر سجلها ف ورقة بعنوان التحاصي وقراؤها‪.‬‬
‫غي أنه كان يرى أن ترقى الريد إل الضرات – كما يكون بالسلوك – يكون‬
‫بالعدوى‪ ،‬وكان يكرر دائما بيتي معبين للرّجاز الوريتان ها‪:‬‬
‫وقد يكون إثر خفض‬ ‫قدر البة يكون النفع‬
‫وقد يكون بعضه بالعدوى ورفع‬
‫وهي ف بعض تكون أقوى‬

‫ولكي تتم عملية العدوى ل بد من الصدق‪ ،‬وصدق التعلق‪ ،‬ث الصب تلك الصلة‬
‫الرفيعة الت ل يقوم أي خلق حسن إل با‪ .‬وكان يقول‪ :‬ل أستطيع أن أصطحب غي‬
‫صادق أو مستعجل‪ ،‬والق معه رضي ال عنه وأرضاه‪.‬‬
‫وقد نحت تربيته ناحا ملحوظا يشهده الميع ف أتباعه أينما وجدوا ففي‬
‫الغالب يرتادون الساجد ويركعون مع الراكعي‪ ،‬لكنهم يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة‬
‫ويذكرون ال كثيا مستغفرين مستقيمي مكتسبي عيشا حلل وكفى‪.‬‬
‫ول يكن يدخل هو نفسه اللوات أو يأمر مريديه بلوات تستمر أياما عددا‬
‫يرجون منها بأحوال غريبة ل تمد عقباها غالبا كما يدث ف بعض الوساط‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪62‬‬

‫وسر تربيته رضي ال عنه يكمن ف إقامة الصلة‪ ،‬وحضور الوظيفة‪ ،‬وقد وصل‬
‫إل جل ما وصل إليه من مراتب عالية‪ ،‬ومناصب باطنة رفيعة وهو إما ينتظر الصلة أو‬
‫كان فيها‪ ،‬أو كان قد فرغ منها‪ ،‬وإما كان يذكر الوظيفة أو كان أناها مباشرة‪.‬‬
‫وبطبيعة الال فقد كان يرى أن كل من يدعي الشيخة شيخا يصلح لتربية‬
‫الخرين‪ ،‬وأن ليس كل من ينتسب إل شيخ مريدا له‪ ،‬فل بد من شروط معينة ف‬
‫كليهما ذكرها أصحابا ف مظانا‪ ،‬لكنه كان يزيد إل ذلك تسيم العلقة بي الشيخ‬
‫والريد بعلقة الوقيد وأعواد الثقاب‪ ،‬إذا ل يتوقر الفسفور ف الانبي ل ينتج اجتماعهما‬
‫شيئا‪.‬‬
‫وكان يصنف الريدين أربعة أصناف‪:‬‬
‫‪ - 1‬صنف كسراج له فتيلة وزيت‪.‬‬
‫‪ – 2‬صنف كسراج له فتيلة ول زيت‪.‬‬
‫‪ – 3‬صنف كسراج له زيت ول فتيلة‪.‬‬
‫‪ – 4‬صنف كسراج بل زيت ول فتيلة‪.‬‬
‫فإيقاد السراج الول سهل يسي‪ .‬وإيقاد الخي مستحيل‪ ،‬وبينما عمل شاق‬
‫وخطي إذ الصنف الثان تشتعل فيه الفتيلة برهة ث تنطفئ‪ ،‬ومهما حاولت فلن تصل‬
‫على نتيجة مرضية‪ ،‬أما الصنف الثالث فقد ينفجر الزيت ويضر بالشعل وما حوله‪.‬‬
‫ومن الناحية الادية ل يكن يطلب من أتباعه هدايا يمعونا له ويقدمونا إليه ف‬
‫مناسبة وغي مناسبة‪ ،‬كان يرى أن العلقة النفعية بي الشيخ ومريده يب أن تكون‬
‫كالعلقة الوجودة بي الوالد وولده‪ ،‬ل ما بي العبد وسيده‪ ،‬أو بي اللك ورعاياه‪.‬‬
‫فأين هذا الشيخ من هؤلء الذين يعدون أتباعهم كل شيء كيفما كانت حاله؟‬
‫أين هذا الشيخ الدليل من هؤلء الذين يبهرون عقول مريديهم بوارق عادات تبعدهم‬
‫عن طلب رضى ال‪ ،‬وتعل الشيخ صاحب »الكرامات« غي عاديّ ف أنظارهم ؟ أين‬
‫هذا الشيخ الليل من هؤلء الذين ل يهمهم من التعلقي بم إل ما يغدقونه عليهم من‬
‫أموال وإن أتت من حرام معلوم ؟‬

‫‪62‬‬
‫‪63‬‬

‫ومن كل ما قلنا فالشيخ عباس رضي ال عنه ل يكن يصف نفه بأنه شيخ‪ ،‬ول‬
‫يقل ف أحد بأنه تلميذي أو مريدي‪ ،‬لن الشيخ القيقي ف الطريقة التجانية هو سيدنا‬
‫ومولنا أحد التجان رضي ال عنه‪ .‬والسادة الدعّوون – تاوزا ‪» -‬شيوخ« مقدمون‬
‫يتفاوتون – طبعا – ف الراتب والدرجات‪ ،‬لكنهم جيعا أتباع للشيخ التجان رضي ال‬
‫عنه وعنهم‪ ،‬ونفعنا ببكاتم دينا ودنيا آمي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪64‬‬

‫أزواجه وأولده‪:‬‬
‫خلف رحه ال أربع حرائر من بيوت مد وشرف وحسب ونسب وعلم وأدب‬
‫ودين‪.‬‬
‫فقد كان زواجه الول بالخلصة البارة الوفّية السيدة رحة ال جاج بنت التقي‬
‫العابد السيد إبراهيم جاج ف الول من شوال عام ‪1355‬هـ الوافق ‪ 15‬ديسمب‬
‫‪1936‬م )بلكوس( بدينة سانلوي‪.‬‬
‫وله منها ستة أولد هم ممد الادي الولود بتاريخ ‪1938 – 12 – 19‬م لكنه‬
‫توّفي قبل استكمال عام من عمره‪ ،‬وممد النصور خليفته الال‪ ،‬وأحد التجان‪ ،‬وممد‬
‫عبد ال‪ ،‬وممد البيب‪ ،‬والاج مالك‪.‬‬
‫له عائشة وفاطمة كه صل‬ ‫وسبع بنات توفيت اثنتان منهن ف حياة الشيخ وها ل ّ‬
‫رحهما ال‪ ،‬والباقيات هم مام فام عائشة‪ ،‬واندي خد واندي فاطمة أم أبيها‪ ،‬ومام مري‬
‫ومغت‪.‬‬
‫وقد ثن رضي ال عنه بالكرية التواضعة أم الساكي السيدة مري لوم بنت الشيخ‬
‫الصال والعال التقي السيد عبد السلم لوح دفي )انيي( وأعقب منها من الذكور‪:‬‬
‫الليفة أبوبكر لكنه توف ف صغره‪ ،‬والشيخ أحد التجان وممد ولد الداه‪ ،‬ومن النساء‬
‫فاطمة رحها ال‪ ،‬وآمنة وعائشة‪ ،‬ورحة ال‪ ،‬وزينب‪ ،‬وسليمة‪.‬‬
‫وقد ثّلث بالسيدة البارة الكرية رقية به بنت العال العلمة والشاعر الفحل‬
‫والرشد الصال الشيخ علي به دفي )غول ‪ (GUEOUL‬وقد رزق منها ثان ذكور هم‬
‫ممد الصطفى‪ ،‬وسيدي علي بالعيد التماسين‪ ،‬وبب ما يرى وممد المي‪ ،‬وعبد‬
‫الفتاح وعلي سّي جده‪ ،‬وإدريس العراقي العراقي‪ ،‬وبنتان ها فاطمة وحليمة‪.‬‬
‫وقد أعقب من زوجته الرابعة الكرية اليّية العابدة السيدة سخن جوب بنت‬
‫السيد الخلص له عبد ال جوب ولدين ها عبد العزيز‪ ،‬وممد الغال‪ ،‬وسبع بنات هن‬
‫عائشة‪ ،‬ورقية‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬ومري‪ ،‬وآمنة‪ ،‬و)دب( رقية الثانية‪ ،‬وبوسا أطال ال بقاء الميع‬
‫ف صحة واستقامة وعافية وعيش رغد‪ ،‬آمي‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪65‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد سجل الشيخ عباس رحه ال ف أوراق تواريخ ميلد أولده وبناته‬
‫بالتاريخ الجري حسب تتابع ازديادهم‪ ،‬ودعا لكل واحد منهم أدعية رفيعة مقبولة إن‬
‫شاء ال تعال من طول عمره‪ ،‬وصحة‪ ،‬واستقامة‪ ،‬وزهد‪ ،‬وفتح‪ ،‬وإجابة‪ ،‬وقبول‪،‬‬
‫وسلمة‪ ،‬وعافية‪ ،‬ومعرفة بال‪ ،‬وولية كاملة‪ ،‬وموت على الكتاب والسنة والماعة‪،‬‬
‫ومبة صادقة ف الشيخ أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬وغي ذلك من كل ما يعل النسان‬
‫ف أكمل صورة مكنة لغي النبياء والرسلي والصحابة الكرام‪.‬‬
‫ونن ل نلك لنباء الشيخ العزاء إل أن نتضرع إل ال القدير سائليه أن يقبل‬
‫دعاء والدهم فيهم‪ ،‬ويوسعه حت يشملنا وجيع السلمي‪ ،‬ويلحقنا وإياهم بكانته الرفيعة‬
‫عند ال بسر ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيان ألقنا بم ذرياتم وما ألتنا من‬
‫ل أي دون أن يؤاخذنا على ما بنا من ضعف أو نقص‬ ‫عملهم من شيء﴾‪ 1‬مّنا منه وفض ً‬
‫أو تور‪ ،‬إنه ول ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وقد بدأت إرهاصات الستجابة وعلمات الدعاء تلوح فيهم بلء‪ ،‬وأخذت‬
‫التربية السلمية الت رباهم عليها الشيخ تؤت أكلها يانعا تبارك ال أحسن الالقي‪ ،‬فهم‬
‫اليوم بي فقيه ومرشد‪ ،‬ومتصوف موّجه‪ ،‬وعال يعلم‪ ،‬ومدرس مقرئ‪ ،‬ودارس يتعلم‪،‬‬
‫ومرب يهدي‪ ،‬وكلهم يعّولون للعيش على عرق جباههم الطاهرة‪ ،‬ويبون بأموالم على‬
‫التاجي ﴿وف ذلك فليتنافس التنافسون﴾‪.2‬‬
‫ومن أمثلة جهود أبنائه أنشطة جعية التعاون السلمي للتربية والتعليم الت تشرف‬
‫عليها ابنته الصالة السيدة حليمة الوجودة ف المارات العربية التحدة‪ ،‬وذلك بالقيام‬
‫ب‘مال خيية جبارة ف ربوع السنغال‪ ،‬فقد قامت المعية منذ نشأتا عام ‪1995‬م‬
‫ببناء وفرش تسعة عشر مسجدا وجامعا ف مناطق متلفة‪ .‬وحفر اثنت عشرة بئرا‪ ،‬وإيواء‬
‫اليتام ف دار بنيت ف لوغا‪ .‬وتقدي مساعدات شهرية لن منهم ف كفالة ذويهم‪ ،‬أو‬
‫بناسبة العياد السلمية‪ ،‬كما تتكلف رسومات دراسة بعضهم‪ ،‬وشراء وصفات طبية‬

‫‪ - 1‬سورة الطور الية ‪.19‬‬


‫‪ - 2‬سورة الطففي الية ‪.26‬‬
‫‪65‬‬
‫‪66‬‬

‫لخرين‪ .‬إل جانب تنظيم إفطار الصائمي ف بعض الساجد‪ ،‬وتوزيع الضاحي على‬
‫بعض التاجي‪ .‬وتنظيم مدارس مسائية لتعليم النساء مانا علوم الشريعة والعربية‪ ،‬وتقدي‬
‫مساعدات إل النكوبي‪ ،‬وغي ذلك من أعمال خيية تذكر فتشكر‪ ،‬ومشروعاتا الت‬
‫هي ف وشك النتهاء أو ف طور البداية أكثر ما حققت فعل كل ذلك بتنسيق تبعات‬
‫السني بشكل يرضي ال ورسوله إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫ولعل مسك ختام هذا الفصل أن تكون هذه البيات الت يتراءى لنا خللا تأثر‬
‫الشيخ عباس الشديد وعطفه على الولد‪ ،‬وذلك حي وّدعه ابنه أحد التجان الشهور‬
‫بحمد أحد للذهاب إل مصر ف بعثة دراسية‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ممد أحد كن له حفّيا‬ ‫يا ربنا أستودعك البنّيا‬
‫وخي صاحب له وصّيا‬ ‫وحافظا وناصرا ولّيا‬
‫من الهات الست ومنه‬ ‫واجعل له معقبات يفظون‬
‫يرسون‬ ‫من كل ما جعلت فيه ضررا‬
‫يقع ف الكون وما منه جرى‬ ‫بّلغه رّبي غاية الراد‬
‫ف الدين والدنيا وف العاد‬ ‫ألمه رشده وخذ بيده‬
‫فاجعل له قصب السباق حلفه لكل ما فيه رضاك فاهده‬
‫مصيبا ف كل ميدان هدفه‬ ‫حت يرجع سالا إلينا‬
‫وغانا بكل ما تّنى‬ ‫ودائع الله ل تضيع‬
‫حاشاه وهو الافظ النيع‬

‫‪ 17‬فباير ‪1967‬م‬

‫‪66‬‬
‫‪67‬‬

‫علقته بكبراء عصره‬


‫كان لبه العلم وأهله‪ ،‬والي وفاعليه‪ ،‬والدين وملتزميه إضافة إل كونه ذا صلة‬
‫دم بعظم السر العريقة ف السنغال دور كبي ف تكوينه علئق ثابتة وأواصر متينة بأغلب‬
‫علماء عصره وشيوخه ووجهائه بغض النظر عن النتماءات الطائفية أو العرقية الت‬
‫تتفرق بالناس السبل‪ .‬فقد كان ل يهمه ف غيه إل مدى التزامه بتعاليم الدين السلمي‬
‫النيف‪.‬‬
‫ويكن تقسيم علقاته بم إل القسام التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬علقات بشيوخ تتلمذ على أيديهم ف الرسوم أو الفهوم‪.‬‬
‫‪ -2‬علقات بأناس جعتهم الزمالة أو التحابب ف ال تعال‪.‬‬
‫‪ -3‬علقات بقوم ربط بينهم حب العلم والدين والثقافة والسلمية‬
‫العربية‪.‬‬
‫والق أن روابطه تلك من الكثرة إل درجة أن هذا البحث ل يستطيع أن يفي‬
‫بعشرها‪ ،‬أما من حيث القدم وطول العهد‪ ،‬وإما من حيث السعة والتعدد‪ ،‬لذلك ناول‬
‫أن نضرب أمثلة قد تكون متعددة ف نظر بعض الناش‪ ،‬لكنها – مهما يكن – مرد‬
‫أمثلة‪.‬‬
‫أول‪ :‬علقاته بن تتلمذ عليهم ف ناحية معينة‪ .‬ومنهم‪:‬‬
‫‪ – 1‬الشيخ إبراهيم جوب ساكن اندر‪.‬‬
‫ونوي عصره رحه ال تعال‪.‬‬
‫فقد كان شيخه ف النحو بعد الشيخ سنجر جوب رحه ال‪ ،‬وعلى يدي الشيخ‬
‫إبراهيم الذي كان مشهورا بـ )براي( تعلم الشيخ عباس طّرة ابن بونه العروفة‬
‫ي يرى فيه عبقريا ل يدرك غوره‪ ،‬فيشيد بذكائه وصدقه‬ ‫بالحرار‪ .‬وكان الشيخ النحو ّ‬
‫وإخلصه‪ ،‬وقد توّقع أن يكون خليفته ف تدريس النحو‪ .‬وقد كان الشيخ عباس يكّن له‬
‫كل التقدير والحترام‪ ،‬وقد مدحه بالرائية التالية‪:‬‬
‫رضى وراء مداه ل يقاس ورا‬ ‫ورضي ال رّبي النزل السورا‬

‫‪67‬‬
‫‪68‬‬

‫نصر العباد إذا ما راح وابتكرا‬ ‫عن سيد قام ل الكري على‬
‫مرضاة من خلق الرواح والصورا‬ ‫ب ف علم ترعرع ف‬ ‫عن سيد ش ّ‬
‫ل واقتحم الهوال والطرا‬ ‫عن سيد نافر الهواء مدبرها‬
‫عن السفاسف ف تيسي ما عسرا‬ ‫فخلف القرن والحوال راغبة‬
‫ده وشر حت أدرك الوطرا‬ ‫وجاهد النفس ف موله حق جها‬
‫بي القاليم للشبان والكبا‬ ‫فسود اليل والنوار دائرة‬
‫وساد من ساد للسادات والمرا‬ ‫فنال ما نال من جاه ومن رتب‬
‫عدل يذاكرك الاضي والقررا‬ ‫شيخ تأزر تقوى ال مرتديا‬
‫منه السابق عينا ل ول أثرا‬ ‫شيخ سبوق لدى الغابات ليس يرى‬
‫إذ نوره لح ف الفاق وانتشرا‬ ‫شيخ حناديس ضلل به انقشعت‬
‫بر توج ينفي الغل والضجرا‬ ‫شيخ تفقه بل حب تيقن بل‬
‫فكت أسارى جهالت أخي زمرا‬ ‫شيخ فسوح وخريت نصائحه‬
‫من بث علما يباهي الشذر‬ ‫شيخ سي خليل ال سيدنا‬
‫والدررا‬ ‫بر خضم عميق قل لغائصه‬
‫مهل رويدك ل تدر له قعرا‬ ‫وجازه يا إله اللق أفضل ما‬
‫جازيت يا ربنا الشياخ والوزرا‬ ‫أعذه من كل ما قد يستعيذ كما‬
‫تقيه من كل ما يشى وما حذرا‬ ‫واجعله من توليت المور لم‬
‫واقبل له العذر إذ ما جاء معتذرا‬ ‫ب رزقا واسعا وأدم‬‫وارزق له ر ّ‬
‫صفو العيشة حت ل يرى كدرا‬ ‫وأبقه رحة للخلق منهلهم‬
‫مدافعا عنه رّبي البؤس والضررا‬ ‫صّل صلة على الختار من مضر‬
‫والل يا ربنا مع صحبه المرا‬

‫‪ – 2‬الشيخ الاج سعيد نور تال رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪69‬‬

‫إنه هو الذي عّلم الشيخ عباس البلغة وعلومها‪ ،‬وكان يبه وينّوه بكانته العلمية‬
‫والروحية‪ ،‬وكان يرى فيه كل ما للفتّوة والرجولة من معان‪ ،‬وكان يدعوه بـ»امبود«‬
‫أي السد بالبلرية ول يبّين له سبب هذه التسمية إل ف آخر حياته‪ ،‬وكان ل يراه إل‬
‫وعانقه‪ .‬بينما كان الشيخ عباس يبجل فيه شيخا علمه البلغة‪ ،‬وعظيما من عائلة عريقة‬
‫شريفة‪ ،‬وخليفة للسرة العمرية الباركة‪ ،‬وُمسنا ف السلم فحمل له الحترام والتقدير‪،‬‬
‫يزوره من حي لخر ويقدم إليه هدايا ويستشيه ف بعض أموره‪ ،‬وعند ما توف صبيحة‬
‫يوم المعة عند تام الثامنة والنصف‪ ،‬السابع من ربيع الول عام ‪1400‬هـ الوافق ‪25‬‬
‫يناير ‪1980‬م رثاه الشيخ عباس بالرثية الميلة التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫مفاض النور طالعها سعود‬ ‫سعيد أمة فيها سعيد‬
‫ففي معن حقيقته شهيد‬ ‫فإن عنا يغيب بآدمّي‬
‫فظل من خوارقه مديد‬ ‫وإن فقدوا لظاهره وجودا‬
‫فشأو الشيخ بينهم بعيد‬ ‫فإن ذكر الشائخ بالزايا‬
‫إل أوج السعادة أو يزيد‬ ‫ترقى للمكارم والعال‬
‫بعال هة وهو الفريد‬ ‫إل أن نال غاية كل مد‬
‫فذكرى نور نورهم جديد‬ ‫فإن أنسى التقادم ذكريات‬
‫يطّيبه من الصل الورود‬ ‫فهل كالذات طيبا طيب‬
‫وهل كالعود ف الدرجات‬ ‫وصف‬
‫عود‬ ‫وهل شيء تورد مثل ورد‬
‫على بعض ليفعل ما يريد‬ ‫فرب الناس فضل بعض قوم‬
‫معقب ما قد ابرمه الوحيد‬ ‫فل أحد يرد لا قضى ل‬
‫قضاه‪ ،‬وما لوجود وجود‬ ‫قد ابرمه‪ ،‬والبية ف انعدام‬
‫وملجا ل يضام له مريد‬ ‫أقام مباركا فينا ملذا‬
‫وفودا إثرهم أبدا وفود‬ ‫ترى دوما تطوف به البايا‬

‫‪) - 1‬سعيد( الول فعيل بعن مفعول خب لـ »أمة« لذلك ل يتحل بالتاء‪ .‬و)سعيد( الثان اسم المدوح‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪70‬‬

‫للخرى فالميع لم مزيد‬ ‫فمنهم طالب الدنيا ومنهم‬


‫جناة كان أقلقهم وعيد‬ ‫فكم يوم أغيث به أناس‬
‫أباة الضيم قصرهم مشيد‬ ‫فهو من سادة نب كرام‬
‫مكارم ل يقاس با الشيد‬ ‫بن فوق النعائم خالدات‬
‫ذرى كل العلى وهو الفريد‬ ‫تسنم ل يرام له شبيه‬
‫إل قنن العال من يريد‬ ‫وحيد النسج ليس له مبار‬
‫عن البحر الغطمطم يا مريد‬ ‫فحّدث ل تيط له جنابا‬
‫غطارف بي أظهرهم وحيد‬ ‫وراثة مد آباء كرام‬
‫جدود ل ياثلهم جدود‬ ‫له مد توارثه تليدا‬
‫بنته يدا سيادته جديد‬ ‫ومد ناله فردا طريف‬
‫بأكمل ما ينال به خلود‬ ‫جزاه ال عنا كل خي‬
‫خليفته القام به العمود‬ ‫يبارك مورثا معطي الزايا‬
‫عماد ذوي قرابته الرشيد‬ ‫فذاك النتقى لفظا ومعن‬
‫ذراريه البنون أو الدود‬ ‫فنرجو سر »ألقنا بم« ف‬
‫على التعظيم والده الفيد‬ ‫فهذا عندنا ساوى لدينا‬
‫رضاه فذاك نعم هو السعيد‬ ‫ومن يعظم شعائره ابتغاء‬
‫‪1‬‬
‫على الاحي ممدنا الميد‬ ‫وأزكى ما تكون صلة رب‬
‫دوام اللك مالكه اليد‬ ‫ويشمل آله ذكرا وأنثى‬

‫دكار ‪ 26‬يناير ‪1980‬م‪.‬‬


‫‪ – 3‬علقته بأسرة الاج مالك رضي ال عنه ف ناحيت التتلمذ والزمالة والصداقة‪.‬‬
‫كانت روابطه بذه السرة الكرية متينة للغاية بدءا بأن أباه كان من أجل أتباع‬
‫الشيخ مالك رضي ال عنهما‪ ،‬ومن ثدي إخلصه له رضع الشيخ عباس لب مبتهم‬

‫‪ - 1‬الميد هنا نعت مقطوع بالرفع لمد‪.‬‬


‫‪70‬‬
‫‪71‬‬

‫الصاف‪ ،‬ث إنه – كما أسلفنا – أخذ الورد التجان من الشيخ الليفة أب بكر سي رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ونال إجازته الول ف الطريقة التجانية من الشيخ ممد النصور سي رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬كما كان بينه وبي كل من الشيخ عبد العزيز سي والشيخ ممد البيب رحهما‬
‫ال‪ ،‬والشيخ أحد التجان سي زمالة وصداقة مع الول والثان‪ ،‬وعلقة علم وثقافة مع‬
‫ثالثهم‪ ،‬وفيما يلي بيان بعض ذلك باختصار‪:‬‬
‫أ ‪ -‬كان الشيخ الليفة يكّن للشيخ عباس حبا شديدا‪ ،‬أعطاه الورد التجان ث‬
‫أجازه فيها كل الجازات المكنة ف يوم واحد‪ ،‬وف ورقة واحدة كما أسلفنا‪ ،‬وكان‬
‫يقول فيه الي الكثي‪ :‬علمه‪ ،‬وصدقه‪ ،‬واستقامته‪ .‬وكان الشيخ عباس فانيا ف حبه‪،‬‬
‫يشيد بواقفه الطيبة الباركة‪ ،‬وينظم فيه قصائد بديعة أثلج با كثيا قلب الشيخ الليفة‬
‫وأتباعه العلماء‪ ،‬وكم تغن با الغنون ف الفلت والتجمعات الدينية‪ ،‬قبل أن تتغي‬
‫الحوال وتتدل المور لظروف خاصة مؤسفة مفتعلة ل نتاج اليوم إل العودة إليها‬
‫والتحدث عنها‪ ،‬فقد أكلها الدهر وشرب‪ ،‬ولتكن كذلك‪.‬‬
‫ومهما قيل من قول فإن الشيخ عباسا رضي ال عنه قد استحفظنا تلك القصائد‬
‫كباقي شعره‪ ،‬وكان يستسمعنا بعضها من حي لخر دون أن يغي شيئا منها‪ ،‬وذلك‬
‫شْبُه شائبة من قريب أو من بعيد‪ .‬ومن مصداق‬ ‫يدل على أم موقفه تاه الشيخ الليفة ل ُت ِ‬
‫ذلك أن كل ما أعرفه أنا كاتب هذا البحث تقريبا عن ذلك الشيخ الليل من صدقه‬
‫وإخلصه وعلمه وخدمته للطريقة التجانية عرفته من الشيخ عباس رضي ال عنهما ف‬
‫أحاديثه إلينا بي فينة وأخرى‪.‬‬
‫وإليكم مقتطفات من بعض تلك القصائد الت أعتبها من أروع ما قيل ف مدح‬
‫الشيخ أب بكر رضي ال عنه‪:‬‬
‫• من إحدى نونياته )‪ 42‬بيتا(‬

‫‪71‬‬
‫‪72‬‬
‫‪1‬‬
‫ورّنات الثالث والثان‬ ‫أصخ يا من يلي بالغوان‬
‫‪2‬‬
‫إل نو الغان للغان‬ ‫وينكث عهد جواب الوامي‬
‫‪3‬‬
‫مزيل الل ف كل الكان‬ ‫ويرنو نوء شؤبوب مغيث‬
‫‪4‬‬
‫ليدرك بالمان ف أمان‬ ‫ويعلو ف السباسب كل ند‬
‫‪5‬‬
‫ينقع غل ذي ضرر النان‬ ‫ويطلب ف الناهل خي ورد‬
‫‪6‬‬
‫مرامك عنده شس الزمان‬ ‫نصيحة من بدا من غي شك‬
‫‪7‬‬
‫صريح القفو ف أثر التجان‬ ‫عميد بل فريد الدهر حقا‬
‫فسل ما شئت تعط بل توان‬ ‫جواد من يقول لكل آت‬
‫٭‬
‫٭‬ ‫٭‬
‫عتيق ال ملص كل عان‬ ‫سليل الاج مالك السمى‬
‫له رتب حوت كل العان‬ ‫طويل الباع ف علم ودين‬
‫٭ بكل الي منطلق اللسان‬ ‫إمام زانه مد أثيل‬
‫با ما شئت من حلو الان‬ ‫شائله أخي مثل رياض‬
‫٭‬ ‫٭‬
‫لن شغفت مبته جنان‬ ‫أيا من ساءه ما فهت مدحا‬
‫لن طيف اليال له سبان‬ ‫لن كأس البة قد سقان‬
‫وسّوده العاصر ف الوان‬ ‫لن موله قدمه إماما‬
‫إل خي السلوك لن حدان‬ ‫لن رفع الله له مقاما‬
‫مواهبه على قاص ودان‬ ‫لن سامت مناقبه وعمت‬
‫‪ - 1‬الثان‪ :‬اللت الوسيقية ذات الوتار الثانائية‪ .‬والثالث‪ :‬ذات الوتار الثلثية‪.‬‬
‫‪ - 2‬نكث العهد‪ :‬نقضه‪ .‬والوامي‪ :‬الفلة الت ل ماء فيها جع موماة وموماء‪.‬‬
‫‪ - 3‬النوء‪ :‬الطر‪ .‬والشؤبوب‪ :‬الدفعة من الطر‪ .‬الل‪ :‬الدب‪.‬‬
‫‪ - 4‬السباسب‪ :‬جع سبسب الفازة‪.‬‬
‫‪ - 5‬ينقع‪ :‬يسكن‪ .‬والغل‪ :‬العطش الشديد‪ .‬والضرم‪ :‬الشتعال‪ .‬والنان‪ :‬القلب‪.‬‬
‫‪ - 6‬نصيحة‪ :‬منصوب بفعل مذوف تقديره)هاك( وما ف معناه‪.‬‬
‫‪ - 7‬القفو‪ :‬التباع‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪73‬‬

‫إل ُسُبل الداة وذا هوان‬ ‫لن يهدي وينقذ ذا ضلل‬


‫لن راض الغوامض ذي الكان‬ ‫لن عاص البحور بور علم‬
‫لبان ما تّدم ف الديان‬ ‫لن حاز اللفة دون ريب‬
‫‪1‬‬
‫لمداح له مثل المان‬ ‫فمت غيظا وخطبك ف ازدياد‬
‫‪2‬‬
‫وتغضب كل خب ذي الحان‬ ‫لمداح تطرب كل بّر‬

‫من إحدى لمياته‪(34) :‬‬


‫‪7‬‬
‫فتصمم الخيار دون البَْلَبل‬ ‫هتف الوى للخلق هتف البُْلُبل‬
‫رجلي يدي عرضي ومال معقلي‬ ‫فأجابه قلب وعين مسمعي‬
‫ب نداءه كلي ويوي مفلي‬ ‫َ‬ ‫بل صرت من ملوكه لا أجا‬
‫ل كونه داءا قبيح العضل‬ ‫ما زلت أتبع نجه حت بدا‬
‫لزيل غي مهلك مستأصل‬ ‫فهجرته عنه الجابة مصرفا‬
‫لغيث كل الستغيث الوجل‬ ‫لزحزح من كل ضر للفت‬
‫قد زان ما جاء الرسول بأجل‬ ‫لدثر أثواب تكري‪ ،‬لن‬
‫ئب والكاره أهله من أسهل‬ ‫لليفة واقي العظائم والنوا‬
‫٭‬
‫٭‬ ‫٭‬
‫سهل وتبذيل الزايا الجزل‬ ‫وُبلقه لي الناب لهله‬
‫عجب لن مت البلغة معتل‬ ‫وبكشفه معطي السائل سرعة‬
‫ما غيه ل يتويها فاعقل‬ ‫ل غرو من كون الليفة حائزا‬
‫ـَية نوره كنز الغن للمرمل‬ ‫بر الدى بدر العلى يهدي اْلَبِرْيـ‬

‫‪ - 1‬المان‪ :‬اللؤلؤ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الب‪ :‬الداع‪ .‬والحن جع أحنة‪ :‬العداوة‪ .‬ولعل الحان باللف مأخوذ منها أو ضرورة الشعر‪.‬‬
‫‪ - 7‬البلبل بضم الوحدة‪ :‬طائر صغي الثة حسن الصوت يضرب به الثل ف طلقة اللسان‪ .‬البلبل بفتح الوحدة‪ :‬شدة الم‪،‬‬
‫ولعله البلبال ف الصل‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪74‬‬

‫• ومن سينيته البديعة الت استقبل با الشيخ الليفة ف إحدى زياراته لدينة‬
‫سانلوي‪ ،‬وقد بدأها بدح شيخنا ومولنا أحد بن َمحمد السالي التجان رضي ال‬
‫عنهما والت مطلعها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫بي القرى وخصوصا الدرداسا‬ ‫ال فضل بالزايا فاسا‬
‫شيخي الّير شأنه القياسا‬ ‫فخر لا ولهلها بإمامها‬
‫‪2‬‬
‫شيخي التجان الرتقي قنن العلى جال الدجى واقي الضن والبوسا‬

‫إل أن قال ف الشيخ أب بكر رحهما ال‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫بي الورى الناف عنا الوسواسا‬ ‫وبصاحب الوقت العظم قدره‬
‫‪4‬‬
‫وأنالنا سبل الدى دّهاسا‬ ‫طب لنا داوى بنا سقم الردى‬
‫‪5‬‬
‫لوله ينقلب الضيا أدلسا‬ ‫وأفاد ف دين الله إفادة‬
‫وأقام هدم ديانه حّراسا‬ ‫فأقامه موله فينا حجة‬
‫وخليفة ساد القرون وكاسا‬ ‫هو نائب فينا التجان القتدى‬
‫من غاله حسد ُيرى دساسا‬ ‫ل يتلف ف شأنه أحد‪ ،‬بلى‬
‫‪6‬‬
‫وأدامه فحل لنا مّراسا‬ ‫ال بارك ف خلفته لنا‬
‫‪7‬‬
‫نو العال الرتضي قسقاسا‬ ‫وهو الرب بل مرقي الرتقي‬
‫شيخ الشيوخ القتفي سنن الل سلفوا من الي الرضى قّباسا‬
‫كل الثمي‪ ،‬فيا له سّواسا‬ ‫شيخ تلبس من تقى ومهابة‬
‫من قد نفى عن ديننا اللباسا‬ ‫شيخي مرب مزكإي ووسيلت‬
‫إمامناالتجان‪ .‬حصن النيع إذا خشيت الباسا‬ ‫حب السمى بالعتيق‬
‫‪ -‬الدرداس‪ :‬البقعة الت توجد با زاوية شيخنا‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬قنن جع قنة‪ :‬أعلى كل شيء‪.‬‬


‫‪ - 3‬خفف نون )عنا( هنا للوزن‪.‬‬
‫‪ - 4‬الدّهاس‪ :‬السهل اللق‪.‬‬
‫‪ - 5‬أدلس جع دلس‪ :‬ظلمات‪.‬‬
‫‪ - 6‬الراس‪ :‬ذو الشدة‪.‬‬
‫‪ - 7‬القسقاس‪ :‬الدليل الادي‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪75‬‬

‫هذا بعض ما كتبه الشيخ عباس ف الشيخ أب بكر سي رضي ال عنهما‪ ،‬وتركه‬
‫فينا ضمن إنتاجه الدب الغزير البارك‪ ،‬والمد ل رب العالي‪.‬‬
‫ب – الشيخ الاج ممد النصور سي رضي ال عنه‪.‬‬
‫قلنا سابقا إن هذا الشيخ هو اليز الول للشيخ عباس رضي ال عنه ف الطريقة‬
‫التجانية‪ ،‬وكان إذ ذاك ابن واحد وعشرين عاما‪ ،‬وكان الشيخ النصور ف زيارة لدينة‬
‫سانلوي فاستقبله الشيخ عباس بالقصيدة البديعة التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أراك سقيما أم دواهي النوائب‬ ‫ب ُوّدُه‬‫ف القل ُ‬
‫ف ُأّل َ‬
‫أمن فقد ِإْل ٍ‬
‫‪2‬‬
‫عفاه صروف الدهر ُأم العجائب‬ ‫أم الطل البال تذكرت أهله‬
‫‪3‬‬
‫تعاورن فيها أكف الكواعب‬ ‫ديار صفا ل العيش منها وما صرى‬
‫‪4‬‬
‫ويوقدن نارا ف الشا والترائب‬ ‫غوان يهجن القلب قلب معذب‬
‫أطار الكرى عنه الوى يا لغالب‬ ‫إذا ما سرى منهن طيف لعاشق‬
‫سليم فؤاد من وقوع الشوائب‬ ‫ورب فت صاف بريء من الوى‬
‫وصينه عبد الوى ذي الصائب‬ ‫وهجن له قلبا‪ ،‬وهيمن لبه‬
‫‪5‬‬
‫خرائد حور لينات الوانب‬ ‫من البيض كالرام جيدا ومقلة‬
‫‪6‬‬
‫إليهن غيدا فاحات الذوائب‬ ‫وبيداء قفر فدفد قد قطعته‬
‫‪7‬‬
‫على لحب ف العدو وكف السحائب‬ ‫بوجناء عنس عرمس فكأنا‬
‫‪8‬‬
‫با سبق من أعلى البال الراقب‬ ‫أمون ذمول ذعلب متباريا‬
‫حائمها عن أهل هذي الصاطب‬ ‫وقفت با أمري شئونا مسائل‬

‫‪ - 1‬اللف‪ :‬البيب‪ .‬دواهي جع داهية‪ :‬مصائب‪.‬‬


‫‪ - 2‬صروف الدهر‪ :‬نوائبه‪.‬‬
‫‪ - 3‬الكواعب جع كاعب‪ :‬البنت الناهدة الثدي‪.‬‬
‫‪ - 4‬هاج‪ :‬أثار‪ .‬والترائب جع تريبة‪ :‬عظام الصدر‪.‬‬
‫‪ - 5‬الرام جع رئم‪ :‬الظباء البيض‪ .‬والرائد جع خرود وخريد‪ :‬بكر ل تس قط‪ .‬والور‪:‬جع حوراء‪ :‬شديدة بياض العي‪.‬‬
‫‪ - 6‬فدفد‪ :‬الفلة‪ .‬وفاحات‪ :‬سود‪ .‬والذوائب جع ذؤابة‪ :‬الشعر الضفور من شعر الرأس‪.‬‬
‫‪ - 7‬وكف السحاب‪ :‬انصبابه‪ .‬وجناء‪ :‬شديدة‪ .‬عنس‪ :‬قوية‪ .‬عرمس‪ :‬صلبة‪ .‬لحب‪ :‬طريق‪ .‬العدو‪ :‬الري‪.‬‬
‫‪ - 8‬أمون‪:‬مطية موثقة مأمونة‪ .‬ذمول‪ :‬تسي سيا حسنا‪ .‬ذعلب‪ :‬سريعة‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪76‬‬

‫صداه لداع من دواعي الغوائب‬ ‫ول أر ف ذا الي حيا ماوبا‬


‫سيوف الردى تأتيهم من كل جانب‬ ‫فأنبئت أن الدهر جرد فيهم‬
‫‪1‬‬
‫يراعيه دع عنك العماية صاحب‬ ‫إذا ل يكن للدهر عهد لواحد‬
‫‪2‬‬
‫وفر إل مولك ماحي الائب‬ ‫وخل عن الدار الئون وعهده‬
‫بصي خبي كيفيات الالب‬ ‫ولكن على من رام نيل وصوله‬
‫تصادف كريا من كرام العصائب‬ ‫لعمرك لو صادفت شيخي وسيلت‬
‫كري الساعي وهو معطي الئارب‬ ‫وسيل دليل واصل متقربا‬
‫‪3‬‬
‫جواد بذول باللهى والرغائب‬ ‫عليما حليما عامل بعلومه‬
‫يسامي الثريا إذا ثوى ف الناكب‬ ‫زعيما رفيع القدر برا غطمطما‬
‫إل مت نج الق بغية طالب‬ ‫صميما خفيا هاديا كل هائم‬
‫وللدين والسلم صاف الشارب‬ ‫فمن معشر إن قيل للعلم والتقى‬
‫من الطعم الساقي الزيل الواهب‬ ‫وللسنة الغراء والود والدى‬
‫وصانوا لنا عرض البني القارب‬ ‫لقالوا منحنا أرغد العيش عندهم‬
‫‪4‬‬
‫هدانا إل سبل الدى ذي الثاقب‬ ‫وهو نل شيخي الاج مالك الذي‬
‫‪5‬‬
‫حوى الصل ف اليدان دون التجاذب‬ ‫ممد النصور ذو الاه والعل‬
‫أتاكم أسي الوب بادي العائب‬ ‫أيا شيخ يا مولي شس زمانه‬
‫غياث الورى إن ضاق وجه الذاهب‬ ‫فما كان يرجو فك قيد لغيكم‬
‫علوت ذرى مد خيار الطائب‬ ‫بإحيائكم موتى ديانات ربكم‬
‫‪6‬‬
‫رقاب الصناديد العوال الراتب‬ ‫وضعتم با القدام يا سيدي على‬

‫‪ - 1‬العماية‪ :‬الغواية‪.‬‬
‫‪ - 2‬الائب‪ :‬الذنوب‪.‬‬
‫‪ - 3‬اللهى‪ :‬أفضل العطايا‪.‬‬
‫‪ - 4‬الثاقب جع مثقب بفتح اليم‪ :‬الطريق العظيم‪.‬‬
‫‪ - 5‬الصلة‪ :‬الفضيلة‪.‬‬
‫‪ - 6‬الصناديد جع صنديد‪ :‬السادة الشجعان‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬

‫يباريكم ف الفضل ل ف الناقب‬ ‫وما ف الورى ذو الصيت والاه‬


‫‪1‬‬
‫لوصافه بالدح ُمعي الطوالب‬ ‫سيدي‬
‫على خي رسل ال بادي العجائب‬ ‫أل قل نصوحا للمحاول غاية‬
‫‪2‬‬
‫مت ما سرى بدر مني الغياهب‬ ‫صلة وتسليم من ال سرمدا‬
‫مع الل والصحاب مولي ِإْلِبهم‬

‫إنا قصيدة رائعة حقا‪ ،‬ولكن كونا من ابن إحدى وعشرين سنة يزيدها روعة‬
‫وجال‪ ،‬وقد أعجب با الشيخ النصور الذي كان يردد »بإحياكم موتى ديانات ربكم‬
‫البيت«‪ .‬وف الي كتب له الجازة الشار إليها مرارا ونصها بدون أي تغيي أو تبديل‬
‫هو‪:‬‬

‫‪ - 1‬معي‪ :‬رجل ُمْعي‪ :‬كال‪.‬‬


‫‪ - 2‬الغياهب جع غيهب‪ :‬العظمة‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪78‬‬

‫»بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على النب الكري‬


‫أما بعد‬
‫فليعلم الطلع على هذه الورقة بأن ممد النصور نل السيد الرحوم الاج مالك‬
‫رضي ال عنه أجزت أخي وابن عباس صل إعطاء الطريقة التجانية مع ما اشتملت عليه‬
‫من السرار والذكار والدعوات مع مراعاة شروطها أكدها عدم ترك الورد وعدم المع‬
‫مع ورد آخر‪ ،‬وعدم زيارة الولياء الحياء والموات من غي أهل الطريقة‪ ،‬وعدم‬
‫التهّون‪ .‬ومن ترك واحدا من هذه الشروط قد انقطع بالكلية ل ينفعه إل التوبة والتجديد‬
‫من أهله كما أجازن شيخي ومرب ووالدي سيدي الاج مالك رضي ال عنه عن خاله‬
‫الفاهم مي عن الول الشهر سيدي ومولي شيخ عمر الفوت عن خليفة الكب وقدوة‬
‫البر سيدي ممد الغال بوطالب عن التم العلوم والقطب الكتوم سيدي وعدت‬
‫وعمدت ومولي أب العباس أحد ب َمحمد التجان رضي ال عنه عن جده سيد الوجود‬
‫والعلم الشهود سيدنا ومولنا ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم مشافهة جعلنا من‬
‫أهلها فعضوها بالنواجذ ول يغرنكم لا يدعيه بعض أهل اليال والسلم«‪.‬‬
‫ممد النصور سي باندر‬
‫عيشة يوم الثني عام ‪1351‬هـ‬
‫وقد ضرب على أسفل الورقة ثلث ختمات مستديرة ف الول‪ :‬ممد بن ميي‬
‫الدين التمسك ببل ال التي سيدي الاج مالك‪ .‬وف الثانية‪ :‬ممد النصور ابن الاج‬
‫مالك سي التواون‪ .‬وف الثالثة وهي أكبها خط كثي غي مقروء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬علقته بن ربطه بم الزمالة والصداقة والتحابب ف ال منهم على سبيل‬
‫الثال‪:‬‬
‫‪ – 1‬الشيخ الاج عبد العزيز سي الدباغ رضي ال عنه‪.‬‬
‫كان بي الرجلي علقة زمالة ف مضر الشيخ إبراهيم جوب الشهور بباي‪ ،‬وف‬
‫ملس الشيخ أحد اناي اناك ف سانلوي نتجت عنها صداقة صادقة كانت ُتنّميها‬
‫زيارات ورسائل وبعثات بينهما ف منتهى الرفعة‪ ،‬وقد أجاز كل منهما صاحبه ف‬
‫‪78‬‬
‫‪79‬‬

‫الطريقة التجانية‪ ،‬وقد ترافقا سنة ‪1949‬م إل الغرب لزيارة شيخنا أحد التجان رضي‬
‫ال عنه ف فاس الروسة حيث ترك الشيخ عبد العزيز صديقه‪ ،‬وواصل سفره إل‬
‫الراضي السلمية القدسة لداء فريضة الاج‪ .‬فمكث الشيخ عباس هناك أربعي يوما‬
‫ينتظر عودة زميله وصديقه الاج‪ .‬وعندما قوطعت حفلة تدشي زاوية لوغا ل يكن‬
‫الشيخ عبد العزيز حاضرا فحسب ف الفلة‪ ،‬وإنا كان إمام صلة الظهر الت دشن با‬
‫السجد‪ .‬وكان رضي ال عنه مشغوفا بشعر صديقه اللغوي الشاعر‪ ،‬وخاصة قصيدته‪:‬‬
‫)ري الظمئان ف مدح سيد الكوان( الشهور بالرائية‪ ،‬وهي قصيدة رفيعة الستوى ف‬
‫مدح رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ممديته وأحديته‪ ،‬وتتضمن أسرارا وأنوارا نادرة‬
‫للغاية‪.‬‬
‫وقد أنشأ الشيخان عباس وعبد العزيز والشيخ ممد الادي تورى رحهم ال‬
‫تعال مؤترا إسلميا كبيا كانوا يقيمونه سنويا ف )لوغا(‪ .‬إذ اتفق أن زار الكيم‬
‫التواون والفلكي الفاسي صديقهما الشاعر ف بيته ف لوغا‪ ،‬وبعد يوم وليلة ف تناول‬
‫كؤوس العلوم والعارف‪ ،‬وأزف الفراق قال الشيخ ممد الادي لما‪ :‬لاذا ل نتخذ يوما‬
‫نتمع فيه كل سنة ف مكان ما نتحدث فيه عن أمور ديننا‪ ،‬وما اتفقنا عليه نبلغه إل‬
‫الناس‪ ،‬وبعد أن تاذبوا أطراف الديث حول الختراع فوض أمر تديد اليوم والكان‬
‫إل مترع الفكرة الذي قال أختار – إذا – هذا اليوم ف هذا الكان‪ ،‬وطلب إل الشيخ‬
‫عباس أن يؤرخ الدث فاتفق أنه نصف شعبان‪.‬‬
‫هكذا شرعوا ييونه سنويا‪ ،‬يتمع الشيوخ العلماء الثلثة ويتحدثون حول‬
‫موضوع دين معي‪ ،‬وف الليل يرجون إل الضور فيبلغ الشيخ الادي إليهم ما اتفقوا‬
‫عليه بفصاحته النادرة وأسلوبه الكيم‪ ،‬وبعد صلة الصبح وذكر الوظيفة يشكر الشيخ‬
‫عباس ويودع ضيوفه الكرام ث يدعو الشيخ عبد العزيز للجميع فيفترقون إل السنة‬
‫القبلة‪ ،‬عب زيارات ورسائل خاصة‪.‬‬
‫ويمل أحد أبناء الشيخ عباس الكرام اسم عبد العزيز توطيدا وتليدا لعلقته‬
‫بذلك الشيخ الليفة الصال الكيم التواضع رحه ال‪ ،‬وأطال من عمر سيه العباسي‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪80‬‬

‫وعندما نظم الشيخ التواون قصيدته السماة »منقذ الخوان من نزعات الشيطان«‬
‫أرسل نسخة منها إل زميله وصديقه ف لوغا فكتب عليها التقريظ التال‪:‬‬
‫خي الزاء بأكمل الرضوان‬ ‫جزى العزيز لعبده الربان‬
‫دينا ودنيا فائق القران‬ ‫وجباه من عز التقى فوق الن‬
‫من كل ذي حسد وذي‬ ‫وحاه من شر العدو وكيده‬
‫طغيان‬ ‫وأقامه ف اللق أبلغ حجة‬
‫ف الدين ميي دارس الحسان‬ ‫أبدى لنا ف »منقذ الخوان«‬
‫سبل الدى من نزغة الشيطان‬ ‫ل يأل جهدا فيا لنصيحة طالبا‬
‫وجه الهيمن بارئ الكوان‬ ‫حله من آي الكتاب قلئدا‬
‫دررا‪ ،‬وما يروى عن العدنان‬ ‫وأقاول السلف الداة القتدى‬
‫بم الساة لعضل الديان‬ ‫يا قاصدا كل النافع للورى‬
‫بسليم قلب خاشع يقظان‬ ‫شيدت ركنا قد بناه لكم على‬
‫أحييت مندرسا مَن َاْخلق ست قنن العال والد صمدان‬
‫عرفت له من ربنا النان‬ ‫أحياك ربك راقيا لذرى الن‬
‫ف غبطة وكلءة وأمان‬ ‫فال يلهمنا جيعا رشده‬
‫وهدى لنا ولملة الخوان‬ ‫وعلى الرسول وآله اللصان‬
‫أزكى صلة القرب والرضوان‬

‫هذا‪ ،‬وقد كان الشيخ عباس طلب من الغفور لا أمه التقية العابدة أن تستلزم‬
‫عددا معينا من اسم ال الكاف صباح مساء للحاج عبد العزيز ليحفظه ال ويكفيه الكاف‬
‫شر كل ما يضر ويؤذي من الن والنس‪ ،‬وكان ذلك من آخر الوراد الت ذكرتا تلك‬
‫السيدة الصالة‪ ،‬رحهم ال رحة واسعة آمي‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشيخ الاج ممد الادي تورى رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪81‬‬

‫لعل أوثق علقة صداقة وتابب ف ال بي الشيخ عباس رضي ال عنه وبي شيخ‬
‫سنغال كانت بينه وبي الشيخ الاج ممد الادي تورى رحهما ال‪ ،‬سواء ف تبادل‬
‫الزيارات أم التبادل الثقاف‪ ،‬أو ف الستوى العائلي‪ ،‬فقد أشرنا إل ما كان من إنشاء‬
‫مؤتر النصف من شعبان القام ف لوغا سنويا‪ ،‬وما زالت أسرة الشيخ الادي تشارك ف‬
‫أعماله حت الن‪.‬‬
‫وقبل ذلك وبعده كانا يتباعثان القصائد‪ ،‬وُيعّلق كل واحد منهما على أعمال‬
‫صاحبه تعليقات حسنة‪ ،‬إما بالولفية‪ ،‬وإما بالعربية‪ ،‬كما كانا يتبادلن الرسائل الخوية‬
‫الت تنم عن شوق مشتعل ف قلب كل منهما تاه صاحبه‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ – أرسل الشيخ عباس إل صديقه رحهما ال البيات التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫رفقا بسوق عميد شوقه باد‬ ‫يا حادي العيس نو العيلم الادي‬
‫‪2‬‬
‫جسم حوى قلب صب فوق معتاد‬ ‫تراه يشبه ملفوظ النوى لنـــوى‬
‫إليه والسم مبوس بإقعاد‬ ‫كم أرسل الروح والقلب الاط با‬
‫حسنا سوى حاله ف سنة الادي‬ ‫بلغ إليه سلما ليس يشبهه‬
‫ورق المام‪ ،‬وما يدو له حاد‬ ‫عليه أزكى صلة ال ما سجعت‬

‫فكلف الشيخ ممد الادي ابنه العال العلمة الشيخ أحد التجان تورى نظم‬
‫أبيات نيابة عنه ف الرد على أبيات الشيخ عباس فنظم بالبحر ذاته‪ ،‬والقافية نفسها‪،‬‬
‫والعدد عينه هذه البيات‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ما قلت إذ قلت عند الروض مع راد تيس ف البد حول الروض ف الوادي‬
‫‪4‬‬
‫لك المان لديها دون مرصاد‬ ‫مبسوطة الكل ذات الدل من غنج‬
‫أبيات سيدنا العباس للهادي‬ ‫إليك عن إذا فضلت ذاك على‬

‫‪ - 1‬العيس‪ :‬البل البيض يالط بياضها سواد خفيف )ج( أعيس وعيساء‪.‬‬
‫‪ - 2‬النوى‪ :‬البعد‪ .‬ونوى تول إل‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرأد‪ :‬الشابة السنة‪ .‬تيس‪ :‬تتبختر‪ .‬الروض‪ :‬أرض مضرة بالنبات‪.‬‬
‫‪ - 4‬الغنج‪ :‬الدلل‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪82‬‬

‫شد اشتياقي لكم ومهلك العادي‬ ‫يا من تراعي عهود الود ف صمد‬
‫يوم المام‪ ،‬ويوم الشر من زاد‬ ‫ث الصلة على من حبه نعم‬

‫ب – أرسل الشيخ ممد الادي إل صديقه الشيخ عباس البيات التالية‪:‬‬


‫أب أحد الذي صيته شاع ف النام‬ ‫أل بلغن سلمي إل حب المـــام‬
‫سلما كمثل بدر إذا لح ف‬ ‫سلما يفوح مسكا إذا فض من ختام‬
‫الظلم‬ ‫أحييك يا حبيب سلما على سلم‬
‫تيات ذي وداد بتشيع الحترام‬ ‫فل زلت يا حبيب فت الفتية الكرام‬
‫فكن عابدا لولك ل طالب الرام‬

‫ج – وفيما يلي نص رسالة معبة بعث با الشيخ الادي إل حبيبه ف لوغا‪:‬‬


‫»المد ل الذي أمر بصلة الرحم‪ ،‬والصلة والسلم على َمْن ِمن العيوب سلم‪،‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإنه لسلم مذهب وإكرام مهذب إل الخ الكري‪ ،‬والشيخ الليم‪،‬‬
‫سيدي ومولي الاج عباس صله‪.‬‬
‫من أخيك ف ال تعال ممد الادي‪ ،‬معلما لكم بأنن أشتاق إليكم كثيا‪ ،‬ما‬
‫كنت أخط الرسالة هذه إل لذا‪ ،‬وأستبلغ السلم إل الخوة الدينية والطينية واليان‬
‫والسلم«‪.‬‬
‫أخوكم الاج ممد الادي الفاسي‬
‫‪1977 – 5 – 26‬م صلى ال على ممد‬
‫د – كان بي الشيخي مباحثات ف الفقه خاصة حول الد والصاع والنصاب‬
‫الوزونة‪ .‬وف الديث حول الديث‪» :‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد‪ :‬مسجدي‬
‫هذا‪ ،‬والسجد الرام والسجد القصى« رواه مسلم‪ ،‬ولا اختلفت وجهتا نظرها طلب‬
‫الشيخ الفاسي من صديقه أن يكتب فهمه لعن الديث‪ .‬فكتب الشيخ عباس حوله بثا‬
‫ساه )حل القفال ف حديث »ل تشد الرحال«( وعندما اطلع الشيخ الادي على‬

‫‪82‬‬
‫‪83‬‬

‫البحث أثن على كاتبه‪ ،‬ونّوه من قدره‪ ،‬وأهداه جبة جيلة وعطرا كثيا قائل له‪ :‬هذه‬
‫تقدير لعلمك الغزير‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬لا توف الشيخ ممد الادي رحه ال عام ‪1979‬م رثاه صديقه برثية‬
‫طويلة )‪ 47‬بيتا( نقتطف منها ما يلي‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫‪84‬‬

‫وسنة الصطفى الادي لنا السبل‬ ‫ك من كان يبكي العلم والعمل‬


‫فليب ِ‬
‫والرض‪ ،‬والناس تبكي منهم العقل‬ ‫فكيف ل‪ ،‬والسما تبكي وحق لا‬
‫قضاه رب جيل كل ما فعل‬ ‫إنا رضينا بكل الال كل الذي‬
‫٭‬ ‫٭‬ ‫٭‬
‫فيما مضى مثله‪ ،‬إذ بدره أفل‬ ‫مصيبة عمت السلم ليس له‬
‫للمسلمي‪ ،‬وكل عقله ذهل‬ ‫إل الت قبلها من دهشة وقعت‬
‫منا‪ ،‬ومن قبلنا سالت لن عقل‬ ‫با التأسي إذا حلت على أحد‬
‫٭‬
‫٭‬ ‫٭‬
‫‪1‬‬
‫بعام »طنمسش« قد غاب مرتل‬ ‫)بكو( لشعبان بالثني ليلته‬
‫زاد التقى خي زاد للذي ارتل‬ ‫للدار الخرى معدا قبُل عدتا‬
‫شيخ الشائخ ف القرآن حي تل‬ ‫شيخ التقى والنقى‪ ،‬شيخ الادي‬
‫ممودة بي أهل الق معتدل‬ ‫والندى‬
‫وحينما اندرست آثارها وجل‬ ‫ممد كاسه الادي شائله‬
‫من بي أقرانه أمسى با مثل‬ ‫قد جدد الرسم رسم الدين حي عفا‬
‫وبالقيقة حلى باطنا كمل‬ ‫له مساع من اليات خص با‬
‫٭ معاصريه اتباعا باسل بطل‬ ‫فبالشريعة حلى كل ظاهره‬
‫٭‬ ‫وبطريقة أهل ال فاق على‬
‫تراه عن غي ما ل معتزل‬ ‫٭‬
‫أكل وشربا ونوما واحد النبل‬ ‫بر من العلم‪ ،‬طود اللم أصبه‬
‫ـَطاعات ل من بارى له فشل‬ ‫قد جاوز الد ف التقليل يا عجبا‬
‫ف الْطـ ٭ بل طعام لقلنا ذاك هو مثل‬
‫سبوق غابات ما للقوم من شر ِ‬
‫٭‬ ‫لو أن ف الناس حيا كان ذا حسد‬
‫جليسه بي خوف والرجا اشتمل‬ ‫٭‬

‫‪ - 1‬بكو = ‪ 28‬وطنمسش = ‪ 1399‬فيكون تاريخ وفاته ليلة الثني ‪ 28‬شعبان عام ‪1399‬هـ الوافق ‪ 22‬يوليو ‪1979‬م‬
‫‪84‬‬
‫‪85‬‬

‫لسنة الصطفى ما مثله جبل‬ ‫حديثه حكم سكوته عب‬


‫٭ ف صدره يا له من حافظ جل‬ ‫تبارك ال يا ل من جبل‬
‫٭‬ ‫ترى كأن الصحاح الست قد نقشت‬
‫فقها صحيحا أب ف وقته بدل‬ ‫٭‬
‫وكابن أحد‪ ،‬إذ جا فاعل فعل‬ ‫وكالمام إمام الدار مالكنا‬
‫جنيد ذا اليل ما عن نجه عدل‬ ‫كسيبويه بعلم النحو أجعه‬
‫من علمه فوق طور العقل ما وصل‬ ‫وف التصوف خي القول أصدقه‬
‫يدري حقيقة هذا الشيخ بي مل‬ ‫وف الساب على نوعيه مبلغه‬
‫ل‪ ،‬فحّقي وزنه اعتدل‬
‫حاشا‪ ،‬وك ّ‬ ‫فدع عن البحر توصافا فل أحد‬
‫عن صالي سلف من خية فضل‬ ‫فليس ما كتبت يدي مبالغة‬
‫من أينما ذكروا من سادة كمل‬ ‫فال يقضي له ف أهله خلفا‬
‫تبقي مزاياه فيهم كلما ذكرت‬

‫جدة بالعربية السعودية ف ‪ 12‬رمضان ‪1399‬هـ الوافق ‪1979 – 8 – 6‬م رضي‬


‫ال عنهما أكمل الرضوان‪.‬‬
‫‪ – 3‬الشيخ الاج ممد فودي ابن الشيخ الغيلي‪ .‬مرساس‪/‬كاساس‬
‫تسمت العلقة الودية الت كانت بينهما ف رسائل أخوية معبة‪ ،‬وتبادل أسرار وقد زاره‬
‫الشيخ عباس ف قريته‪ ،‬وتناول من كئوس العارف ما شاء ال أن يتناول‪.‬وعندما ألف‬
‫الشيخ فودي كتابه‪»:‬إتاف البغية ف حكم الصلة ومسائل المعة«‪ .‬أرسل نسخة منها‬
‫إليه‪ ،‬فكتب عليه التقريظ التال الذي طبع مع الكتاب‪:‬‬
‫لكل أخي جهل تفسق مذنب‬ ‫على رغم أنف الاهل التعصب‬
‫عن الق مضن الهل فيه الركب‬ ‫عدو لهل العلم والرشد معرض‬
‫زخارف هذي الدار أخسر مكسب‬ ‫على حي ألى الناس عن ذكر ربم‬
‫‪1‬‬
‫وعمت حناديس الضلل على الورى فكل يرى أهواءه خي مذهب‬

‫‪85‬‬
‫‪86‬‬

‫فل مثله ف الدهر من متغّرب‬ ‫فأصبح دين ال ف أي غربة‬


‫يبلغ عن موله كل مغيب‬ ‫كما قاله والق ما قال خي من‬
‫‪1‬‬
‫وطارت بسبل الق عنقاء مغرب‬ ‫فألقى عصا تسياره كل باطل‬
‫سراج مني للورى كل غيهب‬ ‫أتانا – ول ميعاد من متوقع ‪-‬‬
‫وما ف عيون من عمى لذبذب‬ ‫ليكشف عما ف القلوب غشاوة‬
‫بإبراء داء الهل للمتطلب‬ ‫كتاب عظيم نفعه متكفل‬
‫إمام الدى ف الدين خي مرتب‬ ‫أفاد به – والنفع للخلق دأبه ‪-‬‬
‫تشعشع ف الفاق شرقا لغرب‬ ‫سللة أعيان الفاضل نورهم‬
‫سليل الغيلي بضعة التقطب‬ ‫ممد فودي الب بدر زمانه‬
‫ذوي نسب بي النام مذهب‬ ‫خليفة آباء كرام غطارف‬
‫ببغيتهم ف العلم جامع مطلب‬ ‫قد اتف للطلب جازاه رّبه‬
‫بقول فقيه عال متأدب‬ ‫هو العلم الادي لطاعة ربه‬
‫من الدين والدنيا بأحد مذهب‬ ‫أدي لعلى ما يروم ارتقاؤه‬
‫يليق لذا الب الشهي الهّذب‬ ‫فهذا‪ ،‬ول يسعف لنا الوقت بالذي‬
‫تعّم ذوي القرب وللمتقّرب‬ ‫على خي هاد للله صلته‬

‫وقد سرت العلقة تلك إل الشيخ الاج سيدي بابا ابن الشيخ ممد فودي الذي‬
‫كان يزور الشيخ عباس من حي لخر‪ ،‬وقد هنأه لعودته من الج عام ‪1967‬م‬
‫بالقصيدة التالية‪:‬‬
‫كيف الجاز وكيف البيت والرم ؟‬ ‫يا حاج يا من داره العرب والعجم‬
‫وحجر مولي إساعيل يا علم ؟‬ ‫كيف القام مقام الل والجر‬
‫واللتزم هكذا اليزاب والكم ؟‬ ‫ن‪ ،‬كيف الروتان معا‬‫كيف اليما ّ‬
‫ف العرفات أتاك الفتح والكرم‬ ‫نلت الن ف من مع كل معرفة‬
‫‪ - 1‬حناديس )ج( حندس‪ :‬الظلم‪.‬‬
‫‪ - 1‬عنقاء مغرب‪ :‬طائر مهول السم‪ ،‬ويقال ف الخبار عن هلك الشيء وبطلنه‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫‪87‬‬

‫سر‪ ،‬كيف الشعر الرم ؟‬ ‫بطن ال ّ‬ ‫وحزت زلفى لدى مزدلفة ولدى‬
‫أئمة خلفه‪ ،‬فالكل مترم‬ ‫كيف الضريح ضريح الصطفى دفنت‬
‫من آله‪ ،‬كيف ذو النورين والشم؟‬ ‫كيف البقيع ومن ف تربا دفنوا‬
‫أحد مع الشهدا يا أيها العلم ؟‬ ‫كيف الساجد والفضال حزة ف‬
‫‪2‬‬
‫ـكورا وعلمك يستهدي به الفؤم‬ ‫ل زال حجك مبورا وسعيك مشـ‬
‫يا شيخ عباس قد باهت بك المم‬ ‫ب فيك تنئة‬
‫فهاك أبيات ص ّ‬

‫وللشيخ سيدي بابا هذا قصيدة أخرى ف الشيخ عباس رضي ال عنه سنعود إليها‬
‫ف مبحث آخر إن شاء ال‪.‬‬
‫وعند ما توّفي الشيخ ممد فودي رحه ال رثاه الشيخ عباس بقصيدة تعتب من‬
‫أجود ما قاله ف الرثاء )‪ 40‬بيتا( ومنها‪:‬‬
‫عن العيون فأمر ال ما قدرا‬ ‫بدر الهلة غاب اليوم واستترا‬
‫حينا يكون كما قد شاء مقتدرا‬ ‫إن قال للشيء كن من علمه أزل‬
‫٭‬ ‫٭‬ ‫٭‬
‫علما وحلما وتقوى ملجأ وزرا‬ ‫شيخ الشيوخ إمام الدين نّيره‬
‫من آدمي لشخص عندنا ظهرا‬ ‫ما إن فقدنا سوى ما كان منه‬
‫تده حّيا مفيدا كل من حضرا‬ ‫نرى‬
‫ث ف الناس من أصدافه دررا‬ ‫كم ب ّ‬ ‫وف القيقة إن تنظر معانيه‬
‫لسادة سلف عالي مفتخرا‬ ‫وكيف ل وحياة العلم خالدة‬
‫شروطه فيه من صيته غمرا‬ ‫بقية القوم‪ ،‬نعم القرم من خلف‬
‫له العناية يا بشرى لن ظفرا‬ ‫هي الشيخة قّل اليوم من كملت‬
‫طفل وكهل إل أن يرتضي عمرا‬ ‫لكنه فضل رب اللق مرتع من‬
‫بي اللئق ذكر طّيب برا‬ ‫فذاكه الشيخ والتوفيق يصحبه‬

‫‪ - 2‬الفؤم )ج( فئام‪ :‬جاعة من الناس‪.‬‬


‫‪87‬‬
‫‪88‬‬

‫من تالد وطريف فيهما اشتهرا‬ ‫شيخ التقى ممد فودي المي له‬
‫أعّزة ُفَقها ف دينهم ُشَعرا‬ ‫بر من العلم ف نوعيه يا لما‬
‫٭ يد العناية نظما سادة مهرا‬ ‫ل قادة نبل‬
‫وراثة من أج ّ‬
‫٭‬ ‫سلك من الدّر والياقوت أتقنه‬
‫أضعاف ما قلمي ف حقه سطرا‬ ‫٭‬
‫ف ال مع حسن ظن فيه قد كبا‬ ‫هذا‪ ،‬وللشيخ ما قد كنت أعلمه‬
‫له مزاياه ما جل أو صغرا‬ ‫هذا‪ ،‬وإن لنا من بعده أمل‬
‫وصف اللفة أحسن عنده خبا‬ ‫بأنه جل يبقى ف ودائعه‬
‫ـة الحوال صادقة فيما له ظهرا‬ ‫وت ف سيدي المود سيته‬
‫كل الهات إل ما اختاره عمرا‬ ‫كأنه ف حياة الشيخ خليفـ‬
‫حراء هذا الرثاء ف حقه نزرا‬ ‫يقق ال فيه الظن يفظه‬
‫مقبولة عند من يدري لنا البا‬ ‫إليكم إخوت من بعد تعزية‬
‫ث إليكم بذا القدر معذرة‬

‫رحهما ال تعال رحة واسعة‪ ،‬ورضي عنهما أكمل رضوان‪ ،‬آمي‪.‬‬


‫‪ – 4‬الاج روحان انغوم رضي ال عنه وأسرته‪.‬‬
‫كان الشيخ روحان زميل وصديقا لوالد الشيخ عباس رحهم ال عند مضر‬
‫الشيخ الاج مالك سي رضي ال عنه‪ .‬وقد تولت صداقة الزميلي بعد وفاة الشيخ ميو‬
‫صل إل عطف ورحة‪ :‬وتقدير واحترام بي الشيخ الصال السّن وبي ابن زميله الذكي‬
‫الؤدب فقد كان الوالد يزور صديق أبيه الذي كان هو بدوره يتفقد أحواله الدراسية‬
‫والدينية‪ .‬فقد طالبه الاج روحان بثلثة أمور‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون ملتزما دينيا حت ل يسمع منه ما ل يليق بأمثلة‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يزوره ف أي مكان يوجد فيه‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يقدم إليه هدية من كل ما يلك‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪89‬‬

‫فقبل وأوف‪ ،‬فقد كان يزوره كثيا‪ ،‬ويستشيه ف كل صغية وكبية‪ ،‬واستفاد‬
‫من معرفته وتربته أيا استفادة‪.‬‬
‫وعندما اطمأن الشيخ وتقق من نضج تصرفات ابن صديقه‪ ،‬واستقامة سلوكه‪،‬‬
‫وقدر ما عليه من مسئوليات جسيمة قال له‪ :‬يكنك الن أل تزورن‪ ،‬وأل تعطين شيئا‪،‬‬
‫أما الطلب الول فلن يزال قائما‪ ،‬لكن الشيخ عباس كان معه كالعهود إل أن توف‬
‫العجوز البال رحه ال‪ ،‬فاستمرت العلقة بينه وبي أسرته قوية خاصة مع الشيخي‬
‫المي انغوم وأحد انغوم الذي كان له بيت خاص ف زاوية الشيخ عباس ف لوغا ينزل‬
‫فيه ضيفا بي فينة وأخرى‪.‬‬
‫‪ – 5‬أسرة الشيخ أحد الصغي امب رضي ال عنه‪.‬‬
‫كان الشيخ أحد امب من أهل الكشف العروفي‪ ،‬وقد أخب قومه بأن أحد أولياء‬
‫ال تعال الكبار سيسكن ويبن مسجدا ف الل الذي يوجد فيه اليوم بي الشيخ عباس‬
‫ومسجده ف لوغا‪ ،‬وكان يوصي ذويه خيا بذلك الول العارف بال‪ .‬وكان – فيما‬
‫يقال – يقضي بعض ناره ف ظل الشجرة الت بن السجد جنبها‪ .‬ولا توف رحه ال‬
‫وسكن الشيخ عباس رضي ال عنه حيث كان قد تنبأ نفذ أولده الكرام وصيته فنسجوا‬
‫بينهم وبي الشيخ عباس وأسرته علئق طيبة ف حسن جوار‪ ،‬واحترام متبادل‪.‬‬
‫وكان الشيخ عباس يزور الشيخ إبراهيم امب رحهما ال ف بعض الناسبات الت‬
‫ف إحداها جرى حديث بي الشيخ عباس وبي الرحوم الشيخ سام امب ذكر فيه هذا‬
‫الخي أنه كان قد حفظ‪ .‬وهو ف كتاب الشيخ أحد الصغي لو رحه ال بكوكي –‬
‫أبياتا للشيخ عباس ف استقبال شهر رمضان البارك أي منذ حوال أربعي سنة‪ ،‬وكان‬
‫ناظم البيات قد نسي كونه تدث ف ذلك الوضوع شعرا‪ ،‬لكن الشيخ سام على الرغم‬
‫من طول الدة تكر القصيدة كلها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫بكل ما شئت من أنواع‬ ‫أهل وسهل بضيف زائر آت‬
‫خيات‬ ‫بكل ما شئت من عفو العفو ومن‬
‫بذل الكري العطايا للبيات‬ ‫للمسلمي خصوصا بر رحته‬
‫‪89‬‬
‫‪90‬‬

‫وجوده فاض فيهم كل ساعات‬ ‫شهر لنا أنزل القرآن فيه وفيـ‬
‫ـه ليلة القدر خي ذات آيات‬ ‫يا ليته دام فينا ل نفارقه‬
‫طيل الياة بأعلى من سعادات‬ ‫نيي على فرح ل أنعمه‬
‫قول وفعل وحال كل أوقات‬ ‫هو العي عليه الستعان على‬
‫كل المور عبادات وعادات‬ ‫بفضله الم نرجو أن يعاملنا‬
‫جيعنا فيه من كل العبادات‬ ‫أداء ما افترض الول بأحسن ما‬
‫يرضيه عنا ويعفو كل زلت‬ ‫موفقا كلنا قول ومن عمل‬
‫لكل أكمل من أنواع طاعات‬ ‫أزكى الصلة على الختار من‬
‫وآله الغر أصحاب العنايات‬ ‫مضر‬
‫وكل أصحابه أهل الفتوحات‬ ‫ث الرضى عن أب العباس أحدنا‬

‫وقد كتبناها من إملء الشيخ سام بتاريخ ‪ 18‬أغسطس ‪ ،1977‬ولول قوة‬


‫ذاكرته لكانت هذه البيات اليوم ضائعة فجزاه ال خيا وفيا‪ .‬وما زالت الواصر‬
‫الخوية بي السرتي الدينيتي حسنة متينة‪.‬‬
‫‪ – 6‬الشيخ إبراهيم انياس رضي ال عنه‪.‬‬
‫كان بي الشيخي صداقة أساسها الدين والعلم‪ ،‬وربا كانت الكالات الاتفية‬
‫بينهما أكثر من الراسلت الكتابية‪ .‬وبينهما مباحثات فقهية عميقة أحيانا‪.‬‬
‫وقد كان الشيخ إبراهيم معجبا جدا بقصيدة الشيخ عباس السلوكية الت من‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫والفتري طرقا من أيا كذب‬ ‫قل للُممّزق عرضي دون ما سبب‬
‫بكل أقعد ف العلياِء منتخب‬ ‫ُكِن ابن مْن شئت فوق النجم‬
‫با يفرق بي الناس ذا رغب‬ ‫مفتخرا‬
‫ف ف ال ل ف اللهو‬ ‫ـأسل ُ‬ ‫وارحل مطّيك ف البلدان متهدا‬
‫واللعب‬ ‫تّل ُعْقَد ُعُهوٍد كان أحكمه الـ‬

‫‪90‬‬
‫‪91‬‬

‫بال ل ل بالناس والنسب‬ ‫فإنن ‪ -‬ولرب المُد – أشكره‬

‫سألت الشيخ عباسا هل كان الشيخ إبراهيم يفظ – كما قيل ل – القصيدة ؟‬
‫فقال ل‪ :‬لست أدري‪ ،‬لكنه ف بيته ذات مرة استقبلن ف غرفة نومه‪ ،‬وأخرج القصيدة‬
‫من كناش كان على سريره وقرأها أمامي كلها وقال‪ :‬أدبتهم من حيث ل يشعرون‪.‬‬
‫‪ – 7‬الشيخ شعيب امباكي رضي ال عنه‪.‬‬
‫كان يربط بينهما التزام حقيقي بالدين وتعاليمه‪ ،‬وحب العلم وأهله‪ ،‬وكان الشيخ‬
‫عباس يزوره ف بيته ف طوب أحيانا‪ ،‬وكان الشيخ شعيب مولعا بطالعة قصائد صديقه‬
‫الشيخ الشاعر‪ ،‬وذات مرة ف آخر حياته طلب إليه أن يرسل إليه سبعا من قصائده ففعل‬
‫عن طريق ابن خاله أحد جان صمب‪.‬‬
‫‪ – 8‬الشيخ الاج ممد الادي جوب دفي لوغا رضي ال عنه‪.‬‬
‫علقة الشيخ عباس بذا العلم الرفيع علقة دم من جهة‪ ،‬لكون الشيخ الادي أحد‬
‫أقربائه من جهة أبيه‪ ،‬وعلقة التزام دين لكونه أحد كبار العلماء ف منطقة )انامب( من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬ث علقة حب صادق متبادل‪ ،‬وتعهد تام من الشيخ الادي الذي كان معروفا‬
‫بالكشف الواضح‪ ،‬وكان خي سند للشيخ عباس ف أوقاته العصيبة الت هدد فيها بكل‬
‫شيء‪ ،‬فكان يقول له أنت وفلن معّمران‪ ،‬ولن يضركما سحر ول مكيدة عدو عن شاء‬
‫ال‪ ،‬وهذا ل يقوله أحد عفويا‪ ،‬وإّل لكذبته الحداث‪.‬‬
‫والواقع أن الشيخ عباسا رحه ال عاش إحدى وثاني سنة ف هدوء واستقرار‪،‬‬
‫وما زال الرجل الخر على قيد الياة وف صحة جيدة تبارك ال أحسن الالقي‪ ،‬وذلك‬
‫من كرامات الشيخ ممد الادي جوب رحه ال الذي بعد وفاته استمرت علقة الشيخ‬
‫عباس بوانبها الختلفة ف عقبه وخاصة مع خليفته العال العلمة الشيخ ميب جوب‬
‫أطال ال بقاءه‪.‬‬
‫‪ – 9‬الشيخ سيدي علي بالعيد التماسين الزائري رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪92‬‬

‫إنه أحد أحفاد القطب الكبي سيدي علي التماسين أحد خلفاء شيخنا التجان‬
‫سى الشيخ عباس أحد أبنائه باسه الكري‪،‬‬ ‫رضي ال عنه‪ ،‬تابا ف ال وتصادقا فيه حت ّ‬
‫ولكنهما ل يلتقيا جسديا على وجه الرض‪.‬‬
‫غاية ما هنالك رسائل رفيعة الستوى شريعة وحقيقة بينهما سببها قصائد عباسية‬
‫تانية رآها سيدي بالعيد مع ابن خال الشيخ عباس ومريده الخلص‪ ،‬وأمينه وإمام‬
‫مسجده الامع ف سانلوي الاج ممد المي ود فاستحسنها‪ ،‬وأعجب با فطلب‬
‫عنوان صاحبها وراسله فرد ناظم القصائد‪ .‬وهكذا نشأت الوشائج الدينية التجانية بينهما‬
‫وتوطدت ث تطورت ووصلت إل أعلى الستويات دون أن يتراءيا عيانا رحهما ال‬
‫تعال رحة واسعة‪.‬‬
‫‪ – 10‬الشيخ سيدي إدريس العراقي الفاسي أطال ال بقاءه‪.‬‬
‫إنه أحد أركان الطريق التجانية ف هذا الوقت‪ ،‬ولعله أحد أكب الملة لسرار‬
‫هذه الطريقة السنية حاليا‪ ،‬وكان إماما للزاوية التجانية ف فاس الروسة ردحا من الزمن‪.‬‬
‫بدأ اتصال الشيخ عباس رحه ال به ف إحدى زياراته الت مكنهما أن يكتشف كل‬
‫منهما ف صاحبه مبا للشيخ أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬فانيا ف حبه‪ ،‬عالا بالشريعة‪،‬‬
‫عامل با‪ ،‬ملما بالقيقة منجرا أعمال جبارة ف الطريقة‪ ،‬إما من حيث نشرها‪ ،‬وإما من‬
‫حيث الذود عنها بالقلم واللسان بعد اللتزام ببادئها الغراء‪ .‬وقد سبق أن أحد أبناء هذا‬
‫الخي يمل اسم سيدي إدريس العراقي‪ ،‬وقد زار الشيخ عباسا ف لوغا‪ ،‬وكان ل‬
‫شرف مرافقته من دكار ف إحدى زياراته‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن العلقة الصادقة التينة بينهما ف الشريعة والقيقة أسفرت عن زيارات‬
‫متبادلة كثية‪ ،‬وهدايا تذكارية ثينة ورسائل أخوية عالية القدر والدرجة تبادل فيها أنوارا‬
‫وأسرارا نهل جلها طبعا‪ ،‬والقليل الذي أطلعنا عليه ل نلك نشره ف هذا البحث‬

‫‪92‬‬
‫‪93‬‬

‫لفقدان الذن‪ .‬ولكن ذلك ل ينعنا من أندلل على صدق ما نقول بقتطفات من رسالة‬
‫بعث با الشيخ عباس إل صديقه الفلكي الغرب التجان استهلها بذه العبارات‪:‬‬
‫»بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على سيدنا ممد الفاتح الات وعلى آله‬
‫فحول الكارم‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإل جللة سعادة سيادة السميذع‪ 1‬الريي‪ ،2‬والمام‪ 3‬العبقري القدم‬
‫المد والكوكب السعد صاحب الشرف الطين والعلمي والدين مناخ ركاب بغيت‪،‬‬
‫ومضرب خيام منيت من ل زال ييي به ال ف الطريقة الحدية كل دريس‪ ،4‬سيدي‬
‫مولي إدريس – أسبغ ال علينا وعليه نعمه الظاهرة والباطنة‪ ،‬وأدامنا وإياه تت ولية‬
‫حاية رعاية تربية حضانة مولنا التم الكب والكبيت الحر سيدنا الشيخ رضي ال‬
‫عنه وأرضاه وعنا به آمي‪.‬‬
‫موجبه بعد السلم اللئق لذلك الناب الفائق أن أقدم إل علو سيادتكم هذه‬
‫الرقعة السودة بذه الروف الطلبية استمطارا أبوابكم‪ ،‬واستنـزال بنائلكم‪ ،‬واعتقادا‬
‫أنكم نائبون فينا عن مقام مولنا الشيخ رضي ال عنه وأرضاه ف معاملة الفقراء‬
‫والحباب الدان منهم والقاصي‪ ،‬وما ذلك إل مد راحة الطلب لضرة مولنا الشيخ‬
‫رضي ال عنه وأرضاه وإليكم بالواب الكاف والبيان الشاف كتابة ومشافهة ف هذه‬
‫السائل‪ ،‬وأجركم الزيل على مولنا الوكيل‪ ،‬أولا تبيي جنابكم لذا الفقي الزجي‬
‫البضاعة الطي الناية حقيقة‪ ....‬بصيغته الت تلقاها جناب مولنا الشيخ رضي ال عنه‬
‫عن جده سيد الوجود صلعم‪....‬وما اشتمل عليه من التوجيهات والتصرفات والوقات‬
‫والدعوات‪ ،‬وكيفية استخراجه من القرآن ومن الفاتة‪....‬وكذلك حقيقة‪......‬النسوب‬
‫للواسطة العظمى سيدي ممد بن العرب الدمراوي رضي ال عنه‪ ،‬وكذلك اليئة‬
‫الخصوصة والعدد الخصوص من هذه الصلة الت صح أنا من إملءات مولنا رسول‬

‫‪ - 1‬السميذع‪ :‬السيد الكري الشريف‪.‬‬


‫‪ - 2‬الريي‪ :‬الواسع اللق‪.‬‬
‫‪ - 3‬المام‪ :‬السيد العظيم‪.‬‬
‫‪ - 4‬الدريس‪ :‬العاف‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪94‬‬

‫ال صلى ال عليه وسلم على سيدنا مولنا الشيخ رضي ال عنه وأرضاه‪ ،‬فكان مولنا‬
‫الشيخ رضي ال عنه يأمر خليفته سيدي علي بذكر هذه الصلة إذا‪ ...‬وها هو نصها‪:‬‬
‫اللهم اجع‪ ....‬إل‪...‬فال يلهمنا وإياكم رشده وأجزل عنا لكم أجره آمي«‪.‬‬
‫السلم‪ ،‬من حليف ودكم الغرم بكم ابن عباس صل عافاه موله وإليه أوصل‬
‫آمي »وقد أرسل سيدي جوابا ف تسع ورقات اطلعنا عليه‪ ،‬ولكن قلوب الحرار قبور‬
‫السرار«‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد طلب سيدي إدريس بدوره من الشيخ عباس رضي ال عنهما بعض‬
‫السرار ف سورة القدر‪ ،‬فرد عليه برسالة ل نطلع عليها لكن الشيخ كان يندم على ما‬
‫قال فيها من أسرار هذه السورة الليئة بالفرائد والطرائف الظاهرة والباطنة‪ ،‬حت تن بل‬
‫دعا – بعد إدخال الرسالة ف البيد أل تصل إل يد الرسل إليه‪ ،‬ول إل غيه‪ .‬وال‬
‫وحده يعلم ما الذي كان ف تلك الرسالة‪ .‬ولقد أوردنا هذه القصة للدللة على متانة‬
‫العلقة بي العارَفْيِن الغرب والسنغال‪ ،‬وما كان يري بينهما من تبادل أنوار وأسرار‪،‬‬
‫نفعنا ال ببكاتا آمي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من جع بينه وبينهم حب العلم والثقافة العربية السلمية نذكر منهم على‬
‫سبيل الثال أيضا‪:‬‬
‫‪ – 1‬ممد عال بن فت رحه ال‪.‬‬
‫كان من أجل علماء موريتانيا‪ ،‬وكان له علقة بعظم العلماء ف السنغال‪ ،‬وله باع‬
‫طويل ف التصوف وأهله‪ .‬وهو الذي كتب مطوط الترجة الشخصية السماة »تزيي‬
‫القرطاس بترجة عبد ال بن عباس« أو»بغية الشتاق لترجة عبد ال بن عباس« ويقع ف‬
‫‪ 17‬ورقة من الجم التوسط‪ ،‬أنى كتابته ف ‪ 16‬جادى الخرة عام ‪1366‬هـ‬
‫الوافق ‪ 8‬مايو ‪1947‬م‪.‬‬
‫كان يتلف إل بيت الشيخ عباس رضي ال عنه كثيا ويتناولن كؤوس العلم‪،‬‬
‫فيكرمه لغزارة علمه وتكنه ما يعرف‪ .‬وذات مرة وجد الشيخ ف استعداد للسفر إل‬

‫‪94‬‬
‫‪95‬‬

‫الغرب لزيارة شيخنا التجان رضي ال عنه‪ ،‬فطلب إليه أن يدعو له سفرا مباركا وزيارة‬
‫مقبولة فكتب ف الي هذه الأبيات‪:‬‬
‫بسورة الفلق ث الناس‬ ‫إن لرجو من إله الناس‬
‫ف صحة غن بل إفلس‬ ‫عمرا طويل للفت العباس‬
‫مع بني صّلح أكياس‬ ‫والعلم والقبول عند الناس‬
‫والفتح الكب بل مقياس‬ ‫والوت ف نج أب العباس‬
‫لسنة النب كالقباس‬ ‫موفقا ف الدين ذي‬
‫ف صال الدعاء عند‬ ‫الساس‬
‫ل تنس من ليس لكم بناس فاس‬
‫على ملي كل قلب قاس‬ ‫ث الصلة عد النفاس‬

‫وعند ما سع الشيخ عباس خب وفاته تأثر مع تسليمه لقضاء ال وقدره بفقد ذلك‬
‫العال البارع ف كل فن فرثاه بالرثية التالية‪:‬‬
‫على فت نله ممد عال‬ ‫يفن الزمان وفينا دهشة البال‬
‫ما مثله ف ذرى العلياء من عال‬ ‫فت العشية والحوال ناطقة‬
‫عن سادة سلف من حي دوعال‬ ‫علما وحلما وتقوى ربه خلفا‬
‫فيا لناس ما بي آباء وأنال‬ ‫ل در الفت المود سيته‬
‫طول له يا له من حل أقفال‬ ‫ف كل نافع علم ل سواه يد‬
‫علم صحيح ميطا كل أقفال‬ ‫وف فتاوي مشاكيل السائل من‬
‫شاء القريض مفيضا أي تفعال‬ ‫تراه كالسيل ف أعلى الدافع إذ‬
‫عنا وفوق الذي نرجوه من حال‬ ‫جزاه رب جزيل ما يكافئه‬
‫فليبك من كان يبكي العلم إذ فقدت آثاره ف الورى من كل أجيال‬
‫عليك ما شئت للعلى من‬ ‫حدث عن البحر بر العلم ل حرج‬
‫العال‬ ‫أجاب داعي النون اليوم طائفة‬

‫‪95‬‬
‫‪96‬‬

‫نفس له رضيت مقروء آجال‬ ‫ث على قبه ما دام فيه شئا‬


‫بيب رضى ال تسكابا بتهطال‬ ‫مبوءا جنة الفردوس يسكنها‬
‫مع الرسول وأهل البيت والل‬ ‫عليه أزكى صلة دائما أبدا‬
‫من الهيمن تعظيما بإجلل‬

‫‪ – 2‬الشيخ بداه بن ممد أطال ال بقاءه‪.‬‬


‫كان بينه وبي الشيخ عباس علقة علم وثقافة قوية‪ ،‬وهو من أكب العلماء ف هذا‬
‫الوقت مولع بالكتب ومطالعتها إل درجة تفوق التصور‪ ،‬وهو الذي شرح مفردات‬
‫ديوان سبل السلم ف مدح وارث خي النام للشيخ عباس‪ ،‬أي قصائده التجانية‪ ،‬كما‬
‫أنه شرح كتابه ف التوحيد »دليل الساري إل توحيد اللك الباري« شرحا رائعا للغاية‪.‬‬
‫ومن أدلة ولوعه بالكتب‪ ،‬واتصاله الوثيق بالشيخ عباس رضي ال عنه هذه البيات‬
‫المسة التالية‪:‬‬
‫ومن له الصيت بي الناس قد علما‬ ‫عباس يا نبة الخيار والعلما‬
‫تي بيمنك تسهيل الذي عظما‬ ‫إن قصدتك ف أمر الدفاتر أر‬
‫وقصد َمْن ِلُدنا أو حكمة قدما‬ ‫فأنت عال هذا الصر سيده‬
‫طلبت تربح من الجر العلي عظما‬ ‫فاتفن يا حب الكرام با‬
‫إذ قال طه »إذا مات ابن آدم« ل عدمت عيشا سعيدا جانب‬
‫السقما‬

‫‪ – 3‬الشيخ أحد بن ممد حد التندغي رحه ال‪.‬‬


‫إنه عال جليل‪ ،‬ظريف متواضع‪ ،‬كان يب العلم والعلماء‪ ،‬ولكنه كان فقيا يثقل‬
‫َكاِهَلُه الديون‪ ،‬فجاء يوما لزيارة الشيخ عباس ف بيته ف لوغا‪ ،‬فشرع يدثه عن مسألة‬
‫ف التوحيد‪ ،‬فأخرج الوريتان من جيبه ورقة كتب عليها ما يأت‪:‬‬
‫وأنت مأوى البايا اليوم‬ ‫إن لقيتك يا عباس ذا أرب‬
‫بشراكا‬ ‫فإن لقياك لقيا الي أجعه‬
‫‪96‬‬
‫‪97‬‬

‫وإنا ديننا يقضي بلقياكا‬ ‫فطالب الي من يناك يطلبه‬


‫كأنا الي ملفوظ بيمناك‬ ‫سيان عند مليون وشربة ما‬
‫لذاك أولك ما أولك مولكا‬ ‫فأنت عال هذا الدهر قطب رحى‬
‫أهل العارف عم الناس جدواكا‬

‫وقد حط عنه الشيخ ثقله وزاد عليه‪ ،‬فسر الضيف‪ ،‬ووّدع مضيفه بذين البيتي‪:‬‬
‫أن ليس يعجبنـي ما ليس‬ ‫مدحي لعباس صل اليوم موجبه‬
‫قد كنت أحسبه ف القوم نعم فت يعجبه‬
‫فجاءن فوق ما قد كنت أحسبه‬

‫‪ – 4‬الشيخ ممد المي بن الصهار رحه ال‪.‬‬


‫زار الشيخ عباس رضي ال عنه ف بيته بسانلوي وقضى معه نارا صوره ف البيتي‬
‫التاليي‪:‬‬
‫ل ما طاب من لقياك ابن عباس ناه موله من شعر ومن‬
‫باس‬ ‫ل ما ذقت ما كنت تعلمه‬
‫من العان خفيات على الناس‬

‫‪ – 5‬الشيخ علي به )غول( رضي ال عنه‪.‬‬


‫هو العال العلمة الصال الذي تعرف على الشيخ عباس رضي ال عنه عنهما عن‬
‫طريق الشيخ النصور به رحه ال أحد أبناء الشيخ علي‪ ،‬وتوطدت العلقة بينهما حت‬
‫زوجه بكريته السيدة رقية به كما سبق‪ ،‬والصاهرة – كما تقول العرب مبة مقربة‪.‬‬
‫فكان الشيخ عباس يزوره ف داره ويستشيه ف بعض أموره فيشي ويدعو‪ .‬وكان يثق‬
‫بصهره الشاب ثقة كاملة‪ ،‬ويعترف له بالسبق ف ميادين العلم والصلح والعرفة حت‬
‫طلب إليه – وهو على فراش الوت – أن ينظم له أدعية على غرار ما يفعله لوالديه ف‬

‫‪97‬‬
‫‪98‬‬

‫)انكيك( فقبل‪ ،‬وكان يقوم له بذلك بعد أسبوع من الرجوع من )انكيك( وما زال‬
‫ُوْلدُُه ييون سنته تلك‪.‬‬
‫وقبل ذلك كان الشيخ علي قد بن مسجدا ف )غول( ولا انتهى بناؤه ودشن‬
‫هنأه الشيخ عباس بالقصيدة التالية‪:‬‬
‫من الفتح الفضي إل جنة الأوى‬ ‫كمال الن ف الدين والغاية‬
‫ينال من الحسان والب والتقوى‬ ‫القصوى‬
‫وكشف دياجي الهل من حندس‬ ‫ونيل رضى الول بأحسن ما به‬
‫البلوى‬ ‫وإحياء ميت العلم للدين والدى‬
‫وللمصطفى الختار بالذهب القوى‬ ‫وإن رشاد خلق ال ل وحده‬
‫صحيح أسانيد الحاديث ما تروى‬ ‫من أحكام آيات الكيم وتلوها‬
‫بحض من النصح الزيج عن الطغوى‬ ‫وإنقاذ غرقى من بار غواية‬
‫على أس تقوى ال ف السر والنجوى‬ ‫تام مشيد جامع الي والنا‬
‫نتيجة فكر الخلص الفاقد الدعوى‬ ‫أبان بتحقيق لذي اللب أنه‬
‫با تشتهي نفس الب وما توى‬ ‫تراه على ما فيه من باهر السنا‬
‫على عل قدرا بشربه أروى‬ ‫ينبئ عن بانيه ل شك أنه‬
‫فزيد به فخرا‪ ،‬وزيد به بأوى‬ ‫وبالشرق التاريخ يبدو لناظر‬
‫‪1‬‬
‫وأنسا له عمرا‪ ،‬ومد له شأوى‬ ‫جزاه عن السلم خيا إله‬
‫عليه‪ ،‬ومن يقفو بسنته حذوى‬ ‫برمة خي اللق صلى مسلما‬

‫ولا ألف الشيخ علي رحه ال كتابا الفيد الذي عنونه بـ‪»:‬زاد السافر وكفاية‬
‫الاضر« وأبدى فيه مقدرة عجيبة ف التعبي‪ ،‬وبراعة ف التنسيق‪ ،‬وسعة ف الطلع قرظه‬
‫الشيخ عباس رحه ال هذا التقريظ التال‪:‬‬
‫مبلغ لنان كل مرتاد‬ ‫أقررت يا شيخ عين مبتغي زاد‬

‫‪ - 1‬أنسأ‪ :‬أجل وأخر‪ .‬الشأو‪ :‬الغاية‪.‬‬


‫‪98‬‬
‫‪99‬‬

‫لنا وما مثله ف عصرنا ناد‬ ‫مضت نصحا لوجه ال خالقنا‬


‫نفعا لملة آباء وأولد‬ ‫نصيحة عمت السلم‬
‫من بذل نصح لدين ال مقيادي‬ ‫ثرتـــا‬
‫لا يب ويرضى ربنا الادي‬ ‫أعطيتم الناس ما احتاج الزمان به‬
‫ف المر والنهي ذا نصح‬ ‫ما إن تركت لنا شيئا يقربنا‬
‫وإرشاد‬ ‫أديت ما أوجب الول عليك لنا‬
‫يسب عقول فحول أهل إنشاد‬ ‫وال قد صغت من نظم البديع با‬
‫أغن السافر‪ ،‬للمعبود عن زاد‬ ‫زاد السافر هذا‪ ،‬ل مالة قد‬
‫ل‪ ،‬ل زلت ذا عز وذا ناد‬ ‫يا سيدي والدي ف ال مرشدنا‬
‫أعلى مقامات أبدال وأوتاد‬ ‫جازاك عنا إلي الي مرقيكم‬
‫قد كان قبلك مهجورا بإخاد‬ ‫ول تزال لهل الدين موقد ما‬
‫عليه والصحب ما يغدو له غاد‬ ‫بالصطفى‪ ،‬وصلة ال أعظمها‬

‫وعند ما توف الشيخ علي به رثاه الشيخ عباس رضي ال عنهما مرثية من أورع‬
‫مراثيه نقتطف لكم منها ما يلي‪:‬‬
‫إل طاعة الول وأنت مطيع‬ ‫أل يأن بعد الشيب منك رجوع‬
‫دنية ظل للزوال سريع‬ ‫إل م اغترار الغر بالدار هذه الد‬
‫فحالتها مع أهلها لفظيع‬ ‫تراها كآل أو خيال بطبعه‬
‫فما نال منها للبقاء مبيع‬ ‫فليست لصاف اللب إل مطية‬
‫وقلب بصي للله سيع‬ ‫تبأ منها بتة منه قالب‬
‫يقرب للمول وفية قنوع‬ ‫قد استغرقت أوقات عمر له با‬
‫تر ول يزدد إليه خشوع‬ ‫تراه مدى اليام ل يرض ساعة‬
‫صبورا شكورا للعلي تطيع‬ ‫ياسب بالنفاس نفسا أبية‬
‫مكارم للخلق فيه جيع‬ ‫وما مثله ف الناس إل موفق‬

‫‪99‬‬
‫‪100‬‬

‫بأعلى مقامات الرجال رفيع‬ ‫كوالدنا الرضي علّي مقامه‬


‫له خلق بي النام بديع‬ ‫هو الرتضى أرضى الله وخلقه‬
‫على نج من للمذنبي شفيع‬ ‫هو العلم الادي لطاعة ربه‬
‫وكهل إل أن شاب وهو‬ ‫هو العال العلمة الب يافعا‬
‫نفوع‬ ‫كصيب مل‪ ،‬أو سراج دجنة‬
‫لدى اللق نفعا‪ ،‬والناب رفيع‬ ‫أقام لدينا خي شيخ ومرشد‬
‫وخي أخ جاٌر لديه منيع‬ ‫إل أن تول العمر خي مبارك‬
‫بقرن سوى خس أتاه نزوع‬ ‫عشية يوم السبت من بعد ظهره‬
‫وقد كان أدى فرضه ويطوع‬ ‫بفسش ف طيب الرم سابع‬
‫‪1‬‬
‫لبريل برج المل بعد خليع‬ ‫لئن غاب عنا جسمه فلروحه‬
‫حضور‪ ،‬وللنوار منه سطوع‬ ‫مآثره ف الدين أقوى دللة‬
‫عليه‪ ،‬فكم أرضاه منه صنيع‬ ‫ليبك عليه العلم كل فنونه‬
‫ويبك الندى والكم منه تبيع‬ ‫سخا حات‪ ،‬زهد الغفار وفقه ما‬
‫لك‪ ،‬كل علم أصله وفروع‬ ‫له من صحيح العلم توحيد‬
‫وما لنيد الشيخ منه طليع‬ ‫الشعري‬
‫من العلم والتقان وهو طلوع‬ ‫ونو الكسائي والسيوطي با له‬
‫مراتعه منها الفقيه ضليع‬ ‫وروح العان والبيان ونوه‬
‫على ما يشا حينا إليه سريع‬ ‫ومرتل الشعار طوع يد له‬
‫وللشرفا غيث لديه مريع‬ ‫فمن لليتامى والساكي بعده‬
‫نرجي له ف ال وهو سيع‬ ‫جزاه إله العرش خيا يفوق ما‬
‫لذي المد والمود نعم شفيع‬ ‫وبوأه أعلى النان ماورا‬
‫به يرتي نيل العلء وضيع‬ ‫بزمرة ختم الوليا أحد الذي‬

‫‪ - 1‬حفسش يساوي ‪ 1388‬وطيب = ‪ 21‬يعن أن الشيخ عليا توف مساء يوم السبت الواحد والعشرين من الرم عام‬
‫‪1388‬هـ الوافق ‪ 7‬إبريل ‪1968‬م‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪101‬‬

‫نب الدى والل بعد تبيع‬ ‫وأزكى صلة ال أكملها على‬

‫رحهما ال تعال رحة واسعة‪.‬‬


‫‪ – 7‬الدكتور عامر صمب رحه ال‪.‬‬
‫ف أطروحته الت حصل با على الدكتوراه‪ ،‬والت ساها »الدية السنغالية ف‬
‫العقود الدبية للعربان«‪ ،1‬حيث جع كثيا من إنتاج الكّتاب السنغاليي شعرا كان أم‬
‫نثرا‪ ،‬منذ الشيخ الاج عمر الفوت رضي ال عنه‪ ،‬مارا بالشيخ الاج مالك‪ ،‬والشيخ‬
‫أحد بامبا رضي ال عنهما إل أولدهم وأتباعهم وأحفادهم وأسباطهم‪ ،‬ومستقلي ف‬
‫متلف الصقاع السنغالية‪ ،‬وكان عمل مهما من ناحية جع النتاج السنغال الكتوب‬
‫باللغة العربية‪ ،‬وعلى ذلك شجعه الشيخ عباس – مقا – بذه البيات التية‪:‬‬
‫من الدارس للقوم النهى الرؤسا‬ ‫يا عامرا كاسه بالعلم ما اندرسا‬
‫أحييت – أحياك رب العرش – ذكرهم بكل أحسن آثارا لم درسا‬
‫لم ومن قبل حقا جلها التبسها‬ ‫أتقنت علما صحيحا موضحا سبل‬
‫أرشدت حيان فينا كلنا اقتبسا‬ ‫نبهت غافلنا‪ ،‬علمت جاهلنا‬
‫مولك موليك نورا ف الدجى قبسا‬ ‫جازاك خي الذي جازاه من كرم‬
‫‪2‬‬
‫بالعلم ل يتشي ف نجه تعسا‬ ‫فليمش من شاء ف أمن على فرح‬
‫على التحري لصدق فيه ملتبسا‬ ‫ل تأل جهدا – وخي القول أصدقه ‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫أبناء جنسك ناف كل من تعسا‬ ‫ضا علنا‬‫نضت بالعلم نضا ُموِه ً‬
‫ذكرى لخرهم فيما لم أسسا‬ ‫ألقت أول هذا القرن سادنه‬
‫نشرتا أي ترير إذا التمسا‬ ‫وما لم من مزايا طالا طويت‬
‫تلي بالثلج قلب الرء حي قسى‬ ‫هدية منك تديها لراغبها‬
‫كراتع ف رياض حوله جلسا‬ ‫فل يل من الكثار طالعها‬

‫‪ - 1‬قد طبع الكتاب طبعة جديدة تت اسم »الدب العرب السنغال«‪.‬‬


‫‪ - 2‬تعسا مرك العي هنا للوزن‪ :‬اللك‪.‬‬
‫‪ - 3‬يقال‪ :‬تعس بفتح العي‪ ،‬وكسر العي لغٌة‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪102‬‬

‫من قول بعض لبعض علنا وعسى‬ ‫وكان من قبل يستغن على ثقة‬
‫أب تقدمه عن وقته ونسى‬ ‫حت إذا الجل الضروب حان وقد‬
‫هذي الدية تدي النفس النفسا‬ ‫جاءت على غي ميعاد على قدر‬
‫ف وصف قوم هداة سادة رؤسا‬ ‫تغن مطالعها عن كل صادقة‬
‫ف نو قرني مرؤوسا ومرتئسا‬ ‫من علما سنغال الساكني با‬
‫فليمعن النظر فيها بكرة‬ ‫من شا يعاصرهم دهرا يصاحبهم‬
‫ومســـا‬ ‫أزكى صلة على الختار تشمل من‬
‫راضوا نفوسا با جا من هدى شسا‬

‫أيها القارئ الكري نكتفي بذا القدر القليل من علقته الثقافية الكثية الطيبة‪.‬‬
‫آملي أن نقفك على مزيد منها ف التقاريظ الت سنختم با دراستنا هذه إذ شاء ال‬
‫تعال‪ .‬ونعتذر إل كل الذين كانت بي آبائهم أو أجدادهم أو أولياء أمورهم أو‬
‫أصدقائهم وبي الشيخ عباس علقة من أي نوع ل نذكرها جهل أو اختصارا‪ .‬فقد كان‬
‫قصدنا ضرب أمثلة معبة ولعنا أصبنا ؟ ال أعلم‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪103‬‬

‫صفاته الخلقية والخلقية‬


‫أول‪ :‬اللقية‬
‫كاد يكفين نشر صورته الشريفة على غلف هذا الكتاب مشقة رفع القلم لاولة‬
‫وصفه بالكلمة‪ ،‬لكن آثرت تتميما للفائدة أن أجع بي الصورة والكلمة لتتكامل ف‬
‫التعريف به‪ ،‬لعل غليل الشتاق إل معرفته يروى دون عناء كبي‪ ،‬لنه يد بأن الشيخ‬
‫عباس صل التجان رضي ال عنه كان رجل وسطا ‪ 1,76‬سم ف الطول ليس بدينا ول‬
‫نيفا ييل رأسه إل الكب على جنبيه أذنان متوسطتان‪ ،‬وكان ينظر ف عيني حادتي‬
‫تبان عن ذكاء فائق‪ ،‬وف وسط وجهه الطويل نوعا ما أنف مرتفع يتلل نورا غطت‬
‫أسفله وجانبيه غرته البيضاء النية الت تيط بفمه ف شكل دائرة‪ ،‬ولبهته أسارير تتجمع‬
‫غالبا عند ما يفكر أو يستفسر‪ ،‬ذقنه ملحى‪ ،‬مرهف السمع‪ ،‬ضحكته ابتسامة‪ ،‬فصيح‬
‫اللسان‪ ،‬لكنه كان سريع الكلم‪ ،‬ل يرفع صوته إل نادرا‪ ،‬كان سليم السم صحيحه‪،‬‬
‫ناعم الكفي‪ ،‬طويل أصابع اليدين‪ ،‬يشي متسرعا ف وقار‪ ،‬ول يكن يلتفت إل قليل‪،‬‬
‫وكان مهيبا إذا صمت ل يكاد يفاتح تقريبا‪ ،‬شديد السواد يتناثر على ساعديه وساقيه‬
‫بعض الشعر‪ ،‬اشتعل رأسه وليته ف آخر حياته شيبا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اللقية‬
‫كان شيخ شيخنا عباس ممد ولد الداه رضي ال عنهما‪ ،‬الذي تدثنا عنه طويل‪،‬‬
‫هو الذي قال ف تلميذه لا آنس فيه علمات الفتح هذه البيات‪:‬‬
‫إل العباس جّنب كل باس‬ ‫تيات تفوح بعرس آس‬
‫إل الشيخ الذي ما زال يسعى لدين ليس فيه من التباس‬
‫لمراض القلوب الدهم‬ ‫له ما شاء من قلب نقي‬
‫آس‬ ‫وفيض دونه الشيم السواري‬
‫وحلم دونه الشم الرواسي‬ ‫يذكرنا ليال سالفات‬
‫با لنت مطالبنا القواسي‬

‫‪103‬‬
‫‪104‬‬

‫هذه البيات خي ما نفتتح به هذا الزء من البحث‪ ،‬إذ كل ما يتوقع من شخص‬


‫انتصب للمشيخة أن يكون ملتزما دينيا‪ ،‬عالا با ل بد منه من الشريعة‪ ،‬نقي الفؤاد‪،‬‬
‫حّوَل قلب مريده القاسي لينا يسري‬ ‫طبيبا لمراض القلوب‪ ،‬ذا خلق حسن‪ ،‬يستطيع أن ُي َ‬
‫فيه الوعظ والرشاد بسهولة ﴿إنا أنت منذر من يشاها﴾‪.‬‬
‫فالشيخ عباس رضي ال عنه كان تقيا‪ ،‬عابدا عادل‪ ،‬عالا بالشريعة يضرب به‬
‫الثل ف غزارة العلم ووفرته‪ ،‬واسع الطلع‪ ،‬مثقفا ملتزما‪ ،‬يطالع كثيا‪ ،‬له مكتبة تكاد‬
‫ل تساوى كما ونوعا‪ .‬كما كان لسانه ذاكرا‪ ،‬ناره صائما‪ ،‬ليله قائما‪ ،‬رحوما للصغي‪،‬‬
‫وقورا للكبي‪ ،‬مواسيا للملهوف‪ ،‬معينا للضعيف‪ ،‬مطيعا للمسكي ول يريد منه جزاء ول‬
‫شكورا‪ ،‬ذكيا جدا‪ ،‬بدهي الواب‪ ،‬حصيف الرأي حكيما كالطود‪ ،‬سخيا كالسحاب‪،‬‬
‫وفيا بالعهد‪ ،‬رؤوفا رحيما‪ ،‬لطيفا حكيما ذا هة عالية متزنا رزينا‪ ،‬صبورا يتحمل أذى‬
‫الخرين‪ ،‬ول يكن ينسى إل نادرا لكنه كان يعفو ويصفح‪ ،‬يتناسى ويتغافل‪ ،‬يشغل‬
‫ويستغل وقته ف العبادة والتأليف والوعظ والرشاد واستقبال زواره‪.‬‬
‫ولقد حاول الشيخ ممد فال بن متال أن يلخص صفات الشيخ عباس رحهما ال‬
‫ف ستة أبيات بليغة معبة هي‪:‬‬
‫وباقي الزايا بي أعضائك الخرى‬ ‫لك اليمن ف يناك واليسر ف‬
‫فمن مبتغي ين‪ ،‬ومن مبتغ يسرا‬ ‫اليسرى‬
‫إل كل من يلقاك طاب له نشرا‬ ‫وما الناس إل بي ذين ابتغاؤهم‬
‫ونال با عزا‪ ،‬ونال با فخرا‬ ‫ل بيمناك الت إن مددتا‬‫إّ‬
‫وزان بك السبوع والعام‬ ‫ونال با أمنا‪ ،‬ونال مؤمل‬
‫والشهرا‬ ‫فأبقاك رب الناس للدهر زينة‬
‫ويستصغر النجم الذي ينظر البدرا‬ ‫فإنك بدر والشائخ أنم‬

‫وقد أصاب ابن متال أيا إصابة‪ ،‬وعلوة على ذلك فإن الشيخ عباس كان شجاعا‬
‫مقداما‪ ،‬كان يقول بأنه ل يفزع قط‪ ،‬ولو ابتلي بفزع لال ذلك كل رجل‪ ،‬وكان حازما‬

‫‪104‬‬
‫‪105‬‬

‫يضي ف تطبيق قراراته التخذة بتشاور‪ ،‬رحب الصدر‪ ،‬قابل للمناقشة البناءة‪ ،‬مسالا ل‬
‫يتخاصم قط‪ ،‬ول يتضارب قط ل ف صغره فضل عن كبه‪ ،‬ثابتا ف مواقفه‪ ،‬واصل‬
‫للرحم‪ ،‬ذا اهتمام بأصدقائه‪ ،‬متعهدا لحوال مريديه‪ .‬كان يعرف كيف ينسج العلقات‬
‫الجتماعية لكنه كان يدري كيف يافظ عليها‪ ،‬غاضا طرفه عن عيوب الخرين ل‬
‫يتدخل فيما ل يعنيه‪ ،‬يتحدث إل الناس حديثا عاديا‪ ،‬غي أنه نادرا ما كان يزح‪،‬‬
‫متواضعا زاهدا‪ ،‬سريع البكاء ف آخر حياته لرد ساع آية أو حديث نبوي‪ ،‬وكان يرب‬
‫طبعا بالعدوى الروحية‪ ،‬ولكن عن طريق )افعلوا مثلي( كذلك‪.‬‬
‫وقد تغن أناس كثيون‪ ،‬شعراء وغيهم بأوصاف الشيخ الميلة‪ ،‬وأخرقه‬
‫الميدة‪ ،‬وخصاله الرفيعة‪ ،‬حت فكرت ف عنوان أجع تته كل ما قيل عنه من أمداح‪،‬‬
‫لكن ذلك قد يكون كثيا جدا‪ ،‬فآثرت أن أفرده ف كراسة خاصة‪ ،‬وقبل أن يدث ننقل‬
‫للقراء الكرام بعض ما قاله الغفور له أب الشيخ حسن غاي رضي ال عنه فيه باعتباره‬
‫أكثر من مدح الشيخ عباس رضي ال عنه وأشاد بأخلقه‪ ،‬ونوه بواقفه الطيبة ودافع عنه‬
‫بقلبه وقلمه ولعله كان من أعرف الناس بذلك الشيخ الدليل‪.‬‬
‫ففي إحدى لمياته الت استهلها بقوله‪:‬‬
‫وإل تزدك التعب والزي‬ ‫فعظ نفسك المارة الفحش والنذل‬
‫والذل‬ ‫وعاص الوى ل تعط نفسك ما‬
‫وما تّنت من راحة تؤتك الويل‬ ‫بغت‬

‫يقول ف الشيخ عباس رضي ال عنهما‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫فضائله ف العالي أخا اعتل‬ ‫وعّطف عنانا للملذ الذي جلت‬
‫وفاقهم ُكل‪ ،‬وأحلهم َكل‬ ‫ب معاصر‬
‫َأل ُأم َمْن َقْد َطا ِرَقا َ‬
‫ينادي الورى للعي ُيحملهم وْيل‬ ‫تأدب ول تلهيك قعدة قاعد‬
‫ول ظلمة فيه ول فصل من وصل‬ ‫يريك طريق الق‪ ،‬والق واضح‬

‫‪ - 1‬جلى‪ :‬ظهر ولح‪.‬‬


‫‪105‬‬
‫‪106‬‬

‫يوفقه الول بإفضاله فضل‬ ‫وينفع خلق ال من كان طائعا‬


‫ويوصلهم طرا لضرته نل‬ ‫ويرشدهم للحق جل جلله‬
‫هو الأمن الأمون صاف له أصل‬ ‫َفُهْو كهف ما يهوي إليه مكنفا‬
‫فريد السنا ناف الضللة ُتْثَتْقل‬ ‫ملذ صحاب الشيخ قطب زمانه‬
‫أذاهم‪ ،‬ولو هم أثقلوا فوقه ثقل‬ ‫وتدحه أعداؤه لحتماله‬
‫ولو أنم استأنفوا كلهم ِقتل‬ ‫ول ينقص العروف منه إليهم‬
‫وأعزهم كسبا‪ ،‬وأحزمهم شل‬ ‫وأنفذ أهل الوقت‪ ،‬أنفعهم علما‬
‫بأوصافه فال معط له طول‬ ‫وأرحبهم ل صدرا تلقوا‬
‫وأتقنهم صنعا‪ ،‬وأفضلهم حل‬ ‫وأنصحهم للخلق أفصحهم علما‬
‫وأوفاهم عهدا‪ ،‬وأعظمهم حل‬ ‫وأحسنهم خلقا‪ ،‬وأوسعهم ذرعا‬
‫وأكرمهم أهل‪ ،‬وأحلهم َكل‬ ‫وأطيبهم‪ ،‬وأجلهم صبا‬
‫وما أحسن الحسان ف الوقت‬ ‫وأحسنهم عند الشدائد خصلة‬
‫يستجلى‬ ‫طريق الدى للسالكي وسيلة‬
‫كفاية متاج فاكرم به فحل‬ ‫سراج لهل الرشد للدين ني‬
‫فمقتبس من نوره يرتقي سهل‬ ‫فهو السند الاج ابن عباس من نفى‬
‫بتعليمه جهل الهول لو استعلى‬

‫وف إحدى ميمياته الرائعة الت بدأها بالتوعية والرشاد‪ ،‬ف مدح شيخه هكذا‪:‬‬
‫علما يريك حقائقا بتفهم‬ ‫لَنا بتعلم‬
‫أزل الهالة وا َ‬
‫شرخ الشبيبة ف زمان مكم‬ ‫ودع التسوف والتأن واغتنم‬
‫فيه الكارم للكري الكرم‬ ‫ودع التكسل ف العبادة أو با‬
‫ُرض ف العبادة ف الورى للمحرم‬ ‫ودع التصنع والتعسف والتعْر‬
‫كل المور صغيها والعظم‬ ‫وزن الكلم بآلة النصاف ف‬
‫غيا برشد والضي بالظلم‬ ‫وتنفسا ف السي حاسب مّيزن‬

‫‪106‬‬
‫‪107‬‬

‫أحي الليال كلها بتعظم‬ ‫واخصص لربك طاعة معتادة‬


‫س السيادة‬‫س ُتْك َ‬
‫ـتقوى َتِك ْ‬ ‫شر مبارز سابق ف معرض التـ‬
‫فافهم‬ ‫ل تسدن ذا ثروة أو من عل‬
‫ك بعزة‪ ،‬بالعلم أو بتكرم‬ ‫وانح أخّي لرشد متبصر‬
‫يهيدك للحق العي النعم‬ ‫مثل ابن عباس الصفي أب الرا‬
‫مل منقذ اللهوف مبصر من عمي‬ ‫فاشدد يديك عليه ل تلهيك عن‬
‫‪1‬‬
‫درك الن جاه بأنساب العم‬ ‫فلئن رددت شبابت فلبذلن‬
‫جهدي إليه بدمة الستحكم‬ ‫وتوافق وتوقر وتعطف‬
‫وتبب وتبجل وتعظم‬ ‫جازاه رب خي ما جازى الشا‬
‫ئخ كلهم من فضله التعظم‬ ‫هو من نفى عنا الردى بر الندى‬
‫معطي العطية مرشد التفهم‬ ‫هبة الله للقه فمحبه‬
‫حاز العلى ف اقتسام النعم‬ ‫فالمد ل الذي أسدى لنا‬
‫ما فاق ما نرجوه من مستعظم‬ ‫وهو الذي فقنا السوي بتفاخر‬
‫من جاهه ووصاله التبسم‬ ‫وهو الذي سدنا العاصر كلهم‬
‫بطلوعه وحبائه التفخم‬ ‫وهو الذي سلك العباد جليلهم‬
‫وحقيهم وسط السبيل القوم‬ ‫وهو الذي بشرى لنا أصحابه‬
‫وبه الواهب من إله منعم‬ ‫وهو الذي أوف شروط إمامة‬
‫خب السالك من طريق أسلم‬ ‫وهو الذي أحي رسوم صحاب من‬
‫خي الوجود شفيع عاص مرم‬ ‫صلى ال عليه ما هب الصبا‬
‫والل والصحب الداة النم‬

‫وسنعود إل قصائده ف دراسة أخرى مستقلة إن شاء ال تعال‪.‬‬


‫غرته رضي ال عنه‪:‬‬

‫‪ - 1‬العم ‪ :‬بتخفيف اليم هنا للوزن‪.‬‬


‫‪107‬‬
‫‪108‬‬

‫نفرد لغرته حديثا خاصا هنا‪ ،‬لكونا – أول – من أهم ما كان ييزه عن الخرين‬
‫ف الظهر‪ .‬ولكونا – ثانيا – حدثا خاصا يثل منعطفات تاريية ف حياة صاحبها‪.‬‬
‫ذلك أن الشيخ عباس رضي ال عنه كان يعان بعد أن تطى الثلثي من عمره‬
‫حرارة زائدة عن الد ف جسمه حت كان كل من يقترب منه يشعر با‪ ،‬وكان يعالها‬
‫ببعض عروق الشجار‪ ،‬وبقشورها‪ ،‬أو بأوراقها‪ ،‬أو بالخشاب وكل من عرفوه ف تلك‬
‫الونة رأوا َجرته الت كان يغمس فيها دواءه الزيج من أشياء متعددة‪ ،‬وينتقل معها‬
‫يملها صب معه أينما ارتل أو حل‪.‬‬
‫وقد استيقظ ذات صباح ف حي )بلكوس( بدينة )سانلوي( عند بيت السيد‬
‫إبراهيم جاج حوال عام ‪1950‬م ورأى ببنصر يده اليمن بقعة بيضاء كانت نقطة‬
‫البداية للغرة الباركة الت اقتصرت على تلك الصبع بضع سنوات‪ ،‬ث أخذت تتسع‬
‫تدرييا‪ ،‬فجعل يعالها بأدوية تقليدية‪ ،‬وأخرى عصرية حت أن شعر رأسه قد ُجّز منه‬
‫وأرسل إل فرنسا للتحليل الطب‪ .‬وكان من بي مات وصف له أدوية يصيبها ف ماء‬
‫ساخن‪ ،‬ث يدخل فيه قدميه ويديه مدة معينة صباحا ومساء‪.‬‬
‫وبينما يعان آلمه كان بعض الرجفي يشيعون ف الدن والقرى والفلة شائعة‬
‫إصابته برض الذام لتمرده على زعامة معينة فاجتمع عنده أل الغرة وأراجيف الرجفي‪،‬‬
‫وعدم تققه من صدق ما يقولون‪ ،‬لكن أحد معارفه الصالي أتاه ذات صباح وهو ف‬
‫بيته ف )اندر( وقال له‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام فقال ل‪ :‬إن ما‬
‫تداويه ليس برض‪ ،‬فل تتعب نفسك‪ ،‬فرمى الدوية واطمأن بال واستقر حاله‪.‬‬
‫وقبل ذلك كان الشيخ مالك غي أحد ذوي البصائر ف حي )ُخْر( بسانلوي رحه‬
‫ال يدعو للشيخ عباس ف إحدى زيارات هذا الخي له‪ ،‬فلما بسط الشيخ عباس يديه‬
‫ض تدرييا حت عم جسمه كله‪ .‬لذلك لا قيل له إن غرة بدأت‬ ‫أمام الشيخ رآه عيانا َيْبَي ّ‬
‫تظهر ف جسم حبيبك عباس‪ .‬قال‪ :‬إذا عّمر ستعم جيع جسده‪ ،‬لن ف غيي منام‬
‫ض كله‪.‬‬‫رأيته يبي ّ‬

‫‪108‬‬
‫‪109‬‬

‫هذه هي قصة الغرة الت اتسعت فشملت كفيه إل ما فوق الكوعي قليل ف‬
‫تقاطعات كأسنان النشار‪ ،‬كما القدمي إل ما فوق الكعبي قليل‪ ،‬وعمت الشفتي وما‬
‫حولما صاعدة إل أن تيط بالنخرين دون أن تس النف‪ ،‬لكنه نزلت من الشفة‬
‫السفلى إل الذقن ف شكل مثلث غي طويل‪ .‬وقد مست الغرة كذلك أعلى رأسه‬
‫الشريف ف شكل دائرة ل تتجاوز وسطه‪ .‬وتدر الشارة إل أن غرته ل تتخذ هذا‬
‫الشكل الذاب الهيب الذي ل شبيه له فيما رأينا من أصحاب الغرر إل بعد سنة‬
‫‪1957‬م‪.‬‬
‫وقد قال فيه ذوو البصائر النية بشارات كثية آثرت أن ل أذكرها‪ ،‬إما لسريتها‪،‬‬
‫وإما خيفة التطويل‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫مطعمه ومشربه‪:‬‬
‫كان رضي ال عنه يأكل ما يأكل السنغال العادي‪ ،‬فلم يكن يفضل طعاما على‬
‫آخر‪ ،‬أو يعيب طعاما اقتداء بالسوة السنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كما كان‬
‫يأكل قليل أي ما يسد رمقه‪ .‬وكان يؤخر غداءه إل ما بعد الظهر‪ ،‬وعشاءه إل ما‬
‫يقرب من منتصف الليل انتظارا لوصول ضيف نزيل‪ ،‬أو تكملة لشغل معي‪ .‬وكان‬
‫يأكل بيده دون استعمال مائدة ف تأن وتؤدة‪.‬‬
‫وكان يشرب القهوة كثيا‪ ،‬ث تلى عن شربا‪ ،‬واكتفى بشاي منعنع يشرب منه‬
‫كوبا واحدا بعد الغداء يبقى منه شيئا يتبك به الاضرون‪ .‬ول نعرف أنه كان يفضل من‬
‫الشربة غي ماء بارد مزوج بقليل من العسل يشربه عند الفجر‪.‬‬
‫ملبسه‪:‬‬
‫ل يكن رضي ال عنه يلبس لباسا فاخرا جدا‪ ،‬ولكنه كذلك ل يكن يلبس من‬
‫الثواب اللقة الت يتصنع لبسها بعض أدعياء التصوف بدعوى الزهد‪ ،‬فقد كان يرى‬
‫هو أن الزهد ف القلب أول وقبل كل شيء‪ .‬وكان يفضل من اللوان البياض أو الزرقة‬
‫السماوية‪ ،‬ويلبس من اللوني ما يشاهد القارئ ف صورته على الغلف أي نوع الثياب‬
‫الفضفاض الذي يلبسه معظم الشيوخ السنغاليي‪ ،‬وكان يرتاح إل أن يقوى الثوب‬
‫‪109‬‬
‫‪110‬‬

‫بالصمغ العرب حت أنك تسمع طقطقة ثوبه من بعيد‪ ،‬ونعاله كانت من النوع السمى‬
‫بـ»الراكش« البيض أو الصفر‪ ،‬أما عمامته فلم يتخذ لا لونا معينا ف حي أن طاقيته‬
‫كانت المراء الرتفعة نوعا ما دائما‪ ،‬وكان يلبس أحيانا نظارات شسية‪.‬‬
‫كراماته رضي ال عنه ‪:‬‬
‫لست أقصد بالتحدث عن كراماته عّد خوارق عادات كانت تدث على يديه‬
‫بي فينة وأخرى شأن أولياء ال تعال تت أي ساء فحسب‪ .‬فالكرامة شيء واقع‬
‫بالفعل‪ ،‬ثابتة شرعا حدثت لبعض الصالي قبل السلم وحدثت لبعض سلفنا الصال‬
‫بعده من صحابة وتابعي وتابعيهم‪ ،‬ومن بعدهم وما زالت تدث حت يومنا هذا‪ ،‬ول‬
‫ياري ف ذلك إل جاهل عنيد‪ ،‬أو متكب جبار‪.‬‬
‫والشيخ عباس رضي ال عنه كان له بعض كرامات أتته عفوا‪ ،‬أعرف منها كثيا‬
‫وقد يعرف غيي أكثر وأعجب ما أعرف‪ ،‬لذلك ل أعدد من تلك الوارق بقدر ما‬
‫أذكر الانب الهم من الكرامات‪ ،‬لنه ل يكن يب هو أن يذكر له شيء من ذلك‬
‫وباعتباره تانيا ملتزما ل يكنه أن يرتاح إل ما شجبه شيخه‪ ،‬فشيخنا التجان حّذر‬
‫أصحابه من إظهار الكرامات لنا »حيض الرجال«‪.‬‬
‫غي أن نوع هذه الدراسة يتم علينا أن نتناول ذلك الانب الهم ف حياة الرجل‬
‫ونبي موقفه منه‪ ،‬ث تطييبا لواطر بعض التعلقي به نبشرهم بشيء يزيدهم اطمئنانا‪.‬‬
‫كان الشيخ عباس يقول ل ويكرر‪ :‬يا تان‪ :‬جدك هذا يريد أن تكون كرامته‬
‫الستقامة‪ ،‬وامتثال أوامر ال واجتناب نواهيه‪ ،‬وعدم مالفة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬لن أي شيء آخر يأت به أي إنسان غي ذلك يكن أن يأت به مالفو السنة‪ ،‬بل‬
‫يقدر عليه أحيانا بعض َعَبَدة الوثان‪.‬‬
‫وقد مكنته استقامته والتزامه بالسنة أم جعله ال من الشيوخ التفوقي ف معالة‬
‫أمراض القلوب‪ ،‬وذلك هو الكرامة الكبى‪ ،‬وف إحدى قصائده ف التصوف جعل من‬

‫‪110‬‬
‫‪111‬‬

‫علمات الشيخ الرب الرقي الكامل أن تكون نظرة واحدة منه تلهيك عن الدنيا وما‬
‫‪1‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫وقد ثبت أن كل الذين صارحوه بأمراض قلوبم داواهم بكيفية أو بأخرى فهذا‬
‫رجل جاء إليه قائل يا شيخ‪ :‬أنا أقترف كل العاصي‪ ،‬فهل تلصن؟ ف عليه بأن نعم‪،‬‬
‫وستتخلى عن معاصيك بول ال قريبا‪ ،‬وفعل كان ما قال وأصبح الرجل الن من أصلح‬
‫ما يكون ف الستقامة والصلح‪.‬‬
‫هذا رجل ثان تعلم ف الارج فداخله شك ف الدين‪ ،‬وأصيب ف عقيدته‪ ،‬فلما‬
‫صارح الشيخ بذلك استغرب كثيا واشتد عليه الوقع‪ ،‬لكنه قال‪ :‬إذا بقي معي مدة سيبأ‬
‫إن شاء ال تعال من مرضه‪.‬‬
‫وهناك رجل ثالث قال له‪ :‬أيها الشيخ أريد أن أنرط ف التجانية لكن مدمن‬
‫خر‪ ،‬فهل تعطين إياها؟ قال نعم‪ ،‬بشروطها‪ ،‬فلما فعل ل يستطع الرجل أن يشرب بعد‬
‫ذلك إل مرة واحدة فيما حكى ل‪ .‬وهناك أمثلة أخرى ل تعد ول تصى‪.‬‬
‫وقد عال فيما نعلم أناسا بجرد ترددهم عليه‪ ،‬والصوفية تفعل ذلك‪...‬على الرغم‬
‫من إنكار النكرين الذين ابتلوا بشيوخ ل يستطيعون مداواة أمراض القلوب‪ ،‬وفشل‬
‫هؤلء الشيوخ ل يعن أن شيوخا آخرين ل ينجحون فيه‪.‬‬
‫وكان الشيخ عباس يستشهد كثيا بقول الرجاز الوريتان‪:‬‬
‫وقد ييء إثر خفض ورفع‬ ‫قدر البة يكون النفع‬
‫وقد يكون بعضه بالعدوى وهي ف بعض تكون‬
‫أقـوى‬

‫هذا شأن الذين صارحوه بأمراضهم‪ ،‬أما هؤلء الذين يدعون أنم من أتباعه ول‬
‫يصارحوه بل نافقوا فأمرهم إل ال‪ ،‬فالنافقون كانوا هناك والقرآن ينـزل‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر كتاب دليل الصدق إل طريق الق )قصيدة ولفية طويلة( الفصل السابع‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪112‬‬

‫ونضيف إل هذا الانب الهم الفيد أنه كان يبدي بعض الغرائب ف التواصل مع‬
‫غيه رغم بعده عنه بسافات شاسعة‪ ،‬أقصد أنه كلم بعض أتباعه الذين كانوا بعيدين عنه‬
‫جدا فسموا ما قال‪ ،‬أو سع هو ما قالوا‪ .‬وذلك على ال يسي‪.‬‬
‫وقد سبق أن كتبنا ف فصل سابق من هذا البحث أن شيخه ممدا ولد الداه‬
‫رضي ال عنهما كان قد وعده بأنه سيصل مثله ف آخر حياته إل معرفة أساء زواره‬
‫وأساء آبائهم وأمهاتم‪ ،‬وتواريخ ميلدهم ووفياتم إذا وجدوه ف مكان فيه مصحف‪.‬‬
‫ولسنا نن نشك ف وصوله إل هذه الدرجة الرفيعة من الفتح الكب‪ ،‬لنه كان ف آخر‬
‫حياته ل ينظر إل أحد عينا بعي إل خطفا مرة‪ ،‬ث يطرق رأسه حت يفارقه ذلك الزائر‪،‬‬
‫أقول لعله كان يرى ف الناس ما ل يب أن يرى‪ ،‬ال أعلم‪.‬‬
‫ومهما يكن من شيء فقد قال ل أنا – ونن ف بيته سانلوي‪ ،‬وقد خرج منه‬
‫ل يزعجونن‬ ‫بعض الزائرين – قال ل‪ :‬إن بعض الناس يرتكبون بعض العاصي ث يأتون إ ّ‬
‫بروائح معاصيهم الكريهة‪ ،‬فكنت أفكر ف شارب المر ورائحتها‪ ،‬فقال‪ :‬أتدري يا شيخ‬
‫تان‪ :‬أن للكذب رائحة‪ ،‬وللغيبة رائحة ثانية‪ ،‬وللنميمة رائحة ثالثة‪ ،‬وللتكب رائحة‬
‫رابعة‪ ،‬وللزنا خامسة‪ ،‬ولكل مال اليتيم سادسة وهلم جّرا‪ .‬وال يعلم أن هذا من أغرب‬
‫ما سعت ف حيات‪ ،‬وإن دل على شيء فإنا يدل على مستوى عال جدا من الس‬
‫العنوي اللي الرفيع‪.‬‬
‫ومن كراماته أنه ذات ليلة طلب من أخيه الاج ممد الغال مبلغ خسة وعشرين‬
‫)‪ (25‬ألفا من الفرنك الفريقي سيفا فقدمها إليه ف وقت متأخر من الليل‪ ،‬لكنه‬
‫استدعاه عند الفجر‪ ،‬وسأله من أين لك البلغ الذي أعطيتنيه البارحة؟ فقال‪ :‬آلف‬
‫العشرة ل أما المسة عشر ألفا فقد استلفتها من بيت فلن‪ .‬فقال له هذا ما يكن أن‬
‫يكون فخذها تت البساط قرب الباب وردها إل صاحبها‪ ،‬وقد ثبت بعد التحقق أن‬
‫ذلك الرجل كان من بائعي الخدرات الذين يترددون بي السنغال وبي إحدى البلدان‬
‫الغربية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪113‬‬

‫أيها القارئ الكري ماذا تقول ف مثل هذا الشيخ الذي بتربيته الروحية يلص‬
‫مريده من العاصي ويشفي القلوب الريضة‪ ،‬ويهديهم إل صراط ال الستقيم‪ ،‬ووصل إل‬
‫درجة أن يديه تيزان اللل من الرام‪ ،‬وأن شه الباطن يفرق بي روائح العاصي؟ أعظم‬
‫به من شيخ يعد من كراماته انتصابه شيخا دليل فرض وجوده على دنيا الشيخة فأصبح‬
‫له منهجه الاص ف التربية يعترف به الميع‪ ،‬وحقق دينيا ما ل يققه جل الشائخ ف‬
‫وقت كان الناس قد انقسموا بي الزعامات الدينية التقليدية الكبية الت كانت بسطت‬
‫سلطتها القوية على الناس حت أن كل من ل ينحدر من تلك البيوت الدينية ل يق له أن‬
‫يكون شيخا مترما له أتباع معروفون‪ .‬وال يعلم أن ماولت وأده ف الهد ل تنعدم‬
‫فتعرض لضغوط شديدة كثية‪ ،‬وإزعاجات خانقة من أي نوع‪ ،‬فصمد بول ال أمام‬
‫عواصف التعصب الارفة‪ ،‬ووقف ضد تيارات التعسف الضاغطة‪ .‬وذلك الصمود ف‬
‫ي ف هذه الحوال الشديدة كرامة أخرى‬ ‫تلك الظروف القاسية‪ ،‬وهذا البوز القو ّ‬
‫للشيخ عباس التجان رضي ال عنه‪ ،‬الذي كان ماب الدعوة يستعمل السباب الظاهرة‬
‫للمور متوكل على ال الوكيل حت إذا انسدت الطرق وعمقت اليل يدعو فيستجاب‬
‫دعاؤه غالبا ف الي‪.‬‬
‫ولنا من ذلك أمثلة متعددة نذكر منها ما حدث ل أنا كاتب هذا البحث إذ أن‬
‫شيئا حادا دقيقا جدا دخل سبابت من اليد اليمن ف مناسبة إحياء الليال لذكرى النبوي‬
‫الشريف ف لوغا‪ ،‬وأخذ يتدرج صاعدا إل الرفق ث إل النكب‪ ،‬ول ير على عضو إل‬
‫وغادره دون أي حس‪ ،‬ولا اقترب من الرقبة ذهبت إل الشيخ وطلبت إليه أن نلو‬
‫فدخلنا بيت خلوته‪ ،‬فحكيت له القصة‪ ،‬وسألن‪ :‬وما تريد من؟ قلت‪ :‬أن أشفى حال‪،‬‬
‫لن أخاف على نفسي إذا جاوز المر هذا الد‪ ،‬وكنت قبل ذلك قد أغلقت الباب‬
‫علينا وأسندت ظهري إليه حت ل يدخل علينا أحد‪.‬‬
‫أخذ الصبع‪ ،‬وطفق يرقي‪ ،‬وبدأ ذلك الشيء ينـزل تدرييا‪ ،‬وكان يسألن عن‬
‫مكان وجوده فأشي إليه‪ ،‬وهكذا إل أن خرج نائيا وعاد الس إل أعضائي‪ .‬فقال ل‬

‫‪113‬‬
‫‪114‬‬

‫تك هذا لحد‪ ،‬قلت له‪ :‬اللهم إل هؤلء الذين كنت قلت بأن متوجه إليك‪ ،‬فلم يزد‬
‫إل ضحكة خفيفة رضي ال عنه‪ .‬وف هذا القدر كفاية‪.‬‬
‫رقم سبعة » ‪:« 7‬‬
‫قضت حكمة ال أن ﴿كل شيء عنده بقدار﴾ ومن القادير العداد الختلفة الت‬
‫يستعملها القرآن الكري والسنة الشريفة بدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫ول يتلف عالان أن من أهم العداد وأكثرها استعمال ف القرآن والديث عدد‬
‫)سبعة( الذي ورد لفظه ومشتقاته ف الذكر الكيم ثان وعشرين )‪ (28‬مرة‪ ،‬ومرات‬
‫تكاد تعصي عن العد ف الحاديث النبوية تعبيا عن معان ذات مغزى رمزي عميق يزداد‬
‫على العن العددي الظاهري‪ ،‬ابتداء من خلق السماوات السبع‪ ،‬ومن الرض مثلهن‪،‬‬
‫والسبع الثان‪ ،‬وأيام السبوع‪ ،‬والبواب السبعة‪ ،‬واستغفار الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫سبعي مرة والسجود بالعظم السبعة‪ ،‬وتسمية الولود ف سابعه إل السبعة الذين يظلهم‬
‫ال يوم ل ظل إل ظله‪ ،‬ينضاف إل ذلك استخراجات قام با بعض العارفي مثل كون‬
‫عدد )ال( ذاتا وروحا يساوي سبعي‪ .‬إل آخر ما هناك من أعداد تبدأ بسبعة أو تنتهي‬
‫با‪ ،‬وما لا من أسرار يبحث عند أصحابا الذين يقولون‪» :‬السر ف العدد والاصية ف‬
‫العن«‪.‬‬
‫والشيخ عباس رضي ال عنه باعتباره ملما بدقائق التعبي القرآن‪ ،‬وأسرار البيان‬
‫النبوي كان يتفاءل برقم السبعة بعد أن حدث له معه ما ل يكن تفسيه بالصدفة ول‬
‫بالبمة‪ ،‬لن بعضه سابق ليلده أو كان أصبح لفتا للنظر‪ ،‬لذلك كان يبه كثيا‪،‬‬
‫ويتوقع خيا عند كل سبعة‪ ،‬واتذه سرا من أسراره‪» ،‬ولكل عظيم سر« وفيما يلي‬
‫بعض ارتباطه بالسبعة‪:‬‬
‫‪ -1‬ازداد فضيلته يوم السبت سابع أيام السبوع‪.‬‬
‫‪ -2‬كان ذلك ف شهر ال رجب الفرد سابع الشهور القمرية‪.‬‬
‫‪ -3‬هو سابع أولد أمه رحها ال‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪115‬‬

‫‪ -4‬قد فتح عليه ف الرسوم ف سورة العارج‪ ،‬وهي السورة السبعون )‬


‫‪ (70‬وهو سبعة بغي الصفر‪ ،‬أو مضعفه عشر مرات‪.‬‬
‫‪ -5‬حج بيت ال الرام سبع مرات‪.‬‬
‫‪ -6‬أنشأ بنفسه سبعة أماكن متلفة ف السنغال ذكرناها سابقا‪.‬‬
‫‪ -7‬يدعو إل تمعات دينية سبع على مدار السنة‪:‬‬
‫أ – ذكرى الولد النبوي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ذكرى ليلة السراء والعارج‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬نصف شعبان‪.‬‬
‫د ‪ -‬ليلة القدر‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬إحياء مناسبة دينية ف طابه‪.‬‬
‫و ‪ -‬إحياء ليلة التمية ف دكار‪.‬‬
‫ز ‪ -‬التجمع السنوي ف قرية انكيك‪.‬‬
‫‪ -8‬خص باسم ال اللطيف بي الساء السن وعدده ‪ 129‬إذا أضيف‬
‫إليه عدد الحرف يصبح ‪ 133‬فإذا جع أفقيا يصي سبعة‪.‬‬
‫‪ -9‬عدد جلة » يبصرونم « وهو ‪ 373‬أي عدد )عباس( بالتحديد‪.‬‬
‫ويذكر أنا الملة الت فتح عليه عندها ف سورة العارج‪.‬‬
‫لو قلبت كلمة )عباس( تصبح )سابع(‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫حصل على الفتح الكب ف السبعي من عمره‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫يكاد عدد » سبعة « يظهر ف كل منجزاته‪ ،‬إما ف البدء‬ ‫‪-12‬‬
‫وإما ف النهاية‪ ،‬وإما بالتاريخ الجري وإما بالتاريخ اليلدي‪.‬‬
‫‪ -13‬خص من الذكر الكيم بالسبلة الت عددها الشرقي والروف‬
‫والكلمات مموعة بكيفية معينة تظهر » سبعة « مرتي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪116‬‬

‫‪ -14‬توف رضي ال عنه سحر يوم الثني الثان من يوليو )الشهر‬


‫السابع( عام ‪ 1990‬ف لوغا‪ .1‬وهناك ما ل يكنن أن أسطره ف‬
‫الوراق لسبب أو لخر‪ ،‬وال على ما نقول شهيد‪.‬‬
‫زاوية لوغا‪:‬‬
‫إنا السجد الذي بناه الشيخ عباس رضي ال عنه ف لوغا ف بداية المسينات‪،‬‬
‫والذي يعتب منعطفا تارييا خطيا ف حياته الروحية حت أننا نتساءل – بق ‪:-‬‬
‫أيهما الشيخ أم السجد بن الخر؟‬
‫الواقع أنه لو ل يكن الشيخ عباس لا كانت تلك الزاوية ف تلك البقعة‪ ،‬ولكن‬
‫الق أيضا أنه لو ل تكن تلك الزاوية ف تلك الونة لا كان الشيخ عباس شيخا بذا‬
‫البعد الربان العظيم الذي شهدناه له ف حياته الباركة‪ ،‬أو وقفتم عليه ف هذه الدراسة‬
‫الت بي أيديكن‪ ،‬وعليه فقد تباينا‪.‬‬
‫ومن عجائب الزاوية أن ت بناؤها ف مدة وجيزة‪ :‬ثلث سنوات وشهرا وسبعة أيام‪2،‬إذ‬
‫وضع الساس أربعة مسمي بالشيخ أحد التجان – وقد كنت أنا أحدهم – الجر‬
‫الساس‪ ،‬كل واحد منهم وضع حجرا ف ركن من أركانا الربعة يوم الربعاء الثالث‬
‫عشر )‪ (13‬من رجب الفرد عام ‪1372‬هـ الوافق ‪ 29‬مارس ‪1953‬م ودشن يوم‬
‫الثني العشرين من شعبان عام ‪1375‬هـ الوافق ‪ 31‬مارس ‪1956‬م‪.‬‬
‫ويتساءل الرء أن كان للشيخ عباس الوارد الالية اللزمة لذلك الشروع الكبي‬
‫زمن إنازه حت حققه ف تلك الدة القياسية إذا نظرنا إل بناء الساجد والوامع حت‬
‫زماننا هذا‪ ،‬على الرغم من الساعدات الطلوبة هنا وهناك بكل الوسائل التخيلة‪ .‬ول ينته‬
‫‪ - 1‬استأثر ال به ف هذا التاريخ عند الدقيقة الادية عشرة بعد الساعة الثالثة ف السحر ف بيته ف لوغا بعد خروجه من‬
‫الستشفى )برينسبال( ف دكار بأسبوعي‪.‬وقد قام بغسله الشيخ ممد المي ود‪ ،‬والاج الشيخ التجان ود يساعدها ابنا أختيه‬
‫ممد البيب جه والشيخ تان صل قبل أن ينضم إليهم الاج مصطفى انيانغ للمشاركة ف الكفن‪ .‬وقد صلى على جنازته جع‬
‫غفي أمها سيدي زين العابدين ابن سيدي ممد البيب التجان رضي ال عنهم‪ .‬وأدخل ف لده ف الثانية عشرة إل خس‬
‫دقائق قرب مسجده ف لوغا‪ ،‬وعلى الانب اليسر منه‪ .‬وضريه هناك يقصده الزوار من كل مكان‪ ،‬رضي ال عنه ونفعنا‬
‫ببكاته آمي‪.‬‬
‫‪ - 2‬هذا ف الشهور القمرية أما ف التاريخ اليلدي فل يكون إل ثلث سنوات ويومي‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫‪117‬‬

‫إل علمنا أن الشيخ طلب من أحد مساعدة مادية‪ ،‬بل ما كان ليستطيع ذلك‪ ،‬لن أحدا‬
‫ل يكن يرؤ أن يعلن تعاطفه معه جهرا‪ ،‬ناهيك أن ينفق فرنكا واحدا ف الشروع‪ ،‬اللهم‬
‫إل ما كان من بعض أصحاب النفوس القوية‪ ،‬وقليل ما هم‪ .‬ذلك لرد أم جهة معينة‬
‫كانت ل ترغب ف بناء السجد ف الظاهر‪ ،‬فعاش بانيه شبه حصار دين طائفي ثقاف‬
‫مكم‪ ،‬فرضه عليه أناس أقوياء ماديا أذاعوا عنه شائعات مضحكة حينا مبكية أحيانا‬
‫أخرى قصدوا من ورائها تريده من أتباعه ف الوقت الذي كان هو يتمن أن ينفض‬
‫الناس من حوله ليتفرغ لعباة ربه جل ثناؤه‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬كان الاج غال امبينغ رحه ال قد سعى بلدية لوغا وحصل على منحة‬
‫مالية قدرها خسون )‪ (50‬ألفا من الفرنك الفريقي )سيفا(‪ .‬وكان مبلغا مترما ف حينه‬
‫– وسلمها للشيخ فكانت اللبنات الول للزاوية الت أثارت جدل كثيا ف بعض‬
‫الوساط‪ ،‬فتتابعت القيل والقال تروج شائعات جنوبية مهددة متوعدة بعدم انتهاء البناء‬
‫وأن البان سيموت قريبا‪ ،‬وأن الغرة الت كانت تظهر على جسده بداية برص أو جذام‪،‬‬
‫وأن أتباعه سيهلكون واحدا تلو آخر‪ ،‬وأن بناء السجد – إن ت بأعجوبة – فسينهدم‬
‫على أول الصلي فيه وأن‪....‬وأن‪ ....‬وقد وصلت شدة التهديدات إل أن نالت من‬
‫ضعاف البنائي الذين كانوا يعملون ف الشروع‪ ،‬فاختفى القاول رحه ال فجأة مع‬
‫التصميم‪ ،‬وانسحب بعض الفنيي مافة أن ينهار البناء عليهم‪ ،‬لكن كبار العمال القوياء‬
‫نفسا وإيانا تولوا إل فنيي ومقاولي‪ ،‬وأصبح للشيخ الشاعر الاصر رأي ف السنت‬
‫والديد والرمل وكيفية الزج بينهما‪ ،‬وكان القائد الفرنسي لنطقة لوغا آنئذ يضر من‬
‫حي لخر لتقدي توجيهات معمارية للعمال‪ ،‬ولسنا ندري ما إذا كان هو الخر يتقن‬
‫فن البناء‪.‬‬
‫وكان من بي الشائعات أن كل من وقع بصره على السجد ينقطع كليا من‬
‫الطريقة التجانية‪ ،‬لن »أمرا« بإيقاف البناء ورد من هناك‪ ،‬لكن البان ل يأتر‪ .‬وأحسب‬
‫أن الشيخ عباسا عاش أصعب فترات حياته ذلك الزمن‪ ،‬فقد كان جلدا صبورا صامدا‬
‫واجه التلفيقات باللمبالت‪ ،‬غي أن التهديدات كانت تزداد حدة‪ ،‬وتأخذ مأخذ الد‬

‫‪117‬‬
‫‪118‬‬

‫حت حدد يوم لرق بيته عليه وهدم السجد‪ ،‬فتوجه إل ربه الانع الدافع متوسل توسل‬
‫نقرأ فيه خطورة الوقف الذي كان ييط به هو وعياله من الهات الست فقال‪:‬‬
‫يدي إليك فأنت الواحد الحد‬ ‫مددت يا رب يا رحن يا صمد‬
‫لديك أكرم من مدت إليه يد‬ ‫ذا فاقة واضطرار أرتي كرما‬
‫أعداء سر وجهر كلما حسدوا‬ ‫أل تشمت ب دنيا وآخرة‬
‫من حيث هم مكروا سوء وما‬ ‫وأن ترد إليهم سوء مكرهُم‬
‫وأنت تعلمهم عدا وتعلم مـــــا رصدوا‬
‫حوت صدورهُم فينا وما عقدوا‬ ‫أنت الوكيل وأنت السب حسب ف‬
‫كل المور وأنت الانع السند‬ ‫جاروا علي وما خافوا الله وما‬
‫راعوا الخوة ف السلم إذ حقدوا‬ ‫أدم وُحل حاجزا بين وبينهم‬
‫سرادق الفظ والتأمي ما قصدوا‬ ‫واجعله من بي أيديهم إذا نضوا‬
‫سدى ومن خلفهم سدى فلم يردوا‬ ‫هذا‪ ،‬وإن جعلت الصطفى كرما‬
‫وسيلت وهو اللجا ومعتمد‬ ‫والشيخ أحد قطب الوليا وزري‬
‫ومن كذلك أعطاه الن والصمد‬ ‫صلى الله على الراضي وعترته‬
‫ما هو مأمن ذي خوف ومستند‬ ‫ث رضاه عن الاحي خليفته‬
‫شيخي التجان ما يأت له مدد‬

‫وهناك قصيدة أخرى رد با أحد من كانوا يعيثون ف الرض فسادا إل درجة‬


‫هجوم الشيخ بقصيدة فكال له بكياله‪ ،‬وسنعود إل ذلك ف الفصل اللحق إن شاء ال‪.‬‬
‫الهم ت بناء الزاوية بل تصميم جاهز‪ ،‬ول مهندس معماري يشي‪ ،‬ول مقاول‬
‫معروف بعد بدء العمل فيها بسبعة أشهر‪ ،‬ولكنها من الصلبة بيث ل يتشقق أي‬
‫جانب منها حت الن رغم مضي أربع وأربعي سنة من تدشينها‪ ،‬وكانت من المال‬
‫بيث إن الزوار بن فيهم السياح الجانب كانوا يأتون لزيارتا‪ ،‬وأخذوا صورا تذكارية‬
‫فيها‪ .‬وقد حضر التدشي جع غفي من متلف قطاع الشعب من كل حدب وصوب‪،‬‬

‫‪118‬‬
‫‪119‬‬

‫وقد أم صلة الظهر الول يوم التدشي الشيخ الرحوم الاج عبد العزيز سي الليفة‬
‫العام الثالث للطائفة التجانية ف السنغال كما أسلفنا‪ ،‬لكنه ل يكن قد تقلد مهما اللفة‬
‫آنذاك‪.‬‬
‫هكذا كانت العجائب والفارقات تتوال عند البناء‪ ،‬لكن البشارات كانت أيضا‬
‫تتابع قبل وبعد البناء نذكر منها على طريق التمثيل‪:‬‬
‫‪ – 1‬إن الشيخ عبد خوجا لو رحه ال صاحب الكشف‪ ،‬وساكن‬
‫)كرسلي(‪1‬كان قد رأى فيما يراه النائم عقب وفاة الرحوم الشيخ ما يرو صل مسجدا‬
‫يدل به من السماء إل الرض ف حي يسمى »سنجابا« بدينة »لوغا«‪.‬‬
‫حكى الرؤيا لحد إخوته الصغار‪ ،‬وبعد أزيد من ثلثي )‪ (30‬سنة‪ .‬عاين‬
‫مسجدا يبن ف ذلك الي – وهو عائد من قرية )دغج سار(‪2‬ف جع غفي‪ ،‬ولا سأل‬
‫عن صاحب هذا السجد الذي يبنـى ؟ قيل له‪ :‬لسمى عباس صل‪ .‬ومن أبوه ؟ قيل‪:‬‬
‫مايرو صل‪ .‬فالتفت إل صغيه ذاك قائل‪ :‬أتذكر – يا فلن – تلك الرؤيا الت كنت ف‬
‫حكيت إياها منذ أزيد من )‪ (30‬سنة‪ ،‬وكان الرجل ل ينس‪.‬‬
‫عاد إل قريته‪ ،‬وأخذ يبدي عجبه برؤياه الققة ف الواقع فتدخل احد الاضرين‪،‬‬
‫وقال له‪ :‬لكنه ل يتم! سأله الشيخ عبد‪ :‬لاذا ؟ قال‪ :‬لن الشيخ فلنا ل يوافق على‬
‫بنائه! فقال الشيخ‪ :‬هذا السجد سيتم بناؤه إن شاء ال‪ ،‬فاشتد النقاش بي الشيخ‬
‫صاحب الكشف وبي الرجل التيقن بقدرات شيخه الباطنية‪ .‬حاول أحد الاضرين أن‬
‫يسم اللف وقال للرجل‪ :‬سله لاذا يلح بأنه سيتم لرد رؤياه ؟ فأجاب الشيخ عبد‪:‬‬
‫لن الذي أطلعن على أنك عصيت ال البارحة هو الذي عرفن بأن البناء سيتم‪،‬‬
‫وسيصلى فيه‪ ،‬فبهت الصم الذي كان قد عصى ربه خفية‪ .‬ول ف خلقه شؤون‪.‬‬
‫ويلحظ أن الشيخ عبد خوجا رحه ال رأى السجد يدل به ومعه شجرة )سنغ(‬
‫‪3‬‬
‫الت كانت على الانب الين قرب السجد‪.‬‬
‫‪ - 1‬كرسلي‪ :‬قرية قريبة من »لوغا« تقع جنوب شرقها‪.‬‬
‫‪ - 2‬دغج‪ :‬قرية على بعد ‪ 3‬كيلومترات قرب لوغا‪.‬‬
‫‪ - 3‬انارت الشجرة ضحوة يوم الثني ‪ 21‬أغسطس ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪120‬‬

‫‪ – 2‬كان الشيخ أحد صغي امب‪ ،‬وهو من الكشوف عليهم يأت يتفيأ رفقة‬
‫بعض أهله ف ظل تلك الشجرة الذكورة أعله‪ ،‬وكان يقول‪ :‬أن وليا من أولياء ال‬
‫الكّمل سيسكن هنا‪ .‬وأوصى بنيه أل يبنوا مسجدا إل بعد بناء ذلك الول الذي بقربكم‬
‫مسجده‪ ،‬فتقيسونه طول وعرضا وتنسجون على منواله‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪ – 3‬رأى الاج جيلي امب رحه ال يقظة ف إحدى الليال – وهو تلميذ ف‬
‫كّتاب مام داود امب – نورا على قدرة بقعة واسعة ينطلق من حيث يوجد السجد قبل‬
‫بنائه بسنوات متعددة‪ .‬وكان الب قد وصل إل الشيخ عباس ف شكل رؤيا‪ ،‬لكن الاج‬
‫جيلي أكد له بأنه رأى المر يقظة‪.‬‬
‫‪ – 4‬رأى الشيخ عباس نفسه جهرا ف السجد فور انتهاء بنائه الاج مالك سي‬
‫رضي ال عنهما يتفقد السجد طول وعرضا‪ ،‬وكان الشيخ عباس يصلي‪ ،‬ولا انتبه إل‬
‫كون الزائر التفقد الشيخ التواون خرج من السجد وهو يتشهد‪ ،‬فسلم وحاول اللحاق‬
‫به لكنه ل ير إل فضاء متراميا‪ ،‬وبث فلم ير أحدا‪.‬‬
‫وهناك أمور أخرى آثرنا السكوت عنها‪ ،‬إما لتوغلها ف الغرابة‪ ،‬وإما لتفادي‬
‫التطويل‪ .‬ومهما يكن من شيء فإن ذوي البصائر ما زالوا يرون ف زاوية الشيخ عباس‬
‫مركز إشعاع لنوار إلية‪ ،‬وأسرار ربانية يص با اللطيف البي من يشاء أن شاء‪.‬‬
‫وعلى كل حال فإن الزاوية منعطف تاريي خطي ف حياة الشيخ عباس كما‬
‫أسلفنا‪ .‬وانتهاء بنائها كان عمليا يعن‪:‬‬
‫‪ -1‬النتهاء من اتاذ وسيط بينه وبي الشيخ أحد التجان رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬أي انه اتذه شيخه الباشر دون أي تدخل من أي شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬الستقلل بإقامة ذكرى الولد النبوي الشريف ف بيته ف »لوغا«‬
‫يضرها أتباعه ومبوبوه من كل أرجاء البلد‪.‬‬
‫‪ -3‬النتهاء من جع الدايا من أتباعه لتقديها إل غي ذرية رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪121‬‬

‫‪ -4‬تبن أسلوب شعري مستقل خاص به‪ ،‬خال من مدح شيوخ‬


‫آخرين‪.‬‬
‫‪ -5‬تبن زعامة دينية‪ ،‬وأسلوب ترشيدي‪ ،‬ومنهج تربوي متميز ف‬
‫نواحي إقامة الشعائر والذكر والسلوك وتنظيم الفلت الدينية‬
‫والجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬الطمئنان إل أن التهديدات الت كانت توجه إليه ل تكن إل بوا ل‬
‫يغر إل الغفلي‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فالذين أثاروا مشكلة بناء الزاوية‪ ،‬وحاولوا عرقلته – عفا ال عنهم –‬
‫قدموا – دون قصد – للسلم عامة‪ ،‬وللتجاية خاصة خدمة ُجّلى‪ ،‬إ ل يكن الشيخ‬
‫عباس صل التجان الذي نعرفه كما عرفناه ف ذلك الوقت ف هذا الوطن هناك فراغ‬
‫دين ثقاف إنسان هائل يصعب جدا سده إن ل يستحل‪ ،‬وقديا قال الشاعر‪» :‬مصائب‬
‫قوم عند قوم فوائد«‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪122‬‬

‫إنتاجه الدبي ‪:‬‬


‫الديث عن النتاج الدب لمثال الشيخ عباس رضي ال عنه يكاد يتعسر لثلي‪،‬‬
‫ذلك بأنه‪:‬‬
‫‪ -1‬رجل كانت آخر كلمة سعها من أبيه‪»:‬تعّلم كل يوم جديدا«‬
‫وكان عمره آنذاك ‪ 14‬سنة‪ ،‬فاحترم الوصية احترامه لصلته وصومه‪،‬‬
‫ويعن ذلك أنه ظل ‪ 68‬عاما يدرس كل يوم شيئا جديدا‪ ،‬وكان يكتب‬
‫طيلة هذه الدة‪ ،‬وخاصة الشعر‪.‬‬
‫‪ -2‬رجل فتح عليه ف السادسة عشرة من عمره‪ ،‬وصرح بأنه لا لقنه‬
‫مقرئه كلمة ﴿يبصرونم﴾ ف الية الادة عشرة من سورة العارج صار‬
‫يعرف كل ما يراه‪.‬‬
‫‪ -3‬رجل بدأ يقرض الشعر وهو تلميذ ف الكتاتيب ل يتعد حدود‬
‫سورة الادلة‪.‬‬
‫‪ -4‬رجل بدأ تعلمه النحو بباب »ل« النافية للجنس ف ألفية ابن مالك‪.‬‬
‫ونظم علمات العراب قبل أن يتعلم النحو‪.‬‬
‫‪ -5‬رجل ُيحسب له فريدة شعرية ف العربية بكل عصورها الدبية‪،‬‬
‫وهو ابن أربعة وعشرين عاما‪.‬‬
‫‪ -6‬شيخ له نزعة الشيوخ ومناحيهم‪ ،‬لكنه أديب له روية الدباء‬
‫واتاهاتم وقد شاء ال أن كان ف هذه وتلك بارعا متفوقا ل يشق له‬
‫غبار‪.‬‬
‫ينضاف إل كل ذلك أن إنتاجه غزير ف جودة وروعة وجال إل درجة أن‬
‫دراسته تتاج إل قدرات متعددة‪ ،‬وكفايات متنوعة لتناوله بالبحث والتمحيص‬
‫والتحقيق والشرح والنشر‪.‬‬
‫ومثلي مزجي البضاعة الدبية ل يطيق حل هذا العبء الثقيل‪ ،‬وإن كان فيه بعض‬
‫اللفة‪ ،‬فقد مارسته بعض المارسة طوال ثلث وعشرين سنة أو يزيد‪ ،‬والشيخ على قيد‬

‫‪122‬‬
‫‪123‬‬

‫الياة يرشد ويوضح‪ ،‬ول أزل أزاوله حت كتابة هذه السطر‪ .‬وقد كنت أمازح جدي‬
‫ف ‪ :-‬ل تستطيع أن تغي شطرا من أي بيت ف أي قصيدة إل‬ ‫الشيخ – ف تّد لطي ٍ‬
‫وأعرفه‪ .‬وكم اختبن ف معرفة بيت ما من أي قصيدة‪ ،‬وكم نحت ف ذلك‪ ،‬وكان‬
‫تعليقه دائما‪»:‬من لزم الشيء ُأْعِطَي سره«‪.‬‬
‫ذلك – أيها القارئ العزيز – هو الذي دفعن إل دراسة إنتاجه الدب دراسة‬
‫شاملة تعطي إلامة صادقة عما قام به ذلك العلمة العملق شيخ الشعراء‪ ،‬وشاعر‬
‫ل دون‬‫الشيوخ بل منازع‪ ،‬وخفت أنن إن ل أفعل حت ضاع بعض إنتاجه الذي عهده إ ّ‬
‫غيي‪ ،‬أو اّمحى بعض ما ف صدري بكيفية أو بأخرى أؤاخذ إما بالهال وإما بكتمان‬
‫العلم‪ ،‬وكلها جرية ثقافية خطية نستعيذ ال من اقترافها‪ ،‬وأتضرع إل ال العلي‬
‫القدير أن يد من أجلي حت أنشر أعماله الت وكلن علها ف ثقة تامة واطمئنان بال‪ ،‬وما‬
‫ذلك على ال بعزيز‪.‬‬
‫ومهما يكن من شيء فإنن لن أطيق إل أضع على أيدي القراء إل عجالة معبة‬
‫عن هذا النتاج الغزير الذي يغلب عليه طابع الشعر‪ ،‬وإن كان سط من النثر يزينه ف‬
‫شكل كتاب مثل )تقيق البان ف طريقة الشيخ التجان( أو ف منشورات مثل‪) :‬حل‬
‫القفال ف حديث »ل تشد الرحال«( و)الواهر الغالية ف الناشيد العالية للطريقة‬
‫التجانية( ومطوطي أحدها ف ترجته الذاتية‪ ،‬والثان ف سفر له إل عي ماضي‬
‫بالزائر‪ ،‬وكتاب )الموعة الباركة( الذي جع فيه ما كان يسميه »فوائد وأنوار«‬
‫تقفون على نوعيتها ف فهرس الكتاب التال‪» :‬مقدمة – صفة غسل النابة – بعض ما‬
‫يتعلق بالصلة – آداب دخول السجد – كيفية صلة التسابيح – كيفية صلة الاذاة –‬
‫دعاء يوم عاشوراء – دعاء يوم الربعاء الخي من شهر صفر – ليلة النصف من شهر‬
‫شعبان – خطبة النكاح – فوائد‪ :‬للبيت – النجيات – للسفر – للعيال – الغسل‬
‫للجمعة والعيدين – الغسل والكفن والصلة على اليت – دعاء أهل القبور – كيفية‬
‫تلقي اليت«‪ .‬إل جانب فتاوى ف مسائل متلفة‪ ،‬ورسائل غالية ف أغراض متنوعة إل‬
‫علماء وشيوخ أجلء تتضمن معان وأسرار يضن با الوالد على ولده‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪124‬‬

‫والق أن الشيخ ابن عباس صل رضي ال عنه كان يكتب كل شيء ف حياته‪،‬‬
‫فقد سجل – فيما لدينا من وثائق – بدأه بعض أذكاره‪ ،‬وأحاديث أو أحداثا خاصة بينه‬
‫وبي بعض مريديه وأقاربه‪ ،‬أو رؤى رآها هو‪ ،‬أو ريئت له‪ ،‬كل ذلك لهده الوافر وهته‬
‫العالية ودقته غي التناهية‪.‬‬
‫وشعره الوجود عندي الن ف مطوطات يناهز عشرة آلف )‪ (10000‬بيت ف‬
‫مائتي وخس وعشرين )‪ (225‬قصيدة‪ ،‬وشذرات أبيات متفرقة‪ ،‬ول نعرف أي سنغال‬
‫آخر يتوفر له هذا العدد الائل من إنتاج شعري جيد يكن إراءته لن يريد ف أي وقت‬
‫وف أي مكان‪ .‬هذا ف الكثرة أما ف التنوع فقد تناول ف شعره أغراضا متعددة مثل‪:‬‬
‫‪ – 1‬التوحيد‪.‬‬
‫‪ – 2‬الفقه‪.‬‬
‫‪ – 3‬النحو‪.‬‬
‫‪ – 4‬التربية والتعليم‪ :‬قيمة العلم – فضل التعلم – من يعلم إل‪.‬‬
‫‪ – 5‬التصوف والخلق‪.‬‬
‫‪ – 6‬مدح سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم وبيان سيته‪ ،‬وفضائل أصحابه‪.‬‬
‫‪ – 7‬مدح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه‪ ،‬وبيان سيته ومناقبه ومزايا‬
‫طريقته‪.‬‬
‫‪ – 8‬مدح شخصيات دينية‪.‬‬
‫‪ – 9‬رثاء شخصيات دينية‪.‬‬
‫‪ – 10‬تصوير أحواله النفسية )الشعر الغنائي(‪.‬‬
‫‪ – 11‬مساندة السلمي النكوبي‪.‬‬
‫‪ – 12‬توسلت لختلف الاجات‪.‬‬
‫‪ – 13‬تسيم بعض علقاته الاصة‪.‬‬
‫‪ – 14‬ماطبة الان‪.‬‬
‫‪ – 15‬رسالة شعرية‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪125‬‬

‫‪ – 16‬ألغاز ومعميات‪.‬‬
‫‪ – 17‬وصف أماكن وأشياء أخرى‪.‬‬
‫‪ – 18‬نظم فوائد منثورة‪.‬‬
‫‪ – 19‬رموز لضبط بعض المور الهمة‪.‬‬
‫‪ – 20‬تقاريظ على كتب وقصائد لغيه‪.‬‬
‫وكل هذه الوضوعات تناولا الشيخ عباس رضي ال عنه تناول جيدا ف شعره‬
‫الذي يتألف من دواوين متعددة قد جعت ف موسوعة ضخمة ساها بـ)نفحات ربانية(‬
‫ث قسمت تسهيلت للبحث والدراسة إل خسة أجزاء وجزء خاص وفيما يلي نبذة‬
‫متصرة عن كل جزء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أول ‪ :‬الجزء الول ‪ :‬جامع الدرر ف مدح خي البشر‪.‬‬
‫وهو الزء الذي جعنا فيه كل أمداحه النبوية غي تلك الت ُتّوَجت أوائل أبياتا‬
‫بروف بعض اليات القرآنية الكرية‪ ،‬وفيه ‪ 64‬قصيدة وبيتان ف ‪ 2978‬بيتا‪.‬ويتوي‬
‫على أطول قصائده مثل‪:‬‬
‫‪ – 1‬ناية المان ف مدح النب العدنان )ميمية(‪ ،‬مسمط الرمل يتكون كل بيت‬
‫منها بأربعة أشطر على هذا النحو‪:‬‬
‫بعد ما طيف‬ ‫هاجن شدو المام‬
‫النام‬ ‫طاف وهنا من‬
‫موقدا نار الغرام‬ ‫حذام‬

‫حت استوفت خسمائة بيت واثني من هذا النمط‪ ،‬وعليه فيمكن أن يعتب ألف‬
‫بيت واثني )‪.(1002‬‬
‫‪ – 2‬مهر الور العي ف مدح قائد الغر الجلي‪) .‬تائية( بر الرمل‪.‬‬
‫‪ – 3‬ري الظمئان ف مدح سيد الكوان )رائية( بر الطويل‪.‬‬

‫‪ - 1‬طبع ف الؤسسة الوطنية للفنون الطبعية – وحدة الرغاية ‪1986‬م ف الزائر‪.‬‬


‫‪125‬‬
‫‪126‬‬

‫‪ – 4‬فتح القدير بتيسي العسي ف مدح البشي النذير كل الروف الجائية )بر‬
‫الكامل(‪.‬‬
‫‪ – 5‬جواهر البديع ف التوسل إل ال البديع ف مدح البيب الشفيع‪.‬‬
‫كل الروف الجائية )بر الطويل( وهاتان الخيتان ديوانان يتوي كل منهما‬
‫على تسع وعشرين قصيدة عدد الروف الجائية على الترتيب اللفبائي مع اعتبار اللم‬
‫اللف حرفا مستقل‪ .‬وقد نسجهما الشيخ عباس رضي ال عنه نسجا مبتكرا ل نعرف‬
‫أن أحدا سبقه إليه ف تاريخ الشعر العرب‪ ،‬وذلك بتتويج أوائل القصائد بالروف‬
‫الجائية التسعة والعشرين‪ ،‬حسب الترتيب اللفبائي مع اللتزام بأن يكون الرف البدأ‬
‫به ف وسط البيت وآخره‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫إن بـ»بسم ال« مدحي أبدأ أسعى له من قوة أتبأ‬
‫أحي حى ما ناذر‬ ‫أهدي له غرر الثنا مستعطفا‬
‫يكل‬

‫على أن ينشئ ف كل حرف ثلثة عشر بيتا‪ ،‬إل ف حرف الياء حيث أتى بأربعة‬
‫عشر بيتا تصورا منه للمنازل الفلكية الثمان والعشرين الت تقطع الشمس كل واحدة‬
‫منها ف ثلثة عشر يوما إل البهة‪ ،‬تلك النزلة الت تقطعها الشمس ف أربعة عشر يوما‪،‬‬
‫وهي ما يقابل »اليا« ف السفليات‪ .‬وقد اعتب الشيخ الشاعر »اللم ألف« حرفا مستقل‬
‫بذاته كما ورد ف الثر وبه بلغت الجائية تسعة وعشرين حرفا‪ ،‬وبا أن النازل الفلكية‬
‫ثان وعشرون‪ ،‬ليس بد من فلسفة تبر اعتبار »لم ألف« حرفا مستقل بذاته‪ ،‬وتلك‬
‫الفلسفة عند الشيخ هي‪ :‬أن القمر يقطع الفلك اثنت عشرة مرة ف السنة بينما تقطعه‬
‫الشمس مرة واحدة ف الدة ذاتا‪ ،‬فتركب من ذلك ثلث عشرة دورة خولت للشيخ أن‬
‫ينظم ف »اللم ألف« ثلثة عشر بيتا‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪127‬‬

‫هذه تصورات فلكية فلسفية ذات قيمة ل ريب‪ ،‬غي أن روعة هذا البتكار تكن‬
‫ف ديباجه السن‪ ،‬وسبكه اليد‪ ،‬ومعانيه الرائعة‪ ،‬وتلك ما يب أن يركز عليه الباحث‬
‫القدير اهتمامه وإليكم مثالي‪:‬‬
‫أولا‪ :‬حرف اليم من جواهر البديع‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫جرى دمعه من سطح خد مبّلج‬ ‫جريح الوى من سهمه التلجج‬
‫جوالب حزن فادح متبلج‬ ‫جلى عنه سرا طال فيه اكتتامه‬
‫جوار بأعلى اللد يا حسن منهج‬ ‫جزاه مب للرسول وآله‬
‫جيعا لفان ف النب الفلج‬ ‫جاع من الدارين خييهما معا‬
‫‪2‬‬
‫جهارا خديا ف رواحي ومدلي‬ ‫جعلت له قلب مهادا وقالب‬
‫جوائز راجي نيله التدرج‬ ‫جرائمنا تحى وتنمو بدحه‬
‫جهود عن اليدان للعجز يلتجي‬ ‫جداه يفوق العد حصرا فينثن‬
‫جيل مهيب واسع كل مرتج‬ ‫جليل عظيم قدره عند ربه‬
‫جللة حال ليس بالعج فادرج‬ ‫جناب كمال منه فاتك فاصغ من‬
‫‪3‬‬
‫جال جلل وقفة التلجج‬ ‫جلبيب عز ل تسام لغيه‬
‫جناح افتكار العقل يا شؤم مرج‬ ‫جناح وخسر روم عرفانه على‬
‫جزاء لاضي ما أمد وما يي‬ ‫جزى ال عنا الي خي عباده‬
‫جزيل الزايا أحد التعرج‬ ‫جنود صلة ال من نوره على‬

‫ثانيهما ‪ :‬حرف الدال من فتح القدير‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫دهرا وَثم لا قديا معهد‬ ‫دار لعزة ف اللوا تتأبد‬
‫‪5‬‬
‫داع لكل سعادة تتأبد‬ ‫دع ذا وذلك واستمع من ناصح‬
‫‪ - 1‬التلجج‪ :‬الداخل ف اللجة‪ ،‬وهو هنا كناية عن نفوذ سهم الوى ف شفاف‪ .‬مبلج‪ :‬منور‪.‬‬
‫‪ - 2‬الدل‪ :‬السي ف أول الليل‪.‬‬
‫‪ - 3‬التلجج‪ :‬التردد ف الكلم‪.‬‬
‫‪ - 4‬تتأبد‪ :‬هنا‪ ،‬تقفز‪.‬‬
‫‪ - 5‬تتأبد‪ :‬هنا‪ ،‬صارت أبدية‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫‪128‬‬

‫دأبا له متقربا تتودد‬ ‫دم ف امتداحك للنب ممد‬


‫دورا صلة دائما تتجدد‬ ‫دامت عليه وآله دون انتها‬
‫دأب لدح الصطفى هو أحد‬ ‫دين الفريضة والنوافل كلها‬
‫درر الدائح ُتصفى وتود‬ ‫درعي وأمنع جنت صوغي له‬
‫‪1‬‬
‫دل النام على الليل فُيعبد‬ ‫دان الن بادي الشفوف وخي‬
‫درست من أديان الورى‬ ‫من‬
‫ويدد‬ ‫دين بتوحيد ويي كلما‬
‫دان له فيما له ُيتعهد‬ ‫در ف العوال كلها ما إن يرى‬
‫دوما فُيحسب بالعطاء ويمد‬ ‫درت ضروع سخائه للمرتي‬
‫دارين ف أمداحه يتقيد‬ ‫دفع البل‪ ،‬جلب الن نيلي من الْد‬
‫دارت عليه وآله يتغمد‬ ‫درجات أعلى من صلة إله‬

‫ولعل من الدير بالذكر أن الشيخ ابن عباس رضي ال عنه ل يكن ف بداية أمره‬
‫يفرد لسيدنا ونبينا ممد صلى ال عليه وسلم مدحا خاصا به حت حثه عليه العارف بال‬
‫الشيخ طاهر الوريتان رحه ال‪ ،‬فقرض لمية ساها )نيل الرب ف مدح خي العرب( أو‬
‫)باكورة الن ف مدح صاحب مرتبة قاب قوسي أو أدن( لكونا أول إنتاجه النبوي‬
‫الاص‪ ،‬وأبياتا ‪ 104‬ف بر الطويل ومنها‪:‬‬

‫‪ - 1‬الشفوف )ج( شف الفضل‪.‬‬


‫‪128‬‬
‫‪129‬‬

‫والعهد منتقض والعهد ملول‬ ‫أعاذل البل من سلماك مفصول‬


‫من بعد ما أنه يا صاح مسلول‬ ‫والقرب نأى وسيف الود منغمد‬
‫والقلب ف الصحو والكرام تذليل‬ ‫ونار شوقك ف الحشاء خامدة‬
‫بقوله جل‪ :‬إن العهد مسئول‬ ‫أل ترى آية اليفاء متثل‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪1‬‬
‫سلمى ترى يوم جد البي بي مهى جيداء تملها وجناء شليل‬
‫‪2‬‬
‫مشوقة بضة فرعاء عطبول‬ ‫كحلء زلفاء بل هيفاء خرعبة‬
‫فروض ورد من الوسى مطلول‬ ‫إن ساقت الريح من تلقائها سرحا‬
‫‪3‬‬
‫وإن رنت فلعي الري تجيل‬ ‫وإن تثنت فغصن البان يشبهها‬
‫غناء معبد إن أغشاء تنويل‬ ‫وإن ترنت لا حلي تذكرنا‬
‫* سهام أبصر إذ ما حان ترحيل‬ ‫ترمي بناظرت وحش مصوبة‬
‫*‬ ‫*‬
‫يقضي الوصول لسلمى ذاك مأمول‬ ‫يا ليت شعري هل الول برحته‬
‫بالود لو كثرت فيها القاويل‬ ‫والقلب تاه‪ ،‬فل أصفى إل عذل‬
‫لطول عهدي با نكث وتبديل‬ ‫إل ونبأن الركبان أن لا‬
‫لذا أصرف عن سلمى الوى نى * نو الذي حبه سعد وتنويل‬
‫*‬ ‫*‬
‫خي الورى وهو القصود والسول‬ ‫هو الرسول هو الختار من مضر‬
‫له من ال تعجيل وتأجيل‬ ‫نور تعبد قبل الكون منفردا‬
‫على النبيئي والملك تفضيل‬ ‫لا اصطفاه قديا رب كان له‬
‫أب الورى وبإذن ال منقول‬ ‫والنور أنزله الباري لسيدنا‬

‫‪ - 1‬اليداء‪ :‬الميلة الكرية‪ .‬الوجناء‪ :‬ناقة عظيمة الوجنتي‪ .‬شليل‪ :‬سريعة‪.‬‬


‫‪ - 2‬زلفاء‪ :‬حسناء‪ .‬هيفاء من ف خصرها هيف أي ضاهرة‪ .‬خرعبة‪ :‬ذات تثن‪ .‬بضة‪ :‬عضة‪ .‬فرعاء‪ :‬كثية الشجر‪ .‬عطبول‪:‬‬
‫طويلة العنق‪.‬‬
‫‪ - 3‬تثنت‪ :‬انعطفت‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪130‬‬

‫وبعدها أتت قصيدة )ري الظمئان ف مدح سيد الكوان( الت نظمها الشيخ عند‬
‫ما مرضت قرينته الول السيدة رحه جاج ف أواخر الربعينات مرضا عضال ل يفلح‬
‫الطباء ف علجه‪ ،‬فاستشار الشيخ طاهرا‪ ،‬وطلب منه أن يدعو للمريضة بالشفاء فقال‬
‫له‪ :‬إذا مدحت رسول ال صلى ال عليه وسلم تبأ بإذن ال‪ ،‬فكان الرائية هذه استهلها‬
‫بقوله‪:‬‬
‫لك المد يا ذا العرش حدا عل قدرا وجل جلل يشمل الب والبحرا‬
‫لك المد ف الول لك المد ف‬ ‫لك المد حدا من قدي وحادث‬
‫الخرى‬ ‫لك المد ف سري إلي وجهرت‬
‫لك المد ف اليمن لك المد ف اليسرى‬ ‫لك المد حدا ما تزايد أنعما‬
‫علينا يواف أو يكاف لا قدرا‬ ‫لك المد ف إيادك اللق نعمة‬
‫كما لك ف المداد حدي قد قرا‬ ‫لك المد ل أحصي كما أنت أهله‬
‫عليك ثناء يسبق النظم والنثرا‬ ‫لك المد ف قول لك المد ربنا‬
‫على نعم تستغرق العد والصرا‬ ‫على نعمة اليان بال وحده‬
‫والسلم والحسان أردفها شكرا‬ ‫على صورة كانت لدم نسخة‬
‫تقابل رقم الكون نسختها الكبى‬

‫لكنه – كما لحظتم – ل يتغزل ف بدايتها‪ ،‬فقال له الشيخ طاهر‪ :‬ل بد من‬
‫ذلك‪ .‬فقرض قصيدته العنونة بـ)جن النتي ف مدح سيد الكوني( وتغزل ف بدايتها‬
‫على النحو التال‪) :‬بر الوافر ‪ 53‬بيتا(‬
‫‪1‬‬
‫وداو الداء بالقلب الصاب‬ ‫أل خل التغزل والتصاب‬
‫‪2‬‬
‫عن السكان ف طلل يباب‬ ‫وعد عن العاهد خاليات‬
‫وعن هند وجارتا الرباب‬ ‫وغض الطرف عن سلمى‬

‫‪ - 1‬تصاب الرأة‪ :‬فتنتها‪.‬‬


‫‪ - 2‬يباب‪ :‬خراب‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫‪131‬‬
‫‪1‬‬
‫بكل الوالدين وذي اقتراب‬ ‫وسعدى‬
‫‪2‬‬
‫ومبسمه الشهي من الرضاب‬ ‫وعن أحوى الدامع والفدى‬
‫‪3‬‬
‫من الد السيل بل نقاب‬ ‫وعن كظباء وجرة مقلتيها‬
‫‪4‬‬
‫ورخص أنامل سود الضاب‬ ‫وعن قد رشيق عن كورد‬
‫‪5‬‬
‫وعن نغمات قينات الشراب‬ ‫وعن جيد كجيد الري منها‬
‫حقيقة ما تريد بل انتقاب‬ ‫وعن ليل على صبح لليلى‬
‫خطيب الرسل من فصل‬ ‫ودع عنك الكناية وات حقا‬
‫الطاب‬ ‫صفات الصطفى الختار طه‬
‫جلل ف جال بالتحاب‬ ‫له ذات البها بكمال ذات‬
‫وأهيب باسا من ليث غاب‬ ‫بي ل يقاس ببدر ت‬
‫طبيعيا وليس بستطاب‬ ‫وأطيب من أريج السك عرفا‬

‫ولا انتهى منها شفيت الريضة شفاء تاما‪.‬‬


‫وقصائد الشيخ عباس النبوية سجل واف لسية سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫يتميز بازدواجية جلية بي القيقة المدية‪ ،‬والقيقة الحدية بشكل ل تغطى إحداها‬
‫على الخرى‪ ،‬وذلك ما ل نألفه عند الداحي الخرين‪ ،‬أي أنه يزاوج بي بيان السية‬
‫والدح ف اعتدال‪ ،‬ويتناول الصحابة وبطولتم‪ ،‬ومراتبهم العالية بي أفراد المة‪ ،‬كما‬
‫أن للقرآن الكري باعتباره أعظم معجزة للنب المي نصيبا وافرا ف مدائح الشيخ المدية‪،‬‬
‫وكل ما قاله مترجو السية تده متناثرا ف ثنايا قصائده‪ ،‬ابتداء من نوره وتنقلته‪ ،‬مارا‬
‫بآبائه ومناقبهم‪ ،‬والمل واليلد‪ ،‬والرضاعة والطفولة وما فيها من خوارق‪ ،‬ث شبابه‬

‫‪ - 1‬أحوى الدامع‪ :‬سوادها‪.‬‬


‫‪ - 2‬وجرة‪ :‬موضع تزعم العرب أن ظباءه أحسن الظباء أعينا‪ .‬والرضاب‪ :‬الريق‪.‬‬
‫‪ - 3‬السيل من الدود‪ :‬الطويل السترسل‪.‬‬
‫‪ - 4‬الري‪ :‬الظب الالص البياض‪ .‬الرخص‪ :‬اللي‪.‬‬
‫‪ - 5‬القينات جع قينة‪ :‬الارية الغنية‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫‪132‬‬

‫وزواجه‪ ،‬والبعثة ونزول القرآن والجرة‪ ،‬والسراء والعراج‪ ،‬ومعجزاته وغزواته‪ ،‬وصفاته‬
‫اللقية‪ ،‬وأخلقه وأزواجه وأولده وخلفائه‪.‬‬
‫لكنه يدح سيد الوجود بعان دقيقة رفيعة جيلة قلما تده ف مدائح غيه‪ ،‬مثل‬
‫قوله‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ترى ف اليا من ماكاته الدرا‬ ‫فالضواء طرا من ظلل جاله‬
‫أمد جدى إل كما عنده قدرا‬ ‫وناعت شيء ل يرى غي ظله‬
‫كفانا به قول لناعته برا‬ ‫فمن قبل أو من بعد ل أر‬
‫‪2‬‬
‫فلله شيء كان من جهله يدرى‬ ‫مثلـه‬
‫فجهل الفت عن كنهه علمه به‬

‫وقوله‪:‬‬
‫منتهى كل بيان‬ ‫سر أسرار البان‬ ‫روح أرواح العان‬
‫للعلى الق مقام‬
‫ل يرى من متدان‬ ‫لوجود الق ثان‬ ‫عي آيات الثان‬
‫عنده عال مقام‬
‫منه ما جاوز‬ ‫مثل ما كان ظل‬ ‫ل يروه الصحب‬
‫عقل‬ ‫‪3‬‬
‫طوره طور المام‬ ‫إل‬

‫وقوله‪:‬‬
‫ياقوتة بي أحجار بقيمات‬ ‫تراه من بشر لكن عل بشرا‬
‫بي السماوات والرضي بونات‬ ‫كم بي ذينك من بي بأبعد ما‬
‫أصحابه من كأصحاب النامات‬ ‫هذا‪ ،‬ول تر إل ظله العلما‬

‫‪ - 1‬اليا‪ :‬الوجه‪.‬‬
‫‪ - 2‬من ري الظمآن‪.‬‬
‫‪ - 3‬من ناية المان‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫‪133‬‬

‫من بعض جلته نور القيقات‬ ‫ل ل‪ ،‬وذا العال العلوي‬


‫‪1‬‬
‫حقيقة الصطفى بي القيقات‬ ‫وسفليه‬
‫وليس ف طاعة الخلوق معرفة‬

‫وقوله‪:‬‬
‫بصر‪ ،‬وعبد للله مقرب‬ ‫بشر ولكن ل يرى كفؤا له‬
‫‪2‬‬
‫باب الله وبابه ل يجب‬ ‫بذر الوجود وجوده متدفق‬

‫وقد يذهب ف تلك العان مذهبا بعيدا ياف معه أحيانا أن يستبعده القارئ أو‬
‫ينكره السامع فيتصدى لما‪ ،‬ويقارعهما الجج العاذرة أو الستهزئة لينتهوا سريعا‪ ،‬أقرأ‬
‫بعض ذلك ف ناية المان‪:‬‬
‫قد ترى الاهل يهذي ل ينل بالق أخذي‬
‫عينه من ذا النظام‬ ‫مغرما أصبح يقذي‬
‫قدر ما يعطيه فهمه‬ ‫ذلك البلغ علمه‬
‫حكم أعمى ف‬ ‫فله العذر فحكمه‬
‫ظلم‬

‫ويصرح الشيخ عباس رضي ال عنه أن معرفته الحدية أتته بعد قضاء ال وقدره‬
‫من حبه الصادق غي التناهي ف الشافع الشفع‪ ،‬ومدار المور كله ف البة الصادقة‪،‬‬
‫يقول ف ذلك‪:‬‬
‫من ذاق طعما له ف الناس يدريه‬ ‫شأن البة شيء فيه ما فيه‬
‫يفوته من معان الب‬ ‫والرء إن ل يكن يوما بذائقة‬
‫من ذاق يفن‪ ،‬ومن لن يفن ليس له صافيــه‬
‫»وحبك الشيء يعمي« فيه شاهده ف حق مبوبه إل دعاويه‬
‫‪ - 1‬من مهر الور العي‪.‬‬
‫‪ - 2‬من فتح القدير‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫‪134‬‬

‫لكل من يتفان ف تفانيه‬ ‫من ادعى للتفان دون تصفية‬


‫دعواه كاذبة فيما يعانيه‬

‫والب الصادق عند الشيخ عباس يب أن يترجم إل سلوك يتمثل ف امتثال‬


‫أوامر ال واجتباب نواهيه واتباع سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والرص على‬
‫الطاعات‪ .‬ويقول ف جواهر البديع‪:‬‬
‫حياد عن الدنيا وللدين ينصح‬ ‫حر للذي يعن بأحد قلبه‬
‫حياتك أن تلفى ول أنت‬ ‫حرام عليك الدهر إن كنت صادقا‬
‫مصلح‬ ‫حباه من الفضال والقرب ربه‬
‫حباء يعّيي فكر عقل ويرجح‬ ‫حقيق على من يدعي الب أن‬
‫حريصا على الطاعات ل يكدح‬ ‫يرى‬

‫ومبته هو لسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ليست صادقة فحسب‪ ،‬بل هي‬
‫جبلية فطره ال عليها يقول ف حرف الباء من جواهر البديع‪:‬‬
‫برى القلب باريه ليمله حبا بريئا من اغيار لي الورى‬
‫صبا‬

‫وهذا الب الفطري الالص مكنه من أن يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫صعة‪ ،‬ودررا فريدة‪ ،‬يقول ف قصائد متلفة‪:‬‬
‫أمداحا مر ّ‬
‫ضد‬
‫دواوين مدح نظم من ّ‬ ‫دثاري شعاري مفخري وتارت‬

‫ـــــــــــ‬
‫فرائد للمختار مدحا‬ ‫فرائض عي القلب‪ ،‬والقلب‬
‫تصرف‬ ‫شاكر‬

‫‪134‬‬
‫‪135‬‬

‫ـــــــــــ‬
‫دين الفريضة والنوافل كلها دأب با لدح الصطفى هو‬
‫أحد‬

‫ـــــــــــ‬
‫ضنا با فيها الله‬ ‫ضاعت ليال الرء إن ل‬
‫ويفرض‬ ‫يقرض‬

‫ــــــــــ‬
‫ضم العروض إل العروض مقارنا ضربا بضرب مدحة ل تقرض‬
‫ضربت با المثال ما ل‬ ‫ضمنتها بغرائب لاسن‬
‫تنقضي‬

‫ـــــــــ‬
‫زاحم فحول ف مديح الصطفى ُزكوا وفاقوا بالعلى وتيزوا‬
‫زف العرائس من بنات الفكر ف زين الورى هو نوره‬
‫التهّمز‬

‫ـــــــــ‬
‫غايات ما أملي وأقصى بغيت غر الوسائل للمي‬
‫تبّلغ‬

‫ــــــــــ‬
‫حرم سوى مدح النب تارة حقا عليك تفك‬
‫الرباح‬

‫‪135‬‬
‫‪136‬‬

‫ــــــــــ‬
‫صن عن سواه قرية أودعتها صنع الهيمن ل يضاع‬
‫وينكص‬

‫ــــــــــ‬
‫رصعتها دررا لحد‬ ‫رجحت موازين الن‬
‫تذكر‬ ‫بدائح‬

‫ـــــــــ‬
‫شكرا لربك بامتداح حبيبه شعرا‪ ،‬وليل الهل عسعس‬
‫يغطش‬

‫ويصرح كذلك بأن مدائحه ليست رائعة فحسب‪ ،‬وإنا هي متفوقة ف مدح‬
‫رسول النسانية تفوقا مققا ل ياريه فيها مار‪ ،‬لنا إلام‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫وافتيه بدائح ألمتها وقفا له ها أستقيل‬
‫مساوي‬

‫ــــــــــ‬
‫سامي الطاول ف الديح ودوننا سامي الثريا ما عل من‬
‫ينعس‬

‫‪136‬‬
‫‪137‬‬
‫‪1‬‬
‫أمامي مقبول لدينه بدمة‬ ‫سبقت له بالدح غيي ل أرى‬

‫وقد اخترع لمداحه صورا شعرية رائقة بعضها مبتكر‪ ،‬وبعضها الخر نادر‬
‫الوجود‪ ،‬فقد تدثنا عن ابتكاره لديباج فتح القدير وجواهر البديع القشيب‪ ،‬وينضاف‬
‫إليه هذا الوصف الرائع الخترع لسيد الوجود صلى ال عليه وسلم حي قال فيه‪:‬‬
‫بي ل يقاس ببدر ت وأهيب باسا من ليث‬
‫غاب‬

‫فأين يكون رجل مهيبا كالسد شيء مألوف‪ ،‬ولكن أن يكون منه ف حالة‬
‫ابتسامته فنادر‪ ،‬وسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ل يكن أن يكون غي ذلك‪ ،‬لنه ل‬
‫يتخلص عن هيبته ف أية حال كان‪.‬‬
‫ومن السنات البديعية الت استعملها الشيخ ما يسمى )الستخدام(‪ ،‬وهو إطلق‬
‫لفظ مشترك بي معني مراد به أحدها‪ ،‬ث يعاد عليه مراد به العن الخر‪ ،‬أو يعاد عليه‬
‫ضميان مرا بكل واحد منهما‪ ،2‬مثل‪:‬‬
‫وللغزالة شيء من تلفته ونورها من ضيا خديه‬
‫مكتسب‬

‫فالغزالة هنا هي اليوان العروف‪ ،‬لكنها اسم للشمس‪ ،‬والاء ف )نورها( يعود‬
‫إل كلمة الشمس الت تشترك مع الغزالة ف التسمية‪ ،‬وإن ل ترد ف البيت‪ .‬ووجود هذه‬
‫القاعدة ف الطولت أسهل من وجود من يتمثلها حت يستعملها ف أعماله‪ ،‬ومن هؤلء‬

‫‪ - 1‬من قصيدة )غاية الرب ف مدح خي العرب( الت توجت أوائل أبياتا من كلمات الية )ممد رسول ال( ال بدل من‬
‫الروف كما هو العتاد عنده‪.‬‬
‫‪ - 2‬شرح عقود المان ف علم العان والبيان للل الدين عبد الرحن السيوطي صفحة ‪.111‬‬
‫‪137‬‬
‫‪138‬‬

‫القلة الشيخ عباس رضي ال عنه‪ ،‬وأوضح مثال لذلك قوله ف نيل الرام ف مدح خي‬
‫النام )بر الوافر ف ‪ 111‬بيتا(‪:‬‬
‫وما أعطى الكري وجاد وبل من الزل القدي‬
‫بالنسجام‬ ‫من النعم العظيمة للبايا‬
‫ومن تف الزيات السام‬ ‫إل ما ل ناية سرمديا‬
‫بظاهرها وباطنها الدام‬ ‫فخازنا وقاسها أبوه‬
‫لكل العالي على سهام‬

‫والشاهد ف البيت الخي‪ ،‬وف الضمي التصل بـ)أبوه( العائد إل )قاسها(‪.‬‬


‫والقاسم هنا لفظ مشترك بي اسم الفاعل من )قسم( والقاسم أحد أبناء سيدنا ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لكنه غي مذكور ف السياق‪.‬‬
‫وعلى كل حال فإن الشيخ ابن عباس رضي ال عنه يعب ف مدائحه النبوية عن‬
‫معان رفيعة ف لغة صحيحة‪ ،‬وأسلوب جيل‪ ،‬جيد السبك‪ ،‬رائق النسج‪ ،‬رقيق الديباج‪،‬‬
‫كلماته جزلة موحية ويذهب با احترام الروي ف بعض القصائد إل صعوبة متعة ل تغلق‬
‫العن غالبا على فهم القارئ التوسط العرفة‪.‬‬
‫وفيما يلي مقتطفات من قصائد متلفة تكن القارئ الكري بعض الشيء أن يقف‬
‫على العان الت نتكلم عنها‪ ،‬وعلى السلوب الذي نتحدث عنه‪ ،‬وقد يرى بسه الدب‬
‫الرهف‪ ،‬وبذوقه البيان الساس ما ل نره نن‪.‬‬
‫أول‪ :‬يقول ف ناية المان عند الترحيب بيلد البعوث رحة للعالي‪:‬‬
‫مربع الغيث الريع‬ ‫ل يارى من رفيع‬ ‫يا ربيعا ف ربيع‬
‫مطلع البدر التام‬
‫ذكرا عام رفاء‬ ‫حلت دون مراء‬ ‫عامه كل نساء‬
‫وهناء خي عام‬
‫طربا أي خيور‬ ‫فرحا أي حبور‬ ‫أي عيد ف سرور‬

‫‪138‬‬
‫‪139‬‬

‫صببا أي سلم‬ ‫أي رشد وهدايه‬


‫أي حصن وحايه‬ ‫أي لطف وعنايه‬
‫أي سكب للغمام‬ ‫أي فضل وبرور‬
‫أي ين أي نور‬ ‫أي أمن وستور‬
‫قاشع داجي الظلم‬ ‫بأصول وفصول‬
‫وطريقي من قبيلي‬ ‫من تليد لصول‬
‫حرم البيت الرام‬ ‫حرما كان حراما‬
‫اعتزازا واحتراما‬ ‫آمن صي دواما‬
‫قدر مقدار المام‬ ‫أي دين الق يعلو‬
‫آيه التال ويلو‬ ‫حيثما القرآن يتلو‬
‫أي عدل واستقامه‬
‫ذكره خي الكلم‬
‫أي ملك والزعامه‬
‫أي عز وكرامه‬
‫أي فوز وسعادة‬
‫أي بدء وختام‬
‫للعلي الول عباده‬
‫أي توحيد العباده‬
‫أيها الرحة كنزا‬
‫ما يشا كل مرام‬
‫أمة منك تعزى‬
‫كل فضل كان عزا‬
‫أيها البعوث فينا‬
‫فخرها عال القام‬
‫يا ختاما يا مبينا‬
‫يا شفيعا يا أمينا‬
‫أيها الطب الداوي‬
‫من عضال للمهاوي‬ ‫سبل الق السلم‬
‫كل ما يردي لغاو‬ ‫أيها البعد شركا‬
‫فعليك الدهر أزكى‬ ‫يا شفا كل سقام‬
‫جاعل عيشه ضنكا‬ ‫أيها الت بسن‬
‫فعليك الدهر أسن‬ ‫من صلة وسلم‬
‫*‬ ‫* وبه ف اللق سدنا‬

‫‪139‬‬
‫‪140‬‬

‫من صلة وسلم‬ ‫أنت يا عي الوجود‬


‫أنت يا بر الشهود‬ ‫*‬
‫أنت يا مغن الوفود‬ ‫أنت يا كل مرادي‬
‫من دنوي وابتعادي‬ ‫أنت يا نار غرامي‬
‫ف ازدواجي‬ ‫أنت عبد ليس إل‬
‫عارف قدرك كل‬ ‫وانفرادي‬
‫شاهد الحوال فيه‬
‫أنت يا قطب السامي‬
‫واللي السرى يريه‬ ‫ربك الق تعال‬ ‫أنه أصل البايا‬
‫عنه إدراك العظام‬
‫أنه كنز الزايا‬ ‫ناطق ملئا بفيه‬ ‫أنه اللق المجد‬
‫لوراء من أمام‬
‫كل شيء يتعبد‬
‫أنه مول العطايا‬ ‫أنه النسج الوحيد‬
‫أنه مسك التام‬
‫من جلل ما يريد‬
‫أنه العبد السود‬ ‫أنه شامل كل‬
‫تته فرد القام‬
‫ما لعلوي وسفلي‬
‫أقدسيا وشهيد‬ ‫أنه بر رؤوف‬
‫وسع ما للكون سام‬
‫وحكيم وألوف‬
‫ما لصل أو لفصل‬ ‫أنه القاسم عدل‬

‫من يشا عز وجل‬ ‫ف ظهور واكتتام‬


‫ورحيم وعطوف‬ ‫أنه الرضي حال‬

‫أبدا يعطي نوال‬ ‫واسع كل النام‬


‫ما لعلي يعطيه فضل‬
‫دائما طول الدوام‬ ‫ذو العنايا الفخام‬
‫كل حال ومئال‬

‫‪140‬‬
‫‪141‬‬

‫للورى دون سئام‬


‫صل رب بسلم‬
‫وعلى الل الكرام‬

‫ثانيا ‪ :‬يقول ف ري الظمئان ف الفصل السابع حيث تدث عن القرآن الكري‬


‫أعظم معجزات رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫كأمواج بر من يكيل لا حصرا‬ ‫له معجزات ل يعد رذاذها‬
‫تدى به حال ومستقبل دهرا‬ ‫وأعظمها القرآن آيات ربه‬
‫مصاقيع لسنا قد رأوا أمره إمرا‬ ‫فأعجزهم منها بأقصر سورة‬
‫أتاهم ولو هم مفترون كما يقرا‬ ‫فخيهم بي الكفاح وبي ما‬
‫غدا قسمهم عجزا كباقلهم حصرا‬ ‫فلم ير منهم غي ملق سلحه‬
‫رضوا بالواضي فيهم القتل والسرا‬ ‫فلما استبانوا العجز عنه طبيعة‬
‫لستقبل بالعجز توذيهم قهرا‬ ‫وهم عجزوا حال‪ ،‬ولن تفعلوا‬
‫من الكمات الي يهدي با الغمرا‬ ‫أتت‬
‫با جاء من علم الكتاب وُهو أدرى‬ ‫أتى الاهلي اللد يتلو عليهم‬
‫وعن كل مكنون ومستكتم سرا‬ ‫ويكفيك بالمي معجزة له‬
‫أفاعيل ياجوج وماجوج تستقرى‬ ‫يب عن أحوال قوم أوائل‬
‫اللئق أو يوم القيامة ف الخرى‬ ‫ينبئ عن عاد وعن إرم وعن‬
‫وعن حال ذي القرني أو بدء نشأة تدد عصر جا با وافق العصرا‬
‫لفي المن ف الدارين ل يشى ضيا‬ ‫وما لذي اللباب يظهر كلما‬
‫إل حبه متاره الية الكبى‬ ‫هو العروة الوثقى فمستمسك با‬
‫مانب ني منه متثل أمرا‬ ‫قد أنزله الول كلما لذاته‬
‫بإعطائه حق التلوة من يقرا‬ ‫شفيع لن يتلو ويعمل ما به‬

‫‪ - 1‬رذاذها‪ :‬أي قليلها‪ ،‬وهو ف الصل مطر ضعيف أو مال قليل‪.‬‬


‫‪141‬‬
‫‪142‬‬

‫ويلقى له قلبا سيعا وقد برا‬ ‫تلوته ل خي عبادة‬


‫يناجي به الول فيحسبه أجرا‬ ‫بتحسي صوت وسعه متدبرا‬
‫وحفظا وفهما ثاقبا كلما نقرا‬ ‫وهو ف بساط القرب ما دام تاليا‬
‫وأسدل علينا ف ما ولنا سترا‬ ‫فيا رب يسره علينا تلوة‬
‫»وإنا له« أمسى ينادي الورى جهرا‬ ‫وعامل بحض الفصل فيه جيعنا‬
‫تطور أحوال با وافق الطورا‬ ‫فلما أتى وعد الليل بفظه‬
‫بختلف الحوال يسرى وف‬ ‫يريك دواء الداء‪ ،‬والداء فيك من‬
‫عسرى‬ ‫فتأخذ منه الكم ف كل واقع‬
‫فكل با يأتيه من باهر ذكرا‬ ‫ياطب مولنا الليل عباده‬

‫ثالثا ‪ :‬يقول ف مهر الور العي واصفا صفات رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اللقية واللقية ف الفصل الثامن‪:‬‬
‫على بواطنه أقوى الدللت‬ ‫جال ظاهره يبدي لناظره‬
‫من بعض جزء لا كل البديعات‬ ‫ذات البها اندرجت ف ذات‬
‫ما بي ذي قصر وطول قامات‬ ‫صورته‬
‫وفاقها من جال ف جللت‬ ‫تراه ربعة قد بادنا وسطا‬
‫واجهته باسا بادي السرات‬ ‫ترى مياه مثل الشمس صاحية‬
‫تللؤا من صفاء ف السريرات‬ ‫تراه أهيب من ليث الليوث إذا‬
‫بمرة دونه بدر الهلت‬ ‫تراه يفتر عن كالدر فائقة‬
‫ول كناظر شس ف الظهيات‬ ‫تراه أبيض لون مشربا بجا‬
‫بي الثنايا ومن بي السرات‬ ‫تراه ملء عيون الناظرين له‬
‫خديه ل وجه مثل مرآة‬ ‫ترى بروقا من النوار تبق من‬
‫‪1‬‬
‫أبي مفلج أسنان بريقات‬ ‫ترى ماكاة جدران تواجه ف‬
‫‪ - 1‬الزج‪ :‬دقة البي ف طول‪ .‬والدب‪ :‬شعر أشفار العيني‪ ،‬الهدب‪ :‬كثيه‪ .‬قنا النف‪ :‬ارتفاع أعله‪ ،‬أو نتوء وسط القصبة‬
‫وضيق النخرين‪ .‬والشنب‪ :‬ماء زقة وبرد وعذوبة ف السنان‪ ،‬أو نقط بيض فيها‪ ،‬أو حدة النياب‪ ،‬والفلج‪ :‬تباعد ما بي‬
‫‪142‬‬
‫‪143‬‬
‫‪1‬‬
‫وذا فم واسع بادي الفصاحات‬ ‫أزج أهدب‪ ،‬أقن كان ذا شنب‬
‫عرق البي كمسبوك المانات‬ ‫وأنل أكحل العيني ذا دعج‬
‫ف السهل‪ ،‬والعكس ف ذات‬ ‫وريقه عسل النات يرشح من‬
‫الجارات‬ ‫يشي ول تر من أقدامه أثرا‬
‫وعرفه دونه نشر العروسات‬ ‫واليد كالفضة البيضا ويعجزها‬
‫من النان فمن أبى النباتات‬ ‫ترى له شعرا رجل ولته‬
‫تبقى روائح مسك وسط راحات‬ ‫تراه إن صافحت للناس راحته‬
‫طيب الشذى منه يبقى نو ساعات‬ ‫تراه إن مر يعلو ف المر له‬
‫أجل خلقا وخلقا بالكمالت‬ ‫ماذا تقول ورب العرش جل له‬
‫ياقوتة بي أحجار بقيمات‬ ‫تراه من بشر لكن عل بشرا‬
‫‪2‬‬
‫بي السماوات والرضي بونات‬ ‫كم بي ذينك من بي بأبعد ما‬
‫أصحابه من كأصحاب النامات‬ ‫هذا‪ ،‬ول تر إل ظله العلما‬
‫من بعض جلته نور القيقات‬ ‫ل ل‪ ،‬وذا العال العلوي وسفليه‬
‫حقيقة الصطفى بي القيقات‬ ‫وليس ف طاعة الخلوق معرفة‬
‫حبيبك التب رب البيات‬ ‫أزكى صلتك أعلها تدوم على‬

‫وف ناية كل قصيدة تده ياطب سيدنا ممدا صلى ال عليه وسلم بأسلوب‬
‫جيل لطيف مهذب متوسل باهه العظيم عند ربه تعال‪ ،‬يدعو العلي القدير أن يقضي له‬
‫حوائجه‪ ،‬وحوائج التعلقي به ف الطي أو ف الدين‪ ،‬ث يدعو الغفران لنفسه ولميع‬
‫السلمي‪ ،‬معول ف كل ذلك على سعة رحة رب العالي الرؤوف الرحيم‪ ،‬ونكتفي هنا‬
‫باتـمتـي ري الظمئان‪ ،‬ومهر الور العي يقول ف الول‪:‬‬
‫مديا وأرجو فيه أن تقبلوا العذرا‬ ‫أبر الندى هذي بضاعتنا لكم‬

‫السنان‪.‬‬
‫‪ - 1‬النجل‪ :‬سعة العي‪ .‬والكحل‪ :‬أن يعار منابت الشفار سواد‪ .‬والدعج‪ :‬شدة سواد العي مع سعتها‪.‬‬
‫‪ - 2‬البون‪ :‬مسافة ما بي الشيئي‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪144‬‬

‫موالة صدق منك يا خي من برا‬ ‫وأرجو با أولك مولك من على‬


‫تكون معي نشرا‪ ،‬تكون معي‬ ‫تكون معي دنيا وأخرى وبرزخا‬
‫حشرا‬ ‫تكون معي عند السؤال ويوم ما‬
‫يكون حساب ل أخاف به ضيا‬ ‫وكن ب لطيفا يا لطيفا بعبده‬
‫رحيما نصيا واقيا عن الضرا‬ ‫عفوا عن الزلت بالفضل إنن‬
‫كثي الطايا ل أطيق لا حصرا‬ ‫فيا ويلت يا حسرت يا ندامت‬
‫إذا أنا أدعى عبد سوء ويا خسرا‬ ‫وذلك إن ل تعف عن تفضل‬
‫وتسدل علينا ف جناياتنا سترا‬ ‫ولكنها ف جنب عفوك ل تكن‬
‫ولو ملء ما تت السما تبلغ الذرا‬ ‫فعندك رب من تعذب غينا‬
‫وليس لنا إلك من واضع وزرا‬ ‫فغفرانك اللهم ف كل ما به‬
‫أتينا من الثام صغرى ومن كبى‬ ‫كذا ف ذنوب الوالدين يعم من‬
‫شيوخي وأولدي وإخواننا طرا‬ ‫فصل وسلم ث بارك بل‬
‫على ظلك المدود والنة الكبى‬ ‫انتهـــا‬
‫بإحسانه من أهل سنته الغرا‬ ‫مع الل والصحب الكرام ومن قفا‬

‫ويقول ف الثانية‪:‬‬
‫ومن سيات مَن َاْحياء وأموات‬ ‫يا أكرم اللق ماضيهم وحاضرهم‬
‫خي الوسائل مقبول الشفاعات‬ ‫ما ل سواءك من أرجو مكارمه‬
‫خذها إليك بتحنان وعطفات‬ ‫مددت هاك يدي بالذل مبتهل‬
‫فأنت بر الندى للمرتى الت‬ ‫فل ترد رجائي خائبا أبدا‬
‫جد افتقاري إليكم بالغاثات‬ ‫أشكو إليك الضن والال تشهد من‬
‫تقضى لكل البايا كل حاجات‬ ‫أضنان اليوم أدن حاجة وبكم‬
‫أو أن يرى غي مقضي اللبانات‬ ‫حاشاك أن يرم الراجي مكارمكم‬
‫إن ضعيف وإن ذو جنايات‬ ‫ل عنكم يا رحيم بنا‬ ‫ل يف حا َ‬

‫‪144‬‬
‫‪145‬‬

‫من كشف أسوا ومن إبراء‬ ‫فارحم برحة العالي بنا‬


‫علت‬ ‫يا رب بالصطفى المدوح كن أبدا‬
‫لنا وليا نصيا ذا حفاوات‬ ‫واغفر لنا ولن من بيننا نسب‬
‫أصل وفصل بطي أو ديانات‬ ‫وصل أزكى صلة منك دائمة‬
‫على نب الدى ماحي الضللت‬ ‫وآله الغر والصحاب كلهم‬
‫والتابع الق من خي الديانات‬

‫هذه – أيها القارئ العزيز نبذة الشيخ عباس متصرة جدا عن أمداح الشيخ عباس‬
‫التجان رضي ال عنه‪ ،‬لسيدنا ومولنا ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قصدنا با‬
‫إعطاء فكرة عامة عنها‪ ،‬واعتقادي أنك معنا ف جالا وروعتها بعد أن ثبتت وفرتا الت‬
‫ل يتناطح فيها كبشان‪ .‬ولكن الشيخ لبا عباس – على الرغم من كل ذلك – كان‬
‫يستهجنها ويستصغرها ف جناب مدوحه النزه عن العيوب ف ظاهره وباطنه‪ ،‬صحاب‬
‫اللق العظيم بنص القرآن الكري‪ .‬فلكم كرر وردد مثل قوله ف الرائية‪:‬‬
‫وإنك من رب أحاط به خبا‬ ‫وماذا يقول الادحون وقد أتى‬

‫وقوله ف جواهر البديع‪:‬‬


‫علوت با واستيسرت ل‬ ‫عقودي بقدري مدحه ل بقدره‬
‫الطامع‬

‫وقوله ف قصيدة مستقلة لمية بل عنوان‪:‬‬


‫ـكن الشأن ف المدوح أجود من‬ ‫فما الشأن حيث الدح من جانب‬
‫بذل‬ ‫ولـ‬

‫وكانت هذه العترافات بالضعف والعجز تزداد مع تقدمه ف العمر‪ ،‬وقد عب‬
‫عنها تعبيات متلفة كلها تنتهي إل العتماد على فضل ال ومّنه ث على كرم المدوح‪،‬‬
‫‪145‬‬
‫‪146‬‬

‫وعلى حبه الصادق فيه‪ ،‬وأنه إن ل يكن أهل لذلك الفضل فإن الشفع الرحيم أهل لن‬
‫يب به ويقق له رجاءه فيه‪ ،‬يقول ف آخر قصيدة له سنة ‪1985‬م‪:‬‬
‫مديي من بقبضته الشفاعه‬ ‫فمن جهد القّل على‬
‫على ما كنت من مزجي‬ ‫استطاعه‬
‫البضاعه‬ ‫أرّجي فضله دنيا وأخرى‬
‫فإن أعطى الكري وجاد فضل فمن كرم لديه به القناعه‬
‫قصور الباع صالة وطاعه‬ ‫ول ينقص رجائي منه يوما‬
‫فذو اللق العظيم بكل ساعه‬ ‫إذا أنا ل أكن يوما بأهل‬
‫دوي ضر صاحبه وراعه‬ ‫لهل أن يداوي عضل داء‬
‫﴿فمن يطع الرسول‬ ‫فقول ال جل جلل رب‬
‫فقد﴾ أطاعه‬ ‫كفانا شاهدا حسا ومعن‬
‫بأصدق شاهد قول براعه‬ ‫فمن اين الدائح والثنايا‬
‫﴿وإنك﴾ قبلها الباري أذاعه‬ ‫فل زالت تدوم صلة رب‬
‫عليه وآله أهل الباعه‬

‫رضي ال عنه ونفعنا ببكاته آمي‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪147‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزء الخاص ‪:‬‬


‫تيجان الذّهب‬
‫بروف بعض اليات القرآنية بالدح الهّذب‬
‫كان الترتيب النطقي يقتضي أن نضع الزء الثان بعد الول مباشرة‪ ،‬لكننا‬
‫أقحمنا بينهما هذا الزء الاص لسبب نراه وجيها نبّينه ف الت‪:‬‬
‫هذا الزء الاص يتوي على ‪ 21‬قصيدة كلها ف مدح رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل أربعا قالا ف التوسل إل ال باه النب صلى ال عليه وسلم فهي بذلك مدح‬
‫أيضا‪ .‬والقصائد كّلها إل واحدة متوج كل بيت منها برف من حروف آية كرية من‬
‫القرآن الكري‪ ،‬وتكريا لكلم ال تعال‪ ،‬وتعظيما للقرآن العظيم ل يكن الشيخ عباس‬
‫يريد أن يمع بي آي كتاب ال وبي كلمه الشخصي الذي ل يتعلق بالكتاب العزيز ف‬
‫جزء واحد‪ ،‬فأفرد له هذا الزء الاص ونشره هكذا قبل أن ينشر الزء الثان من ديوانه‪.‬‬
‫لذلك ل يسعنا إل احترام اختياره البارك الؤّدب ذلك‪ ،‬علوة على كون هذا الزء‬
‫الاص تكملة للجزء الول الخصوص بالمداح النبوية الشريفة‪.‬‬
‫وعدد أبيات قصائد هذا الزء ‪ 744‬يضاف إليه ‪ 19‬بيتا لقصيدة أخرى ثالثة‬
‫على حروف الية الكرية ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾‪ 1‬الت استعمل الشيخ‬
‫حروفها مرتي من قبل‪ ،‬ولشيء ما فاتنا إدراج تلك القصيدة ف هذا الزء الاص‪ ،‬وعليه‬
‫يبلغ عدد البيات ‪ 763‬ف ‪ 22‬قصيدة‪.‬‬
‫وللهية الت كان الشيخ عباس رضي ال عنه يوليها لذا الزء نورد لكم فيما يلي‬
‫مقدمته الت كتبها هو‪:‬‬

‫‪ - 1‬سورة الضحى الية ‪.5‬‬


‫‪147‬‬
‫‪148‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫»تنبيه مهم« ليعلم الواقف على هذه القصائد التوج أوائلها بروف بعض اليات‬
‫الكرية‪ ،‬وقد كان جلها ف مدح الرسول العظم خي العرب والعجم‪ ،‬سيدنا ممد بن‬
‫عبد ال رسول ال النب المي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبعضها بالتوسل إل ال تعال‬
‫بعظيم جاهه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبعضها بإظهار شهود النة ل تعال هو الّنان الواد‬
‫النان علينا‪ ،‬وبعضها بالشكر ل تعال على نعمه الت ل يصى طّلها فضل عن وبلها‪،‬‬
‫وبعضها بالتحدث ببعض تلك النعم التوافرة الترادفة الستفيضة من لج بر فضل الكري‬
‫التعال كما أمر سبحانه وتعال حبيبه ومصطفاه من خلقه صلى ال عليه وسلم‪﴿:‬وأما‬
‫بنعمة ربك فحدث﴾‪ 1‬وهي كما رأيتم كل بيت منها متوج برف من حروف القرآن‬
‫العظيم الذي هو كلم ال الزل‪ ،‬فبهذا يعتب أن كل بيت منها من نفس القرآن يطلب‬
‫طلبا أكيدا واجبا على كل مؤمن بال وبرسوله صلى ال عليه وسلم بكمال التعظيم‬
‫والجلل كتعظيمه وإجلله كلم ال سبحانه من مراعاة الطهارة السية والعنوية على‬
‫قدر الستطاعة ووسع الطاقة كما ف الشريعة عينا بعي‪.‬‬
‫ث ليعلم أيضا أن كل حرف من الروف القرآنية عال مستقل بنفسه ل يتكرر‬
‫أبدا رغم تشابه بعضها ببعض وهو ف الرتبة حقيقة ل يتكرر ول يتكرر بال من‬
‫الحوال كما ف جيع ملوقات ال تعال ل ترى ذرة أخرى ل وكل وحاشاه‪ ،‬لن كل‬
‫حرف من حروف القرآن الكري له تل خاص من تليات الذات العلية ليس ف غيها‬
‫البتة‪ ،‬لنه سبحانه ل يتجل‪ ،‬ول يتجّلى مرتي ف ذرة واحدة‪ ،‬ولذلك ل ترى ذرة من‬
‫ذرات الوجود الادث إل وّث فرق كبي وبون بعيد بينها وبي غيها من الوجودات‪ .‬أل‬
‫ترى الدميي وغيهم مع اتاد شكلهم الدمي ل ترى – عوض – اثني على مرتبة‬
‫واحدة كل إنسان بدته عال مستقل ل يشاركه ف عاليته غيه‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة الضحى الية ‪.11‬‬


‫‪148‬‬
‫‪149‬‬

‫ث ليعلم أيضا أن كل حرف من حروف القرآن تضّمن وحل جيع معان القرآن‬
‫الت ل تناهى كما قال البوصيي سلطان الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وفوق جوهره ف السن‬ ‫لا معان كموج البحر ف‬
‫والقيم‬ ‫مدد‬

‫وهو كذلك‪ ،‬لن كل حرف من القرآن كلمة قائمة متضمنة‪:‬‬


‫وكلمة با كلم قد‬ ‫وهذه كلمة والقول‬
‫يؤّم‬ ‫عم‬

‫وقال تعال‪﴿ :‬ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم والبحر يده من بعده سبعة‬
‫أبر ما نفدت كلمت ال﴾‪ .1‬وقال أيضا‪﴿ :‬كل إنا كلمة هو قائلها﴾‪ 2‬صدق ال العظيم‪.‬‬
‫ولذلك قال بعض التصوفة رضي ال عنهم‪» :‬الكامل عندنا من ف طاقته أن‬
‫يستخرج من كل حرف من حروف القرآن الكري جيع ما ف الذاهب الربعة وغيها‬
‫من علوم الولي والخرين‪ ،‬وقد قال بذلك المام الشعران رحه ال‪ ،‬ومع ذلك يتاج‬
‫إل من يأخذ بيده فافهم«‪.‬‬
‫وهذا ما وجب علينا من تبيي حقيقة هذه القصائد‪ ،‬قال تعال‪﴿ :‬إنه لقرآن كري‬
‫ف كتاب مكنون ل يسه إل الطهرون﴾‪ .3‬وقال أيضا‪﴿ :‬ومن يعظم شعائر ال فإنا من‬
‫تقوى القلوب﴾‪ .4‬وقد سيتها بـ»تيجان الذهب‪ ،‬بروف بعض اليات القرآنية بالدح‬
‫الهّذب« لصفوة خيار العرب‪ ،‬سيد ولد آدم خي العرب والعجم‪ ،‬سيدنا ومولنا ممد‬
‫بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن‬
‫كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن‬

‫‪ - 1‬سورة لقمان من الية ‪.26‬‬


‫‪ - 2‬سورة الؤمنون من الية ‪.101‬‬
‫‪ - 3‬سورة الواقعة اليات ‪.82 ،81 ،80‬‬
‫‪ - 4‬سورة الج الية ‪.20‬‬
‫‪149‬‬
‫‪150‬‬

‫إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان دعوة أبيه إبراهيم قال تعال‪﴿ :‬ربنا وابعث‬
‫فيهم رسول منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت‬
‫العزيز الكيم﴾‪ .1‬وبشرى السيح كلمة ال قال تعال‪﴿ :‬وإذ قال عيسى ابن مري يا بن‬
‫ي من التوراة ومبشرا برسول يأت من‬ ‫إسرائيل إن رسول ال إليكم مصدقا لا بي يد ّ‬
‫بعدي اسه أحد﴾‪ .2‬عليه وعليهما وعلى جيع أنبياء ال والرسلي صلوات ال‬
‫وتسليماته آمي‪ ،‬وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي«‪.‬‬
‫وأول تلك القصائد هي نظم حروف البسملة لا لا من الصدارة ف المور الامة‬
‫كما ف الحاديث الشريفة‪ ،‬وقد استهلها بقوله‪:‬‬
‫وبشيخنا التجان ذي‬ ‫بحمد وبآله الخيار‬
‫السرار‬ ‫سر القيقة والقيقة عينها‬
‫شس العارف منبع النوار‬ ‫مكنون سر ال عن كل‬
‫إل النب صلى عليه الباري‬ ‫الورى‬

‫والقصيدة الثانية مرتبة ترتيب أوائل سور القرآن وأواخرها غي الكررة والت أولا‬
‫باء البسملة وآخرها فاء من خوف ف آخر سورة قريش‪ .‬وقد جعت ف البيت التال‬
‫الذي قيل عنه أسرار كثية دقيقة‪ ،‬وتصرفات عجيبة‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ف« ذا السم أوفدا‬
‫لُه َعٍه َظْثٍل َ‬
‫صٍح َت َ‬
‫»ِبَماٍن َيٍر َسٍد َكٍز َطَق َتْو َ‬

‫قال فيها‪ 28 :‬بيتا‪:‬‬


‫والرحيم الالك الدّيان‬ ‫باسك اللهم وبالرحان‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة الية ‪.128‬‬


‫‪ - 2‬سورة الصف من الية ‪.6‬‬
‫‪ - 3‬يلحظ ف البيت وجود تاءين وهاءين‪ ،‬ولكن ذلك ليس تكرارا‪ ،‬لن التاء الول ف )توصح( هي تاء تبارك الفرقان‪ .‬والتاء‬
‫الثانية ف )تله( هي تاء الغفرة ف آخر سورة الدثر‪ ،‬ول تكتب )هاء( تفاديا للختلط الكثي‪ .‬والاء الول ف )تله( فهي هاء‬
‫)هل أتى على النسان(‪ .‬ف حي أن الثانية ف )عه( هاء )أو ضحاها( ف آخر النازعات‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫‪151‬‬

‫بالعجز والذل بكل دهر‬ ‫مددت أيدي الضن والفقر‬


‫خي الورى ممد شس‬ ‫إليك يا رب مصليا على‬
‫العلى‬ ‫ندعوك باسك العظيم‬
‫بأن تصلي على العظم‬ ‫العظم‬
‫شفيعنا الرجّو عند الساهره‬ ‫ينبوع خيات الدنا والخره‬
‫جيعهم حقيقة القائق‬ ‫رحتك الهداة للخلئق‬
‫ال جل ربنا الوكيل‬ ‫سيدنا ممد رسول‬

‫والباقيات على النحو التال‪:‬‬


‫عنوان القصيدة‬ ‫رقم الية‬ ‫السورة‬ ‫الية أو الزء من الية‬
‫‪173‬‬ ‫آل عمران‬ ‫﴿حسبنا ال ونعم الوكيل﴾‬
‫‪56‬‬ ‫هود‬ ‫﴿إن توكلت على ال﴾‬
‫خاتة المداح لسيد‬ ‫‪87‬‬ ‫﴿ولقد آتيناك سبعا – العظيم﴾ الجر‬
‫‪1‬‬
‫الرواح والشباح‬
‫نفحة النات ف مدح‬ ‫‪70‬‬ ‫السراء‬ ‫﴿ولقد كرمنا ‪ ...‬تفضيل﴾‬
‫خي بن عدنان‬
‫‪30‬‬ ‫الكهف‬ ‫﴿ما شاء ال ل قوة إل بال﴾‬
‫‪55‬‬ ‫طه‬ ‫﴿رب اشرح ل‪...‬لسان﴾‬
‫‪114‬‬ ‫طه‬ ‫﴿وقل رب زدن علما﴾‬
‫‪107‬‬ ‫النبياء‬ ‫﴿وما أرسلناك‪...‬للعالي﴾‬
‫‪24‬‬ ‫القصص‬ ‫﴿رب إن لا أنزلت‪...‬فقي﴾‬
‫موجة الضم من ال‬ ‫﴿إن أصحاب النة اليوم ف‬
‫البارئ النسم‪ ،‬ف مدح‬ ‫شغل فاكهون هم وأزواجهم‬

‫‪ - 1‬كان الشيخ يعتقد أنا آخر امتداحه النبوية لكنه نظم عشرات القصائد بعدها‪ ،‬لنه كان ف ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪152‬‬

‫الكنز العظم والسر‬ ‫يس ‪57 – 56‬‬ ‫ف ظلل على الرائك متكئون‬
‫الطلسم النب المي‬ ‫لم فيها فاكهة ولم ما يدعون‬
‫سيد العرب والعجم‬ ‫سلم قول من رب رحيم﴾‬
‫‪44‬‬ ‫غافر‬ ‫﴿وأفوض أمري إل ال إن ال‬
‫بصي بالعباد﴾‬
‫‪60‬‬ ‫غافر‬ ‫﴿وقال ربكم ادعون‬
‫أستجب لكم﴾‬
‫علوات اللوات ف‬ ‫﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا‬
‫مدح خات الرسالت‬ ‫ليغفر لك ال ما تقدم من‬
‫الناجي فوق السموات‬ ‫‪3–1‬‬ ‫الفتح‬ ‫ذنبك وما تأخر ويتم نعمته‬
‫عليك‪ ،‬ويهديك صراطا مستقيما‪،‬‬
‫وينصرك ال نصرا عزيزا﴾‬
‫غاية الرب ف‬ ‫الفتح‬ ‫﴿ممد رسول ال –‬
‫‪1‬‬
‫مدح خي العرب‬ ‫إل آخر السورة﴾‬
‫﴿نصر من ال وفتح‬
‫‪13‬‬ ‫الصف‬ ‫إل ‪ -‬الؤمني﴾‬
‫‪1‬‬ ‫﴿ن والقلم وما يسطرون﴾‪2‬القلم‬
‫﴿ولسوف يعطيك ربك‬
‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫الضحى‬ ‫فترضى﴾‬
‫‪11‬‬ ‫الضحى‬ ‫﴿وأما بنعمة ربك فحّدث﴾‬

‫‪ - 1‬هنا توج الشيخ أوائل البيات بروف أوائل كلمات الية فقط‪ ،‬بدل من حروفها كالعتاد‪.‬‬
‫‪ - 2‬هنا توج بسط حروف الية قبل تتويج أوائل البيات با مثل‪ :‬نون‪ ،‬واو‪ ،‬ألف‪ ،‬لم‪ ،‬قاف إل وعليه يكون عدد البيات‬
‫‪ 47‬مع الصلة والسلم بدل من ‪ 16‬بيتا‪.‬‬
‫‪ - 3‬نظم ف حروف هذه الية ثلث قصائد متلفة البحور‪ ،‬اثنتان منها ف هذا الزء‪ .‬أما الثالثة فنوردها لحقا‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫‪153‬‬

‫وف آخر الكتاب قصيدة )فمن جهد القل على استطاعه( الت ختمنا با الزء‬
‫الول‪.‬‬
‫وأطول قصائد هذا الزء ها موجة الضّم‪ ،‬وعلوة اللوات إذ تتكّون كل‬
‫منهما من مائة بيت تليهما )نفحة النان( التكونة من ‪ 83‬بيتا‪.‬‬
‫والشيخ هنا يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويتوسل باهه‪ ،‬ويشكر ال‬
‫على نعمه الوافرة عليه‪ ،‬لكنه يقوم بكل ذلك من منطلق باطن‪ ،‬فلم يكن يأخذ اليات‬
‫اعتباطيا‪ ،‬وإنا كان يعتمد على معطيات رمزية ذات دللت سرية عميقة أشار إل‬
‫بعضها ف مقدمات بعض القصائد‪ ،‬وربا كان مأذونا ف ذلك‪ ،‬لننا طلبنا إليه أن ينظم‬
‫حروف الية ‪﴿ :‬إياك نعبد وإياك نستعي﴾ فضحك وقال‪﴿ :‬حت يأذن ل أب﴾‪ 1‬وهي‬
‫ظاهر الدللة ف الستئذان‪.‬‬
‫وللبهنة على صدق ما نقول اقرؤوا مقدمات القصائد التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬خاتة المداح حيث يقول‪:‬‬
‫»‪ . . . .‬وذلك لا أطلعن ال الكري ومّن عليّ بفهم بعض البعض من معان قوله‬
‫تعال ماطبا ف حضرة قدسه بكلمه لبيبه العظم سيدنا ممد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪﴿ :‬ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم﴾‪ ،‬وكانت معانيها كما قال‬
‫سلطان الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم لسيدي ممد البوصيي رضي ال عنه‬
‫ف وصف معان القرآن العظيم حيث قال‪:‬‬
‫وفوق جوهره ف السن‬ ‫لا معان كموج البحر ف‬
‫والقيم‬ ‫مدد‬

‫ولقد صدقت هذه الكلمة الطيبة ف جيع القرآن العظيم‪ ،‬ول سيما ف هذه الية‬
‫الكرية الت بّين فيها سبحانه وتعال حقيقة ما آتاه وأعطاه بحض فضله وجوده كرمه‬
‫لرسوله وحبيبه سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم من التفضيل على جيع أهل حضرة قربه‬

‫‪ - 1‬سورة يوسف من الية ‪.80‬‬


‫‪153‬‬
‫‪154‬‬

‫من القربي والكابر من اللئكة القربي والرسل الكرام صلى ال على نبينا وعليهم‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ولقد كان ما يزيد التدبر التبصر لذه الكرية عجبا وحية ف حق هذا الرسول‬
‫العظم والنب الكرم وماله عند ربه من مقام ﴿قاب قوسي أو أدن﴾ كون عدد‬
‫حروفها ثانية وثلثي )‪ (38‬حرفا على قوة عدد آيات سورة )يس( الت هي قلب‬
‫القرآن كما ف الديث الصحيح‪ ،‬وهي ثلث وثانون )‪ (83‬وذلك على قوة ثانية‬
‫وثلثي‪ ،‬فافهم‪ .‬وكلماتا سبع على عدد آيات فاتة الكتاب الت هي السبع الثان‬
‫بعينها‪ ،‬ومفرداتا ثان عشرة )‪ (18‬على قوة تسعة وتسعي )‪ (99‬عدد أساء ال السن‬
‫وغي ذلك من متضمنات هذه الية الكرية‪ ،‬وقد وقفت عن حقيقة فهمها أكابر الرسل‬
‫العظام والقربي من اللئكة الكرام«‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ما أعجزت بالعقل كل مفّكر‬ ‫»ولقد« أرتن والله مبصّري‬
‫لعانه بصر القوي التبصر‬ ‫لات برق موهنا متخطف‬
‫مددا زواجر إذ طمت بتدبر‬ ‫قامت لنا منها دلئل دونا‬
‫أبدا تنّور كل قلب مبصر‬ ‫دامت من الزل القدي لسرمد‬
‫رسل الكابر‪ ،‬وقفة التحّير‬ ‫آياته الكبى الت عن فهمها الر‬
‫من رتبة أعلى وحظ أوفر‬ ‫صص دونم‬ ‫العظم الروح الخ ّ‬
‫شر‬‫من دون عشر ما هناك مع ّ‬ ‫تلفى مراتبه الل فوق العلى‬
‫شس الوجود‪ ،‬ونور كل‬ ‫ياسي طه أحد وممد‬
‫*‬
‫منّور‬ ‫*‬
‫*‬ ‫باء الوجود ليائه وبه انتهى‬
‫كل الوجود بسره‪ ،‬وبه دري‬ ‫سمات لذي اللل ممد‬ ‫عي ال ّ‬
‫* وهو الميد فحاز كل الفخر‬ ‫أكرم به وبا له من سؤدد‬
‫عند الهيمن للسوي ل يؤثر‬ ‫*‬

‫‪154‬‬
‫‪155‬‬

‫*‬ ‫أعظم به من شافع ومشفع‬


‫والناس ف فزع وخطب أكب‬ ‫لذ اللئق جلة بنابه‬
‫أسرى البليا كّل هول أخطر‬ ‫قول النب أنا ذا لا فأنا لا‬
‫للمذنبي من اكب للكب‬ ‫رّدوا له شرف الشفاعة بينهم‬
‫فأقامها أهل لهل الضر‬ ‫أفل ترى ف الذكر من يطع‬
‫* ل فقد أطاع ال فافهم واقدر‬ ‫الرسو‬
‫تر ما ترى أعلى هناك بحضر‬ ‫أخلص لربك صادقا ف حّبه‬
‫*‬ ‫*‬
‫وعظيمها القرآن للمتكب‬ ‫يا أيها الؤتى الثان سبعها‬
‫هذه البضاعة من ذليل أفقر‬ ‫من إليك وسيلة لذرى الن‬

‫‪ – 2‬نفحة النان حيث قال‪:‬‬


‫»وعدد حروف هذه الية ثلثة وثانون )‪ (83‬وفق أي سورة )يس( الت هي‬
‫قلب القرآن الكري‪ .‬وفيها غي ذلك من ضنائن السرار‪ ،‬وخبايا النوار«‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ولدا فاتا وختما مكينا‬ ‫كان من قبل والدا وأخيا‬
‫حيث ما كان كائن مستبينا‬ ‫رحة ال عينها للبايا‬
‫منه خلقا كنـزا لديه مصونا‬ ‫مّد ظلله الوجود جيعا‬
‫كان من نوره الوجود مبينا‬ ‫نشأة للله بادئ بدء‬
‫عالا ما هناك علما يقينا‬ ‫أول النبيا وآدم طي‬
‫وهو ل أول العابدينا‬ ‫بارك ال منه فيه عليه‬
‫وانتهاء ساته ياسينا‬ ‫نور كل الوجود منه ابتداء‬
‫عنده عون ما أتى مستهينا‬ ‫يأمن الستجي من خوف ذنب‬
‫فاسه كان باسه مقرونا‬ ‫أحد اسا والمد ل خلقا‬
‫*‬

‫‪155‬‬
‫‪156‬‬

‫*‬ ‫*‬
‫مشتك أشكه وصن تصينا‬ ‫يا شفيعا للمذنبي أتاكم‬
‫وبطه ممد ياسينا‬ ‫رب ال ل شريك له ب‬
‫زخرفت ل قصورها تزيينا‬ ‫مرتعي رياض جنات حب‬
‫ف رواحي ومدلي ل يقينا‬ ‫نصب عي الفؤاد خي أنيسي‬
‫فرحات لنا به تطبينا‬ ‫ما صفا ل من دونه العيش يوما‬
‫من مزايا تزايدت ل فنونا‬ ‫نلت ما ل ينله غيي سبقا‬

‫‪ – 3‬موجة الضم‪ ،‬حيث قال‪:‬‬


‫»وعدد حروف هذه الية تسعة وتسعون )‪ (99‬وفق عدد أساء ال السن‬
‫وكلماتا أربع وعشرون )‪ (24‬عدد حروف كلمت الشهادتي‪ ،‬وصلة الفاتح لا أغلق‪،‬‬
‫وعدد ساعات الليل والنهار« ومنها‪:‬‬
‫»إن أصحاب النة اليوم« بشرى جاوزت للعقول حّدا وطورا‬
‫للنب أول ياطب باقرا‬ ‫نبأ جاءنا من ال وحي‬
‫ـله‪ ،‬واستغن باسه لك ذكرا‬ ‫أطلق القول إنه خي خلق الـ‬
‫وعلى الل أرفع الناس قدرا‬ ‫صل رب عليه أزكى صلة‬
‫ـمده حامد ويشكر شكرا‬ ‫حد ال ربه قبل أن يـ‬
‫فاتح خات النبيئي طّرا‬ ‫أكرم العالي خلقا وخلقا‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫هم نار وشارق منه ذّرا‬ ‫هو شس الوجود نور سناهم‬
‫من عل مطلقا لديه وأدرى‬ ‫أعلم اللق بالله وأعلى‬
‫د إل ال كان دنيا وأخرى‬ ‫لو الصطفى وأجود من جا‬
‫فانيلوا الفاز سرا وجهرا‬ ‫ّيم اللق ساحة الود منه‬
‫حرا‬
‫ـل ومن بعد بّر َبّرا وَب ْ‬ ‫وهو السّيد الشفع من قبـ‬

‫‪156‬‬
‫‪157‬‬

‫من علوم ومن على حيث قرا‬ ‫ما لكل النام فردا وزوجا‬
‫نقطة ذاك ما لم منه يرى‬ ‫*‬ ‫ف جناب اليط ل إل‬
‫*‬ ‫*‬
‫كّل ما ل نفائسا لك شكرا‬ ‫هاك من – إذ ذقت ذوقي حبا‬
‫ما أرّجيه كالبة ذخرا‬ ‫ما لنا عند ال فرضا ونفل‬
‫ما به سقيه العّلل خرا‬ ‫وصب القلب ل يداويه إل‬
‫مثل من ف توّهم يتحّرى‬ ‫أفمن كان عنده بّينات‬
‫أّن ل ف مديح أحد ذكرا‬ ‫ججا وابتهاجا‬ ‫زاد قلب تب ّ‬
‫قبل أن يلق اللئق طرا‬ ‫وهو ذاك البيب ل حدا‬
‫ذاته مّنة من ال كبى‬ ‫أقدم القدمي ل حدا‬
‫*‬
‫بّره الستفاض ين ويسرى‬ ‫جّل قدرا وعّم برا وبرا‬
‫*‬ ‫*‬
‫كان للحق ناصرا منه نصرا‬ ‫هو نور الكوان طلسم حق‬
‫أو شفى عّلة با ضقت صدرا‬ ‫*‬ ‫ما صفت دونه العيشة ك ّ‬
‫ل‬
‫إنه الق ما قدرناه قدرا‬ ‫فمن الق أن يقال بّق‬
‫*‬ ‫*‬
‫عبد سوء أتاك يشتك ضرا‬ ‫أنت يا عي رحة ال إن‬
‫ورؤوفا عند الشدائد مدرى‬ ‫*‬ ‫كنت فينا مشّفعا وأمينا‬
‫من ثناء‪ ،‬فالوزر أنقض ظهرا‬ ‫تبت ل ما مضى لسواكم‬
‫*‬ ‫*‬
‫سيما إن يكن مقامي قبا‬ ‫*‬ ‫أنت ل ف الياة أنت الرّجى‬
‫حاش ل أن نلقى ضيا‬ ‫فاسأل ال أنت ما شئت تعطى‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫نّورن ل واشرح إل ال صدرا‬ ‫نور عين وشرح صدري أنتم‬

‫‪157‬‬
‫‪158‬‬

‫*‬ ‫*‬
‫مصطفاك البيب ل عي بشرى‬ ‫َرّبَنا َرّبَنا القلوب بطه‬

‫‪ – 4‬علوة اللوات حيث يقول‪:‬‬


‫ـهادي إليه بتوحيد له صمدا‬ ‫ممد أحد الود حامده الـ‬
‫من عبقر أريّي كلما انفردا‬ ‫ب مرسل عرب‬ ‫أكرم به من ن ّ‬
‫معن وف كونه ذاتا له حدا‬ ‫تقدم المد حد ال ف أزل‬
‫ـمول قديا على َمْن َرّبُه عبدا‬ ‫قّدره ما شئت عبدا كان سّوده‬
‫تده سيدهم حقا ومعتمدا‬ ‫الـ‬
‫ف مطلق الكون ناميهم ومن جدا‬ ‫در ف العوال عاليها وسافلها‬
‫له من ال عبدا حامدا وهدى‬ ‫ما شّذ خردلة عن حكمه أبدا‬
‫*‬
‫*‬ ‫من أجله خلق الكوان تكرمة‬
‫أرجى وأعظم ما ل لديك جدا‬ ‫*‬
‫أشكو إل ال حال وهو ل شهدا‬ ‫يا ال رحتك العظمى الت سبقت‬
‫للمخلصي‪ ،‬وكّل الي قد فقدا‬ ‫كم ليلة بّتها والناس ف رقد‬
‫خل عن الصدق والخلص مبتعدا‬ ‫واها لذي غفلة مثلي يؤمل ما‬
‫إل على أحد ل يعلم الصددا‬ ‫يرجو ويأمل فضل ال ل عمل‬
‫* ذنب يزيد على بر طمى زبدا‬ ‫هذا‪ ،‬وحال ل يفى على أحد‬
‫*‬ ‫دع ذا وذلك فضل ال أوسع من‬
‫با مقاما له ل يعطه أحدا‬ ‫*‬
‫يظفر بغاية ما يبغي له رغدا‬ ‫﴿إنا فتحنا لك﴾ الول يعّلمنا‬
‫طه البيب فمن جا للله به‬

‫ويقول ف )غاية الرب ف مدح خي العرب(‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫‪159‬‬

‫وملى السامي والصفات العلّية‬ ‫ممد عبد ال خي البّية‬


‫وخات رسل ال من خي ملة‬ ‫رسول أمي الوحي أول عابد‬
‫ومن جوده كّل الوجود برّمة‬ ‫إفاضة نور ال ظل وجوده‬
‫به عرف الول الليل برحة‬ ‫وهو الكنـز ل يعرفه غي إله‬
‫شفيعا لم بالنور من أيّ ظلمة‬ ‫مراد إله الناس ف اللق وحده‬
‫فأوجدهم من نور سر القيقة‬ ‫أجل‪ ،‬عدما كانوا شئونا من العمى‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫جهارا فل أخشى مبالغ لومة‬ ‫أحاول قدر الوسع كون خديه‬
‫على أي حال كان أغن وسيلة‬ ‫شفاعته العظمى ضمانته لنا‬
‫سواها أرّجيها بفوز وقنية‬ ‫فما ل ف الدارين – وال شاهدي‬
‫لنا حسن ظّن فيه مقبول خدمة‬ ‫‪-‬‬
‫ك وفدية‬‫أسي أسيا دون ف ّ‬ ‫فما الشأن نظمي فيه مدحا وإنا‬
‫بلب ودفع ف رجاء وشدة‬ ‫فهذا‪ ،‬وإن ل أزال متيما‬
‫أمامي مقبول لديه بدمة‬ ‫على غيه صّليت من جنازة‬
‫سنا كرم المدوح أوفر حظوة‬ ‫سبقت له بالدح غيي أرى‬
‫* إل جوده الفّياض من غي فترة‬ ‫يؤملن ما فوق سؤل من من‬
‫*‬ ‫ي فقر وذل وفاقة‬
‫أمد َيَد ْ‬
‫وأشفق أم للوليد بعطفة‬ ‫*‬
‫بدا ل حقا منك بالغ قّوة‬ ‫أيا سيد الكوني أرحم راحم‬
‫بستر عيوب النفس غفــران زلت‬ ‫مت ما بدا ل ضعف حول وقوت‬
‫مع الهل والولدان من كل شيعت‬ ‫مرادي ف الدارين عفو العفو ل‬
‫أصّلي على الختار خي البّية‬ ‫وأن يري اللطاف ف كل حالت‬
‫مع الل والصحاب من خي أمة‬ ‫عميما بم دنيا وأخرى وبرزخا‬
‫أت صلة حق مقدار قدره‬

‫‪159‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ – 5‬يقول ف نظم حروف الية ﴿نون والقلم وما يسطرون﴾‪.‬‬


‫»‪ . . .‬وبعد‪ :‬فهذه أبيات مباركة للعبد الفقي إل رحة ربه تعال ابن عباس صل‬
‫التجان أمنه ال ف هذه الدار وف دار التهان ضمن حروف آية من أول سورة"ن والقلم‬
‫وما يسطرون" على طريق البسط الرف )نون – واو – ألف – لم – قاف – لم –‬
‫ميم – واو – ميم – ألف – يا – سي – طا – راء – واو – نون( أربع كلمات ف‬
‫ستة عشر حرفا دون البسط‪ ،‬وف بسطها خسة وأربعون حرفا على وفق طبع الثلث‬
‫الغزال رحه ال‪ ،‬وقد قال الققون من أهل ذلك الفن إنه هو عي السم العظم‪ ،‬فال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقد تضمنت من السرار اللية والصوصية الربانية ما ُيحجم القلم عن رقمه‬
‫ويكل اللسان عن نطقه‪ ،‬ويل عن ظهور الوراق ظهورها لستحالة إعطائها حق مقدار‬
‫قدرها‪ ،‬وقد قال تعال ول يزل قائل‪﴿ :‬ما قدروا ال حق قدره﴾ صدق ال العظيم‪.‬‬
‫ث إن والمد ل تعال على نعمه الوافرة وألطافه الترادفة الدينية والدنيوية السية‬
‫والعنوية الظاهرة والباطنة لا أطلعن ال بسابق رحته‪ ،‬وسابغ نعمته وشرح صدري‬
‫بتيسي أمري من كل عسر ألمن بتوفيق وعناية منه سبحانه على أن أنظم بطريقة الشكر‬
‫ل‪ ،‬والبة ف رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه البيات الت كل بيت منها أوله مبدوء‬
‫برف من حروف الية على طريق البسط كما تقدم ذكره«‪ .‬قال فيها‪:‬‬
‫»إّياه« غاية ما يعن به الفان‬ ‫نار البة أم ذي نور عرفان‬
‫له »فب عرفون« جل من شان‬ ‫وهو الراد بقول ال جل جل‬
‫ظل الوجود القدي الواحد‬ ‫نور من النور نور الق طلعته‬
‫الثان‬ ‫وذاك منه إليه الق فيه به‬
‫فافهم كلما دقيقا تت برهان‬ ‫أعظم به من عظيم قدره وبا‬
‫مقداره عّم خطبا قلب حيان‬ ‫واها بأعظم من كنز الكنوز‬
‫مطلسم الق يأب غي كتمان‬ ‫ومن‬

‫‪160‬‬
‫‪161‬‬

‫عي اسه ذاته ما إن له ثان‬ ‫إفاضة ال ملي نوره الزل‬

‫وقد أبدى الشيخ عباس اهتماما خاصا بالية الكرية ﴿ولسوف يعطيك ربك‬
‫فترضى﴾‪ 1‬الت نظم حروفها ثلث مرات كما ذكرنا سابقا‪ .‬بدأ الول بقوله‪:‬‬
‫وعلى كل ما يشاء قدير‬ ‫وهو ال ل سواه كبي‬
‫غيه العال السميع‬ ‫ل إلا بالق يعبد حقا‬
‫البصـي‬ ‫سبحت يا له السماوات‬
‫ض وما فيهما العلّي البي‬ ‫والر‬

‫ومطلع الثانية‪:‬‬
‫رتبا فترضى أيها الختار‬ ‫ولسوف يعطي ربك الختار‬
‫جّلت وليس لدها مقدار‬ ‫لك ما تشاء مواهبا من عنــده‬
‫فينا‪ ،‬وأنت الصّيب‬ ‫سل ما تشا واشفع فأنت مشّفع‬
‫الدرار‬

‫والثالثة الت ل ترد ف الزء الاص نوردها كاملة ف الت‪:‬‬


‫و»فب« إل أكوانه يتعرف‬ ‫وَعَد الكري فوعده ل ُيخلف‬
‫خلق اللئق ما يشا يتصرف‬ ‫ل من إله ف القيقة غيه‬
‫فضل لن شا دائما يتعّطف‬ ‫سبحانه اللق يعطي ما يشا‬
‫أول قضى ما إن له من يردف‬ ‫وفق الشيئة ل معقب حكمه‬
‫ف ملكه‪ ،‬وله الامد تؤلف‬ ‫فردا تفّرد ل شريك له با‬
‫فضل على كل اللئق يعطف‬ ‫يعطي الزيل لعبده حت ارتضى‬
‫إنسا وجنا خي عبد يألف‬ ‫عبد صفى ل سيد كلهم‬
‫ف خلقه هو أحد هو ألطف‬ ‫ب الصطفى وأمينه‬
‫طه الن ّ‬

‫‪ - 1‬سورة الضحى الية ‪.5‬‬


‫‪161‬‬
‫‪162‬‬

‫ل قبل الكون ذاتا تشرف‬ ‫يس سر الكون أول عابد‬


‫بي الوجود ومظهر يتعرف‬ ‫كاف ها لخر لفظه علم له‬
‫أرضى عطاًء ها ثاَرك تقطف‬ ‫رب الكلم أكرم الكرما له‬
‫أسرى به ليل إليه فُيشَرف‬ ‫بلغ انتها علّو لعبد رّبه‬
‫بر العقول جللة ل تؤلف‬ ‫كبى ليات العلّي ُيريه ما‬
‫بي اللئق واحدا يتصرف‬ ‫فاضت بار خصائص انفردت له‬
‫لشقاوة سبقت ومنها ُيصَرف‬ ‫تبت يدا متقاعد عن نيله‬
‫قدر ومقدار له ل ُيعَرف‬ ‫رضي البيب من البيب عطاء ما‬
‫عمت‪ ،‬ودين من سواها‬ ‫ب الكدى شهدت له برسالة‬ ‫ض ّ‬
‫يقذف‬ ‫أزكى الصلة مع السلم تسرمدا‬
‫أبدا عليه ودائما تتألف‬

‫نار الربعاء منسلخ ربيع الثان عام اثني وأربعمائة وألف هجري الوافق ‪24‬‬
‫فباير ‪1982‬م‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪163‬‬

‫ثالثا‪ :‬الزء الثان‪) .‬سبل السلم ف مدح وارث خي النام(‬


‫ويتوي على ألفي وأربعمائة وستي )‪ (2460‬بيتا ف ستي )‪ (60‬قصيدة وما‬
‫زال مطوطا يصّور ويتداول بي الناس‪ ،‬وأطول قصيدة فيه )نزهة الريد ف مدح شيخنا‬
‫الفريد(‪ ،‬مسمط الّرجز أي من الربعات الاوية على ‪ 248‬بيتا الت مطلعها‪:‬‬
‫لذي البقاء الصمد‬ ‫حدا دوام البد‬
‫ي الحـد مبدي الشئون‬ ‫الواحد ّ‬
‫البتدي‬

‫وباعتبار كل شطرين بيتا يكون عدد أبيات القصيدة ‪ 596‬فيتفع عدد أبيات‬
‫هذا الزء إل ألفي وتسعمائة وثانية وخسي )‪.(2958‬‬
‫وتلي نزهة الريد ف الطول دالية كوناكري الواقعة ف ‪ 155‬بيتا ومن مطلعها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ووجد أقاسي لذعه التوّقدا‬ ‫تأّوبن لف وهّم تردا‬
‫‪2‬‬
‫لطب دهان إذ سعت فجاءة ُغدافا يقول الّي رحلتهم غدا‬
‫‪3‬‬
‫بار الوى ف الكشح والقلب هّيدا‬ ‫فهّيم لّبي قوله وبا طمى‬

‫وبعدها الدر النظوم ف مدح الات المدي الكتوم‪ ،‬وعدد أبياتا ‪132‬‬
‫ومطلعها‪:‬‬
‫كيف ترجو مقامك الولياء وانتهاء لم لديك ابتداء‬
‫كلهم يستمد من بر فضل لك أعطاك فاعل ما يشاء‬
‫قيل فيكم ما لبن داود هذا لك منا فامنن أو امسك‬
‫عطاء‬

‫‪ - 1‬تأوبه‪ :‬أتاه ليل‪ .‬اللهف ‪ :‬الزن والتحسر‪ .‬ترد‪ :‬عتا‪ .‬الوجد‪ :‬الزن‪ .‬اللذع‪ :‬الرق‪ .‬التوقد‪ :‬شديد الشتعال‪.‬‬
‫‪ - 2‬الطب‪ :‬المر العظيم‪ .‬الغداف‪ :‬الغراب السود‪.‬‬
‫‪ - 3‬طمى‪ :‬ارتفع‪ .‬الوى‪ :‬الزن‪ .‬الكشح‪ :‬ما بي الاصرة إل الضلع‪ .‬هّيده‪ :‬أفزعه‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫‪164‬‬

‫وهذه القصائد الثلث من الفرائد الطول الت ل يود با الزمن إل نادرا‪ .‬والشيخ‬
‫عباس رضي ال عنه ف هذا الزء يدح مولنا وشيخنا أبا العباس أحد التجان رضي ال‬
‫عنه وأرضاه وعنا به آمي‪ ،‬البزخ الختوم الذي اختفى ف ظهوره النسان‪ ،‬وتلى ف‬
‫اختفائه الولوي يؤكد أنه القطب الكتوم حقا بشيئة ال تعال وقدرته‪ ،‬وكلمة )الكتوم(‬
‫معبة للغاية‪.‬‬
‫وشيخنا عباس رحه ال‪ ،‬الذي يسجل ف غي ما مكان من قصائده – كما مر –‬
‫أنه وليد روح سيدنا الشيخ الكتوم‪ ،‬ووريث سره يتحدث عن ذلك الب الروحي‬
‫بأسلوب عرفان قد يستغلق حت على أعرف العارفي‪ ،‬علوة على كون إنتاجه كثيا‬
‫جدا‪ ،‬جيد السبك‪ ،‬رائع النسج‪ ،‬متنوعا ف وحدته‪ ،‬متحدا ف تنوعه‪ .‬وأنا – أيها القصي‬
‫الباع – أحاول أن أقدم إليكم هذا الزء الرائع من الدب العرب التجان السنغال‪ ،‬وإن‬
‫كنت ل أمّيز الغث من السمي‪ ،‬لكن أستمد من فيوضات أب الفيوض الواهب سّيي ما‬
‫يوفقن إل الصواب والسداد‪.‬‬
‫ل أن ألص فكرة الشيخ عن سيدنا الشيخ رضي ال عنهما ف كلمة‬ ‫ولو طلب إ ّ‬
‫قصية لقلت‪ :‬إنه كان يرى أن الشيخ أحد التجان هو قطب الرحى الذي يدور حوله‬
‫دوران العال‪ .‬وقد ذهبت به هذه النظرة الشمولية إل أنه كان ف بدء قرضه الشعر ل‬
‫يستطيع إل أن يدح شيخنا التجان رضي ال عنه‪ ،‬ول يكن يفرد لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسل مدحا خاصا به‪ ،‬لعتقاده أن الدائح التجانية هي الدائح النبوية نفسها‪.‬‬
‫والريد الصادق الرتبط بشيخ وارث يب أن يعتقد ف شيخه أنه وارث رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬لذلك اتذه شيخا‪ ،‬وفهم هذا المر يسي ﴿لن كان له قلب أو ألقى‬
‫السمع وهو شهيد﴾‪ ،1‬وقد ظل هكذا قرابة عشرين سنة‪.‬‬
‫وقد لحظ عليه أحد الشرفاء الكشوف عليهم‪ ،‬العارف بال سيدي طاهر رضي‬
‫ال عنهما أنه يب أن يفرد لسيدنا الوجود قصائد حي أنشده نونيته الت يقول فيها‪:‬‬
‫ليس فيه لغيه من مكان‬ ‫ب شيخي التجان‬ ‫مل القلب ح ّ‬

‫‪ - 1‬سورة ق الية ‪.37‬‬


‫‪164‬‬
‫‪165‬‬

‫حّله الوجد موقد النيان‬ ‫ل ترى صاح موضعا فيه إل‬


‫فادع غيي ما ل بذاك‬ ‫داعي الب ف جناب سواه‬
‫يدان‬ ‫هل يصح السيفان ف الغمد أو هل‬
‫ريء شخص ف جوفه قلبان‬ ‫قد تفانيت ف هوى الشيخ حت‬
‫أنن بعد ما تفانيت فأن‬ ‫وتصامت عن ندا الغي حت‬
‫صك عما لغيه الذنان‬ ‫وتعاميت عن جال سواه‬
‫ل ترى حسن غيه العينان‬ ‫إن تقل‪ :‬كيف ذا ؟ وأين هوى من‬
‫أفضل اللق سيد الكوان‬ ‫وشفيعي ف البدء والعود‪ ،‬قلنا‬
‫عي هذا‪ ،‬ما إن ها شيئان‬

‫قال له سيدي طاهر‪ :‬الق معك‪ ،‬لكن ل بد من إفراد قصيدة لفضل اللق ومن‬
‫ساعتها بدأ ينظم له طرائف القلئد يزاوج بي سية الشيخ الذاتية‪ ،‬وحقيقته الباطنة‪،‬‬
‫ويغلبها بالفعل مترعا لا الصور البيانية الرائعة والساليب الشعرية الميلة‪ ،‬ويتوغل ف‬
‫العان الدقيقة حت يبدو مبهما بعض البام الواضح‪ ،‬وقد يوضح معن معينا توضيحا‬
‫يقربه إل غموض مقصود‪ ،‬استمعوا إل البيات التالية‪ ،‬وقولوا ل بعد – با تشعرون‪،‬‬
‫وماذا تفهمون؟‬
‫كفان القطب أحد عن سواه وغيي غي أحد ما‬
‫كفاه‬

‫ولست أعتقد أن هناك بيتا واحدا أخصر عبارة‪ ،‬وأوضح تعبيا من هذا البيت ف‬
‫الدللة على الكتفاء بمدوح يغن عن سواه‪ ،‬ول يستغن عنه غيه ف هذه الدلية‬
‫السهلة القنعة‪.‬‬
‫وهل سعتم تصويرا أبي ف الوازنة بي أفراد كيان واحد من هذين البيتي‪:‬‬
‫يكن ساقها والولياء‬ ‫فإن ترغيبا للولية دوحة‬

‫‪165‬‬
‫‪166‬‬

‫غصون‬ ‫وإن هي جسم كان بالق‬


‫تدبر ما للجسم وهو رهي‬ ‫روحه‬

‫وقد اخترع الشيخ عباس رضي ال عنه أخيلة أدبية جديدة كل الدة ف تاريخ‬
‫الدب التجان‪ ،‬وسبق إل أفكار ف منتهى العلو‪ ،‬ل ينته إل علمنا أن أحدا سبقه إليها‪.‬‬
‫ومن يطلع على )سبل السلم ف مدح وارث خي النام( ير من ذلك ناذج معبة‪ .‬ول‬
‫أدري كذلك أن أحدا من ساداتنا أهل السند خلفاء الشيخ على البسيطة صرح وسجل‬
‫ف تراث خالد أنه وليد روح الشيخ أحد التجان‪ ،‬ويتحدث عنه بالدب‪ ،‬ويناديه بيا‬
‫أب‪ ،‬ويعلن لكل من يريد أن يسمع أو يرى أن له ف ذلك أدلة ل تقبل الدال والكابرة‪.‬‬
‫قال ف قصيدة مؤرخة بيوم السبت العاشر من جادى الخية عام ‪ 1384‬الوافق‬
‫مدى الدهر يا فوز الذي التم‬ ‫كفان أبو العباس فخرا أفاخره‬
‫ناصره‬ ‫فكون وليد الروح حقا وسره‬
‫يين ف ال من ل يشاكره‬ ‫تبي ل والمد ل وحده‬
‫حقيقة ذا‪ ،‬والفاعل ال قادره‬ ‫لقد كان قبل اليوم ظنا ول به‬
‫دلئل صدق ل ترى من يكابره‬ ‫فأصبح ل علما يقينا مققا‬
‫فمن شاء فليؤمن‪ .‬ومن شا يناكره‬ ‫فلله منشي اللق ف اللك ما‬
‫فيختص بالفضل الذي شاء ناشره‬ ‫يشا‬
‫يرى جائزا نو الال يسايره‬ ‫فمنكر فضل ال ُيْؤَتى لعبده‬
‫يروه بال كان فيمن يعاصره‬ ‫وذلك أن الفضل غي ذويه ل‬
‫عليه دليل ل له من يناصره‬ ‫فإنكار أعمى نّيرا شس ضحوة‬
‫بنعمته العظمى‪ ،‬وقد جل آمره‬ ‫فهذا بمد ال من تّدثا‬

‫وشيخنا التجان متنكر بتعرفه إل الناس‪ ،‬كما أنه حجاب كشاف للحجب‪،‬‬
‫وذلك سر ل يصل إليه ذكاء الذكياء‪ ،‬ول نبوغ النبغاء‪ ،‬استمعوا إليه ف فائيته الرائعة‬
‫الت نظمها وهو ف الثامنة والثلثي من عمره‪ ،‬والت حصل با على مفتاح القطبانية‪:‬‬

‫‪166‬‬
‫‪167‬‬

‫بي الورى متظاهرا بتلطف‬ ‫سّر سرى متنكرا بتعرف‬


‫قصد الّد صوارف التكشف‬ ‫ت عليه‪ ،‬ول إليه بيلة‬
‫ضِرَب ْ‬
‫ُ‬
‫من عرف مسكته الريج التلف‬ ‫أعيت عقول ذوي العقول‬
‫عجبا بضمر ذاته التعرف‬ ‫روائح‬
‫ـه سوى التحي ف مضّل‬ ‫قد كان ذاتا عينه نفس اختفا‬
‫موقف‬ ‫ما إن يزيد لنا التظاهر منه فيـ‬
‫إل على حكم اختفا التكيف‬ ‫عي الفا‪ ،‬ما إن تظاهر معلنا‬
‫فيه التوقف عن سبيل تشوف‬ ‫فالرأي من أهل القيقة حية‬
‫خلف الستور تفضل بتعطف‬ ‫إل سبيل كان منه إليه من‬
‫بل عينه ذات الصون الختفي‬ ‫وهو الصان لسر مكنون العلي‬
‫ذاتا‪ ،‬فدع ف القول ما ل يعرف‬ ‫من عي )هاء( قد تنشأ عينه‬
‫بصفاته عّرفت أم ل تعفر‬ ‫فالذات أمست ذاته وصفاته‬
‫فالقول قول‪ ،‬والسوى بتعسف‬ ‫إن قائل يوما يقول لغي ذا‬

‫ويعمق العن نفسه ف إحدى بائياته مستعمل فلسفة قد يصعب إدراكها من‬
‫القاصرين لكنها واضحة مقبولة للمتأمل يقول فيها عن الشيخ أحد التجان رضي ال‬
‫عنه‪:‬‬
‫فإن تعجب فحسبك من عجاب حجاب عينه كشف الجاب‬
‫بأخفى ما يكون خفي باب‬ ‫تصّدى للظهور على ستور‬
‫تبّدى من وراء ورا النقاب‬ ‫فتعرف جاهل ما كان منه‬
‫بهل منه ف أي انتساب‬ ‫فعارفه القر بكل وجه‬
‫على الفاش ينصب باقتراب‬ ‫كشمس ف الظهية يوم صحو‬
‫كمال الس من وهج‬ ‫فأوفر حظه منها دواما‬
‫الشهاب‬ ‫فإن يرغب بأكثر منه دركا‬

‫‪167‬‬
‫‪168‬‬

‫أبت عنه البلة من طلب‬

‫وياطب سيدنا الشيخ سر السرار ماطبة لطيفة يصرح له فيها بنظرته‬


‫الستقطابية فيه كما ف قصيدته الدر النظوم حيث يقول‪:‬‬
‫أسقيت من سيولا النواء‬ ‫ض بورا‬ ‫يا أبا الفيض والفي َ‬
‫لك أهديت نعم ذا الهداء‬ ‫كل نفسي قلب وعقلي وروحي‬
‫من شذاها تضّوع الرجاء‬ ‫عّل من نفحة تب لديكم‬
‫ملؤه حّبكم وفيك الفناء‬ ‫فاح يوما نسيمها لقليب‬
‫أو بأمر من عنده النلء‬ ‫أو عسى ال أن يّن بفتح‬
‫فانلى من شعاعها الظلماء‬ ‫بزغت شسه فعم ضياها‬
‫نفي فقر‪ ،‬وكم با إغناء‬ ‫ف وكوفة منك نيل‬ ‫دأب ك ّ‬
‫عن قلوب يشينها الغشاء‬ ‫كشف كثف الجاب من كل‬
‫خاطري ف سواك أنت الغذاء‬ ‫َرْين‬
‫غيكم‪ ،‬أين غيكم وسواء‬ ‫ليس يلفي ول يكاد بال‬
‫فلك النطق كله إجراء‬ ‫إن رأينا فل نرى ف البايا‬
‫ما سواكم‪ ،‬هل ف سواكم‬ ‫أو سعنا فمنك أو نتكلم‬
‫غناء‬ ‫فبعهدي لكم حرام علينا‬
‫وله من عباده خلفاء‬ ‫ل‪ ،‬وكل فالمر ل حقا‬

‫وف قصيدة أخرى ياطبه هذه الخاطبة اللطيفة الهّذبة الرفيعة قائل‪:‬‬
‫يا راقبا فوق عرش الوليا عرجا‬ ‫يا قرة العي يا إنسان مقلتها‬
‫يا أيها البزخ الكتوم بدر دجى‬ ‫يا صاحب الفضل يا متوم سيدنا‬
‫يا طلعة السعد واقى قومك الرجا‬ ‫يا عي خي الدنا والدين منبعه‬
‫أمينه ف الورى يا فائقا درجا‬ ‫يا سّر يا ين يا ين المي‬
‫‪1‬‬
‫يا من غدا صحبه أصحابه السرجا‬ ‫ويـــا‬

‫‪168‬‬
‫‪169‬‬

‫خي الوسائل كاف من إليكم جا‬ ‫يا ابن الرسول الدى الادي لديته‬
‫ناف الضللة يا من كان باب نا‬ ‫يا غوث يا مستغاث العالي ويا‬
‫‪1‬‬
‫يا بغيت‪ ،‬منيت يا عدت الوحجا‬ ‫يا فاتا مغلق البيبان من نعم‬
‫‪2‬‬
‫فضل‪ ،‬وإل فمن ينفي بنا الزلا‬ ‫يا سيدي يا أبا العباس يا أملي‬
‫كن ل إليك بذب آخذا َرَسِني‬

‫وقد يلد بعض عبارات شيخنا‪ ،‬ويتخذه ذريعة لنظم قصيدة ف مدحه مثل قوله‪:‬‬
‫)روحي وروح النب هكذا وأشار بأصبعيه‪ :‬السبابة والوسطى( رضي ال عنه فقال الشيخ‬
‫عباس‪:‬‬
‫مددا وإمدادا‪ ،‬فخذ ذا‬ ‫روح النب وروح شيخي‬
‫الأخذا‬ ‫هكذا‬
‫للوليا‪ ،‬فسل البي القول ذا‬ ‫روح النب للنبياء وروحه‬

‫ويعرف ساداتنا الفضلء‪ ،‬وقراء الكتب التجانية وخاصة كشف الجاب أن رجل‬
‫رأى سيدنا الشيخ بعيدا على فرس‪ ،‬فقال ف نفسه‪ :‬التجان آية‪ ،‬فلما وصل شيخنا قال‬
‫له بكلمات مسموعة‪ :‬من آيات ال العظام‪ ،‬فتخليدا لذه الكرامة نظم الشيخ عباس‬
‫رضي ال عنه رائيته الفريدة الت نقتطف منها ما يلي‪:‬‬
‫من آي خالقه العظام من البشر‬ ‫إن التجان آية لن اعتب‬
‫لرأيت ذلك البصية والبصر‬ ‫إن كنت ل تر ما أقول فإنن‬
‫لعلى سواه بكل حكم معتب‬ ‫هذا‪ ،‬وحجة من رأى بي الورى‬
‫يد حاكم طول بإذن القتدر‬ ‫تتد من قاف إل قاف له‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪ - 1‬السرج جع سراج أي الصابيح‪.‬‬


‫‪ - 1‬الوحج‪ :‬اللجأ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الزل‪ :‬الزلق‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫‪170‬‬

‫خيا لغيك ف الوجود َفُيعتب‬ ‫يا شيخنا قطب الورى ما إن أرى‬


‫فلذالكم بي العوال أفتخر‬ ‫وعلى سواك جنازة صليتها‬

‫والنراط ف السلك التجان خصوصية يتص با ال من يشاء من عباده أي أنه‬


‫ليس مسألة اختيارية‪ ،‬وإنا هو قضاء ال وتوفيقه‪ ،‬فالنضمون إل التجانية متارون ف‬
‫الزل لذلك‪ ،‬والذين ينكرون عليها ويعارضونا قد صرفهم صارف الشقاوة عنها‪ ،‬كما‬
‫أن سائق السعادة هو الذي ساق السعداء إليها كما قال شيخنا التجان رضي ال عنه‪،‬‬
‫وتليدا لذا العن جعل التجانيي ل يقومون بالدعاية لطريقتهم نظم الشيخ عباس رضي‬
‫ال عنه قافية جيلة مطلعها‪:‬‬
‫ن من له التوفيق‬
‫للتجا ّ‬ ‫سائق الي ل يزال‬
‫ل يدانيه للجنان طريق‬ ‫يسوق‬
‫موصل للله طيب‬ ‫شر النتمي له بطريق‬‫بّ‬
‫عبيق‬ ‫فاح للدين إذ أتانا بورد‬

‫وذلك الوفق للنراط ف الطريقة الحدية الغراء يساق إل‪:‬‬


‫سّر ومن حيث فيض فاض أو‬ ‫حيث الواهب حيث النور حيث سرى‬
‫سال‬ ‫حيث الفضائل حيث الود حيث تقى‬
‫حيث العطايا وحيث الي حيث هـدى وحيث علم نفى ف الدين إضلل‬
‫حيث العناية تعطي الرء آمال‬ ‫حيث العارف حيث القرب حيث صفا‬
‫حيث الوارق حيث التدي نال‬ ‫وحيث للحب أهل ف مراتبه‬
‫وحيث أسبل منذ الربح إسبال‬ ‫وحيث خالص دين ال يطلب من‬
‫حيث الراتب تعظيما وإجلل‬

‫وقد تكلم الشيخ عباس عن التجان رضي ال عنه ف نسبه الشريف‪ ،‬وشكله‬
‫الظاهر‪ ،‬وحقيقته الباطنة‪ .‬فعن نسبه يقول ف نزهة الريد‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫‪171‬‬

‫إل الرسول العرب‬ ‫قدوتنا الهّذب‬ ‫ياسائلي عن نسب‬


‫شفيع كل معتد‬
‫كان المام ولدا‬
‫متار ابن أحدا‬ ‫ممد ابن أمدا‬
‫ابن السري ممد‬
‫سليل سال الكري‬
‫ذا نل سال الزعيم‬ ‫ابن أب العيد الصميم‬
‫نل الذكّي أحد‬
‫عبد الله ولدا‬ ‫وذاك نل أحدا‬
‫ابن علي ذي الندى‬
‫سليل من أضف إل الـ‬ ‫ذا القرم قله واشهد‬ ‫وذاك نل عباس‬
‫يعطي إلنا المل‬ ‫الجل‬
‫سليل إدريس العلي‬ ‫ـجبار عبد تسعد‬
‫إدريسنا الكّمل‬ ‫وذاك نل الفضل‬
‫سليل أحد الكي‬ ‫له منار السؤدد‬
‫ابن لزين العابدين‬ ‫سليل إسحاق الرزين‬
‫فخذ من سط الدرر‬ ‫نل التقي ممد‬
‫نفسا ذكية أغر‬ ‫كان يكّنى ذا البر‬
‫عبد الله النتقى‬
‫يفصل بالزبرجد‬
‫ذرى العال والتقى‬ ‫وذاك نل من رقى‬
‫سبط الرسول الؤتن‬
‫الكامل السّود‬
‫أعن الثن ابن السن‬ ‫ابن الكرم السن‬
‫مدرا الروب العبقري‬
‫نل ابن عمه الندي‬
‫مهلك أهل خيب‬ ‫علّي البشر‬
‫*‬ ‫*‬
‫ناهم سنا السيا‬ ‫مستأصل الكفر‬
‫الردي‬
‫*‬ ‫أبناء ختم النبيا‬
‫هو الن وعي سول‬
‫‪171‬‬
‫‪172‬‬

‫آباء ختم الوليا‬ ‫فأصلهم طيب الصول‬


‫أكمل كل أكمل‬ ‫َدَتْيِن أعلى فرقد‬
‫خي نب ورسول‬ ‫وفرعهم خي و ّ‬
‫ل‬
‫وْهو الشفيع ف غد‬
‫ل بال العلّي‬
‫وأفضل وأمد‬

‫وعن شكله الظاهر يصفه بقوله‪:‬‬


‫لناظر عن مب‬ ‫يب صدق الب‬ ‫كان َبَهاُء النظر‬
‫سيدنا السّود‬
‫ومشربا بالمرة‬ ‫فخما علّي المة‬ ‫كان عظيم اليبة‬
‫بياض ذاك‬
‫من كل فضل‬ ‫السـد‬ ‫على اعتدال‬
‫ثابت‬ ‫قد حاز كل غاية‬ ‫القامـة‬
‫‪1‬‬
‫مؤثل ملد‬
‫وكان كث اللحية‬
‫أكرم با من هيبة‬ ‫أبيضها من شيبة‬
‫جالا ل يشهد‬ ‫يرى بلو النطق‬
‫من حسنه الرونق‬ ‫وبالّيا الطلق‬
‫‪2‬‬
‫وعرفه الرّند‬

‫أما التجان ف بعض حقيقته الباطنة فهو‪:‬‬


‫وحضرة السلم والحسان‬ ‫أحد عي حضرة اليان‬
‫عي العناية وعي الّنة‬ ‫عي التقى والود عي الرحة‬

‫‪ - 1‬مؤثل‪ :‬أصيل‪.‬‬
‫‪ - 2‬العرف‪ :‬الرائحة‪ .‬الرند‪ :‬الطيب‪ .‬اليا‪ :‬الوجه‪ .‬طلق الوجه‪ :‬ضاحكه‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫‪173‬‬
‫‪1‬‬
‫عي السعادة وينبوع الل‬ ‫عي الزايا والكارم العلى‬
‫عي اليقي حقه عي الصفة‬ ‫عي الوصول عي حق‬
‫وسرها الكنون ف الذوات‬ ‫العرفة‬
‫وعي الساء وعي الذات‬

‫وهو أيضا‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس الولية ملي طلعة الذات‬ ‫»مكتومة ختمت بالعلم والّذات«‬
‫ل من بي آيات سنّيات‬ ‫ورمزها الية الكبى لعتب‬
‫عنها تّير أرباب الفتوحات‬ ‫كم دونا قطع أعناق الرحال وكم‬
‫فيه التحّير من ماض ومن آت‬ ‫مطلسم الّق علم الق غايته‬
‫»مكتومة ختمت بالعلم والّذات«‬ ‫فمبلغ العلم فيها أنا أبدا‬

‫ول يكن لثل الشيخ عباس أل يسجل حقيقة الطريقة التجانية‪ ،‬ويتحدث عن‬
‫فلسفة الورد التجان ف بسطته اللبة‪ ،‬ويبّين التجان القيقي بأسلوب رائع جذاب‪،‬‬
‫يقول ف العينية الذهبية‪:‬‬
‫طريقة شكر‪ ،‬وهو أخصب مرتع‬ ‫طريقتنا والمد ل وحده‬
‫ول لقام للتصدر أرفع‬ ‫فليست لنيل الاه تكسب والغن‬
‫وليست لكشف الغيب للمتطلع‬ ‫ول لكرامات برق عوائد‬
‫توّقف سي ف صفات الشّفع‬ ‫ولكن لتطهي وتصفية بل‬

‫ث يواصل مبينا فلسفة اللزم التجان بقوله‪:‬‬


‫عقول الطّباء الصحيحي التضلع‬ ‫فإن أعضلت أدوا الديانة حّيرت‬
‫فل شيء أرجى من تشبث ذي الضـن بذي العروة الوثقى مدي‬
‫التضعضع‬ ‫فما ِهْي سوى الورد الصحيح انتسابه‬
‫‪ - 1‬الل‪ :‬النعم‪.‬‬
‫‪ - 2‬ختمت هنا مبن للمفعول‪ .‬وف البيت الامس مبن للفاعل‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫‪174‬‬

‫إل الصطفى الدعّو للمتشّفع‬ ‫فل طب كاستغفار ذي الرم ربه‬


‫على ندم فيما مضى التقّلع‬ ‫ول وصلة مثل الصلة على النب‬
‫إل ال وال العفو للمتضرع‬ ‫ول يكسب الرء الخلي تلّيا‬
‫كتوحيد رب ذي الجابة إذ دعي‬

‫أما التجانيون القيقيون فهم‪:‬‬


‫حقيقة وْهَي منها لب مرتاد‬ ‫قوم عدول فلم تظلم شريعتهم‬
‫إعطاء كل مقام حقه البادي‬ ‫والعدل معناه ف سّر وف علن‬
‫التفريط ف الدين أو إفراط منقاد‬ ‫فليس يعجبهم‪ ،‬بل يبغضون له‬
‫والال هم بي أبدال وأوتاد‬ ‫ستر القام على ما كان ديدنم‬
‫نار تلظى دواما ذات إيقاد‬ ‫والرب بي أخي الدعوي وبينهم‬
‫وف القيقة صرعى صرخد‬ ‫وهم صحاة با تبدي ظواهرهم‬
‫الادي‬ ‫ملمتّيون مكتوم حقائقهم‬
‫عن اللئق إل بي أفراد‬ ‫ق العن لقائلهم‬
‫صَد َ‬
‫فيهم لم َ‬
‫بيتي من قبل يا ل من شاد‬ ‫»يا صاحب القصر نعم القصر والوادي‬
‫ضر إن شئت أو باد‬ ‫من منزل َح ِ‬ ‫تلقى به السفن والّظلمان وافقة‬
‫والنون والضب واللح والادي«‬

‫وكان الشيخ عباس رضي ال عنه يضع إنكار النكرين ف السبان‪ ،‬فتارة تراه‬
‫يتجاهلهم‪ ،‬وتارة ثانية يادلم بأسلوب يتأرجح بي القناع العلمي‪ ،‬والتهكم الساخر‪،‬‬
‫والطالبة بأدلة مضادة لا يقوله من الكتاب والسنة والجاع أو القياس‪ ،‬ففي الدر النظم‬
‫يقول ف هدوء متهكم واتزان مستهزئ‪:‬‬
‫ففي الساع للصم‬ ‫خل عنك الرتاب أوله‬
‫عناء‬ ‫ظهرا‬
‫لمال يصبو له البصراء‬ ‫ولعمى البصي أنكر عذر‬

‫‪174‬‬
‫‪175‬‬

‫أما ف قصيدة »بشرى« فقد استعاض ذلك الدوء بتشخيص مّر لالة العرض‪ ،‬إن‬
‫ل نقل بشبه هجوم عنيف عليه‪ ،‬وذلك حي قال‪:‬‬
‫ب تعصمنا إل الذي قد قضى الول به‬ ‫ما معرض عنه يوما ر ّ‬
‫هوجا‬ ‫إل الذي شغله ف غي خالقه‬
‫إل الذي ل َيِميز الد من هزل وليس يرغب للعليا بأن درجا‬
‫إل الذي رأيه ف ال ما نضجا‬

‫بينما نده ف دالية كوناكري يناقش ويادل ويطالب النكر بأدلته الت اعتمد‬
‫عليها‪:‬‬
‫مزّيف ما جانا من الق والدى‬ ‫أيا منكرا عليه معاديا‬
‫أجبن بق ل أبالك ذا العدى‬ ‫أ بالشرع أم بالكشف تأخذ حجة‬
‫ـكتاب أم الجاع أم سنة‬ ‫فإن كان شرعا ليت شعري دليلك‬
‫الدى‬ ‫الـ‬
‫أقروا له سبقا وفضل تفّردا‬ ‫وإن كان كشفا فالكشوفات أهلها‬
‫حوى شيخنا الكتوم عما له بدا‬ ‫سل الاتي لا توّهم نيل ما‬
‫الصوصات للتجان مول أحدا‬ ‫أو الوانلي ذا الكشف ماذا رأى من‬
‫وما أجاب إذ أتاه مسّددا‬ ‫أو السيد الكردي عما رأى له‬
‫فوال إن تب تّل وتسجدا‬ ‫أو العارف الندي باذا له حوى‬
‫نعيم فمحسود حديث عن أحدا‬ ‫وإن حسد أغراك ف ذا فكل ذي‬
‫إذا العال النحرير أفت وسّددا‬ ‫وإن كان جهل ل كلم لاهل‬
‫لكيما ترى مثل البصي فتسعدا‬ ‫وإن من عمى يا أيها الغمر داِوِه‬
‫فمبغضه يكفيه ما هو أوعدا‬ ‫وإن كان بغضا للتجان مراتب‬
‫إذا ساءكم كون العّظم سّيدا‬ ‫فقل أيها الساد موتوا بغيظكم‬
‫بغي اعتناء ل اكتساب ول اجتدا‬ ‫وذلك فضل ال يوتيه من يشا‬

‫‪175‬‬
‫‪176‬‬

‫يوت كئيبا بالكروب موّسدا‬ ‫ومن ساءه فضل الله لعبده‬

‫أيها القارئ العزيز لعلك معي ف أن العان الت طالعتها ف هذه العجالة رائعة‬
‫لب ل تكلف فيه ول تعسف‪ ،‬أقصد أنا جعت بي‬ ‫دقيقة والسلوب الشعري جّذاب خ ّ‬
‫العفوية والروعة والودة وتلك هي الشاعرية القة كما يقول أهلها‪ .‬والشيخ عباس‬
‫رضي ال عنه إل جانب ذلك يتفّنن أحيانا ف بعض تعابيه مضفيا على الروعة أناقة‪،‬‬
‫وعلى الودة جدة‪ ،‬وعلى القيمة باء منقطع النظي‪ ،‬ونكتفي هنا بلف ونشر طويل ف‬
‫الكوناكرية ل نقرأ ف الدب العرب أطول منه حت الن‪ ،‬فقد أتى ف اللف بمسة أبيات‬
‫ل تتوي إل على نواصب )عوامل( أعقبها بمسة أبيات أخرى ف النشر تتضمن‬
‫منصوبات )معمولت( تلك النواصب حيث قال واصفا الشيخ أحد التجان رضي ال‬
‫عنه وأرضاه وعنا به آمي‪) :‬العوامل(‬
‫وأوضح‪ ،‬إذ أردى‪ ،‬وأرشد‪،‬‬ ‫فنّور‪ ،‬إذ جّلى‪ ،‬وأنعم‪ ،‬إذ هدى‬
‫وأنقذ‪ ،‬بل واسى‪ ،‬وواخى‪ ،‬مذّلل مرعدا‬
‫ك‪ ،‬منجدا‬ ‫أنال‪ ،‬وأعطى‪ ،‬حاز‪ ،‬أرضى بفعله وقد شاد‪ ،‬لا ساد‪ ،‬قل ف ّ‬
‫وأقبل‪ ،‬إدبارا‪ ،‬فأطفأ‪ ،‬موقدا‬ ‫أعان‪ ،‬وأوف‪ ،‬ث أطعم‪ ،‬إذ كسا‬
‫وأعتق‪ ،‬إذ ما حل‪ ،‬واها وأكمدا‬ ‫وأعمر‪ ،‬لا أن تقدم‪ ،‬مربا‬
‫وأيقظ إيقاظا‪ ،‬مغيثا‪ ،‬ومسعدا‬

‫ث أردفه بالعمولت‪:‬‬
‫غوامض‪ ،‬أهل البغي‪ ،‬ذا الية‪،‬‬ ‫ظلما‪ ،‬خفّيات‪ ،‬بئيسا‪ ،‬مضّلل‬
‫العدى‬ ‫غريقا‪ ،‬ذوي الفاقات‪ ،‬ف ال ملحدا‬
‫وبنيانه‪ ،‬السادات غل‪ ،‬لذي اجتدا‬ ‫مآرب‪ ،‬أعلقا‪ ،‬مفاخر‪ ،‬رّبه‬
‫لوله‪ ،‬عن غي‪ ،‬وبدعة‪ ،‬الدى‬ ‫ضعيفا‪ ،‬عهودا جائع العلم‪ ،‬عاريا‬
‫رقابا‪ ،‬عقود العضلت‪ ،‬وحسدا‬ ‫مساجد‪ ،‬بالتقوى‪ ،‬ينابيع حكمة‬
‫قلوب أناس‪ ،‬مستغيثا‪ ،‬أخا الندى‬

‫‪176‬‬
‫‪177‬‬

‫خذ مثل البيت الول من اللف‪ ،‬وقابله بنظيه من النشر تد ما يلي‪:‬‬


‫»فنّور ظلما‪ ،‬إذ جّلى خفيات‪ ،‬وأنعم بئيسا‪ ،‬إذ هدى مضّلل‪ ،‬وأوضح إذ أردى‬
‫أهل البغي‪ ،‬وأرشد ذا الية‪ ،‬مرعدا العدى«‪.‬‬
‫وسر على هذا النهاج ف البيات الباقية تر جال فائقا ف السلوب الشعري‬
‫الكسّو بالبديع‪.‬‬
‫وقد انفعل الشيخ الشاعر بعان مدائحه وجال أسلوبه حت تيّقن أن أحدا ل‬
‫يستطيع أن يشرح تانّياته الت يفتخر با‪ ،‬إما لكثرتا‪ ،‬وإما لدقة معانيها قال‪:‬‬
‫فلي الفخر والد الصميم بدحه متون فنون كل عنهّن‬
‫شارح‬ ‫وذلك من فضل الله لعبده‬
‫وتوفيقه فاهتّز منها الوارح‬ ‫فقال لسان الال من تّدثا‬
‫بنعمته‪ ،‬وال للباب فاتح‬ ‫فإن كان للتجار يوما بضائع‬
‫فإن طرأت فيما لديهم خسارة تكون لدينا للتجان مدائح‬
‫فتاجر باب ال ل شك رابح‬

‫ويقول ف الفائية القطبانية بأنه مدح شيخنا مدحا ل يرى مثله ل لدى العجم‪،‬‬
‫ول لدى العرب‪ ،‬ابتغاء أن يرتضي عنه المدوح وكفى‪:‬‬
‫ووحيده وعلّيه التشرف‬ ‫فإل عظيم جنابه وعزيزه‬
‫من – ولو أنصفت قلت – فمنه ما صغنا له‪ ،‬لكنن ل أنصف‬
‫عربية عجمّية ل تؤلف‬ ‫بكر يضن با لغي سوه‬
‫‪1‬‬
‫قنا لضرته دواما يتفي‬ ‫والهر أن يرضى أباها خادما‬

‫ول غربة ف ذلك‪ ،‬إذا كان الشيخ التجان هو الذي يلي عليه مدائحه التجانية‪،‬‬
‫وهذا ما صرح به ف هزيته الفريدة )الدر النظوم( الت أناها بقوله‪:‬‬

‫‪ - 1‬القن‪ :‬العبد‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫‪178‬‬
‫‪2‬‬
‫حامدا أحدا له الملء‬ ‫طاب ف )طابة( بطفسش مدحي‬

‫ويمع الشيخ عباس رضي ال عنه أحيانا بي السمو ف العن والروعة ف‬


‫السلوب ف بيت واحد حت ليخيل إليك أن غيه ما كان ليفلح ف مثل هذا المع‬
‫السهل المتنع مثل هذا الطلع‪:‬‬
‫كفان القطب أحد عن سواه وغيي غي أحد ما‬
‫كفاه‬

‫إنه بيت جيل‪ ،‬بليغ ف الدح‪ ،‬مستوعب لكل معن الستغناء عن الغي بالشيخ‬
‫أحد‪ ،‬مع عدم استغناء سواه بغي الشيخ أحد رضي ال عنه‪ .‬كيف ل‪ ،‬والتجانية هي‬
‫الي الوفي الذي يب أن يرشد الناس إليه إن ت العقل وحصل البة بالمور‪:‬‬
‫قد أخطأ السهم من رامى العلي الغرضا إن كان غي ختام الوليا غرضا‬
‫يتار للنفس عن عذب الفرات‬ ‫إن كنت تعجب فاعجب من أخي‬
‫إضا‬ ‫ظما‬
‫وافاك منبسطا ما كان منقبضا‬ ‫لك القيقة دع عنك الاز فقد‬
‫ف ال مرتفعا ما قبله انفضا‬ ‫وافاك مقتربا ما كان عن بعد‬

‫ــــــ‬
‫فالصيد أجع ف الفرى مثل مضى للسابقي هو منية القّناص‬
‫يد قاصد التجان‬ ‫صدقوا‪ ،‬ولكن دونا ظفرت به‬
‫بالخلص‬

‫وقد عب عن كل هذا تعبيا جيل ف قصيدة تتكون من اثني وعشرين بيتا‬


‫بعنوان‪) :‬البضاعة الرائجة( حيث يقول‪:‬‬

‫‪ - 2‬طفسش‪1389 :‬هـ‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫‪179‬‬

‫إليكم تراها‪ ،‬كّلهن مفاتح‬ ‫خليلي أعرن السمع من نصائح‬


‫وآجلة دنيا وأخرى منائح‬ ‫مفاتح للخيات عاجلة لكم‬
‫تأّبد ف الدارين بابا يناصح‬ ‫تراهن ل تترك لباغي سعادة‬
‫لكل أخ‪ ،‬سّيان غاد ورائح‬ ‫تراهن من قلب سليم وملص‬
‫ول يدر ف الحوال أين مصال‬ ‫لكل أخ ف ال طالب رشده‬
‫لكل أخي رشد ومن هو طال‬ ‫ول يدر بي الناس من هو صال‬
‫لفقدانه للحق من هو صال‬ ‫يريد ول يعط الرادة حّقها‬
‫له اليد مبذول عليه النصائح‬ ‫يرق له قلب الوفق آخذا‬
‫لا خلق الول له الدهر طامح‬ ‫سر‬‫فأرشده‪ ،‬والكل منا مي ّ‬
‫يدل على التجان عبدا يناصح‬ ‫فما ناصح ف الناس يبلغ ناصحا‬
‫وف العذب ل يلفى الفرات‬ ‫يدل على البحر اليط لذي الظما‬
‫يراجع‬ ‫إمام كشمس والئمة أنم‬
‫أللنجم عند الشمس قدر يكافح‬

‫ومن ل يتمثل هذه النصائح الخلصة من الخلص التدبر يفته كل العناية‪ ،‬ويفقد‬
‫الحسان‪:‬‬
‫لب‬‫وجاله بلله الغ ّ‬ ‫ولئن يفتك ظهوره بفائه‬
‫متظاهرا بفائه الغّياب‬ ‫ويذدك عن كتمانه إعلنه‬
‫ط بصية منك القذى من بعده عن قربه للباب‬ ‫أو إن يغ ّ‬
‫فاتتك – ويك‪ ،‬والعوائق جة كل العناية مرتج‬
‫البواب‬ ‫بل فاتك الحسان لكن إنا‬
‫يتعّقل العن ذوو اللباب‬

‫ومسك التام لديثنا عن هذا الزء هو ما ختم به الشيخ الادح قصائده التجانية‬
‫الت هي‪» :‬متون فنون كّل عنهن شارح« لكنه أخيا لا رأى أن التجان رضي ال عنه‬

‫‪179‬‬
‫‪180‬‬

‫ميط ل ساحل له‪ ،‬وأن تعداد الصى والثرى أيسر من عّد فضائله ومناقبه غي التناهية‬
‫قال‪:‬‬
‫وسعها فالتجان أعجز عقل‬ ‫أرح النفس ل تكلف إّل‬
‫حّده ربنا تعال وج ّ‬
‫ل‬ ‫إن للعقل ل ياوز حّدا‬
‫والصى والثرى ليسر‬ ‫إن عّد النجوم ظهرا وبطنا‬
‫من طلب الريص يغدو ويسي حل‬
‫عّد أمواج بره العذب ك ّ‬
‫ل‬ ‫ما يفيض الله سرا وجهرا‬
‫للبايا‪ ،‬فهل لا العد ؟ ك ّ‬
‫ل‬ ‫زد وزد ألف قولك ك ّ‬
‫ل‬
‫كلمات الله ل تص قول‬ ‫لو غدا بره اليط مدادا‬
‫راجع الية الكرية تتلى‬ ‫هاك مّني وافهم كلم مل‬
‫يف ميادين مدحه ليس إل‬ ‫صل رب على النب وسلم‬
‫ما عن العالي يمل ك ّ‬
‫ل‬ ‫وعلى الصحب آله وخصوصا‬
‫خات الولياء أحد أصل‬

‫سقانا ال من بر شيخنا أحد التجان رضي ال عنه بأعظم الوان‪ ،‬وأمدنا من‬
‫فيوضاته الربانية ظاهرا وباطنا‪ ،‬ودينا ودنيا‪ ،‬عاجل وآجل‪ ،‬ونفعنا ببكات وريث سره‬
‫شيخنا عباس صل التجان رضي ال عنه‪ ،‬آمي‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫‪181‬‬

‫رابعا ‪ :‬الجزء الثالث ‪ :‬مجموع التوسلت‬


‫يتوي هذا الزء على توسلت الشيخ عباس غي البدوء بروف بعض اليات‬
‫القرآنية إل أن هناك توسلت فاتنا إدراجها فيه‪ ،‬لكن مموع توسلته الت ف القيقة‬
‫عندنا يبلغ ‪ 978‬ف ‪ 27‬قصيدة‪ ،‬وثلثة أبيات منفردة جع فيها الشيخ رضي ال عنه بي‬
‫أدعية مباركة متضرعة جيلة‪ ،‬وابتهالت خاشعة حسنة‪ ،‬وطرق فيها جيع أبواب‬
‫الحتياج إل ال الحد الصمد الغن‪ ،‬سواء تعلق ما ل بد منه من ضرورات الياة‬
‫الدنيوية‪ ،‬أو بطالب أخروية‪ .‬لقد استعاذ فيها من كل شر‪ ،‬ودعا فيها كل خي‪ ،‬يوز‬
‫للمؤمن دعاؤه‪ ،‬كل ذلك بأسلوب هادئ رزين جّذاب يأخذ بجمع قلب القارئ ليسبح‬
‫ف بر من الرجاء عميق‪ ،‬عمل بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪» :‬ادعوا ال وأنتم‬
‫موقنون بالجابة«‪.‬‬
‫وقد أضاف إل ابتكاراته الرائعة نظم أدعية وأحزاب وصلوات كانت جادت با‬
‫قرائح بعض سلفنا الصال رضوان ال عنهم أجعي‪ .‬لقد ّمد الشيخ عباس رضي ال عنه‬
‫ب العّزة والبوت أّيما تجيد‪ ،‬وقّدسه غاية التقديس‪ ،‬ووّحده إل أقصى‬ ‫ف توسلته ر ّ‬
‫درجات التوحيد‪ ،‬مؤمنا بقضائه وقدره‪ ،‬مسّلما إليه المر كّله‪ ،‬متوكل عليه‪ ،‬منيبا إليه‪،‬‬
‫وهذه المور من الشروط والداب اللزمة للدعاء ليجى قبوله بفضل ال وكرمه كما‬
‫هو معلوم عند أربابا‪ ،‬ث يتوسل باه عظيم الاه عند ال سيدنا ممد صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم‪ .‬باب ال الذي ل يجب‪ ،‬ث باه وريث سره شيخنا أحد التجان وخلفائه رضي‬
‫ال عنه وعنهم جيعا‪ .‬وقد استعمل ف توسلته أساء ال وصفاته‪ ،‬وتوسل بأنبيائه‬
‫ورسله‪ ،‬وملئكته‪ ،‬والصحابة والولياء‪.‬‬
‫وقد استهلنا الزء بنظمه أربعة أجزاب لشيخنا التجان رضي ال عنه وهي‪:‬‬
‫‪ – 1‬حزب التضرع والبتهال‪.‬‬
‫‪ – 2‬اللهم عليك معّول ال‪.‬‬
‫‪ – 3‬اللهم إن أسألك با وارته حجب جللك ال‪.‬‬
‫‪ – 4‬يا من أظهر الميل ال‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪182‬‬

‫كل ذلك ف ‪ 113‬بيتا‪.‬‬


‫ث نظم أساء ال السن ‪ 112‬بيتا‪ ،‬يليه نظم حروف صلة الفاتح ‪ 111‬بيتا‪ ،‬ث‬
‫سّلم الراقي إل اللك الباقي ‪ 179‬بيتا‪ ،‬ث قصار التوسلت‪.‬‬
‫وفيما يلي ناذج من بعضها‪:‬‬
‫‪ – 1‬نظم عليك معول‪ ،‬ويا من أظهر الميل ال‪.‬‬
‫أرى سوى فضلك ل معّول‬ ‫عليك للهّم معّول ول‬
‫توكلي عليك يا رجائي‬ ‫بك ملذي ولك التجائي‬
‫حولك والقوة يا رب العلى‬ ‫وثقت بك اعتمادي على‬
‫رضاي واكشف كربت وغمي‬ ‫وبميع من ماري الكم‬
‫سّر اسك القيم مبدي كل شان‬ ‫ب كذا إقرارنا بسريان‬‫ر ّ‬
‫بكل شيء قبل كل شيء‬ ‫ف كل شيء مع كل شيء‬
‫عن علم أو عن قهر رب كل‬ ‫وعدم احتمال أن يرج شي‬
‫حي‬ ‫ق من الشياء أو جّل يكون‬ ‫دّ‬
‫*‬
‫سكون‬ ‫حت من الوجود لظة ال ّ‬ ‫*‬
‫*‬ ‫يا ال يا من ظهر الميل‬
‫وستر القبيح يا وكيل‬ ‫ول يؤاخذ بالريرة ول‬
‫ويا عظيم العفو يا حسن التجا يهتك لستر عبده إذا ظلم‬
‫وز بفضل عن مسيء التجا‬ ‫يا واسع الغفرة الليما‬
‫يا باسطا يدي ند رحيما‬ ‫يا سامعا لكل نوى منتهى‬
‫لكل شكوى ينتهي عنه النهى‬ ‫ويا كري الصفح يا عظيما‬
‫الن يا مقيل يا عليما‬ ‫العثرات البتدي بالنعم‬
‫من قبل ما استحقاقها للمنعم‬ ‫يا رب يا سيد يا مولنا‬
‫غاية رغبت ويا منايا‬ ‫ب الّنة‬
‫أسألك اللهم ر ّ‬
‫أن ل تشّوه بال خلقت‬ ‫ل ببل الدنيا‪ ،‬ول عذاب‬
‫‪182‬‬
‫‪183‬‬

‫نار باه صفوة اللباب‬

‫‪ – 2‬من نظم أساء ال السن‪:‬‬


‫صبور صلي وسلم يا ميد‬ ‫هادي بديع الباقي الرشيد‬
‫ول يرى لدها من غايه‬ ‫رب صلة ما لا نايه‬
‫كاملة كماله للبد‬ ‫دائمة دوام ملك الصمد‬
‫جلتها ف الال والئال‬ ‫با تنجينا من الهوال‬
‫تقضي لنا من سائر الاجات‬ ‫وجلة الفات والعاهات‬
‫بل بّدلنها يا إلي حسنات‬ ‫مطهرا با جيع السيئات‬
‫عندك أعلى درجات‬ ‫كما با ترفعنا ف كل حي‬
‫الصالي‬ ‫مبلغا أقصى لنا الغايات‬
‫من كل خيات الدنا والت‬ ‫ف هذه الياة ربنا وما‬
‫بعد المات فاقبلن تكّرما‬ ‫على الرسول سيد النام‬
‫ممد وآله الكرام‬ ‫وصحبه باهه وجاههم‬
‫وجاه النبيا وجاه صحبهم‬ ‫وجاه الوليا ذوي العرفان‬
‫وجاه شيخي احد التجان‬ ‫وجاه صحبه ذوي العال‬
‫حصل لنا باههم آمال‬ ‫بق ما أودعته ف البسلمه‬
‫وحق ما درى بلفظ المدله‬ ‫وحق ما حواه لفظ اليلله‬
‫يا ربنا وحق سر السبله‬ ‫اجعل إلي حصننا النيعا‬
‫من كل ما نشاه يا رفيعا‬ ‫أساءك السن الت لن دعا‬
‫با جيع ما تن أجعا‬

‫‪ – 3‬من نظم حروف صلة الفاتح لا أغلق ال‬


‫ف غيك اللهم يا ذا الب‬ ‫خابت ظنون عبدك الضطر‬

‫‪183‬‬
‫‪184‬‬

‫دفعا وجلبا كن لنا سيعا‬ ‫أيست من كل الروى جيعا‬


‫ف خيبة حليف خسر وتوى‬ ‫تّبت يدا راجي سواك وهوى‬
‫لنا‪ ،‬وعنا يكشف الضراءا‬ ‫من ذا سواك يلب السراءا‬
‫يا من بكمه القضا والمر‬ ‫ل من سواك يا إلي الي‬
‫متع لنا – رب – رضاك العال ف الدين واللدنيا وف الئال‬
‫ويّتقي منه ويشى الورع‬ ‫أّمن لنا من كّل ما يرّوع‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫كّل جوارحي عن الناهي‬ ‫صّرف لا يرضيك يا إلي‬
‫ف الدين واهدنا سبيل الق‬ ‫رّبح تارت إله اللق‬
‫فضل وجودا منك يا إلي‬ ‫انظم بنا ف سلك أهل ال‬
‫وانف غواشيا عليها شامله‬ ‫لي قواسي القلوب الغافله‬
‫نور الدى طلعة حق بالّق‬ ‫حت نشاهد بنور الّق‬
‫وأحد السلك بالتحقيق‬ ‫قائدنا لقوم الطريق‬

‫‪ – 4‬من )سلم الراقي إل اللك الباقي(‪:‬‬


‫مشتغلي الطاعة كّل الدهر‬ ‫فهب لنا يا رب طول العمر‬
‫وسهل الطاعة ف الجسام‬ ‫صدورنا اشرحها إل السلم‬
‫ف الدين والبدن خي عافيه‬ ‫وآت علما نافعا وعافيه‬
‫وجلة الحباب يا رحان‬ ‫وف الهال‪ ،‬وكذا اليان‬
‫ف سائر الوقات والزمان‬ ‫رزقا حلل‪ ،‬صحة البدان‬
‫ف هذه الدار‪ ،‬وتلك الدار‬ ‫صفو العيشة بل أكدار‬
‫مع الرضاء عن قضاء الق‬ ‫والزهد والورع حسن اللق‬
‫إلام شكر نعم الليل‬ ‫حسن التوّكل على الوكيل‬
‫بالصطفى رسولك الصفي‬ ‫غن عن الفقي بالغن‬

‫‪184‬‬
‫‪185‬‬

‫وآله وصحبه البرار‬ ‫صل عليه عدد المطار‬


‫‪1‬‬
‫وجّنب الوباء طول المل‬ ‫وبّغض النفس خسيس العمل‬
‫وغيبة نيمة‪ ،‬كل ريب‬ ‫وارزق لنا اجتناب زور وكذب‬
‫والرفق واليقي والتحقيقا‬ ‫وهب لنا التيسي والتوفيقا‬
‫وكل عاهة من الجسام‬ ‫وبالشفا جد ل ف السقام‬

‫ومن التوسلت الوجودة ف هذا الزء ما يتعلق بالغراض التالية‪ :‬الستسقاء –‬


‫التفويض وطلب الغفرة – تفريج الكروب – كشف الموم – طلب شفاء المراض‬
‫الظاهرة والباطنة – حفظ القرآن والعمل به – التخلص ما يعرقل السي إل ال – دعاء‬
‫يقرأ بعد الوظيفة – التحصن من العداء وما ل يرد فيه سبيل الثال‪:‬‬
‫‪ – 1‬مطلب الصال الميدة‪:‬‬
‫وشيخي وإخوان وأحباب اليا‬ ‫جزى ال عنا الم والوالد البا‬
‫ومن عصمة عمت بنا صب أبرا‬ ‫وعامل بالحسان والفضل كلنا‬
‫ووال لزلت لنا ولم غفرا‬ ‫وأغرقنا ف بر جود ومّنة‬
‫وأسبل فينا العفو والصفح والسترا‬ ‫ووفقنا توفيق أهل عناية‬
‫أطال لنا ف سنة الصطفى العمرا‬ ‫وقّوى لنا العضا لطاعته كما‬
‫له رغبة ف دينه يبتغي الخرى‬ ‫حح أبدان لنا ولكل من‬ ‫مص ّ‬
‫خصالتنا ف السد والعجب‬ ‫وأصلح دارينا‪ ،‬وأورثنا معا‬
‫والكبا‬ ‫ورؤية فضل للنفوس على‬
‫وبغضا لغي ال والنهي والمرا‬ ‫السوى‬
‫وكل الذي يوم اللقا يوجب السرا‬ ‫وكّل الدنايا كالتصنع والربا‬
‫طّهرها منها ومن أهلها طرا‬ ‫وأخرج حبا للدنا من قلوبنا‬
‫وأغلى لنا ف ال سالبنا الغيا‬ ‫وخلف فيها الب ل وحده‬

‫‪ - 1‬الوباء‪ :‬النفس‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫‪186‬‬

‫لنا ولهل سنة التب الغرا‬ ‫وأحسن عقب ف المور جيعها‬


‫وتابعهم ف الدين ما شارق ذّرا‬ ‫عليه سلما ال والل صحبه‬

‫ليلة الربعاء الثانية من صفر عام ‪1361‬هـ‪.‬‬


‫‪ – 2‬لزوم ما ل يلزم التال الذي يبدو أنه ل يكتمل‪:‬‬
‫من شر خصم ألّد حاسد خلق‬ ‫إن أعوذ برب الناس والفلق‬
‫فظ غليظ سيئ الكر مترق‬ ‫وشر كل أخي شر ومتلق‬
‫على وقاحة صخاب عد شرق‬ ‫آت با شاء من فحش ومن خرق‬
‫بادي العداوة والبغضاء عن طبق‬ ‫تراه يلجم أو يسدي على طبق‬
‫رعى له كل حق كان مرتفق‬ ‫ما صان عرض امرئ مؤمن‬
‫أهل الضلل وأهل القد‬ ‫ل يأل ف سبه جهدا على طرق‬
‫والمق‬ ‫كأنه ما أتى من أحسن اللق‬
‫واللق أمر وني رادع الفسق‬ ‫يا للله لهل الدين من طبق‬
‫ف آخر الدهر والسلم ف رمق‬ ‫يا للله لن أمسى على فرق‬
‫يدد الرسم رسم الدين ف فرق‬ ‫هل جاء شرع لهل العصر من فرق‬
‫ملل العرض عرض السلم القلق‬

‫‪ – 3‬البيات السبعة التالية‪:‬‬


‫بالصطفى يا عظيم القدر والاه‬ ‫وّجهت وجهي راجي الفضل ل‬
‫يا منة خي مهداة من ال‬ ‫يا نمة عظمت‪ ،‬آياته كبت‬
‫ف الناس من كل داء معضل‬ ‫عسى با‪ ،‬وبإذن ال يبأ ما‬
‫داهي‬ ‫فأنت أعظم خلق ال قاطبة‬
‫وسيلة يا ملذ الرم الواهي‬ ‫أنت الشفع ف العاصي غاية ما‬
‫نرجوه من نيل غفران من ال‬ ‫حاشاك أن يرم الراجي‬
‫نيل الن بالن يا مصطفى ال‬ ‫مكارمكم‬
‫‪186‬‬
‫‪187‬‬

‫والل والصحب والتباع ف ال‬ ‫عليك أزكى صلة ال أكملها‬

‫ولعل من أشل الدعاء وأجعه وأجله ما قاله الشيخ عباس رضي ال عنه هذا‬
‫البيت‪:‬‬
‫تت المى بالنا والفوز يا‬ ‫واقض الوائج بالتيسي جاعلنا‬
‫ال‬

‫رضي ال عنه ونفعنا ببكاته آمي‪.‬‬


‫هذه الجزاء الربعة هي الت ت إصدارها حت الن بشكل متفاوت طبعا‪ ،‬لكنها‬
‫كلها بي أيدي بعض القراء حاليا بصورة واسعة‪ ،‬والمد ل‪ ،‬وإن كان بعض القصائد‬
‫ساقطا من كل جزء كما أشرنا إل ذلك ف مالا‪.‬‬
‫والباقي من إنتاجه كثي جدا نريد أن نوّزعه ف جزءين‪ :‬لنه كثي من حيث‬
‫العدد‪ ،‬متنوع من حيث التوى حت أن وضعه ف جزء واحد ربا ل يتفق والتحقيق‬
‫اليد‪ ،‬ث إننا كنا قمنا ف حياة الشيخ بمع بعض ما قاله ف التوحيد والتصوف‬
‫لم الغيوب( بكنه ل يصدر كامل حت‬ ‫والخلق ف جزء رابع سيناه‪) :‬تصفية القلوب لع ّ‬
‫يومنا هذا لفقدان المكانات الادية الضرورية‪ ،‬فلنمض بعون ال تعال على إتام ذلك‬
‫الشرع‪ ،‬ث نمع مدائحه للشخصيات الدينية والراثي‪ ،‬والتنوعات التفرقة ف جزء فتصي‬
‫الجزاء خسة مع الزء الاص بدل من أربعة‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫‪188‬‬

‫خامسا‪ :‬الجزء الرابع‪) :‬تصفية القلوب لعلم الغيوب(‪.‬‬


‫نمع فيه كما قلنا ما له ف التوحيد والتصوف والخلق متوّزعا ف ‪ 26‬قصيدة‬
‫وثلثة أبيات منعزلة‪ ،‬ومموع أبيات القصائد ‪.1468‬‬
‫وما ل شك فيه أن التوحيد هو أساس العقيدة السلمية‪ ،‬وبقدر ما يكون متينا‬
‫واضحا تكون العقيدة صحيحة‪ ،‬والشيخ عباس رضي ال عنه كان يتميز بتانة هذا‬
‫الساس‪ ،‬وبتحصيله ف وقت مبكر جدا من حياته‪ ،‬وبالتفوق فيه تفوقا ملحوظا‪.‬‬
‫وعلى هذا حقق النازات الائلة الت تكاد ل تسعها حياة إنسان واحد‪ ،‬ونن ف‬
‫دراسة هذا الزء من ديوانه نريد أن نبهن على تفوقه الذي – كما سترون – ليس مرد‬
‫حديث عن حبيب‪ ،‬أو شيخ أو قريب‪ ،‬ول اقتداء بالخرين ف الطراء على ذويهم‪ ،‬كما‬
‫أنه ليس تعريضا لحد‪ .‬وإن كان ل بد من القول بأنه ابتدأ ف التوحيد حيث انتهى كثي‬
‫من هؤلء الذين يشاد بم هنا وهناك‪.‬‬
‫وقبل أن ندخل ف لب الوضوع نكي هنا قصة ذات مغزى ف حياة الشيخ عباس‬
‫رضي ال عنه تعب عن مدى بكورة صحة التوحيد ف نفسه‪ ،‬وخلوصه فيها‪:‬‬
‫كان )بليس جاج( النائب السنغال ف البلان الفرنسي يذهب من دكار إل‬
‫ب الناس من كل حدب وصوب لستقباله‪،‬‬ ‫سانلوي بالقطار‪ ،‬ولا مّر على )سكل( ه ّ‬
‫واتفق أن وجد عباس صل التلميذ هناك لهمة كانت أمه كلفته با‪ .‬ولا استقبل )بليس(‬
‫بالتاف والتصفيق وأقلع القطار سع التلميذ الذي كان ف الكّتاب عجوزا يقول‪ :‬إن ال‬
‫يستطيع كّل شيء إل القسمة ؟! فاقترب إليه بعد تردد‪ ،‬وقال له‪ :‬أيها الشيخ سعت‬
‫منك قول آسفن كثيا‪ .‬فلماذا قلت ذلك ؟ قال العجوز‪ :‬أل ترى ما أعطاه ال لذا‬
‫الرجل من جاه وسلطة ؟ وما ابتلنا به هنا من استقباله تت وطأة هذا الو القاسي ؟‬
‫فرد عليه عباس التلميذ‪َ :‬أَظَهَر لك هذا العجز الذي تتحدث عنه ف الوى الذي تتنفسه ؟‬
‫أم ظهر لك ف الاء القراح الذي تشربه ؟ أل تد مسكنا مثله ؟ أل تأكل مثله ؟ وليس‬
‫لبليس ما لنا إل كلمة )أنت صاحب السلطة ف البلد(‪ ،‬وهو مع ذلك ل يكن يعرف ما‬
‫يدث ف هذه القرية قبل أن يصل إليها‪ ،‬ول يعرف ما فيها بعد أن غادرها‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫‪189‬‬

‫فأين عجز ال تعال عما تقول ؟ تب أيها العجوز إل ال‪ ،‬فقال له‪ :‬تبت إل ال‬
‫ما قلت‪.‬‬
‫هذه القصة تعن ف بعض مراميها‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن التوحيد تّكن ف نفس الشيخ عباس رضي ال عنه ف وقت مبكر جدا‬
‫من حياته‪.‬‬
‫‪ – 2‬كان رؤوفا بعباد ال حت أنه ما كان ليصب على مثل هذا النراف الذي‬
‫ابتلي به ذلك العجوز ف عقيدته‪.‬‬
‫‪ – 3‬كانت له قدرة فائقة ف توضيح التوحيد للناس‪.‬‬
‫‪ – 4‬كان له من الشجاعة الدبية ما يكنه من التصال بالخرين إذا دعت‬
‫الاجة‪.‬‬
‫‪ – 5‬كان له من حسن الوار ما يقنع به ماطبيه‪ ،‬ولو كانوا أكب منه سنا‪.‬‬
‫وأرى أنه لو يكن له إل هذه السنة لكفاه حسنات بعضها فوق بعض‪ ،‬إذ هدى‬
‫ال به رجل كان قد ضل ضلل بعيدا‪ ،‬وذلك الدى – ف حديث خي النام – خي ما‬
‫طلعت عليه الشمس‪.‬‬
‫وأهم قصيدة ف هذا الزء هي‪) :‬دليل الساري إل توحيد اللك الباري( وهو‬
‫منظومة ف ‪ 336‬بيتا فرغ منها ‪ 27‬من صفر عام ‪1354‬هـ الوافق ‪ 30‬مايو‬
‫‪1953‬م ف مدينة اندر على ما يبدو‪ .‬وكان هو ف السادسة والعشرين )‪ (26‬من عمره‪.‬‬
‫وقد تطرق فيها إل أكثر السائل التوحيدية تناول‪ ،‬وأشدها تقعدا‪ ،‬فبّينها بوضوح‪،‬‬
‫وشرحها ببيان‪ ،‬وجلى فيها معضلت غدت العلماء الذين لم ضلع با اليوم يعدون‬
‫بأصابع اليد الواحدة ف أكثر البلدان السلمية‪ .‬وتتكّون من مقدمة واثن عشر فصل‬
‫وخاتة‪.‬‬
‫القدمة‪ :‬ذكر فيها ما يكن أن أسيه بطاقته الشخصية الدينية‪:‬‬
‫يقول أفقر العبيد الواهي لرحة الغن عبد ال‬
‫‪1‬‬
‫رحه إلنا العلي‬ ‫نل الفقيه ما يرى‬

‫‪189‬‬
‫‪190‬‬

‫مريد شيخنا التجان‬ ‫الوول‬


‫الشرب‬ ‫الشعري الالكي الذهب‬

‫ث حد ال وقدسه ومده‪ ،‬وصلى على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبّين أنه‬
‫يقصد من مؤلفه نصيحة الخوان لوجه ال تعال‪ ،‬وإفادة من يروم الزيادة ف التوحيد‪،‬‬
‫راجيا من ال أن يغفر له ذنوبه‪ ،‬وأن يرقيه مراقي الرجال الكمل‪ ،‬وأن يعل عمله هذا‬
‫من أخلص العمال يوم القيامة‪ ،‬وأن يكثر نفعه‪ ،‬أن يبئه من السمعة والرياء‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الول ف وجوب معرفة التوحيد‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثان ف مبادئ علم التوحيد كالد والوضوع والواضع‬
‫والفضل والثمرة والنسبة ال‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬فيما يب ل وما يستحيل عليه وما يوز‪ .‬وقسم‬
‫الصفات العشرين الواجبة إل صفة نفسية – وصفات سلبية – وصفا ت‬
‫العان – وصفات معنوية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الرابع ف انقسام القسام الثلثة إل ضروري ونظري‪.‬‬
‫ووضحهما أيا توضيح‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الامس ف الباهي القطعية والدلة العقلية على الواجبات‬
‫والائزات ف حقه تعال‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل السادس ف تعلقات صفات العان‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل السابع ف كلم ال القدي القائم بذاته‪ .‬قال فيه‪:‬‬
‫ليس من الروف والصوات‬ ‫كلمه الواجب ف الصفات‬
‫ول بسر‪ ،‬ول بهر يري‬ ‫ول بتقدي ول تأخي‬
‫العاجزات العارضات الفانيات‬ ‫إذ كل ذا بملة للحادثات‬
‫كلمه‪ ،‬أين لك البهان‬ ‫إن قيل‪ :‬كيف ذا‬

‫‪ - 1‬الوول‪ :‬نسبة إل قرية تسمى )وول( توجد بالقرب من )غول( وقد وفد إليها أجداده قبل النتقال إل قرية )انه(‪.‬‬
‫‪190‬‬
‫‪191‬‬

‫ليست بعي ذا الكلم فاعرفا‬ ‫والقـــرآن‬


‫ول كمخلوق على التحقيق‬ ‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬لكن تلك الحرفا‬
‫عليه دائما صلة ال‬ ‫وليس ذا الكلم بالخلوق‬
‫وقت مناجاتك ذا العرش‬ ‫إذ قيل يوما لكليم ال‬
‫العظيم؟‬ ‫كيف كلم الق ربنا الكري‬
‫ب عيسى‬‫إذا بوسى‪ ،‬فور ّ‬ ‫قال‪ :‬شعور ل يكن لوسى‬

‫‪ -‬الفصل الثامن ف كون ذاته تعال ليست كشيء‪ ،‬ول شيء مثلها‪،‬‬
‫وبأن ال ل ييط به أحد علما‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل التاسع فيما يب وما يستحيل وما يوز ف حق الرسل‬
‫عليهم الصلة والسلم‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل العاشر ف الباهي العقلية والنقلية على ما يب وما يوز‬
‫على الرسل عليهم السلم‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الادي عشر ف صحة اليان بعراج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬وما معن قاب قوسي قربا‪.‬‬
‫‪ -‬الاتة ف ذكر مبان السلم والحسان‪.‬‬
‫ذكر فيها أركان السلم المسة‪ ،‬وعّرف فيها الحسان ث دعا لنفسه ولوالديه‬
‫وأشياخه ولكل من ينتمي إليه من أي جهة‪ ،‬وإخوانه ف الدين والطريقة‪ ،‬الوت على‬
‫اليان بال والسلم والحسان‪ ،‬ث صلى على النب وآله وصحبه‪ ،‬ث ختم الكل بقوله‪:‬‬
‫ييد ب من صغر اللوبه‬ ‫بشي بذلك قلب ضحوة العروبه‬

‫يشي بذلك إل تاريخ انتهائه من الرجوزة فـ )ييد( يساوي ف حساب المل‬


‫‪ 1212‬و)قلب( يساوي )‪ (142‬ومموع العددين هو ‪ .1354‬و)ييد( يساوي ‪27‬‬
‫فالعدد الول هو العام‪ ،‬والثان هو اليام‪ ،‬وإذا أضفت إليها )صفر( يكون التاريخ ‪27‬‬

‫‪191‬‬
‫‪192‬‬

‫صفر ‪1354‬هـ‪ .‬ولست أدري أين ذاك الشيخ الذي له مثل هذا الكتاب ف هذه‬
‫السن‪ ،‬رضي ال عنه‪ .‬ويكن أن نسمي هذا الكتاب الزء النظري من التوحيد ف أعمال‬
‫الشيخ رضي ال عنه‪ .‬أما الانب التطبيقي فيستمر معه فيكل حياته‪ ،‬ف أحداثه اليومية‪.‬‬
‫فهو دائما ف تسليم ورضى بقضاء ال وقدره‪ ،‬ويدعو إل ذلك‪ ،‬بإلاح‪ ،‬ول يعن ذلك‬
‫التواكل والتقاعس‪ ،‬فمن يرى ما حققه ف حياته يعرف أنه كان يفهم اليان بال‪،‬‬
‫والرضى بقضائه فهما صحيحا‪ .‬فقد كان رضي ال عنه – على الرغم من صدق تصوفه‬
‫يقول أحيانا للذين يطلبون منه الدعاء لوائجهم‪َ :‬أ آَن َأَواُن الدعاء ؟ إشارة منه إل‬
‫النسان يب أن يتخذ السباب وياول قدر طاقته ث يدعو‪ ،‬بدل من التكال على‬
‫أدعية ل يعرف أيستجاب له فيها أم ل‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض الحداث الت برز فيها توحيده الالص بشكل ظاهر فسجله ف‬
‫قصائده‪ ،‬أو أفرد له قصيدة خاصة‪.‬‬
‫أول‪ :‬قصة السحابة النقشعة فجأة‪ .‬كان الشيخ ف قرية انه غوري عام ‪ 1949‬حيث‬
‫كان الزرع ف حاجة ماسة إل السقي‪ ،‬فخّيمت على القرية سحابة دكناء رجوا منها‬
‫فرجا عاجل‪ ،‬وفجأة انقشعت‪ ،‬وصفت السماء صفاءها ف الربيع‪ ،‬فأسف الشيخ الزارع‬
‫لذلك‪ ،‬لكن بدا له ف الي أن ذلك ل يليق بقام الربوبية‪ ،‬فالسحابة ل‪ ،‬والزرع له‪،‬‬
‫والناس عباده‪ ،‬والنعام ملكه‪ ،‬فلم السف إذا حّول ملكه عن ملكه ؟ هكذا لم نفسه‪،‬‬
‫أو لمته نفسه‪ ،‬فكانت قصيدة )إل مت أنت( الت ف مقدمتها‪» :‬هذه البيات لعبد ربه‬
‫الفقي‪ ،‬والان القي ‪ ...‬ابن عباس صل التجان يزجر نفسه‪ ،‬ومن كان يومه كيومه‪،‬‬
‫وأمسه‪ ،‬كأمسه من أبناء جنسه عن عدم الصدق ف دعوى العبودية ل تعال‪ ،‬فضل عن‬
‫العبودة ﴿إنا ل وإنا إليه راجعون﴾ ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم«‬
‫ومطلعها‪:‬‬
‫وأين من حبها ف القلب‬ ‫إل مت من دنياك‪،‬‬
‫منتزع‬ ‫تنخدع‬

‫‪192‬‬
‫‪193‬‬

‫إل أن قال فيها‪:‬‬


‫أجل‪ ،‬فما ّث إل الكّد والطمع‬ ‫يا طالبا خاطب الدنيا على شغف‬
‫عما عليها‪ ،‬فذا رأي الغب الشنع‬ ‫ل تشغل النفس فيما ال ضامنه‬
‫معقب عن قضاء ال متنع‬ ‫قد جفت الكتب والقدار ليس له‬
‫سوى الذي أزل أعطاك ينطبع‬ ‫ايأس من ال أن يعطيك خردلة‬
‫ت كيمياء النيد السالك اتبعوا‬ ‫وايأس من الناس ف قول وف عمل‬
‫يشاء كن من عباد للقضا‬ ‫والمر كن فيكون الق فاعل ما‬
‫خضعوا‬ ‫سّلم أمورك إن رمت النجاة إل‬
‫مدّبر من إليه الكل يتمع‬ ‫فّوض ودع عنك تدبيا أخا ثقة‬
‫بال تعلق ببل ليس ينقطع‬ ‫ول تقم صاح فيما عنك قام به‬
‫لك الله فيخسر منك مصطنع‬ ‫وارض عن ال فيما ال فاعله‬
‫حلوا ومرا‪ ،‬وكن بالقسم تقتنع‬ ‫وصارف لراد ال خالقنا‬
‫مراده‪ ،‬فهو نعم العارف الورع‬ ‫وال خّير‪ ،‬ول تتر‪ ،‬وفّر إل‬
‫ما اختاره لك عما اخترت تنتزع‬ ‫كيف اختيار لن ل يدر عاقبة‬
‫ول له ف خبايا الغيب مّطلع‬

‫ول شك أن القارئ لحظ بوضوح مبادئ التصوف وأسسه مبثوثة ف ثنايا هذه‬
‫القطعة الت أوردناها له‪ ،‬ففيها الراقبة والاسبة والزهد‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والتسليم التام‪ .‬يقول‬
‫ف مّل آخر من القصيدة‪:‬‬
‫تقوى وأنت إل غاياتا جشع‬ ‫ولتعل مت جواد الستقامة ف‬
‫وكن على الصدق تعن أول وبإخـ لص مراقبة والال تتضع‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫فليكن الصدق بدء ما لا تضع‬ ‫يا من يريد طريق القوم معتزما‬
‫لديه مفوض أهل ال مرتفع‬ ‫فكيف يصدق ف دعوى الرادة من‬
‫*‬
‫‪193‬‬
‫‪194‬‬

‫*‬ ‫*‬
‫مقّدم الشرط ل كالغمر‬ ‫شرط التحّلي تّل إن أردت فكن‬
‫ينخدع‬ ‫والشرط إن عدم الشروط منعدم‬
‫وليس إّل لهل الصدق منتجع‬

‫ثانيا‪ :‬قضية اعتقال الرئيس ممد جه سنة ‪1962‬م‪.‬‬


‫كانت العلقة بي الشيخ عباس رضي ال عنه‪ ،‬والرئيس ممد جه جاذبية بتة‬
‫جا معا سنة ‪1961‬م فرأى فيه‬‫كانت تتوطد مع مرور الزمن حت قّيض ال لما أن ي ّ‬
‫الشيخ عابدا ملصا ل يشق له غبار بي رجال سياسة‪ ،‬ما دفعه إل أن يدحه ف قصيدة‬
‫قال فيها‪:‬‬
‫رعى الفيظ جناب الل أحد جه دينا ودنيا ويقضي ما يشا حوجه‬
‫مدى لياليه ف أعلى درجه‬ ‫وزاده رتبا تعلو على زحل‬
‫موّفقا مستضيئا قومه سرجه‬ ‫ول يزل ف اغتباط وازدياد هدى‬
‫صراطه الستقيم الرتضى نجه‬ ‫حباه عمرا طويل ربه وعلى‬
‫ما عمّ لطفا وما قد عم مندرجه‬ ‫ف خي عافية الدارين يصحبه‬
‫غيث مريع لهل الدين منفرجه‬ ‫ودام قرة عي الب‪ ،‬غيظ عدى‬
‫من ربه التعال ف الذي ابتهجه‬ ‫ونال فوق الذي يرجو ويأمله‬
‫خيا يدوم بأرضى منتحى‬ ‫جازاه عنا إله العرش خالقنا‬
‫انتهجه‬

‫إل أن أحداث ‪ 62‬السياسية ف السنغال انتهت إل اتام ممد جه بتدبي انقلب‬


‫دستوري واعتقاله مع رفقائه القربي‪ .‬فبدأ بعض الناس يذيعون أن الشيخ عباسا لو ل‬
‫يرض با حدث لفرج عن صديقه فورا‪ ،‬لنه مستجاب الدعاء‪ ،‬بينما يشيع آخرون أنه‬
‫لو كان يعرف شيئا لا اعتقل صديقه‪ .‬فتأسف كثيا لذا وذاك مرددا‪ :‬أنا ل أكن أود أن‬

‫‪194‬‬
‫‪195‬‬

‫يدث ما حدث‪ ،‬لكن راض عن الكم‪ ،‬ولعله قبول لدعائي له أن يزداد هدى‪ ،‬ورتبا ف‬
‫ال تعال‪.‬‬
‫وقد سجل رأيه ذاك ف قصيدة معروفة بـ )أرى الرك( وعدد أبياتا ‪ 70‬أناها‬
‫يوم الحد الثان من شعبان عام ‪1382‬هـ الوافق ‪29/12/1962‬م بقريته طابه‪ ،‬وما‬
‫قال فيها‪:‬‬
‫هو السّكُن ما ف الكون إله‬ ‫أرى الّرَك للشياء هو ال‬
‫الظاهر الباطن الشكور آله‬ ‫الول الخر الباقي القدي وهو‬
‫ملكا‪ ،‬ومن شاء ينزع ما توله‬ ‫ومالك اللك يؤت من يشاء له‬
‫بيده الي‪ ،‬ل تأمن خباياه‬ ‫هو العّز لن شا والذل له‬
‫أّم الكتاب به ما شاء أنشاه‬ ‫يحو ويثبت رب ما يشا وله‬
‫الافض الرافع البدي الشئون على وفق الذي أزل ف خلقه شاه‬
‫حلوا ومرا فذو اليان يرضاه‬ ‫سَئل عما كان يفعله‬ ‫من ليس ُي ْ‬
‫للعبد مغتبطا من فضل موله‬ ‫وهو الذي خلق الفعال ينسبها‬
‫يصّرف المر من حال لخراه‬ ‫ف كل طرفة عي من خلئقه‬
‫* مراده العارف الراوي رواياه‬ ‫وصارف لراد ال خالقنا‬
‫*‬ ‫*‬
‫عبد فهو متعارف من بلياه‬ ‫ما دام يرضى لا أمضاه سيده‬
‫فقدان عافية ف كل منحاه‬ ‫نعم‪ ،‬فمن ل يكن يوما كذا لعلى‬
‫با تراه كئيبا خاب مسعاه‬ ‫تراه ف سقطة غصت جوانبه‬
‫يا رب مّن علينا بالرضى لميع * ما قضيت علينا أو لنا يا هو‬
‫*‬ ‫*‬
‫قول وفعل لكي يرضى وترضاه‬ ‫ولتجتهد ف ابتغاء مرضاة خالقنا‬
‫عن حضرة ال من خابت مطاياه‬ ‫وجانب البدعة الطرود فاعلها‬
‫من ييها طاب فيا لدارين مياه‬ ‫واحرص على السنة الغّراء مّتبعا‬

‫‪195‬‬
‫‪196‬‬

‫والبتداع هلك دام أشقاه‬ ‫والي أجعه اتباع سّنته‬


‫وآت حقا أخا يدل بقرباه‬ ‫عليك بالعدل والحسان مؤترا‬
‫عن منكر ناهيا ذا اللق تأباه‬ ‫وادأب على المر بالعرف منتهيا‬
‫ولو على كافر‪ ،‬من ل بعقباه‬ ‫ل تعتقد أبدا فضل على أحد‬

‫وف سنة ‪ 1966‬سافر إل ساحل العاج‪ ،‬ورأى ما عليه بعض السنغاليي هناك‬
‫من عدم فهم التوحيد الفهم اللئق‪ ،‬فحاول أن يترجم لم هذه القصيدة إل الولفية‬
‫بعنوان )كتاب دليل الصدق إل طريق الق( لكن الترجة ذهبت به إل أن أدخل فيها‬
‫الخلق والتصوف عامة‪ ،‬والتجانية عامة ف ‪ 172‬بيتا من أصل ‪ 502‬خسمائة وبيتي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حرب يونيو ‪1967‬م‪.‬‬
‫عندما بغتت إسرائيل جهورية مصر العربية سنة ‪ 67‬بجومها الكاسح الغاشم‪،‬‬
‫جل ذلك ف هذه البيات الربعة‪:‬‬ ‫سر وس ّ‬‫أسف الشيخ وت ّ‬
‫ومن ل يكن يرضى نئا عن‬ ‫رضينا با الول قضى ف عباده‬
‫رشده‬ ‫هو الفاعل الختار‪ ،‬واللك‬
‫قضى ما يشا ف اللق وفق مراده‬ ‫ملكه‬
‫قضى أزل ما شاء ل من معقب له الكم بضي ما قضى بسداده‬
‫وغيك ف خطب ضمي فؤاده‬ ‫فسلم إليه المر تسلم وتسترح‬

‫انتهت ضحوة الثني الثالث من ربيع الول ‪1387‬هـ الوافق ‪ 11‬يونيو‬


‫‪1967‬م وكان قبل ذلك نظم قصيدة بروف »وأفوض أمري إل ال إن ال بصي‬
‫بالعباد« ‪ 35‬بيتا‪ ،‬فرغ منها عشية الحد ‪ 26‬صفر عام ‪1382‬هـ الوافق‬
‫‪28/07/1962‬م قال فيها‪:‬‬
‫سوى خالقي رب الوال ل السن‬ ‫وراء ورائي مدبرا قد تركت ما‬
‫تفضل ذي الحسان ساحة من أقن‬ ‫ضروب الن كل ضربت مؤّمل‬

‫‪196‬‬
‫‪197‬‬

‫أراد على الطلق باللفظ والعن‬ ‫مرادي صرف ما أريد لا‬


‫اختيار له فينا ول بالسوى نعن‬ ‫لــــه‬
‫هو الي ل ما اختاره العبد من‬ ‫رضى بالذي يفضي على كل ما به‬
‫أدن‬ ‫يقينا فما اختار الله لعبده‬

‫وكان الشيخ عباس ف إحدى زياراته لقريته )طابه( سنة ‪ 1963‬وجد أن بعض‬
‫الناس اختلفوا فيها اختلفا شديدة لسباب تافهة فاستغلها فرصة سانة لتوجيههم‬
‫وتعليمهم الخلق الفاضلة والصال الميدة ف قصيدة ولفية رائعة ساها‪) :‬سلم‬
‫الهتدي وعلم القتدي( ذات ‪ 132‬بيتا‪.‬‬
‫ونتم هذا البحث بأبيات ذات مغزى عميق ف آثار التوحيد ف سلوك الوّحد‬
‫وهي من إحدى توسلته )يا ربنا بسر عي الذات( حيث يقول‪:‬‬
‫وما وهبت ل وما أسديتا‬ ‫أن تلهمن شكر ما أوليتا‬
‫من مننٍ ل أحصها وِنَعِم‬ ‫ت ولا ل أعلِم‬‫لا علم ُ‬
‫وتغفر الذنوب عمدا أو خطا وتكشف الجاب عن‬
‫والغطا‬ ‫حت أشاهد جلل الالق‬
‫ف كل ملوق من الخالق‬ ‫حت أراعي حقوق الباري‬
‫ف خلقه وما لم من جار‬ ‫حت أعامل عباد ال‬
‫لهي‬‫فيه به ل كال ّ‬ ‫فصرت من رقّية الغيار‬
‫عبدا لرب خالق قّهار‬ ‫عبدا له مطارحا بي الورى‬
‫غيّية الغي ورا ورا‬ ‫أعبده موّحدا توحيدا‬
‫أهل العارف فلن أحيدا‬ ‫فل أرى من ذرة ف الكون‬
‫إل ول علم با يهدين‬ ‫إل صراط ربنا السو ّ‬
‫ي‬
‫ولصراط الصطفى الن ّ‬
‫ب‬ ‫صراط شيخي أحد الول‬
‫وارث أفضل بن لؤي‬

‫‪197‬‬
‫‪198‬‬

‫فإذا ل يكن هذا آخر ما قال‪ ،‬فإنه – ل ريب – من أحسن ما قيل ف ثرة‬
‫التوحيد الذي مهما اختلفت الدارس ف أسسه وتفاصيله‪ ،‬ففائدته تتلخص ف توحيد‬
‫الواحد الحد‪ ،‬وف مشاهدة جلل الالق ف كل ملوق‪ ،‬وف الهتداء إل الق بكل‬
‫ذرة ف الكون‪ .‬جعلنا ال من يسهل عليهم توحيد ربم حت ينوا جيع ثاره‪ ،‬وينجوا ف‬
‫الال والئال‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الزء الامس‬
‫نريد أن نمع ف هذا الزء الذي ل ند له اسا خاصا به بعد مدائحه لشخصيات‬
‫دينية‪ ،‬وأخرى سياسية علقته بم دينية مضة‪ ،‬وتلك ‪ 26‬قصيدة ذات ‪ 756‬بيتا‪.‬‬
‫ومراثيه الت ‪ 434‬بيتا ف عشر قصائد‪ .‬ونضيف إليها ثلث عشرة )‪ (13‬قصيدة وبيتي‬
‫منفردين ذات مائة واثن عشر بيتا ف أغراض متلفة غي ما سبق‪ ،‬ومموع كل ذلك‬
‫ألف وثلثائة وبيتي )‪ (1302‬ف ‪ 29‬قصيدة‪.‬‬
‫والدح والرثاء يشتركان ف كون كل واحد منهما تسجيل للخصال الميدة‪،‬‬
‫والفعال السنة‪ ،‬وإشادة الواقف الطيبة والساعي الميلة وإذاعتها حت يقتدي با‬
‫الناس‪ ،‬إل أنه إذا تعلق المر بي يسمى بدح‪1‬وإذا كان ليت يسمى رثاء‪ ،‬ول يضر من‬
‫الفرق بينهما أن يكون ف الول استعطاء أو استعطاف أحيانا‪ ،‬وف الثان بكاء أو‬
‫استبكاء‪ ،‬لكن الشيخ عباس رضي ال عنه من هؤلء الذين يتدحون ف الشخص ما‬
‫يرتضيه السلم ف معتنقيه‪ ،‬ويسلمون ل قضاء وقدره ويدعون ويترحون عند فقد‬
‫عزيز‪ .‬أما التنوعات فكلها ف دائرة السلوك الدين الذي التزمه الشيخ منذ نعومة أظفاره‪.‬‬

‫‪ - 1‬قد يتعلق الدح بيت إذا طال عهد وفاته‪.‬‬


‫‪198‬‬
‫‪199‬‬

‫أول ‪ :‬مدائحه للشخصيات‬


‫‪ – 1‬الشخصيات الدينية ‪:‬‬
‫كنا ذكرنا – ونن نتحدث عن علقته بكباء عصره – بعض أمداحه لبعض‬
‫الشخصيات‪ ،‬ونقتصر هنا على مقتطفات من أمداحه للشيوخ الجلء التية أساؤهم‪:‬‬
‫أ – الشيخ الاج مالك سي رضي ال عنه‪.‬‬
‫ف إحدى زياراته لدينة تواون‪ ،‬وف القطار الذي استقله من سانلوي نظم‬
‫القصيدة التالية لينشدها عند ضريح الشيخ الاج مالك إذا وصل‪ .‬فل‬
‫ما دخل الزاوية وجد على الّرة الوجود فيها كوبا ملوء بالاء فشربه كّله تفاؤل منه بأنه‬
‫من ضيافة الزور الت ينشدها ف القصيدة الت هي‪:‬‬
‫حاك يطلب من أمدادك الّنزل‬ ‫يا شيخ مالك هذا البن قد نزل‬
‫تنيل غلته من فيضكم علل‬ ‫حق الضيافة منكم والبنوة أن‬
‫أنت اللذ‪ ،‬وأنت الصن أنت لنا كّل الؤمل‪ ،‬أنتم قدوة النبل‬
‫ف آخر الدهر أنت الوضح السبل‬ ‫أنت الذي رحم الول العباد به‬
‫مسعاك‪ ،‬بل صرت ف إحيائها مثل‬ ‫أنت الذي سنة الختار قد حدت‬
‫أنت العّول‪ ،‬أنت القطب نن بكم نرجو اتصال الذي قد كان‬
‫منفصل‬ ‫وها أنا ف مناجاة لكم‪ ،‬ولنا‬
‫كل اعتقاد بكم أن تبئ العلل‬ ‫بأن تكون شفيعا ف جرائمنا‬
‫حاشا لروضتك الفضلى ورتبتك‬
‫وف حوائج ل نصي لا جل‬ ‫من غي ذلك عند ال رازقنا‬
‫العّزى‪ ،‬وكلمتك العليا وما حصل‬ ‫أن يرم الزائر الراجي مكارمكم‬
‫لكم وقد عجزت عن دركه‬ ‫ث الصلة على الختار شافعنا‬
‫الكمل‬
‫أو أن يرى غي معطى منكم المل‬

‫‪199‬‬
‫‪200‬‬

‫وآله وصحاب أنم الفضل‬

‫ب – سيدي الطيب ابن سيدي علل ابن سيدي أحد عمار ابن سيدي ممد البيب‬
‫ابن سيدنا ومولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنه عنهم أجعي‪.‬‬
‫هذا السيد الشريف أول أحفاد الشيخ التجان الذي زار السنغال‪ ،‬وقد وصل إل‬
‫سانلوي عشية المعة السابع والعشرين من رمضان عام ستة وستي وثلثائة وألف‪1‬من‬
‫الجرة النبوية فاستقبله الشيخ بذه الدالية )‪ 52‬بيتا من بر الطويل( الت منها‪:‬‬
‫أضاءت دجّنات الغياهب من بعد‬ ‫أ شس تبّدت ف سن أفق السعد‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫عليهم سنون آذن اليوم بالود‬ ‫أم الغيث فاجا أهل جدب تناوبت‬
‫وكل الن والفوز ف قبضة اليدي‬ ‫فأمسى وكان الطالع السعد بالنا‬
‫إلينا بثغر الغرب عن لؤلئ فرد‬ ‫سم ضاحكا‬ ‫نعم‪ ،‬قدر الول تب ّ‬
‫عن الية الكبى عن الفوز والسعد‬ ‫عن الرحة العظمى عن الي كّله‬
‫خليفة روح الكون‪ ،‬عن مركز الود‬ ‫عن القطب‪ ،‬عن عي الوصول عن‬
‫سبيكة سر العال العلم الفرد‬ ‫الدى‬
‫ذرى شرف ما إن يساوم من ند‬ ‫عن الطيب ابن الطيب العنصر الرضي‬
‫*‬
‫*‬ ‫خلصة مكنون الواهر منتهى‬
‫مفاخر ل تكسب وليست على حّد‬ ‫*‬
‫وراعت قلوبا نبأة من بن السد‬ ‫أصاب بسهم السبق سهميه وارثا‬
‫تطبع عمرو كان كالطبع من زيد‬ ‫فل عجب إن طاب بالصل فرعه‬
‫الصفات ول من ذي التوّرد‬ ‫ولكن‪ ،‬فليس الطيب كالطيب‪ ،‬ل ول‬
‫كالورد‬ ‫وما مثل طيب الذات طيب عوارض‬
‫* تراث أصيل من طريق ومن تلد‬ ‫فهذا بذات بالسمات وبالسمى‬

‫‪ - 1‬الوافق‬
‫‪200‬‬
‫‪201‬‬

‫يغار الثريا منه‪ ،‬والسيف ف الغمد‬ ‫غدا ما له ف العاليات مطاول‬


‫*‬ ‫*‬
‫ومخ صفاء الضرتي من المد‬ ‫أيا وارث التمي ثر جناها‬
‫وحيد نسيج العّز ف حالة الهد‬ ‫أيا صاحب الفخر الفخيم سّوه‬
‫عطاش عراة عندكم مبتغى الد‬ ‫فأنتم بار الود والناس جّوع‬
‫ول أك عن حريك ذا حيد‬ ‫أنت لدى أبوابكم نضو فاقة‬
‫سوى الفقرا إن فقي وذو جهد‬ ‫فحاشاك أن تبقى لنا بعد ما لنا‬

‫ج – سيدي ابنعمر ابن سيدي ممد الكبي ابن سيدي ممد البشي ابن سيدي ممد‬
‫البيب ابن سيدنا ومولنا أحد بن ممد التجان السن رضي ال عنه وعنهم‪ .‬استقبله‬
‫‪1‬‬
‫الشيخ عباس بذه القصيدة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ب سحساح‬ ‫ول كميتة أرض غ ّ‬ ‫ما ل أرى الكون ملوء بأفراح‬
‫‪3‬‬
‫من ساريات روايا الزن دلح‬ ‫ي منشؤه‬ ‫جون مرّن من الدلو ّ‬
‫بي الغاوير والناد والساح‬ ‫يتابع الصوب حت ل تيز من‬
‫أنواؤه فغدا جو السما صاح‬ ‫حت اشتكت وقعه البطحاء فانقشعت‬
‫‪4‬‬
‫وازوّر جدب مزاحا أي زحزاح‬ ‫فاسوّد ما اصفّر واخضّرت جوانبها‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪5‬‬
‫بر يقاس لذي عقل بضحضاح‬ ‫من ل بذاك ومن ل بالشارة هل‬
‫خضارم الضر ماذا جهد سباح‬ ‫بر ميط‪ ،‬مد للزواجر والـ‬
‫‪6‬‬
‫عن ممع لة البحرين فّياح‬ ‫إل اعتراف بعجز من تطّوله‬

‫‪ - 1‬تتكون من ‪ 26‬بيتا من بر البسيط‪.‬‬


‫‪ - 2‬سحساح‪ :‬مطر غزير‪.‬‬
‫‪ - 3‬جون‪ :‬أسود هنا‪ .‬ومزن – كثي الرني أي الركة‪ .‬دلح‪ :‬ثقيل لا فيه من ماء كثي‪,‬‬
‫‪ - 4‬أزور‪ :‬انصرف وانقلب‪.‬‬
‫‪ - 5‬ضحضاح‪ :‬الاء اليسي‪.‬‬
‫‪ - 6‬فياح‪ :‬واسع جدا‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫‪202‬‬

‫نتيجة الاتي الوارث الاحي‬ ‫عن مظهر فوق طور العقل مدركه‬
‫منه استمّد بنور كل مصباح‬ ‫عن منبع النور ينبوع الدى فغدا‬
‫فكر النان وعن رمز وألاح‬ ‫من منصب جل عن ذكر اللسان‬
‫صاح ؟‬
‫فاضل الغر ماذا قول ن ّ‬ ‫وعن‬
‫سرا وجهرا بأشباح وأرواح‬ ‫من دولة تتلشى تتها دول ال‬
‫إل أطيعوا بإلقاء القياد له‬

‫د – سيدي عمر بن أحد الكرزازي التجان رضي ال عنه‪ ،‬الذي زار مدينة سانلوي‬
‫عشية الميس السادس والعشرين جادى الول عام ‪1369‬هـ فاستقبله الشيخ عباس‬
‫بالقصيدة التالية‪ 24) :‬بيتا من بر الطويل(‬
‫‪1‬‬
‫فغادرت عين سليب رقاد‬ ‫رميتم فأقصدت صميم فؤادي‬
‫‪2‬‬
‫حائم أيك ف مديد سهاد‬ ‫ت بليل أرمد ومساجلي‬‫فب ّ‬
‫أسي هوى فيكم ليوم تناد‬ ‫فأصبحت صبا مغرما ومتيما‬
‫بعلم وتقوى ال أفضل زاد‬ ‫لكم نسب حققته من ذرى العلى‬
‫تعم الورى نفعا بكل بلد‬ ‫وأديت للدين النيف نصيحة‬
‫تريد للق ال كّل مفاد‬ ‫فطفت بلد ال شرقا ومغربا‬
‫فأحييت – حييت – القلوب مواعظا وبّثثت علما ف صدور عباد‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫بي‪ ،‬وخي الضيف من هو هاد‬ ‫أيا قرة العيني يا خي نازل‬
‫بأرغد من عيش طويل ناد‬ ‫فيا عمر الكزاز عّمرت راضيا‬

‫هـ ‪ -‬الدكتور عبد الليم ممود شيخ جامع الزهر الشريف سابقا رحه ال‪ ،‬ف زيارته‬
‫للسنغال رّحب به الشيخ بـ )‪ (39‬بيتا من بر الفيف‪ ،‬قال فيها‪:‬‬
‫‪ - 1‬أقصده‪ :‬طعنه فلم يطئه‪.‬‬
‫‪ - 2‬حائم‪ ،‬جع حامة‪ :‬طائر معروف و)أيك( شجرة‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫‪203‬‬

‫حّل وسط القلوب أهل وسهل‬ ‫زارنا مصر‪ ،‬والكّرر أحلى‬


‫‪3‬‬
‫ي غيثا ووبل‬
‫سِنِت َ‬
‫جاء ِلْلُم ْ‬ ‫خي ضيف أتى‪ ،‬وفوق أ ّ‬
‫ت‬
‫كاشتياق الظمئان للماء وصل‬ ‫جاء والناس ف اشتياق إليه‬
‫مرحبات من غيها للج ّ‬
‫ل‬ ‫مرحبا كان ف قوى ألف ألف‬
‫قد أب ف التقى والعلم شكل‬ ‫بالمام النائي الدى ل يارى‬
‫فاقهم يا له منارا وطول‬ ‫حاز من ميسر الداة العّلى‬
‫كب حظا ف الدين فرعا وأصل‬ ‫هو شيخ للجامع الزهر ال‬
‫صص نيل‬ ‫شاكرا رّبه الخ ّ‬ ‫قارن اللم بالعلوم حيدا‬
‫ف الذي كان منه قول وفعل‬ ‫وهو عبد الميد ممود سعى‬
‫قد سعنا مآثر عنه لكــــن * دون دون الذي رأيناه فضل‬
‫*‬ ‫*‬
‫حّقه ل يضع من الشكل شكل‬ ‫كان أعطى لظاهر الشرع حرفا‬
‫وافرا نال منه نل وع ّ‬
‫ل‬ ‫ث آتى طريقة الق حظا‬
‫غاب حت عن نفسه ليس إل‬ ‫وعلى الت للحقيقة يعلو‬
‫كلهم فاز ف السياق وج ّ‬
‫ل‬ ‫إن للزهر الشريف رجال‬
‫مثل عبد الليم ف الناس فعل‬ ‫صدقت فيه لكن اليوم عّزا‬

‫و – الشيخ القرئ ممود خليل الصري‪ ،‬ومفت مصر السبق ممد الاطر رحهما ال‬
‫تعال‪ .‬رحب بما الشيخ عباس رضي ال عنه ف مسجده الامع بي )كورنيش( ف اندر‬
‫بذه القصيدة ‪ 66‬بيتا من لزوم ما ل يلزم الرجز‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ما ل تكن لغيها ما دري‬ ‫فكم لصر من مزايا غرر‬
‫سوي فاختب‬‫ما ل يكّرر ال ّ‬ ‫وكم لا ف الذكر من تكّرر‬
‫من الرقي ومن التطور‬ ‫ألقت بكل ما لا من قدر‬

‫‪ - 3‬السنت‪ :‬الدب‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫‪204‬‬

‫معتنقي السلم بالوجه الري‬ ‫لسنغال‪ ،‬يا لم من معشر‬


‫عندها غيها من مضر‬ ‫فلذت الكبد منها فاز دري‬
‫شيخ التقى والعلم شيخ الثر شيخ القراءات بكل أشهر‬
‫من العال ومن التحرر‬ ‫جامع ما افترق بي الي‬
‫* با به نطاق طوق البشر‬ ‫قدر للتنـزيل حق القدر‬
‫*‬ ‫*‬
‫من الضروري وأهل النظري‬ ‫إن عّد ف الفاظ أهل الب‬
‫بكل أعلى سند وأشهر‬ ‫من الققي أول الظفر‬
‫موله عّد بينهم بالنصر‬ ‫فهو ذا لكنه من قدر‬
‫زمن تنزيل على الدّثر‬ ‫شيخ مذّكر الفت الّدكر‬
‫يتلو كتاب ال عال القدر‬ ‫كأننا عند استماع الصري‬
‫* عن خشية ف القلب مع تدّبر‬ ‫بكل ما يليق من معّبر‬
‫نسمعه من صوت خي البشر والشأن جل عن قوى الفكر‬
‫*‬ ‫*‬
‫حر‬
‫ف البال مثله من التب ّ‬ ‫ممد الاطر من ل يطر‬
‫ومن تقق ومن تنّور‬ ‫ف كل فن ومن التبصر‬

‫وقد استغل الشيخ عباس رضي ال عنه هذه الناسبة ليخاطب مدينة )اندر( ويذكر‬
‫ما لا من مآثر‪ ،‬ويدح بعض القرئي الذين كانوا يستقبلون معه الضيفي العزيزين‪ ،‬وما‬
‫قال ف ذلك‪:‬‬
‫ما شئت يا لك بأن تفتخري‬ ‫يا اندر من بي البلد افتخري‬
‫كم حزت من حب صميم الفخر بي الورى معظم مؤمر‬
‫لغيه ومصدر مصدر‬ ‫ومن مرب طاهر مطّهر‬
‫ومن جواد كالسحاب المطر‬ ‫ومفلق‪ ،‬من شاعر مرر‬

‫‪204‬‬
‫‪205‬‬

‫ف صدره القرآن كالصّور‬ ‫وحافظ جامع كل السور‬


‫وَمنْ ِمَن السن من مصدر‬ ‫كمحسن عمله ف الضر‬
‫وجين اناي مع علي السري‬ ‫ممد مأموننا الطّهر‬
‫بشينا‪ ،‬فيا لم من معشر‬ ‫إمام قومه الرضي البشر‬
‫وكل أنثى من جيع البشر‬ ‫وكل َمْن ِمْن نجهم من ذكر‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫وصنوه الفت لديك فابشري‬ ‫لكنك اليوم بكون الصري‬
‫فيما من غائب وحاضر‬ ‫بشارة ل تك من مبشر‬

‫ز – سيدي علي التجان الليفة العام الطلق للطريقة التجانية سابقا رحه ال بناسبة‬
‫زيارته للسنغال بوجه عام‪ ،‬ومدينة )لوغا( بوجه خاص‪ ،‬وما قال فيه‪ 25) :‬بيتا من بر‬
‫الفيف(‬
‫ب ف أعمق القلــوب يدور‬ ‫د ّ‬ ‫جاء الي كله والسرور‬
‫فترى كلنا سكارى‪ ،‬وما هم بسكارى‪ ،‬والطب فيهم خطي‬
‫فوق ما يرتي لديه الفقي ؟‬ ‫كيف ل‪ ،‬والكري مّن علينا‬
‫إن تكن مرحبا وأهل وسهل من مضيف لي ضيف يزور‬
‫مرحبات ما إن لديها نظي‬ ‫نن قلنا بالق آلف ألف‬
‫أي ضيف فوق التراب يسي‬ ‫باه يا لوغ سينغال بضيف‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫حظه من ذرى العلى موفور‬ ‫لعلى القام عال قدر‬
‫من خيور ما مثلهن خيور‬ ‫فهنيئا لنا به با جا‬
‫ز العظيم‪ ،‬الناء منه جدير‬ ‫من قدوم مبارك ملؤه الفو‬
‫درجات أمضى بن القدير‬ ‫من قدوم فقنا به من سوانا‬
‫أهل جدب به العسي يسي‬ ‫من قدوم غيث مريع مفاج‬

‫‪205‬‬
‫‪206‬‬

‫طالا أغلقت بن صدور‬ ‫من قدوم نارت به ظلمات‬


‫وأمان إل المان يشي‬ ‫من قدوم نلنا به كل أمن‬
‫أي بدر به استنارت بدور‬ ‫من قدوم البدر الني الدياجي‬
‫خيي الدين والدنا والبور‬ ‫من قدوم لنا به كل فوز‬

‫‪ – 2‬الشخصيات السياسية التي علقته بها دينية‬


‫صرفة‪.‬‬
‫أشرنا ف فصل )تنقلته( إل بعض القصائد الت قالا ف بعض الشاشة‪ ،‬كما تدثنا‬
‫عن علقته بالرئيس ممد جه‪ ،‬وما أنتجت من الناحية الدينية والثقافية‪ ،‬ونتكلم هنا عن‬
‫أربع شخصيات سياسية دينية حظوا بدح الشيخ البارك‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أ – الغفور له اللك ممد الامس‪.‬‬
‫ف دعوة منه لزيارة )فاس( حي الشيخ عباس اللك ممد الامس رحهما ال بذه‬
‫القصيدة )‪ 32‬بيتا من بر الفيف( منها‪:‬‬
‫ملك الغرب الفيض نواله‬ ‫أسعد ال ذو اللل جلله‬
‫يا له من مسّود أشكاله‬ ‫طاب أصل وطاب فرعا وفصل‬
‫وعلّوا بفضله وكماله‬ ‫زاد مدا له الله وعزا‬
‫أغرقتنا أمواجه سباله‬ ‫طود حلم‪ ،‬وبر جود وعلم‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫حاملت من القلوب ثقاله‬ ‫فعليكم منا تايا وداد‬
‫ل الؤّدى له عظيم اللله‬ ‫ضمنها الشكر قدر وسع‬
‫*‬
‫*‬ ‫الؤّدي‬
‫نقصد الشيخ مبتغي وصاله‬ ‫*‬
‫بي أهل العلى بدون ماله‬ ‫نن وفد من سينغال أتينا‬
‫*‬
‫*‬ ‫شيخنا صاحب القام العلى‬
‫طريفا وتالدا والعداله‬ ‫*‬
‫‪206‬‬
‫‪207‬‬

‫حد الناس أجعون خصاله‬ ‫هو هذا ممد وارث المد‬


‫م به فائقا بأقوى دلله‬ ‫خامس المسة الداة الفدى‬
‫هو هذا من أصبح الغرب اليو‬

‫ب – اللك السن الثان رحه ال‪.‬‬


‫وقال ييي اللك السن الثان ف قصيدة ذات ‪ 18‬بيتا من بر البسيط‪:‬‬
‫ف قرن عشرين من قاص ومن‬ ‫يا ثان السني الفاقد الثان‬
‫دان‬ ‫ل درك رب العرش ناصركم‬
‫بنيتم الد فوق الد مدكم الْتـ ف السر والهر إحسانا بإحسان‬
‫ـتليد ما مثلكم ف الناس من بان‬ ‫فسنة الد خي اللق تشكركم‬
‫شّيدت ركنا لا تعلو بأركان‬ ‫رباطكم برباط الفتح يربط ما‬
‫بي رجال النهي من كل بلدان‬ ‫شعارهم كلمة ل واحدة‬
‫أحييت نافع علم طالا اندرست من بعد ما قنطوا رغما لشيطان‬
‫آثاره ف البايا منذ أقران‬

‫جـ ‪ -‬اللك فيصل بن عبد العزيز رحه ال‪.‬‬


‫عند انعقاد الجتماع التأسيسي لرابطة العال السلمي سنة ‪ 1965‬كان الشيخ‬
‫عباس رضي ال عنه ضمن الوفد السنغال‪ ،‬مع الشيخ عبد العزيز سي‪ ،‬والشيخ أحد‬
‫امباكي والشيخ أحد دات )انوم( رحهم ال‪ ،‬وقد حي جللة اللك فيصل بذه‬
‫القصيدة )‪ (118‬بيتا من بر الكامل( الت تعتب من أجود ما قيل ف مدح آل سعود ف‬
‫رأيي‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫متعرض النفحات للرحان‬ ‫يا راغبا لنائح الفرسان‬
‫لروابط السلم والحسان‬ ‫ب النادى دعوة نوديتها‬
‫ل ّ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫قادوا الورى بأزمة الحسان‬ ‫وانض إل قوم ملوك سادة‬
‫‪207‬‬
‫‪208‬‬

‫كّل الن فترى‪ ،‬لم عينان‬ ‫جع الله لم بفضل عنده‬


‫توف بأوف أقسط اليزان‬ ‫عي إل الدين النيف بقه‬
‫حفظ الغيور حريه الفتان‬ ‫حاطت به كل الهات لفظه‬
‫تسعى لا ف السر والعلن‬ ‫والعي الخرى للحياة بظها‬
‫جعا لحكم ساهر يقظان‬ ‫فكلها راض بأكمل عنهم‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫ـملك العّظم فيصل الفرسان‬ ‫يا غبطة الوفد النـزيل برحبة‬
‫ف دين أحد ناسخ الديان‬ ‫اْلـ‬
‫*‬
‫*‬ ‫يبقى مبلغ ما يؤمله لنا‬
‫شس الوجود بدوره النسان‬ ‫*‬
‫خلق الورى أمينه الربان‬ ‫بلد ولد الرسول ممد‬
‫وله الفضائل كلها ببيان‬ ‫وبه أتى الوحي المي بإذن من‬
‫بيتا له ف الرض ذو الركان‬ ‫*‬ ‫وبه معظم شأنه قسم له‬
‫*‬ ‫والبيت بيت ال أول ما يرى‬
‫لخي الللة والعظيم الشان‬ ‫*‬
‫قهرا بباهر حسنها الفتان‬ ‫يا بلدة شهدت بال صادق‬
‫ما صّح قدما غيها بعان‬ ‫أسرت مناظرها القلوب وتّيمت‬
‫بنيانا‪ ،‬والناس تت أمان‬ ‫سا وملموسا كما فاقت على‬ ‫حّ‬
‫فالطرق كالدن القرى للران‬ ‫فترى الياه تدّفقت وتطاولت‬
‫حسّ يرق مغانا ومغان‬ ‫ومن الضياء فليلها كنهارها‬
‫جو السما من كالبوق مدان‬ ‫ما شئت من معن يروق ومشهد‬
‫دينا ودنيا رغم ذي عدوان‬ ‫*‬ ‫ما شئت ف بر وف بر وف‬
‫*‬ ‫كل العسي لديهم متيسر‬
‫بالشكر للمول على الفيضان‬ ‫*‬

‫‪208‬‬
‫‪209‬‬

‫فيكم لا فيا لالتي يدان‬ ‫فلتشكروا ويعينكم كل الورى‬


‫ويد لنقمة معتد خوان‬ ‫بسياسة بي الورى ممودة‬
‫للوافدين مثلي العيان‬ ‫فيدلكم للمهتدي نعماتا‬
‫دامت جللتك الكفيلة بالن‬

‫د – قائد الثورة اللليبية معمر القّذاف‪.‬‬


‫ف الامس والعشرين من رمضان البارك عام ‪1393‬هـ زار الشيخ عباس‬
‫طرابلس الغرب‪ ،‬وحّيى قائد الثورة الليبية بفائيته هذه )‪ 29‬بيتا من بر الوافر( قال فيها‪:‬‬
‫من السن معّمره القّذاف‬ ‫جزى ال الهيمن خي واف‬
‫لي الشعب وفق لئتلف‬ ‫رئيس اللس العلى إماما‬
‫بنصر وعون خالقه العاف‬ ‫جزاه مبّلغا كل المان‬
‫بقاء الدهر قائمة الثاف‬ ‫فيبقى حجة ال فينا‬
‫غراب الكفر قوتل من غداف‬ ‫ويبقى طاردا شرقا وغربا‬
‫وأشواقا تدب على الشغاف‬ ‫قد امتل القلوب به سرورا‬
‫لذي الاج الضاف إل الضعاف‬ ‫فل زال الؤمل والرجى‬
‫طواف البيت من راج وعاف‬ ‫يطوف به الطوائف كل وقت‬
‫جزيل زائد حّد الكفاف‬ ‫فيجع عنهم معمور نيل‬
‫* كمن بالعد من ألف بقاف‬ ‫ومن للغي قاس به فعال‬
‫*‬ ‫*‬
‫أليس ال ناصره بكاف‬ ‫ومن ينصر لق الق ينصر‬
‫يكن ف ليبيا فخر الضاف‬ ‫وإن يك بالضاف له فخار‬
‫على كل الماهر بالتاف‬ ‫فشعب قاده السلم نالوا‬
‫من آثار الدى من كل عاف‬ ‫قد احي بالدارس دراسات‬
‫* وبالسند المام وبالواف‬ ‫فأكرم بالمام وبالفّدى‬

‫‪209‬‬
‫‪210‬‬

‫*‬ ‫*‬
‫أبا اليات ناشرها الصاف‬ ‫إل حضرات مدكم كل‬
‫من أهل الدين قاطبة يواف‬ ‫وقت‬
‫سلم ل يوازن من سلم‬

‫ثانيا ‪ :‬المراثي ‪:‬‬


‫كنا ذكرنا كذلك بعض مراثيه ف علقته مع زعماء عصره‪ ،‬ونورد مقتطفات ما‬
‫قاله ف كل من‪:‬‬
‫أ – والده الشيخ ميور صل رحه ال‪ ،‬والقصيدة هي‪ 18) :‬بيتا ف بر الطويل(‪.‬‬
‫بجنون ليلى للهيام يول‬ ‫فهل ف كتاب للعذول سبيل‬
‫وكوف ركام بالنحيب يطيل‬ ‫يود ويذري بالدموع كأنا‬
‫وترف أحشاء له فيعول‬ ‫يبيت ونار الوجد تذكى لقلبه‬
‫كما عز رد المس وهو قبيل‬ ‫ويعز على اليام إطفاء وجده‬
‫أصيب رزيات وغاب خليل‬ ‫تيجه ليل العروبة إذ با‬
‫فل القلب يصحو الدهر من بعد فقده ول الداء من عند الطبيب يزول‬
‫ول العي إل كالسيول تسيل‬ ‫فل العيش بعد الكدر يصفو لهله‬
‫تقي نقي عابد وكفيل‬ ‫كري صفي عال متفنن‬
‫وجيه سوح بالعباد نبيل‬ ‫كمي وف العهد شس لقومه‬
‫خفي لعّمي بالله وكيل‬ ‫نصوح فسوح للخلئق جلة‬
‫با جاءنا خي العباد رسول‬ ‫وقد كان فينا مقتدى وهو مقتف‬
‫غياثا خصوبا للعيال حيل‬ ‫وقد كان فينا سيدا متورعا‬
‫وذكرا له بي النام جيل‬ ‫وقد كان بدرا يستضاء بنوره‬
‫يساق به ذو رفعة وجيل‬ ‫َمُيوُر‪َ ،‬مُيوُر اللق بالي حسبة‬
‫له مزنة من عنده ووصول‬ ‫لقد كان ذا ركنا لبنية شيخه‬

‫‪210‬‬
‫‪211‬‬

‫مدي كونه ف اللحد رب وسيل‬ ‫على روضه هطل شئابيب رحة‬


‫على الصطفى شس النهار‬ ‫صلة وتسليما إلي صلي‬
‫جليل‬ ‫مع الل والصحاب ما قال منشد‬
‫فهل ف كتاب للعذول سبيل ؟‬

‫ب – والدته الباّرة السيدة فاطمة ود رحها ال‪.‬‬


‫رثى الشيخ عباس والدته بقصيدتي أولها هي الرثاء ف القيقة استهلها بذكر‬
‫أماكن كثية ف قرية )انكيك( وضواحيها تذكرا لصباه‪ ،‬ث انتقل إل ذكر ماسن الوالدة‬
‫الفقيد‪ .‬أما الثانية فأقرب ما يكون تاريا للوفاة وتسجيل للحداث الت تلتها‪ ،‬يقول ف‬
‫الول‪ 92) :‬بيتا من بر الكامل(‪.‬‬
‫دار الفنا أحياؤها أموات‬ ‫من للبقا ف هذه الدار الت‬
‫ف غي طاعة ربه مرماة‬ ‫ل ينج منها غي عبد ماله‬
‫حلل التقى‪ ،‬ولربه الوجهات‬ ‫خلى عن الدنيا وحلى قلبه‬
‫فصفت لدى الول له مرضاة‬ ‫قد باع عاجلة بئاجلة الرضى‬
‫تسمو بسن فعاله الوقات‬ ‫أفن با يرضي الهيمن عمره‬
‫أهل الكمال فسيما القصرات‬ ‫هذي صفات غاليات أعجزت‬
‫فيفقن فضل من له الدرجات‬ ‫لكن فضل ال فيها كم بدا‬
‫وتعفف عزت لا الرقاة‬ ‫بتبتل‪ ،‬وتعبد وتشع‬
‫إل كرابعة لا نظرات‬ ‫مثل العزيزة ف العبادة ل‬
‫تقوى الله‪ ،‬فدهرها طاعات‬ ‫تــرى‬
‫ف ال تعجز دونا الفطمات‬ ‫خي الفقيدة من نساء الوقت ف‬
‫حسبا ودينا كلهم خيات‬ ‫زهراء فاطمة البتول فشأوها‬
‫ال مذ عقدت لا الرزات‬ ‫فهي الكرية من كريي قومهم‬
‫أخلقها الركات‬ ‫شبت فريدة أهلها ف طاعة‬

‫‪211‬‬
‫‪212‬‬

‫والسكنات‬ ‫ترضي إله العالي وخلقه‬


‫فتصاغرت لصغارها النعمات‬ ‫عظمت عليها نعمة الول لنا‬
‫سباقة بعدت لا الغايات‬ ‫شهدت بذا كل النام فيا لا‬
‫عي بنوم ما با غفلت‬ ‫كم ليلة باتت ول تكحل لا‬
‫وتلوة ف ضمنها ركعات‬ ‫ما بي ذكر والصلة على النب‬
‫صوم التطوع أولا دعوات‬ ‫ولرب يوم صائف ظلت على‬
‫جلت عليها ما لا فترات‬ ‫عرفت شكور للله بأنعم‬

‫وقال ف القصيدة الثانية )‪ 18‬بيتا من بر الرجز(‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫شوال طعسش وفات الورعة‬ ‫ليلة )حي( من ليال المعة‬
‫عبادة‪ ،‬وال رب أعلم‬ ‫خي نساء الوقت فيما نعلم‬
‫من حج مقبول وزار أحدا‬ ‫فاطمة الزهراء بنت أحدا‬
‫عليهما أكب رضوان عل‬ ‫صلى ال عليه ربنا وأسبل‬
‫طلوع روحها الرضي‬ ‫بعيد ما انتهت لنا الوظيفه‬
‫الشريفه‬ ‫راجعة لربا الطاع‬
‫راضية مرضية الساعي‬ ‫باتت بي ليلة وحولا‬
‫طائفة من حولا تدعو لا‬ ‫إل طلوع الفجر والصدور‬
‫فيها انشراح وبا سرور‬ ‫ودفنت أعلى ضحى ف‬
‫حوت أفاضل لنام اليه‬ ‫مقبه‬
‫علم غزير يا لا من منقذ‬ ‫كم با من ذي ولية وذي‬
‫ثلث ساعات لديها جعا‬ ‫وبعد دفنها أقمنا للدعا‬
‫ومعجب بأمرها وحاك‬ ‫والناس بي باهت وباك‬
‫مصابا مزية حواها‬ ‫يا عجبا رزية يراها‬

‫‪ - 1‬حي يساوي ‪ 18‬ف حساب الّمل وطعسش يساوي ‪ 1379‬فيكون تاريخ وفاة الوالدة‪ 18 :‬شوال عام ‪1379‬هـ‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪213‬‬

‫سحائب الرضى بل تناهي‬ ‫أدم على ضريها إلي‬


‫دارا جوار خي مرسلينا‬ ‫واجعل لا العلى بعليينا‬

‫جـ ‪ -‬الشيخ عبد السلم لو رحه ال تعال‪ ،‬الذي توف نار السبت الثان‬
‫والعشرون من ربيع الول عام ‪1376‬هـ فرثاه الشيخ عباس صهره رضي ال عنه‬
‫بالرثية التالية )‪ 13‬بيتا من بر البسيط(‪:‬‬
‫هذا الطهر حقا كل أردانه‬ ‫مضى إل رحة الباري ورضوانه‬
‫وحقق البي بّتا قبل إبانه‬ ‫هذا الذي طلق الدنيا وزينتها‬
‫وفاق علما وحلما كل أقرانه‬ ‫هذا الذي شب ف إرضاء خالقه‬
‫حيا فأعي بتقوى أهل أزمانه‬ ‫صلى على نفسه عزما جنازتا‬
‫خوله وتليه وعرفانه‬ ‫مثل الغفاري ف زهد وكالقرن‬
‫عمت فأعمت فل راء بإيانه‬ ‫من مثله اليوم والهواء جلتنا‬
‫اليان‪ ،‬والروح حلها بإحسانه‬ ‫حلي الظواهر بالسلم باطنه‬
‫عبودية نالا من سر رحانه‬ ‫زانت عبودية تصفي عبادته‬
‫دار السلم سليما قلب إيقانه‬ ‫عبد السلم أتى ال السلم إل‬
‫من عند موله ف روح وريانه‬ ‫يلقى من الفوز والرضوان أكبه‬
‫مبّوأ كان أرضا بي سكانه‬ ‫يكون أعلى فراديس النان له‬
‫ضريح ذا القرم ف سّح وتتانه‬ ‫دامت شئابيب رضوان الكري‬
‫أزكى صلة من الباري‬ ‫على‬
‫ورضوانه‬ ‫ث على الصطفى والل قاطبة‬

‫د ‪ -‬الشيخ أحد جوب )انوب( تواون‪ ،‬الذي كان أحد أخلص التباع ووفاهم‬
‫عهدا للشيخ الليفة أب بكر سي رحهما ال‪ ،‬وكان معروفا بالشيخ )انوب( ولا توف‬
‫رثاه شعراء كثيون لكن العال الكبي الشيخ علي غي رحه ال كان يقول‪ :‬عباس هو‬
‫الذي حاز قصب السباق‪ .‬وتقع الرثية ف )‪ (41‬بيتا من بر الكامل‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫‪213‬‬
‫‪214‬‬

‫ملك اللوك ومالك الشياء‬ ‫الؤمن إل الرضى بقضاء‬


‫يقضي على السراء والضراء‬ ‫رب يصرف ل معقب للذي‬
‫فمعرض دون الرا لفناء‬ ‫رب تفرد بالبقاء وغيه‬
‫وصف الاز لطلق الحياء‬ ‫فله الياة حقيقة ولغيه‬
‫فليض عبد ما القدر شاء‬ ‫جفت با هو كائن أقلمه‬
‫سلم وفوض تسترح بعناء‬ ‫إن قال كن يكن الراد كما يشا‬
‫ليد مال بالراء‬ ‫أمع اختيار ال يتار الفت‬
‫عنقا تيت مقدر اللواء‬ ‫ل ل فما للعبد إل مده‬
‫ف حال النعماء والسراء‬ ‫فالعبد بي الصبعي شئونه‬
‫* ومطالب بالصب عند بلء‬ ‫فمطالب بالشكر ف نعماته‬
‫*‬ ‫*‬
‫لرزية عظمى على اللفاء‬ ‫هذي الرزية ل مالة‬
‫وعلى العبادة والتقى ووفاء‬ ‫إنـــــا‬
‫وعلى السكينة غبطة الدباء‬ ‫وعلى الطريق وأهلها وعلى الصفا‬
‫عرض الديانة طارد الهواء‬ ‫وعلى الرزانة والفتوة والندى‬
‫*‬ ‫*‬ ‫وعلى التعفف من تقى وصيانة‬
‫إلف الليفة حبه بعراء‬ ‫*‬
‫بصفيه وصديقه الوفاء‬ ‫أيطيب عيش ف الدنا من بعد ما‬
‫*‬ ‫*‬ ‫من بعد ما أمسى المام مفجعا‬
‫وعليه يفرغ من دلء ثناء‬ ‫*‬
‫تغنيك فضل صحبة الفضلء‬ ‫ذاك المام مضى إل رحى العلي‬
‫وتقق بطبائع الظرفاء‬ ‫سَماِتِه ممودة‬
‫سَماُتُه َك ُ‬
‫َف ِ‬
‫بالعفو والغفران والرضاء‬ ‫بتعلق صدقا وأحسن تلق‬
‫فال أكرم نزله بلقائه‬

‫‪214‬‬
‫‪215‬‬

‫و – سيدي ممود ابن سيدي ممد البيب التجان رضي ال عنهما‪ .‬توف‬
‫سيدي ممود التجان رحه ال بعي ماضي يوم ‪ 10‬شوال سنة ‪1379‬هـ الوافق‬
‫‪26/11/1972‬م فرثاه الشيخ عباس صل التجان رضي ال عنه برثية ذات ‪ 55‬بيتا‬
‫بر الكامل‪ .‬نقتطف منها ما يلي‪:‬‬
‫ف اللق يبديها بكن فيكون‬ ‫ف كل يوم للله شئون‬
‫بالعكس والقلب الصاب حزين‬ ‫طورا يسر با قضاه وتارة‬
‫أبدا ول يلو لذينك حي‬ ‫فكلها عن وقته ل ينثن‬
‫إل الرضى والصب فيه معي‬ ‫ما للعباد السلمي إذا قضى‬
‫جزعا لا أمضى القضاء عيون‬ ‫إنا رضينا بالقضا وعيوننا‬
‫ما شاء قول يرتضي ويزين‬ ‫لكننا نرضى ونرضي فاعل‬
‫حكما وف الحشا جوى‬ ‫مسترجعي مسلمي لربنا‬
‫وفتون‬ ‫فال نفسا ل يكلف غي ما‬
‫ف وسعها‪ ،‬والق فيه مبي‬ ‫فإذا الرزية ف النام تفاقمت‬
‫وصغارها صم الصخور تلي‬ ‫مهما تكن صغرت لدينا نسبة‬
‫من فقد عقد جاننا وتون‬ ‫من فقد شبل فيه صوله ضيغم‬
‫بدر الهلة‪ ،‬والناب مصون‬ ‫تعلو الثريا دون ما أدن له‬
‫هما‪ ،‬ول تك السخي مزون‬ ‫ما زال مذ عقد الزار يد له‬
‫صدر الصدور كله تكي‬ ‫نعم الفت المود ممود‬
‫ف كل فضل ف النام فنون‬ ‫لـــه‬
‫لكابر هو بينهم ميمون‬ ‫ورث العلى من كل أعلى كابر‬
‫وشعاره التقوى الياة ثي‬ ‫حسن السكينة والوقار دثاره‬
‫يعي الهارق والقلم رهي‬ ‫جم الفضائل والزايا بعضها‬

‫‪215‬‬
‫‪216‬‬

‫لمته عنها أنفس وحصون‬ ‫لو أن من داعي النية حاميا‬


‫حيا بأنفس أنفس لقمي‬ ‫أوان ميتا يفتدي فقداؤه‬
‫أبدا جيل للعباد حسي‬ ‫لكنما فعل الليل بلقه‬
‫ما ليس يعلم غيه ويبي‬ ‫فال يعلم من مصال عبده‬
‫وبصورة النعمى العقاب كمي‬ ‫كم نعمة عظمت بصورة نقمة‬
‫بأصوله هم للنجاة سفي‬ ‫فال يلق خي فرع وارث‬

‫ز – سيدي ممد البيب التجان ابن سيدي ممود ابن سيدي ممد البيب ابن‬
‫سيدنا وشيخنا أحد بن ممد التجان رضي ال عنه وعنهم أجعي‪.‬‬
‫وقد توف الشريف ممد البيب ليلة المعة الامسة عشرة من رجب الفرد عام‬
‫‪1403‬هـ فرثاه الشيخ عباس برثية طويلة )‪ 61‬بيتا من بر الفيف(‪ .‬منها‪:‬‬
‫دونا عندنا له من مكان‬ ‫غاب عنا البيب غيب عيان‬
‫كل عن حصرها الصى‬ ‫ضابط من مزايا ماسن‬
‫باليان‬ ‫ورث السر سر ختم وكتم‬
‫كابرا بعد كابر صمدان‬ ‫أحسن الالقي طابق خلقا‬
‫حسنا منه خلقه الربان‬ ‫وسع اللق كلهم من سجايا‬
‫سحة دان القطوف لان‬ ‫وهو البحر حدثن منه ما شئته‬
‫فيضا من فيضة الرحان‬ ‫قد أتانا عن غفلة غيث جدب‬
‫عم فينا فاهتز كل مكان‬ ‫قام فينا دهرا منيا الدياجي‬
‫بدر ت مطهر الردان‬ ‫جاءه بعد ما استعد يقي‬
‫فأجاب الندا بكل تان‬ ‫راجعا طاهرا طهارة أصل‬
‫راضيا مرتضى بكل أمان‬ ‫تتلقاه من شئابيب زلفى‬
‫رحة ساقها الرضى الرحان‬ ‫)جتش( عامه بمسة عشر‬

‫‪216‬‬
‫‪217‬‬

‫رجب الفرد يا له من شان‬ ‫وافق المر باختيار إلي‬


‫ليلة المعة العظيمة آن‬ ‫أخذت دهشة سويعات حي‬
‫كل قلب ف ربه متفان‬ ‫فترى السحب من عيون تداعت‬
‫وتواصي القلوب بالفقان‬ ‫خصه ربه خصائص شت‬
‫جة ما له با متدان‬ ‫ليس إل يتيمة وسط سلك‬
‫ي وعسجد وجان‬ ‫لؤلؤ ّ‬ ‫نعم ذاك الشار وهو مل‬
‫بينهم بالصوص عند رهان‬ ‫كلهم نسخة من التم لكن‬
‫هو ف ذاك فارس اليدان‬ ‫نال قصب السباق من بي قوم‬
‫أنه أشبه الورى بعيان‬ ‫قد أتانا رواية عن صدوق‬
‫غرر ف حباه كل زمان‬ ‫صورة للتجان أحد عينا‬
‫كان بالعي دونا بتان‬ ‫زافر الظ من تراث باء‬
‫أحدي من أحد العدنان‬

‫ثالثا ‪ :‬المتنوعات‬
‫نقصد بذا باقي قصائده الت قالا ف أغراض متلفة ل يكن درجها بسهولة ف‬
‫الجزاء التقدمة‪ ،‬وإن كان بعضها قد ورد ف أماكن متلفة من هذا البحث‪ ،‬كما أننا قد‬
‫نورد هنا بعض ما أخذنا من بعض القصائد لسن التناسق وجال التصنيف‪ ،‬لكننا راعينا‬
‫أن ل يكون ذلك تداخل ف تعداد البيات‪ ،‬ونسي ف هذه التنوعات على النحو التال‪:‬‬
‫‪ – 1‬دعاء السفر‪.‬‬
‫كان الشيخ عباس رضي ال عنه وجد بيتي لبعض الصالي ها‪:‬‬
‫علّي أكرمت ف بدو وف حضر‬ ‫علّي أكرمت يا مولي ف‬
‫وأنت وحدك ل أنس عن‬ ‫سفري‬
‫البشر‬ ‫وأنت حسب ف الدنيا وآخرت‬

‫فشطرها ث ذّيلهما ببيتي آخرين كما يلي‪:‬‬


‫‪217‬‬
‫‪218‬‬

‫يا جلبا كل خي مانعا ضرري‬ ‫"علّي أكرمت يا مولي ف سفري"‬


‫"عليّ أكرمت ف بدو وف حضر"‬ ‫بسابق الفضل والحسان منك لنا‬
‫فنعم حسب وكيلي قاضيا وطري‬ ‫"وأنت حسب ف الدنيا وآخرت"‬
‫"وأنت وحدك ل أنس عن‬ ‫أنت وليي ف سري وف علن‬
‫البشر"‬ ‫لك الامد ل أحصي الثنا أبدا‬
‫عليك ف أنعم جلت عن الفكر‬ ‫ث على خي خلق ال قاطبة‬
‫أزكى صلتك أناها مدى العصر‬

‫‪ – 2‬مخاطبه للجان ‪.‬‬


‫كان أحد الان‪ 1‬أرسل إل الشيخ عباس رضي ال عنه عن طريق شيخ آخر‬
‫وسيط أبياتا مطلعها‪:‬‬
‫سلم على العباس حافظ سرنا وحافظ سر الشيخ ف الكون‬
‫فسموك عباسا ووافقت فألم ميدان‬
‫فللشيخ حظ من ُسَماه بيان‬

‫ب هذا البيت لقول صاحبه »وحافظ سر الشيخ« وقد رد عليه السلم‬‫وكان ُيح ّ‬
‫ببيتي ضاعا من – للسف الشديد – بي أوراقي الكثية الكدسة‪ .‬لكنه مكث مدة‬
‫طويلة ليس له أي اتصال بم فأنشدها هذه البيات تشوقا إليهم‪ ،‬وكان إذ ذاك ف‬
‫)طابه( ف الامس من جادى الخية عام ‪1395‬هـ الوافق ‪14/6/1975‬م‬
‫إل صاحب الوف لعهدي ناصر‬ ‫فأزكى سلم كان من عاطر‬
‫وصالنا الن والل ماصر‬ ‫إل كل ذي عهد هناك كناصر‬
‫إليهم‪ ،‬ورب ال ل خي ناصر‬ ‫قد اشتد شوقي والظنون جيلة‬
‫فهل بعد طول العهد بين وبينهم يتع ل فيهم لسان وناظري‬
‫وأرجو به تصيل ما ف‬ ‫إل ال أبدي ل سواه اشتكايت‬
‫‪ - 1‬اسم ذلك الن هو‪ :‬ناصر‪ ،‬وكان الان يسكنون ف حّي )غوخباج( بسانلوي‪ .‬وقصتهم مع الشيخ طويلة عجيبة معروفة‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫‪219‬‬

‫ضمائري‬ ‫فأستبلغ الول الكري إليهم‬


‫تايا تباري هم قلب وخاطري‬ ‫فحسب مولنا الوكيل وكالة‬
‫لكل أموري من خفي وظاهر‬

‫‪ – 3‬رسالته الشعرية ‪:‬‬


‫وإل بعض أصدقائه كتب هذه البيات ردا لرسالة له‪:‬‬
‫تاما ول يعزى لعمري له حد‬ ‫فردي سلم ل يسام له ند‬
‫ول العنب الذاكي ول السك ول‬ ‫فلن يبغى الرند الت بطيبه‬
‫الورد‬ ‫إل من إليه اللم والعلم ينتمي‬
‫إل الهتدي العلوم من عنده الد‬ ‫إل الفائق المود طبعا إل الذي‬
‫بإسعافه يرجى الفازة والسعد‬ ‫وحقا هو البوب حضرا وغيبة‬
‫مودته فينا ياورها الكبد‬ ‫وما مقتضى حال القام بعيد ما‬
‫سلم سوى العلم يا من له العهد‬ ‫بأن الذي ذّكرن ل ينس ساعة‬
‫أروح بتحصيل له وبه أغدو‬ ‫وبال نرجو عن قريب وجوده‬
‫على الصطفى السرى الكلم يقظة فصبا به حوز الن وبه المد‬
‫كذا الل والصحاب ما قال قائل صلة وتسليم ما أرعد الرعد‬
‫فردي سلم ل يسام له ند‬

‫‪ – 4‬رموز لتسهيل الحفظ ‪:‬‬


‫من إنتاجه هذا البيت التال الذي ل يعن لقارئه شيئا عند الوهلة الول وهو‪:‬‬
‫خٍم َأِمْن َمٍع إل هنا‬
‫َك ْ‬ ‫َمٍع َشِه َعٍق َكٍم‬
‫زكن‬ ‫َكْلَغَفِمْن‬

‫ف أنه يرمز إل أوائل الساء لدود سيدنا ممد صلى ال عليه وآله وسلم ابتدأ‬
‫من اسه الكري فـ)مع( يعن‪ :‬ممد عبد ال‪ .‬و)شه( يعن شيبة المد هاشم‪ .‬و)عق(‬

‫‪219‬‬
‫‪220‬‬

‫يرمز إل عبد مناف قصي‪ .‬و)كم( يشي إل كلب مرة‪ .‬و)كلغفمن( يعن كعب‪ ،‬لؤي‪،‬‬
‫غالب‪ ،‬فهر‪ ،‬مالك‪ ،‬نضر‪ ،‬وهلم جرا‪ .‬أما قوله إل هنا زكن‪ .‬فالراد منه أن أساء أجداده‬
‫صلى ال عليه وسلم معروف إل )عدنان( كما ورد ف الديث و)زكن( بعن علم‪.‬‬
‫‪ – 5‬وصفه للطائرة ‪:‬‬
‫لعل من إبداعات الشيخ عباس رضي ال عنه وصفه هذا للطائرة وصفا ل نعرف‬
‫مثله ف الشعر العرب الذي اطلعنا عليه يقول‪:‬‬
‫واختر ركوبا من مطايا الو ف جوب الدى كالبق ذي‬
‫اللمعان‬ ‫فتراه يصعد للسماء‬
‫تزري سوى ما فكرة النسان‬ ‫ملقـــا‬
‫شحط القاصي لة بعيان‬ ‫يعطيك أسرع ما تراه مقربا‬
‫وهبوطه كالعاقل التوان‬ ‫يرضيك ف حركاته بصعوده‬
‫بصوت التنور للغليان‬ ‫من شق كاشفة الوا حيزومه‬
‫صدر التيم والشوق العان‬ ‫فله أزيز مراجل بدويه‬
‫من غي ما قلق ول غشيان‬ ‫يطوي بعيد مسافة ف طرفة‬
‫مثل كناد ف ذرى اطمئنان‬ ‫عجبا ترى الركاب ف غلوائه‬
‫أهل المان بعصمة الرحان‬ ‫وهم على ثقة بكتنف لم‬
‫بغدوه ورواحه شهران‬ ‫َفَلدونه ما لبن داود الذي‬
‫ل تعلمون كلمه الصمدان‬ ‫هذا‪ ،‬ويلق ربنا ما شاء ما‬
‫والال مرا كالسحاب يدان‬ ‫ويظنه من فيه طورا جامدا‬
‫ما شاء من حكم ومن عرفان‬ ‫سبحانه اللق يؤت خلقه‬
‫بتعاقب الناء والحيان‬ ‫يبدي الشئون لكل يوم حكمه‬
‫والخرون وما لم من شان‬ ‫فالولون وما لم بشيئة‬
‫فرحا با امتلت لديه يدان‬ ‫فالكل مغتبط بأنعم ربه‬

‫‪220‬‬
‫‪221‬‬

‫فيها إل قمر السماء يعان‬ ‫سبحان ملهم عبده حكما رقى‬

‫‪ – 6‬وصفه لبعض الماكن التي قضى فيها فترة‬


‫من صباه ‪.‬‬
‫ف الرثية الت رثى با والدته الرحومة ذكر بعض الماكن الت حول )انكيك(‬
‫هكذا‬
‫لتذر ف عرصاتا عبات‬ ‫ت(‬‫حت الديار بساحت )انِكيَكا ُ‬
‫ل بي طلولا آيات‬ ‫وقفن مطايا الفكر ف جنباتا‬
‫تواه من شجر لا ثرات‬ ‫ك( خي واد فيه ما‬ ‫فأمر رب )َبْيَن َ‬
‫خلو أفيدتم لم فرحات‬ ‫وأجز إل )انَداَتاِل( ملعب صبية‬
‫س فهي لم جنات‬ ‫دار ِلَمْي َ‬ ‫واسلك سبيل قاصدا )َبُتِكيَج( من‬
‫نار الغدا تتاره الفتيات‬ ‫كم ث من جزل يروق لوقد‬
‫)جيتان‪ ،‬جيتو‪ ،‬مامد( نظرات‬ ‫ولتعط )سسم( عهده من بعد ما‬
‫حولي كان بقربه )كداندات(‬ ‫عطفا )لنب( وقد أقمنا حوله‬
‫)امبكر( فكم حصلت به‬ ‫ولتلتفت جهة الشمال مقابل‬
‫النفقات‬ ‫من بعد ذا اذكر صاعد )متكور( له‬
‫بصعوده وهبوطه زفرات‬ ‫مهل رويدا ف اندارك ضاربا‬
‫ف واد )رام( فلكم به عثرات‬ ‫فيه أخاديد السيول قد اجحفت‬
‫عاليه تبطأ فوقه الطوات‬ ‫واصرف عنان الفكر وقفة‬
‫ف )غاب( ربوته با الموات‬ ‫ساعـــة‬
‫قدما لنا ف أرضها سنوات‬ ‫وبدار )مور غي صب( ف زمن الصبا‬
‫أبدا وف أبداننا حركات‬ ‫فيها معاهد ل نرى ننسى لا‬
‫أثر له ف جنبه غابات‬ ‫و)دقار( نسر هل يرى من بعدنا‬
‫خي الدام وقبلها الورقات‬ ‫و)دقار تي( ثراتا ترضي لنا‬

‫‪221‬‬
‫‪222‬‬

‫)خركان( مقتحما به العقبات‬ ‫ل تنس ل أنسيت يوما كان ف‬


‫فيها‪ ،‬وكم قضيت با الاجات‬ ‫أرض قضينا للصبا حاجاته‬

‫‪ – 7‬رموز لضبط آيات الشفاء قال ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫)قل هو( آيات الشفا لذي أذى‬ ‫)ويش( )شفا( و)يخ( )ونّن(‬
‫يبأ بإذن ال ذي الفضل الزيل‬ ‫وإذا‬
‫إن كتبت ويسق موها العليل‬

‫‪ – 8‬كفاية الطلب في الحث على العلم‬


‫والداب‪.‬‬
‫كتاب مهم تكلم فيه الشيخ عباس رضي ال عنه نظما عن العلم وفضائله‪،‬‬
‫والعلماء ومرتبهم‪ ،‬وعن التعلم‪ ،‬وكيفية التعلم وآدابه‪ ،‬وكنا عددناه ف الزء الرابع حيث‬
‫التصوف والخلق لكنه بدا أن إيراده ف التنوعات أنسب‪ .‬ونقطف منه للقارئ ما يلي‪:‬‬
‫بالشك جل ال ربا وعل‬ ‫فال ل يبعد بالوهم ول‬
‫ف الدين لستغن الصحاب يا رجل‬ ‫لو كان يستغن عن العلم‬
‫*‬
‫*‬ ‫الجل‬
‫فاقرأ إل " أتقاكم " لتعلما‬ ‫*‬
‫مع امتثال أمره يا ذا النهى‬ ‫وجاء ف التنزيل إن أكرما‬
‫علم من الال حقا فافهما‬ ‫تفسينا التقوى اجتناب ما نى‬
‫*‬
‫فراجع الية‪ ،‬واقرأ تعلما‬ ‫كون اجتناب وامتثال دونا‬
‫*‬ ‫وإنا يشى الله العلما‬
‫العلم والتقوى وفعل الي‬ ‫*‬

‫‪ - 1‬آيات الشفاء‪ ،‬سبع هي‪) :‬ويشف صدور قوم مؤمني( )وشفاء لا ف الصدور( )يرج من بطونا شراب متلف ألوانه فيه‬
‫شفاء للناس( )وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني( )وإذا مرضت فهو يشفي( )قل هو للذين ءامنوا هدى‬
‫وشفاء(‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪223‬‬

‫وشيم البرار والكارم‬ ‫أكسد ما يباع ف ذا الدهر‬


‫على اقتفاء سنة الختار‬ ‫من جاءهم بالعلم والكارم‬
‫كمن أتى بيف متنبه‬ ‫مع اتباع السلف الخيار‬
‫والعال البعيد والغريب‬ ‫دون دراهم لم متلبه‬
‫ف دهرنا من بالعلوم قد أتى‬ ‫وذو الغن الكرم والقريب‬
‫*‬
‫والبعض بالبخل وإيذا الار‬ ‫بل أكثر الناس عيوبا يا فت‬
‫والعجب والدعة‪ ،‬بعض بالفند‬ ‫وبعضهم يوصف بالنكار‬
‫ف دهرنا هذا لجل الهل‬ ‫والبعض بالكب وبعض بالسد‬
‫وكل ذا من قلة النصاف‬ ‫بل ربا يوصف أهل الفضل‬
‫*‬ ‫با لهل الفسق من أوصاف‬
‫وطالب الرقى للمعال‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ل تبغ منه بدل ف العمر‬ ‫يا راغبا ف صال العمال‬
‫ف العلم والعمل ل كاللهي‬ ‫عليك بالعلم وفعل الي‬
‫العلم والتقوى وما به شقاق‬ ‫وليكن القصد لوجه ال‬
‫من صال العمل فاطلب واثبتا‬ ‫فالصالات خيها بالتفاق‬
‫نية طالب بل اختصاص‬ ‫ما مثله ما عن به الفت‬
‫*‬ ‫لكنه ل بد من إخلص‬
‫*‬
‫ما به زين بن ذا الي‬ ‫*‬
‫من الل بالدين يلعبونا‬ ‫ترك مبالة علوم الدين‬
‫عمدا كفاك لعبا بالدين‬ ‫*‬ ‫نعوذ بال من أن نكونا‬
‫عن علم دين الالق البار‬ ‫ترك تعلم فروض العي‬
‫ف كل قطر والعلوم استأصلت‬ ‫وجل أهل اليوم ف إدبار‬
‫سيان فيه السود والبيضان‬ ‫وَذاِلكم مصيبة قد خّيمت‬
‫مضا صريا صاح فالفرا‬ ‫وقد تداعى نوها الكوان‬

‫‪223‬‬
‫‪224‬‬

‫*‬ ‫وذلك ل ينتج إل كفرا‬


‫أستاذك الواسطة الكري‬ ‫*‬
‫موقرا منوها لقدره‬ ‫مع أن ذا ل بد من تكري‬
‫*‬ ‫ودم على خدمته وشكره‬
‫إن جاء مستفت من السائل‬ ‫*‬
‫ميز غيا من الرشاد‬ ‫وأعجب العجاب فتوى الاهل‬
‫منه له كالال والراثه‬ ‫لكونه ابن عال نقاد‬
‫بعون من لوجهه تعلما‬ ‫وذلك لعتقاده وراثه‬
‫* كما أضل قومه ف القصد‬ ‫فالعلم غالبا لن تعلما‬
‫يا ويه من طالب الال‬ ‫ضّل ذا الاهل إذ ل يهتد‬ ‫َف َ‬
‫علم خلت من كسبه الطلل‬ ‫من طلب الرشاد من ضلل‬
‫جيعنا ف كل حال جل‬ ‫إذ ليس من بنوة ينال‬
‫ذوي العلوم دونا مراء‬ ‫لذاكم تعلم العلم على‬
‫بالعلم هادين ومهتدينا‬ ‫لكنه أحرى على أبناء‬
‫على صلح والد وعمل‬ ‫كي يقتفوا آثار والدينا‬
‫يقول كان والدي بي الل‬ ‫إن الفت ما كان ذا توكل‬
‫*‬
‫لولد من والد ويرفع‬ ‫بل الفت يقول ها أنا ول‬
‫عليه منوعا أتى يقينا‬ ‫إذ الصلح قد يكون ينفع‬
‫والبن أمسى جاهل وطالا‬ ‫لكنما توكل البنينا‬
‫*‬ ‫وكم أب كان تقيا صالا‬
‫بفظ ما قرأت بالتفهم‬ ‫*‬
‫*‬
‫بالعلم والدب والتأمل‬ ‫ث عليك يا أخا التعلم‬
‫بعمل‪ ،‬وبالتقى منوط‬ ‫ث عليك بالتقى والعمل‬
‫يمل أسفار فل تار‬ ‫إذ فضل كل عال مشروط‬

‫‪224‬‬
‫‪225‬‬

‫ل ينفع العلم بغي ذين‬ ‫وغي عامل فكالمار‬


‫من سيئ الخلق ما أحييتا‬ ‫وكالتقى بّر لوالدين‬
‫لكل مسلم أخي تعبد‬ ‫وطّهرن قلبك ما استطعتا‬
‫والنتمي لشيخك العلم‬ ‫وكن مدى الدهر أخا تودد‬
‫ول تكن من جلة الجلف‬ ‫ل سيما الشريك ف التعلم‬
‫*‬ ‫ل يستخفك جفاء الاف‬
‫فهم الذي قرأت كل يوم‬ ‫*‬
‫بدون فهم آب بالدناءه‬ ‫والزم منه يا مريد العلم‬
‫بقدر جهدك مع الزمان‬ ‫ومن يعّود نفسه قراءه‬
‫بغي أرواح وكالصباح‬ ‫ل بد من تفهم العان‬
‫يتعب ول ترى له إفاده‬ ‫والعلم دون الفهم كالشباح‬
‫*‬ ‫بغي زيت من يرد إيقاده‬
‫ف طلب العلم وراع السننا‬ ‫*‬
‫أهل الصلح فيه يا خليل‬ ‫واحل أذى اللق وقاس النا‬
‫مع التقى عيب الفت يا قوم‬ ‫ول تبال بالذي يقول‬
‫ما كان من عيب إذا ما العلم‬

‫والقصيدة طويلة تقع ف ‪ 188‬بيتا كلها ف الكم والنصائح والفوائد والنوادر‪.‬‬


‫‪ – 9‬علم يقين‬
‫كان الشيخ عباس رضي ال عنه جالسا ف بيته ف لوغا بعد ذكر الورد اللزم‬
‫عشية يوم الميس الثالث من ربيع الول عام ‪1360‬هـ من الجرة‪ 1‬فمن عليه ال‬
‫النان بالوصول إل مقام عال من مقامات الرجال العارفي‪ ،‬وعلم ذلك علما يقينا حد‬
‫ال عليه وسجله ف البيات السبعة التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬هذا التاريخ يوافق‬


‫‪225‬‬
‫‪226‬‬

‫تنيته من عنده متكرما‬ ‫فإن بمد ال أدركت بعض ما‬


‫ولست على شك ول متوها‬ ‫وأطلعن بعض الذي َثّم من سن‬
‫إل الصطفى الادي عليه مسلما‬ ‫فيا رب زدن من ك علما يقودنـي‬
‫إلي يا رحان يا رافع السما‬ ‫وعلما يقود القلب جذبا إليك يا‬
‫وكن يا إلي ف الميع معلما‬ ‫وعلما به علم الكتاب يكون ل‬
‫وبالشيخ مولنا التجان الذي سا‬ ‫باه النب الصطفى وبآله‬
‫والصحاب والشيخ التجان‬ ‫وصل عليه ال ثت آله‬
‫وسلما‬

‫لعل ف هذا – أيها القارئ – ما يروي الصدى‪ ،‬ويبد أوار الظمأ‪ ،‬ويشبع مسغبة‬
‫التطلع إل معرفة شيء من إنتاج الشيخ عباس صل الدب الغزير‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪227‬‬

‫بعض ما قيل عنه وعن قصائده من شعر‬


‫كنا توخينا حت الن إيراد التقاريظ ف أواخر أجزاء الديوان‪ ،‬لكننا ل نكتب بعد‬
‫ف أي مكان ما قاله فيه العلماء والصالون وهم كثيون إل بعض أبيات ذكرناها ف‬
‫علقته بكباء عصره‪ .‬ونريد ذكر بعض قصائد قيل فيه هو أو تقاريظ ل تنشر بعد‪ ،‬أو‬
‫نشرت لكن الصلحة تقتضي تكرارها هنا‪.‬‬
‫‪ – 1‬قصيدة الشيخ ممد بن الصطفى الوريتان‪:‬‬
‫بطيب لقائه نفسا يطيب‬ ‫ين إل ابن عباس حبيب‬
‫ولكن وده منه قريب‬ ‫حبيب قد إذا منه بعيدا‬
‫إل ذلك الناب با النوب‬ ‫ضنائن من تيات ستحدو‬
‫لعمري أن يواصله الريب‬ ‫ب جديرا‬ ‫تواصل منه ُوّد َأ ٍ‬
‫كل هذين منه له نصيب‬ ‫إمام جامع جعا وفرقا‬
‫وحال شهوده فيه يغيب‬ ‫له ف حال غيبته شهود‬
‫تأدب من مالسه أديب‬ ‫فجالسه تنل أدبا فكم قد‬
‫لال من مالسه دبيب‬ ‫يدب إليك منه الال إذكم‬
‫على الندماء ينفخ منه طيب‬ ‫جليس صال ما زال دأبا‬
‫أبو الغوار فيها ل ييب‬ ‫ييب إل الندى داع بال‬
‫على الدين النيف أدار حصنا حصينا ل تزلزله الطوب‬
‫يطاوله ثبي أو عسيب‬ ‫وشيد من زوايا العلم ما ل‬
‫به وبثله يغن اللبيب‬ ‫فعن ُكُتب العاريب اكتفينا‬
‫غريب شكلها شكل غريب‬ ‫نزف له هديا ذات دل‬
‫إل حسب يغار له السيب‬ ‫تسامت من إضافتها إليه‬
‫أذن قد طال التغزل‬ ‫ولو كانت يناسبها نسيب‬
‫والنسيب‬ ‫ترجي ف غد منه وصال‬
‫وإن غدا لناظره قريب‬ ‫وف التحبي ل آل اجتهادا‬

‫‪227‬‬
‫‪228‬‬

‫ومرعى مدحه خصيب‬ ‫مصيب إن أجدت له وإن ل‬


‫أجد إذ كل متهد مصيب‬ ‫وصلى ذو اللل على اللي‬
‫لضرته إذا عظم الكروب‬ ‫نصيب من نداه لكل أرض‬
‫ومن كأس الكرام لا نصيب‬

‫‪ – 2‬قصيدة الشيخ إبراهيم فال الساكن بالقرب من مدينة )تامباكوندا(‪.‬‬


‫برق جل وهنا ستور الغيهب‬ ‫أطار أسراب الكرى عن هدب‬
‫أشرق ل من مشرق الرض فما زلت به مؤرقا ف الغرب‬
‫ول كرى سوى الوى والتعب‬ ‫ونام أصحاب ول فراش ل‬
‫* أوطاننا وماضيات القب‬ ‫ذكرن الحباب والقران ف‬
‫*‬ ‫*‬
‫مراتبا حوت جيع الرتب‬ ‫يا سيدي عباس يا من قد حوى‬
‫شربت من حبك كل مشرب‬ ‫ما عشت ل أنسى لقاءنا وقد‬
‫وودكم ما فاق كل مطلب‬ ‫ونلت من إيناسكم وقربكم‬
‫ونعمة من عندكم منقلب‬ ‫وقد غل ف بجة وغبطة‬
‫بنفحة عن فكرت ل تعزب‬ ‫هدان ال إليكم وحده‬
‫أو واقفا ف موقف الذبذب‬ ‫ل تسبون أبدا مقصرا‬
‫ومطلب أنتم وأنتم أرب‬ ‫بل مهجت فيكم وفيكم ثقت‬

‫‪ – 3‬تقريظ السيد ممد عال بن فت العلوي رحه ال على كتاب )تقيق البان( للشيخ‬
‫عباس رضي ال عنه‪.‬‬
‫واتذهم وسيلة الرحان‬ ‫صاح شر واصحب ذوي‬
‫ولذا التم أحد التجان‬ ‫العرفان‬
‫فيه تقيق ثابتات البان‬ ‫وإذا كنت للطريق مبا‬
‫جامعات أشتات كل‬ ‫فاتذ للطريق خي كتاب‬
‫‪228‬‬
‫‪229‬‬

‫العان‬ ‫فيه ما شئت من جواهر علم‬


‫بغية للوعاة أهل الشان‬ ‫منية للمريد فيما تن‬
‫ومقام اليان والحسان‬ ‫فيه شرط الريد والشيخ كل‬
‫من وصايا تعي كل معان‬ ‫والتخلي قبل التحلي وفيه‬
‫بارقات كبية اللمعان‬ ‫إن يكن حجمه صغيا ففيه‬
‫فالعان مموعة ف الثان‬ ‫صغر الجم ل يضر كبيا‬
‫وسلم با تنال المان‬ ‫وعلى الصطفى أت صلة‬

‫‪ – 4‬تقريظ سيدي باب ابن الشيخ الاج ممد فودي الغيلي على القصيدة )ياقوتة‬
‫المداح ف مدح سيد الشباح والرواح(‬
‫أحب أتانا يسن النظم والنثـرا كعباس من صاغ الدائح كالصفرا‬
‫با الب ابن عباس صل فيا بشرى‬ ‫أحسان آت باليواقيت بل أتى‬
‫حواه الذي مول البايا به أسرى‬ ‫ول ما ف اليواقيت من عل‬
‫كترصيع أشعار الزائر أو بصرى‬ ‫فرائية العباس نظم مرصع‬
‫لي الورى من قد حوى الية‬ ‫تكن من علم الفنون متيما‬
‫الكبى‬ ‫وما هو إل عامل بعلومه‬
‫وعرفانه كيما يازي به الخرى‬ ‫مد بإرشاد البية موضحا‬
‫طريقة التجان حفيد النب السرى‬ ‫بلى هو سن الطريقة بل هو‬
‫الدد ف نشر الداية ل فخرا‬ ‫رأيناه حقا مكرما ومبجل‬
‫على كل قرن بالدراية قد يدرى‬ ‫جزاه إله اللق عن خي خلقه‬
‫وعن كلنا طرا با يوسع الجرا‬

‫‪ – 5‬تقريظ العلمة الختار بن حامد الوريتان‪.‬‬


‫قد حاك حوكا ون من دونه‬ ‫ف مدح من عمه العباس عباس‬

‫‪229‬‬
‫‪230‬‬

‫الناس‬ ‫جنس جديد من الشعر البديع له‬


‫معن عميق‪ ،‬وحوُك الشعر أجناس‬ ‫ترن نغمته ف الذن جاذبة‬
‫سع الصيخ كما ترن أجراس‬ ‫ودب نشوته ف سع سامعه‬
‫دب السلفة لكن ما به باس‬ ‫وفيه من سية الختار من مضر‬
‫درس خصيب وفيه بعد إيناس‬ ‫تعشو العيون إل نباسه وله‬
‫تنباع أيد وأقلم وقرطاس‬ ‫من ل يكن ذاؤه الديوان يطربه‬
‫فما له ببديع الشعر إحساس‬ ‫فعاش للعلم عباس يدرسه‬
‫عصرا ول هذا الشيخ عباس‬

‫‪ – 6‬تقريظ الشيخ صمب جاج ابن ممد النصور الذي كتب بيده الكرية كثيا من‬
‫قصائد الشيخ عباس جزاه ال خيا جزاء‪.‬‬
‫يغن بالدائح باليادي‬ ‫إل الرواد والدباء شاد‬
‫سعنا حي أطرب وهو يهدي إل الساع ما للخلق باد‬
‫تعاطاه الفحول إل التنادي‬ ‫كلم سال من كل عيب‬
‫فقال الندب من أقصى‬ ‫ففكر ث قدر ساعدوهم‬
‫البلد‬ ‫فلول أنه شعر لقلنا‬
‫كتاب منزل م العرش باد‬ ‫به جادت قرية عبقري‬
‫أبو النصور مرشدنا الفادي‬ ‫جزاه ال عنا كل خي‬
‫وأيد شله يوم الصاد‬ ‫على خي النام صلة رب‬
‫وتسليم مع الل العماد‬

‫‪ – 7‬تقريظ العلمة السيد غراي بن أحد يور على فتح القدير‪:‬‬


‫قد أبرزتا لذهان الورى فكره‬ ‫مدائح العال عباس مبتكره‬
‫فلو رأى مفلق تثليثها بره‬ ‫جاءت حروف الجا فيها مثلثة‬

‫‪230‬‬
‫‪231‬‬

‫به كل شطري البيت الذي نشره‬ ‫فالرف يأت رويا وهو مفتتح‬
‫تنسخ قديا على منواله الهره‬ ‫وذلك قد كل عنه الاهرون فلم‬
‫تركت معرفة منها ول نكره‬ ‫لا تصفحتها كل دهشت وما‬
‫والبحر ما كان يبدي للورى درره‬ ‫بر من العلم قد أبدى لنا دررا‬
‫له وما كان منها شاردا قهره‬ ‫جاءت رقاب العان وهي خاضعة‬
‫تكاد عبته تنهل إن ذكره‬ ‫وكان بالصطفى خي الورى كلفا‬
‫واجعله ف صف خي السادة‬ ‫يا رب نوله ف الدارين بغيته‬
‫البره‬ ‫باه أحد خي اللق واللفاء‬
‫الراشدين وأهل بيعة الشجره‬ ‫عليه أسن صلة ال عاطرة‬
‫ما نال ُذو َوَطٍر َيْوما به وطره‬

‫‪ – 8‬تقريظ الشيخ الاج ممد المي ابن السيد زبي رحهما ال‪.‬‬
‫لبنت با ليل بنيت فضضتها‬ ‫َفِتي درة من صداقا هديتها‬
‫فيالك من حوراء نوي تعرضت بليل ولول أن ليلى قصرتا‬
‫* ول أتلذذ إذ بصبح فبثها‬ ‫ولكنها ليل بليلى قصية‬
‫*‬ ‫*‬
‫أمامي مثول الغانيات جلوتا‬ ‫وما هي إل بنت فكر تثلت‬
‫هداك ببنت الفكر منه فحزتا‬ ‫صْل بالدايا لنه‬
‫صْل ِ‬
‫لعباس َ‬
‫ت ِبُدّر َثّم ُثّم خصصتها‬
‫ففز َ‬ ‫فبال يا عباس قد غصت لة‬
‫على الصطفى أزكى صلة تلوتا‬ ‫لكن أصلي ث إن مسلم‬

‫‪ – 9‬تقريظ السيد عبد ال ابن سيدي أحد ابن اسه رحه ال‪.‬‬
‫ف مدح أفضل مبعوث إل‬ ‫جادت قرية ذا الشيخ ابن عباس‬
‫الناس‬ ‫با قد اطرب كل السامعي أل‬

‫‪231‬‬
‫‪232‬‬

‫جزيت خي جزاء يا ابن عباس‬ ‫ب با َذَهبٍ‬


‫لئال حقها َكْت ٌ‬
‫ب بأنقاس‬‫فما يناسبها َكْت ٌ‬ ‫قد أعملت كل ذي كيس تأملها‬
‫بأن كيسك فوق كيس الكياس‬ ‫وأن باعك ف العرفان متسع‬
‫وأن حبك طه ثابت راس‬ ‫فهمك الدهر ف إحياء سنته‬
‫ما أنت عنها بغافل ول ناس‬ ‫عليه أزكى سلمي ذي اللل‬
‫ما صور اللفظ كاتب بقرطاس‬ ‫عل‬

‫‪ – 10‬تقريظ العال العلمة الشيخ ممد بن ممد اللقب بداه أطال ال بقاءه‪.‬‬
‫قد تبدت متالة للعيان‬ ‫ما معان فيما ترى العينان‬
‫وترد العهود من سحبان‬ ‫تجل الدر واليواقيت حسنا‬
‫معربا عن فصاحة وبيان‬ ‫كل لفظ منها يوازي كلما‬
‫نا بعن أبصى من الرجان‬ ‫قد تلى ثوب البلغة مزدا‬
‫بابلي ينساع ف الذهان‬ ‫تلب القلب بانسجام بديع‬
‫فاستحال الال ذا إمكان‬ ‫ل ُتكّذب إن قلت جرم مضيء‬
‫سيها نو بارئ الكوان‬ ‫صرن قوتا مرقيا لقلوب‬
‫ر سناها اليمون ذي اللمعان‬ ‫وعشا الواله الب إل نو‬
‫جل عن أن تراه باصرتان‬ ‫فاستفاد اقتباس نور مضيء‬
‫نصتة الوان النشد اليان‬ ‫وأصاخ الساع نو هداها‬
‫ـها تغار العينان والذنان‬ ‫فغدت فيما أدركت من معانيـ‬
‫للخدي الفان به الولان‬ ‫أم هي أنوار ين طه تسنت‬
‫ف التجان منبع العرفان‬ ‫أم هي النوار الت قد تلت‬
‫ـلفظ ف مدح الصطفى العدنان‬ ‫تلك أفكار مفلق صاغ معن الـ‬
‫درر العن الافل الفتان‬ ‫وتداعت إليه من كل وجه‬
‫هن من أبكار العان السان‬ ‫فاصطفى من غر العان حسانا‬

‫‪232‬‬
‫‪233‬‬

‫مصونات عن سوى التجان‬ ‫وارتضى من تلك السان عقيلت‬


‫فيضه إذ فيه التقى البحران‬ ‫خات الوليا المد لم من‬
‫منهما ما له من النوع ثان‬ ‫كيف ل ؟ وهي مدح ختمي كّل‬
‫ـخ حوى فردا ساحة اليدان‬ ‫زبدة العلم والعارف من شيـ‬
‫ـمصطفى الادي ف ابتكار‬ ‫عبأ العمر مولعا بامتداح الـ‬
‫العان‬ ‫ذلك الاجد الكري ابن عبا‬
‫س حليف العلوم والتقان‬ ‫بارك ال جل فيه وأضفى‬
‫حوله سور الفظ من كل شان‬ ‫وكما شا أبقاه جعا لشمل الْد‬
‫دين بالذب عنه كل مكان‬ ‫وصلة تدى لطه وتسليـ‬
‫ـم بعّد الشيا من الرحان‬

‫‪ – 11‬تقريظ شيخ تان غاي‪.‬‬


‫عند ما فرغنا من جع الزء الول من ديوان الشيخ انطبعت ف ذهن هذه البيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫أم حلة هي للجميع جال‬ ‫درر ُتنّظم عقدها السنغال‬
‫نسجت بأروع ما يكون وأبدعت كم أبدعت ف نسجها‬
‫السنغال‬ ‫بباعة من مفلق ذي صولة‬
‫بوغى الفنون ياف منه رجال‬ ‫بقريِة اْبٍن لو تريد ثقافة‬
‫هو وحده شّدت إليه رحال‬ ‫بدائح معن تفوق َسواءها‬
‫وصياغة هي للبليغ كمال‬ ‫فإذا وقفت تأمل أبياته‬
‫أدركت أن ليست لا أمثال‬ ‫فكأنا الشعراء منذ بزوغه‬
‫أفلوا وما بقيت لم أحوال‬ ‫فكأنا ل يدحوا من قبله‬
‫مدحا له عند الفحول جال‬ ‫ل تتلف أبدا فتخرج خاسرا‬
‫قد سلمت بقالت البطال‬ ‫خض بره تظ الواهر كثرة‬

‫‪233‬‬
‫‪234‬‬

‫ف جودة هي للنام نوال‬ ‫طالع من الديوان أي قصيدة‬


‫يعجبك من إن حكمت مقال‬ ‫ذاك ابن عباس أديب شيوخنا‬
‫شهدت بوفرة علمه العمال‬ ‫قد جال ف حق النب حقيقة‬
‫جولن فن غيه أشكال‬ ‫ف أحد خي الورى فتبينت‬
‫أطواره بالق والحوال‬ ‫ف آله وصحابه من حيث هم‬
‫نيلوا من العداد أو قد نالوا‬ ‫فيما لم بي النام مزية‬
‫ل يظ قط عشرها البدال‬ ‫أحسنت ذا الفن الرفيع جزالة‬
‫ق ف العان الال‬ ‫ف اللفظ صد ٌ‬ ‫فليض عنك الصطفى وصحابه‬
‫والؤمنون جيعهم والل‬ ‫فعليهم صلوات مولنا العلي‬
‫ما أبدعت ف نسجها السنغال‬

‫لوغا ‪16/12/1980‬م‬
‫شرنا ببشارة له من مولنا وشيخنا أحد‬ ‫وكان الشيخ عباس رضي ال عنه ب ّ‬
‫التجان حيث جرى على لسانه ليلة الربعاء التاسع والعشرين من ربيع الثان عام‬
‫‪1406‬هـ الوافق ‪31/12/1986‬م ف بيته دكار »أنت ولدي حقا وأمين صدقا«‬
‫فكانت جلة ذات مغزى روحان عميق تؤكد ما كنا نعتقده ف هذا الشيخ الليل والرب‬
‫الدليل‪ ،‬فقلت تليدا لذلك‪:‬‬
‫من العان إل شيخي ابن عباس‬ ‫بنوة الروح ساقت ما ِبَدْرَدا ِ‬
‫س‬
‫من بعد جلة إرهاص كنباس‬ ‫فصار وارث ختم الوليا علنا‬
‫إل الوفق بي الن والناس‬ ‫هذي عناية رب‪ ،‬ليس يلكها‬
‫بي الرقي ِوْلدا باسم عباس‬ ‫ل غرو‪ ،‬أن أبا العباس منتخب‬
‫أمانة السر ف العطاء بالكاس‬ ‫هذي البنوة تقيقا ُتحّمله‬
‫لكنما قدره عندي على الراس‬ ‫تلك المانة سر لست أفهمه‬
‫أرجو به شرب خر الوصل مزدهرا ف بردة الود يكسون با‬

‫‪234‬‬
‫‪235‬‬

‫الكاسي‬ ‫فألق الركب ممول على وزري‬


‫وريث سر أب العباس ف فاس‬ ‫باه َمْن كل سر منه منبثق‬
‫صلى عليه إلي َقْدَر أنفاسي‬ ‫وجاه َمْن سر فيه منتكم‬
‫عليه رضوان واقي الضر والباس‬ ‫وجاه من سيقت السرار جلتها‬
‫له من البقعة الغراء درداس‬ ‫مد الله له عمرا لينفي ما‬
‫قد حل بالناس من لبس وأدناس‬

‫لوغا ‪7/1/1987‬م‬
‫ولا توف رضي ال عنه وردت إلينا ف حقه الراثي التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬من الستاذ ممد دام سك‪:‬‬
‫وكن قويا عزيزا دون ما سأم‬ ‫يا قلب صبا فما ف ذاك من بدل‬
‫فاللد ل ل من سة النسم‬ ‫هون عليك مقرا للورى علنا‬
‫نعى ابن عباس يا لفي ويا ألي‬ ‫قد عمنا الزن لا شاع يا أسفي‬
‫رحيل ذا الشيخ يا للخطب من‬ ‫كأنا الناس صرعى حينما علموا‬
‫جسم‬ ‫قد أنكر البعض ف ذعر وف هلع‬
‫لقد طوى الوت شيخا كان منظره قول الذيع فيا للمر من حدم‬
‫ينسيك دنيا وما فيها من النعم‬ ‫شخص تلك أوصافا غدت مثل‬
‫لكل مستنبط للحق معتصم‬ ‫فنحن نبكي على شيخ غدا سندا‬
‫ف العدل والود والتقوى وف الكرم‬ ‫نبكي على قائد ضن الزمان به‬
‫ف الب والزهد والفتوى وف المم‬ ‫فنحن نبكي ول ننفك ما بقيت‬
‫ف السم روح وما ف الرح من أل‬ ‫فليبكه الناس من قرب ومن بعد‬
‫حت العادي بكوا رغما لنفسهم سيان منهم لا ف ذاك من نعم‬
‫على ابن عباس ف غم وف ندم‬ ‫حلم وصب وعزم ث معرفة‬
‫رفق ساح وفاء راسخ القدم‬ ‫حزم وصدق وإيان وتضحية‬

‫‪235‬‬
‫‪236‬‬

‫عند الصائب يا عزي بذا العلم‬ ‫ذو هيبة عاش ممودا ومترما‬
‫بي اللئق من جن ومن نسم‬ ‫لقد حى الدين والعمال شاهدة‬
‫وأثبت الق بي الناس ف الصمم‬ ‫سكوته حكمة ونطقه عب‬
‫وقد حوى السبق ف علم وف الكرم‬ ‫لقد سوت إل العلياء معتليا‬
‫وحزت ما حزت من عز ومن عظم‬ ‫واجهت كل صعاب الدهر معتصما‬
‫ببل منشئ كل اللق من عدم‬ ‫علمتنا الصب والثار ناطقة‬
‫وقدتنا لطريق العدل والقيم‬ ‫بنيت مدا جديدا تلو مدكم‬
‫أحييت سنة خي اللق كلهم‬ ‫يا خي من مد فينا ظل سيدنا‬
‫ممد سيد السادات والمم‬ ‫صفاء طبعك مشهود ومعترف‬
‫به ول غرو هذا أفضل الشيم‬ ‫قد كنت مؤنسنا واليوم موحشنا‬
‫فنحن بعدك ف حزن وف أل‬ ‫فشكرنا لك يبقى دائما أبدا‬
‫وذاك واجب من نالوا من النعم‬ ‫وال يزيك خيا وافرا كرما‬
‫باه أقوم كل العرب والعجم‬ ‫عليك رحة رب خالقي كرما‬
‫باه خات رسل ال كلهم‬ ‫عليك رضوان مولنا وبارئنا‬
‫باه أفضل من يشي على القدم‬ ‫عليك فضل إله الناس مبدعنا‬
‫باه شافع سادات ومن خدم‬ ‫يا رب طيب ثرى من كان قدوتنا‬
‫إل صراطك ف علم بل وهم‬ ‫يا رب عفوك كطلوب لرائدنا‬
‫فريد ذا العصر ف شعر وف حكم‬ ‫غفران رب مرجو لسيدنا‬
‫شيخي ابن عباس ف لطف وف عصم‬ ‫يا رب أسكنه أعلى جنة وجدت‬
‫مصاحبا مصدر الجيال والمم‬ ‫وأيدن رب منصورا خليفته‬
‫ليحمي الهل والتباع من ظلم‬ ‫واحفظه من مكروه ومن ضرر‬
‫ومدد العمر ف سعي وف هم‬ ‫ويسر المر رب منك تكرمة‬
‫واحم العشية والتباع من سدم‬ ‫وصل يا رب سلم دائما كرما‬
‫على رسول الدى والق والقيم‬ ‫والل والصحب وتنصر ديننا أبدا‬

‫‪236‬‬
‫‪237‬‬

‫باه حبك أصل الي والنعم‬


‫يوم الثني ‪ 15‬يوليو ‪1990‬م‬
‫الوافق ‪ 21‬ذي الجة ‪1410‬هـ‬
‫‪ – 2‬من ابنه القرئ الشيخ ممد المي صل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫دعد سعاد سعداها وميات‬ ‫قد طابن اليوم عن ليلى وجارات‬
‫غليق رهن عليه خي مرضات‬ ‫رثاء شيخ عدي الثل والدنا‬
‫لا عل نعي هذا الشيخ برهات‬ ‫بكت وحق لا أهل السما أسفا‬
‫شيخي ابن عباس مشهود الوليات‬ ‫نعي الذي حاز قصب السبق معتليا‬
‫قد ساهتنا به أيدي النيات‬ ‫فعال عامل ل ذو روع‬
‫لذلك الشيخ مشهور الفضيلت‬ ‫وعم المصار كل الناس فقدهم‬
‫فاق الثريا با فيه مزيات‬ ‫فقيه ذا العصر أستاذ الساتذ من‬
‫فاسأل أو إن شئت فاخب من متلمذه ما بثه من علوم دون فلتات‬
‫ل من عينه الفرار بالذات‬ ‫يكفيك عن فره عي له وكفت‬
‫أيضا نعزي به أهل الطباقات‬ ‫إنا نعزيه ذا الدين النيف كما‬
‫مثل الغيبة رنات وآهات‬ ‫أمست »سنيغال« حزنا بعد غيبته‬
‫علم وحلم وصب ف الرزيات‬ ‫أخلقه سجح فاغنم بعد كها‬
‫إغضا وعفو وزهد ف الدنيات‬ ‫ساحة ومواساة وتكرمة‬
‫لي العريكة مصباح الفاجات‬ ‫شهم الناب عزيز النفس ذو حكم‬
‫حلحل ولبيب ذو رزانات‬ ‫ذو هيبة دون زرء من بشاشته‬
‫بواقل دون ترداد وريبات‬ ‫إن قلت قس فأرباب البلغة قل‬
‫وقل إذا شئت سحبان الفصاحات‬ ‫أو حات ذا فباقيهم موارده‬
‫والشعر منه لبيدا ف البديعات‬ ‫ينسى إياسا فل تعبأ فراسته‬
‫أو ابن أدهم زهدا ف الدسيسات‬ ‫وأحنف اللم أو لقمان ف حكم‬
‫أن يهدي ال من تاهوا من النات‬ ‫أواه يا شيخ يا من كل هته‬

‫‪237‬‬
‫‪238‬‬

‫يهل »بخ بخ« لا فيه مزيات‬ ‫أواه يا من مت لقاه معربه‬


‫عن العيون جليا ف البصيات‬ ‫أواه يا شيخ هذا أنت متفيا‬
‫لكل ما كان فيه نيل مرضات‬ ‫أواه أواه يا غطريف قائدنا‬
‫من ذي الدنيا فيما شرواه من آت‬ ‫من حاد عن كل ما فيه خزعبلة‬
‫وافيت منا زرافات زرافات‬ ‫ألبست يا شيخ من ثوب التفضل من‬
‫حبا وألود برا ذا مودات‬ ‫داريت حت جعلت الب ذا أبن‬
‫خل يود ويغن عن مداجات‬ ‫داهنت حت رددت القتل ذا لدد‬
‫حت اهتدى نج قوم خي خيات‬ ‫صانعت كل خليع الرسن ذا سد‬
‫بأرغد العيش روضات وجنات‬ ‫ن هادئا مطمئنا وانش مرتقها‬
‫من بارئ اللق موليك العطيات‬ ‫عليك دوما شآبيب الرضى أبدا‬
‫له الهات أهراس العداوات‬ ‫دمثت مضجع علم بعد ما فرشت‬
‫وما تقاعست ف رد الماحات‬ ‫كما تباطأت مو الهل ف عدد‬
‫قد ماد صوب لعي مارد عات‬ ‫قومت ما شان هذا الدين من عوج‬
‫يا شيخ هذي حفاوات البشارات‬ ‫جزيت خيا عن السلم فاغتبطن‬
‫برحة ال واغنم خي منجاة‬ ‫فانعم هنيئا مريئا ف بلهنية‬
‫من الصعاليك أذواء اللبانات‬ ‫واسيت حسا ومعن معتفي كرم‬
‫ذيول مد بأعمال سنيات‬ ‫جررت فوق النجوم الزهر مرتقيا‬
‫عن كل حقلك ألوى ذي‬ ‫ضربت صفحا فلم تعبأ إذايته‬
‫خصومات‬ ‫حت لكل عدي كاشح حرد‬
‫أمسى مبا حيما ذا مودات‬ ‫أدبرت كل حضيض سافل شما‬
‫ورا وراء بمات عليات‬ ‫خلفت ل زلت مرحوما لنا عددا‬
‫دروس هديك للحال والت‬ ‫جاوزت من ذات عرق عابرا وقل‬
‫ما شئت فارعد أبا قابوس أو هات‬ ‫يا من يعد رذاذ النوء فاقتصرن‬
‫فإن عد كه مض الحالت‬ ‫قل ابن عباس أبدى نج من سلفوا‬

‫‪238‬‬
‫‪239‬‬

‫وغاب عينا فما من مثله يات‬ ‫لكنه حاضر الذهان طول مدى‬
‫نسيج وحد ودع عنك الكنايات‬ ‫وصى بآخر ما وصى النب به‬
‫عليه أغلى سلمات زكيات‬ ‫وهو الصلة بدا ل منه شاهد ذا‬
‫فاحرص عليها وحافظ كل هيئات‬ ‫سيقا له من إله سيل رحته‬
‫قد عم كل الورى ف كل أوقات‬ ‫قولوا جيعا وما ذاك من حرج‬
‫الاج عباس مغناطيس سادات‬ ‫ث الصلة وتسليم الله على‬
‫ممد خي خلق ال مزيات‬ ‫والل والصحب من قفوا مناهجه‬
‫ف كل أقود أرباب السيادات‬

‫يوم الحد ‪ 8‬يوليو ‪1990‬م‪.‬‬


‫‪ – 3‬من الستاذ جبيل غاي أحد أحفاده بعنوان‪:‬‬
‫قد فقت من سبقوا‬
‫استغرب الناس من حزن ومن جزعي فقلت للناس خلون وأحزان‬
‫فقلت خطب يشيب رأس ولدان‬ ‫قالوا جزعت لمر ذي خطر‬
‫وخطبنا وهو خطب يزن الفان‬ ‫تدبروا قبل إصدار القرار بنا‬
‫ول بذات جال أو بأغصان‬ ‫ما حزننا بزامي وأغنية‬
‫زهد تقى فوق كل النس والان‬ ‫لكن بعلم وأخلق ومعرفة‬
‫فالقلب من ل يأت لينهان‬ ‫يا عي ما لك ل تبكي دامية‬
‫يلي الدجى ويناف كل أردان‬ ‫فابكي لعلم صحيح جيد حسن‬
‫يينه دون أن تأت ببهان‬ ‫بر من الود يعطي كل ما ملكت‬
‫ف سلكهم وهو ركن كل أزمان‬ ‫إن عد أشياخنا تلقاه مندما‬
‫أو سنة الصطفى من غي بتان‬ ‫إن كنت تطلب شعرا فهو فوقهم‬
‫من أين يأت الذي يسعى ليعان ؟‬ ‫أبا اليتامى أبا اليات وا أسفاه !‬
‫للسد ؟ من منقذ أهلي وإخوان ؟‬ ‫تركت فينا فراغا من يقوم له‬

‫‪239‬‬
‫‪240‬‬

‫بل كنت تعلن حربا للدنا الفان‬ ‫ما كنت تتم بالدنيا وزخرفها‬
‫يدرك بأنك تبغي وجه رحان‬ ‫ومن رأى دوركم بالقرب معهدكم‬
‫ما قض مضجعهم ف كل أحيان‬ ‫تبدي النصيحة للمحتاج حي بدا‬
‫وكنت تصفح أو تعفو عن الان‬ ‫قد كنت تنفع كل الناس من كرم‬
‫وكنت تعطيهم من كل إحسان‬ ‫قد كنت تدعو لكل الناس عافية‬
‫ف ال إذ كنت تبدي صاحب‬ ‫ما كنت تدح شخصا غي ذي ثقة‬
‫الشان‬ ‫ول تبل قط من مولك لومة ل‬
‫ئم وقومت من قاص ومن دان‬ ‫انار ركن من الدين النيف بكم‬
‫بذاك قد بت أشكو جرح وجدان‬ ‫كم آية نزلت للناس تعجبهم‬
‫حت نزلت لتمسي ركن الركان‬ ‫ل يتري بكلمي غي ذي حسد‬
‫كأن تشك لنور الشمس عينان‬ ‫حجبتم باجتهاد ذكر من سبقوا‬
‫بالعلم والود والتقوى وعرفان‬ ‫أعطى الرسول لكعب بردة كرما‬
‫بدحه بعد هجو أهدر القان‬ ‫لقد مدحت ميدا دون سبق هجا‬
‫من حقكم كل جود دون منان‬ ‫إن كان مدح رسول ال مكتفيا‬
‫بالشطر موجب جنات ورضوان‬ ‫فما جزاء الذي جادت قريته‬
‫طول الياة بآلف ورنان‬ ‫فال أعطاكم من بعدكم خلفا‬
‫يشفي الروح ويمي كل بنيان‬ ‫وأن يفف للمنصور ممله‬
‫حت نراه يفوق كل أقران‬ ‫وأن يهطل دوما رحة لكم‬
‫ما بات طي وأفراخ بأفنان‬
‫جبيل غاي ‪10/7/1990‬م‬
‫‪ – 4‬من شيخ تان غاي بعنوان‪:‬‬
‫عباس العبابيس‬
‫وف القلب حزن وطؤه الصب قاتل‬ ‫قد انصب غرب العي والعقل ذاهل‬
‫قد استشكلت عندي‪ ،‬وإن ماول‬ ‫وقد طار عن الشعر حت بوره‬
‫‪240‬‬
‫‪241‬‬

‫افعل فرط الول والدمع سائل‬ ‫لسان لفرط الول منعقد بل‬
‫سوى فقد كل الي‪ ،‬والكون زائل‬ ‫وأقعد فكري فقد من ليس فقده‬
‫وُووري الثرى رمز التقى وهو‬ ‫فكيف إذا رمز النباهة قد نعي‬
‫كامل ؟!‬ ‫وكيف إذا الخلص والصدق والدى‬
‫خلت من معانيها وخرت تذايل ؟!‬ ‫وكيف إذا عي الثقافة ناضب‬
‫وخار الذكا فعل وأقوت منازل‬ ‫إذا ما نعى الناعون شيخي ومزكئي‬
‫فمن جدت عيناه – ل شك – باخل‬ ‫ومن ل يانعه السى دون نومه‬
‫يعب بدى ما عيب منه السافل‬ ‫ُأَبّكي على الفضال من كان دونه‬
‫كرام لم بي الكرام فضائل‬ ‫وأبكي على من سنة الصطفى ازدهت‬
‫با دائما أسحاره والصائل‬ ‫وأبكي على الغطريف وارث شيخنا‬
‫ـتجان فيما كان سرا يزاول‬ ‫التـ‬
‫* على واقع الحداث‪ ،‬والهل شامل‬ ‫وأبكي على العلم الدقيق مطبقا‬
‫من الي والثار دوما دلئل‬ ‫وأبكي على الوعظ البليغ تقله‬
‫وأبكي سديد الرأي وهو جداول‬ ‫وأبكي على العزم القوي ف تشاور‬
‫أبكي على ما ازدان منه الوائل‬ ‫وأبكي على النصاف والعدل مثلما‬
‫تبارى ذوو نوى ثقات أفاضل‬ ‫وأبكي على ذاك الذي ف بكائه‬
‫*‬ ‫*‬
‫ستبكي اليتامى بعده والرامل ؟!‬ ‫فمن لذوي الوطار بعد غيابه‬
‫أبا ما له بي الرجال أماثل ؟!‬ ‫وتبكي تلميذ الكتاتيب كونه‬
‫وينفق فيها كل ما هو طائل ؟!‬ ‫ومن يصل الرحام مهما تباعدت‬
‫* ويضفي عليهم كل ما هو نائل ؟!‬ ‫ومن ينجد الستخدمي بسرعة‬
‫ويهدي إل الغفران والي شامل ؟!‬ ‫ومن يرشد السترشدين بكمة‬
‫وإن عجزت من قبل فيها فطاحل ؟!‬ ‫ومن لدروس العلم تشرح سهلة‬
‫فما مثله ف ذاك إل قلئل ؟!‬ ‫ومن ذا بتعمي الساجد دائما‬

‫‪241‬‬
‫‪242‬‬

‫لتكوين أجيال با الدين صائل ؟!‬ ‫ومن ذا يشيد العهد الفذ نوعه‬
‫ويسكن ما الكواخ منه تاثل‬ ‫ومن ذا الذي يبن مساجد قد غلت‬
‫جيل من الفعال يأتيه فاعل‬ ‫ومن ذا ؟ ومن ذا ؟ ل أرى ما أعده‬
‫وذروته يعنو له التطاول‬ ‫ول يك عباس العبابيس إسه‬
‫*‬ ‫*‬
‫فدونك ف هدي العباد الوائل‬ ‫أيا شيخ ! أنت الشيخ حيا وميتا‬
‫* بيبة ليث قد رأى من يباسل‬ ‫لقد فقد الكوان فيك تواضعا‬
‫قد احتشمت للناس منها بواسل‬ ‫وقد فقد الحلم فيك صراحة‬
‫إذا غازل العن تطوع التفاعل‬ ‫وقد فقد الشعار إذ غبت مفلقا‬
‫ترب بضبط النفس منه أفاضل‬ ‫نعم‪ ،‬ما رأت عين سواك مربيا‬
‫ترقى بلمح الطرف منه بالل‬ ‫وما إن رأت عين سواك مرقيا‬
‫سياسية عزت عليها أراذل‬ ‫قد اقترفت جل الشائخ هفوة‬
‫تداولا بي النوادي القاول‬ ‫وأنت نزيه ل تلوثك تمة‬
‫*‬
‫له ما جرت – وال – منه الناهل‬ ‫ومثلي فقي الال يناك وفرت‬
‫تعلم فيما قبل منه الفاضل‬ ‫ومثلي عدي العلم علمته با‬
‫بأحسن توجيه به الهل زائل‬ ‫ومثلي غليظ الطبع لينت شوكه‬
‫فكان بعي القلب منه فواضل‬ ‫ومثلي مجوبا لكثر ذنوبه‬
‫*‬ ‫*‬
‫وليس لا بي الزايا بدائل‬ ‫فل ترمن من مزايا عهدتا‬
‫ملذ إذا خيفت علي النوازل‬ ‫ول تتركن والطوب‪ ،‬فأنت ل‬
‫با الروح تي‪ ،‬أو با العقل عاقل‬ ‫ول تقطع المداد عن هنيهة‬
‫سّيي الذي قد فاض منه الناهل‬ ‫وبلغ إل ذاك الناب تيت‬
‫علي رداء ل ترمه الوائل‬ ‫وقل إنن أرجو وأنظر خلعه‬
‫مفاتيح فتح تبتغيه الكامل‬ ‫وأرسل إلينا منه فيضا سيوله‬

‫‪242‬‬
‫‪243‬‬

‫وأشهد رب كل ما أنا قائل‬ ‫وكن واثقا أن على العهد ثابت‬


‫*‬ ‫*‬
‫إذا بقيت للذكر يوما وسائل‬ ‫يصب على مغناك شؤبوب رحة‬
‫فييأس منهم ذو قلى والغوائل‬ ‫ويرخي على البناء رب أمانه‬
‫على الصطفى من منه ترجى الفضائل‬ ‫سلماه – ما مدت يدا ذي تضرع ‪-‬‬

‫شيخ تجان‬
‫غاي‬

‫‪243‬‬
‫‪244‬‬

‫الخاتمة‬
‫هذا هو الشيخ الاج ابن عباس صل رضي ال عنه‪ ،‬شيخ الشعراء‪ ،‬وشاعر‬
‫الشيوخ ف صورة مصغرة من حياته الافلة بالماد والفاخر‪ ،‬وف إنتاجه الغزير الزاخر‬
‫بالاسن‪ ،‬التقطناها بعدسة المل والتعابي قصد تعريف ذلك الشيخ الذي كان ميطا ل‬
‫ساحل له ف العلم والستقامة والولية‪ ،‬كما كان صالا متواضعا يب النسان‬
‫لنسانيته‪ ،‬والسلم لتدينه‪ ،‬والتجان للتزامه‪ ،‬وكان خّيرا َيْأَمُن جاره بوائقه‪ ،‬يصل الرحم‬
‫بكل وسيلة متاحة‪ ،‬عابدا تقيا‪ ،‬شجاعا سخيا‪ ،‬يكرم العلماء ويترم الكبار‪ ،‬يرحم‬
‫الصغار ويواسي الضعفاء واللهوفي‪.‬‬
‫قد تكون هذه الصورة الت أخذناها عنه قاتة أو غي واضحة نوعا ما‪ ،‬إما لغموض‬
‫كلمات‪ ،‬وإما للتباس تعابيي‪ ،‬وكلها عيب ف التصوير الفن‪ .‬ولكن حسب أن أكون‬
‫قد عّرفت القارئ الكري شيخي الدليل‪ ،‬وحبيب الوف‪ ،‬وجدي العطوف رحه ال‪،‬‬
‫فيعرف عنه شيئا جديدا مفيدا‪ ،‬لعتقادي الازم أنه أسوة حسنة لكل مؤمن غيور على‬
‫دينه وأمته‪ .‬لكنه مثال يتذى ف غزارة إنتاجه التلخص ف دواوينه القسمة خسة أجزاء‬
‫أو ستة‪:‬‬
‫‪ – 1‬الزء الول ‪ 64‬قصيدة ف ‪ 2978‬بيتا‬
‫‪ – 2‬الزء الاص ‪ 22‬قصيدة ف ‪ 763‬بيتا‬
‫‪ – 3‬الزء الثان ‪ 60‬قصيدة ف ‪ 2958‬بيتا‬
‫‪ – 4‬الزء الثالث ‪ 27‬قصيدة ف ‪ 978‬بيتا‬
‫‪ – 5‬الزء الرابع ‪ 26‬قصيدة فـي ‪ 1168‬بيتا‬
‫‪ – 6‬الزء الامس ‪ 26‬قصيدة ف ‪ 1302‬بيتــا‬
‫‪ 10147‬بيتا‬ ‫‪225‬‬ ‫الموع‬

‫هذا هو العدد الذي عندي‪ ،‬ويكن أن يطلع عليه كل من يريد بالضافة إل ثلثة‬
‫أبيات‪ ،‬نتم با هذا البحث تبكا‪ .‬وإل فهناك من إنتاجه ما ل ندرجه ف جزء لن ل‬
‫أستطيع أن أريه أحدا لرد أن الشيخ كان منعن من لك لسبب وجيه ل أذكره‪ .‬ومهما‬
‫‪244‬‬
‫‪245‬‬

‫يكن من شيء فإن هذا النتاج الدب الكثي يتميز بدقة العان‪ ،‬والتصوير الفن البديع‪،‬‬
‫وخصوبة اليال ف غي جنوح‪ ،‬وحسن اختيار الكلمات‪ ،‬وجال الزاوجة بي الفردات‪،‬‬
‫واحترام القواعد العربية‪ ،‬وصدق العاطفة‪ ،‬وتقريب العان البعيدة بأسلوب »سهل متنع«‬
‫بفردات جزلة زنانة موحية‪.‬‬
‫وقد تذهب بالشيخ الشاعر مقدرته العربية الشعرية إل بعض التفنن ف استعمال‬
‫السنات البديعية‪ ،‬وحساب الّمل بشكل رائق راق مثلنا لبعضها كما قرأت مثل قوله‪:‬‬
‫ييد ل من صفر اللوبه‬ ‫بشي قلب ضحوة العروبة‬

‫يرمز به إل تاريخ إنائه )دليل الساري إل اللك الباري( وهو‪ :‬ييد ‪ 27‬من صفر‬
‫عام )بشي قلب( = ‪1304‬هـ‪.‬‬
‫وقوله ف تديد ميلد شيخنا أحد التجان رضي ال عنه ووفاته‪:‬‬
‫‪ – 1‬ميلده ‪:‬‬
‫»مولد التم« اختب‬ ‫مولد التم العلي النتمي‬
‫تغتنم‬

‫فمولد التم يساوي بإسقاط اللف ‪1150‬هـ عام مولده‪.‬‬


‫‪ – 2‬وفاته ‪:‬‬
‫باللقا ف »رضى‬ ‫رضى الكتتم الترم‬
‫الكتتم«‬

‫الكتتم الول اسم أو وصف من أوصاف الشيخ التجان‪ ،‬والثان يساوي بإسقاط‬
‫اللف ‪1230‬هـ عام وفاته‪.‬‬
‫ومن مسناته البديعية قوله ف نونيته فيصل‪:‬‬
‫نلنا العارف دونا بتان‬ ‫نلنا الن بن‪ ،‬ومن عرفاته‬
‫ما كل عنه مترجم بلسان‬ ‫بالشعر الرم الرام‬

‫‪245‬‬
‫‪246‬‬

‫العقب سوى ما خلق‬ ‫شعورنا‬


‫النسان‬ ‫ولقد رمينا إذ رمينا المرة‬
‫للطائفي الفاضة اللصان‬ ‫فأفاض بر الود منه كرامة‬

‫والشيخ عباس ف قصائده هو ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ذلك الؤمن الوحد توحيدا حقيقيا يتجلى ف سلوك مسئول‪.‬‬
‫‪ – 2‬ذلك الفان ف مبة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬اللتزم بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ – 3‬ذلك التجان القتنع اللتزم الذي ل تغطى طريقته على الشريعة عنده‪.‬‬
‫‪ – 4‬ذلك النصوح الذي ل يترك خيا يعرفه إل بثه لقومه‪ ،‬وللنسانية جعاء‪.‬‬
‫‪ – 5‬ذلك الكري الواد الذي ينشر ف ثنايا أعماله فوائد وأنوارا يستفيد منها من يريد‪.‬‬
‫‪ – 6‬ذلك الواثق بنفسه الذي يعرف ويعترف بنن ال ونعمه عليه فيحمده‪ ،‬ويشكر له‬
‫متحدثا ببعض تلك النعم الت ل تعد ول تصى‪.‬‬
‫‪ – 7‬ذلك التواضع الراجي الائف الستغفر الباكي التضرع إل ال الغفور الرحيم‪.‬‬
‫‪ – 8‬تلك الوسوعة التنقلة الت توي معلومات واسعة قيمة‪.‬‬
‫واعتقادي أن عملنا هذا يسر كثيا من الصالي الذين يرتاحون إل قراءة تراجم‬
‫رجال ال‪ .‬وتتبع سيهم الطاهرة‪ ،‬لكن بعضا معينا يزعجهم الي إذا ذكر لغيهم‪،‬‬
‫ويسوءهم ماسن الخرين قد يضيقون ذرعا ببعض ما سطرناه ف هذا البحث‪ ،‬وقد‬
‫ينكرون بعضه الخر لرد أنم ل يعرفونه ف حي أن الهل مرض خطي يعال بالتعلم‬
‫اليد‪ ،‬وبالسلوك الواعي‪ ،‬ل حجة يعول عليها‪ .‬ول نلك إل أن نقرأ ف آذانم‪﴿ :‬وإذ ب‬
‫يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قدي﴾‪ ،1‬ولكن ﴿إن يكفر با هؤلء فقد وكلنا با قوما‬
‫ليسوا با بكافرين﴾‪.2‬‬
‫ث نتوكل على ال العلي القدير‪ ،‬ونقرأ لنفسنا أبياته الثلثة التية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬سورة الحقاف الية ‪.11‬‬


‫‪ - 2‬سورة النعام الية ‪.89‬‬
‫‪246‬‬
‫‪247‬‬

‫أمري سرا وجهرا ذا من ال‬ ‫فوضت راجي فضل ال ل‬


‫فوق الؤّمل ف الدارين ف‬ ‫مسنا كل ظن فيه ينحن‬
‫ال‬ ‫من غي ما نصب كد ول تعب‬
‫ل بل على فرح يدوم بال‬

‫ونتضرع إل النان النان أن يعل هذا البحث عمل مقبول‪ ،‬وأن يضعه ف‬
‫صفحات حسناتنا نن ووالدينا وأشياخنا وإخواننا وأولدنا وجيع السلمي والسلمات‪،‬‬
‫وأن يرضى عنا به‪ ،‬ويرضي به حبيبه ورسوله النب العدنان‪ ،‬ووارث سره التجان‬
‫السالي‪ ،‬ووليد روح هذا الخي الصمدان صاحب هذه الترجة الباركة‪ ،‬إنه ول ذلك‬
‫كله‪ ،‬والقادر عليه‪ ،‬نعم الول ونعم النصي‪ ،‬والمد ل رب العالي‪ ،‬وصلى ال على‬
‫سيدنا ممد الات لا سبق وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم‪.‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫فهذه البيات قالا مالك بن مسن يدح با السيد عباس صل يوم اجتماع الدائرة‬
‫النفية عنده ف ملس حافل ومطلعها‪.‬‬
‫ما إن يكون به لغو ول با ُ‬
‫س‬ ‫للس فيه تاج العصر َعّبا ُ‬
‫س‬
‫كأنه ف دجى الظلماء مقباس‬ ‫لي الناب صبيح الوجه نيه‬
‫فل يغرنك ما ف السم تفهمه إذ هو ف الرب للعداء عباس‬
‫عن درك منـزله قد كلت‬ ‫ندب ترقى سلليم العل وسا‬
‫الناس‬ ‫قد طأطأت أدباء العصر‬
‫وقلدته الن فاس ومكناس‬ ‫أرأسها‬
‫من الوفود الت تأتيه أجناس‬ ‫ول تزال له ف كل أزمنة‬
‫كأرجل وه فيهم دائما راس‬ ‫قرم تقاصرت القران عنه لم‬
‫يصيبهم منه أجال وأفراس‬ ‫وإن أتته العواف معتفي به‬

‫‪247‬‬
‫‪248‬‬

‫مواسم ث أعياد وأعراس‬ ‫ول تقاس ليام تكون له‬


‫واليم عن من له ف الكبد الباس‬ ‫فال يرزه ف الصاد من صمد‬
‫ف اللق إن ل يساعد ربنا الباس‬ ‫إبليس من نال طردا سابقا وله‬
‫وكيده ل يراه الدهر عباس‬ ‫ما من سبيل بول ال فيه له‬
‫آباؤه الغر والقيال الكياس‬ ‫وأولدته لمات مهذبة‬
‫حسن الرجا وأتى ف ذلك الياس‬ ‫ما أمه أحد يرجو نداه على‬
‫بالصطفى طه من أبوه إلياس‬ ‫وال أسأل أن يطيل دولته‬
‫ما إن توالت للق ال أنفاس‬ ‫صلى عليه إله العرش خالقنا‬

‫انتهت بمد ال وحسن عونه عام ‪1950‬م – ‪1367‬هـ للمحروسة اندر‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫‪249‬‬

‫الترجم له ف هذا الكتاب ف سطور‬


‫• هو الشيخ عبد ال بن عباس الشهور بعباس صل التجان رضي ال عنه‪.‬‬
‫• ولد ف قرية )انكيك فال( سنة ‪1909‬م‪ ،‬وتوف ف مدينة لوغا ف ‪7/2/1990‬م‬
‫وبي هذين التاريي‪:‬‬
‫• درس كل ما كان يدرسه أمثاله على أيدي شيوخ )انامب( و)سانلوي( وتفوق‬
‫فيه‪.‬‬
‫• دّرس أتباعه الرسوم والعلوم‪ ،‬ورّباهم على العارف والفهوم‪ ،‬وجع فيهم بي‬
‫الشريعة والقيقة ف اعتدال وإنصاف‪.‬‬
‫• كان يبن الرجال قبل وبعد بنائه السجد والعاهد ف الدن والقرى‪.‬‬
‫• اتصل برجال ال العارفي ف السنغال وخارجه‪ ،‬ونل من مناهلهم الصافية‪ ،‬ونسج‬
‫على مناولم بقدرة وكفاية‪.‬‬
‫• كان علما ف العلم والعرفة والتقوى والستقامة والزهد والصب والود‬
‫والشجاعة‪ ،‬وإكرام الضيوف‪ ،‬والباعة ف الوعظ والرشاد‪.‬‬
‫• كان ينتقل بي القرى الت أسسها‪ ،‬وبي الدن الت توجد فيها أهلوه ومريدوه‪،‬‬
‫ويسافر إل الارج للعبادة والبحث والتأليف والوعظ والتعليم‪.‬‬
‫• له مؤلفات ف متلف الفنون‪ ،‬لكنه كان شاعرا فحل خلف دواوين تتوي على‬
‫أكثر من عشرة آلف بيت‪ ،‬مدح فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والشيخ أحد‬
‫التجان رضي ال عنه والصالي من عباد ال تعال‪ ،‬ودعا فيها إل التوحيد وبّينه‪ ،‬وإل‬
‫ضح معاله‪.‬‬
‫التصوف وو ّ‬
‫• كانت له علقة طيبة بذوي الفضل والعلم ف كثي من أرجاء العمورة‪ ،‬قد امتدح‬
‫فيهم العلم والدين واللق السن‪ ،‬ولكنهم مدحوه كذلك‪ .‬وما قالوه عنه وعن قصائده‪:‬‬
‫وباقي الزايا بي أعضائك‬ ‫لك اليمن ف يناك واليسر ف‬
‫الخرى‬ ‫اليسرى‬
‫فمن مبتغي ين‪ ،‬ومن مبتغ يسرا‬ ‫وما الناس إل بي ذين ابتغاؤهم‬
‫‪249‬‬
‫‪250‬‬

‫ممد فال ابن مّتال‬


‫وحال شهوده فيه‬ ‫له ف حال غيبته شهود‬
‫يغيب‬ ‫فجالسه تنل أدبا فكم قد‬
‫تأدب من مالسه أديب‬

‫ممد بن الصطفى الوريتان‬


‫قد حاك حوكا ون من دونه‬ ‫ف مدح من عمه العباس عباس‬
‫الناس‬ ‫جنس جديد من الشعر البديع له‬
‫معن عميق‪ ،‬وحوك الشعر أجناس‬

‫الختار بن حامد‬
‫درر العن الافل الفتان‬ ‫وتداعت إليه من كل وجه‬
‫هن من أبكار العان‬ ‫فاصطفى من غر العان حسانا‬
‫السان‬

‫الشيخ بداه‬
‫لذاك أولك ما أولك مولك‬ ‫سيان عند مليون وشربة ما‬
‫أهل العارف عم الناس‬ ‫فأنت عال هذا الدهر قطب رحى‬
‫جدواكا‬

‫أحد التندغي‬
‫كتاب منزل م العرش باد‬ ‫ولول أنه شعر لقلنا‬
‫أبو النصور مرشدنا‬ ‫به جادت قرية عبقري‬
‫الفادي‬

‫‪250‬‬
‫‪251‬‬

‫صمب جاج‬

‫‪251‬‬

You might also like