Professional Documents
Culture Documents
حياة الشيخ عباس صل وأعماله
حياة الشيخ عباس صل وأعماله
رضي ال عنه
حياته وأعماله
2
إهداء
إل كاّفة ُوْلد الشيخ عباس ذكورا وإناثا.
إل جيع أتباعهَ ،مْن منهم قضى نبه ،وَمْن منهم ينتظر.
إل كل الذين أحبوه أو أحسنوا إليه يوما خفية أو علنا كما كان يدعو.
إل الغفور له أب الشيخ حسن الذي به ارتبطت بذا الشيخ الدليل روحيا وثقافيا.
إل أستاذي الاج مالك تورى الذي ل ألقاه إل ويشيد بأعمال الشيخ الادية
إل أخوت الصغار وأولدي الذين أرجو أن يكون لم هذا الشيخ خي أنوذج
يتذى.
المؤلف
2
3
» تقديم «
بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على سيدنا ممد وآله وسلم
تقدي الستاذ ممد )دام سك( خّريج كّلّية الداب والعلوم النسانية بالملكة
الغربية ،والدّرس ف العهد السلمي العال ﴿ النفية﴾ بلوغا.
إن هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء الكرام جاء ف ظرف تاريي يقتضي وجود
مثله ف أسلوبه الرشيق الذي يلئم ذوق اليل العاصر ،فهو جدير بأن يدرس دراسة
عميقة كما أنه خليق بأن يفهم فهما دقيقا للستفادة والفادة منه ف آٍن واحٍد أطال ال
بقاء الؤلف وفقه للمزيد من العطاء العلمي فقد أجاد وأفاد حيث قدم علمه هذا ف
أحسن صورة ،نعم ف صورة تبب للقراء الكرام من قراءته وقد راعى ف تأليفه أمورا
هامة مثل وضوح العان وسهولة العبارات ودقة العلومات .فهذه العلومات الت تفضل
با الخ الؤلف هنا معلومات تنم عن صدق لن الرجال الذين زودوه با سواء عن
طريق كتبهم أو عب أفواههم رجال ثقات لذلك جاء الكتاب بثابة منهل صاف للظمآن
ومرجع غن للباحث ومصدر موثوق به لن أراد معرفة رجال ال ،فهو معي عذب،
لكل من يعتريه الظمأ ف معرفة الشيخ الاج عباس صل التجان رضي ال عنه مولدا
ونشأة ،تعلما وتصيل ،سلوكا وتواضعا ،علما وعمل ،شريعة وحقيقة ،عبادة ونزاهة،
جرأة وكرامة ،سخاء وتمل ،تربية وترقية ،صراحة وصرامة ،وغي هذه الصفات الت
يدها القارئ ف ثنايا هذا الكتاب.
فهو كتاب جليل القدر ،عظيم الفائدة ف صورة رائعة تغري القراء الفاضل بتتبع
سية الشيخ عباس صل )رحه ال( وتعينهم على العناية بتراثنا الالد الذي ينبغي
الهتمام به .فقد تتبع الكاتب حياة جده الغنية بالنازات بدء بازدياد سيادته سنة
1909إل وفاته 1990متحدثا عن نسبه الشريف ودراسته العجيبة مشيا إل شيوخه
ف الطريقة التجانية وعلقته الوثيقة بالشيخ ممد ولد الداه ،متناول حياته الروحية
والعمرانية كما تطرق إل تنقلت الشيخ الكثية داخل البلد وخارجها بالضافة إل
3
4
تربيته لتلميذه ومريديه والسس الت تبن عليها هذه التربية ،كما تدث الؤلف أيضا
للقية ،وغرته للقية وا ُ
عن أزواجه وأولده وعلقته بكبار علماء عصره ،وصفاته ا ِ
وبعض كراماته وعلقته برقم سبعة ،وما أحدثته زاوية لوغا من ضجة إبان البناء وبعده
بقليل .حقيقة من خلل هذا الكتاب يدرك النسان أن الرحوم الشيخ عباس صل
التجان رحه ال وإن كان حياته السدية قد انتهت با تنتهي به اليوات السدية فإن
حياته العلمية خالدة وإنازاته القيمة لن تزال قائمة وثابتة.
إن شيخ تان غاي ف كتابه هذا قام بعرض موجز لياة جده الكري الاج عباس
صل رحه ال بختلف جوانبها ليسهل للقراء عامة ولتباع الشيخ خاصة معرفة كثي ما
حققه الرجل رحه ال من إنازات قيمة وأعمال مفيدة ف ميادين عدة وقد راعى الخ
الؤلف ف دراسته هذه منهجا يسي ف خطوات واضحة ومتتابعة.
ل للقراء الفاضل ومراعاًة لتنوع النتاج الدب للشيخ عباس صل رحه ال وتسهي ً
وتعميما للفائدة وإدراكا لاجة الناس إل معرفة مثل هذه الشخصية وتكينا للقراء من
استيعاب الظروف التاريية الت من خللا تولد هذا النتاج الدب الغزير ،وخاصة جانبه
الشعري ونظرا لكل هذه العتبارات عمد الكاتب إل تقسيم هذا النتاج الشعري إل
خسة أقسام:
شل قصائد ف مدح سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم. -الزء الول :
عبارة عن قصائد ف مدح أب العباس أحد التجان رضي ال عنه. -الزء الثان :
-الزء الثالث :يتكون من توسلت كثية ومتنوعة ف متلف الاجات.
-أما الزء الرابع :فهو يتعلق بالتوحيد والتصوف.
-بينما الزء الامس فيشكل أمداح الشيخ عباس ومراثيه للشخصيات الدينية
والسياسية داخل البلد وخراجها.
هنا جزء سادس )جزء خاص كما يسميه الؤلف( استهل الشيخ الشاعر رضي
ال عنه أوائل أبياته بروف بعض اليات القرآنية ليمدح با سيدنا ممدا صلى ال عليه
وسلم ويتوسل با إل ربه تعال .ينضاف إل هذه الجزاء جزء آخر َعْنَوَنُه الؤلف
4
5
بالتنوعات ،وهذه التنوعات تتألف من الت :دعاء السفر ،ماطبة للجان رسالة شعرية،
رموز لتسهيل الفظ لدود رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وصف الطائرة ،وصف
بعض الماكن رموز لضبط آيات الشفاء ،وكتاب كفاية الطلب وكل هذه التنوعات
جادت با قرية الشيخ عباس رحة ال عليه شعرا ،فهي تنضم إل إنتاجه الشعري الغزير
الذي يتاز بالودة والروعة لفظا ومعن وأسلوبا فجزاه ال عنا وعن السلمي خيا.
فالكاتب مرة أخرى حاول ما وسعه الهد أن يرج كتابه هذا ف عبارات سهلة
ومعان واضحة وأداء مكم وتسلسل منطقي ليصبح سهل التناول قريب الأخذ علوة
على كونه موقدا ف نفوس الستعربي الماسة ف الكتابة والتأليف مشعرا لم ضرورة
الساهة بكيفية أو بأخرى ف التعريف بعلمائنا الجلء وشيوخنا الفضلء.
وقد تيسر للكاتب أن ينجز هذا العمل القيم لتضافر عدة عوامل ساهت ف
تكوينه تكوينا متميزا مكنه من أن يرج للقراء هذا العمل البار .إن العوامل الت لعبت
دورا ف تكوين شخصية الؤلف تتلخص ف نشأته قرب والديه نشأة مفوفة بالعناية
ماطة بالنـزاهة والتدين وأخذه تربيته الروحية من جده وشيخه الاج عباس رحه ال
الذي غرس ف حفيده الرأة والصرامة وكثرة الطلع ،وتلقيه العلم على يد أستاذه
وصديقه الاج مالك ممد الادي تورى بختلف فنونه وهذا الخي ترك أثرا قويا ف
تلميذه زد على ذلك دراسته الادة الت أكسبه احتراما وتقديرا لدى زملئه ومعاصريه
أيام الدراسة وبعدها ينضاف إل هذه العوامل إعجاب الناس به .فإعجاب الناس بشخص
معي يرفع من معنوياته ويعله يشعر بسئوليته أمامهم.
نسأل ال أن يتقبل عمل الكاتب ويسجله ف صفحات حسناته.
إنه ول ذلك والقادر عليه وصلى ال على سيدنا ممد وآله وسلم.
5
6
شكر ودعاء
ول يتم – بعد حول ال وعونه – إل بأعمال سابقي ف ميدان العلم والعمل،
الخلصي بفضله ومنه .إنه ول ذلك كله والقادر عليه ،ول حول ول قوة إل بال العلي
6
7
مقدمة
بسم ال الرحن الرحيم
المد ل الذي يتب إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ،الذي جعل أولياءه منابع
معرفته ،وينابيع حكمته ،وجعل ف تصديقهم انفتاح بيبان الوصول إليه .وف صحبتهم مفاتيح
السعادة البدية ،وف خدمتهم أسباب النجاح والفلح.
وصلوات ال وسلمه على حبه سيد النبياء والولياء عبده ،ورسوله ،كعبة الؤمني،
وقبلة العارفي سيدنا ممد بن عبد ال ،صاحب العراج إل مرتبة ﴿قاب قوسي أو
أدن﴾ وعلى آله وصحبه ذوي العارف القة ،والولية الطلقة ،والغناء الكلي ف ال بال ل،
ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين.
ورضي ال عن مد الولياء أب الفيوض والسرار ،مفيض الواهب والبكات ،القطب
الكتوم ،والبزخ المدي العلوم ،سيد العارفي بال على الطلق ،مولنا وشيخنا أحد بن
حال سره وخاصة منقذ الضلل ومرشد َمحمد التجان رضي ال عنه ،وعن جيع خلفائه ،و ّ
اليارى متصوف الدباء ،وأديب التصوفي ،شيخ الشعراء ،وشاعر الشيوخ وريث سر ختم
الولياء العلمة الدقق والفهامة القق شيخي وحبيب ،مولي الشيخ ابن عباس صل التجان
رضي ال عنه .وما به أوزار الان.
وبعد :فهذه الصفحات الت أسطرها هنا ليست – ول يكن أن تكون – تفاصيل
السية الشخصية للشيخ عباس رضي ال عنه لسباب متعددة منها :
-1استحالة تفصيل أي سية شخصية ف هذا الزمن الوجز التعجل.
-2إن الترجم له )الشيخ عباس( كان ميطا ل ساحل له من الناحية العرفية
والثقافية والدينية والجتماعية والنسانية إل.
-3إن قصر باعي العلمي يقف حجر عثرة دون الكتابة ف مثل هذه الوضوعات
العظيمة الطر .غي أنن أحتظي – فضل من ال تعال – بنح إلية ثلث تّول ل
بعض التخويل أن أتدث قليل عن هذه الشخصية الدينية التاريية العظيمة أل وهي:
-1أنن عاصرت الشيخ عباسا رضي ال وعاشرته معاشرة ل يقطعها إل فترات
دراست الت كان هو مدد أماكنها الت كنت أتصل به – وإن شطت – من هناك.
7
8
-2أنن آمنت بعرفته ،وصدقت بوليته ،واتذته شيخا بعد تّر وتدبر ،وتقيق،
وأيقنت بأنه من رجال ال العارفي الكبار بأدلة دامغة ،وبراهي ساطعة.
-3كان ل ف نفسه نصيب وافر من العطف والب والتقريب ،وكان يدثن ف
كل حي وأوان ،ييب عن أسئلت ف كل مكان وزمان.
وكان رضي ال عنه جدي من جهة أمي ،لكنه كان شيخي علوة على كونه حبيب
كما كان يردده كثيا على مسامع الناس خلوة وجلوة .كان يربين ف الدين ،لكنه كان
يعلمن شئون الياة الدنيا ،فحدثن عن نفسه كثيا ،وعن كل ما من شأنه أن يهدين سواء
السبيل.
من هنا أحببت اليوم أن أقّيد ملخصا ف سطور أبرز فيها معال حياته الافلة بالماد
والدروس ،عل أناسا يأتون بعدنا ل يروه ،ول يدون من يدثونم عنه با يشفي الغليل
فيفيدون من هذا الكتوب فيكون لبعض مصدرا أساسيا ،والخرين مرجعا رئيسا.
ويقين أن حياة هذا الشيخ الكبي من اليوات الت تستحق التسجيل لهيتها الذاتية،
ولكن لقيمتها التربوية للجيال القادمة .وحسب أن أسجل طرفا منها بعد التحري الدقة،
واعتماد العروف من سيته ،ونبذ الشكوك أو الختلف فيه.
ونجي ف هذا البحث أن أقسمه إل :
– 1سياق تاريي ثقاف متميز.
ت أسرته قرية »انكيك«. – 2ظروف خاصة أسكن ْ
– 3ازدياد فضيلته.
– 4نسبه الشريف.
- 5دراسته.
– 6شيوخه ف الطريقة التجانية.
– 7أشغاله العيشية أو حياته العملية.
– 8إنازاته الادية.
– 9علقته بالشيخ ممد بن ممد الختار ولد الّداه.
– 10أحواله الربانية.
8
9
– 11تنقلته.
للقية.
للقية وا ُ
– 12صفاته ا ِ
– 13ملبسه ومطعمه.
– 14أزواجه وأولده.
– 15تربيته لريديه.
– 16بعض كراماته.
-17علقته بكبار عصره.
– 18أزمة زاوية لوغا.
– 19مشكلة صحية حساسة.
– 20وعظه وإرشاده.
– 21الشيخ ورقم .7
– 22إنتاجه الدب.
– 23خاتة.
وقد اعتمدت ف كل هذا على:
-1معلومات الاصة الت استقتها من معاشرت إياه طيلة إحدى وأربعي سنة،
متمثلة ف تصريات أدل با ل ،وإن كنت أقلل من ذلك ما ل يكن معروفا لدى
آخرين ،لن » قلوب الحرار قبور السرار « كما تقول التصوفة.
وثائق زودن با فضيلته. -2
-3ترجة له بعنوان » تزيي القرطاس بترجة عبد ال بن عباس « للشيخ ممد
عال ولد فت الوريتان .و) زينة العرائس ونزهة البطال ف مناقب السيد ابن
عباس صل ( للشيخ ممد الختار ولد الدهاه .و» الواهر الغالية ف السانيد
العالية للطريقة التجانية « للمترجم له .وكلها مطوطات.
ديوان الشيخ الذي كان ل شرف جعه وتقيقه. -4
-5وثائق وتصريات من الرحوم أب الشيخ حسن غاي رضي ال عنه ،ومن
الشيخ الاج ممد المي ود إمام جامع الشيخ ف سانلوي وابن خاله ،والشيخ
9
10
ممد الغال صل أخيه الذي لزمه طيلة حياته ،ومن الاج الشيخ التجان ود ابن
خاله أيضا وإمام مسجده ف لوغا قرابة عشرين سنة ،ومن الشيخ ممد جان
صمب ،والشيخ مصطفى انيانغ ،والسيد مايرى فال حاجبه لدة 30سنة ،ث
الرحوم شيخ تان صمب وغيهم من تلميذه ومريديه ومعارفه فجزى ال الميع
عن الشيخ خي جزاء.
وأرجو من الطلع على مكتوب هذا أن يعن نظره ،ويعمق فكره ويصحح الطأ
الواضح الثابت بدوء ،فإذا شك يتأن ويّقق ويوافينا برأيه الخالف ما دمنا على قيد الياة.
فإذا توفينا عسى أن نكون قد وضعنا الصادر الكتوبة على أيد أمينة تستشار عند الحتياج.
هذا ،ولعل حسن الظن أن يكون خي حليف لميع القراء الكرام .وال وراء القصد.
10
11
- 1تقع )سكل( شال مدينة )لوغا( على بعد 27كيلومترا ،أما )انكيك (NGUICKفتقع شرق )سكل( بأربعة
كيلومترات .وكانت السجلت الستعمارية الرسية تربط بي اسي القريتي.
11
12
مواليد تلك الفترة التحركة تتفّتق على هذه الماد والبطولت ،وعيونم تنفتح على هذه
الوجوه الت كانت تثل الثل العليا للجيل الصاعد.
وكان الشيخ عباس رضي ال عنه عند ما ازداد فضيلته ف تلك القبة التميزة
ثقافيا ودينيا وتيز هو قليل – كان – يردد على مسامع كل من ييطون به من رجال
ونساء أنه يود أن يكون مثل هؤلء على القل إن ل يتفوق عليهم ،فكان التعجب
والستغراب ،ولكن الصب الطموح شق طريقه إل رجائه العال بزم وعزم ،وبيد
فولذية مستعينا بفضل ال وعونه ،وقد وصل إل ما وصل كما سترون بعضه ف هذا
الكتوب إن شاء ال تعال.
12
13
فزهقت روحه الطاهرة .وتكلمة البيت )من كل أمة( فلوله كان البعض يسبقه
الكل.
وأسرته الت اندرت من فوتا )فوتا تورو( استقرت ف قرية )َوْوُل (WAWLUث
خٌذ منها إل )انه غوري( .وقد أشار الشيخ عباس إل تلك القرية ف مقدمة
انتقل َف ْ
قصيدته )دليل الساري إل توحيد اللك الباري( حي قال:
وقد كانت للشيخ الاج الضرير زمن رجوعه من الج بنت مل النظار اسها
)فاطمة( تزوج با الشاب الفقيه ،وآثر أن يبقى مع السرة ليكون للشيخ صهرا ،ولكن
ليكون للضرير عونا على تمل أعباء الياة اليومية ومشقاتا.
وقد أنبت له الست فاطمة سبع مرات أولها عائشة جدة كاتب هذه السطر
من أمه ،وآخرتا هي الترجم له رضي ال عنه.
14
15
نسبه الشريف:
هو عبد ال بن عباس العروف عند العامة بـ» عباس « بن مايرو MAYORO
16
17
BINTA ومن جهة أمه هو عباس صل ابن فاطمة ود بنت مري اناي بنت ِبْنتَ
ِغْي GIYبنت فات جو FAATI JAWبنت أنت سك ANTA SEKKبنت مام
سوس MAAM SOOSEبنت كمب جو ،KUMBA JAWبنت أنت يرو ANTA
17
18
وعند الوعد الضروب عاد التلميذ الطموح بلخص من نظمه الاص لباب أنواع
العراب وعلماته ف البيات التالية:
تثنية السا له يا تال جَح(1للخمسة ف الفعال )َن َ
)َوَيُي(5للجمع الؤنث السلم )َأَيُي(2للجمع الذكر السلم
ف(6ف قول كل عال عرف ك( ،3يا صاح لا ل ينصرف ) َ
ضَف ْ ضَك ُ )َ
ضَفك(7لفرد من الساء )َ ي(4للخمسة الساء كذا )َوَأ ْ
تأمل القال يا سيي كذاك للجموع ف التكسي
وقد أقنع هذا النظم الشيخ النحوي فحقق لتلميذه رغبته ،وبعد أن كمل اللفية
واصل رحلته الدراسية إل مقر العلم حينئذ )سانلوي( حيث تعلم من نوي عصره
الشيخ إبراهيم جوب الشهور بـ )براي( طرة ابن بونه العروف بالحرار ف النحو،
كما تعلم منه تفسي القرآن الكري وعلم النطق .وتتلمذ ف علم اليئات 8على الشيخ
الشنقيطي أحد ولد اسه .وأخذ على يد الفقيه العلمة أحد اناي اناك علم الفرائض،
وتعلم البيان والعان والبديع من الشيخ سعيد نور تال رحهم ال جيعا ورضي عنهم.
وكان ف كل كّتاب أو مضر يلب أنظار معلميه وشيوخه ببداهة فكره ،وتوقد
ذهنه وحصافة رأيه وذكائه الارق للعادة ،ث احترامه لشيوخه وتعاونه مع زملئه على
الب والتقوى ،وجوده بالال والعلم لهل القرية أو الي ،ث التزامه الدين الفريد.
) - 1نح( :يرمز إل أن الفعال المسة ترفع بثبوت النون ،وتنصب وتزم بذف النون .فالذف مرتان.
) - 2أيي( :يرمز إل أن السم الثن يرفع باللف )ا( وينصب وير بالياء )يي(.
) - 3ضكك( يعن أن جع الؤنث السال يرفع بالضمة ،وينصب وير بالكسرة .فالكسرة مرتان.
) - 4وأيي( يرمز إل أن الساء المسة ترفع بالواو ،وتنصب باللف ،وتر بالياء.
) - 5ويي( :يرمز أن جع الذكر السال يرفع بالواو ،وينصب وير بالياء.
) - 6ضفف( :يعن أن السم الذي ل ينصرف يرفع بالضمة ،وينصب وير بالفتحة .فالضمة مرتان.
) - 7ضفك( يرمز إل أن الفرد النصرف وجع التكسي النصرف يرفعان بالضمة وينصبان بالفتحة ويران بالكسرة.
- 8هكذا ف مطوط الشيخ ممد عال ولد فت )تزيي القرطاس(.
19
20
شيوخه في الطريقة:
إنه ابن القدم الفقيه الشجاع الفاضل الريد الخلص الشيخ َماُيَرى صل رحه ال
الفان ف مبة شيخه الاج مالك سي رضي ال عنه ،المر الذي جعله يترعرع ف جو
تان صاف حفزه – علوة على مبته الاصة ف شيخنا التجان رضي ال عنه – إل
النراط مبكرا ف سلك الطريقة التجانية سنة 1925م على يد الليفة العام للتجانية ف
السنغال ساعتئذ الشيخ أب بكر سي رضي ال عنه.
وف سنة 1351هـ الوافقة 1932م نال إجازته الول ف إعطاء الورد التجان
لن يطلبه منه من الشيخ منصور سي رحه ال .وقد أعطى الورد لول مرة ف التاريخ
شخصا اسه صمب جالو ف مدينة )اندر( سانلوي1وأعطى الجازة لول مرة الشيخ
ميور جه MAYORO DIAساكن )انيومري (NIOMREبعد أن حاز الطلق من
الشيخ أب بكر سي رحهما ال ف 1941 / 11 / 11م.
وف الذكرة الت كتبها الشيخ عباس نفسه بعنوان) :الواهر الغالية ف السانيد
العالية للطريقة التجانية( ذكر بعض أسانيده » تيمنا وتّبكا بأساء رجال السند « الذين
أجازوه إجازات متلفة من عادية إل مطلقة إل إطلق الطلق منهم:
أول :الشيخ الاج ممد النصور سي ابن الشيخ الاج مالك رضي ال عنهما.
ثانيا :الشيخ الاج عبد العزيز سي الدباغ رضي ال عنه.
ثالثا :الشيخ الليفة أبوبكر سي رضي ال عنه بالذن الطلق بكل أوجه الطلق ،أي
إجازة عادية ف إعطاء الورد ،وإجازة إطلق لعطاء الجازات ،وإطلق الطلق
لعطاء الطلق ،وقد اطلعت على كل ذلك مكتوبا ف ورقة واحدة ُتّوجت بثلثة
ختمات وتوقيع الشيخ اليز رحه ال.
رابعا :الشيخ الاج سعيد نور تال حفيد الشيخ عمر الفوت رضي ال عنهما.
خامسا :الشيخ الشريف سيدي ابنعمر بالذن الطلق.
- 1السيدة مري انياس الساكنة ف لوغا هي آخر من أخذت عنه الورد التجان.
20
21
سادسا :سيدي أحد بن ممد الرياحي حفيد الشيخ التونسي إبراهيم الرياحي رضي
ال عنهم أجعي.
سابعا :سيدي أحد بن ممد بالعيد التماسين رحه ال.
ثامنا :الشيخ العلوي عبد ال ولد ممد فال عن سيدنا العرب بن السائح رحهم ال.
تاسعا :الشيخ عبد ال ولد ممد فال عن سيدي ممد الافظ العلوي رضي ال
عنهما.
عاشرا :الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي العرب بن السائح رضي ال عنهما.
حادي عشر :الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي ممد البشي التجان رضي
ال عنهما.
ثاني عشر :الشيخ سيدي إدريس العراقي عن سيدي أحد سكيج عن سيدي علي
التماسين رضي ال عنهم.
هذا ،وقد أفرد لسلسلته الذهبية التجانية قصيدة رائية رائعة مطلعها:
لالقه النان ف السر على كل عبد ِكْلمة المد
والهر والشكر
ذكر فيها أنه أخذ الورد التجان البارك من الشيخ الليفة أب بكر سي كما
أسلفنا عن الشيخ الاج مالك ،عن الشيخ الفاهم ميور ول ،عن الشيخ الاج عمر
الفوت ،عن سيدي ممد الغال ،عن القطب الكتوم شيخنا أحد بن َمحمد التجان
رضي ال عنهم عن رسول ال ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم ،عن جبيل عليه
السلم ،عن رب العزة والبوت تبارك وتعال .كل ذلك ف أسلوب رائع جذاب يكن
الرجوع إليها ف ديوان التجانيات ،سبل السلم ف مدح وارث خي النام.
21
22
فقال له الشاب المدوح :جعلتك شيخي ،فأعطاه الشيخ ف الي بعضا من
أسرار فاتة الكتاب ،وقال له :كنت أبث عنك منذ زمن طويل ،لن ترقيتك هي
مهمت ف الياة الدنيا هذه.
هكذا ابتدأت الصحبة بينهما وطفقت تزداد وثوقا حت أعطاه ذات مرة سرا
فذكره ليلة ورأى مولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنه ف صورة عبد ال بن أباه
الوريتان فاستغرب رحه ال كون الشيخ أحد التجان رضي ال عنه يلبس زي
الوريتانيي وليس من ذويها ،وف صبيحة الغد دخل عليه أحد أصحاب الشيخ عبد ال
بن أباه ،وقال للشيخ عباس مرد الدخول :قال الشيخ ممد الافظ الشنقيطي رضي ال
عنه :إن الشيخ أحد التجان رضي ال عنه كان يلبس لبسة الوريتانيي ،وأراه الكيفية
الت رآه با الشيخ رحهم ال تعال .وبعد ذلك بدة غي وجيزة رأى الشيخ عباس صورة
لبن أباه عندما كان متوجها إل الج فوجدها كما رأى ،وتلك الصورة كانت ف يد
السيد جم اناي إل حي وفاته رحه ال تعال.
استمرت الصحبة بأحسن ما تكون مع رجال ال العارفي ،فكان قطع السافات
والترقيات ،وكان حوز القامات والراتب ،وحصل السحق والق ،فانفّكت القيود
وارتفعت الجب وتعّبدت طرق الوصول إل ال تعال ،وانفتحت له بيبان العرفة ،وت
لكليهما ما كان ينشده فشكرا وحدا ل على نعمه الت ل تصى.
ولا تيقن الشيخ من بلوغ تلميذه علم اليقي أخذ يكاشفه ف جوانب من حياته
الادية والروحية ،منها أنه قال له يوما :ل بد أن تتخذ بساتي ف منطقة )سال( ،وكان
ذلك من الال ف نظر الشيخ عباس ل لبعد تلك النطقة فحسب ،وإنا لعدم وجود
معارف مؤهلي للحصول على بوصة من الرض هناك .ول يض وقت طويل حت
اسُتميل إل تقيق توصية شيخه العارف ،وأخذ يبحث عن مكان مناسب ،واستقر به
الرأي حيث توجد قرية )طابة( اليوم 1لكن أحداثا غريبة ل يكن تبيرها منطقيا كانت
- 1تقع قرية )طابة( على بعد 12كيلومترا شرقي مدينة )امب (Mbarوعلى بعد 8كيلومترات شال مدينة )انييب
.(Ńiibi
23
24
تتتابع يوميا ،وعزا الناس تلك الحداث إل تصرفات مردة الن ،فاشتكى المر إل
الشيخ العلوي ،فما فعل إل أن قال له :إذا رجعت إل هناك ،قل لم :أن الشيخ ممد
اللداه يأمركم بالرتال من هنا ،ول يريد أن يد ف هذه النطقة جنيا واحدا .ولا بلغ
ب المُن .وكان الشيخ الشيخ عباس ما كلف به امتثل الان وارتلوا فساد السلُم واستت ّ
عباس رضي ال عنه يستغرب من قدرة شيخه ف التصرف ف الان ،وكنت أنا أتعجب
من كيفية تبليغه ما كان قد أمر به.
وف العام التال حي أراد إقامة بيوت للسكن ،وتسوية الراضي للزراعة صاحبه
العارف الوريتان ،وف طريقهما إل البقعة باتا ف قرية )فاس كان( بي )غساس(
و)كول( عند بيت الشيخ منجاي صمب ،وسهرا يتناولن كئوس العرفة الربانية ،ولا
أصبحا أنشد الشيخ ممد ولد الداه البيت التال تليدا لا باتا عليه هناك:
يذكرن مبيت عند فاس من الداب ما أنا قبُل ناس
ولا وصل إل الكان ساه الشيخ العلوي بـ )طابة( اسا من أساء الدينة النورة،
بدل من )بليده( الت اقترحها الشيخ عباس ،وهي )بليدة( اسم من أساء مدينة فاس
القدية حيث ضريح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه .وكم ردد الشيخ عباس ذكرها
ف قصائده التجانية.
وبناسبة هذه التسمية قال الشيخ ممد اللداه لريده :دعوت ال أن يعل ف
)طابه( البكة الت جعلها ف مدينة )القيوان( ف تونس ،وأرخ تأسيس )طابه( ببيت هو:
1
ف عام »رخص تيق« منذ زمان إليه طاب )طابة( للبان
وف رحلتهم هذه وف ليلة ساهرة بالعلوم والعارف والسرار أنشد الشيخ
الوريتان تلميذه السنغال بيتي معبين ف طريق القوم ،ها:
يا ليلة من ول ال عباس نلنا با ما أردنا من ايناس
بتنا ندير على راح معتقة ما إن تدّور ف جام ول كاس
وقد غي فيما بعد من كلمة )ول( قائل إنا ظاهرة الدللة ،صرية العن ،ووضع
ملها كلمة أخرى أخذتا من فم شيخي عباس رضي ال عنه ،لكن لسوء الظ نسيت
الكلمة وما أنسانيها إل الشيطان ،لذلك أبقيت الصل مضطرا لكونه يدل على الواقع
العروف .وقد دعا الشيخ عباس لقريته الروسة ولهلها بذه الرجوزة الباركة:
منيلنا بالفضل كل بغية يا ربنا بارك لنا ف طابة
توي وتألف على اليناس واجعل لا أفئدة للناس
من آفة الدين والدنيا معها فباسك السلم سلم أهلها
ليي الدارين فيهم جامعا يسر لم رزقا حلل واسعا
والغل والبغض ومن داء وطهرن صدورهم من النفاق
الشقاق واجعل جيعهم على التعاون
بالب والتقوى وبالتضامن وألفن بي قلوبم على
خالص حب ال جل وعل وطيب هواءها وماها
شفاء كل الّدا لكل جاها معمورة بالعلم والصلح
والعدل والحسان والفلح آمنة خي بلد الرض
جيعها بطولا والعرض تأت لا الرزاق من كل
بأيسر الال وأقرب الزمان مكان
على النب المي خي الداعي ث الصلة من ميب الداعي
1
والمد ل بل تناهي وآله ما دام ملك ال
25
26
تقبل ال دعاء الشيخ ف قريته )طابه( كما تقبل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلم
ف أم القرى آمي.
والشيخ ممد هذا كان قد تنبأ للشيخ عباس بالستغناء الروحي عن شيوخ عصره
من حيث التربية والترقية ،لنك من رجال ال الذين يوصلون السالكي إل حضرة ال
تعال ،ويقلبون الحجار ذهبا ،واقتنع يا عباس – أنك من اليوم تستمد العارف والنوار
من مد الولياء أب الواهب والبكات شيخنا أحد التجان رضي ال عنه مباشرة.
وتقق هذا التنبؤ ف حينه جر للشيخ عباس رضي ال عنه مشكلت عويصة،
وصعوبات جة فكان الشيخ ممد اللداه له فيها خي معي ،وخي مهدئ للروع ،وخي
مبشر له لستقبل ربان باهر .وهنالك ما ل يكن البوح به حول تلك الشكلت الشار
إليها لنه ل يدم مصال السلمي أو التجانيي عي هذا الوقت بالذات.
وما يدل على صدق التنبؤ ذلك أن الشيخ عباسا كان قد رأى ف النام جاعة
منهم شيخ السلم الاج إبراهيم انياس رضي ال عنه ،والوريتان الذي وصف له لبسة
الشيخ أحد التجان رضي ال عنه ،وخاطبه واحد بشطر البيت التال) :مكتومة ختمت
بالعلم والذات( ببناء )ختمت( للمعلوم ،فرد عليه الشيخ عباس بالبناء للمجهول ،فتناقشا
ف المر ،وكلها متشبث بوقفه ،ولا استيقظ الشيخ عباس أنشأ البيات التالية تذييل
على ذلك الشطر:
1
»مكتومة ختمت بالعلم والذات« نفس الولية ملى طلعة الذات
ل ما بي آيات سنيات ورمزها الية الكبى لعتب
كم دونا قطع أعناق الرحال وكم عنها تي أرباب الفتوحات
فيه التحي من ماض ومن آت مطلسم الق علم اللق غايته
2
»مكتومة ختمت بالعلم والذات« فمبلغ العلم فيها أنا أبدا
- 1انتهت نار الربعاء 11من الرم عام 1380هـ الوافق 1960- 8 – 5م.
) - 1ختمت( الول بالبناء للمعلوم ،والثانية للمجهول.
26
27
فجمع ف البيات بي البن للمعلوم والبن للمجهول ،مبهنا على ذوق سليم
رفيع ومبة صادقة وفناء تام ،ومعرفة كبى رحه ال تعال رحًة واسعة ونفعنا ببكاته.
وقد أدت مناقشة معان هذا البيات النفة الذكر يوما أن أراد الشيخ ممد سب
غور الصدق لتلميذه ف مبة وريث رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له :إنك تعتقد
ف الشيخ أحد التجان أشياء كثية ليست كذلك ،فبات الشيخ عباس وليله باك .ولا
أصبحا قال له شيخه :أنت على حق ،لكن كنت أريد أن أعرف مدى صدقك فيما
تدعي فيه رضي ال عنه.
وكان يقول له دائما :إنن لتحي من قدرتك على المع بي ما تمل من أعباء
ومسئوليات إلية عالية وبقائك إنسانا عاديا سويا تأكل وتشرب وتتزوج وتادث الناس
وتالطهم على هذا النحو الذي أرى.
وقد بشره ببشائر رائقة راقية نذكر منها على سبيل الثال:
-1كان الشيخ ممد اللداه يعرف بالقرآن الكري أساء زائريه وأساء
آبائهم وأمهاتم ،وتواريخ ميلدهم ووفياتم ،ولا أبدى الشيخ عباس
تعجبه ف ذلك قال له :أنت ستبلغ هذه الرتبة قبل وفاتك بإذن ال ،وقد
كان ما قال وفوقه.
-2إن ال سخر لك ف الزل أناسا يدمونك بإخلص ،وإن ل يكن
الناس فستول ملوقات أخرى خدمتك بكفاية.
-3كان قال له يوما :إن الصائب ل تل ف أي مكان توجد فيه،
فطلب إليه الشيخ عباس رضي ال عنهما أن يسجل له هذه البشارة
الرفيعة بيده الشريفة فكتبها ،وقد أطلعنا على الكتوب مرارا ،ووعدنا
الشيخ بتصوير نسخة منها ،لكن ذلك ل يتم لسوء الظ.
- 2وعندي أن البناء الصح هو الذي للمجهول لن البناء للمعلوم يتاج إل تقدير مفعول به .وذلك القدر غي معروف
لدينا.
27
28
- 1كان الشيخ ممد يقول :إن أكب العلقات توجد ف جبهت حسن غاي ف لوغا ،وعثمان صو ف طابه لكثرة نوافلهما
بالليل.
- 2القماحد :جع القمحدوة وهي النة الناشرة فوق القفا .الشم :الشراف الكرام.
- 3وسم :علمة.
- 4ل يلوي :ل ييل ول ينصرف.
- 5الدرة :اللؤلؤة العظيمة .العذارى :جع العذري .القلئد :جع القلدة :ما جعل ف العنق من اللي.
- 6العضلت :الشدائد.
- 7الدجنات :جع الدجنة وهي السحاب الكثي الطر .الرواعد :جع الراعدة وهي من الرعد.
28
29
القصيدة التالية الت أرخها بضحوة الثني الامس من الرم الرام عام
1373هـ الوافق 1954م حيث قال:
1
بنات ذا القطر ف ذيائه الزمن ما بال رحة ل تري على سنن
2
ول تسر سوى ما كان ف العلن ول تسر بب ف مغيبها
وحيث غاب أبو الضياف تلفـه من غي كد ول فحش ول لسن
وّنها رب من سائر الن فل تزل منك ف صوت تصان به
3
بالعلم والذكر ف أمن وف ين ول تزل رب تلك الدار عامرة
4
وآله ما شدا طي على فنن ث الصلة على الختار من مضر
-6كان الولد البكر للشيخ عباس رضي ال عنه قد ولد ليلة الثني
27شوال عام 1357هـ الوافق 19ديسمب 1938فسماه بحمد
الادي لكنه توف ف صباه فتأسف عليه والده أسفا شديدا .ولا ولد ابنه
ممد النصور استشعر الشيخ ممد لدى الشيخ خوفا على مولوده
الديد ،فكان يطمئنه قائل :منصور سيبقى معك ،وقد كان ما قال
والمد ل رب العالي.
-7كان يقول له ستحي ف السنغال سبعة أماكن خاصة بك يذكر
فيها اسك صباح مساء وتلك الماكن ف اعتقادنا هي :لوغا – اندر –
دكار – طابه – القاهرة – انكيك – وروس بو ،ROS BETHIO
حيث يلك ف كل منها بيتا خاصا يذكر فيه اسم ال آناء الليل والنهار،
إن ل يكن قد أنشأ القرية كما هو شأن )طابه( والقاهرة.5
ونتم هذا الفصل بذين البيتي اللذين كتبهما الشيخ ممد ف مقدمة رسالة غريبة
السلوب ،دقيقة العان رفيعة الستوى ،بديعة الصور أرسلها إل الشيخ عباس عندما
ل ف سنة 1955م وقال له مبتسما :أرجو أنك الن تستطيع أن تقف بقدميك َوّدَعه ا َ
ورجع إل موريتانيا وأرسل إليه الرسالة الذكورة الت ابتدأها بالبيتي الشار إليهما وها:
يدل على إجلل شخص به يعن سلم عليكم والسلم له
بضمون سر جاوز اللفظ والعن معن
يؤمكن أيان كنتم يفيدكم
كان الشيخ عباس رضي ال يقول ل :ل يكاد أحد يعرف معن هذا .على كل
حال أنا شخصيا ل أعرف ما معن )سر جاوز اللفظ والعن( إذ ليس للحقائق مهما
دقت ورقت إل ألفاظ تملها ،ومعان تدل عليها .فإذا جاوزت حقيقة حدود لفظها
فكيف ندركها حسيا ؟ وإذا تعددت معناها فكيف نددها ؟ وقبل ذلك :كيف تنسلخ
حقيقة من لفظها ومعناها ؟ فهل من فاهم ؟ نفوض كل ذلك إل العلي البي ،ونقول:
ال ورسوله أعلم ولعل ال يقيض لنا عارفا يهدينا بنه وفضله.
ومهما يكن من شيء فإن تلك الرسالة آخر ما كان بي الشيخي ف هذه الياة
الدنيا من مسوس ،لن الشيخ توف بعدها بقليل فرثاه تلميذه الرثية الرائعة التالية:
معاناة الصائب والبليا أرى الدنيا تل با البايا
1
شرابا ل يفوت لا سرايا تغر لن يظن لا سرابا
2
تفوق أسهما ريشت وليست تطيش عن الناخر والوايا
3
سوى التوفيق من مول العطايا فل ينجى ويسلم من وباها
ممد المي فت أميُ
صدوق ل يون ل ي ُ
ي
- 1السراب :ما تراه كالاء نصف النهار من اشتداد الر .غر :خدع .سرايا :جع سرية :قطعة من اليش.
- 2فوق السهم :جعل له فوقا .والفوق مشق رأس السهم حيث يقع الوتر .رش السهم الزق عليه الريش .طاش عن :زاغ ول
يصب .الناخر :جع منخر :موضع النحر من اللق .الوايا جع حوى م حوية :ما توي من المعاء.
30
31
1
إل دار البقا خي الطايا فينظرها الوفق إذ رآها
غدوا بالسي وف عشايا فيعلو متنها ل يأل جهدا
2
بطالتها مالفة السجايا فما نفسا تنال النفس منه
3
رب التطفيف خارقة الثنايا يكيل با الفاوز مستحل
4
فتختار النايا عن دنايا بصادق هة تعلو الثريا
5
فيبقى القرن ف قرن الزايا فشمر حائزا قصب العلى
6
عناق اللم من ألف فعايا فعانق كل أبكار العال
7
أنيخت باب ساحت النايا ضى لبانته عليها
وإذ ق ّ
8
أمان ل تعد ول تغايا وقد ظفرت يداه بكل خي
9
له يوم الياب على ثنايا فيحمد غيبة ملت عيابا
10
فأنسى ما تشم من رذايا ويأت منزل نزل كريا
ورضوان وأحسن من تايا تلقاه الكري بكل بشر
11
ترى نزل ،وبعد ترى جزا يا وقيل له بتالك ،هذه ما
انتهت القصيدة عشية الثني 24من شعبان عام 1374هـ الوافق 18إبريل
1955م.
وقد استبلغه الشيخ عباس رضي ال عنهما تايا حي أشاد ف قصيدة جيلة بناقب
سلفنا الصال أهل الطريق الق إل ال الق ،ونوه بزاياهم الارقة العادة ف هداية عباد
ال إليه ،وأمد له فيها أنه أي الشيخ عباس زاد على ما كان ف حياة الشيخ ممد اللداه
من الفناء ف مبة شيخنا أحد التجان رضي ال عنه فقال:
عن الويس أب الختار عّباد فحيهم ث سلهم يا أخي ثقت
3
عن الغفاري إماما بي زهاد عن البخاري بر العلم أنفعه
ف وقته بي أهل الضر والبادي ممد ابن الفقيه الداه أروع من
حياته العملية:
لو جاز أن يوصف إنسان بأنه كان الركة والنتاج لوصفنا بما هذا الشيخ الذي
ل يكن يعرف الستراحة ،أو يألف الراحة ،فلم ير ساكنا بل عمل ،أو فارغا بل شغل،
فإن ل يكن يستقبل زواره الكثيين يطالع كتبه ،أو يدرس ،أو يعظ ،أو يوجه ،أو
يؤلف ،أو ينظم أمور بساتينه ،كل ذلك ف جو من العبادة ملئ بعد الفرائض بالنوافل
والذكار حت أن الرء يعجب من اجتماع هذه الوانب التعددة الطراف الت يكفي
واحد منها تجيدا لشخص معي – ف إنسان واحد .ولكن لو شاء ال » :أن يمع
العال ف واحد «.
فبعد تصيله الدراسي الافل بالعلم الغزير الدقيق البارك اشتغل فضيلته بالتدريس
لدة خس عشرة سنة كما صرح بذلك ف مطوطه الاص عن حياته ،والوجود عندي.
وكان يدرس – كما هو عادة العلماء هنا – متلف العلوم الشرعية والعربية من فقه
وأصوله ،وتفسي وحديث وسية وتاريخ ،ونو وصرف وبيان ومعان وبديع وعروض
ونصوص أدبية ومنطق.
ولا كانت مهنة التدريس بنظام الالس والاضر ف الدن الكبية كسانلوي ل
تدر زرقا ول تعيل القائم با فقد حاول أن يتخذ مهنة أخرى يكف با إراقة ماء الوجه
أمام الناس أعطوه أم منعوه ،وكان يؤمن بأنه ل بد للنسان من مهنة أو حرفة يعيش با
كما كتب ذلك ف الخطوط الشار إليه سابقا.
هكذا شرع يّتجر بسلع متلفة فبدأ بشحن البقول من )سكل( إل سانلوي ،لكنه
ل يتحقق ف ذلك ربا يذكر فهجره إل التجارة بالسمك الفف ،وكلف مالك اناي
أحد أقربائه ،وأحد مريديه الكبار بشحنه إل كول ،وترك جزء منه عند الشيخ منجاي
صمب ف )فاس كان( غي أن هذه الاولة قد باءت أيضا بالفشل ،فاته إل العلف )تب
الفستق أو الفول السودان( ) (NGOOŃوشحن منه مقطورة قد اكتراها من مطة
القطارات ف لوغا ،ولا بيعت الشحنة ف سانلوي ل تساو ثن كراء القطورة ،فاشتكاه
مدير الشبكة الفرنسي آنذاك إل الشرطة ،حت أنه لو ل تدخل الاج )غال مبينغ
34
35
(XAALI MBENGأحد وجهاء مدينة )لوغا( لتفاقمت القضية ،وبا تلى عن
الاولت التجارية وتوجه إل الفلحة.
ذهب إل )كيل 1(KAYELبإياء من السيد موسى تشام أحد معارفه الذي قال
له :أستطيع أن أستضيفك أنت وثلثي من تلميذك ف قرية )كيل( .فوفد إليه الشيخ
عباس رحه ال ف بضعة وعشرين من تلميذه كان بينهم :شيخ تان ود ،ممد المي
ود ،ويعقوب فال ،وممد الغال صل ،والاج مالك صل زينب ،وبدر جاج.
وقد أوف السيد موسى الفقيه اللغوي ،والزار وظيفة ،والريدي طريقة بوعده،
فكان يدهم بالدخن والشعي ،لكنه كان يزودهم باللحم من حي لخر ،غي أن خريف
ذلك العام ل يسفر عن شيء تقريبا ،إذ أنه ل يبق للشيخ وتلميذه بعد سد الديون إل
خسة عشر ) (15من الفول السودان )الفستق(.
انتقل إل قرية )تشلي (2CALLEبإياء من أبناء أعمامه هناك ،ونزل ف بيت
الشيخ )بله صل( سنة واحدة فتوف رحه ال فاستضافهم الشيخ مور صل ،واتفق أن در
الزرع وحصل الشيخ عباس من زرعه ذاك العام على مائت برميل أي عشرين )
(20000ألف كيلو من الفول السودان ،إل أن الديون – نفقات الريف – كان
أكثر من هذا النتاج الغزير ،حت أنه لو ل تدخلت الاج شيخ انونغ لدى السلطات
ف )جوربل( باله ونفوذه لتعرض الشيخ لضايقات.
غادر تلك القرية بنصيحة ابن خاله شيخ تان ود ليعود إل )انامب
(NJAMBURوبالتحديد إل قرية أجداده )انه غوري (3NJA GUREYحيث يتوفر له
التباع والراضي والقارب غي أنه تعرض ليانة بعض قريباته الت كانت تتعهد وتتول
شئون التلميذ من ناحية الكل والشرب ،إذ تركت تلك السيدة رحها ال حت اشتد
الريف والتلميذ يعملون ف البساتي فأعادت إليه ما كانت تعده للغداء ذلك اليوم
بدعوى التعب ،وغادرت القرية.
وعلى الرغم من أن أخته الكبية جدة كاتب هذه السطر السيدة عائشة صل
رحها ال ،حاولت أن تنقذ الوقف فاتهت من )انكيك( إل )انه( ،وعلى الرغم من أن
الشيخ عباس أتى بزوجته الثانية السيدة مري لو رحها ال إل القرية ل يصد من وراء
تلك الهود ناحا ماديا يذكر ،فاضطر إل مغادرة القرية ،وإنشاء قرية باسم )عي
ماضي( بالقرب من )انك صل (NJOKK SALLلكن بعض الؤامرات النتمائية
حالت دون إناح الشروع.
وتنفيذا لتوصية شيخه اللداه أنشأ قريته )طابه( سنة 1370هـ الوافق 1951م
كما أسلفنا ،وأقام فيها بعض أتباعه ليزرعوا طبعا ،ولكن ليعبدوا ال ف جو ل يكدره
النفاق والكسب غي اللل.
وعلى بعد 40كيلومترا شرقي قريته )طابه( أسس ف أرض السلمة قرية
السعادة ،ووصفها بالقاهرة ،لكن الوصف طغى على السم ،وكان يوم الثلثاء العشرين
شوال 1386هـ الوافق 31يناير 1967م حيث ت قطع الشجار وتسوية الراضي
حضرها أو شارك فيها 1988شخصا من أتباعه ،وأساؤهم ف قائمة عندي .لكن إقامة
البيوت كانت يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الجة 1386هـ الوافق 8إبريل
جل الحداث واسم القرية ووصفها ف 1967م .وقد أّرخ الشيخ عباس التأسيس وس ّ
الرجوزة التالية:
1
تأسيسنا السعادة شاف العطش منسلخ شوال عام وفسش
بقاعها ف أرضها السلمة بقطع أشجار مع التسوية
قد وصفت تفاؤل بالقاهرة سعد السعود للدنا الخرة
من ربنا تأسيسها القيقي على التقى والب والتوفيق
2
بشهر ذي الجة كن مبينا بالحد الثامن والعشرينا
ويلحظ أن هذه القرية من خلل هذه القصيدة قد أنشئت للغرض الذي من أجله
أسست قرية )طابه( أي العلم والعبادة والكسب اللل ،وقد أقام فيها الشيخ رحه ال
بعض أقاربه وبعض أتباعه الذين ما زال من منهم حي هناك حت الن.
وكان الشيخ قبل تأسيس القاهرة قد أرسل مموعة من مريديه إل قرية )انومب
(NJOMPIبالقرب من )طوب انغيج (TUUBA NJAGEEJشرق شال مدينة
)اندويي( سعيا وراء أراضي تكنهم من أن يعبدوا ال ف جو صاف ،ولكن تول لم أن
يعيشوا بعرق الباه .وقد عشت أنا شخصيا هناك لظات مفيدة مهمة ف حياة التلميذ
ل أنساها أبدا ،إل أن الرعاة البدو بقطعان غنمهم أفشلوا الشروع ف مهده تقريبا
فافترق المع شذر مذر بعض إل )طابه( وبعض إل ) انامبور( وآخر إل حيث يعلم
ال.
- 2عند ما حولنا 28من ذي الجة عام 1386هـ وجدنا أنه كان يوافق يوم السبت بدل يوم الحد ولعل ذلك يرجع إل
عدم ظهور اللل حيث كان الشيخ رضي ال عنه.
37
38
وقد اته الشيخ عباس صوب شال البلد لزراعة الرز ف أراضي )روس بيجو
(ROOS BETHIOحيث يقوم بعض الشبان بإحياء أراض تابعة للحنفية ،ويعبدون
ربم.
وهذه الهود التواصلة ،وهذه الاولت التكررة إن دلت على شيء فإنا تدل
على علو المة ،وعلى الصطبار على تمل الشقات ف سبيل تقيق حياة كرية ،وعلى
الخذ بالسباب مصداقا لقوله صلى ال عليه وسلم» :اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا،
واعمل لخرتك كأنك توت غدا«.
38
39
أحواله الربانية
لست أقصد بذا العنوان إظهار الراتب العرفانية للشيخ عباس صل رضي ال عنه،
أو بيان درجاته الربانية لشيء واحد كاف أل وهو أنن لست أعرف عن تلك المور ما
يغن عن جوع .إنا قصدي أن أقيد بعض إشارات وتلميحات معبة ف حياته الروحية،
وتسجيل بعض تصرياته الت ل تقبل الشك أو الدل فيما حباه ال تعال إياه باعتباره
شيخا جليل ،ومربيا دليل من رتب عالية ودرجات رفيعة ف الرقي والوصول إل حضرة
القدس سلوكا وجذبا ،من ذلك:
-1جاء ف »زينة العرائس ونزهة البطال ف مناقب السيد ابن عباس«
للشيخ ممد الختار ولد الدهاه :أن الشيخ عباس حكى له عن والدته أنا
لا كان صبيا يبو ،ذهبت والدته لزيارة الاج مالك سي رضي ال عنه
ف إحدى زياراته لقرية )انكيك فال( فلما وصلت إليه وجدت أمامه
كوبا مليئا بالقهوة شرب منه الشيخ الاج قليل ،فحبا الطفل عباس إل
الكوب وشرب كل ما كان فيه ،والشيخ صامت ينظر إل الطفل ف
هدوء ،ث ُقّدَم إليه كوب آخر ،فشرب منه قليل ،ووضعه أمامه من
جديد فعاد الطفل وشرب كل ما تبقى منه ،والاج ل يقول شيئا بينما
ترتعد فرائص أمه خوفا ما تشهد.
ويعلق الشريف ممد الختار على القصة» :ومن ينظر إل هذا الرص
البكر على التبك بآثار الصالي يدرك بعض آل إليه أمر هذا الشيخ
1
التفوق الفاقد الثال«
-2إنه ف سنة 1368هـ 1949م استقبله أحد الشرفاء العلويي وهو
مولي أحد بن العرب عند باب زاوية شيخنا التجان رضي ال عنه ف
فاس ،وقد إليه كناشا بأربعي ) (40صفحة كلها غرائب من السرار
التجانية ،ولا سأله عن السبب قال له :هذه من أسرار والدي كان قد
طلب إليه مفتاح القطبانية .ول يكن يشك ف أن الشيخ عباس يتلك
ذلك .وكان قد ثبت لدى ذوي العرفة أن الشيخ عباس قد فتح عليه
الفتح الكب عند إنشائه هذه القصيدة ف بستان له يسمى بـ )دان
(DAANEف قرية )انه( حوال 1946م.
-4كان الشيخ عباس رضي ال عنه عند خروجه من بيته ف سانلوي
لداء فريضة حجه الول دعا ربه أن َيلتقي بأحد رجالت الضرة
ليسأله عن أمور معرفية َتُهّمُه بشرط أن يكون الرجل تانيا .لكنه ل يلتق
40
41
41
42
وف تثبيت هذا العن وتأكيده يصرح ف قصيدة أخرى بأن الشيخ التجان
هو أبوه ،قال:
1
وأخذت للخيات كل نواص ظرفت يداك بدرة الغواص
2
فالصيد أوفر ف الفرى مثل مصى للسابقي هو منية القناص
صدقوا ،ولكن دونا ظفرت به يد قاصد التجان بالخلص
نعم السفينة للنجاة ومنذر الطـ ـطوفان آذان باللك لعاص
أهل التجان من كمال خلص إما ،وإما فالسلم عليكمو
بشرى بأحَد أحِد اللص بشرى لنا نلنا به فوق الن
سر اليط لدره غواص بأب أب العباس أحظى وارث
وقد كان الشريف عمر الكرزازي رضي ال عنه يقول له ف المسينات أعتقد
أنك )عباس( الذي هو الولد الروحي لشيخنا التجان الذي من أجله كن بأب العباس،
وليس له ف الظاهر ولد بذا السم ،وكان ل يقبل ذلك تواضعا إل أن تضافرت الدلة،
وتعاضدت الباهي فأصبح يصرح بذلك كما رأيتم.
- 1الدرة :حجر كري معروف .الغواص :الائض ف البحر لخراج الدرر .النواصي جع ناصية مقدمة الشيء.
- 2القناص :الصياد »الصيد أوفر ف الفرى« مثل عرب بعن اجتماع ما يطلب ف الكان الذي يوجد فيه عادة.
42
43
ولقد قرأت له يوما قصيدته الولفية الطويلة )كتاب الصدق إل طريق الق( حت
إل قوله ف شيخنا أحد التجان رضي ال عنهما:
1
ك َكَنَر ُدوْن عباس
ت ِب ْ
سْن َ
س َن َ
َدَكْنَتَلْم ُبُووْر َأُبو اْلَعّبا ِ
فقلت له :لعله أنت؟ فقال :مكن ،ومن يجر على ال أن يفعل ما يشاء ؟
وف خضم مقارعته لعارضي بعض تصرياته ف التجانية ومؤسسها الفذ قطب
القطاب مولنا أب العباس نظم نونيته الفريدة الت أشار فيها إل نفسه إشارة واضحة
بأن كل من ليس شيخنا التجان أباه روحيا ل يكنه أن يعرف ف شيخنا ما يعرفه هو
فيه.
وسبب نظم القصيدة أن الاج مصطفى انيانغ سأله – وها ف قريته )القاهرة( أما
تقوله ف شيخنا التجان وطريقتنا تمينات تظنها أم حقائق يقينية عندك ،فكان الواب:
فهل مثل ذي حق اليقي ظنون يقينا بأعلى ما يكون يقي
وهل يستوي ،ل ،ذو عمي متخبط ومن كله أن تتبه عيون
وباطنها فيما استحق يبي يرى ظاهر الشياء ويعطيه حقها
2
وباطل شيء باطل ويشي يرى الق حقا موفيا كل حقه
3
رقوب رقيب للله يدين بأعدل قسطاس على الق وزنه
ترى منه إل ما تراه يزين تفضل موله الكري عليه ل
على وسط يكفيك وهو أمي تبؤه من مفرط ومفّرط
لغايات ما ينمى إليه حسي ول يأل جهدا ف الطريقة راقيا
4
سلوكا وجذبا ل يفته معي قد القى عصا تسياره متحققا
حقيقته فيما هناك رهي يغازل غزلن القيقة واجدا
إذا كان هذا القول صريا جدا فيما نبينه ،ول يعد هناك بوصة يتحرك فيها شاك
ياري فإن قوله ف البيت التال من القصيدة يكون البيان حيث قال:
فأنتم أبو العباس ها هو واقف ببابك حيانا عليه ديون
فالطاب )أنتم( موجه إل أب العباس أحد التجان رضي ال عنه ،ولكن الضمي
)هو( هنا أين يعود؟ إل العباس طبعا ،لنه أقرب اسم مذكور كما يقول النحاة .ومن
الواقف؟ الشيخ عباس صل عند باب أبيه أب العباس رضي ال عنهما ،وهذا النتهى ل
المد والنة.
وقد يكون الشيخ عباس رضي ال عنه قد تدث عن نفسه ،وقال لنا أمورا ل
ندري أيليق بنا أن نسجله ف كتاب ،لذلك احتفظنا با لنفسنا ،غي أن ما نشره ف
دواوينه الت ف متناول العامة والاصة ل مال لخفائه مثل قوله ف القصيدة السابعة
- 2من سلل الترقي عند رجال عوال يقطعونا إل ال أولا عال الناسوت فعال اللكوت ث عال البوت .وهناك عوال
أخرى.
- 3السحق :ذهاب تركيبك تت القهر .والبوت هنا صيغة مبالغة من الب بعن الكب والعظمة.
- 4الطلوب فيك كمي يعن وال أنك وصلت منذ زمان ،لن من يبحث عن نفسه يتعب دون جدوى.
44
45
عشرة من ديوانه الاص الوسوم بـ )تيجان الذّهب بروف بعض اليات بالدح
الهّذب(:
وهب ل الصائص الوهاب ل يص طل وبلها
الساب بشرن مبشر البشي
شربت ما صفا من ابر اليقي بشارة جاد با نصيي
بالعلم والعي وبالق البي رب كفى ل شاهدا بأنْه
فضلن على كثي منْه
فمثل هذه التصريات من مثل الشيخ عباس رحه ال العروف بيائه ،وتفظه،
وتواضعه وتستره ،وصدقه ،وشدة مافظته على السرار ،وكرهه الدعاوى ل يضع مال
للمماراة ف أنه رضي ال عنه ببكاته كان من رجال ال الكبار ،والعارفي الكّمل،
الواصلي الوصلي الذين فضلوا المول وستر الال إل أن وعاء سره نضح بذه
التصريات الت أعتقد أنه أحس ببعض الرج ،أو بشيء من الضيق عندما صرح با،
فاستدرك قائل ف القصيدة نفسها:
كما به أمر رب العزة وكل ذا تدثا
بالنعمة
هذا وننتقل للقراء الكرام فيما يلي بشارة كان الشيخ عباس رضي ال عنه كتبها
لنا بيده الشريفة وصورنا منها نسخة نتفظ با حت اليوم .وهي كما كتبها الشيخ
بنقطها وفواصلها أي دون تغيي أي شيء منها ،أو أي زيادة أو نقصان ،ولكل قارئ
فيما بعد أن يعلق عليها با يرى ،فقد كتب:
» المد ل له النة وله مزيد من الشكر ،وصلى ال على سيدنا ممد الفاتح الات
الناصر الادي وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
45
46
فإنه مّن ال علي صبيحة يوم المعة السادس من رمضان عام 1382هـ اثني
وثاني وثلثائة وألف1،أنه تراءت ل ف الوظيفة صورة مهيبة ذات شيبة بية ولية كبية
بيضاء نية كل دائرة وجهه سوى وسطه من البهة والنف والشفتي تعمه الشيبة النية،
والوجه ييل إل الطول ،ل أر قبلها مثلها ف السن واليبة والسكينة والوقار ،وهي ف
وسط اللقة ،وظن أننا ف الوهرة.
ول أرى هذا إل أن ال التفضل الكري الواد مّن علينا بكشف الجاب بي عين
رأسي وبي ذات شيخنا خات الولياء ومدهم من الزل إل البد ،أب الفيوضات
والبكات مولنا أحد بن َمحمد التجان السن رضي ال عنه ،وجعله نصب عين قلب،
وأدام علينا بكمال زيادة التفضل تلك النة العظيمة ،ني عليها ونوت فيها وندفن معها
ونشر إل الستقرار معها ف أعلى فراديس أغلى جنة عليي مع الصطفى الكري جده
سر الوجود ،ومنبع الفيض والود سيدنا ممد بن عبد ال رسول ال صلى ال عليه وآله
وصحبه وسلم.
وقد وقع لنا هذا ونن ف مدينة طابه حرسها ال بنه ،وزادنا من فضله آمي.
ق العتبة الحدية ابن عباس صل لطف بقلم عبد ربه صاحب الواقعة ،الفقي إل ال ،ر ّ
ال به آمي «.
وتعليقنا هو أن المد ل رب العالي الذي جعلنا من أتباع هذا الشيخ الكبي
الذي مّن ال عليه بذه النة العظمى الت تتحرق أكباد العارفي الواصلي للوصول إليها،
وقد يقومون بجاهدات نفسية نية شاقة دون الصول عليها وقد نشرت الورقة لسباب
عدة منها:
-1أن الشيخ عباسا رضي ال عنه ل يكن يكتبها – ف اعتقادي –
لنفسه.
-2لا أطلعن عليها ومكنن من تصويرها ل ينعن أن أطلع عليها
غيي ،كما فعل ف أمور أخرى.
47
48
49
50
- 1تتميز أيام التوجه إل ال ف )انكيك( ف بعدها عن صخب الدن وضوضائها ،وف كونا غارقة ف تلوة القرآن الكري،
وذكر أساء ال السن ،وأدعية الصالي ،دون أي اختلط بي الرجال والنساء .ففي سنة 1409هـ كانت التمات
،761وذكر من اسم ال اللطيف 577زفتويق ،و 5أموي ،و ,11689ومن السبلة ،1417500أي 450مضروب
ف نفسه مضروبا ف سبعة ،بالضافة إل أعداد هائلة من اليللة والوقلة والبسملة والقواقل والصلة على النب صلى ال عليه
وسلم .ث ُيهدى ثواب كل ذلك للمسلمي والسلمات ،وخاصة الوجودين ف مقبة القرية ،ث ُيقرأ بعض التوسلت الرفيعة،
ويدعى للسنغال وسائر بلد السلمي المن والرخاء.
50
51
تنقلته:
كنا أشرنا إل أن الشيخ عباسا كان يوزع وقته بي القرى الت أسسها ،وبي
الدن الت فيها أهاليه ،وبي الوعظ والرشاد والتوعية ،ومطالعة كتبه ،واستقبال زواره
إل جانب التأليف وإنشاء القصائد وتعهد أحوال أسرته .ول ينته إل معرفتنا أنه قضى
شهرا كامل ف مكان واحد ف السنغال إل حي ألزمه مرضه الخي الفراش ف
الستشفى.
ول يهمنا هنا مرد تنقلته من مكان إل آخر فذلك دأب الحياء ف كل
الصقاع ،وإنا نود أن نبي ما كان لسفاره من مغزى عملي رفيع إما من حيث
النتاج ،وإما من حيث التقرب إل ربه تعال.
سافر – وهو ابن عشرين سنة مع أحد أخواله – إل كوناكري عاصمة غينيا،
وأنشد فيها داليته الفريدة ف مدح القطب الكتوم ،الت مطلعها:
1
وخطب أقاسي لذعه التوقدا تأوبن لف وهم تردا
2
لطب دهان إذ سعت فجاءة غدافا يقول الي رحلتهم غدا
3
بار الوى ف الكشح ،والقلب هيدا فيهم لب قوله وبه طمى
4
وقد هد من قوة وتلدا وكلفن ما عيل صبي دونه
5
تدك البال الراسيات بعشر ما علي ،وَقّد الوسع من تقددا
6
ونار الوى بي الوايا تكنفت وبت كما بات السليم مسهدا
7
رزيات شوق أو أسامر أنفدا أزاول ف ليل بطّي نومه
- 1تأوبه :أتاه ليل .اللهف :الزن والتحسر .تردا :عتا .الوجد :الزن .اللذع :الرق.
- 2خطب :أمر عظيم .دهاه :كر عليه وحيه .الغداف :الغراب السود.
- 3الوى :الزن .الكشح :ما بي الاصرة والضلع .هيدا :أفزع.
- 4عاله الشيء :أعوزه.
- 5الراسيات :الثابتات .تقدد :تقطع.
- 6السليم :اللديغ تفاؤل .السهد :السهد.
- 7رزايات :مصائب .أنفد :القنفذ ،يقال بات بليلة أنفد أي ل ينم الليل كله ،لنه ل ينام الليل.
51
52
وتقع القصيدة ف مائة وخسة وخسي ) (155بيتا أبدع فيها من حيث جزالة
اللغة وروعة التصوير ،كما أتى فيها بلف ونشر عجيب سنتحدث عنه عندما نتناول
إنتاجه الدب إن شاء ال .ومن العجب أنه نظم جل هذه القصيدة وهو يتناول غداءه مع
خاله فلما رفع يده عن الطعام صب على الورق ما يوكه ف خلده فكان بذه الروعة !
وف عام 1368هـ 1949م سافر إل )فاس( الروسة بالغرب برفقة صديقه
الشيخ عبد العزيز رحه ال لزيارة مولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنهما ،ومكث
ف زاويته اثني وأربعي ) (42يوما يتعبد ويتقرب إل ال ،ويستمد من أب الواهب
خيات وبركات منتظرا صديقه الذي كان قد واصل سفره إل الراضي القدسة للحج
ومنذ ذلك الي كان يزور شيخنا التجان ف فاسه سنويا تقريبا إل سنة 1986م.
وف 15من ذي القعدة عام 1371هـ الوافق 5أغسطس 1952م خرج من
بيته ف )سانلوي( لداء فريضة الج الذي عاوده سبع مرات كانت آخرها سنة
1975م .أما عدد عمراته فل يكاد يدخل تت الصر.
هذا ،وقد كان يسافر أحيانا إل بعض الدن السنغالية وقراها لتقدي تعزية أو صلة
رحم ،أو زيارة صديق ،أو إصلح ذات البي ،أو لرشاد جاعة تابعة له .كما سافر إل
جهورية )مال( لزيارة أحد الشيوخ التصوفي البارزين هناك ،وهو الشيخ ممن مايغا
أطال ال بقاءه.
وقد زار من البلدان العربية مصر وليبيا وتونس والزائر والكويت وقطر
والمارات العربية التحدة والعراق والردن ولبنان فضل عن العربية السعودية والغرب،
ساها» :كتاب دليلوف جهورية )ساحل العاج( ألف قصيدته اْلُوُلِفّيَة البديعة الت ّ
الصدق إل طريق الق« وأبياتا خسمائة وسبعة عشر 517تناول فيها متلف الغراض
من التوحيد والتصوف والسلوك ،وبّين فيها علوما دقيقة ث انتهى إل الطريقة التجانية
فامتدح مؤسسها ،وتدث عن بعض مراتبه ،كما تناول أهية الطريقة وفضائلها،
وشروطها ،وتكلم عن رجالتا شرقا وغربا .ولعل تلك القصيدة أن تكون من أروع ما
أنتج.
52
53
وكان يسافر إل فرنسا ف فترات متباعدة للتداوي ،وف إحدى الّرات نظم هناك
قصائد ذات دللت صوفية عالية ،وكان قد أقام ف فندق )ترمنيست( غرفة 44
بباريس ،ففيها نظم:
-1قصيدة أحرف »بان يرسد « ..البيت الت مطلعها:
باسك اللهم وبالرحان وبالرحيم الالك
الّدّيان
بتاريخ 12/4/1981م.
ويعن هذا أنه كان ف سفره عمل وعبادة ،لن هذه القصائد الثلث فحسب
كانت تقتضي السفر لو كانت مرد إنتاج أدب إبداعي ،فكيف هي إذا انضافت إليها ما
كان من معان روحية عالية ؟ !
ساها:
وف آخر حج له 1975م مّر بباريس وأنى فيها قصيدته الت ّ
53
54
»خاتة المداح لسيد الرواح والشباح«1وقد توج أوائل أبياتا البالغ عددها
تسعة وثلثي بيتا ،بروف الية ﴿ :ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم
﴾ ومطلعها:
ما أعجزت بالعقل كل »ولقد« أرتن والله
مفكر مبصري
وكان قبل ذلك وبالتحديد ف عام 1952م وهو ف طريق عودته من حجه الول
عندما مّر بالقدس الشريف وزار عمان عاصمة الردن فاستقبله اللك حسي رحه ال ف
قصره ،فارتل الشيخ عباس له قصيدة مطلعها:
من الدر ،أبى من سبيكة سلم يفوق السك عرفا
جوهر ويزدري
- 1كان يرى وهو ينظم هذه القصيدة أنا آخر أمداحه النبوية ،وكنت أقول له ،ستأت بقصائد أخرى فكان يستغرب ،لكنه
كان كما كنت أقول فقد جادت قريته بعد ذلك بأكثر من خس عشرة قصيدة.
54
55
هنأ فيها اللك الذي كان ف شهر العسل ،ودعا له المن وطول العمر والنجاح،
فكان من ذوق اللك أن كافاه بساعة ذهبية نقش عليها اسه ماراة للكلمتي »سبيكة
جوهر« وقد هدى الشيخ تلك الساعة للسيدة زوجته الول.
وف الغرب نظم القصائد التالية:
-1ف مدح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه ،وكان ف وفد يرأسها سيدي
ممد البيب حفيد الشيخ رضي ال عنه وعنهم .ومطلع القصيدة التكونة من
عشرين بيتا هو:
يا أبا الفيض إننا ف حاكا نرتي وصل حبلنا
بعراكا
-4وقد ارتل نونية ذات اثن عشر بيتا عندما بات عند ضريح شيخنا التجان
رضي ال عنهما ليلة الثني العشرين من رمضان عام 1399هـ الوافق – 13
1977 – 8م ومطلعها:
هل جنة اللد ف روح وريان أم أنن بي جنب والدي
أبو الفيوض أبو العباس أحد من الان
ل يعمد من جن وإنسان
55
56
وف مكة الكرمة وف 5إبريل 1975م عند إنشاء رابطة العال السلمي ،وكان
ضمن الوفد السنغال مع الشيوخ عبد العزيز سي الدباغ ،الشيخ أحد امباكي ،أحد
دات رحهم ال نظم قصيدة طويلة ذات مائة وثانية عشر بيتا تعتب من أجود ما قيل ف
مدح آل سعود وف الشادة بناقب اللك فيصل بن عبد العزيز رحه ال ،وف التنويه
بوحدة السلمي ،ووصف فيها الطائرة وصفا رائعا ل نعرف أن أحدا سبقه إليه،
ومطلعها:
متعرض النفحات للرحان يا راغبا لنائح الفرسان
لروابط السلم ب النادي دعوة نوديتها
ل ّ
والحسان وارحل مطيك وّدعن
ل كل الهل والولدان مستودعا
56
57
البّيات
الثانية :قرية )عي ماضي( الت كان قد أنشأها بالقرب من )انك صل( ث
هجرها لسباب أشرنا إل بعضها سابقا ،وهناك نظم لميته السلوكية البديعة الت منها:
صاح اركب الزم واصحب صادق الال ماضي العزية ف الت وف
الال وكن مدى الدهر ف سر وف علن
بال ل ل بالقيل والقال وسر بقلبك جّد السي مرتل
لكل أعلى من الحوال من عال وزاحم الركب أهل السبق مرتيا
فضل الهي ل وان ول سال ونزه القصد منك أن تدنسه
بغي مولك من مول ومن وال ل ترض دون رضى مولك منزلة
من النازل ف بروج البدال
الثالثة :قرية )بندج 1(Bandagneحيث أنشأ هذه القصيدة التوج أوائلها بروف
اسم الصحاب الليل عمران بن حصي الذي قيل ف مرد معرفة اسه خي كثي ،وهي:
ما يزحزحن عن حضرة ال عذنا من النفس والشيطان بال
يفك غّلهما عنه سوى ال ما خّلص العبد ملوك الوى أحد
بالذنب مرتيا عفوا من ال ب أتاك عبيد كان معترفا
ر ّ
ـنا بيوش الوى النئي عن أشكو إليك زمانا قد أغار عليـ
ال نأوي إل حصنك الفوظ داخله
نبغي أمانا وتأمينا من ال إن وإن كنت ذا جزم وذا جنف
فالذنب أعظم منه رحة ال بالصطفى وبرسل ال قاطبة
وبالنبيئي والصحاب ف ال نّق ثياب ما فيه من دنس
وجد بنور لنا يهدي إل ال حت الذي كان من ميتا كرما
أما باقي القصائد فقد قرضها وهو داخل سيارته يبوع البلد ويذرعها ،فكم أملى
علّي أو على غيي أو كتب بنفسه – قادما من سفر – قصيدة كاملة ،أو أجزاء كبية
من قصيدة خزنا ف ذاكرته حت وصل.
ومن الغريب أنه كان يذكر – مع طول الزمن – الماكن والسافات الت جادت
فيها قريته ببيت أو بيتي وإن طالت القصيدة ،أو امتد زمن تأليفها ،رضي ال عنه
وأرضاه وعنا به ببكاته وأمدنا من فيوضاته الغزيرة آمي.
- 2أوردنا القصيدة كاملة هنا لكونا من التوسلت ،وقد فاتنا أن نوردها ف مموع التوسلت للشيخ رضي ال عنه.
58
59
59
60
حت أن عدد تسبيحاته ف الركوع والسجود كان يتجاوز أحيانا المسة عشر1وقد
اشتهر بذلك حت أصبح كل من يطول ركوعاته وسجداته ينسب إليه وكان يفرح
لذلك كثيا لكنه كان يث – مع الطالة الضبوطة – على الستحضار وحضور
القلب.
وباعتباره تانيا ملتزما كان حازما على حضور الوظيفة ف الماعة مرة واحدة
على القل ف اليوم ،وعلى اللتزام بضور ذكر اليللة ب عصر المعة مع اللاح على
أن يصل الريد على ما ل يقل عن ألف من كلمة الشهادة )ل إله إل ال( ،وعلى
مداومة ذكر الورد اللزم صباحا ومساء.
وإذا كان قد أطلق العنان ف أكثر الوراد الختيارية يلح على:
-1صلة الفاتح بأعداد متلفة كمائتي زيادة على الورد والوظيفة ،أو
313مرتي أو 500مرتي أو ثلثا .أو ألف ومائة وأحد عشر،
وأحيانا يأذن بأحد هذه العداد أو غيها مع البسملة أو السبلة أو
المدلة أو الوقلة ،وذلك حسب الشخاص حينا ،ولكن حسب
الظروف أحيانا أخرى .وعندنا ورقة بط يده الكرية ذكر فيها أعداد
أقل ما ذكرنا قال إنه رأى سيدنا عمر بن الطاب ف النام فأذن له فيه
مسبوقا بعدد من البسملة وذكر له خاصيته وهذا من النوادر.
-2ذكر اسم ال تعال» :اللطيف« وله ف ذلك أعداد وتصرفات ل
تدخل تت الصر لختلف الوائج والشخاص والحوال ،إل أنه كان
يكرر عبارة )كلما كان أكثر يكون أفضل(.
- 1كان أحيانا يقول ف ركوعه :سبحان رب العظيم وبمده 3مرات ث :سبحان ذي اللك واللكوت سبحان ذي العز
والبوت سبحان الي القيوم الذي ل يوت ،سبوح قدوس رب اللئكة والروح ،سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال
أكب عدد ما علم وملء ما علم وزنة ما علم سبحان ال وبمده سبحان ال العظيم .ويقول ف السجود :سبحان رب
العلى وبمده 3مرات ث :سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم عدد ما
علم وملء ما علم وزنة ما علم ،اللهم اغفر لنا فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،يا غياث الستغيثي أغثنا 3مرات يا ذا اللل
والكرام 3مرات يا أرحم الراحي.
60
61
ولكي تتم عملية العدوى ل بد من الصدق ،وصدق التعلق ،ث الصب تلك الصلة
الرفيعة الت ل يقوم أي خلق حسن إل با .وكان يقول :ل أستطيع أن أصطحب غي
صادق أو مستعجل ،والق معه رضي ال عنه وأرضاه.
وقد نحت تربيته ناحا ملحوظا يشهده الميع ف أتباعه أينما وجدوا ففي
الغالب يرتادون الساجد ويركعون مع الراكعي ،لكنهم يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة
ويذكرون ال كثيا مستغفرين مستقيمي مكتسبي عيشا حلل وكفى.
ول يكن يدخل هو نفسه اللوات أو يأمر مريديه بلوات تستمر أياما عددا
يرجون منها بأحوال غريبة ل تمد عقباها غالبا كما يدث ف بعض الوساط.
61
62
وسر تربيته رضي ال عنه يكمن ف إقامة الصلة ،وحضور الوظيفة ،وقد وصل
إل جل ما وصل إليه من مراتب عالية ،ومناصب باطنة رفيعة وهو إما ينتظر الصلة أو
كان فيها ،أو كان قد فرغ منها ،وإما كان يذكر الوظيفة أو كان أناها مباشرة.
وبطبيعة الال فقد كان يرى أن كل من يدعي الشيخة شيخا يصلح لتربية
الخرين ،وأن ليس كل من ينتسب إل شيخ مريدا له ،فل بد من شروط معينة ف
كليهما ذكرها أصحابا ف مظانا ،لكنه كان يزيد إل ذلك تسيم العلقة بي الشيخ
والريد بعلقة الوقيد وأعواد الثقاب ،إذا ل يتوقر الفسفور ف الانبي ل ينتج اجتماعهما
شيئا.
وكان يصنف الريدين أربعة أصناف:
- 1صنف كسراج له فتيلة وزيت.
– 2صنف كسراج له فتيلة ول زيت.
– 3صنف كسراج له زيت ول فتيلة.
– 4صنف كسراج بل زيت ول فتيلة.
فإيقاد السراج الول سهل يسي .وإيقاد الخي مستحيل ،وبينما عمل شاق
وخطي إذ الصنف الثان تشتعل فيه الفتيلة برهة ث تنطفئ ،ومهما حاولت فلن تصل
على نتيجة مرضية ،أما الصنف الثالث فقد ينفجر الزيت ويضر بالشعل وما حوله.
ومن الناحية الادية ل يكن يطلب من أتباعه هدايا يمعونا له ويقدمونا إليه ف
مناسبة وغي مناسبة ،كان يرى أن العلقة النفعية بي الشيخ ومريده يب أن تكون
كالعلقة الوجودة بي الوالد وولده ،ل ما بي العبد وسيده ،أو بي اللك ورعاياه.
فأين هذا الشيخ من هؤلء الذين يعدون أتباعهم كل شيء كيفما كانت حاله؟
أين هذا الشيخ الدليل من هؤلء الذين يبهرون عقول مريديهم بوارق عادات تبعدهم
عن طلب رضى ال ،وتعل الشيخ صاحب »الكرامات« غي عاديّ ف أنظارهم ؟ أين
هذا الشيخ الليل من هؤلء الذين ل يهمهم من التعلقي بم إل ما يغدقونه عليهم من
أموال وإن أتت من حرام معلوم ؟
62
63
ومن كل ما قلنا فالشيخ عباس رضي ال عنه ل يكن يصف نفه بأنه شيخ ،ول
يقل ف أحد بأنه تلميذي أو مريدي ،لن الشيخ القيقي ف الطريقة التجانية هو سيدنا
ومولنا أحد التجان رضي ال عنه .والسادة الدعّوون – تاوزا » -شيوخ« مقدمون
يتفاوتون – طبعا – ف الراتب والدرجات ،لكنهم جيعا أتباع للشيخ التجان رضي ال
عنه وعنهم ،ونفعنا ببكاتم دينا ودنيا آمي.
63
64
أزواجه وأولده:
خلف رحه ال أربع حرائر من بيوت مد وشرف وحسب ونسب وعلم وأدب
ودين.
فقد كان زواجه الول بالخلصة البارة الوفّية السيدة رحة ال جاج بنت التقي
العابد السيد إبراهيم جاج ف الول من شوال عام 1355هـ الوافق 15ديسمب
1936م )بلكوس( بدينة سانلوي.
وله منها ستة أولد هم ممد الادي الولود بتاريخ 1938 – 12 – 19م لكنه
توّفي قبل استكمال عام من عمره ،وممد النصور خليفته الال ،وأحد التجان ،وممد
عبد ال ،وممد البيب ،والاج مالك.
له عائشة وفاطمة كه صل وسبع بنات توفيت اثنتان منهن ف حياة الشيخ وها ل ّ
رحهما ال ،والباقيات هم مام فام عائشة ،واندي خد واندي فاطمة أم أبيها ،ومام مري
ومغت.
وقد ثن رضي ال عنه بالكرية التواضعة أم الساكي السيدة مري لوم بنت الشيخ
الصال والعال التقي السيد عبد السلم لوح دفي )انيي( وأعقب منها من الذكور:
الليفة أبوبكر لكنه توف ف صغره ،والشيخ أحد التجان وممد ولد الداه ،ومن النساء
فاطمة رحها ال ،وآمنة وعائشة ،ورحة ال ،وزينب ،وسليمة.
وقد ثّلث بالسيدة البارة الكرية رقية به بنت العال العلمة والشاعر الفحل
والرشد الصال الشيخ علي به دفي )غول (GUEOULوقد رزق منها ثان ذكور هم
ممد الصطفى ،وسيدي علي بالعيد التماسين ،وبب ما يرى وممد المي ،وعبد
الفتاح وعلي سّي جده ،وإدريس العراقي العراقي ،وبنتان ها فاطمة وحليمة.
وقد أعقب من زوجته الرابعة الكرية اليّية العابدة السيدة سخن جوب بنت
السيد الخلص له عبد ال جوب ولدين ها عبد العزيز ،وممد الغال ،وسبع بنات هن
عائشة ،ورقية ،وفاطمة ،ومري ،وآمنة ،و)دب( رقية الثانية ،وبوسا أطال ال بقاء الميع
ف صحة واستقامة وعافية وعيش رغد ،آمي.
64
65
هذا ،وقد سجل الشيخ عباس رحه ال ف أوراق تواريخ ميلد أولده وبناته
بالتاريخ الجري حسب تتابع ازديادهم ،ودعا لكل واحد منهم أدعية رفيعة مقبولة إن
شاء ال تعال من طول عمره ،وصحة ،واستقامة ،وزهد ،وفتح ،وإجابة ،وقبول،
وسلمة ،وعافية ،ومعرفة بال ،وولية كاملة ،وموت على الكتاب والسنة والماعة،
ومبة صادقة ف الشيخ أحد التجان رضي ال عنه ،وغي ذلك من كل ما يعل النسان
ف أكمل صورة مكنة لغي النبياء والرسلي والصحابة الكرام.
ونن ل نلك لنباء الشيخ العزاء إل أن نتضرع إل ال القدير سائليه أن يقبل
دعاء والدهم فيهم ،ويوسعه حت يشملنا وجيع السلمي ،ويلحقنا وإياهم بكانته الرفيعة
عند ال بسر ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيان ألقنا بم ذرياتم وما ألتنا من
ل أي دون أن يؤاخذنا على ما بنا من ضعف أو نقص عملهم من شيء﴾ 1مّنا منه وفض ً
أو تور ،إنه ول ذلك والقادر عليه.
وقد بدأت إرهاصات الستجابة وعلمات الدعاء تلوح فيهم بلء ،وأخذت
التربية السلمية الت رباهم عليها الشيخ تؤت أكلها يانعا تبارك ال أحسن الالقي ،فهم
اليوم بي فقيه ومرشد ،ومتصوف موّجه ،وعال يعلم ،ومدرس مقرئ ،ودارس يتعلم،
ومرب يهدي ،وكلهم يعّولون للعيش على عرق جباههم الطاهرة ،ويبون بأموالم على
التاجي ﴿وف ذلك فليتنافس التنافسون﴾.2
ومن أمثلة جهود أبنائه أنشطة جعية التعاون السلمي للتربية والتعليم الت تشرف
عليها ابنته الصالة السيدة حليمة الوجودة ف المارات العربية التحدة ،وذلك بالقيام
ب‘مال خيية جبارة ف ربوع السنغال ،فقد قامت المعية منذ نشأتا عام 1995م
ببناء وفرش تسعة عشر مسجدا وجامعا ف مناطق متلفة .وحفر اثنت عشرة بئرا ،وإيواء
اليتام ف دار بنيت ف لوغا .وتقدي مساعدات شهرية لن منهم ف كفالة ذويهم ،أو
بناسبة العياد السلمية ،كما تتكلف رسومات دراسة بعضهم ،وشراء وصفات طبية
لخرين .إل جانب تنظيم إفطار الصائمي ف بعض الساجد ،وتوزيع الضاحي على
بعض التاجي .وتنظيم مدارس مسائية لتعليم النساء مانا علوم الشريعة والعربية ،وتقدي
مساعدات إل النكوبي ،وغي ذلك من أعمال خيية تذكر فتشكر ،ومشروعاتا الت
هي ف وشك النتهاء أو ف طور البداية أكثر ما حققت فعل كل ذلك بتنسيق تبعات
السني بشكل يرضي ال ورسوله إن شاء ال تعال.
ولعل مسك ختام هذا الفصل أن تكون هذه البيات الت يتراءى لنا خللا تأثر
الشيخ عباس الشديد وعطفه على الولد ،وذلك حي وّدعه ابنه أحد التجان الشهور
بحمد أحد للذهاب إل مصر ف بعثة دراسية ،فقال:
ممد أحد كن له حفّيا يا ربنا أستودعك البنّيا
وخي صاحب له وصّيا وحافظا وناصرا ولّيا
من الهات الست ومنه واجعل له معقبات يفظون
يرسون من كل ما جعلت فيه ضررا
يقع ف الكون وما منه جرى بّلغه رّبي غاية الراد
ف الدين والدنيا وف العاد ألمه رشده وخذ بيده
فاجعل له قصب السباق حلفه لكل ما فيه رضاك فاهده
مصيبا ف كل ميدان هدفه حت يرجع سالا إلينا
وغانا بكل ما تّنى ودائع الله ل تضيع
حاشاه وهو الافظ النيع
17فباير 1967م
66
67
67
68
نصر العباد إذا ما راح وابتكرا عن سيد قام ل الكري على
مرضاة من خلق الرواح والصورا ب ف علم ترعرع ف عن سيد ش ّ
ل واقتحم الهوال والطرا عن سيد نافر الهواء مدبرها
عن السفاسف ف تيسي ما عسرا فخلف القرن والحوال راغبة
ده وشر حت أدرك الوطرا وجاهد النفس ف موله حق جها
بي القاليم للشبان والكبا فسود اليل والنوار دائرة
وساد من ساد للسادات والمرا فنال ما نال من جاه ومن رتب
عدل يذاكرك الاضي والقررا شيخ تأزر تقوى ال مرتديا
منه السابق عينا ل ول أثرا شيخ سبوق لدى الغابات ليس يرى
إذ نوره لح ف الفاق وانتشرا شيخ حناديس ضلل به انقشعت
بر توج ينفي الغل والضجرا شيخ تفقه بل حب تيقن بل
فكت أسارى جهالت أخي زمرا شيخ فسوح وخريت نصائحه
من بث علما يباهي الشذر شيخ سي خليل ال سيدنا
والدررا بر خضم عميق قل لغائصه
مهل رويدك ل تدر له قعرا وجازه يا إله اللق أفضل ما
جازيت يا ربنا الشياخ والوزرا أعذه من كل ما قد يستعيذ كما
تقيه من كل ما يشى وما حذرا واجعله من توليت المور لم
واقبل له العذر إذ ما جاء معتذرا ب رزقا واسعا وأدموارزق له ر ّ
صفو العيشة حت ل يرى كدرا وأبقه رحة للخلق منهلهم
مدافعا عنه رّبي البؤس والضررا صّل صلة على الختار من مضر
والل يا ربنا مع صحبه المرا
68
69
إنه هو الذي عّلم الشيخ عباس البلغة وعلومها ،وكان يبه وينّوه بكانته العلمية
والروحية ،وكان يرى فيه كل ما للفتّوة والرجولة من معان ،وكان يدعوه بـ»امبود«
أي السد بالبلرية ول يبّين له سبب هذه التسمية إل ف آخر حياته ،وكان ل يراه إل
وعانقه .بينما كان الشيخ عباس يبجل فيه شيخا علمه البلغة ،وعظيما من عائلة عريقة
شريفة ،وخليفة للسرة العمرية الباركة ،وُمسنا ف السلم فحمل له الحترام والتقدير،
يزوره من حي لخر ويقدم إليه هدايا ويستشيه ف بعض أموره ،وعند ما توف صبيحة
يوم المعة عند تام الثامنة والنصف ،السابع من ربيع الول عام 1400هـ الوافق 25
يناير 1980م رثاه الشيخ عباس بالرثية الميلة التالية:
1
مفاض النور طالعها سعود سعيد أمة فيها سعيد
ففي معن حقيقته شهيد فإن عنا يغيب بآدمّي
فظل من خوارقه مديد وإن فقدوا لظاهره وجودا
فشأو الشيخ بينهم بعيد فإن ذكر الشائخ بالزايا
إل أوج السعادة أو يزيد ترقى للمكارم والعال
بعال هة وهو الفريد إل أن نال غاية كل مد
فذكرى نور نورهم جديد فإن أنسى التقادم ذكريات
يطّيبه من الصل الورود فهل كالذات طيبا طيب
وهل كالعود ف الدرجات وصف
عود وهل شيء تورد مثل ورد
على بعض ليفعل ما يريد فرب الناس فضل بعض قوم
معقب ما قد ابرمه الوحيد فل أحد يرد لا قضى ل
قضاه ،وما لوجود وجود قد ابرمه ،والبية ف انعدام
وملجا ل يضام له مريد أقام مباركا فينا ملذا
وفودا إثرهم أبدا وفود ترى دوما تطوف به البايا
) - 1سعيد( الول فعيل بعن مفعول خب لـ »أمة« لذلك ل يتحل بالتاء .و)سعيد( الثان اسم المدوح.
69
70
الصاف ،ث إنه – كما أسلفنا – أخذ الورد التجان من الشيخ الليفة أب بكر سي رضي
ال عنه ،ونال إجازته الول ف الطريقة التجانية من الشيخ ممد النصور سي رضي ال
عنه ،كما كان بينه وبي كل من الشيخ عبد العزيز سي والشيخ ممد البيب رحهما
ال ،والشيخ أحد التجان سي زمالة وصداقة مع الول والثان ،وعلقة علم وثقافة مع
ثالثهم ،وفيما يلي بيان بعض ذلك باختصار:
أ -كان الشيخ الليفة يكّن للشيخ عباس حبا شديدا ،أعطاه الورد التجان ث
أجازه فيها كل الجازات المكنة ف يوم واحد ،وف ورقة واحدة كما أسلفنا ،وكان
يقول فيه الي الكثي :علمه ،وصدقه ،واستقامته .وكان الشيخ عباس فانيا ف حبه،
يشيد بواقفه الطيبة الباركة ،وينظم فيه قصائد بديعة أثلج با كثيا قلب الشيخ الليفة
وأتباعه العلماء ،وكم تغن با الغنون ف الفلت والتجمعات الدينية ،قبل أن تتغي
الحوال وتتدل المور لظروف خاصة مؤسفة مفتعلة ل نتاج اليوم إل العودة إليها
والتحدث عنها ،فقد أكلها الدهر وشرب ،ولتكن كذلك.
ومهما قيل من قول فإن الشيخ عباسا رضي ال عنه قد استحفظنا تلك القصائد
كباقي شعره ،وكان يستسمعنا بعضها من حي لخر دون أن يغي شيئا منها ،وذلك
شْبُه شائبة من قريب أو من بعيد .ومن مصداق يدل على أم موقفه تاه الشيخ الليفة ل ُت ِ
ذلك أن كل ما أعرفه أنا كاتب هذا البحث تقريبا عن ذلك الشيخ الليل من صدقه
وإخلصه وعلمه وخدمته للطريقة التجانية عرفته من الشيخ عباس رضي ال عنهما ف
أحاديثه إلينا بي فينة وأخرى.
وإليكم مقتطفات من بعض تلك القصائد الت أعتبها من أروع ما قيل ف مدح
الشيخ أب بكر رضي ال عنه:
• من إحدى نونياته ) 42بيتا(
71
72
1
ورّنات الثالث والثان أصخ يا من يلي بالغوان
2
إل نو الغان للغان وينكث عهد جواب الوامي
3
مزيل الل ف كل الكان ويرنو نوء شؤبوب مغيث
4
ليدرك بالمان ف أمان ويعلو ف السباسب كل ند
5
ينقع غل ذي ضرر النان ويطلب ف الناهل خي ورد
6
مرامك عنده شس الزمان نصيحة من بدا من غي شك
7
صريح القفو ف أثر التجان عميد بل فريد الدهر حقا
فسل ما شئت تعط بل توان جواد من يقول لكل آت
٭
٭ ٭
عتيق ال ملص كل عان سليل الاج مالك السمى
له رتب حوت كل العان طويل الباع ف علم ودين
٭ بكل الي منطلق اللسان إمام زانه مد أثيل
با ما شئت من حلو الان شائله أخي مثل رياض
٭ ٭
لن شغفت مبته جنان أيا من ساءه ما فهت مدحا
لن طيف اليال له سبان لن كأس البة قد سقان
وسّوده العاصر ف الوان لن موله قدمه إماما
إل خي السلوك لن حدان لن رفع الله له مقاما
مواهبه على قاص ودان لن سامت مناقبه وعمت
- 1الثان :اللت الوسيقية ذات الوتار الثانائية .والثالث :ذات الوتار الثلثية.
- 2نكث العهد :نقضه .والوامي :الفلة الت ل ماء فيها جع موماة وموماء.
- 3النوء :الطر .والشؤبوب :الدفعة من الطر .الل :الدب.
- 4السباسب :جع سبسب الفازة.
- 5ينقع :يسكن .والغل :العطش الشديد .والضرم :الشتعال .والنان :القلب.
- 6نصيحة :منصوب بفعل مذوف تقديره)هاك( وما ف معناه.
- 7القفو :التباع.
72
73
- 1المان :اللؤلؤ.
- 2الب :الداع .والحن جع أحنة :العداوة .ولعل الحان باللف مأخوذ منها أو ضرورة الشعر.
- 7البلبل بضم الوحدة :طائر صغي الثة حسن الصوت يضرب به الثل ف طلقة اللسان .البلبل بفتح الوحدة :شدة الم،
ولعله البلبال ف الصل.
73
74
• ومن سينيته البديعة الت استقبل با الشيخ الليفة ف إحدى زياراته لدينة
سانلوي ،وقد بدأها بدح شيخنا ومولنا أحد بن َمحمد السالي التجان رضي ال
عنهما والت مطلعها:
1
بي القرى وخصوصا الدرداسا ال فضل بالزايا فاسا
شيخي الّير شأنه القياسا فخر لا ولهلها بإمامها
2
شيخي التجان الرتقي قنن العلى جال الدجى واقي الضن والبوسا
هذا بعض ما كتبه الشيخ عباس ف الشيخ أب بكر سي رضي ال عنهما ،وتركه
فينا ضمن إنتاجه الدب الغزير البارك ،والمد ل رب العالي.
ب – الشيخ الاج ممد النصور سي رضي ال عنه.
قلنا سابقا إن هذا الشيخ هو اليز الول للشيخ عباس رضي ال عنه ف الطريقة
التجانية ،وكان إذ ذاك ابن واحد وعشرين عاما ،وكان الشيخ النصور ف زيارة لدينة
سانلوي فاستقبله الشيخ عباس بالقصيدة البديعة التالية:
1
أراك سقيما أم دواهي النوائب ب ُوّدُهف القل ُ
ف ُأّل َ
أمن فقد ِإْل ٍ
2
عفاه صروف الدهر ُأم العجائب أم الطل البال تذكرت أهله
3
تعاورن فيها أكف الكواعب ديار صفا ل العيش منها وما صرى
4
ويوقدن نارا ف الشا والترائب غوان يهجن القلب قلب معذب
أطار الكرى عنه الوى يا لغالب إذا ما سرى منهن طيف لعاشق
سليم فؤاد من وقوع الشوائب ورب فت صاف بريء من الوى
وصينه عبد الوى ذي الصائب وهجن له قلبا ،وهيمن لبه
5
خرائد حور لينات الوانب من البيض كالرام جيدا ومقلة
6
إليهن غيدا فاحات الذوائب وبيداء قفر فدفد قد قطعته
7
على لحب ف العدو وكف السحائب بوجناء عنس عرمس فكأنا
8
با سبق من أعلى البال الراقب أمون ذمول ذعلب متباريا
حائمها عن أهل هذي الصاطب وقفت با أمري شئونا مسائل
- 1العماية :الغواية.
- 2الائب :الذنوب.
- 3اللهى :أفضل العطايا.
- 4الثاقب جع مثقب بفتح اليم :الطريق العظيم.
- 5الصلة :الفضيلة.
- 6الصناديد جع صنديد :السادة الشجعان.
76
77
إنا قصيدة رائعة حقا ،ولكن كونا من ابن إحدى وعشرين سنة يزيدها روعة
وجال ،وقد أعجب با الشيخ النصور الذي كان يردد »بإحياكم موتى ديانات ربكم
البيت« .وف الي كتب له الجازة الشار إليها مرارا ونصها بدون أي تغيي أو تبديل
هو:
الطريقة التجانية ،وقد ترافقا سنة 1949م إل الغرب لزيارة شيخنا أحد التجان رضي
ال عنه ف فاس الروسة حيث ترك الشيخ عبد العزيز صديقه ،وواصل سفره إل
الراضي السلمية القدسة لداء فريضة الاج .فمكث الشيخ عباس هناك أربعي يوما
ينتظر عودة زميله وصديقه الاج .وعندما قوطعت حفلة تدشي زاوية لوغا ل يكن
الشيخ عبد العزيز حاضرا فحسب ف الفلة ،وإنا كان إمام صلة الظهر الت دشن با
السجد .وكان رضي ال عنه مشغوفا بشعر صديقه اللغوي الشاعر ،وخاصة قصيدته:
)ري الظمئان ف مدح سيد الكوان( الشهور بالرائية ،وهي قصيدة رفيعة الستوى ف
مدح رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ممديته وأحديته ،وتتضمن أسرارا وأنوارا نادرة
للغاية.
وقد أنشأ الشيخان عباس وعبد العزيز والشيخ ممد الادي تورى رحهم ال
تعال مؤترا إسلميا كبيا كانوا يقيمونه سنويا ف )لوغا( .إذ اتفق أن زار الكيم
التواون والفلكي الفاسي صديقهما الشاعر ف بيته ف لوغا ،وبعد يوم وليلة ف تناول
كؤوس العلوم والعارف ،وأزف الفراق قال الشيخ ممد الادي لما :لاذا ل نتخذ يوما
نتمع فيه كل سنة ف مكان ما نتحدث فيه عن أمور ديننا ،وما اتفقنا عليه نبلغه إل
الناس ،وبعد أن تاذبوا أطراف الديث حول الختراع فوض أمر تديد اليوم والكان
إل مترع الفكرة الذي قال أختار – إذا – هذا اليوم ف هذا الكان ،وطلب إل الشيخ
عباس أن يؤرخ الدث فاتفق أنه نصف شعبان.
هكذا شرعوا ييونه سنويا ،يتمع الشيوخ العلماء الثلثة ويتحدثون حول
موضوع دين معي ،وف الليل يرجون إل الضور فيبلغ الشيخ الادي إليهم ما اتفقوا
عليه بفصاحته النادرة وأسلوبه الكيم ،وبعد صلة الصبح وذكر الوظيفة يشكر الشيخ
عباس ويودع ضيوفه الكرام ث يدعو الشيخ عبد العزيز للجميع فيفترقون إل السنة
القبلة ،عب زيارات ورسائل خاصة.
ويمل أحد أبناء الشيخ عباس الكرام اسم عبد العزيز توطيدا وتليدا لعلقته
بذلك الشيخ الليفة الصال الكيم التواضع رحه ال ،وأطال من عمر سيه العباسي.
79
80
وعندما نظم الشيخ التواون قصيدته السماة »منقذ الخوان من نزعات الشيطان«
أرسل نسخة منها إل زميله وصديقه ف لوغا فكتب عليها التقريظ التال:
خي الزاء بأكمل الرضوان جزى العزيز لعبده الربان
دينا ودنيا فائق القران وجباه من عز التقى فوق الن
من كل ذي حسد وذي وحاه من شر العدو وكيده
طغيان وأقامه ف اللق أبلغ حجة
ف الدين ميي دارس الحسان أبدى لنا ف »منقذ الخوان«
سبل الدى من نزغة الشيطان ل يأل جهدا فيا لنصيحة طالبا
وجه الهيمن بارئ الكوان حله من آي الكتاب قلئدا
دررا ،وما يروى عن العدنان وأقاول السلف الداة القتدى
بم الساة لعضل الديان يا قاصدا كل النافع للورى
بسليم قلب خاشع يقظان شيدت ركنا قد بناه لكم على
أحييت مندرسا مَن َاْخلق ست قنن العال والد صمدان
عرفت له من ربنا النان أحياك ربك راقيا لذرى الن
ف غبطة وكلءة وأمان فال يلهمنا جيعا رشده
وهدى لنا ولملة الخوان وعلى الرسول وآله اللصان
أزكى صلة القرب والرضوان
هذا ،وقد كان الشيخ عباس طلب من الغفور لا أمه التقية العابدة أن تستلزم
عددا معينا من اسم ال الكاف صباح مساء للحاج عبد العزيز ليحفظه ال ويكفيه الكاف
شر كل ما يضر ويؤذي من الن والنس ،وكان ذلك من آخر الوراد الت ذكرتا تلك
السيدة الصالة ،رحهم ال رحة واسعة آمي.
– 2الشيخ الاج ممد الادي تورى رضي ال عنه.
80
81
لعل أوثق علقة صداقة وتابب ف ال بي الشيخ عباس رضي ال عنه وبي شيخ
سنغال كانت بينه وبي الشيخ الاج ممد الادي تورى رحهما ال ،سواء ف تبادل
الزيارات أم التبادل الثقاف ،أو ف الستوى العائلي ،فقد أشرنا إل ما كان من إنشاء
مؤتر النصف من شعبان القام ف لوغا سنويا ،وما زالت أسرة الشيخ الادي تشارك ف
أعماله حت الن.
وقبل ذلك وبعده كانا يتباعثان القصائد ،وُيعّلق كل واحد منهما على أعمال
صاحبه تعليقات حسنة ،إما بالولفية ،وإما بالعربية ،كما كانا يتبادلن الرسائل الخوية
الت تنم عن شوق مشتعل ف قلب كل منهما تاه صاحبه ،ومن أمثلة ذلك:
أ – أرسل الشيخ عباس إل صديقه رحهما ال البيات التالية:
1
رفقا بسوق عميد شوقه باد يا حادي العيس نو العيلم الادي
2
جسم حوى قلب صب فوق معتاد تراه يشبه ملفوظ النوى لنـــوى
إليه والسم مبوس بإقعاد كم أرسل الروح والقلب الاط با
حسنا سوى حاله ف سنة الادي بلغ إليه سلما ليس يشبهه
ورق المام ،وما يدو له حاد عليه أزكى صلة ال ما سجعت
فكلف الشيخ ممد الادي ابنه العال العلمة الشيخ أحد التجان تورى نظم
أبيات نيابة عنه ف الرد على أبيات الشيخ عباس فنظم بالبحر ذاته ،والقافية نفسها،
والعدد عينه هذه البيات:
3
ما قلت إذ قلت عند الروض مع راد تيس ف البد حول الروض ف الوادي
4
لك المان لديها دون مرصاد مبسوطة الكل ذات الدل من غنج
أبيات سيدنا العباس للهادي إليك عن إذا فضلت ذاك على
- 1العيس :البل البيض يالط بياضها سواد خفيف )ج( أعيس وعيساء.
- 2النوى :البعد .ونوى تول إل.
- 3الرأد :الشابة السنة .تيس :تتبختر .الروض :أرض مضرة بالنبات.
- 4الغنج :الدلل.
81
82
شد اشتياقي لكم ومهلك العادي يا من تراعي عهود الود ف صمد
يوم المام ،ويوم الشر من زاد ث الصلة على من حبه نعم
82
83
البحث أثن على كاتبه ،ونّوه من قدره ،وأهداه جبة جيلة وعطرا كثيا قائل له :هذه
تقدير لعلمك الغزير.
هـ -لا توف الشيخ ممد الادي رحه ال عام 1979م رثاه صديقه برثية
طويلة ) 47بيتا( نقتطف منها ما يلي:
83
84
- 1بكو = 28وطنمسش = 1399فيكون تاريخ وفاته ليلة الثني 28شعبان عام 1399هـ الوافق 22يوليو 1979م
84
85
85
86
وقد سرت العلقة تلك إل الشيخ الاج سيدي بابا ابن الشيخ ممد فودي الذي
كان يزور الشيخ عباس من حي لخر ،وقد هنأه لعودته من الج عام 1967م
بالقصيدة التالية:
كيف الجاز وكيف البيت والرم ؟ يا حاج يا من داره العرب والعجم
وحجر مولي إساعيل يا علم ؟ كيف القام مقام الل والجر
واللتزم هكذا اليزاب والكم ؟ ن ،كيف الروتان معاكيف اليما ّ
ف العرفات أتاك الفتح والكرم نلت الن ف من مع كل معرفة
- 1حناديس )ج( حندس :الظلم.
- 1عنقاء مغرب :طائر مهول السم ،ويقال ف الخبار عن هلك الشيء وبطلنه.
86
87
سر ،كيف الشعر الرم ؟ بطن ال ّ وحزت زلفى لدى مزدلفة ولدى
أئمة خلفه ،فالكل مترم كيف الضريح ضريح الصطفى دفنت
من آله ،كيف ذو النورين والشم؟ كيف البقيع ومن ف تربا دفنوا
أحد مع الشهدا يا أيها العلم ؟ كيف الساجد والفضال حزة ف
2
ـكورا وعلمك يستهدي به الفؤم ل زال حجك مبورا وسعيك مشـ
يا شيخ عباس قد باهت بك المم ب فيك تنئة
فهاك أبيات ص ّ
وللشيخ سيدي بابا هذا قصيدة أخرى ف الشيخ عباس رضي ال عنه سنعود إليها
ف مبحث آخر إن شاء ال.
وعند ما توّفي الشيخ ممد فودي رحه ال رثاه الشيخ عباس بقصيدة تعتب من
أجود ما قاله ف الرثاء ) 40بيتا( ومنها:
عن العيون فأمر ال ما قدرا بدر الهلة غاب اليوم واستترا
حينا يكون كما قد شاء مقتدرا إن قال للشيء كن من علمه أزل
٭ ٭ ٭
علما وحلما وتقوى ملجأ وزرا شيخ الشيوخ إمام الدين نّيره
من آدمي لشخص عندنا ظهرا ما إن فقدنا سوى ما كان منه
تده حّيا مفيدا كل من حضرا نرى
ث ف الناس من أصدافه دررا كم ب ّ وف القيقة إن تنظر معانيه
لسادة سلف عالي مفتخرا وكيف ل وحياة العلم خالدة
شروطه فيه من صيته غمرا بقية القوم ،نعم القرم من خلف
له العناية يا بشرى لن ظفرا هي الشيخة قّل اليوم من كملت
طفل وكهل إل أن يرتضي عمرا لكنه فضل رب اللق مرتع من
بي اللئق ذكر طّيب برا فذاكه الشيخ والتوفيق يصحبه
من تالد وطريف فيهما اشتهرا شيخ التقى ممد فودي المي له
أعّزة ُفَقها ف دينهم ُشَعرا بر من العلم ف نوعيه يا لما
٭ يد العناية نظما سادة مهرا ل قادة نبل
وراثة من أج ّ
٭ سلك من الدّر والياقوت أتقنه
أضعاف ما قلمي ف حقه سطرا ٭
ف ال مع حسن ظن فيه قد كبا هذا ،وللشيخ ما قد كنت أعلمه
له مزاياه ما جل أو صغرا هذا ،وإن لنا من بعده أمل
وصف اللفة أحسن عنده خبا بأنه جل يبقى ف ودائعه
ـة الحوال صادقة فيما له ظهرا وت ف سيدي المود سيته
كل الهات إل ما اختاره عمرا كأنه ف حياة الشيخ خليفـ
حراء هذا الرثاء ف حقه نزرا يقق ال فيه الظن يفظه
مقبولة عند من يدري لنا البا إليكم إخوت من بعد تعزية
ث إليكم بذا القدر معذرة
88
89
فقبل وأوف ،فقد كان يزوره كثيا ،ويستشيه ف كل صغية وكبية ،واستفاد
من معرفته وتربته أيا استفادة.
وعندما اطمأن الشيخ وتقق من نضج تصرفات ابن صديقه ،واستقامة سلوكه،
وقدر ما عليه من مسئوليات جسيمة قال له :يكنك الن أل تزورن ،وأل تعطين شيئا،
أما الطلب الول فلن يزال قائما ،لكن الشيخ عباس كان معه كالعهود إل أن توف
العجوز البال رحه ال ،فاستمرت العلقة بينه وبي أسرته قوية خاصة مع الشيخي
المي انغوم وأحد انغوم الذي كان له بيت خاص ف زاوية الشيخ عباس ف لوغا ينزل
فيه ضيفا بي فينة وأخرى.
– 5أسرة الشيخ أحد الصغي امب رضي ال عنه.
كان الشيخ أحد امب من أهل الكشف العروفي ،وقد أخب قومه بأن أحد أولياء
ال تعال الكبار سيسكن ويبن مسجدا ف الل الذي يوجد فيه اليوم بي الشيخ عباس
ومسجده ف لوغا ،وكان يوصي ذويه خيا بذلك الول العارف بال .وكان – فيما
يقال – يقضي بعض ناره ف ظل الشجرة الت بن السجد جنبها .ولا توف رحه ال
وسكن الشيخ عباس رضي ال عنه حيث كان قد تنبأ نفذ أولده الكرام وصيته فنسجوا
بينهم وبي الشيخ عباس وأسرته علئق طيبة ف حسن جوار ،واحترام متبادل.
وكان الشيخ عباس يزور الشيخ إبراهيم امب رحهما ال ف بعض الناسبات الت
ف إحداها جرى حديث بي الشيخ عباس وبي الرحوم الشيخ سام امب ذكر فيه هذا
الخي أنه كان قد حفظ .وهو ف كتاب الشيخ أحد الصغي لو رحه ال بكوكي –
أبياتا للشيخ عباس ف استقبال شهر رمضان البارك أي منذ حوال أربعي سنة ،وكان
ناظم البيات قد نسي كونه تدث ف ذلك الوضوع شعرا ،لكن الشيخ سام على الرغم
من طول الدة تكر القصيدة كلها ،وهي:
بكل ما شئت من أنواع أهل وسهل بضيف زائر آت
خيات بكل ما شئت من عفو العفو ومن
بذل الكري العطايا للبيات للمسلمي خصوصا بر رحته
89
90
وجوده فاض فيهم كل ساعات شهر لنا أنزل القرآن فيه وفيـ
ـه ليلة القدر خي ذات آيات يا ليته دام فينا ل نفارقه
طيل الياة بأعلى من سعادات نيي على فرح ل أنعمه
قول وفعل وحال كل أوقات هو العي عليه الستعان على
كل المور عبادات وعادات بفضله الم نرجو أن يعاملنا
جيعنا فيه من كل العبادات أداء ما افترض الول بأحسن ما
يرضيه عنا ويعفو كل زلت موفقا كلنا قول ومن عمل
لكل أكمل من أنواع طاعات أزكى الصلة على الختار من
وآله الغر أصحاب العنايات مضر
وكل أصحابه أهل الفتوحات ث الرضى عن أب العباس أحدنا
90
91
سألت الشيخ عباسا هل كان الشيخ إبراهيم يفظ – كما قيل ل – القصيدة ؟
فقال ل :لست أدري ،لكنه ف بيته ذات مرة استقبلن ف غرفة نومه ،وأخرج القصيدة
من كناش كان على سريره وقرأها أمامي كلها وقال :أدبتهم من حيث ل يشعرون.
– 7الشيخ شعيب امباكي رضي ال عنه.
كان يربط بينهما التزام حقيقي بالدين وتعاليمه ،وحب العلم وأهله ،وكان الشيخ
عباس يزوره ف بيته ف طوب أحيانا ،وكان الشيخ شعيب مولعا بطالعة قصائد صديقه
الشيخ الشاعر ،وذات مرة ف آخر حياته طلب إليه أن يرسل إليه سبعا من قصائده ففعل
عن طريق ابن خاله أحد جان صمب.
– 8الشيخ الاج ممد الادي جوب دفي لوغا رضي ال عنه.
علقة الشيخ عباس بذا العلم الرفيع علقة دم من جهة ،لكون الشيخ الادي أحد
أقربائه من جهة أبيه ،وعلقة التزام دين لكونه أحد كبار العلماء ف منطقة )انامب( من
جهة ثانية ،ث علقة حب صادق متبادل ،وتعهد تام من الشيخ الادي الذي كان معروفا
بالكشف الواضح ،وكان خي سند للشيخ عباس ف أوقاته العصيبة الت هدد فيها بكل
شيء ،فكان يقول له أنت وفلن معّمران ،ولن يضركما سحر ول مكيدة عدو عن شاء
ال ،وهذا ل يقوله أحد عفويا ،وإّل لكذبته الحداث.
والواقع أن الشيخ عباسا رحه ال عاش إحدى وثاني سنة ف هدوء واستقرار،
وما زال الرجل الخر على قيد الياة وف صحة جيدة تبارك ال أحسن الالقي ،وذلك
من كرامات الشيخ ممد الادي جوب رحه ال الذي بعد وفاته استمرت علقة الشيخ
عباس بوانبها الختلفة ف عقبه وخاصة مع خليفته العال العلمة الشيخ ميب جوب
أطال ال بقاءه.
– 9الشيخ سيدي علي بالعيد التماسين الزائري رضي ال عنه.
91
92
إنه أحد أحفاد القطب الكبي سيدي علي التماسين أحد خلفاء شيخنا التجان
سى الشيخ عباس أحد أبنائه باسه الكري، رضي ال عنه ،تابا ف ال وتصادقا فيه حت ّ
ولكنهما ل يلتقيا جسديا على وجه الرض.
غاية ما هنالك رسائل رفيعة الستوى شريعة وحقيقة بينهما سببها قصائد عباسية
تانية رآها سيدي بالعيد مع ابن خال الشيخ عباس ومريده الخلص ،وأمينه وإمام
مسجده الامع ف سانلوي الاج ممد المي ود فاستحسنها ،وأعجب با فطلب
عنوان صاحبها وراسله فرد ناظم القصائد .وهكذا نشأت الوشائج الدينية التجانية بينهما
وتوطدت ث تطورت ووصلت إل أعلى الستويات دون أن يتراءيا عيانا رحهما ال
تعال رحة واسعة.
– 10الشيخ سيدي إدريس العراقي الفاسي أطال ال بقاءه.
إنه أحد أركان الطريق التجانية ف هذا الوقت ،ولعله أحد أكب الملة لسرار
هذه الطريقة السنية حاليا ،وكان إماما للزاوية التجانية ف فاس الروسة ردحا من الزمن.
بدأ اتصال الشيخ عباس رحه ال به ف إحدى زياراته الت مكنهما أن يكتشف كل
منهما ف صاحبه مبا للشيخ أحد التجان رضي ال عنه ،فانيا ف حبه ،عالا بالشريعة،
عامل با ،ملما بالقيقة منجرا أعمال جبارة ف الطريقة ،إما من حيث نشرها ،وإما من
حيث الذود عنها بالقلم واللسان بعد اللتزام ببادئها الغراء .وقد سبق أن أحد أبناء هذا
الخي يمل اسم سيدي إدريس العراقي ،وقد زار الشيخ عباسا ف لوغا ،وكان ل
شرف مرافقته من دكار ف إحدى زياراته.
نعم ،إن العلقة الصادقة التينة بينهما ف الشريعة والقيقة أسفرت عن زيارات
متبادلة كثية ،وهدايا تذكارية ثينة ورسائل أخوية عالية القدر والدرجة تبادل فيها أنوارا
وأسرارا نهل جلها طبعا ،والقليل الذي أطلعنا عليه ل نلك نشره ف هذا البحث
92
93
لفقدان الذن .ولكن ذلك ل ينعنا من أندلل على صدق ما نقول بقتطفات من رسالة
بعث با الشيخ عباس إل صديقه الفلكي الغرب التجان استهلها بذه العبارات:
»بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على سيدنا ممد الفاتح الات وعلى آله
فحول الكارم.
أما بعد :فإل جللة سعادة سيادة السميذع 1الريي ،2والمام 3العبقري القدم
المد والكوكب السعد صاحب الشرف الطين والعلمي والدين مناخ ركاب بغيت،
ومضرب خيام منيت من ل زال ييي به ال ف الطريقة الحدية كل دريس ،4سيدي
مولي إدريس – أسبغ ال علينا وعليه نعمه الظاهرة والباطنة ،وأدامنا وإياه تت ولية
حاية رعاية تربية حضانة مولنا التم الكب والكبيت الحر سيدنا الشيخ رضي ال
عنه وأرضاه وعنا به آمي.
موجبه بعد السلم اللئق لذلك الناب الفائق أن أقدم إل علو سيادتكم هذه
الرقعة السودة بذه الروف الطلبية استمطارا أبوابكم ،واستنـزال بنائلكم ،واعتقادا
أنكم نائبون فينا عن مقام مولنا الشيخ رضي ال عنه وأرضاه ف معاملة الفقراء
والحباب الدان منهم والقاصي ،وما ذلك إل مد راحة الطلب لضرة مولنا الشيخ
رضي ال عنه وأرضاه وإليكم بالواب الكاف والبيان الشاف كتابة ومشافهة ف هذه
السائل ،وأجركم الزيل على مولنا الوكيل ،أولا تبيي جنابكم لذا الفقي الزجي
البضاعة الطي الناية حقيقة ....بصيغته الت تلقاها جناب مولنا الشيخ رضي ال عنه
عن جده سيد الوجود صلعم....وما اشتمل عليه من التوجيهات والتصرفات والوقات
والدعوات ،وكيفية استخراجه من القرآن ومن الفاتة....وكذلك حقيقة......النسوب
للواسطة العظمى سيدي ممد بن العرب الدمراوي رضي ال عنه ،وكذلك اليئة
الخصوصة والعدد الخصوص من هذه الصلة الت صح أنا من إملءات مولنا رسول
ال صلى ال عليه وسلم على سيدنا مولنا الشيخ رضي ال عنه وأرضاه ،فكان مولنا
الشيخ رضي ال عنه يأمر خليفته سيدي علي بذكر هذه الصلة إذا ...وها هو نصها:
اللهم اجع ....إل...فال يلهمنا وإياكم رشده وأجزل عنا لكم أجره آمي«.
السلم ،من حليف ودكم الغرم بكم ابن عباس صل عافاه موله وإليه أوصل
آمي »وقد أرسل سيدي جوابا ف تسع ورقات اطلعنا عليه ،ولكن قلوب الحرار قبور
السرار«.
هذا ،وقد طلب سيدي إدريس بدوره من الشيخ عباس رضي ال عنهما بعض
السرار ف سورة القدر ،فرد عليه برسالة ل نطلع عليها لكن الشيخ كان يندم على ما
قال فيها من أسرار هذه السورة الليئة بالفرائد والطرائف الظاهرة والباطنة ،حت تن بل
دعا – بعد إدخال الرسالة ف البيد أل تصل إل يد الرسل إليه ،ول إل غيه .وال
وحده يعلم ما الذي كان ف تلك الرسالة .ولقد أوردنا هذه القصة للدللة على متانة
العلقة بي العارَفْيِن الغرب والسنغال ،وما كان يري بينهما من تبادل أنوار وأسرار،
نفعنا ال ببكاتا آمي.
ثالثا :من جع بينه وبينهم حب العلم والثقافة العربية السلمية نذكر منهم على
سبيل الثال أيضا:
– 1ممد عال بن فت رحه ال.
كان من أجل علماء موريتانيا ،وكان له علقة بعظم العلماء ف السنغال ،وله باع
طويل ف التصوف وأهله .وهو الذي كتب مطوط الترجة الشخصية السماة »تزيي
القرطاس بترجة عبد ال بن عباس« أو»بغية الشتاق لترجة عبد ال بن عباس« ويقع ف
17ورقة من الجم التوسط ،أنى كتابته ف 16جادى الخرة عام 1366هـ
الوافق 8مايو 1947م.
كان يتلف إل بيت الشيخ عباس رضي ال عنه كثيا ويتناولن كؤوس العلم،
فيكرمه لغزارة علمه وتكنه ما يعرف .وذات مرة وجد الشيخ ف استعداد للسفر إل
94
95
الغرب لزيارة شيخنا التجان رضي ال عنه ،فطلب إليه أن يدعو له سفرا مباركا وزيارة
مقبولة فكتب ف الي هذه الأبيات:
بسورة الفلق ث الناس إن لرجو من إله الناس
ف صحة غن بل إفلس عمرا طويل للفت العباس
مع بني صّلح أكياس والعلم والقبول عند الناس
والفتح الكب بل مقياس والوت ف نج أب العباس
لسنة النب كالقباس موفقا ف الدين ذي
ف صال الدعاء عند الساس
ل تنس من ليس لكم بناس فاس
على ملي كل قلب قاس ث الصلة عد النفاس
وعند ما سع الشيخ عباس خب وفاته تأثر مع تسليمه لقضاء ال وقدره بفقد ذلك
العال البارع ف كل فن فرثاه بالرثية التالية:
على فت نله ممد عال يفن الزمان وفينا دهشة البال
ما مثله ف ذرى العلياء من عال فت العشية والحوال ناطقة
عن سادة سلف من حي دوعال علما وحلما وتقوى ربه خلفا
فيا لناس ما بي آباء وأنال ل در الفت المود سيته
طول له يا له من حل أقفال ف كل نافع علم ل سواه يد
علم صحيح ميطا كل أقفال وف فتاوي مشاكيل السائل من
شاء القريض مفيضا أي تفعال تراه كالسيل ف أعلى الدافع إذ
عنا وفوق الذي نرجوه من حال جزاه رب جزيل ما يكافئه
فليبك من كان يبكي العلم إذ فقدت آثاره ف الورى من كل أجيال
عليك ما شئت للعلى من حدث عن البحر بر العلم ل حرج
العال أجاب داعي النون اليوم طائفة
95
96
وقد حط عنه الشيخ ثقله وزاد عليه ،فسر الضيف ،ووّدع مضيفه بذين البيتي:
أن ليس يعجبنـي ما ليس مدحي لعباس صل اليوم موجبه
قد كنت أحسبه ف القوم نعم فت يعجبه
فجاءن فوق ما قد كنت أحسبه
97
98
)انكيك( فقبل ،وكان يقوم له بذلك بعد أسبوع من الرجوع من )انكيك( وما زال
ُوْلدُُه ييون سنته تلك.
وقبل ذلك كان الشيخ علي قد بن مسجدا ف )غول( ولا انتهى بناؤه ودشن
هنأه الشيخ عباس بالقصيدة التالية:
من الفتح الفضي إل جنة الأوى كمال الن ف الدين والغاية
ينال من الحسان والب والتقوى القصوى
وكشف دياجي الهل من حندس ونيل رضى الول بأحسن ما به
البلوى وإحياء ميت العلم للدين والدى
وللمصطفى الختار بالذهب القوى وإن رشاد خلق ال ل وحده
صحيح أسانيد الحاديث ما تروى من أحكام آيات الكيم وتلوها
بحض من النصح الزيج عن الطغوى وإنقاذ غرقى من بار غواية
على أس تقوى ال ف السر والنجوى تام مشيد جامع الي والنا
نتيجة فكر الخلص الفاقد الدعوى أبان بتحقيق لذي اللب أنه
با تشتهي نفس الب وما توى تراه على ما فيه من باهر السنا
على عل قدرا بشربه أروى ينبئ عن بانيه ل شك أنه
فزيد به فخرا ،وزيد به بأوى وبالشرق التاريخ يبدو لناظر
1
وأنسا له عمرا ،ومد له شأوى جزاه عن السلم خيا إله
عليه ،ومن يقفو بسنته حذوى برمة خي اللق صلى مسلما
ولا ألف الشيخ علي رحه ال كتابا الفيد الذي عنونه بـ»:زاد السافر وكفاية
الاضر« وأبدى فيه مقدرة عجيبة ف التعبي ،وبراعة ف التنسيق ،وسعة ف الطلع قرظه
الشيخ عباس رحه ال هذا التقريظ التال:
مبلغ لنان كل مرتاد أقررت يا شيخ عين مبتغي زاد
وعند ما توف الشيخ علي به رثاه الشيخ عباس رضي ال عنهما مرثية من أورع
مراثيه نقتطف لكم منها ما يلي:
إل طاعة الول وأنت مطيع أل يأن بعد الشيب منك رجوع
دنية ظل للزوال سريع إل م اغترار الغر بالدار هذه الد
فحالتها مع أهلها لفظيع تراها كآل أو خيال بطبعه
فما نال منها للبقاء مبيع فليست لصاف اللب إل مطية
وقلب بصي للله سيع تبأ منها بتة منه قالب
يقرب للمول وفية قنوع قد استغرقت أوقات عمر له با
تر ول يزدد إليه خشوع تراه مدى اليام ل يرض ساعة
صبورا شكورا للعلي تطيع ياسب بالنفاس نفسا أبية
مكارم للخلق فيه جيع وما مثله ف الناس إل موفق
99
100
- 1حفسش يساوي 1388وطيب = 21يعن أن الشيخ عليا توف مساء يوم السبت الواحد والعشرين من الرم عام
1388هـ الوافق 7إبريل 1968م.
100
101
من قول بعض لبعض علنا وعسى وكان من قبل يستغن على ثقة
أب تقدمه عن وقته ونسى حت إذا الجل الضروب حان وقد
هذي الدية تدي النفس النفسا جاءت على غي ميعاد على قدر
ف وصف قوم هداة سادة رؤسا تغن مطالعها عن كل صادقة
ف نو قرني مرؤوسا ومرتئسا من علما سنغال الساكني با
فليمعن النظر فيها بكرة من شا يعاصرهم دهرا يصاحبهم
ومســـا أزكى صلة على الختار تشمل من
راضوا نفوسا با جا من هدى شسا
أيها القارئ الكري نكتفي بذا القدر القليل من علقته الثقافية الكثية الطيبة.
آملي أن نقفك على مزيد منها ف التقاريظ الت سنختم با دراستنا هذه إذ شاء ال
تعال .ونعتذر إل كل الذين كانت بي آبائهم أو أجدادهم أو أولياء أمورهم أو
أصدقائهم وبي الشيخ عباس علقة من أي نوع ل نذكرها جهل أو اختصارا .فقد كان
قصدنا ضرب أمثلة معبة ولعنا أصبنا ؟ ال أعلم.
102
103
103
104
وقد أصاب ابن متال أيا إصابة ،وعلوة على ذلك فإن الشيخ عباس كان شجاعا
مقداما ،كان يقول بأنه ل يفزع قط ،ولو ابتلي بفزع لال ذلك كل رجل ،وكان حازما
104
105
يضي ف تطبيق قراراته التخذة بتشاور ،رحب الصدر ،قابل للمناقشة البناءة ،مسالا ل
يتخاصم قط ،ول يتضارب قط ل ف صغره فضل عن كبه ،ثابتا ف مواقفه ،واصل
للرحم ،ذا اهتمام بأصدقائه ،متعهدا لحوال مريديه .كان يعرف كيف ينسج العلقات
الجتماعية لكنه كان يدري كيف يافظ عليها ،غاضا طرفه عن عيوب الخرين ل
يتدخل فيما ل يعنيه ،يتحدث إل الناس حديثا عاديا ،غي أنه نادرا ما كان يزح،
متواضعا زاهدا ،سريع البكاء ف آخر حياته لرد ساع آية أو حديث نبوي ،وكان يرب
طبعا بالعدوى الروحية ،ولكن عن طريق )افعلوا مثلي( كذلك.
وقد تغن أناس كثيون ،شعراء وغيهم بأوصاف الشيخ الميلة ،وأخرقه
الميدة ،وخصاله الرفيعة ،حت فكرت ف عنوان أجع تته كل ما قيل عنه من أمداح،
لكن ذلك قد يكون كثيا جدا ،فآثرت أن أفرده ف كراسة خاصة ،وقبل أن يدث ننقل
للقراء الكرام بعض ما قاله الغفور له أب الشيخ حسن غاي رضي ال عنه فيه باعتباره
أكثر من مدح الشيخ عباس رضي ال عنه وأشاد بأخلقه ،ونوه بواقفه الطيبة ودافع عنه
بقلبه وقلمه ولعله كان من أعرف الناس بذلك الشيخ الدليل.
ففي إحدى لمياته الت استهلها بقوله:
وإل تزدك التعب والزي فعظ نفسك المارة الفحش والنذل
والذل وعاص الوى ل تعط نفسك ما
وما تّنت من راحة تؤتك الويل بغت
وف إحدى ميمياته الرائعة الت بدأها بالتوعية والرشاد ،ف مدح شيخه هكذا:
علما يريك حقائقا بتفهم لَنا بتعلم
أزل الهالة وا َ
شرخ الشبيبة ف زمان مكم ودع التسوف والتأن واغتنم
فيه الكارم للكري الكرم ودع التكسل ف العبادة أو با
ُرض ف العبادة ف الورى للمحرم ودع التصنع والتعسف والتعْر
كل المور صغيها والعظم وزن الكلم بآلة النصاف ف
غيا برشد والضي بالظلم وتنفسا ف السي حاسب مّيزن
106
107
نفرد لغرته حديثا خاصا هنا ،لكونا – أول – من أهم ما كان ييزه عن الخرين
ف الظهر .ولكونا – ثانيا – حدثا خاصا يثل منعطفات تاريية ف حياة صاحبها.
ذلك أن الشيخ عباس رضي ال عنه كان يعان بعد أن تطى الثلثي من عمره
حرارة زائدة عن الد ف جسمه حت كان كل من يقترب منه يشعر با ،وكان يعالها
ببعض عروق الشجار ،وبقشورها ،أو بأوراقها ،أو بالخشاب وكل من عرفوه ف تلك
الونة رأوا َجرته الت كان يغمس فيها دواءه الزيج من أشياء متعددة ،وينتقل معها
يملها صب معه أينما ارتل أو حل.
وقد استيقظ ذات صباح ف حي )بلكوس( بدينة )سانلوي( عند بيت السيد
إبراهيم جاج حوال عام 1950م ورأى ببنصر يده اليمن بقعة بيضاء كانت نقطة
البداية للغرة الباركة الت اقتصرت على تلك الصبع بضع سنوات ،ث أخذت تتسع
تدرييا ،فجعل يعالها بأدوية تقليدية ،وأخرى عصرية حت أن شعر رأسه قد ُجّز منه
وأرسل إل فرنسا للتحليل الطب .وكان من بي مات وصف له أدوية يصيبها ف ماء
ساخن ،ث يدخل فيه قدميه ويديه مدة معينة صباحا ومساء.
وبينما يعان آلمه كان بعض الرجفي يشيعون ف الدن والقرى والفلة شائعة
إصابته برض الذام لتمرده على زعامة معينة فاجتمع عنده أل الغرة وأراجيف الرجفي،
وعدم تققه من صدق ما يقولون ،لكن أحد معارفه الصالي أتاه ذات صباح وهو ف
بيته ف )اندر( وقال له :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام فقال ل :إن ما
تداويه ليس برض ،فل تتعب نفسك ،فرمى الدوية واطمأن بال واستقر حاله.
وقبل ذلك كان الشيخ مالك غي أحد ذوي البصائر ف حي )ُخْر( بسانلوي رحه
ال يدعو للشيخ عباس ف إحدى زيارات هذا الخي له ،فلما بسط الشيخ عباس يديه
ض تدرييا حت عم جسمه كله .لذلك لا قيل له إن غرة بدأت أمام الشيخ رآه عيانا َيْبَي ّ
تظهر ف جسم حبيبك عباس .قال :إذا عّمر ستعم جيع جسده ،لن ف غيي منام
ض كله.رأيته يبي ّ
108
109
هذه هي قصة الغرة الت اتسعت فشملت كفيه إل ما فوق الكوعي قليل ف
تقاطعات كأسنان النشار ،كما القدمي إل ما فوق الكعبي قليل ،وعمت الشفتي وما
حولما صاعدة إل أن تيط بالنخرين دون أن تس النف ،لكنه نزلت من الشفة
السفلى إل الذقن ف شكل مثلث غي طويل .وقد مست الغرة كذلك أعلى رأسه
الشريف ف شكل دائرة ل تتجاوز وسطه .وتدر الشارة إل أن غرته ل تتخذ هذا
الشكل الذاب الهيب الذي ل شبيه له فيما رأينا من أصحاب الغرر إل بعد سنة
1957م.
وقد قال فيه ذوو البصائر النية بشارات كثية آثرت أن ل أذكرها ،إما لسريتها،
وإما خيفة التطويل ،وال أعلم.
مطعمه ومشربه:
كان رضي ال عنه يأكل ما يأكل السنغال العادي ،فلم يكن يفضل طعاما على
آخر ،أو يعيب طعاما اقتداء بالسوة السنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،كما كان
يأكل قليل أي ما يسد رمقه .وكان يؤخر غداءه إل ما بعد الظهر ،وعشاءه إل ما
يقرب من منتصف الليل انتظارا لوصول ضيف نزيل ،أو تكملة لشغل معي .وكان
يأكل بيده دون استعمال مائدة ف تأن وتؤدة.
وكان يشرب القهوة كثيا ،ث تلى عن شربا ،واكتفى بشاي منعنع يشرب منه
كوبا واحدا بعد الغداء يبقى منه شيئا يتبك به الاضرون .ول نعرف أنه كان يفضل من
الشربة غي ماء بارد مزوج بقليل من العسل يشربه عند الفجر.
ملبسه:
ل يكن رضي ال عنه يلبس لباسا فاخرا جدا ،ولكنه كذلك ل يكن يلبس من
الثواب اللقة الت يتصنع لبسها بعض أدعياء التصوف بدعوى الزهد ،فقد كان يرى
هو أن الزهد ف القلب أول وقبل كل شيء .وكان يفضل من اللوان البياض أو الزرقة
السماوية ،ويلبس من اللوني ما يشاهد القارئ ف صورته على الغلف أي نوع الثياب
الفضفاض الذي يلبسه معظم الشيوخ السنغاليي ،وكان يرتاح إل أن يقوى الثوب
109
110
بالصمغ العرب حت أنك تسمع طقطقة ثوبه من بعيد ،ونعاله كانت من النوع السمى
بـ»الراكش« البيض أو الصفر ،أما عمامته فلم يتخذ لا لونا معينا ف حي أن طاقيته
كانت المراء الرتفعة نوعا ما دائما ،وكان يلبس أحيانا نظارات شسية.
كراماته رضي ال عنه :
لست أقصد بالتحدث عن كراماته عّد خوارق عادات كانت تدث على يديه
بي فينة وأخرى شأن أولياء ال تعال تت أي ساء فحسب .فالكرامة شيء واقع
بالفعل ،ثابتة شرعا حدثت لبعض الصالي قبل السلم وحدثت لبعض سلفنا الصال
بعده من صحابة وتابعي وتابعيهم ،ومن بعدهم وما زالت تدث حت يومنا هذا ،ول
ياري ف ذلك إل جاهل عنيد ،أو متكب جبار.
والشيخ عباس رضي ال عنه كان له بعض كرامات أتته عفوا ،أعرف منها كثيا
وقد يعرف غيي أكثر وأعجب ما أعرف ،لذلك ل أعدد من تلك الوارق بقدر ما
أذكر الانب الهم من الكرامات ،لنه ل يكن يب هو أن يذكر له شيء من ذلك
وباعتباره تانيا ملتزما ل يكنه أن يرتاح إل ما شجبه شيخه ،فشيخنا التجان حّذر
أصحابه من إظهار الكرامات لنا »حيض الرجال«.
غي أن نوع هذه الدراسة يتم علينا أن نتناول ذلك الانب الهم ف حياة الرجل
ونبي موقفه منه ،ث تطييبا لواطر بعض التعلقي به نبشرهم بشيء يزيدهم اطمئنانا.
كان الشيخ عباس يقول ل ويكرر :يا تان :جدك هذا يريد أن تكون كرامته
الستقامة ،وامتثال أوامر ال واجتناب نواهيه ،وعدم مالفة رسول ال صلى ال عليه
وسلم .لن أي شيء آخر يأت به أي إنسان غي ذلك يكن أن يأت به مالفو السنة ،بل
يقدر عليه أحيانا بعض َعَبَدة الوثان.
وقد مكنته استقامته والتزامه بالسنة أم جعله ال من الشيوخ التفوقي ف معالة
أمراض القلوب ،وذلك هو الكرامة الكبى ،وف إحدى قصائده ف التصوف جعل من
110
111
علمات الشيخ الرب الرقي الكامل أن تكون نظرة واحدة منه تلهيك عن الدنيا وما
1
فيها.
وقد ثبت أن كل الذين صارحوه بأمراض قلوبم داواهم بكيفية أو بأخرى فهذا
رجل جاء إليه قائل يا شيخ :أنا أقترف كل العاصي ،فهل تلصن؟ ف عليه بأن نعم،
وستتخلى عن معاصيك بول ال قريبا ،وفعل كان ما قال وأصبح الرجل الن من أصلح
ما يكون ف الستقامة والصلح.
هذا رجل ثان تعلم ف الارج فداخله شك ف الدين ،وأصيب ف عقيدته ،فلما
صارح الشيخ بذلك استغرب كثيا واشتد عليه الوقع ،لكنه قال :إذا بقي معي مدة سيبأ
إن شاء ال تعال من مرضه.
وهناك رجل ثالث قال له :أيها الشيخ أريد أن أنرط ف التجانية لكن مدمن
خر ،فهل تعطين إياها؟ قال نعم ،بشروطها ،فلما فعل ل يستطع الرجل أن يشرب بعد
ذلك إل مرة واحدة فيما حكى ل .وهناك أمثلة أخرى ل تعد ول تصى.
وقد عال فيما نعلم أناسا بجرد ترددهم عليه ،والصوفية تفعل ذلك...على الرغم
من إنكار النكرين الذين ابتلوا بشيوخ ل يستطيعون مداواة أمراض القلوب ،وفشل
هؤلء الشيوخ ل يعن أن شيوخا آخرين ل ينجحون فيه.
وكان الشيخ عباس يستشهد كثيا بقول الرجاز الوريتان:
وقد ييء إثر خفض ورفع قدر البة يكون النفع
وقد يكون بعضه بالعدوى وهي ف بعض تكون
أقـوى
هذا شأن الذين صارحوه بأمراضهم ،أما هؤلء الذين يدعون أنم من أتباعه ول
يصارحوه بل نافقوا فأمرهم إل ال ،فالنافقون كانوا هناك والقرآن ينـزل.
- 1انظر كتاب دليل الصدق إل طريق الق )قصيدة ولفية طويلة( الفصل السابع.
111
112
ونضيف إل هذا الانب الهم الفيد أنه كان يبدي بعض الغرائب ف التواصل مع
غيه رغم بعده عنه بسافات شاسعة ،أقصد أنه كلم بعض أتباعه الذين كانوا بعيدين عنه
جدا فسموا ما قال ،أو سع هو ما قالوا .وذلك على ال يسي.
وقد سبق أن كتبنا ف فصل سابق من هذا البحث أن شيخه ممدا ولد الداه
رضي ال عنهما كان قد وعده بأنه سيصل مثله ف آخر حياته إل معرفة أساء زواره
وأساء آبائهم وأمهاتم ،وتواريخ ميلدهم ووفياتم إذا وجدوه ف مكان فيه مصحف.
ولسنا نن نشك ف وصوله إل هذه الدرجة الرفيعة من الفتح الكب ،لنه كان ف آخر
حياته ل ينظر إل أحد عينا بعي إل خطفا مرة ،ث يطرق رأسه حت يفارقه ذلك الزائر،
أقول لعله كان يرى ف الناس ما ل يب أن يرى ،ال أعلم.
ومهما يكن من شيء فقد قال ل أنا – ونن ف بيته سانلوي ،وقد خرج منه
ل يزعجونن بعض الزائرين – قال ل :إن بعض الناس يرتكبون بعض العاصي ث يأتون إ ّ
بروائح معاصيهم الكريهة ،فكنت أفكر ف شارب المر ورائحتها ،فقال :أتدري يا شيخ
تان :أن للكذب رائحة ،وللغيبة رائحة ثانية ،وللنميمة رائحة ثالثة ،وللتكب رائحة
رابعة ،وللزنا خامسة ،ولكل مال اليتيم سادسة وهلم جّرا .وال يعلم أن هذا من أغرب
ما سعت ف حيات ،وإن دل على شيء فإنا يدل على مستوى عال جدا من الس
العنوي اللي الرفيع.
ومن كراماته أنه ذات ليلة طلب من أخيه الاج ممد الغال مبلغ خسة وعشرين
) (25ألفا من الفرنك الفريقي سيفا فقدمها إليه ف وقت متأخر من الليل ،لكنه
استدعاه عند الفجر ،وسأله من أين لك البلغ الذي أعطيتنيه البارحة؟ فقال :آلف
العشرة ل أما المسة عشر ألفا فقد استلفتها من بيت فلن .فقال له هذا ما يكن أن
يكون فخذها تت البساط قرب الباب وردها إل صاحبها ،وقد ثبت بعد التحقق أن
ذلك الرجل كان من بائعي الخدرات الذين يترددون بي السنغال وبي إحدى البلدان
الغربية.
112
113
أيها القارئ الكري ماذا تقول ف مثل هذا الشيخ الذي بتربيته الروحية يلص
مريده من العاصي ويشفي القلوب الريضة ،ويهديهم إل صراط ال الستقيم ،ووصل إل
درجة أن يديه تيزان اللل من الرام ،وأن شه الباطن يفرق بي روائح العاصي؟ أعظم
به من شيخ يعد من كراماته انتصابه شيخا دليل فرض وجوده على دنيا الشيخة فأصبح
له منهجه الاص ف التربية يعترف به الميع ،وحقق دينيا ما ل يققه جل الشائخ ف
وقت كان الناس قد انقسموا بي الزعامات الدينية التقليدية الكبية الت كانت بسطت
سلطتها القوية على الناس حت أن كل من ل ينحدر من تلك البيوت الدينية ل يق له أن
يكون شيخا مترما له أتباع معروفون .وال يعلم أن ماولت وأده ف الهد ل تنعدم
فتعرض لضغوط شديدة كثية ،وإزعاجات خانقة من أي نوع ،فصمد بول ال أمام
عواصف التعصب الارفة ،ووقف ضد تيارات التعسف الضاغطة .وذلك الصمود ف
ي ف هذه الحوال الشديدة كرامة أخرى تلك الظروف القاسية ،وهذا البوز القو ّ
للشيخ عباس التجان رضي ال عنه ،الذي كان ماب الدعوة يستعمل السباب الظاهرة
للمور متوكل على ال الوكيل حت إذا انسدت الطرق وعمقت اليل يدعو فيستجاب
دعاؤه غالبا ف الي.
ولنا من ذلك أمثلة متعددة نذكر منها ما حدث ل أنا كاتب هذا البحث إذ أن
شيئا حادا دقيقا جدا دخل سبابت من اليد اليمن ف مناسبة إحياء الليال لذكرى النبوي
الشريف ف لوغا ،وأخذ يتدرج صاعدا إل الرفق ث إل النكب ،ول ير على عضو إل
وغادره دون أي حس ،ولا اقترب من الرقبة ذهبت إل الشيخ وطلبت إليه أن نلو
فدخلنا بيت خلوته ،فحكيت له القصة ،وسألن :وما تريد من؟ قلت :أن أشفى حال،
لن أخاف على نفسي إذا جاوز المر هذا الد ،وكنت قبل ذلك قد أغلقت الباب
علينا وأسندت ظهري إليه حت ل يدخل علينا أحد.
أخذ الصبع ،وطفق يرقي ،وبدأ ذلك الشيء ينـزل تدرييا ،وكان يسألن عن
مكان وجوده فأشي إليه ،وهكذا إل أن خرج نائيا وعاد الس إل أعضائي .فقال ل
113
114
تك هذا لحد ،قلت له :اللهم إل هؤلء الذين كنت قلت بأن متوجه إليك ،فلم يزد
إل ضحكة خفيفة رضي ال عنه .وف هذا القدر كفاية.
رقم سبعة » :« 7
قضت حكمة ال أن ﴿كل شيء عنده بقدار﴾ ومن القادير العداد الختلفة الت
يستعملها القرآن الكري والسنة الشريفة بدرجات متفاوتة.
ول يتلف عالان أن من أهم العداد وأكثرها استعمال ف القرآن والديث عدد
)سبعة( الذي ورد لفظه ومشتقاته ف الذكر الكيم ثان وعشرين ) (28مرة ،ومرات
تكاد تعصي عن العد ف الحاديث النبوية تعبيا عن معان ذات مغزى رمزي عميق يزداد
على العن العددي الظاهري ،ابتداء من خلق السماوات السبع ،ومن الرض مثلهن،
والسبع الثان ،وأيام السبوع ،والبواب السبعة ،واستغفار الرسول صلى ال عليه وسلم
سبعي مرة والسجود بالعظم السبعة ،وتسمية الولود ف سابعه إل السبعة الذين يظلهم
ال يوم ل ظل إل ظله ،ينضاف إل ذلك استخراجات قام با بعض العارفي مثل كون
عدد )ال( ذاتا وروحا يساوي سبعي .إل آخر ما هناك من أعداد تبدأ بسبعة أو تنتهي
با ،وما لا من أسرار يبحث عند أصحابا الذين يقولون» :السر ف العدد والاصية ف
العن«.
والشيخ عباس رضي ال عنه باعتباره ملما بدقائق التعبي القرآن ،وأسرار البيان
النبوي كان يتفاءل برقم السبعة بعد أن حدث له معه ما ل يكن تفسيه بالصدفة ول
بالبمة ،لن بعضه سابق ليلده أو كان أصبح لفتا للنظر ،لذلك كان يبه كثيا،
ويتوقع خيا عند كل سبعة ،واتذه سرا من أسراره» ،ولكل عظيم سر« وفيما يلي
بعض ارتباطه بالسبعة:
-1ازداد فضيلته يوم السبت سابع أيام السبوع.
-2كان ذلك ف شهر ال رجب الفرد سابع الشهور القمرية.
-3هو سابع أولد أمه رحها ال.
114
115
115
116
إل علمنا أن الشيخ طلب من أحد مساعدة مادية ،بل ما كان ليستطيع ذلك ،لن أحدا
ل يكن يرؤ أن يعلن تعاطفه معه جهرا ،ناهيك أن ينفق فرنكا واحدا ف الشروع ،اللهم
إل ما كان من بعض أصحاب النفوس القوية ،وقليل ما هم .ذلك لرد أم جهة معينة
كانت ل ترغب ف بناء السجد ف الظاهر ،فعاش بانيه شبه حصار دين طائفي ثقاف
مكم ،فرضه عليه أناس أقوياء ماديا أذاعوا عنه شائعات مضحكة حينا مبكية أحيانا
أخرى قصدوا من ورائها تريده من أتباعه ف الوقت الذي كان هو يتمن أن ينفض
الناس من حوله ليتفرغ لعباة ربه جل ثناؤه.
نعم ،كان الاج غال امبينغ رحه ال قد سعى بلدية لوغا وحصل على منحة
مالية قدرها خسون ) (50ألفا من الفرنك الفريقي )سيفا( .وكان مبلغا مترما ف حينه
– وسلمها للشيخ فكانت اللبنات الول للزاوية الت أثارت جدل كثيا ف بعض
الوساط ،فتتابعت القيل والقال تروج شائعات جنوبية مهددة متوعدة بعدم انتهاء البناء
وأن البان سيموت قريبا ،وأن الغرة الت كانت تظهر على جسده بداية برص أو جذام،
وأن أتباعه سيهلكون واحدا تلو آخر ،وأن بناء السجد – إن ت بأعجوبة – فسينهدم
على أول الصلي فيه وأن....وأن ....وقد وصلت شدة التهديدات إل أن نالت من
ضعاف البنائي الذين كانوا يعملون ف الشروع ،فاختفى القاول رحه ال فجأة مع
التصميم ،وانسحب بعض الفنيي مافة أن ينهار البناء عليهم ،لكن كبار العمال القوياء
نفسا وإيانا تولوا إل فنيي ومقاولي ،وأصبح للشيخ الشاعر الاصر رأي ف السنت
والديد والرمل وكيفية الزج بينهما ،وكان القائد الفرنسي لنطقة لوغا آنئذ يضر من
حي لخر لتقدي توجيهات معمارية للعمال ،ولسنا ندري ما إذا كان هو الخر يتقن
فن البناء.
وكان من بي الشائعات أن كل من وقع بصره على السجد ينقطع كليا من
الطريقة التجانية ،لن »أمرا« بإيقاف البناء ورد من هناك ،لكن البان ل يأتر .وأحسب
أن الشيخ عباسا عاش أصعب فترات حياته ذلك الزمن ،فقد كان جلدا صبورا صامدا
واجه التلفيقات باللمبالت ،غي أن التهديدات كانت تزداد حدة ،وتأخذ مأخذ الد
117
118
حت حدد يوم لرق بيته عليه وهدم السجد ،فتوجه إل ربه الانع الدافع متوسل توسل
نقرأ فيه خطورة الوقف الذي كان ييط به هو وعياله من الهات الست فقال:
يدي إليك فأنت الواحد الحد مددت يا رب يا رحن يا صمد
لديك أكرم من مدت إليه يد ذا فاقة واضطرار أرتي كرما
أعداء سر وجهر كلما حسدوا أل تشمت ب دنيا وآخرة
من حيث هم مكروا سوء وما وأن ترد إليهم سوء مكرهُم
وأنت تعلمهم عدا وتعلم مـــــا رصدوا
حوت صدورهُم فينا وما عقدوا أنت الوكيل وأنت السب حسب ف
كل المور وأنت الانع السند جاروا علي وما خافوا الله وما
راعوا الخوة ف السلم إذ حقدوا أدم وُحل حاجزا بين وبينهم
سرادق الفظ والتأمي ما قصدوا واجعله من بي أيديهم إذا نضوا
سدى ومن خلفهم سدى فلم يردوا هذا ،وإن جعلت الصطفى كرما
وسيلت وهو اللجا ومعتمد والشيخ أحد قطب الوليا وزري
ومن كذلك أعطاه الن والصمد صلى الله على الراضي وعترته
ما هو مأمن ذي خوف ومستند ث رضاه عن الاحي خليفته
شيخي التجان ما يأت له مدد
118
119
وقد أم صلة الظهر الول يوم التدشي الشيخ الرحوم الاج عبد العزيز سي الليفة
العام الثالث للطائفة التجانية ف السنغال كما أسلفنا ،لكنه ل يكن قد تقلد مهما اللفة
آنذاك.
هكذا كانت العجائب والفارقات تتوال عند البناء ،لكن البشارات كانت أيضا
تتابع قبل وبعد البناء نذكر منها على طريق التمثيل:
– 1إن الشيخ عبد خوجا لو رحه ال صاحب الكشف ،وساكن
)كرسلي(1كان قد رأى فيما يراه النائم عقب وفاة الرحوم الشيخ ما يرو صل مسجدا
يدل به من السماء إل الرض ف حي يسمى »سنجابا« بدينة »لوغا«.
حكى الرؤيا لحد إخوته الصغار ،وبعد أزيد من ثلثي ) (30سنة .عاين
مسجدا يبن ف ذلك الي – وهو عائد من قرية )دغج سار(2ف جع غفي ،ولا سأل
عن صاحب هذا السجد الذي يبنـى ؟ قيل له :لسمى عباس صل .ومن أبوه ؟ قيل:
مايرو صل .فالتفت إل صغيه ذاك قائل :أتذكر – يا فلن – تلك الرؤيا الت كنت ف
حكيت إياها منذ أزيد من ) (30سنة ،وكان الرجل ل ينس.
عاد إل قريته ،وأخذ يبدي عجبه برؤياه الققة ف الواقع فتدخل احد الاضرين،
وقال له :لكنه ل يتم! سأله الشيخ عبد :لاذا ؟ قال :لن الشيخ فلنا ل يوافق على
بنائه! فقال الشيخ :هذا السجد سيتم بناؤه إن شاء ال ،فاشتد النقاش بي الشيخ
صاحب الكشف وبي الرجل التيقن بقدرات شيخه الباطنية .حاول أحد الاضرين أن
يسم اللف وقال للرجل :سله لاذا يلح بأنه سيتم لرد رؤياه ؟ فأجاب الشيخ عبد:
لن الذي أطلعن على أنك عصيت ال البارحة هو الذي عرفن بأن البناء سيتم،
وسيصلى فيه ،فبهت الصم الذي كان قد عصى ربه خفية .ول ف خلقه شؤون.
ويلحظ أن الشيخ عبد خوجا رحه ال رأى السجد يدل به ومعه شجرة )سنغ(
3
الت كانت على الانب الين قرب السجد.
- 1كرسلي :قرية قريبة من »لوغا« تقع جنوب شرقها.
- 2دغج :قرية على بعد 3كيلومترات قرب لوغا.
- 3انارت الشجرة ضحوة يوم الثني 21أغسطس 1995م.
119
120
– 2كان الشيخ أحد صغي امب ،وهو من الكشوف عليهم يأت يتفيأ رفقة
بعض أهله ف ظل تلك الشجرة الذكورة أعله ،وكان يقول :أن وليا من أولياء ال
الكّمل سيسكن هنا .وأوصى بنيه أل يبنوا مسجدا إل بعد بناء ذلك الول الذي بقربكم
مسجده ،فتقيسونه طول وعرضا وتنسجون على منواله ،وال أعلم.
– 3رأى الاج جيلي امب رحه ال يقظة ف إحدى الليال – وهو تلميذ ف
كّتاب مام داود امب – نورا على قدرة بقعة واسعة ينطلق من حيث يوجد السجد قبل
بنائه بسنوات متعددة .وكان الب قد وصل إل الشيخ عباس ف شكل رؤيا ،لكن الاج
جيلي أكد له بأنه رأى المر يقظة.
– 4رأى الشيخ عباس نفسه جهرا ف السجد فور انتهاء بنائه الاج مالك سي
رضي ال عنهما يتفقد السجد طول وعرضا ،وكان الشيخ عباس يصلي ،ولا انتبه إل
كون الزائر التفقد الشيخ التواون خرج من السجد وهو يتشهد ،فسلم وحاول اللحاق
به لكنه ل ير إل فضاء متراميا ،وبث فلم ير أحدا.
وهناك أمور أخرى آثرنا السكوت عنها ،إما لتوغلها ف الغرابة ،وإما لتفادي
التطويل .ومهما يكن من شيء فإن ذوي البصائر ما زالوا يرون ف زاوية الشيخ عباس
مركز إشعاع لنوار إلية ،وأسرار ربانية يص با اللطيف البي من يشاء أن شاء.
وعلى كل حال فإن الزاوية منعطف تاريي خطي ف حياة الشيخ عباس كما
أسلفنا .وانتهاء بنائها كان عمليا يعن:
-1النتهاء من اتاذ وسيط بينه وبي الشيخ أحد التجان رضي ال
عنه ،أي انه اتذه شيخه الباشر دون أي تدخل من أي شخص آخر.
-2الستقلل بإقامة ذكرى الولد النبوي الشريف ف بيته ف »لوغا«
يضرها أتباعه ومبوبوه من كل أرجاء البلد.
-3النتهاء من جع الدايا من أتباعه لتقديها إل غي ذرية رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
120
121
121
122
122
123
الياة يرشد ويوضح ،ول أزل أزاوله حت كتابة هذه السطر .وقد كنت أمازح جدي
ف :-ل تستطيع أن تغي شطرا من أي بيت ف أي قصيدة إل الشيخ – ف تّد لطي ٍ
وأعرفه .وكم اختبن ف معرفة بيت ما من أي قصيدة ،وكم نحت ف ذلك ،وكان
تعليقه دائما»:من لزم الشيء ُأْعِطَي سره«.
ذلك – أيها القارئ العزيز – هو الذي دفعن إل دراسة إنتاجه الدب دراسة
شاملة تعطي إلامة صادقة عما قام به ذلك العلمة العملق شيخ الشعراء ،وشاعر
ل دونالشيوخ بل منازع ،وخفت أنن إن ل أفعل حت ضاع بعض إنتاجه الذي عهده إ ّ
غيي ،أو اّمحى بعض ما ف صدري بكيفية أو بأخرى أؤاخذ إما بالهال وإما بكتمان
العلم ،وكلها جرية ثقافية خطية نستعيذ ال من اقترافها ،وأتضرع إل ال العلي
القدير أن يد من أجلي حت أنشر أعماله الت وكلن علها ف ثقة تامة واطمئنان بال ،وما
ذلك على ال بعزيز.
ومهما يكن من شيء فإنن لن أطيق إل أضع على أيدي القراء إل عجالة معبة
عن هذا النتاج الغزير الذي يغلب عليه طابع الشعر ،وإن كان سط من النثر يزينه ف
شكل كتاب مثل )تقيق البان ف طريقة الشيخ التجان( أو ف منشورات مثل) :حل
القفال ف حديث »ل تشد الرحال«( و)الواهر الغالية ف الناشيد العالية للطريقة
التجانية( ومطوطي أحدها ف ترجته الذاتية ،والثان ف سفر له إل عي ماضي
بالزائر ،وكتاب )الموعة الباركة( الذي جع فيه ما كان يسميه »فوائد وأنوار«
تقفون على نوعيتها ف فهرس الكتاب التال» :مقدمة – صفة غسل النابة – بعض ما
يتعلق بالصلة – آداب دخول السجد – كيفية صلة التسابيح – كيفية صلة الاذاة –
دعاء يوم عاشوراء – دعاء يوم الربعاء الخي من شهر صفر – ليلة النصف من شهر
شعبان – خطبة النكاح – فوائد :للبيت – النجيات – للسفر – للعيال – الغسل
للجمعة والعيدين – الغسل والكفن والصلة على اليت – دعاء أهل القبور – كيفية
تلقي اليت« .إل جانب فتاوى ف مسائل متلفة ،ورسائل غالية ف أغراض متنوعة إل
علماء وشيوخ أجلء تتضمن معان وأسرار يضن با الوالد على ولده.
123
124
والق أن الشيخ ابن عباس صل رضي ال عنه كان يكتب كل شيء ف حياته،
فقد سجل – فيما لدينا من وثائق – بدأه بعض أذكاره ،وأحاديث أو أحداثا خاصة بينه
وبي بعض مريديه وأقاربه ،أو رؤى رآها هو ،أو ريئت له ،كل ذلك لهده الوافر وهته
العالية ودقته غي التناهية.
وشعره الوجود عندي الن ف مطوطات يناهز عشرة آلف ) (10000بيت ف
مائتي وخس وعشرين ) (225قصيدة ،وشذرات أبيات متفرقة ،ول نعرف أي سنغال
آخر يتوفر له هذا العدد الائل من إنتاج شعري جيد يكن إراءته لن يريد ف أي وقت
وف أي مكان .هذا ف الكثرة أما ف التنوع فقد تناول ف شعره أغراضا متعددة مثل:
– 1التوحيد.
– 2الفقه.
– 3النحو.
– 4التربية والتعليم :قيمة العلم – فضل التعلم – من يعلم إل.
– 5التصوف والخلق.
– 6مدح سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم وبيان سيته ،وفضائل أصحابه.
– 7مدح شيخنا أحد التجان رضي ال عنه ،وبيان سيته ومناقبه ومزايا
طريقته.
– 8مدح شخصيات دينية.
– 9رثاء شخصيات دينية.
– 10تصوير أحواله النفسية )الشعر الغنائي(.
– 11مساندة السلمي النكوبي.
– 12توسلت لختلف الاجات.
– 13تسيم بعض علقاته الاصة.
– 14ماطبة الان.
– 15رسالة شعرية.
124
125
– 16ألغاز ومعميات.
– 17وصف أماكن وأشياء أخرى.
– 18نظم فوائد منثورة.
– 19رموز لضبط بعض المور الهمة.
– 20تقاريظ على كتب وقصائد لغيه.
وكل هذه الوضوعات تناولا الشيخ عباس رضي ال عنه تناول جيدا ف شعره
الذي يتألف من دواوين متعددة قد جعت ف موسوعة ضخمة ساها بـ)نفحات ربانية(
ث قسمت تسهيلت للبحث والدراسة إل خسة أجزاء وجزء خاص وفيما يلي نبذة
متصرة عن كل جزء.
1
أول :الجزء الول :جامع الدرر ف مدح خي البشر.
وهو الزء الذي جعنا فيه كل أمداحه النبوية غي تلك الت ُتّوَجت أوائل أبياتا
بروف بعض اليات القرآنية الكرية ،وفيه 64قصيدة وبيتان ف 2978بيتا.ويتوي
على أطول قصائده مثل:
– 1ناية المان ف مدح النب العدنان )ميمية( ،مسمط الرمل يتكون كل بيت
منها بأربعة أشطر على هذا النحو:
بعد ما طيف هاجن شدو المام
النام طاف وهنا من
موقدا نار الغرام حذام
حت استوفت خسمائة بيت واثني من هذا النمط ،وعليه فيمكن أن يعتب ألف
بيت واثني ).(1002
– 2مهر الور العي ف مدح قائد الغر الجلي) .تائية( بر الرمل.
– 3ري الظمئان ف مدح سيد الكوان )رائية( بر الطويل.
– 4فتح القدير بتيسي العسي ف مدح البشي النذير كل الروف الجائية )بر
الكامل(.
– 5جواهر البديع ف التوسل إل ال البديع ف مدح البيب الشفيع.
كل الروف الجائية )بر الطويل( وهاتان الخيتان ديوانان يتوي كل منهما
على تسع وعشرين قصيدة عدد الروف الجائية على الترتيب اللفبائي مع اعتبار اللم
اللف حرفا مستقل .وقد نسجهما الشيخ عباس رضي ال عنه نسجا مبتكرا ل نعرف
أن أحدا سبقه إليه ف تاريخ الشعر العرب ،وذلك بتتويج أوائل القصائد بالروف
الجائية التسعة والعشرين ،حسب الترتيب اللفبائي مع اللتزام بأن يكون الرف البدأ
به ف وسط البيت وآخره ،مثل:
إن بـ»بسم ال« مدحي أبدأ أسعى له من قوة أتبأ
أحي حى ما ناذر أهدي له غرر الثنا مستعطفا
يكل
على أن ينشئ ف كل حرف ثلثة عشر بيتا ،إل ف حرف الياء حيث أتى بأربعة
عشر بيتا تصورا منه للمنازل الفلكية الثمان والعشرين الت تقطع الشمس كل واحدة
منها ف ثلثة عشر يوما إل البهة ،تلك النزلة الت تقطعها الشمس ف أربعة عشر يوما،
وهي ما يقابل »اليا« ف السفليات .وقد اعتب الشيخ الشاعر »اللم ألف« حرفا مستقل
بذاته كما ورد ف الثر وبه بلغت الجائية تسعة وعشرين حرفا ،وبا أن النازل الفلكية
ثان وعشرون ،ليس بد من فلسفة تبر اعتبار »لم ألف« حرفا مستقل بذاته ،وتلك
الفلسفة عند الشيخ هي :أن القمر يقطع الفلك اثنت عشرة مرة ف السنة بينما تقطعه
الشمس مرة واحدة ف الدة ذاتا ،فتركب من ذلك ثلث عشرة دورة خولت للشيخ أن
ينظم ف »اللم ألف« ثلثة عشر بيتا.
126
127
هذه تصورات فلكية فلسفية ذات قيمة ل ريب ،غي أن روعة هذا البتكار تكن
ف ديباجه السن ،وسبكه اليد ،ومعانيه الرائعة ،وتلك ما يب أن يركز عليه الباحث
القدير اهتمامه وإليكم مثالي:
أولا :حرف اليم من جواهر البديع:
1
جرى دمعه من سطح خد مبّلج جريح الوى من سهمه التلجج
جوالب حزن فادح متبلج جلى عنه سرا طال فيه اكتتامه
جوار بأعلى اللد يا حسن منهج جزاه مب للرسول وآله
جيعا لفان ف النب الفلج جاع من الدارين خييهما معا
2
جهارا خديا ف رواحي ومدلي جعلت له قلب مهادا وقالب
جوائز راجي نيله التدرج جرائمنا تحى وتنمو بدحه
جهود عن اليدان للعجز يلتجي جداه يفوق العد حصرا فينثن
جيل مهيب واسع كل مرتج جليل عظيم قدره عند ربه
جللة حال ليس بالعج فادرج جناب كمال منه فاتك فاصغ من
3
جال جلل وقفة التلجج جلبيب عز ل تسام لغيه
جناح افتكار العقل يا شؤم مرج جناح وخسر روم عرفانه على
جزاء لاضي ما أمد وما يي جزى ال عنا الي خي عباده
جزيل الزايا أحد التعرج جنود صلة ال من نوره على
ولعل من الدير بالذكر أن الشيخ ابن عباس رضي ال عنه ل يكن ف بداية أمره
يفرد لسيدنا ونبينا ممد صلى ال عليه وسلم مدحا خاصا به حت حثه عليه العارف بال
الشيخ طاهر الوريتان رحه ال ،فقرض لمية ساها )نيل الرب ف مدح خي العرب( أو
)باكورة الن ف مدح صاحب مرتبة قاب قوسي أو أدن( لكونا أول إنتاجه النبوي
الاص ،وأبياتا 104ف بر الطويل ومنها:
وبعدها أتت قصيدة )ري الظمئان ف مدح سيد الكوان( الت نظمها الشيخ عند
ما مرضت قرينته الول السيدة رحه جاج ف أواخر الربعينات مرضا عضال ل يفلح
الطباء ف علجه ،فاستشار الشيخ طاهرا ،وطلب منه أن يدعو للمريضة بالشفاء فقال
له :إذا مدحت رسول ال صلى ال عليه وسلم تبأ بإذن ال ،فكان الرائية هذه استهلها
بقوله:
لك المد يا ذا العرش حدا عل قدرا وجل جلل يشمل الب والبحرا
لك المد ف الول لك المد ف لك المد حدا من قدي وحادث
الخرى لك المد ف سري إلي وجهرت
لك المد ف اليمن لك المد ف اليسرى لك المد حدا ما تزايد أنعما
علينا يواف أو يكاف لا قدرا لك المد ف إيادك اللق نعمة
كما لك ف المداد حدي قد قرا لك المد ل أحصي كما أنت أهله
عليك ثناء يسبق النظم والنثرا لك المد ف قول لك المد ربنا
على نعم تستغرق العد والصرا على نعمة اليان بال وحده
والسلم والحسان أردفها شكرا على صورة كانت لدم نسخة
تقابل رقم الكون نسختها الكبى
لكنه – كما لحظتم – ل يتغزل ف بدايتها ،فقال له الشيخ طاهر :ل بد من
ذلك .فقرض قصيدته العنونة بـ)جن النتي ف مدح سيد الكوني( وتغزل ف بدايتها
على النحو التال) :بر الوافر 53بيتا(
1
وداو الداء بالقلب الصاب أل خل التغزل والتصاب
2
عن السكان ف طلل يباب وعد عن العاهد خاليات
وعن هند وجارتا الرباب وغض الطرف عن سلمى
وزواجه ،والبعثة ونزول القرآن والجرة ،والسراء والعراج ،ومعجزاته وغزواته ،وصفاته
اللقية ،وأخلقه وأزواجه وأولده وخلفائه.
لكنه يدح سيد الوجود بعان دقيقة رفيعة جيلة قلما تده ف مدائح غيه ،مثل
قوله:
1
ترى ف اليا من ماكاته الدرا فالضواء طرا من ظلل جاله
أمد جدى إل كما عنده قدرا وناعت شيء ل يرى غي ظله
كفانا به قول لناعته برا فمن قبل أو من بعد ل أر
2
فلله شيء كان من جهله يدرى مثلـه
فجهل الفت عن كنهه علمه به
وقوله:
منتهى كل بيان سر أسرار البان روح أرواح العان
للعلى الق مقام
ل يرى من متدان لوجود الق ثان عي آيات الثان
عنده عال مقام
منه ما جاوز مثل ما كان ظل ل يروه الصحب
عقل 3
طوره طور المام إل
وقوله:
ياقوتة بي أحجار بقيمات تراه من بشر لكن عل بشرا
بي السماوات والرضي بونات كم بي ذينك من بي بأبعد ما
أصحابه من كأصحاب النامات هذا ،ول تر إل ظله العلما
- 1اليا :الوجه.
- 2من ري الظمآن.
- 3من ناية المان.
132
133
وقوله:
بصر ،وعبد للله مقرب بشر ولكن ل يرى كفؤا له
2
باب الله وبابه ل يجب بذر الوجود وجوده متدفق
وقد يذهب ف تلك العان مذهبا بعيدا ياف معه أحيانا أن يستبعده القارئ أو
ينكره السامع فيتصدى لما ،ويقارعهما الجج العاذرة أو الستهزئة لينتهوا سريعا ،أقرأ
بعض ذلك ف ناية المان:
قد ترى الاهل يهذي ل ينل بالق أخذي
عينه من ذا النظام مغرما أصبح يقذي
قدر ما يعطيه فهمه ذلك البلغ علمه
حكم أعمى ف فله العذر فحكمه
ظلم
ويصرح الشيخ عباس رضي ال عنه أن معرفته الحدية أتته بعد قضاء ال وقدره
من حبه الصادق غي التناهي ف الشافع الشفع ،ومدار المور كله ف البة الصادقة،
يقول ف ذلك:
من ذاق طعما له ف الناس يدريه شأن البة شيء فيه ما فيه
يفوته من معان الب والرء إن ل يكن يوما بذائقة
من ذاق يفن ،ومن لن يفن ليس له صافيــه
»وحبك الشيء يعمي« فيه شاهده ف حق مبوبه إل دعاويه
- 1من مهر الور العي.
- 2من فتح القدير.
133
134
ومبته هو لسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ليست صادقة فحسب ،بل هي
جبلية فطره ال عليها يقول ف حرف الباء من جواهر البديع:
برى القلب باريه ليمله حبا بريئا من اغيار لي الورى
صبا
وهذا الب الفطري الالص مكنه من أن يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم
صعة ،ودررا فريدة ،يقول ف قصائد متلفة:
أمداحا مر ّ
ضد
دواوين مدح نظم من ّ دثاري شعاري مفخري وتارت
ـــــــــــ
فرائد للمختار مدحا فرائض عي القلب ،والقلب
تصرف شاكر
134
135
ـــــــــــ
دين الفريضة والنوافل كلها دأب با لدح الصطفى هو
أحد
ـــــــــــ
ضنا با فيها الله ضاعت ليال الرء إن ل
ويفرض يقرض
ــــــــــ
ضم العروض إل العروض مقارنا ضربا بضرب مدحة ل تقرض
ضربت با المثال ما ل ضمنتها بغرائب لاسن
تنقضي
ـــــــــ
زاحم فحول ف مديح الصطفى ُزكوا وفاقوا بالعلى وتيزوا
زف العرائس من بنات الفكر ف زين الورى هو نوره
التهّمز
ـــــــــ
غايات ما أملي وأقصى بغيت غر الوسائل للمي
تبّلغ
ــــــــــ
حرم سوى مدح النب تارة حقا عليك تفك
الرباح
135
136
ــــــــــ
صن عن سواه قرية أودعتها صنع الهيمن ل يضاع
وينكص
ــــــــــ
رصعتها دررا لحد رجحت موازين الن
تذكر بدائح
ـــــــــ
شكرا لربك بامتداح حبيبه شعرا ،وليل الهل عسعس
يغطش
ويصرح كذلك بأن مدائحه ليست رائعة فحسب ،وإنا هي متفوقة ف مدح
رسول النسانية تفوقا مققا ل ياريه فيها مار ،لنا إلام ،يقول :
وافتيه بدائح ألمتها وقفا له ها أستقيل
مساوي
ــــــــــ
سامي الطاول ف الديح ودوننا سامي الثريا ما عل من
ينعس
136
137
1
أمامي مقبول لدينه بدمة سبقت له بالدح غيي ل أرى
وقد اخترع لمداحه صورا شعرية رائقة بعضها مبتكر ،وبعضها الخر نادر
الوجود ،فقد تدثنا عن ابتكاره لديباج فتح القدير وجواهر البديع القشيب ،وينضاف
إليه هذا الوصف الرائع الخترع لسيد الوجود صلى ال عليه وسلم حي قال فيه:
بي ل يقاس ببدر ت وأهيب باسا من ليث
غاب
فأين يكون رجل مهيبا كالسد شيء مألوف ،ولكن أن يكون منه ف حالة
ابتسامته فنادر ،وسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ل يكن أن يكون غي ذلك ،لنه ل
يتخلص عن هيبته ف أية حال كان.
ومن السنات البديعية الت استعملها الشيخ ما يسمى )الستخدام( ،وهو إطلق
لفظ مشترك بي معني مراد به أحدها ،ث يعاد عليه مراد به العن الخر ،أو يعاد عليه
ضميان مرا بكل واحد منهما ،2مثل:
وللغزالة شيء من تلفته ونورها من ضيا خديه
مكتسب
فالغزالة هنا هي اليوان العروف ،لكنها اسم للشمس ،والاء ف )نورها( يعود
إل كلمة الشمس الت تشترك مع الغزالة ف التسمية ،وإن ل ترد ف البيت .ووجود هذه
القاعدة ف الطولت أسهل من وجود من يتمثلها حت يستعملها ف أعماله ،ومن هؤلء
- 1من قصيدة )غاية الرب ف مدح خي العرب( الت توجت أوائل أبياتا من كلمات الية )ممد رسول ال( ال بدل من
الروف كما هو العتاد عنده.
- 2شرح عقود المان ف علم العان والبيان للل الدين عبد الرحن السيوطي صفحة .111
137
138
القلة الشيخ عباس رضي ال عنه ،وأوضح مثال لذلك قوله ف نيل الرام ف مدح خي
النام )بر الوافر ف 111بيتا(:
وما أعطى الكري وجاد وبل من الزل القدي
بالنسجام من النعم العظيمة للبايا
ومن تف الزيات السام إل ما ل ناية سرمديا
بظاهرها وباطنها الدام فخازنا وقاسها أبوه
لكل العالي على سهام
138
139
139
140
140
141
ثالثا :يقول ف مهر الور العي واصفا صفات رسول ال صلى ال عليه وسلم
اللقية واللقية ف الفصل الثامن:
على بواطنه أقوى الدللت جال ظاهره يبدي لناظره
من بعض جزء لا كل البديعات ذات البها اندرجت ف ذات
ما بي ذي قصر وطول قامات صورته
وفاقها من جال ف جللت تراه ربعة قد بادنا وسطا
واجهته باسا بادي السرات ترى مياه مثل الشمس صاحية
تللؤا من صفاء ف السريرات تراه أهيب من ليث الليوث إذا
بمرة دونه بدر الهلت تراه يفتر عن كالدر فائقة
ول كناظر شس ف الظهيات تراه أبيض لون مشربا بجا
بي الثنايا ومن بي السرات تراه ملء عيون الناظرين له
خديه ل وجه مثل مرآة ترى بروقا من النوار تبق من
1
أبي مفلج أسنان بريقات ترى ماكاة جدران تواجه ف
- 1الزج :دقة البي ف طول .والدب :شعر أشفار العيني ،الهدب :كثيه .قنا النف :ارتفاع أعله ،أو نتوء وسط القصبة
وضيق النخرين .والشنب :ماء زقة وبرد وعذوبة ف السنان ،أو نقط بيض فيها ،أو حدة النياب ،والفلج :تباعد ما بي
142
143
1
وذا فم واسع بادي الفصاحات أزج أهدب ،أقن كان ذا شنب
عرق البي كمسبوك المانات وأنل أكحل العيني ذا دعج
ف السهل ،والعكس ف ذات وريقه عسل النات يرشح من
الجارات يشي ول تر من أقدامه أثرا
وعرفه دونه نشر العروسات واليد كالفضة البيضا ويعجزها
من النان فمن أبى النباتات ترى له شعرا رجل ولته
تبقى روائح مسك وسط راحات تراه إن صافحت للناس راحته
طيب الشذى منه يبقى نو ساعات تراه إن مر يعلو ف المر له
أجل خلقا وخلقا بالكمالت ماذا تقول ورب العرش جل له
ياقوتة بي أحجار بقيمات تراه من بشر لكن عل بشرا
2
بي السماوات والرضي بونات كم بي ذينك من بي بأبعد ما
أصحابه من كأصحاب النامات هذا ،ول تر إل ظله العلما
من بعض جلته نور القيقات ل ل ،وذا العال العلوي وسفليه
حقيقة الصطفى بي القيقات وليس ف طاعة الخلوق معرفة
حبيبك التب رب البيات أزكى صلتك أعلها تدوم على
وف ناية كل قصيدة تده ياطب سيدنا ممدا صلى ال عليه وسلم بأسلوب
جيل لطيف مهذب متوسل باهه العظيم عند ربه تعال ،يدعو العلي القدير أن يقضي له
حوائجه ،وحوائج التعلقي به ف الطي أو ف الدين ،ث يدعو الغفران لنفسه ولميع
السلمي ،معول ف كل ذلك على سعة رحة رب العالي الرؤوف الرحيم ،ونكتفي هنا
باتـمتـي ري الظمئان ،ومهر الور العي يقول ف الول:
مديا وأرجو فيه أن تقبلوا العذرا أبر الندى هذي بضاعتنا لكم
السنان.
- 1النجل :سعة العي .والكحل :أن يعار منابت الشفار سواد .والدعج :شدة سواد العي مع سعتها.
- 2البون :مسافة ما بي الشيئي.
143
144
ويقول ف الثانية:
ومن سيات مَن َاْحياء وأموات يا أكرم اللق ماضيهم وحاضرهم
خي الوسائل مقبول الشفاعات ما ل سواءك من أرجو مكارمه
خذها إليك بتحنان وعطفات مددت هاك يدي بالذل مبتهل
فأنت بر الندى للمرتى الت فل ترد رجائي خائبا أبدا
جد افتقاري إليكم بالغاثات أشكو إليك الضن والال تشهد من
تقضى لكل البايا كل حاجات أضنان اليوم أدن حاجة وبكم
أو أن يرى غي مقضي اللبانات حاشاك أن يرم الراجي مكارمكم
إن ضعيف وإن ذو جنايات ل عنكم يا رحيم بنا ل يف حا َ
144
145
هذه – أيها القارئ العزيز نبذة الشيخ عباس متصرة جدا عن أمداح الشيخ عباس
التجان رضي ال عنه ،لسيدنا ومولنا ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم ،قصدنا با
إعطاء فكرة عامة عنها ،واعتقادي أنك معنا ف جالا وروعتها بعد أن ثبتت وفرتا الت
ل يتناطح فيها كبشان .ولكن الشيخ لبا عباس – على الرغم من كل ذلك – كان
يستهجنها ويستصغرها ف جناب مدوحه النزه عن العيوب ف ظاهره وباطنه ،صحاب
اللق العظيم بنص القرآن الكري .فلكم كرر وردد مثل قوله ف الرائية:
وإنك من رب أحاط به خبا وماذا يقول الادحون وقد أتى
وكانت هذه العترافات بالضعف والعجز تزداد مع تقدمه ف العمر ،وقد عب
عنها تعبيات متلفة كلها تنتهي إل العتماد على فضل ال ومّنه ث على كرم المدوح،
145
146
وعلى حبه الصادق فيه ،وأنه إن ل يكن أهل لذلك الفضل فإن الشفع الرحيم أهل لن
يب به ويقق له رجاءه فيه ،يقول ف آخر قصيدة له سنة 1985م:
مديي من بقبضته الشفاعه فمن جهد القّل على
على ما كنت من مزجي استطاعه
البضاعه أرّجي فضله دنيا وأخرى
فإن أعطى الكري وجاد فضل فمن كرم لديه به القناعه
قصور الباع صالة وطاعه ول ينقص رجائي منه يوما
فذو اللق العظيم بكل ساعه إذا أنا ل أكن يوما بأهل
دوي ضر صاحبه وراعه لهل أن يداوي عضل داء
﴿فمن يطع الرسول فقول ال جل جلل رب
فقد﴾ أطاعه كفانا شاهدا حسا ومعن
بأصدق شاهد قول براعه فمن اين الدائح والثنايا
﴿وإنك﴾ قبلها الباري أذاعه فل زالت تدوم صلة رب
عليه وآله أهل الباعه
146
147
ث ليعلم أيضا أن كل حرف من حروف القرآن تضّمن وحل جيع معان القرآن
الت ل تناهى كما قال البوصيي سلطان الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم.
وفوق جوهره ف السن لا معان كموج البحر ف
والقيم مدد
وقال تعال﴿ :ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم والبحر يده من بعده سبعة
أبر ما نفدت كلمت ال﴾ .1وقال أيضا﴿ :كل إنا كلمة هو قائلها﴾ 2صدق ال العظيم.
ولذلك قال بعض التصوفة رضي ال عنهم» :الكامل عندنا من ف طاقته أن
يستخرج من كل حرف من حروف القرآن الكري جيع ما ف الذاهب الربعة وغيها
من علوم الولي والخرين ،وقد قال بذلك المام الشعران رحه ال ،ومع ذلك يتاج
إل من يأخذ بيده فافهم«.
وهذا ما وجب علينا من تبيي حقيقة هذه القصائد ،قال تعال﴿ :إنه لقرآن كري
ف كتاب مكنون ل يسه إل الطهرون﴾ .3وقال أيضا﴿ :ومن يعظم شعائر ال فإنا من
تقوى القلوب﴾ .4وقد سيتها بـ»تيجان الذهب ،بروف بعض اليات القرآنية بالدح
الهّذب« لصفوة خيار العرب ،سيد ولد آدم خي العرب والعجم ،سيدنا ومولنا ممد
بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن
إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان دعوة أبيه إبراهيم قال تعال﴿ :ربنا وابعث
فيهم رسول منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت
العزيز الكيم﴾ .1وبشرى السيح كلمة ال قال تعال﴿ :وإذ قال عيسى ابن مري يا بن
ي من التوراة ومبشرا برسول يأت من إسرائيل إن رسول ال إليكم مصدقا لا بي يد ّ
بعدي اسه أحد﴾ .2عليه وعليهما وعلى جيع أنبياء ال والرسلي صلوات ال
وتسليماته آمي ،وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي«.
وأول تلك القصائد هي نظم حروف البسملة لا لا من الصدارة ف المور الامة
كما ف الحاديث الشريفة ،وقد استهلها بقوله:
وبشيخنا التجان ذي بحمد وبآله الخيار
السرار سر القيقة والقيقة عينها
شس العارف منبع النوار مكنون سر ال عن كل
إل النب صلى عليه الباري الورى
والقصيدة الثانية مرتبة ترتيب أوائل سور القرآن وأواخرها غي الكررة والت أولا
باء البسملة وآخرها فاء من خوف ف آخر سورة قريش .وقد جعت ف البيت التال
الذي قيل عنه أسرار كثية دقيقة ،وتصرفات عجيبة:
3
ف« ذا السم أوفدا
لُه َعٍه َظْثٍل َ
صٍح َت َ
»ِبَماٍن َيٍر َسٍد َكٍز َطَق َتْو َ
- 1كان الشيخ يعتقد أنا آخر امتداحه النبوية لكنه نظم عشرات القصائد بعدها ،لنه كان ف 1975م.
151
152
الكنز العظم والسر يس 57 – 56 ف ظلل على الرائك متكئون
الطلسم النب المي لم فيها فاكهة ولم ما يدعون
سيد العرب والعجم سلم قول من رب رحيم﴾
44 غافر ﴿وأفوض أمري إل ال إن ال
بصي بالعباد﴾
60 غافر ﴿وقال ربكم ادعون
أستجب لكم﴾
علوات اللوات ف ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا
مدح خات الرسالت ليغفر لك ال ما تقدم من
الناجي فوق السموات 3–1 الفتح ذنبك وما تأخر ويتم نعمته
عليك ،ويهديك صراطا مستقيما،
وينصرك ال نصرا عزيزا﴾
غاية الرب ف الفتح ﴿ممد رسول ال –
1
مدح خي العرب إل آخر السورة﴾
﴿نصر من ال وفتح
13 الصف إل -الؤمني﴾
1 ﴿ن والقلم وما يسطرون﴾2القلم
﴿ولسوف يعطيك ربك
3
5 الضحى فترضى﴾
11 الضحى ﴿وأما بنعمة ربك فحّدث﴾
- 1هنا توج الشيخ أوائل البيات بروف أوائل كلمات الية فقط ،بدل من حروفها كالعتاد.
- 2هنا توج بسط حروف الية قبل تتويج أوائل البيات با مثل :نون ،واو ،ألف ،لم ،قاف إل وعليه يكون عدد البيات
47مع الصلة والسلم بدل من 16بيتا.
- 3نظم ف حروف هذه الية ثلث قصائد متلفة البحور ،اثنتان منها ف هذا الزء .أما الثالثة فنوردها لحقا.
152
153
وف آخر الكتاب قصيدة )فمن جهد القل على استطاعه( الت ختمنا با الزء
الول.
وأطول قصائد هذا الزء ها موجة الضّم ،وعلوة اللوات إذ تتكّون كل
منهما من مائة بيت تليهما )نفحة النان( التكونة من 83بيتا.
والشيخ هنا يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ويتوسل باهه ،ويشكر ال
على نعمه الوافرة عليه ،لكنه يقوم بكل ذلك من منطلق باطن ،فلم يكن يأخذ اليات
اعتباطيا ،وإنا كان يعتمد على معطيات رمزية ذات دللت سرية عميقة أشار إل
بعضها ف مقدمات بعض القصائد ،وربا كان مأذونا ف ذلك ،لننا طلبنا إليه أن ينظم
حروف الية ﴿ :إياك نعبد وإياك نستعي﴾ فضحك وقال﴿ :حت يأذن ل أب﴾ 1وهي
ظاهر الدللة ف الستئذان.
وللبهنة على صدق ما نقول اقرؤوا مقدمات القصائد التالية:
– 1خاتة المداح حيث يقول:
» . . . .وذلك لا أطلعن ال الكري ومّن عليّ بفهم بعض البعض من معان قوله
تعال ماطبا ف حضرة قدسه بكلمه لبيبه العظم سيدنا ممد رسول ال صلى ال عليه
وسلم﴿ :ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم﴾ ،وكانت معانيها كما قال
سلطان الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم لسيدي ممد البوصيي رضي ال عنه
ف وصف معان القرآن العظيم حيث قال:
وفوق جوهره ف السن لا معان كموج البحر ف
والقيم مدد
ولقد صدقت هذه الكلمة الطيبة ف جيع القرآن العظيم ،ول سيما ف هذه الية
الكرية الت بّين فيها سبحانه وتعال حقيقة ما آتاه وأعطاه بحض فضله وجوده كرمه
لرسوله وحبيبه سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم من التفضيل على جيع أهل حضرة قربه
من القربي والكابر من اللئكة القربي والرسل الكرام صلى ال على نبينا وعليهم
وسلم.
ولقد كان ما يزيد التدبر التبصر لذه الكرية عجبا وحية ف حق هذا الرسول
العظم والنب الكرم وماله عند ربه من مقام ﴿قاب قوسي أو أدن﴾ كون عدد
حروفها ثانية وثلثي ) (38حرفا على قوة عدد آيات سورة )يس( الت هي قلب
القرآن كما ف الديث الصحيح ،وهي ثلث وثانون ) (83وذلك على قوة ثانية
وثلثي ،فافهم .وكلماتا سبع على عدد آيات فاتة الكتاب الت هي السبع الثان
بعينها ،ومفرداتا ثان عشرة ) (18على قوة تسعة وتسعي ) (99عدد أساء ال السن
وغي ذلك من متضمنات هذه الية الكرية ،وقد وقفت عن حقيقة فهمها أكابر الرسل
العظام والقربي من اللئكة الكرام«.
ومنها:
ما أعجزت بالعقل كل مفّكر »ولقد« أرتن والله مبصّري
لعانه بصر القوي التبصر لات برق موهنا متخطف
مددا زواجر إذ طمت بتدبر قامت لنا منها دلئل دونا
أبدا تنّور كل قلب مبصر دامت من الزل القدي لسرمد
رسل الكابر ،وقفة التحّير آياته الكبى الت عن فهمها الر
من رتبة أعلى وحظ أوفر صص دونم العظم الروح الخ ّ
شرمن دون عشر ما هناك مع ّ تلفى مراتبه الل فوق العلى
شس الوجود ،ونور كل ياسي طه أحد وممد
*
منّور *
* باء الوجود ليائه وبه انتهى
كل الوجود بسره ،وبه دري سمات لذي اللل ممد عي ال ّ
* وهو الميد فحاز كل الفخر أكرم به وبا له من سؤدد
عند الهيمن للسوي ل يؤثر *
154
155
155
156
* *
مشتك أشكه وصن تصينا يا شفيعا للمذنبي أتاكم
وبطه ممد ياسينا رب ال ل شريك له ب
زخرفت ل قصورها تزيينا مرتعي رياض جنات حب
ف رواحي ومدلي ل يقينا نصب عي الفؤاد خي أنيسي
فرحات لنا به تطبينا ما صفا ل من دونه العيش يوما
من مزايا تزايدت ل فنونا نلت ما ل ينله غيي سبقا
156
157
من علوم ومن على حيث قرا ما لكل النام فردا وزوجا
نقطة ذاك ما لم منه يرى * ف جناب اليط ل إل
* *
كّل ما ل نفائسا لك شكرا هاك من – إذ ذقت ذوقي حبا
ما أرّجيه كالبة ذخرا ما لنا عند ال فرضا ونفل
ما به سقيه العّلل خرا وصب القلب ل يداويه إل
مثل من ف توّهم يتحّرى أفمن كان عنده بّينات
أّن ل ف مديح أحد ذكرا ججا وابتهاجا زاد قلب تب ّ
قبل أن يلق اللئق طرا وهو ذاك البيب ل حدا
ذاته مّنة من ال كبى أقدم القدمي ل حدا
*
بّره الستفاض ين ويسرى جّل قدرا وعّم برا وبرا
* *
كان للحق ناصرا منه نصرا هو نور الكوان طلسم حق
أو شفى عّلة با ضقت صدرا * ما صفت دونه العيشة ك ّ
ل
إنه الق ما قدرناه قدرا فمن الق أن يقال بّق
* *
عبد سوء أتاك يشتك ضرا أنت يا عي رحة ال إن
ورؤوفا عند الشدائد مدرى * كنت فينا مشّفعا وأمينا
من ثناء ،فالوزر أنقض ظهرا تبت ل ما مضى لسواكم
* *
سيما إن يكن مقامي قبا * أنت ل ف الياة أنت الرّجى
حاش ل أن نلقى ضيا فاسأل ال أنت ما شئت تعطى
* * *
نّورن ل واشرح إل ال صدرا نور عين وشرح صدري أنتم
157
158
* *
مصطفاك البيب ل عي بشرى َرّبَنا َرّبَنا القلوب بطه
158
159
159
160
160
161
وقد أبدى الشيخ عباس اهتماما خاصا بالية الكرية ﴿ولسوف يعطيك ربك
فترضى﴾ 1الت نظم حروفها ثلث مرات كما ذكرنا سابقا .بدأ الول بقوله:
وعلى كل ما يشاء قدير وهو ال ل سواه كبي
غيه العال السميع ل إلا بالق يعبد حقا
البصـي سبحت يا له السماوات
ض وما فيهما العلّي البي والر
ومطلع الثانية:
رتبا فترضى أيها الختار ولسوف يعطي ربك الختار
جّلت وليس لدها مقدار لك ما تشاء مواهبا من عنــده
فينا ،وأنت الصّيب سل ما تشا واشفع فأنت مشّفع
الدرار
نار الربعاء منسلخ ربيع الثان عام اثني وأربعمائة وألف هجري الوافق 24
فباير 1982م.
162
163
وباعتبار كل شطرين بيتا يكون عدد أبيات القصيدة 596فيتفع عدد أبيات
هذا الزء إل ألفي وتسعمائة وثانية وخسي ).(2958
وتلي نزهة الريد ف الطول دالية كوناكري الواقعة ف 155بيتا ومن مطلعها:
1
ووجد أقاسي لذعه التوّقدا تأّوبن لف وهّم تردا
2
لطب دهان إذ سعت فجاءة ُغدافا يقول الّي رحلتهم غدا
3
بار الوى ف الكشح والقلب هّيدا فهّيم لّبي قوله وبا طمى
وبعدها الدر النظوم ف مدح الات المدي الكتوم ،وعدد أبياتا 132
ومطلعها:
كيف ترجو مقامك الولياء وانتهاء لم لديك ابتداء
كلهم يستمد من بر فضل لك أعطاك فاعل ما يشاء
قيل فيكم ما لبن داود هذا لك منا فامنن أو امسك
عطاء
- 1تأوبه :أتاه ليل .اللهف :الزن والتحسر .ترد :عتا .الوجد :الزن .اللذع :الرق .التوقد :شديد الشتعال.
- 2الطب :المر العظيم .الغداف :الغراب السود.
- 3طمى :ارتفع .الوى :الزن .الكشح :ما بي الاصرة إل الضلع .هّيده :أفزعه.
163
164
وهذه القصائد الثلث من الفرائد الطول الت ل يود با الزمن إل نادرا .والشيخ
عباس رضي ال عنه ف هذا الزء يدح مولنا وشيخنا أبا العباس أحد التجان رضي ال
عنه وأرضاه وعنا به آمي ،البزخ الختوم الذي اختفى ف ظهوره النسان ،وتلى ف
اختفائه الولوي يؤكد أنه القطب الكتوم حقا بشيئة ال تعال وقدرته ،وكلمة )الكتوم(
معبة للغاية.
وشيخنا عباس رحه ال ،الذي يسجل ف غي ما مكان من قصائده – كما مر –
أنه وليد روح سيدنا الشيخ الكتوم ،ووريث سره يتحدث عن ذلك الب الروحي
بأسلوب عرفان قد يستغلق حت على أعرف العارفي ،علوة على كون إنتاجه كثيا
جدا ،جيد السبك ،رائع النسج ،متنوعا ف وحدته ،متحدا ف تنوعه .وأنا – أيها القصي
الباع – أحاول أن أقدم إليكم هذا الزء الرائع من الدب العرب التجان السنغال ،وإن
كنت ل أمّيز الغث من السمي ،لكن أستمد من فيوضات أب الفيوض الواهب سّيي ما
يوفقن إل الصواب والسداد.
ل أن ألص فكرة الشيخ عن سيدنا الشيخ رضي ال عنهما ف كلمة ولو طلب إ ّ
قصية لقلت :إنه كان يرى أن الشيخ أحد التجان هو قطب الرحى الذي يدور حوله
دوران العال .وقد ذهبت به هذه النظرة الشمولية إل أنه كان ف بدء قرضه الشعر ل
يستطيع إل أن يدح شيخنا التجان رضي ال عنه ،ول يكن يفرد لرسول ال صلى ال
عليه وسل مدحا خاصا به ،لعتقاده أن الدائح التجانية هي الدائح النبوية نفسها.
والريد الصادق الرتبط بشيخ وارث يب أن يعتقد ف شيخه أنه وارث رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،لذلك اتذه شيخا ،وفهم هذا المر يسي ﴿لن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو شهيد﴾ ،1وقد ظل هكذا قرابة عشرين سنة.
وقد لحظ عليه أحد الشرفاء الكشوف عليهم ،العارف بال سيدي طاهر رضي
ال عنهما أنه يب أن يفرد لسيدنا الوجود قصائد حي أنشده نونيته الت يقول فيها:
ليس فيه لغيه من مكان ب شيخي التجان مل القلب ح ّ
قال له سيدي طاهر :الق معك ،لكن ل بد من إفراد قصيدة لفضل اللق ومن
ساعتها بدأ ينظم له طرائف القلئد يزاوج بي سية الشيخ الذاتية ،وحقيقته الباطنة،
ويغلبها بالفعل مترعا لا الصور البيانية الرائعة والساليب الشعرية الميلة ،ويتوغل ف
العان الدقيقة حت يبدو مبهما بعض البام الواضح ،وقد يوضح معن معينا توضيحا
يقربه إل غموض مقصود ،استمعوا إل البيات التالية ،وقولوا ل بعد – با تشعرون،
وماذا تفهمون؟
كفان القطب أحد عن سواه وغيي غي أحد ما
كفاه
ولست أعتقد أن هناك بيتا واحدا أخصر عبارة ،وأوضح تعبيا من هذا البيت ف
الدللة على الكتفاء بمدوح يغن عن سواه ،ول يستغن عنه غيه ف هذه الدلية
السهلة القنعة.
وهل سعتم تصويرا أبي ف الوازنة بي أفراد كيان واحد من هذين البيتي:
يكن ساقها والولياء فإن ترغيبا للولية دوحة
165
166
وقد اخترع الشيخ عباس رضي ال عنه أخيلة أدبية جديدة كل الدة ف تاريخ
الدب التجان ،وسبق إل أفكار ف منتهى العلو ،ل ينته إل علمنا أن أحدا سبقه إليها.
ومن يطلع على )سبل السلم ف مدح وارث خي النام( ير من ذلك ناذج معبة .ول
أدري كذلك أن أحدا من ساداتنا أهل السند خلفاء الشيخ على البسيطة صرح وسجل
ف تراث خالد أنه وليد روح الشيخ أحد التجان ،ويتحدث عنه بالدب ،ويناديه بيا
أب ،ويعلن لكل من يريد أن يسمع أو يرى أن له ف ذلك أدلة ل تقبل الدال والكابرة.
قال ف قصيدة مؤرخة بيوم السبت العاشر من جادى الخية عام 1384الوافق
مدى الدهر يا فوز الذي التم كفان أبو العباس فخرا أفاخره
ناصره فكون وليد الروح حقا وسره
يين ف ال من ل يشاكره تبي ل والمد ل وحده
حقيقة ذا ،والفاعل ال قادره لقد كان قبل اليوم ظنا ول به
دلئل صدق ل ترى من يكابره فأصبح ل علما يقينا مققا
فمن شاء فليؤمن .ومن شا يناكره فلله منشي اللق ف اللك ما
فيختص بالفضل الذي شاء ناشره يشا
يرى جائزا نو الال يسايره فمنكر فضل ال ُيْؤَتى لعبده
يروه بال كان فيمن يعاصره وذلك أن الفضل غي ذويه ل
عليه دليل ل له من يناصره فإنكار أعمى نّيرا شس ضحوة
بنعمته العظمى ،وقد جل آمره فهذا بمد ال من تّدثا
وشيخنا التجان متنكر بتعرفه إل الناس ،كما أنه حجاب كشاف للحجب،
وذلك سر ل يصل إليه ذكاء الذكياء ،ول نبوغ النبغاء ،استمعوا إليه ف فائيته الرائعة
الت نظمها وهو ف الثامنة والثلثي من عمره ،والت حصل با على مفتاح القطبانية:
166
167
ويعمق العن نفسه ف إحدى بائياته مستعمل فلسفة قد يصعب إدراكها من
القاصرين لكنها واضحة مقبولة للمتأمل يقول فيها عن الشيخ أحد التجان رضي ال
عنه:
فإن تعجب فحسبك من عجاب حجاب عينه كشف الجاب
بأخفى ما يكون خفي باب تصّدى للظهور على ستور
تبّدى من وراء ورا النقاب فتعرف جاهل ما كان منه
بهل منه ف أي انتساب فعارفه القر بكل وجه
على الفاش ينصب باقتراب كشمس ف الظهية يوم صحو
كمال الس من وهج فأوفر حظه منها دواما
الشهاب فإن يرغب بأكثر منه دركا
167
168
وف قصيدة أخرى ياطبه هذه الخاطبة اللطيفة الهّذبة الرفيعة قائل:
يا راقبا فوق عرش الوليا عرجا يا قرة العي يا إنسان مقلتها
يا أيها البزخ الكتوم بدر دجى يا صاحب الفضل يا متوم سيدنا
يا طلعة السعد واقى قومك الرجا يا عي خي الدنا والدين منبعه
أمينه ف الورى يا فائقا درجا يا سّر يا ين يا ين المي
1
يا من غدا صحبه أصحابه السرجا ويـــا
168
169
خي الوسائل كاف من إليكم جا يا ابن الرسول الدى الادي لديته
ناف الضللة يا من كان باب نا يا غوث يا مستغاث العالي ويا
1
يا بغيت ،منيت يا عدت الوحجا يا فاتا مغلق البيبان من نعم
2
فضل ،وإل فمن ينفي بنا الزلا يا سيدي يا أبا العباس يا أملي
كن ل إليك بذب آخذا َرَسِني
وقد يلد بعض عبارات شيخنا ،ويتخذه ذريعة لنظم قصيدة ف مدحه مثل قوله:
)روحي وروح النب هكذا وأشار بأصبعيه :السبابة والوسطى( رضي ال عنه فقال الشيخ
عباس:
مددا وإمدادا ،فخذ ذا روح النب وروح شيخي
الأخذا هكذا
للوليا ،فسل البي القول ذا روح النب للنبياء وروحه
ويعرف ساداتنا الفضلء ،وقراء الكتب التجانية وخاصة كشف الجاب أن رجل
رأى سيدنا الشيخ بعيدا على فرس ،فقال ف نفسه :التجان آية ،فلما وصل شيخنا قال
له بكلمات مسموعة :من آيات ال العظام ،فتخليدا لذه الكرامة نظم الشيخ عباس
رضي ال عنه رائيته الفريدة الت نقتطف منها ما يلي:
من آي خالقه العظام من البشر إن التجان آية لن اعتب
لرأيت ذلك البصية والبصر إن كنت ل تر ما أقول فإنن
لعلى سواه بكل حكم معتب هذا ،وحجة من رأى بي الورى
يد حاكم طول بإذن القتدر تتد من قاف إل قاف له
* * *
وقد تكلم الشيخ عباس عن التجان رضي ال عنه ف نسبه الشريف ،وشكله
الظاهر ،وحقيقته الباطنة .فعن نسبه يقول ف نزهة الريد:
170
171
- 1مؤثل :أصيل.
- 2العرف :الرائحة .الرند :الطيب .اليا :الوجه .طلق الوجه :ضاحكه.
172
173
1
عي السعادة وينبوع الل عي الزايا والكارم العلى
عي اليقي حقه عي الصفة عي الوصول عي حق
وسرها الكنون ف الذوات العرفة
وعي الساء وعي الذات
وهو أيضا:
2
نفس الولية ملي طلعة الذات »مكتومة ختمت بالعلم والّذات«
ل من بي آيات سنّيات ورمزها الية الكبى لعتب
عنها تّير أرباب الفتوحات كم دونا قطع أعناق الرحال وكم
فيه التحّير من ماض ومن آت مطلسم الّق علم الق غايته
»مكتومة ختمت بالعلم والّذات« فمبلغ العلم فيها أنا أبدا
ول يكن لثل الشيخ عباس أل يسجل حقيقة الطريقة التجانية ،ويتحدث عن
فلسفة الورد التجان ف بسطته اللبة ،ويبّين التجان القيقي بأسلوب رائع جذاب،
يقول ف العينية الذهبية:
طريقة شكر ،وهو أخصب مرتع طريقتنا والمد ل وحده
ول لقام للتصدر أرفع فليست لنيل الاه تكسب والغن
وليست لكشف الغيب للمتطلع ول لكرامات برق عوائد
توّقف سي ف صفات الشّفع ولكن لتطهي وتصفية بل
وكان الشيخ عباس رضي ال عنه يضع إنكار النكرين ف السبان ،فتارة تراه
يتجاهلهم ،وتارة ثانية يادلم بأسلوب يتأرجح بي القناع العلمي ،والتهكم الساخر،
والطالبة بأدلة مضادة لا يقوله من الكتاب والسنة والجاع أو القياس ،ففي الدر النظم
يقول ف هدوء متهكم واتزان مستهزئ:
ففي الساع للصم خل عنك الرتاب أوله
عناء ظهرا
لمال يصبو له البصراء ولعمى البصي أنكر عذر
174
175
أما ف قصيدة »بشرى« فقد استعاض ذلك الدوء بتشخيص مّر لالة العرض ،إن
ل نقل بشبه هجوم عنيف عليه ،وذلك حي قال:
ب تعصمنا إل الذي قد قضى الول به ما معرض عنه يوما ر ّ
هوجا إل الذي شغله ف غي خالقه
إل الذي ل َيِميز الد من هزل وليس يرغب للعليا بأن درجا
إل الذي رأيه ف ال ما نضجا
بينما نده ف دالية كوناكري يناقش ويادل ويطالب النكر بأدلته الت اعتمد
عليها:
مزّيف ما جانا من الق والدى أيا منكرا عليه معاديا
أجبن بق ل أبالك ذا العدى أ بالشرع أم بالكشف تأخذ حجة
ـكتاب أم الجاع أم سنة فإن كان شرعا ليت شعري دليلك
الدى الـ
أقروا له سبقا وفضل تفّردا وإن كان كشفا فالكشوفات أهلها
حوى شيخنا الكتوم عما له بدا سل الاتي لا توّهم نيل ما
الصوصات للتجان مول أحدا أو الوانلي ذا الكشف ماذا رأى من
وما أجاب إذ أتاه مسّددا أو السيد الكردي عما رأى له
فوال إن تب تّل وتسجدا أو العارف الندي باذا له حوى
نعيم فمحسود حديث عن أحدا وإن حسد أغراك ف ذا فكل ذي
إذا العال النحرير أفت وسّددا وإن كان جهل ل كلم لاهل
لكيما ترى مثل البصي فتسعدا وإن من عمى يا أيها الغمر داِوِه
فمبغضه يكفيه ما هو أوعدا وإن كان بغضا للتجان مراتب
إذا ساءكم كون العّظم سّيدا فقل أيها الساد موتوا بغيظكم
بغي اعتناء ل اكتساب ول اجتدا وذلك فضل ال يوتيه من يشا
175
176
أيها القارئ العزيز لعلك معي ف أن العان الت طالعتها ف هذه العجالة رائعة
لب ل تكلف فيه ول تعسف ،أقصد أنا جعت بي دقيقة والسلوب الشعري جّذاب خ ّ
العفوية والروعة والودة وتلك هي الشاعرية القة كما يقول أهلها .والشيخ عباس
رضي ال عنه إل جانب ذلك يتفّنن أحيانا ف بعض تعابيه مضفيا على الروعة أناقة،
وعلى الودة جدة ،وعلى القيمة باء منقطع النظي ،ونكتفي هنا بلف ونشر طويل ف
الكوناكرية ل نقرأ ف الدب العرب أطول منه حت الن ،فقد أتى ف اللف بمسة أبيات
ل تتوي إل على نواصب )عوامل( أعقبها بمسة أبيات أخرى ف النشر تتضمن
منصوبات )معمولت( تلك النواصب حيث قال واصفا الشيخ أحد التجان رضي ال
عنه وأرضاه وعنا به آمي) :العوامل(
وأوضح ،إذ أردى ،وأرشد، فنّور ،إذ جّلى ،وأنعم ،إذ هدى
وأنقذ ،بل واسى ،وواخى ،مذّلل مرعدا
ك ،منجدا أنال ،وأعطى ،حاز ،أرضى بفعله وقد شاد ،لا ساد ،قل ف ّ
وأقبل ،إدبارا ،فأطفأ ،موقدا أعان ،وأوف ،ث أطعم ،إذ كسا
وأعتق ،إذ ما حل ،واها وأكمدا وأعمر ،لا أن تقدم ،مربا
وأيقظ إيقاظا ،مغيثا ،ومسعدا
ث أردفه بالعمولت:
غوامض ،أهل البغي ،ذا الية، ظلما ،خفّيات ،بئيسا ،مضّلل
العدى غريقا ،ذوي الفاقات ،ف ال ملحدا
وبنيانه ،السادات غل ،لذي اجتدا مآرب ،أعلقا ،مفاخر ،رّبه
لوله ،عن غي ،وبدعة ،الدى ضعيفا ،عهودا جائع العلم ،عاريا
رقابا ،عقود العضلت ،وحسدا مساجد ،بالتقوى ،ينابيع حكمة
قلوب أناس ،مستغيثا ،أخا الندى
176
177
ويقول ف الفائية القطبانية بأنه مدح شيخنا مدحا ل يرى مثله ل لدى العجم،
ول لدى العرب ،ابتغاء أن يرتضي عنه المدوح وكفى:
ووحيده وعلّيه التشرف فإل عظيم جنابه وعزيزه
من – ولو أنصفت قلت – فمنه ما صغنا له ،لكنن ل أنصف
عربية عجمّية ل تؤلف بكر يضن با لغي سوه
1
قنا لضرته دواما يتفي والهر أن يرضى أباها خادما
ول غربة ف ذلك ،إذا كان الشيخ التجان هو الذي يلي عليه مدائحه التجانية،
وهذا ما صرح به ف هزيته الفريدة )الدر النظوم( الت أناها بقوله:
- 1القن :العبد.
177
178
2
حامدا أحدا له الملء طاب ف )طابة( بطفسش مدحي
إنه بيت جيل ،بليغ ف الدح ،مستوعب لكل معن الستغناء عن الغي بالشيخ
أحد ،مع عدم استغناء سواه بغي الشيخ أحد رضي ال عنه .كيف ل ،والتجانية هي
الي الوفي الذي يب أن يرشد الناس إليه إن ت العقل وحصل البة بالمور:
قد أخطأ السهم من رامى العلي الغرضا إن كان غي ختام الوليا غرضا
يتار للنفس عن عذب الفرات إن كنت تعجب فاعجب من أخي
إضا ظما
وافاك منبسطا ما كان منقبضا لك القيقة دع عنك الاز فقد
ف ال مرتفعا ما قبله انفضا وافاك مقتربا ما كان عن بعد
ــــــ
فالصيد أجع ف الفرى مثل مضى للسابقي هو منية القّناص
يد قاصد التجان صدقوا ،ولكن دونا ظفرت به
بالخلص
- 2طفسش1389 :هـ.
178
179
ومن ل يتمثل هذه النصائح الخلصة من الخلص التدبر يفته كل العناية ،ويفقد
الحسان:
لبوجاله بلله الغ ّ ولئن يفتك ظهوره بفائه
متظاهرا بفائه الغّياب ويذدك عن كتمانه إعلنه
ط بصية منك القذى من بعده عن قربه للباب أو إن يغ ّ
فاتتك – ويك ،والعوائق جة كل العناية مرتج
البواب بل فاتك الحسان لكن إنا
يتعّقل العن ذوو اللباب
ومسك التام لديثنا عن هذا الزء هو ما ختم به الشيخ الادح قصائده التجانية
الت هي» :متون فنون كّل عنهن شارح« لكنه أخيا لا رأى أن التجان رضي ال عنه
179
180
ميط ل ساحل له ،وأن تعداد الصى والثرى أيسر من عّد فضائله ومناقبه غي التناهية
قال:
وسعها فالتجان أعجز عقل أرح النفس ل تكلف إّل
حّده ربنا تعال وج ّ
ل إن للعقل ل ياوز حّدا
والصى والثرى ليسر إن عّد النجوم ظهرا وبطنا
من طلب الريص يغدو ويسي حل
عّد أمواج بره العذب ك ّ
ل ما يفيض الله سرا وجهرا
للبايا ،فهل لا العد ؟ ك ّ
ل زد وزد ألف قولك ك ّ
ل
كلمات الله ل تص قول لو غدا بره اليط مدادا
راجع الية الكرية تتلى هاك مّني وافهم كلم مل
يف ميادين مدحه ليس إل صل رب على النب وسلم
ما عن العالي يمل ك ّ
ل وعلى الصحب آله وخصوصا
خات الولياء أحد أصل
سقانا ال من بر شيخنا أحد التجان رضي ال عنه بأعظم الوان ،وأمدنا من
فيوضاته الربانية ظاهرا وباطنا ،ودينا ودنيا ،عاجل وآجل ،ونفعنا ببكات وريث سره
شيخنا عباس صل التجان رضي ال عنه ،آمي.
180
181
181
182
183
184
184
185
- 1الوباء :النفس.
185
186
ولعل من أشل الدعاء وأجعه وأجله ما قاله الشيخ عباس رضي ال عنه هذا
البيت:
تت المى بالنا والفوز يا واقض الوائج بالتيسي جاعلنا
ال
187
188
فأين عجز ال تعال عما تقول ؟ تب أيها العجوز إل ال ،فقال له :تبت إل ال
ما قلت.
هذه القصة تعن ف بعض مراميها:
– 1أن التوحيد تّكن ف نفس الشيخ عباس رضي ال عنه ف وقت مبكر جدا
من حياته.
– 2كان رؤوفا بعباد ال حت أنه ما كان ليصب على مثل هذا النراف الذي
ابتلي به ذلك العجوز ف عقيدته.
– 3كانت له قدرة فائقة ف توضيح التوحيد للناس.
– 4كان له من الشجاعة الدبية ما يكنه من التصال بالخرين إذا دعت
الاجة.
– 5كان له من حسن الوار ما يقنع به ماطبيه ،ولو كانوا أكب منه سنا.
وأرى أنه لو يكن له إل هذه السنة لكفاه حسنات بعضها فوق بعض ،إذ هدى
ال به رجل كان قد ضل ضلل بعيدا ،وذلك الدى – ف حديث خي النام – خي ما
طلعت عليه الشمس.
وأهم قصيدة ف هذا الزء هي) :دليل الساري إل توحيد اللك الباري( وهو
منظومة ف 336بيتا فرغ منها 27من صفر عام 1354هـ الوافق 30مايو
1953م ف مدينة اندر على ما يبدو .وكان هو ف السادسة والعشرين ) (26من عمره.
وقد تطرق فيها إل أكثر السائل التوحيدية تناول ،وأشدها تقعدا ،فبّينها بوضوح،
وشرحها ببيان ،وجلى فيها معضلت غدت العلماء الذين لم ضلع با اليوم يعدون
بأصابع اليد الواحدة ف أكثر البلدان السلمية .وتتكّون من مقدمة واثن عشر فصل
وخاتة.
القدمة :ذكر فيها ما يكن أن أسيه بطاقته الشخصية الدينية:
يقول أفقر العبيد الواهي لرحة الغن عبد ال
1
رحه إلنا العلي نل الفقيه ما يرى
189
190
ث حد ال وقدسه ومده ،وصلى على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وبّين أنه
يقصد من مؤلفه نصيحة الخوان لوجه ال تعال ،وإفادة من يروم الزيادة ف التوحيد،
راجيا من ال أن يغفر له ذنوبه ،وأن يرقيه مراقي الرجال الكمل ،وأن يعل عمله هذا
من أخلص العمال يوم القيامة ،وأن يكثر نفعه ،أن يبئه من السمعة والرياء.
-الفصل الول ف وجوب معرفة التوحيد.
-الفصل الثان ف مبادئ علم التوحيد كالد والوضوع والواضع
والفضل والثمرة والنسبة ال.
-الفصل الثالث :فيما يب ل وما يستحيل عليه وما يوز .وقسم
الصفات العشرين الواجبة إل صفة نفسية – وصفات سلبية – وصفا ت
العان – وصفات معنوية.
-الفصل الرابع ف انقسام القسام الثلثة إل ضروري ونظري.
ووضحهما أيا توضيح.
-الفصل الامس ف الباهي القطعية والدلة العقلية على الواجبات
والائزات ف حقه تعال.
-الفصل السادس ف تعلقات صفات العان.
-الفصل السابع ف كلم ال القدي القائم بذاته .قال فيه:
ليس من الروف والصوات كلمه الواجب ف الصفات
ول بسر ،ول بهر يري ول بتقدي ول تأخي
العاجزات العارضات الفانيات إذ كل ذا بملة للحادثات
كلمه ،أين لك البهان إن قيل :كيف ذا
- 1الوول :نسبة إل قرية تسمى )وول( توجد بالقرب من )غول( وقد وفد إليها أجداده قبل النتقال إل قرية )انه(.
190
191
-الفصل الثامن ف كون ذاته تعال ليست كشيء ،ول شيء مثلها،
وبأن ال ل ييط به أحد علما.
-الفصل التاسع فيما يب وما يستحيل وما يوز ف حق الرسل
عليهم الصلة والسلم.
-الفصل العاشر ف الباهي العقلية والنقلية على ما يب وما يوز
على الرسل عليهم السلم.
-الفصل الادي عشر ف صحة اليان بعراج النب صلى ال عليه
وسلم .وما معن قاب قوسي قربا.
-الاتة ف ذكر مبان السلم والحسان.
ذكر فيها أركان السلم المسة ،وعّرف فيها الحسان ث دعا لنفسه ولوالديه
وأشياخه ولكل من ينتمي إليه من أي جهة ،وإخوانه ف الدين والطريقة ،الوت على
اليان بال والسلم والحسان ،ث صلى على النب وآله وصحبه ،ث ختم الكل بقوله:
ييد ب من صغر اللوبه بشي بذلك قلب ضحوة العروبه
191
192
صفر 1354هـ .ولست أدري أين ذاك الشيخ الذي له مثل هذا الكتاب ف هذه
السن ،رضي ال عنه .ويكن أن نسمي هذا الكتاب الزء النظري من التوحيد ف أعمال
الشيخ رضي ال عنه .أما الانب التطبيقي فيستمر معه فيكل حياته ،ف أحداثه اليومية.
فهو دائما ف تسليم ورضى بقضاء ال وقدره ،ويدعو إل ذلك ،بإلاح ،ول يعن ذلك
التواكل والتقاعس ،فمن يرى ما حققه ف حياته يعرف أنه كان يفهم اليان بال،
والرضى بقضائه فهما صحيحا .فقد كان رضي ال عنه – على الرغم من صدق تصوفه
يقول أحيانا للذين يطلبون منه الدعاء لوائجهمَ :أ آَن َأَواُن الدعاء ؟ إشارة منه إل
النسان يب أن يتخذ السباب وياول قدر طاقته ث يدعو ،بدل من التكال على
أدعية ل يعرف أيستجاب له فيها أم ل.
وفيما يلي بعض الحداث الت برز فيها توحيده الالص بشكل ظاهر فسجله ف
قصائده ،أو أفرد له قصيدة خاصة.
أول :قصة السحابة النقشعة فجأة .كان الشيخ ف قرية انه غوري عام 1949حيث
كان الزرع ف حاجة ماسة إل السقي ،فخّيمت على القرية سحابة دكناء رجوا منها
فرجا عاجل ،وفجأة انقشعت ،وصفت السماء صفاءها ف الربيع ،فأسف الشيخ الزارع
لذلك ،لكن بدا له ف الي أن ذلك ل يليق بقام الربوبية ،فالسحابة ل ،والزرع له،
والناس عباده ،والنعام ملكه ،فلم السف إذا حّول ملكه عن ملكه ؟ هكذا لم نفسه،
أو لمته نفسه ،فكانت قصيدة )إل مت أنت( الت ف مقدمتها» :هذه البيات لعبد ربه
الفقي ،والان القي ...ابن عباس صل التجان يزجر نفسه ،ومن كان يومه كيومه،
وأمسه ،كأمسه من أبناء جنسه عن عدم الصدق ف دعوى العبودية ل تعال ،فضل عن
العبودة ﴿إنا ل وإنا إليه راجعون﴾ ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم«
ومطلعها:
وأين من حبها ف القلب إل مت من دنياك،
منتزع تنخدع
192
193
ول شك أن القارئ لحظ بوضوح مبادئ التصوف وأسسه مبثوثة ف ثنايا هذه
القطعة الت أوردناها له ،ففيها الراقبة والاسبة والزهد ،والتوكل ،والتسليم التام .يقول
ف مّل آخر من القصيدة:
تقوى وأنت إل غاياتا جشع ولتعل مت جواد الستقامة ف
وكن على الصدق تعن أول وبإخـ لص مراقبة والال تتضع
* * *
فليكن الصدق بدء ما لا تضع يا من يريد طريق القوم معتزما
لديه مفوض أهل ال مرتفع فكيف يصدق ف دعوى الرادة من
*
193
194
* *
مقّدم الشرط ل كالغمر شرط التحّلي تّل إن أردت فكن
ينخدع والشرط إن عدم الشروط منعدم
وليس إّل لهل الصدق منتجع
194
195
يدث ما حدث ،لكن راض عن الكم ،ولعله قبول لدعائي له أن يزداد هدى ،ورتبا ف
ال تعال.
وقد سجل رأيه ذاك ف قصيدة معروفة بـ )أرى الرك( وعدد أبياتا 70أناها
يوم الحد الثان من شعبان عام 1382هـ الوافق 29/12/1962م بقريته طابه ،وما
قال فيها:
هو السّكُن ما ف الكون إله أرى الّرَك للشياء هو ال
الظاهر الباطن الشكور آله الول الخر الباقي القدي وهو
ملكا ،ومن شاء ينزع ما توله ومالك اللك يؤت من يشاء له
بيده الي ،ل تأمن خباياه هو العّز لن شا والذل له
أّم الكتاب به ما شاء أنشاه يحو ويثبت رب ما يشا وله
الافض الرافع البدي الشئون على وفق الذي أزل ف خلقه شاه
حلوا ومرا فذو اليان يرضاه سَئل عما كان يفعله من ليس ُي ْ
للعبد مغتبطا من فضل موله وهو الذي خلق الفعال ينسبها
يصّرف المر من حال لخراه ف كل طرفة عي من خلئقه
* مراده العارف الراوي رواياه وصارف لراد ال خالقنا
* *
عبد فهو متعارف من بلياه ما دام يرضى لا أمضاه سيده
فقدان عافية ف كل منحاه نعم ،فمن ل يكن يوما كذا لعلى
با تراه كئيبا خاب مسعاه تراه ف سقطة غصت جوانبه
يا رب مّن علينا بالرضى لميع * ما قضيت علينا أو لنا يا هو
* *
قول وفعل لكي يرضى وترضاه ولتجتهد ف ابتغاء مرضاة خالقنا
عن حضرة ال من خابت مطاياه وجانب البدعة الطرود فاعلها
من ييها طاب فيا لدارين مياه واحرص على السنة الغّراء مّتبعا
195
196
وف سنة 1966سافر إل ساحل العاج ،ورأى ما عليه بعض السنغاليي هناك
من عدم فهم التوحيد الفهم اللئق ،فحاول أن يترجم لم هذه القصيدة إل الولفية
بعنوان )كتاب دليل الصدق إل طريق الق( لكن الترجة ذهبت به إل أن أدخل فيها
الخلق والتصوف عامة ،والتجانية عامة ف 172بيتا من أصل 502خسمائة وبيتي.
ثالثا :حرب يونيو 1967م.
عندما بغتت إسرائيل جهورية مصر العربية سنة 67بجومها الكاسح الغاشم،
جل ذلك ف هذه البيات الربعة: سر وس ّأسف الشيخ وت ّ
ومن ل يكن يرضى نئا عن رضينا با الول قضى ف عباده
رشده هو الفاعل الختار ،واللك
قضى ما يشا ف اللق وفق مراده ملكه
قضى أزل ما شاء ل من معقب له الكم بضي ما قضى بسداده
وغيك ف خطب ضمي فؤاده فسلم إليه المر تسلم وتسترح
196
197
وكان الشيخ عباس ف إحدى زياراته لقريته )طابه( سنة 1963وجد أن بعض
الناس اختلفوا فيها اختلفا شديدة لسباب تافهة فاستغلها فرصة سانة لتوجيههم
وتعليمهم الخلق الفاضلة والصال الميدة ف قصيدة ولفية رائعة ساها) :سلم
الهتدي وعلم القتدي( ذات 132بيتا.
ونتم هذا البحث بأبيات ذات مغزى عميق ف آثار التوحيد ف سلوك الوّحد
وهي من إحدى توسلته )يا ربنا بسر عي الذات( حيث يقول:
وما وهبت ل وما أسديتا أن تلهمن شكر ما أوليتا
من مننٍ ل أحصها وِنَعِم ت ولا ل أعلِملا علم ُ
وتغفر الذنوب عمدا أو خطا وتكشف الجاب عن
والغطا حت أشاهد جلل الالق
ف كل ملوق من الخالق حت أراعي حقوق الباري
ف خلقه وما لم من جار حت أعامل عباد ال
لهيفيه به ل كال ّ فصرت من رقّية الغيار
عبدا لرب خالق قّهار عبدا له مطارحا بي الورى
غيّية الغي ورا ورا أعبده موّحدا توحيدا
أهل العارف فلن أحيدا فل أرى من ذرة ف الكون
إل ول علم با يهدين إل صراط ربنا السو ّ
ي
ولصراط الصطفى الن ّ
ب صراط شيخي أحد الول
وارث أفضل بن لؤي
197
198
فإذا ل يكن هذا آخر ما قال ،فإنه – ل ريب – من أحسن ما قيل ف ثرة
التوحيد الذي مهما اختلفت الدارس ف أسسه وتفاصيله ،ففائدته تتلخص ف توحيد
الواحد الحد ،وف مشاهدة جلل الالق ف كل ملوق ،وف الهتداء إل الق بكل
ذرة ف الكون .جعلنا ال من يسهل عليهم توحيد ربم حت ينوا جيع ثاره ،وينجوا ف
الال والئال.
سادسا :الزء الامس
نريد أن نمع ف هذا الزء الذي ل ند له اسا خاصا به بعد مدائحه لشخصيات
دينية ،وأخرى سياسية علقته بم دينية مضة ،وتلك 26قصيدة ذات 756بيتا.
ومراثيه الت 434بيتا ف عشر قصائد .ونضيف إليها ثلث عشرة ) (13قصيدة وبيتي
منفردين ذات مائة واثن عشر بيتا ف أغراض متلفة غي ما سبق ،ومموع كل ذلك
ألف وثلثائة وبيتي ) (1302ف 29قصيدة.
والدح والرثاء يشتركان ف كون كل واحد منهما تسجيل للخصال الميدة،
والفعال السنة ،وإشادة الواقف الطيبة والساعي الميلة وإذاعتها حت يقتدي با
الناس ،إل أنه إذا تعلق المر بي يسمى بدح1وإذا كان ليت يسمى رثاء ،ول يضر من
الفرق بينهما أن يكون ف الول استعطاء أو استعطاف أحيانا ،وف الثان بكاء أو
استبكاء ،لكن الشيخ عباس رضي ال عنه من هؤلء الذين يتدحون ف الشخص ما
يرتضيه السلم ف معتنقيه ،ويسلمون ل قضاء وقدره ويدعون ويترحون عند فقد
عزيز .أما التنوعات فكلها ف دائرة السلوك الدين الذي التزمه الشيخ منذ نعومة أظفاره.
199
200
ب – سيدي الطيب ابن سيدي علل ابن سيدي أحد عمار ابن سيدي ممد البيب
ابن سيدنا ومولنا الشيخ أحد التجان رضي ال عنه عنهم أجعي.
هذا السيد الشريف أول أحفاد الشيخ التجان الذي زار السنغال ،وقد وصل إل
سانلوي عشية المعة السابع والعشرين من رمضان عام ستة وستي وثلثائة وألف1من
الجرة النبوية فاستقبله الشيخ بذه الدالية ) 52بيتا من بر الطويل( الت منها:
أضاءت دجّنات الغياهب من بعد أ شس تبّدت ف سن أفق السعد
* * *
عليهم سنون آذن اليوم بالود أم الغيث فاجا أهل جدب تناوبت
وكل الن والفوز ف قبضة اليدي فأمسى وكان الطالع السعد بالنا
إلينا بثغر الغرب عن لؤلئ فرد سم ضاحكا نعم ،قدر الول تب ّ
عن الية الكبى عن الفوز والسعد عن الرحة العظمى عن الي كّله
خليفة روح الكون ،عن مركز الود عن القطب ،عن عي الوصول عن
سبيكة سر العال العلم الفرد الدى
ذرى شرف ما إن يساوم من ند عن الطيب ابن الطيب العنصر الرضي
*
* خلصة مكنون الواهر منتهى
مفاخر ل تكسب وليست على حّد *
وراعت قلوبا نبأة من بن السد أصاب بسهم السبق سهميه وارثا
تطبع عمرو كان كالطبع من زيد فل عجب إن طاب بالصل فرعه
الصفات ول من ذي التوّرد ولكن ،فليس الطيب كالطيب ،ل ول
كالورد وما مثل طيب الذات طيب عوارض
* تراث أصيل من طريق ومن تلد فهذا بذات بالسمات وبالسمى
- 1الوافق
200
201
ج – سيدي ابنعمر ابن سيدي ممد الكبي ابن سيدي ممد البشي ابن سيدي ممد
البيب ابن سيدنا ومولنا أحد بن ممد التجان السن رضي ال عنه وعنهم .استقبله
1
الشيخ عباس بذه القصيدة:
2
ب سحساح ول كميتة أرض غ ّ ما ل أرى الكون ملوء بأفراح
3
من ساريات روايا الزن دلح ي منشؤه جون مرّن من الدلو ّ
بي الغاوير والناد والساح يتابع الصوب حت ل تيز من
أنواؤه فغدا جو السما صاح حت اشتكت وقعه البطحاء فانقشعت
4
وازوّر جدب مزاحا أي زحزاح فاسوّد ما اصفّر واخضّرت جوانبها
*
* *
5
بر يقاس لذي عقل بضحضاح من ل بذاك ومن ل بالشارة هل
خضارم الضر ماذا جهد سباح بر ميط ،مد للزواجر والـ
6
عن ممع لة البحرين فّياح إل اعتراف بعجز من تطّوله
نتيجة الاتي الوارث الاحي عن مظهر فوق طور العقل مدركه
منه استمّد بنور كل مصباح عن منبع النور ينبوع الدى فغدا
فكر النان وعن رمز وألاح من منصب جل عن ذكر اللسان
صاح ؟
فاضل الغر ماذا قول ن ّ وعن
سرا وجهرا بأشباح وأرواح من دولة تتلشى تتها دول ال
إل أطيعوا بإلقاء القياد له
د – سيدي عمر بن أحد الكرزازي التجان رضي ال عنه ،الذي زار مدينة سانلوي
عشية الميس السادس والعشرين جادى الول عام 1369هـ فاستقبله الشيخ عباس
بالقصيدة التالية 24) :بيتا من بر الطويل(
1
فغادرت عين سليب رقاد رميتم فأقصدت صميم فؤادي
2
حائم أيك ف مديد سهاد ت بليل أرمد ومساجليفب ّ
أسي هوى فيكم ليوم تناد فأصبحت صبا مغرما ومتيما
بعلم وتقوى ال أفضل زاد لكم نسب حققته من ذرى العلى
تعم الورى نفعا بكل بلد وأديت للدين النيف نصيحة
تريد للق ال كّل مفاد فطفت بلد ال شرقا ومغربا
فأحييت – حييت – القلوب مواعظا وبّثثت علما ف صدور عباد
*
* *
بي ،وخي الضيف من هو هاد أيا قرة العيني يا خي نازل
بأرغد من عيش طويل ناد فيا عمر الكزاز عّمرت راضيا
هـ -الدكتور عبد الليم ممود شيخ جامع الزهر الشريف سابقا رحه ال ،ف زيارته
للسنغال رّحب به الشيخ بـ ) (39بيتا من بر الفيف ،قال فيها:
- 1أقصده :طعنه فلم يطئه.
- 2حائم ،جع حامة :طائر معروف و)أيك( شجرة.
202
203
و – الشيخ القرئ ممود خليل الصري ،ومفت مصر السبق ممد الاطر رحهما ال
تعال .رحب بما الشيخ عباس رضي ال عنه ف مسجده الامع بي )كورنيش( ف اندر
بذه القصيدة 66بيتا من لزوم ما ل يلزم الرجز ،ومنها:
ما ل تكن لغيها ما دري فكم لصر من مزايا غرر
سوي فاختبما ل يكّرر ال ّ وكم لا ف الذكر من تكّرر
من الرقي ومن التطور ألقت بكل ما لا من قدر
- 3السنت :الدب.
203
204
وقد استغل الشيخ عباس رضي ال عنه هذه الناسبة ليخاطب مدينة )اندر( ويذكر
ما لا من مآثر ،ويدح بعض القرئي الذين كانوا يستقبلون معه الضيفي العزيزين ،وما
قال ف ذلك:
ما شئت يا لك بأن تفتخري يا اندر من بي البلد افتخري
كم حزت من حب صميم الفخر بي الورى معظم مؤمر
لغيه ومصدر مصدر ومن مرب طاهر مطّهر
ومن جواد كالسحاب المطر ومفلق ،من شاعر مرر
204
205
ز – سيدي علي التجان الليفة العام الطلق للطريقة التجانية سابقا رحه ال بناسبة
زيارته للسنغال بوجه عام ،ومدينة )لوغا( بوجه خاص ،وما قال فيه 25) :بيتا من بر
الفيف(
ب ف أعمق القلــوب يدور د ّ جاء الي كله والسرور
فترى كلنا سكارى ،وما هم بسكارى ،والطب فيهم خطي
فوق ما يرتي لديه الفقي ؟ كيف ل ،والكري مّن علينا
إن تكن مرحبا وأهل وسهل من مضيف لي ضيف يزور
مرحبات ما إن لديها نظي نن قلنا بالق آلف ألف
أي ضيف فوق التراب يسي باه يا لوغ سينغال بضيف
*
* *
حظه من ذرى العلى موفور لعلى القام عال قدر
من خيور ما مثلهن خيور فهنيئا لنا به با جا
ز العظيم ،الناء منه جدير من قدوم مبارك ملؤه الفو
درجات أمضى بن القدير من قدوم فقنا به من سوانا
أهل جدب به العسي يسي من قدوم غيث مريع مفاج
205
206
208
209
209
210
* *
أبا اليات ناشرها الصاف إل حضرات مدكم كل
من أهل الدين قاطبة يواف وقت
سلم ل يوازن من سلم
210
211
211
212
- 1حي يساوي 18ف حساب الّمل وطعسش يساوي 1379فيكون تاريخ وفاة الوالدة 18 :شوال عام 1379هـ.
212
213
جـ -الشيخ عبد السلم لو رحه ال تعال ،الذي توف نار السبت الثان
والعشرون من ربيع الول عام 1376هـ فرثاه الشيخ عباس صهره رضي ال عنه
بالرثية التالية ) 13بيتا من بر البسيط(:
هذا الطهر حقا كل أردانه مضى إل رحة الباري ورضوانه
وحقق البي بّتا قبل إبانه هذا الذي طلق الدنيا وزينتها
وفاق علما وحلما كل أقرانه هذا الذي شب ف إرضاء خالقه
حيا فأعي بتقوى أهل أزمانه صلى على نفسه عزما جنازتا
خوله وتليه وعرفانه مثل الغفاري ف زهد وكالقرن
عمت فأعمت فل راء بإيانه من مثله اليوم والهواء جلتنا
اليان ،والروح حلها بإحسانه حلي الظواهر بالسلم باطنه
عبودية نالا من سر رحانه زانت عبودية تصفي عبادته
دار السلم سليما قلب إيقانه عبد السلم أتى ال السلم إل
من عند موله ف روح وريانه يلقى من الفوز والرضوان أكبه
مبّوأ كان أرضا بي سكانه يكون أعلى فراديس النان له
ضريح ذا القرم ف سّح وتتانه دامت شئابيب رضوان الكري
أزكى صلة من الباري على
ورضوانه ث على الصطفى والل قاطبة
د -الشيخ أحد جوب )انوب( تواون ،الذي كان أحد أخلص التباع ووفاهم
عهدا للشيخ الليفة أب بكر سي رحهما ال ،وكان معروفا بالشيخ )انوب( ولا توف
رثاه شعراء كثيون لكن العال الكبي الشيخ علي غي رحه ال كان يقول :عباس هو
الذي حاز قصب السباق .وتقع الرثية ف ) (41بيتا من بر الكامل .ومنها:
213
214
214
215
و – سيدي ممود ابن سيدي ممد البيب التجان رضي ال عنهما .توف
سيدي ممود التجان رحه ال بعي ماضي يوم 10شوال سنة 1379هـ الوافق
26/11/1972م فرثاه الشيخ عباس صل التجان رضي ال عنه برثية ذات 55بيتا
بر الكامل .نقتطف منها ما يلي:
ف اللق يبديها بكن فيكون ف كل يوم للله شئون
بالعكس والقلب الصاب حزين طورا يسر با قضاه وتارة
أبدا ول يلو لذينك حي فكلها عن وقته ل ينثن
إل الرضى والصب فيه معي ما للعباد السلمي إذا قضى
جزعا لا أمضى القضاء عيون إنا رضينا بالقضا وعيوننا
ما شاء قول يرتضي ويزين لكننا نرضى ونرضي فاعل
حكما وف الحشا جوى مسترجعي مسلمي لربنا
وفتون فال نفسا ل يكلف غي ما
ف وسعها ،والق فيه مبي فإذا الرزية ف النام تفاقمت
وصغارها صم الصخور تلي مهما تكن صغرت لدينا نسبة
من فقد عقد جاننا وتون من فقد شبل فيه صوله ضيغم
بدر الهلة ،والناب مصون تعلو الثريا دون ما أدن له
هما ،ول تك السخي مزون ما زال مذ عقد الزار يد له
صدر الصدور كله تكي نعم الفت المود ممود
ف كل فضل ف النام فنون لـــه
لكابر هو بينهم ميمون ورث العلى من كل أعلى كابر
وشعاره التقوى الياة ثي حسن السكينة والوقار دثاره
يعي الهارق والقلم رهي جم الفضائل والزايا بعضها
215
216
ز – سيدي ممد البيب التجان ابن سيدي ممود ابن سيدي ممد البيب ابن
سيدنا وشيخنا أحد بن ممد التجان رضي ال عنه وعنهم أجعي.
وقد توف الشريف ممد البيب ليلة المعة الامسة عشرة من رجب الفرد عام
1403هـ فرثاه الشيخ عباس برثية طويلة ) 61بيتا من بر الفيف( .منها:
دونا عندنا له من مكان غاب عنا البيب غيب عيان
كل عن حصرها الصى ضابط من مزايا ماسن
باليان ورث السر سر ختم وكتم
كابرا بعد كابر صمدان أحسن الالقي طابق خلقا
حسنا منه خلقه الربان وسع اللق كلهم من سجايا
سحة دان القطوف لان وهو البحر حدثن منه ما شئته
فيضا من فيضة الرحان قد أتانا عن غفلة غيث جدب
عم فينا فاهتز كل مكان قام فينا دهرا منيا الدياجي
بدر ت مطهر الردان جاءه بعد ما استعد يقي
فأجاب الندا بكل تان راجعا طاهرا طهارة أصل
راضيا مرتضى بكل أمان تتلقاه من شئابيب زلفى
رحة ساقها الرضى الرحان )جتش( عامه بمسة عشر
216
217
ثالثا :المتنوعات
نقصد بذا باقي قصائده الت قالا ف أغراض متلفة ل يكن درجها بسهولة ف
الجزاء التقدمة ،وإن كان بعضها قد ورد ف أماكن متلفة من هذا البحث ،كما أننا قد
نورد هنا بعض ما أخذنا من بعض القصائد لسن التناسق وجال التصنيف ،لكننا راعينا
أن ل يكون ذلك تداخل ف تعداد البيات ،ونسي ف هذه التنوعات على النحو التال:
– 1دعاء السفر.
كان الشيخ عباس رضي ال عنه وجد بيتي لبعض الصالي ها:
علّي أكرمت ف بدو وف حضر علّي أكرمت يا مولي ف
وأنت وحدك ل أنس عن سفري
البشر وأنت حسب ف الدنيا وآخرت
ب هذا البيت لقول صاحبه »وحافظ سر الشيخ« وقد رد عليه السلموكان ُيح ّ
ببيتي ضاعا من – للسف الشديد – بي أوراقي الكثية الكدسة .لكنه مكث مدة
طويلة ليس له أي اتصال بم فأنشدها هذه البيات تشوقا إليهم ،وكان إذ ذاك ف
)طابه( ف الامس من جادى الخية عام 1395هـ الوافق 14/6/1975م
إل صاحب الوف لعهدي ناصر فأزكى سلم كان من عاطر
وصالنا الن والل ماصر إل كل ذي عهد هناك كناصر
إليهم ،ورب ال ل خي ناصر قد اشتد شوقي والظنون جيلة
فهل بعد طول العهد بين وبينهم يتع ل فيهم لسان وناظري
وأرجو به تصيل ما ف إل ال أبدي ل سواه اشتكايت
- 1اسم ذلك الن هو :ناصر ،وكان الان يسكنون ف حّي )غوخباج( بسانلوي .وقصتهم مع الشيخ طويلة عجيبة معروفة.
218
219
ف أنه يرمز إل أوائل الساء لدود سيدنا ممد صلى ال عليه وآله وسلم ابتدأ
من اسه الكري فـ)مع( يعن :ممد عبد ال .و)شه( يعن شيبة المد هاشم .و)عق(
219
220
يرمز إل عبد مناف قصي .و)كم( يشي إل كلب مرة .و)كلغفمن( يعن كعب ،لؤي،
غالب ،فهر ،مالك ،نضر ،وهلم جرا .أما قوله إل هنا زكن .فالراد منه أن أساء أجداده
صلى ال عليه وسلم معروف إل )عدنان( كما ورد ف الديث و)زكن( بعن علم.
– 5وصفه للطائرة :
لعل من إبداعات الشيخ عباس رضي ال عنه وصفه هذا للطائرة وصفا ل نعرف
مثله ف الشعر العرب الذي اطلعنا عليه يقول:
واختر ركوبا من مطايا الو ف جوب الدى كالبق ذي
اللمعان فتراه يصعد للسماء
تزري سوى ما فكرة النسان ملقـــا
شحط القاصي لة بعيان يعطيك أسرع ما تراه مقربا
وهبوطه كالعاقل التوان يرضيك ف حركاته بصعوده
بصوت التنور للغليان من شق كاشفة الوا حيزومه
صدر التيم والشوق العان فله أزيز مراجل بدويه
من غي ما قلق ول غشيان يطوي بعيد مسافة ف طرفة
مثل كناد ف ذرى اطمئنان عجبا ترى الركاب ف غلوائه
أهل المان بعصمة الرحان وهم على ثقة بكتنف لم
بغدوه ورواحه شهران َفَلدونه ما لبن داود الذي
ل تعلمون كلمه الصمدان هذا ،ويلق ربنا ما شاء ما
والال مرا كالسحاب يدان ويظنه من فيه طورا جامدا
ما شاء من حكم ومن عرفان سبحانه اللق يؤت خلقه
بتعاقب الناء والحيان يبدي الشئون لكل يوم حكمه
والخرون وما لم من شان فالولون وما لم بشيئة
فرحا با امتلت لديه يدان فالكل مغتبط بأنعم ربه
220
221
221
222
- 1آيات الشفاء ،سبع هي) :ويشف صدور قوم مؤمني( )وشفاء لا ف الصدور( )يرج من بطونا شراب متلف ألوانه فيه
شفاء للناس( )وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني( )وإذا مرضت فهو يشفي( )قل هو للذين ءامنوا هدى
وشفاء(.
222
223
223
224
224
225
لعل ف هذا – أيها القارئ – ما يروي الصدى ،ويبد أوار الظمأ ،ويشبع مسغبة
التطلع إل معرفة شيء من إنتاج الشيخ عباس صل الدب الغزير.
226
227
227
228
– 3تقريظ السيد ممد عال بن فت العلوي رحه ال على كتاب )تقيق البان( للشيخ
عباس رضي ال عنه.
واتذهم وسيلة الرحان صاح شر واصحب ذوي
ولذا التم أحد التجان العرفان
فيه تقيق ثابتات البان وإذا كنت للطريق مبا
جامعات أشتات كل فاتذ للطريق خي كتاب
228
229
– 4تقريظ سيدي باب ابن الشيخ الاج ممد فودي الغيلي على القصيدة )ياقوتة
المداح ف مدح سيد الشباح والرواح(
أحب أتانا يسن النظم والنثـرا كعباس من صاغ الدائح كالصفرا
با الب ابن عباس صل فيا بشرى أحسان آت باليواقيت بل أتى
حواه الذي مول البايا به أسرى ول ما ف اليواقيت من عل
كترصيع أشعار الزائر أو بصرى فرائية العباس نظم مرصع
لي الورى من قد حوى الية تكن من علم الفنون متيما
الكبى وما هو إل عامل بعلومه
وعرفانه كيما يازي به الخرى مد بإرشاد البية موضحا
طريقة التجان حفيد النب السرى بلى هو سن الطريقة بل هو
الدد ف نشر الداية ل فخرا رأيناه حقا مكرما ومبجل
على كل قرن بالدراية قد يدرى جزاه إله اللق عن خي خلقه
وعن كلنا طرا با يوسع الجرا
229
230
– 6تقريظ الشيخ صمب جاج ابن ممد النصور الذي كتب بيده الكرية كثيا من
قصائد الشيخ عباس جزاه ال خيا جزاء.
يغن بالدائح باليادي إل الرواد والدباء شاد
سعنا حي أطرب وهو يهدي إل الساع ما للخلق باد
تعاطاه الفحول إل التنادي كلم سال من كل عيب
فقال الندب من أقصى ففكر ث قدر ساعدوهم
البلد فلول أنه شعر لقلنا
كتاب منزل م العرش باد به جادت قرية عبقري
أبو النصور مرشدنا الفادي جزاه ال عنا كل خي
وأيد شله يوم الصاد على خي النام صلة رب
وتسليم مع الل العماد
230
231
به كل شطري البيت الذي نشره فالرف يأت رويا وهو مفتتح
تنسخ قديا على منواله الهره وذلك قد كل عنه الاهرون فلم
تركت معرفة منها ول نكره لا تصفحتها كل دهشت وما
والبحر ما كان يبدي للورى درره بر من العلم قد أبدى لنا دررا
له وما كان منها شاردا قهره جاءت رقاب العان وهي خاضعة
تكاد عبته تنهل إن ذكره وكان بالصطفى خي الورى كلفا
واجعله ف صف خي السادة يا رب نوله ف الدارين بغيته
البره باه أحد خي اللق واللفاء
الراشدين وأهل بيعة الشجره عليه أسن صلة ال عاطرة
ما نال ُذو َوَطٍر َيْوما به وطره
– 8تقريظ الشيخ الاج ممد المي ابن السيد زبي رحهما ال.
لبنت با ليل بنيت فضضتها َفِتي درة من صداقا هديتها
فيالك من حوراء نوي تعرضت بليل ولول أن ليلى قصرتا
* ول أتلذذ إذ بصبح فبثها ولكنها ليل بليلى قصية
* *
أمامي مثول الغانيات جلوتا وما هي إل بنت فكر تثلت
هداك ببنت الفكر منه فحزتا صْل بالدايا لنه
صْل ِ
لعباس َ
ت ِبُدّر َثّم ُثّم خصصتها
ففز َ فبال يا عباس قد غصت لة
على الصطفى أزكى صلة تلوتا لكن أصلي ث إن مسلم
– 9تقريظ السيد عبد ال ابن سيدي أحد ابن اسه رحه ال.
ف مدح أفضل مبعوث إل جادت قرية ذا الشيخ ابن عباس
الناس با قد اطرب كل السامعي أل
231
232
– 10تقريظ العال العلمة الشيخ ممد بن ممد اللقب بداه أطال ال بقاءه.
قد تبدت متالة للعيان ما معان فيما ترى العينان
وترد العهود من سحبان تجل الدر واليواقيت حسنا
معربا عن فصاحة وبيان كل لفظ منها يوازي كلما
نا بعن أبصى من الرجان قد تلى ثوب البلغة مزدا
بابلي ينساع ف الذهان تلب القلب بانسجام بديع
فاستحال الال ذا إمكان ل ُتكّذب إن قلت جرم مضيء
سيها نو بارئ الكوان صرن قوتا مرقيا لقلوب
ر سناها اليمون ذي اللمعان وعشا الواله الب إل نو
جل عن أن تراه باصرتان فاستفاد اقتباس نور مضيء
نصتة الوان النشد اليان وأصاخ الساع نو هداها
ـها تغار العينان والذنان فغدت فيما أدركت من معانيـ
للخدي الفان به الولان أم هي أنوار ين طه تسنت
ف التجان منبع العرفان أم هي النوار الت قد تلت
ـلفظ ف مدح الصطفى العدنان تلك أفكار مفلق صاغ معن الـ
درر العن الافل الفتان وتداعت إليه من كل وجه
هن من أبكار العان السان فاصطفى من غر العان حسانا
232
233
233
234
لوغا 16/12/1980م
شرنا ببشارة له من مولنا وشيخنا أحد وكان الشيخ عباس رضي ال عنه ب ّ
التجان حيث جرى على لسانه ليلة الربعاء التاسع والعشرين من ربيع الثان عام
1406هـ الوافق 31/12/1986م ف بيته دكار »أنت ولدي حقا وأمين صدقا«
فكانت جلة ذات مغزى روحان عميق تؤكد ما كنا نعتقده ف هذا الشيخ الليل والرب
الدليل ،فقلت تليدا لذلك:
من العان إل شيخي ابن عباس بنوة الروح ساقت ما ِبَدْرَدا ِ
س
من بعد جلة إرهاص كنباس فصار وارث ختم الوليا علنا
إل الوفق بي الن والناس هذي عناية رب ،ليس يلكها
بي الرقي ِوْلدا باسم عباس ل غرو ،أن أبا العباس منتخب
أمانة السر ف العطاء بالكاس هذي البنوة تقيقا ُتحّمله
لكنما قدره عندي على الراس تلك المانة سر لست أفهمه
أرجو به شرب خر الوصل مزدهرا ف بردة الود يكسون با
234
235
لوغا 7/1/1987م
ولا توف رضي ال عنه وردت إلينا ف حقه الراثي التالية:
– 1من الستاذ ممد دام سك:
وكن قويا عزيزا دون ما سأم يا قلب صبا فما ف ذاك من بدل
فاللد ل ل من سة النسم هون عليك مقرا للورى علنا
نعى ابن عباس يا لفي ويا ألي قد عمنا الزن لا شاع يا أسفي
رحيل ذا الشيخ يا للخطب من كأنا الناس صرعى حينما علموا
جسم قد أنكر البعض ف ذعر وف هلع
لقد طوى الوت شيخا كان منظره قول الذيع فيا للمر من حدم
ينسيك دنيا وما فيها من النعم شخص تلك أوصافا غدت مثل
لكل مستنبط للحق معتصم فنحن نبكي على شيخ غدا سندا
ف العدل والود والتقوى وف الكرم نبكي على قائد ضن الزمان به
ف الب والزهد والفتوى وف المم فنحن نبكي ول ننفك ما بقيت
ف السم روح وما ف الرح من أل فليبكه الناس من قرب ومن بعد
حت العادي بكوا رغما لنفسهم سيان منهم لا ف ذاك من نعم
على ابن عباس ف غم وف ندم حلم وصب وعزم ث معرفة
رفق ساح وفاء راسخ القدم حزم وصدق وإيان وتضحية
235
236
عند الصائب يا عزي بذا العلم ذو هيبة عاش ممودا ومترما
بي اللئق من جن ومن نسم لقد حى الدين والعمال شاهدة
وأثبت الق بي الناس ف الصمم سكوته حكمة ونطقه عب
وقد حوى السبق ف علم وف الكرم لقد سوت إل العلياء معتليا
وحزت ما حزت من عز ومن عظم واجهت كل صعاب الدهر معتصما
ببل منشئ كل اللق من عدم علمتنا الصب والثار ناطقة
وقدتنا لطريق العدل والقيم بنيت مدا جديدا تلو مدكم
أحييت سنة خي اللق كلهم يا خي من مد فينا ظل سيدنا
ممد سيد السادات والمم صفاء طبعك مشهود ومعترف
به ول غرو هذا أفضل الشيم قد كنت مؤنسنا واليوم موحشنا
فنحن بعدك ف حزن وف أل فشكرنا لك يبقى دائما أبدا
وذاك واجب من نالوا من النعم وال يزيك خيا وافرا كرما
باه أقوم كل العرب والعجم عليك رحة رب خالقي كرما
باه خات رسل ال كلهم عليك رضوان مولنا وبارئنا
باه أفضل من يشي على القدم عليك فضل إله الناس مبدعنا
باه شافع سادات ومن خدم يا رب طيب ثرى من كان قدوتنا
إل صراطك ف علم بل وهم يا رب عفوك كطلوب لرائدنا
فريد ذا العصر ف شعر وف حكم غفران رب مرجو لسيدنا
شيخي ابن عباس ف لطف وف عصم يا رب أسكنه أعلى جنة وجدت
مصاحبا مصدر الجيال والمم وأيدن رب منصورا خليفته
ليحمي الهل والتباع من ظلم واحفظه من مكروه ومن ضرر
ومدد العمر ف سعي وف هم ويسر المر رب منك تكرمة
واحم العشية والتباع من سدم وصل يا رب سلم دائما كرما
على رسول الدى والق والقيم والل والصحب وتنصر ديننا أبدا
236
237
237
238
238
239
وغاب عينا فما من مثله يات لكنه حاضر الذهان طول مدى
نسيج وحد ودع عنك الكنايات وصى بآخر ما وصى النب به
عليه أغلى سلمات زكيات وهو الصلة بدا ل منه شاهد ذا
فاحرص عليها وحافظ كل هيئات سيقا له من إله سيل رحته
قد عم كل الورى ف كل أوقات قولوا جيعا وما ذاك من حرج
الاج عباس مغناطيس سادات ث الصلة وتسليم الله على
ممد خي خلق ال مزيات والل والصحب من قفوا مناهجه
ف كل أقود أرباب السيادات
239
240
بل كنت تعلن حربا للدنا الفان ما كنت تتم بالدنيا وزخرفها
يدرك بأنك تبغي وجه رحان ومن رأى دوركم بالقرب معهدكم
ما قض مضجعهم ف كل أحيان تبدي النصيحة للمحتاج حي بدا
وكنت تصفح أو تعفو عن الان قد كنت تنفع كل الناس من كرم
وكنت تعطيهم من كل إحسان قد كنت تدعو لكل الناس عافية
ف ال إذ كنت تبدي صاحب ما كنت تدح شخصا غي ذي ثقة
الشان ول تبل قط من مولك لومة ل
ئم وقومت من قاص ومن دان انار ركن من الدين النيف بكم
بذاك قد بت أشكو جرح وجدان كم آية نزلت للناس تعجبهم
حت نزلت لتمسي ركن الركان ل يتري بكلمي غي ذي حسد
كأن تشك لنور الشمس عينان حجبتم باجتهاد ذكر من سبقوا
بالعلم والود والتقوى وعرفان أعطى الرسول لكعب بردة كرما
بدحه بعد هجو أهدر القان لقد مدحت ميدا دون سبق هجا
من حقكم كل جود دون منان إن كان مدح رسول ال مكتفيا
بالشطر موجب جنات ورضوان فما جزاء الذي جادت قريته
طول الياة بآلف ورنان فال أعطاكم من بعدكم خلفا
يشفي الروح ويمي كل بنيان وأن يفف للمنصور ممله
حت نراه يفوق كل أقران وأن يهطل دوما رحة لكم
ما بات طي وأفراخ بأفنان
جبيل غاي 10/7/1990م
– 4من شيخ تان غاي بعنوان:
عباس العبابيس
وف القلب حزن وطؤه الصب قاتل قد انصب غرب العي والعقل ذاهل
قد استشكلت عندي ،وإن ماول وقد طار عن الشعر حت بوره
240
241
افعل فرط الول والدمع سائل لسان لفرط الول منعقد بل
سوى فقد كل الي ،والكون زائل وأقعد فكري فقد من ليس فقده
وُووري الثرى رمز التقى وهو فكيف إذا رمز النباهة قد نعي
كامل ؟! وكيف إذا الخلص والصدق والدى
خلت من معانيها وخرت تذايل ؟! وكيف إذا عي الثقافة ناضب
وخار الذكا فعل وأقوت منازل إذا ما نعى الناعون شيخي ومزكئي
فمن جدت عيناه – ل شك – باخل ومن ل يانعه السى دون نومه
يعب بدى ما عيب منه السافل ُأَبّكي على الفضال من كان دونه
كرام لم بي الكرام فضائل وأبكي على من سنة الصطفى ازدهت
با دائما أسحاره والصائل وأبكي على الغطريف وارث شيخنا
ـتجان فيما كان سرا يزاول التـ
* على واقع الحداث ،والهل شامل وأبكي على العلم الدقيق مطبقا
من الي والثار دوما دلئل وأبكي على الوعظ البليغ تقله
وأبكي سديد الرأي وهو جداول وأبكي على العزم القوي ف تشاور
أبكي على ما ازدان منه الوائل وأبكي على النصاف والعدل مثلما
تبارى ذوو نوى ثقات أفاضل وأبكي على ذاك الذي ف بكائه
* *
ستبكي اليتامى بعده والرامل ؟! فمن لذوي الوطار بعد غيابه
أبا ما له بي الرجال أماثل ؟! وتبكي تلميذ الكتاتيب كونه
وينفق فيها كل ما هو طائل ؟! ومن يصل الرحام مهما تباعدت
* ويضفي عليهم كل ما هو نائل ؟! ومن ينجد الستخدمي بسرعة
ويهدي إل الغفران والي شامل ؟! ومن يرشد السترشدين بكمة
وإن عجزت من قبل فيها فطاحل ؟! ومن لدروس العلم تشرح سهلة
فما مثله ف ذاك إل قلئل ؟! ومن ذا بتعمي الساجد دائما
241
242
لتكوين أجيال با الدين صائل ؟! ومن ذا يشيد العهد الفذ نوعه
ويسكن ما الكواخ منه تاثل ومن ذا الذي يبن مساجد قد غلت
جيل من الفعال يأتيه فاعل ومن ذا ؟ ومن ذا ؟ ل أرى ما أعده
وذروته يعنو له التطاول ول يك عباس العبابيس إسه
* *
فدونك ف هدي العباد الوائل أيا شيخ ! أنت الشيخ حيا وميتا
* بيبة ليث قد رأى من يباسل لقد فقد الكوان فيك تواضعا
قد احتشمت للناس منها بواسل وقد فقد الحلم فيك صراحة
إذا غازل العن تطوع التفاعل وقد فقد الشعار إذ غبت مفلقا
ترب بضبط النفس منه أفاضل نعم ،ما رأت عين سواك مربيا
ترقى بلمح الطرف منه بالل وما إن رأت عين سواك مرقيا
سياسية عزت عليها أراذل قد اقترفت جل الشائخ هفوة
تداولا بي النوادي القاول وأنت نزيه ل تلوثك تمة
*
له ما جرت – وال – منه الناهل ومثلي فقي الال يناك وفرت
تعلم فيما قبل منه الفاضل ومثلي عدي العلم علمته با
بأحسن توجيه به الهل زائل ومثلي غليظ الطبع لينت شوكه
فكان بعي القلب منه فواضل ومثلي مجوبا لكثر ذنوبه
* *
وليس لا بي الزايا بدائل فل ترمن من مزايا عهدتا
ملذ إذا خيفت علي النوازل ول تتركن والطوب ،فأنت ل
با الروح تي ،أو با العقل عاقل ول تقطع المداد عن هنيهة
سّيي الذي قد فاض منه الناهل وبلغ إل ذاك الناب تيت
علي رداء ل ترمه الوائل وقل إنن أرجو وأنظر خلعه
مفاتيح فتح تبتغيه الكامل وأرسل إلينا منه فيضا سيوله
242
243
شيخ تجان
غاي
243
244
الخاتمة
هذا هو الشيخ الاج ابن عباس صل رضي ال عنه ،شيخ الشعراء ،وشاعر
الشيوخ ف صورة مصغرة من حياته الافلة بالماد والفاخر ،وف إنتاجه الغزير الزاخر
بالاسن ،التقطناها بعدسة المل والتعابي قصد تعريف ذلك الشيخ الذي كان ميطا ل
ساحل له ف العلم والستقامة والولية ،كما كان صالا متواضعا يب النسان
لنسانيته ،والسلم لتدينه ،والتجان للتزامه ،وكان خّيرا َيْأَمُن جاره بوائقه ،يصل الرحم
بكل وسيلة متاحة ،عابدا تقيا ،شجاعا سخيا ،يكرم العلماء ويترم الكبار ،يرحم
الصغار ويواسي الضعفاء واللهوفي.
قد تكون هذه الصورة الت أخذناها عنه قاتة أو غي واضحة نوعا ما ،إما لغموض
كلمات ،وإما للتباس تعابيي ،وكلها عيب ف التصوير الفن .ولكن حسب أن أكون
قد عّرفت القارئ الكري شيخي الدليل ،وحبيب الوف ،وجدي العطوف رحه ال،
فيعرف عنه شيئا جديدا مفيدا ،لعتقادي الازم أنه أسوة حسنة لكل مؤمن غيور على
دينه وأمته .لكنه مثال يتذى ف غزارة إنتاجه التلخص ف دواوينه القسمة خسة أجزاء
أو ستة:
– 1الزء الول 64قصيدة ف 2978بيتا
– 2الزء الاص 22قصيدة ف 763بيتا
– 3الزء الثان 60قصيدة ف 2958بيتا
– 4الزء الثالث 27قصيدة ف 978بيتا
– 5الزء الرابع 26قصيدة فـي 1168بيتا
– 6الزء الامس 26قصيدة ف 1302بيتــا
10147بيتا 225 الموع
هذا هو العدد الذي عندي ،ويكن أن يطلع عليه كل من يريد بالضافة إل ثلثة
أبيات ،نتم با هذا البحث تبكا .وإل فهناك من إنتاجه ما ل ندرجه ف جزء لن ل
أستطيع أن أريه أحدا لرد أن الشيخ كان منعن من لك لسبب وجيه ل أذكره .ومهما
244
245
يكن من شيء فإن هذا النتاج الدب الكثي يتميز بدقة العان ،والتصوير الفن البديع،
وخصوبة اليال ف غي جنوح ،وحسن اختيار الكلمات ،وجال الزاوجة بي الفردات،
واحترام القواعد العربية ،وصدق العاطفة ،وتقريب العان البعيدة بأسلوب »سهل متنع«
بفردات جزلة زنانة موحية.
وقد تذهب بالشيخ الشاعر مقدرته العربية الشعرية إل بعض التفنن ف استعمال
السنات البديعية ،وحساب الّمل بشكل رائق راق مثلنا لبعضها كما قرأت مثل قوله:
ييد ل من صفر اللوبه بشي قلب ضحوة العروبة
يرمز به إل تاريخ إنائه )دليل الساري إل اللك الباري( وهو :ييد 27من صفر
عام )بشي قلب( = 1304هـ.
وقوله ف تديد ميلد شيخنا أحد التجان رضي ال عنه ووفاته:
– 1ميلده :
»مولد التم« اختب مولد التم العلي النتمي
تغتنم
الكتتم الول اسم أو وصف من أوصاف الشيخ التجان ،والثان يساوي بإسقاط
اللف 1230هـ عام وفاته.
ومن مسناته البديعية قوله ف نونيته فيصل:
نلنا العارف دونا بتان نلنا الن بن ،ومن عرفاته
ما كل عنه مترجم بلسان بالشعر الرم الرام
245
246
ونتضرع إل النان النان أن يعل هذا البحث عمل مقبول ،وأن يضعه ف
صفحات حسناتنا نن ووالدينا وأشياخنا وإخواننا وأولدنا وجيع السلمي والسلمات،
وأن يرضى عنا به ،ويرضي به حبيبه ورسوله النب العدنان ،ووارث سره التجان
السالي ،ووليد روح هذا الخي الصمدان صاحب هذه الترجة الباركة ،إنه ول ذلك
كله ،والقادر عليه ،نعم الول ونعم النصي ،والمد ل رب العالي ،وصلى ال على
سيدنا ممد الات لا سبق وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
بسم ال الرحن الرحيم
وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذه البيات قالا مالك بن مسن يدح با السيد عباس صل يوم اجتماع الدائرة
النفية عنده ف ملس حافل ومطلعها.
ما إن يكون به لغو ول با ُ
س للس فيه تاج العصر َعّبا ُ
س
كأنه ف دجى الظلماء مقباس لي الناب صبيح الوجه نيه
فل يغرنك ما ف السم تفهمه إذ هو ف الرب للعداء عباس
عن درك منـزله قد كلت ندب ترقى سلليم العل وسا
الناس قد طأطأت أدباء العصر
وقلدته الن فاس ومكناس أرأسها
من الوفود الت تأتيه أجناس ول تزال له ف كل أزمنة
كأرجل وه فيهم دائما راس قرم تقاصرت القران عنه لم
يصيبهم منه أجال وأفراس وإن أتته العواف معتفي به
247
248
248
249
الختار بن حامد
درر العن الافل الفتان وتداعت إليه من كل وجه
هن من أبكار العان فاصطفى من غر العان حسانا
السان
الشيخ بداه
لذاك أولك ما أولك مولك سيان عند مليون وشربة ما
أهل العارف عم الناس فأنت عال هذا الدهر قطب رحى
جدواكا
أحد التندغي
كتاب منزل م العرش باد ولول أنه شعر لقلنا
أبو النصور مرشدنا به جادت قرية عبقري
الفادي
250
251
صمب جاج
251