Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 79

‫دورات ودراسات ومحاضرات‬

‫بناء الشخصية الحركية الواعية المناضلة‬


‫لجنة التعبئة الفكرية والتدريب‬

‫مفوضية االعالم والثقافة والتعبئة الفكرية‬

‫‪0202‬‬

‫‪1‬‬
‫بناء الشخصية الحركية الواعية المناضلة‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‬
‫أبعاد الشخصية الحركية المناضلة المطلوبة‪.‬‬
‫توطئة علمية في "الشخصية "‬
‫أوال‪ :‬الشخصية العملية المنجزة‬
‫الرسالية المنتمية‪ ،‬والمؤثرة إيجابًا بالجماهير‬
‫ثانيا‪ :‬الشخصية ّ‬
‫ثالثاً‪ :‬الشخصية الديمقراطية المحاورة‬
‫نصتة‪ ،‬والمتحدثة (فن الحديث)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الشخصية ال ُم ِ‬
‫خامسا‪ :‬الشخصية المؤثرة القادرة على الجذب واالستقطاب‬
‫سا‪ :‬الشخصية القادرة على التحليل السياسي وتقدير الموقف‪.‬‬
‫ساد ً‬
‫سابعا‪ :‬الشخصية الملتزمة‪ ،‬العاملة بإطار الجماعة وفريق العمل‬
‫ثامنا‪ :‬الشخصية المؤمنة ذات القيم واالخالق والمسلكية الحضارية‪،‬‬
‫النضالية‬
‫تاسعًا‪ :‬الشخصية الثرية (النحلة)‪ ،‬وذات المنهجية الفكرية‬
‫توازن مكونات الشخصية‬

‫‪2‬‬
‫بناء الشخصية الحركية الواعية المناضلة‬

‫مقدمة‬
‫نحاول في دورتنا هذه‪ ،‬دورة بناء الشخصية الحركية الواعية المناضلة‪ 1‬أن نحقق مجموعة من‬
‫األهداف تتعلق بسلوك وقيم واداء األخوات واألخوة المشاركين من حركة التحرير الوطني‬
‫الفلسطيني فتح متمثلة في بناء أو تصليب البناء‪ ،‬وتطوير الشخصية الحركية لديهم‪ ،‬بمعنى‬
‫اكتسابها للسمات والسلوكيات التي نبغيها في كل شخوص األعضاء الحركيين‪.‬‬
‫من حيث أن الشخصية تتكامل بسماتها المتنوعة في تنظيم داخلي مميز وفريد لكل فرد‪ ،‬فإن‬
‫التركيزالجماعي على جوانب محددة لرسم الذات في الشخصية يعد هدفًا بحد ذاته (هو هدف‬
‫ذاتي إلزامي‪ ،‬وهدف تنظيمي كواجب حركي)‪.‬‬

‫التربية أم البناء؟‬
‫صا بمعنى أنه يكتسب غالب سماته وخصائصه المميزة (غير‬ ‫االنسان يولد فردا ويصبح شخ ً‬
‫الوراثية) مع التربية والتعليم والتطوير‪ ،‬لذا تصبح عملية التربية أساسية ومقترنة بالعمر غالبا‪.‬‬
‫قد تصح التربية (في جوانب محددة) حين االنتماء لتنظيم سياسي نضالي أو نقابي أوعسكري‪..‬‬
‫وقد نفترض استخدام مصطلح التثقيف أو التدريب أو البناء أو التطويرفي الشخصيات المتوافقة‪.‬‬

‫‪ 1‬الشخصية المناضلة هي سمة من سمات الشخصية العربية الفلسطينية التي أصبحت بعد النكبة عام ‪8491‬‬
‫واللجوء لها من الميزات االولى أنها شخصية متعلمة حيث وجه الالجئون أبناءهم للنهل من نبع العلم فيقوون‪،‬‬
‫سا‬
‫فالعلم سالح وليست البندقية فقط‪ ،‬وهي ثانيا شخصية عاملة فتوجهوا لبناء ذواتهم بالعمل في دول الخليج أسا ً‬
‫ودول العالم االخرى فكانوا شخصية عاملة وليست خاملة‪ ،‬وثالثا مع نمو الفكر الكفاحي النضالي المرتبط‬
‫بالقضية أصبحت السمة الثالثة من سمات الشخصية العربية الفلسطينية هي النضالية المقاومة‪،‬هي الكفاحية‬
‫التي ال تنفصل بتاتًا عن وطنها وقضيتها والعمل من أجلها‪ ،‬ما نسعى هنا لتأصيلها وتكريسها في مقابل نزعات‬
‫الوظيفية والسلبية التي بدأت تتنامى لدى البعض‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫البيئة الرحبة‪ ،‬ام اإلقصائية؟‬
‫عندما يكون التنظيم السياسي مشتمال على سمات داخلية مميزة (أي داخل الحياة التنظيمية‬
‫اليومية‪ ،‬وفي عالقات األخوة في االطر) مثل‪ :‬الرحابة وعدم الجمود‪ ،‬والتقبل وعدم النفور‪،‬‬
‫واالحتضان وليس اإلقصاء‪ ،‬كما هي بيئة ومناخ حركة فتح بشكل عام فإن إمكانية البناء‬
‫أوالتطوير تصبح أكثر قابلية للتحقق وإعطاء نتيجة واضحة‪.‬‬

‫التوافق‬
‫التربية والبناء تبدأ باألساسات‪ ،‬والتطوير يعتمد على هيكل وبناء قائم‪ .‬اال أن التنظيم السياسي‬
‫معني بضرورة البناء أو التطوير للشخصيات المنتمية له بما يتوافق مع أسس البناء التنظيمي‬
‫الداخلي المعبر عنها في‪ :‬فكر التنظيم السياسي وفي أهدافه العليا‪ ،‬وعبر وسائلة ومنهج تفكيره ‪،‬‬
‫وسياساته‪ ،‬وضمن مناخه الداخلي ما يظهر عبر النظام الداخلي (القانون) وفي برنامجه السياسي‬
‫وفي برنامجه الوطني‪ ،‬ومواقفه المعلنة اليومية‪ ،‬ويراه الناس متجسدًا في سلوكيات أعضائه‬
‫وخاصة قياداته‪.‬‬

‫الشخصية المتكاملة وجوانبها األربعة‬


‫تأتي أهمية بناء الشخصية الحركية الواعية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح من‬
‫ضرورة تحقيق التوافق بين الشخصية بأبعادها المتعددة‪ ،‬ودوائرها المختلفة مع مكون االنتماء‬
‫للتنظيم السياسي في حركة فتح‪ .‬ال سيما وأن هذا االنتماء للحركة تنبع أصالته من االنتماء‬
‫لفلسطين وباعتبار الحركة ال تحمل غير هذه البوصلة بتاتًا‪.‬‬
‫أن بناء ثم تطوير الشخصية ببعدها التنظيمي الحركي النضالي العام يجب أال يضر وال يؤثر‬
‫على إمكانية تطوير الشخصية في جانبها الذاتي أو العائلي أو في محيط األصدقاء‪ ،‬بل وقد يمتن‬
‫هذه العالقات ويطورها (ينعكس عليها)‪ ،‬كما يجب على البناء التنظيمي من حيث بناء الشخصيات‬
‫فعاال في إحداث الفرق اإليجابي في جوانب الشخصية األربعة التكاملية‪ :‬النفسية‬ ‫ً‬ ‫أن يكون‬
‫الضميرية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬والجسدية‪ ،‬والعاطفية الشعورية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الدوائر المحيطة بالشخصية‬
‫إذن لنقل أن االنسان يحيط نفسه بسلسلة من الدوائر قد تكون أحداها الدائرة التنظيمية وتقترب‬
‫وتبتعد من المركز‪.‬‬
‫وهو أنا بمقدار التبادل التأثيري بين الطرفين (أنا‪-‬التنظيم) وعليه يمكن لكل شخص أن يرتب‬
‫الدوائر من حوله (أنا‪ /‬مركز الدائرة) بالطريقة التي يرى فيها عمق االلتصاق معه أو اإلثارة أو‬
‫االهتمام أو التأثير مثل أنا ودائرتي‪-‬محيطي القريب هم عائلتي ثم الدائرة التي تليها أصدقائي‬
‫والدائرة التي تليها التنظيم السياسي والدائرة التي تليها مجتمع العمل أو الجامعة والدائرة التي‬
‫تليها العشيرة أو البلد (القرية او المخيم أو المدينة) وهكذا تتقارب أو تتباعد الدوائر بحسب كل‬
‫شخصن وعلى التنظيم السياسي هنا أن يجعل الدائرة التنظيمية من األقرب على المركز ليكون‬
‫االنتماء خالصا لذات القضية أو الفكرة وهنا تتجلى حكمة ووعي القيادة التنظيمية‪.‬‬

‫األبعاد واالنتماءات‬
‫في العصر الحديث وفي ظل االنتشار المعلوماتي كالنار في الهشيم تأكل األخضر واليابس يصبح‬
‫من الضروري أن تغي ر كافة التنظيمات السياسية من آليات تعاملها مع اعضائها باالنتقال من‬
‫منطقة األوامر المباشرة واإلمالءات والتربية الجامدة الى منطقة يصبح فيها الوعاء قادراعلى‬
‫اإلدراك الجيد والتفهم والتقبل والتمحيص والعطاء‪.‬‬
‫وليس أكثر قدرة من إحداث الفرق من وعاء العقل‪ ،‬حيث تدور المعركة الحقيقية‪.‬‬
‫إن عملية البناء العقلي هي األس الذي نرتكز عليه متوافقا ومتناغما مع الجوانب االخرى النفسية‬
‫كادرا حركيا ولست بوارد أن امتلك عقلية منظمة‬ ‫ً‬ ‫والشعورية والجسدية فكيف لي أن أكون‬
‫اوعقلية بحثية أو عقلية‪.....‬‬
‫بناء الشخصية بسماتها النفسية الضميرية يجب أن يكون بدعم القيم واالخالق بال شك‪ ،‬وهي‬
‫القيم واالخالق المستمدة من أصل حضارتنا العربية اإلسالمية وباإلسهامات المسيحية المشرقية‬
‫فيها‪ ،‬والقيم التنظيمية الديمقراطية‪ ،‬واألسس المستفادة من االحتكاكات الحضارية اإليجابية‪.‬‬
‫وفي زاويتها الجسدية (جسد االنسان) بالرياضة والتمارين العسكرية والصحة‪ ،‬وبصيغتها‬
‫العاطفية المشاعرية بتغليب الصفات التي تحقق مبتغى االنتماء التنظيمي وللقضية والجماهير‬
‫‪2‬‬
‫(قواعد المسلكية في المجال التنظيمي‪ ،‬السياسي‪ ،‬العسكري‪،‬الجماهيري‪ ،‬الكادري)‪.‬‬

‫ضا‪.‬‬
‫ويمكن النظر للشخصية بأبعادها من هذه المجاالت أي ً‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫انتماءات بدرجات‬
‫إن هذا العصر هو عصر االنتماءات المتعددة‪ ،‬وهو مما ال بأس به فأنا أو أنت ننتمي لجمعية‬
‫ثقافية‪ ،‬وننتمي كل منا لعائلة مختلفة‪ ،‬وتنتمي لبلدة كما تنتمي لبلدية وتنتمي لنادي رياضي وتنتمي‬
‫لعشرات المجموعات على وسائل التواصل االجماعي كما تنتمي لفصيل سياسي‪ ،‬بل وقد تكون‬
‫فلسطينيا بلجيكيا وهذان انتماءان‪ ،‬وقد تكون رساما فنانًا ومخر ًجا وصحفيًا وابن تنظيم وهذه‬
‫ضا‪ ،‬والمطلوب أال أفقد هذه االنتماءات بمقدار ما هو مطلوب أن احقق التوافق‬ ‫انتماءات عدة أي ً‬
‫والتوازن ولنا في الجانب التنظيمي الحركي ً‬
‫مقاال‪.‬‬

‫بناء المنهج العقلي‬


‫قلنا أن هذا العصر لم يعد من الممكن أن تقولب العقول لتتلقى ماتشاء فقدرتها على التحري‬
‫والتيقن والتفحص أصبحت متاحة ومن هنا وجب بناء المنهج العقلي أوال وهو المنهج الذي يكون‬
‫سا‬
‫قابل على الفهم الصحيح واإلدراك والتمييز وعليه فإن واجب بناء الشخصية الحركية هو أسا ً‬
‫منطلق ليس من حشو المعلومات وحشرها في زوايا معينة من عقل الفرد وإنما توجيهه نحو‬
‫الطريق وتعليمه كيف يفكر فتعليم التفكير ذاته وتطوير الجوانب الحركية التنظيمية المرغوبة قد‬
‫تشكل قفزة من مرحلة التلقين الماضوية لعديد التنظيمات الى مرحلة الرحابة التي تبني منهجا‬
‫فكريا ونسيجا عقليا صلبا ثابتًا‪.‬‬

‫‪-8‬المجال الروحي‪ :‬العالقة التعبدية باهلل عز وجل‪ ،‬الصالة والدعاء وأداء الشعائر في وقتها ووفق تحقيق‬
‫االرتباط والتواصل الروحي‪ ،‬القيم األساسية لفهم الحياة‪ ،‬معتقدات القوة والضعف‪ ،‬التأمل الذاتي‪.‬‬

‫‪ -2‬المجال االجتماعي‪ :‬األسرة‪ ،‬العالقة باآلخر‪ ،‬االستقرار العاطفي‪ ،‬روح التكاتف والتعاضد‪ ،‬محبة اآلخرين‬
‫ومساعدتهم‪.‬‬

‫‪ -3‬المجال العملي‪ :‬الواقع المهني المعاش‪ ،‬الرضا العملي‪ ،‬األداء في خدمة العمل‪.‬‬

‫‪ -9‬المجال الصحي والبدني‪ :‬العناية بالجسد‪ ،‬والصحة العامة‪ ،‬واالهتمام بما يؤكل ويشرب‪ ،‬وتنظيم راحة‬
‫الجسم‪ ،‬وممارسة الرياضة‪.‬‬

‫‪-5‬المجال العقلي‪ :‬الذي يتم إثراءه بالتفكير وتعلم فن التفكير‪ ،‬والقراءة والعلم والفهم‪.‬‬

‫‪ -6‬المجال النفسي ‪ :‬والذي يثرى بالحوار مع الذات ‪ ،‬وبالمشاعر اإليجابية وإدخال منظمومة القيم المستمدة‬
‫من الفكر او المعتقدات كالصبر والصدق والنجدة والشجاعة والتقدير واالحترام والمحبة‪....‬الخ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أبعاد الشخصية الحركية المناضلة المطلوبة‪.‬‬
‫نحن في حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح نحتاج أن نكون وندرب ونبني ذواتنا ضمن‬
‫شخصيات واعية‪ 3‬و متزنة متوافقة متكاملة في الجوانب األربعة (النفسية والعاطفية والجسدية‬
‫والعقلية) وفي االنتماءات المتعددة‪ ،‬وبما يتوافق أو يتكامل ويرفد الدوائر المحيطة بالمركز‬
‫(الذات‪/‬أنا)‪.‬‬
‫وفي حوار مطول مع لجنة التعبئة الفكرية للحركة وأكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية تقرر تسليط‬
‫الضوء حركيا على األبعاد أو السمات العملية التسعة التالية في الشخصية الحركية الواعية‪،‬‬
‫والنضالية المطلوبة وهي‪:‬‬

‫‪-1‬الشخصية العملية المنجزة (تمتلك قدرات إدارية تنظيمية عملية)‬


‫‪-2‬الشخصية الرسالية المنتمية‪ ،‬والمؤثرة إيجابًا في الجماهير‬
‫‪ -3‬الشخصية الديمقراطية المحاورة‬
‫‪-4‬الشخصية المنصتة‪ ،‬والمتحدثة (فن الحديث)‬
‫‪-5‬الشخصية القادرة على الجذب واالستقطاب لفلسطين (مع األفراد وإعالميا‪،‬‬
‫وعبر وسائل التواصل االجتماعي)‬
‫‪-6‬الشخصية القادرة على التحليل االجتماعي‪ ،‬والسياسي وتقدير الموقف‬
‫‪-7‬الشخصية الملتزمة العاملة بإطار الجماعة وبروح الفريق‪.‬‬

‫‪ 3‬الوعي يمكن أن نعرفه بالقول‪ :‬هو اإلدراك العقلي للحقيقة ومضامينها (أوسياقاتها) الجامعة‪ .‬والوعي الكلي‬
‫هو مجموع ما يدركه اإلنسان من حقائق‪ .‬وفي التعريف العلمنفسي‪ ،‬يمثل الوعي مرحلة تالية للنضوج العقلي‬
‫ومقدمة للرشد وشرطا من شروطه‪ .‬وال يعتبر الوعي تعبيرا ً رديفا ً للقدرة الفكرية‪ ،‬إال أن هذه األخيرة تعد‬
‫مقدمة من مقدماته‪ .‬ويتحقق اإلدراك كنتاج لعملية تفاعلية بين الفكر وعنصر ما‪ .‬ويمكن تعريفه أيضا بالقول‬
‫أن الوعي‪ :‬يعبرعن مدى إدراك اإلنسان لألشياء والعلم بها‪ ،‬بحيث يكون في وضع اتّصال مباشر مع كل‬
‫األحداث التي تدور حوله‪ ،‬من خالل حواسه الخمس‪ ،‬فيبصرها‪ ،‬ويسمعها‪ ،‬ويتحدث بها وإليها‪ ،‬ويشم رائحتها‪،‬‬
‫ويفكر بأسبابها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -8‬الشخصية المؤمنة ذات القيم واالخالق والمسلكية الحضارية‪ ،‬النضالية‬
‫‪ -9‬الشخصية الثرية (النحلة)‪ ،‬وذات المنهجية الفكرية‬
‫ومن هنا تنطلق هذه الدورة لعلنا نحقق الكثير في آليات البناء العام والتطوير الذاتي والجماعي‬
‫في الكوادرالحركية‪ ،‬وكوادر الثورة الفلسطينية عامة‪.‬‬

‫شكل‪ :‬أبعاد الشخصية الحركية المناضلة المطلوبة‪.‬‬

‫والله معنا‬

‫وإنها لثورة حتى النصر‬

‫‪8‬‬
‫‪4‬‬
‫توطئة علمية في "الشخصية"‬
‫أنت كما أراك أو أنت كما ترى نفسك أو أنت كما تحب أن يراك اآلخرون مفاهيم تتعلق‬
‫بالشخصية‪ ،‬ولربما كان االنطباع األول محدد رئيس للكثيرين لطبيعة الشخصية‪ ،‬لذلك يهتم‬
‫اإلداريون والقادة واإلعالميون والعلماء باللقاء األول الذي يعطي االنطباع ويرسم محددات‬
‫للشخصية التي قد تعني القبول أو الرفض ألهمية ذلك في العالقات االنسانية واالتصاالت في‬
‫كافة مناحي الحياة‪.‬‬
‫يعرف البعض الشخصية بأنها الجانب الذاتي من الحضارة االنسانية ويعرفها اآلخرون باعتبارها‬
‫تكامل خصائص الفرد التي تحدد دوره ومكانته في المجموعة التي ينتمي اليها‪.‬‬
‫يقول العالم (البورت) أنه قد وجد حوالي خمسين تعريفا مختلفا للشخصية‪ ،‬فالشخصية هي‪:‬‬
‫الصفة والخلق وحقيقة وجود اإلنسان‪ ،‬والشخصية هي جميع الصفات والخصائص التي تميز‬
‫فرد عن آخر‪ ،‬وهي المحصلة العامة لكل الدوافع والعادات واالهتمامات والميول واالحساسات‬
‫والمثل واآلراء والمعت قدات سواء الموروثة منها أو المكتسبة‪ ،‬وكما تنعكس وكلها على سلوك‬
‫اإلنسان وتفاعله في بيئته‪.‬‬
‫ويعرف د‪.‬هادي الهيتى الشخصية بقوله إنها (أسلوب عام منظم نسبيا لنماذج السلوك واالتجاهات‬
‫والمعتقدات والقيم والعادات والتعبيرات لشخص معين) وهذا األسلوب العام هو محصلة الخبرات‬
‫للشخص في بيئة ثقافية معينة‪ ،‬وتتشكل من خالل التفاعل االجتماعي‪ .‬لذلك يقال ان الطفل يولد‬
‫فردا وال يولد شخصا‪.‬‬

‫(مجموع الخصال والطباع المتنوعة‬ ‫بأنها‪:‬‬ ‫للشخصية‬ ‫أيضا من الممكن ذكر التعريف التالي‬
‫الموجودة في كيان الشخص باستمرار ‪ ،‬والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع‬

‫البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ‪ ،‬سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره‬

‫وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ‪ ،‬ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات‬

‫والمواهب واألفكار والتصورات الشخصية)‪.‬‬

‫‪ 4‬هذه التوطئة عن الملف الحركي للجنة التعبئة الفكرية في فتح المعنون‪ :‬بناء الذات وتطوير الشخصية للعام‬
‫‪ ،2184‬وهي باألصل دراسة مفهوم الشخصية‪ ،‬فلسطين‪ ،‬رام هللا‪ ،‬ونقحت الحقا ‪ .‬وألقيت المحاضرة ألول‬
‫مرة في دورة مركز عالج وتأهيل ضحايا التعذيب ‪ ،‬ورشة عمل صيانة القيم االنسانية في ظل األزمات‪ ،‬ثم‬
‫أعيد طباعتها من قبل لجنة التعبئة الفكرية في حركة فتح عام ‪ ، 2184‬مع اإلضافات الجديدة في العام‬
‫‪2128‬م‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فالشخصية إذا ً ال تقتصر على المظهر الخارجي للفرد وال على الصفات النفسية الداخلية‬
‫أوالتصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه األمور مجتمعة‬
‫مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعا ً محددا ً للكيان المعنوي للشخص‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السمات الشخصية‪:‬العوامل ‪ 21‬للعالم (كاتل)‬
‫ِ‬ ‫نظرية‬
‫في دراسة مطولة لعالم النفس المعروف (رايموند برنارد كاتل) يرسم نظريته المعروفة بنظرية‬

‫العوامل الطائفية‪ ،‬أو السمات‪ ،‬وأهم مفهوم تقوم عليه هو السمة والتي يعرفها (كاتل) بأنها‬
‫(بناء عقلي ودالة للسلوك الظاهري المنتظم المتكرر الحدوث) ويقول ان الشخصية تبنى من ستة‬
‫سا وهي‬ ‫عشر سمة مصدرية أصلية والمشتقة من العوامل الستة عشر‪ 6‬والتي اعتبرها مقيا ً‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫رايموند بيرنارد كاتل (‪8441-8415‬م) وهو عالم نفسي‪ ،‬أمريكي من أصل بريطاني‪ ،‬ومشهور باكتشافه‬ ‫‪5‬‬

‫للعديد من المجاالت المتعلقة بعلم النفس‪ .‬والسمات الشخصية التي تحدث عنها كاتل في نظريته في‬
‫أساسها هي الوحدات البنائية لها والتي ساهمت في تكوين السمات الشخصية للفرد كما األجهزة في جسم‬
‫اإلنسان تماما فوحدة التركيب لها هي الخلية‪ .‬وحيث أن شخصية الفرد تتضح من خالل المواقف التي يتعرض‬
‫لها‪ ،‬فبناءات الشخصية التي تحدث عنها كاتل هي مجموعة من السمات والتي كان يرى من خاللها أنها‬
‫موروثة كما في الذكاء ولكنها تنمو وتتطور مع الخبرات التي يتعرض لها الفرد في حياته وكانت مقسمة‬
‫إلى عدد من الفئات والتي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -8‬السمات المشتركة‪ :‬وهي السمات التي يشترك فيها عدد كبير من األفراد أو ما نطلق عليها بالسمات العامة‬

‫‪ -2‬السمات السطحية‪ :‬وهي عبارة عن تجمعات من السلوكيات المتنوعة‪.‬‬

‫‪ -3‬السمات الفريدة‪ :‬وهي السمات التي يتفرد بها أشخاص معينين يمتلكون قدرات معينة للسمو بتلك السمة‪.‬‬

‫‪ -9‬السمات المصدر‪ :‬وهي السمات التي تظهر فيها التباينات من خالل ما يرتبط فيها من سلوكيات مشابهة‬
‫والتي من خاللها تتضح أسباب السلوك الذي صدر من الفرد‪.‬‬

‫‪ -5‬السمات الحركية (الدينامية)‪ :‬وهي السمات التي تعطي إشارة لدوافع الفرد وجوانب اهتماماته‪.‬‬

‫لمراجعة موقع كلية التربية للعلوم االنسانية في جامعة بابل بالعراق‪ .‬على الشابكة‬ ‫‪6‬‬

‫‪10‬‬
‫االنعزالية (أو الجفاء)‬ ‫االنبساط (أو التعاطف)‬ ‫‪8‬‬
‫الذكاء غير المتفوق‬ ‫الذكاء المتفوق‬ ‫‪2‬‬
‫عدم الثبات االنفعالي‬ ‫الثبات االنفعالي‬ ‫‪3‬‬
‫الخضوع والخنوع‬ ‫السيطرة والتسلط‬ ‫‪9‬‬
‫قلة الحركة (التروي)‬ ‫كثرة الحركة (االندفاع)‬ ‫‪5‬‬
‫ضعف الذات العليا‬ ‫قوة الذات العليا (الضمير) (االنسجام)‬ ‫‪6‬‬
‫الخوف االجتماعي (الحياء)‬ ‫الجرأة االجتماعية‬ ‫‪7‬‬
‫الصالبة والشدة‬ ‫الليونة (الحساسية)‬ ‫‪1‬‬
‫سالمة الطوية (التقبل)‬ ‫الحذر والحيطة (الشك)‬ ‫‪4‬‬
‫الواقعية‬ ‫التخيلية‬ ‫‪81‬‬
‫عدم التكلف (السذاجة)‬ ‫الحدة والدقة (الدهاء)‬ ‫‪88‬‬
‫الطمانينة واالرتياح‬ ‫االحساس الدائم بالندم‬ ‫‪82‬‬
‫المحافظة‬ ‫التقدمية (عقل ومنطق)‬ ‫‪83‬‬
‫التعلق بالجماعة‬ ‫االكتفاء بالذات‬ ‫‪89‬‬
‫اإلهمال‬ ‫االهتمام بصورة الذات‬ ‫‪85‬‬
‫قلة التوتر (االسترخاء)‬ ‫شدة التوتر‬ ‫‪86‬‬

‫وفي دراسات حديثة وجد (كاتل) أن أهم هذه العوامل‪ 7‬هما عامالن‪ :‬االنبساط‬

‫االجتماعي والقلق‪ .‬وذلك لعالقتهما بمعظم العوامل المذكورة أعاله‪ ،‬وهذه هي‬
‫العوامل األساسية بنظرية (كاتل) التي تبنى عليها شخصية الفرد االنسان سواء ذاك العامل في‬
‫التنظيم او المؤسسة أو الجمعية أو غيرها من المؤسسات الحكومية أوغيرالحكومية‪ ،‬والتي تنبع‬
‫‪8‬‬
‫ضرورة معرفتها من امكانية تطويرها‪ ،‬وتحسين مستوى عملها‪.‬‬

‫‪ 7‬من الممكن الذهاب الى الشابكة وإجراء االختبار الجميل على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪ https://www.16personalities.com/ar‬أو على ‪https://azema.org/16-personality-‬‬
‫‪types-myers-briggs‬‬

‫لالستزادة يمكن الرجوع الى كتاب د‪.‬سعد عبد الرحمن‪ ،‬السلوك االنساني‪،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الكويت‪. 8477،‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪11‬‬
‫‪9‬‬
‫نظرية السمات الخمس الكبرى‬
‫مقارنة مع دراسة واسعة ذات نتائج جديدة‬
‫للعام ‪ 2184‬شملت مئات اآلالف ألول مرة‬
‫بتاريخ علم النفس‪( ،‬تقريبا مليون ونصف‬
‫المليون شخص) من المهم (أن نعرف‬
‫مميزات وعيوب نظرية السمات الخمس‬
‫المتعارف عليها والسمات هي (العصابية‪،‬‬
‫واالنبساط‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬والتوافق‪ ،‬والضمير)‪،‬‬
‫وهي معروفة على نطاق واسع‪ ،‬وجرى‬
‫التعاطي معها للتعرف على أبعاد الشخصية‬
‫البشرية‪ ،‬ثم إيجاد العالقة بينها وبين النموذج‬
‫الجديد المستند إلى نتائج الدراسة األخيرة‪،‬‬
‫لنعرف َمن نحن‪ ،‬وكيف يرانا اآلخرون‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال تشمل العصابية ا‬


‫كال من القلق‪ ،‬والغضب‪ ،‬والعدائية‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والوعي‬
‫الذاتي‪ ،‬واالندفاعية‪ ،‬وعدم قدرة الفرد على تح ُّمل الضغوط‪ ،‬والشعور بالعجز واليأس‪.‬‬

‫بينما تفرض سمة االنبساط على الشخص أن يكون أكثر اجتماعيةً ويكون محباا للحفالت‬
‫باحثًا عن اإلثارة‪ ،‬ويمتاز بسرعة الحركة والعمل‪ ،‬كذلك يميل لإليجابية كالشعور بالبهجة والمتعة‬
‫سن ال َمعشر‪ ،‬وقد يظهر رغبةً‬‫وسرعة الضحك واالبتسام والتفاؤل‪ ،‬أو كما يراه اآلخرون ودودًا َح َ‬
‫لتوكيد الذات من حب السيطرة والتنافس والزعامة‪.‬‬

‫أما سمة التوافقية‪ ،‬فمن صفات أصحابها الطيبة والوداعة‪ ،‬وتظهر جليةً في تعبير الشخص‬
‫بالثقة تجاه نفسه واآلخرين‪ ،‬وعادة ً ما يكون هذا الشخص متواضعًا‪ ،‬ومستقي ًما‪ ،‬ومخل ً‬
‫صا‪،‬‬
‫وصري ًحا‪ ،‬وتجده في تعامله مع اآلخرين يظهر التعاون والتعاطف والدفاع عن حقوقهم‪.‬‬

‫‪ 9‬وللمزيد يمكن الرجوع للموقع والرابط‬


‫‪https://www.waqi3.com/2017/03/bigfivepersonalitytraits.html‬‬

‫‪12‬‬
‫أما هؤالء الذين يتميزون بسمة االنفتاح‪ ،‬فيسهل أن تعرفهم من خالل نمط حياتهم المفعمة‬
‫بالخيال‪ ،‬فتجدهم قادرين على التأمل‪ ،‬محبين للفن واألدب‪ ،‬تظهر انفعاالتهم على وجوههم‪ ،‬وعادة ً‬
‫ما يرغب هؤالء في تجديد األنشطة والذهاب إلى أماكن لم يسبق لهم زيارتها‪ ،‬رغبةً في التخلص‬
‫من الروتين اليومي‪ ،‬أما على صعيد األفكار فنجدهم ذوي عقل متفتح يمتاز بالفطنة وعدم الجمود‪،‬‬
‫والتجديد في األفكار‪ ،‬كما نجدهم يميلون إلى إعادة النظر في القيم االجتماعية والسياسية والدينية‪.‬‬

‫وأخيرا يأتي أصحاب يقظة الضمير‪ ،‬وهؤالء غالبًا ما يصفون بالبراعة والكفاءة والتصرف‬ ‫ً‬
‫بحكمة مع المواقف الحياتية المختلفة‪ ،‬وغالبًا ما ينطبق عليهم وصف النظام‪ ،‬والتهذيب‪ ،‬وااللتزام‬
‫بالواجبات‪ ،‬والتقيُّد بالقيم األخالقية‪ ،‬كما تجدهم مناضلين في سبيل اإلنجاز‪ ،‬متسلحين بصفات‬
‫الطموح‪ ،‬والمثابرة‪ ،‬واالجتهاد‪ ،‬وضبط الذات‪ ،‬والتخطيط الجاد‪ ،‬وغالبًا ما يكون هؤالء أكثر‬
‫‪10‬‬
‫عا إلى التفكير قبل القيام بأي فعل‪ ،‬ولذلك يصفهم اآلخرون بالحذر والحرص‪.‬‬ ‫ً‬
‫تمهال ونزو ً‬
‫والى ما سبق يظل السؤال دوما‪( :‬ما هي الشخصية؟ وما أبرز سماتها؟‪ ..‬هذه األسئلة وغيرها‬
‫هي ما حاولت اإلجابة عنه دراسةٌ حديثة نشرت في دورية نيتشر هيومان بيهيفيور (عام‬
‫‪2184‬م)‪ .‬ومن خالل دراسة بيانات أكثر من ‪ 8.5‬مليون شخص‪ ،‬استطاع باحثو الدراسة تحديد‬
‫أربع مجموعات مميزة من أنماط الشخصية‪ ،‬وهي‪ :‬المتوسط "العادي"‪ ،‬والمتحفظ‪ ،‬واألناني‬
‫‪11‬‬
‫"ذاتي التركيز"‪ ،‬والقدوة‪).‬‬
‫وفي مقال موقع للعلم لعبير فؤاد تقول أنه‪( :‬يمكن إعادة فهم األنواع األربعة للشخصية التي‬
‫انتهت إليها نتائج الدراسة الجديدة‪ ،‬كما يقول "عبد هللا عسكر"‪ ،‬أستاذ علم النفس بكلية اآلداب‬
‫بجامعة الزقازيق‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫سنعمل على تحقيق فهم الشخصية بشكل ما من خالل اختبارمؤشر اختبار مايرز بريجز‪MBTI ،‬‬ ‫‪10‬‬

‫تحليل الشخصية (مايرز بريجز)‪ ،‬المتوفر على الشابكة وهو االختبار األكثر شهرة‪ .‬كانت“إيزابيل”‬
‫مايرز ووالدتها “كاثرين” بريجز قد تشاركتا حلما ً كبيرا ً في تطوير طريقة أو “أداة”‪ ،‬سميت على اسمهم‬
‫“مايرز”‪ ،‬تمكن البشرية من اكتشاف المفاتيح التي تتيح لكل فرد معرفة شخصيته فعالً والوصول إلى إمكاناته‬
‫الكاملة‪ .‬اكتشفت األم وابنتها واعتمدتا األفكار واإلطار الذي عبر عنه مؤسس علم النفس التحليلي كارل يونغ‬
‫في كتابه‪“ ،‬أنماط الشخصية”‪ .‬ركزتا على دراسة أعمال يونغ والسعي لتحقيق الفوائد المحتملة من معرفة‬
‫وتطبيق أفكاره على العالم‪.‬‬

‫‪ 11‬عبير فؤاد في مقالها على موقع للعلم‪ /https://www.scientificamerican.com ،‬المعنون‪:‬‬


‫تصور جديد ألنماط الشخصية البشرية فالمنشور في ‪2184/8/24‬م‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وال‪ :‬النمط العادي أو المعتدل‪ ،‬وترتفع لديه عوامل العصابية واالنبساطية‪ ،‬مقارنةً بانخفاض‬
‫أ ً‬
‫عامل االنفتاح‪ ،‬بينما نرصد توازنًا لعوامل الطيبة ويقظة الضمير عليه‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬نمط الشخصية التحفظية‪ ،‬وتتوازن لديه عوامل االنبساطية والطيبة ويقظة الضمير‪ ،‬في‬
‫حين تنخفض عوامل العصابية واالنفتاح‪.‬‬
‫عا ملحو ً‬
‫ظا في االنبساطية بينما‬ ‫ثالثًا‪ :‬نمط المتركز حول الذات أو األناني‪ ،‬ونجد لديه ارتفا ً‬
‫تنخفض باقي العوامل‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وأخيرا‪ :‬نمط الشخصية القدوة‪ ،‬وتنخفض لديه العصابية بينما ترتفع باقي العوامل‪).‬‬
‫ً‬ ‫رابعًا‬
‫سنترك السياق العلمي الهام جانبا‪ ،‬ولندخل في صلب الشخصية الثورية الفتحوية الواعية‬
‫والمناضلة التي نريدها بفضائلها أو سماتها التسع المرغوبة‪.‬‬

‫‪ 12‬المصدر السابق للمقال في موقع للعلم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أوال‪ :‬الشخصية العملية المنجزة‬
‫بدأت حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪ -‬فتح تأسيسها مع النكبة بتمكن االحتالل االستعماري‬
‫الغربي الصهيوني من فلسطين وإقامة دولة على أرضنا وذلك عام ‪ ،1948‬الن هذا التمكن‬
‫الغربي‪-‬االنجيلي‪ -‬الصهيوني كان ذو حفر عميق في نفوس الفلسطينيين عامة‪ ،‬الذين استقبلتهم‬
‫مراكز اللجوء البائسة فتوزعوا بين شتى الفكر علهم يجدون حل اللجوء والتشرد فانتموا لمختلف‬
‫التنظيمات آنذاك التي رفعت فلسطين شعارا جاذبا (القوميين بتشكيالتهم‪ ،‬والشيوعيين‪ ،‬واالخوان‬
‫المسلمين) ‪ ،‬إال أن فلسطين تموضعت في أداء حركة فتح الشمولي الجامع للكل بفكرها العملي‬
‫وانجازاتها واعتمادها النظر بالعطاء والعمل على حساب وقت تنظير طويل‪.‬‬
‫وعليه فإن الفكر الفتحوي هو فكر عملي واقعي يصنع الحدث‪ ،‬وليس تنظيري باألساس‪ ،‬ولنا في‬
‫إطار تطوير الشخصية أن نفهم أن بناء الشخصية العملية يفترض تعلم وتطبيق أسس اإلدارة‬
‫الصحيحة ألعمالنا‪ ،‬وتعلم أسس االتصاالت فيما بيننا وبيننا والجماهير وتعلم فكرة النضال‬
‫والمقاومة المتواصلة باألشكال المتعددة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫العادات السبع لالقدام على التغير بشجاعة‬
‫العادة األولى ‪ :‬كن مبادرا‬
‫إن امتالك روح المبادره ال يعنى مجرد السبق الى القيام بشئ ما ‪ ،‬بل يعنى تحمل مسؤولية‬
‫سلوكنا ( في ماضى و الحاضر و المستقبل ) و اتخاذ قرارتنا بناء على القيم و المبادئ بدال من‬
‫الحاالت المزاجيه او الظروف‪.‬‬
‫العادة الثانيه‪ :‬ابدأ والهدف النهائي في ذهنك‬
‫كل األشياء يتم تحقيقها على مرحلتين ‪:‬‬
‫‪-8‬المرحله الذهنية‬
‫‪ -2‬المرحلة المادية‬
‫و في العادة يقوم األفراد و االسر و المؤسسات برسم مستقبلهم من خالل وضع رؤية ذهنية آلى‬
‫مشروع وتحديد الهدف منه ‪ ،‬فهم ال يعيشون حياتهم يوما بيوم دون هدف محدد في اذهانهم ‪ ،‬بل‬

‫‪ 13‬ملخص من ‪ :‬ستيفن ر‪.‬كوفي‪ ،‬العادات السبع لالقدام على التغير بشجاعة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫يقومون بالزام أنفسهم بالمبادي و القيم و العالقات ‪ ،‬واالهداف الهامة بالنسبة لهم بعد رسم صورة‬
‫محددة في اذهانهم‪.‬‬
‫العادة الثالثه ‪ :‬ابدأ باألهم قبل المهم‬
‫ان البدء باألهم قبل المهم هو المرحله الثانيه أو الجانب المادي النجاز األمور ‪ ،‬وهو تنظيم و‬
‫تجسيد التصور الذهنى ألهدافك ورؤيتك وقيمك و أولويتك الهامة‪.‬‬
‫العادة الرابعة ‪ :‬تفكير المنفعه للجميع‬
‫تفكير المنفعه للجميع هو إطار عقلي وجدانى يسعى دائما لتحقيق فائدة متبادله ‪ ،‬ويقوم على‬
‫االحترام المتبادل في جميع التفاعالت االنسانيه ‪ ،‬و هو التفكير الذي يقوم على الوفرة ‪ ،‬اي أنه‬
‫معين ال ينضب ‪ ،‬وفرة الفرص والثروة و الموارد‪ ،‬بدال من الندرة و التنافس بين االقران‪.‬‬
‫العادة الخامسه ‪ :‬حاول أن تفهم أوال ليسهل فهمك‬
‫عندما نستمع الي اآلخرين بهدف فهمهم بدال من االستماع اليهم بنية الرد‪ ،‬فاننا نبدء في اقامة‬
‫تواصل حقيقي وبناء عالقات قوية ‪ ،‬وعندما يشعر اآلخرون بانه قد تم فهمهم فانهم عادة ما‬
‫يشعرون بالثقه في أنفسهم ‪ ،‬وبقيمتهم الحقيقية و يشرعون في التخلى عن األساليب الدفاعية حتى‬
‫تتزايد الفرص للتحدث بحرية و يتسنى لالخرين فهمك بسهولة اكثر‪.‬‬
‫العادة السادسة ‪ :‬التكاتف مع االخرين‬
‫ان التكاتف هو انتاج بديل ثالث‪ ،‬ليس رأيى أو رأيك بل رأي ثالث أفضل من أى منا بمفرده ‪،‬‬
‫انه ثمرة لالحترم المتبادل و التفاهم ‪ ،‬أو حتى اظهار لوجهات النظر المختلفه في حل المشاكل‬
‫و اغتنام الفرص‪.‬‬
‫العادة السابعه ‪ :‬اشحذ المنشار‬
‫ان المقصود بمبدأ شحذ المنشار هو ‪ :‬تجديد أنفسنا على النحو المستمر في مختلف األبعاد االربعة‬
‫لطبيعتك‪ ،‬التى تتمثل في البعد الجسدى و الروحى و الفكرى و االجتماعى و العاطفى ‪ ،‬و هي‬
‫العادة التى تزيد طاقتنا لنستفيد من العادات األخري بفاعلية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أهدافك‪14‬‬ ‫كيف تحقق‬
‫‪ .8‬اجعل هدفك (أهدافك) واضحا (الحلم ليتحقق يحتاج لشجاعة واختيار صعب)‬
‫‪ .2‬التزام باالنجاز(طارق بن زياد وحرق السفن)‬
‫‪ .3‬تحدث عن أهدافك (يساعدك الناس)‬
‫‪ .9‬اكتب أهدافك( التفاصيل ‪ ،‬األلوان ‪ ،‬التواريخ ‪ ،‬األشكال‪)..‬‬
‫‪ .5‬كررها يوميا (بكتابتها في مفكرتك مثال‪)..‬‬
‫‪ .6‬امتلك خطة=تحدد لك المسار‬
‫‪ .7‬انجز شيئا كل يوم ( رحلة األلف ميل‪)..‬‬
‫‪ .1‬قل لنفسك ما تريد سماعه‪.‬‬
‫‪ .4‬راجع وأكد التزامك باألهداف‬
‫‪ .81‬احتفل بتحقيق كل خطوة‬

‫‪ 14‬مترجم من المرجع ‪Philip E.Humbert from www.bob-baker.com‬‬

‫‪17‬‬
‫تحقيق االنجاز‪ ،‬ماذا أفعل كمسؤول‪ ،‬وكعضو لجنة؟‬

‫‪ .8‬أنفذ األعمال والتكليفات مستخدما=بطاقة المهمة‬


‫‪ .2‬أتعاون مع زمالئي في اللجنة وأتابع عملي‪ ،‬وأتكامل مع اآلخرين‬
‫‪ .3‬انضبط للوائح‪-‬للمعاملة‪-‬في حدود التكليف‪-‬للزمن‬
‫‪ .9‬أحضر االجتماع=الدعوات‪-‬الجدول‪-‬أشارك بفعالية‬
‫‪ .5‬أقدم التقارير‬
‫‪ .6‬استخدم=دفتر المواعيد‪-‬الحاسوب‪-‬أطور قدراتي‬
‫‪ .7‬استمع وأقرأ وأبحث وأدون (اقرأ ‪ 3‬صفحات يوميا وأكتب صفحة)‬
‫‪ .1‬أتعلم دوما‪-‬أتقبل النقد‪ -‬أخطط لنفسي وللجنة‬
‫‪ .4‬أحفز األعضاء اآلخرين=بالحاجات وبالثناء وبالمحبة وبالنقد‪.‬‬

‫روح االلتزام بالعمل‬

‫إن التزام المسؤول و القائد بالفكرة والخطة يظهر لألعضاء عبر سلوكه المتمثل بأفعاله وأقواله‬
‫العلنية في المهرجانات واللقاءات والمقابالت اإلعالمية‪ ،‬ومن خالل االجتماعات التنظيمية‬
‫واالتصاالت وعبر سلسلة من اآلليات التي ال غنى عنها تلك التي تجعل روح االلتزام تتجلى في‬
‫المتابعة اليومية التنظيمية اإلدارية التي تشيع منا ًخا ايجابيًا من خالل اتباع وسائل بسيطة كما قد‬
‫تبدو ولكنها فعالة بديمومتها والتزام تطبيقها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫االجتماع الدوري مكتمل األركان – األسبوعي غالبا ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬التقرير ( قبل النشاط كخطة ‪ ،‬وتقرير أداء من كل مكلف بعد كل‬


‫مرحلة‪ ،‬وتقرير عام‪ ،‬ثم تقرير نهائي وتقييمي) ‪ ،‬وهو بالضرورة مكتوب‬
‫ومدعم باألرقام والوثائق والتكاليف المالية ومسؤولية كل شخص‪.‬‬

‫‪ -3‬عين على الخطة وعين على التنفيذ‪ :‬حيث إن متابعة‬


‫محاضر االجتماعات والتقارير من القائد تفترض مقارنتها بالخطة‬

‫‪18‬‬
‫الموضوعة ( أو المشروع أو البرنامج) للتدقيق إلى أين وصلنا وماذا حققنا‬
‫وما المتبقي لنا ؟ سواء على صعيدنا الداخلي أم مع الجماهير‪.‬‬

‫‪ -4‬االتصاالت‪ :‬عبر كافة الوسائل المكتوبة والشفوية وخاصة من‬


‫خالل التدقيق مع األعضاء واللجان شخصيا أو عبر الهاتف أو البريد‬
‫أواالجتماع إلى أين وصل كل شخص أو فريق؟‬

‫‪-5‬التقييم الشفوي والمكتوب للعمل بعد انجازه ‪ ،‬والتحقق‬


‫من حجم االنجاز واألدوار لكل منفذ والدروس المستفادة‪ ،‬واستمرار التقدم‪.‬‬

‫‪-6‬القراءة المستمرة‪ ،‬واالستفادة من التجارب‪،‬‬

‫والتعلم الدائم من الجماهير‬

‫‪15‬‬
‫مس نصائح لبناء الكفاءة‬
‫َخ ُ‬
‫عندما تطور مهارة ‪ ،‬أي مهارة ‪ ،‬فإنك تنمي كفاءتك‪ ،‬وبقدر ما يتعلق األمر باالختصاص ‪ ،‬فإن‬
‫تعريفه واسع جدًا ليشمل العديد من المجاالت‪ .‬مع وضع هذا في االعتبار‪ ،‬فليس من المستغرب‬
‫أن نتمتع بالكفاءة األكاديمية أو الكفاءة االجتماعية أو الكفاءة الصحية أو الكفاءة المهنية أو الكفاءة‬
‫المالية وما إلى ذلك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من المهم مالحظة أنه شيء متجذر في الحياة الواقعية والخبرة ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اتجاهاتك وإطارك الذهني‪.‬‬
‫الكفاءة في جوهرها‪ ،‬هي شيء تقوم بتطويره من خالل العديد من التطويرات والتحسينات‬
‫الشخصية‪ ،‬مثل أن تصبح متواصالً أفضل ‪ ،‬أو تحسن مهاراتك التنظيمية ‪ ،‬أو العمل على‬
‫مهارات عالقتك ‪ -‬بما في ذلك التواصل والتفاوض مع األقران ‪ -‬وما إلى ذلك من خالل جوانب‬
‫مختلفة من حياتك‪.‬‬
‫إن القدرة على القيام بشيء ما بنجاح وكفاءة تعود إليك في النهاية ‪ ،‬ولدعم طريقك نحو التحسن‬
‫المستمر‪ .‬لتحقيق هذه الغاية ‪ ،‬إليك ‪ 5‬أشياء يمكنك القيام بها لتصبح أكثر كفاءة‬

‫خذها خطوة بخطوة‪ .‬كفاءتك هي شيء تم بناؤه عبر الزمن‪ .‬ابدأ بمهارة واحدة أو مجال‬
‫معرفي جديد تريد استكشافه حقًا‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬قم بالتدريب والتمرن والممارسة‪ :‬تدرب تدرب‬

‫‪TOP @ WCS - Positive Youth Development Program15‬‬

‫‪19‬‬
‫تدرب وطور تلك المعرفة أوالمهارة حتى تصبح عادة‪ .‬بمجرد تشكيل هذه العادات ‪ ،‬وتصبح‬
‫متأصلة بشكل صحيح ‪ ،‬ستصبح جز ًءا من هويتك‪.‬‬

‫استمع وتعلم االستجابة لردود الفعل‪ .‬عندما تستمع ‪ ،‬تتعلم ‪ ،‬وقد تكتشف نقاط‬
‫الضعف المحتملة التي تظهر لآلخرين‬
‫ولكن ليس لك‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬عند‬
‫بناء الكفاءة ‪ ،‬مطلوب منك مستوى‬
‫معين من الشجاعة لمواجهة الحقائق‪.‬‬
‫كن مستعدًا لما قد تسمعه وكن مستعدًا‬
‫إلجراء التغييرات لديك‪ .‬قد تشعر بعدم‬
‫االرتياح ‪ ،‬لكن ذلك سيبني كفاءتك في‬
‫النهاية‬

‫باألشخاص‬ ‫نفسك‬ ‫أحط‬


‫ِ‬

‫المناسبين‪ .‬اختر فريقك بحكمة‪.‬‬


‫تأكد من أن كل عضو يقدم الطاقة والحقيقة والمنظور اإليجابي الذي تحتاجه للنجاح‪ .‬إن تنمية‬
‫هذه العالقات والحفاظ عليها ستقطع شو ً‬
‫طا طويالً في رعاية البيئة اإليجابية المطلوبة لعقلية‬
‫النمو‪ .‬اعتز بهذه الروابط وكن متسقًا في تفاعالتك ‪ ،‬وتعلم منها ‪ ،‬ولكن ساعدهم أي ً‬
‫ضا‪ .‬ولتفهم‬
‫أن زيادة كفاءة كل شخص في دوائرك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي عليك على المدى الطويل‪.‬‬

‫خطط وقيم‪ .‬إذا كنت تعلم أنك ستنفذ مهمة ما ‪ ،‬فأنشئ قائمة تحقق أو نموذ ًجا أو قالبًا ليس‬
‫ضا إلدارة وقتك وتنظيمه‪ .‬بعد إكمال كل‬ ‫فقط لضمان معالجة جميع المكونات المطلوبة ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫مهمة ‪ ،‬اسأل نفسك ‪" ،‬كيف يمكنني التحسين؟" "ما الذي كان بإمكاني فعله بشكل أفضل؟" "هل‬
‫هناك أي شيء أحتاج إلى تغييره أو تعديله؟" حدد األشياء التي لم تسر على ما يرام (توقف عن‬
‫فعلها) ‪ ،‬واألشياء التي لم تفعلها والتي كان من الممكن أن تساعدك (ابدأ في فعلها) ‪ ،‬وتلك التي‬
‫سارت على ما يرام (احتفظ بها)‪ .‬يعد التحسين المستمر ألدائك طريقة قوية لبناء الكفاءة ‪ -‬فهي‬
‫تتحول من الجيد إلى رائع!‬

‫ُكن حاسما! سيكون التقاعس عن العمل هو ألد أعدائك عندما تحاول بناء الكفاءة‪ .‬عدم القيام‬
‫بشيء ما هو الطريقة الوحيدة للتأكد من أنك لن تقوم بتطويره أبدًا‪ .‬القاعدة الجيدة التي تتعامل‬
‫مع التقاعس عن العمل تحثك على الحصول على ‪ 11‬بالمائة من المعلومات التي تحتاجها ‪ ،‬ثم‬

‫‪20‬‬
‫اتخذ أفضل قرار ممكن‪ .‬ال تدع الخوف من أن تكون أقل من الكمال يمنعك من التقدم والتقدم‬
‫نحو هدفك المتمثل في تطوير كفاءتك‪.‬‬
‫تذكر أن أي تجربة يمكن أن تبني كفاءتك ؛ يتعلق األمر حقًا بالحصول على العقلية الصحيحة ‪،‬‬
‫والتواضع لقبول األشياء التي نحتاج إلى تحسينها ‪ ،‬والشجاعة لفعل ما يلزم لتحسينها‪.‬‬
‫*دعونا هنا نفهم الكفاءة المطلوبة أنها‪ :‬الكفاءة الشخصية‪ ،‬وكفاءة النشاط والعمل‪ ،‬وكفاءة‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬والكفاءة الفنية والمنهجية‪.‬‬
‫* الكفاءة هي تقاطع كل من المعرفة والمهارات والسلوك (االتجاه)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشخصية الرسالية المنتمية‪ ،‬والمؤثرة إيجابا‬

‫بالجماهير‬
‫لما كانت الشعارات كبيرة والفعل معدوم‪ ،‬فلقد اتجهت الطليعة لتأسيس فكر جديد يصطبغ بمقوماته‬
‫العملية والوطنية االبداعية الجامعة التي أثبتت الحقًا نجاعتها وكفاءتها مما نقرأه في الفكر التعبوي‬
‫بحركة فتح متمثال بورقة مفوضية االعالم والثقافة والتعبئة الفكرية المقدمة للمجلس الثوري في‬
‫دورته المنعقدة في عام ‪ 2221‬م شهر حزيران‪/‬يونيو بالتالي‪:‬‬

‫حركة فتح جامعة رحبة‬


‫عند ما يرتبط القول بالفعل بحبل وثيق فإن حركة فتح تكون على رأس القائمة ضمن المبادرين‪،‬‬
‫فالمبادرة واالنطالق والفعل الثوري الدائب من سماتها األبرز‪.‬‬
‫حركة فتح التنظيم السياسي والثوري األساس الذي وضع الفكرة في موضع الفعل فجعل من‬
‫ً‬
‫ممثال بتحرير فلسطين‪.‬‬ ‫الفعل محققًا للفكرة‪ ،‬خدمة للهدف األسمى‬
‫حركة فتح هي الحركة المؤمنة باهلل سبحانه وتعالى وبالحق األصيل لنا في بالدنا فلسطين‪ ،‬كل‬
‫فلسطين‪ ،‬وفتح هي الحركة المؤمنة بحتمية بالنصر الذي يستوجب التضحية على درب التحرير‪،‬‬
‫ويستوجب الجهد المتواصل في سياق شعار الحركة‪ :‬فتح ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح‬
‫المسلح‪.‬‬

‫جامعة حركة فتح‬

‫حركة فتح تواكب وتصنع الحدث فال تحب أن تجلس في مقاعد المتفرجين‪ ،‬ألنها في معادلة‬
‫التفعيل وصنع األحداث ومواكبة المتغيرات تقوم بالحوارالديمقراطي وبالنقد والتقييم‪ ،‬وتقوم‬
‫بالتعديل والتغيير في إطار الفهم الواعي للمتغيرات على ذات الفكرة المحمولة‪ ،‬ونتاج التجارب‪.‬‬
‫لم تكن الفكرة التي حملتها الحركة جامدة وال خاملة‪ ،‬ولم تشكل عقبة أوتصبح غامضة‪ ،‬فلقد كانت‬
‫واضحة المعالم صريحة المطالب‪ ،‬لذا فإنها تماهت مع مطالب الجماهير ومع احتياجات الشعب‬

‫‪22‬‬
‫وشكلت حقيقة النضال الوطني والكفاح الثوري بكافة أشكاله‪ ،‬حتى لحق بها الجميع حين صنعت‬
‫الكيانية الجامعة وصرخت أن أقبلوا وهلموا الي‪.‬‬
‫يمكننا أن نجد الفهم الصحيح لمضمون "فتح" من خالل اسمها‪ ،‬ومن خالل مسيرتها الزخمة‪،‬‬
‫وعبرقياداتها‪ ،‬وبالنظرألدبياتها‪ ،‬لتكتشف حقيقة فكرها الثوري‪ ،‬وفكرها السياسي العملي والواقعي‬
‫الذي يميز بين القضية المركزية والقضايا الثانوية‪ ،‬ويفهم معاني النضالية والرسالية والديمومة‪.‬‬
‫يمكننا أن نجد الفهم الصحيح لمضمون "حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح" من اسمها هذا‪،‬‬
‫لما في هذا االسم من تعبير حقيقي ومبسط عن مضامين عميقة‪.‬‬
‫ترتبط فتح "الحركة" كتيار عام ‪-‬وليست الحزب الشمولي‪ -‬بفكرة "الوطنية" الجامعة وهي‬
‫منطلق االنتماء والهوية‪ .‬وااللتزام بالوطنية بمنطق التكرس وااللتزام لفلسطين ً‬
‫أوال‪ ،‬وهي التي‬
‫شكلت السمة البارزة للحركة في ظل األفكار (الكبرى) أو الشمولية الجامدة‪ ،‬هي السمة التي‬
‫أثبتت ديمومتها بجر الجميع الى مربعها‪ ،‬وكان "التحرير" أو تحقيق التحرير لفلسطين (في سياق‬
‫المرحلية) هو الهدف‪ ،‬الذي من أجل تحقيقه فإن الوسائل تخضع لطريقة فهم المتغيرات ورؤية‬
‫المستقبل‪ ،‬وكانت "فلسطينية" في سياق فهم االستقاللية في اإلطار الحضاري العربي االسالمي‬
‫باالسهامات المسيحية المشرقية في رحابة متكاملة‪.‬‬
‫حركة فتح حركة بلون التراب ألنها تقبل الجميع فالتفرق بين األلوان مادامت كلها تصب في‬
‫كثيرا من التنوع الذي‬
‫ً‬ ‫نهر التحرير‪ ،‬وهي حركة تشبة فلسطين فهي ابنتها وهي أمها‪ ،‬لذا تضم‬
‫يصل أحيانا لحد التناقض (دع ألف زهرة تتفتح في بستان الوطن) لكنها في غالب مراحلها تعرف‬
‫كيف تحقق التوازن‪.‬‬

‫األهداف التعبوية وتحقيقها‬

‫في فتح المفهوم التأصيلي التعبوي عليها الثبات على الهدف وواجب التماهي مع الجماهير‪،‬‬
‫والشبيبة الناهضة‪ ،‬وعليها تحسس نبض الناس وتحقيق الغلبة لتيار االنتصار في معركة فلسطين‬
‫من خالل أهداف‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-١‬نشر وتصليب االيمان الراسخ بالرواية الفلسطينية في الصراع العربي‬
‫الصهيوني‪ ،‬ومركزية فلسطين وحقنا في أرضنا في مواجهة الرواية الصهيونية‪-‬‬
‫االستعمارية‪.‬‬
‫‪-٢‬تحقيق برنامج الوحدة الوطنية بعودة قطاع غزة للشرعية الوطنية‪ ،‬واستكمال‬
‫برنامج البناء واالصالح في كافة المفاصل‪.‬‬
‫‪-٣‬النضالية الوطنية الثابتة والمتمثلة بالصمود على األرض والدفاع عن الشعب‬
‫وحق الكفاح بكافة األشكال بما فيها المقاومة الشعبية واالعالمية والقانونية‬
‫و…الخ‪.‬‬
‫ولنقل أن عوامل تحقيق األهداف يتم عبر البرنامج في التنظيم الذي يعتمد على‪:‬‬
‫‪ -١‬تمكين الكوادر التنظيمية من األهداف الثالثة عبر الحياة التنظيمية اليومية‬
‫المتكاملة‪ ،‬وبالمتابعة الدؤوبة‪ ،‬وعبر الممارسة الشعبية والشبابية النشطة‪.‬‬
‫‪-٢‬تركيز العمل داخل األطر بالبناء الخلقي والروحي والثقافي الوطني‪ ،‬واسقاط‬
‫تيار العقلية الوظيفية االتكالية الرخوة في مقابل العقلية النضالية االبداعية‬
‫‪-٣‬تنشيط حالة االستعداد الدائم لدى كافة االطر بالداخل والخارج ومن خالل‬
‫سالسل المبادرات واالنجازات والفعاليات الجماهيرية التي تصب بتحقيق‬
‫االهداف‪.‬‬

‫المتابعة والتثقيف‬

‫إننا في مفوضية االعالم والثقافة والتعبئة الفكرية نجد من المالئم القول أن الكتلة البشرية في‬
‫التنظيم (األعضاء داخل أطر التنظيم في األقاليم‪ ،‬وفي المكاتب الحركية بالنقابات‪ ،‬وفي هياكل‬
‫الحركة بالمنظمات غير الحكومية‪ ،‬وفي أطر النوادي والجمعيات الثقافية والرياضية والكشفية‪)...‬‬
‫هي الكتلة الحيوية التي تشكل قلب التنظيم ومادته الفعالة وأساس حركته وانتشاره إن استطاعت‬
‫إدامة حياتها التنظيمية الداخلية الديمقراطية اليومية النشطة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لذا نرى أن تتضمن هذه الكتلة في كافة أطرها‪-‬وحسب التسلسل التنظيمي‪ -‬على لجنة أولجان‬
‫متخصصة باالعالم وبالتربية والتثقيف والتدريب والتعبئة الفكرية ترتبط بنا بشكل دوري لغرض‬
‫تصليب الفكرة الوطنية التثقيفية‪ ،‬ولغرض توطيد الخط الفكري النضالي لدى الكافة‪ ،‬السيما في‬
‫ظل السيل غير المنقطع للمعلوماتية المضللة‪ ،‬ونرى ضرورة االجتماعات الدورية المباشرة‬
‫سواء في جميع أطر التنظيم التي عليها القيام بكل واجباتها في كل اللجان والتي منها التعبئة‬
‫والتدريب‪ ،‬وتفعيل آليات الرقابة السلسة والمتابعة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشخصية الديمقراطية المحاورة‬
‫من الممكن أن نتحدث لنقول الكثير في السياق الديمقراطي الذي يتضمن حرية الفكر والرأي‬
‫مرتب ً‬
‫طا بااللتزام‪ ،‬ونقول اكثر في المعاني الديمقراطية قدي ًما وحديثا (ومنها الديمقراطية‬
‫المركزية) وكذلك األمر في االختالف وفن الحوار‪.‬‬
‫ولنا أن نحيلكم لكثير من النصوص والمواد بهذا الشأن ولكننا اخترنا من االدبيات الحركية مقطعًا‬
‫(محاضرة) واحدة نرفقها كالتالي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫األسس العشرة في فن الحوار وأدب االختالف‬
‫أدب االختالف‪ 17‬في آلية الحوار كما نرى أسس عشرة رئيسة نسجلها كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬اإليمان باالختالف من أصله‪:‬‬
‫بمعنى أن األصل أال يتطابق فكري أو رأيي مع اآلخر‪ ،‬فالتنوع في الفكرة وطرق التعبير عنها‬
‫جائز بل وضروري لإلغناء واإلثراء‪ ،‬فال قوالب جامدة ونصوص محتكرة‪ ،‬فاإليمان المسبق‬
‫بحرية الفكر وحق االختالف يعتبر المقدمة المنطقية ألي حوار أو تساوق مع أدب االختالف‪.‬‬
‫وبغير هذا اإليمان تصبح لغة الشتائم والردح واالتهام دون أدلة أو بأفكار فكرانية (=مؤدلجة)‬
‫تذهب بهم مذهب الدليل وما هو بدليل‪ ،‬هي اللغة المهيمنة والتي قد تصل بالمتصارعين إلى هدم‬
‫أركان البناء الديمقراطي‪.‬‬
‫‪-2‬االعتزاز بالرأي مع مساحة تغيير‪:‬‬
‫حيث أن اإليمان بالفكرة يجعل من حاملها مشعل إنارة لها‪ ،‬ودرب وصول لتحقيقها فال تكون‬
‫مجرد عبث وكالم في الهواء‪ ،‬لذا تعد الثقة واالعتزاز بالرأي من عوامل االحترام للذات من‬
‫جهة وللعقل‪ ،‬واحترام لمستوى الحوار‪ .‬أما مساحة التغيير في عقلي فهي الجانب الذي يمثل‬
‫حركية الفكرة وعدم جمودها‪ ،‬فهي على قناعتي بها قابلة للتغيير بأن أستفيد من رأي اآلخر بما‬
‫يثبت رأيي أو يعدله أو يغيره‪.‬‬

‫‪ 16‬من دراسة ومخطوطة كتاب للكاتب بكر أبوبكر المعنون‪ :‬دعني أفكر معك!فن الحوار وأدب النقد‬
‫واالختالف‪.‬‬
‫‪ 17‬الخالف يحمل في كنهه معنى الشجار والصراع ‪ ،‬غير أن االختالف يعني التباين والتنوع ‪ ،‬فكما خلق هللا‬
‫اشكالنا وقدراتنا متباينة مختلفة ‪ ،‬كذلك خلق لنا طبائعنا متنوعة ‪ ،‬بالتالي وبسبب التباين كان ال بد من حصول‬
‫االختالف ولنقل هنا في الرأي والتفكير‪ ،‬كما يقول د‪.‬محمد علي عبيد‬

‫‪26‬‬
‫ً‬
‫مدخال للتثبت‪:‬‬ ‫‪-3‬اعتماد الشك‬
‫إن األفكار تأتي وتذهب وتستقر أحيانا ثم يفد عليها من الجديد ما يزلزل أسسها أو يحركها عن‬
‫موضعها‪ ،‬لذلك فالفكرة في العقل المحاور قابلة للنقض ومدى استقرارها المرهون بالحجة قابل‬
‫للتزحزح حال ظهور عوامل جديدة أو آراء أخرى أو حال الحوار بعقل منفتح‪ .‬والشك هنا مدخل‬
‫للتثبيت أو التشذيب أو التغيير للفكرة‪ .‬لم يتناقض مذهب الشك عند علماء األمة مع استقرار‬
‫العقيدة على سبيل المثال بل اعتبروا أن طرح المشكوك به أو السؤال الكبير حول كل المسكوت‬
‫عنه ضرورة الستقرار الرأي وضرورة للتجاوب مع العقول بمختلف اتجاهاتها‪ ،‬والتعامل مع‬
‫اإليمان بمنطق العقل لتثبيته‪ ،‬مع عدم إغفال القضايا الروحانية والنفسية‪.‬‬
‫لقد كان صالح خلف (أبوإياد) القائد الفلسطيني الكبير ذو المهابة الطاغية والعنفوان رمزا كبيرا‬
‫لالعتداد بالنفس ومعبرا عن نَفَس المعارضة الدائم‪ ،‬وهو على قدرته وثبات رأيه كان ال يعدم‬
‫الوسيلة لتلمس احتياجات واحتجاجات اآلخرين واالستماع اليهم وتفهم آرائهم ما يعود عليه بفائدة‬
‫تحقيق الوحدة الوطنية من جهة‪،‬ومن جهة أخرى إثراء مساحة التشكك في عقله تلك التي لم‬
‫يغلقها أبدا ما يؤدي به إلى التفهم وإمكانية التطوير والتعديل في رأيه‪.‬‬

‫‪-4‬االنفتاح الذهني ونقض القوالب الجامدة‪:‬‬


‫حيث تشكل المفاهيم المسبقة أو القوالب الجامدة عائقا خطرا في وجه تفهم اآلخر‪ ،‬كما يشكل‬
‫احتكار الصواب أو احتكار تفسير النصوص من قبل الحزب السياسي أو األشخاص (المقدسون)‬
‫عائقًا كبيرا‪ ،‬تصور شخصا يذهب لحضور ندوة أو مهرجانا أو يقرأ كتابا ولديه اتجاه أي رأي‬
‫مسبق مناهض للمحاضر أوصاحب المقال أو الكتاب‪ ...‬إنه بالضرورة سيتعامل مع الموضوع‬
‫بشكل دفاعي أو اتهامي ضمن مرجعيته المسبقة لذا يعتبر االنفتاح الذهني مدخال ألدب الحوار‪.‬‬

‫‪-5‬احترام الرأي المخالف‪:‬‬


‫إن ثقة الشخص برأيه ال تتناقض البتة مع حضور الذهن حين االستماع للرأي اآلخر‪ ،‬استماعا‬
‫ملهما بمعنى محاولة تكشف عناصر الجدة (الجديد) والحداثة في حديث المخالف من جهة‬
‫وعناصر الرد عليه فيما هو حجة ضعيفة‪....‬إن أدب المناظرة مختلف عن أدب الحوار‬
‫واالختالف فاألول يسعى فيه المتناظرون للتفوق والبروز والتشكيك باآلخر وإبراز مثالب حجته‬
‫وبالتالي إفحامه أو تعريته أمام ذاته والجمهور‪ ،‬أما المتحاورين فهما وإن اختلفا يبحثان –ضمن‬
‫منطق أدب االختالف‪-‬عن العناصر الجديدة والمفيدة والضرورية للتطوير لكل في فكرته‪ .‬وحتى‬
‫إن بقي االختالف يظل االحترام متبادال‪ ،‬وال يتجه للتسفيه الشخصي حيث األعراض والشتم كما‬
‫هو حال عدد من ال َكتَبة‪ ،‬أو من المواقع ذات الطابع التهجمي المسف على الشبكة البينية أو‬
‫الشابكة (االنترنت)‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫وأحتفظ شخصيا بعالقة قوية بأحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممن أختلف معه أحيانا‪،‬‬
‫وكثيرا ما أتفق معه ألنه العب حقيقي يفهم معنى الديمقراطية كما يفهم كيف يحترم رأيه ورأي‬
‫اآلخرين‪ ،‬وال يحول حائل دون تبنيه للرأي اآلخر إن وجده مناسبا من أي جهة جاء‪.‬‬
‫‪-6‬االختالف واالستفادة‪:‬‬
‫إن الفكرة انتزاع لها من جملة أفكار‪ ،‬والفكرة تراوح في مساحات متقاطعة مع أفكار أخرى وال‬
‫تستقر بسهولة‪ ،‬لذا فإن منطق االختالف في الفكرة منطق السعي لإلفادة ما يدعم ويقوي‪ ،‬أو يهدم‬
‫ويقوض للفكرة‪.‬‬
‫بمعنى أن العالم الذي يقنع بعلمه ويتوقف وال يجعل من األفكار الوافدة محال في عقله سيتأخر‬
‫عن ركب العلم حيث العلم مرتبط بالتطور والتقدم‪ ،‬والمفكر الذي يظن أنه صاحب النظرية‬
‫األوفى سيقع في منزلق الجمود متى ما اعتقد الثبات ال التغيير في الفكر‪ ،‬والمتعلم الذي يكتفى‬
‫بقسطه من العلم في أي مجال ستهبط كفاءته وتتناقص قدرته إن لم يضف إليها الجديد بالقراءة‬
‫والدرس والمران والحوار واالستفادة من المختلف‪.‬‬
‫‪-7‬التوجه نحو الموقف أو الفكرة ال الشخص‪:‬‬
‫حيث أن الحوار قد يكون بين الشخص وذاته أو بين شخصين أو أكثر في ندوة أو مؤتمر أو‬
‫ورشة أو في سياق مناقشة عادية منظمة أو عابرة‪ ،‬وفي كل هذه الحوارات فإن االختالف أو‬
‫التعدد أمر طبيعي‪ ،‬وبمعنى أن في ذات الشخص قد يكون أكثر من رأي أو فكرة في الموضوع‬
‫أو المشكلة فيفكر باتجاهات تعدد الحل أو الرأي‪.‬‬
‫ومن البديهي أن العقلية المرنة المنفتحة تتقبل اآلخر وتسعى فيما هو عنده لالستفادة وربما‬
‫االستزادة‪ ،‬ولكن كل هذا ال يمنع أن الرأي المخالف يعبر عن نفسه وهنا يصبح الدفاع عن الرأي‬
‫أوتوضيحه أو عرضه من المتوجب أن يتم ضمن شروط التدرج وحسن العرض واإلقناع‪.‬‬
‫يقول اإلمام علي (رض) ردا على بعض صحابته يسبون المخالفين كما ورد في نهج البالغة‪:‬‬
‫(إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين‪ ،‬ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في‬
‫القول‪ ،‬وأبلغ في العذر‪ ،‬وقلتم مكان سبكم اياهم‪ :‬اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا‬
‫وبينهم واهدهم من ضاللتهم)‪.‬‬
‫وفي مواجهة فكرة اآلخر المختلف معها فإن النقد أو التعبير عن االختالف يتم بالتعرض لذات‬
‫الفكرة أوالموقف أو الموضوع ال للشخص نفسه كما دأب يردد المفكر العروبي خالد الحسن (أبو‬
‫السعيد) ‪ ،‬والتعرض لذات الشخص وحياته الخاصة هو ما يفعله عدد من الكتاب حين يتعرضون‬
‫لألشخاص في ذواتهم وأشكالهم وأعراضهم ما ال يقبل وال يتفق مع أدب االختالف‪ ،‬وإنما الممكن‬
‫تصنيفه ضمن مفهوم (الشرشحة والردح والتشهير المعيب)‪.‬‬
‫‪ُ -8‬حسن اإلنصات والفهم‪:‬‬
‫هل من الممكن أن نتصور عقلية مرنة منفتحة متقبلة لالختالف ال تستمع وتصغي بأناة وتتبع‬
‫لآلخر؟ وهل نتصور صاحب فكرة أو مذهب أو رأي يسعى إلقناع اآلخرين ينطلق متكلما‬
‫‪28‬‬
‫كالحافلة تصدم المستمعين دون توقف‪ ،‬لمالحظة مدى استجابة وتفاعل اآلخرين؟ وللتدقيق في‬
‫ردود الفعل الكالمية والجسدية؟‬
‫إن حسن اإلنصات لآلخرين سواء فيما يقولونه أو ال يقولونه (الصمت‪ ،‬ولغة الجسد) مدخل‬
‫للشخص إلثراء فكره‪ ،‬ومدخل للتأثير في اآلخرين وفي ذات الوقت فإن حسن اإلنصات من أدب‬
‫المحاور الراغب بإيصال فكرته من جهة أو الرد على أفكار اآلخرين‪.‬‬
‫وإال كيف ترد الحافلة على متطلبات إشارات المرور إذا لم يكن مقودها بيد سائق ماهر‬
‫‪18‬‬
‫و(منصت حكيم)؟‬
‫‪ -9‬أطر الحوار واالختالف‪:‬‬
‫إن أهمية الحوار بأهمية االستماع لوجهة النظر األخرى‪ ،‬واالختالف بمكوناته وتوزعه على‬
‫الخلفيات والثقافات يحتاج لتأطير بمعنى االتفاق المسبق على طرق التحاور وتوقيتاته والنتائج‬
‫المبتغاة‪ ،‬وإن كان االختالف يعبر عنه في إطار الجلسة (الندوة‪ ،‬المؤتمر‪،‬المجلس‬
‫التشريعي‪،‬االجتماع‪ )...‬فيجب أن يكون محكوما بقوانين هذه الجلسة من الدور والوقت والقدسية‬
‫وااللتزام واالحترام المتبادل‪ ،‬وإال تحول لمعرض يتبادل فيه الفرقاء بضاعتهم دون هدف أو‬
‫سعي لتحقيق هدف‪.‬‬
‫‪ -11‬الصدق‬
‫إن المؤمن بالحوار‪ ،‬المؤمن باالختالف‪ ،‬المؤمن بالديمقراطية يجب أن يكون صادقا‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن يتم االستعانة باألكاذيب واالختالقات كأسانيد‪ ،‬وأذكر أنني كتبت مقاال أتعرض فيه لتنظيم‬
‫سياسي فلسطيني بالدليل‪ ،‬فلقي مقالي هذا الشتم والطعن كما هي عادة المراهقين السياسيين أو‬
‫الفكرانيين (المؤدلجين) دون أدنى وعي ‪ ،‬دون أن يدخل أحدهم في صلب الموضوع‪ ،‬ولكن‬
‫األدهى واألمر أن لجأ أحدهم التهامي بأنني قلت كذا وكذا مما لم أقل وقام اآلخرون بتداول الكذبة‬
‫كحقيقة‪.‬‬
‫إن الصدق صفة المؤمن التي ال تسلب كما قال الرسول األعظم محمد صلى هللا عليه وسلم في‬
‫الحديث المشهور‪ ،‬والصدق في المجتمعات واألحزاب مدخل نظافة اليد والفرج واللسان‪،‬ألن من‬
‫يلجأ لغير ذلك فهو الضعيف الذي يحاول تغطية ضعفه أو حرجه أو آثامه‪.‬‬

‫‪ 18‬يقول الكاتب ياسر حارب في مقال له في البيان (‪( )2183/5/9‬لقد حالفني الحظ في مالزمة الشيخ العالمة‬
‫عبد هللا بن بيه طيلة أسبوع كامل‪ ،‬وال أذكر أنني سمعته يتحدث ألكثر من ثالث دقائق متواصلة‪ .‬رأيت علماء‬
‫ومسؤولين يثنون ركبهم عنده يسألونه في الفقه والدين‪ ،‬فيجيبهم باقتضاب ثم يعود إلى تحريك سبحته‬
‫واالستغفار‪ .‬سألت ابنه عن سر ذلك الصمت فقال بأنه حضر معه يوما مجلسا ً مليئا ً بالعلماء‪ ،‬تحدثوا كلهم إال‬
‫هو‪ ،‬وبعد أن انفض المجلس وخرجوا‪ ،‬الم أبيه على صمته وهو العالم المحدث الفقيه‪ ،‬فقال له‪" :‬يا بني‪ ،‬ال‬
‫تنتصر لنفسك بكثر الكالم"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ويقول المفكر العربي عبدالحميد األنصاري‪ 19‬في ذات الموضوع تحت عنوان "كيف ندير‬
‫االختالف" في ظل تمزق األمة بين تياراتها أن الضرورة ملحة للدعوة لثقافة الحوار بما‬
‫هي«قبول اآلخر» بما هو عليه من اختالف‪ ،‬واحترام التعددية‪ ،‬الدينية والمذهبية والسياسية‪،‬‬
‫وتفعيل قيم التسامح ونقد الذات‪ ،‬واالعتراف بالخطأ واالعتذار عنه محددا مقومات ثمانية للحوار‬
‫‪20‬‬
‫وتقبل االختالف كما يراها‪.‬‬

‫‪ 19‬عبد الحميد األنصاري في صحيفة االتحاد اإلماراتية‪ ،‬كيف ندير االختالف؟ عدد الخميس ‪ 21‬نوفمبر‬
‫‪2189‬‬
‫‪ 20‬مقومات ثقافة الحوار في المجتمع والوطن كما طرحها د‪.‬عبد الحميد األنصاري‪:‬‬
‫(‪ )8‬انشغال الذات بعيوبها وليس عيوب اآلخر‬
‫(‪ )2‬التوافق المجتمعي على إخراج الدين من ساحة الصراعات السياسية‬
‫(‪ )3‬ضرورة االتفاق على ضمان حياد الدولة‪ ،‬دينيا ً ومذهبيا ً‬
‫(‪ )9‬تعميق وترسيخ وتفعيل مفهوم الموا َ‬
‫طنة‬
‫(‪ )5‬تجفيف الينابيع المغذية لشجرة التعصب‪ ،‬الديني والمذهبي والقبلي والجنسي‬
‫(‪ ) 6‬السعي الجاد لتفعيل منظومة الحوار الداخلي بين المكونات والفصائل والتنظيمات‪ ،‬دون إقصاء‬
‫أو تخوين أو تكفير أو تجريح أو تفسيق‪.‬‬
‫(‪ )7‬إخضاع كافة المنظومات المجتمعية‪ ،‬الفكرية والسياسية والثقافية والدينية واإلعالمية والتشريعية‪،‬‬
‫للمراجعة والنقد والتقويم‬
‫(‪ )1‬ترسيخ اإليمان بشرعية االختالف‪ ،‬في المعتقد الديني والسياسي والفكري‬

‫‪30‬‬
‫نصتة‪ ،‬والمتحدثة (فن الحديث)‪.‬‬
‫الم ِ‬
‫رابعا‪ :‬الشخصية ُ‬

‫في حركة فتح فإن للحوار والحديث والتواصل بكل أشكاله احترام شديد ومساحة واسعة‪ ،‬ولما‬
‫كانت العالقة مع الجماهير‪ ،‬مع الناس تمثل حقيقة العالقة الواجب قيامها بين الطليعة الثورية‬
‫المناضلة والجماهير لذا كانت الضرورة أن نتعلم ونعلم الجماهير‪ ،‬وأن نعتمد عليها‪ ،‬فإن لم نتقن‬
‫فن االستماع واإلصغاء اليها فإننا نخسر‪ ،‬وبالمقابل وجب أن نحسن الحديث معهم في سياق‬
‫مفاهيم االتصاالت عامة وفي فن الحديث‪.‬‬
‫االتصال (االتصاالت)‪ 21‬في اللغة أساسا الصلة والعالقة وبلوغ غاية معينة من تلك الصلة‬
‫وفي المجال التنظيمي فإننا من الممكن أن نعرف االتصاالت بأنها‪:‬‬
‫(عملية نقل المعلومات " رسالة " من المصدر إلى المتلقي ‪-‬شركاء االتصال‪ -‬عبر قناة اتصال‬
‫بهدف إرجاع األثر) ‪.‬‬

‫لالتصاالت أنواع عديدة‪ ،‬منها ما يكون بين الفرد ونفسه خالل احساساته بمثيرات معينة تحفزه‬
‫للتخيل والتصور أو التذكر والتفكير وهذا مما يسمى (االتصال الذاتي) ‪ ،‬وفي هذا اإلطار يقول‬
‫الكاتب جبرا إبراهيم جبرا " في الشباب نخجل من االستغراق في الذكريات‪ ،‬ألن الحاضر‬
‫والمستقبل أهم وأضخم ‪ .‬ولكننا مع تقدم السنين يقل فينا الخجل من االنزالق نحو الذكريات ‪ .‬ال‬
‫ألن الحاضر والمستقبل يفقدان األهمية والضخامة –ولو أن ذلك أيضا ممكن – بل ألننا ال نتحمل‬
‫منهما الكثير إال بطلب من المدد من تجاربنا العتيقة – تلك التجارب سارها و أليمها" …‬
‫منها ما يكون بين فرد وآخر أو فرد ومجموعة وهذا ما يسمى ‪(:‬االتصال الشخصي)‬
‫ومنها ما يكون بين فرد أو مجموعة من األفراد وبين جمهور وهذا ما يسمى (االتصال‬
‫الجماهيري) والذي يؤلف األعالم (القديم والجديد والتواصل االجتماعي) أبرز عناصره وقد‬
‫يتخذ االتصال الجماهيري شكل دعاية أو الحرب النفسية أو اإلعالن أو التعليم أوالعالقات العامة ‪.‬‬
‫وقد يكون االتصال مباشرا ً دون وسيط بين الشخصين أو الطرفين بحيث يكون الهواء هو ناقل‬
‫االتصال وقد يكون غير مباشر بوسيط سمعي أو بصري أو االثنين معا ً ‪ .‬وبوجود عديد‬
‫التصنيفات لالتصال سنتعرض هنا لالتصال الرسمي واالتصال غير الرسمي‪.‬‬

‫‪ 21‬لمراجعة ملفنا الحركي في فتح المعنون‪ :‬االتصاالت في المنظمة (التنظيم) الصادر عام ‪.2181‬‬

‫‪31‬‬
‫وحديثا هناك االتصال االفتراضي عبر المجموعات والتطبيقات المختلفة على الشابكة وله شان‬
‫آخر‪.‬‬
‫يتطلب االتصال من جانب الشخص المسؤول توافر العديد من المهارات وعلى ذكر المهارة‪،‬‬
‫فالمهارة عبارة عن قدرة عقلية أو حركية يتم تنميتها بالتكرار والمران لتصبح ما يطلق عليه‬
‫بالمهارة – كالقدرة على االستماع والكتابة أو التعبير أو التفكير أو التخيل‪ ،‬الكالم ‪ ،‬القراءة ‪،‬‬
‫الحديث ‪ -‬وقد أتضح من إحدى الدراسات التي تمت حول هذه المهارات خاصة فيما يتعلق بالوقت‬
‫المخصص لكل نوع من المهارات األساسية أنه يأخذ نسبا كما يلي ‪:‬‬
‫االستماع ‪%32‬‬ ‫‪1‬‬
‫التعبير باإلشارة أو الجسم ‪%31‬‬ ‫‪2‬‬
‫الكالم ‪%21‬‬ ‫‪3‬‬
‫القراءة ‪%11‬‬ ‫‪4‬‬
‫الكتابة ‪%6‬‬ ‫‪5‬‬
‫بينما اتضح من دراسات أخرى أن ما يقرب من ‪ % 45‬من الوقت المخصص لالتصال موجه‬
‫لالستماع‪.‬‬
‫كما دلت الدراسات أن المسؤولين كغيرهم من األفراد ال يحسنون االستماع ويرجع ذلك إلى‬
‫افتراض أن الموضوع سينقل‪.‬‬
‫إنهاء المكالمة بعد تلقي أو إرسال الرسالة‪.‬‬
‫تصبح مسألة شخصية ويتحرك الشعور واإلحساس أو اإلدراك‬
‫متأثرا ً بالتشويش‪.‬‬
‫يركز فقط على الحقائق ويستبعد األساسيات أو التصحيحات‪.‬‬
‫يسرح بخياله‪.‬‬
‫التظاهر باالستماع واالهتمام‪.‬‬
‫وال شك أن محاولة التغلب على جوانب الضعف هذه تساعد في فاعلية‬
‫االستماع إلى مستوى أعلى من ‪ % 25‬من المستوى‪.‬‬
‫مهارة اإلصغاء‪:‬‬
‫في اإلصغاء حسن استماع حيث يقول اإلمام األوزاعي (حسن االستماع قوة للمتحدث)‪ ،‬ويقول‬
‫فيه العلماء أن من بين كل ‪ 9‬أشخاص فإن واحد فقط يفهم جليا ما يقوله المتحدث‪ ،‬كما أن ‪%75‬‬
‫من مواضيع النهار تتم باالتصال الشفوي –حسب أحد الدراسات‪ -‬وذلك بمعدل ‪ %31‬حديث‬
‫و‪ %95‬إصغاء ‪ ،‬ويقولون أيضا أن الشخص نصف المصغي ال يحفظ إال ‪ % 51‬مما يسمعه‬

‫‪32‬‬
‫مباشرة بالمتوسط ولتحسين اإلصغاء يقول د‪.‬سمير شيخاني أنه من المتوجب أن تتفرغ لمحدثك‬
‫تماما وتنصت متفكرا‪(.‬واليكم كيف نصغي جيدًا)‬

‫هل ما يقوله صحيح ؟‬


‫هل مصادره متحيزة أو بها محاباة؟‬
‫هل يريني الصورة كاملة ؟‬
‫أصغ لما بين السطور‪.‬‬
‫أصغ لتبدل نبرات الصوت‬
‫أنصت للتعبيرات غير اللفظية مثل تغييرات الوجه وحركات الجسم‪.‬‬
‫حاول أن تجد شيئا مشوقا بالحديث‬
‫الحظ الجديد بالموضوع‬
‫أحصر فكرك بالموضوع‬
‫ركز على األفكار األساسية وافرز األولية منها من الثانوية‬
‫تجنب سرعة االستنتاج بمقاطعة اآلخر‬
‫تجنب األحكام المسبقة والقطعية عن المتحدث‬
‫تجنب اتخاذ موقف عاطفي مسبق‪.‬‬

‫وقيل في األثر(حدث القوم ما رمقوك"أي لحظوك بأعينهم" أبصارهم‪ ،‬فإذا رأيت منهم‬
‫فترة"فتور" فانزع)‪.‬‬
‫عموما يمكننا القول أن اإلصغاء هو االستماع (للمتحدث) وله‪ ،‬أي استمع له وإليه‪ ،‬فاالستماع‬
‫له بحاسة األذن‪ ،‬أما االستماع إليه فهو في حاسة العين ألن العين تنقل للمصغي التعبيرات التي‬
‫‪22‬‬
‫يرغب المتحدث باإلدالء بها عن طريق حركاته التعبيرية‪ ،‬بالوجه أواألطراف الخ…‪.‬‬

‫‪ 22‬محمود القاروط في ورقته المعنونة‪ :‬فن اإلصغاء (االيجابي الفعال) من اصدار اكاديمية فتح الفكرية عام‬
‫‪2128‬‬

‫‪33‬‬
‫‪23‬‬
‫مهارات اإلصغاء اإليجابي‬

‫لإلصغاء أربعة مهارات هامة هي‪ :‬إعادة الصياغة والتلخيص واالستجابة للحركات‬

‫التعبيرية واالستجابة للمشاعر‪ .‬المهارات األربعة يمكن تعلمها وجعلها جزءا ً من سلوك الفرد‪.‬‬

‫إعادة الصياغة‪ :‬وهي إعادة ما قاله المتحدث بأسلوب المصغي‪ ،‬وتهدف إلى إظهار مفهوم‬

‫المصغي لما أدلى به المتحدث من كلمات وجمل‪ ،‬والتأكد من سالمة وصحة هذا المفهم‪ ،‬مثال‬
‫ذلك لقد فهمت من أقوالك الخ…‪ ،‬هل كان قصدك أن تقول الخ…هل ما فهمته من أقوالك صحيح‪.‬‬

‫التلخيص‪ :‬وهي إعادة النقاط الرئيسية التي ذكرها المتحدث ألخذ الموافقة عليها‪ ،‬ويستخدم‬

‫التلخيص في بداية الحوار الستعراض ما تم في حوارات سابقة‪ ،‬أو في نهاية كل جزء من الجلسة‬
‫أو آخرها‪.‬‬

‫ومثال ذلك‪ ،‬أريد أن ألخص الخ… دعنا نتعاون لتلخيص ما تم الحديث عنه الخ…‪.‬‬

‫االستجابة للحركات التعبيرية‪ :‬الحركات التعبيرية هي تلك الحركات التي تبدو على‬

‫وجه المتحدث أو جسمه‪ ،‬وكيف تستجيب لها‪ ،‬إن االستجابة لها تعطي المتحدث انطباعا ً هاما ً بأن‬
‫المصغي مهتم ومتفاعل مع المتحدث‪.‬‬

‫االستجابة للمشاعر‪ :‬االستجابة للمشاعر هي أحد أساليب إظهار التفهم والتفاعل مع‬

‫المتحدث‪ ،‬إن الحديث عن الموت أو مآسي معينة يتطلب من المصغي إظهار مشاعر المواساة‬
‫للمتحدث الخ…‪.‬‬

‫‪ 23‬محمد قاروط (أبورحمه) من ورقته السابقة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪24‬‬
‫تحسين االتصال عبر (اإلصغاء)‬
‫وفي نفس اإلطار يحدد العالمان (نيومان وسمر) في كتابهما عمليات اإلدارة نقاطا عشرة‬
‫لتحسين اإلصغاء موجهة للمسؤول أو الرئيس أو المدير حتى يتمكن من استخدام الطرق‬
‫الصحيحة في التوجيه واإلرشاد والقيادة كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬أصغ بصبر‪ :‬لما يقوله الشخص اآلخر حتى إذا كان قوله غير صحيحا أو‬
‫ليس له عالقة بالمشكلة‪.‬‬
‫‪-‬حاول أن تتفهم المشاعر التي يريد الشخص اآلخر التعبير عنها ‪:‬‬
‫‪-‬إذا كان ذلك ضروريا صرح ثانية بمشاعر الشخص اآلخر‬
‫بصورة مختصرة ودقيقة‬
‫‪-‬الوقت‪ :‬السماح بالوقت الكافي لالستماع دون مقاطعة‪.‬‬
‫‪-‬تجنب األسئلة المباشرة أو الجدل في المعلومات التي يسردها‬
‫‪-‬حين الحاجة لمزيد من المعلومات أو الحقائق المتعلقة بنقطة معينة صرح بما‬
‫قاله ثانية بصورة سؤال‬
‫‪-‬أصغ إلى الشيء الذي لم يقل ‪ ،‬الذي تجنب التصريح به‬
‫‪-‬كن صادقا وصريحا في اإلجابة إذا كان صادقا في المشورة‬
‫‪-‬افهم المشكلة وال تتورط عاطفيا‬
‫‪-‬عدم إبداء الرأي رأسا ومحاولة التأجيل ما أمكن حتى تتمكن من‬
‫التقييم الصحيح‪.‬‬

‫‪ 24‬هذه النقاط منسوبة لكتاب "نيومان وسمر" مباديء اإلدارة المفاهيم والسلوك والممارسة‪ ،‬الصادر عام‬
‫‪ ،8468‬وهما وليام نيومان وتشارلز سمر‪ ،‬وقد عرفا التواصل باعتباره‪ :‬تبادل لألفكار والحقائق واآلراء أو‬
‫المشاعر لشخصين أو أكثر‪ .‬واعتبرا التواصل هو مجموع كل األشياء التي يقوم بها شخص ما عندما يريد‬
‫خلق التفاهم في أذهان اآلخرين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫فن الحديث (الخطاب)‬
‫نحيلكم على أهم النقاط في اتقان فن الحديث‪ ،‬مع األفراد وبمواجهة الجمهور‪ ،‬كما يلي لما ألهميتها‬
‫من دور في تنمية الشخصية وقدرتها على التقدم واالقناع والجذب للىخرينن ولفكروأداء الحركة‪،‬‬
‫والحركيين‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ 53‬قاعدة في فن الحديث‪( ،‬إلقاء الخطاب )‬
‫إعداد‪-‬تدريب‪ -‬كن كما أنت‪ -‬قطار أالفكار‪-‬ثقة‪-‬التواصل البصري –اللغة‪ -‬البساطة‪-‬الوضوح‬
‫‪26‬‬
‫‪ -8‬اإلعداد الورقي (البحثي) المسبق (من المكتبات‪/‬الشبكة‪/‬اللقاءات‪/‬االستطالعات‪)....‬‬
‫‪ -2‬االستعداد النفسي والعصبي بقهر الخوف واألفكار المثبطة (التنفس‬
‫العميق‪/‬الـتأمل‪/‬التدريب‪/‬البحث‪/‬الدعاء‪/‬البرمجة الذاتية بتحويل مشاعر الخوف الى‬
‫مشاعراالثارة‪)27‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -3‬تجهيز القاعة ومساعدات العرض مسبقا‬
‫‪ -9‬التدريب والتمرن المسبق على اإللقاء‪ ،‬أو أمام آخرين (أمام صديق‪/‬العائلة‪/‬المرآة‪)...‬‬
‫‪ -5‬تخيل نفسك في القاعة‪ ،‬وارسم سيناريو (مخطط) االلقاء مسبقا في ذهنك‪ ،‬وبتكرار‬
‫‪ -6‬قس الزمن الذي تستغرقه كمتحدث باإللقاء مسبقا‪ ،‬والتسجيل لنفسك‪.‬‬
‫‪ -7‬الحضور قبل الجمهور للتآلف مع الجمهور‪ ،‬ومع المكان‪ ،‬والتجهيزات‪.‬‬
‫‪ -1‬االهتمام بالمادة الموثقة والمدعمة باألرقام واألشكال والصور‪ ،‬واختر عنوانا جذابا‬
‫للكلمة‪.‬‬
‫‪ -4‬اللبس المريح والمناسب‪ ،‬ما يعطي مظهرك الخارجي قبوال‪ ،‬ولحركتك سهولة‪.‬‬
‫الوقفة المالئمة (بانتصاب دون انحناءات أو تكلف‪)..‬‬ ‫‪-81‬‬

‫‪ 25‬وهي بنفس تقنيات إلقاء المحاضرة المؤثرة أيضا‪ ،‬والمادة من تأليف واعداد االخ بكر أبوبكر "مسؤول‬
‫التعبئة الفكرية في حركة فتح عضو قيادة مفوضية االعالم" وتم تقديمها كمحاضرات لمرات عدة في الفترة‬
‫ما بين االعوام ‪ 2111‬فصاعدا‪ .‬وصدرت للكاتب في كتاب هام‪ ،‬عام ‪ 2121‬تحت عنوان‪ :‬فن الحديث‪ :‬في‬
‫الخطاب المؤثر واألسلوب الجذاب‪ ،‬من إصدار دار االمين في رام هللا وعمان‪.‬‬

‫‪ 26‬تمتع بروح الوفرة واجمع أكبر قدر من المعلومات‪( ،‬إن النحلة تمتص مليون زهرة حتى تعطينا مائة‬
‫جرام من العسل)‪.‬‬

‫‪27‬للخوف واالثارة نفس التأثير الشعوري الفيزيائي‪ ،‬والموضوع لديك‪ ،‬هو كيف تجعل العقل يفسرها أهي‬
‫خوف أو إثارة كما تقول المدربة المتخصصة "ميل روبنز"‪.‬‬

‫مساعدات العرض تستطيع زيادة مقدرة المتحدث على االقناع بنسبة ‪ %39‬حسب أحدى الدراسات‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪36‬‬
‫تجهيز الكلمة أوالخطاب مطبوعا ومحوسبا‪ 29،‬وتجهيز مخططك للمحاضرة‬ ‫‪-88‬‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫حصر األفكار بما يتعلق بالحديث‪/‬الخطاب‪ ،‬وعدم إعطاء مواعيد‪.‬‬ ‫‪-82‬‬


‫‪31‬‬
‫كن كما أنت‪ .‬طبيعي وغير متكلف‪.‬‬ ‫‪-83‬‬
‫استخدام (قطار األفكار) حيث المقدمة المركزة‪ ،‬والعرض للموضوع بتسلسل‬ ‫‪-89‬‬
‫منطقي ‪ ،‬كل فقرة تؤسس للتالي‪ ،‬ثم خاتمة جامعة‪ ،‬واترك لهم ما يتذكرونه او‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫يفعلونه‪.‬‬
‫للجذب استخدم القصص واألمثلة واالستشهادات والمأثورات‪ ،‬والطرافة في‬
‫‪34‬‬
‫‪-85‬‬
‫‪35‬‬
‫المقدمة‪ ،‬وحيث لزم‪.‬‬
‫ال إسهاب ممل‪ ،‬وال إيجاز مخل‪ ،‬حيث من يقدر على االسهاب يقدر على‬ ‫‪-86‬‬
‫‪36‬‬
‫االيجاز‪.‬‬
‫ال تبدأ باالعتذار أبدا‪ ،‬حيث أنك ستفقد الجمهور‪.‬‬ ‫‪-87‬‬
‫كن صادقا وحازما وثق بما تقول واعتقد به وسيطر على أعصابك‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪-81‬‬

‫وإذا كانت محاضرة لغرض توزيعها بعد اإللقاء‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪" 30‬مخطط المحاضرة " خاص بك أنت‪ ،‬لتعلم اين تبدا وكيف تسير وأين تتوقف‪ ،‬وتضع مفاتيح الكالم‬
‫وعناوين الفقرات واين تركز وعلى ماذا ومتى‪.‬‬

‫ولكن بالطبع كن واثقا‪ ،‬وأظهر الحماسة وأبرز شخصيتك‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪32‬قد يكون التسلسل جغرافيا أو زمنيا او تاريخيا‪ ،‬أو من األصعب لألسهل أو بالعكس‪ ،‬أو باالجابة عن‬
‫سؤال‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ 33‬اترك شيئا في الختام ليعلق بذهن المستمعين‪/‬الجمهور عبر تشبيه أو قصة أو طرفة أو صورة متعلقة‬
‫بالموضوع‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫يقول علي بن أبي طالب‪ :‬ان هذه القلوب تمل كما تمل االبدان‪ ،‬فابتغوا لها طرائف الحكمة‪.‬‬

‫الصورة تعادل ألف كلمة‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫قال الجاحظ‪ :‬وأحسن الكالم ما كان قليله يغنيك عن كثيره‪ ،‬ومعناه في ظاهر لفظه‪( .‬مثال كاسترو)‬ ‫‪36‬‬

‫‪ 37‬تترجم الثقة الطاقة العصبية الى حماسة في نقل الرسالة‪ .‬وتكتسب الثقة باإلعداد السليم والمسبق‬
‫والتدريب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫استخدم الفواصل (الوقفات) بين األقسام الرئيسية‪ 38.‬وال تفقد ترابط األفكار‬ ‫‪-84‬‬
‫وانتقل بهدوء وسالسة بين األفكار‪.‬‬
‫استخدم عبارات الربط ( لذلك‪ ،‬وبما أن‪ ،‬وفي هذا المجال‪ ،)...‬أو بطرحك سؤال‬ ‫‪-21‬‬
‫ثم اجابتك عليه‪.‬‬
‫أهمية توكيد وتكرار بعض األفكار والمفاهيم األساسية‪ ( .‬أنتم كوادر الوطن‪ ،‬أنتم‬ ‫‪-28‬‬
‫لسان الوطن‪ ،‬أنتم قادة الوطن‪.)...‬‬
‫نوع أساليب العرض‪ :39‬وقوفا وبالتحرك وباستخدام المساعدات‪ ،‬لتريح‬ ‫‪-22‬‬
‫المستمع‪.‬‬
‫استخدم ضمير المخاطب ليشعروا بأنهم معنيين (أنا‪/‬أنت‪/‬أنتم‪/‬نحن‪)...‬‬ ‫‪-23‬‬
‫الطقوس قد تؤشر على المحاضر (طريقة اللبس‪/‬الزينة‪/‬الحركات‪)...‬‬ ‫‪-29‬‬
‫ليتسم حديثك بثالثية‪ :‬وضوح وبساطة وواقعية‪ ،‬استخدم الدعاء واألمثلة‬
‫‪40‬‬
‫‪-25‬‬
‫والتوكيدات‪ ،‬وال تتخلى عن االبتسامة فهي منطلق للثقة‪.‬‬
‫اهتم بالتواصل البصري (االتصال عبرالعيون) مع الحضور‪ ،‬أو أحدهم مهتم‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أو حال االرتباك النظر في الفراغ تجاه الجمهور‪.‬‬
‫اللغة‪ :‬ما يناسب الجمهور ومستواه(أجنبية‪/‬عربية‪/‬فصحى‪/‬محكية‪ ،)...‬واستخدم‬ ‫‪-27‬‬
‫‪41‬‬
‫اإليماءات وتعابير الوجه واليدين (لغة الجسد) بال تكلف‪.‬‬
‫ال تقرأ المادة أبدا‪ ،‬بل أحفظ األفكار الرئيسية أو استخدم الجذاذات‪ ،‬أو استعن‬ ‫‪-21‬‬
‫بالنظر للمادة‪ ،‬وال تقرأ بسرك من الورق ما فاتك لتقوله‪.‬‬
‫يمكن االستعانة باالستشهادات ( وكما قال الرئيس الخالد أبوعمار يا جبل ما‬ ‫‪-24‬‬
‫يهزك ريح)‪ ،‬والوثائق وبعض المقاطع باإلشارة إليها أو قراءتها‪.‬‬

‫‪ 38‬وتنشيط الحضور باألسئلة والمشاركة في حالة المحاضرة أساسا‪ .‬وأهمية التوقف لتحقيق استيعاب‬
‫الجمهور وتأهيله لفكرة جديدة‪.‬‬
‫‪ 39‬الممثلة االمريكية الشهيرة "ميريل ستريب" نادوا باسمها لتستلم جائزتها التكريمية عن مجمل أعمالها‬
‫الفنية‪ .‬وقف لها الجميع احتراما ً وصفقوا لها‪ .‬اعتلت المسرح‪ .‬ابتسمت‪ .،‬واستمر التصفيق‪ .‬فكانت كلماتها‬
‫األولى‪" :‬شكرا ً جزيالً لكم‪ ،‬أرجوكم إجلسوا‪ ،‬أحبكم جميعاً"‪.‬ثم تلَت عديد األسماء لقصد‪ ،‬ونظرت في أعينهم‪،‬‬
‫وحتى أكتافها كانت تستدر نحوهم‪ ،‬مع ابتسامة صغيرة على وجهها‪..‬كل ذلك ليس عن عبث! فهي جذبت‬
‫الحاضرين‪ ،‬وسيطرت على انتباههم‪ ،‬وباتت عيونهم مسمرة عليها بانتظار معرفة ما تخبئه تلك االبتسامة‬
‫المحنكة‪.‬‬

‫يجب أن تريح المستمع من جهد التفكير الشاق‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ 41‬أهمية استخدام الحركات الدائرية والمفتوحة التي تعطي انطباعا بالراحة والقبول‪ ( .‬في الحديث ‪%7‬‬
‫كلمات و‪ 31%‬قوة صوت المحاضر ونغم كالمه وإيقاعه‪ ،‬و‪ %55‬لغة الجسد)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫استخدم التشبيهات (إن التنظيم المقاوم نمر رابض مستعد للتوثب) والتناقضات‬ ‫‪-31‬‬
‫(فتح ليست غاية إلن الغاية هي فلسطين وفتح هي الوسيلة)‪ ،‬واستهل الخطاب بالعبارات‬
‫الثالثية‪( :‬الواجب‪ ،‬الشرف‪ ،‬الوطن) (طريق الفوز هو اإليمان وااللتزام واإلنجاز)‪.‬‬
‫حافظ على صوتك‪ ،42‬ومرنه مسبقا (اهتم بالنبرة‪:‬منخفض‪ ،‬مرتفع‪ .‬والوتيرة‪:‬‬ ‫‪-38‬‬
‫‪43‬‬
‫بطيء‪ ،‬سريع‪ ،‬والرنة أو النغمة‪ :‬عذبة‪ ،‬خشنة‪ )....‬واهتم بمخارج الحروف‪.‬‬
‫غير طبقات ورنة الصوت في المحاضرة وفق الفقرة‪ ،‬وحاول أن يكون الكالم‬ ‫‪-32‬‬
‫خارجا من أعماقك وعواطفك بأن تجعل حبالك الصوتية تهتز‪.‬‬
‫استخدم الجمل القصيرة والبسيطة‪ ،‬والكلمات الواضحة والمألوفة‪ ،‬والفقرات‬ ‫‪-33‬‬
‫‪44‬‬
‫المعبرة‪.‬‬
‫ال تقيم الجمهور‪ ،‬وال تؤنبه‪،‬وال تلقبه بما يسيء‪ ،‬وال تسخر منه‪.‬‬ ‫‪-39‬‬
‫‪45‬‬
‫أشرك جمهورك‪ ،‬وأقم صالت وروابط مع خبرات الجمهور‪.‬‬ ‫‪-35‬‬

‫قانون اإلجادة‬

‫ويمكننا القول هنا أن قانون (اإلجادة) قانون القفز من مربع الركود واالستسالم الذاتي الى‬
‫مربع االنجاز والتغيير يستلزم أربعة قواعد أو قوانين هي‪:‬‬
‫‪-8‬اشتعال الرغبة الذاتية الى درجة الشغف‬
‫‪ -2‬القراءة ثم القراءة ثم القراءة‬
‫‪-3‬أما ثالثا فال غنى مطلقا عن التدريب والتمرن والممارسة في كل مناسبة تتوفر‪.‬‬
‫‪-9‬وكل هذا تحت مظلة عدم االكتفاء فمن اكتفى انطفأ‪.‬‬

‫‪ 42‬في كتاب "شرح ظاهرة هتلر" لرون روزنبوم يصف جورج شتاينر وهو روائي فرنسي اميركي صوت‬
‫الزعيم النازي بالقول إن له قوة طاغية وفاتنة في الوقت نفسه‪ ،.‬وكأنه يكاد يخرج من المذياع (من مقال‬
‫ميسون أبو الحب في موقع ايالف االلكتروني تحت عنوان‪ :‬هتلر استغل فن الخطابة للتأثير على مريديه)‬

‫حاول أن تتكلم بسرعة ‪ 92‬كلمة بالدقيقة وهو متوسط الكالم الطبيعي‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫يتذكر الناس ‪ %22‬مما يسمعون فقط‪ .‬يتكلم الناس بمعدل ‪ 152-122‬كلمة في الدقيقة وبإمكان العقل‬ ‫‪44‬‬

‫معالجة ‪ 522‬كلمة في الدقيقة تاركا وقتا كبي ار للتململ العقلي ومن هنا تأتي أهمية جذب الجمهور بالبساطة‬
‫والثقة والتوقعات واستخدام الكلمات المألوفة واألساليب المتنوعة‪.‬‬

‫إن كانوا طالبا فبما يتعلق وتوقعاتهم وخبراتهم‪....‬الخ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪39‬‬
‫المفسدات الخمسة للحديث‪:‬‬
‫‪ -8‬الوصول متأخرا‬
‫‪ -2‬البدء باالعتذار‬
‫‪-3‬البدء بحكاية غير مناسبة‬
‫‪-9‬البدء ببطء أو تردد أو بنمطية‬
‫‪–5‬أعطال األجهزة‪.‬‬
‫ولنا نموذج بسيط بحسن الحديث فما أظرف حرف الواو؟ ! حيث يقال أن أبا بكر رضي هللا عنه‬
‫مر به رجل ومعه ثوب فقال‪ :‬أتبيعه؟ قال‪ :‬ال رحمك هللا‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬قد قومت ألسنتكم لو‬
‫تستقيمون‪ ،‬أال قلت‪ :‬ال‪ ،‬ورحمك هللا؟ ومثله ما حكي أن المأمون قال ليحيى بن أكثم‪ :‬هل تغديت؟‬
‫قال‪ :‬ال وأيد هللا أمير المؤمنين‪ .‬فقال المأمون‪ :‬ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها‪.‬‬

‫الوصايا العشر التالية لالتصال الجيد‬


‫وضح أفكارك‪ :‬قبل االتصال بالتفكير المنظم بالمحتوى والمتأثر به من‬ ‫‪‬‬
‫المستقبلين‬
‫افحص الغرض الحقيقي لالتصال‪ :‬وحدد األهداف ليتم تصميم االتصال‬ ‫‪‬‬
‫بشكل صحيح‬
‫البيئة‪ :‬بالسؤال ما الذي قيل ‪ ،‬ولمن قيل ‪ ،‬ومتى سوف تؤثر على نجاح‬ ‫‪‬‬
‫االتصال ‪ ،‬يجب فحص المحيط المادي والمناخ االجتماعي والممارسات‬
‫السابقة لالتصال …‬
‫تشاور ‪ :‬مع اآلخرين في تخطيط االتصال ‪ ،‬ألن التشاور وطلب‬ ‫‪‬‬
‫النصيحة أسلوب مفيد في الحصول على وجهات نظر إضافية تتعلق‬
‫بكيفية معالجة االتصال‪.‬‬
‫راعى لهجة الرسالة (أسلوبها) كما تراعى محتواها ‪ :‬نبرة الصوت‬ ‫‪‬‬
‫وتعابير الوجه واختيار الكلمات‬
‫انقل معلومات مفيدة‪ :‬حيث يتذكر الناس األشياء المفيدة لهم‬ ‫‪‬‬
‫تابع االتصال ‪:‬بطلب االستجابة ثم قم بالعمل المناسب‬ ‫‪‬‬
‫وازن االتصاالت‪ :‬بأن يتم تصميم االتصاالت لمقابلة الظروف الحالية‬ ‫‪‬‬
‫وبما يتوافق مع األهداف طويلة األمد‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ ‬ادعم األقوال باألفعال ‪ :‬بجعل سلوكك اإلداري ال يختلف مع التعليمات‬
‫للكوادر ( أو الموظفين) مثال‪.‬‬
‫‪ ‬كن مستمعا جيدا‪ :‬وبذا يتم الحصول على فهم أفضل ‪ ،‬ما يمكن التركيز‬
‫على المعاني الصريحة والضمنية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫خامسا‪ :‬الشخصية المؤثرة القادرة على الجذب‬

‫واالستقطاب‬

‫أوال‪ :‬االستقطاب وجذب اآلخرين‬


‫عملية االستقطاب تعرف‪ 46‬بأنها‪ :‬فن وقدرة الحفاظ على األعضاء‪ ،‬أوقدرة الكادر‪ ،‬وآليات‬
‫التنظيم على جذب أو استمالة الشخص لالنضمام إلى التنظيم=المنظمة=المؤسسة‪.‬‬
‫وقد يكون ذلك باإلقناع العقالني المنطقي‪ ،‬أوباألسلوب النفسي العاطفي‪ ،‬أوباستثمار النزعة‬
‫الدينية أو القومية أو اإليحاء غير المباشر‪ ،‬وأيضا من خالل القدوة والمثل والسلوك المستقيم ‪،‬أو‬
‫من خالل منجزات التنظيم أو كوادره أو بمخاطبة احتياجات الجماهير‪ ،‬وعبر تنويع الوسيلة‬
‫وتكرارها وتكثيفها حسب الحالة‪ ،‬أو من خالل القدرات اإلعالمية التثقيفية للتنظيم‪ ،‬وعبر المبادأة‬
‫بالعمل‪ ،‬أو بأكثر من أسلوب مما ذكر‪.‬‬

‫إن مجاالت (دوائر) االرتباط في حركة "فتح" ترتسم من خالل خمسة دوائر هامة هي‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪ .8‬دائرة األصدقاء‪( .‬هم أصدقاؤنا من شعوب العالم)‬
‫‪ .2‬دائرة الجماهير‪.‬‬
‫‪ .3‬دائرة األنصار‪.‬‬
‫‪ .9‬دائرة األعضاء العاملين‪.‬‬
‫‪ .5‬دائرة األعضاء المتقدمين (الكوادر) ‪.‬‬

‫كسب القلوب مقدمة لكسب العقول‬


‫الجذب واالستقطاب كمقدمة أساسية لوضع برنامجنا للحملة االنتخابية‬

‫‪ 46‬تقول الكاتبة بوبيت كايل أن التسويق عملية مستمرة تتضمن ‪ 4‬مراحل‪ :‬تحليل احتياجات الزبائن وبيئة‬
‫العمل اوال‪ ،‬وثانيا تحديد الفرص المتاحة لتلبية رغباتهم‪ ،‬وثالثا تحديد كيف نستغل هذه الفرص‪ ،‬ورابعا تنفيذ‬
‫الخطة‪ ،‬وترى أن التسويق نشاطات التحفيز والترويج معا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪http://www.marketingpower.com/live/mg-dictionary.php‬‬

‫‪42‬‬
‫من الذي عليه العين ممن هم حولي‪،‬‬ ‫ي أن أحدد َ‬
‫‪-8‬مرحلة َمن عليه العين‪ :‬يجب علي أنا‪ ،‬عل ّ‬
‫أو استطيع الوصول اليهم‪ ،‬ألنه علي أن أجذب وأكسب عدد من األعضاء جدد لفكرتنا وبرنامجنا‬
‫ومشروعنا من مجموع ‪ ،11‬من اجل فلسطين عبر حركة فتح والشبيبة‪ ،‬ومن خالل آليات الجذب‬
‫والتاثير المختلفة بحيث يصبح هؤالء الوجوه المشرقة في مشروعنا االنتخابي‪ ،‬ومن أهم الفاعلين‬
‫فيه‪ ،‬أي في تنفيذ البرنامج‪.‬‬
‫المطلوب مني‪ :‬فرز وتحديد وفحص لألسماء‪ ،‬وأيضا أن أثقف نفسي بآليات الجذب والتأثير‪،‬‬
‫وبفكر ومسيرة حركة فتح والشبيبة‪ ،‬وبفن الحوار مع اآلخر‪ ،‬وااللتزام بالقيم واألخالق المستمدة‬
‫من حضارتنا العربية االسالمية المنفتحة باالسهامات المسيحية الشرقية األصيلة‪.‬‬
‫‪-2‬مرحلة اختيار الشخصيات المشرقة‪ :‬لذا علي أن أركز على ‪ 5‬على األقل أخوات‪/‬اخوة قريبين‬
‫مني‪-‬بعد الفحص والتدقيق السابق‪ ،‬وهم ممن يتميزون بالرحابة وليسوا مغلقي الفكر باالتجاه‬
‫اآلخر‪ ،‬أي من الذين يمتلكون االستعداد لالستجابة‪ ،‬أو َمن بامكاني التأثير االيجابي بهم‪ ،‬وأبدا‬
‫بفتح أو تطوير العالقة والحديث معهم‪.‬‬
‫المطلوب مني‪ :‬أدون ورقيا األسماء الخمسة وخلفيات عنهم‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة مد اليد بقلب مفتوح‪ :‬وهنا أوطد عالقاتي واتصاالتي بهم يوميا‪ ،‬بسياق اجتماعي‪،‬‬
‫ظ ْالقَ ْلب َالن َفضُّوا م ْن َح ْول َك"‪-‬صدق‬ ‫نت فَ ا‬
‫ظا غَلي َ‬ ‫"و َل ْو ك َ‬
‫رياضي‪ ،‬ثقافي‪ ،‬اتصاالت منظمة بلطف َ‬
‫هللا العظيم‪ ،‬تقديم خدمات‪ ،‬ومشورات‪ ،‬وتعبيرات عن تفهم ومودة والتقاء أفكار‪ ،‬وثناء وشكر‬
‫وحوار وتقبل‪ ،‬دون شدة أومخالفة أو عراك‪( .‬وتستمر أسبوعين)‬
‫المطلوب مني‪ :‬االلتقاء بهم في الجامعة او خارج الجامعة فرديا‪ ،‬او مع عدد محدود فقط‪،‬‬
‫واالتصال لالطمئنان على شأن خاص‪ ،‬إثارة نقاش وتساؤالت حول مواضيع محددة مثل‪ :‬فلسطين‬
‫لنا‪ ،‬التحرير‪ ،‬الوحدة الشعبية‪ ،‬خدمة الطالب‪ ،‬المستوطنات‪،‬الديمقراطية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬اشكال‬
‫النضال‪،‬لماذا نحن فتح‪ ،‬انجازات الشبيبة‪ ،‬خدمة الناس‪ ،‬العمل التطوعي‪.‬‬
‫‪-9‬مرحلة رفد النهر الكبير‪ :‬بعد األسبوعين أعاله‪-‬قد تقل أو تزيد‪ -‬من المفترض أن أكون قد‬
‫استطعت جذب عدد محدد من المجموع أي ال‪ 5‬أشخاص‪ ،‬وأستطيع حينها القول أن هذه هي‬
‫الوجوه المشرقة القادمة معناعبراعالنهم االستعداد للعمل معنا‪.‬‬
‫المطلوب مني‪ :‬االعالن في الفريق عمن استطعت جذبهم وأعلنوا استعدادهم للعمل معنا بوضوح‪،‬‬
‫وال أتخلى عنهم‪ ،‬بل استمر بنفس آليات التواصل مع انفتاح اكثر‪ ،‬فهم الوجوه المشرقة القادمة‬
‫لنا‪.‬‬
‫‪ -5‬مرحلة االنخراط في العمل المشترك‪ :‬نحن ‪ 27‬شخص ومكلف كل منا بعدد أصبح واضحا‬
‫ومحددا باالسم والفعل‪ ،‬ومن المفترض أن يتكون لدينا مجموعات عمل لكل منا ‪ 9‬وأنا ‪ 5‬إذن‬

‫‪43‬‬
‫اجمالي الفرق الفاعلة العاملة ستكون هي ‪ 811=9*27‬شخصا مستعدا للعمل معنا من اجل‬
‫فلسطين برحابة وعلى بركة هللا‪.‬‬
‫*وفي أدبياتنا تنقسم المراحل الى‪-1 :‬مرحلة الحصر واالختيار‪ ،‬ثم ‪-2‬مرحلة مد جسور الثقة‪،‬‬
‫ثم ‪-3‬مرحلة الصديق‪ ،‬فمرحلة ‪-4‬النصير ثم ‪-5‬العضو العامل‪( .‬ونحن في نقاطنا أعاله نكون‬
‫وصلنا مرحلة النصير بواقع األمر)‪.‬‬

‫مراحل االستقطاب‬

‫ممكن ان تأخذ التقسيمات التالية‪ :‬االول االختيار‪ ،‬والثاني بناء الصالت ومد الجسور‪ ،‬والثالث‬
‫مرحلة الصديق‪ ،‬والرابع مرحلة النصير‪ ،‬والخامس مرحلة العضوية الكاملة‪ ،‬ويمكن أن نرى‬
‫المراحل بالشكل التالي أيضا‬

‫المرحلة األولى‪ :‬التعارف واالختيار‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬التقارب‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬إيقاظ اإلنتماء للقضية وتنبهه اليها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة زرع المفاهيم‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة و األخيرة‪ :‬تحقيق االنتماء الفاعل‪.‬‬

‫ومن المهم أن تكون للرساااااالة أوالحديث أو الخطاب المنبثق عن اإلساااااتراتيجية االساااااتقطابية‬


‫مواصفات تأخذ باالعتبار ‪:‬‬
‫‪ )8‬البساطة والوضوح والتهديف‬
‫‪ )2‬سهولة حفظ الرسالة وتردادها‬
‫صر الرسالة‪ ،‬وتأثير الخطاب‬ ‫‪ )3‬ق َ‬
‫‪ )9‬إشعار الناس باألمان‬
‫‪ )5‬التجديد‬
‫‪ )6‬المالمسة للواقع وألفكاراآلخرين‬
‫‪ )7‬مخاطبة رغبات الجماهير واحتياجاتهم‬
‫‪ )1‬مخاطبة إيمانهم وآمالهم‬
‫‪ )4‬التعامل مع مخاوفهم‬
‫استثمار سمعة المنظمة‬ ‫‪)81‬‬
‫استخدام أسلوب الحوار الهاديء‬ ‫‪)88‬‬
‫التعبير عن احترام وجهة نظر اآلخر‬ ‫‪)82‬‬
‫تشجيع األدوارالمختلفة لالشخاص بالعمل‬ ‫‪)83‬‬

‫‪44‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراحل الجذب واالستقطاب‬

‫المرحلة األولى‪ :‬التعارف واالختيار ‪.47‬‬

‫قم بحصر أغلب معارفك ممن اليوجد فيهم العيوب الخمسة القاتلة ( الجبان‪ -‬البخيل ‪ -‬الثرثار ‪-‬‬
‫يحمل فكرا معاديا – انطوائي معادي )‪ ،‬واكتشف فيهم صفات االخالق الحسنة وخاصة ‪-8‬‬
‫المصداقية و‪-2‬التميز والجاذبية بين اآلخرين و‪-3‬االستقرار االسري والنفسي ‪-9‬المشاعر‬
‫الوطنية العالية‪ -5 ،‬القدرة على العماللعمل والمبادرة ‪ ،‬واكتب المعلومات التالية عنهم ‪.‬‬

‫تقييم الشخصية من‬ ‫الهاتف‪/‬واتس البريد‬ ‫العنوان‬ ‫االسم‬


‫‪11‬‬ ‫االلكتروني‬ ‫اب‬
‫‪-1‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪-4‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪-6‬‬
‫‪-7‬‬
‫‪-8‬‬
‫‪-9‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬التقارب وبناء الصالت‬


‫مد الجسور والصالت والتقارب ذلك عبر اعمال يومية واسبوعية تقوم بها تجاهه لجذبة أخويا‪،‬‬
‫وقد تستمر ‪ 3‬أسابيع مثال‪ ،‬مثل الجدول التالي‬

‫‪ 47‬من دراسة لحركة فتح تحت عنوان‪ :‬فن االستقطاب وكسب األعضاء‪ ،‬لجنة التعبئة الفكرية للحركة‬
‫‪ ،2181‬اكاديمية حركة فتح الفكرية‬

‫‪45‬‬
‫األعمال اإلسبوعية‬ ‫األعمال اليومية‬
‫دعوة معينة‬ ‫أحزانه هدية‬ ‫عمل مساعد اتصال زيارة صفح عن استماع‬
‫االسم‬
‫وأفراحه ولو‬ ‫لحديثه‬ ‫خطأ‬ ‫ة‬
‫بسيطة‬
‫‪-8‬‬

‫‪-2‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬إيقاظ اإلنتماء للقضية وتنبهه اليها ‪.‬‬


‫في هذه المرحلة يتم الكالم عن فلسطين عامة‪ ،‬واغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة واالستعمار‬
‫الغربي ضدنا وضد االمة عامة‪ ،‬وأن يفهم تسلسل القضية وهدف التحرير‪ ،‬وضرورة النضال‬
‫وتنوعه‪ ،‬والمقاومة الشعبية بكافة األشكال‪ ،‬وضرب امثلة بأبي عمار وابي جهاد وأبي اياد‬
‫وبطوالت العمل الثوري الميداني والدبلوماسي والثقافي‪ ،‬ومحمود درويش وسميح القاسم‬
‫أبوسلمى وغيره‪.‬‬
‫االستبيان التالي لتعرف المطلوب منك في بداية هذه المرحلة‪ ،‬واستمر في العمل مدة عشرة أيام‬
‫أو أسبوعان‪ ،‬ثم جاوب على االستبيان التالي‪ .‬انه استبيان لالطمئنان عليك أنت (الكادر‬
‫المستقطب=بكسر الطاء)‪ ،‬وأنك أهل الستكمال هذه المرحلة معه وباقي المراحل‪.‬‬
‫استبيان نهاية المدّة ما يُظهر ُحسن اختيارك للشخص أو سوءه ‪.‬‬
‫استبيان التقييم ومدى االستجابة‬
‫ال=‪ 8‬درجة أحيانا=‪ 2‬درجة نعم=‪3‬‬
‫السؤال‬
‫درجات‬
‫‪ :8‬هل هو حريص على رؤيتك ؟ فيقبل عليك؟‬
‫‪ :2‬هل يتحدث معك شخصيا أو هاتفيا عن ظروفه الخاصة‬
‫وآماله ؟‬
‫‪ :3‬هل يلجأ إليك كي تساعده؟ (يعتبرك صديق)؟‬

‫‪46‬‬
‫‪ :9‬هل هو مؤيد لك فيما تطلب منه‪ /‬يستجيب لعمل ما ؟‬
‫‪:5‬هل أخبرك بأنه معجب بك‪ ،‬أو بآرائك وأفكارك ؟‬
‫‪:6‬هل ازداد تعلقه فيك؟ يتصل أو يحب أن يقضي وقتا كبيرا‬
‫معك ؟‬
‫‪ :7‬هل يقبل نصحك ‪-‬إذا نصحت‪ -‬ويحترم رأيك‪ ،‬او يحاورك‬
‫بصدق ؟‬
‫‪:1‬هل يستمع ويصغي اليك بوضوح؟‬
‫‪ :4‬هل يستخدم ألفاظا تعبر عن ود معك؟ (وكيف ترى لغة‬
‫جسده؟)‬
‫‪ :81‬هل يتعامل مع القضية والحركة والشبيبة باحترام؟‬
‫النتيجة‪ :‬إذا حصلت على درجات أقل من ‪ : 85‬أنت في طريق خاطئ ‪ ،‬أعد المرحلة‬
‫من البداية‪.‬‬
‫من ‪ 85‬إلى ‪ :21‬أنت في طريقك‪ ،‬ولكن زد المدة أكثر (ربما شهر) لتستكمل نقاط‬
‫الضعف عندك في عالقتك به‪.‬‬
‫من ‪ 21‬إلى ‪ :31‬اختيارك صحيح‪ ،‬استمر‪.‬‬
‫القاعدة‪ :‬التقارب بينكم يجب أال ينقطع‪ ،‬فهذه حياة‪ .‬ألننا بهذه الشخصيات المشرقة نبدأ‬
‫برفد النهر الكبير وهو نهر حركة فتح الموصل لفلسطين ويبدا االنخراط الطوعي‬
‫باألعمال وهللا ناصرنا‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة زرع المفاهيم‬

‫حيث يمكنك واستكماال لمرحلة ايقاظ العمل الوطني لدى الشخص أي المرحلة الثالثة‪ ،‬االستناد‬
‫في المرحلة الرابعة هذه للمواد الواردة لك في ‪-8‬برنامج (منهج) الثقافة النضالية الوطنية‪ ،‬أو‬
‫عبر مواقع الحركة المعتمدة‪ ،‬و‪-2‬عبر حضور الندوات والمهرجانات واالجتماعات والمعارض‪،‬‬
‫واللقاءات مع القيادة‪ ،‬وقد تستمر هذه المرحلة شهرين مثال‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وفيها أيضا زرع ‪ -3‬التمسك بالمبادئ والقيم الفتحاوية وأنت تكون نموذجا للمصداقية والثقة‬
‫‪ -9‬فهم فرضية النضال و وجوب اإلعداد له بكافة األشكال (نماذج ثورية من فيتنام‬ ‫واالقدام‬
‫والجزائر وتونس وجنوب افريقيا والصين‪...‬الخ) ‪ -5.‬يعرف معنى (التنظيم) والنظام الداخلي‬
‫والبرنامج السياسي ومعنى تميز حركة فتح ومفاهيم االنتماء والوالء وااللتزام والوطنية و‬
‫المركزية والديمقراطية والعمل النقابي في الجامعة أوالمدرسة أو الحارات ‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة و األخيرة‪ :‬تحقيق االنتماء الفاعل‪.‬‬

‫أهم سمات هذه المرحلة‬


‫‪ -1‬أن تضفي عليها طابع حركي ‪ ،‬وذلك لتوظيف الشحنة اإليمانية والفكرية والعاطفية‬
‫وهذا ترتيب منطقي جدا‪( .‬دعه يعرف معنى االجتماع التنظيمي والتقرير والمهمة‬
‫التنظيمية والتسلسل التنظيمي والعالقات واالتصاالت مع الكوادر والجماهير)‬
‫‪ -2‬تفاتحه في موضوع النضال من اجل فلسطين من خالل الحركة والشبيبة‪ .‬والى ذلك‬
‫ال تستغرب أخي أن رأيت شابا يريد ذلك ‪ ،‬ولكن ا خر‪ ،‬سواء لظروف البلد ‪ ،‬أو لضيق‬
‫أفق الشخص ذاته ‪ ،‬أولعدم وجود من يدله إلى هذا‪ ،‬أو لعدم تصوره لكيفية العمل‪.‬‬
‫ويمكن التخلص من هذه المشكلة ممكن بثالث طرق‪:-‬‬
‫أ‪ -‬نقد األنظمة المتخاذلة أو المتآمرة على شعبنا و قضيته ونكران تصرفاتها تجاه‬
‫قضيتنا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن يقتنع فعال أن هذا ممكن ويكون تصور عن ما يمكن فعله وما قد يحدث‬
‫وأفضل ما يقنعه بهذا هو كتب تتعلق بـ الفكر التنظيمي و الفكر السياسي الفتحاوي‬
‫و التجربة النضالية الفتحوية وادبيات الحركة عموما (راجع كتب التعبئة والتنظيم‬
‫لحركة فتح في الخارج والوطن‪ ،‬أو مواقع الحركة االلكترونية)‬

‫ج‪ -‬أن يقرأ في مشروعية و ضرورة العمل النضالي منفردا وبعض قصصه‬
‫(التثقيف الذاتي المستمر)‪.‬‬

‫‪ - 3‬تكمال سويا اإلعداد‪ ،‬للتثقيف الذاتي المتواصل‪ ،‬والعمل لفلسطين والحركة‪.‬‬


‫‪48‬‬
‫‪ - 4‬أن يتعرف األخ أكثر على بطوالت المقاتلين من قوات العاصفة والكتائب وأدبياتهم‬
‫وأفكار القادة‪ ،‬والبطوالت في المقاومة الشعبية في طول فلسطين وعرضها ( مروان‬
‫البرغوثي‪ ،‬زياد أبوعين‪ ،‬عهد التميمي‪....،‬الخ)‬
‫‪ -5‬فيما يتعلق بالعمل الجماهيري‪/‬الطالبي‪ ،‬وحيث تصبح العلنية ذات مستوى مرتفع كما‬
‫في النقابات والجامعات فإن تحقيق االنتماء الفاعل عبر التسلسل المطروح يصبح هاما‬
‫في تطوير العضوية وتحقيق االنتماء الفاعل للحركة‪ .‬والفعالية ال تأتي اال عبر العمل‬
‫المشحون بااليمان والمصداقية واالنجاز الدائم‪.‬‬
‫*ويمكن أيضا تقسيم مراحل االستقطاب الى اوال‪ :‬الفرز واالستهداف واالختيار ‪ ،‬ثم‬
‫التعارف وبناء الصالت وجسور الثقة‪ ،‬ثم ثالثا‪ :‬مرحلة الصديق‪ ،‬فمرحلة النصير‪ ،‬فمرحلة‬
‫العضوية خامسا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫سادسا‪ :‬الشخصية القادرة على التحليل السياسي وتقدير‬

‫الموقف‪.‬‬
‫الشخصية الحركية الفتحوية‪ ،‬والشخصية الفلسطينية المناضلة عامة‪ ،‬هي شخصية عملية‬
‫وجذابة (استقطابية) وهي مؤمنة باهلل وبالنصر والديمومة ومؤثرة بعملها وتفهم وتعي‬
‫وتحاور وتتحدث بثقة وهي الى ما سبق قادرة على التحليل االجتماعي والسياسي الذي‬
‫نطل عليه ببضعة نقاط كالتالي‪:‬‬

‫مراحل التحليل السياسي‬


‫‪-8‬إدراك القضية‪/‬الموضوع‪/‬المشكلة وتعريفها‪.‬‬
‫‪-2‬تفكيك القضية وتحديد األسباب الرئيسة‪.‬‬
‫‪-3‬تحقيق الترابط ضمن رؤية‪ ،‬وصوال لرأي أو نتيجة أو قرار‪.‬‬
‫وفيها البدائل واالحتماالت والترجيح‪(.‬منفصلة أو تدمج بالنقطة الثالثة)‬
‫‪-9‬استشراف المستقبل‪.‬‬

‫الشكل ‪١‬‬

‫‪50‬‬
‫الشكل ‪ 0‬في تحليل المعلومات (تفكيك وربط واستنتاج)‬

‫ادراك القضية وجمع المعلومات عنها‬


‫وتوصيفها‬

‫معلومات‪٤ ٣ ٢ ١‬‬

‫تفكيك لعناصر محددة‬

‫ايجاد صالت‪/‬روابط مع المؤثرات الداخلية‬


‫والخارجية‬

‫استنتاجات أولية ‪٣ ٢ ١‬‬

‫تفكير درس إعادة تفكير‬

‫استنتاج‪/‬استنتاجات نهائية‪ ،‬وتقييم‬

‫كتابة ثم ترتيب وطباعة ومراجعة‬

‫‪51‬‬
‫‪48‬‬
‫في شرح سلم التحليل السياسي‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬إدراك القضية وتعريفها‬
‫‪-1‬التنبه للقضية وإدراكها‪( .‬اكتشافها واالحساس بالمشكلة)‬
‫‪-2‬جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالموضوع من مصادرها‪ ،‬فإدراك القضية وحده ال يكفي‪.‬‬
‫‪ -3‬تركيز النص (القضية) بمعنى معرفة كل ما يحيط به‪:‬‬
‫ـ التاريخ واعتباراته السياسية ودالالت ارتباطه بالنص (القضية)‬
‫ـ المؤلف (للنص) والمصدر (للموقف أو القضية) ومعرفة أكبر قدر من المعلومات حوله‬
‫للمساعدة على فهم وتفسير اتجاهاته السياسية‪.‬‬
‫ـ المكان‪ :‬سواء كان مكان النشر (للنص) أو المصدر المكاني (للقضية)‬
‫‪ -4‬توصيف القضية وتعريفها‪:‬‬
‫ـ تحديد ماهية المشكلة أو القضية‪.‬‬
‫ـ ما الذي جعلها تتحول إلى قضية؟‬
‫ـ امتداداتها الزمانية (منذ متى قائمة‪ ،‬هل ستتكرر‪ ،‬ما المتغيرات الجديدة)‬
‫ـ مدى تأثيرها على الوضع (الداخلي ـ اإلقليمي ـ العالمي)‬
‫ـ تأثرها بالعوامل الداخلية ـ اإلقليمية ـ العالمية‪.‬‬

‫والتحليل السياسي هو تحليل بمعنى فصل المكونات وإخضاعها للمقاييس‪ .‬هو عملية إدراك‬ ‫‪48‬‬

‫للموضوع‪ ،‬وتفكيكه لتحديد المؤثرات واألسباب‪ ،‬بغرض الوصول لفهم واضح ونتيجة تعي المتغيرات‪.‬‬
‫ويعرفه د‪.‬عمر عبدالستار محمود ببساطة أنه‪ :‬جسر نظري للوصول الى يقين عملي من خالل تجربة عملية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫بحث في التفاعالت القائمة بين قوى المجتمع السياسي وضوابط العالقة بينها‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬فالتحليل السياسي هو‬
‫وهو محاولة الوصول إلى تفسير علمي واضح ألشكال العالقة بين القوى السياسية سواء على الساحة الداخلية‬
‫أو الخارجية‪ .‬وهو محاولة البحث عن إجابة للسؤال (لماذا)‪ ،‬وهو كذلك البحث في كافة االحتماالت الممكنة‬
‫لمسارات التفاعل السياسي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -5‬تحديد حجم وحدود ومعيار القضية‪:‬‬
‫ـ مدى خطورتها وآثارها السلبية أو اإليجابية‪.‬‬
‫ـ حجمها‪ :‬كبيرة ومتكررة؟ مفتوحة ومستمرة؟‬
‫ـ حدودها وقابليتها لالحتواء‪.‬‬
‫ـ أهميتها وتأثيراتها على الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫ـ المقاييس أو المعايير التي تقاس عبره‪.‬‬
‫‪ -6‬الغوص في بنية النص السياسي‪( :‬النقطتان األولى والثانية خاصتان بتحليل النص السياسي)‪.‬‬
‫هناك ثالثة أنواع من الب َنى يشملها النص السياسي يتم التوقف أمامها‪:49‬‬
‫أ‪ .‬البنية الطوبوغرافية‪ :‬بمعنى تضاريس النص وهيكله‪ ،‬فبعض النصوص‬
‫السياسية مقسمة إلى عدد من المقاطع وكل مقطع يتضمن فكرة معينة‪ ،‬ومن تجميع‬
‫المقاطع تتجمع األفكار األساسية في النص‪ .‬وبعض النصوص تحوي فكرة واحدة‬
‫حاكمة ومحورية ينبثق عنها عدة أفكار جزئية‪.‬‬
‫ب‪ .‬البنية اللغوية‪ :‬تشمل كل ما يندرج في إطار اللغة مما له داللة‪ .‬وتشمل أيضا ً‬
‫التوقف عند المبهم أو الغامض من التعبيرات‪ ،‬وعدم اعتماد معناها المباشر الذي‬
‫يتبادر إلى الذهن للوهلة األولى‪.‬‬
‫ت‪ .‬البنية المنطقية‪( :‬تندرج في إطار التحليل السياسي للقضايا أيضا)‬
‫عادة ما يحتوي النص (أو القضية) على قاعدة منطقية أو أكثر يدور حولها النص‬
‫(القضية)‪ .‬ومن القواعد المنطقية ذات الداللة‪:‬‬
‫ـ االنتقال من القاعدة الكلّية إلى الوقائع واألحداث الجزئية‪ :‬أي أن ما‬
‫ينطبق على الكل ينصرف بالضرورة على المكونات واألجزاء الداخلة في تكوينه‪.‬‬
‫ـ االنتقال من الوقائع الجزئية إلى القاعدة الكلّية‪ :‬أي أن ما يصدق على‬
‫الجزء يصدق بدرجة احتمال عالية على الكل أو مجموع األجزاء‪.‬‬

‫‪49‬كما ترد في مقال عبدالمعطي زكي كيف تكون محلال سياسيا ناجحا‪ ،‬على الشابكة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تفكيك القضية وتحديد األسباب الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬فهم القضية والتأكد من الوضوح ومراجعة التوصيف‪:‬‬
‫قبل الخوض في التحليل المناسب‪ ،‬يجب عدم التسرع‪ ،‬ومراجعة األفكار بشأن القضية‪،‬‬
‫وفهم طريقة حدوث القضية وتوصيفها‪:‬‬
‫ـ من هم المتحدثون أو المتأثرون بها؟‬
‫ـ أين تحدث وهل هي واسعة أم منعزلة؟‬
‫ـ متى تحدث؟‬
‫ـ ماذا يحدث عندما تقع؟‬
‫‪-2‬البحث عن الغاية‪:‬‬
‫ماذا يريد الكاتب (أو صاحب الموقف) أن يقول لمن توجه إليهم القضية أو الخطاب أو‬
‫الموقف؟‬
‫‪-3‬المؤثرات‪:‬‬
‫ـ فهم المؤثرات على القضية‪ ،‬المؤثرات أو العوامل التي جعلتها تحدث‪.‬‬
‫ـ العوامل الداخلية (الذاتية) المتعلقة بالواقعة واألشخاص واألفكار‪.‬‬
‫ـ العوامل الخارجية (الموضوعية) المحيطة بالقضية كالعوامل اإلقليمية‪ ،‬االقتصادية‪...،‬‬
‫ـ عوامل التعبئة‪.‬‬
‫ـ إدراك المتغيرات من بين العوامل المؤثرة‪ ،‬بمعنى تلك التي تتحكم بالعوامل األخرى‬
‫وتجرها باتجاه جديد‪.‬‬
‫ـ ما هي السياسات أو االستراتيجيات التي تحكم القضية؟‬
‫‪ -4‬تحديد المعسكرات‪:‬‬
‫األصدقاء ـ األعداء ـ المحايدين‪.‬‬
‫‪ -5‬عوامل القوة والضعف لألطراف ذات الشأن بالقضية‪.‬‬
‫‪ -6‬أسباب المشكلة أو القضية‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ـ إعداد قائمة عن األسباب الممكن التفكير بها‪ ،‬وهي قد تكون افتراضات أو مسلمات‪،‬‬
‫تتطلب الفحص والتثبت والمعلومات‪.‬‬
‫ـ وللحصول على األسباب وتثبيت الفرضيات يمكن استخدام‪:‬‬
‫* تحليل توازن القوى‪.50‬‬
‫* أسلوب العصف الفكري (التوليد الفكري(‬
‫* اعتماد السؤال (لماذا) للخروج بسلسلة من األسباب المتتابعة‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تحقيق الترابط للخروج بنتيجة أو موقف‪:‬‬
‫بعد هذا التحليل لمكونات القضية وتفاصيلها‪ ،‬يفترض تحقيق الربط بين هذه المكونات‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادة تركيب العناصر‪ ،‬وطرح أشكال جديدة‪ ،‬واستعراض بدائل‪:‬‬
‫إعادة التجميع تعني وضع مسلمات تحقق النتيجة بالسؤال‪:‬‬
‫ـ ماذا نريد من التحليل؟‬

‫‪ 50‬يقول د‪.‬جمال عبدالجواد‪ :‬توازن القوة هو اآللية الرئيسية التي يعمل وفقا ً لها النظام الدولي‪ ،‬وهو أكثر‬
‫مفاهيم حقل العالقات الدولية فاعلية في تفسير وشرح العالقات بين الدول والقرارات التي تتخذها الحكومات‬
‫في مجال السياسة الخارجية‪ .‬لكي نثمن الفائدة والميزة الكبرى لتوازن القوة فعلينا أن نتأمل الحالة النقيض‪ ،‬أي‬
‫حالة االختالل في توزيع القوة‪ ،‬ففي غياب التوازن‪ ،‬وعندما تتمتع دولة واحدة بقوة فائقة تزيد عما هو متاح‬
‫للدول األخرى‪ ،‬فإن فائض القوة المتاح لهذه الدولة يغريها بالسيطرة على الجيران‪ ،‬وإكراههم على التخلي‬
‫عن أهداف وسياسات اختاروها ألنفسهم‪ ،‬لكي يتبنوا أهدافا ً وسياسات تختارها لهم القوة المهيمنة‪-‬صحيفة‬
‫البيان في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 2219‬والى ذلك يقول العالم مورغانثو وبتعبيره ” أن القوة السياسية ( ‪Political‬‬
‫‪ )Power‬هي تلك العالقة القائمة بين من يمارسها وبين من تمارس عليهم ‪،‬إال أنها تتخذ الطابع النفسي‪ ،‬وهى‬
‫تعطى لألول سيطرة على بعض ما يقوم به األخر من تصرفات عن طريق النفوذ الذي يملكه على عقولهم‪،‬‬
‫وقد تترجم هذه العالقة السلوكية بأسلوب اإلقناع‪ ،‬أو التهديد‪ ،‬أو األمر‪ ،‬أوبامتزاجها معا ً” ‪ ،‬وكذلك أن “رغبة‬
‫الدول القومية في الحصول على مصادر أوليه أوالسيطرة على الممرات البحرية أو إحداث تغيير في الخرائط‬
‫السياسية ‪ ،‬فإنها سوف تسيطر على سلوك الدول األخرى من خالل التأثير في سلوكها‬
‫الخارجي”(‪ . )Morganthau1979‬ويتصور مورغانثو أن الصراع من أجل الحصول على القوة ومظاهرها‬
‫هو ظاهره دهريه في مكان وزمان حدوث هذه العالقة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ـ إلى ماذا نحاول الوصول؟‬
‫ـ كيف نحقق ترابط عناصر الموضوع؟‬
‫ـ ما المنهج أو المعيار المناسب الذي سأستند إليه في تحديد النتيجة‪ ،‬وهذا يتحدد حسب‬
‫مكونات المحلل الثقافية‪ :‬منهج التفكير‪ ،‬األيديولوجية‪ ،‬الفهم السياسي‪ ،‬المعيار (المقياس)‪.‬‬
‫ويختلف الفهم السياسي لدى المحللين باختالف النظريات التي يتبنونها‪:‬‬
‫ـ نظرية المؤامرة‪.‬‬
‫ـ نظرية صراع الحضارات‪.‬‬
‫ـ نظرية الصراع الديني او العرقي أو الطائفي‪.‬‬
‫ـ نظرية االقتصاد السياسي‪.‬‬
‫ـ نظرية الهيمنة واالستعمار‪.‬‬
‫ـ نظرية الثورة‪.‬‬
‫‪-2‬تحديد الرأي وطريقة النظرة والموقف استنادا ً إلى مبادئ المحلل أو رؤيته بما يحقق األهداف‬
‫وال يؤثر سلباً‪ ،‬وما هو أخالقي ويالقي دعماً‪ ،‬ويعتمد المرحلية والتوقيت‪ ،‬ويتعرض للموضوع‬
‫الرئيس‪.‬‬
‫وهذه النقطة األخيرة هي خالصة جهد المحلل في التفكير والتعمق والتحليل والتركيب‪،‬‬
‫ومن المفيد أن يكون األسلوب فيها الستثارة ذهن المتلقي ودفعه لالهتمام بالرأي و التحليل الذي‬
‫تم التوصل إليه‪.‬‬
‫من الضروري مالحظة الفرق بين التنبؤ والتخمين‪:‬‬
‫ـ فالتنبؤ يقوم على أسس إحصائية وموضوعية ونتائج ومؤشرات يتم الحصول عليها من خالل‬
‫التحليل السياسي المنطقي والموضوعي والمستوفي لكافة شروط التحليل السياسي الناجح‪.‬‬
‫ـ والتخمين ال يستند إلى أي أسس أو مؤشرات ولكن فقط تهيؤات وخياالت‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬التنبؤ أو استشراف المستقبل‪ 51‬يتم‪:‬‬
‫ـ بعد تحديد نتاجات التحليل السياسي‪.‬‬
‫ـ تحديد الظروف البيئية الحالية‪.‬‬
‫ـ تحديد أهم العوامل أو القوى المحركة لهذه الظروف‪.‬‬
‫ـ التفكير بجدية‪" :‬ما المحتمل ظهوره على الساحة في الفترة القادمة من هذه العوامل‬
‫سواء عوامل جديدة أو سبق ظهورها من قبل؟"‬
‫ـ جمع البيانات وتقييم المعلومات التي وصلنا لها‪ ،‬ومحاولة الربط بينها وتجميع األمور‬
‫للوصول إلى شيء محدد‪.‬‬
‫ومن أهم المقوالت التحليلية الهامة بهذا الصدد‪:‬‬
‫ـ كل االحتماالت واردة‪ :‬أي ال يوجد احتمال غير وارد مستقبال‬
‫ـ التاريخ يعيد نفسه‪ :‬أي أن األحداث والظواهر المختلفة التي حدثت في الماضي تتكرر‬
‫في الواقع الحالي واالحتمال األكبر أن تتكرر في المستقبل المنظور (وهو ما ال نتفق معه)‬
‫ـ فكرة المابعدية‪ :‬وهي عكس السابقة‪ ،‬فالمستقبل لن يكون له صلة بالواقع الحالي وبالطبع‬
‫بالماضي أيضاً‪ .‬وهي فكرة تبنى على التجاوز والقطعية التاريخية‪ ،‬واالفتراض الواضح أن‬
‫المستقبل يتضمن قطيعة مع كل ما سبقه‪.‬‬

‫‪ 51‬يعرف عبدالمعطي زكي في مقالته بموقع الراصد تحت عنوان‪ :‬كيف تكون محلال سياسيا ناجحا ‪ ،‬يعرف‬
‫الفرق بين التنبؤ والتوقع والتخمين؟ كالتالي‪ :‬التنبؤ هو تقدير مستقبلي معتمد علي نماذج إحصائية تم اختبار‬
‫سالمتها‪ ،‬وجربت وتعطي نتائج دقيقة – تقدير مقتبس يمكن التدليل والبرهنة لكل تفاصيله وعمومياته‪.‬‬

‫أما التوقع‪ ،‬فهو تقدير مستقبلي معتمد علي القدرة الذاتية في تطويع البيانات المتسقة بالمحتوى المراد‬
‫تقديره – تقدير موجه عام ولكن غير مقتبس يمكن تدليل عمومياته فقط ولكن التفاصيل ال‪ .‬وأما التخمين‬
‫فال يستند إلي أي أسس أو مؤشرات ولكن فقط خياالت‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫سلم التحليل السياسي للقضية‬
‫)‪1‬التنبه واإلدراك‪.‬‬
‫)‪2‬جمع المعلومات‪.‬‬
‫)‪3‬توصيف القضية وتعريفها‪.‬‬
‫)‪4‬حجم القضية وتأثيرها‪.‬‬
‫)‪5‬تأكد من الوضوح‪ ،‬وراجع التوصيف‪.‬‬
‫)‪6‬افهم وحدد المؤثرات واالستراتيجيات‪.‬‬
‫)‪7‬حدد المعسكرات‪.‬‬
‫)‪8‬عوامل القوة والضعف‪.‬‬
‫)‪9‬ما هي األسباب‪.‬‬
‫)‪10‬ركب العناصر واطرح أشكال ربط جديدة‪ ،‬واستعرض بدائل المنطلقات‪.‬‬
‫)‪11‬حدد رؤيتك للقضية = نتيجة التحليل = الرأي‪.‬‬
‫)‪12‬الكتابة والمراجعة‪.‬‬
‫)‪13‬اعرض‪.‬‬
‫* في النقطة رقم ‪ 12‬من الممكن استخدام طرق ‪ :‬العصف الفكري أو تحليل الصالت ‪،‬‬
‫أواالقتباس‪.‬‬
‫* وفي النقطة رقم ‪ 11‬ستتحكم في المحلل مناهج التفكير (الفلسفي ‪ ،‬القضائي ‪ ،‬التاريخي ‪،‬‬
‫الواقعي السياسي) ومنطلقات الفهم السياسي (نظرية المؤامرة ‪ ،‬صراع الحضارات ‪ ،‬الصراع‬
‫الديني ‪ /‬العرقي ‪ /‬الطائفي ‪ ،‬االقتصاد السياسي ‪ ،‬الهيمنة واالستعمار‪ ،‬الثورة)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إدراك القضية وتعريفها (من ‪.)4-1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تفكيك القضية وتحديد األسباب الرئيسة (من ‪.)9-5‬‬

‫‪58‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حقق الترابط في ضوء رؤيتك من (‪.)13-12‬‬

‫تقدير الموقف‬
‫تقدير الموقف‪ :‬هو التحليل الذي يجري على القضايا الحساسة وشديدة األهمية التي تمس األمن‬
‫الوطني ( القومي)‪ .‬حيث أنه تقدير نصي يرتكز على معلومات موثوقة ومحللة‪ ،‬ومشفوعة ببدائل‬
‫الرأي كتحديد القضية المطروحة و تشخيص التحديات والمشكالت والسيناريوهات‪ ،‬وتحديد‬
‫الخيارات ذات االولوية ( السيناريو المرجح أو األنسب)‪ ،‬ومن ثم المقترحات‪ ،‬وترفع في الوقت‬
‫المناسب إلى الجهة المعنية التخاذ القرار ‪ ،‬خاصة وان "تقدير الموقف" يركز على تحليل مسار‬
‫التطورات والمتغيرات السياسية التي تتطلب بلورة سياسات عاجلة ويقوم على بناء رأي حول‬
‫موضوع معين ينتهي إلى خالصات محددة يبنى على ضوئها موقف أو مواقف سياسية‪.‬‬
‫ويوضح د‪.‬عمار علي حسن‪ 52‬وهناك عدة شروط يجب توافرها لتكون عملية «تقدير الموقف»‬
‫سليمة‪ ،‬ونتائجها مضمونة إلى حد بعيد‪ ،‬وهذه الشروط هى‪:‬‬
‫‪-1‬جمع المعلومات الكافية‪:‬‬
‫‪-2‬العقالنية‪ :‬وتعنى هنا اتباع المنهج العلمى فى التفكير‬
‫‪ -3‬االستمرار‪ :‬حيث ال تصلح التقديرات القديمة فى فهم وضع جديد‪.‬‬
‫‪-4‬التمسك بالرشد‪ :‬بال خطأ ونزق وتسرع وعشوائية‬
‫‪-5‬اإللمام بالبيئة المحيطة‬
‫‪-6‬المرونة‪ ،‬فهى ليست عملية جامدة‪ ،‬تتم وفق تصورات ثابتة‪ ،‬وضرورة إعطاء‬
‫مكان للخيال كى ينطلق‪ ،‬وللتفكير اإلبداعى‪.‬‬

‫‪ 52‬الكاتب والباحث والروائي عمار علي حس في صحيفة "الوطن" المصرية‪( .‬طباعة‪ :‬لجنة التعبئة الفكرية‬
‫في حركة فتح ‪2128‬م)‬

‫‪59‬‬
‫سابعا‪ :‬الشخصية الملتزمة‪ ،‬العاملة بإطار الجماعة‬

‫وفريق العمل‬

‫يعد االنتماء للحركة عامل تناغم مع االنتماءات األخرى للبلد واألسرة والفكرة‪،‬‬
‫والتجمعات أو النوادي‪..‬الخ‪،‬وال تناقض بينهم أبدا‪ ،‬ومن هنا جاء تعدد االنتماءات الذي‬
‫يجب أن نوفق بتحقيق التوازن بينها‪ ،‬فعندما تكون فلسطين أوال تسخر كافة االنتماءات‬
‫بما فيها االنتماء التنظيمي الحركي لخدمة هذا الهدف‪.‬‬
‫اما االلتزام ‪53‬بمعنى التكرس للقضية بالفكر والجهد والوقت والمال‪،‬والتضحية‬
‫بالنفس وااللتزام بخطوات العمل وتنفيذها خطوة متناسقة تتلوها خطوة متناسقة‬
‫وصوال للهدف‪ .‬فإنه يفترض االلتزام بالنظام الداخلي للحركة‪ ،‬وااللتزام بالبرنامج‬
‫السياسي‪ ،‬وكذلك االمر من االنضباط لالوامر العليا بما ال يتناقض مع قواعد المركزية‬
‫الديمقراطية في الحركة ومع األهداف والنظام الداخلي‪ ،‬وااللتزام بالخطوات المتواصلة‬
‫لتنفيذ خطط او خطة التنظيم‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق بخططي في حياتي ومجاالت عملي‬
‫األخرى‪.‬‬

‫إن العمل في المنظمة (أو التنظيم السياسي أو االجتماعي أو الثقافي‪ )....‬يكون فعاال‬
‫مادام يأخذ األدوار بعين االعتبار ‪ ،‬وما دام األعضاء يقومون بما يتفق والمجموع‪،‬‬
‫ولتفعيل دور الشخص ضمن الجماعة نورد التالي دون شرح طويل يمكنكم الرجوع له‬
‫في دورتنا المكثفة حول االتصاالت‪ ،‬او تلك حول عمل الفريق‪:‬‬
‫مهام وآليات عمل الفريق (أو اللجنة)‬
‫إن الفهم األفضل النجاز اللجنة أو فريق العمل داخل المؤسسة أو التنظيم‪ ،‬أي لجنة أو فريق‬
‫عمل يحتاج منا التعرف ‪-‬بوعي وإدراك ورغبة‪ -‬على مهام وآليات عمل الفريق (أو اللجنة)‬

‫‪ 53‬لمراجعة محاضرة االنتماء وااللتزام الحركية الصادرة عن لجنة التعبئة الفكرية والتدريب‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ما يمكن أن تمثل بما نسميه‪ :‬زهرة العمل التالية التي تتكون من ‪ 5‬عوامل أساسية كل‬
‫‪54‬‬
‫عامل منها يتضمن ‪ 5‬عوامل أخرى أي بمجموع ‪ 25‬عامال‪.‬‬
‫إن زهرة العمل تتضمن حسن اإلدارة أوال ثم معرفة المهام المطلوبة ثانيا ثم استخدام الوسائل‬
‫الناجعة ثالثا ومعرفة األدوار في الفريق وحسن التعامل مع األدوار في االجتماع ثم خامسا‬
‫القيم‪.‬‬
‫وفي إطار العمل المثمر للشخصية الحركية المناضلة الواعية الملتزمة يمكن القول أنه علينا‬
‫‪55‬‬
‫تطبيق المعادلة التالية المسماة أ ب ج ‪ :‬إعمل‪ ،‬التزم‪ ،‬تناغم‪.‬‬

‫اإلدارة‬

‫الوسائل‬ ‫المهام‬
‫الفهم األفضل‬
‫النجاز اللجنة‬
‫زهرة العمل‬

‫القيم‬ ‫األدوار‬

‫‪ 54‬لمراجعة االدورة الحركية التي عقدناها في الدانمارك للجنة التعبئة الفكرية تحت عنوان‪ :‬الفريق وزهرة‬
‫العمل‪ ،‬والتي أصدرت كملف حركي عام ‪2184‬م‪.‬‬

‫هي ماخوذة من االنجليزية ‪A B C Action Belief Competence‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪61‬‬
‫‪56‬‬
‫مبادئ االتصال الجيد لعضو التنظيم أو فريق العمل‬

‫‪ .8‬ال تقل‪ :‬ال أعرف ؛ اسأل ‪ ،‬استفسر‪ ،‬تعلم ‪ ،‬جرب‪.‬‬


‫‪ .2‬ال تقل‪ :‬نسيت؛ استخدم مفكرة جيب ( دفتر مواعيد )‪.‬‬
‫‪ .3‬ال تقل ‪ :‬ليس عملي ؛ فأنت مسؤول عن عملك والعمل ذو روح جماعية‪.‬‬
‫‪ .9‬ال تقل‪ :‬أظن أو أعتقد ‪ ،‬راجع المحضر أو الوثائق أو مفكرتك ‪...‬الخ مسبقا‪.‬‬
‫‪ .5‬ال تقل ‪ :‬أنت مخطئ ؛ أو أنت ال تفهم ‪ ،‬قل ‪ :‬أنا أرى كذا وكذا ‪ ،‬أو أنا ال أفهم قصدك بالضبط‪،‬‬
‫واحترم الرأي اآلخر‪.‬‬
‫‪ .6‬ال تقل ‪ :‬ليس من صالحياتي ؛ أو ليس من صالحياتك ؛ تأكد أوال أو قل دعنا نتأكد‪.‬‬
‫‪ .7‬ال تقل ‪ :‬هذه شكليات ؛ غيرك يعتبرها جوهر‪.‬‬
‫‪ .1‬ال تقل ‪:‬ال أقدر ؛ حاول ‪ ،‬جرب ‪ ،‬تدرب‪.‬‬
‫‪ .4‬ال تقل ‪ :‬أنا بذلت جهودا أكثر من اآلخرين ؛ كل يبذل جهودا في مجاله‪.‬‬
‫ال تقل ‪ :‬ال أريد ؛ اقبل التكليف ببهجة ومحبة وانضباط ‪ ،‬وحاول‪.‬‬ ‫‪.81‬‬
‫ال تقل ‪ :‬ال أسمعك؛ فال تتحدث كثيرا واستمع أكثر‪.‬‬ ‫‪.88‬‬
‫ال تقل ‪:‬ال يمكن ؛ ابذل جهدا أكبر ‪ ،‬انظر من زاوية أخرى‪.‬‬ ‫‪.82‬‬
‫ال تسرف في اللوم والنقد ؛ استخدم أسلوب الشطيرة (مدح‪ ،‬نقد‪ ،‬مدح)‬ ‫‪.83‬‬
‫ال تقل ‪ :‬أفحمتك ؛ أو تتحدث بسخرية ‪ ،‬أو تكرر‪ ،‬أو تستخدم ألفاظا غير مألوفة؛ فالغرض‬ ‫‪.89‬‬
‫من الحديث أو النقاش هو إما اإلقناع ‪ ،‬أو عرض الرأي أو تحقيق الهدف بسالسة‪.‬‬
‫ال تقل ‪ :‬ال أعلم أين وصلت ‪..‬؛ تعود أن تراقب نفسك ‪ ،‬وتتابع عملك‪.‬‬ ‫‪.85‬‬
‫ال تقل ‪ :‬ليس لدي وقت ؛ نظم جدول أعمالك اليومي واألسبوعي ‪ ،‬واحترم وقتك‪ ،‬ووقت‬ ‫‪.86‬‬
‫اآلخرين لتحقق أهدافك‪.‬‬
‫ال تقل ‪ :‬ال أمتلك شيئا؛ تبرع بمالك أو جهدك أو إيجابيتك ‪ ،‬أو دعمك المعنوي‪ ،‬أو على‬ ‫‪.87‬‬
‫األقل ال تقل إال خيرا‪.‬‬

‫‪ 56‬من إعداد األخ بكر أبوبكر‪ ،‬وألقيت ألول مرة في محاضرة عام ‪ ،2113‬ثم تم اعتمادها بكل الدورات‬
‫الحقًا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تطوير عالقاتك باآلخرين والتأثير فيهم ‪.‬‬

‫عبر عن نفسك بالخلق القويم و بالعمل (ال تسعى إلثارة إعجاب‬ ‫‪-8‬‬
‫اآلخرين باالستعراض ‪ ،‬أو اختالق القصص أو المبالغة ‪ ،‬أو الطعن ‪)..‬‬
‫نادي أخاك بأحب األسماء إليه ‪ ،‬وابدأ اآلخرين بالسالم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أظهر االهتمام بالناس وشؤونهم ‪ ،‬وقدم لهم يد العون (قضاء الحوائج ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫خدمتهم ‪.)..،‬‬
‫استعد للقاء األول (األرواح جنود مجندة …‪ ،‬االستعداد النفسي والمادي)‬ ‫‪-9‬‬
‫ال تخجل من توترك أمام الناس‬ ‫‪-5‬‬
‫عفوا لم أسمعك ! (تعلم فن اإلصغاء)‬ ‫‪-6‬‬
‫حافظ على هدوءك ما أمكن ‪ ،‬والطف الصغار وتحمل الكبار‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حافظ على ابتسامتك ‪ ،‬وأشع جو من التفاؤل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عمق من إيمانك وتعلم فن الصبر (التأمل‪ ،‬التخيل‪ ،‬الصالة ‪ ،‬الصبر على‬ ‫‪-4‬‬
‫الفرح ‪ ،‬الصبر على المصائب ‪ ،‬الصبر على األلم ‪ ،‬الدعاء ‪) ،‬‬
‫أحب ألخيك ما تحب لنفسك‬ ‫‪-81‬‬
‫تفهم استجابات اآلخرين (لغة الجسد)‬ ‫‪-88‬‬
‫آه اآلن تذكرتك ؟! (اعمل على تقوية ذاكرتك بالمران والتركيز والقراءة‬ ‫‪-82‬‬
‫استخدم عبارات التقارب (من فضلك ‪،‬لو سمحت ‪ ،‬شكرا…)‬ ‫‪-83‬‬
‫احترم وقت اآلخرين ‪ ،‬واحترم وقتك‪.‬‬ ‫‪-89‬‬
‫تعامل بعقل مفتوح ورحابة صدر (ناقش بهدوء ‪ ،‬حاور بثقة ‪ ،‬احترم‬ ‫‪-85‬‬
‫االختالف …)‬
‫اعتذر عن أخطائك ‪ ،‬وتقبل نقد اآلخرين بمودة ‪.‬‬ ‫‪-86‬‬
‫تعامل بصدق ( ان لم تكن صريحا فال تكن قاسيا ‪ ،‬ال تكذب …)‬ ‫‪-87‬‬
‫شارك الناس ( أفراحهم وأتراحم ‪ ،‬مرضهم وصحتهم ‪)… ،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫ادعم عوامل الثقة مع إخوانك وزمالئك (المواقف ‪،‬التقارب‪ ،‬التعبير عن‬ ‫‪-84‬‬
‫المشاعر ‪،‬الصديق وقت الضيق‪)… ،‬‬
‫صن لسانك عن األذى ( البعد عن التشاحن والتجسس والتباغض‬ ‫‪-21‬‬
‫والغيبة‪. ) ...‬‬

‫‪63‬‬
‫ثامنا‪ :‬الشخصية المؤمنة ذات القيم واالخالق والمسلكية‬

‫الحضارية‪ ،‬النضالية‬
‫عندما نقول الشخصية الحركية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح‪ ،‬وفي إطار الثورة‬
‫الفلسطينية عامة‪ ،‬فالمقصود الشخصية ذات القيم واالخالق الكريمة‪ ،‬حيث نتمثل القيم واالخالق‬
‫من حضارتنا العربية االسالمية الرحبة السمحة‪.‬‬
‫ونتمثل القيم واألخالق من بيئتنا ومن سياقنا الحضاري المتماهي بين اإلسالمي والمسيحي‬
‫بتفاعل أنتج حضارة متميزة عوامل تماسكها اإلرث الحضاري والقيمي واللغة العربية‬
‫والتجاورالجغرافي والتفاعل والثقافة المشتركة‪.‬‬
‫وهذه األ خالق والقيم هي ذات االخالق والقيم النضالية والثورية التي تتقاطع بمحيط تفاعلها‬
‫‪57‬‬
‫الرحب مع الحضارات األخرى‪ ،‬ومع تجارب الشعوب الثورية المناضلة‪.‬‬

‫القيم واالخالق‬

‫يرتبط السلوك اإلنساني بشكل عام بعدد من المعايير التي تختلف من مجتمع إلى آخر والتي تؤثر‬
‫على نشأة الفرد وممارساته اليومية كالقيم والعادات والتقاليد ‪.‬‬
‫فالقيم – هي جمع قيمة – هي كل ما يعد جديرا باهتمام الفرد وعنايته ونشدانه ‪ ،‬العتبارات‬
‫اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية (علم نفسية =سيكولوجية)‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬وهي أحكام مقتبسة من‬
‫الظروف االجتماعية التي يعيشها الفرد ويحكم بها وتحدد مجاالت تفكيره وسلوكه وتؤثر في‬
‫تعلمه ‪.‬‬
‫فالصدق واألمانة والتسامح والشجاعة األدبية والوالء وااللتزام وتحمل المسؤولية كلها قيم‬
‫يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وتختلف القيم باختالف المجتمعات والجماعات‬
‫الصغيرة أيضا‪.‬‬

‫يمكننا تقسيم القيم إلى ‪- :‬‬


‫‪ )8‬قيم ايجابية وهي القيم التي تدعم التنمية والوحدة الوطنية ويجب تدعيمها‪ ،‬مثل تحمل‬
‫المسؤولية ‪ ،‬واألخالق المهنية وااللتزام واالنضباط واحترام الغير‪ ،‬والتعامل المهني‪ ،‬واإلنتاج‬
‫واإلبداع والشرف واألمانة والشجاعة والمواطنة والمسؤولية ‪.‬‬

‫‪ 57‬من المهم مراجعة التجارب الثورية في العالم‪ :‬في الثورات الصينية والفيتنامية والكورية والكوبية‬
‫والجزائرية والمصرية وفي تونس‪ ،‬وجنوب إفريقيا‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ )2‬قيم سلبية ينبغي عدم تشجيعها ألنها تقف عقبة في طريق تنمية المجتمع ‪ ،‬مثل االنعزالية‬
‫والتواكل ‪ ،‬عدم احترام العمل اليدوي ‪ ،‬عدم تقديس العمل كقيمة ‪ ،‬التمسك بما هو قديم دون‬
‫تمييز‪ ،‬محاربة الجديد ‪ ،‬عدم االعتراف بأهمية دور المرأة ‪ ،‬عدم تقدير الوقت ‪ ،‬وعدم تقدير‬
‫المسؤولية واإلسراف في االستهالك ‪ ،‬وعدم المشاركة االيجابية‪ ،‬التعصب أو التطرف أو الجمود‬
‫العقالني‪.‬‬
‫يعرف محتوى القيمة بأهمية السلوك في حالته النهائية منذ الوجود‪ ،‬أما شدتها فهي التي‬
‫تحدد مدى أهمية القيمة‪ .‬وتعتبر التربية وسيلة الجماعة في المحافظة على قيمها األساسية وتغيير‬
‫ما يحتاج منها إلى التغيير بتعديله وتطويره ‪ ،‬وتبديله من خالل ‪-:‬‬
‫‪ -8‬األسرة ‪ ،‬ثقافة الوالدين‪ ،‬ثم األصدقاء في المحيط‬
‫‪ -2‬المدارس ‪ ،‬مناهج ومقررات ومعلمين‬
‫‪ -3‬وسائل اإلعالم المختلفة‬
‫‪ -9‬الخبرات الخاصة ‪ ،‬كالعيش في بيئة خاصة أو االنتماء إلى جماعة معينة‬
‫(أو تنظيم)‪.‬‬
‫ونظام القيم في فلسطين مشترك ما بين نظام القيم العربية ونظام القيم اإلسالمية (والمسيحية‬
‫الشرقية)‪ ،‬فالفلسطينيون متفقون على قيمة وحدة وبناء فلسطين لكنهم ربما يختلفوا في الطرق‬
‫المؤدية إلى إقامة دولة تجمعهم كأن تكون عربية أو إسالموية ‪ ،‬اشتراكية‪ ،‬حرياتية (ليبرالية) ‪،‬‬
‫ديمقراطية‪ ،‬علمانية‪....،‬الخ‪ ،‬ونحن في حركة فتح كنا واضحين بالمطالبة بدولة ديمقراطية مدنية‬
‫تحترم الحرية والكرامة والمواطنة‪ ،‬ال مكان فيها للتعصب الديني أو الطائفي‪.‬‬

‫القيم وهي‪:‬‬
‫‪-2‬وأخرى جماعية‬ ‫‪-8‬قيم فردية‬
‫‪-3‬وقيم تنظيمية ‪-9‬وقيم مجتمعية‬
‫‪-5‬وقيم عالمية‬
‫ورغم أن القيم‪ 58‬قد تكون في الشخص وتنعكس في كل مكان تقريبا ‪ ،‬وتشتد أو تخبو إال‬
‫أننا سنركز على مجموعات محددة ضمن كل فئة بحيث أنه في‪:‬‬
‫القيم الفردية نركز فيها على االيمان واالنتماء واالنضباط وااللتزام وحسن التنفيذ‬
‫ونركز في القيم الجماعية (أنا‪-‬هم) على الصدق والمحبة والتسامح والتضحية واالحترام‬
‫أما في القيم المجتمعية ومع الجماهير فنركز على ترسيخ الديمقراطية والشفافية أساسا‬
‫ونركز في خامسا على القيم العالمية المرتبطة بالحرية والحق والعدل وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪ :‬جنتي في صدري فإن حبسوني فهي خلوة‪ ،‬وإن أطلقوني فهي سياحة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪65‬‬
‫دعنا هنا نفتح قوسا لإلضاءة على بعض القيم في عملنا التنظيمي المشترك في دائرة االنجاز‬
‫لنقول‬
‫‪-8‬يجب أن نهتم بالعضو من حيث هو ذخيرة الثورة‪ ،‬بعصارة فكره ووقته وعمله‬
‫واخالصه‬
‫‪-2‬نحن نساند بعضنا البعض‪ ،‬ونعمل كجماعة وفريق‪ ،‬كتفا لكتف دوما‬
‫‪-3‬ملتزمون بالفكرة والخطة‪ ،‬والعمل واالبداع‪ ،‬واجتراح بدائل الحلول للمشكالت‬
‫دوما‬
‫‪-9‬نطور اتصاالتنا معا‪ ،‬للخروج من االوضاع الصعبة بشكل مشترك‪.‬‬
‫‪ -5‬االنتماء لحركة فتح تحركه قيمتان رئيستان هما‪ :‬اإليمان بحتمية النصر‬
‫‪59‬‬
‫واالستعداد الدائم للتضحية‪.‬‬

‫مثلث االتصاالت وتعزيز المشاركة الديمقراطية‬

‫استمع احترم‬

‫التزم‬

‫أوال‪ :‬استمع‬
‫‪ ‬استمع أكثر مما تتكلم (اقرأ ما بين السطور ولغة الجسد)‬
‫‪ ‬استمع بانتباه‬
‫‪ ‬استمع بقصد الفهم‬
‫‪ ‬استمع برغبة االستزادة‬
‫‪ ‬استمع واستفسر‬

‫‪ 59‬أنظر مقال القيم و المسلكية الوطنية في الموقع ‪www.bakerabubaker.info‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ ‬استمع واكتب وجهز للرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬احترم‬
‫احترم رأيي مع نافذة تشكك‬
‫احترم رأي اآلخر(وقد أخالفه) مع نافذة قبول‬
‫احترم إرادة الجماعة‬
‫ثالثا‪ :‬التزم‬
‫التزم بآداب الحوار (الهدوء‪ ،‬االستئذان‪ ،‬الصوت‪ ،‬الدور‪ ،‬القدسية‪ ،‬حسن اللفظ‪ ،‬الزمن‪،‬‬
‫التسامح)‬
‫التزم بتوجهات الجماعة وقراراتها‬
‫التزم باألهداف والفكرة‬

‫وفي المقابل ابتعد عن‪:‬‬


‫‪ .8‬الشخصنة‬
‫‪ .2‬الحديث بقصد اإلساءة‬
‫‪ .3‬الحديث بقصد االفحام‬
‫‪ .9‬تصيد األخطاء‬
‫‪ .5‬السخرية والعبث‬
‫‪ .6‬التخريب‬
‫‪ .7‬اظهار التفوق والكبر‬
‫‪ .1‬الالمباالة واالستخفاف‬
‫‪ .4‬تحميل الجمايل‬

‫كيف نوحد الرؤية؟ أو نرسم الصورة الموحدة؟‬

‫صورة التنظيم تتحدد بمجمل أفعال وممارسات وقيم أعضائه‪ ،‬كما تتحدد بمواقفه السياسية‬
‫وأفكاره لذا فإن على أعضاء التنظيم وكوادره أن يظهروا صورة ايجابية موحدة مادتها األساسية‬
‫االلتزام واالنضباط والتآلف والمحبة ليكون االنطباع أو الصورة المطبوعة في ذهن الجماهير‬
‫صورة ايجابية تكسب وال تخسر تجمع وال تفرق‪ ،‬تحبب وال تنفر‪ ،‬وعليه من الممكن أن نقول‬
‫أن ذلك يحتاج للنقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -8‬االنتماء وااللتزام‪ :‬االنتماء الطوعي للتنظيم خيار‪ ،‬وألنه تعبير عن شراكة قالبها المحبة فإن‬
‫االلتزام يع تبر الصك المتوجب دفعه للتعبير عن حقيقة هذا االنتماء‪ ،‬فال تكبر وال تشدق وال‬
‫سخرية وال شتائم وال تهجم وال تسفيه لآلخرين والرفض لألوامر‪ ،‬والنقد محله الطبيعي في‬
‫االجتماع التنظيمي وفي األطر‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -2‬السياسة والبرنامج‪ :‬يجب أن نمتلك سياسة وبرنامجا موحدا وهذا ال يكفي إذ ال بد أن نوحد‬
‫اللسان في التعبير عنهما‬
‫‪ -3‬الخطاب الواحد‪ :‬نأخذ مواقف الحركة المركزية ونتبناها‪ ،‬نتكلم بنفس اللغة‪ ،‬نستخدم نفس‬
‫المصطلحات‪ ،‬نطرح نفس المشاعر‪ ،‬نلبس نفس اللباس‪ ،‬نستخدم ذات الطقوس‪.‬‬
‫‪-9‬العمل المشترك‪ :‬أن نشارك في األعمال والنشاطات المركزية في المركز أو األقاليم أو المواقع‬
‫ما يعطي االنطباع للجماهير باألهمية والوحدة والتآلف‪.‬‬
‫‪ -5‬التواصل‪ :‬ال تداخل بين األطر بل يجب احترام التسلسل التنظيمي‪ ،‬فنحترم بذلك أنفسنا‬
‫واآلخرين‪ ،‬وبالتخطيط نبدأ وبالتنفيذ نظهر انجازاتنا‪ ،‬ونتابع ونقيم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫كيف نرسم الصورة المشرقة لحركة فتح‬

‫إن النقاط السبعة الرئيسة التالية هي ما يحتاج له كل كادر لغرض التوجه للجماهير في كل مكان‬
‫ومن بيت لبيت عارضين عبر هذه اآلليات انجازات الحركة وبرنامجها وسماتها ‪ ،‬غير هيابين‬
‫من ذكر الثغرات وعملنا الدؤوب على تجاوزها‪ .‬فكيف وبأي أساليب نكرس مفاهيمنا ونقنع‬
‫الجمهور بما نريد؟‬
‫‪-8‬اإلشادة‪ :‬إن اإلشادة الحقيقية بالمنجزات يجب أن تعتبر من أوليات العمل المنظم‪ ،‬والعمل‬
‫الهادف للجذب وتحقيق الكسب‪ ،‬فكل مراحل الحركة كانت مراحل نضال ومراحل جهد ومراحل‬
‫استثمار لطاقات األعضاء والجماهير حققت بفضلها الحركة وصولنا لمشروع الدولة على أرض‬
‫الوطن‪ ،‬وعليه فإن ذكر اإلنجازات في التاريخ وفي السلطة وفي الجامعة وفي المعهد وفي البلدية‬
‫وفي المساعدات وفي المنح وغيرها من المجاالت يعتبر من األهمية بمكان خاصة متى ما ارتبط‬
‫بذكر األرقام واإلحصائيات واالستشهادات‪.‬‬
‫‪-2‬التكرار‪ :‬إن أي دعاية لحزب أو تنظيم (ومنها االنتخابية) ترتكز على التكرار بمعنى أن‬
‫(الفتحويون صناع التاريخ وبناة الغد) كشعار إلى جانب الشعارات األخرى‪ ،‬وفي آلية اإلقناع‬
‫والحوار يجب أن يتكرر وإن بصيغ كالم وعرض وصور مختلفة‪ ،‬ولكن التكرار مدخل للتثبيت‬
‫وهو ما يجب أن نستند إليه‪.‬‬
‫‪-3‬البساطة‪ :‬ال يحتاج الناس لعرض األمور بصيغ معقدة تستعير الكلمات من بطون الكتب‬
‫أو النظريات‪ ،‬وإنما يحتاجون للحديث وفق طبائعهم وتفكيرهم وبالصيغ التي يستخدمونها دون‬
‫فذلكة أو غيبيات أو إسقاط للمقدس على األطر أو األشخاص‪.‬‬
‫إن الدعاية الواضحة والصادقة والمبسطة هي التي تدخل القلب وتقنع العقل‪ .‬إن البساطة‬
‫مرتبطة بالوضوح والدقة في إيراد المعلومة التي يجب أن تكون مسلكنا الذي ال نحيد عنه‪.‬‬

‫من كتيب لحركة فتح تحت ذات العنوان من إصدار التعبئة والتنظيم في الحركة عام‪ 2223‬في فلسطين‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪68‬‬
‫‪-9‬عدم المجادلة‪ :‬من المهم عدم الدخول في جدال ومماحكات كالمية و تنظيرات فلسفية‬
‫تتعبنا وتأكل الوقت‪ ،‬فنحن نعرض "فتح" ببساطة وصدق ووضوح ومحبة‪ ،‬ونعرض سياساتنا‬
‫وبرنامجنا و انجازاتنا وطموحاتنا وقدرتنا على التجدد واإلبداع دون مجادالت عقيمة أو محاوالت‬
‫مقارعة الفلسفة بمثيلها‪ ،‬فحركة فتح حركة الواقعية وحركة العمل ونموذج الفعل الصميم الذي‬
‫يسبق فعله التنظيرات الخاوية واأليديولوجيات المسيطرة‪.‬‬
‫‪ -5‬مزج النقد باإلشادة‪ :‬إن من عوامل قوة حركة فتح هو حرية الكادر وقدرته على‬
‫التعبير حتى لو تعارض رأيه مع اآلخرين فإن احترام التعددية في الحركة صناعة فتحوية عكستها‬
‫على المجتمع ‪ ،‬إلى أن يأتي اليوم الذي تنهار فيه التنظيمات التي تكمم األفواه تحت ذرائع مختلفة‪،‬‬
‫فاهلل سبحانه وتعالى خالق العقل ومانح حرية التفكير‪ .‬والدين ‪ ،‬والفكرانية=األيديولوجيه ال‬
‫تتعارض مع التعددية ما يحاول اآلخرون فعله‪.‬‬
‫‪-6‬الصدق ‪ :‬إن أهمية الدعاية أو اإلقناع أو المحاججة أو الحوار أنه ينبع من حالة صدق ‪،‬‬
‫فنحن في حركة فتح ال نحتاج أبدا للكذب وال نحتاج للتجميل ألفعالنا وإنجازاتنا لتي تتحدث عن‬
‫نفسها‪ ،‬أو التشويه لآلخرين ‪ ،‬ألننا والصدق صنوان‪ .‬والصدق أيضا يعنى أن تتساوق أقوالنا مع‬
‫أفعالنا ألن المسلكية هي مجال الرؤية للناس فمن يدعو لشيء ويأتي نقيضه لن يكون مآل دعوته‬
‫اال الى خراب‪.‬‬
‫‪ -7‬كشف الدعاية المضادة‪ :‬إن الدعاية المضادة قد تكون مباشرة وقد تكون مموهة‬
‫ففي الحالة األولى تكشف نفسها وفي الحالة الثانية تضع السم بالدسم أو تسقط المقدس على‬
‫البعض أو تستخدم عبارات قرآنية أو استشهادات لتشير لهم وحدهم في محاولة مركبة الستخدام‬
‫نصوص الدين وكأنها صنعت لهم ‪ ،‬إن الدين للجميع ال يحتمل احتكار حزب له أبدا‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تاسعا‪ :‬الشخصية الثرية (النحلة)‪ ،‬وذات المنهجية الفكرية‬

‫ركائز اكتساب المهارات العقلية‬


‫في دورتنا حول التحليل السياسي والسياسي الناجح كان إلحدى األخوات مداخلة هامة تركزت‬
‫سا الن بناء العقل هو المقدمة المطلوبة لصعود مركب التطوير أو التغيير‪.‬‬
‫حول بناء العقل أسا ً‬
‫وحسبما تمت اإلشارة مني موافقا أن البداية دوما ً من عندي‪ ،‬وأنها من حيث استقر القلب والعقل‬
‫في االنسان‪ ،‬من زاوية ضبط المشاعر لمصلحة العقل حيث وجب أو تأجيل الحكم العقالني حين‬
‫جيشان المشاعر‪ .‬فكان من ألزم اللزوميات أن نفكر بالبناء الذاتي أو بناء الشخصية وذلك في‬
‫مساراتها األربعة الرئيسة‪ :‬العقلية واليقسية والقيمية‪-‬الاخلاقية والجسدية ما يفترض‬
‫‪61‬‬
‫التوازن وعدم اإلهمال لمسار على آخر‪.‬‬

‫اإلرادة والفعل‬
‫التكفي الرغبة بالتغيير أو التطوير للذات لتحول المأمول الى مفعول لذا فإن استحاث الرغبة قد‬
‫ٌ‬
‫حافز خارجي وفي كلتا الحالتين فإن الرغبة بداية جيدة تفترض‬ ‫ً‬
‫حافزا داخليا‪ ،‬وقد يشعله‬ ‫يتطلب‬
‫أن هناك إدراك وإحساس بالمشكلة (الرغبة بالتطوير أو التغيير‪ )...‬ولكنها إن وقفت عند حدود‬
‫الرغبة قد تتحول الى أمل أو حلم بال أرجل واألرجل تأتي بتحويل الرغبة الى هدف يشعله‬
‫الحافزفتنطلق به اإلرادة الى فضاء التطبيق‪.‬‬

‫‪ 61‬من أخطاء التفكير كما يورد الكاتب أحمد البراء االميري في مادته المعنونة اللياقة العقلية‪.‬‬

‫التسرع في االستنتاج‪ -2 .‬الخطأ في استعمال التَّفكير النظري‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ -8‬إساءة التعميم‪ ،‬أو‬

‫مصادر غير صحيحة‪ -9 .‬تد ُّخل العواطف (الهوى) في الحكم‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ -3‬االعتماد على‬

‫‪ -5‬المبالغة في التبسيط‪ -6 .‬الخَلط بين التقدير والتقديس‪.‬‬

‫‪ -7‬عدم التَّفرقة بين النص وتفسير النص‪ -1 .‬أخطاء المقارنة‪.‬‬

‫‪ -4‬تناقض الموازين (ال َكيْل بمكيالين)‪-81 .‬الخطأ في استعمال اللُّغة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫هدف‬ ‫فعل دؤوب‬
‫رغبة‬ ‫حافز‬ ‫إرادة‬ ‫تغيير‬
‫(الحافز واإلرادة‬
‫يحوالن الرغبة‬
‫بركائز‬
‫الى هدف مخطط‬
‫له)‬

‫هل يمكننا أن نحول السمات الى عادات أي الى مسلك يومي وإن صح ذلك فماهي الركائز‬
‫لتحقيق ذلك بتحويل القدرة الذاتية الى مهارة عقلية؟‬
‫السمات العقلية اليي ييعي‬
‫في العقل إذ كان الحديث حول التحليل السياسي وحول تقدير الموقف السياسي‪ ،‬وفي الحديث‬
‫حول البناء للفرد في أي جماعة ( منظمة او تنظيم أو مؤسسة‪...‬الخ) افترض أننا نحتاج لسمات‬
‫أو صفات خمس (والسمات أو الصفات عامة باعتقادنا أنها موجودة في الشخصيات كقدرات‬
‫أوطاقات مختزنة‪ ،‬كامنة تحتاج لتنشيط أو إشعال أو‪ )...‬هي كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬العقل المنظم‪ 62:‬علينا امتالك عقل منظم‪ ،‬فكيف لك تطرح رأيا أو فكرة او موقفًا وأنت للذهن‬
‫مشتت؟ أو فوضوي أوعشوائي؟ أو غير قادر على ترتيب او تنظيم محتوى عقلك أو وقتك‬
‫أوحياتك؟‬
‫ً‬
‫تسلسال وأولوية وحسب التصنيفات‪ ،‬وتنظيم‬ ‫وعليه فإن تنظيم العقل عبر تنظيم االفكارفيه‪،‬‬
‫التعبير عنها بتسلسل وسالسة هو مما يجب علينا درسه وتعلمه‪.‬‬

‫‪ 62‬اعرف عقلك‪ ،‬درب نفسك على التفكير فيما تتمنى أن تفكر فيه‪ ،‬وكن ما تتمنى أن تكونه‪ ..‬إيرنست‬
‫هولمز‬

‫‪71‬‬
‫‪-2‬العقل المنفتح‪ :‬ويأتيك العقل المنفتح لتستطيع في إطار العقل المنظم أن تدخل الوافدين الجدد‬
‫من األفكار الى محيط عقلك‪ ،‬وال يتيسر لك ذلك أن قولبت أفكارك ضمن قالب محدد او إطار‬
‫مانع‪.‬‬
‫فالعقل المفتح ليس ً‬
‫عقال بال عقال‪ ،‬بل هو عقل ثابت المرجعية ألنه اكتسبها بعمق وجعلها درعه‬
‫ومقياسه‪ ،‬وفي ضوء ذلك فإن عقله مفتوح ألي فكرة حتى لو هزت أركان إيمانه أو عقيدته أوأي‬
‫من أفكاره‪ ،‬فهو بانفتاحه المنهجي قادر على تقبل او رفض الفكرة الوافدة بعد تأملها جيدا وفحصها‬
‫ونقاشها‪ ،‬وعليه فالعقل المنفتح الثابت المرجعية هو العقل الذي اليخاف من الجديد او المخالف‬
‫أو النقيض من األفكار‪ ،‬بل هو عامل قوة وصالبة‪ ،‬وهو مدخل تغيير أيضا ً للمستقر البالي‪.‬‬
‫‪-3‬العقل البحثي‪ :‬العقل الذي نريده لنكون على قدر المهمة المناطة بنا في هذه الحياة هو عقل ال‬
‫يرضى بالقليل ويطلب االستزادة دوما‪ .‬لذا فهو عقل درسي بحثي ال يتوقف عند حد‪ ،‬بل ان كل‬
‫فكرة جديدة ليست بابا ً مغلقًا بل على العكس هي ٌ‬
‫باب مفتو ٌح لسيل من األفكار الدافقة التي وجب‬
‫تفحصها وتقليبها ذات اليمين وذات الشمال في آلية تفكر وبحث ال تتوقف‪.‬‬
‫‪-4‬العقل النقدي‪ :‬والعقل الذي نبتغيه عق ٌل متقبل لآلخر من جهة وللوافدات الجدد من األفكار‬
‫عقال مستبا ًحا (إمعة‪،‬همج رعاع‪ )...‬بل عقالً‬
‫عقال مطواعا مستسل ًما‪ ،‬او ً‬
‫والمفاهيم نعم‪ ،‬لكنه ليس ً‬
‫نقديا قادر بمنطقة التفكري وأسلوبه النقدي أن يضم العناصر الجديدة من األفكار كما هي أومنقحة‬
‫ارتباطا بالمرجعية‪ ،‬أو يرفضها فتحال الى صندوق المرفوضات في ذاكرته‪.‬‬
‫‪-5‬عقل ال يهدأ‪ ،‬دؤوب‪ :‬ومع كل ذلك فالعقل الذي نبتغيه لبناء ثم تطوير الشخصية فينا هو دؤوب‬
‫ذو ديمومة‪ ،‬فال حد وال نهاية وال توقف اال مع توقف الحياة‪ .‬نتفكر ونتامل ونبحث ونحن في‬
‫البيت وفي المكتب وحين استخدام وسائل التواصل االجتماعي وحين نشارك في التجمعات‬
‫الجماهيرية وفي الخلوة وحين ما قبل النوم وربما أثناء النوم أيضاً‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫منظم‬

‫منفتح‬ ‫نقدي‬
‫سمات‬
‫العقل التي‬
‫نريد‬

‫بحثي‬ ‫دؤوب‬

‫ركائز اكتساب المهارة العقلية‬


‫في خماسية العقل الذي نبتغيه َح َكما ً ومرجعا ً للذات‪ ،‬وربما لآلخرين من المقتدين هناك طرائق‬
‫وركائز خمسة لتحويل الموهبة أو القدرة‪ ،‬أو لتحويل السمة المطلوبة الى مهارة عبر المران‬
‫والتدريب المستمر من خالل‪:‬‬
‫‪-1‬القراءة‪ :‬إلن القراءة العميقة هي المقصودة وال قراءة عميقة دون تفكر وتبين وإصغاء وتسجيل‬
‫هوامش‪ ،‬وال قراءة عميقة دون تركيز‪ ،‬كما ال قراءة عميقة دون تخلي عن القراءة السطحية‬
‫الساذجة لما يسمى بأخبار التواصل االجتماعي التي تصح فقط لإلحالة الى القراءة العميقة ذات‬
‫المرجعية والمصدر المعتبر‬

‫‪73‬‬
‫‪-2‬التبصر‪ :‬إن التبصر‪ 63‬يأتي بالتفكروالتأمل‪ 64‬والبحث والسؤال وعقد المقارنات‪ ،‬والتفكر قدرة‬
‫نتعلمها بالتكرار الدائم‪ ،‬وتوقع األمرعقليًا افتراضه والبحث في حلوله‪ ،‬ويفترض فكفكة االمر‬
‫القائم الواقع وإعادة جدله‪.‬‬
‫بمعنى أن التفكر يفترض أن نمارس تفكيك المسائل وإعادة تجميعها بشكل جديد‪ ،‬وان نجد عناصر‬
‫جديدة أو نكتشف أو نخترع هذه العناصر الرابطة ليس بالضرورة بشكل الربط القديم‪( ،‬إبداع)‬
‫وفي السؤال واالستفسار بحد ذاته تفكر ال غنى عنه سواء كان السؤال ذاتي أو مع القراءة‬
‫أولآلخرين أيضا‪.‬‬
‫المران‪ :‬لنقل أن ال مناص من ‪ 3‬عمليات متالزمة لتثبيت السمات العقلية التي نرغب وهي‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫متمثلة الى ما سبق بالتكرار والمران واالستخدام‪.‬‬
‫التكرار كالحال حين تحفظ آيه أو قصيدة أو حدثًا أو مث ً ً‬
‫اال او قصة سترويها‪...‬الخ‪ ،‬وبالمران على‬
‫عدم التهيب والخوف من قول ما حفظت أمام نفسك واآلخرين (إقض على خوفك وتوترك)‪ ،‬ثم‬
‫باالستخدام أي بتطبيق تقنية الالتهيب والفكرة بتقديمها في كل محفل صغر أم كبير‪.‬‬
‫‪-4‬التدوين والمراجعة‪ :‬إن الكتابة والمراجعة ثم إعادة الكتابة تكفل التطوير المستمر والتجدد‪،‬‬
‫كما تكفل حفظ المعلومة أوالفكرة وتثبيتها‪ ،‬وسواء استخدمنا الورق أو استخدمنا لوحة المفاتيح‬
‫وبرامج الكتابة‪ ،‬أو استخدمنا تطبيق المذكرات في الجوال فإن ضرورة االحتفاظ باألفكار ضمن‬
‫هذه الوسائل بأهمية إشعال الذاكرة ومساعدتها على االسترجاع للمعلومة المخزنة‪.‬‬
‫ان الذاكرة واحدة من القدرات العقلية حيث تكمن فيها صناديق ما اختزناه عبر السنوات‪ .‬وقدرة‬
‫التخزين هي بمقدار األهمية التأثير‪ .‬وقدرة االسترجاع تحتاج منا لشحذ ومهارات نتعلمها‪ ،‬والى‬

‫‪ 63‬التبصر كما يعرفه د‪.‬محمد جمعة الحلبوسي‪ :‬هو التم ُّهل واألناة في تبين األمور وكشفها‪ ،‬والسير في عالجها‬
‫علَى َوجْ هه أ َ ْه َدى أ َ َّم ْن يَ ْمشي َ‬
‫سوياا‬ ‫على بصيرة ورشد‪ ،‬ويظهره من خالل اآلية الكريمة‪ ﴿ :‬أَفَ َم ْن يَ ْمشي مكباا َ‬
‫علَى ص َراطٍ م ْست َق ٍيم ﴾ [الملك‪ ،]22 :‬ويرى البصيرة‪ :‬نور في القلب يهتدى به‪ ،‬كما أن البصر هو نور العين‪.‬‬ ‫َ‬
‫ويرى الدكتور عادل سجواني أن التبصر دراسة ومحاولة فهم‪.‬‬

‫‪ 64‬عنصران يدخالن في التأمل‪ :‬التركيز ‪ concentration‬واإلدراك ‪( Awareness‬االنتباه لما تركز‬


‫عليه واالنتباه للبيئة المحيطة بك مباشرة)‪ .‬ونفس هذين العنصرين يدخالن في كل نشاط ناجح يقوم به‬
‫اإلنسان‪ .‬فإذا كنت تستطيع التركيز في المهمة التي تقوم بها‪ ،‬وإذا كنت تستطيع أن تحول انتباهك بالكامل‬
‫لها‪ ،‬فإنك ستكون أكثر نجاحا في تحقيق ما تريد‪ .‬ومن الممكن أن تالحظ وجود هذا التركيز واإلدراك حولك‬
‫طول الوقت (حنان مال هللا في التبصر ‪ ..‬تهدئة عقول وزيادة إدراك)‬

‫‪74‬‬
‫جانب الذاكرة تقف العمليات العقلية األخرى من تخيل وتفكير فال نخلط بينها لنقول حين التذكر‬
‫أني أفكر أو حين التخيل أنني أتذكر فلكل مجاله وآلية التدرب عليه‪.‬‬
‫‪-5‬استثماروتنظيم الوقت‪ :‬في النقطة االخيرة الخامسة فإن االستثمار في الزمن يعني أن أخصص‬
‫وأفرد وقتًا لكل شيء أريد أن أطوره‪ ،‬بل الحقيقة لكل شيء بالحياة استفادة من فكرة الوقت المنظم‬
‫عبر الصلوات‪ ،‬الذي منه أن أفرد زمنا لما سبق من آليات فيكون يومي مقس ًما للقراءة وللتفكر‬
‫ق الكثر من نقطة معًا‪ ،‬وبذا وليس غيره‬ ‫والتبصر وللكتابة كما االستخدام ولربما تكون في تال ٍ‬
‫نكتسب المهارة‪ ،‬ودون توقف فتتحول المهارات الى سمات كما أردنا فيقال فالن ذو العقل المنظم‬
‫او ذو العقل الراجح أو ذو العقل المنفتح بتوصيفه ضمن أبرز ما وضح منه‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫توازن مكونات الشخصية عامة‬

‫‪76‬‬
77
78
‫*يتصل بالمادة هذه سلسلة من حلقات النقاش والحاالت الدراسية ومجموعة من‬
‫االختبارات والتمارين العلمنفسة ذات الصلة‪.‬‬

‫وإنها لثورة حتى النصر‬


‫حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪-‬فتح‬
‫مفوضية االعالم والثقافة والتعبئة الفكرية‬
‫لجنة التعبئة الفكرية والتدريب‬
‫الطبعة الولى عام ‪2221‬م‬

‫‪79‬‬

You might also like