Zawia Semlalia

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 98

1

‫سلسةل الكتب الإلكرتونية للكية الآداب‬


‫والعلوم الإنسانية(‪2020/)1‬‬

‫‪ISBN 978-9954-9327-9-7‬‬

‫‪2‬‬
‫تقدمي‬
‫يسعدين أن أقدم هذا العمل الهام اذلي تقدمت به الزميةل ادلتكووة خدجية الرايج للطبع ابملؤسسة ابلصيغة الإلكرتونية ‪،‬‬
‫ويعد بذكل أول معل نقدمه للمهمتني من خالل الانفتاح عىل النرش الرمقي ملا هل من قمية علمية هامة‪ .‬وقد توافر فيه مجيع رشوط‬
‫اجلود والمتزي‪ ،‬والاحرتام الوام للضوابط الاكدميية املوعاةف علهيا‪ .‬وهكذا جند أن الس واذ احملرتمة انطلقت من ةغبهتا اليت تش وغل‬
‫علهيا منذ س نوات يف دةاسة بعض اجلوانب من اتةخي زاوية تقع يف قلب سوس‪ ،‬ومتود جذوةها اإىل بداية القرن ‪10‬هـ‪16/‬م‪.‬‬

‫من خالل اس وقراء املصادة الواةخيية والنصوص املنقبية يف مد زمنية حمدد متود من ‪853‬هـ (اتةخي ولد الش يخ احامد‬

‫أوموىس) اإىل ‪971‬هـ (اتةخي وفاته)‪.‬‬


‫ول خيفى هذا الاهامتم املزتايد بواةخي الزوااي ابملغرب يف ساحة البحث العلمي ابجلامعات املغربية ‪ ،‬وغريها ‪ .‬واكن‬
‫لشخصييت احامد أو موىس و عيل بودميعة السماليل النصيب الوفر يف العمل نظرا لمهيهتام ‪،‬وترابطهام‪ ،‬ومفصليهتام يف مرحةل‬
‫الفرت املدةوسة‪.‬‬
‫وتراوح املنت املصدةي واملرجعي املعمتد يف هذا العمل ‪ ،‬واملش وغل به ۔فضال عن خشصية الباحثة املهمتة ابلودقيق‬
‫والوحقيق ‪ ،‬وتتبع تفاصيل املوضوع ۔ بني الكتاابت العاملة احمللية ‪ ،‬والخرى الجنبية‪ ،‬وتكوب الرحالت‪ ،‬والواثئق اخلاصة ‪ ،‬وما‬
‫يوداول من الرواايت السطوةية اليت ختولف طبيعهتا من حيث املرجعية‪ ،‬والووجه والرهان‪ ،‬واملهنج املوبع ‪،‬والهداف املووخا ‪ .‬مع‬
‫الرتتكزي اساسا عىل تكوب الرتامج واملناقب واس وقراهئا من زوااي س ياس ية‪ ،‬واجامتعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وبرشية ‪ ،‬وجغرافية‪ .‬مع تبين‬
‫ادلةاسة املقاةنة ‪.‬وهذه طريقة ممزي يف الاش وغال الاكدميي ابملوضوع‪.‬‬
‫والالفت يف هذا العمل هو حرص الس واذ عىل متكني القاةئ بلغة سهةل‪ ،‬سلسة مستساغة‪ ،‬من نظر موجز داةل عن‬
‫ما تكوب يف املوضوع قبلها سواء عند ما ميكن تسميوه ابملدةسة الكولونيالية أو املراسالت‪ ،‬أو الوقييدات‪ ،‬أو النوازل‪ ،‬أو اجملاميع‪،‬أو‬
‫مرتبة ترتيبا كرونولوجيا يدل عىل حرص املؤلفة عىل تتبع الظاهر يف املراحل اخملولف ‪ ،‬واملوباينة‪.‬‬
‫ولهذه الاعوباةات وغريها نقدم هذا العمل املتسم ابجلدية ‪ ،‬والوضوح يف الطرح العلمي للقاةئ ونعوربه يس وحق أن يكون‬
‫ابكوة توهجنا اجلديد لوجويد العرض العلمي ابملؤسسة اذلي اخرتانه منذ مد ‪.‬‬
‫العميد ‪ :‬أمحد بلقايض‬

‫‪3‬‬
‫بسم هللا الرحامن الرحمي‬

‫مقدمة‬
‫معلنا هذا اسهام يف دةاسة بعض اجلوانب من اتةخي زاوية تقع يف قلب سوس‪ ،‬ومتود جذوةها اإىل بداية القرن‬
‫‪10‬هـ‪16/‬م‪.‬معدان فيه اإىل اس وقراء املصادة الواةخيية والنصوص املنقبية للوقوف عىل ظروف وأآليات تأسيسها وحماوةل‬
‫مقاةبة بعض اجلوانب الصوفية اليت جعلهتا ممتزي عن ابيق زوااي العرص السعدي‪ .‬هذا وإان اهامتمنا ابلزاوية السماللية‬
‫الوازةوالوية يف فرت اتةخيية حمدود تغطي النصف الول من القرن ‪10‬هـ‪16/‬م أو تزيد عىل ذكل أو تقل قليال‪ ،‬ل يعين‬
‫توقف العمل الصويف لهذه الزاوية بل سيس متر هذا العمل ليوخذ أبعادا أخرى‪،‬س ياس ية واقتصادية‪ ،‬نتيجة ظروف داخلية‬
‫وخاةجية‪ .‬وإان اهامتمنا هبذه الزاوية بذاهتا‪ ،‬ويف مد زمنية حمدد متود من ‪853‬هـ (اتةخي ولد الش يخ احامد أوموىس ) إاىل‬

‫‪971‬هـ (اتةخي وفاته)‪ ،‬انبع من قناعات أساس ية نعرضها تباعا‪.‬‬


‫اهمت املؤةخون بدةاسة اجملمتع املغريب عرب دةاسات مونوغرافية ختصص لقبيةل أو مجموعة من القبائل‪ ،‬تكام اتكتست دةاسة‬
‫الزوااي املغربية خاصة‪ ،‬خالل العقود الخري من القرن املايض‪ ،‬أمهية تكربى هبدف ختليص اتةخيها من الوعممي وتنقيوه مما ةوجه‬
‫ادلاةسون الغربيون من مفاهمي‪ .‬وابلفعل‪ ،‬خفالل اهامتمنا بدةاسة اتةخي سوس‪ ،‬لفتت انتباهنا المهية اليت انلهتا الزاوية‬
‫السماللية سواء دلى سالطني ادلول املغربية‪ ،‬السعدية والعلوية‪ ،‬أو ادلول الوةبية (تكام يظهر ذكل يف املصادة ادلفينة‬
‫لواةخي املغرب اليت تزخر مبعلومات عن عالقة هذه الزاوية ابلوةبيني)‪ ،‬وتكنا لكام تعمقنا يف الوعرف عىل مظاهر هذا الاهامتم‪،‬‬
‫تراءت لنا خشصية عيل بودميعة السماليل اليت اكدت أن حتجب عنا ما قبلها‪ ،‬ومن مثة فاإن أية حماوةل لرصد اتةخي اتزةوالت‬
‫أو اتةخي الزاوية السماللية أو اتةخي داة اليغ تمت عرب احلديث املفصل والكثيف عن عيل بودميعة ابعوباةه املؤسس واحملوة‪.‬‬
‫وةمغ أمهية دوة الش يخ احامد أوموىس فاإنه مل حيظ اإل ابهامتم حمدود فامي تكوب من اتةخي هذه الرس ‪ ،‬ذلكل نعوقد أنه من‬
‫املفيد‪ ،‬حقا‪ ،‬أن نوحض هنا كيف أن الوقوف عند بداايت الزاوية السماللية لن خيلو من أمهية اتةخيية؛ لهنا تزتامن وتكون‬
‫اجتاه ديين وس يايس واقتصادي سامهت الزوااي يف وضعه‪.‬‬
‫يبدو اجملال املاكين لهذه ادلةاسة ضيقا‪ ،‬تكام تبدو الفرت الزمنية اخملواة قصري ومضطربة نتيجة الظرفية العامة للبالد يف‬
‫هناية القرن ‪15‬م وبداية القرن ‪16‬م‪.‬ويبقى الاقتصاة عىل الش يخ احامد أوموىس متعمدا حىت نوخلص من همينة عيل‬
‫بودميعة عىل اتةخي الرس السماللية‪ ،‬ويف هذه الوجربة طرح ل إالماكانت اليت توفرها مثل هذه ادلةاسة من خالصات قد‬
‫تعيد الاعوباة للش يخ املؤسس وتسلط الضوء عىل خمولف املصادة والواثئق الكفيةل بذكل‪.‬‬
‫وحنن مقتنعون بأن الاقتصاة عىل مجع معلومات جزئية عن حيا الش يخ أحامدأوموىس ل يؤدي اإىل نواجئ كبري ‪ ،‬ابلرمغ‬
‫من كون ذكل امجلع والوحقيق أمرا همام يف حد ذاته‪ .‬فقد مجع الباحثون الجانب )‪ (Laoust-Roux‬واملغاةبة (العالمة اخملواة‬

‫‪4‬‬
‫السويس) الكثري مهنا‪ ،‬ولكهنم قلام دةسوا عالقة ذكل ابجلانب الس يايس‪ ،‬أو ةبطوه ابجلانب الاقتصادي والاجامتعي‪.‬‬
‫ومبا أن غرضنا هو دةاسة عالقة الزاوية مبحيطها الاقتصادي والاجامتعي ف إاننا سعينا اإىل اإفراغ بداايت الزاوية من قالهبا‬
‫السطوةي واصباغها بصبغة اتةخيية‪ ،‬فتوبعنا الوحولت الاقتصادية والاجامتعية والس ياس ية اليت عرفهتا املنطقة‪ ،‬املدةوسة‪،‬‬
‫وةبطنا ذكل بوظائف الزاوية وتوهجاهتا لنخلص اإىل أن الفضاء الرويح واملادي‪ ،‬اذلي بزغت فيه مواهب وسلواكت الش يخ‬
‫احامد أوموىس يقاةب أو مياثل فضاء اتزةوالت خالل القرن ‪16‬م بلك ما حيمهل هذا الفضاء من بعد اقتصادي وس يايس‪.‬‬
‫تعمتد هذه ادلةاسة مكنطلق ةئييس عىل تكوب الرتامج واملناقب لكهنا تووىخ الوصول اإىل نواجئ علمية متكن من الوقوف‪،‬‬
‫ولو جزئيا‪ ،‬عىل بعض جتليات الدواة الاقتصادية والاجامتعية للزاوية السماللية يف فرت عرفت حتولت س ياس ية واجامتعية‬
‫واقتصادية ملحوظة‪ .‬حاولنا أيضا الاس وفاد مما جتود به تكوب الرحالت والواثئق ادلفينة عىل أننا مل نغفل ادلةاسات والحباث‬
‫احلديثة حول املوضوع‪ ،‬واليت سامهت‪ ،‬عىل قلهتا‪ ،‬يف لفت انتباهنا اإىل نقط جزئية‪ ،‬أو عامة حددت نوع القراء اليت خضع‬
‫لها الش يخ احامد أوموىس ‪ .‬فالباحث انمعي‪ ،‬مثال مع وعيه (يف مقالوه املعنونة‪-‬احامد أوموىس‪ -‬يف معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫صص‪ )165-160 .‬بأن الش يخ احامد أوموىس معروف دلينا اليوم من خالل ةؤية الآخرين اإليه فاإنه ةتكز من هجوه عىل‬
‫دوة "مهنجية الصمت املطبق" يف متزي الش يخ احامد أوموىس عن معارصيه من أوليا ء ومتصوفة القرن ‪16‬م‪.‬‬
‫نقرتح اإذن عىل القاةئ هذه الرحةل الاس وكشافية للعديد من املعطيات املادية والبرشية واجلغرافية‪ ،‬وسننطلق يف هذه‬
‫الرحةل من اإشاكلية العالقة بني الزاوية السماللية وحميطها البرشي والاقتصادي‪ .‬علام منا بأن زوااي القرن ‪10‬هـ‪16/‬م لعبت‬
‫دوةا واحضا داخل جممتعاهتا‪ ،‬مما قد جيعل الوعاةيف املعطا لها قارص عن الإملام بلك تكل الدواة‪ .‬فباعامتدان الوعريف اذلي‬
‫قدمه محمد جحي للزاوية ابعوباةها "املاكن املعد للعباد وإايواءالواةدين احملواجني وإاطعاهمم" (الزاوية ادللئية ودوةها ادليين‬
‫والعلمي والس يايس‪،‬املطبعة الوطنية‪ ،‬الرابط‪ ،1964 ،‬ص ‪ )25‬أو حني القبول بوعريف محمد مفتاح بكوهنا "موضوع‬
‫العباد واجلهاد والاجامتع أو مظنة هلام دامئا أو غالبا أو قليال"(الوياة الصويف واجملمتع يف الندلس واملغرب‬
‫أثناءالقرن‪8‬هـ‪14/‬م‪ ،‬ةساةل جامعية ‪،‬الرابط ‪ ،1981‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،)34‬نكون قد اخزتلنا معطيات الفرت املدةوسة‬
‫وقفزانعىل طابعها الوحويل‪ .‬ذلكل نرى مع عبد اللطيف الشاذىل بأن الزاوية‪ ،‬مبقتىض معطيات املرحةل اليت هتمنا "مؤسسة‬
‫اجامتعية اقتصادية ذات أساس ديىن" (اجملمتع املغريب يف القرنني اخلامس عرش والسادس عرش من خالل الآداب الصوفية‪،‬‬
‫حبث لنيل دتكووةاه ادلوةل‪ ،‬الرابط ‪ ،1987‬ص ‪ ،)191‬ويه بذكل ل تشلك شيئا خاةجا عن اجملمتع بقدة ما تكون‬
‫جزء من أجزائه‪.‬‬
‫وإان تناولنا للزاوية‪ ،‬تكام أرشان اإىل ذكل‪ ،‬يرتكز ابلساس عىل بداايهتا‪ ،‬وحنن اإذ ندةك متام الإدةاك صعوبة اخلوض يف‬
‫بداايت الرس والزاوية‪ ،‬نظرا لوعدد الراوايت وتعقدها‪ ،‬وةمغ ما ينتابنا من اإحساس ابلوقصري وضعف الإماكنيات‪ ،‬فاإننا‬
‫س نحاول الوطرق‪ ،‬ما اس وطعنا اإىل ذكل سبيال‪ ،‬اإىل أوجه تفاعالت الزاوية السماللية مع حميطها القبيل والاقتصادي للخروج‬
‫من الإطاة العام اذلي حددته ادلةاسات السابقة يف هذا اجملال‪ .‬فرمغ فضل الس بق اذلي تمتوع به ادلةاسات‪ ،‬وةمغ الرايد‬

‫‪5‬‬
‫اليت ل جنادل يف كوهنا حققهتا‪ ،‬يبقى معلها منطيا حدد دةاسة الزاواي يف نقط أساس ية جتعل تناول بداايهتا أو ما يصطلح عليه‬
‫بفرت الش يخ املؤسس اثنوية ابلقياس مع احلجم اذلي احتهل ابيق الفرتات‪،‬تكام قل أن اهمتت هذه الحباث بوصف القاعد‬
‫الاجامتعية والاقتصادية للزوااي يف فرت الوأسيس واعوربهتا معروفة سلفا‪.‬‬
‫واعوباةا لهذه العوامل لكها اخرتان اخلوض يف هذا املوضوع بناء عىل مبدأين اثنني‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬اس وغالل أبسط الش ياء وأقلها يف حماوةل لس وجالء الغموض‪ ،‬اذلي حييط ابلفرت ‪ ،‬وبعباة أخرى الاعوناء بلك‬
‫ما تكوب عن الش يخ ولك ما قيل عنه من ةواايت شفوية أو مكتوبة لكوهنا توفر اإماكنية ما للوقوف عىل بعض حيثيات‬
‫املايض‪ .‬وهذا ما يفرس اهامتمنا املكثف ابلكرامات والوعامل معها عىل أهنا من بني املواد الساحنة ةمغ ةوحانيهتا ابلكشف عن‬
‫بعض جتليات املايض‪ ،‬وذكل ابعوباةها اإما تشكيال للواقع اذلي تعرب عنه أو أسلواب ةمزاي للوعبري عن مشالك اجملموعات اليت‬
‫صدةت عهنا‪( .‬الشاذيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪)61‬‬
‫اثنهيام‪:‬اعامتدان عىل ادلةاسة املقاةنة كرضوة تفرضها قةل املاد الواةخيية وتشابه الظروف اليت أنوجت زوااي جماوة ‪ ،‬وتكذا‬
‫وحد نبعها الصويف‪ ،‬وابلوايل تقاةب توهجاهتا العامة‪ .‬وهذه ادلةاسة املقاةنة ستسامه‪ ،‬ول شك يف الوقوف عىل اخلصائص‬
‫املمزي للزاوية املدةوسة مع فتحها الباب أمامنا للكشف عن بعض القوانني اليت حتمك زوااي اجلنوب املغريب واملنمتية اإىل نفس‬
‫الفرت الواةخيية (النصف الول من القرن ‪10‬هـ‪16/‬م)‪.‬‬
‫واعامتدا عىل هذين املبدأين تعاملنا مع النصوص بنوع من احلرية للنفاذ‪ ،‬قدة الإماكن‪ ،‬إاىل معقها‪.‬‬

‫‪ )I‬الزوااي من خالل بعض الحباث وادلةاسات‬


‫انلت أغلب الزوااي الكربى يف املغرب حظها من ادلةاسة‪،‬سواء اكنت هذه ادلةاسة علمية جاد أو اس وعامةية‪ .‬وميكن‬
‫المتيزي بني تكل اليت أجنزت يف عهد الاس وعامة واليت جند ملخصا لووهجاهتا العامة يف مقال مليشو بلري (‪Michaux-‬‬
‫‪ )bellaire‬اس هتهل مبا يىل‪ ":‬جيب أن نمتكن بفضل تعاون مهنجي‪،‬من حتقيق معل خضم عن الزوااي مثل ذكل املنجز يف‬
‫اجلزائر من طرف الضابط ةان (‪)Rinn‬وديبو(‪)Depont‬وكوبولين(‪)Coppolani‬وتكذا يف السودان من طرف الضابط‬
‫ماةيت (‪ ،)Marty‬وان هذا ليس معال ظرفيا ينهتيي ابنهتاء السابيع القليةل بل اإذا معل لك منا عىل حتقيق دةاسة دقيقة‪ ،‬فاإن‬
‫جتميع لك هذه ادلةاسات ميكننا من اإجناز معل جامعي همم ومفيد لس ياستنا احمللية"‪.1‬أعد سبيلامن (‪)Spillman‬دةاسة حول‬
‫زاوية أحنصال‪2‬وحدا حدوه ج ساملان (‪ )G.Salman‬من خالل مجعه للعديد من الساطري املنسوبة ملولي بوسلهام‪.3‬تكام‬
‫خصص بودان (‪)Marcel Bodin‬من هجوه دةاسة لزاوية اتمكروت‪ ،4‬انهيك عن املؤلفات الخرى اليت اهمتت ابلطرق‬
‫ادلينية بصفة عامة مكؤلف بلري(‪) Bellaire‬اذلي قدمه حتت عنوان‪،5"Essai sur l’Histoire des Confréries" :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michaux-Bellaire, «Conférences Faites au cours Préparatoire du Service des Affaires Indigénes», in Archives Marocaines, Volume 26, 1927, p. 1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Spillman (G), Trois Zaouias berbères du Maroc Central, Dila, Ahnsal, Imhiouach, (S.L). (S.E), 1938.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Salman (G), «Quelque légendes Relatives a Moulay Bou Selham», in Archives Marocain, pp 412-421.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bodin (Marcel), «La Zaouia de Tamegrout», in Archives Berbères, 1918, p. 295.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪er‬‬
‫‪- Michaux-Bellaires, «Essai sur l’Histoire des Confréries Marocaines», in hesperes, 1 Trimestre, 1921, pp 141- 149.‬‬
‫‪6‬‬
‫ومؤلف داةك (‪)Drague‬املعنون بـ"‪.1"Esquisse d’histoire religieuse du Maroc‬‬
‫ولعل اخلاصية املشرتتكة بني لك هذه ادلةاسات الغربية‪2،‬هو ميلها امللحوظ حنو تنش يط الرواية الشفوية عىل حساب‬
‫املصادة املكتوبة مع ما حتمهل هذه الرواية من خواةق وأحداث غري اتةخيية‪ .‬عىل أن هذا العمل وإان اكن اإجيابيا يف بعض‬
‫جوانبه‪ ،‬خاصة مهنا ما يوعلق بووثيق الرواية الشفوية وحفظها من الضياع‪ ،‬فاإن معل هؤلء ابعوباةمه بعيدين عن احلقل‬
‫الواةخيي‪ ،‬اكن منصبا عىل دةاسة اخلصوصيات اجلزئية للك منطقة لتسهيل مترير مرشوعهم الاس وعامةي‪ .3‬وقد خرج العديد‬
‫من الباحثني الاس وعامةيني بنظرايت متناقضة حول أدواة الزوااي وعالقهتا ابلس ياسة من هجة واجملمتع من هجة اثنية‪ ،‬مفهنم من‬
‫اعورب الويل أدا من أدوات اخملزن‪ ،‬مياةس بواسطوه السلطة عىل مناطق انئية عن املرتكز‪ ،‬ومهنم من اعوربه عامال من عوامل‬
‫الوجميع الثين ملا هو حمىل وهجوي لرضب قو اخملزن‪.4‬أما الصنف الثاين من ادلةاسات املنجز حول الزوااي فيدخل يف معومه‬
‫يف اإطاة حتضري اإحدى الشهادات العليا‪ .5‬ويف خضم هذا العمل الاكدميي‪ ،‬سعى الباحثون اإىل غربةل احلقائق وتقريب القاةئ‬
‫من الصوة الواةخيية لهذه الزوااي‪ ،‬تكام ةغب أغلهبم يف اإعاد قراء املصادة احمللية للمنطقة املدةوسة من وهجة غري الوهجة‬
‫الاس وعامةية‪ ،‬جفاءت أغلب هذه الحباث وادلةاسات عىل نفس المنط‪ .‬اإذ بعد عرض للوضعية العامة لظهوة هذه الزاوية أو‬
‫تكل‪ ،‬ينتقل الباحثون اإىل دةاسة جانب الوصوف ىف الزاوية مرتكزين عىل أسانيدها وطرق تربيهتا للمريدين‪ ،‬وتكذا عالقاهتا مع‬
‫اجملال احمليط هبا من قبائل وخمزن‪ .‬عىل أن أاي من هذه الحباث‪ ،‬مل يسع اإىل تعميق البحث يف هذا الشطر الثاين مكتفيا‬
‫ابلإشاة اإىل الوضع الفكري وادليين للزاوية عىل عهد الش يخ املؤسس‪ ،6‬ول يأخذ اجلانب الس يايس والاقتصادي حزيا كبريا‬
‫من الاهامتم اإل يف املرحةل الثانية أي حني احلديث عن وةثة الش يخ املؤسس‪ ،‬وقد يكون هذا الهنج املوبع صاحلا دلةاسة‬
‫بعض الزوااي يف فرت تأسيسها‪ ،‬لكنه‪ ،‬تكام يبدو‪،‬ل ينطبق عىل لك الزوااي‪. 7‬حفيامن جنرد الزاوية من وضعها اجلغرايف والاجامتعي‬
‫والاقتصادي يف فرت الوأسيس وجنعل من ش يخها جمرد صويف متقشف منعزل عن القاعد البرشية احمليطة ابلزاوية‪ ،‬نكون‬
‫بذكل قد قطعنا الصةل بينه وبني الظروف العامة اليت ةمست حياته‪ .‬وإاذا اكنت زاوية اتمصلوحت مل توطوة مبعزل عن اقتصاد‬
‫احلوز‪ ،‬فكذكل الشأن ابلنس بة للزاوية ادللئية بوادةل‪ ،‬والزاوية الوزانية بوزان‪ ،‬والزاوية النارصية بمتكروت يف دةعة‪ ،‬والزاوية‬
‫السماللية بوازةوالت‪ ،‬والزاوية الرشقاوية بأيب اجلعد‪...‬اإخل‪.‬‬
‫ومعوما ميكن أن نس وخلص أن هؤلء الباحثني قد اعمتدوا مقوةل ابن خدلون‪ 8‬اليت ةوهجا ابسكون فامي بعد‪9‬واليت‬
‫تولخص يف أس بقية "الرأس املال الرمزي" عىل"الرأس املال املادي" اإذ يرتبط الرأسامل الرمزي بظهوة الش يخ وتأسيسه‬
‫‪1‬‬
‫‪- Drague (G), «Esquisse d’Histoire Religieuse du Maroc», in Cahiers de l’Afrique II, J. Peyronnet et Cie, Éditeurs, Paris, 1951.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وإن كانت هذه الدراسات تختلف في تصورها للزاوية‪ .‬فميشو بلير )‪ ،(Michaux-Bellaire‬مثال يرى أن الزاوية الناصرية مجرد زاوية صنهاجية كبرى‪ .‬وهذا لم يرق لسبيلمان (‪)Spillman‬‬
‫الذي يراها زاوية محلية‪ ،‬راجع في هذا الصدد‪:‬‬
‫‪Laroui (A), Les Origines Sociales et Culturelles du Nationalisme Marocaine (1830-1912), Francois Maspero, 1977, p 133‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬راجع ما سجله عنها إيكلمان في‪ :‬اإلسالم في المغرب‪ ،‬ترجمة أعفيف‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الطبعة ‪ ،1989 ،1‬ص‪.44 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hammoudi (A), «Sainteté, pouvoir et Société, Tamgrout aux XVIIe et XVIII Siècles», in Annales Économies Sociétés, Civilisations, Mai-Aout 1980,‬‬
‫‪p. 615.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬من بين هذه الدراسات واألبحاث‪:‬‬
‫‪ -‬محمد حجي‪ ،‬الزاوية الدالئية ودورها الديني والعلمي والسياسي‪ ،‬المطبعة الوطنية‪ ،‬الرباط‪.1964 ،‬‬
‫‪ -‬محمد بوكاري‪ ،‬زاوية أبي الجعد الزاوية الشرقاوية‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1984-1983 ،‬مرقونة‪ ،‬رقم‪ 956.05 .‬بوك‪.‬‬
‫‪ -‬محمد المازوني‪ ،‬آل أمغار في تيط وتامصلوحت‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1986 ،‬مرقونة‪ ،‬رقم‪ 218.9 .‬مزار‪.‬‬
‫‪ -‬محمد مرزوق‪ ،‬الشيخ محمد بن أبي زيان وزاويته‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1987 ،‬مرقونة‪ ،‬رقم‪ 364.02 .‬مرز‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬يمكن أن نستثني هنا عمل محمد مرزاق حول‪ :‬الشيخ محمد بن أبي زيان وزاويته بالقنادسة‪ ،‬وإن كان هذا األخير قد حدد منذ العنوان األدوار التي قامت بها هذه الزاوية وأجملها في الدور الديني‬
‫والثقافي والسياسي مستثنيا بذلك الدور االقتصادي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬عبد هللا حمودي‪" ،‬االنقسامية التراتب االجتماعي والسلطة السياسية والوالية‪ :‬تأمالت حول مقوالت كيلنير"‪ ،‬ترجمة محمد األمين البزاز وعبد العزيز التمسماني خلوق‪ ،‬مجلة دار النيابة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،1985 ،5‬ص ص‪.52-51 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،4‬ص‪.389 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Pascon (P), «Le commerce de la Maison d’Iligh, D’après le registre comptable de Husayn B. Hachem, Tazarwalt 1850-1875», in Annales E.S.C.‬‬
‫‪N3-4, Mai- Aout 1982, p. 700.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪1‬‬
‫للزاوية‪ ،‬واس وقطابه للتباع يف حني يظل الرأسامل املادي حكرا عىل الحفاد اذلين يفقدون الإةث الصويف اذلي ل يوةث‬
‫فيعوضونه ابلربتكة ليصبحوا‪ " :‬ش يوخ برتكة يقصدون للوربك أتكرث مما يقصدون للهداية الروحية"‪.2‬‬
‫ملاذا اإذن مت اإغفال تكل اجلوانب الاقتصادية واملادية من حيا الزوااي يف فرت الوأسيس؟ قد يوعلق المر ابلعقلية ادلينية‬
‫السائد اليت جتعل الويل مزنها عن لك ما هو مادي أو قد يعود اإىل الصعوبة اليت تعرتض الباحث اذلي يقحم نفسه يف مثل‬
‫هذه املواضيع‪ .‬مفعلوم أن تكوابة الواةخي الاقتصادي ابملغرب‪ ،‬معوما‪ ،‬ل تصادف اةتياحا عند الباحثني‪ 3،‬ذكل أن املصادة ل‬
‫تزودان مباد اكفية ميكن اعامتدها لكتابة اتةخي اقتصادي‪ ،‬لهامتهما ابلواةخي الس يايس‪ ،‬مفا ابكل اإذا اكن هذا الواةخي الاقتصادي‬
‫املزمع اخلوض فيه يرتبط بشخصية دينية لها ثقلها املايض واحلارض يف اذلاكر الشعبية احمللية‪.‬‬
‫‪ )II‬عرض املصادة واملراجع املعمتد يف هذه ادلةاسة‪:‬‬
‫‪/1‬املصادة العربية‬
‫نس هتل هذا العرض بوقدمي سلسةل من تكوب الرتامج واملناقب اليت ألفت يف خشص الش يخ احامد أو موىس‪ ،‬علام منا بأن‬
‫املؤةخ اليوم أصبح يوعامل مع هذا النوع من الوأليف عىل أنه ماد من بني املواد الكثري املهمة واملفيد لكتابة اتةخي حميل‬
‫أوعام‪ .‬فسعيا منه لوداةك النقص اذلي تعرفه بعض الكتاابت الواةخيية‪ ،‬سن مسأةل الرجوع اإىل خمولف الآاثة الخرى املمتثةل‬
‫يف الرحالت والساطري والنوازل والرتاث الشفوي‪ ،‬وتكوب الرتامج مبخولف أشاكلها‪ .4‬ويبقى‪،‬اإذن‪ ،‬غرضنا من هذا العمل هو‬
‫الوعريف ببعض الكتاابت اليت اهمتت بعرض بعض اجلوانب من حيا الش يخ‪-‬موضوع ادلةاسة‪-‬حمافظني من خالل هذا العرض‬
‫عىل التسلسل الزمين للوقوف –بدقة‪-‬عىل الوطوة اذلي عرفه هذا النوع من الوأليف‪ ،‬ابملقاةنة بني ذكل اذلي عارص هو‬
‫الآخر اذلي جاء متأخرا‪.‬‬
‫‪ -1‬ةسالوا أمحد بن عبدالرحامن بن محمد اجلزويل املسكدادي الزتةكيين املووىف س نة ‪ 958‬هـ‪ 1551/‬م‪.5‬‬
‫لمحد الزتةكيين أجوبة عن مسائل وةدت من الش يخ احامدأوموىس‪6‬مل يصلنا مهنا سوى ةسالوني‪ ،‬ساعدتنا يف تسليط‬
‫الضوء عىل جانب من حيا الش يخ وهو جانب تصوفه‪ .‬وإاذا تكنا مل نعرث عىل ةساةل الش يخ احامد أوموىس املوضمنة لسؤاهل فاإن‬
‫حفواها موجود يف اجلواب اذلي قدم هل الناخس مبا ييل‪ :‬هذا ما أجاب به عبدهللا تعاىل س يدي أمحد بن عبدالرحامن بن محمد‬
‫اجلزويل املسكدادي لطف هللا به ويل هللا تعاىل س يدي أيب العباس أمحد بن موىس السماليل‪ ،‬حني سأهل عن معىن قوهل‬
‫صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬من فر بدينه من أةض اإىل أةض ولو مقداة شرب اس ووجب اجلنة واكن ةفيق ابراهمي اخلليل ومحمد‬
‫احلبيب‪ .‬هل لبد يف ذكل الفراة للمرء ولو أقام بني أظهرمه‪" 7‬وقد اس متر التصال بني الش يخ والزتةكيىن من خالل ةساةل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يساند العروي بدوره هذه المقولة من خالل عرضه لدورة الزاوية‪ ،‬فهو يرى أن بدايات الزاوية ال تكون دائما سهلة وال واضحة‪ ،‬ويكون مؤسس هذه الزاوية رجل دين وإيمان صارم‪ .‬أما المرحلة‬
‫الثانية والتي تتسم بالتنظيم والتالحم‪ ،‬فتكون مع الجيل الثاني الذي يضم أبناء الشيخ وحفدته‪ ،‬ويظهر الطابع االقتصادي والسياسي للزاوية كمرحلة ثالثة‪.‬‬
‫‪Laroui (A), Les origines, op.cit, pp 137-138.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد المنصور‪" ،‬تصوف الشرفاء‪ :‬الممارسة الدينية االجتماعية للزاوية من خالل مناقبها"‪ ،‬ضمن كتاب التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬منشورات الجمعية المغربية للبحث التاريخي رقم ‪،1‬‬
‫منشورات عكاظ‪ ،1989 ،‬ص‪.18 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- ENNAJI (M), l’Expansion Européen et Le Maroc du XVIe au XVIIe siècles, Mémoire pour le Diplôme d’Études Supérieures en Sciences,‬‬
‫‪Économique, Faculté Des Sciences Juridique Économique et Sociales, p. 70, Note 97.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬القبلي‪ ،‬تقديم كتاب التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬ص‪.7 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمة التزركيني في‪ :‬محمد المختار السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،13‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1962 ،‬ص ص‪.278-266 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬أحمد ابن عبد الرحمان التزركيني‪ ،‬رسائله‪ ،‬نسخة خاصة‪ ،‬وهي نسخة مطابقة لتلك التي اعتمدها‪ :‬السوسي في المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪ .52 .‬وتوجد نسخة أخرى بالخزانة العامة بالرباط‪ ،‬قسم‬
‫الوثائق‪ ،‬تحت رقم ‪ 9/2079‬د‪ ،‬ضمن مجموع‪ ،‬ص ص‪ ،347-344 .‬كتبه إبراهيم بن محمد بن يعقوب وبه أكل أرضة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬التزركيني‪ ،‬رسائله‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪8‬‬
‫اثنية‪ ،‬ذكر أبوزيد اجلشتميي مقتطفات مهنا يف خمورصه لطبقات احلضييك‪.1‬‬
‫‪ - 2‬تقييد أدفال ادلةعي ‪ :‬املووىف س نة ‪1023‬هـ‪1614/‬م‪.2‬‬
‫لمحد أدفال‪ 3‬كراس وان عن حيا الش يخ احامد أوموىس اس هتلهام ابحلديث عن غرضه من تأليفها واذلي هو‪ :‬تنبيه عىل‬
‫بعض فضائل ويل هللا (‪ )...‬أمحد بن موىس‪.4‬‬
‫وتأآليفه هذه من أمه ما عرثان عليه يف اخلزاانت احمللية‪ .‬وتمكن أمهيهتا يف معارصهتا للش يخ ومبارشهتا لبعض جوانب‬
‫خشصيوه‪ .‬اإل أن أدفال ‪-‬وتكام رصح بذكل مراةا‪-‬مل يشأ احلديث عن الش يخ انطالقا مما ةأآه هو‪" ،‬وقد تشوق بعض الناس أن‬
‫حندهثم مبثل هذا ل عن غريي فمل جيد اإليه سبيال"‪ .5‬جفاءت أخباة الش يخ عىل لسان أآخرين غري أدفال اإل فامي ندة‪ .‬وقد أدى‬
‫به هذا إاىل حتري الصدق فامي ينقهل‪ ،‬فقسم من نقل عهنم اإىل ثالث فئات‪":‬من نقلت عنه واكن عندي ثقة وثقته بقويل ثقة‪،‬‬
‫ومن وثقته فامي حدثين به خاصة قلت حدثين من أثق حبديثه‪ ،‬وإان اكن ممن يوثقه غريي ومن مل يكن عندي بغري هاتني‬
‫املزنلوني مل أذكره ابلثقة أصال‪ .6‬وإاىل جانب هذا النقد والمتحيص اذلي نفتقده يف العديد من الكتاابت الواةخيية الوقليدية جند‬
‫أدفال يزيك بعض الرواايت ويرفض أخرى‪ ،‬اإل أن أبرز خاصيات هذا املؤلف يه اهامتمه ابلوأةخي مما سهل علينا تقس مي تقييده‬
‫اإىل‪ :‬القسم الول ألفه قبل ‪973‬هـ‪1566-1565/‬م يوكون هذا القسم من ثالثة أجزاء‪ ،‬ينهتيي اجلزء الول عند‬
‫الصفحة الرابعة وقد خمته ب " انهتيى ما يرس هللا من ذكر فضائل وىل هللا س يدي أمحد بن موىس بواةخي أوائل عام تسع‬
‫وس وني وتسعامئة يف شهر شعبان"‪ .7‬ومن املالحظ أن تكوابوه لهذا اجلزء اكنت بعد متام مثاين زايةات متوالية للش يخ‪ .8‬ويبتدئ‬
‫اجلزء الثاين من نفس الصفحة الرابعة وينهتيي يف الصفحة الواسعة بقوهل‪ " :‬وقد تكنت ل أس وعمل يف هذه الوةاق الفصاحة‬
‫وإاجاد اخلط بل حبسب الإماكن ألهاين عن ذكل ما يعلمه هللا"‪ .9‬أما اجلزء الثالث‪ ،‬فيبودئ من الصفحة الواسعة‪ ،‬وينهتيي يف‬
‫الصفحة الرابعة عرش ويسلط معظمه الضوء عىل عالقة الش يخ مبريديه‪ ،‬واكن اختوامه بواةخي أوائل حمرم فاحت ثالثة وس بعني‬
‫وتسعامئة‪ .10‬أما القسم الثاين من تأليف أدفال فقد اكن ةدا عىل بعض الإخوان عام "ذكر عن الويل الكبري س يدان وأس واذان‬
‫احامد أوموىس نفعنا هللا به أنه اكن من الولياء من يبلغ العرش اإذ هو خاص ابلنيب صىل هللا عليه وسمل‪ .‬هذا وأن انهتاء‬
‫أدفال من تكوابة مؤلفه هذا يف أوائل شهر حمرم ‪973‬هـ املوافق لـ ‪1565-7-29‬م دلليل عىل احلضوة املزتايد للش يخ‬
‫احامد أموىس يف ذاكر أدفال وتكذا يف اجلنوب املغريب عامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أبو زيد الجشتيمي‪ ،‬مختصر طبقات الحضيكي‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.52 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يتكون هذا التقييد من خمسة عشر صفحة‪ ،‬وقد اعتمدنا نسخة السوسي التي قدمها في‪ :‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ص‪ .43-20 .‬وقبلناها بنسخة مستقلة عثرنا عليها بالخزانة المسعودية بنواحي تزنيت‪.‬‬
‫والنسخة لعبد الرحمان العوفي‪ ،‬انتهى من نسخها عام ‪1322‬هـ‪1904/‬م‪1905-‬م‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد بن محمد ابن القاضي‪ ،‬ذرة الحجال في غرة أسماء الرجال‪ ،‬القسم األول‪ ،‬نشر وتصحيح ي‪.‬س علوش‪ ،‬المطبعة الجديدة نهج المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،1934 ،‬رقم‪.194 .‬‬
‫‪ -‬محمد االفراني‪ ،‬صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر‪ ،‬طبعة حجرية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ص‪.21-20 .‬‬
‫‪ -‬محمد الحضيكي‪ ،‬المناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬المطبعة العربية برحبة الزرع‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ص‪.43-41 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪ .1 .‬بدا لنا أوال أن الغرض من التأليف هو التعريف بالشيخ احماد أوموسى‪ ،‬باعتبار أدفال أقرب مريديه إليه وأكثرهم علما بأحواله‪ ،‬إال أننا بتتبعنا لمختلف الردود‪ ،‬التي ظهرت‬
‫من خالل التقييد‪ ،‬لمسنا نوعا من التجند المستميت من قبل أدفال للدفاع عن شيخه ومن ذلك ما قاله عن عجائب الشيخ التي‪" :‬سارت بها الركبان وتواترت بها األخبار ولم ينكرها إال عائد أو حاسد‬
‫أو جاهل‪ ،‬إليهم يعود حسدهم وعنادهم وجهلهم"‪ ،‬ص‪ ،5 .‬ويضيف "أن غرائبه على ما سمعت كثيرة وما علمت أنه كان من زمانه مثله ولكن قد يظن الجاهل القاصر إذا لم يسمع منه بعض‬
‫الدعاوى التي تصدر من بعض من ينتسب إلى المشيخة أنه غير شيخ وأنه ناقض"‪ ،‬ص‪ ،7 .‬إلى أن يقول "وقد مارست أحواله وخبرته رضي هللا عنه فإن لم يكن هذا السيد شيخ وقته فمن ذا‬
‫يكونه‪ ،‬لكن غلبة الجهل العناد"‪ ،‬ص‪ .7 .‬وهذا يدل على وجود فئة تنكرت للشيخ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.14 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-3‬مناقب محمد بن أمحد بن عبدالواسع البعقييل‪.1‬‬
‫ينمتي مؤلفها اإىل أوائل القرن احلادي عرش الهجري السابع عرش امليالدي‪ ،‬وكراس وه صغري احلجم خمورص الرتامج‪،‬‬
‫مشلت ما عاينه البعقييل مبارش ‪ ،‬وما هو منقول عن ثقة‪ .‬وجاءت أخباة الش يخ احامد أوموىس توصدة هذا املؤلف‪ ،‬وجيد‬
‫القاةئ‪ ،‬اإىل هذا‪ ،‬أخباةا أخرى مبثوثة عىل طول املؤلف هتم عالقة الش يخ احامد أوموىس مبريديه موضوع الرتمجة‪ ،‬ومجمل‬
‫القول إان مؤلف البعقييل يمتم ما وةد يف تقييد أدفال‪ ،‬عىل أنه فاقه يف الاهامتم ببداايت الش يخ وعالقته مبوطنه الول‬
‫‪3‬‬
‫بومروان‪ 2‬وهو أمر مل يرد اإل عرضا يف تأآليف أدفال‪.‬‬
‫‪ -4‬دوحة النارش لبن عسكر املوويف عام ‪986‬هـ‪1578/‬م‪.4‬‬
‫مل توجاوز ترمجوه للش يخ احامد أوموىس الصفحوني‪ ،‬حتدث فهيام عن س ياحته وكراماته املوعدد وخمتها بذكر اتةخي وفا‬
‫الش يخ‪ .‬ومعظم معلومات ادلوحة مس وقا من الرواية الشفوية‪.‬‬
‫‪ -5‬تقييد محمد بن عبدهللا السكييت‪.5‬‬
‫عرثان ابخلزانة املسعودية ببونعامن‪ ،‬بضوايح تزنيت‪ ،‬عىل نسخة من هذا الوقييد تتناول بعض أخباة الش يخ احامد‬
‫أوموىس املنقوةل مشافهة عن أمحد ابن احلسن املانوزي‪،‬خدمي الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬وعن الفقري ابراهمي البعقييل أحد‬
‫مريديه‪ ،‬والوقييد يؤةخ لعام ‪ 998‬هـ ‪ 999‬هـ‪ 1590/‬م – ‪ 1591‬م اإثر الزاية اليت قام هبا السكييت اإىل اتزةوالت‪6.‬وهو‬
‫ممكل ملا جاء يف مناقب أدفال‪.‬‬
‫‪ -6‬دة احلجال لبن القايض (تويف ‪1025‬هـ‪1616/‬م)‪.7‬‬
‫مل يقدم ابن القايض عرضا مفصال حليا الش يخ احامد أوموىس بل اتكوفى ابلإشاة اإىل عالقته بش يخه الراشدي امللياين‪.‬‬
‫‪-7‬مرأ آ احملاسن للعريب الفايس (املوويف عام ‪1052‬هـ‪1642/‬م)‪.8‬‬
‫معلوم أن هذا املؤلف موضوع يف الوعريف بوادل أيب احملاسن يوسف الفايس‪ ،‬وتكذا الوعريف بش يوخه وأساتذته‬
‫اجلزوليني‪ ،‬ذلا جاء ذكر الش يخ احامد أوموىس عرضا يف اإطاة احلديث عن أتباع الطريقة اجلزولية وس ندمه الصويف‪ .‬وقد‬
‫مكننا هذا املؤلف من الوقوف لول مر عىل س ند الش يخ احامد أوموىس وبعض الذاكة اليت اش هتر برتديدها‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-8‬الفوائد امجلة لعبدالرحامن المتناةيت‪( ،‬املووىف س نة ‪ 1060‬هـ ‪ 1650 /‬م)‬
‫هو تكواب حافل ابلرتامج الواسعة‪ ،‬اس هتهل صاحبه برتمجة مطوةل تعورب اإىل جانب ترمجة احلضيىك أمشل ما ألف حول‬
‫حيا الش يخ احامد أوموىس‪.‬‬
‫وقد حاولنا تتبع مصادة معلوماته حول خشصية الش يخ فوجدانها تعمتد بكثافة الرواية الشفوية وخاصة مهنا تكل املنقوةل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد البعقيلي‪ ،‬مناقب البعقيلي‪ ،‬تحقيق محمد المختار السوسي‪ ،‬طبع ونشر رضى هللا عبد الوافي المختار السوسي‪ ،‬سلسلة مصادر المعسول "‪ ،"1‬الطبعة األولى‪1987 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.20 -8 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.22-21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد الحسني ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر‪ ،‬تحقيق محمد حجي‪ ،‬الرباط‪ ،1976 ،‬ص ص‪.84-83 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد بن عبد هللا السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬نسخة عبد الرحمان بن محمد العوفي البعقيلي‪ ،‬المؤرخة بعام ‪1322‬هـ‪1904/‬م‪1905-‬م‪ ،‬وهي ال تختلف عما قدمه‪ :‬محمد المختار السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪،12‬‬
‫ص‪.43 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬ابن القاضي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ص‪ ،87 .‬رقم‪.191 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬العربي الفاسي‪ ،‬مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن‪ ،‬طبع على الحجر‪ ،‬فاس‪1324 ،‬هـ‪1906/‬م‪ ،‬ص‪.138 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان أبوزيد التمنارتي‪ ،‬الفوائد الجمة في إسناد علوم األمة‪ ،‬مخطوط مصور بخزانة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ص‪.68-67 .‬‬
‫‪10‬‬
‫عن أبناء الش يخ مبارش ‪1‬وتكذا ةساةل موهجة من الزتةكيين اإىل أيب عبدهللا محمد بن ابراهمي المتناةيت يدعوه فهيا اإىل اخلضوع‬
‫للش يخ‪2‬واعمتد المتناةيت‪ ،‬اإىل جانب ذكل‪ ،‬عىل أوةاق جمهوةل تش متل عىل بعض أخباة س ياحة الش يخ‪ ،3‬فضال عن اس وفادته‬
‫الاكمةل من تقييد أدفال ادلةعي‪ .‬وتبقى الرواية الشفوية الس ند احلي اذلي جعل المتناةىت ينفرد بذكر بعض الخباة الهامة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫مهنا‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬عالقة الش يخ احامد أوموىس مبحمد الش يخ السعدي‪.‬‬
‫‪-9‬نوازل السكتاين ليب املهدي عيىس بن عبدالرحامن السكتاين‪.5‬‬
‫معلوم ما لكتب النوازل من أمهية قصوى يف تكوابة الواةخي الاقتصادي والاجامتعي احمليل‪ 6‬ذلكل وظفناها يف هذه‬
‫ادلةاسة‪ .‬وقد جادت علينا نوازل السكتاين مبعلومات حول عالقة الش يخ احامدأوموىس ابلسلطان السعدي عبدهللا الغالب‪،‬‬
‫جاء ذكل يف ةساةل موهجة من عبدالرحامن بن محمد الولمساين مفيت اتةودانت اإىل القايض أيب املهدي عيىس السكتاين‪.‬‬
‫‪ -10‬مجموع يف أخباة الش يخ ابن موىس ليبوةك السماليل املووىف عام ‪1055‬هـ‪1648/‬م‪1649-‬م‪.7‬‬
‫اعمتد يبوةك ىف وضع تأليفه هذا عىل ماجاء ىف اجملموعة الدفالية وزاد علهيا بعض الخباة واحلاكايت املنسوجة حول‬
‫س ياحة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬ويه يف أغلهبا مما مل يقبهل حفد الش يخ من خواةق‪ .‬وإاذا اكن العالمة اخملواة السويس قد‬
‫أشاة اإىل وجود نسخة من هذا اجملموع يف اخلزانة املسعودية‪ ،8‬فاإننا مل نمتكن من الاطالع عليه لكن‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬عرثان يف‬
‫نفس اخلزانة عىل مجموعة أخرى حول أخباة س يدي احامد أوموىس‪ 9‬جمهوةل املؤلف والواةخي‪ ،‬تبتدئ ابحلديث عن س ياحة‬
‫الش يخ‪ ،‬وقد جاء بعضها عىل لسانه‪ ،‬يف حني نقل البعض الآخر عن أبناء الش يخ‪ ،‬فضال عن اعامتدها عىل مصادة أخرى‬
‫اكدلوحة واملموع وأخذها عن أدفال ادلةعي ومحمد السكييت‪ .‬وتوضمن جل الرواايت اليت ةوجت فامي بعد مع‬
‫‪11‬‬
‫ةو)‪10(Roux‬ولووست (‪.)Laoust‬‬
‫‪ -11‬مموع السامع يف ذكر اجلزويل والوباع وماهلام من التباع‪ :‬للفايس محمد املهدي (‪1109‬هـ‪1697/‬م‪1698-‬م)‪.12‬‬
‫طبيعي أن جتد ترمجة الش يخ احامد أوموىس ماكان مضن هذا املؤلف اخملصص للحديث عن أتباع الطريقة اجلزولية‬
‫الوباعية اإل أن احلزي املعطى هل اكن قليال ابملقاةنة مع املاكنة اليت احتلها الش يخ من بني معارصيه اجلزوليني‪ 13‬فهو من التباع‬
‫املبارشين للوباع وأحد املروجني الرئيس يني للطريقة اجلزولية‪ ،‬لكن ةمغ ضأآةل املعلومات اليت نقلها لنا صاحب املموع فاإن أمهيوه‬
‫تمكن يف انفراده حبديث مفصل عن عالقة السلطان عبدهللا الغالب ابلش يخ احامدأوموىس‪.‬‬
‫‪ -12‬ةوضة الوحقيق يف فضائل أآل الصديق لعيل بن محمد ادلوماين الصحراوي (اجملهول الواةخي )‪.14‬‬
‫هيمت هذا الكتاب برتمجة الش يخ احمندأوابراهمي المتناةيت املووىف عام (‪971‬هـ‪1563/‬م‪1564-‬م)‪ .15‬وميواز ابهامتمه املكثف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.67 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.78 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.234 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عيسى أبو المهدي السكتاني‪ ،‬النوازل‪ ،‬مخطوطة بخزانة محمد العثماني بإنزكان‪ ،‬ص ص‪.367-366 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬انظر ذلك في‪ :‬محمد مزين‪ ،‬فاس وباديتها‪ :‬مساهمة في تاريخ المغرب السعدي ‪ ،1637-1549‬ج ‪ ،1‬الطبعة األولى ‪1986‬م‪ ،‬ص ص‪.25-24 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬يبورك السماللي‪" :‬مجموع في أخبار الشيخ ابن موسى"‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.41 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬محمد المختار السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المحمدية‪ ،1960 ،‬ص‪.213 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬تتكون هذه المخطوطة من عشر ورقات‪ ،‬يتخللها بياض كثير‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Roux (A), Récits contes et légendes Berbères et Tachelhit, Rabat, 1942.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Laoust (E), «Sidi Hamed ou Moussa dans la Caverne du Cyclope», in Hesperis, 1921, pp. 91-92‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬محمد المهدي الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع في ذكر الجزولي والتباع ومالها من األتباع‪ ،‬تحقيق وتعليق عبد الحي العمراوي وعبد الكريم مراد‪ ،1989 ،‬ص ص‪.61-59 .‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.60-59 .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬علي بن محمد الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق في فضائل آل الصديق‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬ص‪ ،219 .‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ص‪41-40 .‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬ص‪.219 .‬‬
‫‪11‬‬
‫مبوضوع اتمدولت بعد خراهبا يف القرن ‪14‬م‪ ،‬والوحولت اليت عرفهتا املنطقة مع نشوء ادلوةل السعدية‪ ،‬ويه املرحةل اليت‬
‫عرفت بروز العالقة بني الزوااي يف اجلنوب املغريب وأول سالطني السعديني‪ .‬ومما زاد من أمهية مؤلف ادلوماين هو تسليطه‬
‫الضوء عىل هذه املرحةل‪ ،‬وان اكن يضم من الخباة الصافية وغري الصافية‪.1‬‬
‫ويعورب ادلوماين‪ ،‬حسب علمنا‪ ،‬أول من اس وعرض عالقة أمحد العرج‪ 2‬ابلش يخ احامد أوموىس‪ ،‬فاحتا الباب أمامنا‬
‫لس وكامل الصوة الس ياس ية للزاوية الوازةوالوية عىل عهد الش يخ املؤسس‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -13‬مناقب احلضييك ليب عبدهللا محمد بن أمحد احلضييك (ت‪1189 :‬هـ‪1775/‬م‪1776-‬م)‬
‫حيض الش يخ احامد أوموىس ابهامتم احلضييك‪ ،‬ذلكل جنده خيصص هل حزيا همام من طبقاته‪ ،‬ةمغ أنه يالحظ عليه عدم‬
‫توسعه يف احلديث عن السوس يني‪ ،4‬اإل أن معهل هذا ل يعد وأن يكون جتميعا ملا جسهل أدفال يف تقييده والبعقييل يف مناقبه‬
‫والمتناةيت يف فوائده‪ ،‬تكام نقل عن صاحب املموع دون الإحاةل عليه‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -14‬نزهة احلادي ل إالفراين (ت‪ :‬بعد ‪1155‬ه‪1742/‬م‪1743-‬م)‬
‫خصص ا إلفراين حزيا كبريا للحديث عن اجلانب الس يايس من حيا الش يخ‪ ،‬فقد جاء ذكره لحامد أوموىس يف اإطاة‬
‫عالقته ابلسلطان السعدي عبدهللا الغالب‪ .‬واكنت منطلقات أخباةه يه‪ :‬نوازل السكتاين‪ ،‬ةساةل السلطان زيدان بن أمحد‬
‫املنصوة ليب زكرايء حيىي احلايح‪ ،6‬فضال عن اعامتده عىل مموع السامع والرواية الشفوية اليت ظلت نش يطة ةمغ مروة قرن‬
‫عىل وفا الش يخ‪.‬‬
‫‪ -15‬الإعالم مبن حل مراكش وأغامت من العالم لبن اإبراهمي املراكيش (ت‪ 1371 :‬هـ)‪.7‬‬
‫خصص املراكيش بدوةه صفحات للحديث عن الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬مس وفيدا من تعدد املصادة وتكرثهتا‪ ،‬ذلكل جنده‬
‫ينقل عن ادلوحة واملموع والطبقات والصفو ‪ 8.‬اإل أن أغلب معلوماته منقوةل عن املموع اذلي حتدث عن عالقة الش يخ‬
‫ابلسلطان السعدي عبدهللا الغالب‪ ،‬وزايةته هل مبراكش‪ ،‬ابعوباة اهامتم املراكيش بلك من حل هبذه املدينة من العالم‪.‬‬
‫‪ -16‬الرتجامن املعرب للزايين (ت‪1249 :‬هـ‪1893/‬م)‪.9‬‬
‫مل يرش الزايين اإىل املؤثرات ادلينية اليت سامهت يف نظر الآخرين‪ ،‬اإىل حد بعيد‪ ،‬يف ةسوخ ادلعو السعدية ‪،‬تكام أنه‬
‫يثري بكثري من الاقتضاب مسأةل الوأثري اذلي اكن للرشفاء جبنوب املغرب وتكذا جولهتم يف حروهبم مع الربتغال‪ .‬وتاكد‬
‫الرواايت اليت يوةدها الزايين‪10‬يف تكواب الرتجامن ختلو من الهتويل واملبالغة اليت تضج هبا الكتاابت اليت تناولت نشأ ادلوةل‬
‫السعدية ‪11‬عىل أنه ل يوواىن‪ ،‬حني يروي حاكية مبايعة عبد هللا الغالب‪ ،‬عن الإشاة اإىل "معجز " ويل سوس الكبري احامد‬
‫أوموىس وأثرها يف استتاب المن للسلطان اجلديد‪.12‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.219 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سماه خطأ أحمد الذهبي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬المناقب‪ ،‬ص ص‪.12-2 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬ص‪.210 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير االفراني‪ ،‬نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي‪ ،‬تحقيق هوداس‪ ،‬ص ص‪.55-47 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.47 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬العباس بن إبراهيم المراكشي‪ ،‬اإلعالم بمن حل مراكش وأغمات من األعالم‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1974 ،‬ص ص‪.236-233 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.235 ،234 ،233 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم الزياني‪ ،‬الترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب‪ ،‬مخطوطة دار الوثائق بالرباط‪ ،‬رقم‪658D .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬لوتو رنو‪ ،‬الزياني وتأريخه للدولة السعدية‪ ،‬تعريب عبد الرحمان بن عبد هللا‪ ،‬مجلة دعوة الحق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة ‪ ،1969 ،12‬ص ص‪.73-72 .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬كنزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬الزياني‪ ،‬الترجمان المعرب‪ ،‬ص‪.343 .‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -17‬الاس وقصا يف أخباة املغرب القىص‪.1‬‬
‫تووزع ترمجة احامد أوموىس وأخباةه عىل طول اجلزئني اخلامس والسادس اخملصصني لدلوةل السعدية‪ 2‬وعاد ما يأيت‬
‫ذكر الش يخ مقرتان بذكر السلطان السعدي عبد هللا الغالب‪.‬‬
‫‪-18‬تأآليف محمد اخملواة السويس‪( :‬املوويف عام ‪1963‬م)‪.3‬‬
‫معل محمد اخملواة السويس‪ ،‬يف اإطاة اهامتمه جبمع الواثئق واملصادة حول اتةخي سوس عامة‪ ،‬من أجل اإعاد تكوابة اتةخي‬
‫حميل يوجاوز الإسقاطات اجملحفة اليت تعرض لها هذا الواةخي‪ .‬وقد مكنوه جولته املوعدد يف خمولف هجات سوس من مجع‬
‫املعلومات الاكفية للقيام مبثل هذا العمل‪ .‬ونظرا لوعدد مصادة معلومات السويس فقد خرج من الإطاة الشمويل‪ 4‬اإىل اإطاة‬
‫أتكرث حملية ابإصداةه ملؤلفه اإيليغ قدميا وحديثا‪ .5‬ويس ولزم منا هذا املؤلف وقفة لوتبع خمولف املراحل اليت تناولها‪.‬‬
‫فقد اكن هدف اخملواة السويس‪ ،‬من خالل معهل هذا‪ ،‬هو الوقوف عىل جمد دوةل إايليغ قدميا وحديثا‪ ،‬أي منذ عهد‬
‫بودميعة (‪1022‬هـ‪1613/‬م اإىل ‪1069‬هـ‪1660/‬م) اإىل فرت حمك احلسني أهامش (‪1224‬هـ‪1809/‬م‪1810-‬م اإىل‬
‫‪1303‬هـ‪1886/‬م) وما تالها‪ .‬وىف خضم هذا الاهامتم ابلرس ا إليليغية جاء الوذتكري جبدها الش يخ‪ ،‬موضوع معلنا‪ ،‬خفصص هل‬
‫من الصفحة السابعة عرش اإىل الصفحة اخلامسة والعرشين من هذا املؤلف وعرض خاللها جشر نس به وعالقته ابخملزن‬
‫السعدي جفاءت ترمجوه جامعة ملا ذكر يف ادلوحة واملموع اإىل جانب تقييد أدفال‪.‬‬
‫ومل ينته اهامتم السويس ابلش يخ احامد أوموىس عند هذا احلد‪ ،‬بل جنده خيصص صفحات أطول وأمشل من املعسول‪،6‬‬
‫للحديث عن جوانب متنوعة من حياته‪ ،‬فقام بعرض شامل ملا جاء يف تقييد أدفال‪ ،‬تكام اقتطف فقرات من مناقب البعقيىل‬
‫ومؤلف السكييت مع اس وفادته املبارش من الرواية الشفوية‪ .‬فاكن اخملواة السويس‪ ،‬بذكل‪ ،‬أول من قدم لنا حاكية اس وقراة‬
‫الش يخ يف اتزةوالت وعالقة ذكل ابلرصاع املشهوة اذلي نشب بني أآيت حربيل وجماط‪ .7‬لكن ما يؤاخذ عىل السويس هو‬
‫سعيه املس متر اإىل عرض الرواايت اخملولفة دون العمل عىل مناقش هتا‪ ،‬واس وخالص مغزاها احلقيقي‪ .‬واجلدير ابذلكر أن ترمجة‬
‫الش يخ مل تأت يف اجلزء الثاين عرش حفسب‪ ،‬بل وجدان يف ابيق أجزاء املعسول معلومات شافية تفوق من حيث ادلقة‬
‫والمهية ما جاء يف اجلزء املذكوة‪ .‬وحنن نتساءل عن سبب اإغفال السويس لهذه اجلوانب عىل أمهيهتا واتكوفائه بمتريرها عرضا‬
‫‪8‬‬
‫يف أجزاء وترجامت أخرى؟‬
‫يبدو من خالل هذا اجلرد املوجز لبرز املصادة اليت تناولت حيا الش يخ احامد أوموىس‪ 9‬أهنا ل ختولف تكثريا عن ابيق‬
‫املصادة الوقليدية من حيث ميلها اإىل وصف الولياء بكيفية متأنقة‪" ،‬فهيى تقدم صوةا دينية تعطينا معلومات قليةل عن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد بن خالد الناصري‪ ،‬االستقصا في أخبار المغرب األقصى‪ ،‬ج ‪ 5‬و‪ ،7‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪.1955 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.88،57 ،53 ،47 ،39 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬انظر مؤلفات محمد المختار السوسي‪ :‬إليغ قديما وحديثا‪ ،‬تعليق محمد بن عبد هللا‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1966 ،‬ص ص‪ .25-17 .‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬تطوان‪ ،1361 ،‬ص ص‪.33-32 .‬‬
‫المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ص‪ .56-5 .‬سوس العالمة‪ ،‬ص ص‪.159-130 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬خالل جزولة في ‪ 3‬أجزاء‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬إليغ قديما وحديثا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج‪ ،12‬ص ص‪.54-5 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪ ،225 .‬ج ‪ ،7‬ص ص‪ ،43-35 .‬ج ‪ ،12‬ص‪ ،271 .‬ج ‪ ،19‬ص ص‪.221-220 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة إلى أن هناك مؤلفات أخرى اهتمت بالحديث عن حياة الشيخ احماد أوموسى آثرنا عدم إدراجها اختصارا‪ ،‬خصوصا وأنها تكاد تكون إعادة لما نقله التمنارتي والحضيكي في‬
‫مؤلفيهما‪ .‬ومن بين هذه المؤلفات‪:‬‬
‫‪ -‬داوود بن علي بن محمد السماللي الكرامي الجزولي‪ ،‬بشارة الزائرين الباحثين في حكاية الصالحين‪ ،‬مكروفيلم خزانة دار الوثائق‪ ،‬الرباط‪ ،‬جائزة الحسن الثاني‪1972،‬م‪ ،‬رقم‪ ،319 .‬ص‪.18 .‬‬
‫‪ -‬أحمد بن أبي القاسم الصومعي‪ ،‬كتاب المعزي في مناقب الشيخ أبي يعزى‪ ،‬ج ‪ ،1‬دراسة وتحقيق علي الجاري‪ ،‬دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1989 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.215‬‬
‫‪13‬‬
‫س ياقها السوس يولويج"‪ .1‬لهذا جند أن القمية الكبري لهذه املصادة تمكن فقط يف كوهنا تربز أمهية الزاوية‪ ،‬مث أن املصادة‬
‫الوقليدية‪ ،‬بكامتهنا العادي‪ ،‬ل تقدم أي تعليل للحداث فضال عن اإعراضها عن وصف النشطة الاقتصادية والس ياس ية‪.‬‬
‫ذلكل فاإن البحث اذلي يووىخ الاس وفاد الواةخيية حمت علينا اللجوء اإىل مصادة قامئة بذاهتا أو ممكةل‪ ،‬وأغلب هذه املصادة‬
‫برتغالية اإما منشوة بطريقة مس وقةل أو مجموعة يف املصادة غري املنشوة لواةخي املغرب‪ ،2‬ول خيفى عىل الباحث مدى أمهية‬
‫هذه الواثئق واملصادة يف اس وجالء بعض الغموض اذلي حييط ابلواةخي احمليل‪ ،‬وقد زخر القرن ‪16‬م أيضا بكتب الرحالت‬
‫اليت قدمت معطيات اقتصادية عن منطقة سوس‪3‬وتبقى هذه املصادة عامدان الساس‪ ،‬وإان اكنت تس ولزم منا قراء نقدية‬
‫ابعوباةها عاكسة فقط لصوة املغرب عند الجنيب‪.4‬‬
‫‪ )III‬الش يخ احامد أوموىس يف املراجع الجنبية‪:‬‬
‫اهمت العديد من الباحثني الغربيني بشخصية الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬لك حسب ختصصه‪ ،‬مفهنم اللساين‪ ،‬ومهنم عامل‬
‫الاجامتع والنرثوبولويج وغريمه‪ .‬ومل تكن دةاساهتم تس هتدف الإحاطة بشخصية الش يخ مبارش بل جاء ذكره يف اإطاة‬
‫مرشوع أتكرب توىخ الإملام ببعض جوانب الثقافة المازيغية‪ .‬نذكر من بيهنا تكواابت لك من‪:‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Relation de Sidi Brahim de Masst, 1882 5‬‬


‫يعورب هذا الكتاب أحد املعامل اللسانية المازيغية النادة ‪ ،‬اليت مل تعمتد عىل أصول عربية ول تنمتي يف نفرس الوقت اإىل‬
‫الدب ادليين‪.6‬وقد سعى ابيس)‪ (Basset‬من خالهل‪ ،‬اإىل اإعطاء توضيحات دقيقة عن دوةل س يدي هامش السماليل‪،7‬‬
‫وحماولت اخملزن الإطاحة هبا‪.‬اإل أن املؤلف حيمل يف بعض جوانبه معلومات جد هامة حول الرس السماللية بصفة عامة‪،‬‬
‫وحول املوقع اجلغرايف املمتزي لوازةوالت‪ .‬وقد سامهت الهوامش اليت أضافها املرتمج يف اإغنائه‪.‬‬

‫‪2-‬‬ ‫‪Le Chatelier (A), tribus du sud-Ouest Marocaine, 18918‬‬


‫تمكن أمهية هذا الكتاب يف كونه اقترص عىل جمال حمدود بني دةعة وسوس‪ ،‬مما جعل معلوماته تعم أيضا املنطقة اليت‬
‫هتمنا‪ .‬وهكذا جند لوشاتوليي)‪(Le Chatelier‬خيصص جزءا من تكوابه هذا‪ ،‬للحديث عن موقع واتةخي اتزةوالت‪ ،‬ويبدو لنا‬
‫أنه أول من حتدث عن وضعية املنطقة قبل القرن ‪ 16‬م ‪ .9‬تكام اهمت املؤلف بشخصية الش يخ احامد أوموىس فاكن أيضا‪،‬‬
‫أول مؤلف غريب يوحدث عن عالقة الش يخ ابلسالطني السعديني‪ ،‬وأول من قدم اتةخي زاية السلطان عبدهللا الغالب هل‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ديل ايكلمان‪" ،‬جوانب من التنظيم السياسي واالقتصادي لزاوية مغربية في القرن ‪ 19‬موضوع اجتماعي تاريخي"‪ ،‬ترجمة معروف عبد الغني‪ ،‬مجلة دار النيابة‪ ،‬السنة ‪ ،1‬العدد ‪،1984 ،3‬‬
‫ص‪.27 .‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪er‬‬
‫‪- Castries (H-de), Source Inédites de l’histoire du Maroc, 1 série : Dynastie Saadienne, Archive et bibliothèque de France, P.Geuthner, Paris, 1926.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬من بين هذه المصادر‪:‬‬
‫‪- Ricard (R), et Perrera (D): «La côte Atlantique du Maroc au début du XVIe siècle, d’après des instructions Nautique portugais», in Hesperis, 1927,‬‬
‫‪pp. 229-256‬‬
‫‪- Ferandes (V), Description de la cote d’Afrique de Ceuta au Sénégal (1506-1507), Paris, 1938.‬‬
‫‪- Anonyme, Chonique de santa-Cruz du cap de Gué (Agadir), Texte Portugais du XVIE Siècle traduit par de Cenival, Paris, 1934.‬‬
‫‪- de Torres(D), Histoire des cherifs.‬‬
‫تاريخ الشرفاء‪ ،‬ترجم عن الفرنسية من طرف‪:‬محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬الدار البيضاء‪.1988 ،‬‬
‫الحسن الوزان‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترجمة محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة ‪.1983 ،2‬‬
‫مارمول كربخال‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬ترجمة محمد حجي وآخرون‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪.1989 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم بنحادة‪" ،‬النشاط االقتصادي بسوس خالل القرن ‪16‬م"‪ ،‬ضمن أعمال ندوةأكادير الكبرى(المحور التاريخي)‪ ،‬منشورات جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أكادير‪،‬‬
‫‪ ،1990‬ص‪.199 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Basset (R), Relation de Sidi Brahim de Massat, traduite sur le texte chelha et annotée par Basset, Paris, 1883.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid, p.4‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬يعتبر هاشم السماللي أحد أبرز حفدة الشيخ احماد أوموسى‪ ،‬الذين كانت لهم مكانة سياسية واقتصادية في الجنوب المغربي في نهاية القرن‪18‬م وبداية القرن ‪19‬م‪ :‬راجع في هذا الصدد‪ :‬السوسي‪،‬‬
‫إليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪ .237 .‬بول باسكون‪" ،‬اغتيال هاشم زعيم دار اليغ"‪ ،‬مجلة أبحاث‪ ،‬العدد ‪ ،1983 ،3‬ص ص‪.27-17 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Le chatelie (A), Tribus du sud-ouest Marocaine, Maison d’edi, Paris, 1891.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Ibid, p. 35‬‬
‫‪14‬‬
‫بوازةوالت‪ ،1‬وهو ما مل نس وطع الوقوف عليه يف أي مصدة سابق‪.‬‬

‫‪3-‬‬ ‫‪Bourguignon « Renseignement sur la région du Tiznit », 1913 2‬‬


‫نفتوح مع بوةتكنيون)‪ (Bourguignon‬سلسةل الوقاةير العسكرية اليت أعدها ضباط فرنس يون اكنت هلم همام يف‬
‫خمولف هجات سوس‪ ،‬وقد وضع بوةتكنيون تقريره هذا يف ‪ 31‬يوليوز عام ‪1913‬م‪،‬اهمت فيه ابملقاومة اليت أبدهتا الرواايت‬
‫الشعبية احمللية وتكذا أخباة الولياء السابقني عن قدوم الش يخ احامدأوموىس اإىل اتزةوالت‪ .‬وةمغ بعض الخطاء اليت توخلل‬
‫هذا الوقرير فهو همم‪.‬‬

‫‪4-‬‬ ‫‪Laoust (E) «Sidi Hamed ou Moussa dans la caverne du cyclope», 1921 3‬‬
‫يعورب لووست (‪ )Laoust‬من بني املعمرين اذلين سعوا جادين اإىل الوعرف عىل بعض املظاهر احلياتية يف البوادي‬
‫املغربية‪ .‬وقد اكن اهامتمه منصبا ابخلصوص عىل مجع احلاكايت املوداوةل سواء اكنت خرافية أو اتةخيية‪ .‬ومن أبرز هذه‬
‫احلاكايت اليت قدهما لووست‪ ،‬حاكية "س يدي احامد أوموىس يف كهف الغول"‪ ،‬وعلق عىل هذه احلاكية بكون جزهئا‬
‫الول‪":‬ل خيولف تكثريا عام جنده مضن احلاكايت املنسوبة اإىل الولياء" ‪.4‬أما اجلزء الثاين‪ :‬نقد اسرتعى انتباه الباحث‪” ،‬فبوغيري‬
‫امس س يدي احامد أوموىس ابمس ايليس(‪ )Ulyse‬سوف نكون أمام املراحل الساس ية ملغامر ‪Ulyse‬يف مغاة ‪.Polyhme‬‬
‫وأمام هذا التشابه أصبح هاجس لووست هو حماوةل الوعرف ابلضبط عىل الطريقة اليت دخلت هبا هذه احلاكية ذاكر‬
‫الإنسان المازيغي؟‬

‫‪5-‬‬ ‫‪Laoust, Cotes Berbères du Maroc5‬‬


‫أعاد تقدمي احلاكية السابقة مع اإضافة ترمجة حلاكية س يدي احامد أوموىس مع امرأ جعوز‪.‬معوربا اإايها السبب يف منح‬
‫الش يخ الربتكة والانوقال من حاةل الرعونة اإىل حاةل الزهد والوصوف‪.‬‬

‫‪6-‬‬ ‫(جيستناة)‪Justinard (L) :‬‬


‫هو ضابط فرنيس هممت ابلثقافة المازيغية‪ ،‬اس وقر بزتنيت من ‪1916‬م اإىل ‪1926‬م‪ ،‬مث أدى همامت ةمسية عديد‬
‫من ‪1934‬م اإىل ‪1940‬م‪ .‬وهل عد مقالت حول الثقافة المازيغية‪ ،‬معوما وحول خشصية س يدي أحامد أوموىس عىل‬
‫وجه اخلصوص‪.‬‬
‫فقد نرش عىل الووايل املقالت والكتب الوالية‪:‬‬

‫‪- Notes sur l’histoire du Souss au XIXe, 19256‬‬


‫اعمتدان هذه املقاةل لضبط مواقع قبائل اإداولويت واتزةوالت‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Ibid, p. 36‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bourguigno, «Renseignement sur la région de Tiznit », in Archive du service Historique de l’armée, Maroc, 31.7.1913‬‬
‫وقد علق الباحث ايكلمان على هذا النوع من الكتابات بكون‪" :‬معظم ما كتب عن الطريقة الدينية والزوايا‪ ،‬في تلك الفترة (‪ )...‬يشبه في محتواها محتوى التقارير البوليسية (‪ )...‬ولهذا لم تشكل فهما‬
‫حقيقيا للسمات الشعبية للطرق والزوايا"‪ .‬انظر‪ :‬ديل ايكلمان‪" ،‬جوانب من التنظيم"‪ ،‬ص‪.44 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Laoust (E),«Sidi Hamed», op.cit, pp. 91-92.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ibid, p. 92.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Laoust, Contes Berberes d Maroc, Paris, 1927, pp. 305-307.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Justinard, «Notes sur l’histoire du Souss au XIXes», in Hesperis, VI, 1926, pp. 351-364.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪- Notes d’histoire et de littérature berbères,19251‬‬
‫وةد يف هذه املقاةل النص الاكمل للكرامة اليت خولت للش يخ احامد أوموىس الانوقال من حاةل الرعونة والهترجي اإىل حاةل‬
‫اذلهول والس ياحة‪ .‬واحلاكية عباة عن أغنية أداها بومجعة أوزيل حداد قبيةل تكندافة‪.‬‬

‫‪- Notes d’histoire et de littérature berbères,19282‬‬


‫اس هتل جيستناة (‪ )Justinard‬مقالوه هاته ابحلديث عن الس باب اليت أهلوه للكتابة عن اتةخي الآداب والفللكوة يف‬
‫حاحة وسوس‪ ،‬ويه أس باب اس وعامةية حمضة‪.‬مث انوقل اإىل احلديث عن صعوبة البحث الواةخيي يف املنطقة مما اس ولزم‬
‫الاس وعانة ابلرواية الشفوية مع ما تطرحه هذه الخري من مشالك‪.‬‬
‫‪-‬ترمجة الفوائد امجلة ابإس ناد علوم المة للمتناةيت‪ 3‬أغناها هبوامش اس وفدان مهنا يف ضبط بعض املواقع والحداث‬
‫الواةخيية‪.‬‬
‫‪- Un petit Royaume Berbère, le Tazeroualt, 19544‬‬
‫واصل جيستناة مجع الواثئق ونقل الرواايت الشفوية من أفواه احملليني مما جعهل يووج أعامهل بوأليفه لكتابه "مملكة بربرية‬
‫صغري ‪ ،‬اتزةوالت"‪ .‬واكنت مصادة تكوابه هذا اكلوايل‪:‬‬
‫‪ -‬أمثال حملية‪.‬‬
‫‪ -‬ةواايت شفوية‪ ،‬أبرزها ما نقهل عن مولي معر الوجاين‪.5‬‬
‫‪ -‬أما النصوص الواةخيية اليت أدةهجا يف تكوابه‪ ،‬فاكنت ترمجة ملا جاء يف الفوائد امجلة ومناقب البعقييل‪ ،‬تكام اعمتد عىل‬
‫نزهة احلادي وادلوحة ومموع السامع‪ .‬اإل أنه ةتكز ابخلصوص عىل أمهية اخملطوطات احمللية غري املنشوة ودوةها يف اإعطاء‬
‫معلومات حول حيا الش يخ‪.‬‬
‫وإاجامل‪ ،‬يبقى تكواب اتزةوالت حماوةل حتليل ملا جاء يف الفوائد امجلة‪ ،‬مكنت جيستناة من مقاةنة هذا النص اذلي يعود‬
‫اإىل ‪ 1045‬هـ مبا مت مجعه من ةواايت ىف‪1335‬هـ للوقوف عىل مدى مصود الساطري والرواايت الشفوية املنسوجة‬
‫حول حيا الش يخ احامد أوموىس‪.6‬‬
‫‪- Poème chleuhs recueillis au Souss par Justinard7‬‬
‫ظل جيستناة همامت جبمع الواثئق الدبية حول اللغة والشعر المازيغيني‪ ،‬سواء خالل همموه الس ياس ية بسوس ما‬
‫بني‪ 1917‬و‪1921‬م اإىل جانب القائد الكندايف‪ ،‬أويف اجلهبة الفرنس ية س نة ‪1915‬م مع احملاةبني املغاةبة‪ .‬فنوج عن‬
‫ذكل غزاة يف الانواج وترامك واثئقي ‪.‬مكتوب أو مروي ‪.‬اس ولزم منا الكثري من المتحيص؛اإذ جيد القاةئ نفسه أمام غزاة هذا‬
‫الإنواج وتنوع مصادةه‪ ،‬مطالبا ابلوحىل بروح النقد‪ .‬فاإنواج جيستناة عىل أمهيوه يف حبثنا ل خيلو من الكثري من الخطاء‬
‫‪1‬‬
‫‪- Justinard, «Notes d’histoire et de littérature berbères», in Hesperis, V , 1925, pp. 227-238.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Justinard, «Notes d’histoire et de littérature berbères», in Hesperis, 3e et 4e trimestre, 1928, p. 333.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Fawaid Al Jamma bi Isnad Ouloum Al oumma, Sidi Abderhman ben Mohamed ben Abouzid, charrtes, Durand, 1953.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Justinard, Un Petit Royaume Berbere le Tazeroualt : Un saint Berbère Sidi Ahmed ou Moussa, imprime par l’impeimerie Durand France, 1954.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬وهو أحد شرفاء وجان الذين اشتهروا باهتمامهم بجمع الروايات الشفوية حول شخصية الشيخ احماد أوموسى‪Ibid, p. 17.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid, p. 16‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Justinard, «Poème Chleuhs Recueillis au Souss par Justinard», in Revue au Monde Musulman, LX, second trimestre, pp. 63-107.‬‬
‫‪16‬‬
‫الواةخيية واملهنجية‪ 1‬ومرد هذا اإىل كون مرشوعه يندةج مضن خمطط اس وعامةي جعهل غري قادة عىل استيعاب لك املفاهمي‬
‫والحداث الواةخيية‪ ،‬انهيك عن كونه أجنبيا عن الثقافة اليت يسعى اإىل الوعريف هبا‪.‬‬

‫‪7-‬‬ ‫‪Roux (A), les Aventures extraordinaires de Sidi Hmad U. Mussa, patron de‬‬
‫‪Tazeroualt2‬‬
‫اس هتل ةو)‪ (Roux‬مقالوه بعرض خملولف الكتاابت اليت تناولت حيا الش يخ احامد أوموىس‪ .‬واكن من أبرز ما وقف‬
‫عليه من مقالت‪ ،‬تكل اليت اكنت من تأليفه اخلاص‪ ،‬اإذ سامه بدوةه يف اإعطاء نفس لهذه احلاكايت ابإدةاج أةبعة مهنا يف‬
‫تكوابه‪.3‬‬
‫وىه اكلوايل‪:‬‬
‫‪- Récits contes et légendes berbères en Tachelhit‬‬
‫‪7-1- Lgistn – sidiHmad U Musa D – sidi Mheend ou uqqub D- UREQQAS-ENNSEEN4‬‬
‫تربز اإحدى الكرامات املنسوبة للش يخ ويه الاطالع عىل الغيب‪.‬‬
‫‪7-2-SidiHmad–U- Musa IligIga Ahiyad5‬‬
‫توحدث هذه احلاكية عن جانب من حيا الش يخ ويه فرت الرعونة والش باب‪ ،‬مث توتبع بعض مراحل حياته خصوصا‬
‫انوقاهل من اإداومسالل اإىل اتزةوالت‪ .‬وتطرح الرواية الاختالف اذلي حصل بني الروا حول مدى ما حصهل الش يخ من عمل‪،‬‬
‫مث ختومت ابلرتتكزي عىل عالقة الش يخ املمتزي مبعارصه الش يخ احمندأوبراهمي المتناةيت‪.‬‬

‫‪7-3- «Ssabab 1. Litihail n-sidihmad–u-Musa»6‬‬


‫تسعى هذه الرواية اإىل الرتتكزي عىل اجلانب السطوةي يف عالقة الش يخ مبحيطه‪ ،‬ولعل أبرز ما تقدمه هذه احلاكية هو‬
‫اعوباة الش يخ أحد املسهمني الرئيس يني يف حتريك الشمس بني الرشوق والغروب‪ ،‬وهو ما يسمى "اجنباد نوافوكت" ومازالت‬
‫هذه‪ ،‬احلاكية جتري‪ ،‬اإىل الآن‪ ،‬عىل لسان العوام‪ ،‬وان اكن الرشفاء والفقهاء يرفضوهنا ةفضا قاطعا‪ ،‬ويه تقدم اإضافة اإىل‬
‫ماقيل حاكية زواج الش يخ من قبيةل غري قبيلوه‪.‬‬
‫‪7-4- « Sidi Hmad-u-Musa»7‬‬
‫تعاجل هذ‪ ،‬احلاكية نسب الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اإذ تعوربه من رشفاء مسالةل املوأصلني‪،‬تكام تربز موقف الش يخ من‬
‫متناةت بعد وفا معارصه المتناةيت الش يخ احمندأوبراهمي‪.‬‬

‫‪8-‬‬ ‫‪Gabriel Gerrain : Ulyse, le cyclope et les berbères 19351‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬أدرج جيستنار بعض الحكايات دون مراعاة لتسلسلها التاريخي وال معاصرة األشخاص لبعضهم البعض‪ ،‬ومن ذلك حديثه عن عالقة الولية تعزى السماللية المتوفاة في أواخر القرن ‪19‬م بالشيخ‬
‫‪.Justinard, le petit Royaume, op.cit, p. 28‬‬ ‫احماد أوموسى المتوفى سنة ‪1564‬م‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Roux (A), les Aventures extraordinaires de Sidi Hmad u Moussa, patron de Tazeroualt, in Hesperis,TomeXXXIX, 1952, pp. 75-96.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Roux (A), Récits Contes et légendes Berbères en Tachelhit, Rabat, 1942.‬‬
‫‪4‬‬
‫" قصة سيدي احماد أوموسى وسيدي محمد أويعقوب ورسولهما" ‪- Ibid, pp. 70-71.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ibid, p. 66.‬‬ ‫"سيدي احماد أوموسى حينما كان بهلوانا " اهياض "‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid, pp. 76-77.‬‬ ‫"وترجمتها سبب زواج الشيخ سيدي احماد أوموسى"‬
‫‪7‬‬
‫‪- Ibid, p. 90.‬‬
‫‪17‬‬
‫حبث فيه العالقة املمكنة بني السطوة المازيغية والنص الودييس‪.‬‬
‫ومن الكتاابت الغربية الخرى ‪،‬اليت سامهت يف الوعريف ابلرس السماللية وعىل ةأسها جدها الش يخ احامد أوموىس‪،‬‬
‫مؤلفى موين )‪"(Meunie‬املغرب الصحراوي"‪2‬و"خمازن القالع"‪.3‬‬
‫يعورب تكواب املغرب الصحراوي من بني ادلةاسات العلمية القليةل اليت سامهت يف تنوير بعض اجلوانب من حبثنا‪ ،‬وةمبا‬
‫اكن ذكل نتيجة اةتباط مؤلفته ابملنطقة منذ فرت مبكر عام ‪1934‬م‪ ،‬ومعرفهتا لعادات وتقاليد ساكهنا املوةوثة عن املايض؛‬
‫مما جعلها تقتنع بوجود حس حضاةي ممتزي‪ .‬وقد حاولت الباحثة الاس وفاد من تكواب احلسن الوزان لس وجالء بعض‬
‫الغموض اذلي يكتنف الفرت الوس يطية واحلديثة من اتةخي املغرب عامة والصحراوي عىل وجه اخلصوص‪ ،‬تكام أهنا مل تغفل‬
‫أمهية الرواية الشفوية يف تكوابة اتةخي منطقة اعمتدت منذ القدم عىل موةوهثا الشفوي‪ .‬وميكن اس وخالص ثالثة حماوة أساس ية‬
‫يف معل الباحثة موين نرتكز فهيا عىل احملوة الثالث‪ 4‬املوضمن خلالصات هامة حول تقوية نفوذ الزوااي‪ ،‬وخاصة الرشاف‬
‫السعديني اذلين اختذوا اجلهاد شعاةا لس ياس هتم‪ ،‬ومل يكن المر ليوأىت هلم‪ ،‬حسب املؤلفة‪ ،‬لول املعطيات املادية املووفر يف‬
‫املغرب الصحراوي واليت تمتزي ابلواكمل والونوع مما نشط الوجاة ادلاخلية واخلاةجية‪.‬لونتقل موين بعد ذكل اإل التساؤل عن‬
‫نوع العالقات القامئة بني السلطة السعدية والزوااي حيث ترى رضوة المتيزي بني أولياء اجليل الول ‪ -‬النصف الول من قرن‬
‫‪16‬م ذكل اجليل اذلي اعزتل الناس ملامةسة العباد والوصوف فمل يسجل أية مواقف س ياس ية معاةضة لدلوةل‪ ،‬بل جند‬
‫بعضهم يساندها وميهد لها السلطة‪ .‬وقد جعلت املؤلفة الش يخ احامد أوموىس عىل ةأس هذا اجليل‪.5‬‬
‫وهذا الوصنيف يف حد ذاته جيمل لنا تصوة الباحثة حول دوة الرس السماللية يف بدايهتا‪ ،‬وهو تصوة ياكد ل خيولف‬
‫عام قدمته ابيق ادلةاسات الغربية اليت اطلعنا علهيا؛ حيث ينحي بدوةه الش يخ احامد أوموىس عن أي دوة مادي يف املنطقة‪.‬‬
‫وةمغ قصوة هذه ادلةاسة عن تتبع بعض اخلصوصيات اليت متواز هبا منطقة اتزةوالت‪ ،‬والوطوة الفعيل اذلي عرفته يف‬
‫عهد الرس السماللية‪ ،‬نظرا لمتداد ادلةاسة يف جمال واسع من جسلامسة رشقا اإىل واد نون غراب مروةا مبنطقة دةعة‪ ،‬فاإن‬
‫معل موين يبقى أةضية صاحلة لالنطالق ملعرفهتا اجليد ابمليدان املدةوس واس وغاللها املكثف والعلمي للرواية الشفوية‪،‬‬
‫خصوصا من أجل ضبط بعض املواقع والحداث‪.‬‬
‫مل نسع من خالل هذا العرض الوجزي اإىل تقدمي لك الكتاابت الغربية اليت تناولت حيا الش يخ‪ ،‬سواء اكنت سابقة عن‬
‫هذه اليت قدمناها أو لحقة لها‪ ،‬مادام جلها اهمت ابخلصوص ابجلانب ادليين والرويح من حياته‪ ،‬ذلكل فضلنا الاتكوفاء هبذه‬
‫لننتقل اإىل عرض مرتكز لمه الكتاابت املعارص اليت اةتبط امس مؤلفها بوازةوالت املنطقة املدةوسة‪.‬‬

‫‪9-‬‬ ‫‪Pascon (Paul) 1981‬‬


‫س نحاول تتبع خمولف الفاكة اليت عرضها ابسكون من خالل مقالوني‪ :‬الوىل مضن تكواب داة اإيليغ‪ 6‬والثانية يف سلسةل‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gabriel (Gerrain), «Ulyse, le cyclope et les berbères», in Revue de Littérature Comparée, 15 émeannée, n° 4 octobre-décembre 1935, p. 76.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Meunie (D-Jaques), le MarocSaharien des origines à 1670, T l- II. Klincksieck, Paris, 1982.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Meunie (D-Jaques), Geniers Citadelles au Maroc, Paris, 1951, 2 Tomes.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Meunie(D-Jaques), Le Maroc Saharien, op.cit, p. 446.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ibid, p. 446, p. 448.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Pascon (P), la maison d’Iligh et l’histoire sociale du Tazeroualt, SMER, 1984, p. 141, p. 222.‬‬
‫‪18‬‬
‫احلوليات الاقتصادية والاجامتعية ‪.1‬‬
‫لقد مت اإجناز تكواب داة ايليغ س نة‪1981‬م مبسامهة مجموعة من الساتذ ‪ ،‬مغاةبة وأجانب‪ ،‬فاإىل جانب ابسكون اذلي‬
‫اكن أآنذاك أس واذا مبعهد احلسن الثاين للزةاعة والبيطر ابلرابط‪ ،‬جند أمحد عريف عامل اجامتع يف اإداة الومنية القروية بنفس‬
‫املؤسسة‪ ،‬ودانييل رشوتر( ‪ )Shroeter‬اذلي اكن يعد أطروحة حول جتاة الصوير يف القرن‪19‬م‪ ،‬ومحمد طوزي أس واذ‬
‫ابحث بلكية احلقوق ابدلاةالبيضاء مث هامي فاندة(‪ )Hema Vander Wuston‬أس واذ اجلغرافية الاجامتعية جبامعة‬
‫امسرتدام‪.‬ونبغي من وةاء الإشاة اإلىلكهؤلء املسهمني‪ ،‬الونبيه اإىل غياب خموص يف الواةخي مضن هذه اجملموعة من الباحثينومع‬
‫ذكل فاإن اهامتهمم بعمل الاجامتع والعلوم الإنسانية بصفة عامة قد قرهبم من بعض جوانب اتةخي سوس خصوصا يف‬
‫القرن‪19‬م‪ .‬ولعل ما سهل معل هؤلء الباحثني‪ ،‬هو غزاة املاد الواةخيية ووفر السجالت الوجاةية املرتامكة يف يد الرس‬
‫السماللية ابملنطقة‪.2‬‬
‫اس هتل ابسكون (‪ )Pascon‬تكوابه بعرض خمولف املراحل اليت مرت مهنا معلية التصال ابلرس الايليغية والس نوات‬
‫الطول اليت قضاها يف الرتدد بني مراكشوايليغ من ‪1965‬م اإىل ‪1981‬م‪ ،‬عىل أن اهامتمه املكثف ابملنطقة قد بدأ س نة‬
‫‪1977‬م‪ ،‬وقد جنح ابسكون يف جتاوز العراقيل املادية احملضة اليت واهجت بعض الباحثني اذلين اهمتوا بدوةمه ابملنطقة يف‬
‫نفس الفرت ‪.‬وهكذا جنده يقول‪":‬فهمت من مماةسات الرس الاليغية أهنا حتاول أن متاةس عيل اإسرتاتيجية العنكبوت‪ ،‬لقد‬
‫حاول اإسقاط ‪Kenneth Bouen‬ومعر أفا يف ش باكهم‪ ،‬اعرتف أين تكنت أقل حرصا وةمبا أتكرث خساء‪ ،‬وأان لست اندما عىل‬
‫ذكل"‪.3‬‬
‫جاء اهامتم ابسكون بواةخي داةايليغ بعد انهتائه من معهل الضخم "حوز مراكش"‪ 4‬حيث عرض أآةاء ونظرايت اختذها‬
‫فامي بعد كساس دلةاسة ابيق زوااي املغرب‪5‬وخاصة تكل اليت عارصت الزاوية املصلوحية موضوع معهل هذا؛اإذ جنده يؤتكد عىل‬
‫أن أية حرتكة انحجة تنهتيي بوأسيس دوةل أما تكل اليت تفشل فاإهنا توقوقع‪ ،‬اإن مل توعرض للهدم من طرف السلطة احلامكة‪ .6‬مث‬
‫ينتقل اإىل عرض ادلوة الاكمةل اليت متر مهنا الزاوية‪ ،‬فهيي يف نظره تبتدئ ابلفقر والهامش ية الذلين يوصف هبام الويل‪ ،‬فيقوم‬
‫ابستامثة العجيب واخلاةق مع اس وغالهل للعلوم ادلينية‪ ،‬يف اإطاة وسط قليل املعرفة معد مس بقا لولقي مثل هذه الفاكة‪ ،‬مما‬
‫جيعل الويل منوجا للمعجزات ومؤثرا يف اخليال‪ ،‬مث يأيت دوة الربتكة وتأثريها يف تنظمي الرصاع بني القبائل دون أن تعمل عىل‬
‫القضاء عليه‪ ،‬ويرتتب عن هذه الربتكة تزايد للصدقات والهبات املمنوحة للزوااي‪ ،‬مما جيعل حالهتا الاقتصادية يف انوعاش كبري‬
‫يوازيه النفوذ الرويح للزاوية عىل العديد من القبائالجملاوة ‪ ،‬ومع وفا الويل تكون الزاوية الم قد حققت امتدادا ةوحيا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pascon (P), «Le commerce de la maison d’Iligh», in Anales, E.S.C, n° 3-4, mai-aout 1980, p. 700.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬استطاع باسكون الكشف عن مجموعة من السجالت التجارية‪ ،‬كانت سندا لباحثين آخرين من اجل كتابة تاريخ اقتصادي لمنطقة اليغ ما بين القرنين ‪17‬م و‪19‬م ومن بين هذه السجالت‪:‬‬
‫‪ -‬سجل بودميعة‪ :‬الكناش المسمى ديون البيوعات‪ ،‬يحتوي على تقاييد تهم ملكيات دار اليغ من القرن ‪ 17‬إلى القرن ‪18‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سجل هاشم السماللي‪ :‬كناش رقم ‪ 2‬يضم أهم العمليات المتعلقة بتجارة القوافل من ‪1806‬م إلى ‪1825‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سجل الحسين أوهاشم‪ :‬كناش ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬و‪ ،8‬ويضم ‪ %92‬من المشتريات العقارية‪.‬‬
‫وقد حصلنا على نسخ مصورة لكل هذه الكنانيش‪ ،‬بعضها من خزانة السيد بودميعة بايليغ والبعض اآلخر من خزانة باسكون واألستاذ الناجي من كلية الحقوق بالرباط‪ ،‬كما حصلنا على نسخة ثالثة‬
‫من خزانة األستاذ عمر أفا بالرباط‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Pascon, la maison d’Iligh, op.cit, p. 6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pascon (P),Le Haouz, T I-II, Rabat, 1977.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬من بين الزوايا‪ :‬زاوية تامصلوحت والزاوية الوزانية‪ ،‬ثم زاوية سيدي احماد أوموسى أنظر‪:‬‬
‫‪Pascon, «Le commerce», op.cit, p. 7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Pascon,Le Haouz, op.cit, TI, p.256.‬‬
‫‪19‬‬
‫يستمثره وةثوه يف بناء ادلوة الس يايس للزاوية مس وغلني من أجل ذكل وضعية السلطة املرتكزية‪ .1‬ويعود ابسكون اإىل طرح‬
‫هذه الفاكة مر أخرى يف مقالوه جتاة داةايليغ‪2‬حيث حتدث عن أس بقية الرأسامل الرمزي عىل الرأسامل املادي‪ .‬ويقرتح‬
‫الالزتام‪ ،‬يف اإطاة هذه ادلوة الاكمةل اليت تعرفها الزاوية‪ ،‬ابلوصممي املقرتح من طرف كيلرن(‪. 3)Gellner‬ففي البداية جند اجلد‬
‫السطوةي اذلي يعيش حاةل قصوى من الزهد‪ ،‬يكون خاللها منفصال عن لك املادايت‪ ،‬فهو مياةس العباد ويسعى اإىل‬
‫تعميق اإميانه‪ ،‬وسواء اكن رشيفا أم مل يكن تكذكل‪ ،‬فان العاد تقتىض الورصحي ابلرشف بعد النجاح يف توبيث اذلات‪ ،‬مت اإن‬
‫كراهية الويل للامدايت واملأكولت والعطااي يقابلها كرمه الزائد‪ ،‬فهو يعطي لك ما يووصل به ول يوواىن عن جعل زاويوه جمال‬
‫للووزيع العمويم للصدقات‪.‬‬
‫وهكذا يكون للويل دوة ملحوظ وتدةجيي يف احلد من الفواةق الاجامتعية والفواةق اجلهوية‪ ،‬وتكذا الوذبذابت اليب‬
‫‪4‬‬
‫س نوية‪ .‬ول حيقق يف هناية املطاف ثراء بل يكتفي ابلرتامك املعنوي‪.‬‬
‫يوضح مما عرضناه من تكواابت ابسكون أنه مل يكن يسعى اإىل دةاسة بداية الرس ا إليليغية‪ ،‬ول الوحولت اليت عرفهتا‬
‫املنطقة مع الش يخ احامد أوموىس نفسه‪ ،‬بل اكن املوضوع الساس ملقالته هو الوقوف عىل الدواة اليت لعبهتا داةايليغ يف‬
‫جتاة اجلنوب الغريب املغريب ما بني الق نرني‪17‬م و‪19‬م‪ .‬أما ادلةاسة املعنونة بـ‪ " :‬مومس غشت الكبري‪ ،‬مومس س يدي احامد‬
‫أوموىس"‪ 5‬فهيي دةاسة ميدانية اهمتت ببعض اجلوانب الواةخيية من حيا الش يخ احامد أوموىس عرب مومس غشت ‪1981‬‬
‫م اإل أن احلزي اذلي خصص هل اكن قليال ابملقاةنة مع جحم ادلةاسة‪ .‬وقد جاء يف الفصل املعنون بـ "السس السطوةية‬
‫والرتامج اليت تناولت حيا س يدي احامد أوموىس"‪6‬عرض خملولف مراحل حيا الش يخ ابوداء مبناقشة أصهل اذلي جعهل‬
‫الباحث‪ ،‬خطأ‪ ،‬يعود اإىل العروس يني جببل العمل ابلريف يف شامل الغرب‪ ،‬حيث قرب عبد السالم بن مشيش‪ ،7‬مروةا جبمع‬
‫بعض الرواايت الشفوية املوعلقة بفرت اس وقراةه بوازةوالت‪ ،‬وما تال ذكل من مقاومة حملية لبعض املعوقدات املوةوثة‪ 8‬ول‬
‫ختلو هذه النقطة بدوةها من أخطاء اتةخيية‪ 9‬ولعل أمه جزء‪ ،‬يف هذا احلزي القليل اخملصص للش يخ هو ذكل اذلي تناول‬
‫ابدلةس واملناقشة مصادة حيا الش يخ سواء مهنا املصادة املكتوبة أو املروية‪ .10‬عىل أن الباحث مل يس وطع الإملام بلك‬
‫املصادة احمللية اليت تناولت بعض اجلوانب من خشصية س يدي احامد أوموىس‪.11‬‬
‫اإجامل‪ ،‬يبقى الش يخ احامد اوموىس يف نظر لك هؤلء الباحثني‪ ،‬املؤسس الرويح ذلكل اجلاه الاقتصادي والس يايس‬
‫اذلي س وعرفه الرس بعد مروة أزيد من نصف قرن عىل وفا الش يخ‪ .‬ويعورب ابسكون (‪ )Pascon‬نفسه "أن اجلانب‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ibid, p. 256.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pascon, «le commerce», p. 702‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Gellner (E), Saint of Atlas, Weidenfeld Ans Nicolsen, London, 1969, pp. 41-463, pp. 52-53, pp. 67-68.‬‬
‫وعن انتشار النظرية االنقسامية يرى حمودي "أن النموذج االنقسامي يمارس حاليا تأثيرا قويا ومغريا على الباحثين وهو النموذج الذي حاول ايرنيست كيلنر تطبيقه على قبائل األطلس الكبير‬
‫في كتاب ظهر له باالنجليزية منذ عدة سنوات‪ ،‬تحت عنوان ‪ " :‬صلحاء األطلس"‪ ،‬المقالة السابقة‪ ،‬ص‪ ،38 .‬وهذا يطابق ما يعتقده باسكون )‪ (Pascon‬نفسه‪ ،‬فهو يرى في النظرية االنقسامية‬
‫"نقطة محددة‪ ،‬ونوعا ضمن جنس معين يستحق منا دائما اإلحالة عليه والرجوع إليه دون أن ننسى أنه تبلور في حقل اجتماعي مختلف"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪- Pascon, Le Haouz, TI, op.cit, p. 257, note 3.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pascon, «le commerce», op.cit, p. 702.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Le grand Muggar d’Aout, in la maison d’Iligh, op.cit, p. 141.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid, p. 151, p162.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Ibid, p. 151.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Ibid, pp. 155-156.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬ومنها حديثه عن أولياء تازروالت قبل ظهور الشيخ بها‪ ،‬فذكر من بينهم الشيخ يحيا أويدير التومناري ‪ .P156‬مع العلم انه الحق عن تلك الفترة‪ ،‬فالبعقيلي يشير الى أنه من مريدي الشيخ احماد‬
‫أوموسى‪ .‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Pascon, La maison d’Iligh, op.cit, pp. 151-152‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬كتقييد السكيتي‪ ،‬مؤلف يبورك السماللي وغيرهما‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫السطوةي جاء سابقا عىل اجلانب الس يايس اذلي أىت بدوةه سابقا عىل اجلانب الاقتصادي"‪ ،1‬فهو يوازي بني ظهوة الش يخ‬
‫يف املنطقة وامتداد شهرته الروحية يف حني يبتدئ اجلانب الس يايس الفعيل للزاوية مع أبناء الش يخ أنفسهم وخاصة عيل بن‬
‫احامد(تويف ‪1006‬هـ‪1597/‬م‪1598-‬م)‪2‬وابراهمي بن محمد بن احامد (تويف س نة ‪1020‬هـ‪1612/‬م‪-‬‬
‫‪1614‬م)‪ 3‬ويووج هذا بربوز اجلانب الاقتصادي مع حفيده بودميعة(‪1021‬هـ‪1070-‬هـ‪1613/‬م‪-‬‬
‫‪1660‬م)‪4‬ويري ابسكون أن الانوصاة الس يايس لبودميعة مل يوحقق اإل بفضل قفز اقتصادية تأتت بس يطرته عىل مرتكزية‬
‫الوداول والوجاة يف لك الصحراء‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pascon,«Le commerce», op.cit, p. 70.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪27 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪35 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪222-42 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Pascon,«Le commerce», op.cit, p. 70.‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل الول‬
‫الزاوية السماللية‪ :‬الش يخ املؤسس‬

‫‪22‬‬
‫‪ /I‬اصول الرس السماللية الزتةوالوية‬
‫يبدو احلديث عن أصول الرس والقبائل يف سوس أمرا صعبا‪ ،‬وذكل يف غياب معطيات مادية وبرشية واحضة‪ .‬فقد‬
‫عرفت القبائل منذ القرن ‪14‬م حتراكت مس متر مل تلزتم خاللها مبساة مضبوط‪ ،‬مما جيعلنا نتساءل عن مدى حصة الرواايت‬
‫املنسوجة حول أصل لك قبيةل عىل حد ‪ .‬وتمكن الصعوبة أيضا يف اختالف الرواايت وتضاةهبا الوام‪ " ،‬فالنساب اكنت نوعا‬
‫من الواةخي الشفوي وشفويوه لعبت دوةا ابةزا جعل امجلاعة‪ ،‬أو الاختصاصيني عىل القل ‪،‬توحمك فيه لإخضاعه ملوطلباهتا‬
‫‪1‬‬
‫الآنية‪ ،‬ومصاحلها الظرفية‪.‬‬
‫ذلكل فاإن الوقوف عىل أصل الرس السماللية يس ولزم منا تتبعا شامال لبعض الإماكانت اليت توفرها املصادة املعارص‬
‫واليت ميكن تقس ميها اإىل قسمني‪ :‬القسم الول من املصادة واكب فرت حيا الش يخ احامد أوموىس‪ ،2‬والقسم الثاين نسج بعد‬
‫ذكل بقليل أو تكثري‪ 3.‬إال أن الصنف الول مل يكن يووىخ احلديث عن أصول الرس ول عن بداايت الش يخ وإامنا ةتكز يف‬
‫أغلبه عىل الفرت الثانية من حياته‪ ،‬واليت نصطلح علهيا "ابلفرت الوازةوالوية" ومل يذهب اإىل أبعد من ذكل للوحقق من نس به‬
‫فاكن لبد من انوظاة النصف الثاين من القرن ‪17‬م لنقف مع المتناةيت عىل جشر نسب الش يخ احامدأوموىس‪4‬املزتامنة‬
‫وتأسيس بودميعة‪ ،‬حفيد الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬لإماة اإيليغ‪ .‬وقد اس ودعى ضبط أصول هذه الرس احلامكة وضع جشر‬
‫نس برتجع هبا اإىل الصل الرشيف‪.5‬وإاذا اكن المتناةيت‪ ،‬شأنه يف ذكل شأن الكثريين من بعده‪6‬قد اقرتح أصال للرس‬
‫السماللية‪ ،‬يعود هبا اإىل الصل احلس ين الرشيف‪ ،‬فاإن الشجر اليت اقرتهحا ل ختلو من الثغرات‪ ،‬وهذا ما تفطن هل العالمة‬
‫اخملواة السويس وحدا به اإىل تقدمي جشر جديد تطابق الوقس مي الواةخيي واملنطقي‪7.‬وعرض اخملواة السويس يف جمال‬
‫أآخرةواية عن أول من دخل من ةجال هذا النسب اإىل بالد اإداومسالل وهو"ابراهمي بن عبد الرحامن بن محمد بن أمحد ابن‬
‫احلسني "املعروف" ابجلنيد"‪ ،‬جاعال اإايه جدا أعىل للك السمالليني الحاككيني اذلين تفرع عهنم أآل الش يخ احامد أوموىس‪،‬‬
‫ومقسام رشفاء اإداومسالل اإىل فرعني‪:‬الول اإدةييس والثاين حس ين‪":‬فأهل تاكنت أوكضيض أداةسة‪ ،‬والحاككيون وهو أتكرث‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬علي صدقي أزايكو‪" ،‬النسب والتاريخ وابن خلدون"‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬عدد‪ ،1985 ،11‬ص‪49 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ونعني بذلك مؤلفات كل من أدفال والسكيتي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يمكن أن ندرج ضمن هذا الصنف مؤلفات‪ :‬البعقيلي‪ ،‬التمنارتي والحضيكي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬استهل التمنارتي ترجمته للشيخ بعرض لشجرة نسبه فهو‪ " :‬أبو العباس أحمد بن موسى بن عيسى بن أبي بكر بن سعيد بن محمد بن عبد هللا بن يوسف ابن صالح بن طلحة بن أبي جمعة بن‬
‫علي بن عيسى بن الفضيل بن عبد هللا ابن حنيد بن عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر بن عبد هللا بن الحسن ابن الحسين بن علي بن أبي طالب"‪ .‬انظر‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪،‬‬
‫ص‪.67 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬وفي هذا الخضم عمل بودميعة على تحفيز النسابة على جمع األنساب السوسية وتحقيقها ونتج عن عمله هذا تأليف‪ :‬أحمد بن محمد الرسموكي‪ ،‬للجمرة السوسية في انساب أهل سوس‪ ،‬مخطوطة‬
‫خزانة محمد المختار السوسي‪ ،‬رقم د‪.‬م ‪.291‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬اهتم المؤرخون والنسابة بوضع شجرة نسب األسرة السماللية متأرجحين في ذلك بين األصل الحسني واألصل اإلدريسي‪ ،‬ومن بين من رجع األصل الحسني من المؤرخين التقليديين وأصحاب‬
‫المناقب‪:‬‬
‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.67 .‬‬
‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬المناقب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪2-1 .‬‬
‫‪ -‬الزموري في كتيب له حول األشراف قدمه سلمان (‪)SALMAN‬‬
‫‪- SALMAN (G), «L’opuscule du Chaikh Zemmôry sur les Chorfas et les Tribus du Maroc», in Archives Marocaines, T II, Paris, 1974, p. 263.‬‬
‫ومن النسابة نجد‪:‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم الزياني‪ ،‬تحفة الحادي المطرب‪ ،‬مخطوطة خزانة ابن غتزي لصاحبها األستاذ المنوني‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪ -‬الحاج الحسن البعقيلي‪ ،‬تبين األشراف أهل دائرة الوسائل وقبله توجه لكل سائل‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬الدار البيضاء‪1318 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.11 ،8 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬صحح محمد المختار السوسي شجرات النسب الواردة في كثير من النسخ ومنها تلك التي قدمها التمنارتي‪ ،‬وقد اعتمد من أجل ذلك على شجرة نسب السلطان العلوي محمد بن عبد هللا‪ ،‬مضيفا‬
‫بذلك ثالثة أسماء للشجرة التي اقترحها التمنارتي‪ .‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬اليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪23‬‬
‫انتشاةا وأعز نفرا وأعرق نس با‪ ،‬اكنوا من أبناء احلسن املثين‪ ،‬فهم حسنيون"‪1‬مع العمل أن اجلهة اليت توجد هبا املدةسة العلمية‪،‬‬
‫وبيت الش يخ ببومروان تدعى "تاكنت أوكضيض"‪.‬‬
‫ومل يووقف البحث يف أصول الرس السماللية الوازةوالوية عند هذا احلد‪ ،‬بل اس متر ليعطينا مع الكتاابت الغربية‪2‬أصول‬
‫جديد توأةحج بني تبين الصل الإدةييس‪3‬والصل اجلعفري‪ .4‬واذا تكنا نوبىن ترجيح الصل الإدةيىس‪ ،‬فاإننا ل ننطلق من‬
‫خلفية الكتاابت الجنبية وإامنا نعمتد يف ذكل عىل تقص جملموعة من جشرات الرس الولويتية‪ 5‬اليت توفق عىل جعل زوزان بن‬
‫يعىل الوامدوليت‪6‬جدا مشرتاك بيهنا ‪.‬‬
‫‪.1‬املرحةلالوامدولوية‪:‬‬
‫س نعمل‪ ،‬إاذن عىل ترجيح الانامتء اإىل الفرع الإدةييس‪ ،‬علام منا بأن‪ ":‬أولد املوىل اإدةيسنب عبد هللا ملا تغلب علهيم بنو‬
‫العافية من زانتة يف القرن الرابع الهجري‪ ،‬تشتتوا يف لك وجه منكرين ذلكل النسب الرشيف حقنا دلماهئم‪ ،‬فترسب مجهوةمه‬
‫اإىل جبال جزوةل ولويتة ومانوز اإىل بالدالقبةل‪ 7 .‬والواقع أن اختياة الداةسة لالس وقراة بوامدولت قد مت بدقة متناهية‪ ،‬فهيي‬
‫توجد قرب منجم غين مبعدن النحاس فضال عن كون املنطقة أآخر نقطة مأهوةل ابلساكن قبل الانطالق يف الصحراء وقد‬
‫حتدث البكري عن هذهاملدينة يف القرن احلادي عرش امليالدي‪ ،‬فوصفها بأهنا " تووفر عىل معدن غزير تكثري املاد ‪8".‬لكن‬
‫رسعان ما انقلبت الموة ففقدت اتمدولت اإشعاعها الاقتصادي‪ .‬هذا ومسأةل خراب اتمدولت يكتنفها مغوض كبري أدى اإىل‬
‫ظهوة ةواايت متضاةبة‪ ،‬اهمت الباحثون الغربيون‪9‬جبمعبعضها‪ ،‬فقد قدم جيستناة(‪10)Justinard‬أول ةواية حول هذا املوضوع‬
‫وةوايوه هذه غنية من الناحية السطوةية أتكرث مهنا من الناحية الواةخيية‪ ،‬ولعل ما ميكن الاحتفاظ به‪ ،‬خبصوصها‪ ،‬هو اإسهام‬
‫عنارص خاةجية يف خراب هذه املدينة؛ مما أدى اإىل انوقال مرتكز النشاط الاقتصادي من مدينة اتمدولت اىل مدينة نول‬
‫ملطة‪ ،‬اليت ل تبعد عهنا اإل يسريا حنو الغرب‪ .11‬وقد علق أحد الباحثني عىل هذا الغموض قائال‪" :‬ل ميكننا الوحدث عام‬
‫حدث ابلضبط خالل القرن ‪14‬م أي حيامن عوضت أقا اتمدولت لكن خالل هذه الفرت لوحظت حتراكت ساكنية بسبب‬
‫الوجود املعقيل مما أدى ابلساكن اإىل الانوقال حنو سوس"‪ 12‬وقد اختذ الساكن املهاجرون من اتمدولت احملوة الوجاةي الرابط‬
‫بني اجلنوب والشامل كطريق لونقالهتم‪ ،‬مما جعل الرس الىت تعود بأصولها اإىل اتمدولت تس وقر فيلك من "اسافن‪،‬‬
‫واداوزكري‪ ،‬واداوتكنسوس‪ ،‬واداوساكاوفال"‪ 13‬وبذكل ل يستبعد أن يكون انوقال س يدي زوزان جد الرس الولويتة من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪5 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Le chatelier, tribus du sud Ouest, op.cit, p. 42. Justinand, un petit royaume, op.cit, p. 18. Rosenbenger, «Tamdult, cite manière et caravaniére‬‬
‫‪du IX au XIVe siècles», in Hesperis-Tamuda, 1970, p. 131, p. 135. Meunie, le Maroc Saharien, op.cit, p. 236.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يعتبر لوشاتوليي )‪ ،(le Chatelier‬حسب علمنا أول من جعل نسب الشيخ احماد أموسى إدريسيا‪ ،‬منحدرا به من موالي عبد هللا اصغر أبناء المولى إدريس الذي يحكم سوس بعد تجزيء دولة‬
‫األدارسة‪ ،‬ص‪.42 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬جعل جيستنار (‪ )Justinard‬الشيخ احماد أوموسى شريفا جعفريا عن طريق انتسابه إلى عبد هللا بن جعفر بن أبي طالب وبخصوص الفرع الجعفري هذا فقد وقع اختالف كبير حول دخوله‬
‫أوال إلى المغرب‪ .‬وقد حاول الناصري إثبات ذلك في كتابه‪ :‬طلعة المشتري في النسب الجعفري‪ ،‬المؤسسة الناصرية للثقافة‪ ،‬سال‪ ،1987 ،‬ص‪.126 ،120 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق‪ ،‬ونعني باألسر الولتيتية‪ :‬أسر من داولعقيل‪ ،‬إداوكرسموك وإداو سمالل‪ ،‬راجع بهذا الصدد‪ :‬أحمد التوفيق‪ ،‬مادة "إداولتيت"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪.229-228 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬وزوزان هذا هو "زوزان بن يعلى بن سعيد بن أحمد بن يوسف بن حروش بن عبد الرحمان بن أبي القاسم بن إبراهيم بن احمد بن محمد بن علي بن احمد بن إبراهيم بن يحيا بن علي بن عبد‬
‫هللا بن محمد بن محمد بن عبد هللا بن إدريس بن إدريس بن عبد هللا بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب"‪ .‬وقد ذكر هذا النسب‪ :‬السوسي في المعسول‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص‪ ،190 .‬ج‬
‫‪ ،19‬ص‪.241 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.249 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أبي عبيد البكري‪" ،‬المغرب في ذكر بالد افريقية والمغرب"‪ ،‬وهو جزء من كتاب المسالك والممالك‪ ،‬مكتبة المثنى ببغداد‪( ،‬بدون تاريخ)‪ ،‬ص‪.163 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-Justinard, «Poéme Chleuhs», op.cit, p. 66. Rosemberger, «Tamdul», op.cit, p. 127.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Justinard, Ibid, p. 66.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬عمر أفا‪ ،‬مسألة النقود في تاريخ المغرب في القرن التاسع عشر (سوس ‪ ،)1906-1822‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أكادير‪ ،1988 ،‬ص‪.297 .‬‬
‫‪12‬‬
‫‪- Rosenberger, «Tamdul», op.cit, p. 133.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬لقد تعددت األسر التي ترجع بأصولها الى تامدولت وأقا مما حذا بمونتي (‪ )Monteil‬إلى القول بأن أيت باعمران لجأت "بدورها إلى أسطورة تامدولت إلثبات أصلها الشريف والرد على‬
‫أعدائها الذين اعتبروها من ساللة حراطين أكلو"‪.‬‬
‫‪Monteil,Note sur Ifni et les Ait-Ba-Amran, Edition Larose, Paris, 1948, p. 31.‬‬
‫‪24‬‬
‫اتمدولت مضن هذه احلركية الساكنية اليت عرفها اجلنوب املغريب خالل القرن ‪14‬م فاختاة الاس وقراة يف اإداوكرمسوك مبنطقة‬
‫"اتفراوت انيت مولود"‪1‬واذا اكن من الصعب الوعرف‪ ،‬ابلضبط‪ ،‬عىل مراحل اس وقراة هذه الرس الوامدولوية ابملنطقة‪ ،‬فاإن‬
‫بعض الواثئق احمللية‪2‬تشري اإىل الوفرعات اليت س وعرفها لوصبح أصال للك اإداولويت‪ ،‬مفحمد امللقب بوازاليت هو جد‬
‫اإداومعقيل‪ ،‬وحركيل جد اإداوكرمسوك‪ ،‬وإادةيس جد السمالليني‪ .3‬وقد انوقل ادةيس‪ ،‬هذا‪ ،‬من "اتفراوت انيت مولود" إاىل‬
‫"املاتن"يف اإداوكرمسوك حيث ودل هل موىس بن ادةيس بن زوزان لينتقال‪ ،‬معا اإىل "بومروان" مسقط ةأس الش يخ احامد‬
‫أوموىس‪.‬‬
‫‪-2‬املرحةل البومروانية‪:‬‬
‫تقع "بومروان" عىل الطريق الرابط بني تزنيت واتفراوت‪ ،‬فبعد جتاوز مرتفع كردوس‪ ،‬يدخل املرء اإىل بالد اإداومسالل‬
‫ويس متر الطريق يف الاحنداة حىت رضحي "لالتعزى اتمساللت" حيث تظهر العديد من القرى املمود اإحداها تدعى بومروان‪.‬‬
‫ومتثل بومروان اإحدى فروع قبيةل اإدامسالل‪ ،‬فهيي "وأيت مولي" تشالكن أبرز أماكن الاس وقطاب الرويح للك‬
‫ساكن اجلنوب املغريب‪ ،‬والكهام فرع من "أيت عروس"‪ .‬وقد أدى هذا ببعض الباحثني اإىل اعوقاد أن منطقة بين عروس‪،‬‬
‫هذه يه تكل املوجود جببل العمل شامل املغرب وبذكل جعلوا أصول الرس متود اإىل الش يخ عبد السالم بن مشيش أتكرب‬
‫سلطة ةوحية ببالد جباةل‪.4‬‬
‫وقد عرفت منطقة بومروان بروز العديد من الولياء خاصة يف "أيت مولي وأحكوك" و "تاكنت وأكضيض"‪ 5‬حيث‬
‫جند س يدي محمد بن سلامين اجلزويل صاحب دلئل اخلريات‪ ،‬وس يدي أاببكر بن سلامين وغريهام‪ .‬ووسط هذا املناخ الصويف‬
‫املمتزي اكنت ولد احامد أوموىس س نة ‪ 853‬هـ بقبيةل اإداومسالل من أبوين هام‪ :‬الس يد موىس‪ ،‬والس يد اتونو البعقيلية‪،6‬‬
‫مما يس ودعي التساؤل حول املاكنة اليت اكنت لوادليه قبل بروز مش يخوه‪ .‬ويف غياب قرائن مادية ملموسة نس وعني ببعض ما‬
‫حتوفظ به اذلاكر الشعبية احمللية لنخلص اإىل اعوباةهام جمرد أانس عاديني‪ ،‬ولعل ما يدمع هذا الاحامتل هو الاخالق اليت نشأ‬
‫علهيا أحامد أوموىس طفال‪ ،‬فاكن حسب اللك يترسع اإىل مواقع اللهو؛ اإذ تقدمه بعض احلاكايت وهو حيمل "ألون" أي‬
‫"البندير"‪ ،‬ويسامه فامي يقوم به أقرانه من اإفساد للغلل واملرافق‪،‬دون أن يكون هلام يد يف اإصالحه‪ .‬ولقد حاولنا تتبع بعض‬
‫جوانب حيا وادل الش يخ احامد أوموىس من غري أن تمتكن من اخلروج بصوة واحضة عن ماكنوه وسط جممتع اإداومسالل؛‬
‫ولرمبا اكنت وفاته املبكر سببا يف ذكل‪ .‬وعىل العكس من ذكل فاإن الس يد اتونو حظيت ابهامتم بعض الاخباةيني‪ 7‬سواء يف‬
‫اطاة عالقهتا اببهنا احامد أو فامي يوعلق مبوقف قبيةل اإداومسالل مهنا؛ اإذ تعرضت الس يد اتونو لعوداء قبيةل اإداومسالل وهنهبم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقع منطقة اداورسموك (أرسموكة) شمال إداوسمالل على بعد مراحل من تامدولت‪ ،‬اشتهرت بالتعدين‪ ،‬فهناك إشارات تاريخية تؤكد أن جيل أكوتام الواقع عند اداوكرسموك ينتج معدن الفضة‪،‬‬
‫مما قد يفسر جزئيا استقطابها لهذه األسر التامدولتية‪ .‬لكن إذا كانت تعوزنا المعلومات المدققة عن األهمية اإلستراتيجية واالقتصادية لمنطقة اداوكرسموك في الفترة الوسيطية فإن هذا ال يمنع من‬
‫القول أنها ظلت تشكل مجاال مستقطبا الهتمام أفراد األسرة الساللية سواء منهم احماد أموسى الذي اتخذ حسب مقولة الرواية الشفوية‪ ،‬أقرانا من هذه القبيلة‪ ،‬أوعلي بودميعة الذي استغل معدن‬
‫أكوتام لسك عملته التي أسماها الكتامية‪ ،‬راجع في هذا الصدد‪ :‬عمر أفا‪ ،‬مادة "اكوتام"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪.637-635 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بخصوص إحدى هذه الوثائق انظر الملحق‪.‬أنظر أيضا‪ :‬الحسن البعقيلي‪ ،‬تبيين األشراف‪ ،‬ص‪.98 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬تعد إداوسمالل (أو سماللة) من قبائل إداولتيت‪ ،‬موطنها الحالي باألطلس الصغير بين أنزي وتافراوت‪ ،‬راجع‪ :‬أحمد التوفيق‪ ،‬مادة "إداوسمالل"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.227 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pascon, la maison d’Iligh, op.cit, p. 155‬‬
‫ناعمي مصطفى‪ ،‬مادة "احماد أوموسى"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.160 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬إيليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪ .17 .‬السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬ص‪.125 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬يتصل نسبها‪ ،‬حسب السوسي‪ ،‬بالشرفاء " األحكاكيين" المذكورين في نسب ولدها احماد أوموسى‪ .‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪،‬ج ‪ ،12‬ص‪ ،6 .‬ج ‪ ،18‬ص‪.402 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪25‬‬
‫لبقرهتا‪.‬وقد يفرس هذا الاعوداء بغياب العصبية دلى أرس الش يخ ابملنطقة‪.1‬‬
‫‪ / II‬الزاوية السماللية‪ :‬الش يخ املؤسس‬
‫‪ -1‬ولدته ونشأته‪:‬‬
‫لقد اكنت ولد الش يخ احامد أومرىس‪ ،‬تكام ةأينا سابقا‪ ،‬ببومروان حوايل ‪ 853‬هـوعمل القرأآن يف املدةسة الصغري‬
‫"أخربيش" عىل يد جريانه الكراميني علامء "تزموةت"‪ 2‬اإل أن اهامتمه بوحصيل العمل اصطدم بطبيعوه املرحة اليت جعلوه‬
‫مترسعا اإىل مواقع اللهو‪ ،‬وجعلت أغلب احلاكايت اليت تناولت طفولوه توفق عىل شغبه املطلق‪ .‬فقد أتكد أدفال‪ ،‬وهو أقرب‬
‫املعايشني للش يخ‪ ،‬أنه مسع عن ذكل ممن عاىن من ةعونة الش يخ يف ش بابه‪ 3.‬لكن جفأ حيدث حتول يف حياته‪ ،‬مما جعل أقرانه‬
‫يندهشون من انقالب حاهل وخضوعه‪ ،‬واحلاكية اليت حتمل تفاصيل هذا الوحول جاءت بصيغ خمولفة‪ 4‬ولكهنا توفق مجيعها‪،‬‬
‫عىل أن احامد أوموىس كشف عن ةدود فعل مغاير ل عهد فيه جملرد محهل لقفة تني من ماكن اإىل أآخر‪ ،‬اس وجابة لرغبة ش يخ‬
‫مسن‪ .‬وتزداد احلاكية تشويقا وإااثة برتتكزيها عىل أن هذا الش يخ املسن مل يكن خشصا عاداي‪ ،‬بل اكن وليا صاحلا مس وجاب‬
‫ادلعاء‪ ،‬ومما أعطى املوقف نوعا من الهاةل والرهبة هو انوقال احامد أوموىس مبارش ‪ ،‬بعد هذه احلادثة‪ ،‬من طفولوه املرحة اإىل‬
‫حاةل من اذلهول الوام‪ ،‬لكن مل يكن هذا الانوقال سهال‪ ،‬تكام قد يبدو بل امزتج خالهل عرق الطفل بعسل الوني‪ ،‬واحلناء‬
‫السائل عىل ةقبوه تأكيدا عىل إارصاةه املزتايد عىل اخلروج من طينته اإىل طينة أخرى‪ .‬وابس وقرائنا للمصادة حول ذكل‬
‫الش يخ املسن‪ ،‬صاحب القفة‪ ،‬جندها تقدم ةواايت متضاةبة‪ .‬مفحمد بن يدير الواغلولوى‪ 5‬يذكر الش يخ ابراهمي بن عىل دفني‬
‫"اإميول" يف " يغشان"‪6‬وقد نقل عنه الرمسويك ذكل معوقدا بدوةه أنه "ش يخ الويل الصاحل س يدي احامد أوموىس وهل معه‬
‫قصة مشهوة اكنت سبب ةجوعه للطريقة‪7 ".‬أما أدفال فريى أن الش يخ محمد الوجاين‪ ،‬دفني "وجان" "ابإداومسالل" هو ذكل‬
‫الش يخ املسن اذلي جعز عن محل قفته "مكتفيا ابدلعاء حلاملها"‪8‬وكيفام اكن احلال‪ ،‬فاإن هذا الانوقال املفاجئ حنو الزهد‬
‫والوصوف لن ميحو‪ ،‬هنائيا‪ ،‬خصائص الش يخ احامد أوموىس املوعلقة ابخلصوص حببه للوجوال واحلرتكة البدنية‪ ،‬بل س يفتح هل‪،‬‬
‫هذا الوحول‪ ،‬جمال جديدا لإثبات ذاته مبودئا بذكل س ياحته حنو اتكتشاف خبااي النفس‪ ،‬والعامل"‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-2‬س ياحته‪:‬‬
‫نس وطيع احلديث عن س ياحة الش يخ احامد أوموىس انطالقا من زوااي متعدد ‪ .‬وذكل لختالف املصادة اليت حتيك‬
‫عهنا‪ .‬فاإذا ما تناولناها من منظوة الش يخ نفسه‪10،‬فاإننا جندها تأخذ بعدين اثنني‪ :‬طول املسافة اليت قطعها وعدم اس وعانوه‬
‫مبطية خاللها‪ .‬وقد حاول الش يخ اإحاطة س ياحته‪ ،‬هاته‪ ،‬ابلكامتن والغموض‪11‬مما فتح اجملال أمام الآخرين لوقدمي ةواايت‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وقد يكون مرد هذا ما أشرنا اليه سابقا من أن السيدة تاونو بعقيلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ص‪.7-6 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.7 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬قدمت لنا الحكاية‪ ،‬مغناة ومنظومة على شكل قصيدة شعر‪ ،‬كما سمعناها نثرا‪ ،‬ورأينا بعضها مكتوبا ضمن مخطوطات مستقلة وتجعل بعضها‪ ،‬الشيخ الذي صدرت عنه هذه الدعوة امرأة مسنة‬
‫في حين يتفق اغلبها على أنه رجل مسن‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬راجع الئحة مريدي الشيخ احماد أوموسى‪ ،‬ص‪.87 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في ‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.7 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬الرسموكي‪ ،‬وفيات الرسمكي‪ ،‬تحقيق المختار السوسي‪ ،‬طبع رضي هللا عبد الوافي المختار السوسي‪ ،‬سلسلة مصادر المعسول‪ ،2‬الطبعة األولى‪ ،1988 ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬لقد كان الصوفية يتجولون في البلدان جماعات وكانوا يسمون هذا الجوالن سياحة‪ ،‬وهدفها كان يتوخى باألساس زيارة الشيوخ واإلخوان وإفادة العلم‪.‬‬
‫انظر‪ :‬محمد مفتاح‪ ،‬التيار الصوفي والمجتمع في األندلس والمغرب القرن ‪8‬هـ ‪14/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1981 ،‬مرقونة‪ ،‬ص‪.188 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬أشار التمنارتي الى وجود مخطوطة منسوبة إلى الشيخ يحكي خاللها مراحل سياحته الى المشرق‪ ،‬وقد عثرنا على نسخة من هذه المخطوطة وأوردناها في الملحق‪ .‬انظر‪ :‬عبد الرحمان‬
‫التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.75 .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪26‬‬
‫متضاةبة بعضها يتسم ابلغلو والاس وحاةل‪ ،‬وبعضها الآخر ل يعدو أن يكون تكراةا ملا عرف عن ابيق املوصوفة‪.1‬وميكن المتيزي‬
‫بني ةأي العلامء واملوصوفة يف س ياحته‪ ،‬وةأي العامة فهيا‪ .‬أما عن ةأي املوصوفة والعلامء فاإنه يتسم ابلختالف‪ :‬فبيامن يأىب‬
‫الش يخ امحمدأوبراهمي المتناةيت‪ 2‬احلسم يف هذه املسأةل مكتفيا بقوهل‪" :‬اإن سلكها فقد مشاها"‪ 3‬ةادا بذكل عىل سؤال أدفال‬
‫املوضمن ملا اش هتر عند الناس أنه ساح ادلنيا لكها جند العالمة احلسن بن عامثن‪4‬يردد يف جملس إاقرائه أن الش يخ احامد‬
‫أوموىس طلع جبال مسريته ثالثون شهرا بني الظهر والعرص‪.5‬‬
‫وإاذا ما تتبعنا ةأي أدفال‪ ،‬ابعوباةه أبرز من ألف حول حيا الش يخ‪ ،‬س نالحظ تذبذاب كبريا؛ فبيامن يزيك بعض الرواايت‬
‫من خالل عرضها الولقاىئ واملكثف‪ ،6‬جنده يشكك يف أخرى‪" :‬لقد مسعت عنه ةيض هللا عنه حاكيوني يف قليب مهنام يشء‬
‫لإهيام ظاهرهام خمالفة عمل الظاهر"‪ 7‬أوىل هذه احلاكايت أنه "ملا طلع جبل قاف أصابوه السامء يف جهبوه"‪ 8‬والثانية ما حيك‬
‫عنه أنه "علق شاكةته ابلرثاي"‪9‬لكن ما لبث المر أن سهل عىل أدفال لنه ةأى يف ةوضة الرايحني يف حاكية الولياء‬
‫والصاحلني ما مياثل ذكل‪ 10‬بل أتكرث من ذكل‪ ،‬جنده حيث عىل الوصديق‪" :‬مفا أحسن الاعوقاد وما أقبح الانوقاد" معمتدا يف‬
‫ذكل عىل تبىن ما جاء ىف الرشع من "انرص أمر أخيك عىل خري ما وجدت اليه سبيال"‪.11‬‬
‫أما ابلنس بة للعامة‪ ،‬فقد اكنت س ياحته جمال خصبا لإحقام العديد من احلاكايت مهنا ما اعوربه البعض اقتباسا من‬
‫ا إلرسائيليات‪.12‬‬
‫ومع ذكل ل يس وطيع متوبع س ياحة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬تكام تقدهما املصادة املونوعة‪ ،‬أن ينكر الفائد الواةخيية اليت‬
‫توخللها‪ ،‬فبعد حاكيوه مع صاحب القفة‪ ،‬وبعد الاةتقاء املفاجئ اإىل عامل الوصوف ساح الش يخ احامدأوموىس يف بعض هجات‬
‫سوس‪ ،‬اإىل أن ظهر الوباع مبراكش "يف العقد الثامن من القرن الواسع الهجري فرحل اإليه"‪13‬ومن مراكش ابودأ س ياحته اليت‬
‫مشلت مليانة ابجلزائر‪ ،‬حيث قىض عامني مث انطلق حنو الرشق لزاية قرب عبد القادة اجليالين‪ ،‬وانهتت به ةحلوه اإىل بالد‬
‫الس ند‪ .14‬وقد مضت تفاصيل س ياحة الش يخ احامد أوموىس أخباةا عن اجلبال والصحاةي‪ ،‬اإل أن أغلهبا اكن يف الصحراء‬
‫حيث عاىن من اجلوع والعطش تكام أن أغلب احليواانت اليت صادفها (من أسود وأفاعي وجامل ونوق) ويه لكها حيواانت‬
‫الصحراء‪ .‬وقد امتدت أغلب س ياحته يف اجلنوب املغريب حيث زاة مسكداد ‪15‬واتةودانت‪ 16‬وفكيك‪17‬وجسلامسة‪18‬ليخمت‬
‫س ياحته بزاية ملاسة‪ .19‬أما عن الشخاص اذلين لقهيم خالل س ياحته فأوهلم عبد العزيز الوباع‪ ،1‬مث الش يخ الراشدى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فهي ال تختلف عما نقرأه في‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح كيليطو‪" ،‬الولي والجمل"‪ ،‬ضمن كتاب التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬ص ص‪.49-43 .‬‬
‫‪ -‬أحمد التوفيق‪" ،‬التاريخ وأدب المناقب من خالل مناقب أبي يعزى"‪ ،‬ص ص‪.92-81 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص ص‪.112-111 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬أحمد المنجور‪ ،‬فهرس‪ ،‬تحقيق محمد حجي‪ ،‬الرباط‪ ،1976 ،‬ص‪.51 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.7 ،1 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.5 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ .‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.9 .‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪- Roux, «Les Aventures», op.cit, p. 94.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.78 .‬‬
‫‪19‬‬
‫‪- Roux, «Les Aventures», op.cit, p. 94.‬‬
‫‪27‬‬
‫امللياين‪ ،2‬مث عبد العزيز القس نطيين‪ 3‬لينطلق بعد ذكل وسط ةفقة ل نعمل عهنا الكثري عدا أهنا تضم أخوين من بين أمحر هام‪:‬‬
‫عيل بن انرص‪ ،‬وسعيد بن انرص‪.4‬‬
‫وةمغ طول مد س ياحته اليت انهزت الثالثني س نة‪ ،‬فاإهنا مل تكن متصةل بل عاد ما اكن يعود اإىل بالده بومروان لوفقد‬
‫أحوال أههل هناك‪ .5‬وتكام أن الاختالف وقع يف اتةخي انطالق س ياحة الش يخ احامدأوموىس‪ ،‬وقع أيضا‪ ،‬اختالف بني يف‬
‫اتةخي عودته‪ .‬فالسويس يقرتح اتةخي ‪910‬هـ‪1504/‬م‪1505-‬م كقرب اتةخي للعود ‪6‬ةدا بذكل عىل من جعل عودته‬
‫تناسب ‪927‬هـ‪1520/‬م‪1521-‬م أي س نة "اجلوع الكبري"‪.7‬‬
‫قد نقبل بكون ‪910‬هـ‪1504/‬م‪1505-‬م هو الواةخي النسب لعودته‪ ،‬خصوصا اإذا علمنا أن ولدته اكنت س نة‬
‫‪853‬هـوأنه ظل يف الودةيس أزيد من س وني س نة‪ ،‬يف حني اكنت فيه س ياحته قد جتاوزت الثالثني بقليل‪ ،‬اإل أننا ناكد‬
‫جنزم أن الش يخ احامد أوموىس مل يظهر يف جماهل اجلديد‪ ،‬اتزةوالت‪ ،‬اإل بعد العرشين من القرن العارش الهجري‪،8‬وذكل اعامتدا‬
‫عىل شهادات تؤتكد أن الش يخ ظهر‪ ،‬أول يف بدلته بومروان‪9‬حيث اس وقبل مجموعة من التباع واملوصوفة مكرحةل أوىل لنرش ما‬
‫اس وفاده من تعالمي الوصوف اجلزويل‪ ،‬وهذا ما يدعوان اإىل التساؤل عن مراحل اتصال الش يخ هبذه املدةسة الصوفية للوقوف‪،‬‬
‫بعد ذكل‪،‬عىل اجلهود اليت قام هبا لنقل ما حتصل دليه اإىل مريديه وأتباعه‪.‬‬
‫‪ /III‬اتصاهل ابلطريقة اجلزولية‪:‬‬
‫‪ -1‬خطوط عريضة‬
‫يعد محمد من سلامين اجلزويل معلمة من معامل الوصوف املغريب‪ ،‬فهو جمدد الطريقة الشاذلية‪ ،‬وإاليه تنهتيى أسانيد الطرق‬
‫الصوفية ابملغرب‪ .10‬اكنت ولدته يف سوس عند قبائل مسالةل وابلضبط يف "أآيت مولي" أشهر فروع قبيةل "بين عروس"‬
‫وذكل يف بداية القرن ‪11‬هـ‪15/‬م‪ .‬وقد اكن للجزويل صدى كبري يف لك أةجاء سوس واملغرب بفضل تكوابه (دلئل‬
‫اخلريات) وأيضا بفضل تعالميه الصوفية املمتزي ‪ ،‬واكنت وفاته س نة ‪870‬هـ‪1465/‬م‪.‬‬
‫ومبا أن الوقوف عىل تفاصيل نشوء الطريقة اجلزولية أمر اهمتت به العديد من املصادة الواةخيية‪ 11‬وتكذا ادلةاسات‬
‫املعارص ‪12‬فاإننا س نقوم فقط بعرض رسيع لمه ما تقوم عليه هذه الطريقة‪ .‬فهناك أول معرفة الووحيد‪ ،‬مت وجوب السلوك عىل‬
‫يد الش يخ‪ ،‬مث املداومة عىل اذلكر والصال عىل س يدان محمد‪ ،‬ورضوة اخللو بعد الووبة‪.‬‬
‫وقد حددت أآداب املريد مع ش يخه يف عرشين رشطا‪ .‬أما مقامات الوصوف اجلزويل فهيي‪:‬‬
‫أ)الووبة ومصاحبة الخياة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬للوقوف على ترجمته راجع‪ :‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع في ذكر الجزولي والتباع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص ص‪.125-124 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.33 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪2. .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص‪.10 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬مرآة المحاسن‪ ،‬ص‪.137 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أي حوالي ‪1520‬م‪1521-‬م‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬داوود بن علي الكرامي‪ ،‬بشارة الزائرين الباحثين في حكاية الصالحين‪ ،‬ص‪ .3 .‬حسن جالب‪ ،‬الحركة الصوفية‪ ،‬منشورات الجامعة الشتوية يفرن‪ ،1988 ،‬ص‪.310 .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬حيث نصادف معلومات هامة عن الشيخ الجزولي‪ ،‬واتباعه ومريديه‪ .‬راجع‪ :‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع في ذكر الجزولي والتباع‪ ،‬ص ص‪.20-1 .‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬حسن جالب‪ ،‬الحركة الصوفية‪ ،‬ص‪ .310 .‬وانظر لنفس المؤلف‪" :‬ظهائر سعدية في توقير واحترام شيوخ الزاوية البوعمرية بمراكش"‪ ،‬مجلة دار النيابة‪ ،‬عدد ‪ ،21‬السنة السادسة‪ ،‬شتاء‬
‫‪ ،1989‬ص‪.22 ،13 .‬‬
‫‪28‬‬
‫ب) الزهد‪،‬‬
‫ج) اجملاهد ‪ :‬حمو الصفات املذمومة‪،‬‬
‫د) املراقبة‪،‬‬
‫ه) املشاهد ‪.1‬‬
‫ويمكن رس انتشاة الطريقة اجلزولية وتطوةها وتعدد أتباعها يف واقعيهتا ومطابقهتا ملقتىض احلال‪ .‬ولعل أمه ما جاءت به‬
‫الطريقة اجلزولية هو حث أحصاهبا عىل اجلهاد وةبط اجلسوة بني جماهد النفس واجلهاد يف سبيل هللا‪،2‬ذلكل تفرعت عن‬
‫الطريقة اجلزولية عد طرق وزوااي انترشت يف اكفة أةجاء البالد‪ ،‬اإذ شهد القرن ‪15‬م وبداية القرن ‪16‬م بروز مجموعة من‬
‫تالمذ اجلزويل ومريديه أمثال‪ :‬عبد العزيز الوباع‪ ،‬وعبد الكرمي الفالح ‪3‬وعبد هللا الغزواين‪4،‬وغريمه‪.‬‬
‫‪-2‬مراحل اتصال الش يخ احامدأوموىس ابلطريقة اجلزولية‪:‬‬
‫مل يأت اتصال الش يخ احامدأوموىس ابلطريقةاجلزولية صدفة‪ ،‬تكام يبدو يف املصادة اليت تناولت عالقة الش يخ ابلوباع‪،5‬‬
‫بل بدت هذه العالقة قامئة منذ اس وقراةه ببومروان‪ ،‬حيث مازال صيت اجلزويل قامئا‪ .‬إال أن التصال الفعيل هبذه الطريقة مت‬
‫عن طريق أبرز أتباع اجلزويل وهو عبد العزيز الوباع‪.‬‬
‫وقبل اخلوض يف أس باب وحيثيات هذا التصال نرى لزاما احلديث عن طبيعة العالقة اليت تربط الوباع مبريديه‬
‫ليتس ىن لنا الوقوف عىل مدى شفافية العالقة املوجود بني الوباع‪ ،‬والش يخ احامد أوموىس‪.‬‬
‫مفن خالل تتبعنا لمنوذجني من مريدي الوباع‪ ،‬وهام الغزواين وأبو معرو القسطيل‪6‬خنلص اإىل جانبني من جوانب الرتبية‬
‫عند الوباع ‪ :‬فالول ةابه عىل الإتكثاة من الاهامتم بأموة الةض والفالحة واجلهاد من أجل حامية املمولاكت‪ .7‬أما الثاين فقد‬
‫تعهده الوباع ابلعناية به من خالل قوهل ‪" :‬نعمره ونمثره"‪ 8‬اإل أن هذه العناية مل تس متر‪ ،‬اإذ تكرب سن أيب معرو دون أن يوعمل‬
‫القراء والكتابة‪9‬وإاذا ما عدان اإىل الش يخ‪ ،‬موضوع ادلةاسة‪ ،‬س نجد املصادة توفق عىل تلخيص العالقة بينه وبني ش يخه الوباع‬
‫فامي ييل‪" :‬هو من أحصاب الش يخ عبد العزيز الوباع وعىل يده فتح هل"‪10‬وهنا نتساءل عن مدى هذا الفتح وعن مراحهل‪.‬‬
‫جند الصوة اكمةل لتصال الش يخ ابلوباع يف مناقب أدفال‪11‬فبعد حادثة القفة‪ ،‬اليت أرشان اإلهيا سابقا‪ ،‬ةحل الش يخ اإىل‬
‫مراكش يف حاةل من اذلهول‪ .‬وملا وصلها دخل سوقهاأخرج اإليه الوباع من يأتيه به‪ ،‬وحني لقيه أمره ابلنوظاة خاةج ادلاة‪،‬‬
‫فظل احامد أموىس يف ماكنه مبزبةل ل يربهحا‪ ،‬ملد ثالثة أايم‪ ،‬خوفا من تفقد الش يخ هل فال جيده‪ ،‬ومل يكن من شأن هذه‬
‫املبادة أن تصد من عزمية احامد أوموىس ول أن تثين من ةغبوه‪ ،‬مما جعل عالقته ابلوباع قامئة عىل أساسني نظريني‪:‬‬
‫أوهلام ‪:‬ترويض النفس وجماهدهتا‪ ،‬فقد سولت هل نفسه‪ ،‬ملا طال انوظاةه‪ ، ،‬أن ينطلق اإىل ماكن أآخر اإل أنه جاهدها‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جالب‪ ،‬الحركة الصوفية‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص ص‪.6-5 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.49-48 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.45-38 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أدفال في تقييده‪ ،‬التمنارتي في فوائده‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد المراكشي‪ ،‬االعالم‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ .342،331 .‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص ص‪.109-108 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص ص‪.45-36 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬المراكشي‪ ،‬االعالم‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.331 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬جالب‪" ،‬ظهائر سعدية"‪ ،‬ص ص‪.22-13 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص‪.50 .‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪29‬‬
‫قائال‪ ":‬عل الش يخ خيرج فال جيدين"‪.1‬‬
‫واثنهيام ‪ :‬الثقة الوامة يف الش يخ‪ ،‬فبعد انقضاء زمن الانوظاة امتثل املريد لوامر ش يخه ابإنرصافه للنوم‪ .‬وقد طالت مد‬
‫نومه الا أنه "ظن أنه انم تكام ينام الناس"‪2‬فلام قال هل الش يخ " إامنا منت س بعة أايم"‪3‬اس وغرب ذكل يف نفسه‪ ،‬لكنه قال يف‬
‫نفسه أيضا "الش يخ ل يكذب"‪4‬فوقع الوصديق بالكم الوباع قبل البحث عن قرائن مادية تثبت حصة ما قاهل‪ .‬وتراعي حاكية‬
‫أدفال هذا الودةج لتسجل أنه بعد ذكل " نظر اإىل جسده فوجده قد حنل وإاىل الةض اليت انم علهيا فاإذا يه قد تندت‬
‫فظهر هل صدق الش يخ"‪.5‬‬
‫هذه‪ ،‬اإذن‪ ،‬خالصة عالقة الش يخ بأس واذه الوباع‪ ،‬تكل العالقة اليت مل توجاوز اختباة النفس وحهثا عىل اجملاهد‬
‫والوصديق املطلق للش يخ‪ ،‬وبعدها تأيت مرحةل الإةشاد والووجيه الصحيح حنو مداةك جديد ‪ ،‬لونهتيي ابحلث عىل اس متراة‬
‫التصال بني املريد والش يخ حىت بعد وفا هذا الخري‪6‬ويه عالقة مل ترق اإىل مس ووى عالقة الوباع ابلغزواين‪ ،‬فاكن مجمل ما‬
‫أخذه احامد أوموىس عنه هو عمل الباطن اذلي ل يعمل ابحلرف بل ينتقل من الش يخ اإىل املريد بفعل الوصديق واخلضوع‪ ،‬اإل‬
‫أن انوقال احامد أوموىس اإىل مراكش اكن مناس بة لالتصال ابلعديد من املوصوفة اذلين مجعوه وإاايمه نفس املدةسة الصوفية‪،‬‬
‫نذكر من بيهنم‪ :‬عبد الكرمي الفالح والغزواين‪ 7‬وأاب العزم ةحال الكوش‪ 8‬وأاب عامثن سعيد بن عبد النعمي‪9‬وعبدهللا بن حسني‬
‫املغاةي‪10‬وقد اكن من نواجئ هذا الوولمذ املزتامن أن احتفظ تكثري من ش يوخ الصوفية بروابط استمثروها فامي بعد‪.‬‬
‫ويس متر املريد احامد أوموىس يف تسلق سمل الوصوف ابتصاهل ابلش يخ الراشدي امللياين‪ ،‬نزيل مليانة ابجلزائر‪ ،‬واكن‬
‫ذكل بناء عىل توجيه من ش يخه الوباع‪ ،‬فدخل مبساعد الراشدي امللياين يف خلو دامت س نتني أمره بعدها ابلس ياحة‪ ،‬وقد‬
‫اس وطاع احامد أوموىس بفضل اتصاهل ابلراشدي‪ ،‬أن يس ومكل سلسةل س نده الصويف وذكل بأخذه عن الشاذلية عرب قناتني‪:‬‬
‫قنا الوباع مث اجلزويل‪ ،‬وقنا الش يخ أمحد زةوق‪.11‬‬
‫‪ -3‬الذاكة والدعية‬
‫خنلص اإل التساؤل عن مدى ما حصهل احامد أوموىس من مبادئ حول الطريقة اجلزولية‪ .‬لقد اعمتد الش يخ احامد‬
‫أموىس أثقل أسس الطريقة اجلزولية وأتكرثها وزان؛ وذكل بتشديده عىل مسأليت الووحيد والصال عىل النيب صىل هللا عليه‬
‫وسمل‪ ،‬اإذ جند صاحب املرأ آ يقول يف هذا الصدد‪ " :‬قال يل ش يخ الاسالم أبو عبد هللا محمد بن الش يخ الاكمل س يدي أبو‬
‫بكر أنه بلغه أن الش يخ الشهري الويل الكبري س يدي أمحد بن موىس اجلزويل السماليل جاءه ةجل بكتاب مطوي فناوهل‬
‫إاايه‪ ،‬فقال هل ‪ :‬ل أقبضه حىت تعدهل ففتحه الرجل وتأمهل فمل جيد فيه شيئا يصلحه فرده اإليه اثنيا واثلثا مث تفطن لكون املراد‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.33 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.5 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬انظر الترجمة في‪ :‬ابن القاضي‪ ،‬درة الحجال‪ 2863،3 ،‬رقم ‪ .1385‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ص‪ .29-28 .‬المكي الناصري‪ ،‬الدرر المرصعة بأخبار اعيان درعة‪ ،‬تحقيق محمد الحبيب نوحي‪،‬‬
‫رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1988 ،‬مرقونة‪ ،‬ص ص‪.136-135 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص ص‪.103-102 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬أحمد المنجور‪ ،‬فهرس‪ ،‬ص ص‪20-19 .‬؛ أحمد بابا‪ ،‬كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج‪ ،‬دراسة وتحقيق مطيع محمد‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1987 ،‬مرقونة‪ ،‬ص‪.74 .‬‬
‫‪ -11‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص ص‪ .4-3 .‬محمد بن عبد اهلل البكري‪ ،‬سلسلة األنوار لألشياخ األبرار‪ ،‬ميكروفيلم خزانة الوثائق‪ ،‬جائزة الحسن الثاني‪ ،‬تارودانت‪ ،‬رقم ‪ ،887‬ص‪ .72 .‬محمد‬
‫العربي بن الطيب القادري‪ ،‬الطرفة في اختصار التحفة‪ ،‬مخطوطة خزانة الوثائق بالرباط‪ ،‬ص‪ .8 .‬سلسلة نسب الشيخ الجزولي‪ ،‬ميكروفيلم خزانة الوثائق‪ ،‬جائزة الحسن الثاني‪ ،‬تارودانت‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،887‬ص‪ .78 .‬وثيقة خاصة تبرز السند الصوفي للشيخ احماد أموسى‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ذكر الصال عىل النيب صىل هللا عليه وسمل وقد اكن أسقطها فكتهبا"‪.1‬‬
‫ومن الدعية اليت اش هتر هبا الش يخ احامد أوموىس‪" :‬اللهم ةب الإميان والإسالم والكتب والس نة حبرمة الإميان‬
‫والإسالم والكتاب والس نة أحينا عىل الإميان والإسالم والكتب والس نة وامتنا عىل الإميان والكتاب والس نة وابعثنا عىل‬
‫الإميان والإسالم والكتب والس نة حبرمة الإميان والإسالم والكتب والس نة فاإنه ل اهل اإل أنت س بحانك اإين تكنت من‬
‫الظاملني"‪ 2‬ومن مس وفتحات أذاكةه "امحلد هلل الواسع اجلود والعطى‪ ،‬العامل مبا اكن وما يكون من العلوات الرثي‪ ،‬الباعث‬
‫الرسل لإقامة احلجة عىل الوةى‪ ،‬وخص من بيهنم أفضل اخللق نبينا محمد صىل هللا عليه وسمل جبميع الفضائل والفواصل‪،‬‬
‫وأنزل عليه تكوابه احلكمي مفرقا بني احلالل واحلرام‪ ،‬من حمك به اهودى ومن خالفه ضل واعودى‪ ،‬فس بحانه ل اهل إال هو‬
‫الرمحن الرحمي ‪،‬مفن نصحه اهودى به وهدى غريه ومن غشه ضل وأضل غريه‪ .‬يضل به تكثريا وهيودي به تكثريا ونزنل من‬
‫القرأ آن ما هو شفاء وةمحة للمؤمنني ول نزيد الظاملني اإل خساةا‪ .‬فنسأل هللا تعاىل أن يضع لنا الربتكة فامي وهبنا من نعم ادلنيا‬
‫والآخر ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬مرآة المحاسن‪ ،‬ص‪.138 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.74 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫الزاوية السماللية‪ :‬أآليات الوأسيس‬

‫‪32‬‬
‫‪ -I‬الزاوية السماللية‪ :‬ظروف الوأسيس‬

‫ةأينا يف الفصل السابق‪ ،‬أن الش يخ احامد أوموىس ظهر‪ ،‬أول‪ ،‬يف بدلته بومروان حيث تاكثر عليه التباع واملريدون‪،‬‬
‫اإل أن ظهوةه هذا مل يكن ذا صدى كبري يف الرواايت لقرتانه بظروف حملية‪ 1‬جعلت الش يخ‪ ،‬عىل ما يبدو‪ ،‬ل يكشف لكية‬
‫عن مرشوعه الصويف املمتزي‪.‬‬

‫‪ -1‬انوقال الإشعاع الصويف من بومروان اإىل اتزةوالت‪:‬‬

‫قد ختولف الس باب اليت دعت الش يخ احامد أوموىس اإىل الوفكري يف جمال جديد يسمح ابإثبات مواهبه‪ ،‬اإل أن‬
‫البحث يف هذا املوضوع مل يفدان سوى ابإشاةات معدود حتيل‪ ،‬يف معوهما‪ ،‬عىل الوضعية الاقتصادية لبومروان بعد مروة‬
‫زمن عىل اس وقراة الش يخ هبا‪ 2،‬فقد عرفت بومروان حسب ةواية البعقييل جذاب‪ ،‬وبوقوفنا عىل الرواية بأمكلها نرى أن‬
‫املنطقة مل تكن قادة عىل حتمل لك العداد البرشية اليت تووجه اإلهيا‪ ،‬فهيي حسب البومروانيني أنفسهم‪" :‬بدل قصري الغلل‬
‫زةعا وغريه فاإن قدة هللا اجلدب عىل الناس نبقى يف الرباز‪ ،‬ل يقدة لك واحد منا أن ينجي نفسه فضال عن غريه"‪.3‬‬

‫وتسجل ةواية البعقييل اإضافة اإىل ما قيل انوقال الش يخ احامد أوموىس من الهامش ية الاجامتعية اليت اكن يعيشها هو‬
‫وأههل اإىل اعوباةه منقدا‪" :‬اإنك جلت يف ادلنيا وسلكت اجليد وادلنىيء (‪ )...‬لو دللونا عىل بعض البالد اجليد اليت فهيا‬
‫العيون اجلاةية‪ ،‬فننوقل الهيا بأولدان"‪ .4‬ولعل ما يثري الانتباه يف هذه الرواية‪ ،‬ابخلصوص‪ ،‬هو الربط الواحض بني العامل ادليين‬
‫والاقتصادي لوحفزي مهة الش يخ‪ .‬فهيي توازي بني‪" :‬نبين فهيا جامعا نعبد هللا فيه"‪ .5‬و"نس وغلها مد حياتنا ونرتك‪ ،‬أولدان يف‬
‫السعة وةغد العيش"‪ 6‬ويس متر البعقييل يف عرض الرواية ليقدم لنا الش يخ احامد أوموىس ةافضا لهذا الانوقال املفاجئ ومرتكزا‬
‫عىل املزي اليت مينحها مناخ املنطقة‪" :‬اعلموا أنمك لو مشيمت اإىل بالد (الشام) اليت تذكر لمك بأنواع النعم (‪ )...‬مل جتدوا فيه قرين‬
‫بدلتمك يف الصحة والربتكة والنعم املباةتكة"‪ 7،‬لكن حدوث الانوقال جيعلنا نتساءل عن السبب اذلي جعل الش يخ يوافق عىل‬
‫ترك بومروان اإىل مس وقر جديد‪ .‬ابلرجوع اإىل املصادة الواةخيية‪ ،‬جند أنفس نا أمام عد احامتلت مهنا ما قدمه اخملواة السويس‬
‫من أن الش يخ أةاد الابوعاد عن أههل والانزواء يف ماكن ل يكدة عليه فيه أحد‪ ،8‬ول نرى سببا لعوقاده ذكل سوى اعامتده‬
‫عىل ما عرف عن املوصوفة من حب الانزواء‪ ،9‬أما حنن فالزتاما منا بنفس الس ياق العام اذلي قدمته ةواية البعقييل‪ ،‬واعامتدا‬
‫عىل ما حتمهل اذلاكر الشعبية من مأثوةات عن الش يخ‪ ،‬نرى أن السبب يف انوقاهل هو اإميانه بأن " بومروان مالمئة لكن‬

‫‪ -‬يمكن أن نجمل هذه الظروف في األوضاع االقتصادية المزرية عن مجاعة بداية القرن ‪16‬م‪ ،‬ثم الصراعات بين قبائل اداوسمالل والتي تضررت منها‪ ،‬حسب ما ورد في الرواية الشفوية ألسرة‬
‫‪1‬‬

‫احماد أوموسى‪.‬‬
‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.10 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪33‬‬
‫اتزةوالت أتكرث قدة "‪ 1‬وجند ما يدمع ذكل يف ةواية أخرى عن الش يخ أنه قال‪" :‬اإن اكنت اجلنة يف السامء فوادي مسالةل‬
‫قبالهتا يف الةض‪ ،‬وإان اكنت حتت الةض فوادي مسالةل قبالهتا فوقها"‪.2‬‬

‫‪ –2‬انوقال الش يخ احامد أوموىس اإىل اتزةوالت‪:‬‬

‫لقد أثبتت ادلةاسات املعارص أن ظهوة الش يخ يف اجملال اجلديد ل يكون مس وقال عن ظواهر الزمة‪ 3‬وهو المر اذلي‬
‫تؤتكده ةواية البعقييل املعروضة سابقا‪ ،‬والزمة هنا ذات بعدين‪ :‬أزمة اقتصادية عاةمة وأخرى دينية‪ -‬صوفية‪.‬‬

‫اكنت الزمة الوىل شامةل معت مجيع أحناء سوس واملغرب وترتبت‪ ،‬ابخلصوص‪ ،‬عن وابء الطاعون اذلي عرفته‬
‫املنطقة س نة ‪917‬ه‪1511/‬م‪1512-‬م‪ .4‬وقد صاحبت هذا الوابء جماعة خطري ‪ ،‬قد يوعلق المر بوكل اليت حتدث عهنا‬
‫البعقييل يف مناقبه‪ ،‬وإان اكن البعض يعوقد أن الزمة املقصود يه تكل اليت عرفهتا املنطقة ما بني ‪926‬ه‪927-‬ه‪1520/‬م‪-‬‬
‫‪1521‬م‪ .5‬وسواء تعلق المر هباته أو تكل‪ ،‬فاإن انتشاة اجملاعة اكن سببا فعليا‪ ،‬يف هذا الانوقال املفاجئ‪ ،‬ويزداد المر‬
‫وضوحا اإذا علمنا أن اجملال القدمي ل يوفر نفس امحلاية الطبيعية اليت خيولها الثاين‪ ،‬مما جعهل مفتوحا أمام انتشاة الوبئة‬
‫والمراض‪ ،‬فضال عن اس وعداد اجملال اجلديد لووفري املواد الاكفية لالس وغالل خالل فرت الزمات‪.6‬‬

‫أما الزمة ادلينية الصوفية‪ ،‬فتمكن‪ ،‬حسب البعض‪ 7‬يف فراة الش يخ احامد أوموىس من معوقدات ظلت تشوش ذهنه‪.‬‬
‫ولعل ما جعل هذا الاعوقاد ةاخسا دلهيم هو وجود ةساةل تسري يف نفس الإطاة‪ ،‬جاءت للرد عىل سؤال من الش يخ عن‬
‫الفراة احملمود وغري احملمود‪ ،‬ويه من تأليف الزتةكيين املووىف عام ‪958‬ه‪1551/‬م‪.8‬‬

‫‪ -3‬موقع اتزةوالت‪:‬‬

‫تدعي الرواايت الشفوية احمللية أن الش يخ احامد أوموىس هو اذلي أعطى املنطقة املدةوسة امس "اتزةوالت" من‬
‫خالل ترصحيه بأهنا‪":‬اتز" أي قريبة و"تروا" أي مالمئة‪ ،‬جفمعت اللكموني المازيغيوني لوعطينا "اتزةوالت"‪ .‬وحييلنا هذا‬
‫الاعوقاد عىل المهية الاقتصادية اليت يكتس هيا املاكن‪ ،‬فهو قريب من ماكن الانطالق‪ ،‬أي بومروان‪ ،‬وهو مبوازا ذكل قادة‬
‫عىل حتمل املزيد من الوافدين‪ ،‬وهو‪ ،‬اإىل هذا وذكل‪ ،‬قابل لووفري ما يوطلبه الوافدون اجلدد من مؤونة ومواةد‪ .‬لكن لفظة‬
‫اتزةوالت ل حتمتل فقط هذا املعىن السطحي‪ ،‬اذلي تنس به اإلهيا الرواايت الشفوية‪ ،‬بل تطرح اإماكنية أخرى للوأويل‪ ،‬فبحذفنا‬
‫لواء الوأنيث اليت تقرتن عاد ابللكامت المازيغية س نحصل عىل لفظة أزةوال مكذكر لوازةوالت ومعناه أزةق العينني‪ .‬وبذكل‬

‫‪ -‬كان يردد حسب مقولة الرواية الشفوية‪" :‬تازروالت أيزدارن‪ ،‬بومروان ايروان"‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬ويعني بوادي سماللة واد تازروالت الذي يسيل بمحاذاة زاوية الشيخ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪Justinand, «Sidi Ahmed», op.cit, p. 10.‬‬


‫‪-Hammoudi (A),«Sainteté, Pouvoiret Société, Tamgrout aux XVII et XVIII siècles», in Annales Économies Sociétés Civilisations, Mai-Aout 1980, p.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪617.‬‬
‫‪-Rosenberger, et Triki (H), «Famines et Épidémies au Maroc aux XVI le et XVIIe siècles», in Hesperis-Tamuda, 1973-1974, p. 116.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬مرآة المحاسن‪ ،‬ص‪.137 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬تعتقد الباحثة موني )‪ (Meunie‬أن المطمورات المشهورة في كل من سوس والجنوب الغربي تمتد جذورها بالخصوص الى بداية القرن ‪16‬م‪ ،‬أي مع بداية استقرار االسرة السماللية بالمنطقة‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪Meunie (J), Sites et Forteresses de l’Atlas, Paris, 1951, p. 16.‬‬


‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص‪.10 .‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬التزركيني‪ ،‬رسائل‪ ،‬مخطوطة خاصة‪ ،‬راجع ما قلناه في التقديم البيبليوغرافي‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪34‬‬
‫تشرتك اتزةوالت مع أسامء أخرى يف الإحاةل عىل نفس املعىن‪ ،‬فاملعىن الراحج لإزةتكني‪ ،1‬مثال هو لون الزةقة‪ .‬وبذكل فاإن‬
‫هناك اةتباطا وثيقا بني املرادفني أزةق وأزةوال‪"،‬اذلي يؤنث عىل اتزةوالت وجيمع عىل تزيةوالني"‪ ،2‬وقد حاول أحد‬
‫الباحثني‪ 3‬استنطاق عالقة قبيةل اإزةتكني الوكنية ببين زةوال‪ ،‬اليت اكنت تس وقر عىل عدويت وادي وةغة شامل مدينة فاس‪،4‬‬
‫خفلص اإىل أن أسامء الماكن بلك من اتزةوالت اإداومسالل ومدرشي زةويةل وأوزةولت بوادي نون يويح حبجم انتشاة‬
‫فصائل بين زةوال‪ ،‬وهو يرى‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن القامس املشرتك بني خمولف هذه الفصائل هو انامتؤها اإىل صهناجة‪.5‬‬

‫هذا وللحديث عن موقع اتزةوالت س نعمتد عىل ما قدمته املصادة املعارص ‪ ،‬علام منا بأن مصادة الفرت اليت طالعناها ل‬
‫تساعد عىل القيام مبثل هذا العمل‪ ،‬حبيث ل تفرق بني املعلومات اجلغرافية واملعلومات الواةخيية‪.‬‬

‫يوحدث لوشاتويل (‪ )Le Chatelier‬عن اتزةوالت ابعوباةها اسام للفرع اليرس من واد والغاس‪ .6‬أما‬
‫جيستناة(‪ )Justinard‬فقد ةبط بني املوقع اجلغرايف والمهية الاقتصادية اليت اتكتس هتا املنطقة خالل الق نرني ‪17‬م و‪،19‬‬
‫لوقوعها بني الشامل والصحراء‪ ،‬مما خول لها لعب دوة الوس يط الاقتصادي بني هاتني املنطقتني‪ ،‬وحتدث اإىل جانب ذكل‪،‬‬
‫عن امحلاية الطبيعية اليت اكنت للمنطقة بفضل اجلبال احمليطة هبا‪ .7‬أما موين (‪ )Meunie‬فقد اعوربت حوض اتزةوالت من‬
‫أبرز أحواض الطلس الصغري حيث املياه متوفر ‪ ،‬مما جعل املاكن صاحلا للزةاعة واس وقراة الساكن‪ .8‬وهنا نالحظ وجود‬
‫تقاةب بني ةأيي لوشاتوليي وموين برتتكزيهام عىل دوة املاء يف تشكيل املنطقة‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪ ،‬خصوصا اإذا أخذان بعني‬
‫الاعوباة أمهية املاء يف هذا اجملال ش به الصحراوي‪ ،‬وخنلص اإىل ةأي ابسكون (‪ )Pascon‬اذلي قدم تصوةا أتكرث حتديدا عن‬
‫موقع اتزةوالت‪ ،‬فهو عباة عن منخفض صغري جاف حماط بوضاةيس مرتفعة أتكرث حظا من حيث التساقطات‪.9‬‬

‫وللخروج ابنطباع عام عن املوقع‪ ،‬س نتتبع خمولف مراحل تقدميه انطالقا من احلاكايت الشعبية وانهتاء بنظر أتكرث معلية‬
‫مع ابسكون‪.‬‬

‫فأما الرواايت الشفوية احمللية فتؤتكد عىل مجع اجملال اجلديد ملمزيات بومروان واتزةوالت‪ .‬فبوقدمينا ملعىن اتزةوالت "اتز"‬
‫قربية و"تروا" أي مالمئة نالحظ أهنا تتشابه مع بومروان يف كوهنا "تروا" وتفوقها يف اعوباةها "اتز"‪ .‬وهنا نتساءل عن قرهبا‬
‫من ماذا؟ أهو قرب من ماكن الانطالق اذلي ل تربط الش يخ بساكنه أية عصبية؟ أم أنه قرب من أش ياء أخرى ظلت‬
‫‪10‬‬
‫املصادة املكتوبة صامتة عهنا؟‬

‫‪ -‬مصطفى ناعمي‪ ،‬مادة "إزركين"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.340-339 .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد شفيق‪" ،‬في أن أسماء االماكن جلها أمازيغية"‪ ،‬مجلة البحث العلمي‪ ،‬عدد‪ ،27‬يناير‪ -‬يوليوز‪ ،1977‬ص‪.333 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬ناعمي‪ ،‬مادة "إزركين"‪ ،‬ص‪.339 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬أبو بكر البيدق‪ ،‬أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين‪ ،‬الرباط‪ ،1971 ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬ناعمي‪ ،‬مادة "إزركين"‪ ،‬ص‪.340 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪- le chatelier, Tribus,op.cit,p. 34.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪-Justinard,«Notes d’histoire»,op.cit,p 266. sidi Ahmed Ou Moussa,op.cit,p. 12.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪- Meunie, Le Maroc saharien,op.cit, p 113.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪-Pascon, la Maison d’lligh, op.cit,p 1.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬قد يتعلق االمر بقربها من ميناء ماسة‪ ،‬المحتل من طرف البرتغاليين‪ ،‬والذي عرف رواجا تجاريا ملحوظا خالل النصف االول من القرن ‪16‬م‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪10‬‬

‫‪- Perrerra, «La Cote Atlantique», op.cit,p. 257.‬‬


‫‪- Fermandes (V), Description de la Cote, op.cit,p. 29.‬‬
‫‪35‬‬
‫أما املؤلفات الغربية‪ ،‬املعروضة سابقا‪ ،‬فتوفق حول المهية ا إلسرتاتيجيةوالاقتصادية ملوقع اتزةوالت‪ ،‬وهذا يف نظران ل‬
‫يرتكز عىل أسس اتةخيية تعود اإىل الفرت اليت نوحدث عهنا‪ ،‬وإامنا تبقى جسينة الغىن والقو الذلين عرفهتام املنطقة عىل عهدي‬
‫بودميعة‪ ،‬حفيد الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬يف القرن‪17‬م‪ ،‬و احلسني أوهامش يف القرن ‪19‬م‪.‬‬

‫أما ما قدمه ابسكون‪ ،‬فال يعدو أن يكون قراء يف خريطة معارص ‪ ،‬مراعيا يف ذكل الوحولت املناخية والفقر اذلي‬
‫أصبحت تعرفه املنطقة يف س نواهتا الخري ‪.‬‬

‫خالصة القول‪ ،‬اإن اتزةوالت تقع يف أقىص اجلنوب الغريب للطلس الصغري عىل بعد أةبعني لكم جنوب رشق "‬
‫تزنيت" بني "تغمي" يف الشامل‪ ،‬و"جماط" يف اجلنوب‪ ،‬و" أولد جراة" يف الغرب‪ ،‬و" اإداوككامة" يف الرشق‪ .‬ويه عباة‬
‫عن حوض يوجد عىل اةتفاع ‪1100‬م حتيط به جبال وعر ‪ .‬و يضم الشطر اذلي اكن يسمى قدميا اتزةوالت الك من‬
‫"ايليغ"‪ ،‬وزاوية س يدي احامد أوموىس‪ " ،‬و " تومنان"‪ ،‬و"تش وكت"‪ ،‬و "اكجاكل"‪ ،‬و" تومناة"‪.‬‬

‫مراحل اس وقراة الش يخ ابجملال اجلديد‪:‬‬

‫مل ينتقل احامد أوموىس من بدلته بومروان اإىل ماكنه احلايل مبارش ‪ ،‬وإامنا جال يف بعض اجلهات قبل اس وقراةه الهنايئ‬
‫ابملنطقة‪ .‬وقد اس وطعنا الوقوف عىل شواهد تكثري تدل عىل اإس وقراة الش يخ املؤقت يف بعض جبال املنطقة "تكوومنان" يف‬
‫ماكن يدعى "أضاة نش يخ"‪ 1‬قيل اإنه متعبده‪ ،2‬مث يف املاتن‪ ،3‬وهو املاكن اذلي اكن مس وقرا جلده اإدةيس ووادله موىس قبل‬
‫انوقاهلام اإىل بومروان‪ .4‬وقد زاة البعقييل زاوية الش يخ ابملاتن وعلق عىل ذكل مبا ييل‪ " :‬وصلنا ماكن الش يخ ابملاتن‪ -‬به عرف‪-‬‬
‫وهو يف تكل املد مل يوحرك فيه يشء من البنيان‪ ،‬اإل عريش بين ابلونب"‪ 5‬يف حني يرى البعض الآخر أن الش يخ " سكن‬
‫أول يف بومروان بسمالةل مث اإىل اإيغالن نيت عباس ومن هناك اإىل أضاة نش يخ"‪ .6‬تكام أن السكييت حتدث عن قرص "تسال"‬
‫دون أن حيدد ماكنه‪ .7‬وقد يكون هذا الونقل حقال خصبا ما يزال منطواي عىل تكثري من الغموض‪.‬‬

‫ومن هجة أخرى فاإننا ل ناكد نعرث عىل امس الش يخ اذلي أذن هل بوأسيس زاويوه تكام جرت العاد عند املوصوفة‪ ،8‬اإل أن‬
‫هذا ل مينع من القول اإن الوأسيس واختياة املاكن مل يكن اعوباطيا وعفواي‪ ،‬بل اةتبط يف بعض الرواايت ابش وغال احامد‬
‫أوموىس ابلرعي‪ ،‬اإذا تقدمه بعد عودته من س ياحته يرعى غمن جماط قبل أن يعود اإىل بومروان وقد خول هل هذا الونقل‪،‬‬
‫حسب نفس الرواايت‪ ،‬تكوين فكر عن اجملال اجلديد مما جعهل يردد‪" :‬اتزةوالت ايزداةن"‪.9‬‬

‫‪ -‬أي "رجل الشيخ" يقال إنها سميت كذلك لوجود آثار أقدام الشيخ بها‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬الماتن مكان بإداوكرسموك‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬وثيقة خاصة تتحدث عن أصول وتنقالت األسرة السماللية‪ ،‬راجع أيضا‪ :‬أحمد التوفيق‪ ،‬مادة "إداولتيت"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.229 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.9 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.11 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪ .2‬وقد ظل الشيخ بقصر تاسيال إلى حين وفاة الشيخ امحند اوبراهيم التمنارتي سنة ‪971‬ه الموافق لـ‪1564‬م‪ ،‬وهي نفس السنة التي توفي فيه الشيخ احماد اوموسى وبذلك‬
‫‪7‬‬

‫يكون قصر تيسال اسما لمكان داخل زاويته الحالية‪ ،‬وهو غير تاسيال الموجودة االن بقبيلة ماسة‪.‬‬
‫‪ -‬تجعل بعض الروايات الشفوية المتداولة بمنطقة بومروان‪ ،‬سبب انتقاله الى تازروالت وبنائه لزاويته بها‪ ،‬هو استجابته الفعلية ألوامر الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬الذي جاءه في الحلم وامره‬
‫‪8‬‬

‫بترك بومروان‪ ،‬راجع‪:‬‬


‫‪Meunie, Grenies Citadelles,op.cit, p. 200.‬‬
‫‪" -‬تازروالت أكثر قدرة"‪ :‬مقولة الرواية الشفوية‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪36‬‬
‫ولقد اكن اجملال اذلي جلب اهامتم الش يخ احامد أوموىس مأهول بقبائل متعدد مالت اإىل حيا الزةاعة والرعي‪ ،‬وغلبة‬
‫البداو عىل احليا ‪ .‬فالشطر الغريب اكن خيضع لنفوذ أولد جراة‪ ،‬تكام تؤتكد ذكل الرسوم القدمية‪ ،‬وتسمية بعض الماكن‪.1‬‬
‫والشطر الرشيق اكن حتت نفوذ احلربيليني‪ .‬لكن اذلي اسرتعى انتباهنا‪ ،‬هو سكوت املصادة املكتوبة عن هذه الظاهر وعن‬
‫عالقة الش يخ بأحصاب الةض‪ .‬فبعيدا عن الرواايت الشفوية الكثري يف هذا الصدد‪ ،‬ل جند يف املصادة من تطرق لها عدا‬
‫املعسول‪ .2‬ول نعمل من أين اس وقى هذا الخري معلوماته‪ ،‬اإل أننا بوتبعنا للرواية تكام أوةدها نالحظ اس وعامهل ملفرديت"يذكر"‬
‫و"قالوا"‪ 3‬مما يدل عىل اعامتده‪ ،‬أيضا عىل الرواية الشفوية‪.‬‬

‫وتقوم الرواية اليت قدهما العالمة اخملواة السويس بعرض رصاع اتةخيي بني قبائل أيت حربيل وأيت جماط‪ ،‬توج مبعرتكة‬
‫تزيل‪ 4‬الواةخيية‪ ،‬وهذا يوازي كون العالقة الكيد بني القبيلوني تقوم عىل رصاع قدمي ترجع به بعض الرواايت اىل فرت خراب‬
‫اتمدولت‪ 5‬وجتعهل أخرى سببا مبارشا يف هذا اخلراب‪ .6‬فهو بذكل رصاع قدمي مل خيلقه الش يخ وإامنا سامه يف ترجيح تكفة جماط‬
‫وإاجالء حربيل عن لك املنطقة لينصهر بعضها ويرتاجع البعض الآخر حنو اجلنوب‪ ،7‬وهذه العالقة اليت عرضنا بعض مالحمها‬
‫حتيلنا عىل عالقة بعض الش يوخ مع اجملال اجلديد‪ ،‬فالرواايت الشفوية تاكد توفق عىل الطريقة العنيفة اليت اقتحم هبا أولياء‬
‫القرن ‪16‬م اجملال اجلديد‪ ،‬مس وفيدين من الرصاع القامئ بني مجموعة من القبائل‪.8‬‬

‫هذا وتذهب بعض الرواايت اإىل عرض دخول الش يخ احامد أوموىس اإىل اتزةوالت بشلك مغاير ملا هو متفق عليه‪،‬‬
‫فهيي تقدم اجملال عىل أنه عباة عن غابة موحشة يسعى الش يخ اإىل اس وصالحه واجتثاث العشاب والنبااتت الربية منه‪ ،‬اإل‬
‫أنه مل يفلح يف طرد أفعى ةفضت مغادة املاكن والإذعان لوامره‪ .‬تبدو هذه الرواية يف ظاهرها‪ ،‬خمالفة لسابقهتا‪ ،‬لكهنا يف‬
‫معقها تعورب تقدميا مغايرا فقط حملووى الرواية الوىل‪ ،‬فقط نعورب حربيل يه نفسها تلاكلفعى اليت أبت اخلروج‪ ،‬خصوصا اإذا‬
‫علمنا أن "ابن موىس تطلب من احلربيليني أن يذعنوا لحاكم الرشيعة لكها‪ .‬وأن يدعوا أعرافا اكنوا يوحامكون اإلهيا فتأففوا من‬
‫ذكل"‪ .9‬وبذكل يكون الرصاع ذا وهجني‪ :‬الول جمايل بني حربيل وجماط‪ ،‬حيث تطرح أمامنا ثنائية الرحل واملس وقرين‪ ،‬وما‬
‫يرتتب عن هذه الثنائية من رصاع ينهتيي أساسا بس يطر الرحل عىل بعض املواةد اجلديد لضامن الاس متراة‪ ،‬والثاين عقائدي‬
‫بني حربيل والش يخ‪ .10‬فاكن طبيعيا أن يوحالف الطرفان ضد عدوهام املشرتك مس وغلني بذكل قو الش يخ غري العادية‪ ،‬واليت‬
‫توجىل هنا‪ ،‬يف ادلعو املس وجابة لإقصاء أيت حربيل‪.‬‬

‫‪ -‬علي بودميعة‪ ،‬ديوان البيوعات‪ ،‬مخطوط‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.10 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪" -‬مجاط تزلمي"‪ :‬وتزلمي باألمازيغية هي الهضبة التي يتعاطى فيها للزراعة البورية والتي يسود فيها البرد الشديد‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪-Rosenberger, «Tamdult»,op.cit, p. 127.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪- Rosenberger, «Tamdult», op.cit, p. 127.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪-Monteil (V), «Choses et Gens du Banis», in Hesperis, 3 et 4 trimestre, 1946, p. 388.‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪e‬‬

‫‪-Hammoudi, «Sainteté», op.cit, pp. 617-620.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.10 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬لم تكن منطقة تازروالت تعرف فراغا روحيا‪ ،‬إبان استقرار الشيخ بها‪ ،‬بل وجد بتومنار ضريح لمحمد بن سليمان يقال أن أول من كشف عن قبره هو الشيخ احماد أوموسى نفسه‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫‪10‬‬

‫أقدم من القرن العاشر الهجري‪/‬السادس عشر الميالدي‪ ،‬على أنه لم يذكر ال في طبقات الحضيكي وال في وفيات الرسموكي‪ .‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.301 .‬‬
‫‪37‬‬
‫وهكذا تواصل الرواايت حبك الوضع الصويف للش يخ من خالل الاعامتد عىل دعوتني‪ :‬الوىل فتحت هل ابب الكون‬
‫وخولت هل الوأمل يف أرساةه‪ ،1‬والثانية مكنوه من اتكتساب املرشوعية يف احلصول عىل ماكن لبناء زاويوه‪.‬‬
‫‪ /II‬تأسيس الزاوية السماللية بوازةوالت‪:‬‬
‫‪ -1‬موضع الزاوية‪:‬‬
‫يوحدد موضع الزاوية السماللية ببس يط اتزةوالت انطالقا من معطيني طبيعيني اثنني‪ :‬املعطى الول هو اجلبال‪،‬‬
‫فالزاوية تقع يف منحدة حتيط به اجلبال من لك اجلهات مهنا جبال "أقب" و "تكجلكت" و "بن كرو" يف الرشق وجبال‬
‫"أزاة" و "تومناة" يف الغرب‪ ،‬وجبال "حتاجت" يف اجلنوب‪ .‬أما املعطى اجلغرايف الثاين فهو واد اتزةوالت‪ 2‬اذلي ينحدة من‬
‫أةايض جماط‪ ،‬ليدخل اإىل اتزةوالت حيث يسقي أاكدير –ن‪ -‬س يدي احلسني‪ ،‬مث زاوية س يدي احامد أوموىس‪،‬‬
‫فاإيليغ‪...‬لينهتيي يف احمليط عند خليج ماسة‪.3‬‬
‫وإاذا اكنت أمهية واد اتزةوالت قد حددت‪ ،‬اإىل حد بعيد‪ ،‬بعض املعامل الساس ية ملوضع الزاوية‪ ،‬فاإن ذكل حييل عىل‬
‫كون اختياة الاس وقراة عىل ضفافه مل يأت مصادفة بل اةتبط بطبيعة املناخ السائد اذلي يتسم ابلقاةية حيث حراة الصيف‬
‫جد مرتفعة‪ ،‬وضعف تساقطات املطر‪ ،‬مع عدم انوظاهما‪.‬‬
‫مث اإن ظاهر الاس وقراة عىل ضفاف الهناة والودية‪ ،‬مل تكن حكرا عىل ويل دون أآخر‪ ،‬خصوصا خالل القرن ‪16‬م‪،‬‬
‫فأغلب أولياء هذا القرن اختاةوا السكن عند منابع أو مبناطق ادلير حيث تووفر املياه‪ .4‬اإن اةتباط هذه اخلاصية بصلحاء‬
‫القرن ‪16‬م‪ ،‬حييلنا عىل املدةسة الصوفية اجلزولية اليت اس وقى مهنا هؤلء معاةفهم ومداةكهم‪ ،‬وهذا يعين اهامتهمم املكثف‬
‫ابلةض والفالحة كوس يةل جملاهد النفس وقهر احلاجة‪ .‬فتطوير اجملال واس وصالحه والعمل املس متر عىل خلق فرص جديد‬
‫ومواةد متنوعة‪ ،‬اكنت لكها مبادئ أساس ية يف الوصوف اجلزويل اذلي يوفق اللك عىل واقعيوه ومسايرته ملقتىض احلال‪.‬‬
‫ويس ولزم احلديث عن موضع الزاوية وشلكها العام وتكذا املرافق اليت اكنت تضمها قراء متأنية يف املصادة املعارص ‪ ،‬وقد‬
‫مكنونا تكل القراء من ةمس الصوة الوالية‪ :‬فالزاوية متود وسط جمال أخرض مكون يف الصل من بساتني الش يخ‪ ،5‬وبيته‪،6‬‬
‫ومسجده‪ ،7‬وتكذا بعض املرافق اليت أعدت لس وقبال الزواة‪ .8‬وأضيفت اإىل الزاوية‪ ،‬بوفا الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬مرافق‬
‫جديد ‪ .‬فالبعقييل يوحدث عن اإقامة قبة عىل رضحي الش يخ‪ 9‬ويشري يف جمال أآخر اإىل وجود مقرب خاصة بعائةل الش يخ احامد‬
‫أوموىس مضت ةفات اثنني من أبنائه‪ ،10‬ومن مث فال يستبعد أن تضم الزاوية يف عهد الش يخ مقرب تكون أصال للمقرب‬
‫احلالية‪ ،‬أما املدةسة مفن بناء الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬تكام يرى ذكل اخملواة السويس‪.11‬‬
‫ومل يعرف موضع الزاوية احلايل تغيريا ملحوظا عدا بعض الرتماميت اليت شهدهتا الزاوية مؤخرا‪ ،‬واليت سامهت يف اإخفاء‬
‫معامل اتةخيية هممة مهنا ابخلصوص‪ :‬هدم داة الش يخ بوازةوالت‪ ،12‬وإاهامل القنطر اليت بنيت يف عهد احلسني أوهامش‪ ،‬مما‬

‫‪ -‬ونعني بذلك دعوة الشيخ صاحب القفة‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬ركزت أغلب الكتابات التي تناولت موضع الزاوية على أهمية الواد في تحديد بعض معالمه االقتصادية‪ ،‬لكن الوضعية الحالية لهذا الواد ال تعطي انطباعا عن الدور القديم الذي كان يلعبه‪ ،‬وان‬
‫‪2‬‬

‫كانت هناك شواهد أثرية (ونعني بذلك وجود قنطرتين يقال أنهما من بناء الحسين اوهاشم حفيد الشيخ احماد اوموسى) تدل على األهمية التي كان يكتسبها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Faucauld (ch-de), Reconnaissance au Maroc, 1883-1884, paris, 1888, p. 342.‬‬
‫‪ -‬يقول محمد حجي عن زاوية زداغة الجازولية‪" :‬تقع زاوية تفياللت في زداغة بمنحدرات األطلس الكبير (‪ )...‬يجري بأسفل الزاوية نهر العسل (أسيف نتامنت) في واد خصيب"‪ .‬ويقول عن زاوية‬
‫‪4‬‬

‫الشيخ امحندا وبراهيم التمنارتي الجزولي "تمنارت اسم رافد آخر من روافد نهر درعة ينبع كذلك من األطلس الصغير وتتناثر على ضفاف مجراه األسفل في واحة تيملت قرى صغيرة غلب عليها‬
‫اسم تمنارت"‪ .‬انظر‪ :‬محمد حجي‪ ،‬الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين‪ ،‬ج‪ ،2‬المحمدية‪ ،1978 ،‬ص‪.617 ،559 .‬‬
‫ويتحدث أحمد البوكاري عن "انتقال أبي القاسم (مؤسس الزاوية الشرقاوية الجزولية بأبي جعد) إلى منطقة الدير على ضفة أم الربيع‪ ،‬وعزوفه عن موطنه وعشيرته في الظروف التي تميزت بها‬
‫أواخر الثالثينيات من القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميالدي)"‪ .‬راجع‪ :‬أحمد البوكاري‪ ،‬الزاوية الشرقاوية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.59 .‬‬
‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.2 .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.3 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.9 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ .‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.8 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬سوس العالمة‪ ،‬ص‪.159 .‬‬


‫‪11‬‬

‫مع العلم أن البعقيلي أشار إلى كون مسعود ابن أحمد السموكني‪ ،‬وهو أحد مريدي الشيخ احماد أوموسى‪ ،‬قد تصدر للتعليم بزاوية الشيخ بتازروالت وبذلك تكون الزاوية هي نفسها مكان التدريس‬
‫ولم يكونا منفصلين كما هو الحال اليوم‪ .‬راجع‪ :‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ -‬زرنا ببومروان‪ ،‬دار الشيخ التي ظلت محتفظة بمعالمها العامة‪ ،‬فهي بسيطة المبنى تتكون من غرفتين ضيقتين إحداهما تدعى "أنوال" أي مكان الطبخ وتخزين المؤن‪ ،‬ولعل ما ساعد على‬
‫‪12‬‬

‫الحفاظ على معالم هذا البيت هو استغالله من طرف طائفة اداولتيت إلقامة موسمها المحلي‪" ،‬المعروف" وهذا على عكس دار الشيخ بتازروالت التي عرفت مؤخ ار عملية هدم‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫أدى اإىل اإتالف جزهئا التكرب‪ ،‬واملالحظة الثانية يه امزتاج الطبوغرايف ابخلرايف مما خلق تشوهيا ملحوظا لآاثة ذات دلةل‬
‫اتةخيية‪ .1‬ومما يثري الانتباه أتكرث هو املسامهة احمللية يف هذا الطمس والتشويه من خالل اإخفاء بعض ادللئل الواةخيية‪،‬‬
‫اكلدعاء بأن اللوحة القرأآنية اليت اكن الش يخ احامد أوموىس يطالع فهيا بين علهيا حائط داخل الرضحي‪ ،‬ليك ل متود اإلهيا أيدي‬
‫الزواة‪.‬‬
‫اإجامل‪ ،‬يبقى موقع الزاوية ممتزيا فهيي متود يف قلب اتزةوالت وتفرض اإشعاعها يف لك الاجتاهات‪ ،‬مما جيعلها قبةل للك‬
‫احلجاج‪ 2‬اذلين مل يقف احنصاة الزاوية وسط اجلبال‪ ،‬املوحدث عهنا‪ ،‬عائقا أمام تكراة زايةاهتم لها عرب مساكل جبلية عرفت‬
‫منذ القدمي وسامهت يف انفتاهحا‪.‬‬
‫‪ -2‬أدواة الزاوية‬
‫تاكثر عدد الزوااي يف بداية القرن ‪16‬م بواكثر عدد ش يوخ الصوفية اجلزولية اذلين يعوربون أنصاةا لدلوةل السعدية‬
‫الناش ئة‪ .‬ومل تعد الزاوية يف البادية يف بداية هذا العرص‪ ،‬بفضل الظرفية العامة‪ ،‬جمرد بناية للصال واذلكر والوعلمي‪ ،‬بل‬
‫أصبحت تعين‪ ،‬يف الغالب‪ ،‬جتمعا سكنيا يمنو حول الزاوية ويتسع‪ 3‬لوصبح الزاوية منفتحة عىل مجموع حميطها‪ ،‬حبيث توجاوز‬
‫احلرم لتشمل لك احمليط الاقتصادي والاجامتعي الوابع لها‪ .‬مث اإن المترتكز اذلي أصبح للصوفية ابلبوادي هو اذلي أعطى للفرت‬
‫املدةوسة طابعها الوحويل‪ ،‬فهو اذلي "س يلعب دوةا حاسام يف تفجري الوضاع ابملغرب يف القرن السادس عرش امليالدي‪،‬‬
‫وهو اذلي سيسمح للصوفية بتنظمي البوادي وتعبئهتا‪ 4".‬واحلرتكة الصوفية ةمغ ةسوخها يف أغلبية املناطق اكنت متأصةل‬
‫ابجلنوب‪ ،‬حيث اإشعاع اجلزويل وتالمذته ما يزال قامئا‪.‬‬
‫فاإذا ما حاولنا القيام جبرد رسيع خملولف الزوااي اليت ظهرت خالل القرن ‪16‬م ابجلنوب الغريب‪ ،‬س نجدها تفوق العرش ‪،‬‬
‫وجتمع بني صلحاهئا ظروف المتدةس عىل يد ش يخ واحد هو الوباع‪ ،‬من هؤلء‪ :‬سعيد بن عبد املنعم احلايح‪ ،‬وابنه عبد‬
‫هللا‪ 5،‬واحمند أوبراهمي الش يخ المتناةيت‪ ،6‬ومحمد أويعقوب البعقييل‪ ،7‬والش يخ عبد الرحامن بن عيل احلامدي‪ ،8‬ومحمد بن‬
‫يعقوب الصهنايج السكتاين‪ ،9‬وأاب محمد بن عبد الكرمي بن معر احلايح املعروف ابلفالح‪ ،‬وغريمه تكثريين‪ .‬وقد اختلفت أدواة‬
‫الزوااي اليت أقاهما هؤلء ابختالف املاكن اذلي ظهروا فيه‪ ،‬مفهنم من اعمتد الودةيس والرتبية كساس لس وقطاب املريدين‪،‬‬
‫كسعيد بن عبد املنعم‪ ،‬ومهنم من الوجأ اإىل املشاةيع الكربى من اإصالح للةايض وبناء للقناطر واجلسوة اكحمند أوبراهمي‬
‫الش يخ‪ ،‬اإل أن الهدف الرئييس اذلي ظل جيمع لك هؤلء هو العمل املوواصل من أجل نرش مبادئ الطريقة اجلزولية يف لك‬
‫أحناء سوس واجلنوب‪ ،‬ولن حتيد زاوية الش يخ احامد اوموىس عن املساة العام اذلي اختذته زوااي القرن ‪16‬م‪ ،‬وذكل لتشابه‬
‫ظروف نشأهتا والتصالت املس متر بيهنا‪ ،‬ذلكل ميكننا الوقوف عىل أدواة الزاوية السماللية من خالل أوجه متعدد ‪.‬‬
‫‪ 1-2‬الرتبية‪:‬‬
‫تقوم الرتبية عند الش يخ احامد اوموىس عىل مبدأين أساسني أوهلام‪ :‬اجملاهد واثنهيام الإةشاد‪ .‬وإاذا اكن مببدأيه هذين‬
‫يرص عىل رضوة تلمس اخلطأ دون ا إلرصاة عليه‪ 10‬فاإن ذكل خول هل اس وقطاب العديد من املذنبني‪ ،‬اذلين وجدوا دليه‬
‫الوس يةل الناجعة لردمه عن اخلطأ‪ ،‬ومن مثة‪ ،‬متكنه من حماةبة اإىل حد ما‪ ،‬نوعني من املعايص اكان متفش يني بني مريديه وزواةه‪،‬‬
‫أوهلام "الزان"‪ 11‬واثنهيام "الرسقات"‪ .1‬أما عن الوسائل اليت اس وعملها ذلكل فهيي ختولف ابختالف املذنب‪ ،‬فبيامن يكون عقابه‬
‫جسداي صاةما‪ ،‬مع مريديه اذلين أرصوا عىل اذلنب ومل ينهتوا عنه‪ ،‬يكون نصحا شفاهيا للبعض الآخر‪.‬‬
‫‪ -‬استغلت بعض المواقع األثرية بتازروالت لممارسة طقس "نفض الذنوب"‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬تتفق العديد من التآليف على اعتبار موسم الشيخ احماد اوموسى حجا للمساكين‪ .‬انظر‪ :‬رسالة محمد بن عبد الرحمان بن موسى إلى أحمد الظريفي نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .270‬وكذا قصيدة إبراهيم بن محمد الظريفي التكشتي‪ ،‬مخطوطة خاصة‪.‬‬


‫‪ -‬محمد حجي‪" ،‬المؤسسات الدينية بالمغرب في القرنين ‪16‬م و‪17‬م"‪ ،‬مجلة المناهل‪ ،‬عدد ‪ ،18‬السنة ‪ ،7‬يوليوز ‪ ،1980‬ص‪.119 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد القبلي‪" ،‬مساهمة في تاريخ التمهيد لظهور دولة السعديين"‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد الثالث والرابع (عدد مزدوج)‪ ،1978 ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪ -‬حجي‪ ،‬الحركة الفكرية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.559 .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪ .617 .‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.10 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.37 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص‪.49 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ .‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬من المأثور عن الشيخ حسب مقولة الرواية الشفوية‪" :‬أورنسميح إيان دور إيكان أكضي والين هان أن كيت أور إسكوس" ومعناها مجا از‪" :‬لن أسامح من لم يتلمس الخطأ ولكن على أال يصر‬
‫‪10‬‬

‫عليه"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ذلك ما رواه الشيخ أبو القاسم بن عبد الرزاق الدرعي عن نفسه قائال‪" :‬كنت أطلب شيخا وعاهدت نفسي أن ال أشيخ إال من يردني عن المعصية فجعلت كلما جئت شيخا أتيت معصية‬
‫‪11‬‬

‫فال يردني عنها حتى أتيت سيدي احمد اوموسى فذهبت أجربه على عادتي فلما أجمعت وقف علي وصفعني صفعة داربها شخصي"‪ .‬راجع‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪39‬‬
‫ومعوما تقوم الرتبية عند الش يخ عىل الإةشاد والنصح املس متر‪ ،‬ول يقترص المر عىل املريدين بل تشمل املشوة ابيق‬
‫الش يوخ اذلين يفدون عليه‪ .2‬ولعل أبرز ما واظب الش يخ عىل حث املريدين عليه هو الاقتصاد وعدم الإفراط‪ ،‬ومبدأه هذا‬
‫ل يقترص عىل الاقتصاد يف الموة ادلنيوية بل يوعداها اإىل أموة أخرى دينية اكحلث عىل الإقالل من الوةاد‪ ،3‬وعدم‬
‫ا إلرساف يف احملبة‪ ،4‬ومن مثة الاس وفاد من أقل الش ياء وأبسطها للوقرب اإىل هللا‪.5‬‬
‫وترتبط هذه القناعة دلى الش يخ‪ ،‬يف نظران‪ ،‬ابلوضعية الاقتصادية الصاةمة اليت نشأت فهيا الزاوية السماللية‪ ،‬ففي‬
‫اإطاة بيئة مقالةل‪ ،‬حيث يسود املناخ ش به الصحراوي‪ ،‬وحيث املواةد تقل تكثريا عن حاجيات املرء‪ ،‬يبقى الاقتصاد وعدم‬
‫ا إلرساف أمرين رضوةيني لالس متراة‪.‬‬
‫‪ -‬أساليبه يف الرتبية‪:‬‬
‫ةأينا كيف أن النصح والانهتاة اكان وس يلوني انجعوني لرتبية أتكرث مريدي الش يخ تعنوا‪ .‬اإل أن الش يخ مل يقترص عىل‬
‫هاتني الوس يلوني بل جنده يسخر قدةاته الروحية من أجل اإلغاء احلواجز بينه وبني مريديه‪ .‬وإاذا اكنت كراماته توبىن نفس‬
‫الإطاة العام لظهوة الكرامات وتووىخ تكذكل نفس الرغبة يف الوأثري‪ ،6‬فاإن حديثه عن "هواجس الضمري" يبقى من بني‬
‫اخلاصيات اليت مزيت الش يخ احامد أوموىس عن غريه‪ ،‬فهو يعرف حاجيات زواةه قبل أن ينطقوا هبا‪ .‬وقد تكرةت الرواايت‬
‫حول الكمه عن "هواجس الضمري" وتعددت لوصل حسب اجلرد اذلي مقنا به اإىل تسعة عرش حاةل‪ ،7‬مع العمل أنه حسب‬
‫بعض الفقراء املالزمني هل‪ ،‬اكن ابإماكنه احلديث عن مخسني مسأةل جتول خباطر املرء دون أن يولكم هبا‪ .8‬وتكنتيجة لهذه‬
‫اخلاصية‪ ،‬اكن خموصا ابملشوة ‪" :‬ملا أطلعه هللا عىل بعض الغيوب‪ ،‬حىت اكن الش يخ س يدي احمند أوبراهمي‪ ،‬وس يدي أمحد‬
‫بن عبد الرحامن يشاوةانه يف أموةهام"‪ .9‬وقد تكرث اعوقاد اخلاصة والعامة يف حديثه عن هواجس الضامئر حىت ظن البعض أنه‬
‫"يطالع اللوح"‪.10‬‬
‫ويف اإطاة كرامات الش يخ املوعدد ‪ ،‬اةتقى اإىل مس ووى الوخاطب مع احليواانت‪ .11‬وقد اكنت هل حاكايت مع احليواانت‬
‫مهنا‪ :‬احلية‪ 12‬والبقر ‪ 13‬والغراب‪.14‬‬
‫ويبدو أن اعامتد الش يخ احامد أوموىس عىل اعوقاد العامة يف قدةته عىل احلديث عن هواجس الضمري‪ ،‬وسعيه املس متر‬
‫لإثبات ذكل‪ ،‬وترس يخه يف العقول‪ ،‬يدخل ابلساس يف اإطاة ةغبة الش يخ يف اإلغاء احلواجز بينه وبني مريديه وزواةه‪.‬‬
‫وتبقى مماةس وه للرايضة وخاصة مهنا الرماية من أتكرث املبادئ الوصاقا ابلزاوية السماللية عىل عهد ش يخها احامد‬
‫أوموىس‪.‬‬
‫‪ -2-2‬دوة الزاوية السماللية يف نشوء مدةسة الرماية ابجلنوب‪:‬‬
‫حتدثنا بعض اخملطوطات عن ادلوة املرموق اذلي لعبوه مدةسة الش يخ احامد أوموىس يف اةتياد ميدان الفنون احلربية‪،‬‬
‫وخاصة مهنا الرماية‪ .‬فشجرات املش يخة توفق‪ ،‬عىل اختالفها‪ ،‬عىل جعل الش يخ احامد أوموىس معمل الرماية الول يف اكفة‬
‫سوس ودوةه اجملدد يف هذا امليدان‪ .‬فعيل بن انرص امحلريي وسعيد بن انرص أخذا الرماية عن الش يخ احامد أوموىس حني‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬فقد قال أدفال‪" :‬وما كثرة األوراد فال تشق بها نفسك"‪ .‬انظر‪ :‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪" -‬فقد أكثر أعرابي يوما من تقبيل يده فقال له أن ترفع يدك من الطعام وأنت تشتهيه مأمور به شرعا قيل أمره باالقتصاد وعدم اإلفراط في المحبة"‪ .‬انظر‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.69 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.76 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬لقد حاول الشيخ احماد أوموسى بواسطة كراماته‪ ،‬إيجاد حلول لمشاكل أتباعه ومريديه‪ ،‬وتتمحور هذه الكرامات حول رد الخطر عن األتباع بكل ما يحمله هذا الخطر من معنى مادي ونفسي‪،‬‬
‫‪6‬‬

‫واشفاء المرضى من أتباعه وزواره‪ .‬وكذا إطعام الفقراء منهم‪ ،‬ودفع مظلوميهم‪ .‬انظر‪ :‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪12 ،1 .‬؛ السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪2 .‬؛ الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.8 ،5 .‬‬
‫‪ -‬وقد اعتمدنا في ذلك على‪ :‬تقييد أدفال‪ ،‬مناقب البعقيلي‪ ،‬الفوائد للتمنارتي‪ ،‬طبقات الحضيكي‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.10 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬وان كان عبد الفتاح كيليطو يرى في إطار تحليله لمنقبة "الولي والجمل"‪ ،‬أنه "ليس الغريب أن تكلم الحيوان ولكن الغريب أن يكلمك الحيوان"‪ .‬ص‪.44 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪12‬‬
‫‪- Roux, «Les Aventures», op.cit, p. 94.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.45 .‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪14‬‬

‫‪40‬‬
‫اكان معه يف س ياحته ابملرشق‪ ،1‬ليصبح الخوان ش يوخا للك احملاةبني يف القبائل‪ .2‬وقد تطوةت مدةسة الرماية لتشلك فامي‬
‫بعد طريقة حربية منظمة‪ ،‬وتطوةت معها العالقة بني عيل بن انرص والش يخ احامد أوموىس اإىل أن اعوربه البعض ابنا هل‪.3‬‬
‫وبوفا الش يخ احامد أوموىس عرفت الرماية تراجعا ملحوظا لونحرص يف منطقة احلوز‪" ،‬حيث اكن للرما أايما معلومة‬
‫جيمتعون خاللها حتت أنظاة مقدمهيم للودةيب والاحتفال"‪ 4‬أما سبب هذا الرتاجع امللحوظ فيمكن يف نظران‪ ،‬يف اعامتد الش يخ‬
‫احامد أوموىس يف مماةس وه للمترينات الرايضية عىل ميسم من الهترجي الوصق به منذ طفولوه‪ ،5‬لهذا فاإنه من هذا املنطق ل‬
‫ميكن أن يقوم ملدةسة اإيليغ دوة وةايث يف هذا امليدان ول أن تكون لها منافع تربوية‪ ،‬اإل اإذا أقامت تصوةا مدةس يا للفنون‬
‫احلربية‪ .6‬وهنا لبد من اإضافة أن تطوة مدةسة احامد أوموىس خاةج سوس وامتدادها يف خشص مدةسة امحر ةمبا اكن نتيجة‬
‫وفر اخليول العبدية الشهري ‪.7‬‬
‫ويبدو أن الونظمي اذلي عرفته الرماية‪ 8‬اكن لحقا للفرت اليت وضع فهيا الش يخ احامد أوموىس النوا الوىل لهذه املدةسة‬
‫بسوس‪ ،‬ذلكل جند املصادة ل ختصص حزيا كبريا لهذا اجلانب الونظميي بل تعرض عالقة الش يخ ابلرما يف اإطاة أحادي فقط‪،‬‬
‫جتىل لنا ابخلصوص يف عالقته ببين أمحر‪.9‬‬
‫لكن اإذا اكنت الرواايت املكتوبة‪ ،‬ابخلصوص‪ ،‬قد أغفلت هذا اجلانب لس باب جنهلها‪ ،‬فاإن هذا ل ينفي ادلوة الرايدي‬
‫اذلي لعبه الش يخ احامد أوموىس يف هذا اجملال‪ ،‬خصوصا وأن الطريقة اجلزولية اليت تش بع مهنا الش يخ تقوم عىل أساسني‬
‫اثنني يلوقيان عند مبدأ واحد وهو اجلهاد‪ ،‬فهناك هجاد من أجل الرفع من املردود ومقاومة الفقر واخلصاص‪ ،‬وهناك هجاد أآخر‬
‫فعيل ينهتيي حبمل السالح وحماةبة العدو‪ .‬وقد اةتبط الك الساسني بظروف موضوعية ممتثةل يف توايل الزمات والآفات اليت‬
‫اكنت لها انعاكسات كبري عىل اقتصاد املغرب السعدي عامة وسوس عىل وجه اخلصوص‪ ،10‬مت هناك الاحتالل الربتغايل‬
‫جملموعة من الثغوة اجلنوبية واذلي اس ووجب بدوةه اس وعداد من لك القوى احمللية ملواهجة العدو املشرتك‪ ،‬علام منا بأن املنطقة‬
‫املدةوسة‪ ،‬اتزةوالت يه عىل بعد مراحل قليةل جدا من مينايئ ماسة وأاكدير أتكرب املرائف الربتغالية يف اجلنوب‪.‬‬
‫وقد يدفعنا هذا اإىل احلديث عن دوة املدةسة اليت أقاهما الش يخ احامد أموىس يف مقاومة الاحتالل الربتغايل للثغوة‪،‬‬
‫اإل أن املؤرشات املعروضة سابقا‪ ،‬ل تسمح وحدها ابلوقوف عىل دوة هذه املدةسة فامي خيص اجلهاد‪ .‬فلك الكتاابت‬
‫‪11‬‬
‫الواةخيية‪ ،‬اليت اطلعنا علهيا‪ ،‬ظلت صامتة عن هذا املوضوع‪ ،‬والإشاة الوحيد اليت صادفناها يف مؤلف دةاك )‪(Drague‬‬
‫ل تعدو أن تكون تعمامي ملا هو معروف عن متصوفة القرن ‪16‬م من اندفاعهم اللكي حنو حماةبة الربتغاليني يف السواحل‪.‬‬
‫‪ 3-2‬الودةيس‬
‫حتدثنا سابقا‪ ،‬عن تش بع الش يخ احامد أوموىس بعمل الباطن أتكرث من هنهل من منابع عمل الظاهر‪ ،‬واقتصاةه عىل العمل‬
‫الول دون الثاين اكنت حتمكه ظروف خاصة اةتبطت أول بطفولوه املشوبة ابلشغب وتعدت ذكل اإىل انعدام الووجيه‬
‫الصحيح يف اإطاة جممتع ل تربطه به أية عصبية‪ ،‬وانهتيى به املطاف اإىل الخذ عن الوباع اذلي سعى اإىل اإبعاد احامد أوموىس‬
‫عن علوم الظاهر‪" ،‬يه معلية تكشف خاصة عن اعوباة علوم اللغة والفقه مبا فهيا الفروع والصول أموةا اثنوية"‪ .12‬لك هذه‬

‫‪ -‬انظر الفصل الخاص بسياحة الشيخ احماد اوموسى‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Drague, «Esquisse», op.cit, p. 209.‬‬
‫انظر أيضا‪ :‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪41 .‬؛‬
‫‪- Michaux- Bellaire, «Quelques Tribus de La Région du Habt», in Archives Marocaines, Vol XVII, p. 73.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Laoust, Contes Berbères, op.cit, p 303.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬ونجد إلى اآلن طريقة في األلعاب البهلوانية تنتسب إلى الشيخ احماد أوموسى‪" ،‬واألصل في ذلك أن أوالد الشيخ الذين يتعيشون بجمع الزيارات في البلدان اتخذوا هذه األلعاب ذريعة‪ ".‬وقد‬
‫‪5‬‬

‫انتصب أناس لتعليم صبيان أوالد الشيخ حتى مهروا"‪ .‬راجع‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.16 .‬‬
‫‪ -‬مصطفى ناعمي‪ ،‬مادة "إيليغ"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.622 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬وتقوم الرماية على شروط وفروض عددها تسعة شروط‪ :‬أولها النية والشيخ والمدفع والبارود وذو الخفيف‪ ،‬وصحة الجسم وصحة النظر والمواسة والقبض الثابت‪ .‬انظر‪ :‬محمد بن محمد بن عبد‬
‫‪8‬‬

‫الكريم الخميسي‪ ،‬تقييد في الرماية‪ ،‬ميكروفيلم‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬رقم‪ ،286 .‬ص‪.38 .‬‬
‫‪ -‬تكاد رواية السكيتي أن تكون الرواية الوحيدة التي تصب في هذا االتجاه فهي تشير إلى أن الشيخ احماد أوموسى استقبل في زاويته رجال "متشبها بجندي متزيا بزيه"‪ .‬انظر‪ :‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪،‬‬
‫‪9‬‬

‫ص‪.2 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Rosenberger, «Famines», op.cit, p. 109, 175.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Drague, «Esquisse», op.cit, p. 50.‬‬
‫‪ -‬مصطفى ناعمي‪ ،‬مادة "احماد اوموسى"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.162 .‬‬
‫‪12‬‬

‫‪41‬‬
‫العوامل جممتعة‪ ،‬خولت للش يخ احامد أوموىس أن يكون قطب سوس الول فامي خيص عمل الباطن‪ .1‬ففي اإطاة احلديث عن‬
‫ةغبة طالب يف الإنوقال اإىل فاس لطلب العمل واستشاةته لش يخه امحد بن عبد الرحامن الرتزكيين اكن ةد هذا الخري‪)...(" :‬‬
‫ان اكن مرادك الباطن خفليق(‪ ).‬هل ذكل الرجل اذلي تكنت عنده لو اكن يقبلين لكنت هل أمة"‪ 2‬وهذا الرأي مل يكن خاصا‬
‫ابلزتةكيين وحده بل هو ةأي مشرتك بينه وبني ش يخه احامد أوموىس‪ .‬فالش يخ احامد أوموىس مل يشأ ترخيص انوقال الطالب‬
‫من سوس اىل فاس لدلةاسة‪ ،‬ولكنه مع ذكل مل يبد ةأاي رصحيا يف املوضوع بل وهجه اإىل أس واذه امحد بن عبد الرحامن اذلي‬
‫جاء جوابه صاةما‪ ":‬العمل عمل الظاهر والباطن اإن اكن مرادك الظاهر فأي شعبة شئت من جزوةل أخذته مهنا‪ ،‬وإان اكن‬
‫مرادك الباطن خفليق هل ذكل الرجل اذلي تكنت عنده لو اكن يقبلين لكنت هل أمة"‪ .3‬وهكذا يكون الش يخ احامد أوموىس قد‬
‫اش هتر ابش وغاهل بعمل الباطن وتعلميه للمريدين‪ .‬واكنت حلقات ادلةس تمت ابملسجد‪ ،‬يس وقي خاللها موضوع دةوسه مما يقلق‬
‫ابل مريديه‪ .‬واكن حفظه للقرأآن عامال مساعدا عىل جلب اهامتم التباع‪ ،‬فاكن يعمد اإىل اس وغالل الآايت القرأآنية بطريقة‬
‫يسهل عىل املس متع استيعاب معانهيا‪" .‬قال ملن سأهل معرفة هللا‪ :‬ماؤك يف ةحكل وتكزنك حتت جداةك"‪ .4‬اإشاة اإىل قوهل‬
‫تعاىل‪":‬ويف أنفسمك أفال تبرصون"‪.5‬‬
‫وةمغ اقتصاة الش يخ عىل عمل الباطن‪ ،‬فاإن مدةس وه الصوفية أنبتت العديد من الفقهاء والعلامء مهنم ابخلصوص ابنه عبد‬
‫البايق اذلي قال عنه السويس‪" :‬هل يد يف املعاةف‪ ،‬وقد ةأينا خطه‪ ،‬ول يزال ذلكره دوي عند أههل‪ ،‬يذكرونه بلك خري"‪ .6‬مث‬
‫هناك أدفال ادلةعي اذلي تثقف بدةعة مث القاهر واحلرمني‪ ،‬اإل أنه مل يمتكن من الاس وغناء عن أس واذه احامد أوموىس‪ ،‬فرمغ‬
‫مرضه وضعف بدنه معل عىل تكراة زايةته هل اعرتافا منه بأمهية قطب سوس من بني مجمل أساتذته‪ .‬وقد يعورب هذا احلمك غلوا‬
‫يف حق الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اإل أننا نرى أن حمبة أدفال لش يخه تعدته كشخص لتشمل اجلو العام اذلي ختوهل الزاية ‪،‬‬
‫فطيةل الس نوات العرش اليت زاة خاللها ش يخه احامد أوموىس‪ ،‬صادف العديد من املوصوفة والفقهاء اذلين مجعهتم وإاايه‬
‫حلقات ادلةس ابلزاوية السماللية‪ :‬فهناك حييي بن يدير الرمسويك اذلي قال عنه البعقييل‪ ":‬هو ةجل صاحل عامل عامل مشهوة‬
‫ابلفضل وادلين والعمل"‪ .7‬مث هناك امحد بن عبد الرحامن بن محمد اجلزويل املسكدادي املشهوة برسائهل‪ ،‬دون أن ننىس الش يخ‬
‫احمند أوبراهمي المتناةيت اذلي" وةد عىل الش يخ ةيض هللا عنه زائر بقرص تسال‪ ،‬وأخذ س يدي احمند يف وعظ من حرض"‪.8‬‬
‫‪ 4-2‬اس وقطاب الزاوية السماللية للمريدين‪.‬‬
‫اإن وقوف املصادة عىل تكرث مريدي الش يخ جيعلنا نتساءل عن نوعية العالقة اليت تربطه هبم‪ ،‬فالرواايت اليت أوةدها‬
‫أدفال توفق عىل أنه‪" :‬مل يبق يف هذا الزمان من يقدة عىل أولد الناس سوى احامد أوموىس"‪ 9‬ولقد سامهت لك الظروف‬
‫واحليثيات يف جعل مدةس وه مدةسة ممتزي مما خول لها اس وقطاب التباع من اكفة أةجاء سوس‪ .‬اإل أن تعدد الوافدين‬
‫واختالف انامتءاهتم الصوفية جعل الش يخ احامد أوموىس يسن قوانني الزاية حااث خاللها أتباعه عىل الزتام الس بقية‪ .‬ففي‬
‫اإطاة حديثه مع بلقامس الغازي ادلةعي قال‪" :‬اإن الزاية اليت تطلهبا ترتكهتا يف بدلتك"‪ .10‬وهو يرفض ما اكن عليه صوفية‬
‫مراكش ودةعة من الوعدد والكرث ‪ .11‬ويرفض أيضا أن يكون ش يخا لحد‪" .‬وإامنا يقول أحصايب ويف بعضها يقول هلم ةسول هللا‬
‫صىل هللا عليه وسمل ش يخ اللك"‪ .12‬ول ندةي سببا لختاذ احامد أوموىس هذا املوقف‪ ،‬أهو انبع من عدم ةغبوه يف محل‬
‫نفسه وأتباعه عىل الوعب؟ اإذ جنده يقول‪":‬يل ثالمثائة ش يخ ومخسون ش يخا أو حنو هذا مفن دخل هذه احلوانيت كنه لقهيم‬
‫لكهم ويعين ابحلوانيت زاويوه"‪ .13‬أم أنه اكن ل يرغب يف خلق جو من املنافسة بينه وبني ش يوخ أآخرين امتلت هبم هجات‬
‫‪ -‬يقول عنه أدفال‪ ":‬حدثني بعض الناس اآلخرين ان له ثالثمائة شيخ ونحو نصف مائة (‪ ")...‬ويشمل هذا العدد االحياء واالموات‪ ،‬وقد نقلت اليه بعض علوم الباطن بمجرد زيارته لقبور األموات‬
‫‪1‬‬

‫منهم‪ ،‬كقبر عبد القادر الجيالني‪ ،‬وهذا ما خول الحماد اوموسى‪ ،‬بدوره‪ ،‬نقل علومه الى مريديه بمجرد الزيارة" حدثني بعض الفقراء بزاويته أول قدومه عليه أنه قال له لي ثالثمائة شيخ‬
‫وخمسون شيخا أو نحو هذا فمن دخل هذه الحوانيت كأنه لقيهم كلهم ويعني بالحوانيت زاويته"‪ .‬انظر‪ :‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫(‪ ).‬أي الشيخ احماد أوموسى‪.‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.6 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪ ،21‬من القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.57 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.16 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.5 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪-‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.29 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬أدفال‪،‬تقييد‪ ،‬ص‪.11 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.7 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.4 .‬‬


‫‪13‬‬

‫‪42‬‬
‫سوس؟‪ 1‬وقد خول هل هذا املوقف كسب احرتام لك هؤلء املوصوفة فقد‪" :‬اكن س يدي امحد بن عبد الرحامن والش يخ‬
‫س يدي احمند اوبراهمي يعظامن هذا الش يخ ويشاوةانه يف أموةهام ويوأدابن معه ويثنيان عليه"‪ .2‬وتبقى هذه جمرد افرتاضات يف‬
‫غياب قرائن اتةخيية اتبثة‪ ،‬لكن ما هو مؤتكد هو أن الش يخ احامد أوموىس مل يؤسس طريقة عىل غراة تكل اليت أسسها‬
‫ش يوخ معارصون بل جند أتباعه وأبناءه ينضوون حتت لواء النارصية وادلةقاوية‪ .3‬وقد أسس أبرز مريدي الش يخ احامد‬
‫أوموىس زاوية قادةية‪ 4‬وهو أمر ذو دلةل معيقة‪.5‬‬
‫جدول توضيحي ميثل أصول بعض مريدي الش يخ احامد أوموىس‪:‬‬

‫املصدة املعمتد‬ ‫نوع العالقة‬ ‫القبلية أو املنطقة‬ ‫املريد‬


‫احلضييك‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪3‬‬ ‫خادم الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫موىس بن داوود‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪8‬‬ ‫مؤذن الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫ابراهمي بن احلسن‬

‫احلضييك‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪2‬‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫محمد بن أمحد بن محمد بن عبد‬


‫تلميذ الش يخ‬
‫الواسع‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫محمد بن ابراهمي‬
‫الإعالم‪ ،‬ص ‪235‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫عبد هللا بن احلاج خادل‬
‫السويس‪ ،‬املعسول‪ ،‬ج ‪12‬‬ ‫صهر الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫حييا بن ابراهمي‬
‫ص ‪43‬‬
‫السويس‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اإداوبعقيل‬ ‫عيل بن مسعود‬
‫ص ‪43‬‬
‫أدفال تقييد احلضييك ج‪،1‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫أبو العباس امحد بن محمد‬
‫دةعة‬
‫ص ‪11‬‬ ‫أدفال‬
‫أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص ‪2‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫دةعة‬ ‫محمد املعرف ابدلةاةي‬
‫احلضييك‪ ،‬مناقب‪، 1‬ص‪2‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫دةعة‬ ‫ابراهمي بن سلامين اجلزويل‬
‫النارصي (محمد امليك) ادلةة‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫دةعة‬ ‫أبو القامس عبد الرزاق‬
‫املرصعة ص ‪.144‬‬

‫‪ -‬إذ نجد من الغرب نحو الشرق‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬احماد اوموسى بتازروالت (األطلس الصغير الغربي)‪.‬‬


‫‪ -‬امحند اوبراهيم الشيخ التمنارتي (جبل باني الغربي)‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل اومبارك األقاوي (جبل باني األوسط)‪.‬‬
‫‪ -‬محمد او يعقوب الثاتلتي (األطلس الصغير الشرقي)‪.‬‬
‫‪ -‬محمد او وسعيدن السكتاني (األطلس الصغير الشرقي‪ ،‬سكتانه الجنوب)‪.‬‬
‫وان كانت بعض الروايات قد سجلت مواقف تنم عن وجود منافسة بين الشيخ وبعض هؤالء المتصوفة‪ ،‬إذ قال أدفال‪ ،‬نقال عن أحد تالميذ الشيخ امحمد او يعقوب‪ ،‬أنه "وقع مرة بين الشيخ‬
‫محمد وبين الشيخ احمد غيار (أي شقاق) وكتب له سيدي محمد بن يعقوب كتابا اعتذر فيه عليه وعلى أصحابه"‪ .‬انظر‪ :‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫كما كان بين الشيخ احماد اوموسى والشيخ امحند اوبراهيم التمنارتي مراجعة في مسألة‪" :‬فلم يزال يتراجعان حتى سلم له ابو عبد اهلل واعترف له بالحق"‪ .‬وكتب احمد بن عبد الرحمان‬
‫التزركيني كتابا لبعض اخواته يأمره باإلسراع "إلى امتثال ما أشار هبه (‪ )...‬سيدي احمد بن موسى‪ .‬انظر‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Drague, «Esquisse», op.cit, p. 205.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص‪.21 ،20 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬تتفق الروايات على اعتبار بعض الزوايا الجزولية‪ ،‬سندا للدولة السعدية من أجل القضاء على نفوذ الطريقة القادرية التي تروج لألتراك العثمانيين بالجزائر‪ ،‬من خالل استقطاب اتباع لها من بين‬
‫‪5‬‬

‫المنتمين إلى القادرية بالمغرب السعدي‪ .‬انظر‪ :‬مصطفى بنعلة‪ ،‬مجموعة وافية بالرسائل السعدية‪ :‬دراسة وتحقيق‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1989-1988 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ ،75‬الهامش ‪.55‬‬
‫‪43‬‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اإداوككامة‬ ‫عيل بن محمد‬
‫السويس‪ ،‬املعسول‪ ،‬ج ‪12‬‬ ‫عبد الواحد (جد ال عبد‬
‫صىل عىل الش يخ حني وفاته‬
‫ص ‪54‬‬ ‫الوايف)‬
‫وثيقة أوىص فهيا الش يخ‬
‫احامد أوموس به وبأولده‬
‫تلميذ الش يخ‬ ‫تومناة‬ ‫عبد الرحامن بن موىس‬
‫خريا موجود خبزانة س يدي‬
‫احامد أوموىس بوازةوالت‪.‬‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اإداوكرمسوك‬ ‫حيىي بن يدير‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪،17‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫اتغلولو‬ ‫محمد بن يدير‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪7‬‬
‫" اكن خيدم لس يدي احامد‬
‫اوموىس فأجعبه منه تدينه السويس‪ ،‬اليغ قدميا وحديثا‪،‬‬
‫اإغشان‬ ‫يعقوب بن ابراهمي ابن يوسف‬
‫ص ‪26‬‬ ‫وصالحه فزوجه ابنته عائشة‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪14‬‬ ‫خادم الش يخ‬ ‫اتاكضوين‬ ‫عيل بن يوسف‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪14‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫تاميساين‬ ‫سلامين بن عيل‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪43‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫ترسواطت – قاعد مانوز‬ ‫أمحد بن عيل‬
‫السكييت‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص ‪1‬‬ ‫ةاعي الش يخ‬ ‫أمانوز‬ ‫امحد بن احلسن‬
‫السويس‪ ،‬ةجالت العمل‬
‫العريب يف سوس‪ ،‬من القرن‬
‫اخلامس الهجري اىل منوصف‬ ‫عبد الرحامن‬
‫تلميذ الش يخ‬ ‫تزنيت‬
‫القرن ‪14‬ه‪ ،‬والطبعة‬
‫الاوىل‪ ،‬طنجة ‪ ،1989‬ص‬
‫‪16‬‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪55‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫ايت ابمعران‬ ‫سلامين بوتوميت‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪44‬‬ ‫خادم الش يخ‬ ‫اداومسالل‬ ‫ايسني‬
‫المتناةيت‪ ،‬الفوائد ص ‪70‬‬ ‫زاة الش يخ وتربك برؤيوه‬ ‫اداومسالل‬ ‫عبد هللا بن ابراهمي‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫الاعالم‪ ،‬ص ‪235‬‬ ‫متناةت‬ ‫محمد بن ابراهمي‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫املعسول‪ 19 ،‬ص ‪79‬‬ ‫حاحة‬ ‫عبد هللا بن سعيد‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 15‬ص ‪45‬‬ ‫ادوتنان‬ ‫ابراهمي بن عيل‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫احلضييك‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫عبد‬ ‫ابراهمي بن عبد الرحامن‬
‫ص‪12‬‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫اتسفت (قرب تيمنل املوحدية‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪54‬‬ ‫جد ال زاوية اتسفت‬
‫وسط وادي نفيس)‬
‫‪44‬‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫محمد بن عيشون الرشاط‬
‫الروض العطر الانفاس‬
‫بأخباة الصاحلني من أهل‬
‫ش ياظمة‬ ‫عيل بن محمد احلاةيث‬
‫فاس‪ ،‬دةاسة وحتقيق النظام‬
‫زهراء ةساةل جامعية‪،‬‬
‫الرابط‪ 1990،‬ص ‪.467‬‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫احلضييك‬ ‫نزيل مراكش‬ ‫موىس بن شعيب ادلجمي‬
‫الصومعي‪ ،‬املعزي يف مناقب‬
‫الش يخ أيب يعزى‪ ،‬دةاسة‬
‫وحتقيق اجلاةي عيل‪ ،‬ةساةل‬ ‫تلميذ الش يخ‬ ‫امحد بن بلقامس ابن سامل‬
‫اتدةل‬
‫جامعية‪ ،‬الرابط ‪ ،1989‬ج‬ ‫الزمراين الصومعي‬
‫‪ 1‬ص ‪ 215‬احلضييك‪،‬‬
‫مناقب‪ 1،‬ص ‪.47-44‬‬
‫املعسول‪،‬ج ‪ 12‬ص ‪55‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬
‫أمحر‬ ‫عيل بن انرص‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪55‬‬ ‫تلميذ الش يخ‬
‫أمحر‬ ‫سعيد بن انرص‬
‫" خدميه اجلاةي يف مأآةب‬
‫الش يخ وأشغاهل‪ ،‬الساعي يف البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪15‬‬ ‫أولد مطاع‬ ‫ابراهمي بن امحد‬
‫اإعطاء حواجئه قدميا وحديثا"‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫املعسول‪ ،‬ج ‪ 12‬ص ‪55‬‬ ‫أقا‬ ‫عبد هللا بن مباةك‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪15‬‬ ‫جمهول النسب‬ ‫محمد بن ايب بكر أاب عروة‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫احلضييك‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج‪1‬‬ ‫حسني بن عبد هللا الرجييت‬
‫ل‬ ‫تلميذ الش يخ‬
‫ا متناةيت‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ‪-21‬‬ ‫أبو عبد هللا محمد بن أمحد‬
‫تلمسان‬
‫‪67‬‬ ‫ابن الوقاد‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫الفايس‪ ،‬مموع الاسامع‪ ،‬ص‬ ‫عبد هللا الغالب (السلطان‬
‫‪50‬‬ ‫السعدي)‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫البعقييل‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص ‪29‬‬ ‫ايت محد‬ ‫بلقامس الغازي‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫ابراهمي بن محمد داوود بن‬
‫الفوائد‪ ،‬ص ‪70‬‬ ‫ولتة‬
‫عيل‬
‫تلميذ الش يخ‬
‫الفوائد‪ ،‬ص ‪71‬‬ ‫اإياللن‬ ‫يبوةك بن احلسني‬
‫مالحظة عىل اجلدول‪:‬‬
‫يكون الوولمذ عىل يد الش يخ احامد أوموىس اإما مبرافقته أو بزايةته والوربك به ‪ .‬تنتفي‪ ،‬ومل يوبث أن أجاز الش يخ احامد‬
‫أموىس أحد مريديه‪،‬و مل يكن يقبل مهنهم لكمة ‪":‬ش يخي" واكن معمتده الساس هو عمل الباطن‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 5-2‬الإطعام‪:‬‬
‫جعل الش يخ احامد اوموىس من همميت الانفاق والإطعام أبرز اخلدمات اليت تسعى الزاوية السماللية اإىل تقدميها‬
‫لزواةها ومريدهيا‪ ،‬فهو يقول‪" :‬كيف أس وحق املقامات عند هللا اإن دخل ضيفي جبوع وخرج جبوع"‪ 1‬وهذه نقطة أساس ية‪،‬‬
‫جيب التسطري علهيا‪ .‬فالزاوية ذات وظائف متعدد ‪ ،‬لكهنا تسعى بوطوةها اإىل حماوةل الوخصص‪ .‬اإن احلديث عن ظاهريت‬
‫الإنفاق والإطعام‪ ،‬تكام متثلهتام الزاوية السماللية‪ ،‬يس ودعي احلديث عن أصولها الصوفية‪ ،‬اليت تس وقي عىل غراة ابيق زوااي‬
‫العرص من النبع اجلزويل‪ ،‬اذلي وقفنا ابإجياز عىل مدى واقعيوه‪ ،‬واةتباطه اللكي ابجلانب الوطبيقي من الوصوف أتكرث من‬
‫اهامتمه ابلونظري واملناقشة الفلسفية‪ ،‬حبيث جنمل أهداف الطريقة اجلزولية يف حث أحصاهبا عىل اجلهاد لقهر الفقر والجنيب‪.‬‬
‫ولعل ما يس ووقفنا‪ ،‬خبصوص الزاوية السماللية‪ ،‬هو حماولهتا الوغلب عىل الفقر املادي من خالل سن مجموعة من‬
‫الإجراءات اليت خولت للزاوية الوصدي ملشالكها احمللية‪.‬‬
‫وللحديث عن دوة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬يف الإنفاق والإطعام حتيلنا املصادة عىل أةبع مراحل من حياته‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحةل بومروان‪:‬‬
‫س بقت الإشاة اإىل أن أوىل أماكن اس وقراة الش يخ احامد أوموىس يه بدلته بومروان‪ ،‬حيث اس وقبل املريدين‬
‫والزواة‪ ،‬وقد اةتبط انوقاهل مهنا بكوهنا‪" :‬بدل قصري الغلل زةعا وغريه"‪ 2‬ذلكل جند الش يخ ينتقل بني مجموعة من الماكن قبل‬
‫الاس وقراة الهنايئ مباكنه احلايل بوازةوالت‪ .‬ويعين هذا أن أوىل الإجراءات اليت قام هبا الش يخ احامد أوموىس ملواهجة ضعف‬
‫املواةد وقلهتا‪ ،‬هو تغيري اجملال‪ ،‬ولعل هذا ما جعل الرواايت الشفوية حتوفظ مبأثوةات يف هذا الشأن‪ ،‬يرصح خاللها الش يخ‬
‫أن‪" :‬بومروان أيروان‪ ،‬اتزةوالت أيزدةن"‪.3‬‬
‫ب‪-‬املرحةل الثانية‪:‬‬
‫لقد شهدت الزاوية السماللية بوازةوالت‪ ،‬تطوةات عامة اةتبط بعضها ابلظروف احمللية وبعضها الآخر بأحداث خاةجية‬
‫سامهت يف الكشف عن مرشوع تأسييس لزاوية تقوم عىل اس وقطاب التباع وحماةبة الفقر‪ .‬فرواية أدفال تسجل لنا الوحول‬
‫اذلي عرفته زاوية الش يخ من فرت الفقر املدقع اإىل املرحةل اليت "فاضت فهيا عليه الس باب"‪ .4‬وقد تزامنت الفرت الوىل‬
‫وانوقاهل من بدلته بومروان وما تال ذكل من دخول عنيف اإىل اتزةوالت‪ ،‬أذتكوه الزناعات مع حربيل‪ 5،‬وقد حمكت اختياة‬
‫الش يخ لهذا اجملال اجلديد ظروف اقتصادية ودينية‪ ،‬اإل أن طموحاته اصطدمت بظروف موضوعية سامهت يف تقليص مواةد‬
‫الزاوية مما اكن هل كبري الثر عىل قدةهتا الانفاقية‪ .‬وأمام هذا الوضع اجلديد‪ ،‬معد الش يخ احامد أوموىس اإىل سن اإجراء اثن‬
‫متثل هذه املر يف ختزين املؤن واملواةد واس وعاملها يف الفرتات العصيبة‪ .‬فبيامن تربط املصادة املكتوبة هذا الإجراء بكرامات‬
‫الش يخ وقدةته الفائقة عىل جتاوز املصاعب املادية‪ 6،‬جتعهل تكواابت أخرى مرتبطا ابلقدة عىل الونظمي؛ فالباحثة موين‬
‫)‪ (Meunie‬تعوقد أن املطموةات املشهوة يف لك سوس واجلنوب املغريب‪ ،‬متود جذوةها ابخلصوص إاىل بداية ق ‪16‬م‪،‬‬
‫وهو اتةخي النقةل الكربى اليت عرفها متصوفة اتزةوالت‪.7‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.72 .‬‬


‫‪1‬‬

‫وتتحدث الروايات الشفوية من جهتها عن التوجهات الصوفية للشيخ احماد اوموسى وتجملها في‪" :‬أكلزيم إيواكال‪ ،‬إكنزي إيواكال‪ ،‬تعبوت إحمان‪ ،‬أوحليك إخوان"‪.‬‬
‫وتتمحور حول حث المريدين على االهتمام بالفالحة‪ ،‬والمواظبة على العبادة‪ ،‬مع السعي لتوفير الطعام للجياع‪.‬‬
‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬بومروان ‪ :‬مالءمة لكن تازروالت أكثر قدرة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص ص‪.10-9 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬عقد أحد الباحثين مقارنة بين الزاوية الوزانية والزاوية االيليغية السماللية على عهد الشيخ المؤسس فخلص إلى أن "الزاوية االيليغية ولجت منذ وقت مبكر‪ ،‬المجالين السياسي والتجاري وتخلت‬
‫‪5‬‬

‫حتى عن بعض المميزات التي يعتبرها جيلنر أساسية بالنسبة للمرابط‪ ،‬أال وهي المسالمة من جهة واالبتعاد عن الخوض في الصراعات القبلية من جهة ثانية‪ .‬انظر‪ :‬محمد منصور‪ ،‬تصوف‬
‫الشرفاء‪ ،‬ضمن التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬ص‪ ،16 .‬الهامش ‪.4‬‬
‫‪ -‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- Meunie, Sités, op.cit, p. 16.‬‬
‫‪46‬‬
‫ج‪-‬املرحةل الثالثة‪:‬‬
‫ويه اليت اصطلح علهيا ادفال ابملرحةل اليت‪" :‬فاضت فهيا الس باب"‪ 1‬وقد اق نرتت بتنايم مداخيل الزاوية من هبات‬
‫‪2‬‬
‫وصدقات‪ ،‬فبعد أن اكنت مواةد الزاوية تقاس لقلهتا ابلصوع‪" :‬صاعني من مقح‪ ،‬صاعني من شعري‪ ،‬صاعني من اجللبان"‬
‫أصبحت تقاس بأحامل ادلواب‪ ،3‬ومل تعد الغلل املنوجة حمليا تشمل املواد الرضوةية حفسب‪ ،‬بل أصبحت تضم الفواتكه‪ ،‬من‬
‫عنب وفقوس وغريها‪ 4،‬ولكن نظرا لوعدد الزواة وتاكثرمه املس متر مع ضعف الإماكنيات الطبيعية للمنطقة‪ ،‬معل الش يخ احامد‬
‫أوموىس لضامن اس متراة الزاوية يف أداهئا لوظيفيت ا إلطعام والإنفاق‪ ،‬عىل أحسن وجه‪ ،‬عىل سن اإجراء اثلث يعورب يف نظران‬
‫أساس معهل الصويف‪ ،‬ونعين بذكل حثه املس متر للمريدين والزواة‪ ،‬عىل السواء عىل الاقتصاد‪ ،‬وعدم ا إلرساف‪.5‬‬
‫ح‪-‬املرحةل الرابعة‪:‬‬
‫مع تزايد نفوذ الزاوية السماللية‪ ،‬أصبح الإطعام والإنفاق من أمه الدواة الاجامتعية اليت اهمتت هبا الزاوية‪ .‬وقد مكهنا‬
‫هذا من الانفتاح عىل اجملالت الاقتصادية احمليطة هبا‪.‬‬
‫وإاذا اكن احمليط الطبيعي لزاوية اتزةوالت ل خيول الظروف املالمئة لإنشاء زاوية ذات صيت يف ا إلطعام‪ ،‬تكام هو شأن‬
‫‪7‬‬
‫زاوية وسعيدن بسكتانه‪ 6‬فاإن الرواايت الشفوية‪ ،‬مع ذكل‪ ،‬جتعل من عالقة الش يخ احامد أوموىس بس يدي امحمد أويعقوب‬
‫عالقة توجاوز الإطاة الصويف احملض لتشمل الانفتاح اللكي عىل حاجيات زاوية اإيم ن اتتلت اليت بنيت‪" :‬بناحية ل مزةوع‬
‫فهيا (‪ ) ...‬ول ماء اإل بوير صغري "‪ 8‬فهيي ترتكز عىل الإعاانت اليت اكنت متنحها زاوية الش يخ احامد أوموىس لزاوية اإيم ن‬
‫اتتلت مما خول لهذه الخري اس وقبال‪" :‬العداد الكثري من الناس فيطعمهم (أي الش يخ) بني الليل والهناة أةبع مرات"‪ 9‬وإاذا‬
‫اكنت املصادة املكتوبة‪ ،‬حسب علمنا ل تقف عىل عالقة الش يخني يف اإطاةها الإجرايئ هذا‪ ،‬فاإهنا تقدم لنا زاوية الش يخ‬
‫احامد أوموىس مكس هتكل مبارش للعديد من "اخلنائف"‪ 10‬اليت تصنع بزاوية اإيم ن اتتلت‪ ،11‬وقد تدخل هذه العملية يف اإطاة‬
‫مرشوع أتكرب يشمل تبادل املنووجات الفالحية والصناعية بني الزاويوني‪ .‬وةمغ قةل الإشاةات الواةخيية الكفيةل بوعميق هذه‬
‫الرؤية فاإننا خنلص اإىل انهتاء الزاوية السماللية يف خشص مؤسسها احامد أوموىس اإىل اإجراء ةابع متثل يف "تصدير" ما زاد عن‬
‫حاجيات الزاوية واملريدين واستبداهل مبواد أخرى رضوةية‪.‬‬
‫‪ -3‬مواةد الزاوية‪:‬‬
‫حتدثنا سالفا عن الظروف الطبيعية احمليطة بزاوية اتزةوالت‪ ،‬وةأينا كيف أن هذه الظروف ل تسمح ملفردها بوقدمي‬
‫خدمات تكربى‪ ،‬يف اإطاة ما أمسيناه مبرشوع الإنفاق‪ ،‬تكام متثلوه الزاوية السماللية‪ ،‬ذلا س نعرض لبايق الظروف ادلاخلية‬
‫واخلاةجية اليت خولت للزاوية السماللية احلصول عىل مواةد متنوعة‪.‬‬
‫وميكننا تقس مي مواةد الزاوية اإىل أةبعة مصادة‪:‬‬
‫‪ 1-3‬اةتبط املصدة الول مبا وفره الش يخ نفسه من اإماكنيات مس وفيدا مما تسمح به الظروف احمللية‪ ،‬فاكن أن تبىن‬
‫معلية اإحياء الةايض املوات وتعهدها ابلإصالح والعناية‪ 12.‬ومل يلزتم هبذا العمل بوازةوالت‪ ،‬حفسب‪ ،‬بل مشلت ةعايوه‬
‫وكراماته الةايض اجملاوة ‪ 13.‬والرواايت الشفوية واملكتوبة غنية بأمثةل من هذا القبيل‪ ،‬خاصة مهنا تكل اليت تقدم لنا الش يخ‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.10 .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.2 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪ .‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬ومن ذلك ما رواه الشيخ أحمد بن عبد الرحمان التزركيني عن الشيخ امحند أوبراهيم التمنارتي أنه ذهب إلى الشيخ احماد أوموسى مع رجل اعتقد فيه الخير الكثير فلما لقياه قال له الشيخ احماد‬
‫‪5‬‬

‫أوموسى‪" :‬ال تمشي مع ذلك الرجل‪ ،‬فإنه مكتوب في جبهته (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)"‪ .‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪ -‬انظر ذلك في‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ص‪ .11-10 .‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ص‪.15-14 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.58 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص‪.49 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬الخنيف‪ :‬الثوب الغليظ‪ ،‬والمقصود به الطيلسان الغليظ األسود‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬محمد بن يعقوب‪ ،‬مناقب‪ ،‬مخطوطة خزانة المختار السوسي‪ ،‬بتزنيت‪ ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.8 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬ومن ذلك ما جاء في مناقب الحضيكي أن تلميذه حسين بن عبد اهلل الرجتي قال له‪" :‬يا سيدي أحمد بن موسى سكنت قرية بو ار ال ماء فيها واني أحتاج خضرة طعامي‪ "،‬فقال له الشيخ‪" :‬تحفظ‬
‫‪13‬‬

‫على شجرة تنبت ساحة مسكنك"‪ .‬راجع‪ :‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.9-8 .‬‬
‫‪47‬‬
‫احامد أوموىس يف اإطاة معهل حبقول وبساتني اتزةوالت‪ ،‬يف حني اكن فيه معارصه المتناةيت يرتكز عناية أتكرب عىل الودةيس‬
‫ونرش العلوم وترس يخها بني طلبة متناةت‪.1‬‬
‫لكن ةمغ اجلهد الكبري اذلي بذهل الش يخ ومريدوه يف اس وغالل لك الإماكنيات الطبيعية اليت يوفرها حميط اتزةوالت‪،‬‬
‫فاإن هذا مل مينع الزواة من الورصحي بكون المر فيه ‪" :‬تعب تكثري ونفع قليل"‪.2‬‬
‫‪ -2-3‬وأمام هذه البيئة املقالةل‪ ،‬اكن لزاما البحث عن مصادة أخرى لضامن اس متراة الزاوية يف أداهئا لوظيفة الإنفاق‪:‬‬
‫وقد وجدت الزاوية السماللية يف اخلدمات اليت توفرها للمريدين والتباع‪ 3‬ماكفأ تطوعية ومس متر يف شلك أعشاة وهدااي‬
‫وذابحئ‪ .4‬ومع تنايم الدواة الاجامتعية اليت تقوم هبا الزاوية واتساع شهر ش يخها أحامد أوموىس‪ ،‬تنامت مداخيلها لتشمل‬
‫صدقات سلطانية‪.5‬‬
‫‪ -3-3‬املصدة الثالث‪ :‬ما توفره القبائل من أعشاة وهدااي‪ ،6‬وقد حتدثت املصادة عن اإعوناء قبائل جماط بووفري املؤونة‬
‫ملدةسة اتزةوالت‪ ،‬وإاذا اكن البعض يعوقد أن هذا المر لحق عن الفرت املدةوسة‪ ،‬فاإن الرجوع اإىل الرواايت اليت خاضت‬
‫يف عالقة الش يخ بقبيةل جماط جيعلنا نقف عىل الزتام هذه القبيةل يف حيا الش يخ بأداء جزء من حماصيلها لزاويوه بوازةوالت‪.7‬‬
‫ولعل ذكل ماكفأ عىل امحلاية الروحية اليت خولها س يدي امحد أوموىس لقبيةل جماط اإابن اس وقراةه ابملنطقة‪ ،‬وهكذا جند‬
‫أعضاء القبيةل‪" :‬يدفعون من عندمه س نواي عن لك اكنون‪ ،‬صاعا من احلبوب"‪.8‬‬
‫‪ -4-3‬املصدة الرابع‪ :‬حني احلديث عن موقع زاوية الش يخ‪ ،‬ل ميكن للمرء أن يوجاهل المهية الاقتصادية اليت خيولها‬
‫هذا املوقع‪ ،‬فهو منطقة تاكمل اقتصادي بني ساكن اجلبال احمليطة والودية‪ ،‬وهو أيضا جمال ملروة قوافل الوجاة القادمني من‬
‫السودان الغريب عرب افران الاطلس الصغري‪ .‬واملوجهني حنو مينايئ ااكدير وماسة‪ ،‬ونظرا للمن والاس وقراة الذلين توفرهام‬
‫هذه الزاوية وسط حميط قبيل يتسم ابحلرتكة والوصاةع املس متر‪ ،‬فقد اكن طبيعيا أن تس وفيد من مداخيل جانبية اعرتافا من‬
‫الوجاة خاصة واحلجيج عامة بأمهية الش يخ احامد أوموىس‪.9‬‬
‫وخنلص من هذا لكه اإىل أن الزاوية السماللية‪ ،‬قد الزتمت‪ ،‬شأهنا يف ذكل شأن زوااي العرص السعدي عامة‪ ،‬ابلإنفاق‬
‫عىل املريدين والزواة‪ ،‬لك واحد حسب قدةاهتا وتنوع مواةدها‪ ،‬فاكن الانفاق ابلنس بة للزاوية السماللية يشمل أموةا‬
‫متعدد ‪ ،‬مهنا توفري الطعام للفقراء والزواة‪ ،‬وإاذا اكنت أالكت الشعري و "احلسو ابلثوم" يه أبرز ما تلزتم الزاوية بوقدميه‬
‫للمريدين والش يوخ‪ ،10‬عىل حد سواء‪ ،‬فاإن السلطان عبد هللا الغالب قد خص ابس وقبال ممتزي‪ ،‬اإذ "هيأ هل الزنول وما‬
‫يصلحه وأعد هل ما يناس به من الطعمة الرفيعة النفيسة وقدم اإليه المثر اجليد واللنب احلليب"‪ .11‬واكنت كرامات الش يخ تودخل‬
‫لإطعام ضيوف الزاوية‪ ،‬ولك من استنجد هبا ممن أرشف عىل الهالك بسبب اجلوع‪ .12‬ومن الموة الاخرى اليت يشملها‬
‫الإنفاق‪ ،‬اإيواء الزواة املرتددين عىل الزاوية‪ ،‬خاصة مهنم الفقراء واملريدين‪ ،‬و يضم حرم الزاوية شواهد اتةخيية حلجرات بنيت‬
‫وسقفت بنفس الطريقة اليت بنيت علهيا بيوت القرية‪ ،‬واليت اكنت تفي ابلغرض‪.‬‬

‫كما كان للشيخ احماد أوموسى يد في تنظيم المعامالت بين الشركاء لضمان ارتفاع المردود‪ ،‬فقد شكا له بعض الفقراء "أنه كان ببلده‪ ،‬وكان له غرس من النخل وكان له شريك في ذلك وربما‬
‫يأخذ مرة من ذلك الغرس" فكان جواب الشيخ‪" :‬ذلك الغرس يصلح‪ ،‬حين يدخل الواحد جنانه من الصبح إلى العشي ويمسك يده"‪ .‬انظر‪ :‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪ -‬تتفق المصادر التي تناولت حياة الشيخ امحند أوبراهيم التمنارتي على اهتمامه بالعلوم "ففضالء بالد سوس متفقون على عمله وفضله وأنه من القادة األخيار غزير العلم والديانة"‪ .‬انظر‪ :‬ابن‬
‫‪1‬‬

‫عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص‪.83 .‬‬


‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.4 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬ومن بين هذه الخدمات‪ :‬التعليم والتحكيم والتطبيب‪...‬الخ‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬علي بودميعة‪ ،‬ديوان البيوعات‪ ،‬نسخة خاصة‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬ومنها تلك القطع االرضية التي توصل بها الشيخ في كل من "تامورزت" و"تازميلت" وهي القطع الوحيدة التي لم تشملها دورة الصدقة التي "فقدت" بموجبها زاوية الشيخ احماد اوموسى ما‬
‫‪6‬‬

‫توصلت به من هبات وصدقات‪ .‬انظر‪ :‬علي بودميعة‪" ،‬ديوان البيوعات"‪.‬‬


‫واضافة الى هذه القطع األرضية سجل ديوان البيوعات حصول الزاوية على "هبة ممنوحة للولي الصالح سيدي احماد اوموسى من طرف محمد بن احمد الجياللي المجاطي‪ ،‬للولجة والتي هي‬
‫ملك له‪ ،‬هبة مؤرخة بصفر ‪ ،970‬فبراير ‪1563‬م"‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Justinand, «Sidi Ahmed ou Moussa», op.cit, p. 22.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.149 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.4 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.50 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.2 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪48‬‬
‫معل الش يخ عىل توزيع الصدقات عىل احملواجني ‪،‬اإسهاما منه يف تقليص الفواةق الاجامتعية‪ ،‬وقد تنوعت هذه العطااي‬
‫لتشمل املالبس واملال‪ .1‬وإاذا اكنت زوااي العرص السعدي‪ ،‬قد الزتمت‪ ،‬يف اإطاة الوصوف اجلزويل‪ ،‬مبحاةبة اجلوع والفقر‪ ،‬فاإن‬
‫زاوية اتزةوالت قد نفذت هذا املرشوع يف اإطاة أوسع اإذ مل تكتف بووفري الطعام واملسكن واحلث عىل اس وصالح الةايض‬
‫وتعهدها بل زودت بعض الزواة ابملال الرضوةي لوفرجي ضائقهتم املادية‪ .‬وقد وظفت بعض هذه الموال يف جتاة الصحراء‬
‫فمنت بكثري "برتكوه الش يخ احامد أوموىس"‪.‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫جتليات انفتاح الزاوية السماللية‬
‫عىل حميطها القبيل‬

‫‪50‬‬
‫‪ /I‬الزوااي والقبائل خالل القرن ‪16‬م‬
‫من القضااي اليت مازالت تطرح حبد عىل املؤةخني مسأةل احلسم يف نوعية العالقة اليت اكنت تربط صلحاء القرن ‪16‬م‬
‫ابجملال القبيل احمليط هبم‪ ،‬وإاذا اكن من غري املمكن الوقوف عىل مجيع جوانب هذا املوضوع‪ ،‬فاإننا س نحاول اس وقراء بعض‬
‫الرواايت للخروج مبالمح عامة عن هذه العالقة‪ ،1‬واليت ل ميكن فهم بعض جوانهبا ما مل نقف بوضوح عىل الوضع القبيل يف‬
‫نفس الفرت ‪ .‬ومبا أن اإماكنيات البحث واحلدود اجملالية اليت يشملها ل ختول لنا احلديث عن هذا الوضع يف لك املغرب‬
‫السعدي‪ ،2‬فاإننا س نكتفي ابإعطاء نظر عامة عن تنقالت القبائل يف اجلنوب املغريب لنلخص اإىل الإطاة العام اذلي تنبين عليه‬
‫عالقة الش يخ احامد أوموىس مكوصوف بوكل القبائل‪.‬‬
‫معلوم أن العهد السعدي اكن مليئا بوحراكت القبائل والساكن اإما لغراض عسكرية أو معيش ية‪ .‬وقد مشلت الوحراكت‬
‫جل القبائل‪ ،‬سواء مهنا اليت اكنت تسكن الصحراء او تكل اليت تقطن اجلبال واملنخفضات‪ .3‬ونظرا لختالف ظروف عيشها‬
‫ومتايزها الوام‪ ،‬فاإننا لن نس وطيع احلديث اإجامل‪ ،‬عن لك القبائل دفعة واحد بل س نعمل عىل تتبع لك قبيةل عىل حد مراعني‬
‫التسلسل الكرونولويج والمهية اليت تكتس هيا هاته القبيةل أو تكل مضن اجملال الاشعاعي للزاوية‪ .‬لكن قبل هذا وذاك لبد‬
‫من الإشاة اإىل أن أغلب تنقالت هذه القبائل املزمع احلديث عهنا تبدو يف بعض الحيان منطقية‪ ،‬ابعوباةها قبائل ةحل أو‬
‫أنصاف ةحل‪.‬‬
‫‪ -1‬حتراكت القبائل يف منطقة سوس يف بداية القرن ‪ 16‬م‬
‫ترتكز الكتاابت اليت اهمتت ابجلنوب املغريب‪ ،‬ما بني القرنني ‪14‬م و‪16‬م‪ ،‬عىل قو ودينامية القبائل املعقلية‪ 4.‬فقد تقوت‬
‫شوتكة العراب املعقليني بعيدا عن الضغط احمليل‪ ،‬وأخذ الوباين بيهنم وبني احملليني يزتايد متخذا مظاهر عد مهنا املادية ومهنا‬
‫املعنوية‪ .5‬ويوعز البعض‪ 6‬هذه القو اإىل اختناق اقتصاد املغرب ما بني هناية القرن ‪14‬م وهناية النصف الول من القرن ‪16‬م‪،‬‬
‫وما ترتب عن ذكل من تراجع يف وثري الوجاة مما قلل من احتياج املس وقرين ملواد ومنوجات الرحل (الصوف‪ ،‬اجلدل‪،)... ،‬‬
‫يف حني ازدادت فيه حاجيات الرحل اإىل املنووجات الاساس ية اليت يوفرها املتس وقرون‪ ،‬مما خلق ضغوطا ملحوظة عىل‬
‫هؤلء املس وقرين‪ ،‬كرد فعل طبيعي من أجل البقاء والاس متراة‪ ،‬نوج عنه حتراكت للقبائل يف لك الاجتاهات‪ ،‬وهذا ما حذا‬
‫ببعض الباحثني اإىل اعوقاد أن خراب اتمدولت اكن نتيجة حركية ساكنية سامه فهيا عرب معقل‪.7‬‬
‫ومعوما ميكننا تتبع دوة هؤلء يف اجلنوب املغريب من خالل املنحىن اذلي ةمسوه مصادة الفرت ‪ .8‬فبعد أن اكنوا خالل‬
‫القرن ‪13‬م و‪14‬م جمرد ةحل يعيشون يف حاةل تنقل دامئ‪ ،‬مس وفيدين بذكل من جتاة الصحراء بدأوا انطالقا من هناية‬
‫القرن‪14‬م يف فرض س يطرهتم عىل املس وقرين‪.9‬‬

‫‪ -‬تجمل الدراسات عالقة األولياء بالقبائل في نقطتين أساسيتين‪ :‬فض النزاعات أو ما يصطلح عليه بالتحكيم‪ ،‬ثم إعتبار القبيلة كمجال إقتصادي يستثمر من خالل تراكم الهبات والصدقات‪ ،‬لكن‬
‫‪1‬‬

‫ما يلفت االنتباه أكثر هو القدرة الكبيرة‪ ،‬التي كانت لصلحاء القرن ‪16‬م‪ ،‬للحد من النزاعات وفرض الصلح على المتنازعين‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪- Morsy (M), les Ahnsala, Examan du rôle Historique d’une famille Maraboutique de l’Atlas Marocain au XVIIIe siècle, Mouton, Paris, 1972.‬‬
‫‪- Hammoudi, «Sainteté», op.cit, pp. 629- 637.‬‬
‫‪- Pascon, le Haouz, T I, op.cit, p. 255.‬‬
‫‪ -‬يمكن استكمال الصورة بالرجوع إلى‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد مزين‪ ،‬فاس وباديتها‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.170-83 .‬‬


‫‪- Mezzine (L), le Tafilalt, op.cit, pp. 273-280.‬‬
‫‪ -‬مصطفى ناعمي‪ ،‬الصحراء من خالل بالد تكنة تاريخ العالقات التجارية والسياسية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،1988 ،‬ص ص‪.125-103 .‬‬
‫‪ -‬مزين‪ ،‬فاس وباديتها‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.83 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمان ابن خلدون‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ج ‪ ،6‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1967 ،‬ص ص‪ .78-77 .‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪-157-78-54-50 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ .272‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ص‪.153-151 .‬‬


‫‪ -‬للوقوف على بعض جوانب هذا الموضوع راجع‪ :‬م ناعمي‪ ،‬الصحراء من خالل بالد تكنة‪ ،‬ص ص‪.96-94 .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫‪- Mezzine, le Tafilalt, op.cit, p. 274.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Rosenberger, «Tamdult», op.cit, p. 133.‬‬
‫‪ -‬ابن خلدون‪ ،‬كتاب العبر‪ ،‬ص ص‪ .78-77 .‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ص‪.272-157-78-54-50 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬وقد تمثلت أولى بوادر الضغوط المعقلية‪ ،‬على السكان المستقرين بالجنوب المغربي‪ ،‬في صعود كزولة من الصحراء والمناطق شبه الصحراوية‪ ،‬حيث كانوا يستقرون خالل ق ‪ XI‬م‪ ،‬نحو‬
‫الشمال‪ ،‬حيث نجدهم يستوطنون خالل القرن ‪13‬م منطقة الكست (المجهولة الموقع)‪ .‬راجع بهذا الصدد‪:‬‬
‫‪- Rosenberger, «Tamdult», op.cit, p. 133.‬‬
‫‪51‬‬
‫وقد تزايد هذا الضغط مع هناية القرن ‪15‬م وبداية القر‪16‬م جفاء تاكلب املد املس يحي املعقيل لزييد من عبء اخلساة‬
‫الس ياس ية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬والوجاةية‪ ،‬وادلميوغرافية اليت اكن يعاين مهنا احملليون أآنذاك‪ .1‬اإل أنه مع هناية النصف الول من القرن‬
‫‪16‬م‪ ،‬س يعرف هذا املد تراجعا ملحوظا بصعود السعديني اإىل احلمك‪ .‬لكن ل ينبغي أن تفهم‪ ،‬مما قيل‪ ،‬املسؤولية املطلقة لعرب‬
‫معقل‪ ،‬يف لك احلرتكة الساكنية والغليان الس يايس والبرشي اذلي عرفته املنطقة خالل القرنني ‪15‬م و‪16‬م‪ .‬فالظاهر ليست‬
‫حكرا عىل العهد السعدي دون أية فرت أخرى‪ .‬تكام أهنا ليست حكرا عىل عامل واحد دون الآخر‪ .‬ومن مثة ميكننا تتبع عوامل‬
‫أخرى سامهت يف هذه احلرتكة الساكنية‪ ،‬مهنا ابخلصوص ما هو مرتبط بظروف حملية متثلت يف اجملاعات والوبئة‪ .‬فداء‬
‫الطاعون اذلي عرفته املنطقة يف س نوات ‪1509‬م‪1511 ،‬م‪1518 ،‬م‪1520 ،‬م‪ ،‬اكنت هل نواجئ وخمية عىل الوجمعات الساكنية‬
‫خاصة يف السهول‪ ،‬مما حذا ابلعديد اإىل الانوقال اإىل املناطق اجلبلية اليت ختول مناعة أتكرب‪.2‬‬
‫نس ونتج‪ ،‬مما س بق ذكره‪ ،‬أن احلركية الساكنية يف اجلنوب املغريب يف أوائل القرن ‪16‬م اةتبطت بأس باب متعدد‬
‫تداخلت فامي بيهنا لوعطينا صوة عامل متحول مل ترتسم معاملها الساس ية اإل مع توطيد احلمك السعدي يف املنطقة‪ ،3‬وليس‬
‫غريبا‪ ،‬يف اإطاة هذه الوحولت أن نرى الزوااي يف سوس توبىن املد اجلهادي ومتاةس سلطة دينية ودنيوية أقوى عىل حميطها‬
‫القبيل‪.‬‬
‫‪ -2‬تفاعالت زوااي سوس مع حركية القبائل‪:‬‬
‫يرى بعض ادلةاسني أن زوااي سوس والصحراء مل تغري من طبيعة الموة اإل يف فرت اس وعملت خاللها كدا حملاةبة املد‬
‫العرايب اجلاةف والإبقاء عىل هوية توحدى الكواةث الاقتصادية وادلميغرافية‪ .4‬وابلفعل فقد تزامن بروز هذه الزوااي عىل‬
‫ساحة الحداث‪ ،‬وظروف خاصة‪ ،‬ففضال عن الزمة الس ياس ية اليت أعقبت سقوط ادلوةل الوطاس ية‪ ،‬اإزداد الهتديد الربتغايل‬
‫للسواحل‪ ،‬وتنامت ضغوط عرب معقل عىل منطقة سوس ابخلصوص‪ .‬وقد سامهت هذه العوامل جممتعة يف تشكيل توجه‬
‫لك زاوية عىل حد ‪ ،‬ونظرهتا اإىل اجملال احمليط هبا‪ .‬وهو أمر نلمسه بوضوح دلى أبرز زوااي املنطقة‪ ،‬فزاوية الش يخ احمند‬
‫اوبراهمي المتناةيت‪ ،‬مثال‪ ،‬سعت اإىل حماةبة املد املس يحي وتوثيق واقع بالدها السوس ية‪ ،5‬من خالل اإبرام ش يخها احمند‬
‫اوبراهمي المتناةيت لتفاقية مع العرب اذلين شلكوا عرقةل أمام تزويد ادلوةل السعدية الناش ئة ابملواةد الرضوةية لوقوية صفوفها‪،6‬‬
‫وتكذا من خالل عقده لتفاقية تعايش ووئام مع احلراطني احملليني‪ .‬يف حني متوعت زاوية سعيد ابن عبد املنعم احلايح بنفوذ‬
‫ةويح كبري يف قبائل حاحة وعبد اليت الوفت حولها يف هجادها ضد املس يحيني احملولني لشواطئ املنطقة‪ .‬وقد تقوت شوتكة‬
‫هذه الزاوية بفضل اس امتلهتا لهذه القبائل مما جعل السلطان السعدي بأمر ابإغالقها‪ .7‬واختذت عالقة زاوية زداغة‪ ،‬من هجهتا‪،‬‬
‫ابلقبائل اجملاوة لها عىل عهد ش يخها املؤسس‪ ،‬عبد هللا بن سعيد ابن عبد املنعم احلايح‪ ،‬بعدين اإثنني‪ :‬أوهلام اإنصاف‬
‫املنتس بني للزاوية من ظمل ممثيل اخملزن السعدي مبنطقة حاحة مس وغال ذلكل نفوذه الرويح يف قبائل مسكينة‪ 8‬واثنهيام‬
‫احرتاسه الشديد من الناس‪ ،9‬ولعل ذكل انبع من ظروف الفرت اليت اتسمت‪ ،‬تكام هو معلوم‪ ،‬ابلغليان الس يايس والبرشي‪.‬‬
‫هذه‪ ،‬اإذن‪ ،‬بعض صوة تفاعالت زوااي سوس مع حميطها القبيل‪ ،‬فاإىل أي حد اس وطاعت الزاوية السماللية عىل عهد‬
‫الش يخ احامد اوموىس الإنفتاح عىل هذا العامل املوحول‪ ،‬امليلء ابلوناقضات؟ وكيف متكنت من اتباث هويهتا داخل حميط قبيل‬
‫مض فضال عن احملليني (اجملاطيني واحلرابيل) قبائل معقلية مدفوعة بفعل الظروف املعروضة سابقا حنو اتكتشاف جمالت‬
‫جديد ؟‬

‫‪ -‬تشير وثيقة ‪1499‬م‪ ،‬إلى وجود تحالف سياسي بين شيوخ قبيلة بني عامر وملوك قشتالة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-Cenival (P), et la chapelle (F), «Possessions Espagnoles sur la côte occidentale d’Afrique. Santa Cruz de mar pequeña et Ifni», in Hesperis, 2-3‬‬
‫‪trimestres, 1935, pp. 19-77.‬‬
‫‪ -‬راجع‪ :‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪.239 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪- Rosenberger, «Famines», op.cit, pp. 116-117 et p. 120.‬‬


‫‪ -‬مزين‪ ،‬فاس باديتها‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.170-83 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬ناعمي‪ ،‬الصحراء من خالل بالد تكنة‪ ،‬ص ص‪.116-114 ،95-96 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬ناعمي‪ ،‬مادة "احماد اوموسى"‪ ،‬ص‪.163 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬نسخة خزانة الحضيكي‪ .‬راجع أيضا‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص ص‪.41-40 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص‪.49 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص‪.76 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬وقد اعتبر ذلك من بين وصايا الشيخ احماد اوموسى له‪ ،‬وهذا أمر ال يتنافى وطبيعة الشيخ احماد اوموسى الذي أثر عنه أنه كان يقول‪" :‬إعرف رب الدار ورب البلد إذا عرفت رب الدار ورب‬
‫‪9‬‬

‫البلد أمنت كالب الدار وكالب البلد واذا عرفت الدار والبلد دون رب الدار ورب البلد لم تأمن الكالب فإما أكلتك أو منعتك من الوصول الى رب الدار ورب البلد"‪ .‬انظر‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪،‬‬
‫ص‪.69 .‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ /II‬عالقة الزاوية السماللية مبحيطها القبيل‪:‬‬
‫اختلف موقف الش يخ احامد أوموىس من القبائل ابختالف الروابط اليت اكنت جتمعه هبا‪ .‬ذلكل س نعمل عىل تتبع‬
‫حيثيات هذه العالقة ابوداء ابحلديث عن عالقته ابإداوكرمسوك وانهتاء بعالقته مبجاط اليت مازالت جتمعها‪ ،‬اإىل الآن‪ ،‬بزاوية‬
‫الش يخ ةوابط ممتزي ‪.‬‬
‫لكن قبل ذكل‪ ،‬جتدة الإشاة اإىل صعوبة حتديد مواقع وجمالت حترك تكل القبائل اليت اكنت لها صالت ابلش يخ‪،‬‬
‫وذكل لس باب عديد ‪ ،‬مفصادة الفرت ‪ 1‬ل توقىص مواقعها وفروعها والونقالت اليت شهدهتا‪ .‬مع العمل أن العهد السعدي‪ ،‬تكام‬
‫أسلفنا‪ ،‬اكن مليئا بوحراكت القبائل والساكن‪ ،‬اإما لغراض عسكرية أو معيش ية‪ .‬أما املراجع احلالية فال تعدو أن تكون‬
‫اس وقراءا للخرائط عن الوضع احلايل للقبائل‪ .2‬وهو أمر لن يفيدان يف هذا العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬عالقهتا ابإداوكرمسوك‪:‬‬
‫أرشان حني حديثنا عن أصول الرس السماللية‪ ،‬اإىل اةتباط هذه الرس مبنطقة اإداوكرمسوك‪ ،‬ابعوباةها أوىل احملطات‬
‫اليت شهدت اإس وقراة الرس بعد انوقالها من اتمدولت‪ .‬وتبقى معلوماتنا‪ ،‬حول عالقة الش يخ احامد أوموىس ابإداوكرمسوك‪،‬‬
‫ةهينة مبا تقدمه الرواايت الشفوية‪ ،‬حبيث حييك بعضها عن عالقة احامد أوموىس الشاب بأقرانه من هذه القبيةل‪ ،‬يف حني‬
‫تشري أخرى اإىل توافد قبائل متعدد للسكىن بوازةوالت‪ ،‬بعد اإجالء أيت حربيل عهنا‪ ،‬فاكن الرمسوكيون من بيهنا‪.‬‬
‫تشلك اإذن عالقة الش يخ ابإداوكرمسوك جمال خصبا للتساؤل عن حيثيات هذه العالقة وظروفها العامة‪ .‬وإاذا تكنا مل جند‬
‫جوااب شافيا فامي اطلعنا عليه من مصادة وواثئق‪ ،‬فاإن المهية الاقتصادية للمنطقة قد تكون يف نظران وةاء هذا الاهامتم‪.3‬‬
‫‪ -2‬عالقة الزاوية السماللية ابلقبائل العربية‪:4‬‬
‫شلكت عالقة الش يخ احامد اوموىس بقبائل امحر املعقلية‪ ،5‬منوذجا ممتزيا سطر لنا بعض مواقف الزاوية السماللية من‬
‫القبائل‪ .‬ولفهم هذه العالقة س نعمل عىل تتبع مراحل تنقل قبائل أمحر‪ ،‬اإبوداءا بوجودها بني موةيطانيا وساحل اذلهب‪،‬‬
‫حيث اكنت‪ ،‬حسب فرننديز (‪1506 )Fernandes‬م‪1507-‬م‪ ،‬جماوة للك من الربابيش والودااي وةحامنة‪ ،6‬ومروةا‬
‫بسكناها ب "حصراء تاكنوت"‪ 7‬عىل عهد احلسن الوزان‪ ،‬حيث اكنوا "يولقون بعض الإعاانت املالية من ساكن قرية‬
‫تاكووست"‪ ،8‬لنجدمه س نة ‪ 1517‬جنوب أاكدير‪ ،‬وةمبا جنوب ماسة اإىل جانب أولد دلمي‪ ،‬والودااي والرحامنة‪ ،9‬أي القبائل‬
‫املعقلية الثالث اليت شلكت أهل سوس يف اجليش السعدي‪ .‬وحتدثت مصادة متأخر عن اس وقراة بعضهم هبواة بسوس‪،10‬‬
‫لينهتوا بعد ذكل اإىل موطهنم احلايل "يف قبيةل أةضها وادي اتنس يفت‪ ،‬من مراتكزها الشامعية واليوسفية‪ ،‬جتاوةها من هجة‬
‫الغرب قبيةل ش ياظمة وقبيةل عبد اليت عامصهتا مدينة أآسفي عىل احمليط الطليس"‪.11‬‬
‫ويبدو أن هذا الونقل‪ ،‬املس متر‪ ،‬للقبائل املعقلية حمكوم بظروف موضوعية جعلهتا تغادة اجملال اذلي اكنت تشغهل بني‬
‫الس نغال والساحل الطليس اإىل أماكن ابلشامل‪ .12‬وقد جند بعض حيثيات هذه الظروف فامي قدمه فرننديز )‪(Fernandes‬‬

‫‪ -‬على الرغم من أن العديد منها‪ ،‬وعلى غير المألوف‪ ،‬يذكر أسماء القبائل فكتب التراجم التي ألف أغلبها في نهاية القرن ‪17‬م وبداية القرن ‪18‬م تقدم لنا صورة واضحة عن إعتناء سكان الجنوب‬
‫‪1‬‬

‫المغربي بإثبات أصولهم القبلية‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬البعقيلي والرسموكي والدرعي والتمنارتي والسكتاني والمانوي واألدوزي والجشتيمي‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬تكتب أيضا رسموكة‪ ،‬وهي فرع من اداولتيت التي تتألف من ثالث "تقبيلين"‪ :‬تاقبيلت‪-‬ن‪ -‬إداوكرسموك وتاقبيلت‪-‬ن‪ -‬إداوسمالل وتاقبيلت‪-‬ن‪ -‬إداوبعقيل‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬عن األهمية االقتصادية لمنطقة إداوكرسموك راجع‪ :‬عمر أفا‪ ،‬مادة "أكوتام"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ص‪.637-635 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬ونعني بها القبائل المعقلية التي فرضت هيمنتها على كل الجنوب الغربي خالل القرن ‪XVI‬م‪ .‬راجع‪ :‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ص‪ .54 .‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،106 .‬ج ‪ ،3‬ص‪.151 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬تكتب أيضا‪ :‬حمير والنسب حمري وحميري‪ .‬انظر‪ :‬الوثائق‪ ،‬مجموعة وثائقية دورية تصدرها مديرية الوثائق الملكية‪ ،‬المجموعة ‪ ،3‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1976 ،‬ص‪ ،130 .‬هامش ‪.1‬‬
‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫‪- Fernandes,Description, op.cit, pp. 68-69.‬‬
‫(‪ ).‬أشار المترجم إلى أن تكانوت‪ ،‬لعلها هي تكاوست‪ .‬انظر‪ :‬الوزان‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ص‪ ،54 .‬هامش ‪.1‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪- Castries, Sources Inédites, op.cit, pp. 128-131.‬‬
‫‪ -‬حيث "وجدت نفسها ترتمي في أحضان البرتغاليين‪ ،‬لتقيم معهم عالقات تجارية‪ ،‬حين كانوا بفونتي منذ أوائل القرن العاشر الهجري (‪16‬م)"‪ .‬انظر‪ :‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.139 .‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -‬أحمد التوفيق‪ ،‬مادة "أحمر"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.177 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬فالرحامنة وأوالد دليم‪ ،‬وغيرها من قبائل معقل‪ ،‬كانوا يشاركون في المبادالت التجارية التي تتم بين بالد السودان وزناكة وجنوب غرب المغرب وتصل قوافلهم إلى آسفي حيث يشترون الخيول‪،‬‬
‫‪12‬‬

‫لمبادلتهما بالعبيد الذي يبيعونه لمسيحي أركوين‪.‬‬


‫‪- Colin (G), Mauritanica, in Hesperis, XI, 1930, p. 142.‬‬
‫‪53‬‬
‫ففي اإطاة حديثه عن أآليات الوجاة الصحراوية واملسامهة الفعلية للقبائل العربية فهيا‪ ،‬جسل بعض الإشاةات اليت تسمح‬
‫ابلوقوف عىل مدى الفائد اليت جتنهيا تكل القبائل‪ .1‬فبعيدا عن املواةد املبارش املرتتبة عن حاميهتا للقوافل‪ ،‬اتكتسبت هذه‬
‫القبائل معرفة هممة ابلشامل جشع تنقلها يف اجتاهه‪ .‬اإل أن الونقل امجلاعي لبعض فروع القبائل املعقلية مت ابإيعاز من السلطة‬
‫السعدية نفسها‪ .‬وقد مشل النقل ابخلصوص أمحر هواة بسوس‪ 2‬لتشلك دعامة أساس ية مضن اجليش السعدي مس وفيدين‬
‫بذكل من قو أمحر اليت بلغ عدد حماةبهيا‪ ،‬يف بداية القرن ‪16‬م‪":‬مثانية أآلف حماةب"‪ .3‬وقد سامه املوصوفة اجلزوليون يف‬
‫تسهيل اإدماج هؤلء يف سكل اجلندية‪ .‬ونلحظ ذكل ابخلصوص يف ادلوة اذلي قام به الش يخان‪ ،‬احامد اوموىس واحمند‬
‫أوبراهمي المتناةيت من أجل احلد من الضغوط اليت أحدثهتا قبائل معقل عىل املس وقرين يف دةعة وسوس‪ ،‬مع هناية القرن‪15‬م‬
‫وبداية القرن‪16‬م‪ ،‬مس وغلني بذكل ماكنهتام الروحية وقدةهتام الفائقة عىل الووفيق بني متطلبات ادلوةل السعدية وحاجيات‬
‫العرب الرحل‪ .4‬غري أن اتصال قبيةل أمحر ابلش يخ احامد أوموىس قد مت قبل ذكل بكثري؛ اإذ ابودأت هذه العالقة مع س ياحته‬
‫حيث ةافقه لك من سعيد بن انرص وعيل بن انرص امحلري‪ .5‬واس مترت هذه الصةل بيهنام لوأخذ بعدا أتكرث حتديدا بأخذهام‬
‫الرماية عنه‪ .‬وقد توطدت العالقة بني أمحر والزاوية السماللية منذ أن اكن هؤلء هبواة بسوس‪ ،‬وظلت مس متر لوجود‬
‫عادات متشاهبة يف تعظمي مرابطي اتزةوالت‪ .6‬وإاذا اكنت املصادة املكتوبة مل تول عناية لهذا املوضوع‪ ،7‬فاإن مصادة أخرى‬
‫أتكرث ختصصا يف ميدان الرماية والفنون احلربية‪ ،‬تسمح ابلوقوف عىل مظاهر هذه العالقة‪ .‬وقد ةاجعنا هبذا اخلصوص خمطوطة‬
‫توعلق ابلرماية‪ ،‬اكنت لش يخ الرما يف عرصه بسوس أمحد بن اإبراهمي املايس‪ ،‬ذكر يف الفصل الرابع مهنا صفة الش يخ اذلي يعمل‬
‫الرماية فقال‪" :‬اإن من الش ياخ املعلمني للرماية سعيد بن محمد النارصي القاطن فوق زمية عني عريض مبوضع يقال هل عني‬
‫عريض يعين يف قبيةل أمحر‪ ،‬واكن ةاميا فاةسا تقصده الوفود للخذ عنه"‪ 8‬مث أتبعه بذكر أآخرين اإىل أن قال‪" :‬اإن أمحر س يدي‬
‫سعيد بن انرص‪ ،‬أخذا الرماية عن الش يخ س يدي احامد أوموىس الوازةواليت وقد اكان معه يف ذهابه اإىل املرشق"‪.9‬‬
‫ويف تقييد أآخر‪" :‬قد أخذان الرماية من الب البر الةيض الرئيس أمحد بن اإبراهمي العمري السويس‪ ،‬مت أخذان من البر‬
‫النحرير أيب العباس الس يد محمد بن محمد اخلالطي الرشيف‪ ،‬مث أيب العباس املذكوة عن س يدي أمحد ابن زعمي عن س يدي‬
‫عيل بن انرص اذلي أخذها عن س يدي احامد أوموىس"‪.10‬‬
‫وةمغ سكوت مصادة الفرت عن هذه العالقة‪ ،‬فاإن اذلاكر الشعبية ظلت حتوفظ اإىل الآن بصوة عن‪" :‬اإحنياش أآل محر‬
‫اإىل أآل الش يخ احامد أوموىس حني خيدموهنم ويصلوهنم فيدفعون هلم اإىل الآن يف لك س نة ما يدفعون"‪.11‬‬
‫ومل تقف عالقة أآل محر ابلزاوية السماللية عند ذاك احلد بل ظلت قامئة اإىل فرتات متأخر ‪ ،‬فقد تكوب احلسني‬
‫أوهامش‪ ،‬حفيد الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اإىل السلطان احلسن الول ةساةل بواةخي ‪1302-8-27‬ه املوافق لـ ‪1885-6-11‬م‬
‫يذكر فهيا أنه أةسل من قبهل من جيمع هل عىل العاد يف لك "الزايةات" اليت يعطهيا أهل قبيةل أمحر اإىل بيت أآل س يدي احامد‬
‫أوموىس‪ ،‬مفنعهم القائد اجلياليل ودل هدي مع العمل بأن تكل "الزاية " قامئة من قدمي‪.12‬‬
‫وقد تفرس العالقة املس متر بني أآل محر والزاوية السماللية حىت بعد وفا الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬ابلعرتاف املطلق‬
‫للش يخ ابلرايد يف جمال تعلمي الرماية‪ .‬فقد اس وفاد أآل امحر من ادلةوس اليت أخذوها عن الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬حبيث‬
‫اس وطاعوا تشكيل تنظاميت شعبية يف جامعات حملية تودةب عىل الرماية ابلبنادق‪ ،‬ل يعرف ابلضبط اتةخي ظهوة هذه‬
‫الونظاميت‪ ،‬اإل أن أقدم النصوص‪-‬يف هذا الصدد‪ -‬ل يوجاوز هبا املائة الهجرية العارش ‪ ،13‬ويه نفس الفرت اليت أخذ فهيا سعيد‬
‫‪1‬‬
‫‪- Fernandes ,Description, op.cit, p.73.‬‬
‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.139 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ص‪.54 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.41 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.33 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬التوفيق‪ ،‬مادة "أحمر"‪ ،‬ص‪.178 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬واإلشارة الوحيدة التي تتحدث عن عالقة الشيخ بالقبائل العربية‪ ،‬الطارئة على منطقة سوس‪ ،‬نجدها عند التمنارتي الذي تحدث عن محاولة الشيخ إقامة نوع من التآلف بينهما وبين المحليين من‬
‫‪7‬‬

‫خالل تخصيص جانب من مجلسه لها واهتمامه الكبير بها‪ ،‬مما جعل أحد مريدي الشيخ من المحليين يقول‪" :‬حازه العرب عنا"‪ ،‬فكان جواب الشيخ احماد أوموسى "مجلسنا ليس فيه طرف وهو‬
‫كله وسط العرش"‪ .‬راجع‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ص‪.72-71 .‬‬
‫‪ -‬أحمد بن إبراهيم الماسي‪ ،‬مخطوطة حول الرماية‪ ،‬الفصل ‪ ،4‬مخطوطة خزانة ايليغ بتازروالت‪ ،‬ضمن مجموع يضم مؤلف للسيوطي و"شجرة ألصحاب الرماية"‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬خالل جزولة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.38 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.34 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬التوفيق‪ ،‬مادة "أحمر"‪ ،‬ص‪.178 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬محمد المنوني‪" ،‬قطعة عن نشاط الرماية الشعبية بالجنوب المغربي"‪ :‬تقديم وتحقيق‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة األولى‪ ،1972 ،‬ص‪.108 .‬‬
‫‪13‬‬

‫‪54‬‬
‫بن انرص وعيل بن انرص عن الش يخ احامد أوموىس‪ .‬هذا وتؤتكد ادلةاسات املوأخر ‪ ،‬أن املدةسة احلربية اليت تشلكت يف‬
‫قلب أمحر واليت ترجع أصولها اإىل الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬متواز ابللزتام الوعلميي‪ ،‬والابوعاد عن الطموح اإىل احلمك‪ .1‬فاكن هذا‬
‫من بني الس باب اليت أدت اإىل اس متراة ةماية اجلنوب وامتداد تعالميها اإىل العقود الوىل من هذا القرن‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقهتا ابإداوبعقيل‪:2‬‬
‫اختذت عالقة الش يخ احامد أوموىس بقبيةل اإداوبعقيل بعدين اثنني‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬اس وقبال زاويوه للعديد من الطلبة البعقليني اذلين اختاة من بيهنم خداما لها‪ ،‬ومن هؤلء موىس بن داوود‬
‫وإابراهمي بن احلسن البعقييل وأآخرين‪ .3‬ومل تكن عالقته هبذه القبيةل تقترص عىل هؤلء بل اكن يرد عليه –حسب البعقييل‪: -‬‬
‫"الش ياخ الكباة الفضالء من بالدان"‪.4‬‬
‫واثنهيام‪ :‬زايةاته املوكرة لهذه القبيةل وخاصة ملسجدها "موزايت" حبيث يرى أن‪" :‬مسجد موزايت ومسجد اتكوشت‬
‫بأيت صواب ل يش هبهام مسجد يف هذه البالد فضال وكرامة"‪ .5‬وحتمك عالقة احامد أوموىس ابإداوبعقيل‪ ،‬مقومات أساس ية‪،‬‬
‫مهنا ما جيد مربةاته يف أصول الرس السماللية اليت تشرتك وإاداوبعقيل يف كون س يدي زوزان جدها التكرب‪ ،‬فقد ةأينا سابقا‪،‬‬
‫أن لزوزان ثالثة أبناءمه‪ :‬محمد‪ ،‬امللقب بوازاليت‪ ،‬وهو اجلد التكرب لإداوبعقيل‪ ،‬وحركيل جد اإداوكرمسوك‪ ،‬وإادةيس جد‬
‫السمالليني‪ .6‬وإاذا اكنت املصادة املكتوبة ل تسمح‪ ،‬مر أخرى‪ ،‬بضبط عالقة الش يخ هبذه القبيةل فاإن بعض النصوص تؤتكد‬
‫عىل تبجيل الش يخ للبعقيليني اإذ جنده يقول‪" :‬طوىب ملن ةأى معي اإبراهمي بن احلسن"‪ 7‬فهو يرصح بوجود ةابطة العمومة بينه‬
‫وبني اإداوبعقيل يف خشص اإبراهمي بن احلسن البعقييل‪ ،‬وتوطدت هذه الرابطة مبصاهر الش يخ لها‪ .8‬وإاضافة اإىل الصل‬
‫املشرتك اذلي يبدو لنا أتكرب مقوم لهذه العالقة‪ ،‬هناك قرب موطن اإداوبعقيل من اتزةوالت اإذ‪" :‬يفصل جمالهيام تل صغري"‪.9‬‬
‫وهذه جمرد شواهد قد تفرس جزئيا‪ ،‬عالقة الش يخ هبذه القبيةل لكن جيب الوأكيد عىل أن انوقال اإداوبعقيل اإىل حلف اتحاكت‬
‫املضاد حللف اتكوزولت‪ ،10‬سامه تكثريا يف طمس معامل هذه العالقة‪ ،‬اإذ جند يف الرواايت الشفوية‪ ،‬املوداوةل اإىل الآن‪ ،‬أآاثةا‬
‫واحضة للعداو القدمية بني اإداوبعقيل وداة اإيليغ‪ ،‬تعدت هذه الآاثة القرن ‪17‬م لونسج‪ ،‬عىل نفس املنوال‪ ،‬حاكايت تصوة‬
‫الرصاع املزعوم بني أحامد أابعقيل‪ ،‬ش يخ اإداوبعقيل‪ ،‬واحامد أوموىس‪ ،‬ش يخ اإداومسالل‪.11‬‬
‫‪ -4‬عالقة الزاوية السماللية بقبيةل جماط‪:12‬‬
‫عىل الرمغ من أن الرواايت الشفوية جتعل من عالقة الش يخ أحامد أوموىس مبجاط عالقة رضوةية تأسست مع بروز‬
‫مرشوع بناء زاوية الش يخ‪ ،‬فاإن الضبابية مازالت حتف هذا املوضوع‪ ،‬ذكل أن املصادة الواةخيية املكتوبة تاكد ل تعطي هذه‬
‫العالقة أية أمهية‪ ،‬ذلا فاإن احلديث عن قبيةل جماط ابعوباةها مساهام أساس يا يف بناء زاوية الش يخ وضامن متوين مس متر لها‬
‫يدعوان اإىل تتبع مراحل عالقة الش يخ هبذه القبيةل وتكذا الظروف العامة احمليطة هبا‪.‬‬
‫تعد جماط أحد فروع صهناجة اليت يه جذم من الربانس اذلين يرجع اإلهيم مع البرت مجيع أنساب المازيغ‪ 13‬اكنت تسكن‬
‫يف القدمي أقايص الصحراء‪ ،‬واس ووطن اجملاطيون اذلين انوقلوا اإىل الشامل حوض ملوية العليا مث انترشوا بعد ذكل يف جبال‬
‫الطلس‪ ،‬وقد حتدث البكري يف القرن ‪5‬هـ‪1/‬م عن مدينة "اتجمثت" يف وادي دةعة‪ ،‬عىل بعد مرحةل من "تيومتني" عامصة‬
‫‪1‬‬
‫‪- Michaux-Bellaire, Quelques Tribus de La Région du Habt, in Archives Marocaines, Vol XVII, p. 73.‬‬
‫‪- Drague, Esquisse d’Histoire, op.cit, p. 29.‬‬
‫‪- Laoust (E), Contes Berbères du Maroc, paris, 1927, p. 303.‬‬
‫‪ -‬قبيلة تنتمي إلى اتحادية إداولتيت‪ ،‬تستوطن المنطقة الممتدة ما بين أنزي وتافراوت باألطلس الصغير‪ ،‬وتضم‪" :‬أيت بجمان"‪ ،‬و "أيت أوفال أزور"‪ ،‬و "أيت تغمي" و "أيت عمر"‪ .‬راجع‪ :‬أحمد‬
‫‪2‬‬

‫التوفيق‪ ،‬مادة "إداوبعقيل"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.221 .‬‬


‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.3 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.9 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.19 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬راجع الفصل الخاص باألصول‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬رجاالت العلم العربي‪ ،‬ص‪.17 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬التوفيق‪ ،‬مادة "إداوبعقيل"‪ ،‬ص‪.221 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬للوقوف على بعض المعلومات عن حلفي تاحكات وتاكوزولت‪ ،‬راجع‪ :‬أفا‪ ،‬مسألة النقود‪ ،‬ص‪ ،103 .‬وأيضا‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Meunie, Geniers, op.cit, p. 219.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.139 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬تدعى محليا إمجاض‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬حجي‪ ،‬الزاوية الدالئية‪ ،‬ص‪.29 .‬‬


‫‪13‬‬

‫‪55‬‬
‫هذا البدل‪ .1‬وةبطت الرواايت انوقال جماط من الصحراء حنو الشامل ابلوابء الشهري اذلي اجتاح‪" :‬ساتكين سوس يف أواسط‬
‫القرن الثامن س نة ‪747‬هـ‪1347/‬م"‪ 2‬مما جيعل جماط املوجود اليوم بسواحل الساقية امحلراء أصال لهذه القبيةل‪ .3‬ولعل هذا‬
‫‪5‬‬
‫الونقل املس متر لقبائل جماط‪ ،‬هو اذلي يفرس انقساهما اإىل أةبع قبائل تكربى يطلق علهيا نفس الامس‪ 4‬هيمنا مهنا جماط سوس‬
‫اليت تعد أمه هذه القبائل‪ ،‬اإذ تسكن غري بعيد عن اتزةوالت حيث زاوية الش يخ احامد أوموىس‪ .‬حتدها شامل قبيةل‬
‫"اإداومسالل" وجنواب "اإفران" –الطلس الصغري‪ -‬ورشقا "أيت عبد هللا"‪ ،‬وغراب "أيت ةخا"‪ ،‬وتتبع اإداةاي "لخصاص"‪.‬‬
‫ومن أخفاذ جماط سوس‪" :‬أيت بوةدي" و"أيت موىس"‪...‬اخل‪.‬‬
‫اةتبط ذكر جماط‪ ،‬يف الرواايت الشفوية‪ ،‬برصاع اتةخيي طبع عالقهتا حبربيل‪ .6‬وإاذا اكنت اتزةوالت قد شهدت اإحدى‬
‫مراحل هذا الرصاع‪ ،‬فاإن خيوطه الوىل تعود اإىل فرت خراب اتمدولت‪ .‬فأيت حربيل يؤتكدون أن أمنصاك اذلي حتمهل‬
‫الرواايت مسؤولية هذا اخلراب مهنم‪ .7‬يف حني تؤتكد جماط‪ ،‬يف ةواايت أخرى‪ ،‬أنه مهنا‪.8‬‬
‫انوقلت بؤة الرصاع من اتزةوالت حنو اجلنوب يف منطقة أيت عبد هللا أوسعيد‪ 9‬اليت عرفت بدوةها‪ ،‬ما بني القرنني‬
‫‪17‬مو‪19‬م تنافسا حادا بني جماط وحربيل حول امتالك جمالت الرعي‪.‬‬
‫وقد اس وغلت جماط احامتء أيت عبد هللا أوسعيد هبا‪ ،‬اإذ "اكن لك أكرام (أي الرشيف) من أيت عبد هللا أوسعيد‬
‫خيواة من جماط "أمرغوسا" أي حاميا"‪ 10‬لكسب أةايض جديد ‪ .‬لوصبح أةايض أيت عبد هللا أوسعيد جمال خصبا لربوز‬
‫الحقاد القدمية اليت ظلت متزي عالقة جماط حبربيل‪ .‬وتكون بذكل عالقة الش يخ احامد أوموىس بقبيةل جماط قد ظهرت يف‬
‫اإطاة هذه املنافسات الثنائية اليت عرفت امتدادا جماليا وزمنيا‪ .‬وإاذا اكنت املصادة ل تعري هذه العالقة أية أمهية‪ ،‬فاإن هذا ل‬
‫ينفي ادلوة الكبري اذلي لعبه الش يخ احامد أوموىس لرتجيح تكفة جماط‪ .‬وقد اختلفت الرواايت حول سبب هذا الاصطدام‪،‬‬
‫فبيامن ترجعه بعضها اإىل ةفض أيت حربيل السامح للش يخ ببناء زاوية عىل أةاضهيم‪ ،11‬تؤتكد أخرى عىل أن الاصطدام اةتبط‬
‫ابختالف واحض يف املعوقدات‪ ،‬فاحامد أوموىس مل يرقه اعامتد حربيل عىل العراف وتركهم للرشيعة‪ ،12‬وملا مل يس وجيبوا دلعوته‬
‫اس وعان علهيم مبجاط اليت أجلهتم عن لك تكل الناحية‪.13‬‬
‫وقد تزامنت هذه الحداث‪ ،‬حسب مقوةل الرواية الشفوية‪ ،‬مع اش وغال الش يخ احامد أوموىس برعي أغنام جماط‪ ،‬مما‬
‫جعهل عىل بينة من الرصاع القدمي بني القبيلوني اس وغهل الش يخ لكسب جمال لبناء زاويوه‪ .‬وتوطدت العالقة بني الش يخ وجماط‬
‫بزواجه مهنا‪ .‬وإاذا اكنت صالته هبذه القبيةل قد عرفت نوعا من الفتوة‪ ،‬بسبب اإساءهتا اإليه‪ ،14‬فاإهنا تكفرت عن ذنهبا ابلزتاهما‬
‫أداء جزء من حمصولها الس نوي لبنائه‪ ،‬وهكذا جند اجملاطني السوس يني‪ ،‬اإىل اليوم‪ ،‬ينفقون عىل مدةسة الش يخ احامد‬
‫أوموىس اليت يعوربوهنا مدةس هتم اخلاصة‪ ،‬فيرصفون من زكواهتم عىل من هبا من الطلبة واحملواجني‪.‬‬

‫‪ -‬البكري‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص ص‪.156-155 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.12 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬هذه القبائل المجاطية هي ‪:‬‬


‫‪4‬‬

‫أوال‪ :‬مجاط مكناس‪ ،‬ويقيمون على بعد نحو ‪ 10‬كلم من هذه المدينة في طريق الحاجب‪ ،‬ومن بطونها أيت بوحيات وأيت كراط وأيت محمد‪...‬الخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجاط ناحية مراكش‪ ،‬وتشمل فريقين‪ :‬مجاط التحتية التي تحدها قبائل الودايا شماال وشرقا‪ ،‬وقبيلة أحمر غربا‪ ،‬وأيت يمور جنوبا‪ ،‬ومجاط الفوقية على ضفاف نهر (أسيف المال) وتبعد‬
‫عن مراكش بنحو ‪ 70‬كلمتر في طريق أمزميز ومن بطونها‪ :‬أيت بوعمران‪ ،‬وأيت بوتير وأيت حمان‪...‬الخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مجاط أصحاب المعيزات‪ ،‬وهم سكان الساقية الحمراء‪ ،‬وقد رأينا ذلك في ظهير السلطان الحسن ‪ I‬الذي أسدل فيه أردية التوقير واالحترام على مجاط أصحاب المعيزات سكان الساقية‬
‫الحمراء‪ .‬والظهير مؤرخ بـ ‪ 20‬جمادى األولى عام ‪1292‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪ .12 .‬حجي‪ ،‬الزاوية الدالئية‪ ،‬ص‪ .257 .‬الوثائق‪ ،‬ص‪ ،78 .‬هامش ‪ ،1‬ص‪ ،155 .‬هامش ‪ .3‬الوثائق‪ ،‬المجموعة ‪ ،3‬ص‪.473 .‬‬
‫‪ -‬انظر بهذا الصدد ‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪ .12 .‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص ص‪ .9-4 .‬حجي‪ ،‬الزاوية الدالئية‪ ،‬ص ص‪.258-257 .‬‬
‫‪- Basset, la Relation, op.cit, p. 13, n°2.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Rosemberger, «Tamdult», op.cit, p 131.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Ibidem.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Rosemberger, «Tamdult», op.cit, p 131.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Chaumeil (J), «Histoire d’Une tribu Maraboutique de l’Anti Atlas: les Ait abdellah ou said», in Hesperis, 2 ème trimestre, 1952, p. 20.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Ibid, p. 206.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،12‬ص‪.12 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬تعيش أيت حربيل حاليا بقرب أوالد بوعيطة بتراب تكنة بوادي نون‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪14‬‬
‫‪- Pascon, la Maison d’Iligh, op.cit, p. 157. Jutinand, Un Petit Royaume, op.cit, p. 22.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬اس ونتاجات‪:‬‬
‫بعد عرض حيثيات العالقة اليت تربط الزاوية السماللية‪ ،‬عىل عهد الش يخ املؤسس‪ ،‬ابلقبائل اجملاوة لها انطالقا مما‬
‫تسمح به مصادة الفرت نعود‪ ،‬الآن‪ ،‬لنحاول الربط بني خيوط هذه العالقة لس وخالص مقوماهتا العامة‪.‬‬
‫يبدو لنا أن أوىل مقومات عالقة الزاوية السماللية ابلقبائل خالل ق ‪ 16‬م هو‪:‬‬
‫‪ -‬الصل املشرتك‪ :‬وميكننا أن ندةج يف هذا الإطاة عالقهتا بلك من اإداوكرمسوك وإاداوبعقيل يف حني ظلت عالقة زاوية‬
‫الش يخ احامد أوموىس مبوطهنا الول اإداومسالل غامضة‪ ،‬فالحئة املريدين‪ ،‬املس ووحا من تكوب الرتامج واملناقب وتكوب الواةخي‬
‫والواثئق اليت اهمتت بشخص الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬ل تشري اإطالقا اإىل وجود بومرواين بيهنا‪.‬‬
‫‪ -‬املقوم الثاين هو الزواج‪ :‬يعد زواج الش يخ احامد أوموىس من اإداوبعقيل‪ 1‬وجماط عامال أساس يا عىل الوحالف بني‬
‫الزاوية والقبيلوني‪ ،‬وإاذا تكنا جنهل ظروف هذه الزجيات وتكذا الفائد اليت جنهتا الزاوية السماللية مهنا‪ ،‬فاإن بعض الرواايت‬
‫احمللية تشري اإىل انقسام جماط اإىل قسمني‪ :‬أحدهام ةافض لزتوجي جماطية من الش يخ احامد أوموىس واثنهيام مباةك لهذا‬
‫‪2‬‬
‫الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬املقوم الثالث‪ :‬لقد سامهت الزاوية السماللية‪ ،‬تكام هو معلوم‪ ،‬يف استيطان بعض القبائل ابملنطقة ونذكر مهنا عىل وجه‬
‫اخلصوص قبيةل جماط وبعض فروع قبيةل اإداوكرمسوك‪ .‬يف حني اس وفاد أهل اإفران من السلطة الروحية للش يخ احامد‬
‫أوموىس‪ .‬وبذكل يكون مس وقرو الواحات (جماط وأهل اإفران) أبرز من اعرتف ابلسلطة الروحية للزاوية الوازةوالوية لهنا‬
‫توفر هلم المن والاس وقراة وسالمة الطرق وذاك أمر يشلك ابلنس بة لهؤلء مصاحل حيوية ل ميكهنم ضامهنا انطالقا من‬
‫طاقاهتم اخلاصة‪ .3‬وقد تودل عن هذا تبادل للمصاحل بني الزاوية والقبيلوني ابخلصوص‪ ،‬فالزاوية حتمي املس وقرين وتضمن سالمة‬
‫قوافلهم الوجاةية مقابل اخلدمة اليت يقدهما هؤلء‪ ،‬واملمتثةل يف الزايةات والعشاة والهبات‪.4‬‬
‫‪ -‬املقوم الرابع‪ :‬الوولمذ‬
‫اإذا اكن هذا الوولمذ‪ ،‬حسب لحئة املريدين‪ ،‬يشمل جل القبائل الوابعة ةوحيا للزاوية السماللية‪ ،‬فاإن مبادئه ختولف‬
‫ابختالف انامتء املريدين والتباع‪ .‬فباس وثناء أولد امحر اذلين اس وفادوا اإفاد مبارش من الش يخ بولقينه اإايمه ملبادئ الرماية‬
‫وفنون احلرب‪ ،‬فاإن ابيق املريدين مل يكونوا يقصدون الزاوية ةغبة يف أخذ الوةاد بقدة ما اكنوا يقصدوهنا للوربك والامتس‬
‫ادلعاء‪ .5‬ولعل هذا ما جعل تكوب الرتامج واملناقب اليت تناولت عالقة الش يخ مبريديه تاكد تكون خالية من السانيد الصوفية‬
‫ومن أي نقاش لعقيد الوصوف ومذاهبه معوضة ذكل ابلوأكيد عىل برتكة الش يخ وكراماته املوعدد ‪ .‬يؤدي بنا هذا اإىل اإبداء‬
‫مالحظات تمكيلية ملا س بق ذكره‪.‬‬
‫‪ -‬املالحظة الوىل‪:‬‬
‫اعامتد الزاوية السماللية‪ ،‬عىل عهد الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اعامتدا واحضا عىل قبيلوني أولهام‪ :‬قبيةل جماط المازيغية‬
‫اليت متود أةاضهيا غري بعيد عن زاوية الش يخ بوازةوالت‪ ،‬واثنهيام قبيةل أمحر املعقلية اليت انوقلت بفعل ظروف س ياس ية اإىل‬
‫منطقة احلوز وميثل هذا الامزتاج بني الولء المازيغي والولء العريب لزاوية تقع يف قلب سوس‪ ،‬صوة مصغر للمجال القبيل‬
‫للزاوية اذلي هو جمال الوقاء للرحل واملس وقرين من هجة وللعرب والمازيغ من هجة اثنية‪.‬‬
‫‪ -‬املالحظة الثانية‪:‬‬

‫‪ -‬تحدثت بعض الروايات عن زواج الشيخ من بعقيلة في حين أشار البعقيلي في مناقبه إلى تزويج الشيخ احماد أوموسى إلحدى بناته من الفقيه يحيا بن إبراهيم البعقيلي‪ ،‬توطيدا للعالقة بينهما‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫انظر محمد البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.8 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Pascon, la Maison d’Iligh, op.cit, p. 157.‬‬
‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬وقد وقفنا على بعض هذه الهبات في "ديوان البيوعات" لبودميعة‪ ،‬راجع‪ :‬الفصل ‪ ،2‬ص‪.95 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.75 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪57‬‬
‫ويه ل تعدو أن تكون نتيجة مبارش للمالحظة الوىل نصيغها عىل شلك السؤال الوايل‪ :‬ملاذا سعى الش يخ احامد‬
‫أوموىس اإىل نقل جتربوه احلربية اإىل أمحر‪ ،‬ةمغ أهنا تعد أبعد قبيةل عن الإشعاع الرويح للزاوية‪ ،‬عوض تلقيهنا جملاط اليت‬
‫أظهرت منذ البداية خضوعا اتما للش يخ؟‪.‬‬
‫ومعوما يبقى اجملال القبيل للزاوية السماللية‪ ،‬عىل عهد الش يخ املؤسس‪ ،‬ممودا ليشمل هجات متعدد من سوس‬
‫والصحراء‪ .‬فالحئة املريدين اليت تعد منوذجا مصغرا لآلف الوافدين عىل الزاوية‪ ،‬تشمل العديد من القبائل حييط بعضها‬
‫ابلزاوية‪ :‬تكواغلولو وإاداككامة وجماط‪ ،‬وميود بعضها الآخر يف بعض هجات الطلس الصغري‪ ،‬غري بعيد عن اتزةوالت‪،‬‬
‫اكإداوبعقيل‪ ،‬وإاداومسالل‪ ،‬وإاداوكرمسوك‪ ،‬يف حني ينتسب ابيق املريدين اإىل عبد وحاحة ومتناةت وأقا ودةعة وجسلامسة‬
‫وفكيك‪ ،‬وولتة‪ .‬وبذكل يكون للزاوية السماللية اإطاة حميل يضم القبائل الوابعة مبارش للزاوية‪ ،‬جند عىل ةأسها جماط اليت‬
‫معلت عىل نسج ةوابط الولء والوبعية للش يخ‪ ،‬مث اإطاة أوسع يشمل احتادية قوية يه احتادية اإداولويت اليت بسطت نفوذها‬
‫يف لك اجلهة اجلنوبية الغربية من الطلس الصغري‪ ،‬فاإطاة اثلث عام مسح للزاوية خبوض املغامر الواةخيية‪ ،‬وادلخول يف عالقة‬
‫مبارش مع السلطة السعدية الناش ئة‪ .‬وقد سامهت القبائل العربية يف تسطري بعض معامل هذا الإطاة الثالث‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫عالقة الزاوية السماللية‬
‫ابخملزن السعدي‬

‫‪59‬‬
‫للوقوف عىل موقف الزوااي من اخملزن السعدي نس وعني ببعض الرواايت الواةخيية اليت عىل اختالفها وتضاةهبا تقدم‬
‫صوةا متداخةل عن مماةسة الولياء للوحكمي‪ ،‬وإاقباهلم املس متر عىل فض الزناعات القبلية من خالل اعوباة زواايمه وأرضحهتم‬
‫أماكن فوق العاد تسمح مبامةسة النشطة ادلينية وادلنيوية دون خوف أو قتال‪ .‬لكن اإذا اكن احلال دامئا تكذكل‪ ،‬فلامذا جند‬
‫مواقف اخملزن من الولياء متذبذ ؟‬
‫‪ .I‬الزوااي واخملزن السعدي‪ -‬نظر عامة‪-‬‬
‫ابس وقراء املصادة الواةخيية السعدية‪ ،1‬يوبني لنا أن المهية الاجامتعية وادلينية وتكذا الاقتصادية اليت اكنت لولياء‬
‫وش يوخ القرن ‪16‬م‪ ،‬اكنت سببا مبارشا جلعل السلطة الس ياس ية السعدية تنظر الهيم بكثري من احليطة واحلذة‪ ،‬لهذا جندها‬
‫تقرب بعضهم بعد امتحاهنم‪ 2‬وتغلق أبواب زوااي أخرى حني اس وفحال أمر ش يوخها‪ ،3‬وتلجأ يف أحيان أخرى اإىل تصفيهتم‬
‫جسداي‪ .4‬وإاذا ما قرصان اهامتمنا عىل منطقة سوس س نجدها متنحنا‪ ،‬بدوةها‪ ،‬صوةا متنوعة عن مواقف الزوااي من السلطة‬
‫السعدية‪ ،‬أمجلها المتناةيت فامي ييل‪" :‬مسعنا ممن أدةتكناه أن سلطان وقته (محمد الش يخ) اكن يقول‪ :‬س يدي عبد الرحامن (بن‬
‫موىس) خياف هللا ول خيافنا وس يدي محمد بن ابراهمي خياف هللا وخيافنا"‪ 5‬ويسجل هذا اطمئنان السلطة السعدية اإىل بعض‬
‫هؤلء املوصوفة‪ ،‬واحتياطها الوام من الآخرين‪ .‬وقد ترمج البعض مهنم موقفه من السلطة اإىل أفعال ومماةسات أدت اإىل اإغالق‬
‫زاويوه‪ ،‬تكزاوية سعيد بن عبد املنعم‪ ،‬يف حني أظهر البعض الآخر خضوعا اتما‪ ،6‬مساهام بذكل يف ادلفع بعجةل السلطة‬
‫الناش ئة حنو الوثبيت والاس وقراة‪ .‬وإاذا تكنا نوةد هنا‪ ،‬مكثال‪ ،‬زاوية سعيد بن عبد املنعم احلايح اليت أظهرت منذ البداية‬
‫منافسة كبري للسلطة السعدية يف اجلنوب‪ ،‬فاإمنا نسعى من وةاء ذكل اإىل الوقوف عىل موقف الزوااي املعارص من هذا‬
‫احلدث‪ .‬فالكتاابت الواةخيية وإان معلت عىل تسطري ادلوة الكبري اذلي اكن للطريقة اجلزولية واتباعها املنبثني يف لك الحناء‬
‫يف ادلعو لدلوةل السعدية الناش ئة‪ ،7‬فاإهنا مل ختف بعض الاختالفات اجلوهرية يف املواقف‪ ،‬ومن ذكل اختالف الآةاء حول‬
‫زاوية سعيد بن عبد املنعم املغلقة بأمر من اخملزن السعدي‪ ،‬فبيامن يرص أمحد بن عبد الرحامن الزتةكيين‪ ،‬يف ةساةل مطوةل بعث‬
‫هبا اإىل الش يخ ايب عامثن سعيد بن عبد املنعم‪ ،‬عىل خطوة الوقوف يف وجه السعديني‪ ،‬وحماوةل منازعهتم احلمك‪ 8‬نرى محمد‬
‫‪9‬‬
‫أويعقوب الواتليت خيالف أمر السلطان السعدي أمحد العرج‪ ،‬اذلي "مسر داة (سعيد بن عبد املنعم)(‪ ).‬فتوعد من فتحها"‬
‫اإذ أرسع اإىل حاحة وفتح زاوية الش يخ هبا قائال‪ ":‬حنن هنرب من الرشيف اإىل هللا"‪.10‬‬
‫وإاذا سلمنا‪ ،‬انطالقا مما س بق ذكره‪ ،‬بكون نشاط بعض اولياء القرن ‪16‬م قد جتاوز حدود املقدس ليصبح نشاطا زمنيا‪،‬‬
‫فاإنه ميكننا تصوة الويل يف اإطاة هاته ادلينامية اليت تقوده من العزةل والسمل اإىل مماةسة النشطة الس ياس ية‪ ،11‬مث الوقوف يف‬
‫وجه اخلصوم بدل من تقدميه يف ذكل القالب اجلاهز اذلي جيعل منه جمرد حمك مسامل‪ .‬ولهذا لن يكون معلنا مقترصا عىل تتبع‬
‫‪ -‬منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص‪.105 ،104 ،103 ،102 .‬‬


‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ص‪.66-65 .‬‬
‫‪ -‬كما هو شأن الزاوية البوعمرية‪ .‬انظر‪ :‬جالب‪ ،‬ظهائر سعدية‪ ،‬ص ص‪.22-13 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬عمد محمد الشيخ السعدي سنة ‪958‬ه‪1551/‬م إلى امتحان ارباب الزوايا والمتصدرين للمشيخة خوفا على ملكه منهم‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫انظر‪ :‬محمد المؤقت‪ ،‬االستبصار في ذكر حوادث االعصار‪ ،‬ضمن مجموعة المواقيت العصرية‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪1349 ،‬ه‪ ،‬ص‪.65 .‬‬
‫‪ -‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص‪.55 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.66 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬ومن بين هؤالء‪ :‬الحسن بن عثمان التملي الذي اكتسب مكانة متميزة لدى األمير أحمد األعراج‪ ،‬فقد بعث إليه التمنارتي رسالة يطلب فيها‪ ":‬المساعدة عند األمير األعرج ليعفيه من خطة‬
‫‪6‬‬

‫القضاء"‪ .‬كما أن أبابكر بن احمد التازولتي (أحد كتاب محمد الشيخ السعدي) ذكر اسمه ضمن رسالة وجهها الى محمد الشيخ مستشفعا به‪ ،‬ومما جاء في الرسالة‪" :‬إني يا سيدي ممن أخذ أوال‬
‫عن شيخكم العالم الرباني شيخ الجماعة سيدي الحسن بن عثمان(‪ )...‬وتلك وسيلة أضعها بين يدي نجواي"‪ .‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص‪ ،270 .‬ج ‪ ،7‬ص‪.288 .‬‬
‫‪ -‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص‪ .97‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.60 ،59 ،50 ،38 .‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬التزركيني‪ ،‬رسالته إلى أبي سعيد بن عبد المنعم‪ ،‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص‪.272 .‬‬
‫‪8‬‬

‫هذا مع العلم أن احمد بن عبد الرحمان التزركيني كان‪" :‬ال يهاب األمراء كغيره‪ ،‬ولم يكن من أصحابه من يواجههم بما يواجههم به من الحق"‪ .‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫(‪ ).‬أي أغلق زاويته‪.‬‬
‫‪ -‬محمد او يعقوب التاتلتي‪ ،‬مناقب‪ ،‬مخطوطة خزانة المختار السوسي بتزنيت‪ ،‬ص‪.18 .‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬حمودي‪ ،‬االنقسامية‪ ،‬ص ص‪.52-51 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪60‬‬
‫عالقة الش يخ احامد او موىس ابلسلطة السعدية يف اإطاةها السطحي‪ ،‬بل س نحاول ةصد‪ ،‬قدة الإماكن‪ ،‬الفائد اليت جناها‬
‫الطرفان من جراها‪.‬‬

‫‪ .II‬عالقة الزاوية السماللية ابخملزن السعدي‪:‬‬


‫يكتنف عالقة الزاوية السماللية ابلسلطة السعدية‪ ،‬عىل عهد الش يخ احامد أو موىس‪ ،‬الكثري من الغموض‪ ،‬حفىت‬
‫برجوعنا اإىل ا إلس ووغرافيا الرمسية‪ ،1‬ل جند من حتدث عن هذه العالقة سوى الإفراين‪ .2‬وقد اعمتد يف ذكل عىل ةساةل‬
‫السلطان السعدي زيدان اإىل احلايح‪ ،‬واليت عاجل خاللها بعض جوانب عالقة الولياء‪ ،‬بعبد هللا الغالب‪ ،‬جفاء ذكر الش يخ‬
‫احامد أو موىس يف هذا الإطاة‪ ،‬ابعوباةه أبرز من عارص السلطان السعدي‪ .3‬انطالقا من هذا ظل ذكر الش يخ احامد‬
‫أوموىس يف املصادة الالحقة‪ 4‬مرتبطا بذكر السلطان عبد هللا الغالب‪ ،‬واجهتدت الرواايت يف متطيط هذه العالقة‪ ،‬اإذ‬
‫جعلت الش يخ يس وقبل السلطان بوازةوالت‪ ،5‬مث قدمته وهو يزوةه مبراكش‪.6‬‬
‫وإاذا اكنت عالقة الش يخ بثالث سالطني السعديني قد أخذت حزيا‪ ،‬وإان اكن متأخرا‪ ،‬من اهامتم الإخباةيني‪ ،‬فاإنه عىل‬
‫العكس من ذكل‪ ،‬ظلت عالقته مبؤسيس ادلوةل السعدية خافتة جدا‪ ،‬فال جند لها صدى يف الكتاابت سواء مهنا املعارص‬
‫مكناقب أدفال‪ ،‬والبعقييل‪ ،‬أو الالحقة اكملؤلفات الغربية اليت تناولت حيا الش يخ‪ .7‬مث اإن البحث يف أةش يفات الرس‬
‫السماللية مل يعطينا أية اإيضاحات حول العالقة بني الزاوية السماللية والسلطة السعدية الناش ئة‪ ،8‬مع العمل أن اإنوقال احامد‬
‫او موىس اإىل زاويوه بوازةوالت تزامن والوحراكت الوىل للسعديني يف املنطقة‪ .9‬أما اإذا عدان اإىل الرواايت الشفوية فاإهنا ل‬
‫تعري هذه املسأةل أدىن أمهية اإذ تس متر اذلاكر الشعبية احمللية يف طمس بعض معالها الواةخيية‪ ،‬من خالل اختاذها ماكن الوقاء‬
‫السلطان السعدي‪ ،‬عبد هللا الغالب‪ ،‬ابحامد أو موىس جمال ملامةسة بعض الطقوس املعواد يف املومس الس نوي لوازةوالت‪.10‬‬
‫وهكذا يعورب ادلوماين‪ ،‬يف حدود علمنا‪ ،‬املؤلف الوحيد اذلي قدم بعض معامل عالقة احامد او موىس ابلسلطان السعدي أمحد‬
‫العرج‪ ،11‬وإان جاء ذكل يف خضم حديثه عن عالقة الش يخ احمند ابراهمي المتناةيت ابلسلطان نفسه‪ ،‬يف حني أشاة المتناةيت‬
‫عرضا اإىل عالقة الش يخ احامد او موىس ابلسلطان محمد الش يخ وزايةته هل بواةودانت‪ .12‬وةمغ قةل الإشاةات الواةخيية الكفيةل‬
‫ببناء الصوة الس ياس ية للزاوية السماللية‪ ،‬عىل عهد الش يخ املؤسس‪ ،‬فاإننا س نحاول تتبع بعض مراحل تداخل وظيفيت‬
‫الزاوية السماللية واخملزن السعدي من خالل تناولنا لبعض الحداث اليت قادت الش يخ احامد او موىس اإىل مماةسة النشاط‬
‫الس يايس‪.‬‬

‫‪ -‬ونعني بذلك كتابات كل من‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬الفشتالي‪ :‬مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا‪.‬‬


‫‪ -‬ابن القاضي‪ ،‬المنتقي المقصور في مآثر الخليفة المنصور‪ ،‬دراسة وتحقيق محمد رزوق‪ ،‬الرباط‪ ،‬مكتبة المعارف ‪.1986‬‬
‫‪ -‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.47 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬ومن بينها‪ :‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص ص‪ .60-59 .‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.57 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص ص‪.60-59 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.55 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬يعتبر دراك (‪ ،)Drague‬حسب علمنا‪ ،‬أول من أشار إلى الدور الذي لعبه الشيخ في الحد من التوترات القبيلة وتحفيز الهمم لتعقب األتراك الذين اغتالوا محمد الشيخ السعدي في ‪ 23‬اكتوبر‬
‫‪7‬‬

‫‪1557‬م‪ ،‬إال أنه لم يتحدث عن العالقة المحتملة بين الشيخ والسلطان‪.‬‬


‫‪- Drague, Esquisse Historie, op.cit, p. 63.‬‬
‫‪ -‬تضم خزانة دار ايليغ بتازوالت العديد من المراسالت المخزنية التي تبودلت بين حفدة الشيخ احماد او موسى والسلطان العلويين‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪- Pascon )P(, et Ennaji )M(, le makhzen et le sous al-aqsa, les correspondances politique de la maison d’lligh 1821-1894, Paris, Casablanca Toubkal,‬‬
‫‪1988.‬‬
‫‪ -‬يقول العروي في هذا الصدد‪ "،‬يعود بناء زاوية تازروالت‪ ،‬التي اتخذت ألسباب جغرافية شكل امارة مستقلة‪ ،‬إلى فترة االضطرابات التي تلت نهاية الدولة الوطاسية"‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪- Laroui, les Origines, op.cit, p. 137.‬‬


‫‪ -‬ذكر لنا السيد المغاري‪ ،‬المكلف بخزانة الشيخ احماد او موسى بتازروالت‪ ،‬أن"مراكع سيدي حساين" الموجودة ضمن حرم الزاوية‪ ،‬والتي تمارس فيها بعض طقوس الزيارة‪ ،‬هي في الواقع مكان‬
‫‪10‬‬

‫تاريخي شهد لقاء الشيخ بالسلطان عبد اهلل الغالب خالل الزيارة التي قام بها لتازروالت‪.‬‬
‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.141 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.234 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -1-1‬اإنوقال الش يخ احامد او موىس من السلمية الاجامتعية اإىل مماةسة النشاط الس يايس‪.‬‬
‫اس وطاعت الزاوية السماللية‪ ،‬يف ظرف وجزي‪ ،‬أن تكتسب الآلف من التباع وأن حتقق تراتكام ماداي همام‪ ،‬ففي أقل‬
‫من نصف قرن من تأسيسها اإتسع نفوذها ليصل اىل مناطق بعيد مثل دةعة‪ ،‬وحاحة‪ ،‬وجسلامسة‪ .1‬وقد اكنت الهدااي‬
‫والزايةات اليت تووصل هبا الزاوية مصدةا همام من مصادة هذا الرتامك‪ .‬وهذا ما ميكن اس وخالصه من تقييد أدفال اذلي يشري‬
‫اإىل كون الزاوية قد اس وطاعت احلصول عىل مبالغ هامة من املال‪ ،‬جعلت املرحةل الثانية من حيا الزاوية " مرحةل فاضت فهيا‬
‫الس باب"‪ 2‬وقد علق عىل ذكل بكون‪ " :‬حمك هللا يف أهل هللا يف بدء أمرمه الفقر واذلل‪ ،‬مث الوجد والعز حلمكة يف ذكل"‪.3‬‬
‫لكن ل هيمنا‪ ،‬هنا‪ ،‬الوقوف عىل جحم الرتامك املادي اذلي حققته الزاوية بقدةما هتمنا معرفة ما خوهل لها ذكل الرتامك من اإنفتاح‬
‫عىل حميط اقتصادي مبوازا اجملال الرويح الرصف‪ ،‬واذلي ميود جنواب ليالمس بالد السودان وحيده غراب البحر احمليط ويصل‬
‫رشقا اإىل مكة والعراق‪ .4‬وهو أمر جعل صيت الش يخ يوعدى الإطاة الوطين لينفتح عىل اإطاة أوسع غذته س ياحته اليت‬
‫جاب خاللها معظم أةجاء املعموة‪ .5‬اإل أن اس وقراة الش يخ بزاويوه بوازةوالت‪ ،‬واذلي تزامن والوحراكت الوىل للسعديني‬
‫ابملنطقة‪ ،‬اكن هل أثر واحض يف دخوهل ساحة الحداث الس ياس ية‪ ،‬وقد وجد يف اهامتم السلطة السعدية به‪ ،‬واستشاةهتا‬
‫املس متر هل ما يناسب املاكنة اليت حتققت هل يف اجلنوب الغريب‪ .‬تكام تفطن الش يخ اإىل أن "القطبانية الصوفية" تسمو به فوق‬
‫الرتب الس ياس ية وهذه اإسرتاتيجية س ياسة يف حد ذاهتا جعلوه يفوق من خاللها معارصه السلطان عبد هللا الغالب نفسه‪،‬‬
‫ذلكل جند الش يخ احامد أو موىس جييب من سأهل عن من هو القطب بقوهل‪" :‬هو أمحد‪ ،‬فقال هل (السائل) مث من؟ قال‪:‬‬
‫س يدي احمند اوبراهمي (المتناةيت) فقال هل مث من؟ قال املكل عبد هللا"‪ 6‬وهذه السلطة الروحية أعظم شأان لهنا متود يف جمال‬
‫أوسع‪ "،‬فلو أةاد الإبل جلاءت اإليه من (بغداد) مثل المنل اإىل موضعه بقرص تسال"‪ 7‬اإل أن هذه "القطبانية الصوفية" ل جتعل‬
‫الش يخ احامد او موىس بعيدا عن الساحة الس ياس ية مادامت الرتبية والودةيس والإطعام والإنفاق وامحلاية من أمه الوظائف‬
‫ادلينية والاجامتعية اليت تشرتك الزاوية يف القيام هبا مع اخملزن‪ ،‬مما جيعل احلدود بني املقدس وادلنيوي‪ ،‬بني جمال الزاوية وجمال‬
‫اخملزن‪ ،‬غري واحضة‪ .‬مث اإن اإعوناء الزاوية ابحلفاظ عىل مصاحلها اذلاتية‪ ،‬وتكذا مصاحل أتباعها جعلها ختوض املغامر الس ياس ية‬
‫ذلا جندها توجاوز اإطاةها احمليل وتقفز عىل دوةها تكوجمع برشي‪ ،‬ومكجال للوساطة‪ ،‬لوصبح قو س ياس ية بدخولها يف عالقة‬
‫مبارش مع السلطة عرب العديد من الروابط‪ .‬وميكننا تتبع مراحل تداخل وظيفة الزاوية السماللية ووظيفة اخملزن السعدي‪،‬‬
‫من خالل عرض خمولف الطواة اليت عرفهتا عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسالطني السعديني‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -2-1‬عالقة الش يخ احامد او موىس بأمحد العرج (‪1514‬م‪)1540-‬‬
‫تندةج عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطان أمحد العرج‪ ،‬حسب ادلوماين يف اإطاة حركية عامة ملوصوفة اجلنوب‬
‫من أجل تدعمي أسس ادلوةل الناش ئة وتثبيت ةاكئزها‪ .9‬ذلا جند الرواية‪ ،‬اليت حتمل تفاصيل هذه العالقة‪ ،‬غنية بأسامء‬
‫صلحاء‪ ،‬أآخرين اكن هلم نفس ادلوة تقريبا ومه‪ :‬الش يخ احمند أوبراهمي المتناةيت‪ ،‬والش يخ محمد أو يعقوب الواتليت‪ ،‬وسعيد بن‬
‫عبد املنعم احلايح‪ ،‬والش يخ احامد أوموىس‪ .10‬وإاذا اكنت هذه الرواية تعرض‪ ،‬ابخلصوص عالقة السلطان امحد العرج‬
‫ابلش يخ احمند أوبراهمي المتناةيت‪ ،‬فاإن دوة الش يخ احامد أوموىس مل يقل أمهية عن دوة هذا الاخري‪ ،‬والرواية تشري يف معوهما‬
‫اإىل الظروف الواةخيية اليت اكنت وةاء اللقاء اذلي مجع بني ش يوخ الفرت وأول سالطني السعديني ويه تطابق زمنيا س نة‬
‫‪932‬ه‪1527/‬م‪ 11‬اليت جسلت اجتياح وابء الطاعون للك املغرب‪ ،‬وقد اش ود هذا الوابء مبراكش‪ ،‬مما جعل السلطان امحد‬

‫‪ -‬راجع الجدول الخاص بالمربدين‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬ادفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.10 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.3 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬راجع ما قلناه في سياحته‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.64 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬أنظر ترجمته في‪ :‬محمد حجي‪ ،‬مادة "أحمد األعر "‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ص‪.159 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬تناقل العديد من الباحثين رواية الدوماني‪ ،‬معتقدين أن األمر يتعلق بأحمد المنصور الذهبي‪ ،‬وقد اعطت الباحثة موني (‪ )Meunie‬لهذه الرواية ابعاد اساسية واقتصادية‪ ،‬إذ إعتقدت أن عملية‬
‫‪9‬‬

‫احياء تامدولت‪ ،‬التي قام بها احمد كانت تهدف الى ضرب قوة تازروالت‪.‬‬
‫‪- Meunie, Greniers Citadelles, t 1, op.cit, p. 218.‬‬
‫‪ -‬ضمن الرواية اسماء متصوفة اخرين لم نتمكن من الوقوف على ترجمتهم سواء لدى التمنارتي او الحضيكي ومن هؤالء‪ :‬ابراهيم بن عبد الوافي المرقوشي‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -‬وهي السنة التي شهدت حسب الدوماني لقاء أحمد األعراج بمتصوفة الجنوب المغربي‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪62‬‬
‫العرج يغادة املدينة متجها حنو ماكن أقل ترضةا وأتكرث أمنا هو منطقة أقا‪ .1‬وقد اةتبط انوقاهل اإىل هذا املاكن‪ ،‬حسب‬
‫البعض‪ ،2‬ابحلاجة امللحة اإىل مداخيل جديد تضمن لدلوةل الناش ئة الاس متراة يف احلروب اليت اكنت ختوضها عىل واهجوني‪،‬‬
‫ساحلية ضد الربتغاليني وداخلية ضد الوطاس يني‪ ،‬فاهمت أمحد العرج ابإحياء مدينة اتمدولت‪ ،‬من خالل اإحياء منامج النحاس‬
‫هبا‪ ،3‬ومعل ابخلصوص عىل اس وخراج معدن النحاس من بعض اجلبال املرشفة عىل وادي اتمزةاةت‪ ،‬وذكل بووجيه من أحد‬
‫متصوفة املنطقة هو الش يخ ابراهمي بن عبد الوايف بن عيل املرقويش‪ .‬ويفرس اإهامتم أمحد العرج مباد النحاس بكون املاد‬
‫أساس ية يف الوجاة مع افريقيا السوداء‪ ،‬فهيي ماد مطلوبة بكرث يف السودان الغريب وتبادل حمليا ابذلهب‪ 4 .‬اإل أن معلية‬
‫اإحياء جمد اتمدولت وإاشعاعها الاقتصادي اصطدم بوحراكت القبائل املعقلية وغريها يف اجلنوب الغريب‪ ،‬ولقد ةأينا سابقا بعض‬
‫حيثيات هذه احلرتكة‪ ،5‬اإل أن ما هيمنا‪ ،‬الآن هو الوقوف عىل ادلوة السليب اذلي اكن لهؤلء إازاء السلطة السعدية‪ .‬مفع بدء‬
‫معلية اس وخراج املعادن بدأت" القبائل العربية والشلحية توقاطر جبموع تكثري ‪ ،‬خفالفوا السلطان"‪ 6‬وملا فشل يف ةد هذه‬
‫امجلوع‪ ،‬نظرا لقةل جيوشه‪ 7‬اس وعان ابلسلطة الفعلية احمللية واملمتثةل يف املوصوفة‪ ،‬فاكن اللجوء اإىل الش يخ احمند أوبراهمي‬
‫المتناةيت لوقوع زاويوه عىل بعد يوم واحد فقط من أقا‪ ،‬وذليوع صيوه بني هذه القبائل الثائر ‪ .‬وقد اكن لودخهل أثر ملحوظ يف‬
‫اإضفاء نوع من املرشوعية عىل ترصفات السلطان السعدي‪ ،‬اإذ ساةع‪ ،‬أول‪ ،‬اإىل تكوابة ةساةل اإىل السلطان يدعوه فهيا اإىل‬
‫الصرب ويذكره أن"للك مكل مطيعا وعاصيا"‪ ،8‬والرساةل‪ ،‬اإىل هذا‪ ،‬تصوة الولء الوام للسلطان والسعي اإىل اإةضائه‪ ":‬س نأتيك‬
‫اإن شاء هللا مبا يرضيك ويرسك حبول هللا وقوته‪ ،‬فال جتزع ول ختف من غري هللا س بحانه‪ ،‬والسالم‪ .9"،‬مث جاءه‪ ،‬بعد ذكل‬
‫اإىل أقا وخاطب الناس من أعىل املسجد قائال‪ ":‬أهيا املؤمنون من العرب والعجم اإن هللا أمرمك بطاعة أمرائمك فاإهنم خلفاء هللا‬
‫يف أةضه‪ ،‬مفن عىص مولي امحد منمك‪ ،‬فاهلل حسيبه ومنوقم منه‪ ،‬أل فامسعوا وأطيعوا خليفة هللا أمري املؤمنني وعليمك إابمتثال‬
‫أوامره"‪ .10‬اإل أن موقف الش يخ احمند اوبراهمي مل يكن وحده تكفيال بضامن السالمة للسلطان وجيشه بل اكن لبد من تدخل‬
‫الش يخ احامد أوموىس اإذ "انرصف السلطان ويف ميينه الش يخ وعن يساةه الش يخ احامد أوموىس فساةا معه ساعة فقال هل‬
‫حنن معك فال ختف عراب ول جعام بعد اليوم ما دمت"‪ .11‬وقد اكن لودخلهام دوة يف نقل مجموعة من القبائل لوقوية صفوف‬
‫ادلوةل الناش ئة يف الشامل‪ ،‬اإذ ةجع أمحد العرج اإىل مراكش ومعه من القبائل‪" :‬ثكنة وحربيل وأمربيض وسالم والداةسة‬
‫والعرب الكثريون من املعافر والس باعيني وغريمه‪ ،‬ومعر الغرب ابلقبائل السوس ية"‪ 12‬ذلكل جند الآن عنارص من ثكنة يف‬
‫السهول الغربية لشيشاو ‪ ،‬وأيت حربيل شامل اتنس يفت‪ ،‬وأولد بوس باع بني اإيم نوانوت وشيشاو ‪ .13‬وهبذا يكون الولياء‬
‫السوس يون قد شلكوا عنرصا ممتزيا مضن اثلوث س يضم السلطان‪ ،‬الويل‪ ،‬والقبائل‪ .‬وإاذا اكن البعض يرى أن مثل هذا العمل‬
‫يندةج يف ما عرف عن الش يوخ والولياء من نزوع حنو ةبط الصةل بني السلطان والرعية‪ ،‬والقيام بدوة احلمك املصلح ذلات‬
‫البني بني العنارص املونازعة‪ ،14‬فاإن ما يبدو لنا جليا هو السلطة القوية اليت اكنت لصلحاء سوس‪ ،‬يف بداية القرن ‪16‬م واليت‬
‫خولت هلم اإخضاع القبائل الثائر عىل اخملزن السعدي‪ .‬وبذكل يبتعد تدخلهم عن الوساطة امحلميية اليت تكشف عن ةغبات‬
‫لك عنرص عىل حد ‪.‬‬
‫‪ 3-1‬عالقته مبحمد الش يخ السعدي‬
‫غاب أمحد العرج عن ساحة الحداث الس ياس ية بسوس و ذكل لس وئثاة أخيه حبمك هذه املنطقة‪ ،15‬اإذ شهدت س نة‬
‫‪1542‬م اقتسام الةايض السعدية بني الخوين املونازعني‪ ،‬فاكنت اتفياللت وكوةاة واتدل ومراكش من نصيب أمحد يف حني‬

‫‪- Rosenberger,«Famines»,op.cit, p. 141.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-Ibid, p. 141.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.117‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬أنظر الفصل الخاص بعالقة الزاوية السماللية بالقبائل‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬ص‪.41 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.42 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫‪- Rosenberger, «Famines»,op.cit, pp. 141-142.‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف الشاذلي‪ ،‬الحركة العياشية‪ ،‬حلقة من تاريخ المغرب في القرن ‪17‬م‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1982 ،‬ص‪.72 .‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ -‬ابو القاسم الزياني‪ ،‬الترجمان المعرب‪ ،‬ص‪.345 .‬‬


‫‪15‬‬

‫‪63‬‬
‫اتكوفى محمد الش يخ مبنطقيت سوس ودةعة‪ .1‬وترتب عن هذا اس وقطاب السلطان اجلديد للك السلطة احمللية‪ ،‬واس وغالل‬
‫نفوذها من أجل اإجناح مشاةيعه يف املنطقة‪ .2‬ذلكل نرى أن عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطان اجلديد لن حتيد عن اخلط‬
‫اذلي سطرته عالقته بأمحد العرج‪ .‬فاإذا اكنت تكل العالقة قد برزت يف اإطاة توجه هذا الخري حنو اإحياء اتمدولت‪ ،‬وفتح‬
‫الطريق من جديد أمام جتاة الصحراء لتسامه بقسط وافر يف ادلفع بعجةل الاقتصاد السعدي‪ ،‬وسد احلاجيات امللحة اليت‬
‫ترتبت عن توايل احلروب واجملاعات والوبئة يف بداية القرن ‪16‬م‪ ،3‬فاإن عالقة الش يخ احامد اوموىس مبحمد الش يخ‪ ،‬تكام‬
‫يبدو‪ ،‬تدخل يف نفس الإطاة‪ ،‬ةمغ سكوت مصادة الفرت ‪ 4‬عن أس باب الزاية اليت قام هبا للسلطان بعامصوه الوىل‬
‫اتةودانت‪ ،‬وتكذا عن اتةخي هذه الزاية ‪ ،‬فظروف الفرت جتعلنا أمام احامتلني‪ :‬اإما أن تكون زايةته‪ ،‬هذه‪ ،‬إاثر امتحان محمد‬
‫الش يخ لةابب الزوااي واملوصدةين للمش يخة وذكل عام ‪958‬ه‪1551/‬م‪ ،5‬اإل أن حيثيات الزاية تؤتكد أن للش يخ احامد‬
‫أوموىس داةل عىل السلطان فقد أنزهل "داة الاماة بواةودانت فأاته الناس يزوةونه ووفق خدميه الرجل الصاحل صاحب‬
‫رشطوه المري زكرايء ابن الغازي يذود الناس عنه"‪ ،6‬أو أن تدخل الزاية يف اإطاة اهامتم محمد الش يخ بوجاة الصحراء‪ 7‬مما‬
‫يس ولزم تكثيف اجلهود للوعبئة العامة اليت س وخول ضامن المن والاس وقراة الرضوةيني لنجاح العمليات الوجاةية عرب الطريق‬
‫الغريب‪ .‬وتبقى هذه جمرد افرتاضات‪ ،‬تزيد من صعوبة اجلزم فهيا قةل املاد الواةخيية‪ ،‬فاإذا اكن المتناةيت قد حتدث عن زايةته هل‬
‫بواةودانت‪ ،‬فاإن الرواايت مل تضف اإىل ذكل شيئا‪ ،‬بل اعوقد الإفراين أن السلطان املزوة هو عبد هللا الغالب وليس محمد‬
‫الش يخ‪ ،‬وجعل ذكل يف مراكش‪ .8‬ومع لك هذا‪ ،‬فال ميكننا جتاهل املواقف الس ياس ية املمتزي للش يخ احامد أوموىس واليت عرب‬
‫عهنا خالل زايةته للسلطان بواةودانت‪ ،‬اإذ عاةض صاحب الرشطة اذلي اكن ينظم الوافدين عىل الش يخ بقوهل‪" :‬ل تقل ذكل‬
‫(أي من زاة خرج)‪ ،‬بل قل من جاة خرج"‪ 9‬مث جنده حسب بعض الباحثني‪ ،‬يدعو الناس اإىل الثوة عىل التراك اذلين‬
‫اغوالوا محمد الش يخ يف ‪ 23‬اتكووبر ‪1557‬م‪ ،‬واكنت هذه ادلعو حافزا ملعادا الاتراك وتعقهبم وقتل العديد مهنم‪ .10‬وإاذا أخذان‬
‫بعني الاعوباة الظرفية اليت قتل فهيا محمد الش يخ‪ ،‬واملمتثةل يف امحلةل اليت قادها لإخضاع القبائل الثائر ‪ 11،‬نرى أن تدخل‬
‫احامد أوموىس‪ ،‬حىت بعد وفا محمد الش يخ‪ ،‬اكن يووىخ عىل ما يبدو‪ ،‬الوخفيف من حد الووترات القبلية وتوجيه النظر حنو‬
‫املسأةل الرتكية‪ ،‬وتكذا الرتتكزي عىل اخلطوة اليت أصبح التراك العامثنيون ميثلوهنا‪ ،‬ليس فقط يف املنطقة احلدودية‪ ،‬بل وحىت‬
‫يف أبعد املناطق واقصاها ويه سوس‪ ،‬حيث امتدت يدمه لقتل السلطان السعدي ومحل ةأسه اإىل اإسطنبول‪ .12‬ولعل‬
‫الوحراكت اليت قام هبا الش يخ احامد أوموىس لصاحل السلطة السعدية ابملنطقة تكفيةل بودعمي موقفه دلى اثلث سالطني‬
‫السعديني‪ .‬مفا يه اإذن حيثيات العالقة بني الزاوية السماللية والسلطة السعدية يف مرحلهتا اجلديد ؟ مث هل الزتمت العالقة‬
‫ابإطاةها السويس اذلي ظل ميزيها عىل عهد السالطني الوائل؟ أم أهنا تكيفت مع الظروف العامة لدلوةل السعدية اليت مر‬
‫الآن أزيد من ةبع قرن عىل تأسيسها؟‬
‫‪ .2‬عالقة الش يخ احامد أوموىس بعبد هللا الغالب (‪1558‬م – ‪1574‬م)‪13‬قراء يف عالقة املوصوف ابلسلطان‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Le Tourneau (R), les Débuts de la Dynastie Saadienne Jusqu’à la Mort du Sultan M’hammed ech-cheikh (1557), Institut d’Études Supérieures‬‬
‫‪Islamiques d’Alger, 1954, p. 45.‬‬
‫‪ -‬بخصوص هذه المشاريع راجع‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪- Berthier (P), les Anciennes Sucreries du Maroc et leurs Réseaux hydrauliques, Rabat, 1966, TI, p. 248.‬‬
‫‪- Celerier (J), «le Maroc, Pays du Sucre et de l’Or», in France-maroc, septienne année N° 79, juin 1923, pp. 113-115.‬‬
‫‪- Mauny (R), «L’expédition Marocaine d’Oudane (Mauritanie) vers 1543-1544», in bulletin de l’Institut Français d’Afrique noire, 1949, p. 129.‬‬
‫‪- ZaKari (D. I), l’Afrique Noire dans Les Relations Internationales au XVI siècle, Karthala, 1982, p. 105.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬أشار التمناري الى زيارة الشيخ لمحمد الشيخ السعدي ضمن رسالة موجهة الى بودميعة حاكم ايليغ يدعوه فيها الى الحد من ظلم والته بمدينة تارودانت‪ .‬انظر"‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.234 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬المؤقت‪ ،‬االستبصار في ذكر حوادث االعصار‪ ،‬ص‪.65 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬التمناري‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.234 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬للوقوف على عالقة محمد الشيخ بتجارة الصحراء‪ ،‬راجع ‪:‬‬


‫‪7‬‬

‫‪- Meunie, «l’Expédition Marocaine»,op.cit, p. 129.‬‬


‫‪ -‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.55 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.234 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪- Drague, Esquisse d’Histoire, op.cit, p. 63.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.20 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.31 .‬‬


‫‪12‬‬

‫‪ -‬إهتمت أغلب الدراسات المعاصرة بالحديث عن عالقة الشيخ اوموسى بعبد اهلل الغالب لكونها تجسد جانبا مهما من عالقة متصوفة النصف األول من القرن ‪XVI‬م بالسلطة السعدية‪ ،‬واذا كانت‬
‫‪13‬‬

‫هذه الدراسات قد قدمت صو ار متكاملة عن هذه العالقة‪ ،‬فإن مصدر معلوماتها لم يكن يتجاوز النصف األول من القرن ‪18‬م‪ ،‬اعتمادا على روايتي‪ :‬اإلفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص ص‪.55-47 .‬‬
‫الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص ص‪ .60-59 .‬ومن بين هذه الدراسات‪:‬‬
‫‪ -‬المازوني‪ ،‬آل امغار في تيط‪ ،‬ص‪.215 .‬‬
‫‪-Pascon, la Maison d’Iligh, op.cit, p. 156. Le chatelier, tribus du sud, op.cit, p. 36.‬‬
‫‪64‬‬
‫ةمغ حديث البعض‪ 1‬عن دوة الش يخ احامد أوموىس يف حتريك اهلمم وتوجيه النظاة حنو اخلطر الرتيك‪ ،‬مما سهل‬
‫دعامته دلى السلطة اجلديد ‪ ،‬فاإن بعض املصادة اليت تناولت عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطان السعدي عبد هللا‬
‫الغالب‪ ،‬جتاوزت لك الظروف املعروضة سابقا‪ ،‬لوضع لنا تفاصيل اخليوط الوىل لنشوء هذه العالقة‪ .‬واكنت أوىل مراحلها‪،‬‬
‫حسب الفايس يه احلاجة امللحة اإىل اختاذ ويل يضمن للسلطان اجلديد الاس متراة يف احلمك‪ ،‬ويضع حدا للخطاة اليت هتدد‬
‫ملكه‪ ،2‬ولوحقيق هذه الرغبة لكف عبد هللا الغالب‪ ،‬أاب عبد هللا محمد بن يوسف الرتغي‪ 3‬ابلقيام هبذه املهمة‪ .‬وأما البعقييل‬
‫فيعرض الموة بشلك مغاير اإذ يقول‪" :‬ذكر يل ش يخنا احملقق املوفنن س يدي محمد بن يوسف الرتغي مشافهة أنه اكن يمتىن أن‬
‫يرى وليا من أولياء هللا يف قيد احليا بسموه ونعموه‪ ،‬قال‪ :‬فطال عيل الزمان ومل أظفر به يف مدينة (مراكش) ول يف غريها‪،‬‬
‫حىت قدة هللا تعاىل ةحليت اإىل زاية س يدي عبد الرحامن بن عيل يف بالد (جزوةل)"‪ .4‬نالحظ‪ ،‬اإذن‪ ،‬أن البحث عن‬
‫الش يخ‪ ،‬حسب ةواية البعقييل‪ ،‬اكن انبعا من ةغبة خشصية من محمد الرتغي‪ ،‬وليس بولكيف من السلطان عبد هللا الغالب‪،‬‬
‫مث اإن الش يخ اذلي وقع عليه الاختياة هو عبد الرحامن بن عيل احلامدي‪ 5‬وليس احامد أوموىس ذلا تضعنا ةوايوا البعقييل‬
‫والفايس أمام احامتلني‪- :‬اإما أن تكون حادثة البحث عن الويل مقرتنة‪ ،‬فعال‪ ،‬برغبة الرتغي وتكون بذكل ةواية البعقييل منهتية‬
‫عند هذا احلد‪ ،‬أو تكون الروايوان ممكلوني لبعضهام البعض‪ ،‬حبيث يكون اختياة محمد الرتغي لعبد الرحامن احلامدي انبعا‬
‫ومن قناعة صوفية‪ ،‬يف حني يبقى تعيينه للش يخ احامد أوموىس ةهينا بظروف موضوعية‪ ،6‬ونستشف ذكل من خالل احلواة‬
‫اذلي جسلوه ةواية الفايس‪ ،‬فقد ذكر لك من ةأى من املشاخي اإىل أن أىت عىل ذكر الش يخ احامد أوموىس فقال‪" :‬هو ويل مث‬
‫ويل س بعا"‪ .7‬فقال هل عبد هللا الغالب‪" :‬كنك تدلين عليه وأنه مطلويب واملقدم عىل غريه"‪ ،8‬فاكن جواب الرتغي‪" :‬ل أدكل‬
‫عليه ول عندي ما أعرف به تقدميه اإل أن هذا اذلي ظهر يل"‪ 9‬وابلوايل فالرتغي مل حيسم يف أس بقية ومتزي الش يخ احامد‬
‫أوموىس عن غريه يف يشء ظاهر‪ ،‬ولكنه اإختاة للسلطان ابعوباةه النسب هل‪.‬‬
‫افتواحا لهذه العالقة‪ ،‬قام السلطان عبد هللا الغالب بزاية للش يخ احامد أوموىس بوازةوالت‪ ،‬وةمغ أننا نؤمن بأن انوقال‬
‫السلطان وحاشيته اإىل أقايص سوس واحللول بزاوية الش يخ يدخل‪ ،‬حامت مضن خمططات س ياس ية‪ 10‬فاإننا نظل عاجزين عن‬
‫الوقوف ابلضبط عىل الظروف اليت جعلت هبذه الزاية ‪ ،‬خصوصا وأن املصادة ل تفصح عن اتةخيها‪ .11‬أما عن أهدافها‬
‫فتوخلص يف أمرين‪ :‬اختاذ الش يخ وس يةل اإىل هللا‪ ،12‬ومتهيد املكل للسلطان من خالل ضامن ولء لك قبائل سوس‬
‫واجلنوب‪ .13‬ولن تبقى عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطان السعدي عند هذا الإطاة احمليل بل س يجدان يف الهتديد الرتيك‬
‫والربتغايل عامال مساعدا عىل نقلها اإىل اإطاة أوسع يضمن للزاوية السماللية الشهر والمتزي وجيعل من ش يخها "مستشاةا"‬
‫خاصا للسلطان‪.‬‬
‫‪ -‬كيف ذكل؟‬

‫‪- Drague, Esquisse d’Histoire, op.cit, p. 63.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص ص‪.61-60 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬ورد في الفوائد أنه‪" ،‬العالم الكبير الماهر في علم القرءان والتفسير أبو عبد اهلل محمد بن يوسف الترغي الفاسي مولدا المراكشي دارا‪ ،‬تشد إليه الرحال ألخذ علوم القرءان من سائر آفاق المغرب‬
‫‪3‬‬

‫وزاحمته الركب طول عمره في نيل ذلك المطلب عنه (‪ )...‬الى أن مات بست وألف بمراكش"‪ .‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.29 .‬‬
‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.29 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬انظر ترجمته في‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.35 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬معلوم أن منطقة سوس كانت خالل القرن ‪ 16‬م زاخرة بالمتصوفة اتباع الطريقة الجزولية –التباعية‪ -‬لكن استقطاب الشيخ احماد أوموسى لالهتمام‪ ،‬و اعتباره شيخ سوس الكبير‪ ،‬كان يستجيب‬
‫‪6‬‬

‫للظرفية العامة التي كانت تقتضي التسلح بأسس دينية‪-‬صوفية وكذا االنفتاح على متطلبات الوسط اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا‪ ،‬ونستطيع تتبع المكانة المتميزة للشيخ احماد اوموسى من خالل‬
‫مقارنتها بشيوخ معاصرين وشهادة محمد أويعقوب كفيلة بذلك فهو يقول‪" :‬ليس في بلدنا من وراء سيدي سعيد إال سيدي أحمد بن موسى‪ ،‬وذلك بعد موت سيدي سعيد بن عبد المنعم‪ ،‬أما فالن‬
‫لبعض االشياخ (‪ )..‬فقد كان اليوم كثير التقوى‪ ،‬كثير الورع‪ ،‬لكن طريق سيدي احمد أفضل"‪ .‬أما الشيخ امحند اوبراهيم التمنارتي فقد قال عنه‪" :‬إن أردتم الدنيا فهو لكم قبالتها‪ ،‬وان طلبتهم‬
‫األخرى فهو لكم قبالتها وان طلبتم ربكم فهو لكم قبالته"‪ .‬وبذلك يكون الشيخ احماد اوموسى قد فاق معاصريه من المتصوفة بتحقيقه للمريد متطلباته الدينية والدنيوية‪ .‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫السكيتي‪ ،‬التقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.61-60 .‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.60 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬فقد سأل الشيخ احماد اوموسى تمهيد الملك له واعتذر‪" :‬بأنه ال يمكنه العيش بدونه وال يأمن على نفسه وال تأويه أرض إن هو تخلى عنه"‪ .‬انظر‪ :‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.60 .‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -‬أشار الزياني‪ ،‬نقال عن صاحب المرآة‪ ،‬أن الملك عبد اهلل الغالب زار الشيخ احماد أوموسى في حياة والده محمد الشيخ السعدي‪ ،‬سائال إياه تمهيد الملك له‪ .‬وهذا‬
‫‪11‬‬

‫يتنافى والمثبوت تاريخيا من أن عبد اهلل الغالب كان وليا للعهد‪ ،‬ولم تسجل المصادر التاريخية قط محاولته الثورة على أبيه أو االستئثار بالحكم دونه‪ .‬هذا وقد اقترح لوشاتوليي )‪(le chateleir‬‬
‫‪Le Chatelier, Tribus du Sud, op.cit, p. 36‬‬ ‫من جهته سنة ‪1560‬م كأنسب تاريخ للزيارة‪ .‬انظر‪ :‬الزياني‪ ،‬الترجمان المعرب‪ ،‬ص‪.349 .‬‬
‫وقد نقبل بهذا التاريخ‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن عبد اهلل الغالب قد تولى الحكم عام ‪1557‬م وأن وفاة احماد اوموسى كانت سنة ‪1564‬م‪ ،‬في حين ذكر االفراني أن السلطان قد بنى جامع‬
‫االشراف بصنعة الكيمياء‪ ،‬التي علمها له الشيخ احماد اوموسى‪ ،‬وبما أن تاريخ البناء كان عام ‪1563‬م فإنه يمكننا وضع تاريخ الزيارة ما بين ‪1557‬م و‪1563‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص ص‪.61-60 .‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -‬ومن أجل تحقيق ذلك ردد الشيخ احماد اوموسى النداء التالي ‪" :‬يا عرب يا بربر‪ ،‬يا سهل يا جبل‪ ،‬أطيعوا السلطان موالي عبد اهلل وال تختلفوا عليه"‪ .‬الفاسي‪ ،‬ممتع األسماع‪ ،‬ص‪.60 .‬‬
‫‪13‬‬

‫‪65‬‬
‫مرت عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطان السعدي عبد هللا الغالب عرب مراحل متعدد ‪ ،‬ةأينا أولها ويه املمتثةل يف‬
‫اإخضاع القبائل السوس ية لنفوذ السعديني وضامن ولهئا املس متر هلم‪ ،‬وبعد أن اس وقرت الوضاع يف سوس واختذت منحى‬
‫يالمئ متطلبات ادلوةل السعدية وهجت هذه الخري اهامتهما حنو الضغوط اخلاةجية‪ ،‬فشلك الربتغاليون والتراك قطيب رصاع‬
‫توأةحج بيهنام تكفة السعديني‪ ،‬وإاذا اكن عبد هللا الغالب قد اس وطاع ةد خطر الاتراك عن مدينة فاس ابخلصوص‪ ،1‬فاإن‬
‫ترددمه عىل بوغاز طنجة وسبتة‪ 2‬خلف ختوفا جديدا من ازدايد نفوذمه يف املنطقة‪ ،‬ذلكل جنده يلجأ اإىل همادنة بعض القوى‬
‫الجنبية الخرى لرتتكزي اهامتمه عىل حماةبة املد الرتيك‪ ،3‬لكن س ياس وه هذه عاةضها بعض املوصوفة واس وفحلت املعاةضة‬
‫بعقده ملعاهد تقيض بتسلمي القرص الصغري للفرنس يني عام ‪1559‬م‪ ،4‬وةغبة من عبد هللا الغالب يف الوقليل من حد‬
‫الضغوط ادلاخلية الناجتة عن س ياس وه اخلاةجية سعى جمددا اإىل اإحياء الصةل ابملوصوفة اجلزوليني ذوي النفوذ الكبري يف لك‬
‫املغرب السعدي‪ .‬لكن احلرتكة الصوفية‪ ،‬يف بداية القرن ‪16‬م‪ ،‬مل تكن تعمل لصاحل السعديني حفسب بل اكنت مساندا‬
‫أساس يا للك القوى الس ياس ية املوناحر ‪ .‬ولقد تفطن لك من العامثنيني والسعديني اإىل ةسوخ هذه احلرتكة يف جممتعاهتا مما جعلهام‬
‫يتسابقان حنو اس امتةل أةابب الزوااي والوصوف‪ .‬وهكذا جند س ياسة العامثنيني ممتثةل يف اس امتةل مشاخي القادةية وجعلهم س ندا‬
‫جياهبون به الطريقة الشاذلية اجلزولية‪ ،‬فيوحقق هلم النفوذ الس يايس ابملغرب من خالل بسط الطريقة القادةية لنفوذها عىل‬
‫ابيق الطوائف الصوفية‪ ،5‬وسعى السعديون بدوةمه اإىل اس امتةل القادةية لوحقيق س ياسة املعادةل بيهنم وبني الشاذليني‬
‫اجلزوليني‪ ،‬وتكذا اإفشال اخملطط العامثين‪ .6‬وإاذا اكن البعض يعوقد أن اهامتم السعديني ابلصوفية اإمنا اكن حكرا عىل اجلزوليني‬
‫ضدا عىل القادةيني‪ ،7‬فاإن دلينا من القرائن الواةخيية ما ينفي ذكل‪ .‬اإذ لحظنا نوعا من الوقاةب بني الطريقتني‪ ،‬خاصة عند‬
‫أقرب املوصوفة للسلطة السعدية وأتكرثمه الوصاقاهبا‪ ،‬ونعين بذكل الش يخ احامد أوموىس فقد أنبثت زاويوه بوازةوالت‬
‫خشصيوني مقربوني من الش يخ‪ ،‬اكن هلام دوة يف نرش تعالمي الطريقة القادةية يف املغرب وإاحياهئا به‪ ،‬والشخصيوان هام عبد‬
‫الرزاق ادلةعي‪ ،‬صاحب زاوية قادةية يف "تمنسال بأفالواس يف"‪ 8‬والش يخ أدفال ادلةعي اذلي أخذ الطريقة عن ش يخه‬
‫"الاس واذ الكبري زين العابدين بن محمد بن محمد بن عبد الرحامن البكري الصديقي"‪ 9‬وإاذا اكن عبد هللا الغالب قد وجد يف‬
‫الش يخ احامد أوموىس معينا عىل نرش الوأآلف بني أتباع الطريقتني‪ 10‬وهو أمر سامه‪ ،‬اإىل حد ما يف اإفشال اخملططات العامثنية‪،‬‬
‫فاإن محالهتم العسكرية ظلت متواصةل "ففي س نة مخس وس وني وتسعامئة‪ ،‬يف جامدى الوىل مهنا‪ ،‬غزاه (أي عبد هللا‬
‫الغالب) حسن بن خري ادلين ابشا الرتيك صاحب تلمسان يف جيش تكثيف من التراك"‪ .11‬وةتكزت أبرز امحلالت الرتكية عىل‬
‫بوغاز طنجة وسبتة‪ ،‬مما أدى ابلسلطان السعدي اإىل الاس وغاثة‪ ،‬مر أخرى‪ ،‬ابلصلحاء واملوصوفة‪ 12.‬وإاذا اكن استنجاده‬
‫بأولياء وأرشاف سبتة والنوايح أمرا طبيعيا‪ ،‬لقرهبم من املاكن املهدد‪ ،‬فاإن استشاةته للش يخ احامد أوموىس يف أقايص سوس‬
‫يفتح أمامنا اباب للوأويل‪ .‬عىل أن النظر اإىل املوضوع من زاوية البعد اجلغرايف لن يفيدان تكثريا يف فهم تكنه عالقة السعديني‬
‫ابلتراك من هجة‪ ،‬وابلزاوية السماللية من هجة اثنية‪ ،‬فقد ةأينا سابقا كيف أن النفوذ الرتيك امتد اإىل حدود اتةودانت حيث‬
‫اغويل السلطان السعدي محمد الش يخ‪ ،‬تكام وجدان يف بعض املصادة ما يشري اإىل اهامتم العامثنيني مبنطقة سوس من خالل‬
‫حماوةل اس امتةل بعض ش يوخها الباةزين‪ ،13‬ويه أموة قد تفرس‪ ،‬اإىل حد ما‪ ،‬استشاة عبد هللا الغالب للش يخ احامد‬
‫أوموىس‪ ،‬لكن هذه الاستشاة وإان مل تكن تكفيةل برد اخلطر الرتيك عن الثغوة الشاملية‪ ،14‬اإذ اضطر عبد هللا الغالب ليقاف‬

‫‪ -‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.46 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5V‬ص‪.49 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.55-54 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Caillé, la Représentation Diplomatique de la France au Maroc, Apedone, Paris, 1951, p. 10.‬‬
‫‪ -‬مصطفى بنعلة‪ ،‬مجموعة وافية بالرسائل السعدية‪ :‬دراسة وتحقيق‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪ ،75 .‬هامش ‪ .55‬عبد اهلل نجمي‪" ،‬المالمتية"‪ ،‬مجلة تاريخ‬
‫‪5‬‬

‫المغرب‪ ،‬العدد ‪ ،1‬الرباط‪ ،1980 ،‬ص‪.57 .‬‬


‫‪6‬‬
‫‪- Cour (A.), l’Établissement des Dynasties des Chérifs au Maroc 1509-1830, Paris, 1904, p. 98.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Drague, Esquisse d’histoire, op.cit, p. 64.‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص‪.120 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ص‪.57-56 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬أي الطريقتين الجزولية نسبة إلى محمد بن سليمان الجزولي‪ ،‬والقادرية نسبة إلى عبد القادر الجيالني‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.39 .‬‬


‫‪11‬‬

‫‪12‬‬
‫‪- Michaux-Bellaire, Essai sur l’Histoire, op.cit, p. 149.‬‬
‫تحدث عن استعانة عبد اهلل الغالب بزاوية أوالد البقال الجزولية‪.‬‬
‫‪ -‬يقول الدوماني في الفصل الخامس من كتابه روضة التحقيق‪" :‬دخل عليه (أي على الشيخ امحند أوبراهيم التمنارتي) رجل بصاعين من الذهب واإلبريز فقال له‪ :‬هذا من الملك عبد الرحمان‬
‫‪13‬‬

‫العثماني أهداه إليك"‪ ،‬ورغم أننا نؤمن أنه ليس من بين الملوك العثمانيين من يحمل هذا االسم‪ ،‬وأن الشيخ قد عاصر من السالطين سليم وسليمان القانوني‪ ،‬فإن هذا ال ينفي كون العثمانيين قد‬
‫ساهموا بوسائل متعددة في استمالة شيوخ التصوف المغربي‪.‬‬
‫‪ -‬فرواية الفاسي التي نقلت لنا تفاصيل هذا الحدث تذهب إلى أن الشيخ لما وصله بريد السلطان قال‪" :‬يا ترك ارجعوا إلى بالدكم ويا موالي عبد اهلل هناك اهلل في بالدك بالعافية"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪14‬‬

‫الفاسي‪،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.61-60 .‬‬


‫‪66‬‬
‫الزحف الرتيك اإىل الوخيل عن جحر ابديس ل إالس بان "فتنقطع بذكل ماد الرتك عن املغرب‪ ،‬ول جيدوا سبيال اإليه‪ ،1‬فاإهنا مع‬
‫ذكل حتمل أتكرث من مغزى‪ .‬فميكننا النظر اإلهيام من زاويوني‪ :‬تمن الوىل عن اطالع الش يخ احامد أوموىس عىل أموة احلرب‬
‫وتتبعه املمتزي جملرايت الحداث‪ ،‬مما جعهل يوفطن اإىل اختالف موازين القوى ابملنطقة‪ ،‬فعبد هللا الغالب اش هتر ابهامتمه‬
‫بوأسيس ما بيده وحتصينه ابلعدد والعد ومل "تطمح نفسه اإىل الزايد عىل ما مكل أبوه من قبهل"‪ 2‬مما جعل س ياس وه اخلاةجية‬
‫تقوم عىل ادلفاع‪ ،‬مس وغال تعدد أطراف الزناع ملهادنة هذا اجلانب عىل حساب الآخر‪ ،‬أما التراك فقد تزايد نفوذمه يف‬
‫املنطقة‪ ،‬واش ودت قوهتم خاصة بعد قتلهم حملمد الش يخ السعدي‪ ،‬فاكن بذكل خطرمه عىل دوةل عبد هللا الغالب يفوق ابيق‬
‫الخطاة احملذقة هبا‪ .‬ولعل هذا ما حذا ابلش يخ احامد أوموىس اإىل تنبيه السلطان اإىل عواقب املواهجة مع التراك انحصا اإايه‬
‫بأن يرتكهم‪" :‬يذهبون اإىل بالدمه ول يوعقهبم ساعة"‪ .3‬وموقفه هذا يعد دعو رصحية اإىل الزتام س ياسة الهدنة مع التراك وعدم‬
‫خوض معاةك قد تفقد املغرب السعدي هيبته وجتعهل فريسة للقوى اخلاةجية‪.‬‬
‫أما النقطة الثانية اليت حتيلنا علهيا استشاة عبد هللا الغالب للش يخ احامد أوموىس فميكن فهم تكهنها من خالل الوقوف‬
‫عىل الس ياسة الرتكية يف الصحراء‪ .‬فقد سعى التراك العامثنيون‪ ،‬منذ احتالهلم للجزائر‪ ،‬اإىل ضامن تدفق ذهب السودان اإىل‬
‫خزائهنم‪ .‬ولوحقيق ذكل معلوا‪ ،‬من خالل محالهتم العسكرية عىل بعض الواحات الصحراوية‪ ،‬عىل متهيد الطريق أمام جتاة‬
‫الصحراء لةتياد الطريق الرشيق اذلي أصبح يعرف منافسة ملحوظة من قبل احملوة الغريب‪ ،‬ذلا يبدو أن استشاة احامد‬
‫أوموىس تدخل يف اإطاة وعي السلطان بأمهية موقع تزةوالت‪ ،‬وتكذا أمهية ادلوة اذلي يقوم به الش يخ من أجل توفري المن‬
‫والاس وقراة لقوافل الوجاة‪ 4‬اذلين شلكت جتاةهتم الرتكزي الساس ية لالقتصاد السعدي‪ .‬لكن اهامتم السعديني بوجاة الصحراء‬
‫املودفقة عرب احملوة الغريب س يعرف منافسة خطري من قبل الربتغاليني اذلين اس وطاعوا من هجهتم ةبط عالقات جتاةية مع‬
‫املرائف الرئيس ية ابملنطقة‪ ،‬خاصة ميناء ماسة املوجود جنوب واد سوس‪ ،5‬وهذا ما جعل احلروب اجلهادية السعدية ضد‬
‫برتغاليي أاكدير تقوم عىل أساس حتويل الطرق الوجاةية‪ ،‬اإل أن الظروف ادلاخلية املمتثةل يف الرصاع ضد الوطاس يني أدت اإىل‬
‫تأجيل املرشوع السعدي القامئ عىل حترير ابيق الثغوة الساحلية من الس يطر الربتغالية‪ ،‬مكتفني بذكل بوحرير سانت كروز‬
‫عام ‪ 1541‬م‪ ،6‬وقد معل الربتغاليون املهنزمون عىل السواحل السوس ية عىل جتميع قوهتم يف مراتكز شاملية‪ ،‬مفع هناية س نة‬
‫‪1514‬م مت الوخيل عن لك من أزموة وأ آسفي ومترتكزت لك القو الربتغالية يف الربجية اليت حصنوها مبا فيه الكفاية‪ .7‬وهكذا‬
‫هجز السلطان عبد هللا الغالب محةل عسكرية ضد الربتغاليني هبذه املدينة عام ‪969‬هـ‪1562/‬م‪" :‬استنفر لها قبائل احلوز (‪)...‬‬
‫وعقد علهيم لبنه محمد املعروف ابملسلوخ"‪ 8،‬واكن حصاة الربجية أيضا فرصة مجلع ش وات املوصوفة اجلزوليني واس وغالل‬
‫سلطهتم احمللية لحياء س نة اجلهاد‪ ،‬ذلكل وجدانه يس وقطب أبرز ش يوخ الوصوف وهو احمند أوبراهمي المتناةيت‪ .9‬وقد عقد‬
‫العديد مهنم أآمال عىل جناح هذا احلصاة‪ ،‬ول أحد اكن يظن‪" :‬أن يرجعوا من غري أخذها"‪ 10‬اإل أن للش يخ احامد أوموىس‬
‫ةأاي مغايرا‪ ،‬فقد ةأآه أدفال يقول‪" :‬ل يأخذوها وإان اكن فيه س يدي فالن (أي الش يخ احمند أوبراهمي)"‪ .11‬واضعا لخذها‬
‫رشوطا‪ ،‬مل يذكرها أدفال‪ ،‬وهو ما يكشف عن منظوة أتكرث واقعية وحنكة س ياس ية ميزي بني موازين القوى احمللية‪.12‬‬
‫وخنلص مما س بق ذكره‪ ،‬اإىل اهامتم الش يخ احامد أو موىس ابلحداث الس ياس ية العامة اليت اكنت متس عن قرب سلطة‬
‫السعديني‪ ،‬اإل أن عالقته بعبد هللا الغالب عرفت حتول ملحوظا‪ ،‬ةبطه البعض بس ياسة السلطان اخلاةجية اليت أدت اإىل‬
‫تسلمي جحر ابديس ل إالس بان والوفكري يف الونازل عن القرص الصغري للفرنس يني‪ ،13‬وقد زاد من تفامق الوضع امحلةل اليت ش هنا‬
‫السلطان ضد الرشفاء املغاةبني‪ .‬فقد اكنت لعبد هللا بن حسني املغاةي ماكنة ممتزي يف منطقة احلوز خولت هل اس وقبال الكثري‬

‫‪ -‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.29 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.39 .‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬الزياني‪ ،‬الترجمانالمعرب‪ ،‬ص‪.349 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬من بين األدوار األولية التي قام بها الشيخ احماد أوموسى مساهمته في إخضاع القبائل لسلطة المخزن‪ ،‬وهذا في حد ذاته عامل مساعد على التقليل من حدة التوترات التي كانت تحدثها‬
‫‪4‬‬

‫التحركات القبلية في الجنوب والتي ساهمت إلى حد كبير في عرقلة سير النشاط التجاري عبر المحور الغربي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- le Tourneau (R), les Débuts de la Dynastie, op.cit, p. 9.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid, p. 43.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Castries(H.de),Chronique de Santa-Cruz du Cap de Gué (Agadir), texte portugais du XV le siècle, traduit et annoté par Pierre de cenival, Paris,‬‬
‫‪1934, p 18.‬‬
‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.42 .‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -‬ابن عسكر‪ ،‬دوحة الناشر‪ ،‬ص‪.112 .‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.14 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫‪ -‬يتفق هذا‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬مع ما أشرنا إليه سابقا من أن البرتغاليين قد ركزوا‪ ،‬بعد انهزامهم بأكادير عام ‪1541‬م‪ ،‬كل قوتهم بمنطقة البريجة‪ ،‬فكان‪" :‬تحصينهم لها بما فيه الكفاية"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.42 .‬‬


‫‪13‬‬
‫‪- Drague, Esquisse d’histoire, op.cit, p. 64.‬‬
‫‪67‬‬
‫من املريدين والتباع‪ .‬وملا ةأى السلطان عبد هللا الغالب ذكل أةسل اإليه قائال‪" :‬اإما أن خترج عين أو أخرج عنك"‪ 1‬فقال هل‬
‫الش يخ عبد هللا ابن احلسني‪" :‬بل أان أخرج"‪ .2‬فاكن اإغالق داة الش يخ مبراكش وانوقاهل اإىل اتمصلوحت‪ .‬ويبدو أن المر مل‬
‫يرق للش يخ احامد أوموىس‪ ،‬ابعوباة الصالت املمتزي اليت تربطه بصلحاء زاوية اتمصلوحت‪ ،‬فانوقل الش يخ اإىل مراكش‬
‫"برمس مالقا عبد هللا بن احلسني"‪ .3‬ومنحه اباب من اخلشب كعربون عىل صدق احملبة وةغبة يف نيل برتكة الرشاف ويعوقد‬
‫البعض أن نقل هذا الباب قد يكون دليال عىل منح الزاوية احلصانة واملناعة ضد تعسف السلطة السعدية‪ .4‬وتوفق الرواايت‬
‫اليت حتدثت عن زاية الش يخ احامد أوموىس ملراكش‪ ،‬عىل أنه مل يسع اإىل زاية السلطان بل "قدم اإىل مراكش زائرا من هبا‬
‫من أهل هللا"‪ 5‬فطلب منه السلطان "أن يدخل داةه هو وأحصابه ويصنع هلم طعاما"‪ .6‬اإل أن الش يخ ةفض ذكل متعلال بأن‬
‫"من ألك طعام السلطان وهو حالل أظمل قبهل أةبعني يوما ومن ألكه وفيه ش هبة مات قبهل أةبعني س نة"‪ .7‬وقد يفرس هذا‬
‫املوقف بوعفف الش يخ عن مال السلطان وزهده فيه‪ ،‬لكن بوضعه يف اإطاة الظروف املعروضة سابقا‪ ،‬نرى أن المر يوعلق‪،‬‬
‫عىل ما يبدو‪ ،‬مبحاوةل الضغط عىل السلطان للرتاجع عن بعض مواقفه املستبد إازاء الزوااي‪.8‬‬
‫تعددت‪ ،‬اإذن‪ ،‬صوة انفتاح الش يخ احامد أوموىس عىل الحداث الس ياس ية اليت عرفهتا ادلوةل السعدية منذ فرت‬
‫الوأسيس وإاىل غاية منوصف القرن ‪16‬م‪ .‬وهو أمر جعل الزاوية السماللية متثل يف سوس منوذجا للزاوية املوالية للمخزن‬
‫السعدي‪ ،‬ةمغ الوذبذابت اليت عرفهتا هذه العالقة‪ ،‬واليت حاولنا تتبع بعض جوانهبا انطالقا مما تسمح به مصادة الفرت ‪ ،‬ومبا أن‬
‫زاوية الش يخ احامد اوموىس سائر يف اخلط الس يايس لدلوةل السعدية منذ نشأهتا‪ ،‬فاإن المر يس ودعي وجود قرائن مادية‬
‫تسمح ابلوقوف عىل مدى اس وفادهتا من الدواة اليت قام هبا الش يخ لفائد اخملزن السعدي ابملنطقة‪ .‬وإاذا اكن قد حظي‬
‫بزاية السلطان لزاويوه بوازةوالت‪ ،‬واس وقبال هذا الخري هل بواةودانت ومراكش‪ ،‬فاإن المر يس ودعي اإىل جانب ذكل‪،‬‬
‫وجود ظهائر سلطانية "لفائد " الزاوية السماللية‪ ،‬خصوصا وأننا نعمل مدى ما حتقق للزوااي الكربى‪ ،‬عىل العهد السعدي‪،‬‬
‫نتيجة مساندهتا لدلوةل السعدية ضدا عىل ادلوةل الوطاس ية‪ ،‬خفزاانت هذه الزوااي تضم‪ ،‬اإىل الآن‪ ،‬ظهائر الووقري والاحرتام‬
‫والانعام من السعديني‪ .‬تكام اكن العديد من الزوااي يسعى اإىل احلصول عن الظهائر اليت اكنت السلطة املرتكزية تعفي عاد‬
‫مبوجهبا من بعض الرضائب والإاتوات اليت تطالب هبا سواد الساكن‪ .9‬وهكذا اكنت الزاوية البومعرية‪ 10‬املعارص للزاوية‬
‫السماللية يف فرت الوأسيس‪ ،‬تولقى العديد من الظهائر مهنا عىل سبيل املثال‪ :‬ظهري توقري واحرتام صادة من عبد هللا‬
‫الغالب‪ ،‬تكام حتدث صاحب ةوضة الوحقيق عن "وصية عبد هللا الغالب ابهلل ابلش يخ محمد بن اإبراهمي المتناةيت‪ 11"،‬حااث‬
‫أولده عىل توقريه واحرتامه‪ .‬وتؤتكد أةش يفات الرس الدفالية بدةعة عىل وجود صالت مثينة بني السلطة السعدية والش يخ‬
‫ادفال ادلةعي اإذ "حيوفظ الدفاليون اليوم يف قرصمه بظهري لعبد هللا الغالب مؤةخ بأواخر ةمضان عام ‪973‬هـ‪/‬أبريل ‪1566‬م‬
‫يوضمن تعظمي الرس وتوقريها"‪.12‬‬
‫وهكذا فاإن ش يوع مسأةل اإصداة الظهائر‪ ،‬لفائد بعض الزوااي وأةابب الوصوف عىل العهد السعدي جيعل غياهبا من‬
‫أةش يفات الرس السماللية أمرا مثريا لالس وغراب اإذ تشري لك ادللئل الواةخيية اإىل غياب الظهائر لفائد الش يخ احامد‬
‫أوموىس والمر ل يوعلق‪ ،‬عىل ما يبدو‪ ،‬بضياعها ول بوعرضها للولف عند هدم السلطان العلوي الرش يد لإيليغ يف يوليوز‬
‫‪1670‬م‪ ،13‬فقد اس وطاعت الرس السماللية احلفاظ عىل مكتس باهتا املادية واملعنوية من خالل تسجيل الواثئق والرسوم‬
‫والعقود والظهائر مضن مجموعة من الكنانيش والسجالت‪ .‬وبرجوعنا اإىل هذه الكنانيش لحظنا غياب الظهائر من بيهنا‪ ،‬لكننا‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪.48 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬االفراني‪ ،‬صفوة من انتشر‪ ،‬ص‪.150 .‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -‬المازوني‪ ،‬آل امغار‪ ،‬ص‪.215 .‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬ممتع االسماع‪ ،‬ص‪.61-60 .‬‬


‫‪5‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحات‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحات‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬هذا مع العلم أن السلطان زيدان بن أحمد المنصور الذهبي يرى أن ذلك لم يكن من شيم الشيخ احماد اوموسى فقد كان "يقوم للشفاعة ويشفع وال يتعقب وال يبحث عما وراء ذلك‪ ،‬باق على عهده‬
‫‪8‬‬

‫ومودته"‪ .‬راجع‪ :‬االفراني‪ ،‬نزهة الحادي‪ ،‬ص‪.47 .‬‬


‫‪ -‬حمودي‪" ،‬االنقسامية"‪ ،‬ص‪.115 .‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬جالب‪" ،‬ظهائر سعدية"‪ ،‬ص‪.15 .‬‬


‫‪10‬‬

‫‪ -‬الدوماني‪ ،‬روضة التحقيق‪ ،‬نقال عن‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.43 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬محمد حجي‪ ،‬مادة "أدفال"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.284‬‬


‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫‪- Pascon (P),«La propriete Des terres et Des Eaux LA Maison d’Iiigh, d’Après le polytyque de Ali bou Damia (Tazerwalt, 1640)», in la Maison‬‬
‫‪d’lligh, op.cit, p. 11.‬‬
‫‪68‬‬
‫صادفنا‪ ،‬ابملقابل‪ ،‬تقييدا يشري اإىل تصدق السلطان السعدي عبد هللا الغالب‪ " ،‬جبميع عنارص الامثنية" بأزللو تكسلت"‬
‫لفائد املرابط محمد بن احامد او موىس‪ "،‬صدقة حصيحة حمبسة مؤيد قاطعة قصد بذكل وجه هللا العظمي والوواب"‪.1‬‬
‫عرضنا من خالل ما س بق ذكره خمولف مراحل اتصال الش يخ احامد أوموىس ابلسلطة السعدية‪ ،‬انطالقا مما تسمح به‬
‫املصادة املووافر ‪ ،‬وةأينا مدى اإس وجابة الش يخ لرغبات السلطان من خالل تسخري نفوذه احمليل وسط القبائل الثائر ومحلها‬
‫عىل اخلضوع‪ ،‬اإل أن تدخل الش يخ لوحقيق متطلبات السلطة املرتكزية اكن خيضع لظروف حملية اس ووجبت اس وعامل القو‬
‫واحلنكة الس ياس ية‪ ،‬وجنمل خمولف مراحل تدخل الش يخ احامد أوموىس اإىل جانب السلطة السعدية يف ثالث مراحل‬
‫أساس ية‪:‬‬
‫أول‪ :‬مسامهوه يف اإجناح املشاةيع الوأسيس ية اليت اعوربت من بني الراكئز الاساس ية لبناء القو السعدية املنافسة‬
‫للسلطة املرينية يف الشامل‪ ،‬وهذه املشاةيع يه‪:‬‬
‫أ) اإنعاش الطريق الصحراوي القدمي من خالل اإحياء اتمدولت‪.‬‬
‫ب) تقوية صفوف ادلوةل الناش ئة‪ ،‬وذكل حبمل القبائل السوس ية والصحراوية عىل الاخنراط يف اجليش السعدي‪.‬‬
‫وقد برز دوة الش يخ يف هذه املرحةل يف اإطاة حرتكة صوفية عامة هدفها تدعمي السلطة اجلديد اليت اةتوت وإاايه‬
‫من نفس النبع الصويف‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬دخول الش يخ يف مرحةل جديد ‪ ،‬فبعد املرحةل المتهيدية اليت دامت أزيد من ةبع قرن‪ ،‬انوقل من العمل امجلاعي‬
‫املوسوم بصبغة صوفية اإىل القيام مببادة فردية محلوه اإىل قرص السلطان بواةودانت حيث حظي ابس وقبال خاص ساعد عىل‬
‫الكشف عن ماكنوه املمتزي وسط حميط غري حميطه الولوييت‪ .‬وقد خولت هل زايةته لعامصة السعديني الوىل اإبداء مالحظات‬
‫حول الظمل املوفيش بني مس وخديم اخملزن واحلاش ية السلطانية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬سامهت الوضاع القبلية واس وفحال اخلطر الرتيك يف تكثيف املشاوةات بني السلطان عبد هللا الغالب والش يخ‬
‫احامد أوموىس‪ ،‬وبذكل يكون السلطان قد تفطن اإىل ادلوة الإجيايب اذلي قام به الش يخ داخل جممتعه‪ ،‬اإذ أنه حقق للسلطة‬
‫السعدية ما قد ل تس وطيع هذه الخري حتقيقه من خالل فرضها لسلطة مبارش عىل القبائل‪ ،‬ذكل أن املواهجة املبارش بني‬
‫اخملزن والقبائل حمفوفة ابخملاطر‪ ،‬تكام أهنا ستتحول اإىل منافسة خطري للش يخ داخل جماهل القبيل‪.‬‬
‫معلوم‪ ،‬اإذن‪ ،‬أن الزاوية السماللية تدين مباكنهتا هذه اإىل أمهية موقعها ونفوذها وسط القبائل الثائر وتكذا عالقاهتا املمتزي‬
‫مع السلطة املرتكزية‪ ،‬فاإىل أي حد سامه انفتاهحا عىل احمليط الاقتصادي اجملاوة لها يف تدعمي ماكنة الش يخ ومتيزيه عن‬
‫معارصيه؟‪.‬‬

‫‪ -‬سجل علي بودميعة االيليغي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.158 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل اخلامس‬
‫مظاهر انفتاح الزاوية السماللية الوازةوالوية عىل الصحراء وجتاةهتا‬

‫‪70‬‬
‫‪2‬‬
‫يبدو أن زوااي النصف الثاين من القرن ‪16‬م قد أصبحت منفتحة أتكرث من السابق‪ ،1‬عىل حميطها الاقتصادي والاجامتعي‬
‫ويقرتن هذا الانفتاح بربوز حرتكة صوفية اس هتدفت احلد من الزمات الاقتصادية‪ ،‬وحترير الثغوة الساحلية من الاختناق‬
‫الاقتصادي‪ ،‬واذلي ماةسه الربتغاليون منذ ‪1415‬م أي س نة احتالل سبتة‪ .‬وإاذا اكن بعض هذه الزوااي قد أنشأ ما ميكن‬
‫الاصطالح عليه ابلزاوية الفالحية‪ 3‬لهامتمه املكثف بأموة الةض والفالحة‪ ،‬فاإن زوااي أخرى‪ ،‬نظرا لوجودها يف أماكن جافة ل‬
‫تسمح مبامةسة هذا النوع من النشاط‪ ،‬الزتمت مبقتضيات حميطها الطبيعي‪ ،‬والاقتصادي لتشلك ما نسميه جتاوزا ب "الزاوية‬
‫الوجاةية"‪.4‬ومن هذا خنلص اإىل نقطة نعوربها أساس ية ويه عدم انفصال أةابب الزوااي والوصوف عن مقتضيات وسطهم القبيل‬
‫وحاجياته العامة‪ .‬وهو أمر يدعوان اإىل حماوةل الوعمق يف جتربة الزاوية السماللية‪ ،‬عىل عهد ش يخها أمحد أوموىس‪ ،‬اليت س نتتبع‬
‫دوةها يف الوجاة الصحراوية مبعزل عن معطيني اثنني‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬الرغبة يف اإجياد قالب جاهز لزاوية تشرتك والزوااي املذكوة أآنفا ‪،‬يف الانامتء اإىل نفس املدةسة الصوفية‪ ،‬أو اإىل نفس‬
‫الظرف الواةخيي‪ ،‬اإذ أن هذا وحده ل يكفي جلعلنا نوبىن تصنيف الزاوية السماللية مضن اإطاة "الزوااي الفالحية" أو يف اإطاة‬
‫"الزوااي الوجاةية" ذلكل س وكون انطالقتنا من معطيات خاصة ابلزاوية السماللية‪ ،‬حندد مبقتضاها أي نوع من الزوااي يه؟‬
‫واثنهيا‪ :‬الوقوع يف ش باك الإةث الواةخيي للزاوية السماللية ‪ 5‬اذلي ياكد حيجب عنا أدواةها العامة عىل عهد الش يخ املؤسس‪،‬‬
‫وإاذا تكنا اإىل حد الآن قد اس وطعنا ةمغ الصعوابت امجلة‪ ،‬احلديث عن بعض الدواة اليت قامت هبا الزاوية السماللية‪ ،‬فاإن تتبع‬
‫دوةها الرايدي يف تطوير الوجاة الصحراوية يكتنفه الكثري من الغموض وحتمكه ظروف أساس ية مهنا‪:‬‬
‫أول‪ :‬سكوت الكتاابت الواةخيية عن هذا النشاط ومترير بعضه يف اإطاة كرامات ميزتج فهيا الواةخيي ابلسطوةي‪.6‬‬
‫واثنهيا‪ :‬شهر حفد الش يخ احامد أوموىس خاصة يف ميدان جتاة الصحراء‪ 7‬اليت أقصت لكية دوة الش يخ املؤسس‪ ،‬وإان اكن‬
‫البعض يرى أن "برتكة" الش يخ احامد أوموىس يه اليت خولت حلفدته حتقيق ترامك مادي ملموس جعل الزاوية ترتقي يف ظرف وجزي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يشير الباحث ايكلمان إلى أن انتشار الزوايا في البوادي قد أحدث تغييرا جوهريا في طبيعة التصوف ذاته ولم تعد الزوايا مجرد مراكز متواضعة لنشر فهم معدل للتعاليم اإلسالمية‪ .‬راجع‪:‬‬
‫ايكلمان‪،‬اإلسالم في المغرب‪ ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬راجع على سبيل المثال ما قلناه عن اهتمام الزاوية السماللية بمسألتي اإلطعام واإلنفاق‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬ص ص‪.96-90 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬وفي هذا الصدد نقف عند ثالث شخصيات جزولية لعب كل منها دورا متميزا داخل المجال الجغرافي الذي استقرت به‪ ،‬أولى هذه الشخصيات عبد هللا الغزواني الذي اشتهر في منطقة الحوز‬
‫بتسخير قدراته من أجل تنظيم سقي األراضي الزراعية‪ .‬وقد ورث عنه عبد هللا بن حسين المصلوحي اهتمامه بالجانب االقتصادي من حياة المريدين واألتباع‪ ،‬ولعل محاربته للجراد‬
‫والحشرات التي تضر بالمحاصيل الزراعية اكبر مؤشر على سعي عبد هللا بن الحسين إلى تزكية دوره داخل محيطه القبلي‪ ،‬ولم يكن اهتمام المتصوفة الجزوليين عموما منصبا على السهول‬
‫بل تعداها إلى نقل مشاريعهم اإلصالحية إلى الفجاج والمنخفضات الجبلية واألودية الوعرة‪ ،‬ويعد امحند اوبراهيم التمنارتي رائد المشاريع الكبرى‪ ،‬فقد أنجز العديد من السدود الجبلية‬
‫الصغرى ومد الجسور والقناطير‪ ،‬فكان تشييده لقنطرة واد ولغاس‪ ،‬دليال واضحا على اهتمامه بالحد من األضرار الناجمة عن فيضان هذا الواد‪ .‬راجع‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.10 .‬‬
‫‪-Pascon, le Haouz, TI, op.cit, pp. 261-262, 267.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬لم نعتمد خالل وضعنا لهذا المصطلح على أي تصنيف تقني متعارف عليه وإنما وضعناه على منوال الزاوية الفالحية التي يمكن تتبع عناصر نشوءها ومواصفاتها في عمل باسكون‪:‬‬
‫‪- Pascon, le Haouz, TI, op.cit, p. 259, 262.‬‬
‫ومن بين الزوايا التي يمكن أن تخضع لهذا التصنيف زاوية القنادسة بمنطقة فكيك‪ /‬التي تشرف على مجاهل الصحراء والتي كانت قبل ظهور الشيخ محمد بن أبي زيان بها " مجرد قرية‬
‫صحراوية نائية‪ ،‬يعيش أهلها فقرا مدقعا وحرمانا على جميع األصعدة " لتعج بعد ذلك بالحركة وتتسع عمليات البيع والشراء بها بفضل " بركة الشيخ" وكذا لفضل مساهمته الفعلية فيها‪ .‬فقد‬
‫كان الشيخ محمد بن أبي زيان " إذ أحضرت الركبان الثالث مائة أو األربع مائة" يشتري القنطارين والثالثة من الحناء ويقسمها للمريدين"‪ .‬راجع بخصوص هذه الزاوية‪ :‬مرزاق‪ ،‬الشيخ‬
‫محمد بن أبي زيان وزاويته‪ ،‬ص ص‪.210-207 .‬‬
‫وينطبق هذا التصنيف أيضا‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬على الزاوية الناصرية بدرعة والتي شكلت عائدات التجارة الصحراوية مداخيل هامة تستفيد منها الزاوية‪ ،‬مقابل حمايتها للقوافل التجارية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪- Bodin, La Zaouia, op.cit, p280‬‬
‫كما شارك شيوخ الزاوية مباشرة‪ ،‬أحيانا في العمليات التجارية وأسهموا في تنشيط الطريق التجاري الرابط بين توات ودرعة‪ .‬انظر‪ :‬محمد بن عبد هللا الخليفي‪ ،‬الدرة الجليلة في مناقب‬
‫الخليفة‪ ،‬دراسة وتحقيق أحمد عمالك‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،1986 ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬للوقوف على هذا االرث انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص ص‪Pascon, la Maison, op.cit, p. 9 à p. 111. .312-42 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬فعلى الرغم من أن العديد من كتب التراجم قد اهتم بشخصيات صوفية تنتمي إلى النصف األول من ق ‪ XVI‬م إال أن أغلبها أغفل الحديث بشيء من الوضوح عن األدوار االقتصادية للزوايا‬
‫وأرباب التصوف معتبرين الغرض من التأليف ليس هو الوقوف على كل جوانب حياة المتصوف موضوع الترجمة بل هو عرض ما ينم عن زهده وتقشفه في األمور الدنيوية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬اهتم المختار السوسي بجمع المعلومات الكافية لتتبع الدور الريادي لحفدة الشيخ احماد أوموسى في تجارة الصحراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،312-42 .‬إال أن عمل باسكون (‪ )Pascon‬في هذا‬
‫المجال فاق من حيث الدقة ما جاء به السوسي‪ ،‬والفضل في ذلك يعود إلى حصوله على السجالت التجارية لدار اليغ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫اإىل اإماة مس وقةل تفرض س يطرهتا عىل لك السفوح اجلنوبية من الطلس الكبري واتفياللت ودةعة ليصل نفوذها اإىل بالد‬
‫السودان‪.1‬‬
‫وللغوص يف أعامق جتربة الزاوية السماللية‪ ،‬حماوةل منا فهم تكنه عالقهتا بوجاة الصحراء‪ ،‬نس ونري ابلس ئةل الوالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يه الظروف الاقتصادية اليت أفرزت الزاوية السماللية؟‬
‫‪ -2‬ملاذا انفردت اتزةوالت‪ ،‬دون تاكوست‪ ،‬أو متناةت أو اتةودانت بزاوية الش يخ احامد أوموىس؟‬
‫‪ -3‬أين تمكن المهية الاقتصادية لوازةوالت خالل القرن ‪16‬م؟‬
‫‪ -4‬وهل اكنت للزاوية السماللية مسامهة فعلية يف جتاة الصحراء؟‬

‫وس وكون حماوةل جوابنا عىل هذه الس ئةل موازية لس وحضاةان للظرفية العامة اليت عرفها مغرب القرن ‪16‬م‪ ،‬ومهنا ابخلصوص‪:‬‬
‫‪ -1‬وضعية احملاوة الوجاةية الرابطة بني املغرب والسودان الغريب‪.‬‬
‫‪ -2‬مث دوة السلطة السعدية يف ترجيح تكفة هذا احملوة عىل حساب الآخر‪.‬‬
‫‪ -3‬الوجود الربتغايل والرتيك‪ ،‬وتأثريه يف جتاة الصحراء خالل هذا القرن‪ ،‬اإمياان منا بأن فهم الواةخي احمليل ل يمت مبعزل عن‬
‫أحداث عامة جتعل الرقعة املدةوسة عىل ضيقها منفتحة عىل جمال أوسع قد يوجاوز الإطاة الوطين لينخرط يف اإطاة‬
‫عالقات ومواقف من بدلان وقوى جماوة ‪.‬‬

‫‪ .I‬ظهوة اتزةوالت عىل ساحة الحداث خالل القرن‪16‬م‪:‬‬

‫أرشان حني حديثنا عن أآليات تأسيس الزاوية السماللية أن اإمس اتزةوالت اةتبط يف الواةخي احمليل للجنوب املغريب بوأسيس‬
‫زاوية الش يخ احامد أوموىس هبا‪ .‬وبذكل يكون انوقال الش يخ من مسقط ةأسه بومروان اإىل اتزةوالت قد سامه اإىل حد بعيد يف‬
‫تسليط الضوء عىل هذه املنطقة‪ .‬وتعرضنا حليثيات انوقال الش يخ احامد أوموىس اإىل بس يط اتزةوالت‪ ،‬واليت خضعت يف معوهما‬
‫لظروف الزمة الاقتصادية اليت عرفها مغرب بداية القرن ‪16‬م واليت جسلت ةواية البعقييل بعض جوانهبا‪ 2،‬يضعنا أمام سؤال‬
‫أسايس هو‪:‬‬
‫أهيام أس بق؟ هل المهية ا إلسرتاتيجية لوازةوالت يه اليت اكسبت الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬وتكذا الرس السماللية يف معوهما‬
‫تكل املاكنة املرموقة اليت احتلهتا الرس طيةل ثالثة قرون‪ ،‬أي من القرن ‪16‬م اإىل القرن ‪19‬م؟ أم أن املاكنة الروحية للش يخ احامد‬
‫أوموىس يه اليت خولت لوازةوالت لعب دوة الوس يط يف جتاة الصحراء‪ ،‬وجعلهتا بذكل تنافس مراتكز أخرى جماوة تكواةودانت‬
‫ومتناةت؟‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pascon, la Maison, op.cit, pp. 43-44.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬البعقيلي‪ ،‬المناقب‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪72‬‬
‫لن يكون اجلواب عن هذه الس ئةل سهال‪ ،‬خصوصا وأننا نضع املاكنة الروحية للش يخ يف مقابل المهية الإسرتاتيجية للمنطقة‪،‬‬
‫وليس غرضنا من هذا الاس هتانة ابملاكنة املمتزي للش يخ احامد أوموىس بني ابيق متصوفة العرص‪ ،‬وإامنا نبغي وضع اليد عىل العالقة‬
‫اجلدلية الواقعة بني ماكنوه واسرتاتيجية املاكن‪ .‬وسوف توضح لنا بعض جوانب هذه العالقة من خالل ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬دوة س ياحة الش يخ احامد أوموىس يف الانفتاح عىل عامل الصحراء‪:‬‬

‫اإذا تكنا قد تطرقنا يف ما س بق للبعاد الصوفية لس ياحة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬فاإن هذا املوضوع قد خول لنا تتبع بعض‬
‫الماكن اليت زاةها خالل س ياحته لنخلص اإىل أن جلها اكن يف اجلنوب املغريب والصحراء‪ ،‬ويه أموة لها دلةل واحضة جتعل الش يخ‬
‫عىل بينة من جمرايت الحداث يف هذه الماكن‪ ،‬ولعل ما يلفت الانتباه أتكرث من س ياحته هو انهتاؤه بدخوهل البحر عند خليج‬
‫ماسة‪ ،‬ويه بذكل ترمس لنا اإطاةا عاما لونقل ساكن اجلنوب املغريب سواء اكنوا فرادى يف اإطاة الس ياحة‪ ،‬تكام هو شأن س ياحة‬
‫الش يخ احامد أوموىس أو جامعات مضن قوافل الوجاة العابر للصحراء واليت توخذ ميناء ماسة اكإحدى هناايهتا الساس ية‪.1‬‬
‫وإاذا اكنت س ياحة الش يخ قد مكنوه من الانفتاح عىل عامل الصحراء فاإهنا خولت هل اختياة املنطقة املناس بة لبناء زاويوه‪ ،‬ويه‬
‫تكام يراها أهل بومروان قابةل لن "نبين فهيا جامعا نعبد هللا فيه"‪ ،2‬و"نس وغلها مد حياتنا ونرتك أولدان يف السعة وةغد‬
‫العيش"‪.3‬وإاذا اكن الاس وقراة الهنايئ للش يخ بوازةوالت قد جاء بعد سلسةل تنقالت يف بعض الماكن اجملاوة ‪ ،‬فاإن أمر الونقل‪ ،‬ةمغ‬
‫اتسامه ابلغموض‪ ،‬يطرح أمامنا عد احامتلت مهنا‪ :‬احنساة أماكن الاس وقراة الويل بني اجلبال الوعر مما جعل املاكن غري قادة عىل‬
‫استيعاب العداد الوافد عىل الزاوية تكام أنه شلك عائقا أمام مبادة متصوفة الزاوية من أجل توفري مداخيل جانبية‪ ،‬وهو أمر نلمسه‬
‫بوضوح حني عقد مقاةنة بني زاوية اتزةوالت وزاوية احمند وابراهمي الش يخ بمتناةت‪ .4‬وبذكل يكون الاختياة املوقف للماكن قد‬
‫سامه‪ ،‬اإىل حد بعيد‪ ،‬يف جعل الزاوية السماللية عىل عهد الش يخ املؤسس تس وقطب العديد من التباع وتفرض س يطرهتا املبارش‬
‫عىل حميطها القبيل‪ ،‬تكام اكن هذا الاختياة سببا اكفيا يف خوض الزاوية للوجربة الس ياس ية سواء مبوالهتا للمخزن السعدي‪ ،‬أو‬
‫مبعاةضهتا هل‪ .5‬ويمكن اإذن دوة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬ابدلةجة الوىل‪ ،‬يف تفطنه لمهية املاكن‪ ،‬وحماولوه استامثة هذه المهية من‬
‫خالل املسامهة يف فرض المن والاس وقراة عىل القبائل الثائر ‪ ،‬وتكذا تطوير املاكن ابس وصالحه‪ ،‬وهذا يدعوان اإىل حماوةل مقاةبة‬
‫سؤال أآخر هو‪:‬‬
‫‪ .2‬أين تمكن المهية الاسرتاتيجية لوازةوالت؟‬

‫لن ننطلق للجواب عن هذا السؤال من الإةث الواةخيي لوازةوالت وشهرهتا اليت اكدت حتجب شهر املراتكز اجملاوة تكواكوست‬
‫ومتناةت واتةودانت طيةل القرن ‪15‬م وإاىل غاية القرن ‪19‬م‪ ،‬فذكل أمر اهمتت به الكتاابت اليت شلك اتةخي الوجاة يف اجلنوب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يشير دراماني (‪ )Dramani‬إلى صورة المغرب والمغاربة عند الكتاب السودانيين القدامى (أمثال السعدي عبد الرحمان) ) تمثلت بالخصوص في سوس ومينائه ماسة‪ ،‬ومخزنه الكبير‬
‫تارودانت‪ ،‬ثم تافياللت وعاصمتها سجلماسة‪ ،‬ومراكش التي ستفرض سيطرتها طيلة القرن ‪16‬م كعاصمة للسعديين‪.‬‬
‫‪Zakari (D. I), L’Afrique noire dans les relations Internationales au XVIe, Karthala, 1982, p. 49.‬‬
‫‪2‬‬
‫البعقيلي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬من المأثور عن الشيخ احماد أوموسى أنه قال عن تمنارت بعد وفاة الشيخ أمحند أوبراهيم "هللا إيهنيكم أتمنارت‪ ،‬أموزكيف‪ ،‬أموستيف" وترجمتها" وداعا يا تمنارت‪ ،‬يا أرض الحريرة (كناية‬
‫عن الفقر) والحجارة"‪ .‬وهي مأثورة تصور لنا الوضعية االقتصادية والجغرافية لتمنارت‪ ،‬والتي ال تختلف كثيرا عما هي عليه في الواقع‪ ،‬إذ تمتد تمنارت بين جبال األطلس الصغير‪ ،‬في مجال‬
‫صعب االستغالل‪ ،‬وهذا ما يفسر الجهود الكبيرة التي كان الشيخ امحند اوبراهيم التمنارتي يبذلها في المنطقة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ستخوض الزاوية السماللية تجربة المعارضة السياسية بعد وفاة الشيخ أحمد أوموسى‪ ،‬وإن كانت لم ترتق الى مستوى المعركة التي قادها علي بودميعة والتي انتهت بتأسيسه إلمارة اليغ عام‬
‫‪ 1022‬هـ ‪1612/‬م‪ .‬انظر‪ :‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص‪.27 .‬‬
‫‪73‬‬
‫املغريب ما بني القرنني ‪17‬م و‪19‬م هاجسها السايس‪ ،1‬اإل ان هذا لن مينعنا من حماوةل ةمس منحىن يوحض اةتباط القو الاقتصادية‬
‫للرس السماللية ابسرتاتيجية املاكن‪.‬‬
‫معلوم أن الرس السماللية‪ ،‬تكام قدمهتا لنا املصادة الواةخيية اليت اهمتت ابلوحولت اليت س وعرفها عىل عهد حفد الش يخ احامد‬
‫أوموىس‪ ،2‬قد عرفت مرحلوني أساس يتني هام‪ :‬مرحةل تزمع عيل بودميعة هذه الرس ‪ ،‬ويه املرحةل اليت اصطلح علهيا السويس‬
‫"ابإليغ القدمية"‪ ،3‬تبتدئ مع الإةث الرويح للش يخ احامد أوموىس وتنهتيي هبدم السلطان العلوي الرش يد لعامصة السمالليني اإليغ‬
‫عام ‪ 1081‬هـ ‪ 1670/‬م ‪1671-‬م‪ .‬وقد شهدت هذه املرحةل اإىل جانب الهمينة السماللية عىل لك اجلنوب املغريب تقلص نفوذ هذه‬
‫الرس بل وإاجالهئا عن لك اتزةوالت لولجأ اإىل منطقة "أآسا"‪ 4‬جنواب‪ .‬ولن يس وعيد السمالليون الوازةوالويون جمدمه اإل بعد‬
‫عودهتم اإىل منطقة اتزةوالت اليت س وعرف يف مرحلهتا الثانية الهمينة السماللية عىل عهدي هامش السماليل واحلسني أوهامش‪ .5‬ولعل‬
‫ما حتيل عليه هذه الحداث الواةخيية هو اةتباط القو السماللية ابسرتاتيجية املاكن‪ ،‬وحنن هنا ل ندعي أن اسرتاتيجية اتزةوالت‬
‫تشلك النقطة الوحيد احملدد لهذه القو ‪ ،‬وإامنا يبدو لنا أهنا اكنت نقطة أساس ية فهيا‪ .‬فبانوفاء العوامل املوحمكة يف هذا المتزي‬
‫تراجعت منطقة اتزةوالت لوصبح جمرد قرية هممشة تس وفيد‪ ،‬جزئيا‪ ،‬من املداخيل احملدود للموامس احمللية اليت ةمغ اس متراةها‪،‬‬
‫تكوقليد‪ ،‬مل تعد ختول للمنطقة نفس الإشعاع القدمي‪.‬‬
‫فهل يعين هذا أن العوامل املوحمكة يف متيزي اتزةوالت ما بني القرنني ‪16‬م و‪19‬م يه انفتاهحا عىل جتاة الصحراء اليت ابودأ‬
‫اتةخي اتزةوالت معها وتضاءل ابنهتاهئا؟‬
‫لو اكن غرضنا هو الوقوف عىل عالقة الرس السماللية‪ ،‬يف معوهما‪ ،‬بوجاة الصحراء لاكن اجلواب عن هذا السؤال سهال‪،‬‬
‫ذكل أن غزاة السجالت الوجاةية اليت تؤةخ بدقة للعمليات اليت اكنت ترشف علهيا داة اإيليغ تؤتكد‪ ،‬مبا ل يدع جمال للشك‪ ،‬أن‬
‫شهر اتزةوالت اكنت مرتبطة ابلفعل بوجاة القوافل وتوحدد انطالقا مهنا‪ ،‬اإل أن اخلوض يف بداايت الرس السماللية وعالقة ذكل‬
‫بوجاة الصحراء يف غياب معطيات اتةخيية وشواهد اتبثة‪ ،‬تكوكل اليت وجدانها عند حفد الش يخ املبارشين‪ ،‬جيعل معلنا حماطا‬
‫ابلكثري من الصعوابت‪ .‬لكن مبا أن البحث يف الواةخي احمليل يوو ‪ ،،‬معوما‪ ،‬املغامر واقتناص الفرص‪ ،‬فاإننا س نرتك ذكل جانبا‬
‫لنحاول انطالقا من معطيات بس يطة وحمدود مقاةبة السؤال املطروح مع جتنب الإسقاطات‪.‬‬

‫اإن أول ما جيب تسطريه هو أن اتزةوالت مل تنتظر جميء القوافل الوجاةية ليقوم هبا اس وقراة برشي‪ ،‬وهذا ما تؤتكده الرواايت‬
‫الواةخيية اليت قدمت يف أغلهبا اجملال معمرا من قبل قبائل حربيل‪ .‬وهذا يدعوان اإىل اعوباة عالقة اتزةوالت ابحملاوة الوجاةية الغربية‬
‫وجتاة الصحراء‪ ،‬يف معوهما‪ ،‬حاداث أدخل املنطقة اإىل نقطة الضوء اليت اكنت بعيد عهنا‪ .‬فباس وعراضنا لمه املصادة الواةخيية سواء‬
‫مهنا تكل اليت تقدم الواةخي العام‪ ،6‬أو ما خلفه الرحاةل واجلغرافيون‪ ،7‬مل جند أية اإشاة اإىل املنطقة قبل القرن ‪16‬م بل جند بعضها‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نجد من بينها‪:‬‬
‫‪- Monteil (V), Note sur les Tekna, Paris, 1945, p. 21. Abitbol (M), Tombouctou et les Arma, Maison neuve 1979, pp. 196-199. Pascon, lamaison, pp.‬‬
‫‪9-43.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص ص‪.229-227 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفس‪ ،‬ص‪.45 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عن موقع أسا راجع‪ :‬مصطفى ناعمي‪ ،‬مادة "أسا"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ص‪.379-377 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬السوسي‪ ،‬ايليغ قديما وحديثا‪ ،‬ص ص‪261-237 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ونعني بذلك المصادر التالية‪ :‬الفشتالي‪ ،‬مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا‪ .‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد الجمة‪ .‬الناصري‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج ‪ 5‬و‪.6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬راجعنا أهم كتب الرحالة الذين زاروا منطقة سوس قبل القرن ‪16‬م فلم نجد ذكرا لتازروالت ضمنها‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫اذلي ألف يف بداية القرن ‪16‬م‪ ،‬ل يوحدث عهنا‪ .1‬وإاذا اكان نؤمن بأن اتزةوالت‪ ،‬انطالقا من املعطيات املقدمة سابقا‪ ،‬اكنت‬
‫موجود فاإن ما يفرس سكوت املصادة عن احلديث عهنا هو عدم وقوعها عىل اإحدى املساكل الوجاةية الرابطة بني املغرب‬
‫والسودان‪ ،‬ومن مثة بعدها من املساكل املس وعمةل من طرف الرحاةل واجلغرافيني‪ ،‬فالوزان مثال مل يذكر اتزةوالت ةمغ اهامتمه‬
‫ابملراتكز القريبة مهنا تكامسة وإافران‪.2‬‬
‫انطالقا مما قيل‪ ،‬تبقى اتزةوالت وإاىل حدود بداية ق ‪16‬م‪ ،‬بعيد عن ساحة الحداث وهذا يطابق ما ةأيناه سابقا من كون‬
‫انوقال الش يخ من مسقط ةأسه اإىل اتزةوالت اكن حوايل ‪1520‬م‪ ،3‬أي بعد مروة عرش س نوات عىل زاية الوزان ملنطقة سوس‪،‬‬
‫وبذكل تكون اتزةوالت قد بدأت تعرف نوعا من الوطوة عىل عهد الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬وهو تطوة يوازي من الناحية‬
‫الس ياس ية صعود السعديني اإىل احلمك‪،4‬ومن الناحية الاقتصادية بداية انوعاش احملوة الغريب اذلي شلك ميناءا افران وماسة مرفأيه‬
‫الرئيس يني‪ ،‬يف حني شلكت اتزةوالت نقطة اإشعاع رضوةية‪.‬‬

‫‪ /II‬الإشعاع الاقتصادي لوازةوالت‪:‬‬

‫لقد اخرتان احلديث عن الإشعاع الاقتصادي لوازةوالت يف اإطاة الانوعاش العام اذلي عرفه احملوة الغريب انطالقا من مراتكزه‬
‫الشاملية اإفران وماسة‪ .‬وهذا الاختياة حتمكه ظروف موضوعية أمهها اةتباط ظهوة اتزةوالت عىل ساحة الحداث ابجلنوب الغريب‬
‫ابلوضع الاقتصادي العام اذلي عرفته نفس املنطقة‪ ،‬مث وقوع اتزةوالت عىل اخلط الرابط بني اإفران يف اجلنوب وماسة يف الغرب‬
‫ومن مثة اس وفادهتا املبارش من بعض عائدات جتاة الصحراء‪ .‬اإل أن تتبع أطواة الإشعاع الاقتصادي لوازةوالت لن يكون سهال‪،‬‬
‫تكام قد يبدو‪ ،‬ذلكل س نعمل عىل طرح مجموعة من الظروف واحليثيات اليت بدت لنا قادة عىل تسليط الضوء عىل املاكنة‬
‫الاقتصادية لوازةوالت مضن اخلط الوجاةي الرابط بني اإفران وماسة‪.‬‬
‫‪ -1‬بروز دوة ماسة وإافران مضن احملوة الغريب‪:‬‬

‫ل هندف من وةاء احلديث عن احملاوة الوجاةية الوقوف عىل جوانب هذا املوضوع‪ ،‬فذاك أمر اهمتت به تكوب خموصة‪ ،5‬لكن‬
‫غرضنا يمكن يف تسليط الضوء‪ ،‬ولو جزئيا‪ ،‬عىل الوحولت اليت بدأت تعرفها خطوط الوجاة الصحراوية‪ ،‬واليت تفرس اإىل حد كبري‬
‫الانوعاش الاقتصادي اذلي عرفته بعض هجات سوس يف منوصف القرن ‪16‬م‪ .‬وس يكون حديثنا عن املراتكز الوجاةية مقترصا عىل‬
‫أمهية سوس وجسلامسة مضن حموةهام الوجاةي اذلي يرتبطان به اةتباطا وثيقا‪ ،‬اإذ أن حتول هذه احملاوة رسعان ما يرتتب عنه تدهوة‬
‫للمراتكز الاقتصادية املرتبطة هبا‪ ،‬وذكل ما أثبتته املعلومات اخملولفة اليت ساقها الرحال العرب‪ ،‬اذلين عربوا الصحراء أو اذلين تكوبوا‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ونعني بذلك وصف افريقيا للحسن الوزان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،113 .‬ج ‪ ،2‬ص‪.117 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الفاسي‪ ،‬مرآة المحاسن‪ ،‬ص‪.137 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬وقد عرفت الفترة محاوالت السعديين االستيالء على جهات من الصحراء ألهمية الدور االستراتيجي الذي تلعبه في تحقيق المشاريع السياسية الكبرى ذلك أن ارتباط جميع الحركات السياسية‬
‫(األتراك‪ ،‬البرتغال‪ ،‬المرينيون‪ ،‬والسعديون) بتجارة الصحراء خالل القرن ‪ XVI‬م ومراقبة الطرق يمثل عامل قوة أساسيا وضروريا‪ .‬راجع بهذا الصدد ‪:‬‬
‫‪ -‬مجهول‪ ،‬تاريخ الدولة السعدية الدرعية التاكمادارتية‪ ،‬نشر كوالن (ج)‪ ،‬المطبعة الجديدة‪ ،‬رباط الفتح‪1934 ،‬م‪ ،‬ص‪.7 .‬‬
‫‪ -‬الزياني‪ ،‬الترجمان المعرب‪ ،‬ص‪.345 .‬‬
‫‪ -‬ديكودي طوريس‪ ،‬تاريخ الشرفاء‪ ،‬ص‪.73 .‬‬
‫‪- Damio )de ( , les Portugais au Maroc du 1495 à 1521, extrait de la «Chronique du Roi O. Manuel de Portugal», traduction française par Ricard,‬‬
‫‪édition Felix Mooncho, Rabat, 1937, pp. 171-178.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬انظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪- Devis (J), «Routes des commerce et échanges en Afrique Occidentale en relation avec la Méditerranée ; un essai sur le commerce Africaine‬‬
‫‪Médiéval du XI au XVI siècle», in Revue d’Histoire économique et sociale, T I-II, 1972, pp. 42-73 et pp. 357-379.‬‬
‫‪- Mauny, Tableau géographique de l’ouest Africain au moyen Age, d’après les sources écrites, la tradition et l’archéologie, in 4e mémoire de‬‬
‫‪l’IFAN, n° 16, Dakar, 1961.‬‬
‫‪75‬‬
‫عن الوجاة الصحراوية‪ ،‬عن اس متراة النشاط الوجاةي عرب املساكل الصحراوية الرشقية ملد تزيد عن الس وة قرون‪ ،‬أي من القرن‬
‫‪8‬م اإىل القرن ‪16‬م‪ ،‬ويه مد اكفية جلعل جسلامسة "قاعد لذلهب"‪ .‬عىل أن املدينة اكنت تعرف مدا وجزةا حسب الوطوةات‬
‫الس ياس ية اإذ يظهر اهنا مل تس وطع الصمود طويال بعد ختريهبا يف أواخر القرن ‪16‬م ويرجع ذكل إاىل انعدام المن اذلي ساد املنطقة‬
‫منذ س يطر بين معقل عىل الطرق املاة بسجلامسة يف ظل احلمك الوطايس‪ ،1‬وعندما زاة احلسن الوزان يف بداية القرن ‪16‬م (س نة‬
‫‪1511‬م) وجد املدينة خمربة متاما‪ .2‬واكن من نتيجة هذه املرحةل حتول الطرق الوجاةية عن جسلامسة يف اجتاه الغرب لوصبح دةعة‬
‫وسوس أبرز طرق القوافل الوجاةية وأتكرثها أمنا‪ ،‬تكام أصبحت تاكووست (بوادنون) أتكرب مرتكز جتاةي يف اجلنوب املغريب ووةثت‬
‫ادلوة اذلي اكن لسجلامسة من قبل‪ .3‬وإاذا اكنت الإشاة الواةخيية تكفيةل بوتبع المهية الاقتصادية ملنطقة دةعة بووفرها عىل عدد من‬
‫الواحات مهنا‪ :‬طاطا ودةعة واتمكروت‪ ،4‬فاإن احلديث عن دوة منطقة سوس ابعوباةها اثين مرتكز مس وقطب لوجاة الصحراء‬
‫يرتاءى لنا عرب حديث بعض املصادة الواةخيية عن ماكنة لك من اإفران وماسة‪،‬يف هذه الوجاة العابر للصحراء‪ ،5‬ذلكل س نقرص‬
‫اهامتمنا عىل ميناء "اإفران" ابعوباةه ميناء داخليا ومعربا أساس يا لوجاة القوافل ومرفأ ماسة لكونه اإحدى الهناايت الساس ية لهذه‬
‫الوجاة ‪ .‬لكن جيب تسجيل أن حديثنا عن هذه املرفأين الوجاةيني خالل النصف الول من القرن ‪16‬م س يكون مبوازا احلديث عن‬
‫املاكنة الاقتصادية لوازةوالت يف نفس الفرت ‪ ،‬لكون الك املرفأين شلك منفدا طبيعيا لوازةوالت وةابطها السايس بوجاة الصحراء‪.‬‬
‫‪ .2‬اتزةوالت نقطة عبوة للقوافل الصحراوية‬

‫للحديث عن هذا املوضوع س نخضع لقيود تفرضها قةل املاد الواةخيية‪:‬‬


‫أولها‪ :‬ضبط موقع اتزةوالت يف اإطاة خريطة اجلنوب املغريب‪.‬‬
‫اثنهيا‪ :‬حماوةل الإحاطة هبذا املوقع يف اإطاة أضيق هو الإطاة السويس اذلي يوحدد عرب نقط جغرافية انلت من الاهامتم‬
‫ما مل تنهل اتزةوالت ويه اإفران جنواب وماسة غراب‪.‬‬
‫أول‪ :‬ضبط موقع اتزةوالت‪.‬‬
‫نسعى من خالل الوقوف عىل موقع اتزةوالت اإىل اخلروج من الإطاة احمليل الضيق اذلي تفرضه ادلةاسة املنوغرافية‪،6‬‬
‫اإىل اإطاة أمع يسمح ابإلقاء نظر عىل موقع اتزةوالت تكنقطة اإشعاع مضن خريطة اجلنوب املغريب خالل القرن ‪16‬م‪ .‬فانطالقا‬
‫من هذه اخلريطة متود اتزةوالت يف اجلهة اجلنوبية الغربية غري بعيد عن احمليط الطليس‪ ،‬وةمغ امتدادها عند السفوح الغربية‬
‫جلبال الطلس الصغري فاإهنا ظلت منفتحة عىل اجلنوب والشامل‪ ،‬ويه تقع بذكل عىل طريق الوحراكت القبلية اليت عرفهتا‬
‫املنطقة ما بني القرنني ‪14‬م و‪16‬م بل جندها يف بداية القرن ‪16‬م تشهد عنف هذه الونقالت من خالل الرصاع الواةخيي بني‬
‫القبائل حربيل وجماط‪ .‬مث اإن وجود اتزةوالت يف منطقة سوس‪ ،‬ابخلصوص‪ ،‬جعلها تس وفيد من الاهامتم اذلي أوله‬
‫السعديون الوائل للمنطقة‪ ،‬فهيي غري بعيد عن اتةودانت (احملمدية) اليت شهدت مشاةيع اقتصادية كبري ‪ ،7‬تكام أهنا عىل بعد‬
‫مراحل من ميناء أاكدير اذلي عرف بعد اسرتجاعه‪ ،‬من قبل السعديني‪ ،‬حرتكة جتاةية دائبة توغذى مما حتمهل قوافل الصحراء‬

‫‪1‬‬
‫‪-Lessars (J. M), «SIGILMASSA : la ville et ses relations commerciales au XIe siècle d’après El Bekri», in Hesperis Tamuda, Vol X, Fasc 1-2, 1969, pp.‬‬
‫‪33-34.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪120 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬منها على سبيل المثال مؤلف‪ :‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ص‪.150-146-144 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أحمد اليعقوبي‪ ،‬كتاب البلدان‪ ،‬منشورات المطبعة الحجرية‪ ،‬ص‪ .110 .‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،114 .‬ج ‪ ،3‬ص‪.117 .‬‬
‫‪Fernandes, Description, op.cit, p. 29.‬‬
‫‪ -‬إال أننا لم نهمل هذا اإلطار المحلي‪ ،‬فقد تطرقنا لبعض جوانبه خالل حديثنا عن الزاوية السماللية وآليات تأسيسها‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- Berthier (P), «l’Archeologie Source de l’Histoire Economie», in Hesperis Tamuda, VII, 1966, p. 35.‬‬
‫‪- Berthier, les Anciennes sucreries du Maroc et leurs reseaux hydrouliques, T I, Rabat, 1966, p. 248.‬‬
‫‪76‬‬
‫وما توفره سفن الوجاة الوةوبيني‪ .1‬وإاذا اكن هذا املوقع املنفتح لوازةوالت عىل حميطها قد سامه يف متزيها عن ابيق املناطق‬
‫اجملاوة ‪ ،‬فاإن اةتباطها مبينايئ ماسة وإافران جعلها توحول اإىل نقطة عبوة لوجاة الصحراء عرب احملوة الغريب‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اتزةوالت بني اإفران جنواب وماسة غراب‪.‬‬


‫شلك مرتكز اإفران الطلس الصغري‪ 2‬اإحدى النقط الساس ية مضن احملوة الغريب اإن مل نقل أقدهما‪ ،3‬وقد حظي ابهامتم‬
‫العديد من الرحاةل واملؤةخني يف بداية القرن ‪16‬م أمثال فرننديز )‪1506( (Fernandes‬م‪1507-‬م)‪ 4‬واحلسن الوزان‬
‫(‪1511‬م)‪ .5‬ولعل ما لفت الانتباه اإليه هو اس وقطابه منذ القدمي جلاليات هيودية اكن لها دوة كبري يف جتاة الصحراء‪ ،‬مث‬
‫انفتاحه جنواب عىل تاكووست اليت عرفت منوا كبريا بفضل حتول الطرق الوجاةية عىل الرشق حيث بدأ جنم جسلامسة يأفل‪،‬‬
‫فقد حتدث احلسن الوزان‪ ،‬يف بداية القرن ‪16‬م‪ ،‬عن احتضان "تاكووست" لسوق كبري لذلهب‪ ،6‬لكوهنا أول حمطة جتاةية‬
‫بعد "ودان"‪ ،‬تكام أهنا اكنت تشلك أبرز وأمه سوق للعبيد ابملنطقة‪ .7‬واكن جزء همم من جتاةهتا يسوق عرب الطرق الربية‪،‬‬
‫اإحدى هذه الطرق وأمهها يه طريق اإفران الطلس الصغري‪ ،8‬اليت اكنت تشهد بدوةها حرتكة جتاةية دائبة من خالل توفريها‬
‫ملواد قابةل للتسويق مهنا ابخلصوص الواين النحاس ية اليت اكنت تصنع حمليا وتلقى اإقبال كبريا يف بالد السودان‪ ،9‬ول تنهتيي‬
‫عالقة اإفران بوجاة الصحراء عند هذا احلد‪ ،‬بل توحول بدوةها اإىل منطقة عبوة توفرغ عهنا طرق جتاةية تقطع الطلس‬
‫الصغري عرب العديد من املمرات لونهتيي عند خليج ماسة يف حني يس متر بعضها لريبط املنطقة بربتغاليي أاكدير‪ .10‬ومن بني تكل‬
‫املمرات املنهتية عند خليج ماسة تكل اليت تسري مبحاذا "واد اتزةوالت" واليت ةمغ تشعهبا اكنت أتكرث اس وقطااب للوجاة‬
‫لكوهنا أتكرث أمنا من طريق الاحواض الغربية خاصة مهنا ممر "خلصاص"‪ .11‬لكن عىل عكس ما ةأيناه ابلنس بة حملطيت‬
‫"تاكووست" و "اإفران" فاإن حمطة اتزةوالت مل تنل نفس احلظ من الاهامتم‪ ،‬فالإشاةات الواةخيية القليةل ل توعدى اعوباةها‬
‫أتكرث طرق الطلس الصغري أمنا‪ ،‬ويه اإشاة تكفي وحدها للتساؤل عن الظروف العامة اليت جعلت الطريق الرابط بني‬
‫اتزةوالت وإافران الطلس الصغري أآمنا‪ ،‬ويف منعزل عن املضايقات اليت تشلكها تنقالت عرب معقل ابلنس بة للوجاة ‪ ،12‬وقد‬
‫جنمع بعض عنارص اجلواب عن هذا السؤال من خالل اإلقاء نظر عىل الدواة الاجامتعية والس ياس ية اليت قامت هبا الزاوية‬
‫السماللية عىل عهد الش يخ احامد أوموىس واليت خولت تكام س بقت الإشاة اإىل ذكل‪ ،‬للزاوية كسب العديد من التباع‬
‫والانفتاح عىل حميط قبيل شلكت قبيلوا جماط وأمحر‪ ،‬عىل قوهتام‪ ،‬أتكرب مكوانته‪.‬‬
‫وإاىل جانب توفر عوامل المن الرضوةية للك العمليات الوجاةية تربز أمهية "وادي اتزةوالت" يف هذه الوجاة البعيد‬
‫املدى‪ ،‬فقوافل الوجاة تسري مبحاذا هذا الواد لوهنيي مسريهتا عند خليج ماسة اذلي هو مصب طبيعي لواد اتزةوالت ومنفذ‬
‫أسايس لوجاةته‪ .13‬فقد اش هترت ماسة دلى مؤة ‪ ،‬القرن ‪16‬م‪ ،‬ابحتضاهنا لمه احملطات الربتغالية يف اجتاه اجلنوب‪ ،‬وازدادت‬
‫أمهية ابتكتشاف "أةغيني" )‪ (Arguin‬س نة ‪1448‬م‪1449-‬م‪ ،‬وعىل عكس أاكدير اذلي عرفت جتاةته تراجعا نسبيا بسبب‬
‫احلصاة اذلي فرضه السعديون عىل هذه املدينة من (‪ 1517‬اإىل ‪1541‬م)‪ ،‬فاإن مرفأ ماسة ظل يعرف حرتكة جتاةية هممة‪.14‬‬
‫وإاذا اكن احلسن الوزان قد قدم وصفا دقيقا ملاسة وجتاةهتا مع الربتغاليني والفاس يني‪ ،15‬فاإن فرننديز )‪ ،(Fernandes‬قبهل‪،‬‬
‫ةتكز عىل وجود ماسة عند مصب واد كبري‪ .16‬وةمغ أن هذا الواد‪ ،‬حسب نفس املؤلف‪ ،‬ل يسمح مبروة السفن الوجاةية عربه‬
‫‪ -‬ديكو دي طوريس‪ ،‬تاريخ الشرفاء‪ ،‬ص‪.73 .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬نقرن هنا اسم إفران باألطلس الصغير لتمييزه عن باقي أسماء إفران المعروفة في جهات أخرى من المغرب‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Monteil (V), «les Juifs d’Ifran», in Hesperis, 1948, p. 151.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Fernandes, Description, op.cit, p. 29.‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.117 .‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.120 .‬‬


‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫‪- Meunie, le Maroc Saharien, TI, op.cit, p. 402.‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ .117 .‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.143 .‬‬
‫‪9‬‬

‫‪10‬‬
‫‪- Meunie, le Maroc Saharien, op.cit, p. 402.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Ibidem.‬‬
‫‪ -‬بخصوص عرقلة عرب معقل لتجارة الصحراء انظر‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫‪- Meunie, le Maroc Saharien, op.cit, p. 874. Mezzine, le Tafilalet, op.cit, p. 586.‬‬
‫‪ -‬مصطفى ناعمي‪ ،‬الصحراء‪ ،‬ص ص‪.121-96 .‬‬
‫‪ -‬يحمل واد تازروالت اسما آخر هو‪ ،‬أعالي "وادي ماسة" إذ يشكل إلى جانب "واد أيت باها" وواد أليلي‪ ،‬االمتداد العلوي لواد ماسة المنتهي عند البحر المحيط‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪14‬‬
‫‪- Ricard, Études sur l’Histoire, op.cit, pp. 132-136.‬‬
‫انظر أيضا‪ :‬بنحادة‪ ،‬النشاط االقتصادي‪ ،‬ص‪.225 .‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.113 .‬‬
‫‪15‬‬

‫‪16‬‬
‫‪- Fernandes, Description, op.cit, p. 29.‬‬
‫‪77‬‬
‫فاإن العديد من القوافل الوجاةية اكنت تسري مبحاذاته بسلع حملية اكلعنرب وجلود البقر واخلنازير والعكل وسلع أخرى سودانية‬
‫اكلندنكو واذلهب‪ ،1‬وهو نفس الطريق اذلي يقود مبارش اإىل اإفران مروةا بوازةوالت‪.‬‬

‫خنلص مما قيل اإىل بعض النواجئ العامة دلوة "اتزةوالت" الوجاةي مهنا‪:‬‬
‫‪ -1‬أمهية موقع اتزةوالت اذلي جعلها عىل اتصال مبراتكز جتاةية "اكإفران" و"ماسة"‪.‬‬
‫‪ -2‬وقد زاد من أمهية هذا املوقع المن اذلي حتقق هل بفضل هجود الزاوية السماللية‪ .‬ففي اإطاة بيئة خاضعة للوحراكت‬
‫القبلية والضغوط الوةوبية‪ ،‬ظهرت الزاوية خللق نوع من الووازن بني متطلبات الرحل وحاجيات املس وقرين‪ ،‬مسامهة بذكل‬
‫يف احلد‪ ،‬ولو جزئيا‪ ،‬من تناقضات احمليط‪ .2‬وقد تظافرت هجود زوااي سوس يف معوهما وهجود السعديني الوائل جلعل منطقة‬
‫سوس املس وقطب الرئييس لوجاة الصحراء‪ ،3‬ول ميكن أن تكون حركية املوائن السوس ية سوى تأكيد عىل ذكل‪.4‬‬
‫‪ -3‬لكن اإذا اكنت الكتاابت الواةخيية قد أسعفتنا‪ ،‬اإىل حد ما‪ ،‬يف احلديث عن اسرتاتيجية موقع اتزةوالت فاإهنا ل‬
‫تسمح ابلوقوف عىل املسامهة الفعلية للوازةوالويني يف العمليات الوجاةية‪ ،5‬اإل أننا مع ذكل نسجل مشاةتكة الافرانيني فهيا‪.6‬‬
‫وقد جاءت الإشاة اإىل مسامههتم يف هذه العمليات مقرونة ابحلديث عن هجود الزاوية السماللية يف خشص ش يخها احامد‬
‫أوموىس‪.7‬‬
‫‪ -4‬وعدم اهامتم الإشاةات الواةخيية ابحلديث عن مسامهة الوازةوالويني يف جتاة الصحراء ل يعين أن قوافل الوجاة اكنت‬
‫متر بأةايض اتزةوالت دون أن ختلف حركية جتاةية هبا‪ ،8‬خصوصا وأن اتزةوالت مبا تضمه من قبائل ةحل ومس وقرين ومبا‬
‫توفره من مواد حملية فالحية اكنت أم صناعية‪ ،‬قد تكون ل حماةل قد سامهت يف هذه املبادلت الوجاةية‪.‬‬
‫‪ -5‬وخنمت هذه الاس ونتاجات العامة ابلتساؤل حول دوة المترتكز الكبري لوجاة الصحراء الطلس ية منذ القرن ‪15‬م‬
‫ابلسوس القىص يف نشوء موامسها احمللية‪ ،‬ومن بيهنا موامس اتزةوالت‪.‬‬
‫معلوم أن للموامس‪ ،‬عىل عكس السواق‪ ،‬طبيعة اقتصادية ودينية‪ ،‬يف نفس الوقت‪ ،‬مما جيعل نشوءها مرتبطا بقو دينية‬
‫حملية منفتحة عىل حميط اقتصادي واسع‪ .‬وظاهر املوامس وإان اكنت معروفة يف املغرب منذ القدمي‪ ،9‬فاإن تتبع مراحل نشوهئا‬
‫يبقى أمرا صعبا عىل أن البحث يف اتةخي املوامس مبنطقة سوس يف بداية القرن ‪16‬م مكننا من الوقوف عىل بعض هذه املوامس‬
‫اليت اكن لها دوة ابةز يف قيام ادلوةل السعدية‪ ،‬فالقامئ بأمر هللا السعدي‪" 10‬وجه القبائل لسوس وجعل لها صنيعا يف يوم‬
‫معلوم وهو املومس‪ .‬ودعا أش ياخ القبائل (‪ )...‬فلام حرضوا وأطعمهم خرج هبم اإىل الفضاء‪ ،‬وصىل هبم ةكعوني وخاطهبم خطبة‬
‫جعيبة بلسان الرببر ذكر فهيا و وعظ وحث عىل اجلهاد"‪ .11‬وتزخر منطقة جزوةل‪ ،‬اإىل جانب هذا املومس‪ ،‬مبوامس أخرى ختضع‬
‫يف قياهما لرشوط الهدنة املوعاةف علهيا حمليا‪ ،‬وتدوم هذه الهدنة ثالثة أايم‪ ،‬تطابق عدد أايم املومس‪ ،‬لفسح اجملال أمام‬
‫اخلصوم‪" :‬ليوجروا فامي بيهنم وينتقلوا من هجة اإىل هجة أخرى"‪ .12‬ويقدم من خالل هذه املوامس "الطعام مجليع الغرابء اذلين‬
‫يوجدون هناك ولو بلغ عددمه عرش أآلف"‪ 13‬أما العمليات الوجاةية اليت تشهدها موامس بالد جزوةل فتمت تكام وصفها الوزان‬
‫‪1‬‬
‫‪- Ibidem.‬‬
‫‪ -‬راجع الفصلين الثالث والرابع من هذا البحث‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬ولعل أبرز الجهود التي قام بها متصوفة القرن ‪XVI‬م‪ ،‬والتي كان لها كبير األثر على االقتصاد المغربي عامة‪ ،‬وتجارة الصحراء على وجه الخصوص‪ ،‬هي دخولهم في عالقات مباشرة مع قبائل‬
‫‪3‬‬

‫الرحل الذين شكلوا في آن واحد سندا وعائقا لتجارة الصحراء‪ ،‬فبإخضاع هؤالء للسلطة الجديدة وتحرير الثغور عادت التجارة الصحراوية لتساهم بقسط وافر في خزينة الدولة السعدية وكذا في‬
‫اقتصاد الزوايا المنفتحة على الصحراء‪.‬‬
‫‪ -‬بنحادة‪ ،‬النشاط االقتصادي‪ ،‬ص‪.225 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬ولعل السبب في ذلك يعود إلى كون المصادر التي تناولت الحديث عن بدايات األسرة السماللية ال تعدو أن تكون كتب مناقب‪ ،‬تتوخى اإللمام بالجانب الصوفي من حياة الشيخ ومريديه أكثر‬
‫‪5‬‬

‫من غيرها من الجوانب‪.‬‬


‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص ص‪.2-1 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪ .1 .‬وهنا البد من اإلشارة إلى أن سكان إفران يدينون بالوالء لزاوية الشيخ احماد أوموسى وهو أمر ال يتنافى وما سجله مارمول عن كون "سكان المنطقة برابر اعتنقوا الطريقة‬
‫‪7‬‬

‫الجزولية"‪ .‬راجع‪ :‬كربخال‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.143 .‬‬


‫‪ -‬فالقافلة التجارية ليست مجرد وسيلة للنقل بل هي "معرض متحرك ال تعرف فيه حركة البيع والشراء توقفا"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪Abitbol, Tombouctou, op.cit, p. 190.‬‬


‫‪ -‬فالبكري يسجل عن رباط ماسة أنه "مكان مقصود‪ ،‬له موسم عظيم ومجمع جليل"‪ .‬انظر‪ :‬البكري‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص‪.161 .‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬أول أمراء السعديين‪ ،‬انظر ترجمته في‪ :‬الناصري‪ ،‬االستقصاء‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ص‪.7-6 .‬‬
‫‪10‬‬

‫‪11‬‬
‫‪- Massignon, la Naissance, op.cit, p. 71.‬‬
‫‪ -‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.144 .‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.145 .‬‬


‫‪13‬‬

‫‪78‬‬
‫(عام ‪920‬هـ‪1514 /‬م‪1515-‬م) عىل الشلك الوايل‪" :‬يضع الوجاة بضائعهم يف خيام أو أكواخ صغري من أغصان الجشاة‪،‬‬
‫وجيمتعون حبسب أصناف بضائعهم لك صنف عىل حد ‪ ،‬حبيث هناك جتاة النس يج وهناك جتاة المقشة واخلردوات وهكذا‪.‬‬
‫أما جتاة املاش ية فيكونون خاةج اخليام"‪ .1‬ويس وقطب املومس ساكن الناحية لكها بل "وحىت ساكن بالد السودان"‪ ،2‬ولعل‬
‫هذه الصوة اليت نقلها لنا الوزان اكفية للحديث عن اس متراة ظاهر املوامس خالل القرن ‪16‬م امليالدي‪ ،‬واةتباطها الكيد‬
‫بوجاة الصحراء‪.‬‬
‫مفا هو نصيب موامس زاوية الش يخ احامد أوموىس من هذه الوجاة ؟‬
‫جتدة الإشاة ‪ ،‬أول‪ ،‬اإىل قةل املعطيات الواةخيية اليت تغطي بداايت املوامس الس نوية بزاوية الش يخ احامد أوموىس‪،‬‬
‫فأغلهبا يشري اإىل ازدهاة هذه املوامس عىل عهد عيل بودميعة دون احلديث عن ماكنهتا الاقتصادية مضن خريطة املوامس‬
‫الوجاةية خالل القرن ‪16‬م‪ ،3‬وإاذا تكنا نسمل بكون بعض املوامس اليت تقام حاليا بزاوية الش يخ احامد أوموىس قد اس وحدثت‬
‫من طرف عيل بودميعة "مكومس امساكن"‪ ،4‬فاإن موامس أخرى حتيل عىل ظروف اتةخيية قد ترتبط بفرت حيا الش يخ احامد‬
‫أوموىس من بيهنا مومس "طائفة اإداولويت"‪ ،5‬اذلي يشهد انوقال فقهاء وعلامء اإداولويت يف ةحةل عرب العديد من الزوااي‬
‫السوس ية لوهنيي مسريهتا عند زاوية س يدي واكك بألكو‪ ،‬بضوايح تزنيت‪ .6‬واجلدير ابذلكر أن هذا الونقل امجلاعي للفقهاء يوخذ‬
‫بومروان‪ ،‬مسقط ةأس الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اكإحدى حمطاته الرئيس ية‪ ،‬بل وتشهد بومروان اإىل الآن جتمعات لهؤلء‬
‫الولويتيني من أجل اذلكر والعباد ‪ .‬ومومس اإداولويت‪ ،‬وإان اكن يويح ابتسامه ابلصبغة الروحية‪ ،‬يسامه يف تأليف صفوف‬
‫الولويتيني اذلين ةأينا كيف اكنوا يشلكون ادلعامة الرئيس ية لزاوية الش يخ‪ ،‬لضم اإداولويت لقوى قبائل املنطقة ويه‪:‬‬
‫اإداوكرمسوك‪ ،‬اإداومسالل‪ ،‬وإاداوبعقيل‪.‬‬
‫وقد معلت قبيةل جماط‪ ،‬يف نفس الإطاة الانفتايح للزاوية عىل حميطها القبيل‪ ،‬عىل سن مومسها الس نوي املعروف ب‬
‫"مومس جماط"‪ ،7‬اذلي يقام عاد يف امخليس الخري من شهر ش ونرب‪ ،‬حيث تعمل جماط عىل تزويد املومس ابحلبوب‬
‫الرضوةية‪ ،‬وتقدم لزاوية الش يخ نصيهبا من املنووج الس نوي اعرتافا مهنا ابملاكنة الروحية للش يخ احامد أوموىس‪ ،‬وتكذا ابلفضل‬
‫الكبري اذلي اكن هل يف ترجيح تكفهتا يف رصاعها ضد حربيل‪ .‬والإشاةات القليةل حول هذا املومس تؤتكد عىل أنه شلك مناس بة‬
‫ابلنس بة جملاط لرتوجي منووهجا الفاليح‪ ،‬ومبادلوه مبواد أخرى رضوةية‪.8‬‬
‫ويبقى مومس‪ ،‬غشت‪ ،‬أتكرب املوامس اليت تشهدها اتزةوالت مما يفرس اهامتم ادلةاسات اليت تناولت احلديث عن موامس‬
‫سوس هبا‪ 9،‬عىل أن املعلومات اليت توفرها هذه الخري ل توجاوز من حيث القدم القرن ‪17‬م‪ .‬وميكن أن نس وثين هنا ما‬
‫أوةده جيستناة )‪ (Justinard‬من ةواايت شفوية تفيد لكها نشاط هذا املومس عىل عهد الش يخ احامد أوموىس‪ ،10‬غري أن‬
‫ةواايته هذه ل جتد‪ ،‬عىل حد علمنا‪ ،‬ما يدمعها مضن املصادة الواةخيية واملناقب اليت اهمتت بشخصية الش يخ احامد أوموىس‬
‫عدا ما تطالعنا به تقاييد أدفال والسكييت من اس وقبال الش يخ لقوافل احلجيج والوجاة‪.11‬‬
‫أل ميكن اإذن أن يكون وصول هذه القوافل اإىل املنطقة مزتامنا وقيام مومس غشت الس نوي؟ مث هل ميكننا‪ ،‬اعامتدا‬
‫عىل ةواايت أخرى‪ ،12‬اعوباة الزايةات اخلاصة اليت تقوم هبا وفود نساء القبائل‪ ،‬مبارش بعد ذكل‪ ،‬للزاوية السماللية عىل‬
‫‪1‬‬
‫عهد الش يخ احامد أوموىس نوا أوىل لنشوء مومس النساء اذلي يولو تكام هو معلوم‪ ،‬مومس غشت الكبري؟‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Le Chatelier, Les Tribus, op.cit, p. 42.Pascon, la Maison, op.cit, pp. 150-151.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pascon, la Maison, op.cit, p. 151.‬‬
‫‪ -‬ويدعى أيضا موسم "أفقيرن" أو موسم الشيوخ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬للوقوف على مراحل تنقل طائفة إداولتيت راجع‪:‬‬


‫‪6‬‬

‫‪- Pascon,La Maison, op.cit, pp.147-148.‬‬


‫‪ -‬وعن ظروف نشوء هذا الموسم‪ ،‬تدعى إحدى الروايات التي اعتمدها باسكون (‪ )Pascon‬أنه "تخاصم المجاطيون يوما‪ ،‬فانقسموا إلى فريقين متناحرين‪ ،‬يتراشقان بالحجارة فأصيب الشيخ احماد‬
‫‪7‬‬

‫أوموسى بحجارة طائشة‪ ،‬وخوفا من غضب الشيخ من مجاط‪ ،‬اتفقوا على استرضائه من خالل إقامة معروف سنوي يأكلون فيه "العصيدة" ويتقاذفون بالحجارة الصغيرة تمثيال لما وقع في‬
‫السابق‪ ،‬وهي مناسبة إلعطاء زاوية الشيخ جزءا من محصول مجاط السنوي"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪- Pascon,La Maison, op.cit, pp. 157.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Ibidem‬‬
‫‪ -‬ومن بينها‪:‬‬
‫‪9‬‬

‫‪- Faucauld, Reconnaissance, op.cit, p. 169. Le Chatelier, Les Tribus, op.cit, p. 42. Justinand, «sidi Ahmed ou Moussa»,op.cit, pp; 10-11 et p 18-19.‬‬
‫‪e‬‬
‫‪Tamouh (Z.), le Maroc et le Soudan, au XIXe Siècle 1830-1894, Thèse 3 Cycle, Pantheon Sorbonne, Paris (4) I, 1982, p. 222.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Justinard, «sidi Ahmed ou Moussa», op.cit, p 10, 11, 18, 19.‬‬
‫‪ -‬أدفال‪ ،‬تقييد ص‪ .11 .‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬ومن هذه الروايات ما ورد في مخطوطة تتناول مناقب الولية الصالحة مريم بنت محمد بن مسعود بن يعزي التي ذهبت "مرة لزيارة قطب االقطاب سيدي احماد أوموسى وعنده لقاء النساء"‪- .‬‬
‫‪12‬‬

‫مخطوطة خزانة الشيخ احماد أوموسى بتازروالت‪ -‬واذا كانت هذه المخطوطة صريحة في حديثها عن نشوء موسم النساء على عهد الشيخ احماد أوموسى‪ ،‬فإن خلوها من التاريخ يجعلنا نطرح‬
‫‪79‬‬
‫‪ /III‬املسامهة املبارش للش يخ احامد أوموىس يف تمنية جتاة الصحراء‪:‬‬
‫يف غياب مصادة اتةخيية خموصة‪ ،‬وأمام الغموض اذلي أحيط به دوة الش يخ احامد أوموىس يف جتاة الصحراء‪ ،‬جلأان‬
‫اإىل تكوب املناقب اليت‪" :‬تس وحرض الطراف النائية والةايف والبسطاء واملهمشني"‪ ،2‬واليت تسامه‪ ،‬ولشك ةمغ ةوحانيهتا‬
‫واهامتهما ابلكرامات واخلواةق‪ ،‬يف مترير أحداث ومواقف اتةخيية جد هممة‪ .‬اإل أن الوعامل مع املناقب مبعزل عن مناجه قاة ‪،3‬‬
‫يبقى صعبا‪ .‬ذلكل فاإن معلنا هذا ل يدعي الإحاطة الوامة ابملنقبة موضوع ادلةاسة‪ ،‬ول ابملهنج الس مييايئ املقرتح ملقاةبهتا‪ ،‬وإامنا‬
‫يسعى فقط اإىل الوعامل معها تكامد غري مس وقةل عن حميطها الواةخيي مما جيعلها قادة عىل اإعطائنا تصوةا للحيا ‪ .‬وةمغ أن تكوب‬
‫املناقب يه تكوب كرامات‪ ،‬والكرامة تكام هو معلوم مناقضة للمعقول واملعواد ويه ابلوايل غري قابةل للوعامل يف اإطاة املهنج‬
‫الواةخيي العقالين‪ ،4‬فاإننا ندةهجا هنا بدءا عىل أساسني‪:‬‬
‫‪-1‬الساس الول‪ :‬اعوباة الكرامة "تشكيال" للواقع‪ 5‬وهذا جيعلنا نوجاوز‪ ،‬ما اس وطعنا اإىل ذكل سبيال‪ ،‬الغطاء اخليايل‬
‫للنفوذ اإىل الواقع‪.‬‬
‫‪ -2‬الساس الثاين‪ ،‬اعوباة الكرامة أسلواب ةمزاي للوعبري عن الواقع‪ ،6‬متجاوزين بذكل الرساةل الإخباةية املبارش اليت‬
‫حتملها‪ ،‬ووس يةل للوعرف عىل نوع املشالك اليت تعيشها اجملموعات اليت أنوجهتا‪.‬‬
‫وينبغي الوذتكري‪ ،‬يف هذا اخلضم‪ ،‬بأننا ل نسعى من خالل هذا العمل اإىل اإسقاط أفاكة جاهز عىل نصوص منقبية‪ ،‬جتمع‬
‫بني الواقع واملمكن وغايهتا املووخا ابلساس يه "عامل الإماكن"‪ 7‬بل غرضنا السايس من عرضها هو حماوةل مجع مؤرشات‬
‫دللية تصب لكها يف حقل دليل لوعرب من خالهل عىل واقع اجامتعي واقتصادي ل خيولف تكثريا عام جنده يف تكوب الواةخي‬
‫الخرى‪ ،‬ويبقى معلنا هذا حماوةل استنطاق سطحية لنصوص منقبية قد تساعد مقاةنهتا املس وقبلية بنصوص اتةخيية عىل‬
‫الوصول اإىل خالصات جديد ‪.‬‬
‫‪-‬النص املنقيب الول‪:‬‬
‫يقول أدفال‪" :‬حدثين ةجل أثق به أنه لقي مباسة ساحئا فقال هل‪ :‬أتيت س يدي احامد أوموىس وأةدت أن أسأهل عن‬
‫مسائل فلام وصلوه غلبتين مهوه فقال يل‪ :‬مل مل تسألين عام أةدت؟ فقلت هل‪ :‬سألوك ابهلل ما اذلي أعطاك هللا من النوة؟ فقال‬
‫يل‪ :‬أةأيت البحر اإذا أةادت الشمس أن تغيب؟ فقلت‪ :‬نعم فقال تكذكل‪ .‬وقلت هل أيضا‪ :‬سألوك ابهلل ما اذلي أعطاك هللا‬
‫من السمع؟ فقال يل‪ :‬أمسع اخلادم اإذا اكنت ببدل السودان تدق يف همراسها وقلت أيضا‪ :‬سألوك ابهلل ما اذلي أعطاك هللا من‬
‫احلمك؟ فأشاة بيده الميىن من انحيوه الميىن اإىل انحيوه اليرسى‪ ،‬مث سألوه عن الرابعة فامتنع"‪.8‬‬
‫معلوم أن لهذه املنقبة‪ ،‬شأهنا يف ذكل شأن املناقب معوما‪ ،‬معنيني‪ :‬الول واقعي حريف والثاين ممكن ينقلب فيه املعىن‬
‫الول ةأسا عىل عقب ليصبح املضمون احلريف مؤرشا عىل مضمون أمعق‪ ،‬لكن وجود مؤرشات جغرافية واتةخيية هبذا‬
‫النص جيعلنا نلزتم ابملعىن الول أي املعىن الواقعي للنص‪ ،‬وهذه املؤرشات يه‪:‬‬

‫تساؤالت حول مدى صحة معلوماتها‪ ،‬هذا وان البحث في المصادر عن ترجمته للولية المذكورة‪ ،‬يسمح بموصفتها تاريخيا‪ ،‬لم يأت بنتيجة ذلك أن البعقيلي والتمنارتي والحضيكي الذين اهتموا‬
‫بجمع معلومات حول شخصيات سوسية عاشت ما بين القرنيين ‪16‬م و‪18‬م لم يذكروها ضمن مناقبهم وتواريخهم‪ ،‬على أن الحضيكي في المقابل يسعفنا بالرواية التالية والتي تشير إلى أن‬
‫"نساءا من العرب جئن زائرات للشيخ رضي اهلل عنه‪ ،‬فتجاسرت إحداهن عليه وقبلت لحيته"‪ .‬انظر الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪ -‬بخصوص مراحل التهييء لموسم النساء وكذا مختلف األنشطة التي يشهدها راجع‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪- Pascon, la Maison, op.cit, pp. 149-150.‬‬


‫‪ -‬محمد القبلي‪ ،‬تقديم كتاب التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬يقترح مؤلفو كتاب التاريخ وأدب المناقب المنهج السيميائي لمقاربة النصوص المنقبية‪ ،‬فالقبلي يقول‪ ،‬في هذا الصدد‪" :‬إذا كان للمؤرخ اعتناء متنام باألثر الجوفي‪ ،‬والتعبير المتلجلج الدفين فلربما‬
‫‪3‬‬

‫أصبح عليه أن يجلس إلى السيميائي فيستشف من اإليحاءات ما قد ال تسمح به المقارنة الموثقة المشدودة إلى المادي الملموس"‪ .‬انظر‪ :‬القبلي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف الشاذلي‪ ،‬المجتمع المغربي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر من خالل اآلداب الصوفية‪ ،‬أطروحة جامعية لنيل دكتوراه الدولة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ ،1987‬ص‪.61 .‬‬
‫‪ -‬نحاول هنا التوفيق بين التصنيف المقترح من طرف االستاذ الشاذلي‪ ،‬ص‪ ،61 .‬واألستاذ محمد مفتاح‪ ،‬في "الواقع والعالم الممكن في المناقب الصوفية"‪ ،‬ضمن كتاب التاريخ وأدب المناقب‪،‬‬
‫‪5‬‬

‫ص‪ ،32 .‬إذ يرى أنه باإلمكان تصنيف الكرامات إلى ثالثة أنماط حسب درجة انزياحها عن الواقع‪:‬‬
‫النمط األول‪ :‬هو الذي يعبر عن الواقع بكل وضوح إذ يكاد القارئ ال يجد فيه أي انحراف عنه‪.‬‬
‫النمط الثاني‪ :‬يستطيع القارئ أن يثبت بعض معالمه التاريخية والجغرافية ويتحقق من بعض شخصياته لكن به ما يسمح بتأويله‪.‬‬
‫النمط الثالث‪ :‬وهو الذي يجد فيه القارئ انزياحا كبي ار عن الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬الشاذلي‪ ،‬المجتمع المغربي‪ ،‬ص‪.61 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬محمد مفتاح‪" ،‬الواقع والعالم الممكن في المناقب الصوفية"‪ ،‬ص‪.31 .‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -‬أدفال‪ :‬تقييد‪ ،‬ص‪.3 .‬‬


‫‪8‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬ماسة‪ ،‬س يدي احامد أوموىس‪ ،‬البحر‪ ،‬اخلادم‪ ،‬بالد السودان‪ ،‬تدق عىل همراسها‪.‬‬
‫وقد ل جنانب الصواب اإذا قلنا أن للك هذه املؤرشات مرجعية اتةخيية وجغرافية حمدد تطابق من حيث الزمان القرن‬
‫‪16‬م ومتود من حيث املاكن من مرفأ ماسة شامل اإىل بالد السودان جنواب‪ ،‬مروةا مبؤرشات برشية تغطي بدوةها نفس الفرت‬
‫ويه‪ ،‬س يدي احامد أوموىس‪ ،‬اخلادم ويه تدق مبهراسها‪ .‬مث اإن اس وعامل مصطلح اخلادم حييل بدوةه عىل عامل أآخر مواز‬
‫وهو عامل العبيد اذلي شلك ماد أساس ية مضن جتاة القرن ‪16‬م‪ .1‬واعامتدا عىل هذه املؤرشات نفسها ميكننا ضبط توهجات‬
‫الش يخ احامد أوموىس‪ ،2‬واليت ل توعاةض وما أرشان اإليه سابقا من انفتاح منطقة اتزةوالت عىل عامل البحر من خالل خليج‬
‫ماسة وعامل السودان من خالل الصحراء‪.‬‬

‫‪-‬النص املنقيب الثاين‪:‬‬


‫يقول السكييت‪" :‬حىك الش يخ املانوزي أن ةفقة من أهل اإفران تقرب من س امتئة مجل توقفوا يف بعض أسفاةمه لةض‬
‫القبةل يف حصراء من الةض منقطعني عن موضع املاء مرشفني عىل الهالك‪ ،‬فقالوا‪ :‬تعالوا يعني لك واحد منا صدقة للش يخ‬
‫س يدي احامد أوموىس لعل هللا تباةك وتعاىل يدةتكنا بلطفه ويفرج عنا ففعلوا‪ .‬مفهنم املكرث‪ ،‬ومهنم املقل‪ .‬فلام عينوا نذة‬
‫الصدقة‪ ،‬اإذ برجل ةقيق أبيض(‪ ).‬وقف علهيم وأشاة ملوضع املاء قريبا مهنم‪ ،‬فقصدوه فوجدوا فيه جانية (اإانء) ماء ابةد وعذب‬
‫صاف‪ ،‬فأقاموا عليه س بعة أايم فلام قدموا منازهلم مجعوا من تكل الصدقة أةبعامئة أوقية وقدموها زائرين للش يخ ةيض هللا‬
‫عنه‪ ،‬فقال هلم ةيض هللا مالمك وهذا اليشء توعبوننا وتوعبون أنفسمك"‪.3‬‬
‫تشري هذه املنقبة اإىل صوة اتةخيية لوجاة من أهل اإفران الطلس الصغري يف اإحدى سفراهتم لبالد السودان (بالد‬
‫القبةل)‪ .‬وما يزيد من واقعية املنقبة هو اإعطاؤها محلوةل القافةل اليت تقرب من س امتئة مجل‪ ،‬وتكذا تسجيلها لمه معيقات الوجاة‬
‫الصحراوية املمتثةل يف قةل املاء‪ .‬اإىل هنا ل يشء يثري انتباه القاةئ‪ ،‬فاملنقبة توحدث عن ماكن حمدد ممود بني "اإفران" شامل‬
‫و"بالد القبةل" جنواب‪ ،‬وعن زمان حيدده بروز اإمسي الش يخ احامد أوموىس واملانوزي‪ ،4‬وهو بذكل يقاةب منوصف القرن‬
‫‪10‬هـ‪16/‬م‪ .‬تكام توحدث املنقبة عن أانس معينني مه جتاة اإفران اذلين عانوا من العطش يف اإطاة بيئة حصراوية قاحةل‪ ،‬اإل أن‬
‫ما يثري الانتباه هو استنجاد هؤلء بربتكة الش يخ احامد أوموىس دون غريه من متصوفة اجلنوب املغريب‪ .‬وإاذا اكن هذا‬
‫الاستنجاد يؤتكد اةتباط أهل اإفران بزاوية الش يخ احامد أوموىس فهو يؤتكد‪ ،‬اإىل هذا‪ ،‬انفتاح الش يخ عىل جتاة الصحراء‬
‫والصعوابت اليت تعيقها‪ ،‬وما توفريه للامء لقافةل أهل اإفران‪ ،‬ولو اإشاة ‪ ،5‬اإل دليال عىل مسامهوه املبارش يف هذه العملية‪.‬‬
‫ول تقف منقبة السكييت عند هذا احلد‪ ،‬بل تس متر لتسجل لنا الفائد املادية اليت جنهتا الزاوية السماللية من هذه‬
‫العملية واليت بلغت أةبعامئة أوقية‪ ،6‬ويه صدقة انلهتا زاوية الش يخ احامد أوموىس نظري توفريها للمن والاس وقراة لوجاة‬
‫اإفران‪.‬‬
‫‪-‬النص املنقيب الثالث‪:‬‬
‫يقول المتناةيت يف الفوائد‪" :‬ذكر أعرايب من أعراب جسلامسة أهنم اصطادوا يف بعض القفاة فرأوا انقة فأرسعوا اإلهيا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فوجدان ةجال مسجى يف ثوبه ومل جند الناقة فرجعنا‪ ،‬مث ةأينا الناقة فرجعنا اإلهيا فمل جندها‪ ،‬وفعلنا ذكل مرات مت سألناه فقال‪:‬‬
‫ما ذكر‪ ،‬مث قال العرايب‪ :‬وقد عرفته بصفته‪ ،‬وملا ظهر أمره‪ ،‬أتيته بوازةوالت أزوةه‪ ،‬فاإذا هو الرجل‪ ،‬اذلي ةأيت يف ذكل‬
‫القفر‪ .‬وقد عرفين وقال يل أسكت اي أعرايب‪ ،‬مث سافطين بداننري وقال يل خذها ولبد س وحواج اإلهيا‪ ،‬حفاولت هبا يف الوجاة‬

‫‪ -‬للوقوف على بعض جوانب هذا الموضوع انظر‪ :‬الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.120 .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬ونعني بتوجهاته نوره وسمعه اللذين يصبان غربا في البحر ويمتدان جنوبا إلى بالد السودان حيث تدق الخادم على مهراسها‪ ،‬قد نجد ما يبرز هذا االنفتاح في موقع تازروالت لكن أيضا في شهرة‬
‫‪2‬‬

‫الشيخ احماد أوموسى التي فاقت اإلطار المحلي لتصل إلى مكة مرو ار "بوالته" راجع الئحة مريدي الشيخ ببالد السودان‪ ،‬فمحمد ادفال (اخو أدفال المؤرخ) "رأى ببلد السودان رجال فقال له‬
‫رأيته (أي الشيخ احماد أوموسى) بمكة"‪ .‬انظر‪ :‬أدفال‪ ،‬مناقب‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫(‪).‬‬
‫وهي نفس صفات الشيخ احماد أوموسى كما قدمها‪ :‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.78 .‬‬
‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.2 .‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬للوقوف على ترجمة الشيخ المانوزي راجع‪ :‬السوسي‪ ،‬المعسول‪ ،‬ج ‪،12‬ص ‪.43‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬لم يقتصر اهتمام الشيخ احماد أوموسى على توفير الماء لقافلة أهل إفران بل شملت عطاياه واهتماماته قوافل الحجاج العابرة للصحراء‪ ،‬والتي عانت بدورها من قلة الماء والطعام‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.3-2 .‬‬


‫‪ -‬السكيتي‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص‪.1 .‬‬
‫‪6‬‬

‫‪81‬‬
‫حىت منت بكثري برتكوه جفاءين مبراكش الرجل اذلي ابواع أصولنا بسجلامسة يطلب مثهنا ففديهتا بذكل وما تكنت أظن يفعل ذكل‬
‫أبدا لول برتكة هذا الش يخ"‪ .1‬فضال عن دوة الصدقة اليت تبدو لنا ابةز من خالل هذا النص‪ ،‬يوحدد أتكرث من ذكل‬
‫جتاذب الإشعاع بني "جسلامسة" يف الرشق و"اتزةوالت" يف الغرب‪ .‬فالعرايب قدم من جسلامسة‪ ،‬بعد أن ابع أمالتكه هبا‬
‫نتيجة اإفالس‪ ،‬زائرا الش يخ احامد أوموىس بوازةوالت اليت ظهر أمره هبا‪ .‬وقد اس وطاع بفضل ادلاننري اليت أعطاها اإايه‬
‫الش يخ أن يسرتجع ما فقده بسجلامسة من ممولاكت‪ ،‬واكنت وس يلوه يف ذكل الوجاة اليت "منت بكثري برتكوه"‪ .2‬هذا وإان قراء‬
‫أخرى للنص تكفيةل بوحديد نقط أساس ية يه‪:‬‬
‫تدهوة الحوال املادية للسائل السجلاميس‪ 3‬مما جعهل يغادة بدله حبثا عن مواةد جديد ‪ .‬وقد تزامن هذا الودهوة وبروز‬
‫دوة الزاوية السماللية بوازةوالت مكس وقطب للتباع من مجيع الحناء وتكقطب اإشعاعي داخل املنطقة الغربية اليت أصبحت‬
‫تعرف انوعاشا ملحوظا بفضل الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬اذلي لن ينهتيي دوةه عند هذا احلد‪ ،‬فبعيدا عن املؤرشات اجلغرافية‬
‫(تكامسة وجسلامسة وإافران وبالد السودان وبالد القبةل)‪ ،‬اليت صادفناها من خالل عرضنا ملناقب أدفال والسكييت والمتناةيت‪،‬‬
‫وبعيدا عن املؤرشات املوضوعية‪( ،‬تكقوافل الوجاة ‪ ،‬واخلادم‪ ،‬والوجاة والصحراء‪ ،‬وموضع املاء)‪ ،‬اليت لها اةتباط أكيد بوجاة‬
‫الصحراء‪ ،‬وةدت ابلنصوص اليت تناولت حيا الش يخ احامد أوموىس مؤرشات مادية أخرى ل تقل أمهية عن سابقاهتا ومن‬
‫ذكل املنقبة الوالية‪:‬‬

‫‪-‬النص املنقيب الرابع‪:‬‬


‫يقول احلضييك‪ ،‬نقال عن أآخرين‪" :،‬شاك اإليه (أي اإىل الش يخ احامد أوموىس) ةجل الفاقة فأخذ شيئا من الرمل فشده‬
‫يف رص فقال‪ :‬اذهب به اإىل الصائغ جفاء به الصائغ فناوهل اإايه فوجده تربا فسككه هل"‪.4‬‬
‫يبدو لنا أن هذه الرواية ل حتيل‪ ،‬يف معناها احلريف‪ ،‬عىل حتويل الش يخ احامد أوموىس للرمل اإىل ترب‪ ،5‬وإامنا أخذه‬
‫السائل معوقدا أنه ةمل وملا ةأآه الصائغ املمترس وجده تربا فسككه هل‪ .‬ومبا أن زاوية الش يخ توجد يف الطريق الوجاةي الرابط‬
‫بني اإفران جنواب وماسة وأاكدير غراب فاإهنا تس وفيد‪ ،‬ولشك‪ ،‬من املواد اليت ينقلها هؤلء الوجاة ويف مقدمهتا ماد الورب اليت‬
‫شلكت دعامة ةئيس ية للقوى املهمتة بوجاة الصحراء خالل ق ‪16‬م‪.6‬‬

‫‪ -‬التمنارتي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص‪.78 .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ -‬وقد يجد هذا التدهور مبرراته التاريخية فيما نقله الوزان‪ ،‬عن التراجع الكبير الذي عرفته سجلماسة نتيجة تراجع خطوط التجارة عنها وكذا نتيجة الضغوط المعقلية الواضحة في المنطقة‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫الوزان‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.120 .‬‬


‫‪ -‬الحضيكي‪ ،‬مناقب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.8 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬ال نسعى من خالل تقديم قراءة حرفية لهذه الكرامة نفي الصبغة الروحية عنها وال التشكيك في قدرات الشيخ احماد أوموسى وكراماته‪ ،‬وهي كما قال أدفال ‪" :‬تجري بها الركبان" ص‪ ،5 .‬وقد‬
‫‪5‬‬

‫تفوق من حيث قدرتها ومحتواها تحويل الرمل إلى ذهب‪ ،‬لكن ما جعلنا نتبنى هذا التحليل بخصوص هذه الكرامة بالذات هو مسايرتها للحقل الداللي الذي جمعنا مؤشراته األساسية انطالقا من‬
‫مؤلفات ادفال‪ ،‬السكيتي‪ ،‬التمنارتي والحضيكي‪ ،‬وتمكن هذه المسايرة في بروز مصطلح "تبر" الذي يحيل على قاموس معين هو قاموس تجارة الصحراء‪.‬‬
‫‪ -‬لقد تمكن السعديون‪ ،‬خالل القرن ‪16‬م من تحويل جزء هام من تجارة الذهب لصالحهم‪ ،‬وحصلوا بمداخيلها على األسلحة الضرورية في حروبهم الجهادية ضد برتغاليي أكادير‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪De Castres, Sources Inédites, Portugal III, op.cit, pp. 357-362, Angletere I, p. 466.‬‬
‫‪82‬‬
‫اخلــاتــمة‬

‫ل نريد خلامتة هذا الكتاب أن تكون فقط‪ ،‬جتميعا خلالصات جزئية أو هنائية طفحت هبا الصفحات السابقة‪ ،‬بل‬
‫نريدها‪ ،‬أيضا‪ ،‬قراء فامي قدمناه من معلومات اتةخيية عن الزاوية السماللية يف النصف الول من القرن ‪16‬م‪ .‬ولن تتس ىن لنا‬
‫هذه الرغبة ما مل حناول القفز عىل بعض "اجلزئيات" و"المتهيدات"‪ ،‬اليت فرضت نفسها مكرحةل أوىل ورضوةية من أجل بناء‬
‫هذا العمل‪ .‬حفديثنا عن أصول الرس السماللية مل يكن ليوأىت لنا لول احلديث عن الوحراكت الساكنية اليت عرفها القرن‬
‫‪14‬م‪ ،‬واملرتبطة يف بعض جوانهبا خبراب اتمدولت؛ وتتبع البعد الصويف للزاوية السماللية ل يفصح عن نفسه اإل مبقاةبة بعض‬
‫السس املهنجية اليت تقوم علهيا الرتبية عند عبد العزيز الوباع اجلزويل‪ .‬تكام يبقى اخلوض يف عالقة الزاوية السماللية ابلقبائل‬
‫خالل القرن ‪14‬م ةهينا ابحلديث عن الظرفية العامة املوسومة ابلوحول‪ ،‬الكبري‪ ،‬والوداخل بني عنارص حملية وأخرى طاةئة‪،‬‬
‫وما جاء يف ثنااي حديثنا عن عالقة الزاوية السماللية ابلسلطة السعدية من تذتكري مبوقف السلطة من زوااي الفرت أو من‬
‫اس وحضاة لحداث س ياس ية (مكوقف العراب من السلطة اجلديد ‪ ،‬وحصاة الربجية‪ ،‬واملناوشات الرتكية لبعض الثغوة‬
‫املغربية) فقد فرضه انفتاح الزاوية‪ ،‬نفسها‪ ،‬عىل هذه الحداث ومسامههتا يف نسج بعضها‪.‬‬
‫وطرحنا‪ ،‬يف هذا اجملال‪ ،‬يسعى اإىل اس وخالص بعض املعطيات املهنجية‪ ،‬اليت حققت اخلصوصية والمتزي للش يخ احامد‬
‫أوموىس كول قطب ابملنطقة‪ .‬وتكنا يف طرحنا لهذه الإشاكلية نس وحرض‪ ،‬تباعا‪ ،‬ثالث معطيات أساس ية‪.‬‬
‫‪‬الش يخ املؤسس‬
‫‪ ‬املاكن (املقدس)‪ :‬اتزةوالت‬
‫‪ ‬الزاوية‪ :‬تكوجمع برشي منفتح عىل حميط اقتصادي وس يايس واسع‪.‬‬
‫وغرضنا من ذكل مناقشة أمرين ظال يؤةقاننا هام‪ :‬ترتكزي بعض ادلةاسات السابقة عىل تأسيس الش يخ احامد أوموىس‪،‬‬
‫يف اإطاة داة اإيليغ‪ ،‬للجاه الرويح "الرأساميل الرمزي" "‪ ،"Le Capitale Symbolique‬وختصصه فيه‪ ،‬مث حديث بعضها‪،‬‬
‫الآخر‪ ،‬عن الانفصال اللكي للموصوفة عن تقلبات احمليط واضعني بذكل حدا فاصال بني ما اصطلح عليه "ابملقدس"‬
‫و"املدنس"‪.‬‬
‫وقد بنينا مناقشتنا لهذين الطرحني عىل اس وحضاة ملعطيات مادية وةوحية طبعت حيا احامد أوموىس وترصفاته‪.‬‬
‫مفقابل ضعف س نده الصويف املمتثل يف ضعف التصال واملبين‪ ،‬أساسا‪ ،‬عىل زاية القبوة‪ ،‬ومقابل هجهل للقراء وللكتابة تطل‬
‫علينا مقوةل تكرث اس وعاملها‪ ،‬ويه الإشاد بتبحره يف علوم الباطن‪.‬‬
‫ونتساءل هنا اإن اكن هذا الوبحر‪ ،‬وحده‪ ،‬تكفيال جبعل الش يخ احامد أوموىس ممتزيا عن معارصيه؟‬
‫قد جيد القاةئ بعض خيوط اجلواب مبثوتة يف ثنااي هذا العمل‪ ،‬اذلي تقوم خالصاته عىل نقط وتساؤلت بدت لنا‬
‫رضوةية‪ .‬وسنبدأ ةحلونا‪ ،‬لإيضاح ذكل‪ ،‬من البدء‪ ،‬ففي البدء اكنت س ياحة الش يخ احامد أوموىس اليت انهزت الثالثني س نة‬
‫واليت مل توجاوز اجلنوب املغريب‪ ،‬والصحراء اإل دلخوهل خلو الراشدي امللياين ابجلزائر‪ ،‬أو لزاية قرب عبد القادة اجليالين‬
‫ابملرشق‪ .‬وعدم اتصال س ياحته لوفقده‪ ،‬املس متر‪ ،‬لههل ببومروان قد جيعلها مقترص ‪ ،‬يف أغلهبا‪ ،‬عىل أماكن غري بعيد عهنا‬
‫(كسجلامسة‪ ،‬ومسكداد واتةودانت وماسة‪...‬والصحراء)‪ .‬فبومروان ابلنظر اإىل خريطة املنطقة منفتحة عىل ثالث واهجات‬
‫طبيعية يه جبال الطلس الصغري‪ ،‬الصحراء والبحر احمليط‪ ،‬ويه نفسها الواهجات املمثةل يف النصوص املهمتة بس ياحة‬
‫الش يخ‪ ،‬وإان اكن معظم النصوص يشري اإىل امتدادها يف الصحراء‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وإاذا سلمنا‪ ،‬انطالقا مما قيل‪ ،‬بأن س ياحة الش يخ احامد أوموىس اكنت يف الصحراء‪ ،‬هذا مع علمنا بأن س ياحة الولياء‬
‫واملوصوفة ل ختلو من مقصدية معينة فهيي تووىخ ابلسس زاية الش يوخ والإخوان وإافاد العمل‪ ،‬مفا الفائد اليت ميكن للمرء‬
‫أن جينهيا من س ياحته يف الصحراء؟‬
‫اإن أوىل الفوائد اليت تطالعنا هبا الكتب اخملوصة يه وضع الش يخ احامد أوموىس للنوا الوىل ملدةسة الرماية ابجلنوب‬
‫شلك اخوان من بين امحر (هام عيل بن انرص وسعيد بن انرص) دعامهتا قبل أن يوحول‪ ،‬فامي بعد‪ ،‬اإىل ش يخي القبائل احملاةبة‪.‬‬
‫لكن كيف ميكن لهذه املقوةل أن توخذ مصداقيهتا يف فرت شلك فهيا بنو امحر قو عسكرية انهزت الامثنية أآلف حماةب؟‬
‫أو بعباة أوحض‪ ،‬هل اكن بنو امحر‪ ،‬عىل قوهتم‪ ،‬ابملنطقة ومترسهم ابلقتال‪ ،‬ادلامئ‪ ،‬بني فصائل عرب معقل يف حاجة اإىل من‬
‫يعلمهم الرماية؟ أم هل اكنوا‪ ،‬فقط‪ ،‬ابنتساهبم للش يخ وتولمذمه عىل يديه‪ ،‬يف حاجة اإىل من يضفي املرشوعية عىل تنقالهتم‬
‫يف املنطقة‪ ،‬يف فرت لعب فهيا العامل ادليين دوةا حاسام؟‬
‫مث اإن جوةل الش يخ يف المصاة واطالعه عىل العادات واللهجات واللوان‪ ،‬وأمناط احليا اخملولفة اكنت موهجه الرئييس‬
‫حنو اإدةاك مفهوم الوعامل مع الغري‪ ،‬ولرمبا اكنت س ياحته هذه وةاء حمكوه املأثوة ‪" :‬اعرف ةب ادلاة وةب البدل فاإنك اإذا‬
‫عرفت ةب ادلاة وةب البدل أمنت الكب ادلاة والكب البدل وإاذا عرفت ادلاة والبدل دون ةب ادلاة وةب البدل مل تأمن‬
‫الالكب فاإما ألكوك أو منعوك من الوصول اإىل ةب ادلاة" (المتناةيت‪ ،‬الفوائد‪ ،‬ص ‪.)69‬‬
‫فمبعرفة الش يخ للقبائل وإاطالعه عىل أحوالها‪ ،‬خرب قو قبيةل جماط "المازيغية" اليت شلك حتالفه معها دعام قواي لها يف‬
‫رصاعها الطويل ضد حربيل‪ ،‬وفرصة ساحنة لبناء زاويوه عىل أةاضهيا‪.‬‬
‫فهل ميكن احلديث‪ ،‬هنا‪ ،‬عن تظافر جلهود عربية (عرب امحر) وأمازيغية (جماط) من أجل بناء زاوية الش يخ ابملنطقة؟‬
‫وإال فامبذا ميكن تفسري الاحنياش‪ ،‬املس متر وادلامئ‪ ،‬للقبيلوني‪ ،‬معا‪ ،‬من أجل خدمة زاوية الش يخ واعوباةها زاويهتام اخلاصة؟‬
‫وتفيض بنا هذه التساؤلت اإىل اإبداء مالحظات أساس ية‪:‬‬
‫أوهلام‪ :‬مجع الزاوية السماللية يف بداية ق ‪16‬م بني عنارص متنافر ‪ ،‬وهو أمر قد يتناىف وما هو معروف من انزايح‬
‫للوصوف احمليل خالل ق ‪10‬هـ‪16/‬م‪ ،‬جزئيا أو لكيا‪ ،‬حنو اإعاد الاعوباة أول للعنرص احمليل ضد الوحالفات املعقلية‬
‫املس يحية‪ ،‬اإىل دةجة اكدت معها زاوية الش يخ أن تكون مرتعا لعرب معقل‪ ،‬حيث عرب أحد مريديه من احملليني عن ذكل‬
‫قائال‪" :‬حازه العرب عنا" (الفوائد‪ ،‬ص ‪.)72-71‬‬
‫اثنهيا‪ :‬يدعوان احلديث عن عالقة الش يخ احامد أوموىس بقبيلوني قويوني‪ ،‬هام جماط وأمحر‪ ،‬اإىل اإاثة مسأةل أساس ية يه‬
‫"اجلهاد"‪ .‬فعالقة زوااي القرن ‪16‬م ابلقبائل حيمكها وازع اجامتعي وس يايس هو اجلهاد من أجل احلد من حتالفاهتا مع املد‬
‫املس يحي‪ .‬تكام يوضح ذكل فامي تطرحه قو ورصامة أسلوب اجلزويل وجتنيده لآلف التباع من أجل ذكل‪.‬‬
‫فهل اكنت عالقة الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬وهو أحد مريدي الطريقة اجلزولية‪ ،‬بوكل القبائل مبنية عىل نفس الساس؟‬
‫مل تثبت النصوص املعمتد مماةسة الش يخ احامد أوموىس للجهاد‪ ،‬ةمغ وقوع زاويوه عىل مشاةب مرفأين برتغاليني هام‬
‫ماسة وأاكدير‪ ،‬وموقفه من فتح الربجية جاء رصحيا "ل يأخذوها وإان اكن فهيا س يدي فالن (أي الش يخ احمند أوبراهمي‬
‫المتناةيت)" (أدفال‪ ،‬تقييد‪ ،‬ص ‪.)14‬‬
‫فهل أخل الش يخ احامد أوموىس مببدأ اجلهاد كساس من أسس الوصوف اجلزويل؟‬
‫ل ميكننا اجلزم يف ذكل‪ ،‬خصوصا وأن النصوص تطالعنا مبامةس وه جلهاد حميل متثل يف حماةبوه حلربيل وإاجالهئا عن تكل‬
‫املنطقة‪.‬‬
‫هناك‪ ،‬اإذن‪ ،‬نقطوان أساسيتان حتكامن عالقة الش يخ مبحيطه القبيل وحتددان توهجات زاويوه‪:‬‬
‫‪-‬اجلهاد احمليل‪ :‬هجاده حلربيل‪ ،‬للفقر‪ ،‬للجوع‪...‬‬
‫‪ -‬واس امتةل القوى اخلاةجية‪ :‬كعرب معقل‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬وقد سعى الش يخ اإىل نقل جتربوه هذه اإىل مريديه‪ ،‬فرناه يدعو اإىل اس وغالل أبسط الش ياء‪ ،‬يف الوقرب اإىل هللا‪ ،‬تكام‬
‫سعى‪ ،‬وطنيا‪ ،‬اإىل اإقناع السلطة مبهادنة جرياهنا التراك‪.‬‬
‫وبذكل توجىل لنا حرتكوه الصوفية ل تكنقيض للسلطة الس ياس ية السعدية‪ ،‬اليت الزتمت عىل عهد عبد هللا الغالب‬
‫بوحصني ما بيدها‪ ،‬بل كساس لها‪ ،‬وهذا يربة اإخضاعه للمحليني والعرب‪ ،‬عىل حد سواء‪ ،‬لوكل السلطة الس ياس ية‪.‬‬
‫وإاذا اكنت س ياحة الش يخ قد يرست ادلةب أمامه يف اتكتساب التباع وبناء الزاوية فاإهنا تبقى‪ ،‬يف نظران‪ ،‬العنرص‬
‫السايس اذلي أكس به خرب مزدوجة‪ ،‬متثلت يف تفطنه لمهية حميط اتزةوالت مكجال اقتصادي منفتح عىل حاجيات احملليني‬
‫والطاةئني‪ .‬وما انوقاهل‪ ،‬امللحوظ‪ ،‬من بومروان ابإداومسالل اإىل اإيغالن انيت عباس فأضاة‪-‬ن‪-‬الش يخ فقرص تس يال مث اس وقراةه‬
‫الهنايئ مباكنه احلايل‪ ،‬بوازةوالت‪ ،‬اإل دليال عىل اطمئنانه اإىل اإجيابيته‪ .‬فعالقة الش يخ احامد أوموىس ابملاكن واختباةه املمتزي هل‬
‫يطل علينا عرب العديد من املأثوةات ابوداءا ب "اعرف ةب ادلاة وةب البدل" (الفوائد‪ ،‬ص ‪ )69‬ومروةا ب "اإذا مشيمت اإىل‬
‫بالد الشام اليت تذكر لمك بأنواع النعم (‪ )...‬مل جتدوا فيه قرين بدلتمك يف الصحة والربتكة والنعم املباةتكة" (البعقييل‪ ،‬ص ‪)21‬‬
‫وانهتاءا مبقوةل الرواية الشفوية "هللا اإهينيمك أمتناةت أموزكيف أموستيف" (وداعا ايمتناةت اي أةض احلرير واحلجاة )‪.‬‬
‫وقد تتبعنا يف الفصل الخري‪ ،‬من هذا البحث‪ ،‬ممزيات حميط اتزةوالت وخلصنا اإىل الاةتباط الكيد بني اختياة موقع‬
‫شلك لمد طويل بؤة رصاع بني حربيل وجماط‪ ،‬وبني حماوةل اإس امتةل الطرفني خدمة لغراض صوفية ولخرى دنيوية‪ ،‬مفا‬
‫توفره للمن والسالمة لقوافل الوجاة عرب الطريق الوجاةي الرابط بني اإفران ‪-‬اتزةوالت‪ -‬ماسة أو أاكدير‪ ،‬يف مقابل انعداهما‬
‫يف الطريق املاة عرب الحواض ادلاخلية وخاصة ممر خلصاص‪ ،‬اذلي عاىن من عرقةل عرب معقل للوجاة عربه‪ ،‬اإل مؤرشا عىل‬
‫العالقة احلمتية بني تقلص رضاو الرصاع بني حربيل وجماط‪ ،‬بفضل هجود الش يخ‪ ،‬وبني الانوعاش النس يب اذلي عرفه هذا‬
‫الطريق‪ .‬ولن خيفى عىل الش يخ احامد أوموىس السماليل الوازةواليت‪ ،‬وهو املمترس بأموة الناس وأحواهلم العاةف حلاجياهتم‬
‫ومشالكهم‪ ،‬ما تشلكه رضوة الوعامل مع عرب معقل من أمهية ابعوباةمه مراقبني لطرق القوافل‪ ،‬فهل ميكننا القول‪ ،‬بناء عىل‬
‫هذا‪ ،‬اإن موقفه من العنارص العربية‪ ،‬مبا فهيا عالقته بعرب أمحر‪ ،‬وحماولوه اإدماهجا مضن حميطه السويس موقف تاكفيل خيدم‬
‫مصاحل الطرفني وس يكون هل أآاثة مس وقبلية عىل الزاوية يف عهد حفد الش يخ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫لئـحـة البيبليوغرافـيـة‬
‫‪-1‬اخملطوطات‪:‬‬
‫‪ -‬أدفال (أمحد ادلةعي السوساين)‪:‬‬
‫تقييد أدفال‪ :‬خمطوطة اخلزانة املسعودية ببنونعامن‪،‬ضوايح تزنيت‪ ،‬نسخ عبد الرحامن العويف عام ‪1322‬هـ‪1904/‬م‪-‬‬
‫‪1905‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البكري (محمد بن عبد هللا)‪:‬‬
‫"سلسةل النواة للش ياخ البراة" نظم البكري‪ ،‬ميكروفيمل خزانة الواثئق ابلرابط‪ ،‬جائز احلسن ‪ ،II‬ةمق ‪،887‬‬
‫اتةودانت س نة ‪.1972‬‬
‫‪ -‬الواتليت‪:‬‬
‫مناقب محمد بن يعقوب الواتليت‪ ،‬خمطوطة خزانة اخملواة السويس بزتنيت‪.‬‬
‫‪ -‬الرتزكيين (أمحد بن عبد الرحامن)‪:‬‬
‫ةسائل الرتزكيين اإىل الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬نسخة خاصة‪ ،‬وتوجد نسخة أخرى ابخلزانة العامة ابلرابط‪ ،‬قسم‬
‫الواثئق‪ ،‬ةمق ‪ 2079/9‬د مضن مجموع من ص ‪ 334‬اإىل ص ‪ ،347‬تكوبه‪ ،‬اإبراهمي بن محمد بن يعقوب وبه ألك أةضة‪.‬‬
‫‪ -‬المتناةيت (أبوزيد عبد الرحامن)‪:‬‬
‫الفوائد امجلة يف اإس ناد علوم المة‪ ،‬خمطوط مصوة خبزانة لكية الآداب ابلرابط حتت ةمق ‪ 02.964‬م خ متن‪.‬‬
‫‪ -‬احلضييك‪:‬‬
‫مناقب الش يخ احامد أوموىس‪ ،‬من نسخ محمد ابن الزييد‪ ،‬ميكروفيمل داة الواثئق ابلرابط‪ ،‬ةمق ‪.999‬‬
‫‪ -‬امخلييس (محمد بن محمد عبد الكرمي)‪:‬‬
‫تقييد يف الرماية‪ ،‬ميكروفيمل لكية الآداب ابلرابط‪ ،‬ةمق ‪.286‬‬
‫‪ -‬الرمسويك (أبو يعزى أمحد)‪:‬‬
‫امجلهر السوس ية يف أنساب أهل سوس‪ ،‬خمطوطة خزانة اخملواة السويس‪ ،‬ةمق د‪.‬م ‪.291‬‬
‫‪ -‬الزايين (أبو القامس)‪:‬‬
‫الرتجامن املعرب عىل دول املرشق واملغرب‪ ،‬خمطوطة داة الواثئق ابلرابط‪ ،‬ةمق ‪ 658‬د‪.‬‬
‫‪ -‬جسل بودميعة‪:‬‬
‫تكناش ةمق ‪ 1‬املسمى ديوان البيوعات‪ ،‬خزانة الاس واذ بودميعة البوخاةي ابإيليغ‪.‬‬
‫‪ -‬السكتاين (أبو املهدي عيىس)‪:‬‬
‫النوازل‪ ،‬خمطوطة خزانة محمد العامثين ابإنزاكن‪.‬‬
‫‪ -‬السكييت (محمد بن عبد هللا)‪:‬‬
‫تقييد‪ ،‬خمطوطة اخلزانة البونعامنية‪ ،‬بضوايح مدينة تزنيت‪ ،‬نسخ عبد الرحامن العويف البعقييل‪ ،‬عام‬
‫‪1322‬هـ‪1904/‬م‪1905-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سلسةل نسب الش يخ اجلزويل‪:‬‬
‫ميكروفيمل خزانة الواثئق‪ ،‬جائز احلسن ‪ ،II‬اتةودانت ‪ ،78‬ةمق ‪.887‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬القادةي (محمد العريب بن الطيب)‪:‬‬
‫الطرفة يف اختصاة الوحفة‪ ،‬خمطوطة خزانة الواثئق ابلرابط‪.‬‬
‫‪ -‬الكرايم (داوود بن عيل بن محمد السماليل)‪:‬‬
‫بشاة الزائرين الباحثني يف حاكية الصاحلني‪ ،‬مكروفيمل خزانة داة الواثئق ابلرابط‪ ،‬جائز احلسن ‪ II‬لس نة ‪،1972‬‬
‫ةمق ‪.319‬‬
‫‪ -‬املايس (أمحد بن اإبراهمي)‪:‬‬
‫خمطوطة حول الرماية‪ ،‬خمطوطة خزانة اإليغ بوازةوالت‪.‬‬
‫‪ -‬جمهول‪:‬‬
‫مجموعة يف أخياة الش يخ س يدي احامد أوموىس‪ ،‬يقال اإهنا من تأليفه‪ ،‬خمطوطة اخلزانة املسعودية ببونعامن بزتنيت‪.‬‬
‫(بدون اتةخي)‪.‬‬
‫‪ -‬وثيقةخاصة تربز الس ند الصويف للش يخ احامد أوموىس‪ ،‬خالية من امس الناخس والواةخي‪.‬‬
‫‪ -2‬املصادة املطبوعة‪:‬‬
‫‪ -‬الإفراين (محمد الصغري بن احلاج املراكيش)‪:‬‬
‫صفو من انترش من أخباة صلحاء القرن احلادي عرش‪ ،‬طبعة جحرية‪ ،‬بدون اتةخي‪.‬‬
‫‪ -‬البكري (أبو عبد هللا عبد العزيز بن محمد)‪:‬‬
‫املغرب يف ذكر بالد اإفريقية واملغرب‪ ،‬وهو جزء من تكواب املساكل واملامكل‪ ،‬مكتبة املثىن ببغداد‪( ،‬بدون اتةخي)‪.‬‬
‫‪ -‬البعقييل (محمد بن أمحد املرابط)‪:‬‬
‫مناقب البعقييل‪ ،‬حققه وهيأه للطبع اخملواة السويس‪ ،‬طبع ةىض هللا عبد الوايف السويس‪ ،‬سلسةل مصادة‬
‫املعسول‪ ،1‬الطبعة الوىل‪1408 ،‬هـ‪1987/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البيدق (أبو بكر)‪:‬‬
‫أخباة املهدي بن تومرت‪ ،‬وبداية دوةل املوحدين‪ ،‬الرابط‪1971 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬احلضييك (أبو عبد هللا الش يخ محمد بن أمحد)‪:‬‬
‫مناقب احلضييك (طبقات)‪ .‬املطبعة العربية برحبة الزةع القدمية ابلباب الكبري‪ ،‬ادلاة البيضاء‪1357 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن خدلون (عبد الرحامن)‪:‬‬
‫مقدمة‪ ،‬داة الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪( ،IV‬بدون اتةخي)‪.‬‬
‫تكواب العرب وديوان املبود إا واخلرب‪ ،‬القسم ‪ ،I‬الطبعة الثالثة‪ ،‬بريوت‪.1967 ،‬‬
‫‪ -‬الرمسويك‪:‬‬
‫وفيات الرمسويك‪ ،‬حققه وهيأه للطبع اخملواة السويس‪ ،‬سلسةل مصادة املعسولرمق ‪ ،2‬الطبعة الوىل‪1988،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬طوةيس (ديكودي)‪:‬‬
‫اتةخي الرشفاء‪ ،‬ترمجة محمد جحي‪ ،‬محمد الخرض‪ ،‬ادلاة البيضاء‪.1988 ،‬‬
‫‪ -‬الفايس (محمد املهدي)‪:‬‬
‫مموع السامع يف ذكر اجلزويل والوباع وماهلام من التباع‪ ،‬حتقيق وتعليق عبد احلي العمراوي‪ ،‬عبد الكرمي مراد‪،‬‬
‫طبعة ‪1989‬م‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬الفايس (العريب)‪:‬‬
‫مرأ آ احملاسن من أخباة الش يخ أيب احملاسن‪ ،‬طبع عىل احلجر بفاس‪1324 ،‬هـ‪1906/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الفش وايل (عبد العزيز)‬
‫مناهل الصفا يف مأآثر موالينا الرشفا‪ ،‬حتقيق عبد الكرمي كرمي‪،‬مطبوعات وزاة الوقاف والشؤون الإسالمية‪،‬‬
‫الرابط‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬ابن القايض (أمحد بن محمد أمحد)‪:‬‬
‫دة احلجال يف غر أسامء الرجال‪ ،‬نرش وتصحيح ب‪-‬س‪-‬علوش‪ ،‬املطبعة اجلديد ‪ -‬هنج املامونية‪ -‬ةابط الفتح‪،‬‬
‫‪1934‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ماةمول (كرخبال)‪:‬‬
‫اإفريقيا‪ ،‬ترمجة محمد جحي وأآخرون‪ ،‬الرابط‪1989 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اجملهول‪:‬‬
‫اتةخي ادلوةل السعدية ادلةعية الوكامداةتية‪ ،‬نرش كولن (ج) املطبعة اجلديد ‪ ،‬ةابط الفتح‪1934 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املراكيش (العباس بن اإبراهمي)‬
‫الإعالم مبن حل مراكش وأغامت من العالم‪ ،‬املطبعة امللكية‪ ،‬الرابط‪1974،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املنجوة (أمحد)‪:‬‬
‫فهرس‪ ،‬حتقيق محمد جحي‪ ،‬الرابط‪1976،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الوزان (احلسن)‪:‬‬
‫وصف اإفريقيا‪ ،‬ترمجة محمد جحي و أآخرون‪ ،‬داة الغرب الإساليم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بريوت‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اليعقويب (أمحد)‪:‬‬
‫تكواب البدلان‪ ،‬منشوةات املطبعة احليدةية (بدون اتةخي)‪.‬‬
‫‪ -3‬الواةخي العام وتكوب الانساب‪:‬‬
‫‪ -‬البعقييل (احلاج احلسن)‪:‬‬
‫تبيني الرشاف أهل دائر الوسائل وقبيةل لك سائل‪ ،‬املطبعة العربية‪ ،‬برحبة الزةع ادلاة البيضاء‪ ،‬الطبعة الوىل‪،‬‬
‫‪1358‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬السويس (محمد اخملواة)‪:‬‬
‫اإيليغ قدميا وحديثا‪ ،‬هيأه للطبع وعلق عليه محمد ابن عبد هللا الروداين‪ ،‬املطبعة امللكية‪ ،‬الرابط‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫سوس العاملة‪ ،‬مطبعة فضاةل‪ ،‬احملمدية‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫خالل جزوةل‪ ،‬تطوان‪1361 ،‬هـ‪.‬‬
‫ةجالت العمل العريب من القرن اخلامس الهجري اإىل منوصف القرن‪14‬هـ‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،‬طنجة ‪.1989‬‬
‫املعسول‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬ادلاة البيضاء‪1962 ،‬م‪ ،‬مجيع الجزاء‪.‬‬
‫‪ -‬املؤقت (محمد)‪:‬‬
‫الاستبصاة لخباة دول املغرب القىص‪ ،‬ج‪ ،6-5‬داة الكتب‪ ،‬ادلاة البيضاء‪1955 ،‬م‪.‬‬
‫طلعة املشرتي يف النسب اجلعفري‪ ،‬املؤسسة النارصية للثقافة‪ ،‬سال‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -4‬املراجع ابلعربية‪:‬‬
‫‪ -‬أفا (معر)‪:‬‬
‫مسأةل النقود يف اتةخي املغرب يف القرن الواسع عرش (سوس ‪ ،)1906-1822‬منشوةات لكية الآداب والعلوم‬
‫الإنسانية بأاكدير‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اإيلكامن (دال‪.‬ف)‪:‬‬
‫الإسالم يف املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ترمجة محمد أعفيف‪ ،‬داة توبقال للنرش‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جحي (محمد)‪:‬‬
‫احلرتكة الفكرية ابملغرب يف عهد السعديني‪ ،‬ج ‪ ،2-1‬احملمدية‪1978 ،‬م‪,‬‬
‫الزاوية ادللئية ودوةها ادليين والعلمي والس يايس‪ ،‬املطبعة الوطنية‪ ،‬الرابط‪1964 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشاذيل (عبد اللطيف)‪:‬‬
‫احلرتكة العياش ية‪ ،‬حلقة من اتةخي املغرب يف القرن ‪17‬م‪ ،‬منشوةات لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مزين (محمد)‪:‬‬
‫فاس وابديهتا‪ ،‬مسامهة يف اتةخي املغرب السعدي ‪1549‬م‪1637-‬م‪ ،‬ج ‪ ،2-1‬الطبعة الوىل‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬انمعي (مصطفى)‪:‬‬
‫الصحراء من خالل بالد تكنة‪ ،‬اتةخي العالقات الوجاةية والس ياس ية‪ ،‬منشوةات عاكظ‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬الرسائل اجلامعية‪:‬‬
‫‪ -‬اباب (أمحد)‪:‬‬
‫تكفاية احملواج ملعرفة من ليس يف ادليباج‪ ،‬دةاسة وحتقيق محمد مطيع‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪،‬‬
‫الرابط‪1987 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬بنعةل (مصطفى)‪:‬‬
‫مجموعة وافية ابلرسائل السعدية‪ ،‬دةاسة وحتقيق مصطفى بنعهل‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪،‬‬
‫الرابط‪1989 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬بواكةي (محمد)‪:‬‬
‫زاوية أيب اجلعد‪ :‬الزاوية الرشقاوية‪ ،‬ةساةل جامعية‪،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1984 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬اخلليفيت (امحمد بن عبد هللا)‪:‬‬
‫ادلة اجلليلية يف مناقب اخلليفة‪ ،‬دةاسة وحتقيق‪ ،‬عامكل (أمحد)‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪،‬‬
‫الرابط‪1986 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬الشاذيل (عبد اللطيف)‪:‬‬
‫اجملمتع املغريب يف القرنني اخلامس عرش والسادس عرش من خالل الآداب الصوفية‪ ،‬أطروحة جامعية لنيل دتكووةاه‬
‫ادلوةل‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1987 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬الرشاط (محمد بن عيشون)‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫الروض العطر النفاس بأخباة الصاحلني من أهل فاس‪ ،‬دةاسة وحتقيق النظام زهراء‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب‬
‫والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1989 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬الصومعي (أمحد بن أيب القامس)‪:‬‬
‫تكواب املعزي يف مناقب الش يخ ابن يعزي‪ ،‬دةاسة وحتقيق عيل اجلاوي‪ ،‬ةساةل جامعية‪،‬لكية الآداب والعلوم‬
‫الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1989 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬مرزاق (محمد)‪:‬‬
‫الش يخ محمد بن أيب زاين وزاويوه‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬املازوين (محمد)‪:‬‬
‫أآل أمغاة يف تيط واتمصلوحت‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1986 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬مفتاح (محمد)‪:‬‬
‫الوياة الصويف واجملمتع يف الندلس واملغرب أثناء القرن ‪8‬هـ‪14/‬م‪ ،‬ج ‪ ،1‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم‬
‫الإنسانية‪ ،‬الرابط‪1981 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -‬النارصي (محمد امليك)‪:‬‬
‫ادلةة املرصعة بأخباة أعيان دةعة‪ ،‬حتقيق محمد احلبيب نويح‪ ،‬ةساةل جامعية‪ ،‬لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪،‬‬
‫الرابط‪1988 ،‬م‪( ،‬مرقونة)‪.‬‬
‫‪ -6‬املقالت ابلعربية‪:‬‬
‫‪ -‬أفا (معر)‪:‬‬
‫ماد "أكواتم"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ص‪.637-635 .‬‬
‫‪ -‬اإيلكامن (دال‪.‬ف‪:).‬‬
‫"جوانب من الونظمي الس يايس والاقتصادي لزاوية مغربية يف القرن ‪ ،"19‬ترمجة معرويف عبد الغين‪ ،‬جمةل داة‬
‫النيابة‪ ،‬الس نة الوىل‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬صيف ‪1984‬م‪ ،‬ص ص‪.26-28 .‬‬
‫‪ -‬ابسكون (بول)‪:‬‬
‫"اغويال هامش زعمي داة اإيليغ"‪ ،‬جمةل أحباث‪ ،‬العدد ‪1983 ،3‬م‪ ،‬ص ص‪.17-27 .‬‬
‫‪ -‬بن حاد (عبد الرحمي)‪:‬‬
‫"النشاط الاقتصادي بسوس خالل القرن ‪16‬م"‪ ،‬مضنأعامل ندوة أاكدير الكربى‪ ،‬احملوة الواةخيي‪ ،‬منشوةات‬
‫جامعة ابن زهر‪ ،‬أاكدير‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الووفيق (أمحد)‪:‬‬
‫ماد "اإداوبعقيل"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.221 .‬‬
‫ماد "أمحر"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.178-177 .‬‬
‫ماد "اإداولويت"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.229-228 .‬‬
‫ماد "اإداومسالل"‪،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.227 .‬‬
‫‪ -‬جالب (حسن)‪:‬‬
‫"احلرتكة الصوفية"‪ ،‬منشوةات اجلامعة الش ووية يفرن‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫"ظهائر سعدية يف توقري واحرتام ش يوخ الزاوية البومعرية مبراكش"‪ ،‬جمةل داة النيابة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الس نة السادسة‪،‬‬
‫ش واء ‪ ،1989‬ص ص‪.22-13 .‬‬
‫‪ -‬جحي (محمد)‪:‬‬
‫ماد "أمحد العرج"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.159 .‬‬
‫ماد "أدفال"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.285-284 .‬‬
‫"املؤسسات ادلينية ابملغرب يف القرنني ‪16‬م و‪17‬م"‪ ،‬جمةل املناهل‪ ،‬العدد ‪،18‬الس نة ‪ ،7‬يوليوز ‪1980‬م‪ ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.128-112‬‬
‫‪ -‬محودي (عبد هللا)‪:‬‬
‫"الانقسامية والرتاتب الاجامتعي والسلطة الس ياس ية والولية‪:‬تأمالت حول مقولت كيلرن"‪ ،‬ترمجة محمد المني‬
‫الزباز وعبد العزيز المتسامين خلوق‪ ،‬جمةل داة النيابة‪ ،‬العدد ‪1985 ،5‬م‪ ،‬ص ص‪.55-38 .‬‬
‫‪ -‬شفيق (محمد)‪:‬‬
‫"يف أن أسامء الماكن جلها أمازيغية"‪ ،‬جمةل البحث العلمي‪ ،‬العدد ‪ ،27‬يناير‪-‬يوليوز ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -‬صديق (عيل)‪:‬‬
‫"النسب والواةخي وابن خدلون"‪ ،‬جمةل لكية الآدابوالعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪،‬العدد ‪1985 ،11‬م‪ ،‬ص ص‪.83-47 .‬‬
‫‪ -‬القبيل (محمد)‪:‬‬
‫"مسامهة يف اتةخي المتهيد لظهوة دوةل السعديني"‪ ،‬جمةل لكية الآداب والعلوم الإنسانية‪ ،‬الرابط‪،‬العدد ‪( 43‬عدد‬
‫مزدوج)‪1978 ،‬م‪ ،‬ص‪.59 .‬‬
‫‪ -‬لوتوةنو‪:‬‬
‫"الزايين وتأةخيه لدلوةل السعدية"‪ ،‬تعريب عبد الرحامنبنعبد هللا‪،‬جمةل دعو احلق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الس نة الثانية عرش‪،‬‬
‫‪1969‬م‪ ،‬ص ص‪.73-72 .‬‬
‫‪ -‬معلمة املغرب‪:‬‬
‫الجزاء‪ ،4-1 :‬امجلعية املغربية للوأليف والرتمجة والنرش‪ ،‬نرش مطابع سال‪1410 ،‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬انمعي (مصطفى)‬
‫ماد ‪" :‬احامد أوموىس"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.164-161 .‬‬
‫ماد "اإزةتكني"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ص‪.340-339 .‬‬
‫ماد "أسا"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ص‪.339-337 .‬‬
‫ماد "اإليغ"‪ ،‬معلمة املغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪.622 .‬‬
‫‪ -‬الواثئق‪ ،‬مجموعة واثئقية دوةية تصدةها مديرية الواثئق امللكية‪ ،‬اجملموعة الثالثة‪ ،‬املطبعة امللكية‪ ،‬الرابط‪1976 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬املصادة الجنبية‪:‬‬
‫‪- De castries (H.de),‬‬

‫‪91‬‬
Les sources inédites de l’Histoire du Maroc; 1ére série: Dynastrie Saadienne,
Archives et bibliothéque de France, Bibliographie et index général. Paris. P.
Geuthner, 1926.
- Chronique de Santa-Cruz Du Cap de Gué (Agadir), Texte portugais du XVle siècle,
traduit et annoté par Pierre de Cenival, Paris, 1934.
- Damio de Gois,
les Portugais au Marocde 1495 à 1521, extrait de la «chronique du Roi D. Manuel de
Portugal», Éditions Moncho, 1937.
- Fernandes (valentin),
Description de la cote d’Afrique de ceuta au Sénégal (1506-1507), Paris, 1938.
:‫ املراجع ابلفرنس ية‬-8
- Abitbol (M),
Tombouctou et les Arma, Maison neuve, 1979.
- Basset (R),
Relation de sidi Brahim de Massat, traduite sur le texte chelha et annotée par Basset,
Paris 1883.
- Berthier (P),
Les Anciennes sucreries du Maroc et leurs Reseaux hydrauliques, T I.II, Rabat, 1966.
- Caillé,
La représentation diplomatique de la France au Maroc, APedone, Paris, 1951.
- Le chatelier (A),
Tribus du sud-ouest Marocain, Paris, 1981.
- Cour (A),
L’Etablissement des dynastries des chérifs au Maroc, 1509-1830, Paris, 1904.
- Drague (G),
Esquisse d’Histoire religieuse du Maroc, J.Peyronnet et Cie Edition, Paris, 1951.
- Faucauld (Ch-Dela),
Reconnaissance Au Maroc 1883-1884, Paris, 1888.
- Gellner (E),
saints of Atlas,london and Nicolsen, 1969.
- Justinard (L)
Fawaid Al jamma bi Isnadi Ouloumi Al Oumma, sidi Abderrahman ben Mohamed
Abouzid, chartres, 1953.
- Justinard,
92
Un petit Royaume berbère Le Tazeroualt: Un Saint BerbèreSidi Ahmed ou Moussa,
imprimé par l’imprimerie Durand, France, 1954.
- Laoust (E),
Contes Berbére du Maroc, Paris, 1927.
- Laroui (A),
les origines Sociales et Culturelles du Nationalisme Marocain (1830-1912), François
Maspero, 1977.
- Meunie (D-J),
le Maroc Saharien des Origines à 1670, TI- II, Paris Klincksieck, 1982.
,Greniers Citadelles au Maroc, Paris 1951. 2 Tomes,
,sites et Forteresses de l’Atlas, Paris, 1951.
- Mezzine (L),
le Tafilalet; Contribution à l’Histoire du Maroc aux XVIle et XVIIle Siècle
Casablanca, Inprimerie Najah el jadida, 1987.
- Monteil (V),
Notes sur Ifni et Ait Ba-Amràn, Edition larose, Paris, 1948.
Notes sur les Tekna,Éditions Larose, Paris, 1948.
- Morsy (Magali),
Les Ahansala; Examen du Rôle Historique d’une famille Maraboutique de l’Atlas
Marocain au XVIIle siècle, Monton, Paris, 1972.
- Pascon (P),
le Haouz de Marrakech, T I-II, Rabat, 1977.
- Pascon (P), ENNAJI (M),
le Makhzem et le sous al-aqsa, les Correspondances politique de la Maison d’Iligh
1821-1894, Paris- Casablanca Toubkal, 1988.
- Pascon (P),
la Maison d’Iligh et l’Histoire Sociale du Tazeroualt, SMER, 1984.
- Roux (A),
Récits Contes et légendes berbères en Tachelhit, Rabat, le 30/10/1942.
- Spillman (G),
Trois Zaouias berbères du Maroc Central; Dila, Ahnsal, Imhiouach, (S.L), (S.E),
1938.
- Le Tourneau (R);
Les Débuts de la Dynastie Sadienne jusqu’à la mort du sultan M’hammed ech-
cheikh (1557), Institut d’étudessupérieures islamiques d’alger, 1954.
93
- Zakari Dramani (I),
l’Afrique Noire Dans les Relations Internationales au XVle siècles, karthala, 1982.
:‫ ةسائل جامعية ابلفرنس ية‬-9
- ENNAJI (M),
L’Exponsion Europeenne et le Maroc du XVle au XVIIle siècles, Mémoirepour le
Diplôme d’étudessupérieures en Sciences Économiques, Faculté des Sciences
Juridiques Économique et Sociales, Rabat.
- Tamouh (Z);
le Maroc et le Soudan au XIXe siècles 1830-1894, T I, Université de Ponthion
Sorbonne, U.E.R 09, Paris,1982.
:‫ املقالت ابلفرنس ية‬-10
- Berthier (P),
«L’Archéologie Source de l’Histoire Économique»,Heperis-Tamuda, VII, 1966, pp.
33-40.
- Bourguignon,
«Renseignement sur la Région de Tiznit», in Archives du Services Historique de
l’Armée, maroc, 31.7.1913.
- Devisse (J),
«Routes de Commerce Et Échanges en Afrique occidentale, En relation avec la
Méditerranée. un essai sur le commerce Africain Mediéval du XI au XVle siècle»,
Revue d’Histoire Economique et sociale, TI-II, 1972, pp. 42-73 et pp. 357-397.
- Bodin (M),
«la zaouia Tamergrout», in Archives berberes, 1918, pp. 259- 295.
- Celevier (J),
«le Maroc, pays du Sucre et de l’or», in France-maroc, SeptièmeAnnée N° 79, Juin
1923, pp. 113-115.
- Cenival (P), et la chappelle (F. de),
«Possessions Espagnoles sur la Cote Occidentale d’Afrique, Santa-cruz de
marpequena et Ifni»,Hesperis, 2 et 3 trimestre, 1935, pp. 19-77.
- Chaumeil (J),
Histoire d’une tribu Maraboutique de l’Anti-Atlas; les AitAbdallah ou Said»
Hesperis,1er et 2eme trimestre, Année 1952, pp. 197-212.
- Colin (G),

94
«Mauritanie» Hesperis, XI, 1930, pp. 141-143.
- Gabriel (G),
«Ulysse, le cyclope et berbères», in Revue de littérature Comparée, 15eme année, N°
4,octobre-décembre 1935, p. 76.
- Hammoudi (A),
«Sainteté, pouvoir et société, Tamgrout aux XVIle et XVIIle siècles», in Annales
ÉconomiesSociétés civilisations, Mai-Aout 1980, p 615- 641.
- Justinard (L),
«Notes sur l’Histoire du Sous au XIXe siècle», in Hesperis, volume VI, 1926, pp.
351-364.
«Notes D’Histoire et de littérature berbères», Hesperis, volume V, 2e trimestre, 1925,
pp. 227- 238.
«Notes D’Histoire et de littérature berbères», Hesperis, , 3e et 4e trimestre, 1928, pp.
321-332.
«Poèmes chleuhs recueillis au Sous par Justinand», in Revue du Monde Musulman,
L X, Second trimestre, pp. 63-107.
- Laoust (E),
«Sidi HAMED ou Moussa dans la cavene du cyclope», Hesperis, Tome I, 1921, pp.
91-92.
- Lessard (J.M),
«Sijilmassa: la ville et ses relations Commerciales au XIe siècle d’après El Bekri»,
Hesperis, Tamuda, Vol X, 1969, pp. 33-34.
- Mauny (R),
«l’Expédition Marocain d’Oudane (Mauritanie) vers 1543-1544»,in bulletin de
l’institut Fondamental d’Afrique Noire, 1949, p. 129.
«Tableau Géographique De l’ouest Africain au Moyen Age d’après les Sources
Ecrites, la tradition et l’Archeologie» in I FAN, N° 16- Dakar 1961.
- Michaux – Bellaire (E),
«Essai sur l’Histoire des Confreries Marocaines» in Hesperis 1921, p 141-149.
- Michaux – Bellaire (E),
Conferences Faites au Cours Préparatoire du Service des Affaires Indigènes», in
Archives Marocaines, volume XXVI, 1927.
- Michaux – Bellaire (E),
Quelques Tribus de la Région du Habt» in Archives Marocaines vol XVII, p 73.
- Monteil,
95
«Choses et Gens du Bani», in Hesperis 1946; p 385.
, «les Juifs D’Ifran (Anti-Atlas Marocain)», in Hesperis 1948 p 151 à 161.
- Pascon (P),
«le commerce de la maison d’Iligh, d’après le registre comptable de Husayn B,
Hachem, Tazerwalt 1850-1875» in Annales E.S.C N° 3-4, Mai Aout 1980, p 700, p
729.
- Ricard (Robert),
D.P.Perrerra: «la Cote Atlantique du Maroc au début du XVle siècle, d’après des
instructions Nautiques portugaises» in Hesperis 1927, p 229-258.
- Rosenberger (B) et triki (H),
«Famines et Epidemies au Maroc aux XVle et XVIle siècles» in Hesperis-Tamuda
1973-1974, p 109-175.
- Rosenberger (B),
«Tamdult, Cité Minière et Caravaniere du IXe au XVIe siècle,» Hesperis-Tamuda,
1970 vol XI, p 103-140.
- Roux (A),
«les Aventures Extraordinaires de Sidi HMAD-U-MUSA, Patron du Tazeroualt».
Hesperis Tome XXXIX, 1952, p 75-p 96.
- Salman (G),
«L’opuscule du chaikh Zemmory sur les chorfa et les tribus du Maroc», in Archives
Marocaines, T II paris 1974.
- Salman (G),
«Quelques Légendes Relatives à Moulay BouSelham» in Archives Marocaines 1927,
p 412-421.

96
‫حمتـويـات الكتاب‬

‫تقدمي‪3.........................................................................................................................................‬‬
‫مقدمة……………………………………………………………………………‪4...........................‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الزاوية السماللية‪ :‬الش يخ املؤسس‪22......................................................‬‬
‫‪ /I‬أصول الرس السماللية الوازةوالوية‪23...................................................................................‬‬
‫‪ -1‬املرحةل الوامدولوية‪24 ........................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬املرحةل البومروانية‪25.........................................................................................................‬‬
‫‪ /II‬الزاوية السماللية‪ :‬الش يخ احامد أوموىس‪26............................................................................‬‬
‫‪ -1‬ولدته‪26.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬س ياحته‪26.....................................................................................................................‬‬
‫‪ /III‬اتصاهل ابلطريقة اجلزولية‪28..............................................................................................‬‬
‫‪-1‬خطوط عريضة‪28............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬مراحل التصال‪29..........................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬الذاكة والدعية‪30.........................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬الزاوية السماللية أآليات الوأسيس‪32.......................................................‬‬
‫‪ /I‬الزاوية السماللية‪ :‬ظروف الوأسيس‪33.................................................................................‬‬
‫‪ -1‬انوقال الإشعاع الصويف من بومروان اإىل اتزةوالت‪33...............................................................‬‬
‫‪ -2‬ظهوة الش يخ احامد أوموىس بوازةوالت‪34............................................................................‬‬
‫‪ -3‬موقع اتزةوالت‪34...........................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬مراحل اس وقراة الش يخ ابجملال اجلديد‪36...............................................................................‬‬
‫‪ /II‬تأسيس الزاوية السماللية بوازةوالت‪38...............................................................................‬‬
‫‪-1‬موضع الزاوية‪38..............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬أدواة الزاوية‪39.............................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬مواةد الزاوية‪47.............................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتليات انفتاح الزاوية عىل حميطها القبيل‪50..............................................‬‬
‫‪ /I‬الزوااي والقبائل خالل القرن ‪ XVI‬م‪51................................................................................‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -1‬حتراكت القبائل يف منطقة سوس يف بداية القرن ‪XVI‬م‪51............................................................‬‬
‫‪ -2‬تفاعالت زوااي سوس مع حركية القبائل‪52................................................................................‬‬
‫‪ /II‬عالقة الزاوية السماللية مبحيطها القبيل‪53................................................................................‬‬
‫‪ -1‬عالقهتا ابإداوةكرمسوك‪53......................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬عالقهتا ابلقبائل العربية‪53.....................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬عالقهتا ابإداوبعقيل‪55.........................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬عالقهتا بقبيةل جماط‪55........................................................................................................‬‬
‫اس ونتاجات‪63......................................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬عالقة الزاوية السماللية ابخملزن السعدي‪59.................................................‬‬
‫‪ .I‬الزوااي واخملزن السعدي‪-‬نظر عامة‪61........................................................................................‬‬

‫‪ .II‬عالقة الش يخ احامد أوموىس ابلسلطة السعدية‪61........................................................................‬‬

‫‪ -1‬انوقاهل من السلمية الاجامتعية اإىل مماةسة النشاط الس يايس…‪62....................................………….‬‬


‫‪ -2-1‬عالقة الش يخ بأمحد العرج‪62..........................................................................................‬‬
‫‪ -3-1‬عالقته مبحمد الش يخ‪63...................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬عالقته بعبد هللا الغالب ‪64.................................................................................................‬‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬مظاهر انفتاح الزاوية السماللية عىل الصحراء وجتاةهتا …‪70............…………..‬‬
‫‪ /I‬ظهوة اتزةوالت عىل ساحة الحداث خالل ق ‪16‬م‪72 .............................................................‬‬
‫‪ /II‬الإشعاع الاقتصادي لوازةوالت‪75 .......................................................................................‬‬
‫‪ /III‬دوة الش يخ احامد أوموىس يف تمنية جتاة الصحراء‪80.................................................................‬‬
‫خامتة‪82........................................................................................................‬‬
‫لحئة ببلوغرافية‪86..................................................................................................................‬‬

‫‪98‬‬

You might also like