Professional Documents
Culture Documents
ملخص تقرير راند
ملخص تقرير راند
فالتقرير الذي أصدرته هذه المؤسسة البحثية التي تدعمها المؤسسة العسكرية المريكية -التي تبلغ ميزانيتها
السنوية قرابة 150مليون دولر -والذي يقع في 217صفحة ل تنبع خطورته من جراءته في طرح أفكار
جديدة للتعامل مع "المسلمين" وتغيير معتقداتهم وثقافتهم من الداخل فقط تحت دعاوى "العتدال"
بالمفهوم المريكي ،وإنما يطرح الخبرات السابقة في التعامل مع الشيوعية للستفادة منها في محاربة
السلم والمسلمين وإنشاء مسلمين معتدلين!.
بل إن التقرير يحدد بدقة مدهشة صفات هؤلء "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم -بالمواصفات المريكية-
بأنهم هؤلء الليبراليين والعلمانيين الموالين للغرب والذين ل يؤمنون بالشريعة السلمية ويطرح مقياسًا
أمريكيّا من عشرة نقاط ليحدد بمقتضاه كل شخص هل هو "معتدل" أم ل ،ليطرح في النهاية -على الدارة
المريكية -خططًا لبناء هذه "الشبكات المعتدلة" التي تؤمن بالسلم "التقليدي" أو "الصوفي" الذي ل
يضر مصالح أمريكا ،خصوصًا في أطراف العالم السلمي (آسيا وأوروبا).
أما "النقلب" المقصود في بداية هذا المقال فيقصد به أن تقارير "راند" ومؤسسات بحثية أمريكية أخرى
عديدة ظلت تتحدث عن مساندة إسلميين معتدلين في مواجهة المتطرفين ،ولكن في تقرير 2007الخير تم
وضع كل "المسلمين" في سلة واحدة.
الكثر خطورة في تقرير مؤسسة "راند" الخير -الذي غالبًا ما تظهر آثار تقاريرها في السياسية المريكية
مثل "إشعال الصراع بين السنة والشيعة" و"العداء لبعض دول المركز السلمى" والعداء أيضا لكل
التيارات السلمية الموجودة على الساحة سواء من ينتهج منهج الصراع معهم بالسلح كالقاعدة وغيرها أو
من ينتهج منهج الصراع الفكرى معهم أو مقاومة مخططاتهم فى المنطقة بمحاربة عملئهم من الحكومات
الفاسدة كالخوان المسلمين أو السلفيين وغيرهم
والتقرير ايضاً يتحدث باسم "أمريكا" -أنه يدعو لما يسميه "ضبط السلم" نفسه -وليس "السلميين"
ليكون متمشيًا مع "الواقع المعاصر" .ويدعو للدخول في بنيته التحتية ( وهذا يفسر ظهور طائفة منكروا
السنة المسماه بالقرآنيين مرة ثانية فى هذا الوقت بالذات وظهور بعض القلم العلمانية بكثرة فى وسائل
العلم المختلفة)بهدف تكرار ما فعله الغرب مع التجربة الشيوعية ،وبالتالي لم َيعُد يتحدث عن ضبط
"السلميين" أو التفريق بين مسلم معتدل ومسلم راديكالي ،ولكن وضعهم في سلة واحدة!.
فتقارير "راند" الخيرة -تقرير -2004كانت تشجيع إدارة بوش على محاربة "السلميين المتطرفين"
عبر :خدمات علمانية (بديلة) ،ويدعون لـ"السلم المدني" ،بمعنى دعم جماعات المجتمع المسلم المدني
التي تدافع عن "العتدال والحداثة" ،وقطع الموارد عن المتطرفين ،بمعنى التدخل في عمليتي التمويل
وشبكة التمويل ،بل وتربية كوادر مسلمة عسكرية علمانية في أمريكا تتفق مصالحها مع مصالح أمريكا
للستعانة بها في أوقات الحاجة.
ولكن في التقرير الحالي "بناء شبكات مسلمة معتدلة" ،يبدو أن الهدف يتعلق بتغيير السلم نفسه
والمسلمين ككل بعدما ظهر لهم في التجارب السابقة أنه ل فارق بين "معتدل" و"متطرف" وأن الجميع
يؤمن بجدوى الشريعة في حياة المسلم ،والمر يتطلب "اللعب في الفكر والمعتقد ذاتهما".
من يقرأ التقرير سوف يلحظ بوضوح أنه يخلط بشكل مستمر وشبه متعمد ما بين "السلميين"
و"الراديكاليين" و"المتطرفين" ،ولكنه يطالب بدعم أو خلق تيار "اعتدال" ليبرالي مسلم جديد أو
،Moderate and liberal Muslimsويضع تعريفات محددة لهذا "العتدال المريكي" ،بل وشروط
معينة من تنطبق عليه فهو "معتدل" -وفقًا للمفهوم المريكي للعتدال ،ومن ل تنطبق عليه فهو متطرف.
ووفقًا لما يذكره التقرير ،فالتيار (السلمي) المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي:
-3يؤمن بحق القليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة.
-5يؤمن بتيارين دينيين إسلميين فقط هما" :التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي
بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى ،و"التيار الديني الصوفي" -يصفونه بأنه التيار الذي يقبل الصلة
في القبور (!) -وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه "التيار السلفى الوهابي"(سلف وإخوان وغيرهم)
ويلحظ هنا أن التقرير يستشهد بمقولة لدينس روس المبعوث المريكي السابق للشرق الوسط يتحدث فيها
عن ضرورة إنشاء ما يسميه (سيكولر - secular -دعوة) أو (دعوة علمانية)! ،والمقصود هنا هو إنشاء
مؤسسات علمانية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات السلمية ،سواء كانت قوافل طبية أو
كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها.
أما الطريف هنا فهو أن الدراسة تضع 11سؤالً لمعرفة ما هو تعريف (المعتدل) -من وجهة النظر المريكية-
وتكون بمثابة اختبار يعطي للشخص المعرفة إذا كان معتدلً أم ل؟ .وهذه المعايير هي:
-3أن الخط الفاصل بين المسلم المعتدل والمسلم المتطرف هو تطبيق الشريعة.
-4أن المعتدل هو من يفسر واقع المرأة على أنه الواقع المعاصر ،وليس ما كان عليه وضعها في عهد
الرسول صلى ال عليه وسلم.
-5هل تدعم وتوافق على العنف؟ وهل دعمته في حياتك من قبل أو وافقت عليه؟.
-6هل توافق على الديمقراطية بمعناها الواسع ..أي حقوق النسان الغربية (بما فيها الشذوذ وغيره)؟.
-7هل لديك أي استثناءات على هذه الديمقراطية (مثل حرية الفرد في تغيير دينه)؟
-8هل تؤمن بحق النسان في تغيير دينه؟.
-9هل تعتقد أن الدولة يجب أن تطبق الجانب الجنائي من الشريعة؟ وهل توافق على تطبيق الشريعة في
جانبها المدني فقط (الخلق وغيره)؟ ،هل توافق على أن الشريعة يمكن أن تقبل تحت غطاء علماني (أي
القبول بتشريعات أخرى من غير الشريعة)؟.
-10هل تعتقد أنه يمكن للقليات أن تتولى المناصب العليا؟ وهل يمكن لغير المسلم أن يبني بحرية معابده في
الدول السلمية؟.
وبحسب الجابة على هذه السئلة سوف يتم تصنيفه هل هو معتدل (أمريكيّا) أم متطرف؟! ويذكر التقرير
ثلثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم السلمي ،وهم:
(ثانيًا)" :أعداء المشايخ" ..ويقصد بهم هنا من يسميهم التقرير "التاتوركيين" -أنصار العلمانية التركية-
وبعض "التونسيين".
وينفق التقرير جزءًا كبيرًا منه (فصلن من عشرة فصول) في التركيز على ضرورة أن يتم التركيز على
"أطراف" العالم السلمي وتجاهل "المركز" -يقصد به المنطقة العربية -بغرض دعم ما يسمونه "العتدال
في أطراف العالم السلمي" خصوصًا في آسيا وأوروبا وغيرها .أما الهدف فهو أن تخرج الفكار السلمية
المؤثرة على مجمل العالم السلمي من هذه الطراف وليس من المركز (العربي) الذي أصبح ينتشر فيه
"التطرف" ،وبحيث تصبح هذه الطراف هي المصدرة للفكر السلمي المعتدل الجديد ،ول تخرج الفكار من
المركز!.
بل إن التقرير يطرح هنا طريقة غريبة في الحوار مع المسلمين بهدف تغييرهم تتلخص في :تغيير من
نحاوره ،وتحجيمه عن القيام بأعماله ،أو "انتظار الفرصة المناسبة" بدون أن يحدد ما يعني بالفرصة
المناسبة.
وهنا يركز في فصليه السادس والسابع على تجربة الطراف في آسيا وأوروبا على التوالي ،ويطرح أسماء
مؤسسات وأشخاص في آسيا وأوروبا "ينبغي" العمل معها ودعمها بالمال ،ويضرب أمثلة بتجارب مشوّهة
ل أن الحاديث حول
تشوّه دور السلم بالفعل مطلوب التعاون معها ودعمها ،مثل دعم موقع سعودي يرى مث ً
شهادة (أل إله إل ال ..وأن محمدًا رسول ال) ليست ثابتة!(طائفة القرآنيين).
والغريب أن التقرير يركز في فصله الول (المقدمة) على ما يعتبره "خطورة دور المسجد" -ضمن هجومه
على التيار السلمي -باعتبار أنه (المسجد) الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة؛ ولذلك يدعو
لدعم "الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد"(!) ،ول ينسى أن يحذر من سطوة المال -الذي يدعم تنظيم
التيار السلمي (،وهذا يفسر لماذا يتم مصادرة أموال الخوان المسلمين ومصادرة أموال الثريام من التيار
السلفى الوهابى)مؤكدًا أنه ل بد من تقليل تقدم هذا التيار الديني لصالح التيار العلماني التقليدي الديني (وفق
المفهوم المريكي للعتدال) ،بغرض "تسوية الملعب" كي يتقدم "التيار التقليدي"!.
بعبارة أخرى يركز التقرير هنا على أن الطريق الصحيح لمحاربة المسلمين هو بناء أرضية من المسلمين
أنفسهم من أعداء التيار السلمي ،مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية
للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها.
وربما لهذا أفرد التقرير فصله الثاني للتركيز على فكرة الحرب البادرة والستفادة من الخبرة المريكية في
ضرب التيار الشيوعي من الداخل في تقديم نموذج مشابه لصانع القرار المريكي كي يستفيد منها في
المواجهة المشابهة مع التيار السلمي ،وركّز هنا على جانبين( :الول) خاص بخبرة الستعانة بالطابور
الخامس من المهاجرين البولنديين والشيوعيين للغرب ومعهم المفكرين المريكيين لتمهيد أرض المعركة
ونشر القيم الغربية ،و(الثاني) خاص بالجانب العلمي مثل تجربة (راديو ليبرتي) الموجه لروسيا ،فضلً
عن إنشاء قسم خاص في المخابرات المريكية دوره هو التغيير الفكري لمواقف وآراء طلب ومفكري الدول
الشيوعية وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة .بل يطرح التقرير هنا أفكارًا بشأن كيفية استخدام
الدين ضد الشيوعية ،كنوع من السقاط لبيان أنه يمكن -العكس -باستخدام العلمانية ضد الدين في الدول
السلمية!.
ومع أن الفصل الثالث من دراسة (راند) يركز على بحث أوجه التشابه أو الخلف بين أسلحة الحرب البادرة
في هدم الشيوعية ،وأسلحة الحرب الحالية ضد الفكر السلمي ،ويؤكد أن هناك أوجه تشابه أبرزها أن
الصراع مع الشيوعية كان فكريّا مثلما هو الحال مع العالم السلمي ،فهو يعترف بأن عقبات هذه السياسة
أعمق مع المسلمين.
ويذكر من أوجه الخلف -عما حدث في الحرب البادرة -بأن أهداف الشيوعية كانت واضحة للغرب وكان من
السهل محاربتها ،بعكس أهداف التيار السلمي غير الواضحة للغرب ،كما أن الشيوعية كانت هناك آليات
للتفاوض معها (عبر أجهزة المم المتحدة وغيرها) ،بعكس التيار السلمي غير المحدد في كتلة واحدة
محددة كالشيوعية ،أما الهم فهو المخاوف -كما يعترف التقرير -من أن ينظر لمحاولت "تحرير" العالم
السلمي أو اعتداله على الطريقة الغربية على أنه غزو واحتلل فكري ،فضلً عن صعوبة ضرب وتحجيم
الدول التي تقف خلف الفكر الوهابي (السعودية)؛ لنها في نفس الوقت دول ترتبط أمريكا بمصالح معها
(البترول -مناطق النفوذ).
وربما لهذا يقول التقرير صراحة إن هناك مشكلة أمريكية في الضغط على حكومات وأنظمة الدول العربية
والسلمية المتسلطة للحصول على الديمقراطية ،ما يعني ضمنًا التوقف عن دعم برامج الديمقراطية في
العالم العربي والسلمي والتوقف عن الضغط للمجيء بالديمقراطية.
ويقول -في مقدمة الفصل الخامس -إن أمريكا دعمت في أوقات سابقة ما اعتبرته قوى معتدلة إسلمية في
الردن والمغرب (حزب العدالة والتنمية) و"فوجئنا أننا أخطأنا وأننا دعمنا غير المعتدلين"! ،كما ل ينسى أن
يشير لمشكلة في التأثير -بالمعونة المريكية -على التيار السلمي في دول غنية مثل دول الخليج (مثلما
يحدث في دول فقيرة) ،ومن ثَم صعوبة ضرب التيار السلمي الحقيقي في هذه الدول السلمية الغنية.
والملفت هنا أن التقرير يسرد قائمة بمن يعتبرهم من المعتدلين في العديد من الدول العربية ودول الخليج ،ما
يعني حرقهم أو ربما قطع خط الرجعة عليهم للعودة عن العمالة لمريكا ،ويطرح أفكارًا لمواجهة اتهام
أنصاره بالعمالة ،ويؤكد أهمية برامج التلفزيون التي تركز على فكرة (التعايش) مع الغرب.
الدراسة أو التقرير خطيرة كما هو واضح ومليئة بالفكار السامة التي تركز على ما يسمونه "علمنة
السلم" ،ومناصرة العلمانيين ودعمهم في المرحلة المقبلة ،ويصعب جمع ما فيها في تقرير واحد ،ولكن
المر المؤكد أن الدراسة تركز -كما يقول مؤلفها الرئيسي في حوار صحفي -على أن "الهدف ليس طرح
الصراع بين العالم السلمي والغرب ،وإنما بين العالم السلمي بعضه بعضًا" ...أي ضرب السلم
والمسلمين من الداخل على غرار تجربة ضرب الشيوعية.
ويتضح من تقارير "راند" الخيرة -تقرير -2004أنها كانت تشجيع إدارة بوش على محاربة "السلميين
المتطرفين" عبر :خدمات علمانية (بديلة) ،ويدعون لـ"السلم المدني" ،بمعنى دعم جماعات المجتمع
المسلم المدني التي تدافع عن "العتدال والحداثة" ،وقطع الموارد عن المتطرفين ،بمعنى التدخل في
عمليتي التمويل وشبكة التمويل ،بل وتربية كوادر مسلمة عسكرية علمانية في أمريكا تتفق مصالحها مع
مصالح أمريكا للستعانة بها في أوقات الحاجة.
ولكن في التقرير الحالي " 2007بناء شبكات مسلمة معتدلة" ،يبدو أن الهدف يتعلق بتغيير السلم نفسه
والمسلمين ككل بعدما ظهر لهم في التجارب السابقة أنه ل فارق بين "معتدل" و"متطرف" وأن الجميع
يؤمن بجدوى الشريعة في حياة المسلم ،والمر يتطلب "اللعب في الفكر والمعتقد ذاتهما".
وما يحتويه التقرير من نقاط عديدة تمثل على القل توثيق لما نعانيه في البلد السلمية عموما ومصر
والسعودية وغيرها من دول المركز السلمى خصوصا من تسلط ونفوذ اناس متلونين لتعرف لهم راسا ول
عقب ،اعتكفوا السفارات واستتروا بشعارات وطنية .وهذا التقريرونشره يعتبر بمثابة تحذير القاتل لقتيله ،
بل ويعلمه بالخطة والزمان والمكان