Tafreegh Ata3leeq 3ala Ata3leeq 3ala Matn Al Akhdare SH Ahnad Almazrou3i

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 136

‫‪‬‬ ‫مقد مة‬

‫املؤلف‬

‫والسال ُم على المبعوث رحم ًة للعالمين‪ ،‬نب ّينا‬


‫والصال ُة ّ‬
‫ّ‬ ‫رب العالمين‪،‬‬
‫الحمد هلل ّ‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذه مدارس ٌة لفقه اإلمام مالك ‪ ‬يبدأ فيها بدراسة متن األخضري‪ ،‬وال يخفى ما‬
‫لدراسة الفقه من فوائد عظيمةٌ‪ ،‬منها‪ :‬أنّه يعين العبد على تصحيح عبادته‪ ،‬وبطلبه يدخل‬
‫ّبي ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العبد يف الخيرية التي وعد هبا الن ّ‬
‫وقبل شرح المتن‪ ،‬أقدم بمقدّ مة ُت َم ِّهد بعض أبواب الفقه‪ ،‬حتى نفهمه ‪-‬بإذن اهلل ‪.- ‬‬
‫المقدّمة الأولى‪ :‬تعر يف الفقه‬

‫الفقه يف ال ّلغة‪ :‬هو ال َف ْهم‪.‬‬


‫حيث الشرع‪ :‬فهو العلم باألحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية‪ ،‬يعني أنّك‬ ‫ُ‬ ‫أما من‬
‫شرعي (واجب‪ ،‬حرام‪ ،‬مباح‪ ،‬مكروه‪ ،‬مستحب) بدليله التفصيلي‪،‬‬ ‫كل ُح ٍ‬
‫كم‬ ‫تعرف ّ‬
‫ٍّ‬
‫كمعرفة وجوب الصالة بقوله ‪ :‬ﱹﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱸ‬
‫[البقرة‪ ،]43 :‬ومعرفة دليل وجوب الصيام بقوله ‪ :‬ﱹﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﱸ [البقرة‪.]183 :‬‬
‫«العلم باألحكام الشريعة» َق َّيدوا ذلك بقولهم‪( :‬ال َع َملية) يعني‪:‬‬
‫ُ‬ ‫و َل ّما قال أهل العلم‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وح ٍّج‪ ،‬وإال الفقه أوسع من هذا‪ ،‬فهو‬ ‫ُيراد به (الفقه العملي) من صالة وزكاة وصيا ٍم َ‬
‫ُيراد به األحكام العلمية واألحكام العملية‪.‬‬
‫فاألحكام نوعان‪:‬‬
‫ٍ‬
‫إنسان أن يعتقدها‪.‬‬ ‫األحكام العلمية‪ :‬والمقصود هبا العقيدة ا ّلتي يجب على ّ‬
‫كل‬
‫ٍ‬
‫واجبات‬ ‫واألحكام العملية‪ :‬والمقصود هبا األعمال ا ّلتي يعملها المك ّلف من‬
‫ٍ‬
‫ومستحبات‪.‬‬
‫أن الفقه ممكن أن ُي َق ّسم على أقسام‪:‬‬
‫ومن هنا نخرج إلى ّ‬
‫القسم األول‪ :‬فقه العقائد‪ :‬وهذا هو الفقه األعظم واألكرب‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬فقه العبادات‪ :‬وهو ما يتع ّلق بالطهارة‪ ،‬والوضوء‪ ،‬والصيام‪ ،‬والصالة‪،‬‬
‫والحج‪ ،‬والزكاة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬فقه المعامالت‪ :‬ويدخل فيه البيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬والنّكاح‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫الفقه الرابع‪ :‬فقه األخالق‪ :‬وهو اآلداب ا ّلتي على المسلم أن يتأ ّدب هبا‪.‬‬
‫وهذه التقسيمات َع ِمل هبا علماء المالكية‪ ،‬فأصبحوا ُيؤلفون يف الفقه‪ ،‬ويذكرون‬
‫ثم يذكرون العبادات‪ ،‬ثم يذكرون المعامالت‪ ،‬ثم يذكرون األخالق‪ ،‬حتى‬ ‫العقائد‪ّ ،‬‬
‫إذا َد َرس اإلنسان َت َع َّلم جميع الفقه ا ّلذي عليه‪( :‬العقدي‪ ،‬والعبادي‪ ،‬والعملي‪،‬‬
‫واألخالقي)‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬متن الرسالة البن أبي زيد القيرواين ‪ ،‬كتاب ُأ ِّلف لألطفال‪َ ،‬ف َبدأ فيه‬
‫بالعقيدة‪ ،‬ثم العبادات‪ ،‬ثم المعامالت‪ ،‬ثم انتهى إلى األخالق واآلداب ا ّلتي على‬
‫المسلم أن يتع ّلمها‪.‬‬
‫ِ‬
‫نفس الطريقة‪ ،‬لكنه‬ ‫وهذا المتن الذي نتدارسه ‪-‬وهو متن األخضري‪ -‬سار على‬
‫ٍ‬ ‫قليل‪ ،‬فبدَ أ بمقدّ ٍ‬
‫وكثير‬ ‫مة مختصرة مزجها بقلي ٍل من المسائل ال َعقدية‬ ‫َغ َّير يف الرتتيب ً َ‬
‫من المسائل األدبية‪.‬‬
‫أن هذا‬‫ثم َد َخل يف المسائل العملية‪ ،‬فبدأ بالطهارة‪ ،‬وانتهى إلى سجود السهو‪ ،‬يعني ّ‬
‫المتن من المتون المختصرة ا ّلتي يبدأ هبا طالب العلم‪ ،‬وطالب العلم ليس له أن يركب‬
‫درجة فقد يبني ِعلمه على َف ْهم غير‬
‫ٍ‬ ‫اقتحم أكثر من‬
‫َ‬ ‫درجة‪ ،‬فإن‬ ‫ٍ‬ ‫الس َّلم إال درج ًة بعد‬
‫يخطئ يف العمل‪.‬‬
‫َ‬ ‫صحيح‪ ،‬ف َي ِز َّل يف ال َفهم‪ ،‬أو َي ْع َث َر يف االستدالل‪ ،‬أو‬
‫لهذا‪ ،‬فالعلماء الربانيون ُي َع ّلمون صغار العلم قبل كِباره‪ ،‬فمن الخطأ أن ُيدَ َّرس‬
‫حشى بمعلومات‬ ‫الصغار كتب الكبار‪ ،‬وكذلك من الخطأ أن يدَّ رس المتن الصغير و ُي َ‬
‫ال ُكتب الكبيرة‪ ،‬فيذهب المقصود من هذا المتن المختصر ا ّلذي يريد به العالِم أن‬
‫وصلك إلى ما هو أعلى منه‪.‬‬ ‫ي ِ‬
‫ُ‬

‫‪7‬‬
‫المقدّمة الثانية‬
‫التعر يف بالأخضري وكتابه‬

‫ٍ‬
‫وثالث‬ ‫محمد الصغير األخضري‪ُ ،‬تويف يف سنة تسعمائة‬
‫هو أبو زيد عبد الرحمن بن ّ‬
‫وثمانين‪.‬‬
‫ويشتمل متن األخضري على ثالثة كتب رئيسة‪:‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬اآلداب‪.‬‬
‫الكتاب الثاين‪ :‬الطهارة‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬الصالة‪.‬‬
‫وأكثر ما يم ّيز هذا المتن باب السهو‪ ،‬وما فيه من مسائل ال تجدها يف غيره من المتون‬
‫الصغيرة‪ ،‬وقد اعتنى العلماء بشرحه ونظمه‪ ،‬فمن الشروح‪:‬‬
‫كتاب يف ِّكك عبارة المؤلف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪« -1‬هداية المتعبد السالك» لصالح األزهري‪ ،‬وهو‬
‫ٌ‬
‫سهل يف شرحه‪.‬‬
‫«ح ُ‬
‫لل المسائل يف شرح مختصر األخضري بالدالئل» لحاج الفويت‪ ،‬وهو يعتني‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫بأدلة المسائل‪.‬‬
‫محمد الشنقيطي‪.‬‬
‫لمحمد بن ّ‬
‫ّ‬ ‫‪« -3‬منح العلي يف شرح كتاب األخضري»‬
‫وكذلك قد اعتنى بعض العلماء بنظمه‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫‪« -1‬نظم متن األخضري» لعبد اهلل أحمد الحاج الشنقيطي‪.‬‬
‫لمحمد عبد القادر بن محمد‬
‫ّ‬ ‫‪« -2‬الكوكب الزهري نظم مختصر األخضري»‬
‫الجزائري الشهير بالشيخ باي بلعالم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مقدّمة المتن‬

‫محمد الصغير المعروف باألخضري‪:‬‬


‫الرحمن بن ّ‬
‫قال عبد ّ‬
‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وصىل اهلل ىلع نبينا حممد وىلع آهل وصحبه وسلم‪.‬‬
‫َ ِّ ْ َ َ َ َ َّ َ ُ َ َّ َ ُ َ َ َ ِّ َ ُ َ‬
‫م َّمد َخاتَم انلَّب ِّي َ‬ ‫َ َْ ْ ُ‬
‫ني‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫الس‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫«الم‬
‫ام ال ْ ُم ْر َسل َ‬
‫ني‪:‬‬ ‫َوإ ِ َم ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َْ َُ َ َ ْ ُُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َّ ُ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َّ‬
‫حيح إِيمان ِ ِه‪ ،‬ث َّم مع ِرفة ما يصلح ب ِ ِه ف ْرض‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫‪:‬‬‫ف‬ ‫يب ع المك ِ‬ ‫أول ما ِ‬
‫َّ َ َ َّ َ َ َ ِّ َ‬ ‫َْ ََ ْ َ‬
‫عينِ ِه كأحك ِم الصلة ِ والطهارة ِ والصي ِ‬
‫ام»‪.‬‬

‫ََ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬ ‫ِ‬
‫ي ُب ع‬
‫وحمد اهلل‪ ،‬قال ‪« :‬أول ما ِ‬
‫ّبي ‪َ ،‬‬
‫بعد أن بدأ بالبسملة‪ ،‬وصلى على الن ّ‬
‫ْ ُ َ َّ‬
‫المك ِف»‪:‬‬
‫(م َك َّل ًفا) ألنّه إذا َب َل َغ و َع ِقل ُك ِّل َ‬
‫ف بأوامر من‬ ‫وا ْل ُم َك َّلف‪ :‬هو البالغ العاقل‪ُ ،‬‬
‫وس ّمي ُ‬
‫الشرع ال بد أن يأيت هبا‪ ،‬وزواجر البد أن ينتهي عنها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َّ َ ْ‬
‫حيح إِيمان ِ ِه»‪:‬‬
‫يب ع المك ِف تص ِ‬ ‫قوله‪« :‬أول ما ِ‬
‫اإليمان‪ :‬هو اإليمان باهلل‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬و ُكتُبه‪ُ ،‬‬
‫ورسله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬والقدر خيره‬
‫وشره‪.‬‬
‫ّ‬
‫هذه أركان اإليمان‪ ،‬التي يجب على المك ّلف أن يصححها‪.‬‬
‫يمانِ ِه»‪ :‬يعني ّ‬
‫أن اإليمان يحتاج من المكلف‬ ‫ِ‬
‫و َت َأ َّمل‪َ ،‬ل ّما قال المؤلف‪« :‬ت َْصح ُ‬
‫يح إِ َ‬
‫أمرين‪:‬‬
‫تصحيح‪ :‬ل ِ َم ْن كان عنده إيمان‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ّ ‬إما‬
‫تأسيس‪ :‬ل ِ َم ْن لم يعرف اإليمان‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬وإما‬
‫يعني‪ :‬إذا أسلم الكافر ُي َؤ َّسس فيه اإليمان؛ ألنه لم يكن عنده إيمان‪ ،‬لكن الصبي أو‬
‫الرجل الكبير البالغ ا ْل ُم َك َّلف يجب عليه أول ما يعتني به أن ُي َص ِّحح إيمانه‪ ،‬وإنّما يكون‬
‫المبني على الكتاب والسنّة وفهم القرون المفضلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلك عن طريق العلم‬
‫ألن مسائل العقيدة من أهم المسائل ا ّلتي‬
‫وسبب كون اإليمان يحتاج إلى تصحيح؛ ّ‬
‫وأهمها‪ ،‬وك ّلما كان األمر غال ًيا‬ ‫ّ‬ ‫يجب على اإلنسان أن يعتني هبا‪ ،‬وهي من أعلى األشياء‬
‫وها ًّما كان االعتناء به َأ ْو َجب و َأ ْو َلى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬
‫أن أول واجب هو التوحيد وتصحيح اإليمان‬ ‫ٍ‬ ‫يب»‪ :‬يعني ّ‬ ‫و َت َأ ّمل قوله‪« :‬أول ما ِ‬
‫وه ْم إِ َل ْي ِه َش َها َد َة‬
‫ّبي ‪ ‬كان يقول‪َ « :‬ف ْل َيك ُْن َأ َّو ُل َما تَدْ ُع ُ‬ ‫قبل الصالة والصيام؛ لذلك الن ّ‬
‫والسنة‬ ‫تأملت نصوص القرآن ُّ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْن َل إِ َل َه إِ َّل اهَّللُ»[[[‪ ،‬وقال‪« :‬إِ َلى َأ ْن ُي َو ِّحدُ وا اهلل» [[[‪ ،‬ولو‬
‫والسنة‬ ‫ِ‬
‫نصوص القرآن ُّ‬ ‫َص من‬
‫دائما تبدأ بمسألة التوحيد واإليمان‪ ،‬وما من ن ٍّ‬
‫تجدها ً‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)1395‬ومسلم (‪.)19‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪.)6937‬‬

‫‪10‬‬
‫إال وهو ُي َق ّرر مسألة التوحيد واإليمان؛ ألهمية هذا الباب‪ ،‬وما ذهب إليه جمل ٌة من‬
‫ّظر فغير صحيحٍ ‪.‬‬‫أن أول الواجبات يف تصحيح اإليمان الن ُ‬ ‫شارحي المتن من ّ‬
‫َّ َ َ َّ َ َ َ ِّ َ‬ ‫ُ َْ َُ َ َ ْ ُُ َ َ َْ ََ ْ َ‬
‫ام»‪.‬‬
‫الصي ِ‬ ‫ثم قال ‪« :‬ث َّم مع ِرفة ما يصلح ب ِ ِه ف ْرض عينِ ِه كأحك ِم الصلة ِ والطهارة ِ و‬
‫هنا مسألتان‪:‬‬
‫أن الفرض ينقسم على هذا ا ْل ُم َك َّلف إلى قسمين‪ :‬فرض ٍ‬
‫عين‪،‬‬ ‫املسألة األوىل‪ّ :‬‬
‫وفرض كفاية‪.‬‬
‫حق كل ُم َك َّلف إلى‪ :‬فرض عين‪ ،‬وفرض كفاية‪.‬‬ ‫املسألة اثلانية‪ّ :‬‬
‫أن العلم ينقسم يف ّ‬
‫كل ما يجب عليه عمله‪،‬‬ ‫كل مسلم تعلمه‪ ،‬هو ُّ‬‫ف َف ْرض العين‪ :‬ا ّلذي يجب على ّ‬
‫كل مك ّل ٍ‬
‫ف أن يتوضأ للصالة‪ ،‬فإ ًذا يجب عليه أن يتع ّلم‬ ‫‪-‬مثل‪ -‬يجب على ّ‬
‫ً‬ ‫فالوضوء‬
‫الوضوء الصحيح‪ ،‬وهكذا فيما يجب عليه من العبادات‪ :‬الصالة‪ ،‬والصوم‪ ،‬والحج إذا‬
‫اكتملت شروطه‪ ،‬والزكاة إذا اكتملت شروطها‪.‬‬
‫فال يجوز للمك ّلف أن يعمل بما يجب عليه بال ٍ‬
‫علم وال سؤال ألهل العلم؛ ّ‬
‫ألن‬
‫يض ٌة َع َلى ك ُِّل ُم ْس ِلمٍ» [[[‪.‬‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬ط َلب ِ‬
‫الع ْل ِم َفرِ َ‬ ‫ُ‬

‫[[[ رواه ابن ماجه (‪ ،)224‬وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجه (‪.)183‬‬

‫‪11‬‬
‫َْ َْ ََْ ََُ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ ُ َ َْ َ ْ َُ َ ََ ُ ُ‬
‫يب علي ِه أن ياف ِظ ع حدو ِد اهللِ‪ ،‬وي ِقف عِند أم ِره ِ ونهيِ ِه‪ ،‬ويتوب إِل‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫ُ ْ َ َُ ََْ ْ َْ َ َ َ َْ‬
‫َش و ُط اهللِ سبحانه قبل أن يسخط علي ِه‪.‬‬ ‫ُ ُ‬
‫َ َ‬
‫َ ُ ُ ُ َ َّ ْ َ‬ ‫اتلَّ ْوب ِة‬
‫وشوط اتلوبةِ‪:‬‬
‫َ ُ ََ َ َ َ‬
‫انلَّدم ع ما فات‪.‬‬
‫َ َ َ َ َْ ْ ُ ُ‬ ‫َ ِّ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ب فِيما ب ِق علي ِه مِن عم ِره ِ‪.‬‬ ‫وانلية أن ل يعود إِل ذن ٍ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ِّ ً َ‬ ‫ََ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫تك المع ِصية ِف ساعتِها إِن كن متلبسا بِها‪.‬‬ ‫وأن ي‬
‫ُ َ َّ ُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ َ َّ َ ْ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َ ْ ُ َ ِّ‬
‫اهلل)؛ فإِنه مِن‬ ‫ َول يِل لُ أن يؤخ َر اتلَّ ْوبة‪َ ،‬ول يقول‪( :‬حت يه ِدي ِن‬
‫ْ‬
‫رية ِ‪.‬‬ ‫الش َقاءِ َوال ْذ َلن َو َط ْم ِس ْ َ‬
‫ال ِص َ‬ ‫َّ‬
‫ات‬
‫ِ‬
‫ََ َ‬
‫م‬ ‫عل‬
‫ِ‬

‫َ ْ ُ َ ََ ُ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫ي ُب علي ِه‪ :‬يعني ا ْل ُم َك َّلف أن يَاف ِظ ع حدو ِد اهللِ‪:‬‬
‫و ِ‬
‫ٍ‬
‫ألحد أن‬ ‫حدود اهلل‪ :‬هي محارم اهلل‪ ،‬فما َح ّرمه اهلل ‪ ‬فهي الحدود التي ال يجوز‬
‫وكل ما َح ّرمه اهلل اجعل بينك وبينه ِوقاية‪ ،‬قال اهلل ‪ :‬ﱹﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫يتعدّ اها‪ُّ ،‬‬
‫ﮑ ﮒ ﱸ [البقرة‪.]187 :‬‬
‫ألن ال ُقرب قد يؤ ّدي إلى الوقوع‪ ،‬فال‬ ‫قال‪ :‬ﱹﮐﮑﱸ ما قال‪( :‬ال تقعوا فيها)؛ ّ‬
‫ِ‬
‫َتقرهبا وابتعد عنها‪ ،‬وجاء يف الحديث‪« :‬إِ َّن اهَّللَ ‪َ ‬ف َر َض َف َرائ َض َفالَ ت َُض ِّي ُع َ‬
‫وها‪َ ،‬و َح َّر َم‬
‫ٍ‬
‫اح َذر أن تعتديه‪.‬‬ ‫وها» [[[‪ ،‬فما َحدّ ه اهلل ‪ْ ‬‬ ‫ُح ُر َمات َفالَ َتنْت َِهك َ‬
‫ُوها‪َ ،‬و َحدَّ ُحدُ ود ًا َفالَ َت ْعتَدُ َ‬
‫[[[ رواه الطرباين يف المعجم الكبير (‪ ،)589‬والدارقطني (‪ ،)4396‬وضعفه األلباين يف ضعيف الجامع‬
‫(‪.)1597‬‬

‫‪12‬‬
‫َ‬ ‫َْ َْ ََْ‬ ‫ََ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫«وي ِقف عِند أم ِره ِ ونهيِ ِه»‪ :‬يعني يجب على ال ُمكلف أن يقف عند أ ْمر اهلل‬ ‫ثم قال‪:‬‬
‫ون َْهيه‪َ ،‬ف َما َأ َمره اهلل ‪ ‬فال بد أن يقف عنده ويعمل به‪ ،‬وما ن ََهى اهلل عنه ال بد أن يقف‬
‫عنده ويجتنبه‪ ،‬قال ‪ :‬ﱹﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﱸ‬
‫[محمد‪ ،]33 :‬وقال اهلل ‪ :‬ﱹﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﱸ‬
‫[النساء‪ ،]59 :‬واألدلة يف هذا الباب كثيرة‪ ،‬قال ‪ :‬ﱹ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱸ [النور‪.]63 :‬‬
‫هل ن ََز َع ْت عن ِ‬
‫موج ِ‬
‫ب النّ َق ِم‬ ‫ــي ْ‬
‫والن ّْه ِ‬ ‫فعلت‬
‫ْ‬ ‫َو َأ ْوقِ ْ‬
‫ــف النَّ ْفس عند األمر هل‬
‫ران فاســت َِد ِم‬
‫بالشــ ْك ِ‬
‫ُّ‬ ‫ونعمــ َة اهلل‬ ‫فــإن َزكَــت َفاحم ِ‬
‫ــد اهلل ُم َط ِّه َرهــا‬ ‫ْ‬
‫ْ َ‬
‫الو ِخ ِ‬
‫ــم‬ ‫ــو ِرد َ‬
‫حذ َرنْهــا ُو ُرود ا ْل َم ْ‬
‫َو ِّ‬ ‫وإن َع َصت فا ْع ِصهــا َوا ْع َل ْم عداوهتا‬
‫ْ‬

‫فال بد على اإلنسان أن يقف عند األمر‪ :‬ﱹﯰﯱﯲﱸ كما قال ابن مسعود ‪:‬‬
‫ك‪َ ،‬فإِ َّن ُه َخ ْي ٌر َي ْأ ُم ُر بِ ِه‪َ ،‬أ ْو َش ٌّر‬
‫ول‪ :‬ﱹﯰ ﯱ ﯲ ﱸ َف َأ ْر ِع َها َس ْم َع َ‬ ‫«إِ َذا َس ِم ْع َ‬
‫ت اهَّللَ َي ُق ُ‬
‫َين َْهى َعنْ ُه» [[[‪.‬‬
‫فمن الخطر أن يكون اإلنسان َو ّل ًجا يف كل ُم َح َّرم‪ ،‬تاركًا ل ِ ُك ِّل واجب؛ ّ‬
‫ألن اإلنسان‬
‫قد يزيغ بِت َْرك شيء من ُسنّة‪ ،‬كما قال ‪ :‬ﱹﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱸ [النور‪.]63 :‬‬
‫ّبي ‪ ‬ف َي َق َع فِي‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫قال اإلمام أحمد ‪« :‬أتَدْ ري َما الف ْتنَةُ؟ َل َع َّل ُه ُير َّد َب ْع َض ما أمر به الن ّ‬
‫َق ْلبِ ِه َش ٌّ‬
‫ك َف َي ْه َل َ‬
‫ك»[[[‪.‬‬

‫[[[ رواه أحمد يف «الزهد» (ص‪ ،)866( )130‬وابن المبارك يف «الزهد» (ص‪ ،)36( )12‬وأبو نعيم يف‬
‫«الحلية» (‪ ،)130/1‬وابن أبي حاتم يف «تفسيره» (‪ ،)196/1‬وقال أحمد شاكر يف «عمدة التفسير»‬
‫(‪ :)546/1‬إسناده جيد‪.‬‬
‫[[[ رواه بإسناده ابن بطة العكربي يف «اإلبانة الكربى» (‪.)260/1‬‬

‫‪13‬‬
‫الشك َفيه َلك»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قع يف َقلبِه شي ٌء من‬
‫«ي ُ‬
‫هنا المشكلة‪َ :‬‬
‫ُ ْ َ َُ ََْ َ ْ َْ َ َ َ َْ‬ ‫ََُ َ َ‬
‫«ويتوب إِل اهللِ سبحانه قبل أن يسخط علي ِه»‪.‬‬ ‫ثم قال المؤلف‪:‬‬
‫ظاهرا وباطنًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫التوبة‪ :‬هي الرجوع إلى اهلل ‪‬‬
‫يعني أن يرجع إلى اهلل و َي ِف ّر من اهلل إلى اهلل بأن يرتك ما َح ّرم اهلل‪ ،‬ويفعل ما َأ َمر اهلل‬
‫ظاهرا ال باطنًا‬
‫ً‬ ‫ظاهرا كأنّه لم َيتُب‪ ،‬وإن رجع‬
‫ً‬ ‫ظاهرا وباطنًا؛ ألنّه إن َر َج َع باطنًا ولم يرجع‬
‫ً‬
‫لم يكن تائ ًبا‪ ،‬واهلل ‪َ ‬ح َّث على التوبة و َأ َمر هبا‪ ،‬قال اهلل ‪ :‬ﱹﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﱸ [النور‪ ،]31 :‬وقال اهلل ‪ :‬ﱹﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﱸ [التحريم‪ ،]8 :‬وقال اهلل ‪ :‬ﱹﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﱸ [البقرة‪،]222 :‬‬
‫أي‪ :‬كثيري التوبة والرجوع‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫ُ‬ ‫والزلل‪ ،‬فال بد عليه من الرجوع‪ ،‬ولهذا َب ّين‬ ‫ُّ‬
‫وكل إنسان قد يقع يف الخطأ َّ‬
‫َ ُ ُ ُ َ َ‬
‫شوط اتلَّ ْوبةِ»‪ ،‬أي‪ :‬التوبة الصحيحة كالتالي‪:‬‬ ‫شروط هذه التوبة‪ ،‬فقال‪« :‬و‬
‫َ ُ ََ َ َ َ‬
‫الشرط األول‪« :‬انلَّدم ع ما فات»‪ :‬يعني َت َأ ُّلم القلب على ما فات من َت ْرك طاعة اهلل‪،‬‬
‫سمى توبة‪ ،‬ال بد من َت َأ ُّلم القلب والحسرة‬
‫والوقوع يف معصية اهلل ‪ ،‬فتوب ٌة بال ندم ال ُت ّ‬
‫والنّدامة على ما َف ّرط يف جنب اهلل ‪.‬‬
‫َ َ َ َ َْ ْ ُ ُ‬ ‫َ ِّ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ق علي ِه مِن عم ِره ِ»‪:‬‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ِيم‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫الشرط الثاين‪ :‬قال ‪« :‬وانلية أن ل يعود إِل اذلن‬
‫يعني يتوب ويندم‪ ،‬ثم ينوي ن ّي ًة جازم ًة عازم ًة على أال يفعل هذه المعصية يف المستقبل‪.‬‬
‫َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ِّ ً َ‬ ‫ََ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫الشرط الثالث‪« :‬وأن يتك المع ِصية ِف ساعتِها إِن كن متلبسا بِها»‪.‬‬
‫أن اإلنسان إن كان واق ًعا يف المعصية ُم َت َل ِّب ًسا هبا ويريد أن يتوب ال‬
‫من شروط التوبة‪ّ :‬‬
‫فورا‪.‬‬
‫بد من تركها ً‬

‫‪14‬‬
‫َ َ َ ُّ َ ُ َ ْ ُ َ ِّ َ َّ ْ َ َ‬
‫ِّ‬
‫الشرط الرابع‪« :‬ول يِل ل أن يؤخر اتلوبة»‪ :‬ال يجوز له أن ُي َؤخر التوبة؛ ألن‬
‫الم َت َل ِّبس بمعصية آثم‪ ،‬فإن أخرها فهو على خطر إن مات عليها؛ لهذا قال المؤلف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫«ول يقول‪َ :‬ح َّت يهدين ُ‬ ‫َ‬
‫ٌ‬
‫حاصل عندنا‪ ،‬يقول‪ :‬أنا ما أتوب‬ ‫اهلل» َت َأ َّمل الكالم‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ ِ‬
‫ُب‪ ،‬يقول‪ :‬إن شاء اهلل يهديني اهلل‪.‬‬
‫حتى يهديني اهلل‪ ،‬تقول له‪ :‬ت ْ‬
‫تقول له‪« :‬يا أخي‪ ،‬اترك المحرمات»‪ ،‬يقول‪ :‬اهلل ‪ ‬يهديني!‪ ،‬تقول له‪ :‬واظب على‬
‫الصالة‪ ،‬يقول‪ :‬إن شاء اهلل يهديني اهلل!!‬
‫َّ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ َّ َ ْ َ‬
‫ات الشقاءِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫؛‬‫اهلل‬ ‫ن‬‫ْتأمل ماذا يقول المؤلف‪« :‬ول يقول‪ :‬حت يه ِدي ِ‬
‫شقاء ال سعادة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫رية ِ»‪ ،‬فالتعذر بمثل هذه الكلمات عالم ُة‬ ‫ال ِص َ‬‫َوال ْذ َلن َو َط ْم ِس ْ َ‬
‫ِ‬
‫للحق‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وخذالن ال توفيق‪ ،‬وعالم ٌة على َط ْمس بصيرته‪ ،‬والبصيرة هي رؤية القلب‬ ‫ٍ‬

‫‪15‬‬
‫ََ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫ُْْ َ‬ ‫َ َْ ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ان‬
‫يح‪ ،‬وأيم ِ‬‫حفظ ل ِسان ِ ِه مِن الفحشاءِ َوالمنك ِر‪َ ،‬والكل ِم القبِ ِ‬ ‫يب علي ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ظ‬ ‫حف‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الطلق‪َ ،‬وانتهار ال ُمسلِ ِم َوإهانتِ ِه‪َ ،‬و َسب ِه َوتوي ِف ِه ف غ ْي َح ٍّق ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ع‪.‬‬‫ش ِ ٍّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل ِسان ِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ْ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َْ‬
‫ألن اللسان من أكثر ما ُيوقِع اإلنسان‬ ‫حفظ ل َِسان ِ ِه»؛ ّ‬ ‫يب علي ِه»‪،‬أي‪ :‬ا ْل ُم َك َّلف « ِ‬ ‫«و ِ‬
‫َاخرِ ِهم إِالّ‬
‫َّار ع َلى من ِ‬
‫َّاس في الن ِ َ َ‬
‫ِ‬
‫ُب الن َ‬
‫ّبي ‪ ‬لمعاذ ‪« :‬وهل َيك ّ‬ ‫يف النيران‪ ،‬كما قال الن ّ‬
‫َح َصائِدُ َأ ْل َسنَتِ ِه ْم؟» [[[‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بجملة من‬ ‫فال ّلسان من أسهل األعضاء حركةً‪ ،‬ومن أكثرها باإلنسان فت ًكا؛ لتع ّلقه‬
‫اآلثام‪ ،‬فقد يتلفظ بالشرك‪ ،‬أو البِدَ ع‪ ،‬أو الكبائر‪ ،‬أو ما دوهنا من المعاصي‪.‬‬
‫فقد يقول اإلنسان كلمة بلسانه‪ ،‬فيدخل هبا النار‪ ،‬فِ َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ق َال‬
‫ين َخرِي ًفا فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫الر ُج َل َل َي َت َك َّل ُم بِا ْلكَل َمة َل َي َرى بِ َها َب ْأ ًسا‪َ ،‬ي ْه ِوي بِ َها َس ْبع َ‬
‫ول اهلل ‪« :‬إِ َّن َّ‬ ‫َ ُ‬
‫الن ِ‬
‫َّار»[[[‪.‬‬
‫َان َر ُج َل ِن فِي َبنِي إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل‬ ‫ول‪ :‬ك َ‬ ‫ول اهللِ ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َرةَ‪ ،‬قال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫َان َل َيز َُال ا ْل ُم ْجت َِهدُ َي َرى‬‫ب َو ْال َخ ُر ُم ْجت َِهدٌ فِي ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬فك َ‬ ‫ِ‬
‫َان َأ َحدُ ُه َما ُي ْذن ُ‬‫اخ َي ْي ِن َفك َ‬ ‫متَو ِ‬
‫ُ َ‬
‫ْب‪َ ،‬ف َق َال َل ُه‪َ :‬أ ْق ِص ْر‪َ .‬ف َق َال‪َ :‬خ ِّلنِي‬ ‫ول‪َ :‬أ ْق ِص ْر َف َو َجدَ ُه َي ْو ًما َع َلى َذن ٍ‬ ‫ْب َف َي ُق ُ‬‫الذن ِ‬
‫ْال َخ َر َع َلى َّ‬
‫ك اهللُ ا ْل َجنَّ َة َف َق َب َض‬‫ك َأ ْو َل ُيدْ ِخ ُل َ‬ ‫ت َع َل َّي َر ِقي ًبا‪َ .‬ف َق َال‪َ :‬واهلل ِ َل َيغ ِْف ُر اهللُ َل َ‬ ‫َو َر ِّبي‪َ ،‬أ ُب ِع ْث َ‬
‫ْت‬‫ْت بِي َعالِ ًما َأ ْو ُكن َ‬ ‫ين‪َ ،‬ف َق َال لِ َه َذا ا ْل ُم ْجت َِه ِد‪َ :‬أ ُكن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجت ََم َعا عنْدَ َر ِّب ا ْل َعا َلم َ‬ ‫اح ُه َما َف ْ‬ ‫َأ ْر َو َ‬
‫ب َفا ْد ُخ ِل ا ْل َجنَّ َة بِ َر ْح َمتِي‪َ ،‬و َق َال لِ ْل َخرِ‪ :‬ا ْذ َه ُبوا‬ ‫ب‪ :‬ا ْذ َه ْ‬ ‫اد ًرا َو َق َال لِ ْل ُم ْذنِ ِ‬
‫ع َلى ما فِي ي ِدي َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬

‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)2616‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)6477‬ومسلم (‪ ،)2988‬وأحمد (‪-)8643‬واللفظ له‪.-‬‬

‫‪16‬‬
‫آخ َر َت ُه [[[‪.‬‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َْ َ‬ ‫بِ ِه إِ َلى الن ِ‬
‫َّار‪َ .‬ق َال َأبو ُهريرةَ‪ :‬وا َّل ِذي َن ْف ِسي بِي ِد ِه َل َت َك َّلم بِ َكلِم ٍة َأوب َق ْت د ْنياه و ِ‬

‫هذا َت َأ ّلي على اهلل ‪ ،‬أنت تحكم على النّاس‪ ،‬هذا ال يغفر اهلل له‪ ،‬وهذا يغفر له؟!‬
‫هذا ما هو بيدي وال بيدك‪.‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« :‬إِ َّن َر ُجالً َق َال‪َ :‬واهَّلل ِ الَ َيغ ِْف ُر اهَّللُ لِ ُفال ٍَن‪َ ،‬وإِ َّن اهَّللَ َت َعا َلى َق َال‪َ :‬م ْن َذا‬
‫ك» [[[‪.‬‬ ‫ت َع َم َل َ‬ ‫ا َّل ِذي َيت ََأ َّلى َع َل ّي َأ ْن َأ ْغ ِف َر لِ ُفال ٍَن‪َ ،‬فإِنِّي َقدْ َغ َف ْر ُت لِ ُفال ٍَن َو َأ ْح َب ْط ُ‬
‫خطير‪ ،‬وكيف نحن مع ضبط ألسنتنا‪ ،‬غيبة ونميمة وكذب واستهزاء‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫إ ًذا اللسان‬
‫مجلسا إال و ُيذكر‬
‫ً‬ ‫حتى أصبحت فاكه َة المجالس ‪-‬إال َم ْن َر ِحم اهلل‪ -‬الغيبة! ما تجلس‬
‫فالن يف نفسه وجسده وماله‪.‬‬
‫اإلنسان لسانه من جميع أنواع المعاصي‪ ،‬سواء كانت شركية‬ ‫ُ‬ ‫فالواجب‪ :‬أن يحفظ‬
‫أو بِدعية‪ ،‬أو ُم َح ّرمة من كبائر الذنوب أو صغائرها‪.‬‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ثم قال‪« :‬م َِن الف ْحشاءِ َوال ُمنك ِر»‪ :‬الفحشاء‪ُّ :‬‬
‫كل َأ ْم ٍر َ‬
‫جاوز فيه العبدُ الحدَّ يف القول‪.‬‬
‫شيء ُع ِرف ُق ْب ُحه يف الشرع والعقل‪.‬‬‫ٍ‬ ‫عكس المعروف؛ وهو ُّ‬
‫كل‬ ‫والمنكر‪:‬‬
‫ُ‬
‫فقد تكون بعض الكلمات منكر ًة يف الشرع‪ ،‬وقد تكون بعض الكلمات منكر ًة من‬
‫حيث العرف‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َْ‬
‫قبيح‬
‫ٌ‬ ‫لكنه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬
‫ُ َّ ً‬‫م‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫فقد‬ ‫قبيح‪،‬‬ ‫كالم‬ ‫كل‬ ‫يعني‪:‬‬ ‫»‪.‬‬ ‫يح‬
‫ِ‬ ‫ثم قال ‪« :‬والكل ِم ال ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬
‫ما يليق بفالن أن يقول مثل هذا الكالم‪ ،‬والشرع أتى بأعجب األدب يف هذه األمور‪ ،‬كما‬
‫قال ‪ :‬ﱹ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱸ [النساء‪ ،]43 :‬والغائط‪ :‬هو المكان المنخفض‪،‬‬
‫مما قبح ذكره‪.‬‬
‫لكن َع ّبر عن قضاء الحاجة بالمكان المنخفض؛ ألنه ّ‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)4901‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫[[[ رواه مسلم (‪.)2621‬‬

‫‪17‬‬
‫قال اهلل ‪ :‬ﱹﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱸ [النحل‪.]90 :‬‬
‫ان والَ ا ْل َف ِ‬
‫اح ِ‬
‫ش‬ ‫ول اهللِ ‪َ « :‬ل ْي َس ا ْل ُم ْؤ ِم ُن بِال َّط َّع ِ‬
‫ان َوالَ ال َّل َّع ِ َ‬ ‫َع ْن َع ْب ِد اهللِ َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫َوالَ ا ْل َب ِذيء» [[[‪.‬‬
‫ّ‬
‫َّ َ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫ان الطل ِق»‪ :‬يعني‪ :‬يجب على المكلف أن يحافظ على‬ ‫ثم قال المؤلف‪« :‬وأيم ِ‬
‫لسانه من أيمان الطالق‪ ،‬وهي أن يحلف المك ّلف بالطالق نحو‪ّ :‬‬
‫علي الطالق تفعل‪،‬‬
‫فيج َعل زوجته ُع ْرض ًة للطالق!‬
‫وعلي الطالق ال تفعل‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫قال القحطاين ‪ ‬صاحب النونية[[[‪:‬‬
‫إِ ّن ال ّطـــاَ َق َلَ ْخ َب ُ‬
‫ـــث األ ْي َمـــان‬ ‫رضـــ ًة‬ ‫ـــاق َأ ْه َ‬
‫لـــك ُع َ‬ ‫ال َت ْج َع َلـــ ّن َط َ‬
‫َ‬
‫وجمهور أهل العلم على ّ‬
‫أن الحلف بالطالق يقع؛ فيحفظ اإلنسان لسانه من هذه‬
‫ال ّلفظة‪ ،‬وال يجعل اإلنسان زوجته ُعرض ًة للطالق‪.‬‬
‫َ َْ ُْ ْ‬
‫المسلم‬
‫َ‬ ‫وينتهر‬ ‫يزجر‬ ‫أن‬ ‫للمسلم‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫أي‪:‬‬ ‫»‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫س‬ ‫ثم قال المؤلف ‪« :‬وانته ِ‬
‫ار الم‬
‫شرعي‪ ،‬ولو كان هذا المسلم ‪-‬يف نظرك‪ -‬من أوضع الناس‪ ،‬حتى هذا المسلم‬ ‫ٍّ‬ ‫حق‬
‫دون ٍّ‬
‫حق‪،‬‬
‫مسلم له ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫الذي ُينَ ِّظف القمامة‪ ،‬وينظف المدينة‪ ،‬واهلل ال يجوز لنا أن ننتهره‪ ،‬هو‬
‫الم ْس ِلم» [[[‪ ،‬فما َف ّرق‬ ‫ِ‬
‫«الم ْسل ُم َأ ُخو ُ‬
‫واألخوة اإلسالمية بيننا وبينه‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ُ :‬‬
‫وشخص وشخص‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وظيفة ووظيفة‪ ،‬وبين َع َم ٍل و َع َمل‪،‬‬ ‫ّبي ‪ ‬بين‬
‫الن ّ‬

‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)1977‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫[[[ البيت (‪.)414‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)2310‬ومسلم (‪.)2580‬‬

‫‪18‬‬
‫َ َ َ‬
‫يمر على عام ٍل‬
‫ُّ‬ ‫كأن‬ ‫»‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫مسلما‪ ،‬قال المؤلف ‪« :‬وإِهان‬
‫ً‬ ‫وكذلك ال يجوز له أن يهين‬
‫مال‪ ،‬ال أبدً ا ال يهينه مهما كان‪.‬‬‫منصب أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أو ٍ‬
‫فقير أو ضعيف فيهينه ويزجره؛ ألنّه ذو‬
‫َ َ ِّ‬
‫ب المسلم‪ ،‬مهما كان هذا المسلم‪ ،‬وك ّلما زادت‬
‫أيضا ال يجوز َس ُّ‬
‫«وسب ِه»‪ً :‬‬ ‫قال ‪:‬‬
‫سب االب ُن أباه‪ ،‬فهذه جريمة عظيمة‪ ،‬ويف‬
‫السب له أكثر َمنْ ًعا‪ ،‬فال َي ّ‬
‫ُّ‬ ‫مرتبة الشخص كان‬
‫وطريق غير مباشر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫طريق مباشر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ب األب أو الوالدين طريقان‪:‬‬
‫َس ِّ‬
‫الطريق المباشر‪ُّ :‬‬
‫كل النّاس تعرفه‪ ،‬وهو أن َيس ّبه مباشرةً‪.‬‬
‫فيسب الرجل أباه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أب الرجل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الرجل َ‬ ‫يسب‬
‫الطريق غير المباشر‪ :‬أن َّ‬
‫ب َأ ُحدُ كُم َأ َباه» فاستعجب الصحابة‪ ،‬هل يوجدُ من ُّ‬
‫يسب أباه‪،‬‬ ‫قال النبي ‪« :‬الَ َي ُس ّ‬
‫ب أبيك‪.‬‬ ‫الر ُجل َأ َباه» [[[‪ ،‬فال تتس ّبب يف َس ِّ‬
‫الر ُجل‪َ ،‬ف ُي ُّسب ّ‬ ‫ب َأ َبا َّ‬
‫«ي ُس ّ‬
‫فقال ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫«غ ْي َح ٍّق َ ْ‬
‫ش ِ ٍّ‬ ‫َ َْ‬
‫ع»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫المسلم‬ ‫تخويف‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫»‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ثم قال المؤلف‪« :‬و ِ‬
‫و‬ ‫ت‬
‫والتخويف إ ّما بأن ُي َهدّ ده بالقول أو بالفعل‪ ،‬ويدخل فيه ما يفعله بعض النّاس من‬
‫ٍ‬
‫لشخص و ُي َف ّزعه‪ ،‬قال‬ ‫المزاح الثقيل المنهي عنه َشر ًعا‪ ،‬كأن يأيت يف وسط الظالم فيخرج‬
‫ينتشر يف مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫ُ‬ ‫ح ُّل لِ ُم ْس ِل ٍم ُي َر ِّو ُع ُم ْس ِل ًما»[[[‪ ،‬ومثله ما‬
‫‪« :‬الَ ي ِ‬
‫َ‬
‫اليوم من إظهار صورة مخيفة فجأةً‪.‬‬
‫كولي األمر‪ُ ،‬ي َخ ِّوف َم ْن كان‬ ‫ٌ‪،‬‬
‫ة‬ ‫لط‬ ‫س‬ ‫له‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ع»‪ :‬مرده ل ِ‬ ‫وقوله‪« :‬يف َغ ْي َح ٍّق َ ْ‬
‫ش ِ ٍّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫شرعي حتى‬
‫ٍّ‬ ‫ُمخطِ ًئا أو عاص ًيا أو شي ًئا من هذا‪ ،‬أو العامل عندك أو ابنك ُت َخ ِّوفه ٍّ‬
‫بحق‬
‫ينزجر عن خطئه‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‏‪5628‬‏)‪ ،‬ومسلم (‪.)90‬‬


‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)5004‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫َاج ُشوا َوالَ َت َبا َغ ُضوا َوالَ تَدَ ا َب ُروا َوالَ َيبِ ْع َب ْع ُضك ُْم‬ ‫اسدُ وا َوالَ َتن َ‬ ‫ّبي ‪« :‬الَ ت ََح َ‬ ‫قال الن ّ‬
‫ض‪َ ،‬وكُونُوا ِع َبا َد اهَّلل ِ إِ ْخ َوانًا‪ ،‬ا ْل ُم ْس ِل ُم َأ ُخو ا ْل ُم ْس ِل ِم الَ َي ْظ ِل ُم ُه َوالَ َيخْ ُذ ُل ُه َوالَ‬ ‫َع َلى َب ْي ِع َب ْع ٍ‬
‫رئ ِم َن َّ‬
‫الش ِّر َأ ْن‬ ‫ب ْام ٍ‬ ‫ات‪«:-‬بِ َح ْس ِ‬ ‫يح ِقره ال َّت ْقوى ها هنَا» ‪-‬وي ِشير إِ َلى صدْ ِر ِه َثال ََث مر ٍ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ْ ُُ‬
‫َي ْح ِق َر َأ َخا ُه ا ْل ُم ْس ِل َم‪ ،‬ك ُُّل ا ْل ُم ْس ِل ِم َع َلى ا ْل ُم ْس ِل ِم َح َرا ٌم َد ُم ُه َو َما ُل ُه َو ِع ْر ُض ُه» [[[‪.‬‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)2564‬‬

‫‪20‬‬
‫َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُّ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ َ َْ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫صه ِ ع ِن انلظ ِر إِل الر ِام‪ ،‬ول يِل ل أن ينظر إِل مسلِ ٍم‬
‫حفظ ب ِ‬
‫يب علي ِه ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ظ‬ ‫حف‬ ‫ِ‬
‫َّ َ ْ َ ُ َ َ ً َ َ ُ ْ َ ُ ُ‬ ‫َْ َ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫جب هجرانه‪.‬‬‫بِنظر ٍة تؤذِي ِه إِل أن يكون فا ِسقا في ِ‬ ‫صه ِ‬‫ب ِ‬

‫ح ْف ُظ بَ َصه ِ َعن انلَّ َظر إ َل ْ َ‬


‫ال َر ِام» الخطاب للمك ّلف‪ ،‬للرجل‬
‫َ َ ُ َ َْ‬
‫يب علي ِه ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«و ِ‬
‫والمرأة‪ ،‬فالرجل ال يجوز له أن ينظر إلى َم ْن ال يجوز النظر له من النّساء‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ﱹﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱸ [النور‪.]30 :‬‬
‫سهم من سهام إبليس‪ ،‬فإن َص ّوبت النّظر انتقلت الصورة يف‬
‫ٌ‬ ‫حرم‬
‫والنّظر إلى ما ّ‬
‫القلب‪ ،‬وإذا انتقلت الصورة يف القلب تأ ّثر‪ ،‬وصور ٌة بعد صورة حتى يبدأ القلب يشتغل‬
‫بالتفكير‪ ،‬وترغب الجوارح يف العمل والوصول إلى ما يفكر فيه القلب‪ ،‬لكن إن َغ ّض‬
‫بصره انقطعت َن ْقل الصورة إلى القلب فينقطع التفكير‪.‬‬
‫و َغ ُّض البصر أسهل ما يكون على َم ْن َس ّهله اهلل ‪ ‬عليه‪ ،‬فهي أجفان ُتق َفل‪ ،‬أو رأس‬
‫ٍ‬
‫شيء على َم ْن لم ُي َو ِّفقه اهلل ‪.‬‬ ‫ُي َنزل‪ ،‬لكنها أصعب‬
‫وكذلك المرأة إذا نظرت إلى الرجال نظرة شهوة فهذا ُم َح ّر ٌم عليها‪ ،‬ومن النّظر‬
‫المحرم النظر إلى العورة سواء نظرة الرجل إلى عورة الرجل‪ ،‬أو نظرة المرأة إلى عورة‬
‫ّ‬
‫المرأة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مجالت‪ ،‬أو‬ ‫وأيضا من النظر ا ْل ُم َح َّرم‪ :‬النّظر إلى الصور الخليعة‪ ،‬سواء كانت يف‬
‫ً‬
‫تلفاز‪ ،‬أو واتساب‪ ،‬أو تويرت‪ ،‬أو يوتيوب‪ُّ ،‬‬
‫فكل صورة خليعة ال يجوز النظر إليها‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫وكذلك ُي َحرم النظر يف ُكتُب أهل األهواء وال َبدَ ع‪ ،‬ك ُكتب السحر وكتب الخوارج‬
‫والمعتزلة والرافضة والجهمية وغيرهم من الفرق المنحرفة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُْ‬ ‫َ َ َ ُّ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ ْ‬
‫ّ‬
‫قوله ‪« :‬ول يِل ل أن ينظر إِل مسلِ ٍم بِنظر ٍة تؤذِي ِه»‪ :‬النظرة التي فيها أذ ّية له‪،‬‬
‫ألن بعض النظرات أشدّ‬ ‫ٍّ‬ ‫وا ّلتي تحمل االزدراء أو التهديد وغيرهما دون ٍّ‬
‫حق شرعي؛ ّ‬
‫أن المسلم أخو المسلم‪.‬‬‫ألن األصل ّ‬‫من َض ْرب بالعصا والسيف؛ ّ‬
‫ُ ْ ُُ‬ ‫َّ َ ْ َ ُ َ َ ً َ َ‬
‫ج ُب هج َرانه»‪.‬‬
‫قال ‪« :‬إِل أن يكون فا ِسقا ف ِ‬
‫ي‬
‫الفاسق على نوعين‪:‬‬
‫فاسق فِ ْس ًقا عمل ًّيا‪.‬‬
‫وفاسق فس ًقا اعتقاد ًيا‪.‬‬
‫الفاسق فِ ْسقا عمل ًّيا‪ :‬هو ا ّلذي يفعل المعاصي‪ ،‬هذا يجب ُهجرانه عند فِ ْعله‬
‫للمعصية‪ ،‬أو عند دعوته لها‪ ،‬إذا كان الهجر سيؤثر عليه بحيث يرتك تلك المعصية‪،‬‬
‫كهجر الوالد لولده إن فعل معصيةً‪.‬‬
‫اعتقاديا‪ :‬وهو االنحراف العقدي‪ ،‬كا ّلذي يقع فيه أهل البدع من‬
‫ً‬ ‫وأما الفاسق فس ًقا‬
‫الخوارج والمعتزلة والروافض وغيرهم‪.‬‬
‫فهؤالء يجب ُهجراهنم ُمطل ًقا وإن كان يف ناظرك لم َي َت َل َّبس بالبدعة‪ ،‬ما دام على هذه‬
‫العقيدة فال يجوز لك مخالطته‪ ،‬يجب عليك َهجره‪ ،‬والهجر هنا يكون َه ْجر وقاية‪ ،‬تقي‬
‫نفسك حتى ما تقع يف بدعته‪.‬‬
‫هجر َز ْج ٍر‪ ،‬ل ِ َم ْن عليه والي ٌة يهجره ليؤ ّدبه‪.‬‬
‫اله ْجر َ‬
‫ويكون َ‬
‫لكن ُّ‬
‫كل مسلم عليه أن يهجر صاحب البدعة َه ْجر وقاية‪ ،‬ال ُيخالطه‪ ،‬وال ُيجالسه‪،‬‬
‫وال ُيشاوره‪ ،‬وال ُيصاحبه‪ ،‬وال ُيخاويه يف سفر‪ ،‬وال يجلس معه‪ ،‬هذا باتفاق أهل العلم‪.‬‬
‫و َلما ُت ِ‬
‫سوه َل يف هذه المنهجية‪ ،‬وأصبح ُيج َلس مع أصحاب البدع اختلط الحابل‬ ‫ّ‬
‫بالنابل‪ ،‬وأصبح َم ْن كان على ٍ‬
‫خير عنده سوء معتقد أو تساهل مع أهل األهواء‪ ،‬وقد‬

‫‪22‬‬
‫ين َخ ِل ِيل ِه‪َ ،‬فل َينْ ُظ ْر َأ َحدُ ك ُْم َم ْن ُيخَ الِ ُل» [[[‪،‬‬
‫«الر ُج ُل َع َلى ِد ِ‬ ‫ّبي ‪ ‬من ذلك‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬ ‫حذر الن ّ‬
‫ك إِالَّ ت َِق ٌّي» [[[‪.‬‬ ‫ب إِالَّ ُم ْؤ ِمنًا َوالَ َي ْأك ُْل َط َع َام َ‬ ‫ِ‬
‫ّبي ‪« :‬الَ ت َُصاح ْ‬
‫وقال الن ّ‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)4833‬والرتمذي (‪ ،)2378‬وحسنه األلباين‪.‬‬


‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)2395‬وأبو داود (‪ ،)4832‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ض َل‪ُ،‬‬
‫َ ُْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ ْ ُ‬ ‫َو َي ُب َعلَ ْيه ح ْف ُظ َجِيع َج َ‬
‫ح ِه ما استطاع‪ ،‬وأن يِب ِلِ َّ ويب ِغ‬ ‫ار ِ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوي ْرض لُ َويغضب لُ‪َ ،‬ويأم َر بِالمع ُر ِ‬
‫وف َوينه ع ِن المنك ِر‪.‬‬

‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫حف‬ ‫ِ‬
‫ح ِه» اليد واللسان وغيرهما‪ ،‬ما‬ ‫ار ِ‬ ‫ِيع جو ِ‬ ‫حفظ ج ِ‬ ‫يب علي ِه» أي‪ :‬ا ْل ُم َك َّلف‪ِ « ،‬‬ ‫«و ِ‬ ‫َ‬
‫استطاع إلى ذلك‪ ،‬قال اهلل ‪ :‬ﱹﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ِيع‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫ه‬ ‫ح‬ ‫ار‬ ‫َج َ‬
‫و‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﱸ [اإلسراء‪ ،]36 :‬واألمر هنا مق ّيدٌ باالستطاعة‪ ،‬وأما النّهي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتَن ِ ُبو ُه‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫ٍ‬
‫ّبي ‪« :‬إِ َذا ن ََه ْي ُتك ُْم َع ْن َشيء َف ْ‬
‫فيجب تركه دون قيد االستطاعة‪ ،‬قال الن ّ‬
‫َأ َم ْر ُتك ُْم بِاألَ ْمرِ َف ْأتُوا ِمنْ ُه َما ْاس َت َط ْعت ُْم» [[[‪.‬‬
‫ُْ َ َ َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ َّ‬
‫«وأن يِب ِلِ َّ َويب ِغض لُ‪َ ،‬وي ْرض لُ َويغض َب لُ»‪ :‬هذه هي عقيدة الوالء‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫والرباء‪ ،‬أن تكون محبتك تابعة لمحبة اهلل ‪ ،‬فما يحبه اهلل تحبه‪ ،‬وما يبغضه اهلل تبغضه‪،‬‬
‫قمة اإليمان وحالوته ّ‬
‫ولذته‪.‬‬ ‫وما يرضاه اهلل ترضاه‪ ،‬وما يسخطه اهلل تسخطه‪ ،‬وهذه ّ‬
‫ب‬ ‫ُون اهلل َو َر ُسو ُل ُه َ‬
‫أح ُّ‬ ‫أن َيك َ‬ ‫اإل ِ‬
‫يمان‪ْ :‬‬ ‫قال النّبي ‪َ « :‬ثال ٌَث َم ْن ك َُّن فِ ِيه َو َجدَ َحال ََو َة ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الم ْر َء ال ُيح ُّب ُه إال هلل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إ َل ْي ِه ِم َّما ِس َو ُاهما‪ْ ،‬‬
‫ب َ‬ ‫وأن ُيح َّ‬
‫[[[‬

‫له‪َ ،‬ف َق ِد ْاس َتك َْم َل‬


‫له‪ ،‬ومنَع لِ ِ‬
‫ََ َ‬
‫له‪ ،‬و َأع َطى لِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫له‪ ،‬و َأبغ ََض لِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫وقال ‪« :‬من َأحب لِ ِ‬
‫َ ْ َ َّ‬
‫ان»[[[‪.‬‬
‫يم َ‬ ‫ِْ‬
‫ال َ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)6858‬ومسلم (‪.)1337‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)16‬ومسلم (‪.)43‬‬
‫[[[  أخرجه أبو داود يف «سننه» (‪)4681‬‬

‫‪24‬‬
‫ال فِي اهللِ‪َ ،‬فإِ َّن ُه َل ُين َُال َو َل َي ُة اهلل ِ إِ َّل بِ َذ َ‬
‫اك‪َ ،‬و َل‬ ‫اد فِي اهللِ‪َ ،‬و َو ِ‬
‫قال ابن عباس ‪« :‬ع ِ‬
‫َ‬
‫ك» [[[‪.‬‬ ‫ُون ك ََذلِ َ‬
‫ان َوإِ ْن َك ُث َر ْت َص َل ُت ُه َو ِص َي ُام ُه َحتَّى َيك َ‬
‫يم ِ‬ ‫جدُ َر ُج ٌل َط ْع َم ْ ِ‬
‫ال َ‬ ‫َي ِ‬
‫ثم قال ‪« :‬وي ْأمر بِا ْلمعر ِ‬
‫وف َو َين َْهى َع ِن ا ْل ُمنْ َكرِ»‪:‬‬ ‫ََ َُ َ ُْ‬
‫كل ما ُع ِر َ‬
‫ف ُحسنه يف الشرع‪.‬‬ ‫المعروف‪ُّ :‬‬

‫كل ما ُع ِرف ُق ْبحه ونُكرانه يف الشرع‪.‬‬


‫والمنكر‪ُّ :‬‬

‫ثم‬
‫وأعظم المعروف‪ :‬التوحيد‪ ،‬وأقبح المنكر‪ :‬الشرك‪ ،‬ثم تأيت بعد ذلك الواجبات‪ّ ،‬‬
‫السنن‪ ،‬وتأيت بعد الشرك‪ :‬البدع‪ ،‬والكبائر‪ ،‬ثم الصغائر‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وال بد يف األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط‪:‬‬
‫عالما بما يأمر به وينهى عنه‪.‬‬
‫العلم‪ :‬أن يكون ً‬
‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫صابرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الثاين‪ :‬أن يكون‬
‫حليما‪.‬‬
‫ً‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون‬

‫الرابع‪ :‬أال يؤ ّدي األمر بالمعروف إلى منكر‪ ،‬وال النهي عن المنكر إلى منكر أشدّ‬
‫ٍ‬
‫بمنكر أشد منه‪.‬‬ ‫منه‪ ،‬فال يكن َأ ْمرك بالمعروف ً‬
‫منكرا‪ ،‬وال يكن ن َْهيك عن المنكر‬

‫[[[ رواه البيهقي يف شعب اإليمان (‪.)9069‬‬

‫‪25‬‬
‫َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ ْ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ ِّ َ ُ ُّ ْ َ ُ‬
‫اء َوالسمعة‬ ‫حمرمات و يرم علي ِه الك ِذب وال ِغيبة وانل ِميمة والكِب والعجب والري‬
‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َّ ْ ُ َ ْ َ َ ُ َ ُّ ْ َ ُ‬ ‫اللسان‬
‫ي‪ ،‬والهمز واللمز والعبث والسخ ِرية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ؤ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َّ َ ُّ ُ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ‬
‫ِيب‬
‫يط ِ‬ ‫اس بِغ ِ‬‫ال انل ِ‬ ‫والزنا‪ ،‬وانلظر إِل الجنبِي ِة واتللذ بِكلمِها‪ ،‬وأكل أمو ِ‬
‫َ َ ْ ُ َّ‬
‫الص َلة ِ َع ْن َأ ْو َقات َِها‪َ ،‬و َل َي ُّل َلُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َُْْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫خري‬ ‫ين‪ ،‬وتأ ِ‬ ‫ادل‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫اع‬ ‫ف‬ ‫الش‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬‫ن ٍ‬
‫ف‬
‫ض َ‬ ‫ََ َُ‬
‫مال َ َس ُت ُه ل َِغ ْي َ ُ‬ ‫ُ ْ َُ َ‬
‫ور ٍة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬
‫ٍ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫صحبة‬

‫ّبي ‪« :‬إِ َّن‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫قال‬ ‫الواقع‪،‬‬ ‫بخالف‬ ‫ث‬ ‫دُّ‬ ‫َّح‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫هو‬ ‫ب‪:‬‬ ‫«و َيْ ُر ُم َعلَ ْي ِه الْ َك ِذ ُب» الك ِ‬
‫َذ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ور َي ْه ِدى إِ َلى الن ِ‬ ‫ا ْلك َِذ َب َي ْه ِدى إِ َلى ا ْل ُف ُج ِ‬
‫َّار‪َ ،‬و َما َيز َُال َّ‬
‫الر ُج ُل َيكْذ ُب‬ ‫ور‪َ ،‬وإِ َّن ا ْل ُف ُج َ‬
‫َب ِعنْدَ اهَّلل ِ ك ََّذا ًبا»[[[‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو َيت ََح َّرى ا ْلكَذ َب َحتَّى ُي ْكت َ‬
‫َ َ‬
‫أيضا يجب عليك اجتناهبا‪ ،‬وهي ُم َح ّرمة‪ :‬وهي ِذكْرك أخاك بما َي ْكره‬ ‫«وال ِغيبة»‪ً :‬‬
‫بشيء يف نفسه أو ماله أو أهله‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫قال أهل العلم‪ :‬و ُيستثنى يف الغيبة ست حاالت‪:‬‬


‫األولى‪ :‬ال َّت َظ ُّلم‪ ،‬أن َي َت َظ ّلم ٌ‬
‫فالن عند القاضي‪ ،‬فيقول‪« :‬فالن» ويذكره باسمه « َف َعل‬
‫بي كذا وكذا‪ ،‬وهو َس َرق كذا وكذا»‪ ،‬فهذا يجوز‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬االستغاثة على إزالة منكر‪ ،‬كأن تأيت عند مسؤول تطلب منه إزالة منكر فالن‪،‬‬
‫أو ظلم فالن‪ ،‬كاالستعانة برجال األمن والشرطة على محاربة الفساد والتطرف‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)6094‬ومسلم (‪.)2607‬‬

‫‪26‬‬
‫الثالثة‪ :‬المستفتي‪ ،‬أن يستفتي ٌ‬
‫رجل مفت ًيا فيذكر عيب أخيه أو صديقه أو زوجته‬
‫فيقول‪« :‬زوجتي تفعل كذا وكذا»‪ ،‬أو الزوجة تأيت عند القاضي وتقول له‪« :‬زوجي‬
‫يفعل كذا وكذا»‪ ،‬فهذا َج َاز للحاجة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التحذير من صاحب البِدَ ع‪ ،‬تقول‪« :‬فالن مبتدع‪ ،‬وفالن معتزلي‪ ،‬وفالن‬
‫خارجي‪ ،‬وفالن إخواينٌّ‪ ،‬وفالن منحرف يف عقيدته» فهذا جائز بإجماع أهل العلم‪ ،‬وال‬
‫ٌّ‬
‫ُتعدّ هذه من الغيبة لِمن كانت عنده أهلي ٌة ِ‬
‫وع ْلم‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫عرف إال بلقب‬
‫الخامسة‪ :‬التّعريف‪ ،‬يجوز التعريف بالشخص‪ ،‬كرجل من الناس ال ُي َ‬
‫ّبي ‪ ‬لرجل‪ُ « :‬ذو ال َيدَ ْي ِن» [[[‪ ،‬وكانت يده كبيرة‪ ،‬وهذا من‬
‫معين‪ ،‬كاألعرج‪ ،‬فقد قال الن ّ‬
‫باب التعريف‪.‬‬
‫السادسة‪ِ :‬ذكْر ا ْلم ِ‬
‫جاهر بالفسق‪ ،‬ا ّلذي يجاهر ِبف ْسقه يجوز ِذكْره‪ ،‬وال ُتعت َبر غيبة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫جهرا‪ ،‬فإن‬
‫فتقول‪ ::‬فالن يشرب الخمر ويفعل كذا من المعاصي بشرط أن يكون فعله ً‬
‫كان مسترتًا ال أحد يعرف عنه فال تفضحه‪.‬‬
‫َ ُ‬
‫«وانلَّ ِميمة»‪ :‬والنّميمة‪ :‬هي َن ْقل الكالم بين الناس‪.‬‬
‫قال‪َ :‬‬

‫يمةُ‪ :‬ال َقا َل ُة َب ْي َن الن ِ‬


‫َّاس» [[[‪ ،‬كأن آيت عند زيد وأقول له‪« :‬عبيد‬ ‫قال النبي ‪« :‬الن ََّم َ‬
‫يقول عنك‪ :‬أنّك كذا وكذا»‪ ،‬فيقول لي‪« :‬هو كذا وكذا»‪ ،‬فارجع عند زيد وأقول له‪:‬‬
‫«اهلل يهديه عبيد يقول عنك‪ :‬كذا وكذا»‪ ،‬فهذه النّميمة «القالة»؛ من أشدّ األشياء َف ْت ًكا‬
‫بالمجتمع‪ ،‬وتقطي ًعا له‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)482‬ومسلم (‪.)573‬‬


‫[[[ رواه مسلم (‪.)2606‬‬

‫‪27‬‬
‫احر يف َس ٍنة» [[[‪.‬‬
‫الس ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قال أهل العلم‪ِ :‬‬
‫«يفسد الن ّّما ُم يف َساعة َما ال ُيفسد ّ‬
‫ُ‬
‫الخ ْلق‬
‫ِب»‪ :‬وهو التعالي‪ ،‬أن يرى اإلنسان نفسه فوق الناس فيزدري َ‬ ‫«والْك ْ ُ‬
‫قوله‪َ :‬‬

‫ويرفض الحق‪ ،‬وعقابه من جنس عمله‪ ،‬فكما أنّه يرى الناس كالذباب‪ ،‬فالمتكربون‬
‫ون َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َأ ْم َث َال‬
‫«ي ْح َش ُر ا ْل ُم َت َك ِّب ُر َ‬
‫الذر‪ ،‬قال النبي ‪ُ :‬‬ ‫حشرون يوم القيامة كأمثال َّ‬ ‫ُي َ‬
‫ون إِ َلى ِس ْج ٍن فِي َج َهن ََّم ُي َس َّمى‬ ‫الذ ُّل ِم ْن ك ُِّل َمك ٍ‬
‫َان‪َ ،‬ف ُي َسا ُق َ‬ ‫اه ُم ُّ‬ ‫ال‪َ ،‬يغ َْش ُ‬ ‫الذر فِي ُص َو ِر الر َج ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫ال»[[[‪.‬‬ ‫َّار طِي َن َة ا ْلخَ َب ِ‬‫ار‪ُ ،‬ي ْس َق ْو َن ِم ْن ُع َص َار ِة َأ ْه ِل الن ِ‬
‫َار ْالَ ْن َي ِ‬ ‫ُبو َل َس‪َ ،‬ت ْع ُل ُ‬
‫وه ْم ن ُ‬
‫َ ُْ ْ‬
‫«والعج ُب»‪ :‬وهو استعظام العبد ل ِ َما يفعله مع نسيان مِنّة اهلل ‪ ‬عليه‪ ،‬فيعجب‬ ‫قوله‪:‬‬
‫بعلمه‪ ،‬وينسى أن هذا بِ ِمنّة اهلل عليه‪ ،‬أو يعجب بجماله‪ ،‬أو بحديثه‪ ،‬أو بماله‪ ،‬وهذا‬
‫فسدٌ لألعمال إذا َد َخ َل يف األعمال الصالحة‪.‬‬ ‫العجب محرم‪ ،‬و م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ ُ َّ‬
‫ــه يف َســ ْي ِل ِه ال َعــرِ ِم‬ ‫صاحبِ ِ‬
‫ِ‬ ‫أ ْع َ‬
‫مــال‬ ‫ب ُم ْج َترِ ٌ‬
‫ف‬ ‫إن ال ُع ْج َ‬ ‫فاح َذ ْر ُه َّ‬ ‫ب ْ‬ ‫وال ُع ْج َ‬
‫ّبي ‪َ « :‬ب ْينَما َر ُج ٌل َي ْم ِشي يف ُح َّل ٍة ت ْعج ُب ُه َن ْف ُس ُه‪ُ ،‬م َر ِّج ٌل ُج َّم َت ُه» ‪-‬شعره‪« -‬إِ ْذ‬ ‫قال الن ّ‬
‫يام ِة» [[[‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف اهلل بِه» ‪-‬يف األرض‪َ « -‬ف ُه َو َيت ََج ْل َج ُل فيها إلى َي ْو ِم الق َ‬
‫ِ‬ ‫َخ َس َ‬
‫َ ِّ َ ُ ُّ ْ َ‬
‫اء َوالسمعة »‪:‬‬ ‫قوله‪« :‬والري‬

‫الرياء‪ :‬أن يعمل العمل ليراه الناس‪ ،‬يعني من أجل رؤية النّاس له‪.‬‬
‫ّ‬
‫والسمعة‪ :‬أن يعمل العمل ليسمع َمدْ ح الناس وثناءهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬فالن ما شاء اهلل‪،‬‬
‫خطبته جميلة‪ ،‬وصوته عذب‪ ،‬وهو طالب علم‪.‬‬

‫[[[ ذكره ابن عبد الرب يف هبجة المجالس (ص‪ )87‬عن يحي بن أبي كثير‪.‬‬
‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)2492‬وحسنه األلباين‪.‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)5789‬ومسلم (‪.)2088‬‬

‫‪28‬‬
‫هذا الرياء وهذه السمعة من أخطر األمور‪ ،‬وواجب على اإلنسان أن ُيخلِص العمل‬
‫هلل ‪ ،‬قال ‪ :‬ﱹﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱸ [البينة‪.]5 :‬‬
‫الش ْر ُك‬
‫الش ْر ُك ْالَ ْصغ َُر»‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬و َما ِّ‬ ‫اف َع َل ْيك ُُم ِّ‬ ‫ف َما َأ َخ ُ‬ ‫ّبي ‪« :‬إِ َّن َأ ْخ َو َ‬ ‫قال الن ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ْالَص َغر يا رس َ ِ‬
‫ي‬ ‫ول اهللُ َع َّز َو َج َّل َل ُه ْم َي ْو َم ا ْلق َي َامة إِ َذا ُج ِز َ‬ ‫«الر َيا ُء‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ول اهلل ؟ َق َال‪ِّ :‬‬ ‫ْ ُ َ َ ُ‬
‫ون ِعنْدَ ُه ْم‬
‫َجدُ َ‬ ‫ون فِي الدُّ ْن َيا‪َ ،‬فا ْن ُظ ُروا َه ْل ت ِ‬ ‫ين ُكنْت ُْم ت َُراؤُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس بِ َأ ْع َمال ِه ُم‪ :‬ا ْذ َه ُبوا إِ َلى ا َّلذ َ‬
‫الن ُ‬
‫َجزَا ًء»[[[‪.‬‬
‫يح الدَّ َّج َال‪َ ،‬ف َق َال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫يد َق َال‪َ :‬خرج ع َلينَا رس ُ ِ‬ ‫و َعن َأبِي س ِع ٍ‬
‫ول اهلل ‪َ ‬ون َْح ُن َنت ََذاك َُر ا ْل َمس َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف َع َليكُم ِعن ِْدي ِم َن ا ْلم ِسيحِ الدَّ َّج ِ‬
‫ال»؟ َق َال‪ُ :‬ق ْلنَا‪َ :‬ب َلى‪َ .‬ف َق َال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫«أ َل ُأ ْخبِ ُرك ُْم بِ َما ُه َو َأ ْخ َو ُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫الر ُج ُل ُي َص ِّلي‪َ ،‬ف ُيز َِّي ُن َص َل َت ُه لِ َما َي َرى ِم ْن َن َظرِ َر ُج ٍل»[[[‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«الش ْر ُك ا ْلخَ ف ُّي‪َ :‬أ ْن َي ُقو َم َّ‬
‫ِّ‬
‫يعني ُي َز ِّين صالته‪ ،‬أو ُي َز ّين كالمه‪ ،‬أو ُي َز ّين فائدته‪ ،‬أو ُي َز ِّين ِعلمه‪ ،‬أو ُي َز ِّين كتابته من‬
‫أجل َن َظر الناس إليه‪.‬‬
‫َ َْ َ ُ‬
‫السد»‪ :‬وهو َت َأ ُّلم القلب بما أنعم اهلل ‪ ‬على العباد مع َت َمنّي زوال‬ ‫قوله ‪« :‬و‬
‫النعمة عنهم‪ ،‬سواء كانت هذه النعمة دنيوية أو دينية‪.‬‬
‫«وا ْل ُبغ ُْض»‪ :‬وهو كراهي ٌة يف القلب للشيء‪ ،‬وهو على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫َ‬
‫األول‪ُ :‬بغ ٌْض ُم َح َّرم‪ :‬وهو أن يبغض المك ّلف ما أمر اهلل بحبه؛ كأن يب ْغض األنبياء أو‬
‫الصحابة أو الصالحين‪ ،‬أو الطاعات واألعمال الصالحة؛ فهذا ُم َح ّر ٌم‪ ،‬و َي ِصل يف بعض‬
‫األحيان إلى الكفر كبغض األنبياء‪ ،‬أو ُب ْغض جميع الصحابة ً‬
‫مثل‪.‬‬

‫[[[ رواه أحمد (‪ ،)23630‬والبغوي يف شرح السنة (‪ ،)4135‬وصححه األلباين يف السلسة الصحيحة‬
‫(‪.)591‬‬
‫[[[ رواه ابن ماجه (‪ ،)4204‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫كل وجه‪ :‬وهو أن يبغض المك ّلف ما أمر اهلل ببغضه‪ ،‬وهو‬
‫واجب من ّ‬
‫ٌ‬ ‫الثاين‪ُ :‬بغ ٌْض‬
‫ُب ْغض الكفر والكفار وأهل الشرك‪.‬‬
‫وهم أهل المعاصي ِ‬
‫والف ْسق‪ ،‬فتبغض ما‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ب من وجه‪ُ :‬‬
‫وح ٌّ‬
‫الثالث‪ُ :‬بغْض من وجه ُ‬
‫يفعله من معصية‪ ،‬و ُتحبه لما عنده من إيمان وعمل صالح‪.‬‬
‫ي»‪ُ :‬م َح َّرم على المك ّلف أن يرى ّ‬ ‫َ ُ ْ َُ َْ ْ ََ َْْ‬
‫أن له ً‬
‫فضل على‬ ‫قوله ‪« :‬ورؤية الفض ِل ع الغ ِ‬
‫نوع من أنواع ال ُعجب‪.‬‬ ‫جاه أو ٍ‬ ‫غيره‪ ،‬سواء يف ٍ‬
‫مال أو رؤية‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ً‬
‫اله ْم ُز‪ :‬هو الطعن باإلشارة‪ ،‬واللّ ُ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫مز‪ :‬هو الطعن بالقول‪.‬‬ ‫«والهم ُز َواللم ُز»‪:‬‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫َ ََْ ُ‬
‫«والعبث»‪ :‬وهو ال ّلهو واللعب‪ ،‬وهو على ثالثة أقسامٍ‪:‬‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫«م ْن‬
‫ّبي ‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫األول‪ُ :‬م َح َّرم‪ :‬كال َعبث واللهو باألغاين والموسيقى‪ ،‬أو بالنّرد‪ ،‬قال الن ّ‬
‫ب بِالن َّْر ِد َف َقدْ َع َصى اهَّللَ َو َر ُسو َل ُه» [[[‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َلع َ‬
‫ُ‬
‫تكون مكروه ًة يف نفسها‪ ،‬وقد تكون مكروهة؛ ألنّها تمنع من‬ ‫الثاين‪ :‬مكروه‪ :‬وقد‬
‫الخير‪ ،‬مثل‪ :‬الشطرنج‪ ،‬ولعب الورقة‪.‬‬
‫مباح‪ :‬كالرماية‪ ،‬وركوب الخيل‪ ،‬وركوب اإلبل والسباق هبا‪ ،‬وكل ما كان‬ ‫الثالث‪ٌ :‬‬
‫الر ُج ِل ْام َر َأ َت ُه‪َ ،‬و َم ْش َي ُه َب ْي َن‬
‫ّبي ‪« :‬ك ُُّل َل ُه ٍو ُيك َْر ُه إِ َّل ُم َل َع َب َة َّ‬‫فيه قوة و َنفع لك‪ ،‬قال الن ّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َهدَ َف ْي ِن‪ ،‬و َت ْعل َ‬
‫يم ُه َف َر َس ُه» [[[‪.‬‬
‫وصل إلى الزنا ُم َح ّرم كذلك‪،‬‬ ‫الزنَا»‪ :‬وهو محرم باتفاق أهل العلم‪ ،‬وما ي ِ‬ ‫«و ِّ‬‫قوله ‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫ور ّش الطيب للمرأة‪ ،‬أو التربج عند غير المحارم‪.‬‬ ‫كالنظر‪َ ،‬‬

‫[[[ رواه البخاري يف األدب المفرد (‪ ،)1272‬وأبو داود (‪ ،)4938‬وابن ماجه (‪ ،)3762‬وحسنه األلباين‬
‫يف اإلرواء (‪.)2670‬‬
‫[[[ رواه الطرباين يف المعجم األوسط (‪ ،)8147‬وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪.)1785‬‬

‫‪30‬‬
‫َ َّ َ ُ َ ْ َ ْ َ َّ‬
‫محر ٌم‪ ،‬وقد سبق الكالم على ذلك‪.‬‬ ‫قوله ‪« :‬وانلظر إِل الجنبِيةِ» َّ‬
‫َ َ ُّ ُ َ َ َ‬
‫«واتلَّلذ بِكلمِها» ولو عرب الهاتف‪ ،‬ولو كان ُم َس ّج ًل ُم َح ّر ٌم‪.‬‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫ّ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ ُ َ ْ‬
‫ِيب نف ٍس»‪ :‬أن يأكل المكلف مال الناس بغير‬ ‫يط ِ‬ ‫اس بِغ ِ‬ ‫قوله ‪« :‬وأكل أمو ِ‬
‫ال انل ِ‬
‫طِيب َن ْفس‪ ،‬كعدم إعطاء العمال راتبهم‪ ،‬أو األجير أجرته‪ ،‬وكذلك يف البيع والشراء‪،‬‬
‫كأن تكون السلعة بعشرة فتعطيه سبعة وتمنعه ثالثة‪ ،‬وال يكون قد رضي بذلك‪ ،‬فتأخذ‬
‫ناقصا من غير طيب ِ‬
‫نفس البائع‪.‬‬ ‫السلعة وتدفع الثمن ً‬
‫إلنسان يف مقابل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َّ َ َ‬
‫مال‪ ،‬كأن يشفع‬ ‫«والك بِالشفاعةِ»‪ :‬كأن يشفع اإلنسان‬ ‫قوله ‪:‬‬
‫«م ْن َش َف َع ألَ ِخ ِيه‬
‫ّبي ‪َ :‬‬ ‫عند مدير لتوظيفه ويشرتط عليه كذا وكذا منفعة‪ ،‬يقول الن ّ‬
‫الر َبا» [[[‪.‬‬ ‫يما ِم ْن َأ ْب َو ِ‬
‫اب ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بِ َش َفا َعة َف َأ ْهدَ ى َل ُه َهد َّي ًة َع َل ْي َها َف َقبِ َل َها َف َقدْ َأتَى َبا ًبا َعظ ً‬
‫َ َُْْ‬
‫ين» يعني‪ :‬يجعل ِد ْينه وسيل ًة حتى يأكل أموال الناس به‪ ،‬مثل‬ ‫كب ّ‬
‫قوله ‪« :‬وال ِ ِ‬
‫ادل‬
‫من يتظاهر بالتدين حتى يغر النّاس ويأخذ أموالهم‪ ،‬أو كاألحزاب ا ّلذين يخذون أموال‬
‫الناس باسم الدين‪.‬‬
‫َ َ ْ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫خري الصلة ِ عن أوقات ِها»‪ُ :‬م َح ّر ٌم أن يصلي المك ّلف الصالة يف خارج‬ ‫قوله ‪« :‬وتأ ِ‬
‫«م ْن ت ََر َك َصالَ َة ال ْع ْصرِ َف َقدْ َحبِ َط َع َم ُله» ‪،‬أي‪ُ :‬مت ِّ‬
‫َعمدً ا‪.‬‬ ‫متعمدً ا‪ ،‬قال النبي ‪َ :‬‬ ‫وقتها ّ‬
‫[[[‬

‫َ ُْْ ُ‬ ‫َ َ َ ُّ َ ُ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ب‪ ،‬قال النبي ‪:‬‬ ‫صاح‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الفاسق‬ ‫»‪:‬‬ ‫ض‬ ‫غ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ق‬‫ٍ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫قوله ‪« :‬ول يِل ل صحبة‬
‫ب إِ َّل ُم ْؤ ِمنًا»[[[‪.‬‬ ‫ِ‬
‫« َل ت َُصاح ْ‬
‫ور ٍة»‪ :‬ألنّه يؤثر على دينك‪ ،‬ويؤثر على ُخ ْلقك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫«و َل ُم َجا َل َس ُت ُه ل َغ ْيرِ َض ُر َ‬
‫قوله ‪َ :‬‬

‫وحسنه األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪.)٣٤٦٥‬‬


‫َّ‬ ‫[[[ رواه أبو داود (‪،)٣٥٤١‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪.)553‬‬
‫[[[  رواه أبو داود (‪ ،)4832‬والرتمذي (‪ )2395‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫شاب يريد أن يتوب‬
‫الشر فحرفوه‪ ،‬وكم من ٍّ‬ ‫شاب كان على ٍ‬
‫خير فصاحب أهل ِّ‬ ‫وكم من ٍّ‬
‫منعته ُصحبته‪.‬‬
‫ك‪َ ،‬ونَافِخِ‬ ‫يس السو ِء كَح ِام ِل ا ْل ِمس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالحِ ‪َ ،‬وا ْل َجل ِ َّ ْ‬ ‫يس َّ‬ ‫قال النبي ‪« :‬إِن ََّما َم َث ُل ا ْل َج ِل ِ‬
‫ك‪ ،‬وإِما َأ ْن َتبتَاع ِمنْه‪ ،‬وإِما َأ ْن ت ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َجدَ منْ ُه ِر ً‬
‫يحا َط ِّي َبةً‪،‬‬ ‫ْ َ ُ َ َّ‬ ‫ا ْلكيرِ َف َحام ُل ا ْلم ْسك إِ َّما َأ ْن ُي ْحذ َي َ َ َّ‬
‫ك‪َ ،‬وإِ َّما َأ ْن ت ِ‬
‫َجدَ ِر ً‬
‫يحا َخبِي َثةً»[[[‪.‬‬ ‫َونَافِ ُخ ا ْلكِيرِ إِ َّما َأ ْن َي ْحرِ َق ثِ َيا َب َ‬

‫[[[  أخرجه البخاري (‪ ،)2101‬ومسلم (‪) 2628‬‬

‫‪32‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫ول يطلب ِرضا المخلوقِني بِسخ ِط الال ِِق‪ ،‬قال اهلل ‪ :‬ﱹﭑ ﭒ‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ [التوبة‪،]62 :‬‬
‫َ ْ َّ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫وق ِف مع ِصي ِة الال ِِق» ‪.‬‬
‫[[[‬
‫وقال ‪«:‬ل طاعة ل ِمخل ٍ‬

‫ُّ‬
‫كل من له واليةٌ؛ فالسمع والطاعة له واجب ٌة فيما يرضي اهلل ال فيما ّ‬
‫حرم اهلل ‪.‬‬

‫[[[ رواه البغوي يف شرح السنة (‪ ،)2455‬وصححه األلباين يف المشكاة (‪.)3696‬‬

‫‪33‬‬
‫اء َويَ ْق َتديَ‬‫َ‬ ‫َ َْ ََ ُْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُّ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ً َ َّ َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ول يِل ل أن يفعل ف ِعل حت يعلم حكم اهللِ فِي ِه‪ ،‬ويسأل العلم‬
‫ِّ‬
‫ون م َِن ات َباعِ‬ ‫َ ُ َ ِّ ُ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ُّ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ ُ َّ َ ُ َّ ُ َ َّ‬
‫بِالمتبِ ِعني ل ِسن ِة مم ٍد ‪ ‬الِين يدلون ع طاع ِة اهللِ‪ ،‬و يذر‬
‫َ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ‬ ‫ََ َْ َ َْ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫ي‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ار‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫اع‬ ‫ض‬ ‫ِين‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬‫ون‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ف‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ان‪ ،‬ول يرض ِل‬ ‫الشيط ِ‬
‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫ََ َ ََ َ ْ ََُ‬ ‫َ َ‬
‫سته ْم! َويا طول بكائ ِِه ْم ي ْوم ال ِقيامةِ!‬ ‫طاع ِة اهللِ تعال‪ ،‬فيا ح‬
‫َ َ ِّ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ ِّ َ ُ َّ َ ِّ َ َ‬
‫اع سن ِة نبِينا َوش ِفي ِعنا َوسي ِدنا مم ٍد ‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن يوفقنا ِلتب ِ‬

‫َ َ َ ُّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫«ول يِل لُ أن يفعل ف ِعل»‪ ،‬أي‪ :‬من الطاعات الواجبة أو المستحبة أو غير‬ ‫قال‪:‬‬
‫َ َّ َ ْ َ ُ ْ‬
‫مما هو مشتبه أو ُمت ََح ِّير فيه «حت يعل َم حك َم اهللِ فِي ِه» إما بالنظر والتع ُّلم‪ ،‬وهذا‬
‫ذلك‪ ،‬أو ّ‬
‫الحكم الشرعي منها‪.‬‬ ‫لطالب العلم ا ّلذي عنده َم َلكة ويستطيع أن ينظر يف ال ُكتب ويأخذ ُ‬
‫ِ‬
‫كبحث‬ ‫أيضا اإلنرتنت؛‬
‫ومن ال ملكة له‪ ،‬فليس له النظر يف الكتب واألخذ منها‪ ،‬ومثله ً‬
‫بعض العا ّمة يف اإلنرتنت وأخذ الحكم الشرعي منه دون معرفة بالقائل وال بالفتوى‪،‬‬
‫وال بما يحيطها‪ ،‬كمن رمى نفسه يف البحر يريد أن يصيد سمكة وهو ال يحسن السباحة‪.‬‬
‫إ ًذا‪ ،‬ماذا يفعل العامي ومن ال ملكة عنده؟‬
‫ِ‬ ‫َ َْ ََ ُْ ََ‬
‫قال المؤلف ‪« :‬ويسأل العلماء»‪ :‬يسأل أهل العلم‪ ،‬الذين ُعرفوا بالسنة واالعتدال‪،‬‬
‫اص ليس‬
‫والقص ُ‬
‫َّ‬ ‫عالما‪،‬‬
‫سمى ً‬ ‫يم ّيز بين العلماء وغير العلماء‪ ،‬فالخطيب ال ُي َّ‬
‫فال بد أن َ‬
‫بعالِم‪ ،‬وإما ُم المسجد ليس بعالم‪ ،‬العالم هو َم ْن دارت عليه ال ُفتيا‪ ،‬واستنبط األحكام‬
‫وش ِهدَ له بأنّه عالِم‪ ،‬فهذا الذي ُيسأل و ُيفتي‪ ،‬قال اهلل ‪ :‬ﱹﭚ ﭛ‬ ‫الشرعية‪ُ ،‬‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﱸ [النحل‪ ،]43 :‬ولهذا ب ّين هنا العلماء الذين يقتدي هبم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وهذا َأ ْمر مهم‪ ،‬وقع االنحراف عند بعض الناس بسبب الخلل يف هذه المنهجية‪،‬‬
‫خصوصا يف هذا العصر ا ّلذي انفتحت فيه القنوات ووسائل التواصل واإلنرتنت‪،‬‬ ‫ً‬
‫السنة‬ ‫ُّ ِ‬ ‫يسمع ّ‬
‫وتخشعه وال يعرف أهل ُّ‬ ‫كل شخص يدعو ويفتي مغرتًا بشكله ونُسكه‬
‫والجماعة‪ ،‬وال يعرف العلماء الصالحين‪ ،‬وطلبة العلم الخ ّيرين‪ ،‬بل يفتح اإلنرتنت‬
‫فينظر إلى كثرة المتابعين فيغرت بالشخص ويقتدي به‪ ،‬فتزل به القدم‪ ،‬فال بد من معرفة‬
‫بالسنة ل ُيقتدَ ى به‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العالم الذي يتمسك ُّ‬
‫فذكر من ذلك‪:‬‬
‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ ُ َّ‬
‫ني ل ِسن ِة انليب ‪ »‬أصل وزن العلماء هو ميزان االقتداء‪،‬‬ ‫أول‪« :‬ويقت ِدي بِالمتبِ ِع‬‫ً‬
‫وعمل فذلك ا ّلذي يقتدى به‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقول‬ ‫ّبي ‪ ‬اعتقا ًدا‬‫فمن كان َّأصله االقتداء بسنّة الن ّ‬
‫َ َ ُ ُّ َ َ َ َ َ‬
‫ِين يدلون ع طاع ِة اهللِ» بجميع أنواع الطاعات يف التوحيد والعقائد ومح ّبة‬ ‫ثان ًيا‪« :‬ال‬
‫يدل على معصية اهلل من الخروج على‬ ‫الصحابة‪ ،‬والسمع والطاعة لوالة األمر‪ ،‬وأما ا ّلذي ُّ‬
‫ب العلماء‪ ،‬أو الطعن يف الصحابة فهذا ليس بقدوة وال ُيقتدَ ى به‪.‬‬ ‫ولي األمر‪ ،‬أو َس ّ‬
‫ً َ ُ َ ِّ ُ َ َ ْ َ ِ َّ ْ َ‬
‫ان»‪ُ :‬ي َح ِّذرون من أولياء الشيطان‪ ،‬أي‪ُ :‬ي َح ِّذرون‬
‫اع الشيط ِ‬ ‫ثالثا‪« :‬و يذرون مِن أتب‬
‫ٍ‬
‫بدعة‪ ،‬وكُل خطر يهدد النّاس يف دينهم ودنياهم‪.‬‬ ‫كل صاحب‬ ‫من ِّ‬
‫واليوم انقلب المفهوم؛ فأصبح َم ْن ُي َح ِّذر من أهل الباطل‪ ،‬ومن أهل البدع‪ ،‬ومن‬
‫المنحرفين ا ّلذين يظهرون على القنوات ووسائل التواصل االجتماعي هو ا ْل ُمنت َقد‬
‫المذموم‪ ،‬وهذا إنّما حدث بسبب تصدر أهل االنحراف للدعوة‪ ،‬وخروجهم يف ّ‬
‫كل‬
‫قناة‪ ،‬ثم ّ‬
‫بث القواعد والكلمات واألصول الفاسدة‪ ،‬كما فعل اإلخوان المسلمون ذلك‬
‫يف هذه العصور‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫«ول ي ْرض ِلَف ِس ِه»‪ :‬أي‪ :‬العبد ا ْل ُم َك َّلف‬ ‫ثم َو ّصى المؤلف وصي ًة أخيرة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ا ّلذي قامت يف قلبه العقيدة الصحيحة وهذه األخالق‪ ،‬وعلم دين اهلل ‪« ،‬ما َر ِضيه‬
‫ََ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ي طاع ِة اهللِ تعال»‪.‬‬
‫المفلِسون الِين ضاعت أعمارهم ِف غ ِ‬

‫‪35‬‬
‫فلس؟»‪،‬‬ ‫وا ْلم ْفلِس هو الخالي من طاعة اهلل ‪ ،‬قال النّبي ‪« :‬أتدرون من ا ْلم ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاع‪َ ،‬ف َق َال ‪« :‬إِ َّن ا ْل ُم ْف ِل َس م ْن ُأ َّمتي َي ْأتي َي ْو َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َقا ُلوا‪ :‬ا ْل ُم ْفلِ ُس فينَا َم ْن َل د ْر َه َم َل ُه‪َ ،‬و َل َمت َ‬
‫ك‬ ‫ف َه َذا‪َ ،‬و َأك ََل َم َال َه َذا‪َ ،‬و َس َف َ‬ ‫َاة‪َ ،‬و َي ْأتِي َقدْ َشت ََم َه َذا‪َ ،‬و َق َذ َ‬
‫ا ْل ِقيام ِة بِص َل ٍة و ِصيا ٍم و َزك ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت َح َسنَا ُت ُه َق ْب َل‬ ‫َد َم َه َذا‪َ ،‬و َض َر َب َه َذا َف ُي ْع َطى َه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪َ ،‬و َه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪َ ،‬فإِ ْن َفن ِ َي ْ‬
‫َّار»[[[‪.‬‬ ‫ت َع َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم ُطرِ َح فِي الن ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َأ ْن ُي ْق َضى َما َع َل ْيه ُأخ َذ م ْن َخ َط َاي ُ‬
‫اه ْم َف ُطرِ َح ْ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬
‫«ول ي ْرض ِلَف ِس ِه ما َر ِضيه‬ ‫هذا هو المفلس حقيقةً‪ ،‬ما عنده طاعات‪ ،‬لذلك يقول‪:‬‬
‫َْ َ َ‬ ‫ت َأ ْع َم ُ‬
‫ار ُه ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬
‫قال‪:‬‬ ‫سون؟‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‪:‬‬
‫ُْْ ُ َ‬
‫ي طاع ِة اهللِ‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫اع‬ ‫ض‬ ‫ِين‬ ‫«ال‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ون‬ ‫المفلِس‬
‫ََ َ‬
‫تعال»‪ :‬هذا هو المفلس‪َ ،‬ض ّيع ُعمره يف غير طاعة اهلل‪ُ ،‬عمرك أنفس ما عندك‪ ،‬أنفاسك‬
‫ال ُت َض ّيعها يف غير طاعة اهلل ‪ ،‬فالضياع الحقيقي‪ :‬أن ُت َضيع عمرك يف معصية أو فيما‬
‫ال خير لك فيه‪.‬‬
‫ََ َ ْ ََُ‬
‫يتحس ُر أعظم حسرة ويقول‪ :‬ﱹ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ّ‬ ‫سته ْم» يوم القيامة‬ ‫«فيا ح‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱸ [الزمر‪.]56 :‬‬
‫ََ ُ َ ُ َ ْ ََْ ْ َ َ‬
‫امةِ»‪ :‬نعم‪ ،‬سيطول بكاؤه يوم القيامة‪ ،‬اب ِ‬
‫ك اليوم حتى‬ ‫ْ‬ ‫«ويا طول بكائ ِِهم يوم ال ِقي‬
‫مم ْن بكى اليوم سيفرح غدً ا‪.‬‬
‫وكثير َّ‬
‫ٌ‬ ‫مم ْن ضحك اليوم سيبكي غدً ا‪،‬‬
‫كثير َّ‬
‫ال تبكي غدً ا‪ٌ ،‬‬
‫ّبي ‪« :‬قال اهلل ‪َ :‬و ِعزَّتِي ال َأ ْج َم ُع َع َلى َع ْب ِدي َخ ْو َف ْي ِن َو َأ ْمنَ ْي ِن‪ :‬إِ َذا َخا َفنِي‬ ‫قال الن ّ‬
‫فِي الدُّ ْن َيا َأ َّمنْ ُت ُه َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة‪َ ،‬وإِ َذا َأ ِمنَنِي فِي الدُّ ْن َيا َأ َخ ْف ُت ُه َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة» [[[‪.‬‬
‫ال بد على اإلنسان أن يمشي خائ ًفا من اهلل‪ ،‬راجيا طاعة اهلل‪ ،‬م ِ‬
‫ح ًّبا لها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ ِّ َ ِ ُ َّ َ ِّ َ‬
‫اع سن ِة نبِينا ‪.» ‬‬ ‫ثم قال‪« :‬نسأل اهلل أن يوفقنا ِلتب‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)2581‬‬


‫[[[ رواه ابن المبارك يف الزهد (‪ ،)157‬وحسنه األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪.)742‬‬

‫‪36‬‬
‫ل فِي ال َ ّ‬
‫طه َارَة ِ‬ ‫ف َصْ ٌ‬
‫ََ َ َُ ََ‬ ‫َ َ َُ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ْ َ‬
‫ارة خب ٍث‪.‬‬ ‫ارة حد ٍث‪ ،‬وطه‬ ‫ان‪ :‬طه‬
‫الطهارة ق ِس ِ‬
‫م‬

‫املسائل‬
‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف الطهارة‪.‬‬
‫لغةً‪ :‬النّظافة والنزاهة‪.‬‬
‫يستباح هبا ما منعه الحدث أو الخبث‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شر ًعا‪ :‬صف ٌة حكمية‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬تعريف الحدث والخبث‪.‬‬
‫مما تشرتط له الطهارة‪.‬‬
‫وصف قائم بالبدن يمنع من الصالة ونحوها ّ‬
‫ٌ‬ ‫الحدث‪:‬‬
‫ٌ‬
‫أعيان مستخبث ُة يف الشرع يمتنع المصلي من استصحاهبا‪.‬‬ ‫الخبث‪:‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬الطهارة قسمان‪:‬‬
‫ٍ‬
‫حدث‪ ،‬وهي طهار ٌة معنوي ٌة تتع ّلق بذات المصلي‪.‬‬ ‫األول‪ :‬طهار ُة‬
‫ٍ‬
‫خبث‪ ،‬وهي طهار ٌة حسي ٌة تتع ّلق بثوب وبدن ومكان المصلي‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬طهار ُة‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬الحدث نوعان‪:‬‬
‫ٌ‬
‫حدث أكبر‪ ،‬يرتفع بالغسل‪.‬‬ ‫األول‪:‬‬
‫ٌ‬
‫حدث أصغر‪ ،‬يرتفع بالوضوء‪.‬‬ ‫الثاين‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫ي ل َ ْونُ ُه َأوْ‬
‫الطاهِر ال ْ ُم َط ِّهر‪َ ،‬و ُه َو َّالِي ل َ ْم َي َت َغ َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُّ ْ َ ُ َّ‬
‫ول ي ِصح ال ِميع إِل بِالماءِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ ُ ُ َ ً َ َّ ْ َ َّ ْ َ َّ َ ُ َ َ ِ َ َّ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ون‬
‫ت والسم ِن وادلس ِم ك ِه والوذح والصاب ِ‬ ‫ارقه غ ِلا كلزي ِ‬ ‫طعمه أو ر ِ‬
‫ائته بِما ْيف ِ‬
‫ْ ُ َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َْ َ َ َْ ََ َ َ‬
‫المأة ِ َوالسبخ ِة َوالج ِّر َون ِوه ِ‪.‬‬ ‫اب و‬
‫ِ‬ ‫الت‬‫والوسخِ ون ِوه ِ‪ ،‬ول بأ ِ‬
‫ب‬ ‫س‬

‫املسائل‬
‫املسألة األوىل‪ :‬أقسام المياه وحكمه يف المذهب‪:‬‬
‫األول‪ :‬الماء الطاهر المطهر‪ :‬وهو الطاهر يف نفسه المطهر لغيره‪ ،‬يرفع الحدث‬
‫ويزيل الخبث‪.‬‬
‫الطاهر يف نفسه غير المطهر لغيره‪ ،‬وهو ال‬
‫ُ‬ ‫الثاين‪ :‬الماء الطاهر غير المطهر‪ :‬وهو‬
‫يرفع الحدث‪ ،‬وال ُ‬
‫يزيل الخبث‪ ،‬فهو يصلح للعادات ال العبادات‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فالمذهب‪ :‬ال يصح الجميع ‪-‬أي طهارة الحدث والخبث‪ -‬إال بالنّوع األول‪ ،‬وهو‬
‫الطاهر المطهر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الماء النّجس‪ :‬وهو غير طاهر يف نفسه وغير المطهر لغيره‪ ،‬ال يرفع الحدث‪،‬‬
‫وال ُ‬
‫يزيل الخبث‪ ،‬فهو ال يصلح للعادات وال العبادات‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬إذا وقع يف الماء شي ٌء طاهر‪ ،‬فله حالتان‪:‬‬
‫يسمى‪:‬‬
‫مما يفارقه غال ًبا كالزيت‪ ،‬فغ َّير لونه أو طعمه أو ريحه‪ ،‬فال ّ‬
‫األولى‪ :‬إذا كان ّ‬
‫مطهرا» فال يرفع الحدث‪ ،‬وال يزيل الخبث‪.‬‬
‫ً‬ ‫طاهرا‬
‫ً‬ ‫«ما ًء‬
‫مما ال يفارقه غال ًبا كالرتاب والسبخة‪ ،‬فغ َّير لونه أو طعمه أو ريحه‪،‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا كان ّ‬
‫مطهرا‪ ،‬فيرفع الحدث‪ ،‬ويزيل الخبث‪.‬‬
‫ً‬ ‫طاهرا‬
‫ً‬ ‫فيسمى ما ًء‬
‫ّ‬

‫‪38‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬معنى بعض الغريب‪.‬‬
‫الوذح‪ :‬ما يتع ّلق بأصواف الغنم‪.‬‬
‫الحمأة‪ :‬الطين‪.‬‬
‫نوع من الطوب‪.‬‬
‫اآلجر‪ٌ :‬‬

‫‪39‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ ُّ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ ُ ُ ُّ ُ َ ْ َ َّ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬
‫ت انلَّجاسة غ ِسل ملها‪ ،‬فإ ِ ِن الَبست غ ِسل اثل ْوب كه‪َ ،‬ومن شك‬ ‫إِذا تعين ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ََ َ ْ َ َ َْ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َّ‬
‫ش ٌء شك ِف نَاستِ ِه فل نضح علي ِه ‪َ ،‬ومن‬ ‫ِف إِصاب ِة انلجاس ِة نضح ‪ ،‬وإِن أصابه‬
‫َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫َّ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ت‪َ ،‬ومن صل بِها‬ ‫تذك َر انلَّجاسة َوهو ِف الصلة ِ قطع إِل أن ياف خ ُروج الوق ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ ً َ َ َ َّ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ف‬‫نا ِسيا وتذكر بعد السل ِم أع ِ‬
‫د‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬حكم إزالة النجاسة يف المذهب الوجوب مع الذكر والقدرة‪.‬‬


‫املسألة اثلانية‪ :‬إذا أصاب البدن أو الثوب النجاسة‪ ،‬فله أربع حاالت‪:‬‬
‫سل َم َح َّلها‪.‬‬ ‫األولى‪ :‬إ َذا َت َع ّينت الن ََّج َ‬
‫اسة َغ َ‬

‫صورة المسألة‪ :‬إذا علم مكان النّجاسة‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يغسل مح ّلها‪ ،‬وهو الصحيح‪ .‬‬
‫وب ُك ّله‪.‬‬ ‫الثانية‪ِ :‬‬
‫فإن ال َت َب َست ولم يعلم مكانها َغ َسل ال َّث َ‬
‫ٍ‬
‫بنجاسة فلم يعلم محلها‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يغسل جميع‬ ‫صور ُة المسألة‪ :‬إذا أصيب الثوب‬
‫يحصل إال بغسل الثوب ك ّله؛ لكن الراجح‪ :‬أن يغسل من‬
‫ُ‬ ‫الثوب‪ ،‬ودليلهم‪ّ :‬‬
‫أن اليقين ال‬
‫النّجاسة ما كان ُمتيقنًا‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬إن علم يقينًا أهنا أصابت أسفل الثوب غسل من أسفله ما يتيقن به إزالة‬
‫النجاسة وال يغسل جميع ثوبه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ّجاسة ن ََض َح‪.‬‬
‫إصا َبة الن َ‬ ‫الحالة الثالثة‪َ :‬من َش َّ‬
‫ك يف َ‬
‫صورة المسألة‪ :‬إن تيقن أن الذي أصابه نجاسة‪ ،‬وشك يف اإلصابة هل النجاسة‬
‫الرش بالماء‪ ،‬ودليلهم‪ :‬قول أنس ‪:‬‬ ‫نضح‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫أصابت الثوب أم ال؟ فالمذهب‪َ :‬ي ُ‬
‫اء‪َ ،‬ف َقا َم َع َل ْي ِه َر ُس ُ‬
‫ول اهَّلل ‪،‬‬ ‫ول ما ُلبِس‪َ ،‬فن ََضح ُته بِم ٍ‬
‫ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِ َلى َحصيرٍ َلنَا َقد ْاس َو َّد م ْن ُط ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫« َف ُق ْم ُ‬
‫يم َو َرا َء ُه‪َ ،‬وا ْل َع ُجو ُز ِم ْن َو َرائِنَا‪َ ،‬ف َص َّلى َلنَا َر ْك َع َت ْي ِن‪ُ ،‬ث َّم ان َْص َر َ‬
‫ف» [[[‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ت َأنَا َوا ْل َيت ُ‬
‫َو َص َف ْف ُ‬
‫طول المكث قد ُيصاب بنجاسة‪ ،‬لكن الراجح‪ :‬أن األصل بقا ُء الطهارة حتى‬ ‫قالوا‪ُ :‬‬
‫يتيقن إصابة النجاسة‪ ،‬أ ّما حديث أنس ‪ ‬فله ثالث احتماالت‪:‬‬
‫‪ -1‬تليين الحصير‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيفه‪.‬‬
‫‪ -3‬تطهيره‪ ،‬وال دليل على تعين أحدها‪.‬‬
‫استِ ِه َف َل ن َْض َح َع َل ْي ِه‪.‬‬ ‫الحالة الرابعة‪ :‬وإِ ْن َأصابه َشيء َش َّ ِ‬
‫ك في ن ََج َ‬ ‫َ َُ ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫شك يف النّجاسة‪ ،‬وتقين يف اإلصابة‪ ،‬أي‪ّ :‬‬
‫شك يف كون الذي‬ ‫صورة المسألة‪ :‬إن ّ‬
‫ينضح عليه‪ ،‬وهو الصحيح؛ ّ‬
‫ألن األصل الطهارة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أصابه نجس أم طاهر‪ ،‬فالمذهب ال‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬حكم من تذكر النجاسة يف الصالة‪ ،‬وله حالتان‪:‬‬
‫أن يخَ اف ُخروج الو ْق ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصالة َق َطع إال ْ َ‬
‫اسة َو ُهو يف ّ‬
‫األولى‪َ :‬م ْن تذكَّر الن َّج َ‬
‫صورة المسألة‪ :‬تذكر يف الصالة أن ً‬
‫بول أصاب ثوبه‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يقطع الصالة‪،‬‬
‫سواء قدر على إزالة الثوب أو ال‪ ،‬إال النّعلين لورود الدليل فيه‪ ،‬وإال إذا خشي خروج‬
‫الوقت؛ ّ‬
‫ألن شرط الوقت أقوى يف الشرطية من إزالة النّجاسة‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)380‬ومسلم (‪.)658‬‬

‫‪41‬‬
‫لكن الراجح‪ :‬أنه إذا استطاع إزالة النجاسة أزالها وإال ق َطع الصالة‪ .‬فإن وقعت‬
‫النّجاسة على عمامته وتذكر يف الصالة أزالها وأكمل صالته‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬من ص ّلى بها ن ِ‬
‫السالم َأ َعا َد يف َ‬
‫الو ْقت‪.‬‬ ‫َاس ًيا َ‬
‫وتذكَّر َبعدَ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫صورة المسألة‪ :‬صلى بالنّجاسة ناس ًيا وتذكّر بعد السالم‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يعيدُ الصالة يف‬
‫الوقت استحبا ًبا؛ احتيا ًطا لجانب العبادة‪ ،‬ولكن الصحيح‪ :‬ال يعيدُ مطل ًقا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ ٌ َ ِّ َّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ‬
‫ي‪َ ،‬ومسح‬
‫ْفرائ ِض الوضوء ِسبع‪ :‬انلية‪ ،‬وغسل الوج ِه‪ ،‬وغسل الدي ِن إِل ال ِمرفق ِ‬
‫الر ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫َ َ ْ ُ ّ‬
‫ادللك‪َ ،‬والفو ُر‪.‬‬‫ي‪ ،‬و‬
‫ي إِل الكعب ِ‬
‫َّ‬
‫الرأ ِس‪ ،‬وغسل ِجل ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف الفرض‪.‬‬


‫اصطالحا بمعنى الواجب عند المالكية‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفرض‬
‫وهو ما طلب الشارع فعله طل ًبا جاز ًما‪ ،‬ويثاب فاعله امتثا ً‬
‫ال‪ ،‬ويستحق تاركه العقاب‪.‬‬
‫بعض المالكية يريدون بالسنّة المؤكدة الواجب‪ ،‬ويطلقون الفرض ويريدون به الركن‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬تعريف الوضوء‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مخصوص‪.‬‬ ‫وجه‬ ‫ٍ‬
‫بأعضاء مخصوصة على ٍ‬ ‫الوضوء‪ :‬هو طهار ٌة بالماء تتع ّلق‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬فروض الوضوء‪.‬‬
‫‪ -1‬النية‪ ،‬وهي القصد ومح ّلها القلب‪.‬‬
‫‪ -2‬غسل الوجه‪ ،‬وحدّ ه‪ ،‬من منابت الشعر األصلي إلى أسفل الذقن طو ً‬
‫ال‪ ،‬ومن‬
‫عرضا‪.‬‬
‫األذن إلى األخرى ً‬
‫‪ -3‬غسل اليدين‪ ،‬من أول أصابع اليدين إلى المرفقين‪.‬‬
‫‪ -4‬ومسح الرأس ك ّله‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪-5‬وغسل الرجلين إلى الكعبين؛ لقوله ‪ :‬ﱹﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫ﭡ ﱸ [المائدة‪.]6 :‬‬
‫‪ -6‬الدلك‪ :‬هو إمرار اليد على العضو مبلولة بالماء‪.‬‬
‫يسمى ً‬
‫غسل يف اللغة إال بالدلك‪.‬‬ ‫فرض؛ ّ‬
‫ألن الغسل ال ّ‬ ‫فمشهور المذهب ّ‬
‫أن الدّ لك ٌ‬
‫مستحب ما لم يصل الماء للبشرة إال بالدّ لك‬ ‫ٌّ‬ ‫والرواية الثانية يف المذهب‪ّ :‬‬
‫أن الدّ لك‬
‫ّبي ‪ ‬أو َتي بِ ُث ُل َث ْي ُمدٍّ ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الراجح لما ورد عن عبد اهلل بن زيد ‪ ‬أن الن ّ‬
‫فيكون واج ًبا‪ ،‬وهذا ّ‬
‫َف َج َع َل َيدْ ُل ُك ِذرا َعه [[[‪ ،‬فثبت من فعله‪ ،‬واألصل فيه االستحباب‪ ،‬وهو قول الجمهور‪.‬‬
‫فرض مع القدرة والذكر‪ ،‬وهو غسل األعضاء متتاليةً‪،‬‬
‫‪-7‬الفور‪ ،‬وهو المواالة‪ :‬وهو ٌ‬
‫ٍ‬
‫فاحش‪.‬‬ ‫دون فص ٍل‬
‫والفصل يرجع إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬العرف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومكان معتدل وعضو معتدل‪ ،‬كما‬ ‫ٍ‬
‫معتدل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫زمان‬ ‫‪ -2‬عدم جفاف العضو السابق يف‬
‫يف المذهب‪.‬‬

‫[[[ رواه ابن خزيمة (‪ ،)118‬وإسناده صحيح‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ْ ْ َ ُ‬ ‫َْ ْ َ َ ُ‬ ‫وع ْي ع ِْن َد ُّ ُ‬ ‫َ ُ َُ ُ َ ْ ُ َْ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫وع‪َ ،‬والمضمضة‪َ ،‬و ِالستِنشاق‪،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫وسننه‪ :‬غسل الدي ِن إ ِ ْل الك ِ‬
‫ِيب َب ْ َ‬
‫التت ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َْ َ ْ ُ‬
‫يد ال َماءِ ل ُه َما‪َ ،‬و َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ َ ُّ َ ْ‬
‫ي‬ ‫ي وت ِد‬ ‫و ِالستِنثار‪ ،‬ورد مس ِح الرأ ِس ومسح الذن ِ‬
‫َْ‬
‫الف َرائ ِِض‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ ً ْ َ ْ َ‬
‫ومن ن ِس فرضا مِن أعضائ ِ ِه فإِن تذكره بِالقر ِب فعله وما بعده‪ ،‬وإِن طال‬
‫ْ َ َ ُ َّ ً َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ُ‬
‫فعله َوحدهُ َوأعد ما صل قبله‪َ ،‬وإِن ت َرك سنة فعلها َول ي ِعيد الصلة‪َ ،‬ومن‬
‫َ َ ُ ْ َ ً َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ن ِس لمعة غسلها وحدها بِنِي ٍة وإِن صل قبل ذل ِك أعد‪ ،‬ومن تذكر المضمضة‬
‫ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َّ ُ َّ ُ ُ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫وءهُ‪.‬‬
‫ض َ‬ ‫جع إِل ِهما حت يتِم و‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫و ِالستِنشاق بعد أن ش ِ‬
‫ع‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف السنة‪.‬‬


‫السنّة‪ :‬ما طلب الشارع فعله طل ًبا غير جازم‪ ،‬فيثاب فاعله امتثا ً‬
‫ال‪ ،‬وال يعاقب تاركه‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬سنن الوضوء يف المذهب‪.‬‬
‫‪ -1‬غسل اليدين إلى الكوعين عند الشروع‪ :‬لما ورد عن عبد اهلل بن زيد ‪ ‬يف صفة‬
‫[[[‪.‬‬
‫ّبي ‪َ « :‬ف َأ ْك َف َأ َع َلى َيدَ ْي ِه ِم ْن الت َّْو ِر‪َ ،‬فغ ََس َل َيدَ ْي ِه َثالثًا»‬
‫وضوء الن ّ‬
‫تحريك الماء يف الفم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬والمضمضة‪ :‬وهي‬
‫‪ -3‬واالستنشاق‪ :‬وهو جذب الماء إلى داخل األنف بالنفس‪.‬‬
‫‪ -4‬واالستنثار‪ :‬وهو إخراج الماء من األنف بعد االستنشاق‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪.)186‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -5‬ورد مسح الرأس‪.‬‬
‫‪ -6‬ومسح األذنين‪.‬‬
‫ّبي ‪ ‬توضأ‬ ‫َ َّ‬
‫‪ -7‬وتجديد الماء لهما‪ :‬ودليل المذهب‪ ،‬عن عبد اهلل بن زيد ‪ ‬أن الن ّ‬
‫اء َغي ِر ا ْلم ِ‬
‫اء ا ّلذي َم َس َح بِ ِه َر ْأ َس ُه[[[‪ .‬لكنّه شا ٌّذ[[[‪،‬وثبت عن ابن عمر ‪‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫فم َس َح ُأ ُذ َن ْيه بِ َم ْ َ‬
‫َ‬
‫صحيح‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‪ ،‬وإسناده‬
‫[[[‪.‬‬

‫يب َب ْي َن ا ْل َف َرائِ ِ‬
‫ض‪ :‬الفرائض هي األعضاء األربعة المذكورة يف القرآن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ -8‬والت َّْرت ُ‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من نسي ً‬
‫فرضا من أعضاء وضوئه‪ ،‬فله حالتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إِ ْن ت ََذك ََّر ُه بِا ْل ُق ْر ِ‬
‫ب َف َع َل ُه َو َما َب ْعدَ ُه‪.‬‬
‫قريب‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يغسل‬
‫ٌ‬ ‫فرضا وهو‬
‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫صورة المسألة‪ :‬إذا تذكر أنّه لم يغسل‬
‫هذا العضو ثم يكمل الوضوء‪ ،‬وال يعيد الوضوء‪ ،‬وهو صحيح‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إِ ْن َط َال َف َع َل ُه َو ْحدَ ُه‪.‬‬
‫فرضا وقد طال الوقت‪ ،‬فالمذهب‪ :‬أنّه‬
‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫صورة المسألة‪ :‬إذا تذكّر أنه لم يغسل‬
‫يغسل هذا العضو فقط‪ ،‬وال يكمل الوضوء‪ ،‬وال يعيد ه‪ ،‬والراجح‪ :‬يعيد الوضوء كامالً‪ .‬‬
‫تنبيه‪َ :‬و َأ َعا َد َما َص َّلى َق ْب َل ُه‪ :‬أي يعيد الصالة يف الحالتين إن كان صلى وقد نسي من‬
‫ٍ‬
‫ناقص‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بوضوء‬ ‫فرضا؛ ألنّه صلى‬ ‫أعضائه ً‬

‫[[[ رواه الحاكم يف المستدرك (‪.)539‬‬


‫[[[ ينظر‪ :‬بلوغ المرام للحافظ ابن حجر (ص‪.)16‬‬
‫[[[ رواه عبد الرزاق يف المصنف (‪.)29‬‬

‫‪46‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬من نسي سنة من الوضوء‪ ،‬فله حالتان‪:‬‬
‫ِ‬
‫األولى‪ :‬إِ ْن ت ََر َك ُسنَّ ًة َف َع َل َها َو َل ُيعيدُ َّ‬
‫الص َلةَ‪.‬‬
‫صورة المسألة‪ :‬إذا ترك سنة من سنن الوضوء كمسح األذنين ً‬
‫مثل‪ ،‬فالمذهب‪ :‬يفعل‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ما نسيه فقط‪ ،‬فال يعيد وضو ًءا وال صالة‪ ،‬وهو‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬تنبيهات‪.‬‬
‫األول‪َ :‬م ْن ن َِس َي ُل ْم َع ًة َغ َس َل َها َو ْحدَ َها بِن ِ َّي ٍة َوإِ ْن َص َّلى َق ْب َل َذلِ َ‬
‫ك َأ َعا َد‪.‬‬
‫صورة المسألة‪ :‬من توضأ ونسي قطع ًة من عضو من أعضاء وضوئه‪ :‬فينظر هل ذلك‬
‫فرضا أو سنة‪.‬‬ ‫فرضا؟ ويعمل فيه كما سبق فيمن ترك ً‬ ‫العضو سنة أم ً‬
‫الثاين‪َ :‬م ْن ت ََذك ََّر ا ْل َم ْض َم َض َة َو ِال ْستِن َْش َ‬
‫اق َب ْعدَ َأ ْن َش َر َع فِي ا ْل َو ْج ِه َف َل َي ْر ِج ُع إِ َل ْي ِه َما‬
‫َحتَّى ُيتِ َّم ُو ُضو َء ُه‪.‬‬
‫ألنّه ال ينتقل من األعلى إلى األسفل‪ ،‬لكن بعد االنتهاء من الوضوء يرجع إليه؛ ّ‬
‫ألن‬
‫الرتتيب سنة‪.‬‬
‫وقد ثبت عن النبي ‪ ‬أنّه تمضمض بعد غسل الوجه[[[‪ .‬‬
‫الثالث‪ :‬إذا قيل يف المذهب أعاد يف الوقت فالمراد يعيدُ استحبا ًبا‪ ،‬وإذا قالوا‪ :‬أعاد‬
‫أبدً ا فالمراد يعيد وجو ًبا‪.‬‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)126‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫َْ ْ َ َْ َ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ ْ ّ ُ َ ِّ َ ُ َ َّ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫وفضائ ِله‪ :‬التس ِمية والسواك والزائ ِد ع الغسل ِة الول ِف الوج ِه والدي ِن‪،‬‬
‫ْ‬
‫َ َ ْ ُ ُّ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ‬
‫ن‪ ،‬وق ِلة الماءِ ع العض ِو‪ ،‬وتق ِديم المن‬ ‫الس‬ ‫ِيب‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫أ‬ ‫اءةُ ب ُم َق ِّد ِم َّ‬
‫الر‬ ‫َو ْالُ َد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ ِّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ ُ ََ‬
‫يب تلِيل اللحي ِة ال ِفيف ِة ِف‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ج‬ ‫الر‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ى‪،‬‬ ‫س‬ ‫ع الْيُ ْ َ‬‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ ْ َ َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ُْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ ُ َْ َُ‬
‫يب تلِيلها ِف الغس ِل ولو كنت كثِيفة‪.‬‬ ‫الوضوءِ دون الكثِيفةِ‪ ،‬و ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬التفريق بين السنّة والفضيلة يف المذهب‪ .‬‬


‫أمرا غير جازم إال ّ‬
‫أن‪:‬‬ ‫كالهما مأمور به ً‬
‫ّبي ‪ ،‬وأظهرها للنّاس‪.‬‬
‫السنّة‪ :‬ما واظب عليها الن ّ‬
‫ّبي ‪ ،‬ولم يظهرها للنّاس‪.‬‬
‫والفضيلة‪ :‬لم يواظب عليها الن ّ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬فضائل الوضوء‪.‬‬
‫‪ -1‬التسمية‪ ،‬وهو قول "بسم اهلل" عند الشروع‪.‬‬
‫‪ -2‬السواك‪.‬‬
‫‪ -3‬الزائد على الغسلة األولى يف الوجه واليدين‪ ،‬والرجلين‪.‬‬
‫‪ -4‬البداءة بمقدّ م الرأس‪.‬‬
‫‪-5‬الترتيب بين السنن‪ :‬الرتتيب بين أعضاء السنن فضيلةٌ‪.‬‬
‫ّبي ‪ ‬كان َيت ََو َّض ُأ بِا ْل ُمدِّ [[[‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -6‬قلة الماء على العضو؛ ألن الن ّ‬
‫‪ -7‬وتقديم اليد والرجل اليمنى على اليسرى‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)201‬ومسلم (‪.)325‬‬

‫‪48‬‬
‫ويستحب يف الوضوء‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫مما يجب‬
‫املسألة اثلاثلة‪ّ :‬‬
‫أول‪ :‬يجب تخليل أصابع اليدين‪ ،‬قال النّبي ‪«:‬إِ َذا ت ََو َّض ْأ َت َفخَ ِّل ْل َب ْي َن َأ َصابِ ِع‬ ‫ً‬
‫[[[‪.‬‬
‫ك َو ِر ْج َل ْي َ‬
‫ك»‬ ‫َيدَ ْي َ‬

‫الرجلين يف مشهور المذهب‪.‬‬


‫أصابع ّ‬
‫ستحب التخليل يف َ‬
‫ُّ‬ ‫وي‬
‫ُ‬
‫واجب‪ ،‬وهو األرجح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الرواية الثانية‪:‬‬
‫ون ا ْلكَثِي َف ِة‪.‬‬ ‫يل ال ِّلحي ِة ا ْلخَ ِفي َف ِة فِي ا ْلو ُض ِ‬
‫وء ُد َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ب تَخْ ِل ُ‬ ‫ثان ًيا‪َ :‬ي ِ‬
‫ج ُ‬

‫اللحية الخفيفة‪ :‬هي ا ّلتي ترى البشرة من خلفها‪ ،‬فالمذهب‪ّ :‬‬


‫يفرق بين اللحية‬
‫الخفيفة والكثيفة يف الوضوء‪ ،‬فيجب التخليل يف الخفيفة‪ ،‬ويستحب يف الكثيفة‪ ،‬أما يف‬
‫َت كَثِي َفةً‪.‬‬
‫ب تَخْ ِلي ُل َها َو َل ْو كَان ْ‬ ‫الغسل ف َي ِ‬
‫ج ُ‬

‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)39‬وقال األلباين‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫يح َوال ْ َم ْذيُ‬‫َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ ٌ َ َ ْ َ ٌ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ِّ ُ‬
‫نواق ِض الوضوءِ أحداث وأسباب‪ :‬فالحداث‪ :‬الول والغائ ِط والر‬
‫َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ ُ َّ ُ َ ْ ْ َ ُ َ ُّ ْ ُ َ ْ ُ ُ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ‬
‫النون َوالقبلة‪َ ،‬ولمس‬ ‫الغماء والسكر و‬ ‫والو َدي‪ ،‬والسباب‪َ :‬انلوم اثل ِقيل و ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِّ‬ ‫َ َ َ َ ُّ َّ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ َّ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫الم ْرأة ِ إِن قصد اللة أ ْو َوجدها‪َ ،‬ومس اذلك ِر بِباط ِِن الكف أ ْو بِباط ِِن الصاب ِ ِع‪،‬‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ْ ْ ُ ُ ُ َّ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ً َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫ش َء علي ِه‪،‬‬ ‫َومن شك ِف حد ٍث وجب علي ِه الوضوء إِل أن يكون موسوسا فل‬
‫ُ‬
‫اذل َكر ُكِّ ِه م َِن ال ْ َم ْذي‪َ ،‬و َل َي ْغ ِس ُل ْالنْثَ َي ْي‪َ ،‬وال ْ َم ْذ ُي ُه َو ال ْ َماءُ‬
‫َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َّ‬
‫يب علي ِه غسل‬
‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫ْ َ ُ ْ َ َّ ْ َ ُّ ْ َ َ َ ُّ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫يه ِ‪.‬‬
‫ارج عِند الشهوة ِ الصغرى بِتفك ٍر أو نظ ٍر أو غ ِ‬ ‫ال ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف النواقض‪.‬‬


‫ِ‬
‫نَواق ُض ُ‬
‫الو ُضوء‪ :‬أي‪ :‬مبطالت الوضوء‪ ،‬ومفسداته‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أحداث‪ ،‬وأسباب‪ ،‬وما ليس‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬النواقض يف المذهب على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بحدث وال سبب‪.‬‬
‫القسم األول‪ْ :‬الَ ْحدَ ُ‬
‫اث‪ ،‬وهي ما تنقض الوضوء بنفسها‪ ،‬وهي خمسة‪:‬‬
‫‪ -1‬ا ْل َب ْو ُل‪.‬‬
‫ط‪َ ،‬و َب ْو ٍل‪َ ،‬ون َْومٍ»[[[‪.‬‬‫ناقض باإلجماع‪ ،‬والدليل قوله ‪« :‬و َلكِن ِمن َغائِ ٍ‬ ‫‪َ -2‬وا ْلغَائِ ُط‪ٌ :‬‬
‫َ ْ ْ‬
‫ف َحتَّى َي ْس َم َع َص ْوتًا َأ ْو‬ ‫«ل َين َْصرِ ُ‬
‫يح‪ :‬ناقض باإلجماع‪ ،‬والدليل قوله ‪َ :‬‬ ‫الر ُ‬‫‪َ -3‬و ِّ‬
‫ٍ‬
‫ناقض‪.‬‬ ‫خالف‪ ،‬والمذهب أنّه غير‬ ‫ٌ‬ ‫يحا» [[[‪ ،‬وأما من ُق ُبل المرأة‪ ،‬ففيه‬ ‫َي ِ‬
‫جدَ ِر ً‬

‫[[[ رواه ابن ماجه (‪ ،)478‬والرتمذي (‪ ،)96‬والنسائي (‪ ،)127‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)106‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)137‬ومسلم (‪.)361‬‬

‫‪50‬‬
‫ي‪ :‬ناقض باإلجماع‪ ،‬والدليل حديث علي بن أبي طالب ‪ُ :‬كنْت َر ُجالً‬ ‫الم ْذ ُ‬
‫‪َ -4‬و َ‬
‫ول اهلل ِ ‪- ‬لمكان ابنته ِمنِّي‪َ -‬ف َأ َم ُ‬
‫رت ا ْل ِم ْقدَ ا َد ْب َن األَ ْس َو ِد‬ ‫ت َأ ْن َأ ْس َأ َل َر ُس َ‬ ‫َم َّذا ًء َف ْ‬
‫است َْح َي ْي ُ‬
‫«يغ ِْس ُل َذك ََر ُه َو َيت ََو َّض ُأ»[[[‪.‬‬
‫َف َس َأ َل ُه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬‬
‫ي ا َّل ِذي َيك ُ‬
‫ُون‬ ‫ي‪ :‬ناقض باإلجماع‪ ،‬والدليل قول ابن مسعود ‪« :‬ا ْل َو ْد ُ‬ ‫والو ْد ُ‬
‫‪َ -5‬‬
‫َب ْعدَ ا ْل َب ْو ِل فِ ِيه ا ْل ُو ُضو ُء» [[[‪.‬‬
‫أبيض ثخين‪ ،‬يخرج بعد البول أو من شدّ ة الربد‪ ،‬وليس فيه ّ‬
‫لذةٌ‪.‬‬ ‫الودي‪ :‬ما ٌء ٌ‬
‫تنقض بنفسها لكن ألنّها مؤدية إلى الحدث‪،‬‬ ‫القسم الثاين‪َ :‬أ ْس َب ُ‬
‫اب األحداث‪ ،‬وهي ال ُ‬
‫وهي سبعة‪:‬‬
‫يل‪ :‬هو ما ُيزيل التمييز‪ ،‬ويذهب الشعور وال يدري صاحبه ما يفعل‬ ‫‪ -1‬الن َّْو ُم ال َّث ِق ُ‬
‫الس ِه َف َم ْن نَا َم َف ْل َيت ََو َّض ْأ»[[[‪ ،‬ولحديث أنس ‪ ‬قال‪« :‬ك َ‬
‫َان‬ ‫لقوله ‪« :‬ا ْل َع ْي ُن ِوكَا ُء َّ‬
‫ِ‬ ‫ول َاهلل ِ ‪ ‬ع َلى عه ِد ِه ينْتَظِر َ ِ‬ ‫اب رس ِ‬
‫وس ُهم ُث َّم ُي َص ُّل َ‬
‫ون‬ ‫ون َا ْلع َشا َء َحتَّى تَخْ ف َق ُرؤُ ُ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْص َح ُ َ ُ‬
‫َوال َيت ََو َّضئُون»[[[‪.‬‬

‫ُون‪ :‬وك ّلها ٌ‬


‫ناقضة باإلجماع‪ ،‬كما ذكر ذلك ابن‬ ‫السك ُْر‪َ ،‬وا ْل ُجن ُ‬ ‫‪َ -4 ،3 ،2‬و ْ ِ‬
‫ال ْغ َما ُء‪َ ،‬و ُّ‬
‫جزي[[[‪ ،‬وألنّها أولى من النّوم الثقيل‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)132‬ومسلم (‪ ،)169‬واللفظ لمسلم‪.‬‬


‫[[[ رواه البيهقي يف السنن الكربى (‪.)115 /1( )563‬‬
‫[[[ رواه ابن ماجه (‪ ،)477‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)113‬‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)200‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫[[[ ينظر‪ :‬القوانين الفقهية (ص‪.)21‬‬

‫‪51‬‬
‫الر ُجل ِْام َر َأ َت ُه ا ْل ُو ُضو ُء»[[[‪ ،‬والراجح أنّها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -5‬وا ْل ُق ْب َلةُ؛ لقول ابن مسعود ‪« :‬م ْن ُق ْب َلة َّ‬
‫ألن النّبي ‪َ ‬قب َل بع َض نِسائِ ِه‪ُ ،‬ثم َخرج إِ َلى الص ِ‬
‫الة‬ ‫مذي؛ ّ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫غير ناقضة إال إذا خرج بعدها ٌ‬
‫َو َل ْم َيت ََو َّض ْأ[[[‪.‬‬
‫‪َ -6‬و َل ْم ُس ا ْل َم ْر َأ ِة إِ ْن َق َصدَ ال َّل َّذ َة َأ ْو َو َجدَ َها؛ لقوله ‪ :‬ﱹﯤﯥﯦﱸ[النساء‪،]43 :‬‬
‫[المائدة‪ ،]٦ :‬والراجح أنّه ال ينتقض بال ّلمس؛ ألنّه ثبت ّ‬
‫أن النّبي ‪ ‬لمس بعض نسائه‬
‫وهو يصلي‪ ،‬فقد كان ‪ ‬يصلي من الليل‪ ،‬وكانت عائشة ‪ ‬تمدُّ رجليها بين يديه‪ ،‬فإذا‬
‫أراد السجود غمزها [[[‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الذ َكرِ بِ َباطِ ِن ا ْلك ِّ‬
‫َف َأ ْو بِ َباط ِن ْالَ َصابِعِ؛ لقوله ‪َ :‬‬
‫«م ْن َم َّس َذك ََر ُه‬ ‫‪َ -7‬و َم ُّس َّ‬
‫َف ْل َيت ََو َضأ»[[[‪..‬‬
‫سبب‪ ،‬وهو ناقضان‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحدث وال‬ ‫القسم الثالث‪ :‬ما ليس‬
‫ب َع َل ْي ِه ا ْل ُو ُضو ُء‪ :‬هذا رواية المشهور‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الشك يف الحدث‪َ :‬فمن َش َّ ِ‬
‫ك في َحدَ ث َو َج َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫وهو من مفردات المذهب‪.‬‬
‫بالشك‪ ،‬وال يرون الشك عمالً‪ ،‬وبعض‬ ‫ّ‬ ‫لكن أكثر أهل العلم ال يوجبون الوضوء‬
‫أن الشك ليس‬ ‫المالكيين العراقيين حملوا قول مالك على االستحباب[[[‪ ،‬واألرجح‪ّ :‬‬
‫الر ُج ُل ُي َخ َّي ُل‬
‫ّبي ‪َّ ‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬‫ل‬‫بناقض‪ ،‬والقاعدة‪« :‬اليقين ال يزول بالشك»‪ ،‬وألنّه ُشكِي إِ َ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫[[[ رواه مالك يف الموطأ ‪-‬رواية يحي الليثي‪.)96( -‬‬


‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)179‬وابن ماجه (‪ ،)502‬والرتمذي (‪ ،)86‬وصححه األلباين يف مشكاة المصابيح‬
‫(‪.)323‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)513‬ومسلم (‪.)512‬‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)181‬وابن ماجه (‪ ،)479‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)116‬‬
‫[[[ ينظر‪ :‬الكايف البن عبد الرب (‪.)150/1‬‬

‫‪52‬‬
‫يحا» [[[‪.‬‬ ‫ف َحتَّى َي ْس َم َع َص ْوتًا َأ ْو َي ِ‬
‫جدَ ِر ً‬ ‫الص َل ِة‪َ ،‬ق َال‪َ :‬‬
‫«ل َين َْصرِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫جدُ َّ‬
‫الش ْي َء في َّ‬ ‫إِ َل ْي ِه أنّه َي ِ‬

‫ُون من شك يف الحدث ُم َو ْس َو ًسا َف َل َش ْي َء َع َل ْي ِه‪ :‬فالموسوس ال عرب َة بش ّكه‪.‬‬ ‫إِ َّل َأ ْن َيك َ‬
‫‪ -2‬الر ّدة‪ :‬وهذا لم يذكره المصنف‪ ،‬وهو ناقض باإلجماع‪ ،‬لقوله ‪ :‬ﱹ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﱸ [الزمر‪.]65 :‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫الذ َكرِ ُك ِّل ِه ِم َن ا ْل َم ْذ ِي؛ لقوله ‪ ‬يف حديث علي بن أبي طالب‬
‫ب َع َل ْي ِه َغ ْس ُل َّ‬ ‫ج ُ‬ ‫َي ِ‬
‫‪«:‬يغ ِْس ُل َذك ََر ُه َو َيت ََو َّض ُأ»[[[‪.‬‬
‫َ‬
‫ألن النبي ‪ ‬لم يأمر يغسلهما‪ ،‬وقد جاء يف بعض روايات حديث‬ ‫َو َل َيغ ِْس ُل ْالُ ْن َث َي ْي ِن؛ ّ‬
‫«يغ ِْس ُل َذك ََر ُه َو ُأ ْن َث َي ْي ِه» [[[‪ ،‬فمن رأى صحة الحديث عمل به‪ ،‬وهذا الواجب‪ ،‬واهلل‬
‫علي ‪َ :‬‬
‫أعلم‪.‬‬

‫[[[ تقدم تخريجه‪.‬‬


‫[[[ تقدم تخريجه‪.‬‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)208‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َْ‬ ‫اف َو َل َم ُّس ن ُ ْس َخ ِة الْ ُق ْ‬ ‫َ َ ٌ ََ َ َ ٌ‬ ‫َ َ ُّ َ ْ ْ ُ َ َ ِّ‬
‫يم‬
‫آن الع ِظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ئ‬
‫ي المتو َ ِ‬
‫ض‬ ‫ل يِل ل ِغ ِ‬
‫َ ُّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْ َ ُ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َو َل ج ْل َِها‪َ ،‬ل ب َي ِده ِ َول ب ُعود َونَوه ِ إل ُ‬
‫ال ْز َء مِنها المتعل َم فِي ِه‪َ ،‬ول مس لو ِح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ َ ُ َ ِّ ُ ُ َ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ََُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الْ ُق ْ‬
‫ب ِف‬ ‫الص ُّ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫ل‬‫ع‬‫م‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ِم‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫و‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫يم‬
‫ِ‬ ‫ظ‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫آن‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬
‫َ ً َ َُ‬ ‫َ ُ َ َ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ْ ُ ََ َُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ِّ ْ ُْ‬
‫ي وضو ٍء عمِدا فهو‬ ‫او ِلِ ل‪ ،‬ومن صل بِغ ِ‬ ‫الثم ع من ِ‬ ‫ري‪ ,‬و ِ‬ ‫آن كلكبِ ِ‬ ‫مس القر ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫كف ٌِر َوال ِعياذ باهللِ‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬المحدث حد ًثا أصغر‪ ،‬يمنع ثالثة أمور‪:‬‬


‫‪ -1‬الصالة‪ :‬وهذا باإلجماع؛ لقوله ‪« :‬الَ َي ْق َبل اهلل َصالَ َة َأ َح ِدك ُْم إِ َذا َأ ْحدَ َ‬
‫ث َحتَّى‬
‫َيت ََو َّض َأ»[[[‪.‬‬
‫‪ -2‬الطواف‪ :‬فعن َعائِ َش ُة ‪َ ‬أ َّن النبي ‪َ ‬أو ُل َش ٍ‬
‫يء َبدَ َأ بِ ِه ِحي َن َق ِد َم َم َّك َة َأ َّن ُه َت َو َّض َأ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َصلَة إِ ّال َأن اهلل أحل فيه المن ْطق‪َ ،‬فمن‬ ‫ت[[[‪ ،‬وقال ‪« :‬ال ّطواف بِا ْلبي ِ‬ ‫اف بِا ْلبي ِ‬
‫َْ‬ ‫ُث َّم َط َ َ ْ‬
‫َن َط َق َفال ينْطِق إِالّ بِخَ يرٍ» [[[‪.‬‬
‫‪ -3‬مس المصحف؛ لقوله ‪ :‬ﱹﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ [الواقعة‪ ،]79 :‬ولما ورد‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪«:‬ال يمس ال ُقرآن إال َط ِ‬
‫اه ٌر»[[[‪.‬‬ ‫عن ابن عمر ‪ّ ‬‬
‫ْ‬ ‫َ ّ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ )6954‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)225‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)1641‬ومسلم (‪.)1235‬‬
‫[[[ رواه ابن حبان (‪ ،)3836‬وصححه األلباين يف صحيح الجامع (‪.)3954‬‬
‫[[[ رواه الطرباين يف المعجم الكبير (‪ ،)13217‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)122‬‬

‫‪54‬‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫مس المصحف الجزء من القرآن للتعليم‪.‬‬
‫‪ -1‬يستثني المالكية من ِّ‬
‫َاول ِ ِه َل ُه‪.‬‬
‫ال ْث ُم َع َلى ُمن ِ‬ ‫‪ -2‬الصبِي فِي مس ا ْل ُقر ِ‬
‫آن كَا ْل َكبِ ِير‪َ ،‬و ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َّ ُّ‬
‫وء َع ِامدً ا فله حالتان‪:‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬ومن ص َّلى بِ َغيرِ و ُض ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫األولى‪ :‬إن كان مستهزئًا‪ ،‬فهذا كافر بال خالف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إن كان متهاونًا‪ ،‬فعلى قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬يكفر‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة‪ ،‬واختاره المؤلف‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال يكفر‪ ،‬وهو قول مالك وعليه الجمهور‪ ،‬وهو الراجح؛ ّ‬
‫ألن األصل‬
‫بقاء اإلسالم‪ ،‬وال يمكن إخراجه إال بدلي ٍل قاطعٍ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َ َْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َْ َ َ َ َْ ْ‬
‫ان‪:‬‬ ‫اس‪ ،‬فالنابة ق ِسم ِ‬ ‫يب الغسل مِن ثلث ِة أشياء‪ :‬الناب ِة والي ِض وانلف ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اع أ ْو غيه ِ‪َ ،‬واثلان‪ :‬مغ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن بلة معتادة ف نومٍ أ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫ٍ ِِ‬ ‫ظ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫وج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫أح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ش َء‬ ‫ن َف َل َ ْ‬ ‫َ َّ ُ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ‬
‫ي ُر ْج م ِْن ُه َم ِ ٌّ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫الشف ِة ِف الف ْر ِج ‪َ ،‬ومن َرأى ِف منا ِم ِه كأنه يامِع ولم‬
‫َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ ًّ َ ً َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫علي ِه‪َ ،‬ومن َوجد ِف ث ْوب ِ ِه منِيا يابِسا ل يد ِري مت أصابه اغتسل َوأعد ما صل‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫خ ِر نو ِم ٍة نامها فِي ِه‪ .‬‬ ‫مِن آ ِ‬

‫املسائل‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫املسألة األوىل‪ :‬يِ ُب الغسل مِن ثالثة أشياء‪ :‬الجنابة‪ ،‬الحيض‪ ،‬النفاس‪ ،‬ويزاد عليه‬
‫إسالم الكافر‪.‬‬
‫‪ -1‬اجلنابة؛ لقوله ‪ :‬ﱹ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﱸ [المائدة‪.]6 :‬‬
‫‪ -2‬احليض؛ لقوله ‪ :‬ﱹ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﱸ [البقرة‪.]222 :‬‬
‫‪ -3‬انلفاس؛ ألمر النّبي ‪ ‬أسماء بنت عميس ‪ ‬عند َما نَفست أن تغتسل[[[‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬التفصيل يف موجبات الغسل‪.‬‬
‫األول‪ :‬الجنابة قسمان‪:‬‬
‫ين؛ لقوله ‪« :‬إنَّما ا ْلماء ِمن ا ْلم ِ‬ ‫َ‬
‫الم ّ‬ ‫ُ‬
‫اء»[[[‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫أحدُ هما‪ :‬خروج‬
‫َ‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)1218‬‬


‫[[[ رواه مسلم (‪.)343‬‬

‫‪56‬‬
‫َ َّ ُ ْ َ َ‬
‫المني بغير عادة كشدّ ة الربد أو سبب المرض‪ ،‬فال‬ ‫ّ‬ ‫خروج‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫اد‬ ‫بِل ٍة معت‬
‫اح َذ ْفت ا ْل َما َء َفا ْغت َِس ْل ِم ْن‬ ‫يجب الغسل‪ ،‬لكن يجب عليه الوضوء‪ ،‬لقول النبي ‪« :‬إ َذ َ‬
‫ِ ْ [[[‪،‬‬
‫والحذف‪ :‬هو الرمي‪ ،‬وال يكون هبذه الصفة‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل َجنَا َب ِة‪َ ،‬فإِ َذا َل ْم َتك ُْن َحا ِذ ًفا َفال َت ْغتَسل»‬
‫ٍ‬
‫لشهوة‪.‬‬ ‫إال‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ ََ َ‬ ‫َ‬
‫‪-‬و ِه َي ا ْم َر َأ ُة‬
‫َ‬
‫يه ِ‪ :‬دليل االحتالم ما ورد عن ُأ َّم ُس َل ْي ٍم ‪َ ‬‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬
‫اع‬ ‫م‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ظ‬ ‫ِف نومٍ أو يق‬
‫َحي ِم ْن َا ْل َح ِّق‪َ ،‬ف َه ْل َع َلى َا ْل َم ْر َأ ِة َا ْلغ ُْس ُل‬‫ول َاهللِ‪ ،‬إِ َّن َاهَّلل ال يست ِ‬ ‫َأبِي َط ْل َحةَ‪َ -‬قا َل ْت‪َ :‬ي َار ُس َ‬
‫َ َْ‬
‫ت ا ْل َما َء»[[[‪.‬‬ ‫ت؟ َق َال‪َ « :‬نعم‪،‬إِ َذا ر َأ ِ‬ ‫إِ َذا اِ ْح َت َل َم ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َْ‬ ‫ِ َ ُ َْ َ َ‬
‫الشف ِة ِف الف ْر ِج‪ :‬وإن لم ينزل؛ لقوله ‪«:‬إذا َج َل َس َب ْي َن ُش َعبِها‬ ‫َوال َّثاني‪ :‬م ِغيب‬
‫ْزل»[[[‪.‬‬ ‫ب َع َل ْي ِه الغ ُْس ُل وإِ ْن َل ْم ُين ْ‬ ‫األَ ْر َب ِع ُث َّم َج َهدَ ها َف َقدْ َو َج َ‬
‫سواء يف ُقب ٍل أول ُد ٍبر‪ ،‬رجل أو امرأة‪ ،‬إنسان أو حيوان‪.‬‬
‫المني يف الثوب بعد النوم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬رؤية‬
‫َ َ َّ ُ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ ُ َ ٌّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ ََ‬
‫ومن رأى ِف منا ِم ِه كأنه يامِع ولم يرج مِنه م ِن فل شء علي ِه‪ ،‬وقد ُسئل‬
‫ِ‬ ‫ال ي ْذكُر ِ‬ ‫رسول اهلل ‪َ ‬ع ِن الر ُج ِل َي ِ‬
‫الر ُج ِل َي َرى‬ ‫‪«:‬ي ْغتَس ُل»‪َ ،‬و َع ِن َّ‬ ‫احتالَ ًما َق َال َ‬
‫جدُ ا ْل َب َل َل َو َ َ ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫جدُ ا ْل َب َل َل َق َال‪«:‬الَ ُغ ْس َل َع َل ْي ِه»[[[‪.‬‬ ‫ال َي ِ‬
‫اح َت َل َم َو َ‬ ‫ِ‬
‫َأ َّن ُه َقد ْ‬
‫املسألة الرابعة‪َ :‬و َم ْن َو َجدَ فِي َث ْوبِ ِه َمن ِ ًّيا َيابِ ًسا َل َيدْ ِري َمتَى َأ َصا َب ُه ا ْغت ََس َل َو َأ َعا َد َما‬
‫آخ ِر نَومِ ٍة نَامها فِ ِ‬
‫يه‪.‬‬ ‫ص َّلى مِن ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫[[[ رواه أحمد (‪ ،)847‬وقال األلباين يف اإلرواء (‪ :)162/1‬أخرجه أحمد بسند حسن أو صحيح‪.‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)282‬ومسلم (‪.)313‬‬
‫[[[ رواه ومسلم (‪.)348‬‬
‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)113‬وأبو داود (‪ ،)236‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫يابسا ال يدري متى أصابه‪ ،‬فعليه أمران‪:‬‬
‫ومن رأى يف ثوبه من ًّيا ً‬
‫‪ -1‬أن يغتسل وجو ًبا‪.‬‬
‫كل الصلوات من آخر ٍ‬
‫نومة نامها فيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يعيد ّ‬

‫‪58‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫ِّ َّ ُ ْ َ ُّ ُ ِ َ ْ َ ْ ُ َ َّ ْ ُ ْ ُ ُ ُ‬ ‫َ ُ ُْ ْ‬
‫ادللك َوالعموم‪.‬‬ ‫ف َرائ ِض الغس ِل‪ :‬انلية عِند الشوع والفور و‬

‫املسائل‬
‫َ ُ ُْ ْ‬
‫املسألة األوىل‪ :‬ف َرائ ِض الغس ِل‪ :‬أي‪ :‬واجبات الغسل‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬فرائض الغسل أربعة‪:‬‬
‫وع؛ لقوله ‪« :‬إنَّما األعمال بالنِّي ِ‬
‫ات»[[[‪ ،‬وهذا باإلجماع‪.‬‬ ‫‪ -1‬انلِّ َّي ُة ع ِْن َد ُّ ُ‬
‫الش ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َْ‬
‫‪َ -2‬والف ْو ُر‪ :‬أي‪ :‬المواالة‪ ،‬وهي واجب ٌة مع الذكر والقدرة‪.‬‬
‫مستحب إال إذا لم‬
‫ٌّ‬ ‫إمرار اليد على جميع الجسم‪ ،‬واألرجح أنّه‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬وادللك‪ :‬وهو‬
‫يصل الماء إال بالدّ لك‪.‬‬
‫‪ -4‬والعموم‪ :‬وهو تعميم البدن بالماء‪ ،‬وهذا باإلجماع‪ .‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)1‬ومسلم (‪.)1907‬‬

‫‪59‬‬
‫ْ ْ َ ُ‬ ‫َْ ْ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ َُ ُ َ ْ ُ َْ َ ْ‬
‫ي كل ُوضوءِ‪َ ،‬والمضمضة َو ِالستِنشاق‬ ‫ِ‬ ‫وع‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫وسننه‪ :‬غسل الدي ِ ِ‬
‫إ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َْ ُ َ ُ‬
‫َّ َ ْ َ ُ‬
‫الرأ ِس‪َ ،‬وأما صحفة‬‫خل ُة ف َّ‬ ‫اخ الذن َو ِ َ ُ ْ َ ُ َّ‬ ‫ار‪َ ،‬وغ ْسل ِص َم ِ‬
‫ه اثلقبة ادلا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِالستِنث‬
‫َ ََ َ‬ ‫ْ ُُ ََ ُ َ ْ ُ َ‬
‫جب غسل ظاه ِِرها وبا ِطنِها‪.‬‬ ‫الذ ِن في ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬سنن الغسل خمسة‪:‬‬


‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫اكلوضوء‪.‬‬ ‫ايلدين إىل الكوعني‬ ‫‪1-1‬غسل‬
‫‪2-2‬واملضمضة‪.‬‬
‫‪3-3‬واالستنشاق‪.‬‬
‫‪4-4‬واالستنثار‪.‬‬
‫كل هذه األمور من سنن الغسل؛ لقوله ‪ ‬أل ّم سلمة ‪« :‬إِن ََّما َيك ِْفيك َأ ْن ت َْحثِي‬ ‫ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ين» [[[‪.‬‬ ‫ط ُهرِ َ‬ ‫َع َلى َر ْأسك َثالث َح َث َيات ُث َّم تُفيض َ‬
‫ين َع َل ْيك ا ْل َماء َف َت ْ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ َّ َ ُ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َّ‬
‫خلة ِف الرأ ِس‪.‬‬ ‫اخ الذ ِن يف الغسل من السنن و ِه اثلقبة ادلا ِ‬ ‫‪-5‬وغ ْسل ِص َم ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ َ َ ُ َ ْ ُ َ‬
‫جب غسل ظاه ِِرها وبا ِطنِها‪ :‬وهي داخل ٌة تحت وجوب‬ ‫تنبيه‪ :‬وأما صحفة الذ ِن في ِ‬
‫تعميم البدن بالماء‪.‬‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)330‬‬

‫‪60‬‬
‫ْ َ ُ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ُُ ْ َ َُ َ ْ‬
‫َوفضائ ِله‪ :‬الِداية بِغس ِل انلَّجاسةِ‪ ،‬ث َّم اذلك ِر فين ِوي عِنده‪ ،‬ثم أعضاءِ الوضوءِ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ً َ َّ ً ُ َّ َ ْ َ َ َ‬
‫َ َ ْ ُ ِّ َ َ‬
‫الرأ ِس‪ ،‬وتق ِديم ِشق جس ِده ِ اليم ِن‪،‬‬ ‫يث ُغ ْسل َّ‬‫ََْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫مرة مرة‪ ،‬ثم أع ج‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُْ َ ً ُ ْ‬ ‫َْ ُ َْ ََ ْ ْ َ‬
‫س لمعة أ ْو عض ًوا مِن غسلِ ِه باد َر إِل غسلِ ِه‬ ‫َوتقلِيل الماءِ ع العضاءِ‪ ،‬ومن ن ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ُّ‬
‫ني تذك ِره ِ‪َ ،‬ول ْو بعد شه ٍر ‪َ ،‬وأعد ما صل قبله ‪َ ،‬وإِن أخ َرهُ بعد ذِك ِره ِ بطل غسله ‪،‬‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َُ‬
‫فإِن كن ِف أعضاءِ الوضوءِ وصادفه غسل الوضوءِ أجزأه‪.‬‬

‫املسائل‬
‫املسألة األوىل‪ :‬فضائل الغسل سبعة‪:‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ َُ َ ْ‬
‫نجس‪.‬‬
‫المني‪ ،‬وهو يف المذهب ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وهي‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫اس‬ ‫ج‬ ‫انل‬ ‫‪ -1 ‬الِداية بِغ ِ‬
‫ل‬ ‫س‬
‫تنبيه‪ :‬يف المذهب إزالة النّجاسة ال يشرتط له النية‪.‬‬
‫َْ‬ ‫ُ َّ َ َ َ ْ‬
‫‪ -2‬ث َّم اذلك ِر فين ِوي عِندهُ‪ :‬يف المذهب النية تكون عند التسمية‪.‬‬
‫والتسمية من الفضائل يف المذهب‪.‬‬
‫ُ َّ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َّ ً َ َّ ً‬
‫‪ -3‬ثم أعضاءِ الوضوءِ مرة مرة‪ :‬فالوضوء للغسل من الفضائل‪.‬‬
‫ُ َّ َ ْ َ َ َ‬
‫‪-4‬ثم أع جس ِده ِ‪.‬‬
‫ْ‬
‫يث ُغ ْسل َّ‬
‫الرأ ِس‪.‬‬
‫ََْ ُ‬
‫‪-5‬وتثلِ‬
‫ِ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ِّ َ َ‬
‫يم ِشق جس ِده ِ اليم ِن‪.‬‬ ‫‪-6‬وتق ِد‬
‫ََْ ُ َْ ََ َْْ َ‬
‫الصا ِع إِ َلى َخ ْم َس ِة‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ألن النّبي ‪ ‬كان ي ْغت ِ‬
‫َس‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ؛‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫‪-7‬وتقلِيل الماءِ ع الع‬
‫َأمدَ ٍ‬
‫اد[[[‪.‬‬ ‫ْ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)201‬ومسلم (‪.)325‬‬

‫‪61‬‬
‫عضوا‪.‬‬‫ً‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬من نسي لمع ًة أو‬
‫َ َ َ ُّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُْ َ ً َْ ُ ْ ً ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫حني تذك ِره ِ‪ ،‬ولو بعد شه ٍر ‪،‬‬‫‪ -1‬ومن ن ِس لمعة أو عضوا مِن غسلِ ِه بادر إِل غسلِ ِه ِ‬
‫ّ‬
‫ألن المواالة يف الغسل واجب ٌة مع الذكر والقدرة‪.‬‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ُ‬
‫‪َ -2‬وأعد ما صل قبله؛ ألنّه صلى بغس ٍل غير كامل‪ .‬‬
‫َْ َ ْ ََ َ َ ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫‪ -3‬وإِن أخر غسله بعد ذِك ِره ِ بطل غسله؛ ألنّه فقد شرط المواالة‪ ،‬فيبطل الغسل‪.‬‬
‫َ ََُ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ‬
‫‪ -4‬فإِن كن ِف أعضاءِ ال ُوضوءِ َوصادفه غسل ال ُوضوءِ أج َزأهُ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َّ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫اءةُ الْ ُق ْ‬
‫ول ال ْ َم ْسج ِد‪َ ،‬و َل ق َِر َ‬‫َ َ ُّ ْ ُ ُ ُ ُ ُ‬
‫آن إِل الية َون َوها ل ِلتع ُّو ِذ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ب دخ‬ ‫ل يِل ل ِلجن ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َّ ْ َ َ َّ‬
‫ت زوجته حت ي ِعد اللة إِل‬ ‫ونوه‪ ،‬ول يوز ل ِمن ل يق ِدر ع الماءِ الار ِد أن يأ ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ََْ َ ََ َ ْ َ َ َْ‬
‫أن يتلِم‪ ،‬فل شء علي ِه‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬يحرم على من كان جن ًبا يف المذهب‪:‬‬


‫‪ -1‬الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬الطواف‪.‬‬
‫‪ -3‬مس المصحف‪.‬‬
‫‪ -4‬قراءة القرآن‪.‬‬
‫جدَ لِ َحائِ ٍ‬
‫ض َوال‬ ‫‪ -5‬دخول المسجد مطل ًقا‪ ،‬حتى المرور؛ لحديث‪« :‬ال ُأ ِح ُّل ا ْل َم ْس ِ‬
‫ُجن ٍ‬
‫ُب»[[[‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬يستثنى من منع قراءة القرآن‪ ،‬اآليات لألذكار والتعوذ‪ .‬‬
‫َ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ َّ‬
‫ت ز ْوجته حت ي ِعد‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬ول يوزَ ل ِمن ل يق ِدر ع الماءِ ال ِ‬
‫ار ِد أن يأ ِ‬
‫َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ ََ‬
‫ش َء علي ِه‪.‬‬ ‫اللة ا ّلتي تسخن الماء‪ ،‬إِل أن يتلِم‪ ،‬فل‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)232‬وضعفه األلباين يف اإلرواء (‪.)193‬‬

‫‪63‬‬
‫الت ّي َ ُمّ ِم‬
‫ل فِي َ‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫اضُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ‬ ‫َويَتَ َي َّم ُم ال ْ ُم َساف ُ‬
‫ي مع ِصي ٍة‪ ،‬والم ِريض ل ِف ِريض ٍة أو ناف ِل ٍة‪ ،‬ويتيمم ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِر‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َّ‬
‫حيح ِلاف ِل ٍة‬ ‫ِ‬ ‫الص‬ ‫اض‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ق‬‫و‬ ‫وج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫اف‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِض‬ ‫ئ‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫ف‬ ‫حيح ل ِل‬ ‫الص ِ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ ُ‬
‫النازة‪.‬‬ ‫جناز ٍة إِل إِذا تعينت علي ِه‬ ‫ول جع ٍة ول ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف التيمم‪.‬‬


‫التيمم لغةً‪ :‬هو القصد‪ ،‬ومنه قوله‪ :‬ﱹﮡﮢﮣﮤﮥﱸ[البقرة‪.]267 :‬‬
‫شر ًعا‪ :‬طهارة ترابي ٌة بدليةٌ‪ ،‬تشتمل على مسح الوجه واليدين بنية‪.‬‬
‫وهو ٌ‬
‫بدل عن الوضوء والغسل‪ ،‬والفارق بينهما النية‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬أدلة مشروعية التيمم‪.‬‬
‫ الكتاب‪ :‬يف قوله ‪ :‬ﱹ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﱸ [النساء‪،]43 :‬‬
‫[المائدة‪.]٦ :‬‬
‫ت لِي األَ ْر ُض َم ْس ِ‬
‫جدً ا َو َط ُه ً‬
‫ِ‬
‫ورا»[[[‪.‬‬ ‫«و ُجع َل ْ َ‬
‫ السنّة‪ :‬يف قوله ‪َ :‬‬
‫ اإلجماع‪ .‬‬
‫مبيح للفرض؟‬
‫رافع للحدث أو ٌ‬
‫التيمم ٌ‬
‫مسألة‪ :‬هل ّ‬
‫مبيح للفرض‪.‬‬
‫المذهب‪ :‬أنه ٌ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)335‬ومسلم (‪.)521‬‬

‫‪64‬‬
‫رافع للحدث‪ ،‬وهو قول ابن رشد وابن خويز منداد‪.‬‬
‫الجمهور‪ٌ :‬‬
‫ال عن الماء‪ ،‬والبدل يأخذ حكم‬ ‫التيمم بد ً‬
‫ألن الشرع جعل ّ‬ ‫‪ ‬والراجح قول الجمهور؛ ّ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫«الصعيدُ ال َّط ِّي ُ‬
‫طهورا‪ ،‬وسماه وضو ًءا‪ ،‬يف قوله ‪َّ :‬‬
‫ً‬ ‫سماه‬
‫ّبي ‪ّ ‬‬ ‫ّ‬
‫المبدل منه؛ وألن الن ّ‬
‫َو ُضو ُء ا ْل ُم ْس ِلمِ» [[[‪.‬‬
‫ي مع ِصي ٍة‪ :‬المذهب يشرتط للمسافر أن يكون‬
‫َْ َْ َ‬
‫غ‬ ‫ف‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬يَتَ َي َّم ُم ال ْ ُم َساف ُ‬
‫ِر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التيمم ولو كان سفره لمعصية‪.‬‬ ‫يتيمم‪ ،‬والصحيح أنّه يجوز له ّ‬ ‫سفر ُه لغير معصية لكي ّ‬
‫يض ٍة َأ ْو نَافِ َل ٍة ابتدا ًء‪ .‬‬
‫يض وللمسافر أن يتيمم لِ َفرِ َ‬‫املسألة الرابعة‪ :‬يجوز ل ْل َمرِ ُ‬
‫ُ َْ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ْ َ ُ َّ‬
‫حيح ل ِلف َرائ ِِض بشرطين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الص‬ ‫اض‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬يتيمم ال ِ‬
‫وج َو ْقتِ َها‪.‬‬ ‫‪ -1‬إِ َذا َخ َ‬
‫اف ُخ ُر َ‬
‫‪ -2‬بعد طلب الماء‪.‬‬
‫أن التيمم مبيح للفرض ال رافع له‪.‬‬ ‫ومبنى خوف خروج الوقت على أصل ّ‬
‫ّ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ ْ َ ُ َّ‬
‫رافع‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫مبيح‬
‫ٌ‬ ‫التيمم‬ ‫ألن‬ ‫؛‬ ‫ء‬
‫ً‬ ‫ابتدا‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ِل‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫يح‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫الص‬ ‫اض‬
‫املسألة السادسة‪ :‬ل يتيمم ال ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ال وهو صالة الظهر‪،‬‬ ‫ألن لها بد ً‬ ‫جل ُمع ٍة؛ ّ‬ ‫املسألة السابعة‪ :‬ل يتيم احلارض الصحيح‬
‫رافع‪.‬‬
‫مبيح ال ٌ‬‫أن التيمم ٌ‬ ‫فينتظر حتى خروج الوقت‪ ،‬ثم يتيمم على أصل ّ‬
‫َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ‬
‫لجنَاز ٍَة ابتداء إِل إِذا تعينت علي ِه‬ ‫املسألة اثلامنة‪َ :‬ل يتيمم الحاضر الصحيح ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫أن التيمم مبيح للفرض ال رافع للحدث‪.‬‬ ‫النازة؛ مبناه على ّ‬

‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)124‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)153‬‬

‫‪65‬‬
‫ِّ َّ ُ َ َّ ُ َّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ ُ‬
‫الدي ِن إِل‬ ‫َوف َرائ ِض اتلَّيم ِم‪ :‬انلية والص ِعيد الطاهِر‪ ،‬ومسح الوج ِه ومسح‬
‫َّ َ‬ ‫ِّ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ َْ ْ ُ ُ ُ ُ َْ ْ‬ ‫ْ ُ َْ َ َ َُْ َْْ‬
‫ت َواتصالُ بِالصلة ِ‪.‬‬‫ضبة الر ِض الول َوالفور‪َ ،‬ودخول الوق ِ‬ ‫ي‪ ،‬و‬‫الكوع ِ‬
‫َّ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َّ ُ ُ َ ُّ َ ُ َ ُّ ُ َ ْ َ َ‬
‫الج ُر‪َ ،‬واثللج َوالضخاض َون ُو ذل ِك‪َ ،‬ول‬ ‫والص ِعيد هو التاب والطوب‪ ،‬و‬
‫َ ْ َ ُ ِّ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ِّ َ ْ َ ْ ُ‬
‫يض‬ ‫يش ون ِوه ِ‪ ،‬ورخص ل ِلم ِر ِ‬ ‫ب وال ِش ِ‬ ‫ري والش ِ‬ ‫ِ‬
‫الص المطبوخ وال ِص ِ‬ ‫يوز ب ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الطوب إ ْن ل ْم َي ْد ُم َناول غ ْ َ‬ ‫َ َ َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِف حائ ِِط الج ِر و‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬فرائض اتليمم ثمانية‪:‬‬


‫مبيح ال رافع‪.‬‬ ‫‪ -1‬انلية‪ :‬الستباحة الفرض على أصل المذهب ّ‬
‫أن التيمم ٌ‬
‫ٍ‬
‫بنجس باإلجماع‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصعيد الطاهر فال يصح‬
‫‪ -3‬ومسح الوجه كامالً‪.‬‬
‫‪ -4‬ومسح ايلدين إىل الكوعني‪ ،‬وال يشرع تخليل األصابع‪.‬‬
‫‪ -5‬ورضبة األرض األوىل‪.‬‬
‫‪ -6‬والفور والمواالة‪ ،‬وهو واجب ٌة مع الذكر والقدرة‪.‬‬
‫مبيح للفرض يف المذهب‪.‬‬ ‫‪ -7‬ودخول الوقت؛ ّ‬
‫ألن التيمم ٌ‬
‫مبيح للفرض يف المذهب‪.‬‬ ‫‪ -8‬واتصال اتليمم بالصالة؛ ّ‬
‫ألن التيمم ٌ‬

‫‪66‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬ما جيوز من الصعيد وما ال جيوز‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬ما يجوز التيمم به‪.‬‬
‫كل ما صعد على وجه األرض وكان من أجزائها ولم تدخله الصنعة‪،‬‬ ‫الص ِعيدُ ‪ّ :‬‬
‫َّ‬
‫َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ُّ َ َ ُّ‬
‫اكلتاب والطوب‪ ،‬والجر‪ ،‬واثللج‪ ،‬والضخاض ونو ذل ِك‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬ما فيه خالف يف التيمم به‪.‬‬
‫خالف يف المذهب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬ال َّث ْل ُج‪ :‬فيه‬
‫نوع من أسفلت والقار‪ ،‬وفيه خالف يف المذهب‪.‬‬ ‫‪-2‬ا ْلخَ ْضخَ ُ‬
‫اض‪ٌ :‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬ما ال يجوز التيمم به‪.‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ ِّ َ ْ َ ْ ُ‬
‫الجص المطبوخ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‪:‬‬ ‫ه‬‫و‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫يش‬ ‫ش‬
‫ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ري‬
‫ِ ِ‬‫ص‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫وخ‬ ‫ب‬ ‫الص المط‬ ‫ل يوز ب ِ ِ‬
‫الرخام؛ ألنّه دخلت فيه الصنعة‪.‬‬
‫التيمم على الحائط للمريض‪.‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ُّ :‬‬
‫ْ َ َ َ ُّ‬
‫الطوب إ ْن ل َ ْم َي ْد ُم َناو ًل َغ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ َ ْ َ‬
‫يهُ‪ :‬يف المذهب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ج‬‫ال‬ ‫ِط‬
‫ِ‬ ‫ئ‬‫ا‬ ‫ح‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫يض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫رخص ل ِل ِ‬
‫م‬
‫يجوز التيمم بالحائط بشروط‪:‬‬
‫مريضا‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ً‬
‫‪ -2‬أال يجد مناو ً‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الحائط من أجزاء األرض‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وع ْي َوالْم ْر َف َق ْ َ‬
‫ي‪َ ،‬و َّ ْ‬
‫التت ُ‬ ‫َْ َ ْ ُ َ ََْ ْ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ ْ ُ َّ‬
‫ِيب‪.‬‬ ‫وسننه‪ :‬ت ِديد الص ِعي ِد ِ َلدي ِه َومسح ما بي الك ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫اع ع‬ ‫يم ظاه ِِر اذل َر ِ‬ ‫وفضائ ِله‪ :‬التس ِمية وتق ِديم المن ع اليسى وتق ِد‬
‫َ َ ُ َ ِّ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫با ِطنِ ِه َومقد ِم ِه ع مؤخ ِره ِ‪.‬‬

‫املسائل‬
‫التيمم ثالثة‪.‬‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬سنن ّ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬
‫‪ -1‬ت ِديد الص ِعي ِد ِ َلدي ِه‪ :‬أي‪ :‬بعد الضربة الثانية لألرض‪.‬‬
‫ّبي ‪ ‬أنّه قال‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬ ‫لحديث‬ ‫‪:‬‬ ‫وع ْي َوالْم ْر َف َق ْ َ‬
‫ي‬
‫َ ْ ُ َ ََْ ْ ُ َ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬مسح ما بي الك ِ‬
‫صحيح موقوف‪.‬‬‫ٌ‬ ‫َان َض ْر َب ٌة لِ ْل َو ْج ِّه‪َ ،‬و َض ْر َب ٌة لِ ْل َيدَ ْي ِن إِ َلى َا ْل ِم ْر َف َق ْي ِن»[[[‪ ،‬وهو‬
‫«ال َّت َي ُّم ُم َض ْر َبت ِ‬

‫واألرجح‪ :‬أنّه ال يشرع الضربة الثانية وال المسح إلى المرفقين لضعف األدلة‬
‫المرفوعة‪ ،‬والثابت عنه ‪ ‬أنّه ضرب ٌة واحد ٌة للوجه والكفين فقط‪.‬‬
‫لنص اآلية يف قوله ‪:‬‬
‫‪ -3‬والرتتيب‪ :‬أي‪ :‬الرتتيب فيمسح الوجه ثم اليدين‪ّ ،‬‬
‫ﱹﭽﭾﭿﮀﱸ[المائدة‪ ،]6 :‬والوارد يف السنّة هذا والعكس‬
‫أيضا‪ .‬‬
‫ً‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬فضائل التيمم اثنان‪:‬‬
‫قياسا على الوضوء‪.‬‬ ‫‪-1‬التسمية‪ً :‬‬
‫ََ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ِّ َ ِ َ َ َ‬ ‫ََْ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ ُْ ْ َ ََ‬
‫ع الْيُ ْ َ‬
‫اع ع با ِطنِ ِه َومقد ِم ِه ع‬ ‫يم ظاه ِِر اذلر‬‫سى‪ ،‬وتق ِد‬ ‫‪ -2‬وتق ِديم المن‬
‫ُ َ ِّ‬
‫يسمى يف المذهب الوصف الحميد‪ ،‬والصحيح‪ :‬أنّه غير مشروع؛ ألنّه ليس‬ ‫مؤخ ِره ِ‪ :‬هذا ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫عليه ٌ‬
‫دليل‬

‫الضعيفة (‪. )3427‬‬


‫[[[ رواه الدارقطني (‪ ،)16‬و الحاكم يف المستدرك (‪ ،)636‬وضعفه األلباين يف السلسلة ّ‬

‫‪68‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َ ُّ‬ ‫َََ ُ ُ َ ُْ ُ‬
‫ح ٍد َومن تيم َم ل ِف ِريض ٍة جاز‬‫ان بِتيم ٍم َوا ِ‬ ‫ونواق ِضه‪ :‬كلوضوءِ‪ ،‬ول تصل ف ِريضت ِ‬
‫َ َ َّ َ َ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ َ ْ َ َ َ ُّ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫لُ انلَّ َواف ِل بعدها َومس المصح ِف‪َ ،‬والط َواف َواتلِّل َوة إِن ن َوى ذل ِك َواتصلت‬
‫َّ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ُ ُّ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُّ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َّ َ‬
‫بِالصلة ِ َولم ي ُر ِج ال َوقت‪َ ،‬وجاز بِتيم ِم انلَّاف ِل ِة ك ما ذك َِر إِل الف ِريضة‪َ ،‬ومن‬
‫َْ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َْ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ َ ُّ َ َ َّ‬
‫َ َ ْ ََّ َ ْ‬
‫ري‪ ،‬ومن تيمم مِن‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ال‬‫و‬‫ِلش ْف ِع َ‬ ‫صل ال ِعشاء بِتيم ٍم قام ل‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ ُ َّ ْ َّ َ‬
‫جناب ٍة فل بد مِن ن ِيتِها‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬ن ََو ِاق ُض التيمم نوعان‪:‬‬


‫‪ -1‬نواقض الوضوء‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود الماء قبل أن يشرع يف الصالة‪.‬‬
‫يض َتان بتَ َي ُّمم َ‬ ‫َ ُ َ َّ َ َ‬
‫السن َِّة َأ ْن الَ‬
‫َ ُّ‬‫ن‬ ‫حد‪ ،‬قال ابن عباس ‪ِ :‬‬
‫«م‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬ل تصل ف ِر‬
‫لصال َِة األُ ْخ َرى» [[[‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل بِال َّت َي ُّم ِم إِالَّ َصالَ ًة َواحدَ ةً‪ُ ،‬ث َّم َي َت َي َّم َم ل َّ‬
‫ُي َص ِّل َى َّ‬
‫رافع للحدث‪.‬‬
‫مبيح للفرض ال ٌ‬ ‫ومبنى ذلك على ّ‬
‫أن التيمم ٌ‬
‫للمتيمم لفريضة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬ما يجوز‬
‫يض ٍة َجازَ‪:‬‬
‫إذا َت َي َّم َم الحاضر الصحيح لِ َفرِ َ‬
‫‪ -1‬النوافل‪.‬‬
‫مس المصحف‪.‬‬
‫‪ّ -2‬‬

‫[[[ رواه الدارقطني (‪ ،)185/1( )5‬وقال األلباين يف السلسلة الضعيفة (‪ :)423‬موضوع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -3‬الطواف‪.‬‬
‫‪ -4‬التالوة‪.‬‬
‫ولكن يشترط لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ينوي ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون متصل ًة بالصالة‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم خروج وقت الصالة‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬ما يجوز لتيمم النافلة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ُّ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُّ‬
‫جاز بِتيم ِم انلَّاف ِل ِة ك ما ذك َِر من انلوافل ومس املصحف والطواف واتلالوة إِل‬
‫َْ َ َ‬
‫تيمم لصالة نافلة ابتدا ًء‪ ،‬جاز له بعدها كل ما ذكر‪،‬‬
‫الف ِريضة‪ ،‬فالمسافر أو المريض إذا ّ‬
‫ألن الفرض درجته أعلى من النافلة فيحتاج إلى‬ ‫بتيمم النافلة؛ ّ‬
‫لكن ال يصلي الفرض ّ‬
‫تيمم لوحده‪.‬‬
‫ّ‬
‫َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ ُّ َ َ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫ي فاص ٍل‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬من صل ال ِعشاء بِتيم ٍم قام ل ِلشف ِع والوت ِر بعدها مِن غ ِ‬
‫كبير‪ ،‬ويشرتط النية واتصاله بصالة العشاء‪ ،‬وعدم خروج وقت الصالة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ َ َ َ َ َ ُ َّ ْ َّ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ‬
‫املسألة السادسة‪ :‬من تيم َم مِن جناب ٍة فل بد مِن ن ِيتِها‪ ،‬فالفرق بين رفع الحدث‬
‫األكرب واألصغر النية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ض‬
‫ل فِي الْحيَ ْ ِ‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َ ِّ َ ُ ُ ْ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َ ٌ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ً‬
‫والنساء مبتدأة ومعتادة وحامِل‪ ،‬وأكث الي ِض للمبت ِدأة ِ خسة عش يوما‪،‬‬
‫َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ‬
‫خ َس َة َع َ َ‬
‫ش‬ ‫اوز‬
‫ول ِلمعتادة ِ عدتها‪ ،‬فإِن تماد َى بِها ادلم زادت ثلثة أيامٍ ما لم ت ِ‬
‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ً َ ْ َ َ ْ َ َّ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ً‬
‫ش ي ْوما َون ُوها‪َ ،‬وبعد ِست ِة أشه ٍر‬ ‫ي ْوما‪َ ،‬ول ِلحام ِِل بعد ثلث ِة أشه ٍر خسة ع‬
‫ْ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ ُ َ َّ َ ْ َ َّ َ ُ َ َّ ُ َ ِّ َ َ َ َ َ‬
‫ادلم لفقت أيامه حت تكمل عدتها‪.‬‬ ‫عِشون ونوها‪ ،‬فإِن تقطع‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬أقسام الن َِّساء يف الحيض‪.‬‬


‫‪ُ -1‬مبتدَ َأةٌ‪ :‬وهي التي رأت الحيض أول مرة‪.‬‬
‫ومعتَادة‪ :‬وهي التي تأتيها َحيضتُها يف وقت معتاد‪.‬‬
‫‪ُ -2‬‬
‫‪َ -3‬و َح ٌ‬
‫امل‪ :‬ترى دم الحيض‪ .‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬أحكام الحيض حسب أقسامه‪.‬‬
‫َْ َ َ َ َ َ َْ ً‬ ‫َُْْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ ْ‬
‫‪ -1‬أكث الي ِض ل ِلمبت ِدأة ِ واملعتادة خسة عش يوما‪ ،‬وال حدّ ألقله‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫ُْ َْ َ‬
‫ادلم زادت ثلثة أيامٍ‬ ‫‪ -2‬المعتادة ِ تحسب الدم على حسب عادهتا‪ ،‬فإِن تمادى بِها‬
‫ً َ َْ َُ ْ َْ َ َ َ َ َ َْ ً‬
‫ش يوما‪.‬‬ ‫اوز خسة ع‬ ‫‪-‬استظهارا‪ -‬ما لم ت ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َّ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪َ -3‬ول ِلحام ِِل بعد ثلث ِة أشه ٍر خسة عش يوما ونوها‪ ،‬وبعد ِست ِة أشه ٍر عِشون‬
‫َْ َ‬
‫َون ُوها‪ :‬الحامل إذا نزل هبا الدم‪:‬‬
‫ قبل ‪ ٣‬أشهر‪ :‬فالدم فاسد وهو استحاضة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫حيض وأكثره خمسة عشر يو ًما‪.‬‬
‫ بعد ‪ ٣‬أشهر‪ :‬فالد ُم ٌ‬
‫ بعد ‪ ٦‬أشهر‪ :‬فالد ُم حيض وأكثره عشرون يو ًما‪ ،‬وهذه رواية ابن قاسم[[[‪،‬‬
‫وليس عليها ٌ‬
‫دليل‪.‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬حكم من يتقطع عليها الدم‪.‬‬
‫ت َأ َّي َام ُه َحتَّى ُتك َِّم َل َعا َدت ََها‪ ،‬فالمذهب يرى التلفيق‪ ،‬وهو حساب‬
‫َفإِ ْن َت َق َّط َع الدَّ ُم َل َّف َق ْ‬
‫األيام ا ّلتي فيها الحيض فقط ويجمعها‪ ،‬بحيث ال تتجاوز خمسة عشر يو ًما‪ ،‬وأبو‬
‫حنيفة[[[ وأحمد َي َر ْون السحب‪ :‬وهو حساب جميع األيام من الحيض والطهر‪.‬‬

‫[[[ ينظر‪ :‬المدونة (‪.)155/1‬‬


‫[[[ ينظر‪ :‬بدائع الصنائع (‪.)43/1‬‬

‫‪72‬‬
‫َ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ٌ َ َ ٌ َ َ ُّ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ‬
‫َول يِل ل ِلحائ ِِض صلة َول ص ْوم َول ط َواف َول مس مصح ٍف َول دخول‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ ُ َّ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ ٌ َ َ َ ُّ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫جها‬‫ج ٍد‪ ،‬وعليها قضاء الصو ِم دون الصلة ِ‪ ،‬وق ِراءتها جائ ِزة‪ ،‬ول يِل ل ِزو ِ‬ ‫مس ِ‬
‫ْ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ‬
‫ست ِها َو ُركبتيها حت تغت ِسل‪.‬‬ ‫فرجها ول ما بي‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬ما تُمنع الحائض منه‪.‬‬


‫‪ -1‬الصالة‪ ،‬وهذا باإلجماع‪.‬‬
‫‪ -2‬الصوم‪ ،‬وهذا باإلجماع‪.‬‬
‫‪ -3‬الطواف‪ ،‬وهذا باإلجماع‪.‬‬
‫‪ -4‬مس المصحف؛ لقوله ‪ ‬قال‪«:‬ال يمس ال ُقرآن إال َط ِ‬
‫اه ٌر»[[[‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ‬
‫جدَ لِ َحائِ ٍ‬
‫ض َوال ُجن ٍ‬
‫ُب»[[[‪.‬‬ ‫‪ -5‬دخول المسجد مطل ًقا؛ لحديث‪«:‬ال ُأ ِح ُّل ا ْل َم ْس ِ‬

‫‪ -6‬الجماع؛ لقوله ‪ :‬ﱹﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬


‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﱸ [البقرة‪.]222 :‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬ما يجوز للحائض فعله‪:‬‬
‫الص َل ِة‪ ،‬هذا باإلجماع خال ًفا للخوارج‪،‬‬ ‫ون َّ‬‫الص ْو ِم ُد َ‬ ‫‪َ -1‬ع َلى الحائض َق َضا ُء َّ‬
‫فعن معا َذ َة ا ْلعدَ ِوي ِة َأ َّن امر َأةً‪ ،‬س َأ َل ْت َعائِ َش َة ‪ :‬ما ب ُال ا ْلحائِ ِ ِ‬
‫الص ْو َم َوال‬‫ض َت ْقضي َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ور َّي ٍة َو َلكِنِّي َأ ْس َأ ُل‪،‬‬
‫ْت؟» َف َقا َل ْت‪َ :‬ل ْس ُت بِ َح ُر ِ‬‫وري ٌة َأن ِ‬ ‫ِ‬
‫«أ َح ُر ِ َّ‬ ‫الصال َة ؟ َف َقا َل ْت َل َها‪َ :‬‬
‫َت ْقضي َّ‬

‫[[[ تقدم تخريجه‪.‬‬


‫[[[ تقدم تخريجه‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ِ‬ ‫ك َع َلى َع ْه ِد رس ِ‬
‫َان ُي ِصي ُبنَا َذلِ َ‬
‫ول اهَّلل ‪َ ،‬فن ُْؤ َم ُر بِ َق َضاء َّ‬
‫الص ْومِ‪َ ،‬وال ن ُْؤ َم ُر‬ ‫َ ُ‬ ‫َف َقا َل ْت‪«:‬ك َ‬
‫الة»[[[‪.‬‬ ‫اء الص ِ‬‫بِ َق َض ِ‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫وألن الطهر ليست‬ ‫‪-2‬قراءة الحائض للقرآن جائزة‪ ،‬لعدم ورود دليل يف ذلك؛‬
‫بيدها‪ ،‬بخالف الجنابة‪.‬‬
‫‪ -3‬و َل ي ِ‬
‫ح ُّل إتيان الحائض إال‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫بعد طهرها وغسلها‪.‬‬
‫وال بين سرهتا وركبتها‪ ،‬والصحيح أنّه يجوز‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري(‪ ،)321‬ومسلم(‪ ،)335‬واللفظ لمسلم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫س‬
‫ل فِي النِّف َا ِ‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ُ ُّ َ َ ْ ً َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ِّ َ ُ َ ْ َ ْ‬
‫وانلفاس كلي ِض ِف من ِع ِه‪ ،‬وأكثه ِستون يوما‪ ،‬فإِذا انقطع ادلم قبلها ولو ِف‬
‫َ ْ ِ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ً‬
‫ش ي ْوما‬ ‫يوم ال ِولدة ِ‪ ،‬اغتسلت وصلت فإِذا عودها ادلم فإِن كن بينهما خسة ع‬
‫َ ْ ً َ َّ ُ َّ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ِّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ْ ََ َ َ‬
‫ام انلفاس‪.‬‬ ‫فأكث كن اثل ِان حيضا‪ ،‬وإِل ضم إِل الو ِل وكن مِن تم ِ‬

‫املسائل‬
‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف النّفاس وحكمه‪.‬‬
‫‪-1‬النّ َفاس‪ :‬هو الدم الخارج بعد الوالدة‪.‬‬
‫َْ‬ ‫ِّ َ ُ َ ْ َ ْ‬
‫‪-2‬انلفاس كلي ِض ِف من ِعه ما يمنع منه الحيض‪.‬‬
‫‪ -‬املسألة اثلانية‪ :‬مدة النفاس‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُّ َ َ ْ ً‬
‫‪-1 ‬أكثه ِستون يوما يف المذهب‪،‬واألرجح أن أكثره أربعون يو ًما‪ ،‬فع ْن أ ّم َسل َمة ‪:‬‬
‫َت النُّ َفساء َت ْقعدُ فِي عه ِد رسول ِاهَّلل ِ ‪ ‬بعدَ نِ َف ِ‬
‫اس َها َأ ْر َب ِعين ََي ْو ًما»‪ .‬‬ ‫َقا َل ْت‪« :‬كَان ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫[[[‬

‫املسألة‪ ‬اثلاثلة‪ :‬حكم النفاس إذا انقطع وعاد‪.‬‬


‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ‬
‫ِف ي ْو ِم ال ِولدة ِ‪،‬‬ ‫ادلم قبل المدة وهي ستون يو ًما يف المذهب ولو‬ ‫‪-1‬إِذا انقطع‬
‫ت‪ ،‬وال حدّ ِّ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫ألقل مدّ ة النفاس‪.‬‬ ‫اغتسلت وصل‬
‫َفإِ َذا َع َاو َد الحامل الدَّ ُم‪:‬‬
‫َْ ً‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ َ َ َّ‬
‫ث كن اثل ِان حيضا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬فإِن كن بينهما خسة عش يوما فأك‬
‫نفاسا‪ ،‬فيضم مع األول‬
‫ب‪ -‬وإن كان بينهما أقل من خمسة عشر يو ًما‪ ،‬كان الثاين ً‬
‫بحيث تلفق األيام‪.‬‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)311‬وابن ماجه (‪ ،)648‬والرتمذي (‪ ،)139‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)201‬‬

‫‪75‬‬
‫ات‬
‫ل فِي الْأَ وْق َ ِ‬
‫فصْ ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ ُْ ْ َ ُ َْ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِلظ ْهر م ِْن َز َ‬‫َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ُ ُّ‬
‫ص مِن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ار‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ِ‪،‬‬
‫ة‬ ‫ام‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫آخ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫الوقت المختار ل‬
‫َ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ ْ َ ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ضوريُّ ُه َما إ َل ال ُغ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ام ِة إ َل ِال ْص ِف َرار َو َ ُ‬
‫ار ل ِلمغ ِر ِب‪ :‬قد ُر ما تصل‬ ‫وب‪ ،‬والمخت‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬
‫َّ ْ ْ ََّ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ َ ُ ُ َ َ ُْ ْ َ ُ َْ َ‬
‫ث اللي ِل الو ِل‪،‬‬ ‫يب الشف ِق إِل ثل ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ِ‪:‬‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫فِي ِه بعد شوطِها‪ ،‬والمختار ل ِلع‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُّ ُ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ُّ ْ‬
‫ْ‬
‫ار الع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫س‬‫ال‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ر‬‫ج‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ح‬
‫وع الفج ِر‪ ،‬والمختار ل ِلص ِ‬
‫ب‬ ‫وريهما إِل طل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وض‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫اء ذل ِك‪.‬‬ ‫يع ما ور‬ ‫ال ِم ِ‬‫اء ف ْ َ‬ ‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ُّ ُ َ ُ ُ ِ َّ ْ‬
‫وع الشم ِس‪ ،‬والقض ِ‬ ‫وريه إِل طل‬ ‫وض ِ‬
‫ون نَاس ًيا َأوْ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ ٌ َ ٌ َّ َ ْ َ ُ َ‬
‫ومن أخر الصلة حت خرج وقتها فعلي ِه ذنب ع ِظيم إِل أن يك‬
‫ِ‬
‫َ ً‬
‫نائ ِما‪.‬‬
‫ََْ َ َ َ َْ ْ‬ ‫ُّ ْ َ ْ َ ِ َّ ْ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ‬
‫ص‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫الش‬ ‫اع‬ ‫ِف‬ ‫ت‬ ‫ار‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ول تصل ناف ِلة بعد ص‬
‫َُْ َْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ُ ِ ْ َ ْ َّ ْ ْ َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ‬
‫ام‬‫وس إ ِ َم ِ‬ ‫وع الفج ِر إِل ال ِورد ِلَائ ٍِم عنه َوعِند جل ِ‬ ‫إِل صلة ِ المغ ِر ِب‪ ،‬وبعد طل‬
‫ْ ُ ُ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َّ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ‬
‫ج ِد‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬وبعد المع ِة حت يرج مِن الم ِ‬
‫س‬ ‫المع ِة ع ال ِمن ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف الوقت‪.‬‬


‫ْالَو َق ِ‬
‫ات‪ :‬جمع وقت‪ ،‬وهو الزمن‪ ،‬وشر ًعا‪ :‬هو الزمن المقدر إليقاع الصالة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬أوقات الصالة‪.‬‬
‫‪ -1‬وقت أداء‪ :‬وهو إيقاع الصالة يف وقتها‪ ،‬وهو على نوعين‪:‬‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ‪-‬اختياري‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -2‬وقت قضاء‪ :‬وهو إيقاع الصالة يف غير وقتها‪.‬‬
‫َّ ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ال الشم ِس‪ :‬زوال الشمس عن كبد السماء‪.‬‬ ‫مِن زو ِ‬
‫الظل الشاخص بأن يصير ظل ّ‬ ‫امةِ‪ :‬أي‪ :‬قامة ّ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬
‫كل شيء مثله‪.‬‬ ‫إِل آخر الق‬
‫ار‪ :‬اصفرار الشمس‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫ِالص ِفر ِ‬
‫وب‪ :‬أي‪ :‬ضروري وقت الظهر والعصر يمتد إلى الغروب‪،‬‬ ‫ض ُّ ُ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َو َ ُ‬
‫وريهما إِل الغر ِ‬ ‫ِ‬
‫فيكون الوقت مشرتكًا إليقاع الصالتين كسفر‪.‬‬
‫َْ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ُْ ْ َ ُ َْْ‬
‫شوطِها‪ :‬وقت المغرب من مغيب قرص‬ ‫ار ل ِلمغ ِر ِب‪ :‬قد ُر ما تصل فِي ِه بعد‬ ‫والمخت‬
‫ضيق‪ ،‬هذا هو مشهور المذهب‪.‬‬
‫الشمس إلى انتهاء أدائها بعد فعل شروطها‪ ،‬فوقتها ٌ‬
‫والرواية الثانية‪ ،‬وعليه الجمهور‪ :‬من مغيب قرص الشمس إلى ذهاب الشفق‬
‫األحمر‪.‬‬
‫َّ ْ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُْ ْ َ ُ َْ َ‬
‫ث اللي ِل ال َّو ِل‪ :‬مختار العشاء‪ :‬من مغيب‬ ‫يب الشف ِق إِل ثل ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫والمختار ل ِلع‬
‫الشفق األحمر إلى ثلث ال ّليل األول‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َ ُ ُّ ُ َ َ ُ ُ ِ َ ْ َ ْ‬
‫مشرتك‬ ‫أن الوقت الضروري للمغرب والعشاء‬ ‫وع الفج ِر‪ :‬أي‪ّ :‬‬ ‫وريهما إِل طل‬ ‫وض ِ‬
‫فيمتد إلى طلوع الفجر كحال المسافر‪.‬‬
‫َ َْ ْ َ ْ ْ َ ََْْ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ُ ُّ ْ‬
‫ار الع‪ :‬الوقت المختار لصالة الصبح من‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫س‬‫ال‬ ‫ل‬
‫ِ ِ ِ‬‫إ‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫والمختار ل ِلص‬
‫واضحا‪ .‬‬ ‫ً‬ ‫ظهورا ب ّينًا‬
‫ً‬ ‫طلوع الفجر الصادق إلى ظهور النور‬
‫َ َ ُ ُّ ُ‬
‫ضروري على المشهور»[[[‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫وريه‪ :‬قال ابن جزي ‪« :‬وليس للصبح وقت‬ ‫وض ِ‬
‫وقت واحدٌ من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪.‬‬ ‫أي‪ :‬لها ٌ‬
‫َ ُ ُ ِ َّ ْ‬
‫واضطراري‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫اختياري‬
‫ٌّ‬ ‫وقتان‪:‬‬ ‫للفجر‬ ‫ّ‬
‫أن‬ ‫القاسم‬ ‫ابن‬ ‫رواية‬ ‫هذه‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫إِل طلوع الش‬

‫[[[ القوانين الفقهية (ص‪.)34‬‬

‫‪77‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬ملخص يف األوقات‪:‬‬
‫‪1-1‬وقت صالة الصبح‪:‬‬
‫ورواية ابن القاسم وقتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختياري‪ :‬من طلوع الفجر الصادق إلى اإلسفار األعلى‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪ :‬من اإلسفار األعلى إلى طلوع الشمس‪.‬‬
‫وقت واحد من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس‪ ،‬قال ابن‬
‫مشهور المذهب‪ٌ :‬‬
‫ضروري على المشهور»[[[‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫جزي ‪« :‬وليس للصبح وقت‬
‫الراجح‪ :‬مشهور المذهب وعليه الجماهير‪.‬‬
‫‪2-2‬وقت صالة الظهر‪ :‬المذهب وقتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختياري‪ :‬من زوال الشمس عن كبد السماء إلى أن يصير ُّ‬
‫ظل الشيء مثله‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪ :‬من أن يصير ّ‬
‫ظل الشيء مثله إلى غروب الشمس‪.‬‬
‫وقت واحد من زوال الشمس إلى أن يصير ُّ‬
‫ظل الشيء مثله‪.‬‬ ‫الراجح‪ٌ :‬‬
‫‪3-3‬وقت صالة العصر‪ :‬المذهب وقتان‪:‬‬
‫تصفر الشمس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أ‪ -‬اختياري‪ :‬من أن يصير ّ‬
‫ظل شيء مثله إلى أن‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪ :‬من اصفرار الشمس إلى غروب قرص الشمس‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬المذهب‪.‬‬

‫[[[ القوانين الفقهية (ص‪.)34‬‬

‫‪78‬‬
‫‪4-4‬وقت صالة المغرب‪ :‬المذهب وقتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختياري‪ :‬من بعد غروب الشمس إلى وقت أداء الصالة بعد فعل شروطها‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪ :‬يمتد إلى طلوع الفجر الصادق‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬وقت واحدٌ من غياب قرص الشمس إلى مغيب الشفق األحمر‪.‬‬
‫‪-4‬وقت صالة العشاء‪ :‬المذهب وقتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختياري‪ :‬من مغيب الشفق األحمر إلى ثلث ال ّليل‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضطراري‪ :‬من ثلث ال ّليل إلى طلوع الفجر‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬قضاء الصلوات‪.‬‬
‫ض ُ‬‫َ َْ َ‬
‫اء ِف جميع الصلوات المكتوبة يف أي وقت يف غير وقت الصالة‪.‬‬ ‫والق‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬تأخير الصالة عن وقتها‪.‬‬
‫الص َل َة متعمدً ا َح َّت َخ َر َج َو ْق ُت َها َف َعلَ ْيه َذنْ ٌب َعظ ٌ‬
‫يم ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َّ‬
‫فاعل لكبير ٌة من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ومن أخر‬
‫ذنب مع القضاء عند الجمهور‪.‬‬ ‫كبائر الذنوب‪ ،‬وعليه ٌ‬
‫َّ َ ْ َ ُ َ َ ً َ ْ َ ً‬
‫ذنب ولكن عليه القضاء باالتفاق‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫عليه‬ ‫ليس‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِم‬ ‫إِل أن يكون نا ِسيا أو نائ‬
‫«م ْن ن َِس َي َصالَ ًة أو نَا َم َعن َْها َف َك َّف َارت َُها َأ ْن ُي َص ِّل َيها إِ َذا َذك ََرها»[[[‪.‬‬
‫َ‬
‫املسألة السادسة‪ :‬أوقات النهي عن صالة النافلة المطلقة‪.‬‬
‫َ ُ َ َّ‬
‫َول تصل النافلة المطلقة‪:‬‬
‫ُّ ْ َ ْ َ ِ َّ ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫اع الشم ِس‪ :‬الصالة مكروهة‪ ،‬وعند ارتفاع الشمس‬ ‫‪1-1‬بعد صلة ِ الصب ِح إِل ارت ِف‬
‫محرمة‪.‬‬
‫الصالة ّ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)597‬ومسلم ( ‪ ،) 684‬واللفظ له‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ويستثنى بعد طلوع الفجر الصادق وقبل صالة الفجر‪ ،‬من الصلوات‪:‬‬
‫أ‪ -‬سنة الفجر‪.‬‬
‫ب‪ -‬قيام الليل إذا فاته‪ ،‬وهذا َور َد عن جمع من الصحابة كابن عباس وابن مسعود‬
‫ّبي ‪ ‬أنّه كان يقضيه يف الضحى[[[‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وعائشة ‪ ،‬والذي ورد عن الن ّ‬
‫[[[‬

‫ََْ َ َ َ َْ ْ َ َ َ َْ ْ‬
‫ص إِل صلة ِ المغ ِر ِب‪ :‬الصالة مكروهة‪ ،‬وعند غروب الشمس‬ ‫‪ -2‬وبعد صلة ِ الع ِ‬
‫محرمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫وس إ َم ِ ُ ُ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬
‫ب‪ :‬الصالة مكروهة‪.‬‬
‫ام المع ِة ع ال ِمن ِ‬ ‫‪ -3‬وعِند جل ِ ِ‬
‫َ َّ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُْ ْ َ‬
‫ج ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫والمأموم‬ ‫لإلمام‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫مكروه‬ ‫الصالة‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫‪ -4‬وبعد الم‬
‫والراجح‪ :‬عدم الكراهة‪.‬‬

‫[[[ ينظر‪ :‬األوسط البن المنذر (‪.)192/5‬‬


‫[[[ رواه مسلم (‪.)746‬‬

‫‪80‬‬
‫ل فِي شُر ُوطِ َ‬
‫الصّ لَاة ِ‬ ‫ف َصْ ٌ‬
‫َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫الد ِن َواثل ْو ِب َوالمك ِن‪،‬‬ ‫ث‪ ،‬مِن‬ ‫ث‪َ ،‬وطهارة الب ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫وشوط الصلة ِ‪ :‬طهارة‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال الْ ِق ْبلَةِ‪َ ،‬وتَ ْر ُك ال َك َل ِم َوتَ ْر ُك ال ْف َعال ال َكثِ َ‬
‫رية ِ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ َْْ َ َ ْ َْ ُ‬
‫وست العورة ِ‪ ،‬واستِقب‬
‫ِ‬
‫ْ َ َ ُ ُ ُّ َ َ ٌ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُّ َّ َ ُّ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫الركبةِ‪َ ،‬والم ْرأة كها ع ْو َرة ما عدا ال َوجه‬ ‫الرج ِل‪ :‬ما بي السة ِ و‬ ‫وعورة‬
‫َ ْ َ َّ ْ‬
‫ي‪.‬‬ ‫والكف ِ‬
‫َ ُُ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ‬
‫ش ٌء‪َ ،‬ومن تنج ِس ث ْوبه َول ْم‬ ‫الساويل‪ ،‬إ َّل إ َذا َك َن َف ْو َق َها َ ْ‬ ‫الص َلةُ ِف َّ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َّ‬
‫وتكره‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ ْ َ ْ ً َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ً َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ َُ‬
‫يد ماء يغ ِسله ب ِ ِه أو لم يكن عِنده ما يلبس حت يغ ِسله‬ ‫يد ثوبا غيه ولم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬
‫ارة ِ‪َ ،‬ومن‬‫لطه َ‬ ‫َ َ‬
‫ري الصلة ِ ل ِعدم ا‬ ‫ت صل بِنجاستِ ِه‪َ ،‬ول يِل تأ ِ‬
‫خ‬ ‫َوخاف خ ُروج الوق ِ‬
‫َ َ ُ َ َّ ُ َ ً‬
‫ت ب ِ ِه ع ْو َرته صل ع ْريانا‪.‬‬ ‫َف َع َل َذل َِك َف َق ْد َع َص َر َّب ُه‪َ ،‬و َم ْن ل َ ْم َي ْد َما ي َ ْس ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ َ ٌ ُ ُّ َ‬ ‫َ ُ ُّ َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ََْ َ َ َ‬
‫ه ف ِضيلة‪َ ،‬وك ما‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ِ ٍ ِ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫إ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ومن أخطأ ال ِقبلة أع ِ‬
‫د‬
‫َُ‬ ‫ُ َ ُ ْ ُ َّ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ‬
‫ت فل تعاد مِنه الفائ ِتة َوانلَّاف ِلة‪.‬‬ ‫تعاد مِنه الصلة ِف الوق ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف الشرط‪.‬‬


‫لغةً‪ :‬العالمة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬ما يلز ُم من عدمه العدم‪ ،‬وال يلز ُم من وجوده وجو ٌد وال عد ٌم لذاته‪.‬‬
‫ً‬

‫‪81‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬شروط الصالة‪.‬‬
‫ث؛ لقوله ‪« :‬الَ َي ْق َب ُل اهلل َصالَ َة َأ َح ِدك ُْم إِ َذا َأ ْحدَ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ‬
‫ث َحتَّى َيت ََو َّض َأ»[[[‪.‬‬ ‫الد ِ‬ ‫‪ -1‬طهارة‬
‫َْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ‬
‫الد ِن َواثل ْو ِب َوالمك ِن؛ لقوله ‪ :‬ﱹﯖ ﯗ ﱸ [المدثر‪،]4 :‬‬ ‫ث مِن‬ ‫‪ -2‬طهارة ال ِ‬
‫ب‬
‫شرط مع الذكر والقدرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ولحديث األعرابي الذي بال يف المسجد[[[‪ ،‬وهي‬
‫َ ُْ َْ‬
‫شرط مع الذكر والقدرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ت الع ْو َرة ِ‪ :‬وهو‬ ‫‪ -3‬س‬
‫ْ َْ ُ ْ َْ‬
‫‪ -4‬استِقبال ال ِقبلةِ‪ :‬قال ‪ :‬ﱹﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱸ [البقرة‪،]144 :‬‬
‫ويستثنى‪:‬‬
‫أ‪ -‬التنفل على الدابة عند السفر‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحام القتال‪.‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -5‬ت ْر ُك الكل ِم‪ :‬عدَّ المؤلف ترك الكالم من الشروط‪ ،‬واألظهر ّ‬
‫أن الكالم من‬
‫المفسدات والموانع‪ ،‬وليس من الشروط‪ ،‬والمانع هو ما يلزم من وجوده العدم‪ ،‬ويلزم‬
‫من عدمه الوجود‪.‬‬
‫الكالم الممنوع يف الصالة له شروط‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون عمدً ا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون من غير تسبيحٍ ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون لغير إصالح الصالة‪.‬‬

‫[[[  رواه البخاري (‪ )6954‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)225‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)221‬ومسلم (‪.)284‬‬

‫‪82‬‬
‫ال ا ْلكَثِ َير ِة‪ :‬واألظهر أنّها من الموانع‪ ،‬و يشرتط‪:‬‬
‫‪ -6‬تَر ُك ْالَ ْف َع ِ‬
‫ْ‬
‫أ‪ -‬أن تكون كثيرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون من غير جنس الصالة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تكون عمدً ا‪.‬‬
‫د‪ -‬أن تكون لغير حاجة‪.‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬بيان العورة يف الصالة‪.‬‬
‫الر ْك َب ِة‬ ‫و‬ ‫الر ْك َبةِ؛ لقول الرسول ‪« :‬ما بين السر ِ‬
‫ة‬ ‫ي ُّ َّ‬
‫السة ِ َو ُّ‬ ‫‪َ -1‬ع ْو َرةُ َّ‬
‫الر ُجل َما َب ْ َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُّ َّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫َع ْو َرةٌ» ‪ ،‬وقوله ‪« :‬ال َفخ ُذ َع ْو َرةٌ» ‪ ،‬واألحوط دخول ّ‬
‫السرة والركبة‪.‬‬ ‫[[[‬ ‫[[[‬

‫وال يجوز له أن يكشف المنكبين يف الصالة‪ ،‬وإن صلى فصالته صحيحة لكنه يأثم؛‬
‫اح ِد َل ْي َس َع َلى َعاتِ َق ْي ِه ِم ْن ُه َش ْي ٌء»[[[‪.‬‬ ‫ب ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬
‫لقوله ‪«:‬ال ُي َص ِّلي َأ َحدُ ك ُْم في ال َّث ْو ِ َ‬
‫«ل َي ْق َب ُل اهَّللُ َص َل َة َحائِضٍ‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ُ ُّ َ َ ْ َ ٌ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َّ ْ‬
‫ي؛ لقوله ‪َ :‬‬ ‫‪ -2‬المرأة كها عورة ما عدا الوجه والكف ِ‬
‫ار»[[[‪ ،‬وقوله ‪«:‬ا ْل َم ْر َأ ُة َع ْو َرةٌ»[[[‪.‬‬ ‫خ َم ٍ‬‫إِ َّل بِ ِ‬
‫الساويل‪ ،‬إ َّل إ َذا َك َن َف ْو َق َها َ ْ‬
‫ش ٌء‪ ،‬ف َع ْن َع ْب ِد اهَّللِ ْب ِن ُب َر ْيدَ َة َع ْن‬ ‫الص َلةُ ِف َّ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َّ‬
‫‪-3‬وتكره‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اآلخ ُر َأ ْن ُي َص َّلى فِي‬ ‫اف الَ َيت ََو َّش ُح بِ ِه‪َ ،‬و َ‬ ‫ول اهَّلل ِ ‪َ ‬أ ْن يص َّلى فِي لِح ٍ‬ ‫يه َق َال‪« :‬ن ََهى َر ُس ُ‬ ‫َأبِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ك ِر َدا ٌء»[[[‪.‬‬‫يل َو َل ْي َس َع َل ْي َ‬‫َس َر ِاو َ‬

‫[[[ رواه الدراقطني (‪ ،)887‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)271‬‬


‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)2796‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)359‬ومسلم (‪.)516‬‬
‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)378‬وابن ماجه (‪ ،)655‬وأبو داود (‪ ،)641‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)196‬‬
‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)1173‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)273‬‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)636‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ضعيف[[[‪.‬‬ ‫ّبي ‪ ‬هنى عن الصالة يف السراويل‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬
‫ٌ‬ ‫وأ ّما حديث أن الن ّ‬
‫جس ُم العورة وال يشفها‪.‬‬
‫فضفاضا واس ًعا ال ُي ِّ‬
‫ً‬ ‫ويشرتط يف السروال أن يكون‬
‫متنجسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬من لم يجد إال ثو ًبا‬
‫ك ْن ع ِْن َدهُ‬‫ْ َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ُ َ َْ َ ْ َْ ً َ َُْ َ َْ َ ْ َ ً َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬
‫اء يغ ِسله ب ِ ِه أو لم ي‬‫يد م‬‫يد ثوبا غيه ولم ِ‬ ‫ومن تنج ِس ثوبه ولم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ‬
‫شرط طهارة‬ ‫ت صل بِنجاستِ ِه‪ ،‬إذا تعارض‬ ‫ما يلبس حت يغ ِسله وخاف خروج الوق ِ‬
‫الخبث‪ ،‬وشرط دخول الوقت يقدّ م دخول الوقت‪.‬‬
‫َ َ َ ُّ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ‬
‫خري الصلة ِ ل ِعد ِم الطهارة ِ‪ ،‬ومن فعل ذل ِك فقد عص ربه‪ ،‬فعليه أن‬ ‫ول يِل تأ ِ‬
‫يص ّلي بالثوب النّجس‪ ،‬وال يصلي عريانًا‪ ،‬وال يجوز له تأخير وقت الصالة‪.‬‬
‫َ َ ُ َ َّ ُ َ ً‬ ‫َو َم ْن ل َ ْم َي ْد َما ي َ ْس ُ ُ‬
‫ت ب ِ ِه ع ْو َرته صل ع ْريانا‪ ،‬حتى إذا خاف خروج الوقت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬من أخطا القبلة‪.‬‬
‫َو َم ْن َأ ْخ َط َأ ا ْل ِق ْب َل َة له حالتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬من أخطأ القبلة بعد االجتهاد يف معرفتها وبعد انتهاء الصالة‪:‬‬
‫المذهب‪ :‬يعيد الصالة استحبا ًبا يف الوقت‪.‬‬
‫واألظهر‪ :‬أنّه ال يعيد الصالة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬من أخطأ القبلة من غير اجتهاد فإنّه يعيد الصالة‪.‬‬
‫املسألة السادسة‪ :‬ضابط المذهب يف اإلعادة يف الوقت‪.‬‬
‫َْ ْ َ َ َ ٌَ‬ ‫ُ ُّ َ َ‬
‫مستحب احتيا ًطا‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫ه ف ِضيلة‬ ‫تف ِ‬‫ك إِعد ٍة للصالة ِف الوق ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ ُّ َ ُ َ ُ ْ ُ َّ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ ُ ْ ْ َ َ ُ‬
‫اد مِن ُه الفائ ِتة َوانلَّاف ِلة؛ ّ‬
‫ألن الفائتة والنّافلة‬ ‫ت فل تع‬ ‫وك ما تعاد مِنه الصلة ِف الوق ِ‬
‫يف األصل ليس لها وقت‪ ،‬فالفائتة وقتها وقت فعلها‪.‬‬

‫[[[ ضعيف الجامع (‪.)6047‬‬

‫‪84‬‬
‫ف َصْ لٌ‪ :‬ف َرَائ ُِض َ‬
‫الصّ لَاة ِ‬
‫ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ِ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ِ ُ ْ َ ُ‬ ‫َّ ُ َّ َ‬
‫اتَة َوال ِقيام‬ ‫الحرام وال ِقيام لها‪ ،‬والف‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ري‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫نِية الص‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ُّ ُ ُ َ َّ ْ ُ ْ ُ‬
‫الرفع مِنه‪َ ،‬و ِالعتِدال‪،‬‬ ‫الرفع مِنه‪َ ,‬والسجود ع البه ِة و‬ ‫لها‪ ،‬والركوع و‬
‫َُ ُُ‬ ‫َ َّ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َّ‬ ‫َ ُّ َ َ ُ َ َّ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ارنه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ِي‬‫ال‬ ‫ه‬ ‫وس‬ ‫ل‬‫ج‬‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫الس‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬‫والطمأن ِينة‪ ،‬والتتِيب بي فرائ ِِض‬
‫َ َ ْ ُ ِّ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ْ‬
‫الح َر ِام‪.‬‬ ‫وشط انلي ِة مقارنتها ِلكبِرية ِ ِ‬

‫املسائل‬

‫الص َل ِة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف َف َرائ ُض َّ‬
‫سهوا وال عمدً ا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يسقط ً‬ ‫الفرائض هي الواجبات وهي أركاهنا‪ ،‬ما ال‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬فرائض الصالة هي‪:‬‬
‫َّ ُ َّ َ ْ ُ َ َّ َ‬
‫األعمال‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َّم‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫«إ‬ ‫لحديث‪:‬‬ ‫األعمال‪،‬‬ ‫جميع‬ ‫يف‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫رك‬ ‫ّية‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِ‪:‬‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫‪1-1‬نِية الصلة ِ المعي‬
‫ات»[[[‪ ،‬والواجب تعيين عين الصالة‪ ،‬وال يكفي نية وقت الفرض‪.‬‬ ‫بالنِّي ِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫ريةُ ْ َ‬
‫كب َ‬ ‫َ ْ‬
‫يم َها ال َّت ْكبِ ُير»[[[‪.‬‬
‫«وت َْحرِ ُ‬
‫الحر ِام‪ :‬وال يصح غير لفظ‪« :‬اهلل أكرب» لقوله ‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫‪1-‬ت ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫‪1-‬ال ِقيام لتكبيرة اإلحرام يف صالة الفرض رك ٌن لإلمام والمنفرد والمأموم‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ﱹﭖ ﭗ ﭘ ﱸ [البقرة‪ ،]238 :‬ويسقط القيام يف الفرض عن العاجز عنه‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اعدً ا‪َ ،‬فإِ ْن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف َع َلى َجن ٍ‬
‫ْب»[[[‪.‬‬ ‫«ص ِّل َقائِما‪َ ،‬فإِ ْن َلم تَستَطِع َف َق ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)1‬ومسلم (‪.)1907‬‬


‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)61‬وابن ماجه (‪ ،)275‬والرتمذي (‪ ،)238‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)301‬‬
‫اري (‪.)1117‬‬‫البخ ِ‬
‫[[[ َر َوا ُه َ‬

‫‪85‬‬
‫َْ ُ‬
‫اتَة‪ :‬رك ٌن لإلمام والمنفرد يف السرية والجهرية‪ ،‬أما المأموم فمشهور المذهب‬
‫‪2-2‬الف ِ‬
‫أنّها مستحبة له يف السرية والجهرية‪.‬‬
‫والرواية الثانية يف المذهب أنّها ركن يف السرية دون الجهرية‪ ،‬وهو الصحيح‪ ،‬واختاره‬
‫ابن العربي ‪[[[ ‬؛ لقوله ‪ :‬ﱹﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﱸ‬
‫[األعراف‪]204 :‬؛ ولقوله ‪« :‬ال َصال َة لِ َمن َل ْم َي ْق َرأ بِ َفاتِ َحة الكِتَاب»[[[‪ ،‬ولقوله ‪:‬‬
‫اإل َما ِم َل ُه ِق َرا َءةٌ»[[[‪.‬‬
‫إن ِق َرا َء ُة ِ‬
‫َان َل ُه إِ َما ٌم‪َ ،‬ف ّ‬
‫«م ْن ك َ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪3-3‬ال ِقيام لقراءة الفاحتة يف الفرض دون النّافلة‪.‬‬
‫ُّ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫البه ِة رك ٌن‪.‬‬ ‫‪4-4‬السجود ع‬
‫أن السجود على الجبهة واألنف ركن السجود على األعضاء السبعة؛‬ ‫واألرجح‪ّ :‬‬
‫‪«:‬أ ِم ْر ُت َأ ْن َأ ْس ُجدَ َع َلى َس ْب َع ِة َأ ْع ُظ ٍم ا ْل َج ْب َه ِة‪َ ،‬و َأ َش َار بِ َي ِد ِه َع َلى َأن ِْف ِه َوا ْل َيدَ ْي ِن‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لقوله‬
‫الش ْع َر»[[[‪.‬‬ ‫اب‪َ ،‬و َل َّ‬ ‫ت ال ِّث َي َ‬‫اف ا ْل َقدَ َم ْي ِن‪َ ،‬و َل َنك ِْف َ‬
‫والرج َلي ِن‪ ،‬و َأ ْطر ِ‬
‫َ ِّ ْ ْ َ َ‬
‫َّ ْ ُ ْ‬
‫الرفع مِن السجود‪ :‬أي‪ :‬الجلسة بين السجدتين‪.‬‬ ‫‪5-5‬‬
‫ْ َ ُ‬
‫‪ِ 6-6‬العتِدال‪ ،‬هو رجوع األعضاء إلى مكاهنا يف الركوع والرفع منه والسجود والرفع‬
‫منه‪.‬‬
‫ُّ َ َ ُ‬
‫‪7-7‬الطمأن ِينة‪ ،‬وهي سكون األعضاء يف جميع األركان‪.‬‬
‫َّ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫ٍ‬
‫واجب‪.‬‬ ‫ي ف َرائ ِِض َها‪ ،‬أي‪ :‬ال ُيقدّ م ركنًا على ٍ‬
‫ركن‪ ،‬وال واج ًبا على‬ ‫‪8-8‬التتِيب ب‬

‫[[[ ينظر‪ :‬أحكام القرآن (‪.)10/1‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)756‬ومسلم (‪.)394‬‬
‫[[[  رواه ابن ماجه (‪ ،)850‬وحسنه األلباين يف صحيح الجامع (‪.)6487‬‬
‫[[[ رواه البخاري ( ‪ )810‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.) 490‬‬

‫‪86‬‬
‫َّ َ ُ‬
‫‪ 9-‬السلم‪ ،‬والركن منه التسليمة األولى‪.‬‬
‫ُ ُ ُ ُ َّ ُ َ‬
‫ارنُ التسليمة األولى‪ ،‬فال يجوز له أن يسلم وهو قائم‪.‬‬
‫‪1010‬جلوسه الِي ي ِ‬
‫ق‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من شروط النية‪.‬‬
‫َ ْ ُ ِّ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ْ‬
‫الح َر ِام‪ ،‬والنية مع تكبيرة اإلحرام على أحوال‪:‬‬
‫شط انلي ِة مقارنتها ِلكبِرية ِ ِ‬
‫أ‪ -‬إن كانت قبلها بكثير فال تصح‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن كانت بعدها‪ :‬فال تصح‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن قارنتها فهذا رك ٌن‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬المذهب البد من نية اقتداء المأموم بإمامه‪ ،‬وهي على نوعين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن ينوي أن يقتدي بإمامه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن يوافق اإلمام يف نيته‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫َ ُ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ ُّ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ ِ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ِّ ُّ َ‬
‫ِيما ي ُ َ ُّ‬
‫س فِي ِه‪،‬‬ ‫القامة‪ ،‬والسورة ال ِت بعد الفاتةِ‪ ،‬وال ِقيام لها‪ ،‬والس ف‬ ‫وسنتها‪ِ :‬‬
‫َ َْ ْ ُ َ‬
‫ِيما ُيْ َه ُر فِيه‪َ ،‬و َسم َع ُ‬
‫اهلل ل َِم ْن َح َِده‪ُ.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والهر ف‬
‫َ ُ ُّ َ ْ َ ُ َّ ٌ َّ ْ ُ َ َ َّ َ ُّ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫ات ِة ع‬ ‫ان واللوس لهما‪ ،‬وتق ِديم الف ِ‬ ‫وك تكبِري ٍة سنة إِل الول‪ ،‬والتشهد ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ َ ُ َ َّ َ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َّ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُّ َ َ ْ َّ ْ‬
‫جبةِ‪ ،‬والصلة‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫يم‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬‫س‬ ‫الت‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫اثل‬‫و‬ ‫ة‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫اثل‬ ‫يمة‬‫السورة ِ‪ ،‬والت ِ‬
‫ل‬‫س‬
‫ي‪،‬‬
‫َْ َ َْ‬
‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫اف‬ ‫الر ْك َبتَ ْي َو َأ ْط َ‬
‫ر‬ ‫ع ْالَنْف َوالْ َك َّف ْي َو ُّ‬ ‫َ ُّ ُ ُ َ َ‬
‫ود‬ ‫ج‬ ‫الس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬
‫ََ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫عر ِ‬
‫ول‬ ‫س‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ْ َ ُ َ ْ ْ َ ُ ِ َ َ ُّ َ َ ُ ُ ْ َ ُ ُ َ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي مش َّو ٍش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫اب‬
‫ٍ ِ‬ ‫ث‬ ‫ِر‬‫ه‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ي المأموم وأقلها غِلظ رم ٍح وطول ذِر ٍ‬
‫اع‬ ‫والستة ل ِغ ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬سنن الصالة‪.‬‬


‫ْ َ َُ‬
‫امة‪ :‬سنّ ٌة للصالة‪ ،‬وليست يف الصالة‪ ،‬والمذهب على ّ‬
‫أن‪« :‬قد قامت الصالة»‬ ‫‪-1‬الق‬
‫ِ‬
‫شفع‪ ،‬وهو مذهب الجمهور‪.‬‬ ‫فرادى‪ ،‬والصحيح أنّها ٌ‬
‫ْ َْ‬ ‫ُّ َ ُ َّ‬
‫ورة ال ِت َبع َد الف ِ‬
‫اتَةِ‪ :‬لإلمام والمنفرد والمأموم يف السرية‪.‬‬ ‫‪-2‬الس‬
‫ْ َ ُ‬
‫‪-3‬ال ِقيام لقراءة السورة بعد الفاتحة‪ ،‬أي‪ :‬أنّه إن ركع بعد الفاتحة لم يكن أخل‬
‫بركن القيام‪.‬‬
‫َ َُْ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫ِيما ي ُ َ ُّ‬
‫ِّ ُّ َ‬
‫اله ُر فِيما يه ُر فِي ِه يف الفريضة‪.‬‬ ‫س فِي ِه‪ ،‬و‬ ‫‪-4‬الس ف‬
‫َ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫اهلل ل ِمن حِدهُ‪ :‬لإلمام والمنفرد‪ ،‬أما المأموم فال يقولها‪.‬‬ ‫‪-5‬س ِمع‬
‫ُ ُّ َ ْ َ ُ َّ ٌ َّ ْ ُ َ‬
‫‪-6‬ك تكبِري ٍة سنة إِل الول‪ :‬أي‪ :‬تكبيرات االنتقال سنّة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫واجب؛ ّ‬ ‫ان‪ :‬سنّة يف المذهب‪ ،‬واألرجح ّ‬ ‫َّ َ ُّ َ‬
‫ّبي ‪‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ألن‬ ‫ٌ‬ ‫األول‬ ‫التشهد‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫‪-7‬التشه‬
‫واجب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ر ّتب عليه سجود السهو‪ ،‬وكذلك التشهد األخير‬
‫ُْ ُ ُ َ ُ َ‬
‫واجب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اللوس لهما سنّة واألرجح أنّه‬ ‫‪-8‬‬
‫َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُّ‬
‫الس َ‬
‫واجب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ّه‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫واألظهر‬ ‫ّة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ور‬ ‫ات ِة ع‬ ‫‪ -9‬تق ِديم الف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ َ ُ َّ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫ْ َّ ْ‬
‫وم‪ :‬المذهب‪ :‬لإلمام والمنفرد تسليم ٌة واحدة‪،‬‬‫الة ل ِلمأم ِ‬ ‫‪ -10‬التسلِيمة اثلانِية َواثل ِ‬
‫وللمأموم ثالث تسليمات عن اليمين‪ ،‬واتجاه القبلة (لإلمام)‪ ،‬وعن يساره إن كان أحدٌ ‪.‬‬
‫صحيح عنه‪ ،‬ولكن‬
‫ٌ‬ ‫وهذا من مفردات المذهب‪ ،‬وقد جاء عن ابن عمر ‪ ،[[[ ‬وهو‬
‫ّبي ‪ ‬ذلك‪.‬‬
‫لم يرد عن الن ّ‬
‫مستحب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واألرجح أنّهما تسليمتان لإلمام والمنفرد والمأموم‪ ،‬األولى رك ٌن والثانية‬
‫فجائز‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وإن س ّلم تسليم ًة واحدة‬
‫َْ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َّ ْ‬
‫جبةِ‪ ،‬أي‪ :‬الجهر بالتسليمة األولى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫‪ -11‬الهر بالت‬
‫ول اهللِ ‪ :‬واألظهر ّ‬ ‫َّ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫أن الصالة اإلبراهيمية واجبة‪.‬‬ ‫‪ -12‬الصلة ع رس ِ‬
‫َْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َّ ْ َ ُّ ْ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ُّ ُ ُ َ َ ْ َ ْ‬
‫ي‪ :‬واألظهر أنّه‬ ‫اف القدم ِ‬ ‫ي وأطر ِ‬ ‫ي والركبت ِ‬ ‫‪ -13‬السجود ع الن ِف والكف ِ‬
‫واجب‪.‬‬
‫ُّ ْ َ ُ َ ْ ْ َ ْ ُ‬
‫يمر بين يديه‬‫َّ‬ ‫أن‬ ‫خشي‬ ‫إذا‬ ‫ّة‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫والمنفرد‬ ‫لإلمام‬ ‫السرتة‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫م‬ ‫ي المأ‬ ‫‪ -14‬الستة ل ِغ ِ‬
‫ّبي ‪ ‬فقال‪« :‬إِ َذا‬ ‫ً‬
‫أحد‪ ،‬والرواية الثانية‪ :‬أهنا سنّة مطلقا‪ ،‬وهي األرجح وقد أمر هبا الن ّ‬
‫َص َّلى َأ َحدُ ك ُْم َف ْل ُي َص ِّل إِ َلى ُست َْر ٍة»[[[‪.‬‬

‫[[[ الموطأ ‪ -‬رواية يحي الليثي‪.)204( -‬‬


‫[[[  رواه أبو داود (‪ ،)698‬وابن ماجه (‪ ،)954‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬صفات السترة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫‪-1‬أ َق ُّل َها غ َل ُظ ُر ْمحٍ من حيث َ‬
‫السماكة‪.‬‬
‫ول ِذ َراعٍ‪:‬‬
‫‪-2‬و ُط ُ‬
‫َ‬
‫أ‪َ -‬ط ِ‬
‫اهرٍ غير نجس‪.‬‬
‫متحرك‪.‬‬ ‫ب‪َ -‬ثابِ ٍ‬
‫ت غير‬
‫ّ‬
‫ج‪َ -‬غ ْيرِ ُم َش َّو ٍ‬
‫ش‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ َْْ‬ ‫ْ َ ْ ْ َ َ َّ ُ َ َ ْ ُ ُ َ ْ‬ ‫َ َ َ َُ َ ْ ُ َْ َ ْ‬
‫ي‪ ،‬وقول المأم ِ‬
‫وم‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫اب‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ر‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ِن‬
‫ع‬
‫ْ‬ ‫وفضائ ِلها‪ :‬رفع ْ الدي ِ‬
‫ن‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ َ ِّ َ َّ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ ِّ َ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫المام‬ ‫وم‪ ،‬ول يقول ِ‬
‫ا‬ ‫ه‬ ‫ات ِة ل ِلفذ والمأم ِ‬ ‫والفذ‪ :‬ربنا ولك المد‪ ،‬واتلأمِني بعد الف ِ‬
‫اءة ِ‬‫يل الْ ِق َر َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ادلع ُء ِف السجودِ‪ ،‬وتط ِو‬
‫ُّ ُ ِ َ ُّ َ‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫الس‪َ ،‬والتسبِيح ِف الركوع و‬ ‫اءة ِ ِّ ِّ‬ ‫إ َّل ف ق َِر َ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ْ َ ُّ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ص َوالمغ ِر ِب‪َ ،‬وت َوسطها ِف ال ِعشاءِ‪،‬‬ ‫ف الع ِ‬ ‫ِف الصب ِح والظه ِر تلِيها وتق ِصريها ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ ُّ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ُ‬
‫الركوعِ‬ ‫وتكون السورة الول قبل اثلانِي ِة وأطول مِنها‪ ،‬والهيئة المعلومة ِف‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫الس َ‬ ‫ًّ َ ْ َ ُّ ُ ِ َ َ ْ َ ُّ‬ ‫َ ُُْ‬ ‫َ ُّ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫ورة ِ ِف ثانِي ِة الصب ِح‬ ‫وت ِسا قبل الركوع وبعد‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ال‬‫و‬ ‫وس‬
‫ِ‬ ‫والسجو ِد والل‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ َ ُّ ُ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ْ َ ُّ ِ َ ُّ َ َ ْ َ َّ َ ُّ َّ‬
‫ادلع ُء بعد التشه ِد اثل ِان‪َ ،‬ويكون التشهد اثل ِان أط َول‬ ‫و يوز بعد الركوع و‬
‫َّ َ ُّ‬ ‫ْ ُ َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬
‫م َِن ال َّو ِل َواتلَّيام ُن بِالسل ِم َوت ِريك السباب ِة ِف التشه ِد‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف فضائل الصالة‪.‬‬


‫َو َف َضائِ ُل الصالة‪ :‬ما ال يرتتب عليه سجود ٍ‬
‫سهو يف المذهب‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬فضائل الصالة هي‪:‬‬
‫َْ ْ ْ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ْ‬
‫الح َر ِام‪ ،‬ويف غير اإلحرام روايتان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ِن‬‫ع‬ ‫‪ - 1‬رفع الدي ِ‬
‫ن‬
‫األولى‪ :‬أنّه ال يرفع يديه إال يف تكبيرة اإلحرام‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنّه يرفع يديه‪ :‬يف تكبيرة اإلحرام‪ ،‬وعند الركوع‪ ،‬وعند الرفع منه‪ ،‬وهي‬
‫األرجح‪.‬‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُ ْ َ ُ ِ َ ْ َ ِّ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ‬
‫المد‪ :‬يف المذهب‪:‬‬ ‫‪ - 2‬قول المأموم والفذ‪ :‬ربنا ولك‬
‫اإلمام‪ :‬يسمع فقط‪ ،‬وال يقول ربنا ولك الحمد‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫يحمد فقط‪ ،‬وال يقول سمع اهلل لمن حمده‪.‬‬
‫المأموم‪ِّ :‬‬
‫ّ‬
‫الفذ‪ :‬يجمع بين التسميع والتحميد‪.‬‬
‫والفذ يجمعون بين التسميع والتحميد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن اإلمام والمأموم‬ ‫واألرجح‪ّ :‬‬
‫َّ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ِ َ ْ َ ِّ َ ْ َ ْ ُ‬
‫السرية والجهرية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يف‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫م‬ ‫‪- 3‬اتلأمِني بعد الفات ِة ل ِلفذ والمأ‬
‫الس دون قراءة الجهر لقوله ‪« :‬إِ َذا َق َال ِ‬
‫اإل َما ُم َغ ْيرِ‬ ‫اءة ِ ِّ ِّ‬ ‫ََ َُ َُ ْ َ ُ‬
‫ام إ َّل ف ق َِر َ‬
‫الم ِ ِ‬ ‫ول يقولها ِ‬
‫ِ‬ ‫وب َع َل ْي ِه ْم َوالَ َّ‬
‫ا ْل َمغ ُْض ِ‬
‫ين َف ُقو ُلوا‪:‬آم َ‬
‫ين»[[[‪.‬‬ ‫الضا ِّل َ‬
‫السرية والجهرية لقوله ‪« :‬إ َذا َأ َّم َن ِ‬
‫اإل َما ُم َف َأ ِّمنُوا»[[[‪.‬‬ ‫أن اإلمام يؤمن يف ّ‬ ‫واألظهر ّ‬
‫ُّ ُ‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫وع‪ :‬وهو قول سبحان ربي العظيم‪.‬‬ ‫الرك ِ‬ ‫‪ - 4‬التسبِيح ِف‬
‫ُّ ُ‬ ‫ُّ َ‬
‫ادلع ُء ِف السجودِ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ريها بالقراءة‬
‫َ ُّ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ُّ ْ‬
‫اءة ِ ِف الصب ِح من طوال المفصل‪ ،‬والظه ِر تلِيها‪ ،‬وتق ِص‬ ‫يل الْ ِق َر َ‬
‫َْ ُ‬
‫‪ - 6‬تط ِو‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َ ُّ ُ َ‬ ‫َْ ْ َ َْ ْ‬
‫ص والمغ ِر ِب‪ ،‬وتوسطها بالقراءة بوسط المفصل ِف ال ِعشاءِ‪.‬‬ ‫من قصار المفصل ِف الع ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُّ َ ُ ْ ُ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ - 7‬وتكون السورة الول يف الركعة األولى قبل اثلانِي ِة فال تنكس َوأط َول من َْها‪.‬‬
‫ُّ ُ‬ ‫ََْْ ُ َْ ْ ُ َ ُ‬
‫وع‪ :‬من استواء الظهر والقبض على الركبتين واستواء‬ ‫الرك ِ‬ ‫‪ - 8‬الهيئة المعلومة ِف‬
‫اليدين‪.‬‬
‫ُّ ُ‬ ‫ََْْ ُ َْ ْ ُ َ ُ‬
‫‪ - 9‬الهيئة المعلومة ِف السجودِ‪ :‬من تقديم اليدين قبل الركبتين عند السجود‪.‬‬
‫ُْ ُ‬ ‫ََْْ ُ َْ ْ ُ َ ُ‬
‫وس‪ :‬وهي التورك مطل ًقا يف التشهد األول والثاين‪،‬‬
‫الل ِ‬ ‫‪ - 10‬الهيئة المعلومة ِف‬
‫وهو إخراج الرجل اليسرى من تحت اليمنى والجلوس على األلية يف األرض وتنصيب‬
‫اليمنى‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪.)782‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)780‬ومسلم (‪.)410‬‬

‫‪92‬‬
‫واألرجح االفرتاش يف التشهد األول‪ ،‬والتورك يف الثاين جم ًعا بين األدلة‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ ِ َ َ ْ َ ُّ‬
‫الس َ‬ ‫وت ِ ًّ‬ ‫ُُْ‬
‫ورة ِ ِف ثانِي ِة‬ ‫سا لإلمام والمنفرد والمأموم قبل الركوع وبعد‬ ‫‪ - 11‬القن ِ‬
‫ُّ ْ َ َ ُ ُ‬
‫وز َب ْع َد ُّ‬
‫كوع‪.‬‬
‫الر ِ‬ ‫الصب ِح و ي‬
‫ُّ َ َ ْ َ َّ َ ُّ َّ‬
‫ادلع ُء بعد التشه ِد اثل ِان فقط‪ ،‬ال بعد األول‪.‬‬ ‫‪- 12‬‬
‫َْ‬ ‫َ ُ ُ َّ َ ُّ ُ َّ َ ْ َ‬
‫اثل ِان أط َول م َِن ال َّو ِل‪ّ :‬‬
‫ألن التشهد األول فيه التحيات‬ ‫‪ - 13‬ويكون التشهد‬
‫فقط‪ ،‬والتشهد الثاين فيه التحيات والصالة اإلبراهيمية والدعاء‪.‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪ - 14‬اتلَّيام ُن قليالً بِالسل ِم عند التسليمة األولى‪.‬‬
‫َّ َ ُّ‬ ‫َ ْ ُ َّ َّ َ‬
‫ال ِف التشه ِد‪.‬‬ ‫يك السباب ِة يمينًا وشما ً‬ ‫‪ - 15‬ت ِر‬

‫‪93‬‬
‫َ ُ َْ َ‬ ‫َْ ْ َ َُ‬ ‫َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ ْ َُ ْ َ ُ‬
‫ي‪َ ،‬والبسملة َواتلَّع ُّوذ ِف الف ِريض ِة‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫يض‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ويكره‪ِ :‬الل ِف‬
‫َّ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ْ َْ‬ ‫َ َُ َ‬
‫حد ٍة إِل أن يطول قِيامه ‪ ،‬واق ِتان ِرجلي ِه ‪،‬‬ ‫ان ِف انلف ِل ‪ ،‬والوقوف ع ِرج ٍل وا ِ‬ ‫و يوز ِ‬
‫َْ َْ ُ ّ ُ َْ ََ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُّ َ ُ َ ِّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ ْ َ َْ َْ‬
‫يه ِ ِف ف ِم ِه ‪ ،‬وكذل ِك ك ما يشوشه ِف جيبِ ِه أو ك ِمه أو ع ظه ِره ِ‪،‬‬ ‫وجعل دِره ٍم ُ أو غ ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َواتلَّ َف ُّك ُ‬
‫وع ِف الصلة ِ‪.‬‬ ‫ادلن َيا‪َ ،‬وك َما يَشغل ُه َع ِن الُش ِ‬ ‫ور‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ر‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬تعريف المكروهات‪.‬‬


‫المكروه‪ :‬ما هنى عنه الشارع هن ًيا غير جازم‪ ،‬بحيث يثاب تاركه امتثا ً‬
‫ال‪ ،‬وال يستحق‬
‫فاعله العقاب‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬المكروهات يف الصالة هي‪:‬‬
‫َّ َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫‪ِ - 1‬الل ِفات اليسير لغير حاجة ِف الصلة ِ؛ وقد ُسئل رسول اهلل ‪ ‬عن االلتفات‬
‫الش ْي َطان ِم ْن َصال َِة ال َع ْب ِد»[[[‪.‬‬
‫اختِال ٌَس َيخْ ت َِل ُس ُه َّ‬
‫فقال‪«:‬ه َو ْ‬
‫ُ‬ ‫يف الصالة‬
‫ٍ‬ ‫َْ ُ ََْْْ‬
‫حاجة‪.‬‬ ‫ي لغير‬ ‫‪ - 2‬تغ ِميض العين ِ‬
‫َْ ْ َ َُ‬
‫‪ - 3‬البسملة مكروه ٌة يف الفرض‪ ،‬وجائزة يف النّفل‪ ،‬هذا هو المذهب؛ ألنّه يتوسع‬
‫يف النّفل ما ال يتوسع يف الفرض‪ ،‬وقد كان رسول اهلل ‪ ‬وأبو بكر وعمر وعثمان ‪‬‬
‫رب العالمين[[[‪.‬‬
‫يستفتحون القراءة بالحمدُ اهلل ّ‬
‫ُ‬

‫واألرجح‪ :‬أنّها واجب ٌة يف الفرض والنّفل؛ ألنّها آي ٌة من الفاتحة وتقرأ ًّ‬


‫سرا‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪.)751‬‬


‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)743‬ومسلم (‪.)399‬‬

‫‪94‬‬
‫َ ُ‬
‫وجائز يف النفل‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ - 4‬اتلَّع ُّوذ مكروه يف الفرض‪،‬‬
‫سرا‪ ،‬لقوله ‪ :‬ﱹﮝ ﮞ ﮟ‬
‫مشروع يف الفرض والنّفل‪ ،‬ويقرأ ًّ‬
‫ٌ‬ ‫واألظهر‪ :‬أنّه‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﱸ [النحل‪.]98 :‬‬
‫َّ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُْ ُ ُ ََ ْ َ َ‬
‫حد ٍة يعتمد يف القيام عليها؛ ألنّه مدعا ٌة للكسل إِل أن يطول‬ ‫‪ - 5‬الوقوف ع ِرج ٍل وا ِ‬
‫َ ُُ‬
‫قِيامه‪.‬‬
‫ْ َ ُ ْ َْ‬
‫مر ابن مسعود ‪ ‬برجل صاف بين‬ ‫‪ - 6‬اق ِتان ِرجلي ِه بأن يلصق رجليه‪ ،‬وقد ّ‬
‫َان َأ َح َّ‬
‫ب إِ َل َّي»[[[‪ ،‬فإذا كان يف‬ ‫«أ َّما َه َذا َف َقدْ َأ ْخ َط َأ ُّ‬
‫السنَّةَ‪َ ،‬ل ْو َر َاو َح بِ ِه َما ك َ‬ ‫قدميه‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫واسع‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جماعة فيلصق رجله با ّلذي جنبه‪ ،‬وأما المنفرد فاألمر‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ َْ َْ‬
‫مما ال يتحلل؛ ألنّه يشغل يف الصالة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ف‬‫‪ - 7‬جعل دِره ٍم أو غ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ي‬

‫[[[ رواه النسائي (‪ ،)893‬وقال األلباين‪ :‬ضعيف اإلسناد‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫ُ ُ ُ ْ ُ َ ِّ َ َ َ َ ُ َّ ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫َّ َ ُ ٌ َ ٌ ُ ْ ُ‬
‫ني َول ينالُ إِل الا ِشعون‪ ،‬فإِذا‬ ‫شق ب ِ ِه قلوب المصل‬ ‫ل ِلصلة ِ نور ع ِظيم ت ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ِّ ْ َ ْ َ َ ْ ُّ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫أتيت إِل الصلة ِ ففرغ قلبك مِن ادلنيا وما فِيها‪ ،‬واشت ِغل بِمراقب ِة مولك الِي‬
‫ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َّ َ َ ُ ُ ٌ َ َ‬
‫ام والرك ِ‬
‫وع‬ ‫تصل ل ِوج ِه ِه واعت ِقد أن الصلة خشوع وتواضع هللِ سبحانه بِال ِقي ِ‬
‫ِّ ْ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ ُّ ُ َ ْ َ ٌ َ َ ْ ٌ َ ُ َّ ْ‬
‫يح َواذلك ِر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫الت‬‫و‬ ‫ري‬
‫والسجو ِد وإِجلل وتع ِظيم ل بِاتل ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬
‫َ ْ َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ات‪َ ،‬و َل َت ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫تكِ الشيطان يلع ُب بِقلبِك‬ ‫فحافظ ع صلت ِك فإِنها أعظم ال ِعب ِ‬
‫اد‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫لة ِ أنْ َ‬‫َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ‬
‫ار الصلةِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ويشغلك عن صلت ِك حت يط ِمس قلبك و ي ِرمك مِن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ ُْ ُ‬
‫وع‬‫ب الُش ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫ا‬‫ِيه‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫وع‬ ‫ش‬ ‫فعليك بِدو ِام ال‬
‫َّ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ‬
‫ان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫با‬ ‫ن‬ ‫فِيها‪ ،‬فاست ِع‬

‫هذه موعظة يف أهمية الصالة والمحافظ عليها ومن فضائلها أنّها نُ ٌ‬


‫ور؛ لقوله ‪:‬‬
‫َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ات بعد توحيد اهلل ‪.‬‬ ‫ع صلت ِك فإِنها أعظم ال ِعباد ِ‬ ‫ُور»[[[‪ ،‬فحافظ‬
‫الصالَ ُة ن ٌ‬
‫«و َّ‬
‫َ‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)223‬‬

‫‪96‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َّ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ٌ ْ َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫وب‪،‬‬ ‫ال مرتب ٍة تؤدى عليها‪ :‬أربعة مِنها ع الوج ِ‬ ‫ل ِلصلة ِ المفروض ِة سبعة أحو ٍ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َََ ٌَ ََ‬
‫اب‪.‬‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫ِ ِ‬‫س‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫وثلثة‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ ْ ْ َ ُ َّ ْ َ ُ ْ َ ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ ْ ْ َ ُ‬
‫ي استِنا ٍد‪ ،‬ث َّم‬ ‫ي استِنا ٍد ثم ال ِقيام ب َِاستِنا ٍد‪ ،‬ثم اللوس بِغ ِ‬ ‫أولها‪ :‬ال ِقيام بِغ ِ‬
‫َ ََ َ ََ َ َ‬ ‫ْ ْ َ َ ََ ُْ ُ‬ ‫ْ َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ُْ ُ ُ‬
‫وب إِذا قدر ع حال ٍة‬ ‫اللوس بِاستِنا ٍد‪ ،‬فالتتِيب بي ه ِذه ِ الربع ِة ع الوج ِ‬
‫َ ُ ََ َ َ ْ َ َ ُُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ‬
‫مِنها‪َ ،‬وصل ِبَال ٍة دونها بِطلت صلته‪.‬‬
‫اثل َلثَ ِة ال ْ َم ْذ ُك َ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ِّ َ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َّ َ َ‬
‫ورة ِ‬ ‫ج ُز عن ه ِذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫واثللثة ال ِت‬
‫َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ ْ ْ َ ُ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫َ‬
‫س ثم ع ظه ِره ِ‪ ،‬فإِن خالف ِف اثللث ِة لم تبطل‬ ‫ع جنبِ ِه اليم ِن‪ ،‬ثم ع الي ِ‬
‫َْ ُ ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َّ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫صلته ‪َ ،‬و ِالستِناد الِي تبطل ب ِ ِه صلة القاد ِِر ع ت ْرك ِ ِه ه َو الِي يسقط بِسقو ِط ِه ‪،‬‬
‫ََ ْ َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ ُ ٌ َ َ َّ َّ َ ُ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َْ ُ‬
‫ام‬ ‫َوإِن كن ل يسق ُط بِسقو ِط ِه فهو مكروه‪ ،‬وأما انلاف ِلة فيجوز ل ِلقاد ِِر ع ال ِقي ِ‬
‫َ ُ َ ْ َْ ُ ََ َ ً َُ َ َْ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َْ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ َ َ ً‬
‫أن يصليها جال ِسا‪َ ،‬ولُ ن ِصف أج ِر القائ ِِم‪َ .‬و يُوز أن يدخلها جال ِسا َويقوم بعد‬
‫َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ َ ِ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ذل ِك أو يدخلها قائ ِما و يلِس بعد ذل ِك إِل أن يدخلها بِنِي ِة ال ِقيام فِيها فيمتنِع‬
‫ُ ُ ُ ُ َْ َ َ َ‬
‫جلوسه بعد ذل ِك‪.‬‬

‫املسائل‬
‫َّ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ‬
‫ال مرتب ٍة تؤدى عليها‪ ،‬أي‪ :‬من ناحية‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬ل ِلصلة ِ المفروض ِة سبعة أحو ٍ‬
‫«ص ِّل َقائِ ًما‪َ ،‬فإِ ْن َل ْم ت َْستَطِ ْع‬
‫القيام أو الجلوس أو على جنب يف صالة الفريضة‪ ،‬قال ‪َ :‬‬
‫أن القيام يف الفريضة رك ٌن إال من عذر‪.‬‬ ‫اعدً ا‪َ ،‬فإِ ْن َل ْم ت َْستَطِ ْع َف َع َلى َجن ٍ‬
‫ْب»[[[‪ ،‬فاألصل ّ‬ ‫َف َق ِ‬

‫البخ ِ‬
‫اري (‪.)1117‬‬ ‫[[[ َر َوا ُه َ‬

‫‪97‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬حاالت القيام يف الصالة قسمان‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الوجوب‪ ،‬وله أربع حاالت‪:‬‬
‫ْ َ ُ َْ ْ َ‬
‫ي استِنا ٍد‪.‬‬ ‫‪1-1‬ال ِقيام بِغ ِ‬
‫ُ ْ َ ُ ْ َ‬
‫‪2-2‬ث َّم ال ِقيام بِاستِنا ٍد‪.‬‬
‫ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ ْ ْ َ‬
‫ي استِنا ٍد‪.‬‬ ‫‪3-3‬ثم اللوس بِغ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َّ ْ ُ ُ ُ‬
‫‪4-4‬ثم اللوس بِاستِنا ٍد‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬االستحباب‪ ،‬وله ثالث حاالت‪:‬‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ ْ َ‬
‫ورة ِ ع جنبِ ِه اليم ِن ووجهه باتجاه‬ ‫ج ُز عن ه ِذه ِ اثللث ِة المذك‬ ‫‪ - 1‬أن يصل ال ِ‬
‫ا‬‫ع‬
‫القبلة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ َ ْ‬
‫س ووجهه باتجاه القبلة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ثم ع الي ِ‬
‫ُ ََ َ ْ‬
‫‪ - 3‬ث َّم ع ظه ِره ِ ورجله باتجاه القبلة ووجهه كذلك‪.‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬ضابط ِال ْستِنَا ُد‪.‬‬
‫ضابط االستناد هو ا ّلذي يسقط المصلي بسقوط المستند عليه‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬القيام يف النافلة‪.‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫َُ ُ َْ‬ ‫َُ‬
‫ام ثالث حاالت‪:‬‬ ‫وز ل ِلقاد ِِر َع ال ِقي ِ‬ ‫فمستحب‪ ،‬ي‬‫ٌّ‬ ‫َأ َّما القيام يف انلَّاف ِلة‬
‫َ ْ ُ َ ِّ َ َ َ ً َ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ‬
‫‪«:‬م ْن َص َّلى َقائِ ًما َف ُه َو أفضل‪،‬‬
‫َ‬ ‫لقوله‬ ‫؛‬ ‫‪ - 1‬أن يصليها جال ِسا‪ ،‬ول ن ِصف أج ِر ال ِ‬
‫ِم‬ ‫ئ‬‫ا‬ ‫ق‬
‫نصف أجرِ ا ْل َق ِ‬ ‫من َص َّلى نَائِ ًما َفل ُه‬ ‫ِ‬ ‫ومن ص َّلى َق ِ‬
‫اعد»[[[‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نصف َأ ْجرِ ا ْل َقائم‪َ ،‬و ْ‬
‫ُ‬ ‫اعدً ا َفل ُه‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫البخ ِ‬
‫اري (‪.)1116‬‬ ‫[[[ َر َوا ُه َ‬

‫‪98‬‬
‫َ َُ ُ َ ْ َْ ُ ََ َ ً ََُ َ َْ َ َ َ‬
‫‪ - 2‬و يوز أن يدخلها جال ِسا ويقوم بعد ذل ِك‪.‬‬
‫َْ َْ ُ ََ َ ً َ َْ َ َْ َ َ َ‬
‫‪ - 3‬أو يدخلها قائ ِما و يلِس بعد ذل ِك‪.‬‬
‫َّ َ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ َ ِ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ُ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ام فِيها فيمتنِع جلوسه بعد ذل ِك؛ ألنّه سيقطع النية وهو‬ ‫‪ -‬إِل أن يدخلها بِنِي ِة ال ِقي‬
‫مبطل للصالة‪ ،‬قال ‪ :‬ﱹ ﮇ ﮈ ﮉ ﱸ [محمد‪.]33 :‬‬

‫‪99‬‬
‫ل‬
‫ف َصْ ٌ‬
‫َ َ ُّ ْ ُ َ َ ْ َ َّ ُ َّ َ ْ‬ ‫ِّ َّ ْ َّ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ َ‬
‫ات َول يِل اتلَّف ِريط فِيها‪َ ،‬ومن صل ك يومٍ‬ ‫اء ما ِف اذلم ِة مِن الصلو ِ‬ ‫يب قض‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ ّ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َّ‬‫َ‬
‫ضية قضاها‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ط‬‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫امٍ‬ ‫خسة أي‬
‫ِ َ َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َّ ً َ ْ َ ْ َ َ َّ ً َ َ َ َ َّ ً َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ض أو‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ني‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ضية‪ ،‬وإِن كنت سف ِرية قضاها سف ِرية‪ ،‬سواء ك‬ ‫ح ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ج ٌب مع‬ ‫ال َ َ‬
‫اضة ِ َوا ِ‬ ‫ري الفوائ ِِت مع َ ِ‬ ‫ي وبي ي ِ‬
‫س‬
‫ِ‬ ‫اضت ِ‬ ‫سف ٍر‪ ،‬والتتِيب بي ال ِ‬
‫ِّ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ‬
‫َ‬
‫ات فأقل صلها‬ ‫ات فأدن‪ ،‬ومن كنت علي ِه أربع صلو ٍ‬ ‫اذلك ِر‪ ،‬والي ِسري أربع صلو ٍ‬
‫َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ُ ِّ َ ْ‬
‫اضة ِ ولو خرج وقتها‪ ،‬و يوز القضاء ِف ك وق ٍت‪ ،‬ول يتنفل من علي ِه‬ ‫قبل ال ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫اء ‪َ ،‬ول يصل الضح َول قِيام َرمضان َول يُوز لُ إِل الشفع َوال َوت ُر َوالفج ُر‬ ‫ض ُ‬ ‫الق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ُّ َ َ َ ً‬ ‫ْ‬
‫اء أن يصلوا جاعة‬ ‫ان والسوف و ِالستِسقاء‪ ،‬و يوز ل ِمن علي ِهم القض‬ ‫وال ِعيد ِ‬
‫َ َّ َ َ ً َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َْ ْ َْ َ‬
‫س عدد ما علي ِه مِن القضاءِ صل عددا ل يبق‬ ‫إِذا استوت صلتهم‪ ،‬ومن ن ِ‬
‫َ َ ُ َ ٌّ‬
‫معه شك‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬وجوب قضاء الصلوات‪.‬‬


‫المتعمد‬ ‫متعمد‪ ،‬أ ّما‬ ‫ات باالتفاق إذا كان غير‬ ‫ْ َّ َ َ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫َ ُ َ َ ُ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اء ما ِف اذلم ِة مِن الصلو ِ‬ ‫يب قض‬‫ِ‬
‫فيقضي على قول الجمهور‪ ،‬وهو المذهب‪.‬‬
‫َ َ ُّ ْ ُ‬
‫ول يِل اتلَّف ِريط فِيما فات من الصلوات فقضاؤها على الفور يف المذهب‪.‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬الحد يف قضاء الصلوات‪.‬‬
‫ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫من صل ما فات من الصلوات ك يومٍ خسة أيامٍ ‪ ،‬أي‪ :‬خمسة وعشرين صالة يف‬
‫ََْ َ َُ‬
‫اليوم فليس بِمف ّ ِر ٍط وما دون ذلك يعدُّ مفر ًطا‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬كيفية قضاء الصلوات‪.‬‬
‫ْ َ َ ْ َ َ َّ ً َ َ َ َ َ َّ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ََ َْ َ َ َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ضية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ا‬‫اه‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫وإ‬
‫ٍّ ِ‬ ‫سر‬ ‫أو‬ ‫جهر‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫الصالة‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ي‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ َّ َ َ َ َ َّ َ َ ٌ َ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض أ ْو سف ٍر‪.‬‬ ‫حني القضاءِ ِف ح ٍ‬ ‫اء كن ِ‬ ‫َوإِن كنت سف ِرية قضاها سف ِرية سو‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬حكم الترتيب بين الصلوات‪.‬‬
‫ََ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ي يَس ْ َ َ‬‫اض َت ْي َو َب ْ َ‬ ‫ي الصالتني ْ َ‬
‫ِيب َب ْ َ‬ ‫َو َّ ْ‬
‫ج ٌب مع‬ ‫ال َ َ‬
‫ري الفوائ ِِت مع َ ِ‬
‫اضة ِ وا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ َ‬ ‫التت ُ‬
‫ِّ ْ‬
‫اذلك ِر‪ ،‬فقضاء الفوائت مع الحاضرة له حالتان يف المذهب‪:‬‬
‫‪ - 1‬يسير الفوائت مع الحاضرة‪ ،‬فتقدّ م الفوائت على الحاضرة وإن خرج وقت‬
‫واجب مع الذكر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الحاضرة‪ ،‬وهذا‬
‫‪ - 2‬أعلى من يسير الفوائت فيقدم الحاضرة‪ ،‬ويقضي أي وقت‪.‬‬
‫الصحيح‪ :‬ال فرق بين يسير الفوائت وكثيرها‪ ،‬وأنّه يقدم الحاضرة على الفائتة مطل ًقا‪.‬‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬تنبيهات وضوابط‪.‬‬
‫َْ َ ُ َ ََ ََْ َ‬ ‫َْ‬
‫ات فأدن يف مشهور المذهب‪.‬‬
‫‪1-1‬حدُّ الي ِسري أربع صلو ٍ‬
‫َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫اضة ِ َول ْو خ َرج َوقتها وعليه‬
‫ات فأقل صلها قبل ال ِ‬‫‪2-2‬من كنت علي ِه أربع صلو ٍ‬
‫يف المذهب من مبطالت الصالة تذكر يسير الفوائت يف وقت صالة الحاضرة‪.‬‬
‫واألظهر أنّه ليس بمبطل‪.‬‬
‫ُ ُ ْ َ َ ُ ُ ِّ ْ‬
‫اء ِف ك َوق ٍت‪ :‬حتى يف األوقات المنهي عنها‪.‬‬ ‫‪3-3‬يَجوز القض‬
‫َ ُ َ ِّ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ‬
‫ألن الذمة مشغول ٌة بالواجب‪َ ،‬وكذلك ل يصل‬ ‫اء؛ ّ‬‫ض ُ‬ ‫‪4-4‬ل يتنفل من علي ِه الق‬
‫ُّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َّ َّ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ‬
‫ان والسوف‬ ‫الضح ول قِيام رمضان ول يوز ل إِل الشفع والوتر والفجر وال ِعيد ِ‬
‫َو ِال ْستِ ْس َق ُ‬
‫اء‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َ ُّ َ َ َ ً َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ‬
‫والصفة‪.‬‬
‫‪5-5‬و يوز ل ِمن علي ِهم القضاء أن يصلوا جاعة إِذا استوت صلتهم يف النّية ّ‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ْ ْ َ َ َ َّ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ ُ َ ٌّ‬
‫س عدد ما علي ِه مِن القضاءِ صل عددا ل يبق معه شك فيبني على‬ ‫‪6-6‬ومن ن ِ‬
‫اليقين ا ّلذي يشمل األقل وزيادة‪ ،‬وال يبني على األقل حتى ال يبقى يف ذمته شيء‬
‫ٌ‬
‫مشكوك فيه‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫َاب فِي ال َس ّ ْهوِ‪:‬‬
‫ب ٌ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ ُ َّ ٌ َ ُّ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َّ ْ‬
‫ام‬ ‫ان قبل السل ِم َبع َد ت َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ان‬
‫وسجود السه ِو ِف الصلة ِ سنة‪ ،‬فلِلنق ِ‬
‫ص‬
‫َّ َ ُّ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ُّ ً َ َ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ‬
‫ان بعد السل ِم يتشهد‬ ‫التشهدي ِن ي ِزيد بعدهما تشهدا آخر‪ ،‬ول ِلزيادة ِ سجدت ِ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ِّ ُ َ ْ َ ً ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫بعدهما ويسلم تسلِيمة أخرى‪ ،‬ومن نقص وزاد سجد قبل السل ِم‪.‬‬
‫َ َ ْ َ َ ُّ ُ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ومن ن ِس السجود القب ِل حت سلم سجد إِن كن ق ِريبا‪ ،‬وإِن طال أو خرج‬
‫َ َ‬
‫ث‬ ‫ث ُس َن أ ْو أ ْك َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ َ َ ُّ ُ ُ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ث‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫ل‬‫ط‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ود‬ ‫ج‬ ‫الس‬ ‫ل‬‫ط‬ ‫ب‬ ‫د‬
‫َ َْ ْ‬
‫مِن الم ِ ِ‬
‫ج‬ ‫س‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫مِن ذل ِك َوإِل فل تبطل‪.‬‬
‫َ ْ ََ َ َ َ ً ََ ُْ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُّ ُ َ َ ْ‬
‫ابلع ِد َّي سجدهُ َول ْو بعد عمٍ ‪َ ،‬ومن نقص ف ِريضة فل ي ِزي ِه‬ ‫ومن ن ِس السجود‬
‫ُّ ُ ُ َ ْ َ‬
‫السجود عنها‪.‬‬
‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ُّ ُ ُ ْ َ َ ُّ َّ َ‬
‫ل إِل ل ِْتكِ‬ ‫ومن نقص الفضائ ِل فل سجود علي ِه ول يكون السجود القب‬
‫ُ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َّ ُ ْ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َّ ِّ َ ْ ْ َ َ ِ َ ْ ََ‬
‫س ِف‬ ‫الهر‪ ،‬فمن أ َّ‬ ‫الس و َ‬ ‫َّ‬ ‫حدة فل سجود لها إِل‬ ‫ث‪ ،‬وأما السنة الوا ِ‬ ‫سنتي فأك َ‬
‫ِ‬
‫كلَّمَ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫ِّ ِّ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫اله ِر سجد قبل السل ِم‪ ،‬ومن جهر ِف الس سجد بعد السل ِم‪ ،‬ومن ت‬
‫َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ي ساهِيا سجد بعد السل ِم‪.‬‬ ‫ساهِيا سجد بعد السل ِم‪ ،‬ومن سلم مِن ركعت ِ‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪ :‬حكم سجود السهو‪.‬‬


‫َّ َ ُ َّ ٌ‬ ‫ُ ُ ُ َّ ْ‬
‫ّبي ‪ ‬به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ألمر‬ ‫األرجح‬ ‫على‬ ‫واجبة‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫الص‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫سجود الس‬

‫‪103‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬أسباب سجود السهو ومكانه‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ ِ َ ْ َ َ َ ِ َّ َ ُّ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ْ َ‬
‫ام التشهدي ِن ي ِزيد‬ ‫ان قبل السلم بعد تم‬‫ِ‬ ‫ت‬‫د‬ ‫ج‬‫س‬ ‫سجد‬ ‫ي‬ ‫الصالة‬ ‫يف‬ ‫‪ - 1‬ل ِلنق ِ‬
‫ان‬ ‫ص‬
‫َ ْ َ ُ َ َ َ ُّ ً َ‬
‫آخ َ‬
‫ّبي ‪ ‬ص ّلى بهم‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫«أن‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫حصين‬ ‫بن‬ ‫عمران‬ ‫لحديث‬ ‫يسلم؛‬ ‫ثم‬ ‫ر‬ ‫بعدهما تشهدا‬
‫والراجح أنّه شا ٌّذ‪.‬‬
‫مختلف فيه‪ّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫والحديث‬ ‫فس َها َف َس َجدَ َس ْجدَ تَين ُث َّم تَشهدَ ُث ّم َس َّلم»[[[‪،‬‬
‫َ‬
‫فاألظهر أنّه ليس لسجود السهو تشهد آخر‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ َ‬
‫ان بعد السل ِم‪،‬يتشهد بعدهما‪ :‬واألرجح‬ ‫‪ - 2‬ل ِلزيادة ِ يف الصالة يسجد سجدت ِ‬
‫عدم التشهد‪.‬‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫‪ - 3‬من نقص يف الصالة َوزاد سجد قبل السلم‪ ،‬أي اجتمع النقص والزيادة‪،‬‬
‫المذهب يسجد قبل السالم تغلي ًبا للنقص؛ ّ‬
‫ألن السجود القبلي أقوى من السجود‬
‫البعدي‪.‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬حكم نسيان سجود السهو‪.‬‬
‫سهوا له حالتان‪:‬‬
‫ترك سجود السهو ً‬
‫األولى‪ :‬إن ترك السجود القبلي‪.‬‬
‫ُّ ُ َ ْ‬
‫ل‪ :‬السجود القبلي من الصالة‪ ،‬وهو أقوى من السجود‬ ‫ود ال َق َب ِ َّ‬ ‫فم ْن ن َ ِ َ‬
‫س السج‬
‫َ‬
‫ْ َ َ َ ً‬ ‫َ َّ َ َّ َ َ َ‬
‫البعدي‪ ،‬فمن نسيه حت سل َم سجد بعد السالم‪ ،‬إِن كن ق ِريبا‪ ،‬والقرب يرجع إلى‬
‫َ َ َ ُّ ُ ُ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َْ ْ‬
‫ج ِد بطل السجود وتبطل‬ ‫العرف أو الخروج من المسجد‪ ،‬وإِن طال أو خرج مِن المس ِ‬
‫َّ َ ُ َ َ ُ‬
‫الصلة معه؛ ألنّه لتكميل الصالة فأشبه ركنًا من أركاهنا‪.‬‬
‫واألظهر عدم البطالن إن طال أو خرج‪.‬‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ )1039‬والرتمذي (‪ ،)395‬وضعفه األلباين يف اإلرواء (‪.)403‬‬

‫‪104‬‬
‫َ َ‬
‫ث ُس َن أ ْو أ ْك َثَ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫ْ َ َ ََ ََ‬
‫وضابط بطالن الصالة لرتك سجود السهو القبلي إِن كن ع ث‬
‫ٍ‬
‫ْ َ َ‬
‫مِن ذل ِك‪.‬‬
‫ََ َُْ ُ‬
‫وعليه فل تبطل إن كان ترك أقل من ثالث سنن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬من نسي السجود البعدي‪.‬‬
‫َ َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُّ ُ َ َ ْ‬
‫ابلع ِد َّي سجدهُ َول ْو بعد عمٍ سجده متى تذكر‪.‬‬ ‫فمن ن ِس السجود‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬حكم ترك الفريضة‪.‬‬
‫ُّ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ََ َ َ َ ً ََ ُْ‬
‫للسهو‪،‬‬ ‫ومن نقص ف ِريضة فل ي ِزي ِه السجود عنها؛ إذ ال بد أن يأيت به ثم يسجد ّ‬
‫وأ ّما الواجبات فيجربه سجود السهو‪.‬‬
‫َ َ ُ ُ ُّ ُ ُ ْ َ َ ُّ َّ َ ْ ُ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َّ ُ‬
‫ث َوأما السنة‬ ‫ي فأك‬ ‫املسألة اخلامسة‪ :‬ل يكون السجود القب ِل إِل ل ِتكِ سنت ِ‬
‫ْ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َّ ِّ َّ َ ْ َ ْ‬
‫اله َر‪ :‬المذهب من ترك سنّ ًة واحد ًة فال سجود لها‬ ‫حدة فل سجود لها إِل الس و‬ ‫الوا ِ‬
‫السر والجهر‪.‬‬ ‫إال سنّة ّ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫اله ِر سجد قبل السل ِم؛ ألنّه نقص‪ ،‬إذ نقص يف الجهر‪.‬‬ ‫س ِف‬ ‫َف َم ْن أ َ َّ‬
‫ِّ ِّ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫الس سجد بعد السل ِم؛ ألنّه زيادة‪ ،‬إذ زاد يف الجهر‪.‬‬ ‫َومن جه َر ِف‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫سهوا وليس عمدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكلم‬ ‫إذ‬ ‫زيادة‪،‬‬ ‫ّه‬
‫ن‬ ‫أل‬ ‫؛‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ومن تكلم ساهِيا سجد بعد الس‬
‫َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ي ساهِيا سجد بعد السل ِم؛ ألنّه زاد السالم بعد الركعتين‬ ‫ومن سلم مِن ركعت ِ‬
‫لحديث ذي اليدين[[[‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)1229‬ومسلم (‪.)573‬‬

‫‪105‬‬
‫َّ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬
‫ي سجد بعد السل ِم ومن زاد ِف الصلة ِ‬ ‫ومن زاد ِف الصلة ِ ركعة أو ركعت ِ‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َّ ُّ‬ ‫ََ َ َ ََ َ َ ّ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ‬
‫ان‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫انل‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫الش‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ا‬‫م‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ف‬‫مِثلها بطلت‪ ،‬ومن ش ِ‬
‫ك‬
‫َ َ َ ُّ‬
‫كتحق ِق ِه‪.‬‬
‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬
‫فمن شك ِف ركع ٍة أو سجد ٍة أت بِها وسجد بعد السل ِم‪ ،‬وإِن شك ِف السل ِم‬
‫َ َّ َ ْ َ َ َ ً َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫تك‬ ‫سلم إِن كن ق ِريبا ول سجود علي ِه‪ ،‬وإِن طال بطلت صلته والموسوس ي‬
‫َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ ِ َ َ ٌ َ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫كن يسجد بعد السلم سواء شك‬ ‫الوسوسة مِن قلبِ ِه‪ ،‬ول يأ ِت بِما شك فِي ِه ول ِ‬
‫َ َ َْ ُْ َ‬
‫ان‪.‬‬
‫ِف ِزياد ٍة أو نق ٍ‬
‫ص‬

‫املسائل‬
‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬
‫ي ساه ًيا سجد بعد السل ِم‬
‫املسألة األوىل‪ :‬ومن زاد ِف الصلة ِ ركعة أو ركعت ِ‬
‫سجدتين ثم يسلم‪.‬‬
‫َّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫سهوا بطلت الصالة‪ ،‬واألظهر‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬من زاد ِف الصلة ِ مِثلها بطلت وإن ً‬
‫عدم البطالن‪.‬‬
‫َ َ ََ َ َ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫ال صلت ِ ِه أت بِما شك فِي ِه بأن يبني على األقل‪،‬‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من شك ِف كم ِ‬
‫ويأيت بما ّ‬
‫شك فيه‪.‬‬
‫َ َ َ ُّ‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َّ ُّ‬
‫ان كتحق ِق ِه‪ ،‬أي‪ :‬المشكوك يف تركه كالمتحقق يف‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬والشك ِف انلقص ِ‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬
‫تركه‪ ،‬فال بد أن يأيت به‪ ،‬فمن شك ِف ركع ٍة أو سجد ٍة أت بِها وسجد بعد السل ِم‪ ،‬حكم‬
‫الشك يف الصالة أنّه بعد السالم مطل ًقا‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َّ َ َ َّ ْ َ َ َ ً َ ُ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬إِن شك ِف السل ِم سل َم إِن كن ق ِريبا َول سجود علي ِه‪َ ،‬وإِن طال‬
‫ََ َ ْ َ َ ُُ‬
‫ُّ‬
‫فالشك يف السالم‪:‬‬ ‫بطلت صلته‪،‬‬
‫أ ‪ -‬إن كان قري ًبا يأيت به‪ ،‬وليس عليه سجود سهو‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إن كان بعيدً ا‪ ،‬تبطل الصالة؛ ّ‬
‫ألن الصالة خرجت عن هيئتها ولفقداهنا المواالة‪.‬‬
‫املسألة السادسة‪ :‬حكم الموسوس‪.‬‬
‫َ َْ َ‬ ‫َُْ َ ْ ْ َ َ ْ َْ‬ ‫ُْ ْ ُ‬
‫تك ال َوس َوسة مِن قلبِ ِه‪َ ،‬ول يأ ِت بِما‬ ‫ّ‬
‫الشك‪ ،‬فعليه أن ي‬ ‫الم َوس َوس‪ :‬هو من غلب عليه‬
‫َْ ُ َ َْ َ‬ ‫َ َّ‬
‫شك آخر‪ ،‬وإنّما عليه أن يسجد بعد‬ ‫شك فِي ِه‪ ،‬فال يعمل بالشك؛ ألنّه سيفتح عليه باب ٍّ‬
‫َّ َ‬
‫السل ِم‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َّ ُ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُّ َ َ‬ ‫ُُْ‬ ‫َ َ ْ َ ََ‬
‫ورة‬ ‫وت فل سجود علي ِه ولكِنه يكره عمده‪ ،‬ومن زاد الس‬ ‫ومن جهر ِف القن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫َّ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫ي فل سجود علي ِه‪َ ،‬ومن س ِمع ذِك َر مم ٍد ‪َ ‬وه َو ِف‬ ‫خريت ِ‬ ‫ي ال ِ‬‫ِف الركعت ِ‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ٌ َ َ َ ً‬
‫اء كن ساهِيا أ ْو عمِدا أ ْو قائ ِما أ ْو جال ِسا‪.‬‬ ‫الصلة ِ فصل علي ِه فل شء علي ِه‪ ،‬سو‬
‫ورة‪َ ،‬أوْ‬ ‫ورة إ َل ُس َ‬ ‫ث ف َر ْك َعة َواح َدة َأ ْو َخ َر َج م ِْن ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ََ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ي فأك ِ‬ ‫ومن قرأ سورت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش َء َعل ْيه ف َجِيع ذل َِك‪َ ،‬و َم ْن أ َش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ََْ َ‬
‫ار ِف صلت ِ ِه بِي ِده ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ورة ِ فل ْ‬ ‫الس َ‬ ‫َرك َع قبل ت َم ِ‬
‫ام‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫اتة ساهِيا سجد بعد السل ِم‪ ،‬وإِن كن‬ ‫أو رأ ِس ِه فل شء علي ِه‪ ،‬ومن كرر الف ِ‬
‫ْ ْ َ ُ‬ ‫َ ً َ َّ‬
‫عمِدا فالظاه ُِر الُطلن‪.‬‬

‫املسائل‬
‫ََ ُ ُ َ َ َْ‬ ‫ُُْ‬ ‫َ ْ َ ََ‬
‫وت‪ :‬أي قنوت الراتبة يف الفجر‪ ،‬فل سجود علي ِه؛‬
‫املسألة األوىل‪ :‬من جهر ِف القن ِ‬
‫سهو عليها يف‬‫ٍ‬ ‫ألن القنوت يف الفجر يف المذهب من الفضائل‪ ،‬والفضائل ال سجود‬ ‫ّ‬
‫المذهب‪.‬‬
‫ََ‬ ‫َّ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُّ َ َ‬
‫ي يف الصالة الرباعية‪ ،‬فل‬ ‫خريت ِ‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬من زاد السورة ِف الركعت ِ‬
‫ي ال ِ‬
‫ُ ُ َ َ َْ‬
‫ّبي ‪ ‬أنّه قرأ فيهما بعد الفاتحة[[[‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫ثبت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫سجود عل‬
‫َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ‬
‫ش َء علي ِه ‪،‬‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من س ِمع ذِك َر مم ٍد ‪َ ‬وه َو ِف الصلة ِ فصل علي ِه فل‬
‫َ َ ٌ َ َ َ ً َ َ ً َ َ ً َ َ ً‬
‫اء كن ساهِيا أ ْو عمِدا أ ْو قائ ِما أ ْو جال ِسا؛ ألنّه ليس بكالم‪.‬‬ ‫سو‬
‫ّبي ‪.‬‬
‫واألرجح أنه ال يصلي على الن ّ‬

‫[[[ رواه مسلم (‪.)452‬‬

‫‪108‬‬
‫َ ْ َ ََ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫حد ٍة فال شيء عليه‪ ،‬وقد ثبت‬
‫ي فأكث ِف ركع ٍة وا ِ‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬من قرأ سورت ِ‬
‫النبي ‪.[[[ ‬‬
‫ذلك عن ّ‬
‫َ َ ْ َْ َ َ َ ْ َ َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬من أشار ِف صلت ِ ِه بِي ِده ِ أو رأ ِس ِه فل شء علي ِه؛ لما ثبت عن‬
‫شير يف َصالَتِه[[[‪.‬‬ ‫ّبي ‪ ‬كان ُي ُ‬ ‫ّ‬
‫أنس ‪ ‬أن الن ّ‬
‫«م ْن َأ َش َار فِي َصالَتِ ِه إِ َش َار ًة ُت ْف َه ُم َعنْ ُه َف ْل ُي ِعدْ َصالَتَه» فهو ضعيف[[[‪.‬‬
‫وأما حديث‪َ :‬‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ َ َ‬
‫اتَة فله حالتان‪:‬‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬من كرر الف ِ‬
‫َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫األولى‪ :‬إن اكن ساهِيا سجد بعد السل ِم؛ ألنّه زاد ركنًا ساه ًيا فيسجد بعد السالم‪.‬‬
‫ْ َ َ َ ً َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫متعمدً ا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إِن كن عمِدا فالظاهِر الطلن عند المؤلف؛ ألنّه زاد ركنًا ّ‬
‫المعتمد يف المذهب‪ :‬عدم البطالن‪ ،‬ويسجد بعد السالم‪ ،‬وهو الراجح‪.‬‬

‫ً‬
‫موصوال (‪ ،)2901‬وصححه األلباين‪.‬‬ ‫[[[ رواه البخاري مع ّل ًقا (‪ ،)774‬والرتمذي‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)943‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)944‬وضعفه األلباين يف السلسلة الضعيفة (‪.)1104‬‬

‫‪109‬‬
‫السَّ‬ ‫َ ُّ ُ ِ َ َ َ ْ ُ َ ْ َها‪َ ،‬و َم ْن تَ َذ َّك َر ِّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ ُّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫جع إِل‬‫ومن تذكر السورة بعد انِنائ ِ ِه إِل الركوع فل ير ِ‬
‫ُّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُّ ُ ِ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫اءة‪ ،‬فإِن كن ذل ِك ِف السورة ِ وحدها أعدها ول‬ ‫أو الهر قبل الركوع أعد ال ِقر‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ َ َ َْ‬
‫الرك ِ‬
‫وع‬ ‫ات ِة أعدها وسجد بعد السل ِم‪ ،‬وإِن فات ِب‬ ‫س ُجود علي ِه‪َ ،‬وإِن كن ِف الف ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ ِّ َ ْ َ َّ َ َ َ ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ‬
‫اتَ ِة أ ِو‬
‫اء كن م َِن الف ِ‬ ‫اله ِر قبل السل ِم َول ِْتكِ الس بعد السل ِم سو‬ ‫سجد ل ِتكِ‬
‫ُّ َ ْ َ َ‬
‫ورة ِ َوحدها‪.‬‬ ‫الس‬
‫َّ َ َ َ َ ْ َ َ ٌ َ َ َ ً َ ْ َ ً َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬
‫حك ِف الصلة ِ بطلت‪ ،‬سواء كن ساهِيا أو عمِدا‪ ،‬ول يضحك ِف‬ ‫ومن ض ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َص َلتِه إ َّل َغف ٌِل ُم َتلع ٌ‬
‫َ‬
‫ِب‪َ ،‬والمؤم ُِن إِذا قام للِصل ٍة أع َرض بِقلبِ ِه عن ك ما‬ ‫ِ ِ‬
‫ُْ َ َُ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض بِقلبِ ِه جلل اهللِ سبحانه‬ ‫ِسوى اهللِ سبحانه وترك ادلنيا وما فِيها‪ ،‬حت ي ِ‬
‫َ َ ُ ْ ُ َّ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ََُ َ َ ُ َُُْ َ َ َْ ُ ُ ْ ََْ‬
‫ني‪َ ،‬ول‬ ‫َوعظمته‪َ ،‬وي ْرت ِعد قلبه َوت ْره ُب نفسه مِن هيب ِة اهللِ‪ ،‬فه ِذه ِ صلة المت ِق‬
‫َّ َ ُ ْ َ َ ٌ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ َ ِّ‬ ‫َّ َ ُّ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫ش َء علي ِه ِف اتلبس ِم‪ ،‬وبكاء الا ِش ِع ِف الصلة ِ مغتفر‪ ،‬ومن أنصت ل ِمتحد ٍث‬
‫َ ً ََ َ ْ َ َْ‬
‫ش َء علي ِه‪.‬‬ ‫قلِيل فل‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُْ ُ‬
‫ارق الرض بِيدي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬‫وس‬
‫ِ‬ ‫ي قبل الل‬ ‫ومن قام مِن ركعت ِ‬
‫ََ ُ ُ َ َ َْ َ ْ َ ََ َ َ َ َ ََْ َْ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُْ ُ‬
‫جع‬ ‫وس ول سجود علي ِه‪ ،‬وإِن فارقها تمادى ولم ير ِ‬ ‫وركبتي ِه رجع إِل الل ِ‬
‫َ ً َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ ً‬
‫َ‬
‫ام ساهِيا أ ْو عمِدا صحت‬ ‫وسجد قبل السل ِم‪ ،‬وإِن رجع بعد المفارق ِة وبعد ال ِقي ِ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫صلته َوسجد بعد السل ِم‪.‬‬

‫املسائل‬
‫َ ُّ ُ ِ َ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ ُّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫جع إ ِ ْلها؛ ألنّه ال‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫وع‬‫ك‬ ‫الر‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ا‬ ‫ِن‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬من تذكر السورة بعد ان‬
‫يرجع من الركن إلى السنّة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ ِّ َّ َ ْ ْ َ ْ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬من تذكر الس أو الهرَ‪ ،‬فله حالتان‪:‬‬
‫َ ْ َ ُّ ُ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫وع أعد ال ِقراءة‪ّ ،‬‬
‫ألن الجهر والسر سنة تجرب بسهو‪،‬‬ ‫الحالة األولى‪ :‬إن كان قبل الرك ِ‬
‫وتركه له على نوعين‪:‬‬
‫ُّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬
‫ورة ِ َوحدها أعدها َول سجود علي ِه‪.‬‬ ‫األول‪ :‬إِن كن ذل ِك ِف الس‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ات ِة أعدها وسجد بعد السل ِم؛ ألنّها فريضة‪.‬‬ ‫الثاين‪َ :‬وإِن كن ِف الف ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫اله ِر قبل السل ِم َول ِْتكِ‬ ‫وع سجد ل ِتكِ‬ ‫الرك ِ‬ ‫ات الجهر أو السر ب َِ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬إِ ْن َف َ‬
‫ُّ َ ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ ِّ َ ْ َ َّ َ َ َ ٌ َ َ‬
‫ورة ِ َوحدها‪.‬‬ ‫اتَ ِة أ ِو الس‬ ‫اء كن م َِن الف ِ‬ ‫الس بعد السل ِم سو‬
‫شءَ‬ ‫ا‪،‬و َل َ ْ‬ ‫اء َك َن َساه ًِيا َأ ْو َعم ًِد َ‬ ‫ت‪َ ،‬س َو ٌ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ‬
‫حك ِف الصلة ِ بطل‬
‫َ ْ َ َ‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من ض ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ َْ‬
‫علي ِه ِف اتلَّبس ِم إال أنّها مكروهة‪.‬‬
‫الص َلة ِ ُم ْغ َت َف ٌ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ ُ َْ‬
‫ّبي ‪ ‬أ َّن ُه كان‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫وقد‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬بكاء‬
‫َأز ٍيز ِ‬
‫الم ْر َجل[[[‪.‬‬ ‫ُي َص ّلي َو َله َأ ِز ٌيز ك ِ‬

‫وس فله حالتان‪:‬‬ ‫املسألة اخلامسة‪َ :‬م ْن َقا َم ِم ْن َر ْك َع َت ْي ِن َق ْب َل ا ْل ُج ُل ِ‬


‫ََ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫وس ول‬ ‫ارق الرض بِيدي ِه وركبتي ِه رجع إِل الل ِ‬ ‫األولى‪ :‬إِن تذكر قبل أن يف ِ‬
‫ُ ُ َ َ َْ‬
‫سجود علي ِه‪.‬‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫جع َوسجد قبل السل ِم؛ ألنّه ال يرجع من الركن إلى‬ ‫الثانية‪ :‬إِن فارقها تمادى ولم ير ِ‬
‫الواجب‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ِ َ ً َ ْ َ ً َ َّ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫وإِن رجع بعد المفارق ِة وبعد ال ِقيام ساهِيا أو عمِدا صحت صلته وسجد بعد‬
‫َّ َ‬
‫السل ِم‪ ،‬والفرق بين السهو والعمد يف اإلثم‪.‬‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)904‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ْ َ َ َ ً ََ َ ْ َ َ ُُ‬ ‫َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫َومن نفخ ِف صلت ِ ِه ساهِيا سجد بعد السل ِم‪َ ،‬وإِن كن عمِدا بطلت صلته‪،‬‬
‫َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُّ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ َ ُ َ ِّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫الم ِد َول ي ُرد ع من شمته َول يشمت‬ ‫َومن عطس ِف صلت ِ ِه فل يشت ِغل ِب‬
‫َ َُْ ُ‬ ‫َّ َ َ َّ َ‬ ‫َ ً َ ْ َ َ َ ََ َ ْ َ َ َْ َ َ ْ ََ َ َ‬
‫اءب ِف الصلة ِ سد فاهُ‪َ ،‬ول ينفث‬ ‫عطِسا‪ ،‬فإِن حِد اهلل فل شء علي ِه‪ ،‬ومن تث‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََّ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫اج ُح ُ‬ ‫إ َّل ف ثَ ْوب ِه م ِْن َغ ْي إ ْخ َ‬
‫وف‪َ ،‬ومن شك ِف حد ٍث أو ناس ٍة فتفكر ِف‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ ً ُ َّ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫صلت ِ ِه قلِيل‪ ،‬ثم تيقن الطهارة فل شء علي ِه‪.‬‬
‫ش َء َعلَ ْيه‪َ ،‬وإ ْن َت َع َّم َد َف ُه َو َم ْك ُر ٌ‬ ‫الص َلة ِ َساه ًِيا َف َل َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ََْ َ‬
‫وه‪َ ،‬وإ ِ ِن‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫وم ِن الف‬
‫َّ َ َْ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الصل َة‪َ .‬و َم ْن َص َّل بَ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سق ِف الصلة ِ أو‬ ‫ب أو‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ير‬
‫ِ ِ ٍ‬‫ر‬ ‫استدبر ال ِقبلة قطع‬
‫ي‬
‫َ َ ْ َْ‬
‫غ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫يح ٌة‪َ ،‬و َم ْن َغلِ َط ف الْ ِق َر َ‬
‫اء‬
‫َ‬
‫ح‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ُُ َ‬
‫ص‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ع‬
‫َ َ َ ُ َ َّ ً َ ُ َ َ‬
‫نظر مرما فهو‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت م ِْن ال ُق ْ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َ ْ َ َّ ِ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الْ ُق ْ‬
‫ود َعل ْي ِه إل أ ْن َي َت َغ َّ َ‬
‫ي‬
‫ُ ُ َ‬
‫ج‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫آن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫الس‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫آن‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫اللفظ أو يفسد المعن فيسجد بعد السل ِم»‪.‬‬

‫املسائل‬
‫ْ َ َ َ ً ََ َ ْ‬ ‫َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫املسألة األوىل‪ :‬من نفخ ِف صلت ِ ِه ساهِيا سجد بعد السل ِم ‪َ ،‬وإِن كن عمِدا بطلت‬
‫َ َ ُُ‬
‫الصال َِة َف َقد ْ َت َك ّلم»[[[‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«م ْن َن َف َخ في َّ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫لقول‬ ‫كالم‬ ‫النفخ‬ ‫ّ‬
‫ألن‬ ‫؛‬ ‫ه‬ ‫صلت‬

‫ت َّ‬
‫الش ْم ُس‬ ‫أن النفخ ليس كالما فعن عبد اهلل بن عمرو ‪ ‬قال‪« :‬ا ْنكَس َف ِ‬ ‫واألرجح‪ّ :‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ف»[[[‪.‬‬ ‫ف ُأ ٍّ‬ ‫ود ِه‪َ ،‬ف َق َال‪ُ :‬أ ٍّ‬ ‫ول اهَّلل ِ ‪ُ ...‬ثم َن َف َخ فِي ِ‬
‫آخرِ سج ِ‬ ‫َع َلى َع ْه ِد رس ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬

‫[[[ رواه عبد الرزاق يف المصنف (‪.)3017‬‬


‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)1149‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ً‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫سرا يف‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬من عطس ِف صلت ِ ِه فل يشت ِغل بِالم ِد جهرا‪ ،‬ويشرع له ًّ‬
‫الفرض والنفل؛ ودليله حديث رفاعة ابن رافع‪.[[[ ‬‬
‫َ َ ُّ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ‬
‫ول ي ُرد ع من شمته‪ ،‬وتبطل الصالة إن ر َّد‪ ،‬وهو صحيح‪.‬‬
‫َ َ ُ َ ِّ ُ َ ً‬
‫شمت بطلت الصالة‪ ،‬وهو صحيح؛ ودليله حديث معاوية بن‬ ‫ّ‬ ‫فإن‬ ‫ا‬ ‫ِس‬ ‫ول يشمت عط‬
‫الحكم ‪.[[[ ‬‬
‫َّ َ َ َّ َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ‬
‫اءب ِف الصلة ِ سد فاهُ؛ لقوله ‪«:‬إِ َذا َت َث َاو َب َأ َحدُ ك ُْم فِي‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من تث‬
‫الش ْي ِ‬
‫طان‬ ‫َّثاؤب ِم َن َّ‬
‫ان َيدْ ُخ ُل»[[[‪ ،‬وقوله ‪« :‬الت ُ‬ ‫اع‪َ ،‬فإِ َّن َّ‬
‫الش ْي َط َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالَة َف ْل َيكْظ ْم َما ْاس َت َط َ‬‫َّ‬
‫طان»[[[‪.‬‬ ‫ك ِمنْ ُه الش ْي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫قال «ها» َض ِ‬
‫أحدَ ك ُْم إذا َ َ‬
‫فإن َ‬
‫َطاع َّ‬‫أحدُ ك ُْم َف ْل َي ُر َّد ُه ما ْاست َ‬‫فإذا تَثا َء َب َ‬
‫َ ً ُ َ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬من شك ِف حد ٍث أ ْو نَاس ٍة فتفك َر ِف صلت ِ ِه قلِيل‪ ،‬ث َّم تيق َن‬
‫َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ش َء عليه‪ ،‬وإن تيقن الحدث بطلت صالته‪ ،‬وإن تيقن النجاسة فإن‬ ‫الطهارة فل‬
‫استطاع إزالتها استمر وإن لم قطع‪.‬‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬حكم االلتفات يف الصالة وأحواله‪.‬‬
‫ش َء َعلَ ْيه‪َ ،‬وإ ْن َت َع َّم َد َف ُه َو َم ْك ُر ٌ‬
‫الص َلة ِ َساه ًِيا َف َل َ ْ‬
‫َّ‬ ‫َ ََْ َ‬
‫وه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫األول‪ :‬م ِن الف‬
‫ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫متعمدً ا أثناء الصالة فإنّه‬ ‫ّ‬ ‫الثاين‪ :‬إ ِ ِن استدب َر ال ِقبلة قطع الصلة‪ :‬إذا استدبر القبلة‬
‫يقطعها؛ ألنّه ترك شر ًطا ّ‬
‫متعمدً ا‪.‬‬

‫[[[ رواه الرتمذي (‪ ،)404‬والنسائي (‪ ،)931‬وحسنه األلباين‪.‬‬


‫[[[ رواه مسلم (‪.)537‬‬
‫[[[ رواه مسلم (‪.)2995‬‬
‫البخ ِ‬
‫اري (‪.)3289‬‬ ‫[[[ َر َوا ُه َ‬

‫‪113‬‬
‫َّ َ َ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫م َّر ًما َف ُهوَ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ب أو سق ِف الصلة ِ أو نظر‬ ‫ير أو ذه ٍ‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬من صل ِب ِر ٍ‬
‫َ ٌ‬ ‫َ َ ُُ َ‬ ‫َ‬
‫منفك عن الصالة ليس من شروطها وال من أركاهنا‪.‬‬ ‫ألن النهي ٌّ‬ ‫يحة؛ ّ‬ ‫ع ٍص َوصلته ص ِ‬
‫ح‬
‫َ َ‬
‫اءة ِ بِكلِم ٍة فله حالتان‪:‬‬ ‫المسألة السابعة‪ :‬من َغلِ َط ف الْ ِق َر َ‬
‫ِ‬
‫ْ َ ْ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫متعمد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غير‬ ‫ا‬‫م‬‫ً‬ ‫كال‬ ‫يف‬ ‫زاد‬ ‫ّه‬
‫ن‬ ‫أل‬ ‫؛‬‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫آن سجد بعد الس‬ ‫ي القر ِ‬ ‫األولى‪ :‬إن كانت مِن غ ِ‬
‫واألرجح أنّه ال يسجد للسهو‪.‬‬
‫ْ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ ْ ُ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬
‫ي اللفظ أ ْو يفسد‬ ‫آن فل سجود علي ِه إِل أن يتغ‬ ‫الثانية‪ :‬إِن كنت اللكمة مِن القر ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫المعن فيسجد بعد السل ِم‪ ،‬واألرجح أنّه ال سجود عليه مطل ًقا‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫َّ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ضوء‪َ،‬‬ ‫َومن نعس ِف الصلة ِ فل سجود علي ِه‪ ،‬وإِن ثقل نومه أعد الصلة والو‬
‫ُ ْ َ َ ٌ َ َّ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ ُ ْ َ َ ٌ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫ام منك ٌر َول تبطل‬ ‫يض مغتفر‪ ،‬واتلنحنح ل ِلضورة ِ مغتفر‪ ،‬ول ِِلفه ِ‬ ‫َوأنِني الم ِر ِ‬
‫ُ َ َ َ َّ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ َ َ ٌ ََ َ َُ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫الصلة ب ِ ِه‪ ،‬ومن ناداه أحد فقال ل‪ :‬سبحان اهلل ك ِره وصحت صلته‪.‬‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ٌ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ََ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫َومن َوقف ِف ال ِقراءة ِ ولم يفتح علي ِه أحد ترك ت ِلك الي ِة وقرأ ما بعدها‪،‬‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ً َ ْ َ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ‬
‫اتَ ِة‬ ‫ي ي َدي ِه إِل أن يكون ِف الف ِ‬ ‫فإِن تعذرت علي ِه ركع‪ ،‬ول ينظر مصحفا ب‬
‫َ َ ُ َّ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ‬
‫يه ِ‪ ،‬فإِن ترك مِنها آية سجد قبل السل ِم‪ ،‬وإِن‬ ‫فل ب َد مِن كمال ِها بِمصح ٍف أو غ ِ‬
‫ََ َ ْ َ َ ُُ ََ ََْ ُ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ََ ََ َ ْ َ َ ُُ َ َ ْ ََ َ َ‬
‫ي إِما ِم ِه بطلت صلته‪ ،‬ول يفتح ع‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫كن أكث بطلت صلته‪ ،‬ومن فتح‬
‫َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫إِما ِم ِه إِل أن ينت ِظر الفتح أو يف ِسد المعن‬
‫ُّ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُُ َ ً‬
‫ور ادلنيا نقص ثوابه ولم تبطل صلته‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫يل‬ ‫ومن جال ف ِكره قلِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َْ ِ َْ َ ََ ْ ْ َ َ َ َ‬
‫ي مِن‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ق‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫دفع الماش بي يدي ِه أو سجد‬
‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ش َء َعلَ ْي ِه‪َ ،‬و َل َ ْ‬
‫امتِ ِه َف َل َ ْ‬
‫قءِ َوالقل ِس ِف الصلة ِ‪.‬‬ ‫ش َء ِف َغل َب ِة ال َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫عِم‬

‫املسائل‬
‫َّ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ألن النعاس ليس له أثر على‬ ‫ود علي ِه؛ ّ‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬من نعس ِف الصلة ِ فل سج‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫ألن النوم الثقيل ينقض الوضوء‪.‬‬ ‫الوضوء‪ ،‬وإِن ثقل نومه أعد الصلة والوضوء؛ ّ‬
‫يض ُم ْغ َت َف ٌر ال سجود سهو عليه‪ ،‬وكذا اتلَّ َن ْح ُن ُح ل َّ ُ‬
‫ِلض َ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫ورة ِ‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬أنِني الم ِر ِ‬
‫ُ ْ َ َ ٌ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ ُ َّ َ ُ‬
‫ام منك ٌر َول تبطل الصلة ب ِ ِه‪.‬‬ ‫مغتفر‪ ،‬ول ِِلفه ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َّ ْ َ َ ُ ُ‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من ناداه أحد فقال ل‪« :‬سبحان اهلل» ك ِره وصحت صلته‪ :‬من ناداه‬
‫أحدٌ وهو يف الصالة له حالتان‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫أ ‪ -‬ناداه ٍ‬
‫ألمر يخص الصالة‪ ،‬يسبح وال كراهة‪.‬‬
‫ألمر ال يخص الصالة‪ ،‬فيسبح فهذا مكروه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ناداه ٍ‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ٌ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬من َوقف ِف ال ِقراءة ِ ولم يفتح علي ِه أحد ترك ت ِلك الي ِة وقرأ ما‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫بعدها‪ ،‬فإِن تعذ َرت علي ِه َركع‪ ،‬وليس عليه سجود سهو‪.‬‬
‫ُ ْ َ ً َ ْ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ َُْ‬
‫ي يدي ِه إِل أن يكون ِف‬ ‫املسألة اخلامسة‪ :‬ل ينظ ُر من وقف يف القراءة مصحفا ب‬
‫َ َ ُ َّ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫اتَ‬ ‫َْ‬
‫يه ِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫د‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ركن‪،‬‬ ‫ّها‬
‫ن‬ ‫أل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ال‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ََ ََ َ ْ َ َ ُُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ث بطلت صلته‪.‬‬ ‫فإِن ت َرك مِنها آية سجد قبل السلم ِوال تبطل صالته‪ ،‬وإِن كن أك‬
‫ََ َ ْ َ َ ُُ‬ ‫َ ْ ََ َ ََ َ ْ َ‬
‫ي إِما ِم ِه بطلت صلته يف املذهب لعدم االرتباط‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬من فتح ع غ ِ‬
‫بين الصالتين‪ ،‬فيكون كال ًما عمدً ا‪.‬‬
‫واألرجح‪ :‬عدم البطالن‪.‬‬
‫َْْ َ َْ ُْ َ َْ ْ َ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ََْ ُ ََ َ‬
‫َول يفتح ع إِما ِم ِه مبارشة إِل أن ينت ِظر اإلمام الفتح أو يف ِسد المعن‪.‬‬
‫َ‬
‫ُّ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫ادلنيا نق َص ث َواب ُه؛ ّ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُُ َ ً‬
‫ألن التفكر منايفٌ‬ ‫ور‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫املسألة السابعة‪ :‬من جال ف ِكره قلِ ِ‬
‫يل‬
‫َ َُْ ْ َ َ ُُ‬
‫للخشوع َول ْم تبطل صلته؛ ألنّه ليس من شروطها أو أركاهنا‪.‬‬
‫ََْ ََْ‬ ‫ََ ْ‬
‫ي يدي ِه فال يشء عليه من سجود سهو أو‬ ‫اش ب‬ ‫املسألة اثلامنة‪َ :‬م ْن دف َع ال َم ِ‬
‫مأمور به من قبل الشرع‪ ،‬قال ‪« :‬إِ َذا َص َّلى َأ َحدُ ك ُْم إِ َلى َش ْي ٍء َي ْست ُُر ُه ِم ْن‬ ‫ٌ‬ ‫كراهة؛ ألنّه‬
‫ان»[[[‪.‬‬ ‫َّاس َف َأ َرا َد َأ َحدٌ َأ ْن َي ْجتَا َز َب ْي َن َيدَ ْي ِه َف ْل َيدْ َف ْع ُه َفإِ ْن َأ َبى َف ْل ُي َقاتِ ْل ُه َفإِن ََّما ُه َو َش ْي َط ٌ‬
‫َالن ِ‬
‫َ َ َ َ َ ِّ َ ْ َ‬
‫املسألة اتلاسعة‪ :‬من سجد ع ِشق جبهتِ ِه فال يشء عليه؛ ألنّه يكفي السجود على‬
‫ما يمكن من الجبهة‪ ،‬إذ هو الواجب عليه‪.‬‬

‫البخ ِ‬
‫اري (‪ ،)509‬ومسلم (‪.)509‬‬ ‫[[[ َر َوا ُه َ‬

‫‪116‬‬
‫ْ َ َ ََ َ ْ َ َ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َّ َ ْ‬
‫ي مِن عِمامتِ ِه فل شء علي ِه‪.‬‬ ‫املسألة العارشة‪ :‬من سجد ع طي ٍة أو طيت ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫املسألة احلادية عرشة‪َ :‬ل َ ْ‬
‫قءِ َوالقل ِس ِف الصلة ِ؛ إذا لم يرجع منه‬ ‫ش َء ِف َغل َب ِة ال َ ْ‬
‫إلى المعدة شيء‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫َْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ‬
‫المام إِل أن يكون مِن نق ِص الف ِريضةِ‪ ،‬وإِذا سها‬ ‫وم َي ِمله ِ‬ ‫وسهو المأم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ِ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُْْ ُ َْ ََ َ ْ ُ َ َ‬
‫ي الول‪ ،‬فإِن ط ِمع ِف إِدراكِ‬ ‫حم ع ِن الركوع وهو ِف غ ِ‬ ‫المأموم أو نعس أو زو ِ‬
‫َ َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََْ ْ‬
‫الركوع‬ ‫ام قبل َرف ِع ِه مِن السجدة ِ اثلانِي ِة ركع ول ِقه‪ ،‬وإِن لم يطمع ترك‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َْ َ َْ َ َ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ََ َ َ َُ َ َ َ ًَ‬‫َ‬
‫وتبِع إِمامه وقض ركعة ِف مو ِض ِعها بعد سلم إِما ِم ِه‪ ،‬وإِن سها ع ِن السجو ِد‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫المام إِل ركع ٍة أخرى سجد إِن ط ِمع ِف إِدراكِ‬ ‫حم أو نعس حت قام ِ‬ ‫أو زو ِ‬
‫َْ ُ َ‬‫َ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ًَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْ َ ْ َ ُّ ِ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المام َوقض َركعة أخ َرى أيضا‪َ ،‬وحيث قض‬ ‫ام قبل الركوع وإِل ترك َه وتبِع ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وع أ ْو السجودِ‪.‬‬ ‫الرك ِ‬ ‫ون شاك ف ُّ‬
‫ِ‬ ‫الركعة فل سجود علي ِه إِل أن يك‬ ‫َّ‬

‫املسائل‬
‫َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َْْ‬
‫المام إِل أن يكون مِن نق ِص‬ ‫وم يف السنن ي ِمله ِ‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬سه ُو المأم ِ‬
‫َْ َ‬
‫الف ِريض ِة فال يحمله اإلمام عن المأموم‪ ،‬أما الفضائل فليس يف تركها سجود سهو‪.‬‬
‫َ َ َ َُْْ ُ َْ ََ َ َْ ُ‬
‫ح َم فله حالتان‪:‬‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬إِذا سها المأموم أو نعس أو ِ‬
‫و‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ ِ َ ُ َ َ ْ ْ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ي الول‪ ،‬فإِن ط ِمع ِف إِدراكِ‬‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون ذلك ع ِن الركوع وهو ِف غ ِ‬
‫َ َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ُّ ُ َ َ َ‬ ‫ْ َ ََْ ْ‬
‫الركوع َوتبِع‬ ‫ام قبل َرف ِع ِه مِن السجدة ِ اثلانِي ِة ركع ول ِقه‪ ،‬وإِن لم يطمع ترك‬‫الم ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َْ َ َْ َ َ ِ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ َُ َ َ َ َ‬
‫إِمامه وقض ركعة ِف مو ِض ِعها بعد سلم إِما ِم ِه‪.‬‬
‫صورة المسألة‪ :‬سها المأموم عن الركوع يف غير الركعة األولى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إذا غلب على الظ ِّن إدراك اإلمام قبل أن يرفع رأسه من السجدة الثانية‪ ،‬فعلى‬
‫المأموم أن يركع ويلحق اإلمام‪ ،‬وال سجود عليه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إذا لم يغلب على الظ ِّن إدراك اإلمام قبل أن يرفع رأسه من السجدة الثانية‪،‬‬

‫‪118‬‬
‫فعلى المأموم أن يرتك الركوع وتبع إمامه‪،‬ويقضى ركعة بعد سالم إمامه‪ ،‬وال سجود‬
‫عليه إن كان متأكدً ا بأنّه ترك الركوع‪ ،‬وإال سجد بعد السالم بسبب الشك‪.‬‬
‫مشهور المذهب‪ :‬يفرق بين الركعة األولى وغيرها‪.‬‬
‫الصحيح‪ :‬عدم التفريق‪.‬‬
‫ُّ ُ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫المام إِل َركع ٍة‬
‫حم أو نعس حت قام ِ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬إِن سها ع ِن السجو ِد أو زو ِ‬
‫َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ً‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ُّ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫المام َوقض َركعة‬ ‫ع‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫وع‬ ‫ك‬ ‫الر‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫م‬‫ال‬
‫ِ‬ ‫اكِ‬‫ر‬ ‫د‬‫ُأخرى َسجد إِن ط ِم ِ ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬ ‫ع‬
‫ْ ً‬ ‫ْ‬
‫أخ َرى أيضا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ركعة أخرى‪:‬‬ ‫صورة المسألة‪ :‬سها المأموم عن السجود حتى قام اإلمام إلى‬
‫أ ‪ -‬إذا غلب على الظ ّن إدراك اإلمام قبل الركوع‪ ،‬سجد المأموم ولحق إمامه‪ ،‬وال‬
‫سجود عليه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إذا لم يغلب على الظ ِّن إدراك اإلمام قبل الركوع‪ ،‬ترك المأموم السجود وتبع‬
‫إمامه وقضى ركعة بعد سالم إمامه‪ ،‬وال سجود عليه إن كان على يقين من ترك السجود‪،‬‬
‫وإال سجد بعد السالم بسبب الشك‪.‬‬
‫ُّ ُ ِ َ ْ ُّ ُ‬ ‫َّ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ َ ًّ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫َوحيث قض الركعة فل سجود علي ِه إِل أن يكون شاك ِف الركوع أو السجودِ‪،‬‬
‫يف كلتا الصورتين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ول ف ِْعلُ ُه َأوْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ٌ َ ْ َ َّ ٌ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ‬
‫ومن جاءته عقرب أو حية فقتلها فل شء علي ِه إِل أن يط‬
‫ْ ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ََ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ َّ َ ْ ُ‬
‫يستدب ِ َر ال ِقبلة فإِنه يقطع‪َ ،‬ومن شك هل ه َو ِف ال ِوت ِر أو ِف ثانِي ِة الشف ِع جعلها‬
‫َ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ً‬
‫ثانِية الشف ِع وسجد بعد السل ِم ثم أوتر‪ ،‬ومن تكلم بي الشف ِع والوت ِر ساهِيا‬
‫ََ َ ْ َ َ َْ َ ْ َ َ َ ً ُ َ ََ َ ْ َ َْ‬
‫ش َء علي ِه‬ ‫فل شء علي ِه‪ ،‬وإِن كن عمِدا ك ِره ول‬
‫َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ ْ ًّ َ‬
‫ام أقل مِن َركع ٍة فل يسجد معه ل قبلِيا َول‬ ‫الم ِ‬ ‫والمسبوق إِن أدرك مع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ ًّ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ ْ َ َ َ َ ً َ َ ً ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ث سجد معه‬ ‫بع ِديا فإِن سجد معه بطلت صلته وإِن أدرك ركعة كمِلة أو أك‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َّ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ام‬‫ال َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ل وأخر ابلع ِدي حت يتِم صلته فيسجد بعد س‬ ‫القب ِ َّ‬
‫َ ً َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫عمِدا بطلت صلته َوإِن كن ساهِيا سجد بعد السل ِم‪.‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ ِّ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ام فهو كلمصل وحده‪ ،‬وإِذا ترتب ع‬ ‫الم ِ‬
‫وإِن سها المسبوق بعد سل ِم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ٌّ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ْ ٌّ ْ َ َ‬
‫س‬ ‫ل‪َ ،‬و َم ْن ن َ ِ َ‬ ‫ج َه ِة َنف ِس ِه أ ْج َزأهُ ال َق ْب ِ ُّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫جه ِة إ ِ‬
‫وق بع ِدي مِن ِ‬ ‫المسب ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اءة ِ‬ ‫يد َشيْ ًئا م َِن الْ ِق َر َ‬ ‫ُّ ُ َ َ َ َ ً َ ُ ْ َ َ ُّ َ ُ ْ ُ َ‬
‫الركوع َوتذك َرهُ ِف السجو ِد رجع قائ ِما‪ ،‬ويستحب ل أن ي ِع‬
‫ُّ ُ َ َ َ َّ‬
‫ُ َ َ ُ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ‬
‫ث ّم َي ْركع َويسجد بعد السل ِم‪.‬‬

‫املسائل‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ٌ َ ْ َ َّ ٌ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫ش َء علي ِه إِل أن يطول ف ِعله‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬من جاءته عقرب أو حية فقتلها فل‬
‫َ َ ْ َ ْ ْ ْ َ َ َ َّ َ ْ‬
‫ألن من مبطالت الصالة عدم استقبال القبلة‬ ‫أ ْو يستدب ِ َر ال ِقبلة فإِن ُه يق َط ُع‪ ،‬ويعيدها؛ ّ‬
‫والحركة الكثيرة‪.‬‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ ُ َ ْ ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬من شك هل هو ِف ال ِوت ِر أو ِف ثانِي ِة الشف ِع جعلها ثانِية الشف ِع بنا ًء‬
‫ُ َّ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫على اليقين‪َ ،‬وسجد بعد السل ِم للشك ثم أوت َر بركعة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ْ َ َ َ ً‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ً َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ش َء علي ِه ‪َ ،‬وإِن كن عمِدا‬ ‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من تكلم بي الشف ِع والوت ِر ساهِيا فل‬
‫ُ َ ََ َ ْ َ َْ‬
‫ش َء علي ِه‪.‬‬ ‫ك ِره ول‬
‫َ‬
‫ْ َ ْ ُ ُ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ام أقل مِن َركع ٍة فلم يدرك الصالة؛‬ ‫الم ِ‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬المسبوق إِن أدرك مع ِ‬
‫َ َ َْ ُ ُ ََُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالَةَ»[[[‪ ،‬وعليه فل يسجد معه ل‬ ‫الصالَة َف َقدْ َأ ْد َر َك َّ‬‫«م ْن َأ ْد َر َك َر ْك َع ًة م َن َّ‬
‫لقوله ‪َ :‬‬
‫َ ْ ًّ َ َ ْ ًّ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قبلِيا َول بع ِديا فإِن سجد معه بطلت صلته‪.‬‬
‫َ َّ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ً َ َ ً َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َّ َ َ َّ َ َ ْ‬
‫ابلع ِد َّي حت يتِ َّم صلته‬ ‫وإِن أدرك ركعة كمِلة أو أكث سجد معه القب ِل وأخر‬
‫َ ْ َ َ َ ََ ْ َ ِ َ ً ََ َ ْ َ َ ُُ ْ َ َ َ ً َ َ َ‬ ‫ََ ْ ُ َ َْ َ َ َ‬
‫ام عمِدا بطلت صلته َوإِن كن ساهِيا سجد‬ ‫الم‬‫فيسجد بعد سل ِم ِه‪ ،‬فإِن سجد مع ِ‬
‫َ ْ َ َّ َ‬
‫بعد السل ِم‪.‬‬
‫صورة المسألة‪ :‬المسبوق مع اإلمام‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ركعة‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬أدرك مع اإلمام َّ‬
‫أقل من‬
‫ال يسجد معه القبلي وال البعدي؛ ألنّه لم يدرك حكم الجماعة‪.‬‬
‫فإن سجد معه القبلي أو البعدي بطلت صالته؛ ألنّه أدخل فيها ما ليس منها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أدرك مع اإلمام ركعة أو أكثر‪:‬‬
‫سجده معه القبلي‪.‬‬
‫وأخر البعدي‪ ،‬فيسجد بعد سالمه‪ ،‬فإن سجد البعدي مع إمامه‪ ،‬فله حالتان‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن يكون ساه ًيا‪ ،‬فسجد بعد السالم؛ ألنّه زاد السجود‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يكون عامدً ا‪ ،‬فتبطل صالته؛ ألنّه أدخل فيها ما ليس منها‪.‬‬

‫[[[ رواه البخاري (‪ ،)580‬ومسلم (‪.)607‬‬

‫‪121‬‬
‫ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ ِّ ْ‬
‫ام فه َو كل ُم َصل َوح َدهُ‪ :‬أي‪ :‬أنّ‬
‫الم ِ‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬إِن سها المسبوق بعد سل ِم ِ‬
‫سهو المأموم يف حال القدوة يحمله عنه اإلمام‪ ،‬وأما سهوه يف حال قضاء ما فاته فال‬
‫ألن االقتداء واالرتباط قد انقطع فحكمه إ ًذا حكم المنفرد‪.‬‬ ‫يحمله عنه؛ ّ‬
‫َ َ َ ٌّ ْ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ ٌّ ْ َ َ‬
‫جه ِة‬
‫ِ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫جه ِة إ ِ‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬إِذا ترتب ع المسب ِ‬
‫وق بع ِدي مِن ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َنف ِس ِه أ ْج َزأهُ ال َق ْب ِل‪ُّ.‬‬

‫صورة المسألة‪ :‬ترتب على اإلمام سجود بعدي‪ ،‬فالمأموم يؤخر البعدي حتى‬
‫يقضي ما فاته‪ ،‬وعند قضائه يرتتب عليه سجود قبلي‪ ،‬فيكتفي بالسجود القبلي؛ ألنّه‬
‫أقوى وألنّه يكفي سجود واحد ولو تعدد السبب‪.‬‬
‫ُّ ُ َ َ َ َ ً َ ُ ْ َ َ ُّ َ ُ َ ْ‬ ‫ُّ ُ َ َ َ َّ‬
‫املسألة السابعة‪َ :‬م ْن ن َ ِ َ‬
‫الركوع َوتذك َرهُ ِف السجو ِد رجع قائ ِما‪ ،‬ويستحب ل أن‬ ‫س‬
‫ُ َ َ ْ ً َ ْ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ‬
‫اءة ِ ث ّم َي ْركع َويسجد بعد السل ِم‪.‬‬ ‫ي ِعيد شيئا مِن ال ِقر‬
‫صورة المسألة‪ :‬نسي الركوع وتذكره يف السجود‪:‬‬
‫قائما ليكون ركوعه من قيام؛ ّ‬
‫ألن الحركة إلى الركن مقصودة‪.‬‬ ‫يرجع ً‬
‫ويستحب أن يقرأ شي ًئا من القرآن قبل أن يركع؛ ّ‬
‫ألن الركوع يكون عقب القراءة‪.‬‬
‫ويسجد للسهو بعد السالم للزيادة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫َ َ َ َ ً َ َ َ َ َ َّ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ ً َ َ ً َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫حدة َوتذك َرها بعد قِيا ِم ِه رجع جال ِسا وسجدها إِل أن‬ ‫ومن ن ِس سجدة وا ِ‬
‫ُ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َْ َ َ َ ََْ ْ َ‬
‫جدا‬ ‫ِْ‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وس‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يد‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ي‬ ‫يكون قد جلس قبل ال ِق‬
‫ْ َ َ َّ ُّ ُ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َْ َْ ْ َْ ُ ُ َ‬
‫ِيع ذل ِك بعد السل ِم‪َ ،‬وإِن تذك َر السجود بعد َرف ِع َرأ ِس ِه‬ ‫َولم يلِس َويسجد ِف ج ِ‬
‫َ َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ْ َ ً‬
‫جع َوألغ َركعة السه ِو َوزاد َركعة‬ ‫مِن الركع ِة ال ِت تلِيها تمادى ع صلت ِ ِه ولم ير ِ‬
‫ُ‬
‫ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ً َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ي َوتذك َر بعد عق ِد‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِف مو ِض ِعها بانِيا وسجد قبل الس‬
‫َْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َُْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْ َْ َ ُ ْ َ ْ َْ‬‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ي أ ْو كنت مِنهما َوتذك َر قبل عق ِد‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫الةِ‪ ،‬وبعد الس ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫اثل ِ‬
‫َ ََ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َّ ُّ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ َ َ ًّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ال ِصلت ِ ِه بطلت‬ ‫ال ِة ِلن السورة واللوس لم يفوتا‪ ،‬ومن سلم شاك ِف كم ِ‬ ‫اثل ِ‬
‫َ َ ُُ‬
‫صلته‪.‬‬

‫املسائل‬

‫املسألة األوىل‪َ :‬م ْن ن َِس َي السجود فله حاالت‪:‬‬


‫َ َ َ ً َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ً َ َ ً َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫حدة َوتذك َرها بعد قِيا ِم ِه َرجع جال ِسا َوسجدها‬ ‫الحالة األولى‪ :‬من نيس سجدة وا ِ‬
‫َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ ُ ُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ام فل ي ِعيد اللوس‪.‬‬ ‫إِل أن يكون قد جلس قبل ال ِقي ِ‬
‫َ َّ َ ً َ َ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ َْ‬
‫جدا َول ْم يلِس‪،‬‬
‫ي وتذكرهما بعد قيامه خر سا ِ‬ ‫س سجدت ِ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬من ن ِ‬
‫ويسجد للسهو بعد السالم‪.‬‬
‫َ َّ ْ َ َّ َ َ‬ ‫ُّ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َّ‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬إِن تذك َر السجود بعد رف ِع رأ ِس ِه مِن الركع ِة ال ِت تلِيها‪ ،‬كأن يرتك‬
‫السجود‪ ،‬ولم يتذكر إال بعد أن عقد الركوع من الركعة ا ّلتي تلي الركعة ا ّلتي نسي منها‬
‫الس ْه ِو ويزيد َر ْك َع ًة فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫السجود‪ ،‬فهذا يت ََما َدى َع َلى َص َلته وال َي ْرج ْع ويلغي َر ْك َع َة َّ‬
‫َم ْو ِض ِع َها َبانِ ًيا على صالته‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫َ َّ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َّ ُّ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬إِن تذك َر السجود بعد رف ِع رأ ِس ِه مِن الركع ِة ال ِت تلِيها سجد قبل‬
‫َّ َ ِ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َّ َ‬
‫الةِ؛ ألنّه أنقص السورة‪.‬‬
‫ي وتذكر بعد عق ِد اثل ِ‬ ‫السلم‪ ،‬إِن كنت مِن الول ِ‬
‫مثال‪ :‬نسي السجود يف الركعة الثانية‪ ،‬وتذكره بعد الركوع من الركعة الثالثة‪.‬‬
‫فيجعل الثالثة هي الثانية‪ ،‬ثم يجلس للتشهد‪ ،‬ثم يكمل الصالة‪ ،‬فيكون أنقص‬
‫محل الثالثة‪ ،‬فيسجد قبل السالم‪.‬‬ ‫السورة يف الركعة الثانية ا ّلتي ّ‬
‫ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ ُ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َّ َ‬
‫الةِ‪:‬‬
‫ي أو كنت مِنهما وتذكر قبل عق ِد اثل ِ‬ ‫الحالة الخامسة‪ :‬إِن لم تكن مِن الول ِ‬
‫يسجد بعد السالم إن كان السهو يف الركعتين األخيرتين أو يف األوليين وتذكر قبل عقد‬
‫ركوع الثالثة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬نسي السجود يف الركعة الثانية‪ ،‬وتذكره قبل الركوع من الثالثة‪ ،‬فيجعل الثالثة‬
‫هي الثانية‪.‬‬
‫َ ََ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ ًّ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬من سلم شاك ‪ -‬ولم يكن كثير الشك ‪ِ ،-‬ف كم ِ‬
‫ال ِصلت ِ ِه بطلت‬
‫َ ُ‬
‫َصلت ُه؛ ّ‬
‫ألن الذ ّمة ال تربأ إال بيقين‪ ،‬والشك يف كمال الصالة يف االنتهاء منها بالسالم‬
‫مفسد للصالة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫َّ َ َ َّ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫َوالسه ُو ِف صلة ِ القضاءِ كلسه ِو ِف صلة ِ الداءِ‪ ،‬والسهو ِف انلاف ِل ِة كلسه ِو‬
‫ُ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ِّ َ َ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ ِّ ِّ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َّ‬
‫اله ِر‪َ ،‬و ِزيادة ِ َركع ٍة‬ ‫ات ِة والسورة ِ والس و‬ ‫ِف الف ِريض ِة إِل ِف ِست مسائ ِل‪ :‬الف ِ‬
‫َّ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ُّ ُ‬ ‫َْْ َ ْ َ َ ََ ْ َ َ َْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫الركوعِ‬ ‫اتة ِف انلاف ِل ِة وتذك ِر بعد‬ ‫ان َبع ِض الرك ِن إِن طال‪ ،‬فمن ن ِس الف ِ‬ ‫ون ِسي ِ‬
‫ْ َ َّ ْ َ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َ َ َ َّ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ََ َ‬
‫الركعة َوي ِزيد أخ َرى‬ ‫تمادى َوسجد قبل السل ِم ِبِل ِف الف ِريض ِة فإِنه يل ِغ ت ِلك‬
‫ُّ َ َ‬
‫ال ْهرَ‬ ‫ور َة أو ْ َ‬ ‫الس‬ ‫س‬‫الس ُجودِ‪َ ،‬و َم ْن ن َ ِ َ‬‫ُّ‬
‫ار‬
‫ََََ َ ََ ُ ُ ُ ُ ُُ َ َ َ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫كِ‬ ‫َويتمادى ويكون سجوده كما ذكرنا ِف ت ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُّ ُ ِ َ َ َ‬ ‫أ ْو ِّ َّ‬
‫وع تمادى َول سجود علي ِه ِبِل ِف الف ِريضةِ‪.‬‬ ‫الس ِف انلاف ِل ِة وتذكر بعد الرك‬
‫ُّ ُ ِ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫وع َرجع َوسجد‬ ‫ال ٍة ِف انلَّاف ِل ِة فإِن تذك َر قبل عق ِد الرك‬ ‫ومن قام إِل ث ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ‬
‫الرابِعة َوسجد قبل السل ِم ِبِل ِف‬ ‫الة تمادى وزاد‬ ‫بعد السل ِم‪ ،‬وإِن عقد اثل ِ‬
‫ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ ِ َ َ ْ َ َ ْ ً ْ‬
‫س ُركنا مِن‬ ‫جع مت ما ذكر ويسجد بعد السلم‪ ،‬ومن ن ِ‬ ‫الف ِريض ِة فإِنه ير ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ ُّ ُ َ ْ ُّ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫وع أو السجو ِد ولم يتذكر حت سلم وطال فل إِعدة علي ِه ِبِل ِف‬ ‫انلاف ِل ِة كلرك ِ‬
‫ْ َ َ َ َّ ُ ُ ُ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ً َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ ً‬
‫الف ِريض ِة فإِنه ي ِعيدها أبدا‪ ،‬ومن قطع انلاف ِلة عمِدا أو ترك مِنها ركعة أو سجدة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َّ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ً َ َ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫وف‪.‬‬ ‫عمِدا أعدها أبدا‪ ،‬ومن تنهد ِف صلت ِ ِه فل شء علي ِه إِل أن ين ِطق ِبر ٍ‬

‫املسائل‬
‫َ َ ْ ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫املسألة األوىل‪ :‬السه ُو ِف صلة ِ القضاءِ كلسه ِو ِف صلة ِ الداءِ فهما سواء يف سهو‬
‫الزيادة والنقص والشك وجميع أحكام السهو‪.‬‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ َّ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫املسألة اثلانية‪ :‬السه ُو ِف انلَّاف ِل ِة كلسه ِو ِف الف ِريضةِ؛ لقوله ‪«:‬لِك ُِّل َس ْهو‬
‫ٍَس ْجدَ تَان»[[[‪.‬‬

‫[[[ رواه أبو داود (‪ ،)1038‬وابن ماجه (‪ ،)1219‬وحسنه األلباين‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫إال يف ستة مسائل هي على سبيل اإلجمال‪:‬‬
‫‪ - 1‬الفاتحة‪.‬‬
‫‪ - 2‬السورة‪.‬‬
‫‪ - 3‬السر‪.‬‬
‫‪ - 4‬الجهر‪.‬‬
‫‪ - 5‬زيادة ركعة‪.‬‬
‫‪ - 6‬نسيان األركان‪.‬‬
‫الصحيح‪ :‬عدم التفريق‪.‬‬
‫وأما على سبيل التفصيل فهي كالتالي‪:‬‬
‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ُّ ُ ِ َ َ َ‬ ‫ََ ْ َ َ َْ َ‬
‫وع تمادى َوسجد قبل السل ِم‬ ‫اتَة ِف انلاف ِل ِة وتذك ِر بعد الرك‬ ‫أول‪ :‬فمن ن ِس الف ِ‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫ْ َ َّ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ََ‬ ‫ْ َ َ َ َّ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِبِل ِف الف ِريض ِة فإِنه يل ِغ ت ِلك الركعة وي ِزيد أخرى ويتمادى ويكون سجوده كما‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ‬
‫اركِ السجودِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ذكرن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وع‬ ‫الرك ِ‬
‫َّ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُّ ُ‬
‫الس ِف انلاف ِل ِة وتذكر بعد‬ ‫ور َة أو ْ َ‬
‫ال ْه َر أ ْو ِّ َّ‬ ‫َ ْ َ َ ُّ‬
‫الس َ‬ ‫ثان ًيا وثال ًثا وراب ًعا‪ :‬من ن ِس‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ َ َْ‬ ‫ََ َ‬
‫تمادى َول سجود علي ِه ِبِل ِف الف ِريضة‪ ،‬فإنّه يتمادى ويسجد للسهو قبل السالم‬
‫لرتك السورة وترك الجهر أو بعد لرتك السر‪.‬‬
‫َّ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ُّ ُ ِ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫وع َرجع َوسجد بعد‬ ‫ال ٍة ِف انلاف ِل ِة فإِن تذكر قبل عق ِد الرك‬ ‫خامسا‪ :‬من قام إِل ث ِ‬ ‫ً‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬
‫الة تمادى وزاد الرابِعة وسجد قبل السل ِم ِبِل ِف الف ِريض ِة‬ ‫السل ِم‪ ،‬وإِن عقد اثل ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ‬
‫زائدة فله حالتان‪:‬‬ ‫ركعة‬ ‫جع مت ما ذك َر َويسجد بعد السل ِم‪ ،‬من قام إلى‬ ‫فإِنه ير ِ‬
‫األولى‪ :‬إن كان يف النافلة‪ ،‬وقام إلى ركعة زائدة‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫أ ‪ -‬إن تذكر قبل عقد الركوع يف الركعة الثالثة‪ ،‬رجع وسجد للسهو بعد السالم‬
‫للزيادة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وإن تذكر قبل عقد الركوع يف الركعة الثالثة‪ ،‬تمادى وزاد يف ركعة رابعة‪ ،‬وسجد‬
‫للسهو قبل السالم لرتكه السالم بين الركعتين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫زائدة‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ركعة‬ ‫الثانية‪ :‬إن كان يف الفريضة‪ ،‬وقام إلى‬
‫أ ‪ -‬يرجع سواء كان قبل أو بعد عقد الركوع من الركعة الزائدة‪ ،‬ويسجد للسهو بعد‬
‫السالم للزيادة‪.‬‬
‫وتمم الركعة الزائدة بطلت صالته‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إن تمادى ّ‬
‫َ ْ َ َ ُ ْ ً ْ َّ َ َ ُّ ُ َ ْ ُّ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َّ َ َّ َ َ َ َ‬
‫وع أو السجو ِد ولم يتذكر حت سلم وطال‬ ‫سادسا‪ :‬من ن ِس ركنا مِن انلاف ِل ِة كلرك ِ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫ْ َ َ َ َّ ُ ُ ُ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ََ َ َْ‬
‫فل إِعدة علي ِه ِبِل ِف الف ِريض ِة فإِنه ي ِعيدها أبدا‪.‬‬
‫ََ َ ً َ َ َ َْ ْ ًَ َ َ ْ َ ً َ ً َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬من قطع انلَّاف ِلة عمِدا أ ْو ت َرك مِنها َركعة أ ْو سجدة عمِدا أعدها‬
‫ََ‬
‫أن النوافل تلزم‬ ‫أب ًدا‪ ،‬فال ال يجوز له أن يقطعها‪ ،‬وتكون الذ ّمة مشغولة‪ ،‬بنا ًء على ّ‬
‫بالشروع فمن شرع فيها لزمته‪.‬‬
‫واألرجح أنه يجوز له أن يقطعها‪ ،‬وال يجب عليه إعادهتا‪.‬‬
‫وف‪ ،‬فيصير‬ ‫ش َء َعلَ ْي ِه إ َّل َأ ْن َي ْن ِط َق بُ ُ‬
‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ل‬‫ف‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬من تنهد ِف ص‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫حكمه حكم الكالم‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫َُْْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َْ ََْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ‬
‫ي‬ ‫المام بِنق ٍص أو ِزياد ٍة سبح ب ِ ِه المأموم‪ ،‬وإِذا قام إِمامك مِن ركعت ِ‬ ‫وإِذا سها ِ‬
‫َّ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ْ ُ َ َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ََ‬ ‫َ َ ِّ ْ‬
‫ال ِة فقم ول‬ ‫فسبح ب ِ ِه‪ ،‬فإِن فارق الرض فاتبعه‪ ،‬وإِن جلس ِف الول أو ِف اثل ِ‬
‫َ َ َ ُ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ً َ َ َّ َ َ َ َ ِّ ْ‬
‫حدة َوت َرك اثلانِية فسبح ب ِ ِه ول تقم معه إِل أن تاف‬ ‫تلِس معه‪ ،‬وإِن سجد وا ِ‬
‫َ َ َ َ َ ََّ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ َْ ْ ُ ََ َْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫عقد ُركو ِع ِه فاتبعه ول تلِس بعد ذل ِك معه ل ِف ثانِي ٍة ول ِف رابِع ٍة ‪ ،‬فإِذا سلم‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ً ُ ْ َ َ َ ً ْ َّ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ‬
‫ف ِزد ركعة أخرى بدل مِن الركع ِة ال ِت ألغيتها بانِيا وتسجد قبل السل ِم‪ ،‬فإِن‬
‫ُ ْ ُ ْ َ َ َ ً ْ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ّ ُ َ ً ُ ُّ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ً‬
‫المام سجدة‬ ‫حدا يتِم بِكم‪ ،‬وإِذا زاد ِ‬ ‫كنتم جاعة الفضل لكم أن تق ِدموا وا ِ‬
‫َ َْ ُ ْ َ َُ‬ ‫َ َ ً َ َ ِّ ْ‬
‫الة فسبح ب ِ ِه َول تسجد معه‪.‬‬ ‫ث ِ‬
‫َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫جبها أو شك فِي ِه وجلس من‬ ‫المام إِل خامِس ٍة تبِعه من تيقن مو ِ‬ ‫وإِذا قام ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ ُ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫المام قبل‬ ‫تيقن ِزيادتها‪ ،‬فإِن جلس الول وقام اثل ِان بطلت صلته‪ ،‬وإِذا سلم ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َّ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ َّ َ‬ ‫ََ‬
‫ال الصلة ِ سبح ب ِ ِه من خلفه‪ ،‬فإِن صدقه كمل صلته َوسجد بعد السل ِم‪،‬‬ ‫كم ِ‬
‫ْ َ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ََ َ ْ َْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫ي َوجاز لهما الكلم ِف ذل ِك‪َ ،‬وإِن تيق َن الكمال‬ ‫به ِ سأل عدل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوإِن شك ِف خ‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َّ َ ْ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫جع‬ ‫ي إِل أن يكث انلاس خلفه فيتك ي ِقينه وير ِ‬ ‫ع ِمل ع ي ِقينِ ِه وترك العدل ِ‬
‫َ‬
‫إ ِ ْل ِه ْم‪.‬‬

‫املسائل‬
‫َُْْ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ َ‬
‫المام بِنق ٍص أ ْو ِزياد ٍة سبح ب ِ ِه المأموم‪ ،‬المذهب‪ :‬التسبيح‬
‫املسألة األوىل‪ :‬إِذا سها ِ‬
‫للرجال والنساء على سواء‪ ،‬واألرجح أن التسبيح للرجال‪ ،‬والتصفيق للنساء؛ لقول‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َج ُال َو ْل ُي َص ِّفح الن َِّسا ُء»[[[‪.‬‬ ‫النبي ‪« :‬إِ َذا نَا َبك ُْم َأ ْم ٌر ‪ -‬في َّ‬
‫الصالَة ‪َ -‬ف ْل ُي َس ِّبحِ ِّ‬

‫[[[ رواه البخاري (‪.)7190‬‬

‫‪128‬‬
‫َ ْ َ َ َ َْْ َ َ َُْْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ِّ ْ‬
‫ي فسبح ب ِ ِه‪ ،‬فإِن فارق الرض فاتبعه وال‬ ‫املسألة اثلانية‪ :‬إِذا قام إِمامك مِن ركعت ِ‬
‫يسبح به‪.‬‬
‫َّ َ َ ُ َ َ ْ ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫ال ِة فق ْم َول تلِس معه ‪ ،‬وسبح‬
‫املسألة اثلاثلة‪ :‬إِن جلس إمامك ِف الول أ ْو ِف اثل ِ‬
‫به‪ ،‬فال يلزم اتباع اإلمام فيما تبين فيه خطؤه للمأموم‪.‬‬
‫َ َ ُ َ َ ُ َّ َ ْ‬ ‫َ َ ً َ َ َّ َ َ َ َ ِّ ْ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫حدة َوت َرك اثلانِية فسبح ب ِ ِه َول تق ْم معه إِل أن‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬إِن سجد إمامك وا ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َْ ْ ُ َ َْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ََ َ َ ْ َ ُ‬
‫تاف عقد ُركو ِع ِه فاتبعه َول تلِس بعد ذل ِك معه ل ِف ثانِي ٍة َول ِف َرابِع ٍة‪ ،‬فإِذا‬
‫َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ً ُ ْ َ َ َ ً ْ َّ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ ْ ُ ُ َ ْ َ َّ َ َ ْ‬
‫الركع ِة ال ِت ألغيتها بانِيا َوتسجد قبل السل ِم‪ ،‬فإِن‬ ‫سلم ف ِزد ركعة أخرى بدل مِن‬
‫ُ‬ ‫ُ ُْ ْ ََ َ ً ْ َْ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َُ ّ ُ َ ً ُ‬
‫حدا يتِ ُّم بِك ْم‪.‬‬
‫كنتم جاعة الفضل لكم أن تق ِدموا وا ِ‬
‫صورة المسألة‪ :‬نسي اإلمام أن يسجد السجدة الثانية فقام‪:‬‬
‫ظاهر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ال يقوم المأموم ويسبح به‪ ،‬فإن رجع اإلمام فاألمر‬
‫فإن لم يرجع اإلمام وخاف المأموم عقد ركوعه‪ :‬يتبعه ولكن ال يجلس معه ال‬
‫يف الركعة الثانية وال يف الركعة الرابعة؛ ّ‬
‫ألن الركعة الثانية صارت أولى يف حقه وحق‬
‫المأمومين؛ ّ‬
‫ألن الركعة األولى قد فسدت بنسيانه لسجدهتا‪ ،‬وفات قضاء السجدة‬
‫بشروعه يف الركعة الثانية‪ ،‬وينتظرونه قيا ًما حتى يقوم‪.‬‬
‫وكذلك ال يجلس بعد الرابعة؛ ألنّه يف حقه وحق المأمومين الثالثة‪ ،‬فينتظرونه قيا ًما‪،‬‬
‫فإذا س ّلم من صالته أتى بركعة أخرى بان ًيا يف األقوال واألفعال‪ ،‬ويسجد قبل السالم‪.‬‬
‫واألفضل إن كانوا جماع ًة أن يقدّ موا واحدً ا منهم بعد سالم اإلمام ليتم هبم الصالة‪.‬‬
‫َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫جبها أو شك فِي ِه‬ ‫المام إِل خامِس ٍة تبِعه من تيقن مو ِ‬‫املسألة اخلامسة‪ :‬إِذا قام ِ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ُُ‬
‫وجلس من تيقن ِزيادتها‪ ،‬فإِن جلس الول وقام اثل ِان بطلت صلته‪.‬‬
‫ٍ‬
‫زائدة‪ ،‬فالمأمومون على نوعين‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ركعة‬ ‫صورة المسألة‪ :‬إذا قام اإلمام إلى‬

‫‪129‬‬
‫األول‪ :‬من تيقن موجبها أوشك فيه‪ ،‬فعليه أن يتبعه وجو ًبا‪ ،‬فإن لم يتبعه بطلت‬
‫صالته‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬من تيقن زيادهتا أوشك فيه‪ ،‬فعليه أن يجلس وجو ًبا وال يتبعه‪ ،‬فإن لم يجلس‬
‫بطلت صالته‪.‬‬
‫َّ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َّ َ ُ‬ ‫ِ َ َ َّ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ال الصلة ِ سبح ب ِ ِه من خلفه‪ ،‬فإِن صدقه‬
‫َ‬
‫المام قبل كم ِ‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬إذا سلم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َل ِم‪َ ،‬‬
‫َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫ي َوجاز لهما الكلم‬ ‫به ِ سأل عد َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫كمل صلته وسجد بعد‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ْ َُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ي إِل أن يكث انلاس خلفه‬ ‫ِف ذل ِك‪ ،‬وإِن تيقن الكمال ع ِمل ع ي ِقينِ ِه وترك العدل ِ‬
‫ََُْ َ َ َُ ََْ َ َ‬
‫جع إ ِ ْل ِه ْم‪.‬‬
‫فيتك ي ِقينه وير ِ‬
‫صورة المسألة‪ :‬س ّلم اإلمام قبل كمال الصالة معتقدً ا الكمال فسبح من خلفه‪،‬‬
‫فينظر‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إن صدّ قه كمل صالته وسجد بعد السالم لزيادة السالم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إن ّ‬
‫شك يف خربه سأل عدلين وعمل اإلمام باليقين سواء صدق العدلين أو ال‪.‬‬
‫ت ‪ -‬إن خالفه كثير من الناس يرجع عن يقينه ويتبع الناس‪.‬‬
‫والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‬

‫‪130‬‬
‫المحتو يات‬

‫مقدمة المؤلف‪5....................................................................‬‬
‫المقدّ مة األولى‪ :‬تعريف الفقه ‪6.....................................................‬‬
‫المقدّ مة الثانية التعريف باألخضري وكتابه ‪8........................................‬‬
‫مقدّ مة المتن ‪9......................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬الفرض ينقسم إلى قسمين ‪11......................................‬‬
‫حق كل ُم َك َّلف إلى قسمين‪11.......................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬العلم ينقسم يف ّ‬
‫وط َالت َّْو َب ِة ‪12....................................................................‬‬
‫َُش ُر ُ‬
‫ِح ْف ُظ ل ِ َسانِ ِه‪16......................................................................‬‬
‫ِح ْف ُظ َب َص ِر ِه‪21......................................................................‬‬
‫الفاسق على نوعين‪22..............................................................‬‬
‫ِح ْف ُظ َج ِمي ِع َج َو ِار ِح ِه ‪24............................................................‬‬
‫شروط األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪25.....................................‬‬
‫محرمات اللسان ‪26................................................................‬‬
‫َف ْص ٌل فِي ال َّط َه َار ِة ‪37...............................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف الطهارة‪37.................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬تعريف الحدث والخبث‪37.........................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬الطهارة قسمان‪37................................................. :‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬الحدث نوعان‪37................................................ :‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬أقسام المياه وحكمه يف المذهب‪38.............................. :‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إذا وقع يف الماء شي ٌء طاهر ‪38......................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬معنى بعض الغريب‪39..............................................‬‬
‫َف ْص ٌل‪40............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم إزالة النجاسة يف المذهب ‪40................................‬‬

‫‪131‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إذا أصاب البدن أو الثوب النجاسة‪40...............................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم من تذكر النجاسة يف الصالة ‪41...............................‬‬
‫َف ْص ٌل‪43............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف الفرض‪43.................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬تعريف الوضوء‪43..................................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬فروض الوضوء‪43................................................ .‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف السنة‪45.................................................. .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬سنن الوضوء يف المذهب‪45....................................... .‬‬
‫فرضا من أعضاء وضوئه‪46................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬من نسي ً‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬من نسي سنة من الوضوء ‪47.......................................‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬تنبيهات‪47..................................................... .‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬التفريق بين السنّة والفضيلة يف المذهب‪48.........................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬فضائل الوضوء‪48..................................................‬‬
‫ويستحب يف الوضوء‪49..................................‬‬ ‫ُّ‬ ‫مما يجب‬‫المسألة الثالثة‪ّ :‬‬
‫َف ْص ٌل‪50............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف النواقض‪50.............................................. .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬النواقض يف المذهب على ثالثة أقسام ‪50...........................‬‬
‫َف ْص ٌل ‪54...........................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬المحدث حد ًثا أصغر‪ ،‬يمنع ثالثة أمور‪54........................ :‬‬
‫وء َعامِدً ا ‪55....................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬ومن ص َّلى بِ َغي ِر و ُض ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫َف ْص ٌل‪56............................................................................‬‬
‫الغسل مِن َثال َثة ْأش َياء ‪56....................................‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ج ُ‬‫المسألة األولى‪َ :‬ي ِ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬التفصيل يف موجبات الغسل‪56.................................... .‬‬
‫المني يف الثوب بعد النوم‪57................................. .‬‬ ‫ِّ‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬رؤية‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة الرابعة‪َ :‬و َم ْن َو َجدَ في َث ْوبِه َمن ًّيا َيابِ ًسا ‪57....................................‬‬
‫َف ْص ٌل‪59............................................................................‬‬

‫‪132‬‬
‫المسألة األولى‪َ :‬ف َرائِ ُض ا ْل ُغ ْسلِ‪59..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬فرائض الغسل أربعة‪59............................................ :‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬سنن الغسل خمسة‪60............................................ :‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬فضائل الغسل سبعة‪61........................................... :‬‬
‫عضوا‪62......................................... .‬‬ ‫ً‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬من نسي لمع ًة أو‬
‫َف ْص ٌل‪63............................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬ما يحرم على من كان جن ًبا يف المذهب‪63........................ :‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬يستثنى من منع قراءة القرآن للجنب‪63.............................  ‬‬
‫ار ِد َأ ْن َي ْأتِ َي َز ْو َج َت ُه َحتَّى‪63... ...‬‬ ‫وز لِمن َل ي ْق ِدر َع َلى ا ْلم ِ‬
‫اء ا ْل َب ِ‬ ‫َ‬ ‫المسألة الثالثة‪ََ :‬ل َي ُج ُ َ ْ َ ُ‬
‫َف ْص ٌل فِي ال َّت َي ُّم ِم ‪64.................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف التيمم‪64................................................. .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أدلة مشروعية التيمم‪64.............................................‬‬
‫يض ٍة َأ ْو نَافِ َل ٍة ابتدا ًء‪65....... .‬‬‫يض وللمسافر أن يتيمم ل ِ َف ِر َ‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬يجوز ل ْل َم ِر ُ‬
‫ض ‪65...............................‬‬ ‫يح ل ِ ْل َف َرائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصح ُ‬
‫ِ‬
‫المسألة الرابعة‪َ :‬ي َت َي َّم ُم ا ْل َحاض ُر َّ‬
‫يح لِنَافِ َل ٍة ابتدا ًء ‪65........................‬‬ ‫ِ‬
‫الصح ُ‬
‫ِ‬
‫المسألة الخامسة‪َ :‬ل َي َت َي َّم ُم ا ْل َحاض ُر َّ‬
‫لج ُم َع ٍة ‪65..............................‬‬ ‫المسألة السادسة‪َ :‬ل يتيم الحاضر الصحيح ُ‬
‫المسألة األولى‪ :‬فرائض التيمم ثمانية‪66...........................................:‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬ما يجوز من الصعيد وما ال يجوز‪67............................... :‬‬
‫التيمم على الحائط للمريض‪67.....................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ُّ :‬‬
‫التيمم ثالثة‪68.............................................. .‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬سنن ّ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬فضائل التيمم اثنان‪68............................................. :‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬ن ََواقِ ُض التيمم نوعان‪69.......................................... :‬‬
‫اح ٍد ‪69...................................‬‬ ‫َان بِ َتيم ٍم و ِ‬
‫َ ُّ َ‬
‫يضت ِ‬ ‫المسألة الثانية‪َ :‬ل ُت َص َّلى َف ِر َ‬
‫للمتيمم لفريضة‪69....................................... .‬‬ ‫ّ‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬ما يجوز‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬ما يجوز لتيمم النافلة‪70.......................................... .‬‬
‫المسألة الخامسة‪َ :‬م ْن َص َّلى ا ْل ِع َشا َء بِ َت َي ُّم ٍم ‪70.......................................‬‬

‫‪133‬‬
‫المسألة السادسة‪َ :‬م ْن َت َي َّم َم مِ ْن َجنَا َب ٍة ‪70............................................‬‬
‫ض ‪71...............................................................‬‬ ‫َف ْص ٌل فِي ا ْل َح ْي ِ‬
‫المسألة األولى‪ :‬أقسام الن َِّساء يف الحيض‪71....................................... .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أحكام الحيض حسب أقسامه‪71....................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم من يتقطع عليها الدم‪72.......................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬ما ُتمنع الحائض منه‪73............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬ما يجوز للحائض فعله‪73..........................................:‬‬
‫اس ‪75................................................................‬‬ ‫َف ْص ٌل فِي النِّ َف ِ‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف النّفاس وحكمه‪75.........................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬مدة النفاس‪75......................................................‬‬
‫المسألة‪ ‬الثالثة‪ :‬حكم النفاس إذا انقطع وعاد‪75.....................................‬‬
‫ات ‪76...............................................................‬‬ ‫فص ٌل فِي ْالَو َق ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف الوقت‪76..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أوقات الصالة‪76.................................................. .‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬ملخص يف األوقات‪78............................................ :‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬قضاء الصلوات‪79.................................................‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬تأخير الصالة عن وقتها‪79...................................... .‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬أوقات النهي عن صالة النافلة المطلقة‪79....................... .‬‬
‫الص َل ِة ‪81.........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف ْص ٌل في ُش ُروط َّ‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف الشرط‪81..................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬شروط الصالة‪82...................................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬بيان العورة يف الصالة‪83............................................‬‬
‫متنجسا‪84.................................... .‬‬
‫ً‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬من لم يجد إال ثو ًبا‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬من أخطا القبلة‪84.............................................. .‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬ضابط المذهب يف اإلعادة يف الوقت‪84...........................‬‬
‫الص َل ِة ‪85...........................................................‬‬ ‫ِ‬
‫َف ْص ٌل‪َ :‬ف َرائ ُض َّ‬

‫‪134‬‬
‫الص َل ِة‪85........................................ .‬‬ ‫ِ‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف َف َرائ ُض َّ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬فرائض الصالة هي‪85............................................. :‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬من شروط النية‪87................................................. .‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬سنن الصالة‪88....................................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬صفات السرتة‪90.................................................. .‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف فضائل الصالة‪91..........................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬فضائل الصالة هي‪91..............................................:‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬تعريف المكروهات‪94............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬المكروهات يف الصالة هي‪94..................................... :‬‬
‫َف ْص ٌل يف أهمية الصالة‪96...........................................................‬‬
‫َف ْص ٌل ‪97...........................................................................‬‬
‫ال ُم َر َّت َب ٍة ‪97...........................‬‬
‫وض ِة س ْب َع ُة َأ ْح َو ٍ‬ ‫ِ‬
‫لص َلة ا ْل َم ْف ُر َ َ‬
‫ِ‬
‫المسألة األولى‪ :‬ل َّ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حاالت القيام يف الصالة ‪98.........................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬ضابط ِال ْستِنَا ُد‪98................................................. .‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬القيام يف النافلة‪98..................................................‬‬
‫َف ْص ٌل ‪100..........................................................................‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬وجوب قضاء الصلوات‪100...................................... .‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬الحد يف قضاء الصلوات‪100....................................... .‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬كيفية قضاء الصلوات‪101...........................................‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم الرتتيب بين الصلوات‪101.................................. .‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬تنبيهات وضوابط‪101............................................‬‬
‫الس ْه ِو‪103................................................................ :‬‬ ‫ب ِ‬
‫اب في َّ‬‫َ ٌ‬
‫المسألة األولى‪ :‬حكم سجود السهو‪103............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أسباب سجود السهو ومكانه‪104....................................‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬حكم نسيان سجود السهو‪104..................................... .‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم ترك الفريضة‪105.............................................‬‬

‫‪135‬‬
‫الس ُجو ُد ا ْل َق َبلِ ُّي إِ َّل لِت َْر ِك ُسنَّ َت ْي ِن َف َأ ْك َث َر ‪105................‬‬ ‫ون ُّ‬ ‫المسألة الخامسة‪َ :‬ل َي ُك ُ‬
‫الص َلة َر ْك َع ًة َأ ْو َر ْك َع َت ْي ِن ساه ًيا ‪106......................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة األولى‪َ :‬م ْن َزا َد في َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سهوا بطلت الصالة ‪106.........‬‬ ‫الص َلة م ْث َل َها َب َط َل ْت وإن ً‬ ‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َزا َد في َّ‬
‫ال ص َلتِ ِه َأ َتى بِما َش ّك فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يه ‪106.......................‬‬ ‫َ‬ ‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َش َّك في ك ََم ِ َ‬
‫ان َكت ََح ُّق ِق ِه‪106.....................................‬‬ ‫الش ُّك فِي النُّ ْقص ِ‬
‫َ‬ ‫المسألة الرابعة‪َّ :‬‬
‫الس َل ِم َس َّل َم إِ ْن ك َ‬ ‫ِ‬
‫َان َق ِري ًبا ‪107.........................‬‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬إِ ْن َش َّك في َّ‬
‫المسألة السادسة‪ :‬حكم الموسوس‪107.............................................‬‬
‫ُوت ‪108...........................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬من جهر فِي ا ْل ُقن ِ‬
‫َ ْ َ ََ‬
‫ِ‬
‫الر ْك َع َت ْي ِن ْالَخ َير َت ْي ِن ‪108.........................‬‬ ‫ِ‬
‫ور َة في َّ‬ ‫الس َ‬ ‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َزا َد ُّ‬
‫الص َلة ‪108...........................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َسم َع ذك َْر ُم َح َّمد ‪َ ‬و ُه َو في َّ‬
‫احدَ ٍة ‪109.........................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬من َقر َأ سور َتي ِن َف َأ ْك َثر فِي ر ْكع ٍة و ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ‬
‫المسألة الخامسة‪َ :‬م ْن َأ َش َار فِي َص َلته بِ َيده َأ ْو َر ْأسه َف َل َش ْي َء َع َل ْيه ‪109..............‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة السادسة‪َ :‬م ْن ك ََّر َر ا ْل َفاتِ َح َة ‪109..............................................‬‬
‫ِ ِِ‬
‫الركُو ِع ‪110.......................‬‬ ‫ور َة َب ْعدَ انْحنَائه إِ َلى ُّ‬ ‫الس َ‬ ‫المسألة األولى‪َ :‬م ْن َت َذك ََّر ُّ‬
‫الس َّر َأ ْو ا ْل َج ْه َر ‪111.........................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َت َذك ََّر ِّ‬
‫الص َلة َب َط َل ْت ‪111...................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َضح َك في َّ‬
‫الص َل ِة ‪111.......................................‬‬ ‫ِ ِ‬
‫المسألة الرابعة‪ُ :‬ب َكا ُء ا ْل َخاش ِع في َّ‬
‫وس ‪111.............................‬‬ ‫المسألة الخامسة‪َ :‬م ْن َقا َم مِ ْن َر ْك َع َت ْي ِن َق ْب َل ا ْل ُج ُل ِ‬
‫اه ًيا ‪112......................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬من َن َف َخ فِي ص َلتِ ِه س ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َع َط َس في َص َلته ‪113..........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َل ِة ‪113...........................................‬‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َت َثا َء َب في َّ‬
‫اس ٍة‪113...................................‬‬ ‫ٍ‬
‫المسألة الرابعة‪َ :‬م ْن َش َّك في َحدَ ث َأ ْو ن ََج َ‬
‫ِ‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬حكم االلتفات يف الصالة وأحواله‪113.......................... .‬‬
‫ب ‪114.....................................‬‬ ‫المسألة السادسة‪َ :‬م ْن َص َّلى بِ َح ِر ٍير َأ ْو َذ َه ٍ‬
‫الص َل ِة ‪115...........................................‬‬ ‫ِ‬
‫المسألة األولى‪َ :‬م ْن َن َع َس في َّ‬
‫الص َل ِة ‪115........................................‬‬ ‫يض في َّ‬
‫المسألة الثانية‪َ :‬أنِين ا ْلم ِر ِ ِ‬
‫ُ َ‬

‫‪136‬‬
‫اهلل» ‪115............................‬‬ ‫ان َ‬ ‫«س ْب َح َ‬ ‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن نَا َدا ُه َأ َحدٌ َف َق َال َل ُه‪ُ :‬‬
‫ف فِي ا ْل ِق َرا َء ِة َو َل ْم َي ْفت َْح َع َل ْي ِه َأ َحدٌ ‪116........................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪َ :‬م ْن َو َق َ‬
‫المسألة الخامسة‪َ :‬ل َينْ ُظ ُر من وقف يف القراءة ُم ْص َح ًفا ‪116..........................‬‬
‫المسألة السادسة‪َ :‬م ْن َفت ََح َع َلى َغ ْي ِر إِ َمامِ ِه ‪116......................................‬‬
‫ور الدُّ ْن َيا‪116.............................‬‬ ‫يل فِي ُأ ُم ِ‬ ‫المسألة السابعة‪َ :‬م ْن َج َال فِ ْك ُر ُه َقلِ ً‬
‫اشي َب ْي َن َيدَ ْي ِه ‪116.......................................‬‬ ‫المسألة الثامنة‪ :‬من د َفع ا ْلم ِ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة التاسعة‪ :‬من َس َجدَ َع َلى ش ِّق َج ْب َهته ‪116.....................................‬‬
‫المسألة العاشرة‪ :‬من َس َجدَ َع َلى َط َّي ٍة َأ ْو َط َّي َت ْي ِن مِ ْن ِع َما َمتِ ِه ‪117.......................‬‬
‫الص َل ِة ‪117......................‬‬ ‫المسألة الحادية عشرة‪ :‬من َغ َلب ِة ا ْل َقي ِء وا ْل َق َل ِ ِ‬
‫س في َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫المسألة األولى‪َ :‬س ْه ُو ا ْل َم ْأ ُمو ِم يف السنن‪118.........................................‬‬
‫وح َم ‪118..............................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬إِ َذا سها ا ْلم ْأموم َأو َنعس َأو ُز ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ ْ َ َ ْ‬
‫المسألة األولى‪َ :‬م ْن َجا َء ْت ُه َع ْق َر ٌب َأ ْو َح َّي ٌة َف َق َت َل َها ‪120................................‬‬
‫الش ْف ِع ‪120.....................‬‬‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َش َّك َه ْل ُه َو فِي ا ْل ِو ْت ِر َأ ْو فِي َثانِ َي ِة َّ‬
‫الش ْف ِع وا ْلو ْت ِر س ِ‬
‫اه ًيا ‪121...............................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َت َك َّل َم َب ْي َن َّ َ َ َ‬
‫ال َما ِم َأ َق َّل مِ ْن َر ْك َع ٍة ‪121......................‬‬ ‫وق إِ ْن َأ ْدر َك م َع ْ ِ‬
‫َ َ‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬ا ْل َم ْس ُب ُ‬
‫ال َما ِم ‪122............................‬‬ ‫وق َب ْعدَ س َل ِم ْ ِ‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬إِ ْن َس َها ا ْل َم ْس ُب ُ‬
‫َ‬
‫وق َب ْع ِد ٌّي مِ ْن ِج َه ِة إِ َمامِ ِه َو َق َبلِ ٌّي مِ ْن ِج َه ِة َن ْف ِس ِه ‪122..‬‬
‫ب َع َلى ا ْلمس ُب ِ‬
‫َ ْ‬ ‫المسألة السادسة‪ :‬إِ َذا َت َر َّت َ‬
‫المسألة السابعة‪ :‬من ن َِسي الركُوع و َت َذكَّره فِي السج ِ‬
‫ود ‪122..........................‬‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ ْ َ ُّ َ َ َ ُ‬
‫المسألة األولى‪َ :‬م ْن ن َِس َي السجود ‪123..............................................‬‬
‫المسألة الثانية‪َ :‬م ْن َس َّل َم َشاكًّا ‪124..................................................‬‬
‫اء ‪125.......................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬السهو فِي ص َل ِة ا ْل َق َض ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْه ُو في النَّاف َلة ‪125...............................................‬‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثانية‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثالثة‪َ :‬م ْن َق َط َع النَّاف َل َة َعامدً ا ‪127...........................................‬‬
‫المسألة الرابعة‪َ :‬م ْن َتن ََّهدَ فِي َص َلتِ ِه‪127.............................................‬‬
‫ص َأ ْو ِز َيا َد ٍة ‪128.................................‬‬ ‫ال َما ُم بِنَ ْق ٍ‬ ‫المسألة األولى‪ :‬إِ َذا س َها ْ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إِ َذا َقا َم إ َما ُم َك م ْن َر ْك َع َت ْين َف َس ِّب ْح به ‪129..............................‬‬
‫ِ‬

‫‪137‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬إِ ْن َج َل َس إمامك فِي ْالُو َلى َأ ْو فِي ال َّثال ِ َث ِة ف ‪129.....................‬‬
‫احدَ ًة َو َت َر َك ال َّثانِ َي َة ‪129............................‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬إِ ْن سجدَ إمامك و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال َما ُم إِ َلى َخام َسة ‪129.....................................‬‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬إِ َذا َقام ْ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َلة ‪130.............................‬‬ ‫المسألة السادسة‪ :‬إِ َذا َس َّل َم ْال َما ُم َق ْبل ك ََمال َّ‬
‫َ‬

‫‪‬‬

‫‪138‬‬

You might also like