Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫‪:‬سورة النبأ‪.

‬‬

‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِِ‬


‫النَبِإ اْل َعظيم (‪ )2‬الذي ُه ْم فيه ُم ْختَلفُ َ‬
‫ون (‪{)3‬‬ ‫ون (‪َ )1‬ع ْن َّ‬
‫اءلُ َ‬
‫} َع َّم َيتَ َس َ‬
‫أي شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟ يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن‪ ،‬وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن‬ ‫عن ِّ‬
‫‪.‬البعث الذي شك فيه كفار قريش َّ‬
‫وكذبوا به‬

‫ون (‪{)5‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫ون (‪ )4‬ثَُّم َكال َسَي ْعلَ ُم َ‬
‫} َكال َسَي ْعلَ ُم َ‬
‫ما األمر كما يزعم هؤالء المشركون‪ ،‬سيعلم هؤالء المشركون عاقبة تكذيبهم‪ ?،‬ويظهر لهم ما اهلل فاعل بهم يوم القيامة‪،‬‬
‫‪.‬ثم سيتأكد لهم ذلك‪ ،‬ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬من القرآن والبعث‪ .‬وهذا تهديد? ووعيد لهم‬

‫ض ِمهَ ً‬
‫ادا (‪{)6‬‬ ‫}أَلَ ْم َن ْج َع ْل األ َْر َ‬
‫ألم نجعل األرض ممهدة لكم كالفراش؟‬

‫} َواْل ِجَبا َل أ َْوتَ ً‬


‫ادا (‪{)7‬‬
‫والجبال رواسي؛ كي ال تتحرك بكم األرض؟‬

‫اجا (‪{)8‬‬
‫} َو َخلَ ْقَنا ُك ْم أ َْز َو ً‬
‫وخلقناكم أصنافا ذكرا وأنثى؟‬

‫} َو َج َعْلَنا َن ْو َم ُك ْم ُسَباتًا (‪{)9‬‬


‫وجعلنا نومكم راحة ألبدانكم‪ ،‬فيه تهدؤون وتسكنون؟‬

‫اسا (‪{)10‬‬ ‫َّ ِ‬


‫} َو َج َعْلَنا اللْي َل لَب ً‬
‫لباسا تَْلَبسكم ظلمته وتغشاكم‪ ،‬كما يستر الثوب البسه؟‬
‫وجعلنا الليل ً‬

‫} َو َج َعْلَنا َّ‬
‫النهَ َار َم َعا ًشا (‪{)11‬‬
‫وتسعون فيه لمصالحكم؟‬
‫َ‬ ‫وجعلنا النهار معاشا تنتشرون فيه لمعاشكم‪،‬‬

‫} َوَبَن ْيَنا فَ ْوقَ ُك ْم َس ْب ًعا ِش َد ًادا (‪{)12‬‬


‫وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق‪ ،‬ال صدوع لها وال فطور؟‬

‫ِ‬
‫اجا (‪{)13‬‬ ‫اجا َو َّه ً‬
‫} َو َج َعْلَنا س َر ً‬
‫مضيئا؟‬
‫ً‬ ‫سراجا وقَّ ً‬
‫ادا‬ ‫ً‬ ‫وجعلنا الشمس‬

‫ات ماء ثَجَّاجا (‪ِ )14‬لُن ْخ ِرج بِ ِه حبًّا وَنباتًا (‪ )15‬وجَّن ٍ‬


‫ات أَْلفَافًا (‪{)16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫}وأ َ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َنزْلَنا م ْن اْل ُم ْعص َر َ ً‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫حبا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدواب‪ ،‬وبساتين‬ ‫منصّبا بكثرة‪ ،‬لنخرج به ً‬ ‫َ‬ ‫وأنزلنا من السحب الممطرة ماء‬
‫ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟‬

‫‪1‬‬
‫اجا (‪{)18‬‬‫ون أَ ْف َو ً‬ ‫ان ِميقَاتًا (‪َ )17‬ي ْو َم ُينفَ ُخ ِفي الص ِ‬
‫ُّور فَتَأْتُ َ‬ ‫ص ِل َك َ‬
‫}ِإ َّن َي ْو َم اْلفَ ْ‬
‫إيذانا‬
‫الملَك في القرن ً‬
‫محددا لألولين واآلخرين‪ ،‬يوم ينفخ َ‬
‫ً‬ ‫وميعادا‬
‫ً‬ ‫إن يوم الفصل بين الخلق‪ ،‬وهو يوم القيامة‪ ،‬كان وقتًا‬
‫أمما‪ ،‬كل أمة مع إمامهم‬ ‫‪.‬بالبعث فتأتون ً‬

‫ت أ َْب َو ًابا (‪{)19‬‬


‫اء فَ َك َان ْ‬
‫َّم ُ‬ ‫} َوفُتِ َح ْ‬
‫ت الس َ‬
‫‪.‬وفُتحت السماء‪ ،‬فكانت ذات أبواب كثيرة لنزول المالئكة‬

‫ت اْل ِجَبا ُل فَ َك َان ْ‬


‫ت َس َر ًابا (‪{)20‬‬ ‫} َو ُسي َِّر ْ‬
‫‪.‬ونسفت الجبال بعد ثبوتها‪ ،‬فكانت كالسراب‬

‫ون ِفيهَا َب ْر ًدا َوال َش َر ًابا (‪ِ )24‬إالَّ{‬ ‫ين ِفيهَا أ ْ‬


‫َحقَ ًابا (‪ )23‬ال َي ُذوقُ َ‬
‫ِ‬
‫ين َم ًآبا (‪ )22‬البِث َ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ادا (‪ )21‬لْلطاغ َ‬ ‫صً‬ ‫ِإ َّن جهَّنم َك َان ْ ِ‬
‫ت م ْر َ‬ ‫َََ‬
‫اء ِوفَاقًا (‪)26‬‬ ‫ِ‬
‫يما َو َغسَّاقًا (‪َ )25‬ج َز ً‬‫} َحم ً‬
‫دهورا متعاقبة ال تنقطع‪ ،‬ال‬ ‫مرجعا‪ ،‬ماكثين فيها‬ ‫ُع َّدت لهم‪ ،‬للكافرين‬ ‫إن جهنم كانت يومئذ? ترصد أهل الكفر الذين أ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يجازون بذلك جزاء عادال‬ ‫حارا‪ ،‬وصديد? أهل النار‪َ ،‬‬ ‫ماء ً‬
‫شرابا يرويهم‪ ،‬إال ً‬ ‫ً‬ ‫حر السعير عنهم‪ ،‬وال‬ ‫ط َعمون فيها ما ُي ْبرد َّ‬ ‫َي ْ‬
‫‪.‬موافقًا ألعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا‬

‫يد ُك ْم ِإالَّ{‬
‫ص ْيَناهُ ِكتَ ًابا (‪ )29‬فَ ُذوقُوا َفلَ ْن َن ِز َ‬ ‫ون ِح َس ًابا (‪َ )27‬و َك َّذُبوا بِ َآياتَِنا ِك َّذ ًابا (‪َ )28‬و ُك َّل َش ْي ٍء أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫ِإَّنهُ ْم َك ُانوا ال َي ْر ُج َ‬
‫} َع َذ ًابا (‪)30‬‬
‫وكل شيء علمناه وكتبناه في‬ ‫وكذبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا‪َّ ،‬‬ ‫إنهم كانوا ال يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له‪َّ ،‬‬
‫عذابا فوق عذابكم‬
‫‪.‬اللوح المحفوظ‪ ،‬فذوقوا‪ -‬أيها الكافرون‪ -‬جزاء أعمالكم‪ ،‬فلن نزيدكم إال ً‬

‫ون ِفيهَا لَ ْغ ًوا َوال ِك َّذ ًابا ({‬ ‫اعب أَتْرابا (‪ )33‬و َكأ ِ‬
‫ْسا د َهاقًا (‪ )34‬ال َي ْس َم ُع َ‬
‫َ ً‬
‫ِ‬
‫َعَن ًابا (‪َ )32‬و َك َو َ َ ً‬ ‫ين َمفَ ًازا (‪َ )31‬ح َدائِ َ‬
‫ق َوأ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِإ َّن لْل ُمتَّق َ‬
‫}‪)35‬‬
‫وأعنابا‪ ،‬ولهم زوجات حديثات‬
‫ً‬ ‫فوزا بدخولهم الجنة‪ .‬إن لهم بساتين عظيمة‬
‫صالحا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫إن للذين يخافون ربهم ويعملون‬
‫خمرا‪ .‬ال يسمعون في هذه الجنة باطال من القول‪ ،‬وال يكذب‬
‫السن‪ ،‬نواهد مستويات في سن واحدة‪ ،‬ولهم كأس مملوءة ً‬
‫بعضا‬
‫‪.‬بعضهم ً‬

‫وم{‬
‫ط ًابا (‪َ )37‬ي ْو َم َيقُ ُ‬‫ون ِم ْنهُ ِخ َ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ِن ال َي ْمل ُك َ‬ ‫ات واأل َْر ِ‬
‫ض َو َما َب ْيَنهُ َما َّ‬ ‫ب الس ِ‬
‫َّم َو َ‬ ‫َ‬ ‫اء ِح َس ًابا (‪َ )36‬ر ِّ‬ ‫ط ً‬ ‫اء ِم ْن َرِّب َ‬
‫ك َع َ‬ ‫َج َز ً‬
‫ق فَمن َشاء اتَّ َخ َذ ِإلَى رب ِ‬
‫ِّه َم ًآبا‬ ‫َ‬ ‫ص َو ًابا (‪َ )38‬ذِل َ‬
‫ك اْلَي ْو ُم اْل َح ُّ َ‬ ‫ون ِإالَّ َم ْن أ َِذ َن لَهُ َّ‬
‫الر ْح َم ُن َوقَا َل َ‬
‫َّ‬
‫صفًّا ال َيتَ َكل ُم َ‬
‫ِ‬
‫وح َواْل َمالئ َكةُ َ‬
‫الر ُ‬‫ُّ‬
‫}(‪)39‬‬
‫ِ‬
‫رحمن الدنيا واآلخرة‪ ،‬ال‬ ‫كافيا لهم‪ِّ ،‬‬
‫رب السموات واألرض وما بينهما‪،‬‬ ‫كثيرا ً‬
‫وعطاء ً‬
‫ً‬ ‫لهم كل ذلك جزاء َّ‬
‫ومنة من اهلل‬
‫يملكون أن يسألوه إال فيما أذن لهم فيه‪ ،‬يوم يقوم جبريل عليه السالم والمالئكة مصطفِّين‪ ،‬ال يشفعون إال لمن أذن له‬
‫وسدادا‪ .‬ذلك اليوم الحق الذي ال ريب في وقوعه‪ ،‬فمن شاء النجاة ِمن أهواله فليتخذ إلى‬
‫ً‬ ‫الرحمن في الشفاعة‪ ،‬وقال حقًا‬
‫مرجعا بالعمل الصالح‬
‫ً‬ ‫‪.‬ربه‬

‫ت َي َداهُ َوَيقُو ُل اْل َك ِاف ُر َيا لَْيتَنِي ُك ُ‬


‫نت تَُر ًابا (‪{)40‬‬ ‫}ِإَّنا أَن َذ ْرَنا ُك ْم َع َذ ًابا قَ ِر ًيبا َي ْو َم َينظُ ُر اْل َم ْر ُء َما قَ َّد َم ْ‬
‫حذرناكم عذاب يوم اآلخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم‪ ،‬ويقول الكافر من‬ ‫َّإنا َّ‬

‫‪2‬‬
‫ترابا فلم أُبعث‬
‫‪.‬هول الحساب‪ :‬يا ليتني كنت ً‬

‫‪:‬سورة النازعات‪.‬‬

‫ات س ْبقًا (‪ )4‬فَاْلم َدبِّر ِ‬


‫ات س ْبحا (‪ )3‬فَالسَّابِقَ ِ‬
‫طا (‪ )2‬والسَّابِح ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫الن ِ‬
‫ات َغ ْرقًا (‪َ )1‬و َّ‬ ‫الن ِازع ِ‬
‫ف{‬
‫ات أ َْم ًرا (‪َ )5‬ي ْو َم تَْر ُج ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات َن ْش ً‬ ‫اش َ‬ ‫َو َّ َ‬
‫الر ِادفَةُ (‪)7‬‬
‫الرا ِجفَةُ (‪ )6‬تَتَْب ُعهَا َّ‬
‫} َّ‬
‫أقسم اهلل تعالى بالمالئكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا‪ ،‬والمالئكة التي تقبض أرواح المؤمنين? بنشاط ورفق‪،‬‬

‫والمالئكة التي تَ ْسَب ح في نزولها من السماء وصعودها إليها‪ ،‬فالمالئكة التي تسبق وتسارع إلى تنفيذ أمر اهلل‪ ،‬فالمالئكة‬

‫المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون‪ -‬وال يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه‪ ،‬فإن فعل فقد‬

‫‪.‬أشرك‪ -‬لتُبعثَ َّن الخالئق وتُ َح َ‬


‫اسب‪ ،‬يوم تضطرب األرض بالنفخة األولى نفخة اإلماتة‪ ،‬تتبعها نفخة أخرى لإلحياء‬

‫اجفَةٌ (‪ )8‬أ َْبصار َها َخ ِ‬


‫اش َعةٌ (‪{)9‬‬ ‫وب َيومئٍِذ و ِ‬
‫َُ‬ ‫} ُقلُ ٌ ْ َ َ‬
‫‪.‬قلوب الكفار يومئذ? مضطربة من شدة الخوف‪ ،‬أبصار أصحابها ذليلة من هول ما ترى‬

‫ك ِإ ًذا َك َّرةٌ َخ ِ‬
‫اس َرةٌ (‪{)12‬‬ ‫اما َن ِخ َرةً (‪ )11‬قَالُوا تِْل َ‬ ‫ون ِفي اْل َح ِاف َر ِة (‪ )10‬أَئِ َذا ُكَّنا ِع َ‬ ‫ون أَئَِّنا لَ َم ْر ُد ُ‬
‫ظً‬ ‫ود َ‬ ‫}َيقُولُ َ‬
‫عظاما بالية؟ قالوا‪:‬‬
‫ً‬ ‫أنرد وقد صرنا‬ ‫يقول هؤالء المكذبون بالبعث‪ُ :‬أن َر ُّد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في األرض؟ ُّ‬
‫‪.‬رجعتنا تلك ستكون إ ًذا خائبة كاذبة‬

‫اح َدةٌ (‪ )13‬فَِإ َذا ُهم بِالس ِ‬


‫َّاه َر ِة (‪{)14‬‬ ‫}فَِإَّنما ِهي َز ْجرةٌ و ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫‪.‬فإنما هي نفخة واحدة‪ ،‬فإذا هم أحياء على وجه األرض بعد أن كانوا في بطنها‬

‫وسى (‪{)15‬‬ ‫ك َحِد ُ‬


‫يث ُم َ‬ ‫} َه ْل أتَا َ‬
‫هل أتاك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬خبر موسى؟‬

‫َه ِدَي َ‬
‫ك{‬ ‫َن تََز َّكى (‪َ )18‬وأ ْ‬
‫ك ِإلَى أ ْ‬ ‫ب ِإلَى ِف ْر َع ْو َن ِإَّنهُ َ‬
‫ط َغى (‪ )17‬فَ ُق ْل َه ْل لَ َ‬ ‫اداهُ َربُّهُ بِاْلو ِادي اْل ُمقَ َّد ِ‬
‫س طُ ًوى (‪ )16‬ا ْذ َه ْ‬ ‫َ‬ ‫ِإ ْذ َن َ‬
‫ك فَتَ ْخ َشى (‪)19‬‬ ‫}ِإلَى َرِّب َ‬
‫حين ناداه ربه بالوادي المطهَّر المبارك طوى‪ ،‬فقال له‪ :‬اذهب إلى فرعون‪ ،‬إنه قد أفرط في العصيان‪ ،‬فقل له‪ُّ :‬‬
‫أتود أن‬
‫تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها باإليمان‪ ،‬وأُرشدك إلى طاعة ربك‪ ،‬فتخشاه وتتقيه؟‬

‫صى (‪ )21‬ثَُّم أ َْدَب َر َي ْس َعى (‪{)22‬‬ ‫َّ‬


‫ب َو َع َ‬
‫اآليةَ اْل ُك ْب َرى (‪ )20‬فَ َكذ َ‬
‫}فَأ ََراهُ َ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫نبي اهلل موسى عليه السالم‪ ،‬وعصى ربه َّ‬
‫فرعون العالمة العظمى‪ :‬العصا واليد‪ ،‬فكذب فرعون َّ‬ ‫َ‬ ‫فأرى موسى‬
‫مجتهدا في معارضة موسى‬ ‫ً‬ ‫معرضا عن اإليمان‬
‫ً‬ ‫‪.‬ثم ولَّى‬

‫ك لَ ِع ْب َرةً ِل َم ْن َي ْخ َشى ({‬


‫اآلخ َر ِة َواألُولَى (‪ِ )25‬إ َّن ِفي َذِل َ‬
‫َخ َذه اللَّه َن َكا َل ِ‬ ‫ادى (‪ )23‬فَقَا َل أََنا َرُّب ُك ْم األ ْ‬
‫َعلَى (‪ )24‬فَأ َ ُ ُ‬ ‫فَ َح َش َر فََن َ‬
‫}‪)26‬‬

‫‪3‬‬
‫فجمع أهل مملكته وناداهم‪ ،‬فقال‪ :‬أنا ربكم الذي ال َّ‬
‫رب فوقه‪ ،‬فانتقم اهلل منه بالعذاب في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وجعله عبرة‬
‫‪.‬ونكاال ألمثاله من المتمردين‪ ?.‬إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر‬

‫ض َب ْع َد َذِل َ‬
‫ك{‬ ‫اها (‪َ )29‬واأل َْر َ‬
‫ض َح َ‬ ‫َخ َر َج ُ‬‫ط َش لَْيلَهَا َوأ ْ‬
‫َغ َ‬
‫اها (‪َ )28‬وأ ْ‬ ‫اها (‪َ )27‬رفَ َع َس ْم َكهَا فَ َس َّو َ‬ ‫اء َبَن َ‬
‫َّم ُ‬‫أَأ َْنتُ ْم أَ َش ُّد َخْلقًا أ َْم الس َ‬
‫اها (‪ )32‬متَاعا لَ ُكم وأل َْنع ِ‬
‫ام ُك ْم (‪)33‬‬ ‫اها (‪َ )31‬واْل ِجَب َ‬ ‫ِ‬
‫َ ً ْ َ َ‬ ‫ال أ َْر َس َ‬ ‫اء َها َو َم ْر َع َ‬
‫َخ َر َج م ْنهَا َم َ‬
‫اها (‪ )30‬أ ْ‬ ‫} َد َح َ‬
‫َأب ْعثُكم أيها الناس‪ -‬بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟ رفعها فوقكم كالبناء‪ ،‬وأعلى سقفها في الهواء ال تفاوت‬
‫فيها وال فطور‪ ،‬وأظلم ليلها بغروب شمسها‪ ،‬وأبرز نهارها بشروقها‪ .‬واألرض بعد خلق السماء بسطها‪ ،‬وأودع فيها‬
‫أوتادا لها‪ .‬خلق سبحانه كل هذه‬
‫ً‬ ‫منافعها‪ ،‬وفجَّر فيها عيون الماء‪ ،‬وأنبت فيها ما ُيرعى من النباتات‪ ،‬وأثبت فيها الجبال‬
‫‪.‬النعم منفعة لكم وألنعامكم‪ .‬إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على اهلل من خلق هذه األشياء‪ ،‬وكله على اهلل هين يسير‬

‫يم ِل َم ْن َي َرى (‪{)36‬‬ ‫ِ‬


‫ت اْل َجح ُ‬
‫ان َما َس َعى (‪َ )35‬وُب ِّر َز ْ‬
‫نس ُ‬
‫اإل َ‬ ‫َْ‬ ‫ت الطَّ َّ‬
‫امةُ اْل ُك ْب َرى (‪َ )34‬يوم َيتَ َذ َّك ُ?ر ِ‬ ‫}فَِإ َذا َج َ‬
‫اء ْ‬
‫فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية‪ ،‬عندئذ ُي ْع َرض على اإلنسان كل عمله من خير وشر‪،‬‬
‫صر تُرى ِع ً‬
‫يانا‬ ‫‪.‬فيتذكره ويعترف به‪ ،‬وأُظهرت جهنم لكل م ْب ِ‬
‫ُ‬

‫يم ِه َي اْل َمأ َْوى (‪{)39‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬


‫ط َغى (‪َ )37‬وآثََر اْل َحَياةَ الد ْنَيا (‪ )38‬فَإ َّن اْل َجح َ‬
‫َما َم ْن َ‬
‫}فَأ َّ‬
‫‪.‬فأما َمن تمرد على أمر اهلل‪ ،‬وفضل الحياة الدنيا على اآلخرة‪ ،‬فإن مصيره إلى النار‬ ‫َّ‬

‫الن ْف َس َع ْن اْلهَ َوى (‪ )40‬فَِإ َّن اْل َجَّنةَ ِه َي اْل َمأ َْوى (‪{)41‬‬ ‫اف مقَام رب ِ‬
‫ِّه َوَنهَى َّ‬ ‫َخ َ َ َ َ‬ ‫َما َم ْن‬
‫} َوأ َّ‬
‫خاف القيام بين يدي اهلل للحساب‪ ،‬ونهى النفس عن األهواء الفاسدة‪ ،‬فإن الجنة هي مسكنه‬ ‫‪.‬وأما َم ْن‬
‫َّ‬

‫ت ُم ِنذ ُر َم ْن َي ْخ َش َ‬ ‫ت ِم ْن ِذ ْك َر َ‬
‫اها ({‬ ‫اها (‪ِ )44‬إَّن َما أَْن َ‬ ‫اها (‪ِ )43‬إلَى َرب َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ع ْن الس ِ‬
‫ِّك ُمنتَهَ َ‬ ‫يم أ َْن َ‬
‫اها (‪ )42‬ف َ‬ ‫َّان ُم ْر َس َ‬ ‫َّاعة أَي َ‬
‫َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫َي ْسأَلُ َ‬
‫َّ ِ‬
‫اها (‪)46‬‬ ‫ض َح َ‬‫}‪َ )45‬كأََّنهُ ْم َي ْو َم َي َر ْوَنهَا لَ ْم َيْلَبثُوا ِإال َعشَّيةً أ َْو ُ‬
‫لست في شيء ِمن علمها‪ ،‬بل‬ ‫يسألك المشركون أيها الرسول‪ -‬استخفافا‪ -‬عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها‪َ .‬‬
‫مرد ذلك إلى اهلل عز وجل‪ ،‬وإ نما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها َمن يخافها‪ .‬كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا‬
‫‪.‬في الحياة الدنيا؛ لهول الساعة إال ما بين الظهر إلى غروب الشمس‪ ،‬أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار‬

‫‪:‬سورة عبس‪.‬‬

‫َع َمى (‪{)2‬‬


‫اءهُ األ ْ‬ ‫} َعَب َس َوتََولَّى (‪ )1‬أ ْ‬
‫َن َج َ‬
‫ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأعرض ألجل أن األعمى عبد اهلل بن أم مكتوم جاءه‬
‫‪.‬مسترشدا‪ ،‬وكان الرسول صلى اهلل عليه وسلم منشغال بدعوة كبار قريش إلى اإلسالم‬

‫ك لَعلَّهُ َي َّز َّكى (‪ )3‬أَو َي َّذ َّكر فَتَْنفَعهُ ِّ‬


‫الذ ْك َرى (‪{)4‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫} َو َما ُي ْد ِري َ َ‬
‫عالم ا بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه وتطهر‪ ،‬أو يحصل له المزيد من االعتبار واالزدجار‬ ‫‪.‬وأي شيء يجعلك ً‬ ‫ُّ‬

‫‪4‬‬
‫ك أَالَّ َي َّز َّكى (‪{)7‬‬
‫ص َّدى (‪َ )6‬و َما َعلَْي َ‬
‫ت لَهُ تَ َ‬
‫استَ ْغَنى (‪ )5‬فَأ َْن َ‬
‫َما َم ْن ْ‬
‫}أ َّ‬
‫أما َمن استغنى عن هديك‪ ،‬فأنت تتعرض له وتصغي لكالمه‪ ،‬وأي شيء عليك أال يتطهر من كفره؟‬

‫اء َذ َك َرهُ (‪ِ )12‬في{‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ت َع ْنهُ تَلَهَّى (‪َ )10‬كال ِإَّنهَا تَ ْذك َرةٌ (‪ )11‬فَ َم ْن َش َ‬
‫ك َي ْس َعى (‪َ )8‬و ُه َو َي ْخ َشى (‪ )9‬فَأ َْن َ‬
‫َما َم ْن‬
‫َوأ َّ‬ ‫اء َ‬
‫َج َ‬
‫طهََّر ٍة (‪ )14‬بِأ َْي ِدي َسفََر ٍة (‪ِ )15‬ك َر ٍام َب َر َر ٍة (‪)16‬‬
‫ف‬‫}صح ٍ‬
‫ُُ‬ ‫وع ٍة ُم َ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َك َّر َمة (‪َ )13‬م ْرفُ َ‬
‫وأم ا من كان حريصا على لقائك‪ ،‬وهو يخشى اهلل من التقصير في االسترشاد‪ ،‬فأنت عنه تتشاغل‪ .‬ليس األمر كما فعلت‬
‫َّ‬
‫أيها الرسول‪ ،‬إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء االتعاظ‪ .‬فمن شاء ذكر اهلل َوأْتَ َّم بوحيه‪ .‬هذا الوحي‪ ،‬وهو‬
‫القرآن في صحف معظمة‪ ،‬موقرة‪ ،‬عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص‪ ،‬بأيدي مالئكة كتبة‪ ،‬سفراء بين اهلل‬
‫‪.‬وخلقه‪ ،‬كرام الخلق‪ ،‬أخالقهم وأفعالهم بارة طاهرة‬

‫َماتَهُ فَأَ ْقَب َرهُ{‬


‫َّرهُ (‪ )20‬ثَُّم أ َ‬ ‫طفَ ٍة َخلَقَهُ فَقَ َّد َرهُ (‪ )19‬ثَُّم َّ‬
‫السبِ َ‬
‫يل َيس َ‬ ‫َي َش ْي ٍء َخلَقَهُ (‪ِ )18‬م ْن ُن ْ‬ ‫ان َما أَ ْكفَ َرهُ (‪ِ )17‬م ْن أ ِّ‬ ‫قُتِ َل ِ‬
‫اإل ْن َس ُ‬
‫َم َرهُ (‪)23‬‬ ‫اء أَْن َش َرهُ (‪َ )22‬كالَّ لَ َّما َي ْق ِ‬
‫ض َما أ َ‬ ‫}(‪ )21‬ثَُّم ِإ َذا َش َ‬
‫أي شيء خلقه اهلل أول مرة؟ خلقه اهلل من ماء قليل‪ -‬وهو‬ ‫أشد كفره بربه!! ألم ير ِمن ِّ‬ ‫وع ِّذب‪ ،‬ما َّ‬
‫لُع َن اإلنسان الكافر ُ‬
‫ِ‬
‫مكانا ُيقبر فيه‪ ،‬ثم إذا شاء سبحانه أحياه‪ ،‬وبعثه‬ ‫فقدره أطوارا‪ ،‬ثم بين له طريق الخير والشر‪ ،‬ثم أماته فجعل له ً‬ ‫المنِ ُّي‪َّ -‬‬
‫َ‬
‫‪.‬بعد موته للحساب والجزاء‪ .‬ليس األمر كما يقول الكافر ويفعل‪ ،‬فلم ُي َؤ ِّد ما أمره اهلل به من اإليمان والعمل بطاعته‬

‫ض َشقًّا (‪ )26‬فَأ َْنَبتَْنا ِفيهَا َحبًّا (‪َ )27‬و ِعَنًبا{‬ ‫َشقَ ْقَنا األ َْر َ‬
‫صبًّا (‪ )25‬ثَُّم‬
‫اء َ‬‫صَب ْبَنا اْل َم َ‬
‫اإلنسان ِإلَى َ ِ ِ‬
‫ط َعامه (‪ )24‬أََّنا َ‬ ‫َفْلَي ْنظُ ْر ِ َ ُ‬
‫ام ُك ْم (‪)32‬‬ ‫وأَبًّا (‪ )31‬متَاعا لَ ُكم وأل َْنع ِ‬
‫اكهَةً‬ ‫ق ُغْلبا (‪ )30‬وفَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ً ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ونا َوَن ْخاًل (‪َ )29‬و َح َدائ َ ً‬
‫َ‬ ‫ضًبا (‪َ )28‬و َز ْيتُ ً‬
‫} َوقَ ْ‬
‫فليتدبر اإلنسان‪ :‬كيف خلق اهلل طعامه الذي هو قوام حياته؟ َّأنا صببنا الماء على األرض َ‬
‫صبًّا‪ ،‬ثم شققناها بما أخرجنا‬
‫وثمارا وكأل‬
‫ً‬ ‫وزيتونا ونخال وحدائق عظيمة األشجار‪،‬‬
‫ً‬ ‫وعنبا وعلفًا للدواب‪،‬‬‫ً‬ ‫حبا‪،‬‬ ‫منها من نبات شتى‪ ،‬فأنبتنا فيها ً‬
‫‪.‬تَْن َعمون بها أنتم وأنعامكم‬

‫ئ ِم ْنهُ ْم{‬
‫ام ِر ٍ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫يه (‪ )35‬و ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫صاحَبته َوَبنيه (‪ )36‬ل ُكل ْ‬
‫َ َ‬
‫ُم ِه وأَبِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ت الصَّاخةُ (‪َ )33‬ي ْو َم َيف ُّر اْل َم ْر ُء م ْن أَخيه (‪َ )34‬وأ ِّ َ‬ ‫فَِإ َذا َج َ‬
‫اء ْ‬
‫يه (‪)37‬‬ ‫ْن ُي ْغنِ ِ?‬
‫}َي ْو َمئٍِذ َشأ ٌ‬
‫يفر المرء لهول ذلك اليوم من أخيه‪ ،‬وأمه وأبيه‪،‬‬ ‫تصم ِمن هولها األسماع‪ ،‬يوم ُّ‬ ‫فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي ُّ‬
‫يومئذ أمر يشغله ويمنعه من االنشغال بغيره‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬وزوجه وبنيه‪ .‬لكل واحد منهم‬

‫اح َكةٌ ُم ْستَْب ِش َرةٌ (‪َ )39‬و ُو ُجوهٌ َي ْو َمئٍِذ َعلَْيهَا َغَب َرةٌ (‪ )40‬تَْر َهقُهَا قَتََرةٌ (‪ )41‬أ ُْولَئِ َ‬
‫ك ُه ْم اْل َكفََرةُ{‬ ‫وجوه يومئٍِذ مس ِفرةٌ (‪ )38‬ض ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ٌ َْ َ ُ ْ َ‬
‫}اْلفَ َج َرةُ (‪)42‬‬
‫مسودة‪ ،‬تغشاها ذلَّة‪ .‬أولئك‬ ‫َّ‬ ‫وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة‪ ،‬مسرورة فرحة‪ ،‬ووجوه أهل الجحيم مظلمة‬
‫‪.‬الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم اهلل َّ‬
‫وكذبوا بآياته‪ ،‬وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان‬

‫‪:‬سورة التكوير‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وش ُح ِش َر ْ‬
‫ت{‬ ‫ت (‪َ )4‬وإِ َذا اْل ُو ُح ُ‬ ‫ت (‪َ )3‬وإِ َذا اْل ِع َش ُار ُعطِّلَ ْ‬ ‫ت (‪َ )2‬وإِ َذا اْل ِجَبا ُل ُسي َِّر ْ‬ ‫وم ان َك َد َر ْ‬ ‫ت (‪َ )1‬وإِ َذا ُّ‬
‫الن ُج ُ‬
‫ِإ َذا َّ‬
‫الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ‬
‫ف‬‫ُّح ُ‬
‫ت (‪َ )9‬وإِ َذا الص ُ‬ ‫َي َذ ْن ٍب قُتِلَ ْ‬
‫ت (‪ )8‬بِأ ِّ‬ ‫ودةُ ُسئِلَ ْ‬ ‫ت (‪َ )7‬وإِ َذا اْل َم ْو ُء َ‬ ‫وس ُز ِّو َج ْ‬‫النفُ ُ‬ ‫ت (‪َ )6‬وإِ َذا ُّ‬ ‫(‪َ )5‬وإِ َذا اْلبِ َح ُار ُسج َ‬
‫ِّر ْ‬
‫ت(‬ ‫ض َر ْ‬
‫َح َ‬‫ت َن ْف ٌس َما أ ْ‬ ‫ت (‪َ )13‬عِل َم ْ‬ ‫ت (‪َ )12‬وإِ َذا اْل َجَّنةُ أ ُْزِلفَ ْ‬ ‫يم ُسع َِّر ْ‬ ‫ِ‬
‫ت (‪َ )11‬وإِ َذا اْل َجح ُ‬ ‫طْ‬ ‫اء ُك ِش َ‬
‫َّم ُ‬
‫ت (‪َ )10‬وإِ َذا الس َ‬ ‫ُن ِش َر ْ‬
‫}‪)14‬‬
‫هباء‬
‫ض ْو ُءها‪ ،‬وإ ذا النجوم تناثرت‪ ،‬فذهب نورها‪ ،‬وإ ذا الجبال سيِّرت عن وجه األرض فصارت ً‬ ‫إذا الشمس لُفَّت وذهب َ‬
‫ليقتص اهلل من بعضها لبعض‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫منبثًا‪ ،‬وإ ذا النوق الحوامل تُركت وأهملت‪ ،‬وإ ذا الحيوانات الوحشية ُجمعت واختلطت؛‬
‫نارا تتوقد‪ ?،‬وإ ذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها‪ ،‬وإ ذا الطفلة المدفونة حية‬ ‫وإ ذا البحار أوقدت‪ ،‬فصارت على ِع َ‬
‫ظمها ً‬
‫بأي ذنب كان دفنها؟ وإ ذا صحف األعمال ُعرضت‪ ،‬وإ ذا السماء‬ ‫ُسئلت يوم القيامة سؤا َل تطييب لها وتبكيت لوائدها‪ِّ :‬‬
‫ِ‬
‫فأضرمت‪ ،‬وإ ذا الجنة دار النعيم قُِّربت من أهلها المتقين‪ ،‬إذا وقع ذلك‪،‬‬ ‫ُقلعت وأزيلت من مكانها‪ ،‬وإ ذا النار أوقدت‬
‫قدمت من خير أو شر‬ ‫كل نفس ما َّ‬ ‫ووجدت ُّ‬
‫ْ‬ ‫‪.‬تيقنت‬
‫ْ‬

‫ول َك ِر ٍيم{‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫س (‪َ )16‬واللَّْي ِل ِإ َذا َع ْس َع َس (‪َ )17‬والص ْ‬


‫ُّب ِح ِإ َذا تََنفَّس (‪ِ )18‬إَّنهُ لَقَو ُل رس ٍ‬ ‫س (‪ )15‬اْل َجو ِاري اْل ُكَّن ِ‬
‫َ‬
‫فَال أُ ْق ِس ُم بِاْل ُخَّن ِ‬
‫ين (‪)21‬‬ ‫اع ثَ َّم أ ِ‬
‫َم ٍ‬ ‫ط ٍ‬‫ين (‪ُ )20‬م َ‬‫ش َم ِك ٍ‬‫}(‪ِ )19‬ذي قُ َّو ٍة ِع ْن َد ِذي اْل َع ْر ِ‬
‫نهار ا‪ ،‬الجارية والمستترة في أبراجها‪ ،‬والليل إذا أقبل بظالمه‪ ،‬والصبح إذا‬
‫أقسم اهلل تعالى بالنجوم المختفية أنوارها ً‬
‫ِ‬
‫صاحب مكانة‬ ‫ظهر ضياؤه‪ ،‬إن القرآن لَتبليغ رسول كريم‪ -‬هو جبريل عليه السالم‪ِ ،-‬ذي قوة في تنفيذ ما يؤمر به‪،‬‬
‫‪.‬رفيعة عند اهلل‪ ،‬تطيعه المالئكة‪ ،‬مؤتمن على الوحي الذي ينزل به‬

‫ان َر ِج ٍيم{‬
‫طٍ‬ ‫ضنِ ٍ‬
‫ين (‪َ )24‬و َما ُه َو بِقَ ْو ِل َشْي َ‬ ‫ين (‪َ )23‬و َما ُه َو َعلَى اْل َغ ْي ِب بِ َ‬
‫ق اْل ُمبِ ِ‬
‫ون (‪ )22‬ولَقَ ْد َرآهُ بِاألُفُ ِ‬
‫َ‬
‫وما ص ِ‬
‫احُب ُك ْم بِ َم ْجُن ٍ‬ ‫ََ َ‬
‫}(‪)25‬‬
‫وما محمد الذي تعرفونه بمجنون‪ ،‬ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة في األفق العظيم‪ ،‬وما هو ببخيل في تبليغ‬
‫‪.‬الوحي‪ .‬وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم‪ ،‬مطرود من رحمة اهلل‪ ،‬ولكنه كالم اهلل ووحيه‬

‫اء اللَّهُ َر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬


‫اء ِم ْن ُك ْم أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ب{‬ ‫ون ِإال أ ْ‬
‫َن َي َش َ‬ ‫اء َ‬
‫يم (‪َ )28‬و َما تَ َش ُ‬
‫َن َي ْستَق َ‬ ‫ون (‪ِ )26‬إ ْن ُه َو ِإال ذ ْكٌر لْل َعالَم َ‬
‫ين (‪ )27‬ل َم ْن َش َ‬ ‫فَأ َْي َن تَ ْذ َهُب َ‬
‫ين (‪)29‬‬ ‫ِ‬
‫}اْل َعالَم َ‬
‫فأين تذهب بكم عقولكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟ ما هو إال موعظة من اهلل لجميع الناس‪ ،‬لمن شاء‬

‫منكم أن يستقيم على الحق واإليمان‪ ،‬وما تشاؤون االستقامة‪ ،‬وال تقدرون على ذلك‪ ،‬إال بمشيئة اهلل رب الخالئق‬

‫‪.‬أجمعين‬

‫‪:‬سورة االنفطار‪.‬‬

‫ت (‪َ )4‬عِل َم ْ‬
‫ت َن ْف ٌس َما{‬ ‫ور ُب ْعثِ َر ْ‬ ‫ت (‪َ )2‬وإِ َذا اْلبِ َح ُار فُ ِّج َر ْ‬
‫ت (‪َ )3‬وإِ َذا اْلقُُب ُ‬ ‫ب انتَثََر ْ‬ ‫ِ‬
‫ت (‪َ )1‬وإِ َذا اْل َك َواك ُ‬
‫ط َر ْ‬
‫اء انفَ َ‬‫َّم ُ‬ ‫ِ‬
‫إ َذا الس َ‬
‫ت (‪)5‬‬ ‫ت وأ َّ‬
‫َخ َر ْ‬ ‫َّ‬
‫}قَد َم ْ َ‬
‫واختل نظامها‪ ،‬وإ ذا الكواكب تساقطت‪ ،‬وإ ذا البحار فجَّر اهلل بعضها في بعض‪ ،‬فذهب ماؤها‪ ،‬وإ ذا‬ ‫َّ‬ ‫إذا السماء انشقت‪،‬‬
‫‪.‬القبور ُقِلبت ببعث من كان فيها‪ ،‬حينئذ تعلم ُّ‬
‫كل نفس جميع أعمالها‪ ،‬ما َّ‬
‫تقدم منها‪ ،‬وما تأخر‪ ،‬وجوزيت بها‬ ‫َ‬

‫‪6‬‬
‫اء َر َّكَب َ‬
‫ك (‪{)8‬‬ ‫ور ٍة َما َش َ‬
‫ص َ‬ ‫ك (‪ِ )7‬في أ ِّ‬
‫َي ُ‬ ‫ك فَ َع َدلَ َ‬ ‫ك اْل َك ِر ِيم (‪ )6‬الَِّذي َخلَقَ َ‬
‫ك فَ َس َّوا َ‬ ‫ك بِ َرِّب َ‬
‫ان َما َغ َّر َ‬
‫نس ُ‬ ‫}َيا أَيُّهَا ِ‬
‫اإل َ‬
‫يا أيها اإلنسان المنكر للبعث‪ ،‬ما الذي جعلك تغتَُّر بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة‪ ،‬أليس هو الذي‬
‫أي صورة شاءها خلقك؟‬ ‫وركبك ألداء وظائفك‪ ،‬في ِّ‬ ‫فسوى خلقك فع َدلك‪َّ ،‬‬ ‫خلقك َّ‬
‫َ‬

‫ون (‪{)12‬‬ ‫ون َما تَ ْف َعلُ َ‬ ‫اما َكاتِبِ َ?‬


‫ين (‪َ )11‬ي ْعلَ ُم َ‬
‫ِ‬
‫ين (‪ )10‬ك َر ً‬
‫ِِ‬ ‫الد ِ‬
‫ين (‪َ )9‬وإِ َّن َعلَْي ُك ْم لَ َحافظ َ‬ ‫} َكالَّ َب ْل تُ َك ِّذُب َ?‬
‫ون بِ ِّ‬
‫تكذبون بيوم الحساب والجزاء‪ .‬وإ ن عليكم لمالئكة‬ ‫ليس األمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير اهلل م ِحقون‪ ،‬بل ِّ‬
‫ُ‬
‫رقباء كراما على اهلل كاتبين لما ُو ِّكلوا بإحصائه‪ ،‬ال يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء‪ ،‬يعلمون ما تفعلون من خير أو‬
‫‪.‬شر‬

‫}ِإ َّن األ َْب َر َار لَِفي َن ِع ٍيم (‪{)13‬‬


‫‪.‬إن األتقياء القائمين بحقوق اهلل وحقوق عباده لفي نعيم‬

‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫}وإِ َّن اْلفُج ِ‬


‫ين (‪{)16‬‬‫ين (‪َ )15‬و َما ُه ْم َع ْنهَا بِ َغائبِ َ‬ ‫صلَ ْوَنهَا َي ْو َم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫َّار لَفي َجحيم (‪َ )14‬ي ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص روا في حقوق اهلل وحقوق عباده لفي جحيم‪ ،‬يصيبهم لهبها يوم الجزاء‪ ،‬وما هم عن عذاب جهنم‬ ‫وإ ن الفُجَّار الذين قَ َّ‬
‫‪.‬بغائبين ال بخروج وال بموت‬

‫س َش ْيًئا َواأل َْم ُر َي ْو َمئٍِذ ِللَّ ِه (‪{)19‬‬


‫ك َن ْف ٌس ِلَن ْف ٍ‬
‫ين (‪َ )18‬ي ْو َم ال تَ ْمِل ُ‬ ‫ك َما َي ْو ُم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫ك َما َي ْو ُم ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ين (‪ )17‬ثَُّم َما أ َْد َرا َ‬ ‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وما أدراك ما عظمة يوم الحساب‪ ،‬ثم ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم الحساب ال يقدر أحد على نفع أحد‪ ،‬واألمر‬
‫‪.‬في ذلك اليوم هلل وحده الذي ال يغلبه غالب‪ ،‬وال يقهره قاهر‪ ،‬وال ينازعه أحد‬

‫‪:‬سورة المطففين‪.‬‬

‫ون (‪ )3‬أَال َيظُ ُّن أُولَئِ َ‬


‫ك أََّنهُ ْم{‬ ‫ِ‬
‫وه ْم ُي ْخس ُر َ‬
‫وه ْم أ َْو َو َزُن ُ‬ ‫ين ِإ َذا ا ْكتَالُوا‬
‫ون (‪َ )2‬وإِ َذا َكالُ ُ‬ ‫َِّ‬
‫اس َي ْستَ ْوفُ َ‬
‫ين (‪ )1‬الذ َ‬
‫وْي ٌل ِلْلم َ ِ‬
‫طفِّف َ‬
‫الن ِ‬
‫َعلَى َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اس ِل َر ِّ‬
‫ون (‪ِ )4‬لَي ْوٍم َع ِظ ٍيم (‪َ )5‬ي ْو َم‬
‫ين (‪)6‬‬ ‫وم َّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َيقُ ُ‬ ‫ث‬‫و‬
‫َْ ُ ُ َ‬‫ع‬‫ب‬‫م‬‫}‬
‫موزونا يوفون ألنفسهم‪ ،‬وإ ذا باعوا‬
‫ً‬ ‫عذاب شديد للذين يبخسون المكيال والميزان‪ ،‬الذين إذا اشتروا من الناس مكيال أو‬ ‫ٌ‬
‫موزونا ُي ْن قصون في المكيال والميزان‪ ،‬فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما‪ ،‬ويبخس الناس أشياءهم؟‬ ‫ً‬ ‫الناس مكيال أو‬
‫إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان‪ .‬أال يعتقد أولئك المطففون أن اهلل تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعمالهم‬
‫‪.‬في يوم عظيم الهول؟ يوم يقوم الناس بين يدي اهلل‪ ،‬فيحاسبهم على القليل والكثير‪ ،‬وهم فيه خاضعون هلل رب العالمين‬

‫ِّين (‪ِ )8‬كتَ ٌ‬


‫ك َما ِسج ٌ‬ ‫َّار لَِفي ِسج ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫وم (‪{)9‬‬
‫اب َم ْرقُ ٌ‬ ‫ِّين (‪َ )7‬و َما أ َْد َرا َ‬ ‫} َكال ِإ َّن كتَ َ‬
‫اب الفُج ِ‬
‫حقا إن مصير الفُ َّج ار ومأواهم لفي ضيق‪ ،‬وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب أليم‪ ،‬وهو ما كتب لهم‬
‫‪.‬المصير إليه‪ ،‬مكتوب مفروغ منه‪ ،‬ال يزاد فيه وال ُينقص‬

‫ب بِ ِه ِإالَّ ُك ُّل ُم ْعتٍَد أَثِ ٍيم (‪ِ )12‬إ َذا تُْتلَى َعلَْي ِه َآياتَُنا قَ َ‬
‫ال{‬ ‫ين (‪َ )11‬و َما ُي َك ِّذ ُ‬ ‫الد ِ‬‫ون بَِي ْوِم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ين ُي َكذُب َ‬
‫َِّ‬
‫ين (‪ )10‬الذ َ‬ ‫َوْي ٌل َي ْو َمئٍِذ ِلْل ُم َك ِّذبِ َ?‬
‫ٍِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أ ِ‬
‫ون (‪ )15‬ثَُّم‬ ‫وب َ‬ ‫ون (‪َ )14‬كال ِإَّنهُ ْم َع ْن َرِّب ِه ْم َي ْو َمئذ لَ َم ْح ُج ُ‬ ‫ان َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم َما َك ُانوا َي ْكسُب َ‬ ‫ين (‪َ )13‬كال َب ْل َر َ‬ ‫ير األ ََّوِل َ‬ ‫َساط ُ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون (‪)17‬‬ ‫صالُوا اْل َجحيم (‪ )16‬ثَُّم ُيقَا ُل َه َذا الذي ُكنتُ ْم بِه تُ َكذُب َ‬ ‫}ِإَّنهُ ْم لَ َ‬

‫‪7‬‬
‫عذاب شديد يومئذ للمكذبين‪ ?،‬الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء‪ ،‬وما ِّ‬
‫يكذب به إال كل ظالم كثير اإلثم‪ ،‬إذا تتلى عليه آيات‬
‫القرآن قال‪ :‬هذه أباطيل األولين‪ .‬ليس األمر كما زعموا‪ ،‬بل هو كالم اهلل ووحيه إلى نبيه‪ ،‬وإ نما حجب قلوبهم عن‬
‫التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب‪ .‬ليس األمر كما زعم الكفار‪ ،‬بل إنهم يوم القيامة عن رؤية‬
‫ربهم‪ -‬جل وعال‪ -‬لمحجوبون‪ ،‬وفي هذه اآلية داللة على رؤية المؤمنين ربَّهم في الجنة ثم إنهم لداخلو النار يقاسون‬
‫‪.‬حرها‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون‬

‫ُّون (‪ِ )19‬كتَ ٌ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ِ ِ ِّ‬ ‫َّ ِ‬


‫ون (‪{)21‬‬‫وم (‪َ )20‬ي ْشهَ ُدهُ اْل ُمقََّرُب َ‬
‫اب َم ْرقُ ٌ‬ ‫ك َما علي َ‬
‫ِّين (‪َ )18‬و َما أ َْد َرا َ‬ ‫} َكال ِإ َّن كتَ َ‬
‫اب األ َْب َر ِار َلفي علي َ‬
‫حقا إن كتاب األبرار‪ -‬وهم المتقون‪ -‬لفي المراتب العالية في الجنة‪ .‬وما أدراك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬ما هذه المراتب‬
‫طِلع عليه المقربون من مالئكة كل سماء‬ ‫‪.‬العالية؟ كتاب األبرار مكتوب مفروغ منه‪ ،‬ال يزاد فيه وال ينقص‪ ،‬ي َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫الن ِع ِيم (‪ُ )24‬ي ْسقَ ْو َن ِم ْن َر ِحي ٍ‬


‫ق{‬ ‫ف ِفي ُو ُجو ِه ِه ْم َن ْ‬
‫ض َرةَ َّ‬ ‫ون (‪ )23‬تَ ْع ِر ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫ِإ َّن األ َْب َر َار لَفي َنعيم (‪َ )22‬علَى األ ََرائك َينظُ ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َو ِفي َذِل َ‬
‫امهُ ِم ْس ٌ‬ ‫ِ‬
‫ون (‬ ‫اجهُ م ْن تَ ْسن ٍيم (‪َ )27‬ع ْيًنا َي ْش َر ُ‬
‫ب بِهَا اْل ُمقَ َّرُب َ‬ ‫ون (‪َ )26‬و ِم َز ُ‬ ‫ك َفْلَيتََنافَ ْس اْل ُمتََناف ُس َ‬ ‫َم ْختُ ٍ‬
‫وم (‪ )25‬ختَ ُ‬
‫}‪)28‬‬
‫األسرة ينظرون إلى ربهم‪ ،‬وإ لى ما َّ‬
‫أعد لهم من خيرات‪ ،‬ترى في‬ ‫َّ‬ ‫إن أهل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون‪ ،‬على‬
‫وجوههم بهجة النعيم‪ُ ،‬ي ْسقَون من خمر صافية محكم إناؤها‪ ،‬آخره رائحة مسك‪ ،‬وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق‬
‫المتسابقون‪ .‬وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تُ ْع َرف لعلوها بتسنيم‪ ،‬عين أعدت؛ ليشرب منها المقربون‪،‬‬
‫‪.‬ويتلذذوا بها‬

‫انقلَُبوا{‬‫َهِل ِه ْم َ‬
‫انقلَُبوا ِإلَى أ ْ‬
‫ون (‪َ )30‬وإِ َذا َ‬
‫ام ُز َ‬ ‫ِِ‬
‫ون (‪َ )29‬وإِ َذا َم ُّروا به ْم َيتَ َغ َ‬
‫ض َح ُك َ‬
‫آمُنوا َي ْ‬
‫ين َ‬
‫ِ َِّ‬
‫َج َر ُموا َك ُانوا م ْن الذ َ‬‫ين أ ْ‬ ‫َِّ‬
‫ِإ َّن الذ َ‬
‫آمُنوا ِم ْن اْل ُكفَّ ِار‬
‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫ين (‪ )33‬فَاْلَي ْو َم الذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ون (‪َ )32‬و َما أ ُْرسلُوا َعلَْي ِه ْم َحافظ َ‬
‫الء لَ ُّ‬
‫ضال َ‬ ‫َ‬
‫فَ ِك ِهين (‪ )31‬وإِ َذا رأَو ُهم قَالُوا ِإ َّن َهؤ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ون (‪)34‬‬
‫ض َح ُك َ‬
‫}َي ْ‬
‫إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين‪ ،‬وإ ذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم‪ ،‬وإ ذا رجع الذين أجرموا‬
‫إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين‪ .‬وإ ذا رأى هؤالء الكفار أصحاب محمد صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫محمدا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وما ُبعث هؤالء المجرمون رقباء‬
‫ً‬ ‫وقد اتبعوا الهدى قالوا‪ :‬إن هؤالء لتائهون في اتباعهم‬
‫على أصحاب محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا اهلل ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار‪ ،‬كما‬
‫‪.‬سخر الكافرون منهم في الدنيا‬

‫ِِ‬
‫ون (‪{)36‬‬‫ب اْل ُكفَّ ُار َما َك ُانوا َي ْف َعلُ َ‬
‫ون (‪َ )35‬ه ْل ثُِّو َ‬
‫} َعلَى األ ََرائك َينظُ ُر َ‬
‫على المجالس الفاخرة ينظر المؤمنون إلى ما أعطاهم اهلل من الكرامة والنعيم في الجنة‪ ،‬ومن أعظم ذلك النظر إلى وجه‬
‫جزاء وفاق ما كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور واآلثام؟‬
‫ً‬ ‫اهلل الكريم‪ .‬هل جوزي الكفار‪ -‬إذ فُعل بهم ذلك‪-‬‬

‫‪:‬سورة االنشقاق‪.‬‬

‫ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ‬
‫ت{‬ ‫ت (‪َ )4‬وأ َِذَن ْ‬
‫ت َما ِفيهَا َوتَ َخلَّ ْ‬ ‫ض ُم َّد ْ‬
‫ت (‪َ )3‬وأَْلقَ ْ‬ ‫ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ‬
‫ت (‪َ )2‬وإِ َذا األ َْر ُ‬ ‫ت (‪َ )1‬وأ َِذَن ْ‬
‫اء ان َشقَّ ْ‬
‫َّم ُ‬ ‫ِ‬
‫إ َذا الس َ‬
‫}(‪)5‬‬
‫ق لها أن تنقاد‬ ‫وح َّ‬ ‫َّ‬ ‫إذا السماء َّ‬
‫تصدعت‪ ،‬وتفطرت بالغمام يوم القيامة‪ ،‬وأطاعت أمر ربها فيما أمرها به من االنشقاق‪ُ ،‬‬

‫‪8‬‬
‫ألمره‪ .‬وإ ذا األرض ُبسطت َو ُوسِّعت‪ ،‬ودكت جبالها في ذلك اليوم‪ ،‬وقذفت ما في بطنها من األموات‪ ،‬وتخلَّ ْ‬
‫ت عنهم‪،‬‬
‫وح َّ‬
‫ق لها أن تنقاد ألمره‬ ‫‪.‬وانقادت لربها فيما أمرها به‪ُ ،‬‬

‫الق ِ‬
‫ك َك ْدحا فَم ِ‬ ‫ان ِإَّن َ ِ ِ‬ ‫}َيا أَيُّهَا ِ‬
‫يه (‪{)6‬‬ ‫ك َكاد ٌح إلَى َرِّب َ ً ُ‬ ‫نس ُ‬
‫اإل َ‬
‫ساع إلى اهلل‪ ،‬وعامل أعماال من خير أو شر‪ ،‬ثم تالقي اهلل يوم القيامة‪ ،‬فيجازيك بعملك بفضله أو‬‫يا أيها اإلنسان إنك ٍ‬
‫‪.‬عدله‬

‫ف يحاسب ِحسابا ي ِسيرا (‪ )8‬وي َنقِلب ِإلَى أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫ورا (‪{)9‬‬
‫َهله َم ْس ُر ً‬ ‫ََ ُ‬ ‫َما َم ْن أُوتِ َي كتَ َابهُ بَِيمينه (‪ )7‬فَ َس ْو َ ُ َ َ ُ َ ً َ ً‬
‫}فَأ َّ‬
‫حسابا سهال ويرجع إلى أهله في الجنة‬ ‫ً‬ ‫فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه‪ ،‬وهو مؤمن بربه‪ ،‬فسوف يحاسب‬
‫‪.‬مسرورا‬
‫ً‬

‫ف ي ْدعو ثُبورا (‪ )11‬ويصلَى س ِعيرا (‪ِ )12‬إَّنه َكان ِفي أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ورا (‪{)13‬‬
‫َهله َم ْس ُر ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ََ ْ‬ ‫ظ ْه ِر ِه (‪ )10‬فَ َس ْو َ َ ُ ُ ً‬ ‫َما َم ْن أُوتِ َي كتَ َابهُ َو َر َ‬
‫اء َ‬ ‫َوأ َّ‬
‫َن لَ ْن يحور (‪ )14‬بلَى ِإ َّن ربَّه َكان بِ ِه ب ِ‬ ‫}ِإَّنهُ َ‬
‫ص ًيرا (‪)15‬‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ظ َّن أ ْ‬
‫مقاسيا‬
‫ً‬ ‫وأما َم ن أُعطي صحيفة أعماله من وراء ظهره‪ ،‬وهو الكافر باهلل‪ ،‬فسوف يدعو بالهالك والثبور‪ ،‬ويدخل النار‬
‫َّ‬
‫ظن أن لن يرجع إلى خالقه حيا للحساب‪.‬‬‫مغرورا‪ ،‬ال يفكر في العواقب‪ ،‬إنه َّ‬
‫ً‬ ‫مسرورا‬
‫ً‬ ‫حرها‪ .‬إنه كان في أهله في الدنيا‬
‫عليما بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه‬
‫بصيرا ً‬
‫ً‬ ‫‪.‬بلى سيعيده اهلل كما بدأه ويجازيه على أعماله‪ ،‬إن ربه كان به‬

‫طَب ٍ‬
‫ق (‪{)19‬‬ ‫ق (‪ )18‬لَتَْر َكُب َّن َ‬
‫طَبقًا َع ْن َ‬ ‫ق (‪َ )16‬واللَّْي ِل َو َما َو َس َ‬
‫ق (‪َ )17‬واْلقَ َم ِر ِإ َذا اتَّ َس َ‬ ‫}فَال أُ ْق ِسم بِ َّ‬
‫الشفَ ِ‬ ‫ُ‬
‫أقسم اهلل تعالى باحمرار األفق عند الغروب‪ ،‬وبالليل وما جمع من الدواب والحشرات والهوام وغير ذلك‪ ،‬وبالقمر إذا‬
‫لتركب َّن ‪ -‬أيها الناس‪ -‬أطوارا متعددة وأحواال متباينة‪ :‬من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى نفخ الروح‬
‫ُ‬ ‫تكامل نوره‪،‬‬
‫‪.‬إلى الموت إلى البعث والنشور‪ .‬وال يجوز للمخلوق أن يقسم بغير اهلل‪ ،‬ولو فعل ذلك ألشرك‬

‫ون (‪َ )22‬واللَّهُ أ ْ‬


‫َعلَ ُم بِ َما{‬ ‫ِّ‬
‫ين َكفَ ُروا ُي َكذُب َ‬
‫َِّ‬
‫ون (‪َ )21‬ب ْل الذ َ‬ ‫ون (‪َ )20‬وإِ َذا قُ ِرئَ َعلَْي ِه ْم اْلقُ ْر ُ‬
‫آن ال َي ْس ُج ُد َ‬ ‫فَ َما لَهُ ْم ال ُي ْؤ ِمُن َ‬
‫َّالح ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬ ‫وعون (‪ )23‬فََب ِّشر ُهم بِع َذ ٍ ِ ٍ‬
‫ون (‪)25‬‬ ‫َجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ‬
‫ات لَهُ ْم أ ْ‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬ ‫ين َ‬‫اب أَليم (‪ِ )24‬إال الذ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫}ُي ُ َ‬
‫فأي شيء يمنعهم من اإليمان باهلل واليوم اآلخر بعد ما ُو ِّ‬
‫ضحت لهم اآليات؟ وما لهم إذا قرئ عليهم القرآن ال يسجدون‬ ‫ُّ‬
‫هلل‪ ،‬وال يسلِّ ُم ون بما جاء فيه؟ إنما سجية الذين كفروا التكذيب ومخالفة الحق‪ .‬واهلل أعلم بما يكتمون في صدورهم من‬
‫موجعا‪ ،‬لكن‬
‫ً‬ ‫عذابا‬ ‫العناد مع علمهم بأن ما جاء به القرآن حق‪ ،‬فبشرهم‪ -‬أيها الرسول‪ -‬بأن اهلل‪ -‬عز وجل‪ -‬قد َّ‬
‫أعد لهم ً‬
‫‪.‬الذين آمنوا باهلل ورسوله ُّ‬
‫وأدوا ما فرضه اهلل عليهم‪ ،‬لهم أجر في اآلخرة غير مقطوع وال منقوص‬

‫‪:‬سورة البروج‪.‬‬

‫ود (‪ِ )5‬إ ْذ{‬


‫ات اْلوقُ ِ‬ ‫الن ِار َذ ِ‬‫ُخ ُدو ِد (‪َّ )4‬‬ ‫ِ‬ ‫اه ٍد وم ْشهُ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َذ ِ‬ ‫والسَّم ِ‬
‫َ‬ ‫اب األ ْ‬
‫َص َح ُ‬ ‫ود (‪ )3‬قُت َل أ ْ‬ ‫وج (‪َ )1‬واْلَي ْوِم اْل َم ْو ُعود (‪َ )2‬و َش َ َ‬ ‫ات اْلُب ُر ِ‬ ‫َ َ‬
‫يز اْل َح ِم ِيد (‪)8‬‬
‫َن ُي ْؤ ِمُنوا بِاللَّ ِه اْل َع ِز ِ‬ ‫َّ‬
‫ود (‪َ )7‬و َما َنقَ ُموا ِم ْنهُ ْم ِإال أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ين ُشهُ ٌ‬ ‫ون بِاْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ود (‪َ )6‬و ُه ْم َعلَى َما َي ْف َعلُ َ‬ ‫ُه ْم َعلَْيهَا قُ ُع ٌ‬
‫يد (‪)9‬‬‫ض َواللَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِه ٌ‬ ‫ات واأل َْر ِ‬ ‫ك الس ِ‬
‫َّم َو َ‬ ‫}الذي لَهُ ُمْل ُ َ‬
‫َِّ‬

‫أقسم اهلل تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر‪ ،‬وبيوم القيامة الذي وعد اهلل الخلق أن يجمعهم فيه‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫وشاهد يشهد‪ ،‬ومشهود يشهد عليه‪ .‬ويقسم اهلل‪ -‬سبحانه‪ -‬بما يشاء من مخلوقاته‪ ،‬أما المخلوق فال يجوز له أن يقسم بغير‬

‫عظيما؛ لتعذيب المؤمنين‪ ?،‬وأوقدوا النار الشديدة ذات‬


‫ً‬ ‫اهلل‪ ،‬فإن القسم بغير اهلل شرك‪ .‬لُعن الذين َشقُّوا في األرض شقًا‬

‫حضور‪ .‬وما أخذوهم‬


‫ٌ‬ ‫الوقود‪ ،‬إذ هم قعود على األخدود مالزمون له‪ ،‬وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب‬
‫َ‬
‫بمثل هذا العقاب الشديد إال أن كانوا مؤمنين باهلل العزيز الذي ال يغالَب‪ ،‬الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه‪ ،‬الذي له‬

‫ملك السموات واألرض‪ ،‬وهو‪ -‬سبحانه‪ -‬على كل شيء شهيد‪ ،‬ال يخفى عليه شيء‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬


‫ق (‪{)10‬‬‫اب اْل َح ِري ِ‬
‫اب َجهََّن َم َولَهُ ْم َع َذ ُ‬ ‫ين َواْل ُم ْؤ ِمَنات ثَُّم لَ ْم َيتُ ُ‬
‫وبوا َفلَهُ ْم َع َذ ُ‬ ‫ين فَتَُنوا اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫}ِإ َّن الذ َ‬
‫إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار؛ ليصرفوهم عن دين اهلل‪ ،‬ثم لم يتوبوا‪ ،‬فلهم في اآلخرة عذاب جهنم‪ ،‬ولهم‬
‫‪.‬العذاب الشديد المحرق‬

‫ات تَ ْج ِري ِم ْن تَ ْحتِهَا األ َْنهَ ُار َذِل َ‬


‫ك اْلفَ ْو ُز اْل َكبِ ُ‬
‫ير (‪{)11‬‬ ‫َّالح ِ‬
‫ات لَهُ ْم َجَّن ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬
‫َِّ‬
‫}ِإ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫صد قوا اهلل ورسوله وعملوا األعمال الصالحات‪ ،‬لهم جنات تجري من تحت قصورها األنهار‪ ،‬ذلك الفوز‬ ‫إن الذين َّ‬
‫‪.‬العظيم‬

‫يد (‪ )15‬فَعَّا ٌل ِل َما ُي ِر ُ‬


‫يد{‬ ‫ش اْل َم ِج ُ‬
‫ود (‪ُ )14‬ذو اْل َع ْر ِ‬
‫ور اْل َو ُد ُ‬ ‫يد (‪ِ )12‬إَّنهُ ُه َو ُي ْب ِدئُ َوُي ِع ُ‬
‫يد (‪َ )13‬و ُه َو اْل َغفُ ُ‬ ‫ك لَ َش ِد ٌ?‬
‫ط َش َرِّب َ‬‫ِإ َّن َب ْ‬
‫}(‪)16‬‬
‫إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لَعظيم شديد‪ ،‬إنه هو ُيبدئ الخلق ثم يعيده‪ ،‬وهو الغفور لمن تاب‪ ،‬كثير المودة‬
‫المجيد الذي بلغ المنتهى في الفضل والكرم‪ ،‬فَعَّال لما يريد‪ ،‬ال يمتنع عليه شيء يريده‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العرش‬ ‫‪.‬والمحبة ألوليائه‪ ،‬صاحب‬

‫يب (‪َ )19‬واللَّهُ ِم ْن َو َرائِ ِه ْم ُم ِحيطٌ (‪َ )20‬ب ْل{‬


‫ين َكفَروا ِفي تَ ْك ِذ ٍ‬ ‫َِّ‬ ‫يث اْل ُجُنو ِد (‪ِ )17‬ف ْر َع ْو َن َوثَ ُم َ‬
‫ود (‪َ )18‬ب ْل الذ َ ُ‬ ‫ك َحِد ُ‬ ‫َه ْل أَتَا َ‬
‫وظ (‪)22‬‬ ‫يد (‪ِ )21‬في لَو ٍح م ْحفُ ٍ‬ ‫آن َم ِج ٌ‬
‫} ُه َو قُْر ٌ‬
‫ْ َ‬
‫حل بهم من العذاب والنكال‪ ،‬لم‬ ‫هل بلغك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬خبر الجموع الكافرة المكذبة? ألنبيائها‪ ،‬فرعون وثمود‪ ،‬وما َّ‬
‫يعتبر القوم بذلك‪ ?،‬بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب َمن قبلهم‪ ،‬واهلل قد أحاط بهم علما وقدرة‪ ،‬ال يخفى عليه‬
‫منهم ومن أعمالهم شيء‪ .‬وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر‪َّ ،‬‬
‫فكذبوا به‪ ،‬بل هو قرآن عظيم‬
‫‪.‬كريم‪ ،‬في لوح محفوظ‪ ،‬ال يناله تبديل وال تحريف‬

‫‪:‬سورة الطارق‪.‬‬

‫س لَ َّما َعلَْيهَا َح ِافظٌ (‪{)4‬‬


‫ب (‪ِ )3‬إ ْن ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ِ‬
‫الن ْج ُم الثَّاق ُ‬ ‫ك َما الطَّ ِار ُ‬
‫ق (‪َّ )2‬‬ ‫اء والطَّ ِار ِ‬
‫ق (‪َ )1‬و َما أ َْد َرا َ‬ ‫}والس ِ‬
‫َّم َ‬‫َ َ‬
‫ظ ُم هذا النجم؟ هو النجم المضيء المتوهِّج‪ .‬ما كل‬ ‫ِ‬
‫أقسم اهلل سبحانه بالسماء والنجم الذي يطرق ليال وما أدراك ما ع َ‬
‫‪.‬نفس إال أوكل بها َملَك رقيب يحفظ عليها أعمالها لتحاسب عليها يوم القيامة‬

‫الصْل ِب َوالتََّرائِ ِب (‪ِ )7‬إَّنهُ َعلَى َر ْج ِع ِه لَقَ ِادٌر (‪{)8‬‬


‫ق (‪َ )6‬ي ْخ ُر ُج ِم ْن َب ْي ِن ُّ‬
‫اء َد ِاف ٍ‬
‫ق ِم ْن م ٍ‬
‫َ‬ ‫ق (‪ُ )5‬خِل َ‬‫ان ِم َّم ُخِل َ‬
‫نس ُ‬ ‫} َفْلَينظُ ْر ِ‬
‫اإل َ‬
‫ٍّ‬
‫منصب‬ ‫مني‬
‫ق؟ ليعلم أن إعادة خلق اإلنسان ليست أصعب من خلقه ّأوال خلق من ٍّ‬ ‫فلينظر اإلنسان المنكر للبعث ِم َّم ُخِل َ‬
‫بسرعة في الرحم‪ ،‬يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة‪ .‬إن الذي خلق اإلنسان من هذا الماء لَقادر على رجعه‬

‫‪10‬‬
‫‪.‬إلى الحياة بعد الموت‬

‫}يوم تُْبلَى السَّرائِر (‪ )9‬فَما لَه ِم ْن قُ َّو ٍة وال َن ِ‬


‫اص ٍر (‪{)10‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫وي َميَّز الصالح منها من الفاسد‪ ،‬فما لإلنسان من قوة يدفع بها عن نفسه‪ ،‬وما له من‬ ‫يوم تُ ْختَبر السرائر فيما أخفته‪ُ ،‬‬
‫‪.‬ناصر يدفع عنه عذاب اهلل‬

‫ص ٌل (‪َ )13‬و َما ُه َو بِاْلهَ ْز ِل (‪{)14‬‬ ‫ض َذ ِ‬ ‫اء َذ ِ‬


‫}والسَّم ِ‬
‫َّد ِع (‪ِ )12‬إَّنهُ لَقَ ْو ٌل فَ ْ‬
‫ات الص ْ‬ ‫الر ْج ِع (‪ )11‬واأل َْر ِ‬
‫َ‬ ‫ات َّ‬ ‫َ َ‬
‫والسماء ذات المطر المتكرر‪ ،‬واألرض ذات التشقق بما يتخللها من نبات‪ ،‬إن القرآن لقول فصل َب ْي َن الحق والباطل‪،‬‬
‫‪.‬وما هو بالهزل‪ .‬وال يجوز للمخلوق أن يقسم بغير اهلل‪ ،‬وإ ال فقد أشرك‬

‫ين أ َْم ِهْلهُ ْم ُر َو ْي ًدا (‪{)17‬‬ ‫ِ‬ ‫يدون َك ْي ًدا (‪ )15‬وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد َك ْي ًدا (‪ )16‬فَ َمهِّ ْل اْل َكاف ِر َ‬
‫َك ُ‬ ‫َ‬ ‫}ِإَّنهُ ْم َيك ُ َ‬
‫كيدا‬
‫إن المكذبين للرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وللقرآن‪ ،‬يكيدون? ويدبرون؛ ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل‪ ،‬وأكيد ً‬
‫إلظهار الحق‪ ،‬ولو كره الكافرون‪ ،‬فال تستعجل لهم‪ -‬أيها الرسول‪ -‬بطلب إنزال العقاب بهم‪ ،‬بل أمهلهم وأنظرهم قليال‬
‫يحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهالك‬ ‫‪.‬وال تستعجل لهم‪ ،‬وسترى ما ُّ‬

‫‪:‬سورة األعلى‪.‬‬

‫َح َوى ({‬


‫اء أ ْ‬ ‫ق فَ َس َّوى (‪َ )2‬والَِّذي قَ َّد َر فَهَ َدى (‪َ )3‬والَِّذي أ ْ‬
‫َخ َر َج اْل َم ْر َعى (‪ )4‬فَ َج َعلَهُ ُغثَ ً‬ ‫َعلَى (‪ )1‬الَِّذي َخلَ َ‬ ‫اس َم َرِّب َ‬
‫ك األ ْ‬ ‫ِّح ْ‬
‫َسب ْ‬
‫}‪)5‬‬
‫َن ِّزه اسم ربك األعلى عن الشريك والنقائص تنزيهًا يليق بعظمته سبحانه‪ ،‬الذي خلق المخلوقات‪ ،‬فأتقن خلقها‪ ،‬وأحسنه‪،‬‬
‫هشيما جافًا‬
‫ً‬ ‫والذي َّ‬
‫قد ر جميع المقدرات‪ ،‬فهدى كل خلق إلى ما يناسبه‪ ،‬والذي أنبت الكأل األخضر‪ ،‬فجعله بعد ذلك‬
‫‪.‬متغيرا‬
‫ً‬

‫اء اللَّهُ ِإَّنهُ َي ْعلَ ُم اْل َج ْه َر َو َما َي ْخفَى (‪{)7‬‬ ‫َّ‬


‫نسى (‪ِ )6‬إال َما َش َ‬ ‫} َسُن ْق ِرُئ َ‬
‫ك فَال تَ َ‬
‫سنقرئك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬هذا القرآن قراءة ال تنساها‪ ،‬إال ما شاء اهلل مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها‪ .‬إنه‪-‬‬
‫‪.‬سبحانه‪ -‬يعلم الجهر من القول والعمل‪ ،‬وما يخفى منهما‬

‫ك ِلْلُي ْس َرى (‪{)8‬‬


‫ِّر َ‬
‫} َوُنَيس ُ‬
‫يسرا ال عسر فيه‬ ‫ِّ‬
‫‪.‬ونيسرك لليسرى في جميع أمورك‪ ،‬ومن ذلك تسهيل تَلَقي أعباء الرسالة‪ ،‬وجعل دينك ً‬

‫ت ِّ‬
‫الذ ْك َرى (‪{)9‬‬ ‫}فَ َذ ِّك ْر ِإ ْن َنفَ َع ْ‬
‫ص بالتذكير من يرجى‬
‫وخ َّ‬
‫فعظ قومك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬حسبما يسرناه لك بما يوحى إليك‪ ،‬واهدهم إلى ما فيه خيرهم‪ُ .‬‬
‫ونفورا‬ ‫عتوا‬
‫التذكر‪ ،‬وال تتعب نفسك في تذكير من ال يورثه التذكر إال ًّ‬ ‫‪.‬منه ُّ‬
‫ً‬

‫وت ِفيهَا َوال َي ْحَيا (‪{)13‬‬ ‫َِّ‬ ‫َّ‬


‫} َسَيذ َّك ُر َم ْن َي ْخ َشى (‪َ )10‬وَيتَ َجَّنُبهَا األَ ْشقَى (‪ )11‬الذي َي ْ‬
‫صلَى َّ‬
‫الن َار اْل ُك ْب َرى (‪ )12‬ثَُّم ال َي ُم ُ‬
‫حرها‪،‬‬
‫سيتعظ الذي يخاف ربه‪ ،‬ويبتعد عن الذكرى األشقى الذي ال يخشى ربه‪ ،‬الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي َّ‬

‫‪11‬‬
‫‪.‬ثم ال يموت فيها فيستريح‪ ،‬وال يحيا حياة تنفعه‬

‫صلَّى (‪{)15‬‬ ‫ِ‬


‫}قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن تََز َّكى (‪َ )14‬و َذ َك َر ْ‬
‫اس َم َربِّه فَ َ‬
‫قد فاز َمن طهر نفسه من األخالق السيئة‪ ،‬وذكر اهلل‪َّ ،‬‬
‫فوحده ودعاه وعمل بما يرضيه‪ ،‬وأقام الصالة في أوقاتها؛ ابتغاء‬
‫‪.‬رضوان اهلل وامتثاال لشرعه‬

‫}َب ْل تُ ْؤثِ ُر َ‬
‫ون اْل َحَياةَ ُّ‬
‫الد ْنَيا (‪{)16‬‬
‫‪.‬إنكم‪ -‬أيها الناس‪ِّ -‬‬
‫تفضلون زينة الحياة الدنيا على نعيم اآلخرة‬

‫}و ِ‬
‫اآلخ َرةُ َخْيٌر َوأ َْبقَى (‪{)17‬‬ ‫َ‬
‫‪.‬والدار اآلخرة بما فيها من النعيم المقيم‪ ،‬خير من الدنيا وأبقى‬

‫وسى (‪{)19‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫}ِإ َّن َه َذا لَِفي الص ِ‬


‫يم َو ُم َ‬
‫ص ُحف إْب َراه َ‬
‫ُّحف األُولَى (‪ُ )18‬‬
‫ُ‬
‫صحف إبراهيم وموسى‬
‫الصحف التي أنزلت قبل القرآن‪ ،‬وهي ُ‬
‫إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في ُّ‬
‫‪.‬عليهما السالم‬

‫‪:‬سورة الغاشية‪.‬‬

‫اشَي ِة (‪{)1‬‬
‫يث اْل َغ ِ‬
‫ك َحِد ُ‬
‫} َه ْل أَتَا َ‬
‫هل أتاك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬خبر القيامة التي تغشى الناس بأهوالها؟‬

‫ام ِإالَّ ِم ْن{‬ ‫امَيةً (‪ )4‬تُ ْسقَى ِم ْن َع ْي ٍن آنَِي ٍة (‪ )5‬لَْي َس لَهُ ْم َ‬


‫ط َع ٌ‬
‫اصبةٌ (‪ )3‬تَصلَى َنارا ح ِ‬
‫ً َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ُو ُجوهٌ َي ْو َمئذ َخاش َعةٌ (‪َ )2‬عاملَةٌ َن َ‬
‫يع (‪ )6‬ال ُي ْس ِم ُن َوال ُي ْغنِي ِم ْن ُج ٍ‬
‫وع (‪)7‬‬ ‫ض ِر ٍ‬
‫} َ‬
‫وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب‪ ،‬مجهدة بالعمل متعبة‪ ?،‬تصيبها نار شديدة التوهج‪ ،‬تُسقى من عين شديدة الحرارة‪ .‬ليس‬
‫ألصحاب النار طعام إال من نبت ذي شوك الصق باألرض‪ ،‬وهو ِمن شر الطعام وأخبثه‪ ،‬ال ُي ْسمن بدن صاحبه من‬
‫‪.‬الهُزال‪ ،‬وال ُّ‬
‫يسد جوعه ورمقه‬

‫الغَيةً (‪ِ )11‬فيهَا َع ْي ٌن َج ِارَيةٌ (‪ِ )12‬فيهَا{‬ ‫اضيةٌ (‪ِ )9‬في جَّن ٍة ع ِالي ٍة (‪ )10‬ال تَسمع ِفيها ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ُو ُجوهٌ َي ْو َمئذ َناع َمةٌ (‪ )8‬ل َس ْعيِهَا َر َ‬
‫صفُوفَةٌ (‪َ )15‬و َز َرابِ ُّي َم ْبثُوثَةٌ (‪)16‬‬ ‫وعةٌ (‪َ )14‬وَن َم ِار ُ‬
‫ق َم ْ‬ ‫ض َ‬‫اب َم ْو ُ‬
‫وعةٌ (‪َ )13‬وأَ ْك َو ٌ‬
‫} ُس ُرٌر َم ْرفُ َ‬
‫وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في اآلخرة‪ ،‬في جنة رفيعة المكان والمكانة‪،‬‬
‫ال تسمع فيها كلمة لغو واحدة‪ ،‬فيها عين تتدفق مياهها‪ ،‬فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين‪ ،‬ووسائد مصفوفة‪،‬‬
‫وب ُسط كثيرة مفروشة‬
‫‪.‬الواحدة جنب األخرى‪ُ ،‬‬

‫ت (‪َ )19‬وإِ لَى{‬ ‫ف ُن ِ‬


‫صَب ْ‬ ‫ت (‪ )18‬وإِ لَى اْل ِجَب ِ‬
‫ال َك ْي َ‬ ‫ف ُر ِف َع ْ‬ ‫ت (‪ )17‬وإِ لَى السَّم ِ‬
‫اء َك ْي َ‬ ‫ف ُخِلقَ ْ‬
‫اإلبِ ِل َك ْي َ‬
‫ون ِإلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَفَال َي ْنظُ ُر َ‬
‫ت (‪)20‬‬ ‫ف ُس ِط َح ْ‬ ‫}األ َْر ِ‬
‫ض َك ْي َ‬
‫الرفع البديع؟‬ ‫المكذبون إلى اإلبل‪ :‬كيف ُخِلقَت هذا الخلق العجيب؟ وإ لى السماء كيف ُرِف َعت هذا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أفال ينظر الكافرون‬

‫‪12‬‬
‫ومهِّدت؟‬ ‫ِ‬
‫وإ لى الجبال كيف ُنصبت‪ ،‬فحصل بها الثبات لألرض واالستقرار؟ وإ لى األرض كيف ُبسطت ُ‬

‫ت َعلَْي ِه ْم بِ ُم َس ْي ِط ٍر (‪{)22‬‬
‫ت ُم َذ ِّكٌر (‪َ )21‬ل ْس َ‬
‫}فَ َذ ِّك ْر ِإَّن َما أ َْن َ‬
‫ت به إليهم‪ ،‬وال تحزن على إعراضهم‪ ،‬إنما أنت واعظ لهم‪ ،‬ليس عليك‬ ‫ظ‪ -‬أيها الرسول‪ -‬المعرضين بما أ ُْر ِسْل َ‬ ‫فع ْ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬إكراههم على اإليمان‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫}ِإال َم ْن تََولى َو َكفََر (‪ )23‬فَُي َع ِّذُبهُ? اللهُ اْل َع َذ َ‬
‫اب األَ ْكَب َر (‪{)24‬‬
‫وأصر على كفره‪ ،‬فيعذبه اهلل العذاب الشديد? في النار‬ ‫َّ‬ ‫‪.‬لكن الذي أعرض عن التذكير والموعظة‬

‫}ِإ َّن ِإلَْيَنا ِإَي َابهُ ْم (‪ )25‬ثَُّم ِإ َّن َعلَْيَنا ِح َس َابهُ ْم (‪{)26‬‬
‫‪.‬إن إلينا مرجعهم بعد الموت‪ ،‬ثم إن علينا جزاءهم على ما عملوا‬ ‫َّ‬

‫‪:‬سورة الفجر‪.‬‬

‫ك قَ َس ٌم ِل ِذي ِح ْج ٍر (‪{)5‬‬
‫الش ْف ِع َواْل َوتْ ِر (‪َ )3‬واللَّْي ِل ِإ َذا َي ْس ِر (‪َ )4‬ه ْل ِفي َذِل َ‬ ‫}واْلفَ ْج ِر (‪ )1‬ولََي ٍ‬
‫ال َع ْش ٍر (‪ )2‬و َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األول من ذي الحجة وما شرفت به‪ ،‬وبكل شفع وفرد‪ ،‬وبالليل إذا َي ْسري‬ ‫َ‬ ‫العشر‬ ‫والليالي‬ ‫الفجر‪،‬‬ ‫بوقت‬ ‫سبحانه‬ ‫اهلل‬ ‫أقسم‬
‫بظالمه‪ ،‬أليس في األقسام المذكورة َم ْقَنع لذي عقل؟‬

‫ات اْل ِعم ِاد (‪ )7‬الَّتِي لَم ي ْخلَ ْق ِمثْلُها ِفي اْلبِ ِ‬
‫ك بِع ٍاد (‪ِ )6‬إرم َذ ِ‬
‫الد (‪{)8‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ف فَ َع َل َرُّب َ َ‬
‫}أَلَ ْم تََرى َك ْي َ‬
‫ألم تر‪ -‬أيها الرسول‪ -‬كيف فعل ربُّك بقوم عاد‪ ،‬قبيلة إرم‪ ،‬ذات القوة واألبنية المرفوعة على األعمدة‪ ،‬التي لم ُيخلق‬
‫ظم األجساد وقوة البأس؟‬ ‫مثلها في البالد في ِع َ‬

‫َّخ َر بِاْل َو ِادي (‪{)9‬‬


‫ين َج ُابوا الص ْ‬ ‫}وثَم َ َِّ‬
‫ود الذ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وكيف فعل بثمود قوم صالح الذين قطعوا الصخر بالوادي واتخذوا منه بيوتًا؟‬

‫} َو ِف ْر َع ْو َن ِذي األ َْوتَ ِاد (‪{)10‬‬


‫وكيف فعل بفرعون َمِلك مصر‪ ،‬صاحب الجنود الذين ثبَّتوا ُمْلكه‪َّ ،‬‬
‫وقووا له أمره؟‬

‫ص ِاد (‪{)14‬‬ ‫اب (‪ِ )13‬إ َّن رَّب َ ِ‬


‫ك لَبِاْلم ْر َ‬ ‫َ‬
‫ط َع َذ ٍ‬ ‫ب َعلَْي ِه ْم َرُّب َ‬
‫ك َس ْو َ‬ ‫ص َّ‬ ‫الد (‪ )11‬فَأَ ْكثَُروا ِفيهَا اْلفَ َس َ‬
‫اد (‪ )12‬فَ َ‬
‫ط َغوا ِفي اْلبِ ِ‬
‫ين َ ْ‬
‫َِّ‬
‫}الذ َ‬
‫إن ربك‪ -‬أيها‬ ‫استبدوا‪ ،‬وظلموا في بالد اهلل‪ ،‬فأكثروا فيها بظلمهم الفساد‪ ،‬فصب عليهم ربُّك عذابا شديدا‪َّ .‬‬ ‫ُّ‬ ‫هؤالء الذين‬
‫أخ َذ عزيز مقتدر‬
‫‪.‬الرسول‪ -‬لبالمرصاد لمن يعصيه‪ ،‬يمهله قليال ثم يأخذه ْ‬

‫َّمهُ فََيقُو ُل َربِّي أَ ْك َر َم ِن (‪{)15‬‬ ‫نس ُ ِ‬ ‫َما ِ‬


‫ان إ َذا َما ْابتَالهُ َربُّهُ فَأَ ْك َر َمهُ َوَنع َ‬ ‫اإل َ‬ ‫}فَأ َّ‬
‫فأما اإلنسان إذا ما اختبره ربه بالنعمة‪ ?،‬وبسط له رزقه‪ ،‬وجعله في أطيب عيش‪ ،‬فيظن أن ذلك لكرامته عند ربه‪،‬‬
‫‪.‬فيقول‪ :‬ربي أكرمن‬

‫‪13‬‬
‫َما ِإ َذا َما ْابتَالهُ فَقَ َد َر َعلَْي ِه ِر ْزقَهُ فََيقُو ُل َربِّي أ َ‬
‫َه َان ِن (‪{)16‬‬ ‫} َوأ َّ‬
‫‪.‬وأما إذا ما اختبره‪ ،‬فضيَّق عليه رزقه‪ ،‬فيظن أن ذلك لهوانه على اهلل‪ ،‬فيقول‪ :‬ربي أهانن‬

‫ِ‬ ‫ون التَُّر َ‬ ‫ط َع ِام اْل ِم ْس ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ال{‬
‫ُّون اْل َم َ‬
‫اث أَكْاًل لَ ًّما (‪َ )19‬وتُحب َ‬ ‫ين (‪َ )18‬وتَْأ ُكلُ َ‬ ‫ُّون َعلَى َ‬
‫يم (‪َ )17‬وال تَ َحاض َ‬ ‫َكال َبل ال تُ ْك ِر ُم َ‬
‫ون اْلَيت َ‬
‫} ُحبًّا َج ًّما (‪)20‬‬
‫ليس األمر كما يظن هذا اإلنسان‪ ،‬بل اإلكرام بطاعة اهلل‪ ،‬واإلهانة بمعصيته‪ ،‬وأنتم ال تكرمون اليتيم‪ ،‬وال تحسنون‬
‫شديدا‪ ،‬وتحبون المال‬
‫ً‬ ‫بعضا على إطعام المسكين‪ ،‬وتأكلون حقوق اآلخرين في الميراث أكال‬ ‫ث بعضكم ً‬ ‫معاملته‪ ،‬وال َي ُح ُّ‬
‫طا‬
‫‪.‬حبا مفر ً‬
‫ً‬

‫يء َيومئٍِذ بِ َجهََّنم َيومئٍِذ َيتَ َذ َّك ُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفًّا َ ًّ‬ ‫ت األَر ُ ًّ ًّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ان َوأََّنى{‬
‫اإل ْن َس ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫صفا (‪َ )22‬وج َ ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫اء َرُّب َ‬
‫ك َواْل َملَ ُ‬ ‫ض َدكا َدكا (‪َ )21‬و َج َ‬ ‫َكال ِإ َذا ُدك ْ ْ‬
‫}لَهُ ِّ‬
‫الذ ْك َرى (‪)23‬‬
‫بعضا‪ ،‬وجاء ربُّك لفصل القضاء بين خلقه‪،‬‬
‫بعضها ً‬
‫ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم‪ .‬فإذا زلزلت األرض و َكسَّر ُ‬
‫والمالئكة صفوفًا صفوفًا‪ ،‬وجيء في ذلك اليوم العظيم بجهنم‪ ،‬يومئذ يتعظ الكافر ويتوب‪ ،‬وكيف ينفعه االتعاظ والتوبة‪،‬‬
‫فرط فيهما في الدنيا‪ ،‬وفات أوانهما؟‬
‫وقد َّ‬

‫ت ِل َحَياتِي (‪{)24‬‬‫}َيقُو ُل َيا لَْيتَنِي قَ َّد ْم ُ‬


‫مت في الدنيا من األعمال ما ينفعني لحياتي في اآلخرة‬ ‫قد ُ‬ ‫‪.‬يقول‪ :‬يا ليتني َّ‬

‫ٍِ‬
‫َح ٌد (‪{)26‬‬ ‫َح ٌد (‪َ )25‬وال ُيوثِ ُ‬
‫ق َوثَاقَهُ أ َ‬ ‫}فََي ْو َمئذ ال ُي َع ِّذ ُ‬
‫ب َع َذ َابهُ أ َ‬
‫ب مثل تعذيب اهلل من عصاه‪ ،‬وال يستطيع أحد أن يوثِ َ‬
‫ق مثل‬ ‫أحد وال يقدر أن ُي ِّ‬
‫عذ َ‬ ‫ففي ذلك اليوم العصيب ال يستطيع ٌ‬
‫أحد مبلغه في ذلك‬‫‪.‬وثاق اهلل‪ ،‬وال يبلغ ٌ‬

‫ضَّيةً (‪ )28‬فَ ْاد ُخِلي ِفي ِعَب ِادي (‪َ )29‬و ْاد ُخِلي َجَّنتِي (‪{)30‬‬
‫اضيةً مر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ْفس اْلم ْ ِ‬
‫ط َمئَّنةُ (‪ْ )27‬ار ِجعي ِإلَى َربِّك َر َ َ ْ‬ ‫}َيا أَيَّتُهَا َّ ُ ُ‬
‫أعده من النعيم للمؤمنين‪ ،‬ارجعي إلى ربك راضية بإكرام اهلل‬ ‫يا أيتها النفس المطمئنة إلى ِذكر اهلل واإليمان به‪ ،‬وبما َّ‬
‫\لك‪ ،‬واهلل سبحانه قد رضي عنك‪ ،‬فادخلي في عداد عباد اهلل الصالحين‪ ،‬وادخلي معهم جنتي‬

‫‪:‬سورة البلد‪.‬‬

‫ان ِفي َكَب ٍد (‪{)4‬‬


‫نس َ‬ ‫ت ِح ٌّل بِهَ َذا اْلَبلَِد (‪ )2‬وو ِال ٍد وما ولَ َد (‪ )3‬لَقَ ْد َخلَ ْقَنا ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫}ال أُ ْق ِس ُم بِهَ َذا اْلَبلَِد (‪َ )1‬وأ َْن َ‬
‫أقسم اهلل بهذا البلد الحرام‪ ،‬وهو مكة‪ ،‬وأنت‪ -‬أيها النبي‪ -‬مقيم في هذا البلد الحرام‪ ،‬وأقسم بوالد البشرية‪ -‬وهو آدم عليه‬
‫‪.‬السالم‪ -‬وما تناسل منه من ولد‪ ،‬لقد خلقنا اإلنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا‬

‫َح ٌد (‪{)5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َن لَ ْن َي ْقد َر َعلَْيه أ َ‬
‫ب أْ‬
‫}أََي ْح َس ُ‬
‫أيظن بما جمعه من مال أن اهلل لن يقدر عليه؟‬ ‫ُّ‬

‫‪14‬‬
‫َح ٌد (‪{)7‬‬
‫َن لَ ْم َي َرهُ أ َ‬
‫ب أْ‬‫ت َمااًل لَُب ًدا (‪ )6‬أََي ْح َس ُ‬
‫َهلَ ْك ُ‬
‫}َيقُو ُل أ ْ‬
‫أيظن في فعله هذا أن اهلل عز وجل ال يراه‪ ،‬وال يحاسبه على الصغير والكبير؟‬ ‫ُّ‬ ‫كثيرا‪.‬‬
‫متباهيا‪ :‬أنفقت ماال ً‬ ‫ً‬ ‫يقول‬

‫}أَلَ ْم َن ْج َع ْل لَهُ َع ْيَن ْي ِن (‪َ )8‬وِل َس ًانا َو َشفَتَْي ِن (‪َ )9‬و َه َد ْيَناهُ َّ‬
‫الن ْج َد ْي ِن (‪{)10‬‬
‫ولسانا وشفتين ينطق بها‪َّ ،‬‬
‫وبينا له سبيلَي الخير والشر؟‬ ‫ً‬ ‫ألم نجعل له عينين يبصر بهما‪،‬‬

‫}فَال ا ْقتَ َح َم اْل َعقََبةَ (‪{)11‬‬


‫‪.‬فهال تجاوز مشقة اآلخرة بإنفاق ماله‪ ،‬فيأمن‬

‫ك َما اْل َعقََبةُ (‪{)12‬‬


‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وأي شيء أعلمك‪ :‬ما مشقة اآلخرة‪ ،‬وما يعين على تجاوزها؟‬ ‫ُّ‬

‫ك َرقََب ٍة (‪{)13‬‬
‫}فَ ُّ‬
‫الرق‬
‫‪.‬إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر ِّ‬

‫يما َذا َم ْق َرَب ٍة (‪ )15‬أ َْو ِم ْس ِك ًينا َذا َمتْ َرَب ٍة (‪{)16‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫طع ِ‬
‫}أ َْو ِإ ْ َ ٌ‬
‫ام في َي ْوٍم ذي َم ْس َغَبة (‪َ )14‬يت ً‬
‫معدما ال‬
‫ً‬ ‫فقيرا‬
‫يتيما من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم‪ ،‬أو ً‬ ‫أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة‪ً ،‬‬
‫‪.‬شيء عنده‬

‫اص ْوا بِاْل َم ْر َح َم ِة (‪{)17‬‬ ‫اص ْوا بِالص ْ‬


‫َّب ِر َوتََو َ‬ ‫آمُنوا َوتََو َ‬
‫ين َ‬
‫}ثَُّم َك ِ َِّ‬
‫ان م ْن الذ َ‬
‫َ‬
‫بعضا بالصبر على طاعة اهلل‬ ‫ِ‬
‫ثم كان مع ف ْعل ما ُذكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا اإليمان هلل‪ ،‬وأوصى بعضهم ً‬
‫‪.‬وعن معاصيه‪ ،‬وتواصوا بالرحمة بالخلق‬

‫اب اْل َم ْي َمَن ِة (‪{)18‬‬


‫َص َح ُ‬ ‫}أ ُْولَئِ َ‬
‫كأ ْ‬
‫‪.‬الذين فعلوا هذه األفعال‪ ،‬هم أصحاب اليمين‪ ،‬الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة‬

‫َم ِة (‪{)19‬‬
‫اب اْل َم ْشأ َ‬
‫ِ‬
‫ين َكفَ ُروا بِ َآياتَنا ُه ْم أ ْ‬
‫َص َح ُ‬
‫َِّ‬
‫} َوالذ َ‬
‫‪.‬والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار‬

‫} َعلَْي ِه ْم َن ٌار ُم ْؤ َ‬
‫ص َدةٌ (‪{)20‬‬
‫مطبقةٌ مغلقة عليهم‬
‫جزاؤهم جهنم َ‬

‫‪:‬سورة الشمس ‪.‬‬

‫اها (‪ )4‬والسَّم ِ‬ ‫َّ‬


‫اها (‪{)5‬‬‫اء َو َما َبَن َ‬ ‫َ َ‬ ‫النهَ ِار ِإ َذا َجال َها (‪َ )3‬واللَّْي ِل ِإ َذا َي ْغ َش َ‬
‫الها (‪َ )2‬و َّ‬ ‫اها (‪َ )1‬واْلقَ َم ِر ِإ َذا تَ َ‬
‫ض َح َ‬
‫س َو ُ‬ ‫و َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫َ‬
‫اب َم ْن‬‫خ‬ ‫د‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫)‬ ‫‪9‬‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫اه‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫ز‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ف‬
‫َ ْ َْ َ َ ْ َ َ‬‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬‫ق‬ ‫)‬ ‫‪8‬‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫اه‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ور‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ا‬
‫َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َْ َ َ‬‫ه‬‫م‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫)‬ ‫‪7‬‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫اه‬‫و‬‫َّ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬
‫َ َْ َ َ َ َ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬ ‫ا‬‫اه‬ ‫ح‬‫ط‬
‫ََ ََ َ‬‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫َر‬ ‫أل‬‫ا‬‫و‬
‫َ ْ‬
‫َّاها (‪)10‬‬
‫} َدس َ‬
‫أقسم اهلل بالشمس ونهارها وإ شراقها ضحى‪ ،‬وبالقمر إذا تبعها في الطلوع واألفول‪ ،‬وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫وب ْسطها‪ ،‬وبكل نفس وإ كمال‬
‫مظلما‪ ،‬وبالسماء وبنائها المحكم‪ ،‬وباألرض َ‬
‫ً‬ ‫وبالليل عندما يغطي األرض فيكون ما عليها‬
‫ونماها بالخير‪ ،‬وقد خسر َمن أخفى‬
‫اهلل خلقها ألداء مهمتها‪ ،‬فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير‪ ،‬قد فاز َمن طهَّرها َّ‬
‫‪.‬نفسه في المعاصي‬

‫اها (‪ )13‬فَ َك َّذُبوهُ فَ َعقَ ُر َ‬


‫وها فَ َد ْم َد َم{‬ ‫اها (‪ )12‬فَقَا َل لَهُ ْم َر ُسو ُل اللَّ ِه َناقَةَ اللَّ ِه َو ُس ْقَي َ‬ ‫اها (‪ِ )11‬إ ْذ ْانَب َع َ‬
‫ث أَ ْشقَ َ‬ ‫ط ْغ َو َ‬ ‫ود بِ َ‬ ‫ت ثَ ُم ُ‬ ‫َك َّذَب ْ‬
‫اها (‪)15‬‬ ‫اف ُع ْقَب َ‬
‫اها (‪َ )14‬وال َي َخ ُ‬ ‫} َعلَْي ِه ْم َربُّهُ ْم بِ َذ ْنبِ ِه ْم فَ َس َّو َ‬
‫كذ بت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان‪ ،‬إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة‪ ،‬فقال لهم رسول اهلل صالح عليه‬ ‫َّ‬
‫السالم‪ :‬احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها اهلل إليكم‪ ،‬تدل على صدق نبيكم‪ ،‬واحذروا أن تعتدوا على‬
‫سقيها‪ ،‬فإن لها ِش ْرب يوم ولكم ِش ْرب يوم معلوم‪ .‬فشق عليهم ذلك‪ ،‬فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها‪ ،‬فأطبق عليهم ربهم‬
‫العقوبة بجرمهم‪ ،‬فجعلها عليهم على السواء فلم ُي ْفِلت منهم أحد‪ .‬وال يخاف‪ -‬جلت قدرته‪ -‬تبعة ما أنزله بهم من شديد‬
‫‪.‬العقاب‬

‫‪:‬سورة الليل‪.‬‬

‫ق َّ‬
‫الذ َك َر َواأل ُْنثَى (‪ِ )3‬إ َّن َس ْعَي ُك ْم لَ َشتَّى (‪{)4‬‬ ‫النهَ ِار ِإ َذا تَ َجلَّى (‪َ )2‬و َما َخلَ َ‬
‫} َواللَّْي ِل ِإ َذا َي ْغ َشى (‪َ )1‬و َّ‬
‫أقسم اهلل سبحانه بالليل عندما يغطي بظالمه األرض وما عليها‪ ،‬وبالنهار إذا انكشف عن ظالم الليل بضيائه‪ ،‬وبخلق‬
‫‪.‬الزوجين‪ :‬الذكر واألنثى‪ .‬إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل لآلخرة‬

‫ِّرهُ ِلْلُي ْس َرى (‪{)7‬‬


‫ق بِاْل ُح ْسَنى (‪ )6‬فَ َسُنَيس ُ‬ ‫طى َواتَّقَى (‪َ )5‬و َ‬
‫ص َّد َ‬ ‫َع َ‬
‫َما َم ْن أ ْ‬
‫}فَأ َّ‬
‫وصدق بال إله إال اهلل وما دلت عليه‪ ،‬وما ترتب عليها من الجزاء‪ ،‬فسنرشده‬ ‫َّ‬ ‫فأما من بذل من ماله واتقى اهلل في ذلك‪،‬‬ ‫َّ‬
‫‪.‬ونوفقه إلى أسباب الخير والصالح ونيسِّر له أموره‬

‫ِّرهُ ِلْل ُع ْس َرى (‪َ )10‬و َما ُي ْغنِي َع ْنهُ َمالُهُ ِإ َذا تََر َّدى{‬
‫ب بِاْل ُح ْسَنى (‪ )9‬فَ َسُنَيس ُ‬
‫َّ‬
‫استَ ْغَنى (‪َ )8‬و َكذ َ‬
‫ِ‬
‫َما َم ْن َبخ َل َو ْ‬
‫َوأ َّ‬
‫فسنَيسِّر‬
‫وكذب بال إله إال اهلل وما دلت عليه‪ ،‬وما ترتب عليها من الجزاء‪ُ ،‬‬ ‫وأما من بخل بماله واستغنى عن جزاء ربه‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫‪.‬له أسباب الشقاء‪ ،‬وال ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار‬

‫}ِإ َّن علَْيَنا لَْله َدى (‪ )12‬وإِ َّن لََنا لَ ِ‬


‫آلخ َرةَ َواألُولَى (‪{)13‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إن علينا بفضلنا وحكمتنا أن نبيِّن طريق الهدى الموصل إلى اهلل وجنته من طريق الضالل‪ ،‬وإ ن لنا ملك الحياة اآلخرة‬
‫‪.‬والحياة الدنيا‬

‫}فَأ َْن َذ ْرتُ ُك ْم َن ًارا تَلَظَّى (‪{)14‬‬


‫نارا تتوهج‪ ،‬وهي نار جهنم‬ ‫َّ‬
‫وخوفتكم ً‬
‫‪.‬فحذرتكم‪ -‬أيها الناس‪َّ -‬‬

‫ب َوتََولَّى (‪{)16‬‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬ ‫َّ‬


‫الها ِإال األَ ْشقَى (‪ )15‬الذي َكذ َ‬
‫ص َ‬ ‫}ال َي ْ‬
‫محمدا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأعرض عن اإليمان باهلل ورسوله‪،‬‬
‫ً‬ ‫كذب نبي اهلل‬‫ال يدخلها إال من كان شديد الشقاء‪ ،‬الذي َّ‬
‫َ‬

‫‪16‬‬
‫‪.‬وطاعتهما‬

‫َعلَى{‬ ‫وسيجَّنبها األَتْقَى (‪ )17‬الَِّذي يؤتِي مالَه يتََز َّكى (‪ )18‬وما ألَح ٍد ِع ْن َده ِم ْن نِعم ٍة تُ ْج َزى (‪ِ )19‬إالَّ ْابتِ َغاء و ْج ِه رب ِ‬
‫ِّه األ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ ُ َ‬ ‫َ َُ َ ُ َ‬
‫ضى (‪)21‬‬
‫ف َي ْر َ‬
‫}(‪َ )20‬ولَ َس ْو َ‬
‫زحز ح عنها شديد التقوى‪ ،‬الذي يبذل ماله ابتغاء المزيد من الخير‪ .‬وليس إنفاقه ذاك مكافأة لمن أسدى إليه معروفا‪،‬‬
‫وسي َ‬
‫ُ‬
‫لكنه يبتغي بذلك وجه ربه األعلى ورضاه‪ ،‬ولسوف يعطيه اهلل في الجنة ما يرضى به‬

‫‪:‬سورة الضحى‪.‬‬

‫ك َو َما َقلَى (‪{)3‬‬ ‫ُّحى (‪َ )1‬واللَّْي ِل ِإ َذا َس َجى (‪َ )2‬ما َو َّد َع َ‬
‫ك َرُّب َ‬ ‫} َوالض َ‬
‫أقسم اهلل بوقت الضحى‪ ،‬والمراد به النهار كله‪ ،‬وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظالمه‪ .‬ويقسم اهلل بما يشاء من‬
‫مخلوقاته‪ ،‬أما المخلوق فال يجوز له أن يقسم بغير خالقه‪ ،‬فإن القسم بغير اهلل شرك‪ .‬ما تركك‪ -‬أيها النبي‪ -‬ربك‪ ،‬وما‬
‫‪.‬أبغضك بإبطاء الوحي عنك‬

‫ضى (‪{)5‬‬ ‫ك فَتَْر َ‬ ‫ف ُي ْع ِطي َ‬


‫ك َرُّب َ‬ ‫ك ِم ْن األُولَى (‪َ )4‬ولَ َس ْو َ‬ ‫}ولَ ِ‬
‫آلخ َرةُ َخْيٌر لَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪.‬ولَلدار اآلخرة خير لك من دار الدنيا‪ ،‬ولسوف يعطيك ربك‪ -‬أيها النبي‪ -‬من أنواع اإلنعام في اآلخرة‪ ،‬فترضى بذلك‬ ‫َّ‬

‫َغَنى (‪{)8‬‬‫ك َعائِاًل فَأ ْ‬


‫ضااًل فَهَ َدى (‪َ )7‬و َو َج َد َ‬
‫ك َ‬
‫يما فَ َآوى (‪َ )6‬و َو َج َد َ‬‫}أَلَم ي ِج ْد َ ِ‬
‫ك َيت ً‬ ‫ْ َ‬
‫َّ‬
‫يتيما‪ ،‬فآواك ورعاك؟ ووجدك ال تدري ما الكتاب وال اإليمان‪ ،‬فعلمك ما لم تكن تعلم‪ ،‬ووفقك ألحسن‬ ‫ِ‬
‫ألم َيج ْدك من قب ُل ً‬
‫فقيرا‪ ،‬فساق لك رزقك‪ ،‬وأغنى نفسك بالقناعة والصبر؟‬
‫األعمال؟ ووجدك ً‬

‫ث (‪{)11‬‬ ‫َما بِنِ ْع َم ِة َرِّب َ‬


‫ك فَ َح ِّد ْ‬ ‫َما السَّائِ َل فَال تَْنهَ ْر (‪َ )10‬وأ َّ‬
‫يم فَال تَ ْقهَ ْر (‪َ )9‬وأ َّ‬‫}فَأ َّ ِ‬
‫َما اْلَيت َ‬
‫ئ معاملته‪ ،‬وأما السائل فال تزجره‪ ،‬بل أطعمه‪ ،‬واقض حاجته‪ ،‬وأما بنعمة? ربك التي أسبغها عليك‬ ‫ِ‬
‫فأما اليتيم فال تُس ْ‬
‫فتحدث بها‬

‫سورة الشرح‬

‫ك ِذ ْك َر َ‬
‫ك (‪()4‬‬ ‫ك (‪َ )3‬و َرفَ ْعَنا لَ َ‬
‫ظ ْه َر َ‬
‫ض َ‬ ‫َِّ‬ ‫ك ِو ْز َر َ‬
‫ك (‪ )2‬الذي أَنقَ َ‬ ‫ض ْعَنا َعن َ‬
‫ك (‪َ )1‬و َو َ‬
‫ص ْد َر َ‬
‫ك َ‬
‫}أَلَ ْم َن ْش َر ْح لَ َ‬
‫ألم نوسع‪ -‬أيها النبي‪ -‬لك صدرك لشرائع الدين‪ ?،‬والدعوة إلى اهلل‪ ،‬واالتصاف بمكارم األخالق‪ ،‬وحططنا عنك بذلك‬
‫ِح ْملك الذي أثقل ظهرك‪ ،‬وجعلناك‪ -‬بما أنعمنا عليك من المكارم‪ -‬في منزلة رفيعة عالية؟‬

‫‪17‬‬
‫}فَِإ َّن َم َع اْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا (‪ِ )5‬إ َّن َم َع اْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا (‪{)6‬‬
‫فرجا‬
‫فرجا‪ ،‬إن مع الضيق ً‬
‫‪.‬فال يثنك أذى أعدائك عن نشر الرسالة؛ فإن مع الضيق ً‬

‫ب (‪{)8‬‬‫ك فَ ْار َغ ْ‬‫ب (‪َ )7‬وإِ لَى َرِّب َ‬


‫انص ْ‬ ‫}فَِإ َذا فَ َر ْغ َ‬
‫ت فَ َ‬
‫فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها فَ ِج َّد في العبادة‪ ،‬وإ لى ربك وحده فارغب فيما عنده‬

‫‪:‬سورة التين‪.‬‬

‫َس َف َل{‬ ‫ٍ‬ ‫ان ِفي أ ْ‬


‫َح َس ِن تَ ْق ِويم (‪ )4‬ثَُّم َر َد ْدَناهُ أ ْ‬ ‫نس َ‬ ‫ين (‪ )3‬لَقَ ْد َخلَ ْقَنا ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ين (‪َ )2‬و َه َذا اْلَبلَِد األ َِم ِ‬
‫ور ِسينِ َ?‬
‫ون (‪َ )1‬وطُ ِ‬ ‫ين و َّ‬
‫الز ْيتُ ِ‬ ‫ِّ‬
‫َوالت ِ َ‬
‫َّالح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬ ‫ِِ‬
‫ون (‪)6‬‬ ‫َجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ‬
‫ات َفلَهُ ْم أ ْ‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬
‫ين َ‬‫ين (‪ِ )5‬إال الذ َ‬ ‫} َسافل َ‬
‫تكليما‪ ،‬وأقسم‬ ‫ً‬ ‫أَ ْقسم اهلل بالتين والزيتون‪ ،‬وهما من الثمار المشهورة‪ ،‬وأقسم بجبل طور سيناء الذي كلَّم اهلل عليه موسى‬
‫بهذا البلد األمين من كل خوف وهو مكة مهبط اإلسالم‪ .‬لقد خلقنا اإلنسان في أحسن صورة‪ ،‬ثم رددناه إلى النار إن لم‬
‫‪.‬يطع اهلل‪ ،‬ويتبع الرسل‪ ،‬لكن الذين آمنوا وعملوا األعمال الصالحة لهم أجر عظيم غير مقطوع وال منقوص‬

‫ين (‪{)7‬‬‫الد ِ‬ ‫}فَ َما ُي َك ِّذُب َ‬


‫ك َب ْع ُد بِ ِّ‬
‫أي شيء يحملك‪ -‬أيها اإلنسان‪ -‬على أن ِّ‬
‫تكذب بالبعث والجزاء مع وضوح األدلة على قدرة اهلل تعالى على ذلك؟‬ ‫ُّ‬

‫ين (‪{)8‬‬ ‫ِِ‬ ‫}أَلَْيس اللَّهُ بِأ ْ ِ‬


‫َح َكم اْل َحاكم َ‬ ‫َ‬
‫أليس اهلل الذي جعل هذا اليوم للفصل بين الناس بأحكم الحاكمين في كل ما خلق؟ بلى‪ .‬فهل ُيترك الخلق سدى ال‬
‫ُّ‬
‫يصح ذلك وال يكون‬ ‫‪.‬يؤمرون وال ُينهون‪ ،‬وال يثابون وال يعاقبون؟ ال‬

‫‪:‬سورة العلق‪.‬‬

‫ان َما{‬
‫نس َ‬ ‫ك األَ ْك َرم (‪ )3‬الَِّذي َعلَّم بِاْل َقلَِم (‪َ )4‬علَّم ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ان ِم ْن َعلَ ٍ‬
‫ق (‪ )2‬ا ْق َرْأ َو َرُّب َ‬ ‫نس َ‬ ‫ق ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ِّك الَِّذي َخلَ َ‬
‫ق (‪َ )1‬خلَ َ‬ ‫اسِم َرب َ‬
‫ا ْق َرْأ بِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫}لَ ْم َي ْعلَ ْم (‪)5‬‬
‫اقرأ‪ -‬أيها النبي‪ -‬ما أُنزل إليك من القرآن ُم ْفتَتِ ًحا باسم ربك المتفرد بالخلق‪ ،‬الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ‬
‫أحمر‪ .‬اقرأ‪ -‬أيها النبي‪ -‬ما أُنزل إليك‪ ،‬وإ ن ربك لكثير اإلحسان واسع الجود‪ ،‬الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم‪ ،‬علَّم اإلنسان‬
‫‪.‬ما لم يكن يعلم‪ ،‬ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم‬

‫الر ْج َعى (‪{)8‬‬


‫ك ُّ‬‫استَ ْغَنى (‪ِ )7‬إ َّن ِإلَى َرِّب َ‬
‫َن َرآهُ ْ‬
‫ط َغى (‪ )6‬أ ْ‬
‫ان لََي ْ‬
‫نس َ‬ ‫} َكالَّ ِإ َّن ِ‬
‫اإل َ‬
‫حقًا إن اإلنسان ليتجاوز حدود اهلل إذا أبطره الغنى‪ ،‬فليعلم كل طاغية أن المصير إلى اهلل‪ ،‬فيجازي َّ‬
‫كل إنسان بعمله‬

‫‪.‬‬

‫َّ‬ ‫صلَّى (‪ )10‬أ ََرأ َْي َ‬ ‫أَرأ َْي َ َِّ‬


‫ب{‬ ‫ت ِإ ْن َكذ َ‬ ‫َم َر بِالتَّ ْق َوى (‪ )12‬أ ََرأ َْي َ‬ ‫ت ِإ ْن َك َ‬
‫ان َعلَى اْلهُ َدى (‪ )11‬أ َْو أ َ‬ ‫ت الذي َي ْنهَى (‪َ )9‬ع ْب ًدا ِإ َذا َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َن اللهَ َي َرى (‪َ )14‬كال لَئ ْن لَ ْم َي ْنتَه لََن ْسفَ َع بالناصَية (‪َ )15‬ناصَية َكاذَبة َخاطَئة (‪َ )16‬فْلَي ْدعُ َنادَيه (‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َوتََولى (‪ )13‬أَلَ ْم َي ْعلَ ْم بأ َّ‬

‫‪18‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫}‪ )17‬سَن ْدعُ َّ ِ‬
‫اس ُج ْد َوا ْقتَ ِر ْ‬
‫ب (‪)19‬‬ ‫الزَبانَيةَ (‪َ )18‬كال ال تُط ْعهُ َو ْ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫عبدا لنا إذا صلى لربه وهو محمد صلى اهلل عليه وسلم؟‬
‫أرأيت أعجب من طغيان هذا الرجل وهو أبو جهل الذي ينهى ً‬ ‫ِ‬
‫أرأيت إن كان المنهي عن الصالة‬
‫آمرا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك؟ أرأيت إن‬
‫لربه وهو محمد صلى اهلل عليه وسلم على الهدى فكيف ينهاه؟ أو إن كان ً‬
‫َّ‬
‫كذب هذا الناهي بما ُيدعى إليه‪ ،‬وأعرض عنه‪ ،‬ألم يعلم بأن اهلل يرى كل ما يفعل؟ ليس األمر كما يزعم أبو جهل‪ ،‬لئن‬
‫ويطرح في النار‪ ،‬ناصيته ناصية كاذبة في مقالها‪ ،‬خاطئة‬ ‫لنأخذن َّ‬
‫بمقدم رأسه أخ ًذا عنيفًا‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه‬
‫ضر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يستنصر بهم‪ ،‬سندعو مالئكة العذاب‪ .‬ليس األمر على ما يظن أبو‬ ‫في أفعالها‪ .‬فلي ْح ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫جهل‪ ،‬إنه لن ينالك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬بسوء‪ ،‬فال تطعه فيما دعاك إليه من تَْرك الصالة‪ ،‬واسجد لربك واقترب منه‬
‫‪.‬بالتحبب إليه بطاعته‬

‫‪:‬سورة القدر‪.‬‬

‫َنزْلَناهُ ِفي لَْيلَ ِة اْلقَ ْد ِر (‪{)1‬‬


‫}ِإَّنا أ َ‬
‫‪.‬إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل‪ ،‬وهي إحدى ليالي شهر رمضان‬

‫ك َما لَْيلَةُ اْلقَ ْد ِر (‪{)2‬‬


‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وما أدراك‪ -‬أيها النبي‪ -‬ما ليلة القدر والشرف؟‬

‫ف َش ْه ٍر (‪{)3‬‬‫}لَْيلَةُ اْلقَ ْد ِر َخ ْير ِم ْن أَْل ِ‬


‫ٌ‬
‫ضلُها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر‬ ‫‪.‬ليلة القدر ليلة مباركة‪ ،‬فَ ْ‬

‫وح ِفيهَا بِِإ ْذ ِن َرِّب ِه ْم ِم ْن ُك ِّل أ َْم ٍر (‪{)4‬‬ ‫}تََن َّز ُل اْل َمالئِ َكةُ َو ُّ‬
‫الر ُ‬
‫‪.‬يكثر نزول المالئكة وجبريل عليه السالم فيها‪ ،‬بإذن ربهم من كل أمر قضاه في تلك السنة‬

‫الم ِه َي َحتَّى َم ْ‬
‫طلَ ِع اْلفَ ْج ِر (‪{)5‬‬ ‫} َس ٌ‬
‫شر فيها إلى مطلع الفجر‬ ‫‪.‬هي أمن كلها‪ ،‬ال َّ‬

‫‪:‬سورة البينة‪.‬‬

‫ين َحتَّى تَأْتَِيهُ ْم اْلَبيَِّنةُ (‪{)1‬‬


‫ين ُمنفَ ِّك َ‬
‫ِ‬ ‫َه ِل اْل ِكتَ ِ‬
‫اب َواْل ُم ْش ِرك َ‬ ‫ين َكفَ ُروا ِم ْن أ ْ‬ ‫َِّ‬
‫}لَ ْم َي ُك ْن الذ َ‬
‫لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العالمة التي ُو ِعدوا بها في الكتب‬
‫‪.‬السابقة‬

‫‪19‬‬
‫طهََّرةً (‪{)2‬‬
‫ص ُحفًا ُم َ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫}َر ُسو ٌل م ْن الله َي ْتلُوا ُ‬
‫قرآنا في صحف مطهرة‬
‫‪.‬وهي رسول اهلل محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬يتلو ً‬

‫ِّمةٌ (‪{)3‬‬ ‫}ِفيهَا ُكتُ ٌ‬


‫ب قَي َ‬
‫‪.‬في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة‪ ،‬تهدي إلى الحق وإ لى صراط مستقيم‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫}وما تَفَ َّر َ َِّ‬


‫اب ِإال م ْن َب ْعد َما َج َ‬
‫اءتْهُ ْم اْلَبيَِّنةُ (‪{)4‬‬ ‫ين أُوتُوا اْلكتَ َ‬
‫ق الذ َ‬ ‫ََ‬
‫وما اختلف الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى في كون محمد صلى اهلل عليه وسلم رسوال حقًا؛ لما يجدونه من‬
‫نعته في كتابهم‪ ،‬إال ِمن بعد ما تبينوا أنه النبي الذي ُو ِعدوا به في التوراة واإلنجيل‪ ،‬فكانوا مجتمعين? على صحة نبوته‪،‬‬
‫‪.‬فلما ُب ِعث جحدوها َّ‬
‫وتفرقوا‬

‫ِّم ِة (‪{)5‬‬ ‫الز َكاةَ و َذِل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫ين اْلقَي َ‬
‫كد ُ‬ ‫َ‬
‫يموا الصَّالةَ وُي ْؤتُوا َّ‬
‫َ‬ ‫اء َوُيق ُ‬
‫ين ُحَنفَ َ‬
‫الد َ‬ ‫} َو َما أُم ُروا ِإال لَي ْعُب ُدوا اللهَ ُم ْخلص َ‬
‫ين لَهُ ِّ‬
‫وما أمروا في سائر الشرائع إال ليعبدوا اهلل وحده قاصدين بعبادتهم وجهه‪ ،‬مائلين عن الشرك إلى اإليمان‪ ،‬ويقيموا‬
‫وي َؤ ُّدوا الزكاة‪ ،‬وذلك هو دين االستقامة‪ ،‬وهو اإلسالم‬
‫‪.‬الصالة‪ُ ،‬‬

‫ك ُهم َش ُّر اْلب ِري ِ‬‫ِ‬ ‫اب واْلم ْش ِر ِكين ِفي َن ِار جهَّنم َخ ِال ِد ِ‬
‫ين َكفَروا ِم ْن أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫َِّ‬
‫َّة (‪{)6‬‬ ‫َ‬ ‫ين فيهَا أ ُْولَئ َ ْ‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬ ‫َهل اْلكتَ َ ُ‬ ‫}ِإ َّن الذ َ ُ‬
‫‪.‬إن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين عقابهم نار جهنم خالدين فيها‪ ،‬أولئك هم أشد الخليقة شرا‬
‫ك ُهم َخ ْير اْلب ِري ِ‬‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َّة (‪{)7‬‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات أ ُْولَئ َ ْ ُ َ‬ ‫}ِإ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ص َّد قوا اهلل واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات‪ ،‬أولئك هم خير الخلق‬ ‫‪.‬إن الذين َ‬

‫ك ِل َم ْن َخ ِش َي{‬
‫ضوا َع ْنهُ َذِل َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ات ع ْد ٍن تَ ْج ِري ِم ْن تَ ْحتِها األ َْنهار َخ ِال ِد ِ‬
‫ين فيهَا أََب ًدا َرض َي اللهُ َع ْنهُ ْم َو َر ُ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اؤ ُه ْم ع ْن َد َرِّب ِه ْم َجَّن ُ َ‬
‫َج َز ُ‬
‫}َربَّهُ (‪)8‬‬
‫جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات إقامة واستقرار في منتهى الحسن‪ ،‬تجري من تحت قصورها األنهار‪ ،‬خالدين فيها‬
‫أبدا‪ ،‬رضي اهلل عنهم فقبل أعمالهم الصالحة‪ ،‬ورضوا عنه بما َّ‬
‫أعد لهم من أنواع الكرامات‪ ،‬ذلك الجزاء الحسن لمن‬ ‫ً‬
‫‪.‬خاف اهلل واجتنب معاصيه‬

‫سورة الزلزلة‬

‫ان َما لَهَا (‪{)3‬‬


‫نس ُ‬ ‫ض أَثْقَالَهَا (‪ )2‬وقَا َل ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ت األ َْر ُ‬ ‫ض ِزْل َزالَهَا (‪َ )1‬وأ ْ‬
‫َخ َر َج ْ‬ ‫}ِإ َذا ُزْل ِزلَ ْ‬
‫ت األ َْر ُ‬
‫َ‬
‫فزعا‪ :‬ما الذي حدث لها؟‬
‫شديدا‪ ،‬وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز‪ ،‬وتساءل اإلنسان ً‬ ‫ً‬ ‫إذا ُرجَّت األرض رجًّا‬

‫َخَب َار َها (‪ )4‬بِأ َّ‬


‫َن َرَّب َ‬
‫ك أ َْو َحى لَهَا (‪{)5‬‬ ‫}َي ْو َمئٍِذ تُ َح ِّد ُ‬
‫ث أْ‬
‫‪.‬يوم القيامة تخبر األرض بما ُعمل عليها من خير أو شر‪ ،‬وبأن اهلل سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما ُعمل عليها‬

‫اس أَ ْشتَاتًا ِلُي َر ْوا أ ْ‬


‫َع َمالَهُ ْم (‪{)6‬‬ ‫ص ُد ُر َّ‬
‫الن ُ‬
‫ٍِ‬
‫}َي ْو َمئذ َي ْ‬
‫يومئذ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافًا متفرقين؛ ليريهم اهلل ما عملوا من السيئات والحسنات‪ ،‬ويجازيهم عليها‬

‫‪20‬‬
‫ال َذ َّر ٍة َخ ْي ًرا َي َره (‪َ )7‬و َم ْن َي ْع َم ْل ِمثْقَا َل َذ َّر ٍة َش ًّرا َي َره (‪{)8‬‬
‫}فَ َم ْن َي ْع َم ْل ِمثْقَ َ‬
‫شرا‪ ،‬ير عقابه في اآلخرة‬
‫خيرا‪ ،‬ير ثوابه في اآلخرة‪ ،‬ومن يعمل وزن نملة صغيرة ً‬ ‫‪.‬فمن يعمل وزن نملة صغيرة ً‬

‫‪:‬سورة العاديات‪.‬‬

‫ض ْب ًحا (‪{)1‬‬ ‫ِ ِ‬
‫} َواْل َعادَيات َ‬
‫العدو‪ ،‬حين يظهر صوتها من سرعة َع ْد ِوها‪ .‬وال يجوز للمخلوق أن‬
‫أقسم اهلل تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو ِّ‬
‫‪.‬يقسم إال باهلل‪ ،‬فإن القسم بغير اهلل شرك‬

‫وري ِ‬
‫ات قَ ْد ًحا (‪{)2‬‬ ‫}فَاْل ُم ِ َ‬
‫‪.‬فالخيل الالتي تنقدح النار من صالبة حوافرها؛ من َّ‬
‫شدة َع ْدوها‬

‫ص ْب ًحا (‪{)3‬‬ ‫ِ ِ‬
‫}فَاْل ُمغ َيرات ُ‬
‫‪.‬فالمغيرات على األعداء عند الصبح‬

‫}فَأَثَْر َن بِ ِه َن ْق ًعا (‪{)4‬‬


‫غبارا‬
‫الع ْدو ً‬
‫َّج َن بهذا َ‬ ‫‪.‬فهي ْ‬

‫ط َن بِ ِه َج ْم ًعا (‪{)5‬‬
‫}فَ َو َس ْ‬
‫‪.‬فتوسَّطن بركبانهن جموع األعداء‬

‫ب اْل َخ ْي ِر لَ َش ِد ٌ‬
‫يد (‪{)8‬‬ ‫يد (‪َ )7‬وإِ َّنهُ ِل ُح ِّ‬ ‫ود (‪َ )6‬وإِ َّنهُ َعلَى َذِل َ‬
‫ك لَ َش ِه ٌ‬ ‫اإلنسان ِلرب ِ‬
‫ِّه لَ َكُن ٌ‬ ‫}ِإ َّن ِ َ َ َ‬
‫‪.‬إن اإلنسان ِلنعم ربه لَجحود‪ ،‬وإ نه بجحوده ذلك لمقر‪ .‬وإ نه لحب المال لشديد‬

‫}أَفَال َي ْعلَ ُم ِإ َذا ُب ْعثِ َر َما ِفي اْلقُُب ِ‬


‫ور (‪{)9‬‬
‫أفال يعلم اإلنسان ما ينتظره إذا أخرج اهلل األموات من القبور للحساب والجزاء؟‬

‫ور (‪{)10‬‬ ‫ص َل َما ِفي الص ُ‬


‫ُّد ِ‬ ‫} َو ُح ِّ‬
‫‪.‬واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر‬

‫ٍِ‬
‫}ِإ َّن َربَّهُ ْم بِ ِه ْم َي ْو َمئذ لَ َخبِ ٌ‬
‫ير (‪{)11‬‬
‫‪.‬إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير‪ ،‬ال يخفى عليه شيء من ذلك‬

‫‪:‬سورة القارعة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫}اْلقَ ِار َعةُ (‪{)1‬‬
‫‪.‬الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها‬

‫} َما اْلقَ ِار َعةُ (‪{)2‬‬


‫أي شيء هذه القارعة؟‬ ‫ُّ‬

‫ك َما اْلقَ ِار َعةُ (‪{)3‬‬


‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وأي شيء أعلمك بها؟‬ ‫ُّ‬

‫اش اْلم ْبثُ ِ‬


‫وث (‪{)4‬‬ ‫اس َكاْلفَ َر ِ َ‬ ‫ون َّ‬
‫الن ُ‬ ‫}َي ْو َم َي ُك ُ‬
‫‪.‬في ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش المنتشر‪ ،‬وهو الذي يتساقط في النار‬

‫وش (‪{)5‬‬‫ون اْل ِجَبا ُل َكاْل ِع ْه ِن اْل َمنفُ ِ‬


‫} َوتَ ُك ُ‬
‫‪.‬وتكون الجبال كالصوف متعدد األلوان الذي ُي ْنفَش باليد‪ ،‬فيصير هباء ويزول‬

‫اضَي ٍة (‪{)7‬‬
‫ت مو ِاز ُينه (‪ )6‬فَهو ِفي ِعي َش ٍة ر ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َما َم ْن ثَُقلَ ْ َ َ‬
‫}فَأ َّ‬
‫‪.‬فأما من رجحت موازين حسناته‪ ،‬فهو في حياة مرضية في الجنة‬

‫ُمهُ َه ِاوَيةٌ (‪{)9‬‬ ‫َما َم ْن َخفَّ ْ‬


‫ت َم َو ِاز ُينهُ (‪ )8‬فَأ ُّ‬ ‫} َوأ َّ‬
‫‪.‬وأما من خفت موازين حسناته‪ ،‬ورجحت موازين سيئاته‪ ،‬فمأواه جهنم‬

‫ك َما ِهَي ْه (‪{)10‬‬


‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وما أدراك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬ما هذه الهاوية؟‬

‫}َنار ح ِ‬
‫امَيةٌ (‪{)11‬‬ ‫ٌ َ‬
‫‪.‬إنها نار قد َح ِميت من الوقود عليها‬

‫‪:‬سورة التكاثر‪.‬‬

‫}أَْلهَا ُك ْم التَّ َكاثُُر (‪{)1‬‬


‫‪.‬شغلكم عن طاعة اهلل التفاخر بكثرة األموال واألوالد‬

‫} َحتَّى ُز ْرتُ ْم اْل َمقَابِ َر (‪{)2‬‬


‫ودفنتم فيها‬
‫‪.‬واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر‪ُ ،‬‬

‫‪22‬‬
‫ون (‪{)3‬‬ ‫} َكالَّ َس ْو َ‬
‫ف تَ ْعلَ ُم َ‬
‫‪.‬ما هكذا ينبغي أن ُيْلهيكم التكاثر باألموال‪ ،‬سوف تتبيَّنون أن الدار اآلخرة خير لكم‬

‫ون (‪{)4‬‬ ‫}ثَُّم َكالَّ َس ْو َ‬


‫ف تَ ْعلَ ُم َ‬
‫‪.‬ثم احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة انشغالكم عنها‬

‫الن ِع ِيم (‪{)8‬‬


‫ين (‪ )7‬ثَُّم لَتُ ْسأَلُ َّن َي ْو َمئٍِ?ذ َع ْن َّ‬
‫يم (‪ )6‬ثَُّم لَتََر ْوَنهَا َع ْي َن اْلَي ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِعْل َم اْلَي ِق ِ‬ ‫َّ‬
‫ين (‪ )5‬لَتََر ْو َن اْل َجح َ‬ ‫} َكال لَ ْو تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر باألموال‪ ،‬لو تعلمون حق العلم النزجرتم‪ ،‬ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهالك‪.‬‬
‫لتبصرَّنها دون ريب‪ ،‬ثم لتسألُ َّن يوم القيامة عن كل أنواع النعيم‬
‫ُ‬ ‫‪..‬لتبصر َّن الجحيم‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬

‫‪:‬سورة العصر‬
‫ان لَِفي ُخ ْس ٍر (‪{)2‬‬
‫نس َ‬ ‫ص ِر (‪ِ )1‬إ َّن ِ‬
‫اإل َ‬ ‫} َواْل َع ْ‬
‫أقسم اهلل بالدهر على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان أما المخلوق فال يجوز له أن يقسم بغير خالقه‪ ،‬فإن القسم بغير اهلل‬
‫شرك‬

‫اص ْوا بِالص ْ‬ ‫اص ْوا بِاْل َح ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬
‫َّب ِر (‪{)3‬‬ ‫ق َوتََو َ‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات َوتََو َ‬ ‫}ِإال الذ َ‬
‫ين َ‬
‫بعضا باالستمساك بالحق‪ ،‬والعمل بطاعة اهلل‪ ،‬والصبر على‬
‫صالحا‪ ،‬وأوصى بعضهم ً‬ ‫ً‬ ‫إال الذين آمنوا باهلل وعملوا عمال‬
‫‪.‬ذلك‬

‫‪:‬سورة الهمزة‪.‬‬
‫} َوْي ٌل ِل ُك ِّل ُه َم َز ٍة لُ َم َز ٍة (‪{)1‬‬
‫‪.‬شر وهالك لكل مغتاب للناس‪ ،‬طعان فيهم‬

‫}الَِّذي َج َم َع َمااًل َو َع َّد َدهُ (‪{)2‬‬


‫همه جمع المال وتعداده‬ ‫‪.‬الذي كان ُّ‬

‫َخلَ َدهُ (‪{)3‬‬ ‫ب أ َّ‬


‫َن َمالَهُ أ ْ‬ ‫}َي ْح َس ُ‬
‫ض ِم َن لنفسه بهذا المال الذي جمعه‪ ،‬الخلود في الدنيا واإلفالت من الحساب‬ ‫‪.‬يظن أنه َ‬

‫} َكالَّ لَُي ْنَب َذ َّن ِفي اْل ُح َ‬


‫ط َم ِة (‪{)4‬‬
‫َّ‬
‫طرحن في النار التي تهشم كل ما ُيْلقى فيها‬ ‫‪.‬ليس األمر كما ظن‪ُ ،‬لي‬

‫ط َمةُ (‪{)5‬‬
‫ك َما اْل ُح َ‬
‫} َو َما أ َْد َرا َ‬
‫وما أدراك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬ما حقيقة النار؟‬

‫‪23‬‬
‫}َن ُار اللَّ ِه اْل ُموقَ َدةُ (‪ )6‬الَّتِي تَطَِّلعُ َعلَى األَ ْفئِ َد ِة (‪{)7‬‬
‫‪.‬إنها نار اهلل الموقدة التي من شدتها تنفُذ من األجسام إلى القلوب‬

‫وص َدةٌ (‪ِ )8‬في َع َم ٍد ُم َم َّد َد ٍ?ة (‪{)9‬‬


‫}ِإَّنهَا َعلَْي ِه ْم ُم َ‬
‫مطولة؛ لئال يخرجوا منها‬
‫مطبقة في سالسل وأغالل َّ‬ ‫‪.‬إنها عليهم َ‬

‫‪:‬سورة الفيل‪.‬‬
‫اب اْل ِف ِ‬
‫يل (‪{)1‬‬ ‫َص َح ِ‬
‫ك بِأ ْ‬
‫ف فَ َع َل َرُّب َ‬
‫}أَلَ ْم تََرى َك ْي َ‬
‫ألم تعلم‪ -‬أيها الرسول‪ -‬كيف فعل ربك بأصحاب الفيل‪ :‬أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟‬

‫ضِل ٍ‬
‫يل (‪{)2‬‬ ‫}أَلَ ْم َي ْج َع ْل َك ْي َد ُه ْم ِفي تَ ْ‬
‫ألم يجعل ما دبَّروه من شر في إبطال وتضييع؟‬

‫ط ْيرا أََبابِي َل (‪ )3‬تَر ِمي ِهم بِ ِح َجار ٍة ِم ْن ِسج ٍ‬


‫ِّيل (‪{)4‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫} َوأ َْر َس َل َعلَْي ِه ْم َ ً‬
‫ِّ‬
‫متحجر‬ ‫طيرا في جماعات متتابعة‪ ،‬تقذفهم بحجارة من طين‬ ‫‪.‬وبعث عليهم ً‬

‫}فَجعلَهم َكع ٍ‬
‫ف م ْأ ُك ٍ‬
‫ول (‪{)5‬‬ ‫ص َ‬ ‫َ َ ُْ َ ْ‬
‫‪.‬فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم ثم رمت بها‬

‫‪:‬سورة قريش‪.‬‬
‫ف (‪{)2‬‬‫َّي ِ‬ ‫الشتَ ِ‬
‫اء َوالص ْ‬ ‫ش (‪ِ )1‬إ ِ‬
‫يالف ِهم ِر ْحلَةَ ِّ‬ ‫} ِإل ِ‬
‫يالف قَُر ْي ٍ‬
‫ْ‬
‫اع َج بوا إللف قريش‪ ،‬وأمنهم‪ ،‬واستقامة مصالحهم‪ ،‬وانتظام رحلتيهم في الشتاء إلى اليمن‪ ،‬وفي الصيف إلى الشام‪،‬‬ ‫ْ‬
‫‪.‬وتيسير ذلك؛ لجلب ما يحتاجون إليه‬

‫ب َه َذا اْلَب ْي ِت (‪{)3‬‬


‫} َفْلَي ْعُب ُدوا َر َّ‬
‫فليشكروا‪ ،‬وليعبدوا رب هذا البيت‪ -‬وهو الكعبة‪ -‬الذي شرفوا به‪ ،‬وليوحدوه ويخلصوا له العبادة‬

‫وع وآمَنهم ِم ْن َخو ٍ‬


‫ف‬ ‫ِ‬ ‫الَِّذي أَ ْ‬
‫ْ‬ ‫ط َع َمهُ ْم م ْن ُج ٍ َ َ ُ ْ‬

‫الذي أطعمهم من جوع شديد‪ ،‬وآمنهم من فزع وخوف عظيم‬

‫‪:‬سورة الماعون‪.‬‬

‫}أَرأ َْي َ َِّ‬


‫الد ِ‬
‫ين (‪{)1‬‬ ‫ت الذي ُي َك ِّذ ُ‬
‫ب بِ ِّ‬ ‫َ‬

‫‪24‬‬
‫أرأيت حال ذلك الذي ِّ‬
‫يكذب بالبعث والجزاء؟‬

‫يم (‪{)2‬‬‫ُّ ِ‬ ‫}فَ َذِل َ َِّ‬


‫ك الذي َي ُدع اْلَيت َ‬

‫‪.‬فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه‬

‫ط َع ِام اْل ِم ْس ِك ِ‬
‫ين (‪{)3‬‬ ‫} َوال َي ُح ُّ‬
‫ض َعلَى َ‬

‫ُّ‬
‫يحض غيره على إطعام المسكين‪ ،‬فكيف له أن يطعمه بنفسه؟‬ ‫وال‬

‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫}فَوْي ٌل ِلْلم ِّ‬


‫ون (‪{)5‬‬ ‫صالت ِه ْم َس ُ‬
‫اه َ‬ ‫ين ُه ْم َع ْن َ‬
‫ين (‪ )4‬الذ َ‬
‫صل َ‬‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪.‬فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صالتهم الهون‪ ،‬ال يقيمونها على وجهها‪ ،‬وال يؤدونها في وقتها‬

‫ون (‪{)6‬‬ ‫َِّ‬


‫اء َ‬
‫ين ُه ْم ُي َر ُ‬
‫}الذ َ‬

‫‪.‬الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس‬

‫ون (‪{)7‬‬
‫اع َ‬
‫ون اْل َم ُ‬
‫} َوَي ْمَن ُع َ‬

‫‪.‬ويمنعون إعارة ما ال تضر إعارته من اآلنية وغيرها‪ ،‬فال هم أحسنوا عبادة ربهم‪ ،‬وال هم أحسنوا إلى خلقه‬

‫‪:‬سورة الكوثر‪.‬‬

‫ك اْل َك ْوثََر (‪{)1‬‬


‫ط ْيَنا َ‬ ‫}ِإَّنا أ ْ‬
‫َع َ‬

‫إنا أعطيناك‪ -‬أيها النبي‪ -‬الخير الكثير في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ‬
‫‪.‬المجوف‪ ،‬وطينه المسك‬
‫َّ‬

‫ص ِّل ِل َرِّب َ‬
‫ك َو ْان َح ْر (‪{)2‬‬ ‫}فَ َ‬

‫‪.‬فأخلص لربك صالتك كلها‪ ،‬واذبح ذبيحتك? له وعلى اسمه وحده‬

‫‪25‬‬
‫}ِإ َّن َشانَِئ َ‬
‫ك ُه َو األ َْبتَُر (‪{)3‬‬

‫إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور‪ ،‬هو المنقطع أثره‪ ،‬المقطوع من كل خير‬

‫‪:‬سورة الكافرون‪.‬‬

‫}قُ ْل َيا أَ ُّي َها ْال َكافِر َ‬


‫ُون (‪{)1‬‬

‫‪.‬قل‪ -‬أيها الرسول‪ -‬للذين كفروا باهلل ورسوله‪ :‬يا أيها الكافرون باهلل‬

‫ون (‪{)2‬‬
‫َعُب ُد َما تَ ْعُب ُد َ‬
‫}ال أ ْ‬

‫‪.‬ال أعبد ما تعبدون? من األصنام واآللهة الزائفة‬

‫َعُب ُد (‪{)3‬‬ ‫} َوال أ َْنتُ ْم َعابِ ُد َ‬


‫ون َما أ ْ‬

‫‪.‬وال أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد‪ ،‬هو اهلل رب العالمين المستحق وحده للعبادة‬

‫} َوال أََنا َعابِ ٌد َما َعَبدتُّ ْم (‪{)4‬‬

‫‪.‬وال أنا عابد ما عبدتم من األصنام واآللهة الباطلة‬

‫َعُب ُد (‪{)5‬‬ ‫} َوال أ َْنتُ ْم َعابِ ُد َ‬


‫ون َما أ ْ‬

‫أبدا‬
‫‪.‬وال أنتم عابدون مستقبال ما أعبد‪ .‬وهذه اآلية نزلت في أشخاص بأعيانهم من المشركين‪ ،‬قد علم اهلل أنهم ال يؤمنون ً‬

‫}لَ ُك ْم ِد ُين ُك ْم َوِلي ِد ِ‬


‫ين (‪{)6‬‬ ‫َ‬

‫‪.‬لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه‪ ،‬ولي ديني الذي ال أبغي غيره‬

‫‪26‬‬
‫‪:‬سورة النصر‪.‬‬

‫ص ُر اللَّ ِه َواْلفَتْ ُح (‪{)1‬‬ ‫}ِإ َذا َج َ‬


‫اء َن ْ‬

‫تم لك‪ -‬أيها الرسول‪ -‬النصر على كفار قريش‪ ،‬وتم لك فتح مكة‬
‫‪.‬إذا َّ‬

‫الناس ي ْد ُخلُون ِفي ِد ِ َّ ِ‬


‫اجا (‪{)2‬‬
‫ين الله أَ ْف َو ً‬ ‫َ‬ ‫ت َّ َ َ‬‫} َو َرأ َْي َ‬

‫‪.‬ورأيت الكثير من الناس يدخلون في اإلسالم جماعات جماعات‬

‫ِّك و ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْغف ْرهُ ِإَّنهُ َك َ‬
‫ان تََّو ًابا (‪{)3‬‬ ‫ِّح بِ َح ْمد َرب َ َ ْ‬
‫}فَ َسب ْ‬

‫توابا على المسبحين‬


‫إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك باإلكثار من التسبيح بحمده واإلكثار من استغفاره‪ ،‬إنه كان ً‬
‫والمستغفرين‪ ،‬يتوب عليهم ويرحمهم ويقبل توبتهم‬

‫‪:‬سورة المسد‪.‬‬

‫َّت َي َدا أَبِي لَهَ ٍب َوتَ َّ‬


‫ب (‪{)1‬‬ ‫}تَب ْ‬

‫‪.‬خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول اهلل محمدا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد تحقق خسران أبي لهب‬

‫ب (‪{)2‬‬
‫َغَنى َع ْنهُ َمالُهُ َو َما َك َس َ‬
‫} َما أ ْ‬

‫‪.‬ما أغنى عنه ماله وولده‪ ،‬فلن َي ُر َّدا عنه ً‬


‫شيئا من عذاب اهلل إذا نزل به‬

‫ط ِب (‪{)4‬‬
‫ام َرأَتُهُ َح َّمالَةَ اْل َح َ‬ ‫صلَى َنارا َذ َ ٍ‬
‫ات لَهَب (‪َ )3‬و ْ‬ ‫ً‬ ‫} َسَي ْ‬

‫نارا متأججة‪ ،‬هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك‪ ،‬فتطرحه في طريق النبي صلى اهلل عليه وسلم؛ ألذيَّته?‬
‫‪.‬سيدخل ً‬

‫}ِفي ِج ِيد َها َحْب ٌل ِم ْن َم َس ٍد (‪{)5‬‬

‫‪27‬‬
‫‪.‬في عنقها حبل محكم الفَ ْت ِل ِمن ليف شديد خشن‪ ،‬تُْرفَع به في نار جهنم‪ ،‬ثم تُْرمى إلى أسفلها‬

‫‪:‬سورة اإلخالص‪.‬‬

‫}قُ ْل ه َُو هَّللا ُ أَ َح ٌد (‪{)1‬‬

‫‪.‬قل‪ -‬أيها الرسول‪ :-‬هو اهلل المتفرد باأللوهية والربوبية واألسماء والصفات‪ ،‬ال يشاركه أحد فيها‬

‫َّم ُد (‪{)2‬‬ ‫َّ‬


‫}اللهُ الص َ‬

‫‪.‬اهلل وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب‬

‫}لَ ْم َيِل ْد َولَ ْم ُيولَ ْد (‪{)3‬‬

‫ليس له ولد وال والد وال صاحبة‬

‫َح ٌد (‪{)4‬‬
‫} َولَ ْم َي ُك ْن لَهُ ُكفُ ًوا أ َ‬

‫‪.‬ولم يكن له مماثال وال مشابهًا أحد من خلقه‪ ،‬ال في أسمائه وال في صفاته‪ ،‬وال في أفعاله‪ ،‬تبارك وتعالى َّ‬
‫وتقدس‬

‫‪:‬سورة الفلق‪.‬‬

‫ق (‪{)1‬‬ ‫َعو ُذ بِ َر ِّ‬


‫ب اْل َفلَ ِ‬ ‫} ُق ْل أ ُ‬

‫‪.‬قل‪ -‬أيها الرسول‪ :-‬أعوذ وأعتصم برب الفلق‪ ،‬وهو الصبح‬

‫} ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َ‬


‫ق (‪{)2‬‬

‫‪.‬من شر جميع المخلوقات وأذاها‬

‫}و ِم ْن َشِّر َغ ِ‬
‫ق ِإ َذا َوقَ َ‬
‫ب (‪{)3‬‬ ‫اس ٍ‬
‫َ‬

‫‪.‬ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل‪ ،‬وما فيه من الشرور والمؤذيات‬

‫‪28‬‬
‫ات ِفي اْل ُعقَِد (‪{)4‬‬
‫النفَّاثَ ِ‬
‫} َو ِم ْن َشِّر َّ‬

‫‪.‬ومن شر الساحرات الالتي ينفخن فيما يعقدن من ُعقَد بقصد السحر‬

‫اس ٍد ِإ َذا َح َس َد (‪{)5‬‬


‫}و ِم ْن َشِّر ح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم اهلل من نعم‪ ،‬وأراد زوالها عنهم‪ ،‬وإ يقاع األذى به‬

‫‪.‬م‬

‫‪:‬سورة الناس‬
‫}قُ ْل أَع ُ‬
‫ُوذ ِب َربِّ ال َّن ِ‬
‫اس (‪{)1‬‬

‫‪.‬قل‪ -‬أيها الرسول‪ :‬أعوذ وأعتصم برب الناس‪ ،‬القادر وحده على ر ِّد شر الوسواس‬

‫} َملِكِ ال َّن ِ‬
‫اس (‪{)2‬‬

‫‪.‬ملك الناس المتصرف في كل شؤونهم‪ ،‬الغنيِّ عنهم‬

‫}إِلَ ِه ال َّن ِ‬
‫اس (‪{)3‬‬

‫‪.‬إله الناس الذي ال معبود; بحق سواه‬

‫اس ْال َخ َّن ِ‬


‫اس (‪{)4‬‬ ‫}مِنْ َشرِّ ْال َوسْ َو ِ‬
‫‪.‬من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة‪ ،‬ويختفي عند ذكر هللا‬

‫ور ال َّن ِ‬
‫اس (‪{)5‬‬ ‫}الَّذِي ي َُوسْ ِوسُ فِي ُ‬
‫ص ُد ِ‬
‫‪.‬الذي ُّ‬
‫يبث الشر والشكوك في صدور الناس‬

‫}مِنْ ْال ِج َّن ِة َوال َّن ِ‬


‫اس (‪{)6‬‬

‫‪.‬من شياطين الجن واإلنس‬

‫‪29‬‬
30

You might also like