اتفاقيات العمل الجماعيّة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫جامعة طرابلس‬

‫ّ‬
‫كلية القانون‬
‫ّ‬
‫مكتب الدراسات العليا ‪ /‬قسم القانون اخلاص‬

‫حبث بعنوان‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اتفاقيات العمل اجلماعية‬

‫إعداد‪:‬‬
‫حممد أمحد األمحر‬

‫رقم القيد‪2181420 :‬‬

‫‪2019‬‬
‫الـمحتويـــات‬

‫مقدّمة‪1..................................................................................‬‬

‫المبحث التمهيدي المالمح العامة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬


‫األول‪ :‬التعريف بماهية اتّفاقيّات العمل الجماعيّة‪3.............................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور اتفاقيات العمل الجماعية في تنظيم عالقات العمل‪4...............‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الطبيعة القانونيّة التفاقيات العمل الجماعيّة‪5...........................‬‬

‫المبحث األ ّول‪ :‬انعقاد اتفاقيّات العمل الجماعيّة‪.‬‬


‫األول‪ :‬الشروط الشكليّة‪9.......................................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الموضوعيّة‪10.................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار اتفاقيّات العمل الجماعيّة‪.‬‬


‫األول‪ :‬اآلثار العقديّة التفاقيّة العمل الجماعيّة‪13................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار الالئحيّة التفاقيّة العمل الجمـاعيّة‪14..............................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬انتهاء اتفاقيّات العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫األول‪ :‬االنتهاء العادي لالتفاقيّة الجماعيّة‪16......................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االنتهاء العَرضي التفاقيّة العمل الجماعيّـة‪17............................‬‬

‫خاتمة‪19.................................................................................‬‬
‫المصادر والـمراجع‪20...................................................................‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة‬

‫ي‬ ‫ث ّم ةةَ حقيقةةة يةةدركها العقةةلو ويّ ّكةةدها الت ّ ةاريخو وهةةي ّ‬
‫أن تحقيةةا التطة ّةور االقتّةةاد ّ‬
‫ي يقتضةي رشةرام جميةف الفةاعلين الحقيقيةيّن فةي رمةم ميامةاته وتنفية‬ ‫واإلّالح االجتمةاع ّ‬
‫ّعاب‪.‬‬ ‫فإن طريقه متكون مليئة بال ّ‬ ‫برامجه وتح ّمل أعبائهو وبغير لم ّ‬
‫فإن تعزيز العدالة االجتماعيّة في مجال العمل ال تتأتّى رالّ بمشاركة أطرافه نقاشا ً‬ ‫عليه ّ‬
‫وحةةوارا ً وتفاوض ةا ً; بغيةةة الوّةةول رلةةى اتفةةا ج جةةامفج جمةةاع ّ‬
‫ي يكة ّةرا المةةلم االجتمةةاعيو‬
‫ويرمي رلى تنظيم العالقات المهنيّة على أماا الموازنة بين المّالح ‪.‬‬
‫ت ومراحةل امتشةعر الع ّمةال هاللهةا أنّةه لةيا بمقةدورهم‬ ‫ّ‬
‫بمحطةا ج‬ ‫مرت عالقات العمةل‬ ‫ّ‬
‫الوقةةوف علةةى قةةدم الممةةةاواه فةةي مواجهةةة أّةةةحاب األعمةةال ومةةا يتمتّعةةةون بةةه مةةن قة ّ‬
‫ةةوهج‬
‫تنظيم واحد (نقابة أو منظمة ع ّمال) يعبّةر عةن مطةالبهمو‬ ‫ج‬ ‫اقتّاديّةو رالّ بتوحيد جهودهم في‬
‫ويفةةاوب بامةةمهمو ويحةةاور ألجلهةةمو فتتةةالى منةة عهةةد الثةةوره الّةةناعيّة رنشةةاء وتكةةوين‬
‫المنظمات النقابيّة حول العالمو وليا لم عن ليبيا ببعيد حيث ت ّمةت ّأول محاولةة نقابيّةة فةي‬
‫ليبيا من عةام ‪ 1926‬حينمةا حةاول البحةاره فةي مينةاء بنغةازي االنضةمام رلةى نقابةة البحةاره‬
‫رغم تضييا االمتعمار اإليطةالي حةين امو لتتكلةل جهةودهم بعةد ثالثةين عامةا ً حينمةا ّ‬
‫أقةر‬
‫ةةره حةةةا النقابةةةات فةةةي عقةةةد اتفاقيةةةات العمةةةل‬
‫وألول مة ّ‬
‫ّ‬ ‫قةةةانون العمةةةل الّةةةادر مةةةنة ‪1957‬‬
‫مكرما ً في تشريعات العمل الّادره منة ‪ 1962‬و‪1970‬و رالّ‬ ‫الجماعيّةو وامتمر ه ا الحا ّ‬
‫أن ما يّعب فهمه ويمتعّى تفميره هو رهمال قانون عالقات العمل الحةالي (قةانون رقةم‬
‫أن مةا‬‫ينظم أحكامهةاو رالّ ّ‬‫نص ّ‬ ‫ي ج‬ ‫‪ 12‬لمنة ‪ )2010‬التّفاقيّات العمل الجماعيّةو وعدم ريراد أ ّ‬
‫فةةات القةةانون المةةاري ردراكةةهو لةةم يف ةت علةةى مشةةرو القةةانون الجديةةد امةةتدراكه فقةةد أفةةرد‬
‫التفاقيات العمةل الجماعيّةة مةتةَ عشةر مةاده ً لتنظيمهةاو فةي انتظةار أن يبّةر هة ا المشةرو‬
‫النّور قريباً‪.‬‬
‫تعةةة ّد اتفاقيّةةةة العمةةةل الجماعيّةةةة المرحلةةةة النهائيّةةةة واألهيةةةره مةةةن مراحةةةل المفاوضةةةة‬
‫ي; ليّةبح‬ ‫تنظةيم ات ّفةاق ّ‬
‫ج‬ ‫الجماعيّةو وتعبير عن نجاح المفاوضة في الوّةول بةاألطراف رلةى‬
‫المرجف الرئيا فيما يتعلّا بحقو والتزامات ك ّل طرف من األطةراف المتفاوضةة وّةوالً‬
‫رلةةى امةةتقرار عالقةةات العمةةل وتحقيةةا المةةلم االجتمةةاعيو فلةةم تغفةةل ّ‬
‫منظمتةةا العمةةل ال ّدوليةةة‬
‫والعربيّة عن تشجيف ال ّدول لدعم اتفاقيّات العمل الجماعيةو فّدر عن منظمة العمل الدّولية‬
‫التوّةةية رقةةم ‪ 1951/91‬بشةةأن االتفاقيةةات الجماعيّةةةو رضةةافة رلةةى االتفاقيّةةة رقةةم ‪ 8‬لمةةنة‬
‫‪ 1949‬بشأن التنظةيم والمفاوضةة الجماعيّةة التةي حةدّدت األطةر القانونيّةة ال ّدوليةة التفاقيةات‬

‫‪1‬‬
‫العمل الجماعية والمّاد عليها من ال ّدولة الليبيةو كما ش ّجعت منظمة العمل العربيّةة كافةة‬
‫الةةةدول العربيةةةة للتوقيةةةف علةةةى االتفاقيّةةةة العربيةةةة رقةةةم ‪ 11‬لمةةةنة ‪ 1979‬بشةةةأن المفاوضةةةة‬
‫الجماعيّة‪.‬‬
‫منمتعرب في ه ا البحث اإلطار القانوني التفاقيات العمةل الجماعيةة وبشةك جل هةاص‬
‫في ظل قانون العمةل المةابا رقةم ‪ 58‬لمةنة ‪ 1970‬ومشةرو قةانون العمةل الجديةدو مبينةين‬
‫ماهيّةةةة هةةة ه االتّفاقيّةةةات وأهميتهةةةا وطبيعتهةةةا القانونيّةةةة وشةةةروط ربرامهةةةا و ثارهةةةا وطةةةر‬
‫انقضائها وانتهائها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث التمهيدي‪ :‬املالمح العامة التفاقيات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫منتناول في ه ا المبحث الت ّعريف بماهية اتّفاقيّات العمل الجماعيّة (المطلب ّ‬


‫األول)و ثم‬
‫ةنتطر رلةةى دور اتفاقيةةات العمةةل الجماعيةةة فةةي تنظةةيم عالقةةات العمةةل (المطلةةب الثةةاني)و‬
‫مة ّ‬
‫ومن ث ّم نبيّن الطبيعة القانونيّة له ه االتفاقيّات (المطلب الثالث)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف مباهية اتفاقيات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫تباينت التشريعات العماليّة في الت ّمميات التةي أطلقتهةا علةى االتفاقيةات الجماعيّةةو فقةد‬
‫اهتةةار المشةةر التونمةةي مّةةطلح االتفاقيةةات المشةةتركة للشةةغلو أمةةا المشةةر المّةةري‬
‫والجزائري والمغربي فقد اهتاروا لفظ االتفاقيات الجماعية للعمل اقتدا ًء بالتممية الفرنميّةو‬
‫وامةةةماها المشةةةر الليبةةةي فةةةي قةةةانون العمةةةل المةةةابا رقةةةم ‪ 58‬لمةةةنة ‪ 1970‬بعقةةةد العمةةةل‬
‫المشةةةترمو فةةةي حةةةين أن مشةةةرو قةةةانون العمةةةل الجديةةةد اهتةةةار مّةةةطلح اتفاقيةةةات العمةةةل‬
‫فةإن االتفاقيةات الجماعيةة أضةحت جةزءا ً رئيمةا ً مةن‬ ‫الجماعيةو ومهما يكن من أمر التمةمية ّ‬
‫رطةار مةن‬
‫ج‬ ‫قانون العملو ووميلةً مثلى لتطويره ودفف عجلته نحو األمامو نظرا ً لجريانها فةي‬
‫التّفاوب والتّشاور والحوارو بغية ريجاد مب جل للتفاهم ووضف قواعةد مرضةية لكةال الطةرفين‬
‫عاملين وأّحاب أعمال‪.‬‬
‫ّةادره عةن منظمةة العمةل الدّوليةة اتفاقيةات العمةل الجماعيّةة‬ ‫عرفت التوّةية رقةم (‪ )91‬ال ّ‬
‫ّ‬
‫بأنّها "جميف االتفاقات المكتوبة المتعلّقة بظةروف العمةل وشةروط االمةتهدام التةي تعقةد بةين‬
‫ّةةاحب العمةةل أو مجموعةةة مةةن أّةةحاب األعمةةالو أو منظمةةة واحةةده أو أكثةةر ألّةةحاب‬
‫العمل من ناحيةو ومنظمة واحده أو أكثر ممثلةً للع ّمال"(‪.)1‬‬
‫عةرف عقةد العمةل المشةترم فةي المةاده ‪ 62‬منةه بأنّةه‬ ‫أما قانون عالقةات العمةل المةابا فقةد ّ‬
‫"اتّفا لتنظيم ظروف العمل وشروطه يبرم بين نقابةة أو أكثةر مةن نقابةات الع ّمةال أو اتحةاد‬
‫منظمات أّةحاب العمةل أو واحةد‬ ‫نقابات الع ّمال أو الممثلين القانونيين للع ّمالو وبين رحدى ّ‬
‫أو أكثر منهم ممن يمتهدمون ع ّماالً ينتمون رلى تلم النقابات"‪.‬‬
‫عرف االتفاقيّات الجماعيّة‬ ‫ولم يهتلف كثيرا ً عن لم مشرو قانون العمل الجديد حيث ّ‬
‫أنّهةةا "عقةةد جمةةاعي(*) يبةةرم بةةين مجموعةةة مةةن الع ّمةةال تمةثّلهم النقابةةة التةةي ينتمةةون رليهةةاو أو‬
‫منةةدوبين مهتةةارين مةةن قةةبلهمو يتولةةون التّفةةاوب عةةنهم مةةف ّةةاحب عمةل أو مجموعةةة مةةن‬
‫ّ‬
‫وتنظم ه ه االتّفاقيّة الجماعيّة‬ ‫أّحاب األعمال ال ين يعملون لديهمو أو نقاباتهم الممثلة لهمو‬
‫‪ -1‬توّية منظمة العمل الدولية رقم (‪ )91‬بشأن االتفاقات الجماعيّة و منة ‪1951‬و الموقف االلكتروني لمنظمة العمل الدولّيةو‪WWW.ILO.ORG‬‬
‫(*) يرى الباحث أن امتعمال مّطلح "اتفا جماعي"و بدل مّطلح "عقد جماعي" هو األقرب للّوابو واألّد تعبيرا ً عن كنه االتفاقية‬
‫الجماعيّة نظرا ً لطبيعتها المزدوجة الالئحية والعقديةو وهروجها عن فكره األثر النمبي للعقد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ّل رليه هالل المفاوضة الجماعيّة"‪.‬‬
‫ما ت ّم التو ّ‬
‫يمةتهلص ممةا تقةدّم أن اتفاقيةات العمةةل الجماعيةة تنظةةيم مةابا لشةةروط العمةلو أو كمةةا‬
‫ي لعالقةات العمةل تبةرم علةى‬‫يعبّر عنها فقهةاء القةانون الفرنمةي بأنهةا تنظةيم أو تحديةد اتفةاق ّ‬
‫مقتضيات عقود العمل الفرديّة(‪.)1‬‬
‫أن اتفاقيّة العمل الجماعيّة تتّمم بالهّائص التالية‪:‬‬
‫من ه ه التعريفات المابقة يتّضح لنا ّ‬
‫أن موضةةو هة ه االتفاقيّةةة هةةو وضةةف نظةةام للعمةةل يتعهةةد بمقتضةةاه الفريقةةان المتعاقةةدان‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫بمراعةةاه أحكامةةه ل ةدى تنظةةيم عقةةود العمةةل الفرديّةةةو فاالتفاقيةةة بمثابةةة دمةةتور لعقةةود العمةةل‬
‫الفرديّةو حيث تضف شروطا ً يجب مراعاتها عند ربرام العقةود الفرديّةةو ورالّ اعتبةرت باطلةة‬
‫مالم تكن أكثر فائده للعامل(‪.)2‬‬
‫أن طرفةةا االت ّفاقيّةةة همةةا النقابةةة التةةي ينتمةةي رليهةةا الع ّمةةال أو منةةدوبين عةةنهمو ومةةن جه ة جة‬
‫‪ّ -2‬‬
‫أهرى ّاحب عمل أو أكثر أو نقاباتهم الممثلة لهمو وبه ا يهتلةف عةن عقةد العمةل الفةردي‬
‫الةة ي يعقةةد بةةين فةةردين أحةةدهما عامةةلو واآلهةةر ّةةاحب عمةةل(‪ .)3‬وبالتةةالي تنبةةف الّةةفة‬
‫الجماعيّة لالتّفاقيّة من جانب الع ّمالو بينما ال يشترط لم من جانب أّحاب األعمال(‪.)4‬‬
‫تفاوب واتّفةا بةين‬
‫ج‬ ‫‪ -3‬تهتلف اتفاقيّة العمل الجماعيّة عن التشريفو في نشوء االتفاقيّة عن‬
‫(‪)5‬‬
‫للمشر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األطراف المعنيّةو على عكا التشريف القانوني ال ي يعبّر عن اإلراده المنفرده‬

‫املطلب الثاني‪ :‬دور اتفاقيات العمل اجلماعية يف تنظيم عالقات العمل‪.‬‬

‫تبرز أهميّة دور اتفاقيّةات العمةل الجماعيّةة فةي رفرازهةا لقواعةد اتّفاقيّةة تجعةل تنظةيم العمةل‬
‫نابعا ً مةن رراده أطرافةهو فتمةد الثغةرات التشةريعيّة وتضةف الحلةول للمشةاكل الممةتجدّهو ّ‬
‫ألن‬
‫قةوه البّةةيره ومةعة األفةةاو ال يمكةن ّ‬
‫أن يلة ّم بجميةف قضةةايا العمةةل‬ ‫المشةر مهمةةا أوتةي مةةن ّ‬
‫ّ‬
‫المتجدده(‪.)6‬‬
‫كمةةا تلعةةب اتفاقيّةات العمةةل الجماعيةةة دورا ً رئيمةا ً فةةي ريجةةاد تةةوازن بةةين الع ّمةةال وأّةةحاب‬
‫مركز‬
‫ج‬ ‫أن اشتـرام نقابـة الع ّمـال أو ممثـ جل عن مّالحهم يضف الع ّمـال في‬ ‫األعمالو(‪ )7‬لم ّ‬

‫‪ -1‬محمود جمال الدين زكيو قانون العملو ط‪3‬و القاهره‪ :‬الهيئة المّرية العا ّمة للكتابو ‪1985‬و ص ‪.749‬‬
‫‪ -2‬حمن كيرهو أّول قانون العملو ط‪2‬و اإلمكندرية‪ :‬منشأه المعارفو ‪1983‬و ص‪.67‬‬
‫‪ -3‬حمين عبد اللطيف حمدانو قانون العملو بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقيّةو ‪2005‬و ص‪.532‬‬
‫‪ -4‬محمد حمين منّورو قانون العمل في مّر ولبنانو بيروت‪ :‬دار النهضة العربيةو ‪1995‬و ص‪.116‬‬
‫‪ -5‬المرجف نفمهو ص‪.117‬‬
‫‪ -6‬حمين عبد اللطيف حمدانو مرجف مبا كرهو ص‪.537‬‬
‫‪ -7‬مّطفى أحمد عمروو عالقات العمل الجماعيّةو اإلمكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدهو ‪2005‬و ص‪.175‬‬

‫‪4‬‬
‫ي أفضل في مواجهة أّحاب العمةلو ويضةمن تحقيةا الممةاواه بةين الع ّمةال أنفمةهم‬ ‫تفاوض ّ‬
‫وهو الهدف ال ي كافح والزال يكافح الع ّمال ألجله(‪.)1‬‬
‫وقد تضف اتفاقيات العمةل الجماعيةة نهايةةً لحالةة رضةراب أو تضةف حةدا ً إلحةدى المنازعةات‬
‫الجماعيةةة فتكةةون بةةادره ً لتحمةةين العالقةةات بةةين الع ّمةةال وأّةةحاب العمةةلو ورزالةةة أمةةباب‬
‫الهالف بينهم(‪.)2‬‬
‫أمةةا علةةى الّةةعيد االقتّةةادي للعمةةل فةةإن توحيةةد شةةروط العمةةل بةةين المنشة ت المهتلفةةة فةةي‬
‫الّناعة الواحةدهو مةيّدّي للقضةاء علةى التنةافا فيمةا بةين الع ّمةال لاللتحةا بالمنشةأه التةي‬
‫فإن توحيد شروط العمل‬ ‫تعطي مزايا أفضلو مما يماعد على امتقرار "مو العمل" ك لم ّ‬
‫يوجةةد قةةدرا ً مةةن الممةةاواه بةةين أّةةحاب األعمةةالو ويمةةاعد علةةى تقةةبلهم لفكةةره " مةةنح مزايةةا‬
‫أن االتفاقيات الجماعيّة تماعد على الربط بةين قةانون العمةل‬ ‫أفضل للع ّمال"(‪)3‬و عالوه ً على ّ‬
‫أن القواعةد االتفاقيةة أقةدر علةى‬ ‫التطةور االقتّةادي مةن جهةة أهةرىو و لةم ّ‬ ‫ّ‬ ‫من جهة وبين‬
‫(‪)4‬‬
‫مواجهة التغيرات في الظروف االقتّاديّة بّورهج أمر وأكثر مرونة من التشريف ‪.‬‬
‫أمةةا علةةى الّةةعيد االجتمةةاعيو فةةيمكن القةةول ّ‬
‫أن المفاوضةةة التةةي تمةةبا االتفاقيّةةة الجماعيةةة‬
‫ّةةو وداهةل‬ ‫ي داهةل عالقةات العمةل بّةف جة ها ّ‬ ‫تش ّكل طريقا ً لمياده األمن والمةلم االجتمةاع ّ‬
‫الدولةة بّةفة عا ّمةةو وهةو مةةا حةدى بةالبعب رلةى رطةال لفةةظ "وثيقةة المةالم" علةى اتفاقيةةة‬
‫العمةةل الجماعيّةةةو لةةم ّ‬
‫أن القواعةةد االتفاقيةةة التةةي تتضةةمنها تحةةافظ علةةى امةةتقرار العالقةةات‬
‫أمةةا لتمةةوية‬
‫ج‬ ‫االجتماعيّةةة بةةين الشةةركاء الفعليةةين داهةةل نطةةا العمةةلو بمةةا تضةةعه مةةن‬
‫المنازعات حال حدوثهاو وتنظيمها إلجراءات اإلضراب واإلغال بما يحقا ّةالح العمةل‬
‫والمجتمف كك ّل‪.‬‬
‫ّ‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية التفاقيات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫تع ّد ممألة تحديد الطبيعة لقانونيّة التفاقيات العمل الجماعيّةو من أهم الممائل القانونيّةة التةي‬
‫شـغلـت الفقه منـ نشـأتها هـاّةً بعـد بـروزهـا كمّـدر مـن مـّادر قـانـون العـمـل(‪)5‬و‬

‫‪ -1‬محمود جمال الدين زكيو مرجف مبا كرهو ص ‪.774‬‬


‫‪ -2‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.177‬‬
‫‪ -3‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو القاهره‪ :‬دار الثقافة العربيةو ‪2013‬و ص ‪.1061‬‬
‫‪ -4‬تامر يومف معفانو المفاوضة الجماعيةو اإلمكندرية‪ :‬مكتبة الوفاء القانونيةو ‪2013‬و ص ‪.416‬‬
‫‪ -5‬بشير هدفيو الوجيز في شرح قانون العمل‪ :‬عالقات العمل الفردية والجماعيةو ط‪2‬و الجزائر‪ :‬جمور للنشر والتوزيفو ‪2009‬وص‪.197‬‬

‫‪5‬‬
‫أن التماّل عن طبيعة اتفاقيات العمةل الجماعيّةة يةأتي مةن كونهةا تنشةا نظامةا ً‬ ‫والواقف ّ‬
‫عقديا ً و الئحيا ً في ن واحةدو لةم أنهةا تنشةا قواعةد عامةة ملزمةة ال يقتّةر تطبيقهةا علةى‬
‫أطةةراف االتفاقيّةةة أو أعضةةاء النقابةةة الع ّماليّةةة وقةةت ربرامهةةاو بةةل يمت ة ّد نطاقهةةا ليشةةمل مةةن‬
‫ينض ّمون رلى ه ه النقابات بعد لمو بل وتمري حتى على ع ّمال المنشةأه الة ين لةم ينضة ّموا‬
‫رلى النقابة كما أوضحت لم الماده (‪ )128‬من مشرو قانون العمل الجديد‪.‬‬
‫عليه فمنمتعرب االتجاهات األماميّة التي هب رليها فقهاء القانون في تكييف طبيعة هة ه‬
‫االتفاقيات‪:‬‬
‫األول‪ :‬الطبيعة العقديّة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫االتجاه ّ‬
‫تبنّى ه ا االتجاه فقهاء القانون المةدنيو فةي الوقةت الة ي كةان فيةه المة هب الفةردي فةي‬
‫أو ّج مجةدهو وكانةت أنظةةار الفقةه متّجهةةً للعقةد باعتبةاره أهة ّم مّةادر االلتةةزامو ولمبةدأ العقةةد‬
‫أن‬‫شريعة المتعاقدين باعتباره مبدأ ً مقّدما ً ال يجوز الممةاا بةهو فيةرى أنّةار هة ا االتّجةاه ّ‬
‫الحره بةين أطرافهةا(‪ )1‬فهةي كعقة جد‬‫ّ‬ ‫القواعد الناشئة عن االتفاقيات الجماعيّة هي وليده اإلراده‬
‫ةار عقديّةةة‪ .‬وحةةاول أنّةةار هة ه النظريةةة أن يلتممةةوا تبريةةرا ً النّةةراف أثةةار‬ ‫ي يولّةةد ثة ج‬
‫عةةاد ّ‬
‫االتفاقيّةة لغيةر أطرافهةا باالرتكةةان رلةى فكةره االشةتراط لمّةةلحة الغيةرو بحيةث تكةون نقابةةة‬
‫الع ّمةةةال (الطةةةرف المشةةةترط) وّةةةاحب العمةةةل (المتع ّهةةةد الملتةةةزم) والعامةةةل هةةةو (المنتفةةةف‬
‫الممةةتفيد)و فتنشةةا االتفاقيّةةة عالقةةة قانونيّةةة مباشةةره بةةين المتع ّهةةد (ّةةاحب العمةةل) والمنتفةةف‬
‫(العامةةل) حيةةث يكةةون له ة ا األهيةةرو مطالبةةة ّةةاحب العمةةل بتنفي ة التزاماتةةه الناشةةئة عةةن‬
‫االتفاقيّة الجماعيّة(‪ )2‬و ومةن الممكةن أن يكةون المنتفةف فةي هة ا االشةتراط شهّةا ً ممةتقبالًو‬
‫كما يمكن أن يكون شهّا ً لم يعيّن وقت ربرام االتفاقيّة متى كان تعيينه ممكنا ً وقت أن تنتج‬
‫االتفاقيّة ثارها(‪.)3‬‬
‫أن االشةتراط‬‫فإن ه ه النّظريّة قد و ّجهت لها العديةد مةن االنتقةادات مةن أه ّمهةا ّ‬ ‫ومف لم ّ‬
‫لمّةةلحة الغيةةر يكمةةب المنتفةةف حقةا ً مباشةةرا ً قبةةل المتع ّهةةدو ولكةةن ال يرتّةةب عليةةه التزامةةاتو‬
‫أن االتفاقيات الجماعية للعمل ترتّب رلى جانب الحقو التي للمنتفةف التزامةا ج‬
‫ت تقةف‬ ‫والحقيقة ّ‬
‫على عاتقه(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬بن عزوز بن ّابرو االتفاقيّات الجماعية للعمل في التشريف الجزائري والمقارنو ع ّمان‪ :‬دار الحامد للنشرو ‪2010‬و ص‪.65‬‬
‫‪ -2‬المرجف نفمهو ص‪68.‬‬
‫‪ -3‬أحمد حمن برعيو عالقات العمل الجماعية في القانون المّري المقارن (عقد العمل المشترم)و ج‪2‬و القاهره‪ :‬دار الفكر العربيو ‪1976‬وص‪.72‬‬
‫‪ -4‬عيد نايلو شرح قانون العمل الجديدو القاهره‪ :‬دار النهضة العربيةو ‪2005‬و ص‪.636‬‬

‫‪6‬‬
‫ويتّضةةح ممةةا مةةبا عةةدم قةةدره القواعةةد العامةةة لنظريةةة العقةةد تبريةةر انّةةراف ثةةار‬
‫االتفاقيّات الجماعيّة رلةى الع ّمةال غيةر المنظ ّمةين للنقابةةو ورزاء فشةل النظريّةة التعاقديّةة لجةأ‬
‫جانب من الفقه رلى اعتماد نظرية الطبيعة الالئحيّة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫االتّجاه الثاني‪ :‬الطبيعة الالئحيّة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫مبّب قّور النظريّة العقديّة رلى بةروز اتجةا جه هةر يتبنةى الطبيعةة الالئحيةة التفاقيةات‬
‫العمل الجماعيّةو فهي ال تنتج ب اتها حقوقا ً والتزامةات ورنّمةا تحةدّد القواعةد التةي تحكةم عقةد‬
‫العمل الفردي(‪ .)1‬وبالتةالي فهةو يشة ّكل قانونةا ً بةالمعنى المةادّي أو الموضةوعي ولةيا قانونةا ً‬
‫بالمعنى الشكليو ألنّه ال يّدر عن ملطة تشريعيّة(‪.)2‬‬
‫أن العقد يمعى فيه ك ّل طرف رلى تحقيا هةدف غيةر الة ي يرمةي رليةه الطةرف اآلهةرو‬ ‫كما ّ‬
‫أما أطراف االتفاقيّة الجماعيّةة فةإنّهم يمةعون رلةى تحقيةا هةدفج واحةدو هةو رنشةاء مجموعةة‬
‫تنظم شروط العمل في مهنة معيّنة(‪.)3‬‬ ‫قواعد ّ‬

‫مر لنا امتداد نطا تطبيا االتفاقيّة رلى أشهاص ليموا‬ ‫وبالتالي ّ‬
‫فإن الطبيعة الالئحيّة تف ّ‬
‫مر لنةا بطةالن‬‫مر لنا الّفة اآلمره للقواعد التي تنشئها االتفاقيّةو كما تف ّ‬ ‫أطرافا ً فيهاو كما تف ّ‬
‫ك ّل شرط يرد في عقد العمل الفردي بالمهالفةة لهة ه القواعةد مةالم يكةن فةي ّةالح العامةل و‬
‫وهو ما منتولّى ريضاحه الحقاً‪.‬‬
‫أن اتفاقيّةة العمةل الجماعيةة‬‫تعرضت ه ه النظريّة أيضا ً لجملة من االنتقةاداتو لعة ّل أبرزهةا ّ‬ ‫ّ‬
‫فإن لها في الوقت اتةه‬ ‫تقربها من القاعده التنظيميّةو ّ‬‫ورن توافر فيها بعب الهّائص التي ّ‬
‫يقربها مةن نظريةة العقةد حيةث تلعةب اإلراده دورا ً هامةا ً فةي رنشةائها وتحديةد مضةمونها‬ ‫ما ّ‬
‫فةةإن رضةةفاء أحةةد الوّةةفين عليهةةا (عقديةةة أو الئحيّةةة) يعتبةةر مغةةااله ً‬
‫وانتهائهةةا‪ .‬وبالتةةالي ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ّة الفرنمي والمّةري‬ ‫بررو وهو ما جعل شطرا ً من فقهاء القانون وها ّ‬ ‫وتطرفج غير م ّ‬
‫رلى القول بالطبيعة المزدوجة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬

‫‪ -1‬معد الدين فيّلو دور االتفاقيات الجماعية للعمل في ضبط عالقات العملو (رمالة ماجمتير غير منشوره)و الجزائر‪ :‬جامعة بجايةو ‪2016‬وص‪.15‬‬
‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو عالقات العمل الجماعية في القانون المّري المقارن (عقد العمل المشترم)و مرجف مبا كرهوص‪.85‬‬
‫‪ -3‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.197‬‬
‫‪ -4‬المرجف نفمهوص‪.198‬‬

‫‪7‬‬
‫االتّجاه الثالث‪ :‬الطبيعة المزدوجة التفاقيات العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫مةةن الكلمةةات المةةأثوره للفقيةةه اإليطةةالي (كةةارنيلوتّي) ّ‬
‫أن عقةةد العمةةل المشةةترم (اتفاقيّةةة‬
‫كوحش من وحوش األماطير له جمم عقد و روح الئحة(‪.)1‬‬ ‫ج‬ ‫العمل الجماعية ) يبدو‬
‫أن اتفاقيّة العمل الجماعيّة عقد من حيث التّكوين حيث تقةوم علةى‬ ‫يرى أنّار ه ه النظريّة ّ‬
‫التراضي وتوافا ررادتي الطرفين الع ّمال‪ -‬في ّوره النّقابة أو المندوبين عةنهم‪ -‬وّةاحب‬
‫العمل من جهة أهرىو أ ّما من حيث اآلثار فإن االتّفاقيّة الجماعيّة تنشا نوعين من اآلثارو‬
‫تةنظم العمةل وهةي قواعةد عامةة‬‫األول الئحيةاًو ويتمثّةل فةي مجموعةة القواعةد االتفاقيّةة التةي ّ‬
‫ّ‬
‫ومجرده تطبّا على أعضاء النّقابة الحاليين أو القادمين كما تطبّا على كافّةة ع ّمةال المنشةأه‬
‫(‪)2‬‬
‫حتى لو كانوا غير منتمين للنّقابة مبرمة االتفاقيّة‪.‬‬
‫أ ّما النّو الثاني فهو األثر التعاقدي الة ي يتمثّةل فةي مجموعةة االلتزامةات التةي يتّفةا عليهةا‬
‫(‪)3‬‬
‫المتعاقدين‪.‬‬
‫أن النقةةاش الفقهةةي حةةول طبيعةةة االتفاقيّةةة الجماعيّةةة قةةد أّةةبح نقاش ةا ً قةةديما‬
‫فةةي رأينةةا ّ‬
‫ونظرياًو وال جدوى من ورائهو ومن األفضل النظةر رلةى االتفاقيّةة الجماعيّةة باعتبارهةا مةن‬
‫نةص يجةب البحةث عةن‬ ‫ّ‬ ‫ّةة التةي يتميّةز بهةا عقةد العمةلو وفةي حالةة عةدم وجةود‬ ‫النّظم الها ّ‬
‫أنمب الحلول وأكثرها مالئمة على ضوء الطبيعة االجتماعيّة والتقدميّة لقانون العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الهالا عمرو قانون العمل الليبيو اإلمكندرية‪ :‬المكتب المّري الحديثو ص‪.668‬‬
‫‪ -2‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.202‬‬
‫‪ -3‬عيد نايلو مرجف مبا كرهوص‪.644‬‬

‫‪8‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث األول‪ :‬انعقاد اتفاقيات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫ي عالقةةة أو رابطةةة قانونيّةةة يفةةرب التنظةةيم‬ ‫اتفاقيّةةة العمةةل الجماعيّةةة شةةأنها شةةأن أ ّ‬
‫التشريعي على أطرافها ممارمتها وفقا ً لما يحقّا الميامة التشريعيّة والهدف المبتغى منهةاو‬
‫الحةر بغيةة الوّةول رلةى تنظةيم شةروط‬ ‫ّ‬ ‫فإن األطةراف يمارمةون حقّهةم فةي التّفةاوب‬ ‫ل لم ّ‬
‫وظروف العمل اتفاقا من هالل االتفاقيات الجماعيّةو والتي يجب أن يراعى فيهةا عةددا ً مةن‬
‫القواعةةد الشةةكليّة التةةي يجةةب توافرهةةا ومراعاتهةةا فةةي تلةةم االتفاقيةةاتو فض ةالً عةةن الشةةروط‬
‫الموضوعيّة‪.‬‬

‫املطلب األوّل‪ :‬الشروط الشكليّة‪.‬‬

‫كإطةار للعقةدو يهتلةف هة ا الشةكل‬


‫ج‬ ‫تتطلّب معظم التشريعات ضروره توافر شك جل معةيّن‬
‫من عق جد رلى هر تبعا ً الهتالف طبيعته والهدف ال ي تمعى الميامة التشةريعيّة رلةى تحقيقةه‬
‫مةةةن وراء تنظةةةيم هةةة ا العقةةةدو ونظةةةرا ً ألهميّةةةة اتفاقيةةةات العمةةةل الجماعيّةةةة تحةةةرص معظةةةم‬
‫التشريعات على ضروره توافر عدّه شروط شكليّة فيهاو وفيما يلي بيان لها‪:‬‬
‫‪ -1‬الكتابة‪ :‬تعد اتفاقيات العمل الجماعيّة من العقود الشكلية التي ال يكفي الرضا النعقادهةاو‬
‫وبالتالي ضروره افراغها في شك جل محدّد يماعد في تحديد مضمونها والتقليل من احتماالت‬
‫(‪)1‬‬
‫الهالف بشأنها‪.‬‬
‫وهو مةا أ ّكةد عليةه قةانون العمةل المةابا رقةم ‪ 58‬لمةنة ‪ 1970‬فةي مادتةه رقةم (‪)63‬‬
‫والتةي جةاء فيهةةا " يجةب أن يكةةون عقةد العمةةل المشةترم مكتوبةا ً ومّةدّقا ً عليةةه أمةام الجهةةة‬
‫ّة ورالّ كان بةاطالً"و و ورد ات الشةرط فةي مشةرو قةانون العمةل الجديةد‬ ‫الرمميّة المهت ّ‬
‫ّ‬
‫في الماده رقم (‪)121‬و وأوجب عالوه على لةم أن يةود لةدى وزاره العمةل كةل تغييةر أو‬
‫أن ه ا االيةدا يمةتلزم ّأوالً‬ ‫مراجعة تطرأ على اتفاقيّة العمل الجماعيّةو ومن البديهي القول ّ‬
‫أن يكون التغيير أو المراجعة في االتفاقيّة مكتوبا ً أيضاً‪.‬‬
‫فإن الكتابة على ه ا النحو تع ّد شرطا ً من شروط انعقاد االتفاقيّةو ومف لم اتجه شطر‬ ‫عليه ّ‬
‫بأن االتفاقيّة الجماعية ورن كانت غير مكتوبة فإنّهةا ترتةب ثةارا ً قانونيّةة‬
‫من الفقه رلى القول ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫بين طرفيهاو فالعقد يمكن رثباته من هالل محاضر جلمات المفاوضة الجماعيّة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الهالا عمرو مرجف مبا كرهو ص‪.641‬‬


‫‪ -2‬تامر بشير معفانو مرجف مبا كرهو ص‪.434‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -2‬اإليددداو والن ددر والقيددد‪ :‬ر ا كانةةت الكتابةةة شةةرطا ً النعقةةاد اتفاقيّةةة العمةةل الجماعيّةةةو فةةإن‬
‫(‪)1‬‬
‫ّةت‬ ‫ّة هو شةرط للةزوم االتفاقيةة ونفا هةا و حيةث ن ّ‬ ‫ريدا ه ه االتّفاقيّة لدى الجهة المهت ّ‬
‫المادّه ‪ 64‬من قانون العمل المةاباو والمةاده ‪ 122‬مةن المشةرو لجديةد علةى وجةوب ريةدا‬
‫االتفاقيّة لدى وزاره العمةل لتتةولّى تمةجيلها واعتمادهةا ورشةهارها لتّةبح ملزمةة للمةوقّعين‬
‫عليهاو ولل ين عقدت بالنيابة عنهمو وجاء فةي قةانون العمةل المةابا أن وزاره العمةل تتةولى‬
‫تمجيل عقد العمل المشترم هالل ‪ 60‬يوم ليّةبح نافةداًو فةإ ا انقضةت هة ه المةدّه دون قيةام‬
‫الوزاره بالتمجيل اعتبر مم ّجالً بحكم القانون‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الشروط املوضوعية‪.‬‬

‫تّةرفا ً قانونيةا ً َيلةزم النعقادهةا كمةائر‬


‫ّ‬ ‫تعتبر اتفاقيّة العمل الجماعيّة من حيةث ربرامهةا‬
‫الرضةةا والمح ة ّل والمةةببو عةةالوه ً علةةى لةةم فة ّ‬
‫ةإن تشةةريعات العمةةل عةةاده مةةا‬ ‫العقةةود وجةةود ّ‬
‫منتطر له‬
‫ّ‬ ‫تتطلب توافر شروطج موضوعيّة هاّة إلبرام اتفاقيّة العمل الجماعيةو وهو ما‬
‫(*)‬
‫من هالل بيان أطراف اتفاقيّة العمل الجماعيّةو وموضوعهاو ومدتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أطراف اتفاقية العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫بامتقراء نّي الماده ‪ 62‬من قانون العمل الماباو والمادّه ‪ 120‬مةن مشةرو قةانون‬
‫أن أطراف اتفاقيّة العمل الجماعيّةة همةا نقابةة أو أكثةر مةن نقابةات‬ ‫العمل الجديد يتّضح جليا ً ّ‬
‫الع ّمال أو ممثّلين مندوبين عنهمو وبين رحدى منظمات أّحاب األعمةال أو واحة جد مةنهم أو‬
‫فإن ّاحب العمل بإمكانه ربرام االتّفاقيّةة بنفمةهو أ ّمةا بالنمةبة‬
‫أكثر أو نقابة تمثلهم‪ .‬وبالتالي ّ‬
‫للع ّمال فاألمر وجوبي في ضروره قيام نقابةة أو ممثّةل عةن مجموعةة مةنهم بةإبرام االتّفاقيّةة‬
‫فال يجوز أن يقوم الع ّمال بإبرامها مباشره ً مف ّاحب العمل‪.‬‬
‫وتمةر قبةل‬
‫ّ‬ ‫أن اتّفاقيّة العمل الجماعيّةة تمةعى لتحمةين ظةروف وشةروط العمةل‬ ‫وامتنادا ً رلى ّ‬
‫مشةرعي القةوانين‬‫ّ‬ ‫ربرامها بمرحل جة من المفاوضات بين طرفيها ‪ -‬قةد تطةول أو تقّةر‪ّ -‬‬
‫فةإن‬
‫المقارنةةة أرادوا تيمةةير امةةتهدام هة ه االتّفاقيّةةة بوّةةفها أداه تقةدّم اجتمةةاعيو لة لم تقة ّةرر أن‬
‫تبةةرم بةةين طرفيهةةا األّةةليين ولكةةن يمكةةن أن ينض ة ّم رليهةةا أطةةراف أهةةرى ليعلنةةا ررادتهمةةا‬
‫أحكامو دون أن يـمـ ّروا بمرحـلـة المـفـاوضـات(‪)2‬و‬ ‫ج‬ ‫ومـوافقتهمـا الهضو لمـا تضمنتـه من‬

‫‪ -1‬تامر بشير معفانو مرجف مبا كرهو ص‪.434‬‬


‫ً‬
‫* مح ّل اتفاقيّة العمل الجماعيّة هو الموضوعات التي كانت محال للتفاوب بين الطرفين في مرحلة المفاوضةو أ ّما مببها فهو تنظيم شروط‬
‫وظروف العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1085‬‬

‫‪10‬‬
‫وه ة ا االتفةةا علةةى االنضةةمام يجةةب أن تتةةوافر فيةةه شةةروط انعقةةاد االتفاقيّةةة الشةةكليّة منهةةا‬
‫(‪)1‬‬
‫قةرره قةانون العمةل المةابا فةي مادتةه رقةم ‪ 66‬ومشةرو قةانون‬ ‫والموضوعيّة و وهةو مةا ّ‬
‫العمل في نص الماده ‪. 130‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون اتفاقيّة العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫يكمةةن مضةةمون اتفاقيّةةة العمةةل الجماعيّةةة فةةي تحمةةين شةةروط وظةةروف العمةةل كتحديةةد‬
‫الحدود الدنيا لألجور ومةاعات العمةل ومةدد اإلجةازات وتنظةيم التةدريب واالجةراءات التةي‬
‫تتّبةةةف فةةةي الّةةةلح والتّحكةةةيمو وغيةةةر لةةةم مةةةن الشةةةروط التةةةي تكفةةةل راحةةةة العامةةةل وأمنةةةه‬
‫أن اتفاقيّةات العمةل الجماعيّةة ّ‬
‫تةنظم‬ ‫وّ ّحته(‪)2‬و ويأه الفقه الفرنمةي بنظةره وامةعة مفادهةا ّ‬
‫ك ّل ما يتعلّا بشةروط العمةل بةدءا ً بتنظةيم عقةود العمةل الفرديّةة مةن حيةث اإلبةرام واإلنهةاءو‬
‫ومةةرورا ً بالموضةةوعات المتعلّقةةة بحقةةو العةةاملين مةةن حيةةث تنظةةيم الهةةدمات االجتماعيّةةة‬
‫فإن التشريعات عةاده ً‬ ‫المقرره للع ّمالو وانتها ًء بتحديد تطبيا أحكام االتفاقيّة اتها‪ .‬ومف لم ّ‬ ‫ّ‬
‫ما تتد ّهل لوضف بعب القيود لضمان مير االتفاقيّة فةي طريقهةا الّةحيح مةن لةم مةا ورد‬
‫ونص الماده ‪ 125‬من المشرو الجديدو على‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫في نص الماده ‪ 67‬من قانون العمل الماباو‬

‫‪ -‬بطالن ك ّل شرط في اتفاقيّة العمل الجماعيّة يهالف األحكام الها ّ‬


‫ّة بعقد العمةل الفةرديو‬
‫مالم تكن ه ه المهالفة أكثر فائده للعامل‪.‬‬
‫‪ -‬بطةةالن كة ّل شةةرط مهةةالف لالتّفاقيّةةة ورد فةةي عقةةود العمةةل الفرديّةةةو مةةالم يكةةن أكثةةر فائةةده‬
‫للعامل‪.‬‬
‫‪ -‬بطالن كل شرط في االتفاقيّة يكون من شأنه االهالل باألمن أو اإلضرار بمّلحة الةبالد‬
‫االقتّاديّة أو يكون مهالفا ً للنظام العام‪.‬‬
‫فإن البطالن ال يكون لةه أثةر‬ ‫تقرر بطالن شرط من شروط اتّفاقيّة العمل الجماعيّةو ّ‬ ‫ور ا ما ّ‬
‫رجعي و لم تفاديا ً لما يترتّب على األثر الرجعي للبطالن مةن ممةاوو وّةعوبات عمليةةو‬
‫تتمث ّل في رعاده تنظةيم العالقةات الفرديّةة الهاضةعة لالتّفاقيّةة عةن المةدّه المةابقة علةى تقريةر‬
‫الةةبطالنو ومةةن الممةةلّم بةةه أن عقةةود العمةةل الفرديةةة تع ة ّد مةةن عقةةود الم ةدّه التةةي ال ينمةةحب‬
‫البطالن رلى ما يمضي منهاو حيةث يمةتحيل عمةالً رعةاده الحةال لمةا كةان عليةهو قبةل تقريةر‬
‫(‪)3‬‬
‫البطالن‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الهالا عمرو مرجف مبا كرهو ص‪.650‬‬


‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1095‬‬
‫‪ -3‬المرجف نفمهوص‪.1098‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدّة اتفاقيّة العمل الجماعيّة‪.‬‬
‫أمبغت بعب التشريعات طابف التأقيةت علةى اتّفاقيّةات العمةل الجماعيّةةو معلّلةين لةم‬
‫بةالتطورات والتغيّةرات االقتّةاديّة‬
‫ّ‬ ‫بأن االلتزامات التةي تنظمهةا االتفاقيّةة تتةأثّر تةأثّرا ً بالغةا ً‬
‫ّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫التي تحدث داهل المجتمف و فالتّنازالت التي يقدّمها أّحاب األعمال فةي أوقةات ّ‬
‫الرهةاءو‬
‫فإن ما تقبله النقابات من شةروط فةي‬ ‫يو ك لم ّ‬ ‫تغدو أعبا ًء ثقيلة ربّان فترات الكماد االقتّاد ّ‬
‫فتةةره معيّنةةةةو يّةةةبح قلةةةيالً فةةي نظرهةةةا كلّمةةةا انتعشةةةت الحالةةة االقتّةةةاديّة و وأهةةة بهةةة ه‬
‫(‪)2‬‬

‫االعتبارات قانون العمل المابا حيث ورد في نص الماده ‪ 68‬أنّه "يجوز ربةرام عقةد العمةل‬
‫المشترم لمدّه محدده أو وللمده الالزمة إلتمام مشرو معيّنو علةى أالّ تزيةد المةدّه فةي كلتةا‬
‫الحالتين على هما منوات"‪.‬‬
‫وهةةو ات الحكةةم الة ي قة ّةرره مشةةرو قةةانون العمةةل الجديةةد فةةي مادتةةه ‪ 131‬رالّ أنّةةه أضةةاف‬
‫رمكانيّة ربرام االتفاقية لمدّه غير محددهو وب لم يكون مشرو القانون الجديد قد اته هطةوه‬
‫تفو فيها على العديد من التشريعات المقارنةو فعلةى مةبيل المثةال ّ‬
‫فةإن قةانون العمةل‬ ‫مبّاقة ّ‬
‫المّري الّةادر مةنة ‪ 2003‬والمشةرو الجديةد لقةانون العمةل المّةريو الزاال يحةددان‬
‫مده االتفاقية الجماعية بالمده الالزمة لتنفي مشرو معةيّنو أو لمةده ال تزيةد عةن ‪3‬مةنواتو‬
‫ويتعين على أطرافها ملوم طريا المفاوضة لتجديدها‪.‬‬
‫ول ّما كانت الحماية االجتماعيّة للع ّمال تقتضي أالّ تنتهةي االتفاقيّةة دون أن يحة ّل محلّهةا‬
‫مر الطرفان في العمةل‬ ‫أهرىو فنص قانون العمل المابا والمشرو الجديد على أنّه ر ا امت َ ّ‬
‫باالتفاقيّة بعد انتهائها اعتبرت مجدّده من تلقاء نفمها لفتره أو فترات أهرى مةدّه كة جل منهمةا‬
‫منة بالنمبة للقانون الماباو أمةا مشةرو القةانون الجديةد فقةد اعتبةر االمةتمرار فيهةا بمثابةة‬
‫تجديد لمدّه غير محدوده‪.‬‬

‫‪ -1‬تامر بشير معفانو مرجف مبا كرهو ص‪.428‬‬


‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو ص‪.1099‬‬

‫‪12‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثار اتفاقيات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫أن اتفاقيّة العمل الجماعيّةة تجمةف فةي طيّاتهةا هّةائص العقةد والقةانون‬ ‫مبا وأن رأينا ّ‬
‫في ن واحدو وينبني على لم ضروره التفرقة بين ما تولّده االتفاقيّة من حقو والتزامةات‬
‫متبادلة على طرفيهو باعتبارها عقدا ً ملزما ً للجانبينو وبين ما يضعه العقد من قواعد ملزمة‬
‫تمري على عالقات العمل الفرديّة والجماعيّة باعتبارها قانونا ً مهنيّا ً(‪.)1‬‬

‫املطلب األوّل‪ :‬اآلثار العقديّة التفاقيّة العمل اجلماعيّة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سريان االتفاقيّة على المتعاقدين‪.‬‬


‫ّ‬
‫كرنا فيما مبا أنّه رلى جانةب طرفةي االتفاقيّةة األّةليين (نقابةات الع ّمةال أو ممثلةيهم)‬
‫وبةين أّةحاب األعمةال أو مةن يمةثلهمو مةن الممكةن أيضةا ً لغيةر هةّالء االنضةمام لالتفاقيّةة‬
‫الجماعيّة بنا ًء على اتّفا بين طرفي العمل طالبي االنضمام وتمري بالنّمبة لهةم كافّةة ثةار‬
‫العقد كاملةً‪.‬‬
‫رن ممألة تحديد األشهاص ال ين تمري عليهم ثار اتفاقيّة العمل الجماعيّةة يثيةر تمةاّالً‬
‫ّ‬
‫حول مدى امكانيّة انّراف ثار االتفاقيّة رلى هلف األطراف فيها " أي النقابات التي تحة ّل‬
‫محل النقابات المتعاقده ومن يح ّل محل أّحاب األعمال المتعاقدين"‪.‬‬
‫في الواقف لم يتض ّمن قانون العمل المابا والمشرو الجديةد ردا ً علةى هة ا التمةاّلو رالّ ّ‬
‫أن‬
‫شطرا ً من فقهاء القانون يميلون رلى أن الهلف يظ ّل ملتزما ً بما تضمنته االتفاقيّة من أحكامو‬
‫لةةيا فقةةط ألنّةةه كةةان البة ّد أن يعلةةم بهةةاو(*) بةةل لطبيعةةة أحكةةام التشةةريف االجتمةةاعي وحةةرص‬
‫المشةر علةةى المحافظةةة علةةى التةةوازن االقتّةةادي واالجتمةةاعي لعالقةةات العمةةل(‪)2‬و وعلةةى‬ ‫ّ‬
‫فةإن النقابةة التةي حلّةت‬
‫لم ر ا انحلّت نقابة عماليّة كانت طرفةا ً فةي اتفاقيّةة العمةل الجماعيّةة ّ‬
‫محلّها تكةون ملزمةةً بهةاو وكة لم األمةر فيمةا لةو تغيّةر ّةاحب العمةل الة ي كةان طرفةا ً فةي‬
‫(‪)3‬‬
‫االتفاقيّة‪.‬‬
‫يرجف ه ا االمتثناء للرغبة في منف التحايل للتهلّص من الشروط المتعاقد عليها عن طريا‬
‫ح ّل النقابة القائمة وتكوين أهرى جديده تتحلّل من االتفاقيّة المابقة بح ّجة أنّها لم تكةن طرفةا ً‬
‫فيها‪.‬كما قد يّل الع ّمال رلى ه ا االغراب أيضا ً عن طريا رتيانهم أعماالً تّدّي حتما ً رلى‬

‫‪ -1‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1116‬‬
‫* أنظر الماده ‪ 146‬من القانون المدني الليبي‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1125‬‬
‫‪ -3‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.241‬‬

‫‪13‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حل نقاباتهمو فضالً على ّ‬
‫أن ه ا االمتثناء من شأنه الحفاظ على حقو الع ّمال المكتمبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام بتنفيذ اتفاقيّة العمل الجماعيّة بحسن نيّة وأمانة‪.‬‬
‫منظمات العمل وأّحاب األعمال التزاما ً باالمتنا‬ ‫يلقي المشر الفرنمي على عاتا ّ‬
‫يةنص مشةرو قةانون العمةل‬ ‫ّ‬ ‫عن ك ّل ما من شأنه اإلهالل بتنفي العقد بأمانة وحمن نيّةو لةم‬
‫أن هة االلتةزام ال يعةدو أن يكةون تطبيقةا ً‬ ‫نص مماث جل ل لمو ولع ّل مر ّد لم رلةى ّ‬ ‫الجديد على ج‬
‫للقاعةةده العا ّمةةة فةةي تنفية العقةةود بحمةةن نيّةةة والمقة ّةرره فةةي المةةاده ‪ 148‬مةةن القةةانون المةةدني‬
‫الليبيو وبالتالي يكون كل من طرفةي االتفاقيّةة الجماعيّةة ممةّوالً أمةام اآلهةر عةن اإلهةالل‬
‫بتنفي ها مواء كةان هة ا اإلهةالل فةي ّةوره امتنةا عةن التنفية أو كةان تنفية ا ً معيبةاو وهةو‬
‫التةةزام بضةةمان الفعةةل الشهّةةي بحيةةث ينبغةةي علةةى النقابةةات أن تمتنةةف مةةثالً عةةن تحةةريب‬
‫(‪)2‬‬
‫الع ّمال على اإلضراب أو دعوتهم رلى رهمال تنفي العقد‪.‬‬
‫كما يدهل في نطا ه ا االلتزام امتنا األطراف عن رثةاره المنازعةات الجماعيّةةو لةم‬
‫أن اتفاقيات العمل الجماعيّة تمثّل أداه ً ها ّمة لحفةظ المةلم االجتمةاع ّ‬
‫ي فبهةا يتحقّةا االمةتقرار‬ ‫ّ‬
‫المقرره في عقدهو ويحتمب ّاحب‬ ‫ّ‬ ‫فيطمئن العامل على المزايا‬‫ّ‬ ‫والثبات في عالقات العمل‬
‫العمل تكاليف االنتاج بالنظر رلى ما يقرره العقد من أعباء على عاتقهو ل لم ينبغي على كل‬
‫طرف االمتنا عن رثاره أي نزا جماعي هالل مةريان االتفاقيّةة بمةا ينةاقب مبةدأ حمةن‬
‫(‪)3‬‬
‫النيّة بغية تعديلها‪.‬‬
‫قرر مشرو قانون العمل الجديد ه ا االلتزام على عاتا أطراف االتفاقيّة الجماعيّة فةي‬‫ّ‬
‫نص المادّه ‪ 132‬التي أوجبت فيهةا مةلوم طريةا المفاوضةة الجماعيّةة لمناقشةة الّةعوبات‬
‫ّ‬
‫التي تطرأ بفعل ظروف امتثنائيّة غير متوقّعة ألحةد الطةرفينو والتةي يترتةب علةى حةدوثها‬
‫ّعوبة في تنفي االتفاقيّةو بغية الوّول رلى اتفا يحقّا التوازن بين مّالح الطرفين‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬اآلثار الالئحيّة التفاقية العمل اجلماعيّة‪.‬‬

‫رلةى جانةب مةةا ترتّبةه االتفاقيةات الجماعيّةةة للعمةل مةةن التزامةا ج‬


‫ت علةى عةةاتا أطرافهةاو فإنّهةةا‬
‫تضف قواعد عا ّمة تمري على غير المتعاقدين متجاوزه ً ب لم اآلثار التي تولدها العقود وفقا ً‬

‫‪ -1‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.242‬‬


‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1132‬‬
‫‪ -3‬المرجف نفمهو ص‪.1132‬‬

‫‪14‬‬
‫للقواعد العا ّمةو فتبتعد ب لم عن دائره العقود لتقترب من دائره القانون‪ .‬وتتجلّى ه ه اآلثار‬
‫في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التطبيق التلقائي التفاقية العمل الجماعيّة ‪.‬‬
‫ّ‬
‫تعتبر االتفاقية الجماعية دمتورا ً لعقود العمل الفرديّة فتطبّةا أحكامهةا بّةفة ليّةةو علةى‬
‫ّةت المةاده‬ ‫عقود العمل الفرديّة المبرمة بين من تمري في مواجهتهم ه ه االتفاقيّةو حيث ن ّ‬
‫‪ 67‬من قانون العمل الماباو والماده ‪ 125‬من مشرو قانون العمل الجديد علةى " بطةالن‬
‫ةهاص‬
‫ج‬ ‫ك ة ّل شةةرطج مهةةالف التفاقيّةةة العمةةل الجماعيّةةة يةةرد بةةالعقود الفرديّةةة المبرمةةة بةةين أشة‬
‫مرتبطين باتفاقيّة جماعيّة ما لم يكن ه ا الشرط أكثر فائده للعامل"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اتّساو النطاق ال خصي لالتفاقيّة الجماعيّة‪.‬‬
‫ال تمري أحكام االتفاقيّة الجماعيّةة علةى أطرافهةا مةن منظمةات أو نقابةات فحمةبو بةل‬
‫يمت ّد مريانها رلى أعضاء ه ه المنظمات والنقابات حتى لو كانوا من المعارضةين لهةا وقةت‬
‫قةرر مشةرو قةانون‬ ‫ربرامهاو بل ويمت ّد نطاقها رلى أومف من لم حيث تمري االتفاقيّة كما ّ‬
‫العمل الجديد فةي مادتةه ‪ 128‬علةى جميةف الع ّمةال وي العالقةة ولةو لةم يكونةوا أعضةا ًء فةي‬
‫النقابة التي تكون طرفا ً في االتفاقيّةو أ ّما بالنمبة لقانون العمل المابا فقد أضةاف فةي مادتةه‬
‫رقم ‪ 72‬شرطا ً لتطبيا امتداد مريان االتفاقيّة على العمال غير المنظ ّمين للنقابة يقضي بأن‬
‫يزيد عدد الع ّمال المنظ ّمين للنقابة في المّممة على نّف عدد العمال وقت ربرام االتفاقيّةة‬
‫لكي تمري االتفاقيّة على جميعهم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث الثالث‪ :‬انتهاء اتفاقية العمل اجلماعية‪.‬‬

‫تنتهي اتفاقية العمل الجماعيّة بطريقة عاديّة طبقةا ً للقواعةد العا ّمةة و وقةد تنتهةي كة لم‬
‫بطريقة عرضيّة و ويترتّب على انتهائهاو في الحالتين نفا اآلثار‪.‬‬

‫املطلب األوّل‪ :‬االنتهاء العادي لالتفاقيّة اجلماعيّة‪.‬‬

‫مةبا وأن كرنةا ّ‬


‫أن اتفاقيّةة العمةل الجماعيّةة فةةي قةانون العمةل المةابا مةن الممكةةن أن‬
‫تبرم لمدّه محدّده أو المةدّه الالزمةة إلتمةام مشةرو معةيّن و علةى أالّ تزيةد فةي كلتةا الحةالتين‬
‫على هما منواتو وهو ات الحكم الة ي قةرره مشةرو قةانون العمةل الجديةد مةف مةماحه‬
‫بإبرام االتفاقيّة لمدّه غير محدّدهو ور ا انقضت المدّه دون أن يعرب أحد طرفيهةا رغبتةه فةي‬
‫فإن االتفاقيّة تتجدّد من تلقاء نفمها لفتره أو فترات أهرى مدّه ك جل منها مةنة بالنمةبة‬‫اإلنهاء ّ‬
‫للقانون المابا ومدّه غير محدّده بالنمبة لمشرو قانون العمل الجديد‪.‬‬
‫وبالتةةالي فة ّ‬
‫ةإن االتفاقيّةةة الجماعيّةةة تنتهةةي بانقضةةاء م ةدّتها األّةةليّة أو المج ةدّده ر ا قةةام أحةةد‬
‫ّةةت عليةةه المةةادّه ‪ 69‬مةةن قةةانون‬ ‫طرفيهةةا بإهطةةار اآلهةةر ووزاره العمةةل بة لمو وهةةو مةةا ن ّ‬
‫العمل المابا والتي أوجبت أن يت ّم اإلهطار هالل المدّه المح ّدده في االتفاقيّةة ر ا تة ّم االتّفةا‬
‫الممبا على لمو ور ا لم يكن هنام اتّفا كانت مدّه االهطار ‪ 3‬أشهر أو نّف مةدّه العقةد‬
‫األّليّة أو المجدّده أيهما أق ّلو أ ّمةا مشةرو قةانون العمةل الجديةد (المةاده ‪ )134‬فقةد أوجةب‬
‫في حال اتّفةا طرفةي االتفاقيّةة غيةر محةدّده المةدّه علةى رنهائهةا أن يةت ّم ربةالز وزاره العمةل‬
‫وكافة أطراف االتفاقيّة قبل شهر من التاريخ ال ي حدّد النتهائها‪.‬‬
‫تجدر اإلشاره رلى أنّةه مةن الّةعب القةول بانتهةاء االتفاقيّةة الجماعيّةة باألمةباب العا ّمةة‬
‫إلنهاء العقود قبل نهاية مةدتهاو كالتقايةل والفمةخ وامةتحالة التنفية و فامةتحالة تنفية االتفاقيّةة‬
‫غيةةر متّة ّةوره; ّ‬
‫ألن موضةةو االتفاقيّةةة لةةيا القيةةام بعمةةل قةةد يمةةتحيل تنفية ه بةةل هةةو تنظةةيم‬
‫ألوضةةا وشةةروط العمةةل وهةةو مةةاال يّةةد عليةةه امةةتحالة التنفي ة (‪ .)1‬ك ة لم ال يتّة ّةور أن‬
‫يطلب أحد األطراف فمههاو وال ان تقضي المحكمة بالفمخ ر ا طلب منهةاو نظةرا ً ألهميتهةا‬
‫حيث جاءت عن طريا التفاوب وتع ّد بمثابة دمتور لعقود العمل الجماعيّة(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪.265‬‬


‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو مرجف مبا كرهو ص‪.1172‬‬

‫‪16‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬االنتهاء العَرضي التفاقيّة العمل اجلماعيّة‪.‬‬

‫مةةن المتّة ّةور أن تحةةدث تغيّةةرات جوهريّةةة أو ظةةروف جديةةده هةةالل مةةريان اتفاقيّةةة العمةةل‬
‫الجماعيّة فتجعل من غير المنامب االمتمرار فةي تنفية هاو أجةاز قةانون العمةل المةابا فةي‬
‫مادته رقم (‪ )70‬ألي ج من طرفةي االتفاقيّةة أن يطلةب الحكةم بإنهائهةا ر ا طةرأت علةى العمةل‬
‫تبرر لمو وأن يكون قد مضى على االتفاقيّة مةنة علةى األقة ّلو ولةم ية كر‬ ‫ظروف جوهريّة ّ‬
‫المشة ّةر تطبيقةةات للتغيةةرات الجوهريّةةة فةةي ظةةروف العمةةل وتةةرم مةةلطة التقةةدير لقاضةةي‬
‫الموضو ‪.‬‬
‫أن التغيّةرات الجوهريّةة هةي كةل تغييةر مةن شةأنه اإلهةالل بةالتوازن‬‫ومف لةم يمكةن القةول ّ‬
‫االقتّةةادي لالتفاقيةةة و ومةةن بةةين لةةم التغيةةرات التةةي تطةةرأ علةةى مةةو العمةةل فتةةّدّي‬
‫(‪)1‬‬
‫تحول المنش ت من االنتاج اليدوي رلى االنتاج اآللي‪.‬‬‫النهفاب األجور أو ارتفاعهاو أو ّ‬
‫أ ّمةا مشةةرو قةةانون العمةةل الجديةةد فلةةم يرتّةةب الحةةا فةةي طلةةب رنهةةاء االتفاقيّةةة علةةى أثةةر‬
‫حةةدوث الظةةروف االمةةتثنائيّة غيةةر المتوقّعةةة ألحةةد الطةةرفينو بةةل أوجةةب أن يمةةلم الطرفةةان‬
‫طريا المفاوضة الجماعيّة لمناقشة ه ه الّعوبات والوّول رلى اتّفا يحقّا التوازن بةين‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫أن ثار االتفاقيّة تنتهي بانتهائهةا مةواء كةان هة ا االنتهةاء عاديةا ً أو‬ ‫ومن البديهي القول ّ‬
‫عرضةةيا ًو ور ا تعةةدد أحةةد طرفةةي االتفاقيّةةة وطلةةب أحةةدهم انهائهةةاو فتنتهةةي بالنمةةبة لةةه فقةةطو‬
‫وتظ ّل قائمةً بالنمبة لآلهرينو وفقا ً لما ورد فةي نةص المةاده ‪ 69‬مةن قةانون العمةل المةاباو‬
‫والماده ‪ 134‬من قانون العمل الجديد‪.‬‬
‫رالّ ّ‬
‫أن التّماّل الة ي يثةار بهّةوص أثةر هة ا االنتهةاء بالنمةبة لعقةود العمةل الفرديّةة و‬
‫حيث يرى البعب أنّه يترتّب على انقضاء االتفاقيّة عدم مريان أحكامها علةى عقةود العمةل‬
‫(‪)2‬‬
‫الفرديّة التي أبرمت في ظلّها أو تلم التي أبرمت بعد انقضائها‪.‬‬
‫أ ّمةةا الةةرأي الةةراجح في ة هب رلةةى أنّةةه يترتّةةب علةةى انقضةةاء االتفاقيّةةة الجماعيّةةة عةةدم مةةريان‬
‫أحكامها على العقةود الفرديّةة التةي تبةرم بعةد انقضةائهاو ولكةن تمةري أحكامهةا علةى العقةود‬
‫التي أبرمت في ظلّهاو وتظ ّل ه ه األحكام مارية رلى حين انقضاء عقود العمل الفرديّة‪.‬‬

‫‪ -1‬مّطفى أحمد عمروو مرجف مبا كرهو ص‪270‬‬


‫‪ -2‬محمد حمين منّورو مرجف مبا كرهو ص‪.129‬‬

‫‪17‬‬
‫أن مريان اتفاقيات العمةل علةى العقةود الفرديّةة يةّدّي رلةى‬ ‫وتكمن ح ّجة ه ا الرأي في ّ‬
‫اندماج القواعد الوارده في االتفاقيّة في ه ه العقود الفرديّةو بحيث تعتبر ه ه القواعد بمثابةة‬
‫بنود فيهاو وهو الرأي الة ي تبنّةاه مشةرو قةانون العمةل الجديةد فةي مادتةه رقةم ‪ 133‬بقولةه‬
‫" ر ا ح ة ّل أجةةل االتفاقيّةةة الجماعيّةةة واتفةةا أطرافهةةا علةةى انهائهةةاو احةةتفظ الع ّمةةال بالمزايةةا‬
‫ينص على مزايا‬ ‫ّ‬ ‫المكتمبة بموجب تلم االتفاقيّةو مالم يبرم اتّفا جديد فرديا ً كان أم جماعيا ً‬
‫أن مةن ثةار انتهةاء االتفاقيّةة الجماعيّةة هةو‬ ‫أكثر للع ّمال"و وهو ما حدى بالبعب رلةى القةول ّ‬
‫وأن حرمةانهم‬‫تعةودوا الحّةول علةى مزايةا رضةافيّةو ّ‬ ‫تكوين عاده مهنيّة ملزمةو فالع ّمال قد ّ‬
‫يمةتمر الع ّمةال فةي االمةتفاده مةن‬
‫ّ‬ ‫منها قد يحةدث قالقةل اجتماعيّةةو ولة لم مةن المّةلحة أن‬
‫(‪)1‬‬
‫مزايا االتفاقيّة المنتهية رلى أن تبرم اتفاقيّة جديده‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الهالا عمرو مرجف مبا كرهو ص‪.663‬‬

‫‪18‬‬
‫خامتة‬

‫أن اتفاقيةةات العمةةل الجماعيّةةة أّةةبحت جةةزءا ً مه ّم ةا ً مةةن‬


‫رأينةةا مةةن هةةالل ه ة ا البحةةث ّ‬
‫عالقةةات العمةةلو وهاّ ةةً بعةةد منتّةةف القةةرن التامةةف عشةةر نتيجةةة ارتفةةا الةةوعي النقةةابي‬
‫وتمةةابا التشةةريعات العماليّةةة حةةول العةةالم لالعتةةراف للعمةةال بحريّةة ممارمةةة حقةةوقهم التةةي‬
‫مةمة التةي‬ ‫كانت مملوبة في مراحل مابقةو فكان اللجوء رلى اتفاقيّات العمل الجماعيّة هي ال ّ‬
‫لتطةورهو و لةم بمةا‬ ‫ّ‬ ‫ميّزت عالقات العمل في العّةر الحةديث باعتبارهةا الومةيلة الرئيمةيّة‬
‫ّةةةل رليهةةا أطةةراف عالقةةةة العمةةل لتنظةةةيم شةةروط العمةةةل‬ ‫تتضةةمنه مةةن قواعةةةد اتفاقيّةةة يتو ّ‬
‫ةاور وتفةةاوب يتفةةا مةةف الظةةروف االقتّةةاديّة ويراعةةي الطةةابف‬ ‫وظروفةةهو بعةةد حةةوار وتشة ج‬
‫الهاص لك ّل مهنةو حيث يضمن التفاوب الجماعي مماواه ً بين الع ّمال من جهة وبةين ّ‬
‫القةوه‬
‫االقتّاديّة ألّحاب العمل من جهة أهةرىو وّةوالً رلةى تحقيةا مكامةب جماعيّةة للع ّمةال‬
‫بفضل اتحادهمو والتي يّعب عليهم الحّول عليهةا رن تفةاوب كة ّل واحة جد مةنهم فةردا ً مةف‬
‫ّاحب عمله‪.‬‬
‫ورن كانت ليّات عالقات العمل الجماعيّةة قةد لقيةت قبةو ًل وامةعا ً فةي الةدّول الّةناعيّة‬
‫المتقدّمةةة التةةي مثّلةةت البيئةةة التةةي نشةةأت ونمةةت وتطة ّةورت فيهةةاو ومةةاهمت فةةي التوفيةا بةةين‬
‫مّلحة رأا المال والعمل وهلا عالقات مهنيّة ّحيّةو ونجحت في تحديد ممةتويات مةن‬
‫الحمايةةة تفةةو تلةةم التةةي يقررهةةا القةةانونو رالّ ّ‬
‫أن األمةةر لةةم يكةةن ب ة ات الفاعليةةة فةةي الةةدول‬
‫العربيّةةةة ومنهةةةا ليبيةةةاو نظةةةرا ً لعوامةةةل اجتماعيّةةةة ومتغيّةةةرات اقتّةةةاديّة وضةةةبابيّة المشةةةهد‬
‫فإن الممّوليّة األولى في ه ا الشأن تقف على التنظيم النقابي ال ي‬ ‫ي حال ّ‬ ‫مياميو وعلى أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫عليه أن يعالج جميف عللهو وأن يعيد بناء هياكله التنظيميّة بنا ًء مليما ً على أما ديمقراطيّةة‬
‫ّحيحةو وأن يكون أكثر انفتاحا ً على شرائح وامعة من الع ّمال ليهت ّم بقضاياهم ويدافف عن‬
‫مّالحهم‪.‬‬
‫كمةةا نةةدعو مشةةرو قةةانون العمةةل الجديةةد رلةةى تبنةةي فكةةره رنشةةاء مجلةةا أعلةةى للحةةوار‬
‫المجتمعي برئامة الوزير المهتصو ويضم في عضويته ممثلين للجهات المهتّةةو وعةددا ً‬
‫من وي الهبرهو وممثلين لكل من نقابات الع ّمال ومنظمات أّحاب األعمةالو ليتةولّى هة ا‬
‫المجلةةا هلةةا بيئةةة محفةةزه علةةى التشةةاور والتعةةاون وتبةةادل المعلومةةاتو وربةةداء الةةرأي فةةي‬
‫القوانين المتعلقة بالعمل والمنظمات النقابية واالتفاقيات الدّولية قبل التوقيف عليهةاو واقتةراح‬
‫الحلول المنامبة للحد من منازعات العمل الجماعية ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الـمصادر والـمراجع‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬الكتب‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد حمن برعيو شرح قانون العملو القاهره‪ :‬دار الثقافة العربيةو ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬أحمد حمن برعيو عالقات العمل الجماعية في القانون المّةري المقةارن (عقةد العمةل‬
‫المشترم)و ج‪2‬و القاهره‪ :‬دار الفكر العربيو ‪.1976‬‬
‫‪ -3‬بشير هدفيو الوجيز فةي شةرح قةانون العمةل‪ :‬عالقةات العمةل الفرديةة والجماعيةةو ط‪2‬و‬
‫الجزائر‪ :‬جمور للنشر والتوزيفو ‪.2009‬‬
‫‪ -4‬بةةن عةةزوز بةةن ّةةابرو االتفاقيّةةات الجماعيةةة للعمةةل فةةي التشةةريف الجزائةةري والمقةةارنو‬
‫ع ّمان‪ :‬دار الحامد للنشرو ‪.2010‬‬
‫‪ -5‬تامر يومف معفانو المفاوضة الجماعيةو اإلمكندرية‪ :‬مكتبة الوفاء القانونيةو ‪.2013‬‬
‫‪ -6‬حمن كيرهو أّول قانون العملو ط‪2‬و اإلمكندرية‪ :‬منشأه المعارفو ‪.1983‬‬
‫‪ -7‬حمين عبد اللطيف حمدانو قانون العملو بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقيّةو ‪.2005‬‬
‫‪ -8‬عيد نايلو شرح قانون العمل الجديدو القاهره‪ :‬دار النهضة العربيةو ‪.2005‬‬
‫‪ -9‬محمد حمين منّةورو قةانون العمةل فةي مّةر ولبنةانو بيةروت‪ :‬دار النهضةة العربيةةو‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -10‬محمد عبد الهالا عمرو قانون العمل الليبيو اإلمكندرية‪ :‬المكتب المّري الحديث‪.‬‬
‫‪ -11‬محمود جمال الدين زكيو قانون العملو ط‪3‬و القاهره‪ :‬الهيئة المّرية العا ّمة للكتابو‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ -12‬مّطفى أحمد عمةروو عالقةات العمةل الجماعيّةةو اإلمةكندرية‪ :‬دار الجامعةة الجديةدهو‬
‫‪.2005‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الرسائل اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -1‬معد الدين فيّلو دور االتفاقيات الجماعية للعمل في ضبط عالقات العملو (رمالة‬
‫ماجمتير منشوره)و الجزائر‪ :‬جامعة بجايةو ‪.2016‬‬

‫ثالثا‪ :‬مواقع شبكة اإلنرتنت‪.‬‬

‫‪ -1‬الموقف االلكتروني لمنظمة العمل الدولّيةو ‪WWW.ILO.ORG‬‬

‫‪20‬‬

You might also like