Professional Documents
Culture Documents
الإنابة الناقصة
الإنابة الناقصة
الإنابة الناقصة
ّ
كلية القانون
ّ
مكتب الدراسات العليا /قسم القانون اخلاص
حبث بعنوان:
ّ
اإلنـابة النـاقصـة
إعداد:
حممد أمحد األمحر
2019
الـمحتويـــات
مقدّمة1..................................................................................
خاتمة12..................................................................................
المصادر والـمراجع13...................................................................
ّ
مقدمة
من المسلّم به القول أنّه إذا ُولد االلتزام صحيحا ً من أحد مصادره الخمس ،ترتّبت عليهه
أحكامه ،وأه ّمها وجوب تنفيذ ههذ االلتهزام الهذ يهتم فهي الاالهب األعهم طوعها ً واختيهارا ً مهن
جانب المدين استجابةً لعنصر المديونيّة ،أو رهبةً من عنصر المسؤوليّة ،أو دفعها ً بهواز ٍ
()1
ي. ي أو بباع ٍ
ث أخالق ّ دين ّ
وألن األصل في الوفاء أن يكون من المدين الذ التهزم بهه ،ومهل ذلهن ّ
فهلن للمهدين أن ينقهل
مدين آخر ليتولّى بدالً عنه أو معه الوفاء بهذا االلتزام.
ٍ التزاما ً شخصيا ً في ذمته إلى
كرسههالم ي ُكن هذا األمر مسهلّما ً بهه قهديما ً الصهطدامه بالنزعهة الشخصهيّة لاللتهزام التهي ّ
الرومهان ،وسهار عليههها مهن جهاء بعههدهم ،فشخصهيّة الههدانن والمهدين علهى حسههب قهولهم هههي ّ
األسههاس وال ُمرتكههز الههذ تقههوم عليه له العالقههة القانونيّههة ،فههلذا انتقههل االلتههزام عههن أحههدهم فههال
يستقي ُم بقا ٌء للعالقة القانونيّة وال مصير لها إال االنحالل.
صةً مهل إباحهة الشهريعة اإلسهالميّة النتقهال االلتهزام خفّت حدّة هذه النزعة فيما بعد ،وخا ّ
بالدّين من ذ ّمته إلى ذ ّمة أخهر بايهة الوصهول إلهى انقضهاء االلتهزام ،قهال ( مطه ُل الانه ّ
ي
شخصهيّة بهاألفول ليسهطل ظلم ،وإذا أُحيل أحهدكم علهى ملهيءٍ فليتبهل)( ،)2فبهدأ نجهم النزعهة ال ّ
صهههةً مهههل النهضهههة االقتصهههاديّة
نجهههم النزعهههة االقتصهههاديّة التهههي تُعنهههى بقيمهههة االلتهههزام ،وخا ّ
سهادس عشهر ،ومها اسهتتبل ذلهن مهن ضهرورة واالجتماعيّة التي شهدتها أوروبا منذ القرن ال ّ
سر سير المعامالت المدنيّة والتّجاريّة حينها. التفكير الج ّد في نقل الديون أو الحقوق بما يي ّ
وإذا كان األصل في انقضهاء االلتهزام ههو الوفهاء كمها ذكرنها ،فقهد ينقضهي أيضها ً بمها يُعهادل
الوفههاء ،بتقههديم المههدين لداننههه شخصها ً ثالثها ً يتع ّهههد بوفههاء الهدّين للهدّانن وهههذه هههي اإلنابههة فههي
الوفاء ،فالمدين هو ال ُمنيب ،والدانن هو ال ُمناب لديه ،والشخص الثالث هو ال ُمناب(.)3
األول
المشر الليبي اإلنابة في الوفاء في ثالث مواد ( )348-347-346ضمن القسهم ّ ّ ّ
نظم
األول ،جهاعالً منهها سهببا ً مهن أسهباب انقضهاء
للقانون المدني في الباب الخامس من الكتهاب ّ
االلتزام بما يعادل الوفاء.
-1محمد علي األزهر ،النظريّة العامة لاللتزام -أحكام االلتزام ،-ج ،2بنااز :دار الكتب الوطنية ،2005،ص.9
-2الراو أبوهريرة عبد الرحمن الدوسي،في :الحافظ أبي القاسم الطبراني ،المعجم األوسط ،بيروت :دار الكتب العلمية،ط،4ج،8
،1987ص .262
-3عبد الرزاق أحمد السنهور ،الموجز في النظرية العامة لاللتزامات ،بيروت :منشورات محمد الداية،المجمل الفقهي العربي
اإلسالمي ،د،ت ،ص.604
1
األول فههههو اإلنابهههة الكاملهههة ويقهههوم فيهههها ال ُمنهههاب
ولههههذه اإلنابهههة مظههههرين مختلفهههين ،أ ّمههها ّ
(األجنبي)(*) ،بلبراء ذ ّمة ال ُمنيب (المدين األصلي) من الدّين اتجاه الهدانن ،وعلهى ذلهن فههي
تتض ّمن تجديدا ً للدّين بتايير المدين ،أ ّما المظهر الثاني فهو اإلنابة الناقصة والتي يقهوم فيهها
مهدين
ٍ التزام ال ُمناب (األجنبي)(*) إلهى جانهب ال ُمنيهب ،فيُصهبح للمنهاب لديهه مهدينان بهدالً مهن
واحد(.)1
-1عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شرح القانون المدني ،ج ،3القاهرة :مكتبة النهضة المصرية ،1958 ،ص.858
* يُسمى المناب بالشخص األجنبي ،ليس ألنّه أجنبي عن اإلنابة في الوفاء ،فهو طرف من أطراف اإلنابة ،وإنّما هو أجنبي عن
العالقة األصليّة بين المدين األصلي والدّانن.
2
ّ
مبحث متهيدي :املالمح العامة لإلنابة الناقصة
3
املطلب الثاني :التمييز بني اإلنابة الناقصة وغريها من األنظمة املُشابهة.
علههى اله ّهرغم م ّمهها تحتويههه اإلنابههة الناقصههة مههن خصههانص ومميّههزات تجعههل منههها آليّهةً
مسههتقلّة بههذاتها ،فلنههه لههيس مههن ال ّ
سهههل فههي بعههض األحيههان التّفرقههة بينههها وبههين غيرههها مههن
األنظمة المشابهة .
أوالً :اإلنابة الناقصة والدعوى ال ُمباشرة.
ّ
تعرف الهدعو المباشهرة بأنّهها الهدعو التهي يباشهرها الهدانن باسهمه مهن مهدين مدينهه،
بحيث يستأثر الدانن بفضلها بالحق الذ لمدينه في ذ ّمة مدين مدينه.
وتشههترن اإلنابههة الناقصههة مههل الهدّعو ال ُمباشههرة بأنهمهها تؤدّيههان إلههى تسهههيل ضههمان الوفههاء
بااللتزام ،فوفقا ً لهما يكتسب ال ُمناب لديه (الدانن) ،حقا ً ُمباشرا ً قلبل ال ُمناب الذ يكون غالبها ً
()1
مدينا ً لل ُمنيب.
وعلههى اله ّهرغم مههن هههذا التشههابه إالّ ّ
أن ُهنههان اختالفها ً جوهريّها ً بههين كههال النظههامين ،فالهدّعو
نص في القانون( ،)2وهذا على عكس اإلنابة التي تكون وفقا ً المباشرة ال تكون إالّ بنا ًء على ٍ
لالتّفاق القانم بين أطرافها.
كما أن في الدّعو المباشرة يحق لمهدين المهدين أن يهدفل فهي مواجههة الهدّانن بالهدفو التهي
يحق له الدّفل بها في مواجهة المدين األصلي( ،)3وهذا على العكس من اإلنابة الناقصة التي ّ
هق فيههها لل ُمنههاب الهدّفل فههي مواجهههة ال ُمنههاب لديههه بالهدّفو التههي يحه ّ
هق لههه الهدّفل بههها فههي ال يحه ّ
()4
ألن التزامه تجاه المنيب لديه التزام مستق ّل عن التزامه تجاه المنيب. مواجهة المنيبّ ،
-1نبيل إبراهيم سعد ،الضمانات غير المسماة في القانون الخاص ،اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة للنضر ،2006 ،ص.76
-2محمد علي األزهر ،النظريّة العامة لاللتزام -أحكام االلتزام ،-مرجل سبق ذكره ،ص.78
-3المرجل نفسه.79 ،
-4سمير عبد السيد تناغو ،أحكام االلتزام واإلثبات ،ط ،1اإلسكندرية :مكتبة الوفاء القانونية ،2009 ،ص.418
-5محمد علي األزهر ،النظريّة العامة لاللتزام -مصادرااللتزام ،-ج ،1ط ،2طرابلس :منشورات الجامعة المفتوحة،1993 ،ص.201
4
هلن اإلنابههة الناقصههة تختلههف عههن االشههتراط لمصههلحة الايههر مههن حيههث الشههروط، عليههه فه ّ
فاإلنابههة تتطلههب توافههق إرادت هي المنههاب والمنيههب ولتنفّههذ الب ه ّد مههن قبههول ال ُمنههاب لديههه ،فحه ّ
هق
ال ُمناب لديه في مواجهة ال ُمناب ال ينشهأ إالّ عنهد قبهول المنهاب لديهه ،وههذا علهى العكهس مهن
االشههتراط لمصههلحة الايههر بحيههث ينشههأ للمنتفههل وفقها ً لتعبيههر المههادة ( 156حقها ً ُمباشههراً) فههي
مواجهة المتع ّهد منذ الوقت الذ يت ّم فيه االتّفاق بين المشترط والمتع ّهد.
ومن حيث اآلثار يعتبر حق ال ُمناب لديه في مواجهة ال ُمناب ُمسهتقالّ تمامها ً عهن العالقهة بهين
فحهق المنتفهل فهي مواجههة ّ ال ُمنيب وال ُمناب وهذا على العكس من االشتراط لمصلحة الايهر،
المتع ّهد يعتمد أساسا ً على العالقهة بهين المشهترط والمتع ّههد ،وبالتهالي فلنّهه وفقها ً لهنص الفقهرة
ّ
يحههق للمتع ّهههد أن يههدفل فههي مواجهههة المنتفههل بالههدفو الثانيههة مههن المههادة 156مههدني فلنّههه
المستمدّة من العالقة بينه وبين المشترط(.)1
ثالثاً :اإلنابة الناقصة والكفالة.
يتجلّى الفارق الجوهر بين الكفالة واإلنابهة الناقصهة ،فهي اله ّدور الهذ يمثلهه كه ٌل مهن
الكفيههل وال ُمنههاب ،فالكفيههل يلتههزم بههدفل ديههن شههخص آخههر وهههو المههدين األصههلي ،إذا لههم يقههم
فلن التزامه يكون احتياطيا ً ،وهذا على العكس تماما ً م ّما األخير بأداء هذا االلتزام ،وبالتالي ّ
جهردا ً عهن التهزام
يقوم بهه ال ُمنهاب فهي اإلنابهة الناقصهة بحيهث يلتهزم التزامها ً أصهليا ً مسهتقالً ُم ّ
( )2
المدين المنيب في مواجهة ال ُمناب لديه (الدانن).
أن ال يُسمح لل ُمناب أن يدفل في مواجهة ال ُمناب لديه بالدّفو التي كان لهُ أن وينتج عن ذلن ّ
يههدفل بههها فههي مواجههة المنيههب فههالتزام المنيههب التههزام أصههلي كمهها رأينهها ،علههى عكههس األمههر
بالنسبة للكفيل حيث يترتّب على اعتبار التزام الكفيل احتياطياً ،أن الكفيهل باسهتطاعته الهدفل
()3
بالدفو التي للمدين قلبل الدانن.
أن أحكام الكفالة في القانون المدني الليبي تُجيز كفالة المدين باير علمهه ورغهمعالوة ً على ّ
معارضته ،في حين ّ
أن المدين في اإلنابة هو مهن يبهادر إلنشهانها وتهت ّم بسهعي ٍ منهه ،ويظههر
ذلن من نص المادة 346مدني بأنّه "تتم اإلنابة إذا حصهل المهدين علهى رضهاء الهدانن" أ
تراض بين الطرفين.
ٍ الب ّد من
-1نبيل إبراهيم سعد ،الضمانات غير المسماة في القانون الخاص ،مرجل سبق ذكره ،ص.74
-2ريم عدنان الشنطي ،اإلنابة في الوفاء (دراسة مقارنة) ،رسالة ماجستير (غير منشورة) ،نابلس :جامعة النجاح الوطنية ،2007 ،ص.110
-3سمير عبد السيد تناغو ،التأمينات الشخصيّة والعينيّة ،اإلسكندرية :منشأة المعارف ،1996 ،ص.30
5
املطلب الثالث :دور اإلنابة الناقصة كأدا ٍة للوفاء والضمان.
6
ثانياً :اإلنابة أداة ضمان.
يُدرج فقهاء القانون المدني اإلنابة الناقصة ضمن التأمينات الشخصيّة المستقلّة( ،)1حيث
مدين واحه ٍد لهه،
ٍ تتجلّى وظيفة اإلنابة الناقصة كأداة ضمان في وجود مدينين للدانن بدالً من
ويحه ّ
هق لل هدّانن مطالبههة أ ٍ منهمهها دون أن يتقيّههد بترتيههب مع هيّن ،ودون أن يكههون أل ٍ منهمهها
الدفل بالتجريد ،وبالتهالي فهلن اسهتقالل التهزام المنيهب عهن ال ُمنهاب فهي مواجههة ال ُمنهاب لديهه
يستتبل عدم احقيّة ال ُمناب في التمسن بالدفو التي يحق له التمسن بها في مواجهة المنيب.
وترجههل اسههتقالليّة اإلنابههة الناقصههة كضههمان إلههى ّ
أن الضههامن يلتههزم بصههفة مسههتقلة عههن
التههزام المههدين األصههلي ،فتفقههد هههذه الضههمانة صههفة التبعيّ هة لتكتسههي ص هفة االسههتقالليّة; ّ
ألن
التبعيّة ليست عنصرا ً أساسيا ً في الضمان الشخصي ،والهي من جهوهره ،عهالوة ً علهى أنّهها
شخصيّة(.)2ليست من النّظام العام عندما يتعلّق األمر بالضمانات ال ّ
اس هتُخدمت اإلنابههة الناقصههة كوسههيل ٍة للضههمان فههي التشههريعات الحديثههة مههن أمثلههة ذلههن،
القههانون الفرنسههي الخههاص بالمقاولههة مههن البههاطن الصههادر سههنة ،1975حيههث فههرض هههذا
القانون على المقاول األصلي أن يعطي للمقاول من الباطن ضمانا ً وسمح لهُ أن تح ّل اإلنابة
الناقصة لرب العمل في مواجهة المقاول من الباطن محه ّل الكفالهة البنكيّهة ،كمها اتّسهل نطهاق
اإلنابة الناقصة كأداةٍ للضهمان فهي مجهال التجهارة الدّوليهة ،وفهي نطهاق بنهاء وتشهايل حقهول
()3
البترول حول العالم.
7
ّ ّ
املبحث األول :شروط انعقاد اإلنابة الناقصة.
تع ّد اإلنابة الناقصة آليّة قانونيّة تستند علهى العقهد فهي تكوينهها ،فتخضهل للقواعهد العا ّمهة
صهرفات القانونيّهة تحتهاج إلهى شهروطٍ لتنشهأ بشهك ٍل التي تُطبّق على العقود ،وكايرها من الت ّ ّ
نقهانص
ٍ صحيح تستطيل مهن خاللهه أن تفهي بهالارض الهذ ُوجهدت مهن أجلهه بعيهدا ً عهن أ
هراض تُههدّدها بههالزوال ،عليههه فلنّنهها سنسههتعرض تتاليها ً شههروط تكههوين اإلنابههة الناقصههة مههن ته ٍ
ومح ٍل وسبب.
تنعقههد اإلنابههة النّاقصههة برضههاء الطههرفين وهمهها المنيههب (المههدين األصههلي) وال ُمنههاب
(المدين الجديد) ويُنفّذ هذا االتّفهاق برضهاء ال ُمنهاب لديهه ،وههذا مها عبّهرت عنهه المهادّة 346
بشهخص يلتهزم بوفهاء الهدين
ٍ مدني ،بقولها " تت ّم اإلنابة إذا حصهل المهدين علهى رضها الهدانن
مكان المدين" وسنتناول فيما يلي وجود التراضي لكه ّل طهرفٍ مهن أطهراف اإلنابهة الناقصهة
على حد :
ّ
أن نهص المهادة 346مهدني ،يهر ّ إن المهتمعّن فهي أوالً :رضاء المنيب (المهدين األصهلي)ّ : ّ
المنيههب يأخههذ دور ال ّ
شههخص ال ُمبههادر فههي عمليّههة اله ّهربط بههين األطههراف لههذلن يُعتبههر رضههاؤهُ
مهدين جديهد والحصهول علهى رضهاه ليتح ّمههل ٍ ظهاهراً ،فههو مهن تقهل عليهه مه ّمهة البحههث عهن
االلتزام بدفل الدّين معهه ،ويهت ّم االتّفهاق فهي ههذه المرحلهة دون تهد ّخل المنهاب لديهه (الهدّانن)،
فبعههد ذلههن يقههوم ال ُمنيههب بعههرض هههذ المههدين علههى داننههه مهن أجههل الحصههول علههى قبولههه هههو
مدين جديهد ههي فهي حهد ذاتهها مظههر أو داللهة ٍ فلن عمليّة بحث المدين عن اآلخر .وبالتالي ّ
()1
على رضاه.
أن الشهخص ال ثانيا :رضاء ال ُمناب (المدين الجديد) :تنطلق االلتزامهات التعاقديّهة مهن مبهدأ ّ
يلتزم إالّ بمحض إرادته ،ورضا المناب في اإلنابة الناقصة يكتسي أهميّةً ُكبر ; ألنّهه يُن لشهأ
في ذمته التزاما ً جديداً ،فال تنعقد اإلنابة الناقصة إالّ بقبول اإليجاب الصادر إليه من ال ُمنيب
(في أغلهب األحهوال) ،وتسهر علهى رضها ال ُمنهاب القواعهد العا ّمهة فهي التعبيهر عهن اإلرادة
فيُمكن أن يكون صريحا ً كما يُمكن أن يكون ضمنيّاً.
ثالثاً :رضاء ال ُمناب لديه (الدّانن) :تنبل ضرورة قبول المنهاب لديهه مهن العالقهات األساسهيّة
ألن ال ُمنهاب لديهه سهيدخل فهي عالقهة جديهدة ومباشهرة مهل شهخص بين أطراف هذه العمليّة; ّ
()2
آخر ،تُن لشأ له حقا ً وتعطيه أفضليّةً إضافيّة الستيفاء حقّه في عالقته مل ال ُمنيب.
-1لشهب نادية ليلى ،مرجل سبق ذكره ،ص.20
-2المرجل نفسه ،ص.28
8
(*)
املطلب الثاني :احملل.
ّ
أن يتمثّل مح ّل اإلنابة النّاقصة في ذات الدّين الذ لل ُمناب لديهه فهي ذ ّمهة ال ُمنيهب( ،)1أ
التههزام المنههاب يكههون فههي حههدود التههزام ال ُمنيههب تجههاه ال ُمنههاب لديههه ،سههواء كههان أداء شههيءٍ أو
القيام بعمل أو االمتنا عن عمل شيءٍ ما ،ولكن ما يُالحظ أنّه وإن كهان المحه ّل واحهدا ً ّ
فهلن
مصههدر التههزام ك ه ٍّل منهمهها ُمختلههف ،فههالتزام ال ُمنيههب مصههدره العالقههة األصههليّة التههي تربطههه
()2
بال ُمناب لديه ،أ ّما مصدر التزام ال ُمناب فهو عقد اإلنابة.
الركن الثالث الذ ال تنعقد اإلنابة الناقصة بدونه ،فههي كايرهها مهن العقهود يُع ّد السبب ّ
المشر المدني بمقتضاها في المهادة 136منهه أن يكهون ّ تخضل لنظريّة السبب التي أوجب
هذا السبب مشروعا ً وإالّ ُ
ع ّد العقد باطالً.
أن اإلنابة تفترض وجود ثالثة أطراف ،مما يجعل كه ّل واحه ٍد مهنهم يسهعى إلدران وباعتبار ّ
غاي ٍة معيّنة من خالل إقدامه على هذا الت ّ ّ
صرف ،فلذا كان لجوء ال ُمنيب إلى اإلنابة الناقصهة
سعي إلى البحث عن ذ ّم ٍة ماليّة تسانده في قضاء االلتزام الذ يُثقهل كاهلههّ ،
فهلن سهبب هو ال ّ
التبهر ،حيهث
ّ دين عليه لل ُمنيب أو بقصهد
التزام ال ُمناب في ارتضاءه اإلنابة قد يكون إليفاء ٍ
صت المادة 346على جواز ذلن بقولها "وال تقتضي اإلنابة أن تكون هنان مديونيّة سابقة ن ّ
ما بين المدين واألجنبي".
المشهر فهي تكهريس اإلنابهة الناقصهة كلحهد صهور الضهمانات المسههتقلّة ّ وإمعانها ً مهن
نهص فهي المهادة 348مهن القهانون المهدني علهى تجريهد ّ التي تساهم في اسهتقرار المعهامالت
التزام ال ُمناب قلبل المناب لديهه مهن سهببه ،فيكهون التهزام ال ُمنهاب قلبهل المنهاب لديهه صهحيحاً،
حتى لوكان التزامه في مواجهة المنيب باطالً ،أو كان خاضعا ً لدفلٍ من الدّفو .
* توجب القواعد العامة في القانون المدني الليبي (م )135-131أن يكون مح ّل االلتزام موجودا ً أو قابالً للوجود ،ومعيّنا ً أو قابالً
للتعيين ،كما يشترط أن يكون مشروعاَ.
-1ريم عننان الشنطي ،مرجل سبق ذكره ،ص.85
-2عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مرجل سبق ذكره ،ص.884
9
ّ
املبحث الثاني :آثار اإلنابة الناقصة.
-1عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مرجل سبق ذكره ،ص.868
شطر من فقهاء القانون الفرنسي أنه على المناب لديه أن يقوم أوال بالرجو على المناب فهو من أصبحت له صفة المدين الرنيسي.
ٌ * ير
-2أنور طلبة ،المطول في شرح القانون المدني،ج،5اإلسكندرية :المكتب الجامعي الحديث ،ص.368
-3عبد الرزاق أحمد السنهور ،مرجل سبق ذكره ،ص.869
10
هدين منهمهها مصههدر مسههتق ّل للهدّين عههن ويُالحههظ أنّههه إذا كههان لل ُمنههاب لديههه مههدينان فه ّ
هلن لكه ّل مه ٍ
اآلخر ،فمصهدر ديهن المنيهب ههو مصهدر االلتهزام األصهلي ،ومصهدر ديهن المنهاب ههو عقهد
()1
اإلنابة.
مجهر ٌد ال يتهأثّر بالهدّين الهذ
ّ والدّين الذ أنشأته اإلنابة في ذ ّمة ال ُمناب لل ُمناب لديه هو ديهن
في ذ ّمة ال ُمناب للمنيب ،فلذا كان الدّين في ذ ّمة المناب للمنيب باطل أو انقضى فال أثر لذلن
على الدّين الذ في ذ ّمة المناب للمناب لديه.
وإذا وفى المنهاب اله ّدين للمنهاب لديهه وكهان التزامهه نحهو المنيهب بهاطالً ،أو انقضهى فيرجهل
على المنيب بدعو الوكالة أو الفضالة أو اإلثراء بال سبب.
وإذا كان الدّين الذ للمناب لديه على المنيب ال يتأثّر بالدّين الذ للمنيب على المناب ،فلنّه
على النّقيض من ذلن يتأثّر الدين الهذ لل ُمنهاب لديهه علهى المنهاب إذ ّ
أن محه ّل الهدينين محه ُل
واحد(*) ،فالدّفو التي يٌمكن أن يدفل بها أحدهما يدفل بها اآلخر ،فالدّينان متّصهالن أحهدهما
()3
برنت ذ ّمة اآلخر.باآلخر أوثق اتّصال فلذا أوفى أحدهما ل
-1عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مرجل سبق ذكره ،ص.870
-2نبيل إبراهيم سعد ،الضمانات غير المسماة في القانون الخاص ،مرجل سبق ذكره ،ص.68-64
* انظر عكس هذا الرأ لألستاذ عبد الحي حجاز ،النظرية العامة لاللتزام ،ج ،2د،ن،1954 ،ص ،257بقوله ال يجوز للمناب أن يحت ّج
في مواجهة المناب لديه ،سواء بالدفو المستمدة من عالقته بالمنيب أو المستمدة من عالقة المنيب بالمناب لديه.
-3عبد الرزاق أحمد السنهور ،مرجل سبق ذكره ،ص872
11
خـاتـمـة
12
الـمصادر والـمراجع
ّ ً
أوال :املصادر.
-1الحافظ أبي القاسم الطبراني ،المعجم األوسط ،بيروت :دار الكتب العلمية،ط،4ج.1987،8
ً
ثانيا :املراجع.
أ -الكتب.
-1أنور طلبة ،المطول في شرح القانون المدني،ج،5اإلسكندرية:المكتب الجامعي الحديث.
-2سمير عبد السهيد تنهاغو ،أحكهام االلتهزام واإلثبهات ،ط ،1اإلسهكندرية :مكتبهة الوفهاء القانونيهة،
.2009
-3سمير عبد السيد تناغو ،التأمينات الشخصيّة والعينيّة ،اإلسكندرية :منشأة المعارف.1996 ،
-4عبد الهرزاق أحمهد السهنهور ،المهوجز فهي النظريهة العامهة لاللتزامهات ،بيهروت :منشهورات
محمد الداية،المجمل الفقهي العربي اإلسالمي ،د،ت.
-5عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شرح القانون المدني ،ج ،3القاهرة :مكتبهة النهضهة
المصرية.1958 ،
-6عبد الرزاق أحمد السنهور ،الوسيط في شهرح القهانون المهدني ،ج ،3المجلهد ،2ط ،2تنقهيح
محمد الفقي ،القاهرة :دار النهضة العربية.1984 ،
-7قاسم محمد ،الوجيز في نظرية االلتزام ،اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة للنشر.1994 ،
-8محمهههد علهههي األزههههر ،النظريّهههة العامهههة لاللتهههزام (مصهههادرااللتزام) ،ج ،1ط ،2طهههرابلس:
منشورات الجامعة المفتوحة.1993 ،
-9محمههد علههي األزهههر ،النظريّههة العامههة لاللتههزام (أحكههام االلتههزام) ،ج ،2بناههاز :دار الكتههب
الوطنية.2005،
-10نبيل إبراهيم سعد ،التأمينات الشخصيّة ،اإلسكندرية :منشأة المعارف.2000 ،
-11نبيل إبراهيم سعد ،الضمانات غيهر المسهماة فهي القهانون الخهاص ،اإلسهكندرية :دار الجامعهة
الجديدة للنضر.2006 ،
ب -الرسائل اجلامعيّة.
-1ريههههم عههههدنان الشههههنطي ،اإلنابههههة فههههي الوفههههاء (دراسههههة مقارنههههة) ،رسههههالة ماجسههههتير
(غير منشورة) ،نابلس :جامعة النجاح الوطنية.2007 ،
-2لشهب نادية ليلى ،انقضاء االلتهزام باإلنابهة ،رسهالة ماجسهتير (غيرمنشهورة) ،الجزانهر:
جامعة الجزانر.2016 ،
13