Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫جامعة طرابلس‬

‫ّ‬
‫كلية القانون‬
‫ّ‬
‫مكتب الدراسات العليا ‪ /‬قسم القانون اخلاص‬

‫حبث بعنوان‪:‬‬

‫النظام القانوني للتحكيم يف منازعات عقود االستثمارات‬


‫ّ‬
‫األجنبية‬

‫إعداد‪:‬‬
‫حممد أمحد األمحر‬

‫رقم القيد‪2181420 :‬‬

‫‪2019‬‬
‫الـمحتويـــات‬

‫مقدّمة‪1.....................................................................................‬‬

‫مبحث التمهيدي‬
‫األول‪ :‬ماهية عقود االستثمارات األجنبيّة‪3.......................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التّعريف بمفهوم التّحكيم في عقود االستثمـارات األجنبيّة‪5...............‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبررات اللّجوء إلى التحكيم في منازعات االستثمارات األجنبية‪5.......‬‬

‫األول‪ :‬االتفاق على التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬


‫المبحث ّ‬
‫األول‪ :‬صور اتّفاق التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪7......................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار االتّفاق على التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪8................‬‬

‫سير في عمليّة التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬ال ّ‬
‫المطلب األول‪ :‬اختيار المح ّكم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪10...........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد القانونيّة الـواجبة التطبيق على التّحكيم ‪14.........................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آثار التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬


‫األول‪ :‬صدور الحكم التّحكيمي في النزاع االستثماري‪16.........................‬‬‫المطلب ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ حكم التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة‪17......................‬‬

‫خاتمة‪20...................................................................................‬‬
‫المصـادر والـمراجع‪21....................................................................‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة‬

‫بأمر حديث العهد‪ ،‬بل يعوود إلوى‬ ‫لفض المنازعات ليس ٍ‬ ‫ّ‬ ‫إن اللجوء إلى التحكيم كوسيل ٍة‬ ‫ّ‬
‫أن اهتمام المجتمع الدّولي بتنظيم التحكيم في‬ ‫أزمن ٍة ضارب ٍة في القدم‪ ،‬قدم اإلنسان نفسه‪ ،‬إالّ ّ‬
‫العالقوات االقتصوواديّة الدوليّووة قوود توأ ّخر إلووى مووا بعوود الحورب العالميّووة األولووى‪ ،‬حينمووا ت ّوجووت‬
‫جهود عصبة األمم بالوصول إلى صياغة اتفاقيّة شروط التّحكيم سنة ‪.1923‬‬
‫ول ّم وا كانووت ال ودّول ا خووذل فووي النّمووو تفتقوور إلووى الخبوورات والكفوواءات العاليووة ور وس‬
‫األموال التي تستلزمها خطط التنمية االقتصاديّة‪ ،‬فقد أحوجها ذلك للتّعاقد مع طورفٍ أجنبوي‬
‫(مسوتثمر يووفّر هوذل الخبورات والكفواءات‪ ،‬م ّموا اسوتتبع ذلوك ضورورل انتهوان سياسوات موون‬
‫شأنها تحفيز وتشجيع االستثمارات األجنبية‪ ،‬وذلك بتوفير المناخ المناسوب الوذي تتحقوق فيوه‬
‫أوجه الضمان المختلفة ضد المخاطر السياسيّة واالقتصاديّة‪.‬‬
‫أن شوورط التّحكوويم الووذي يرمووي إلووى تسوووية المنازعووات التووي تثووور أو التووي‬ ‫وك فيووه ّ‬
‫وم ّمووا الشو ّ‬
‫يمكوون أن تثوووور بمناسوووبة تنفيووذ عقوووود االسوووتثمار‪ ،‬يحتوو ّل مكانوووةا مه ّموووةا وبووارزل فوووي مجوووال‬
‫أن االستثمارات األجنبيّة تمثّل عصوبا ا رييسويا ا القتصوادات الودّول وخصوصوا ا‬ ‫ضمانات‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سوعي لجوذب وتشوجيع هوذل االسوتثمارات‬ ‫النّامية منها‪ ،‬ومن ث ّم كوان مون الطبيعوي أن يأخوذ ال ّ‬
‫مح ّل اهتمام هذل الدّول وهدفا ا تدور حوله ج ّل سياساتها‪.‬‬
‫والورييس فوي تسووية المنازعوات النّاجموة‬ ‫ّ‬ ‫سوخت أهميّوة التّحكويم‪ ،‬وتأ ّكود دورل الفاعول‬ ‫وقد تر ّ‬
‫كثير من الدّول‪ ،‬كما أبرمت‬ ‫عن عقود االستثمار األجنبيّة‪ ،‬بعد صدور قوانين االستثمار في ٍ‬
‫ضووت علووى تضوومين هووذل‬ ‫فووي شووأنه العديوود موون االتفاقيّووات والبروتوكوووالت الدّوليّووة التووي ح ّ‬
‫القوووانين مجموعووة موون المزايووا والضوومانات الكفيلووة بتشووجيع وجووذب المسووتثمرين األجانووب‪،‬‬
‫وأنشووأت الكثيوور موون مراكووز التحكوويم الدّايمووة ذات الطووابع الودّولي‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن هووذل المزايووا وتلووك‬
‫مجرد وعو ٍد من جانب الدّولة وآموا ٍل مون جانوب المسوتثمر‪ ،‬فوي غيواب‬ ‫ّ‬ ‫الضمانات قد تصبح‬
‫وسيلة فعّالة كالتّحكيم‪.‬‬
‫وانطالقوووا ا مووون أهميّوووة االسوووتثمار األجنبوووي فوووي تحقيوووق التّنميوووة االقتصووواديّة فوووي ليبيوووا‬
‫وتخوف المستثمر األجنبي من خوض غموار االسوتثمار بسوبب‬ ‫ّ‬ ‫خصوصا ا في الوقت الراهن‬
‫المشاكل األمنيّة‪ ،‬لذلك آثرنا جعل إشكاليّة البحث ترتكز على فكرل المصالح المتضاربة بين‬

‫‪1‬‬
‫أن المسووتثمر عووادل ا مووا يحوورا علووى ضوومان‬
‫المسووتثمر والدّولووة المضوويفة لالسووتثمار‪ ،‬حيووث ّ‬
‫حقوقه الواردل في عقد االستثمار‪ ،‬وبالمقابل تحرا الدّول المضيفة على صون سيادتها‪.‬‬
‫عليه سنحاول تسليط الضوء على أهميّة التّحكويم فوي الموايموة بوين هواتين المصولحتين‬
‫باعتبارل البديل النّاجح للقضاء العادي في حسم منازعات االستثمار‪ ،‬مسوتهلّين ذلوك بمبحوث‬
‫تمهيدي يتض ّمن التعريف بماهيّة عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة‪ ،‬وبيوان مفهووم التّحكويم فيهوا‪،‬‬
‫ونتطرق فووي‬‫ومبووررات اللجوووء إلوى التحكوويم فووي المنازعووات الناشووية عوون هووذل العقووود‪ ،‬ثو ّم سو ّ‬
‫األول إلى االتفاق على التّحكيم في عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة مبينوين صوور هوذا‬ ‫المبحث ّ‬
‫االتفواق وموا يترتوب علوى هوذا االتفواق مون آثوار‪ ،‬ثوم ننتقول فوي المبحوث الثواني للحوديث عوون‬
‫سير في عمليّة التّحكيم من حيوث شوروط اختيوار المح ّكوم وطورق تعيينوه والقوانون الواجوب‬ ‫ال ّ‬
‫التّطبيوق عنود التحكويم فوي المنازعوات الناشوية عون هوذل العقوود‪ ،‬ثوم سنسوتعرض ختاموا ا آثووار‬
‫التّحكيم في عقود االستثمارات األجنبيّة من حيث صدور الحكم التّحكيمي وتنفيذل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مبحث متهيدي‬

‫سنتناول في هذا المبحث الت ّعريف بماهية عقود االستثمارات األجنبيّة (المطلب ّ‬
‫األول ‪ ،‬ثوم‬
‫سنتطرق التّعريف بمفهوم التّحكيم في عقود االسوتثمارات األجنبيّوة (المطلوب الثواني ‪ ،‬ومون‬
‫ّ‬
‫ث ّم نبيّن مبررات اللّجوء إلى التحكيم في منازعات االستثمارات األجنبية (المطلب الثالث ‪.‬‬

‫املطلب األوّل‪ :‬ماهيّة عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫االستثمار لغةا‪ ،‬مصدر استثمر يستثمر وأثمر الشو أي أتوى نتيجتوه‪ ،‬وثمور مالوه (بضو ّم‬
‫الميم كثر‪ ،‬ويقال استثمر ماله أي استخدمه في االنتان(‪. 1‬‬
‫ي يع ّد عمليّةا مر ّكبة من عناصر اقتصاديّة وأخرى قانونيّوة‪ ،‬فقود‬ ‫ّ‬
‫وألن االستثمار األجنب ّ‬
‫حظي باهتمام كو ٍل مون علمواء االقتصواد وفقهواء القوانون علوى حو ٍد سوواء تعريفوا ا وبيانواا‪ ،‬كول‬
‫حسب منطلقاته وغاياته‪ ،‬فقد عرف شطر من علماء االقتصاد االستثمار األجنبي بأنّه قيوام‬
‫المستثمر األجنبي بتحويل كميّة من الموارد الماليّوة والتكنولوجيّوة والخبورل الفنيّوة فوي جميوع‬
‫المجاالت إلى الدّول المضيفة (‪. 2‬‬
‫كما ذهب فريق آخور إلوى تعريفوه لالسوتثمار بأنّوه عبوارل عون انتقوال ر وس األمووال بوين‬
‫بلدان بقصد توظيفها في عمليّات اقتصاديّة مختلفة (‪. 3‬‬
‫أ ّما على صعيد المفهوم القانوني فقود ع ّورف االسوتثمار األجنبوي فقهوا ا علوى أنوه انتقوال‬
‫ر وس األموال من الخارن إلى الدّولة المضيفة بقصد تحقيق ربح المستثمر األجنبي‪ ،‬وبموا‬
‫يكفل زيادل اإلنتان والتنمية في الدول المضيفة (‪. 4‬‬
‫صال لالسوتثمار فوي قوانون رقوم ‪ 9‬لسونة ‪ 2010‬بشوأن‬ ‫شرع الليبي تعريفا ا مف ّ‬
‫لم يذكر الم ّ‬
‫تشووجيع االسووتثمار‪ ،‬علووى عكووس بعووض القوووانين المقارنووة‪ ،‬فقوود ورد فووي المووادل األولووى موون‬
‫القانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 2001‬بشأن تنظيم االستثمار األجنبي في دولة الكويوت ّ‬
‫بوأن االسوتثمار‬
‫األجنبي هو توظيف رأس المال األجنبي في نشاط مر ّخا له طبقا ا ألحكام هذا القانون ‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬معجم لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬بيروت‪ :‬دار بيروت للطباعة‪ ،1965 ،‬ا‪.173‬‬
‫‪ -2‬عبد السالم أبوقحف‪ ،‬اقتصاديات االستثمار العربية الحديثة‪،‬ط‪ ،1991 ،3‬ا‪.21‬‬
‫‪ -3‬محمد علي جاسم‪ ،‬القواعد األساسيّة في االقتصاد الدولي‪ ،‬ط‪ ،2‬بغداد‪ :‬بيت الحكمة‪،1967 ،‬ا‪.63‬‬
‫‪ -4‬أبو العال علي النمر‪ ،‬نظرل انتقاديّة للنيابة التشريعيّة المصريّة في مجال االستثمار‪ ،‬القاهرل‪ :‬دار النهضة العربية‪،2003 ،‬ا‪.8‬‬

‫‪3‬‬
‫أن عقود االستثمارات األجنبيّوة هوي تلوك العقوود التوي تبرمهوا الدولوة‬ ‫عليه يمكن القول ّ‬
‫المضيفة لالستثمار ومع طرف آخر أجنبوي طبيعيوا ا أم معنويواا‪ ،‬خاصوا ا كوان أم عامواا‪ ،‬والتوي‬
‫موون شووأنها أن توونهض بعمليّووة التنميووة االقتصوواديّة للدولووة المضوويفة لالسووتثمار وتحقووق عوايوود‬
‫مجزية للمستثمر األجنبي (‪. 1‬‬
‫يستخلا مما سبق ّ‬
‫أن عقود االستثمار األجنبي تتميّز بالخصايا التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن عقووود االسووتثمار األجنبووي عقووود دوليّووة‪ :‬ذلووك ّ‬
‫أن أطووراف هووذا العقوود هووو المسووتثمر‬
‫األجنبي والدّولة المضيفة لالستثمار‪ ،‬حيث ينتمي كل منهموا إلوى نظوام قوانوني مختلوف عون‬
‫ا خر‪.‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫إن الباعث مون إبورام هوذل العقوود هوو تحقيوق التنميوة االقتصواديّة للدّولوة المضويفة‪ ،‬فهوي‬
‫الوربح فقوط‪ ،‬بول تبورم هوذل‬
‫ليست كبقيّة العقود والعالقوات االقتصواديّة التوي تسوتهدف تحقيوق ّ‬
‫(‪2‬‬
‫العقود في إطار الخطط االقتصاديّة التي تخدم الجانب التنموي للدّولة المضيفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تخضوووع عقوووود االسوووتثمار الووودّولي فوووي إبرامهوووا لنظوووام التّفووواوض واالتّفووواق بوووين الدّولوووة‬
‫والمستثمر األجنبي‪ ،‬وذلك على عكس إبرام الدولة للعقود اإلداريّة كالمناقصات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -4‬توصف هذل العقود بأنّها طويلة األمد‪ ،‬ألنّها تتض ّمن عدّل عمليّات وليست عمليّة واحودل‪،‬‬
‫فيرافق هذا العقد إقامة منشآت وتجهيزات دايمة تبقى مملوكة للطورف األجنبوي طووال فتورل‬
‫(‪3‬‬
‫التّعاقد‪.‬‬
‫تتحرر هذل العقود مون سولطان القووانين الدّاخليّوة للبلود المضويف‪ ،‬وتعتمود الكفايوة الذاتيّوة‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫لهذا العقد أو تدويله ليخضع لقواعد التّجارل الدّوليّوة‪ ،‬أو يتّفوق علوى اللّجووء إلوى التّحكويم فوي‬
‫(‪4‬‬
‫المنازعات النّاشية عنه‪.‬‬
‫‪ -6‬يتمتّوع الطوورف األجنبوي فووي هووذل العقوود‪ ،‬بحقوووق غيور مألوفووة‪ ،‬لهووا طوابع شووبه سياسووي‪،‬‬
‫ّ (‪5‬‬
‫كحريته في االستيراد والتّصدير‪ ،‬واإلعفاء من جزءٍ من الضرايب أو كلها‪.‬‬

‫‪ -1‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬ضمانات االستثمارات األجنبية في القانون الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬مصر‪ :‬جامعة أسيوط‪ ،2006 ،‬ا‪14‬‬
‫‪ -2‬مرجع سابق‪ ،‬ا‪.19‬‬
‫‪ -3‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬التحكيم الدولي في منازعات االستثمار األجنبية وفقا ا ألحكام القانون الدولي العام‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪،2010 ،‬ا‪.116‬‬
‫‪ -4‬بشار محمد األسعد‪ ،‬عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬رسالة دكتورال‪ ،‬القاهرل‪ :‬جامعة عين شمس‪،2004 ،‬ا‪.67‬‬
‫‪ -5‬ف اد محمد أبو طالب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.116‬‬

‫‪4‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التّعريف مبفهوم التّحكيم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫لقوود أملووت الضوورورات االقتصوواديّة والصووناعيّة أحكامهووا فووي الت ّعووامالت بووين الدّولووة‬
‫واألطووراف األجنبيّووة عنه وا‪ ،‬وأصووبحت المفوواهيم المحليّووة مصوودر قلووق لتوودفّق االسووتثمارات‬
‫األجنبيّووة‪ ،‬وانسوويابيّة حركتهووا فووي شوورايين العووالم الووذي أصووبح أش و ّد اتّصوواالا وأوثووق ارتباط وا ا‬
‫ألن القضواء‬‫وأكثر قرباا‪ ،‬فلم يعد للقضاء الوطني قودرل للتّصودي للمنازعوات النّاجموة عنهوا‪ّ ،‬‬
‫الوطني مقيّد بالقواعد الجامدل المحليّة التوي تختلوف مون دولوة إلوى أخورى اختالفوا ا مون شوأنه‬
‫عرقلة االستثمارات األجنبيّة عند النزاع‪.‬‬
‫أن التحكيم هو عرض نزاعٍ معيّن على مح ّك ٍم من األغيار يفصول فوي ذلوك النّوزاع‬ ‫وبما ّ‬
‫مجردا ا من التّحايل قاطعا ا لدابر الخصومة‪ ،‬عليوه ّ‬
‫فوّن التحكويم‬ ‫ّ‬ ‫بقرار ناييا ا عن شبهة المماألل‬
‫ٍ‬
‫في عقود االستثمار األجنبي وفقا ا لفقهاء القانون هي اتّفاق األطراف المتعاقدل على استبعاد‬
‫ي دول و ٍة أخوورى فووي ح و ّل النووزاع القووايم‪ ،‬أو المحتموول‬
‫قضوواء الدّولووة المضوويفة لالسووتثمار أو أ ّ‬
‫منظمات ذات خبرل في مجال العالقة االستثماريّة فوي حو ّل ذلوك‬ ‫أشخاا أو ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بينهما واختيار‬
‫(‪1‬‬
‫النّزاع‪ ،‬على أن يتمتّع قرارهم بصفة اإللزام‪.‬‬
‫ي هوم ذاتهوم أطوراف هوذل العقوود أي‬ ‫فّن أطوراف التّحكويم فوي عقوود االسوتثمار األجنبو ّ‬
‫عليه ّ‬
‫الطرف الوطني والطرف األجنبي‪ ،‬ويتمثّل الطرف الوطني عوادل ا إ ّموا فوي الدّولوة ذاتهوا عون‬
‫طريق الحكومة‪ ،‬أو إحودى الشوركات أو الم سسوات أو الهييوات التّابعوة لهوا‪ ،‬إذ تبورم الدّولوة‬
‫في سعيها إلى تحقيوق تنميتهوا االقتصواديّة العديود مون العقوود الالزموة لوذلك موع المسوتثمرين‬
‫األجانووب بحسووب حاجتهووا لتنفيووذ خططهووا االقتصوواديّة(‪ . 2‬أ ّمووا الطوورف ا خوور فهووو المسووتثمر‬
‫االجنبي الذي قد يكون شخصا ا طبيعيا ا أو معنوياا‪ ،‬كيانا ا مو ّحدا ا أو عوددا ا مون الكيانوات الذاتيّوة‬
‫صناعي‪.‬‬
‫التي تشترك في النشاط التجاري أو ال ّ‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مربرات اللّجوء إىل التحكيم يف منازعات االستثمار األجنيب‪.‬‬

‫إن الدّور الهام الذي يقوم به التحكيم فوي الفصول فوي المنازعوات التوي يمكون أن تثيرهوا‬ ‫ّ‬
‫أن التّحكوويم هووو القضوواء‬
‫عقووود االسووتثمار األجنبووي‪ ،‬إلووى درج و ٍة ذهبووت بووالبعض إلووى القووول ّ‬
‫الطبيعي في هذا المجال‪ ،‬إذ يفضّل األطراف في هوذل العقوود اللّجووء إلوى التحكويم فوي حسوم‬
‫منازعوواتهم‪ ،‬ولع و ّل موور ّد تفضوويل األطووراف اللجوووء إلووى التّحكوويم فووي منازعووات االسووتثمار‬
‫األجنبي يرجع لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.28‬‬


‫‪ -2‬غسان المعموري‪ ،‬عقد االستثمار األجنبي للعقار‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات زين الحقوقية‪ ،2015 ،‬ا‪.84‬‬

‫‪5‬‬
‫سرعة في اإلجراءات‪ :‬تت ّم إجراءات التّحكيم بالبساطة وعدم التعقيد مقارنةا بوّجراءات‬ ‫‪ -1‬ال ّ‬
‫القضووواء العوووادي‪ ،‬وذلوووك موووا يووودفع األطوووراف التفكيووور فوووي التّحكووويم كخيوووار ريووويس لفو ّ‬
‫ووض‬
‫المنازعات‪.‬‬
‫‪ -2‬السريّة‪ :‬درجت العادل عدم نشور قورارات التّحكويم وذلوك علوى عكوس األحكوام القضواييّة‬
‫وّن أطووراف النّووزاع فووي عقووود االسووتثمار األجنبووي‬
‫سووبب فو ّ‬
‫التووي تلتووزم بمبوودأ العلنيّووة‪ ،‬ولهووذا ال ّ‬
‫ألن النشر يتنافى مع الطبيعة السريّة ألعمالهم‪ ،‬لوذلك‬ ‫ي ثرون التّحكيم على القضاء العادي; ّ‬
‫(‪1‬‬
‫أن أحكام التّحكيم ال يجوز نشرها‪ ،‬إالّ بموافقة المحتكمين والمح ّكمين‪.‬‬ ‫فّن األصل ّ‬ ‫ّ‬
‫أن القاضووي فووي محوواكم الدّولووة قوود يكووون فقيه وا ا بارع وا ا‬ ‫ص ي ‪ :‬بمووا ّ‬
‫‪ -3‬التحكيييم اءيياء ّمتخ ّ‬
‫وألن التّحكويم يسوتند فوي األسواس‬ ‫ّ‬ ‫وقاضيا ا كف اا‪ ،‬ولكنّه قليل الخبرل بش ون التّجوارل الدّوليّوة‪،‬‬
‫إلووى إرادل الطوورفين‪ ،‬فيقوووم الطرفووان باختيووار موون يسووند إلوويهم مه ّمووة التّحكوويم‪ ،‬ومموون تتوووافر‬
‫(‪2‬‬
‫لديهم المعرفة بنوعيّة الت ّعامل التّجاري‪.‬‬
‫ت متعدّدل‪ ،‬وتتطلّب الدراية‬
‫أن منازعات االستثمار األجنبي قد تتطلّب إلماما ا بلغا ٍ‬
‫إضافةا إلى ّ‬
‫ت قد تكون غايبةا عن القاضي في المحاكم القضاييّة‪ 3(،‬فيكون‬ ‫ت ومصطلحا ٍ‬ ‫بأعراف وعادا ٍ‬
‫فض النزاع الداير بين األطراف‪.‬‬ ‫اللّجوء إلى مح ّك ٍم أو وهيية تحكيم‪ ،‬أجدى وأعدل في ّ‬
‫سك المستثمر األجنبي بشرط التّحكيم‪ :‬يحرا المسوتثمر األجنبوي فوي الغالوب األعو ّم‬ ‫‪ -4‬تم ّ‬
‫على إدران شرط التّحكيم في عقود االستثمار لعدم الثّقة بنزاهة محاكم الدّولوة المضويفة ّ‬
‫ألن‬
‫موقفها قد يكون غير محايدا ا تجال النّزاع‪ 4(،‬أو خوفا ا من استعمال نفوذهوا للتوأثير فوي عدالوة‬
‫القضاء الوطني‪ ،‬فضالا ع ّما يبعثه التّحكيم مون طمأنينوة لودى المسوتثمر األجنبوي حيوث تمثول‬
‫الدّولة على قدم المساوال مع المتعاقد األجنبي أمام مجلس التّحكيم‪ ،‬ويكوون نظور النّوزاع فوي‬
‫ي عن بلد االستثمار‪.‬‬ ‫الغالب األعم ببل ٍد أجنب ّ‬

‫‪ -1‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.141‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2006 ،‬ا‪.11‬‬
‫‪ -3‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.142‬‬
‫‪ -4‬بشار محمد األسعد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.353‬‬

‫‪6‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث األول‪ :‬االتفاق على التحكيم يف عقود االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫إن إتمووام عمليّووة التّحكوويم وتحقيووق غرضووها الوورييس بسوورعة الفصوول فووي المنازعووات‬
‫ّ‬
‫االستثماريّة يتطلّب باألساس االتفاق على الت ّحكويم بصوورلٍ تجعلوه مسوتوفيا ا لجميوع الشوروط‬
‫األول صوور اتّفواق‬
‫سم هوذا المبحوث إلوى مطلبوين‪ ،‬سونتناول فوي المطلوب ّ‬ ‫القانونيّة‪ ،‬عليه سنق ّ‬
‫سنتطرق في المطلب الثاني إلى ا ثار المترتبة على هذا االتفاق‪.‬‬‫ّ‬ ‫التّحكيم‪ ، ،‬ث ّم‬

‫املطلب األوّل‪ :‬صور اتّفاق التّحكيم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫ّ‬
‫إن اتفاق التحكيم في منازعوات االسوتثمار األجنبوي قود يكوون فوي صوورل بنو ٍد فوي العقود‬
‫األصلي وهو ما يس ّمى بشرط التّحكيم‪ ،‬كما قد يكون بصودد نوزاع معويّن وقوع فعوالا وهوو موا‬
‫سم هذا المطلب إلى فرعين‪.‬‬ ‫يس ّمى بمشارطة التّحكيم‪ ،‬عليه سنق ّ‬
‫أوال‪ :‬شرط التحكيم في منازعات االستثمار األجنبي‪.‬‬
‫ّ‬
‫يقصد بشرط التّحكيم هو ذلك الشرط الذي يرد ضمن عقد االسوتثمار المبورم بوين الدّولوة‬
‫المضوويفة لالسووتثمار والمسووتثمر األجنبووي‪ ،‬والووذي يتع ّهوود األطووراف بمقتضووال ‪ -‬قبوول نشوووء‬
‫النّووزاع‪ -‬بوواللّجوء إلووى التّحكوويم لتسوووية مووا قوود يثووور بيوونهم موون منازعووات مسووتقبالا بشووأن هووذا‬
‫(‪1‬‬
‫العقد‪.‬‬
‫وقوود يتّفووق األطووراف فووي هووذا الشوورط علووى إحالووة كافّووة المنازعووات التووي تنشووب بيوونهم إلووى‬
‫ونا بواللّجوء إلوى التّحكويم فيموا يتعلّوق‬
‫التّحكيم‪ ،‬وهو ما يعورف بشورط التّحكويم العوام‪ ،‬وقود ي ّ‬
‫بمسايل أو مسأل ٍة محدّدل‪ ،‬ويطلق على التّحكيم في هذل الحالة شرط التّحكيم الخاا‪.‬‬
‫النا الذي يقضي بتع ّهد األطوراف المتعاقودل بّحالوة موا يحتمول‬ ‫ّ‬ ‫‪ -1‬شرط التّحكيم العام‪ :‬هو‬
‫ي نقطة في المعاهدل دون استثناء‪ ،‬فتخضع ك ّل الخالفوات‬ ‫أن يثور بينهم من خالفات بشأن أ ّ‬
‫(‪2‬‬
‫ي إلى التّحكيم‪.‬‬‫الناشية عن عقد االستثمار األجنب ّ‬
‫الونا الوذي يقضوي بتع ّهود األطوراف المتعاقودل علوى اللّجووء‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬شرط التّحكيم الخاا‪ :‬هوو‬
‫إلى التّحكيم فيما يثور بينهم من خالفات مستقبليّة بخصوا مسألة أو مسايل محدّدل حصرا ا‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬غسان علي علي‪ ،‬االستثمارات األجنبية ودور التحكيم في تسوية المنازعات التي قد تثور بصددها‪ ،‬رسالة دكتورال‪ ،‬القاهرل‪ :‬حقوق عين‬
‫شمس‪ ،2004 ،‬ا‪287‬‬
‫‪ -2‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.276‬‬

‫‪7‬‬
‫ص وا ا فقوود أوصووى مجمووع القووانون‬
‫ونظوورا ا ألهميّووة شوورط التّحكوويم سووواء كووان عام وا ا أو خا ّ‬
‫أن مون المرغووب فيوه لصوالح التّطوور‬ ‫الدّولي في دورته التّاسوعة واألربعوين سونة ‪ّ ،1959‬‬
‫االقتصووادي العووالمي أن تحتوووي االتفاقووات االقتصوواديّة المتعلّقووة بمشووروعات التّنميووة التووي‬
‫سسووات الدّوليّووة‪ ،‬أن تحتوووى علووى شوورط‬ ‫ّ‬
‫المنظمووات والم ّ‬ ‫تعقوودها ال ودّول فيمووا بينهووا‪ ،‬أو مووع‬
‫التّحكيم; لتسوية ما قد يثور من خالفات بشأنها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشارطة التّحكيم في منازعات االستثمار األجنبي‪.‬‬
‫ق خاا يبرمه األطراف بعد قيام النّزاع وبمقتضال يت ّم‬ ‫تتجلّى مشارطة التّحكيم في اتّفا ٍ‬
‫تحديد موضوع النّزاع‪ ،‬وأسماء المح ّكمين ومكوان وإجوراءات التّحكويم‪ ،‬وقود يحودّدون كوذلك‬
‫(‪1‬‬
‫القانون الذي يطبقه المح ّكمون‪.‬‬
‫أن مشووارطة التّحكوويم هووي إتّفوواق الحووق علووى قيووام النّووزاع‪ ،‬تكووون فووي اتّفوواق‬
‫إذا يمكوون القووول ّ‬
‫ويم مسووبق اتفووق عليووه قبوول نشوووء‬ ‫منفصوول عوون العقوود األصوولي‪ ،‬وقوود يعقوود تنفيووذا ا لشوورط تحكو ٍ‬
‫النّووزاع‪ ،‬وهنووا تكووون وظيفووة وثيقووة التّحكوويم أو مشووارطة التّحكوويم اسووتكمال جميووع إجووراءات‬
‫(‪2‬‬
‫التّحكيم‪ ،‬والمسايل المتعلّقة به كتحديد هيية التّحكيم وتعيين النزاع وغير ذلك‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬آثار االتّفاق على التّحكيم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫إن من أه ّم ا ثار التي تنتج عن اتفاق التّحكيم أيا ا كانت صورته سوواء أكوان فوي صوورل‬ ‫ّ‬
‫شوورط وارد فووي العقوود األصوولي‪ ،‬أم صووورل اتّفوواق تحكوويم مسووتق ّل‪ ،‬أثووران جوهريّووان أحوودهما‬
‫إيجابي ويتمثّل في التزام األطراف بعرض النّزاع أو المنازعوات التوي تنشوأ أو مون الممكون‬
‫أن تنشأ بينهم على التّحكيم وتولّي المح ّكمين سلطة الفصل فيهوا‪ ،‬وا خور سولبي ويتمثّول فوي‬
‫امتنوواع ه و الء األطووراف ع ون عوورض هووذل المنازعووات علووى القضوواء الوووطني‪ ،‬ومنووع هووذا‬
‫القضاء من الفصل فيها‪ .‬كما ينتج عن اتفاق التّحكيم أثر ثالث ال يق ّل أهميّة عن سابقيه وهو‬
‫التنازل الضمني عن الحصانة للدّولة القضاييّة للدولة المضيفة لالستثمار‪.‬‬
‫ال ّمحكّمين بالفصل في النّزاع‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬اختصا‬
‫ّ‬
‫يترتّووب علووى اتّفوواق التّحكوويم فووي عقووود االسووتثمارات األجنبيّووة التووزام األطووراف بعوورض‬
‫النّزاع الذي نشوأ بيونهم علوى المح ّكوم أو المح ّكموين الوذين تو ّم اختيوارهم للفصول فيوه‪ ،‬ويطلوق‬
‫أن المح ّكووم يخو ّ‬
‫وتا‬ ‫علووى هووذا األثوور مبوودأ (االختصوواا باالختصوواا والووذي يقصوود منووه ّ‬
‫بتحديد اختصاصه ونظر المنازعات المتعلّقة به‪ ،‬فهو الذي ّ‬
‫يقورر موا إذا كوان اتّفواق التّحكويم‬
‫(‪3‬‬
‫ي جهة أخرى‪.‬‬ ‫صحيحا ا أو غير صحيح‪ ،‬ويكون له السلطة في الفصل في المنازعة قبل أ ّ‬
‫‪ -1‬غسان علي علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.309‬‬
‫‪ -2‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.286‬‬
‫‪ -3‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.78‬‬
‫‪8‬‬
‫أقرت العديد من االتفاقيات مبدأ اختصاا المح ّكم بالفصل في النزاع من ذلوك موا ورد‬ ‫وقد ّ‬
‫نا المادّل األولى من اتفاقيّة واشنطن لتسووية منازعوات االسوتثمار لسونة ‪ ،1965‬علوى‬ ‫في ّ‬
‫(‪1‬‬
‫أنّه تع ّد هيية التّحكيم هوي القاضوي فوي اختصاصوها ‪ ،‬وهوو ذات موا ن ّ‬
‫صوت عليوه الموادل‬
‫(‪2‬‬
‫الخامسة من االتفاقيّة األوروبيّة للتحكيم التجاري لسنة ‪.1961‬‬
‫القءاء الوطني‪.‬‬ ‫ثانيا ً عدم اختصا‬
‫من ا ثار المه ّمة التوي تترتّوب علوى ات ّفواق التّحكويم هوو سولب النوزاع مون واليوة القضواء‬
‫الوطني‪ ،‬ونقله إلى والية المح ّكمين‪ ،‬ويحدث اتفاق التّحكيم هذا األثر سوا اء أكان في صوورل‬
‫شرط أم مشارطة تحكيم‪ ،‬ويع ّد هذا األثر أمرا ا بديهيا ا فمن أجل ضمان تطبيق واحترام اتّفاق‬
‫التّحكيم‪ ،‬فّنّه من الضروري أن يقابل األثر اإليجوابي المتمثّول فوي اختصواا هييوة التّحكويم‬
‫أثرا ا سلبياا‪ ،‬وهو عدم اختصاا المحاكم القضاييّة بالفصل في النّوزاع الوذي اتّفوق األطوراف‬
‫(‪3‬‬
‫على إخضاعه للتّحكيم‪.‬‬
‫ورد هووذا الشوورط فووي عدي و ٍد موون االتفاقيّووات الدوليّووة أبرزهووا اتفاقيّووة نيويووورك لتنفيووذ أحكووام‬
‫صوت فوي الموادل الثانيوة منهوا علوى أنّوه علوى محكموة‬ ‫التّحكيم األجنبيّوة لسونة ‪ ،1958‬التوي ن ّ‬
‫الدّولة المتعاقدل المطروح عليها نزاع بصدد مسوألة أبورم األطوراف بشوأنها اتّفواق تحكويم أن‬
‫تحيل الخصوم بنا اء على طلب أحدهم إلى التّحكيم (‪ 4‬وبذات األمر حكمت الفقرل الثالثة مون‬
‫المادل السادسة من االتفاقيّة األوروبيّة للتّحكيم التّجاري الدّولي لسنة ‪.1961‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التّنازل الءمني عن الحصانة القءائيّة للدولة المءيفة لالستثمار‪.‬‬
‫تع و ّد الحصووانة القضوواييّة لل ودّول موون المبوواد المسو ّ‬
‫وتقرل فووي القووانون ال ودّولي التووي تمنووع‬
‫إخضاع المنازعات التي تكون فيها دولة ما طرفا ا لغير قضاء هذل الدّولة‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫فّن هوذل‬
‫عوول عليهوا المسوتثمر األجنبوي فوي تعاقودل موع‬ ‫القاعدل تصطدم مع أحد أه ّم الضمانات التوي ّ‬
‫سووك بحصووانتها القضوواييّة‪ ،‬األموور الووذي حوودى بأغلووب‬ ‫الدّولووة المضوويفة التووي تسووتطيع أن تتم ّ‬
‫الدّول إلى تقرير مبدأ الحصانة القضاييّة المقيّدل‪ ،‬والتي تعني قصر الحصانة القضاييّة علوى‬
‫بعووض األنشووطة التووي تمارسووها الدّولووة‪ ،‬واسووتبعادها موون نطوواق األنشووطة التجاريّووة‪ ،‬وذلووك‬
‫أن لجـوء الدّول ألسلـوب التّحكيم يعـ ّد تنازالا ضمنيا ا عن‬ ‫بموجـب قـاعدل قانونيّـة مقتـضاها ّ‬

‫‪ -1‬اتفاقية واشنطن لتسوية منازعات االستثمار ‪ ،1965‬مأخودل من‪ :‬الموقع االلكتروني للمعهد العربي األمريكي للتحكيم التجاري الدولي‪،‬‬
‫‪WWW.AIFICA.COM‬‬
‫‪ - -2‬االتفاقية األوروبية للتحكيم التجاري ‪ ،1961‬مأخودل من‪ :‬الموقع االلكتروني لجامعة بابل العراقية ‪WWW.UOBABYLON.EDU.IQ ،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى محمد جمال‪ ،‬عكاشة عبد العال‪ ،‬التحكيم في العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأل المعارف‪.508 ،1988 ،‬‬
‫‪ -4‬اتفاقية نيويورك لتنفيذ أحكام التحكيم األجنبيّة‪ ،‬مأخوذل من‪ :‬الموقع االلكتروني للجنة األمم المتحدل لقانون التجارل الدولية‪،‬‬
‫‪.WWW.UNCITRAL.0RG‬‬

‫‪9‬‬
‫(‪1‬‬
‫كرست العديد من االتفاقيّات هوذل القاعودل فوي صولب نصوصوها‬ ‫حصانتها القضاييّة‪ ،‬وقد ّ‬
‫موون ذلووك مووثالا نووا المووادل (‪ 46‬موون اتفاقيّووة واشوونطن لتسوووية منازعووات االسووتثمار لسوونة‬
‫أن رضا األطراف باللّجوء إلى التّحكيم في إطار هذل االتفاقيّوة يعو ّد‬ ‫‪ ،1965‬التي ورد فيها ّ‬
‫ي طريق آخر لتسوية المنازعة ‪ ،‬ويترتّب على ذلك اسوتحالة‬ ‫بمثابة تنازل عن اللّجوء إلى أ ّ‬
‫االعتراض على اختصاا هيية التّحكيم باالستناد للحصانة القضاييّة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املبحث الثاني‪ :‬السري يف عملية التحكيم يف عقود االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫سنتناول في هذا المبحث شروط اختيار المحكم وطرق تعيينه في هذا النوع من المنازعوات‬
‫ونتطرق إلووى القواعوود القانونيّووة الواجبووة التطبيووق علووى التّحك ويم فووي‬
‫األول ‪ ،‬ثووم سو ّ‬
‫(المطلووب ّ‬
‫المنازعات االستثماريّة (المطلب الثاني ‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اختيار احملكّم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫غالبوا ا موا يكوون أسواس التحكويم فوي عقوود االسوتثمار األجنبوي هوو رغبوة أطوراف العالقوة‬
‫شوخا أموين حوريا علوى عالقتوه بوالطرفين‪ ،‬لوه خبورل‬ ‫ٍ‬ ‫االستثماريّة وضوع النّوزاع فوي يود‬
‫وقادر على ح ّل النزاع بالطريقة التي تحقّق العدالوة بموا‬
‫ٍ‬ ‫ومعرفة ودراية بالعقد المبرم بينهما‬
‫يتناسب مع طبيعة هذل العقود‪ ،‬عليه فّننا سنتناول في هوذا المطلوب شوروط اختيوار المح ّكوم‪،‬‬
‫وطرق تعيينه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط اختيار المحكّم والهيئات التحكيميّة في عقود االستثمارات األجنبيّة(*)‪.‬‬
‫ّ‬
‫نصووا‬
‫ٍ‬ ‫تحرا معظوم القووانين واالتفاقيّوات الدوليّوة المتعلّقوة باالسوتثمار علوى تشوريع‬
‫المخوتا بالفصول فوي النّوزاع االسوتثماري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تبيّن فيها الشروط الواجب توافرها فوي المح ّكوم‬
‫وفيما يلي أبرز هذل الشروط‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكووون المح ّكووم فووي عقووود االسووتثمار األجنبووي شخص وا ا طبيعيواا‪ :‬يشووترط فووي المح ّكووم‬
‫ويقرر على ضوء ما يحيط يه مون‬ ‫ّ‬ ‫ويحس ويف ّكر‬
‫ّ‬ ‫االستثماري أن يكون شخصا ا طبيعيا ا يرى‬
‫ظووواهر وحقووايق‪ ،‬فكمووا ال يتصو ّوور أن يكووون القاضووي شخص وا ا معنوي واا‪ ،‬فّنّووه ال يتصو ّوور أن‬
‫ّ‬
‫الحق‬ ‫يكون المح ّكم كذلك‪ ،‬ألنهما يقومان بمه ّمة واحـدل هي الفصل في النّزاع وبيـان وجـه‬

‫‪ -1‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.88‬‬


‫نا قانون المرافعات الليبي في مادته (‪ 741‬على وجوب توافر شروطٍ في المحكم بصورل عا ّمة‪ ،‬حيث اليجوز أن يكون المحكم‬ ‫(* ‪ّ -‬‬
‫قاصراا‪ ،‬أو محجورا ا عليه‪ ،‬أو محروما ا من حقوقه المدنية‪ ،‬أو مفلسا ا لم ير ّد إليه اعتبارل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫(‪1‬‬
‫ي‪.‬‬
‫شخا معنو ّ‬
‫ٍ‬ ‫يتصور أن تأتي الحقيقة على لسان‬
‫ّ‬ ‫بحكم يكون عنوانا ا للحقيقة‪ ،‬وال‬
‫ٍ‬ ‫فيه‬
‫أ ّما عند االتّفاق على كون المح ّكوم شخصوا ا معنويوا ا كالهييوات والمراكوز التحكيميّوة‪ ،‬ففوي‬
‫شووخا علووى اإلشووراف التّنظيمووي واإلداري علووى عمليّووة‬ ‫هووذل الحالووة تقتصوور مه ّمووة هووذا ال ّ‬
‫نا قانون المرافعوات‬ ‫التّحكيم‪ ،‬التي يتوالّها أشخاا طبيعيّون في مجال االستثمار‪ ،‬وبهذا ّ‬
‫شوخا‬ ‫الفرنسي في مادته ‪ 1451‬التي جاء فيها أنّه ال يمكن أن تعهد مه ّموة التّحكويم إالّ لل ّ‬
‫الطبيعي‪ ،‬وإذا عيّن العقد التّحكيمي شخصا ا معنوياا‪ ،‬فوّن هوذا األخيور ال يتمتّوع إالّ بصوالحيّة‬
‫تنظيم التّحكيم‪ ،‬وإلى ذات المعنى سار قانون التحكيم التونسي في مادته العاشرل‪ ،‬واالتفاقيّوة‬
‫األوروبيّة للتحكيم التجاري الدولي ‪.1961‬‬
‫إن الطبيعة القضواييّة‬‫‪ -2‬أن يكون المح ّكم في عقود االستثمارات األجنبيّة محايدا ا و مستقالا‪ّ :‬‬
‫ت واسووعة للفصوول فووي جميووع المسووايل‬ ‫لعموول المح ّكووم فووي مجووال االسووتثمار وتمتّعووه بسوولطا ٍ‬
‫القانونيّوة والواقعيّووة التوي يثيرهووا النووزاع‪ ،‬وحريتوه الكبيوورل فووي تسويير اإلجووراءات التّحكيميّوة‬
‫صووفات الواجووب توافرهووا فووي القاضووي وأولهووا‬ ‫فيووه‪ ،‬تحوت ّم ضوورورل أن تتوووافر فووي المح ّكووم ال ّ‬
‫الحياديّووة واالسووتقالل عوون أطووراف النووزاع‪ ،‬فووال يكووون المح ّكووم مرتبط وا ا بأحوودهم‪ ،‬أو بأحوود‬
‫مستشاريهم أو بأحد المح ّكمين ا خرين في هيية التحكيم بروابط اجتماعيّة أو عالقات عم ٍل‬
‫(‪2‬‬
‫من شأنها أن تجعله صاحب مصلح ٍة في حكم التحكيم المنتظر إصدارل‪.‬‬
‫صووت المووادل (‪ 18‬موون قووانون التّحكوويم المصووري علووى اشووتراط أن يكووون المح ّكووم‬
‫وبووذلك ن ّ‬
‫محايدا ا مستقالا وإالّ وجب إبطال الحكم التّحكيموي‪ ،‬وذات األمور فوي الموادّل (‪ 57‬مون قوانون‬
‫التحكيم التونسي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون عدد المح ّكمين فرديا ا‪ :‬توجب معظم التشريعات أن يكون عدد المح ّكموين فرديوا ا‬
‫وذلك لتالفي الحالة التي قد ينتهي إليها التّحكيم بواختالف المح ّكموين فيموا بيونهم مون دون أن‬
‫(‪3‬‬
‫قرار واحد‪ ،‬األمر الذي ي دّي إلى عدم حسم النّزاع‪.‬‬‫ٍ‬ ‫يصلوا إلى‬
‫نا قانون المرافعات الليبي على ذلك في الباب الرابع المتعلق بقواعد الت ّحكيم العامة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حيث جاء في المادّل ‪ 747‬منه أنّه إذا تعدّد المح ّكموون وجوب فوي جميوع األحووال أن يكوون‬
‫صت المادّل ‪ 1453‬من قانون المرافعات الفرنسي‪ ،‬والمادّل‬ ‫عددهم وترا ا ‪ ،‬وإلى ذات األمر ن ّ‬
‫‪ 15‬من قانون التّحكيم المصري النافذ‪ ،‬والموادل الثانيوة مون الملحوق التوابع لالتفاقيّوة المو ّحودل‬
‫(‪4‬‬
‫الستثمار ر وس األموال العربيّة‪.‬‬
‫‪ -1‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.94‬‬
‫‪ -2‬عكاشة عبد العال‪ ،‬المفترضات والشروط الذاتيّة في المحكم‪،‬ط‪ ،1‬دمشق المكتبة القانونية‪ ،2003 ،‬ا‪.62‬‬
‫‪ -3‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬التحكيم في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬القاهرل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2004 ،‬ا‪.95‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الموحدل الستثمار ر وس األموال العربية‪ ،‬مأخوذل من‪ :‬الموقع االلكتروني للبوابة القانونية القطرية‪WWW.ALMEEZAN.QA ،‬‬

‫‪11‬‬
‫صا المح ّكم في مجال االستثمار‪ :‬من البديهي القول بوجوب تحقّق هوذا الشورط فوي‬ ‫‪ -4‬تخ ّ‬
‫أن عقود االستثمارات األجنبيّة وموا تتضومنه مون معوامالت ماليّوة كبيورل تحتوان‬ ‫المح ّكم ذلك ّ‬
‫(‪1‬‬
‫إلى خبرل ودراية بالمشاكل الفنيّة بالغة التّعقيد‪.‬‬
‫شرط إالّ أن أغلب قوانين االسوتثمار لوم تشور إليوه بشوك ٍل صوريح‪ ،‬أ ّموا‬ ‫رغم أهميّة هذا ال ّ‬
‫االتفاقيات الدّوليّة المتعلّقة باالسوتثمار فقود تنبّهوت لهوذا الشورط وأدرجتوه فوي نصوصوها مون‬
‫ذلووك مووثالا نووا المووادّل (‪ 14‬موون اتفاقيّووة واشوونطن لتسوووية منازعووات االسووتثمار يكووون‬
‫األشووخاا المعني وون للخدمووة فووي الهييووة علووى قوودر كبيوور موون األخووالق‪ ،‬وأن يكووون معترف وا ا‬
‫بكفاءتهم في مجال القانون والتجارل والصناعة والمال (‪ 2‬وأشوارت أيضوا ا إلوى ذات المعنوى‬
‫المووادل (‪ 35‬موون اتفاقيّووة تسوووية منازعووات االسووتثمار بووين الوودّول المضوويفة لالسووتثمارات‬
‫العربيّة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬طرق تعيني احملكّم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫يت ّم اختيار المح ّكم في عقود االستثمارات األجنبيّة من خالل اتفاق أطراف النّزاع‪ ،‬فوّذا‬
‫لووم يووتم ّكن األطووراف موون ذلووك يووت ّم اللّجوووء إلووى طريقووة أخوورى الختيووارل وذلووك عوون طريووق‬
‫صة بالفصل في النزاع‪ ،‬أو عن طريق ّ‬
‫منظموات التحكويم الدايموة‪ .‬وفيموا يلوي‬ ‫المحكمة المخت ّ‬
‫بيان بشيء من التفصيل لك ٍل منهم‪.‬‬
‫‪ -1‬اختيييار المحكّييم عيين طريييا أطييرا النّييزاع‪ :‬األصوول فووي اختيووار المح ّكووم فووي عقووود‬
‫االستثمار األجنبي‪ ،‬هو اختيارل بوساطة األطراف الذين أرادوا باتّفاقهم علوى التّحكويم إبعواد‬
‫أشخاا مون اختيوارهم يحووزون‬ ‫ٍ‬ ‫النزاع من متناول القضاء العادي‪ ،‬وإسناد الفصل فيه إلى‬
‫ثقتهم لما لهم من خيرلٍ ودراية بالنّشاط االستثماري وخصوصيّاته‪.‬‬
‫وموون غيوور المتصو ّوور أن يفوورض علووى األطووراف مح ّكمووين رغم وا ا عوونهم‪ ،‬وإالّ فووال يفتوورق‬
‫(‪3‬‬
‫التحكيم عن قضاء الدّولة‪ ،‬ولما ف ّكروا أصالا في اللّجوء إلى التّحكيم‪.‬‬
‫يمكن مالحظة هذا ال ّ‬
‫شورط فوي العديود مون القووانين الداخليّوة واالتفاقيّوات الدّوليّوة‪ ،‬كاالتفاقيّوة‬
‫األوروبيّة للتّحكيم التّجاري لسنة ‪ ،1961‬التي تركت في المادل الرابعة منها الحريّة الكاملة‬

‫‪ -1‬بشار محمد األسعد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.367‬‬


‫‪ -2‬اتفاقية واشنطن لتسوية منازعات االستثمار ‪ ،1965‬مأخودل من‪ :‬الموقع االلكتروني للمعهد العربي األمريكي للتحكيم التجاري الدولي‪،‬‬
‫‪WWW.AIFICA.COM‬‬
‫‪ -3‬ياسين علي النجار‪ ،‬المركز القانوني للمحكم ‪(،‬رسالة ماجستير ‪،‬غزل‪ :‬جامعة األزهر‪ ،2013 ،‬ا‪.59‬‬

‫‪12‬‬
‫التّفوواق األطووراف لتعيووين المح ّكمووين أو لتحديوود طريقووة تعييوونهم‪ ،‬وبووذات األموور أخووذت المووادل‬
‫الثانية من االتفاقيّة الموحدل الستثمار ر وس األموال العربية ‪.1974‬‬
‫‪ -2‬اختيييار المح ّكييم بواسييطة المحيياكم الوطنيّيية‪ :‬طبق وا ا للقواعوود العا ّمووة للتّحكوويم فووي قووانون‬
‫صوت علوى أنّوه إذا تخلّوف الخصوم المودعو عون القيوام‬ ‫المرافعات اللّيبوي‪ّ ،‬‬
‫فوّن الموادّل ‪ 746‬ن ّ‬
‫األول أن يطلوب مون المحكموة‬ ‫بتعيين المحكمين خوالل عشورين يوموا ا مون إعالنوه‪ ،‬فللطورف ّ‬
‫صة بالحكم في أصل الدّعوى تعيين مح ّكمين ‪ ،‬وأخذ بهذا االتّجال أيضا ا قانون التّحكويم‬ ‫المخت ّ‬
‫المصري في مادته السابعة عشر‪ ،‬وبالتالي فّنّه في حوال عودم اتفواق األطوراف علوى تعيوين‬
‫مح ّكم وإذا لم يكن التّحكيم منعقدا ا أمام مراكز التّحكيم في مجال االستثمار عنديو ٍذ يوت ّم تعيينوه‬
‫بواسطة المحاكم القضاييّة‪.‬‬
‫‪ -3‬اختيييار المح ّكمييين ميين ابييل المراكييز التّحكيميّيية‪ :‬إذا كانووت مراكووز التحكوويم قوود سوومحت‬
‫لألطراف بحريّة اختيار المحكمين‪ّ ،‬‬
‫فّن هذا االختيار قد يرت ّد إليها إذا لوم يقوم بوه األطوراف‪،‬‬
‫صر أحدهم في ذلك‪.‬‬ ‫كأن تعذّر عليهم االتفاق على ذلك أو أهمل أو ق ّ‬
‫صت اتفاقيّوة واشونطن لتسووية منازعوات االسوتثمار ‪ 1961‬بأنّوه إذا كوان التّحكويم منعقودا ا‬‫ون ّ‬
‫أمام مركز تسوية منازعات االستثمار بواشنطن يتعيّن علوى ريويس المجلوس اإلداري القيوام‬
‫بتعيين المح ّكمين إذا لم يعينهم األطراف بأنفسهم‪.‬‬
‫أن بعض االتفاقيوات كموا فوي االتفاقيّوة المو ّحودل السوتثمار ر وس األمووال العربيّوة‬ ‫في حين ّ‬
‫‪ ،1950‬واتفاقيّة تسوية منازعات االستثمار بين الدول العربيّة المضيفة ‪ّ ،1974‬‬
‫فّن األمين‬
‫العام لالتفاقيّة يقوم بذات الدّور الذي يقوم به المجلوس االداري فوي اتفاقيّوة واشونطن لتسووية‬
‫(*‬
‫منازعات االستثمار‪.‬‬
‫أن هوذل الطريقوة مون طورق اختيوار المح ّكموين فوي االسوتثمار األجنبوي‬
‫الشك فيه ّ‬
‫ّ‬ ‫وم ّما‬
‫صوين فوي الفصول فوي المنازعوات االسوتثماريّة‪ ،‬كموا‬‫ت دّي إلى اختيار محكموين أكفواء ومخت ّ‬
‫(‪2‬‬
‫صر هدفه في تعطيل التّحكيم وش ّل فاعليته‪.‬‬
‫تفوت على الطرف المهمل‪ ،‬أو المق ّ‬ ‫انّها ّ‬

‫(* انظر المادل ‪ 2‬من الملحق التابع لالتفاقية الموحدل الستثمار ر وس األموال العربية لسنة ‪ ،1950‬والمادل ‪ 14‬من اتفاقية تسوية منازعات‬
‫االستثمار بين الدول العربية والدول المضيفة لسنة ‪.1974‬‬
‫‪ -2‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.113‬‬

‫‪13‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬القواعد القانونيّة الواجبة التطبيق على التّحكيم‪.‬‬

‫تع ّد مسألة تحديد القانون‪ ،‬أو القواعد التي تحكم موضوع النوزاع المحكوم فيوه مون أولوى‬
‫المسايل الجوهريّة التي تواجه المح ّكم عندما يتصدّى للفصول فوي موضووع النّوزاع تحكيمواا‪،‬‬
‫ي عووادل يقطووع دابوور الخصووومة بووين أطووراف‬
‫بغيووة الوصووول إلووى ح و ٍل نوواجح وحكو ٍوم تحكيم و ّ‬
‫النّزاع‪.‬‬
‫وإذا كان األصل في إجراءات التّقاضي هو خضوعها لقوانون القاضوي‪ّ ،‬‬
‫فوّن األمور مختلوف‬
‫أن األصول هوو خضووعها لقوانون إرادل األطوراف (أوال وموا خوال‬ ‫تماما ا بالنسبة للتّحكويم إذ ّ‬
‫يقوررل المح ّكوم (ثانيوا ا أو لقوانون التّجوارل‬
‫حالة عودم االتفواق‪ ،‬فّنّوه يصوار إلوى القوانون الوذي ّ‬
‫الدّوليّة (ثالثا ا ‪.‬‬
‫في عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬خءوع المحكّم لقانون إرادة األطرا‬
‫ّ‬
‫أن ألطووراف عقووود االسووتثمارات األجنبيّووة الحووق فووي تعيووين أو تحديوود‬‫موون المسوولّم بووه‪ّ ،‬‬
‫القانون الذي يحكم العقد مثار المنازعة‪ ،‬سواء كان هذا القانون هو القوانون الودّاخلي إلحودى‬
‫ي‪ ،‬أو قواعد مستمدّل من اتفاقيّة دولية‪ ،‬وتنبوع هوذل الحريّوة‬ ‫منظمة تحكيم دول ّ‬ ‫الدّول أم قواعد ّ‬
‫من طبيعة التّحكيم ذاته باعتبارل قضا اء اتفاقيا ا يقيّمه طرفا النزاع باتّفاقهما‪ 1(،‬موادام أن ذلوك‬
‫ال يصطدم بالقواعد ا مورل فوي الونّظم القانونيّوة ذات الشوأن‪ 2(.‬وهوو الونهج الوذي سوار عليوه‬
‫قانون المرافعات الفرنسي‪ ،‬إذ نصت المادّل ‪ 1496‬منه على أنّه يفصل المح ّكوم فوي النوزاع‬
‫وفق وا ا للقواعوود القانونيّووة التووي اختارهووا األط وراف‪ ،‬وإلووى ذات االتّجووال سووار قووانون التّحكوويم‬
‫المصري النافذ في مادته (‪ 39‬على أنّه تطبّق هيية التّحكيم على موضوع النزاع القواعود‬
‫التي يتّفق عليها الطرفان ‪.‬‬
‫أن كثيوورا ا مووا تحوورا ال ودّول علووى اختيووار قانونهووا ال ودّاخلي للتّطبيووق علووى‬
‫تجوودر اإلشووارل ّ‬
‫المنازعات الناشية بينها وبوين المسوتثمرين األجانوب‪ ،‬وإن كوان المسوتثمر األجنبوي غالبوا ا موا‬
‫يتم ّكن من التّخلّا من هذا القانون من خالل ما يفرضه من تحفّظاتٍ‪ ،‬كوأن يشوترط تطبيوق‬
‫(‪3‬‬
‫قواعد القانون الدّولي على النزاع‪ ،‬الداير بينهما‪.‬‬

‫‪ -1‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.115‬‬


‫‪ -2‬أبو زيد رضوان‪ ،‬األسس العامة للتحكيم التجاري‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأل المعارف‪ ،،1981 ،‬ا‪.129‬‬
‫‪ -3‬مصطفى جمال‪ ،‬و عكاشة عبد العال‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.268‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانياً‪ :‬حريّة المحكّم في اختيار القانون الواجب التّطبيا‪.‬‬
‫قوانون معويّن‬
‫ٍ‬ ‫قد يصعب علوى األطوراف فوي عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة االتّفواق علوى‬
‫قوانون مون اختيوارل‪ ،‬أو قود يوأتي عقود‬ ‫ٍ‬ ‫نظرا ا لرغبة ك ّل طرفٍ فوي تطبيوق قانونوه الووطن ّ‬
‫ي أو‬
‫وا القووانون الواجووب التّطبيووق سووهوا ا موون المتفوواوض أو‬ ‫ي صووامتا ا فيمووا يخو ّ‬‫االسووتثمار األجنب و ّ‬
‫رغب وةا موونهم تجنّووب إعاقووة تنفيووذ االتفوواق بوواالختالف علووى مسووأل ٍة قوود تبوودو آنووذاك نظريّ وةا أو‬
‫احتماليّة السيما إذا كان بينهم تعامالت سابقة‪.‬‬
‫إن أبرز الحلول المقترحة في هذل الحاالت‪ ،‬هي ترك الحريّة التّامة للمح ّكوم فوي اختيوار‬ ‫ّ‬
‫القانون الواجب التطبيق‪ ،‬وهو األسولوب األكثور اتّباعوا ا فوي التحكويم‪ ،‬وقود أخوذت بوه محكموة‬
‫أن اتّباع هذا األسلوب يضمن المرونة التي تسومح للمح ّكموين أن‬ ‫التّحكيم األوروبيّة‪ ،‬وال ّ‬
‫شك ّ‬
‫يأخذوا في اعتبارهم الظروف المحيطة بالنّزاع وفقا ا لكو ّل حالو ٍة علوى حودى‪ ،‬كوأن ي خوذ فوي‬
‫(‪1‬‬
‫االعتبار جنسيّة األطراف‪ ،‬وصفتهم ومراكزهم القانونيّة‪.‬‬
‫نا الموادّل ‪39‬‬‫وإلى هذا سارت العديد من التشريعات القانونيّة ومن ذلك مثالا‪ ،‬ما ورد في ّ‬
‫من قانون التّحكيم المصري التي جاء فيها أنّه إذا لم يتّفوق الطرفوان علوى القواعود القانونيّوة‬
‫واجبة التّطبيق على موضوع النّوزاع طبقوت هييوة التّحكويم لقواعود الموضووعيّة فوي القوانون‬
‫الوذي تورى أنّوه األكثوور اتّصواالا بوالنزاع‪ ،‬وهووو ذات الونّا الووارد فووي الموادل ‪ 36‬مون قووانون‬
‫التّحكيم األردني أيضاا‪.‬‬
‫‪ -3‬تطبيا المحكّم لقانون التّجارة الدّوليّة‪.‬‬
‫قوود يجوود المح ّكووم فووي عقووود االسووتثمارات األجنبيّووة نفسووه مضووطرا ا إلووى حو ّل النّووزاع علووى‬
‫ضووء قواعوود موون خلووق عوادات وأعووراف التجووارل الدّوليّووة‪ ،‬وذلوك لقصووور القوووانين الوطنيّووة‬
‫واخوووتالف مفاهيمهوووا اختالفوووا ا مووون شوووأنه أن يعيوووق تقووودّم التّجوووارل الدوليّوووة بصوووورلٍ عا ّموووة‬
‫صوووة‪ ،‬إذ أنّهوووا تتميّوووز بعووودم اتّسووواع مباديهوووا‪ ،‬أو مسوووتوى‬‫ي بصوووورلٍ خا ّ‬ ‫واالسوووتثمار األجنبووو ّ‬
‫(‪2‬‬
‫قواعدها‪ ،‬إالّ بقدر ما يتطابق مع العالقات الداخليّة‪.‬‬
‫تتجلّى قواعد التّجارل الدّوليّة في مجموعوة مون المبواد والونّظم القانونيّوة المسوتقال مون‬
‫ك ّل المصادر‪ ،‬والتي غذّت تدريجيا ا ‪ ،‬والزالت تغذّي الهياكل القانونيّوة الخا ّ‬
‫صوة بالمتعواملين‬
‫في مجال التّجارل الدّوليّة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد منصور سالمة‪ ،‬دور التحكيم التجاري في تسوية منازعات االستثمار األجنبي‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورل ‪ ،‬طرابلس‪ :‬األكاديمية‬
‫الليبية‪ ،2017 ،‬ا‪.142‬‬
‫‪ -2‬أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.166‬‬
‫‪ -3‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.122‬‬

‫‪15‬‬
‫وبالرجوع إلى التشريعات القانونيّة نالحظ أن قانون المرافعات الفرنسي قد نا فوي مادتوه‬
‫رقم (‪ 149‬على ضرورل مراعات قواعد التجوارل الدوليوة عنود الفصول فوي النوزاع‪ ،‬وعلوى‬
‫ذات النّهج سار قانون التّحكيم المصري في الفقرل الثالثة من المادل (‪ 39‬التوي نصوت علوى‬
‫وجووب أن تراعوي هييووة التحكويم عنوود الفصول فوي النووزاع ‪،‬شوروط حوول النوزاع‪ ،‬واألعووراف‬
‫التجاريّة في نوع المعاملة‪.‬‬
‫ولووم تغفوول االتفاقيّووات الدوليّووة المتعلّقووة باالسووتثمار عوون هووذا األموور أيضواا‪ ،‬ومنهووا اتفاقيّووة‬
‫صت فوي مادتهوا رقوم (‪ 42‬علوى تطبيوق مبواد‬ ‫واشنطن لتسوية منازعات االستثمار‪ ،‬فقد ن ّ‬
‫قانون التّجارل الدّوليّة‪ ،‬إذا لم يتّفق األطراف على قانون يحكم النزاع بينهما‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحث الثالث‪ :‬آثار التحكيم يف عقود االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫إن من أهوم ا ثوار التوي تترتوب بعود اكتموال االجوراءات التّحكيميّوة‪ ،‬هوي صودور الحكوم‬ ‫ّ‬
‫ي فووي المنازعووة المعروضووة‬ ‫التّحكيمووي الووذي يفصوول بشووك ٍل قوواطع‪ ،‬علووى نح و ٍو كل و ّ‬
‫ي أو جزيو ّ‬
‫ق ال نفواذ لوه‪ ،‬فوّذا صودر الحكوم التحكيموي وجوب‬ ‫(المطلب األول ‪ ،‬وألنّه ال ينفع تكلّم في ح ٍ‬
‫على المحكوم ضدّل تنفيذل سوا اء أكوان ذلوك طواعيوةا أو جبورا ا عون طريوق القضواء (المطلوب‬
‫الثاني ‪.‬‬

‫املطلب األوّل‪ :‬صدور احلكم التّحكيمي يف النزاع االستثماري‪.‬‬

‫بانتهوواء النّظوور فووي العمليّووة التحكيميّووة تصوول إجووراءات التّحكوويم فووي عقووود االسووتثمارات‬
‫األجنبيّووة إلووى نهايتهووا وغايتهووا المرجو ّوول منهووا‪ ،‬وهووي إصوودار الحكووم التحكيمووي الفاصوول فووي‬
‫صادر عن المح ّكم الوذي يفصول بشوك ٍل قطعو ّ‬
‫ي‬ ‫النزاع‪ ،‬ويقصد بالحكم التحكيمي هو القرار ال ّ‬
‫ي في المنازعة المعروضة عليوه‪ ،‬سووا اء تعلّوق هوذا القورار بموضووع‬ ‫ي أو جزي ّ‬ ‫على نح ٍو كل ّ‬
‫المنازعوووة ذاتهوووا‪ ،‬أو باالختصووواا‪ ،‬أو بمسوووأل ٍة تتصووول بوووّجراءا ٍ‬
‫ت أدّت إلوووى الحكوووم بّنهووواء‬
‫(‪1‬‬
‫الخصومة‪.‬‬
‫ويترتّب على صدور هذا الحكم التّحكيمي االستثماري اسوتنفاذ واليوة المح ّكموين فوي الفصول‬
‫فووي النّووزاع مح و ّل الحكووم‪ ،‬الووذي يكتسووب حجيّووة األموور المقضووي بووه‪ 2(،‬فترفووع يوود المحكمووين‬
‫االستثماريين عن العمليّة التحكيميّة وبصف ٍة قطعيّة بحيث ال يجوز لهم العودل ثانيةا إلى‬
‫‪ -1‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة للتحكيم‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،2007 ،‬ا‪.299‬‬
‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.357‬‬

‫‪16‬‬
‫نظرها حتى لو تبيّن لهم عدم عدالوة أو عودم صو ّحة موا حكمووا بوه‪ ،‬وذلوك لسوقوط حقّهوم فوي‬
‫مورتين حرصوا ا علوى‬
‫الفصل فيما قضوا فيه من قبل‪ ،‬إذ ال يمكن الفصل بالموضووع الواحود ّ‬
‫منع تضارب األحكام‪ ،‬وتحقيقا ا لالستقرار المنشوود‪ ،‬وتودعيما ا لثقوة المتحواكمين فوي األحكوام‬
‫(‪1‬‬
‫التحكيميّة االستثماريّة‪.‬‬
‫تخوتا بتفسوير الحكوم‬
‫ّ‬ ‫فوّن يجووز للمح ّكوم أو الهييوة مصودرل الحكوم التّحكيموي أن‬ ‫ومع ذلوك ّ‬
‫الووذي أصوودرته إذا كووان مشوووبا ا بووالغموض أو اإلبهووام‪ ،‬ويع و ّد الحكووم التفسوويري جووزءا ا متمم وا ا‬
‫للحكم األصلي من كافّة الوجول ويخضع لما يخضع له هذا الحكم‪.‬‬
‫صوت علوى‬ ‫المشرع الفرنسي في المادّل ‪ 1475‬من قوانون المرافعوات التوي ن ّ‬‫ّ‬ ‫وهذا ما أخذ به‬
‫أن صدور الحكوم التّحكيموي مون شوأنه أن يرفوع يود المح ّكموين عون النوزاع‪ ،‬و لكون للمح ّكوم‬ ‫ّ‬
‫سهو الذي وقع فيه‪ ،‬وإكماله في حال أغفل النظر‬ ‫صالحيّة تفسيرل أو تصحيح األخطاء أو ال ّ‬
‫في أحود الطلبوات‪ ،‬وهوو وذات االتجوال الوذي ذهوب إليوه قوانون التّحكويم المصوري‪ ،‬والقوانون‬
‫النّموذجي الصادر عن لجنة األمم المتحدل للقانون التجاري الدّولي لسنة ‪.1985‬‬
‫هذا ويكتسب حكم التّحكويم فوي عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة حجيّوة الشويء المقضوي بوه‬
‫بعود صوويرورته نهاييوا ا باسووتنفاذ طورق الطعوون عليووه أو فوووات ميعادهوا‪ 2(،‬فيحو ّ‬
‫وق لموون صوودر‬
‫الحكم لصالحه أن يسعى لإلفادل به ويشرع في تنفيذل وهو ما سنتناوله في المطلب التالي‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تنفيذ حكم التّحكيم يف عقود االستثمارات األجنبيّة‪.‬‬

‫موون البووديهي القووول أنّووه بعوود صوودور الحكووم التّحكيمووي فووي عقووود االسووتثمارات األجنبو ّ‬
‫ي‬
‫يمكن للطرف الذي حكم عليه أن ينفذل طواعيةا واختياراا‪ ،‬فينتهي الحكم عند هذا الحد‪ ،‬وهوو‬
‫مايس ّمى بالتنفيذ االختياري‪ ،‬أو قود يمتنوع عون التنفيوذ فيصوبح المحكووم لوه بحاجو ٍة لالسوتعانة‬
‫قول التّنفيذ ليمكن إكرال المحكوم عليه على ذلك وهوذا هوو‬ ‫بالسلطة القضاييّة; إلعطاء الحكم ّ‬
‫التّنفيذ اإلجباري‪.‬‬
‫يحت و ّل التنفيووذ االختيوواري ألحكووام التّحكوويم فووي عقووود االسووتثمارات األجنبيّووة المرتبووة األولووى‬
‫صوةا ّ‬
‫أن امتثوال‬ ‫أن رفض التنفيذ االختياري أمر نوادر الحودوث‪ ،‬وخا ّ‬ ‫بصدد تنفيذ األحكام‪ ،‬إذ ّ‬
‫الطوورف الخاسوور للحكووم الصووادر ضودّل يقووود إلووى اسووتمرار العالقووات الوديّووة بووين األطووراف‬
‫ي موون أهووداف لجووويهم إلووى قضوواء‬ ‫ي وجوووهر ّ‬ ‫ويودفعها قوودما ا نحووو األمووام‪ ،‬وهووو هوودف أساس و ّ‬
‫(‪3‬‬
‫التّحكيم بدالا من القضاء الوطني‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬موسوعة التحكيم‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬ن‪ ،2‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،2008 ،‬ا ‪.483‬‬
‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.385‬‬
‫‪ -3‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.159‬‬

‫‪17‬‬
‫إالّ ّ‬
‫أن األمر أحيانا ا ال يخلو من تع ّمد الطرف الخاسر للمماطلة والموداورل و التلكوأ فوي تنفيوذ‬
‫تقورر‬
‫الرابح للجوء إلى القضاء الوطني للدّولة التي ر‬ ‫الحكم التّحكيمي‪ ،‬و هو ما يدفع الطرف ّ‬
‫تنفيذ الحكم فيها طالبا ا أمر تنفيذ أو تأييد للحكم يلزم الطرف الخاسر كما كان حكما ا قضايياا‪.‬‬
‫صووويغة التنفيذيّوووة لتنفيوووذ الحكوووم‬
‫تحووورا المحووواكم الوطنيّوووة التوووي يطلوووب منهوووا وضوووع ال ّ‬
‫التّحكيمي االستثماري الصادر عن المح ّكم أو الهيية التّحكيميّة على التأ ّكد من تحقق شوروط‬
‫أن هوذل الشوروط تختلوف مون‬ ‫معيّنة في الحكم قبل أن توأذن بتنفيوذل علوى المحكووم عليوه‪ ،‬إالّ ّ‬
‫دولوة إلووى أخوورى‪ ،‬فقوود أجووازت بعووض الودّول تنفيووذ أحكووام الت ّحكوويم األجنبيّووة‪ ،‬ولكوون بوصووفها‬
‫أحكاما ا قضاييّة أجنبيّة‪ ،‬لهذا فّن تنفيذها يوت ّم وفوق شوروط تنفيوذ األحكوام القضواييّة األجنبيّوة‪،‬‬
‫أن أحكووام المح ّكمووين‬ ‫وا فووي مادتووة رقووم (‪ 408‬علووى ّ‬ ‫كقووانون المرافعووات الليبووي الووذي نو ّ‬
‫ي يجوز األمر بتنفيوذها‪ ،‬إذا كانوت نهاييّوة وقابلوة للتّنفيوذ فوي البلود الوذي‬ ‫صادرل في بل ٍد أجنب ّ‬‫ال ّ‬
‫صدرت فيه‪ ،‬وذلك مع مراعال القواعد المبيّنوة فوي الموواد السوابقة ‪ ،‬وإلوى ذات األمور ذهوب‬
‫قانون التّحكيم المصري ‪ ،‬بينما لم تتطرق قوانين أخرى لهذا المسألة ‪ ،‬مما دفع بالقضاء في‬
‫ي‪ ،‬وهوو موا قوام بوه القضواء‬ ‫هذل الدول إلى المساوال بين الحكوم التّحكيموي والووطني واألجنبو ّ‬
‫الفرنسي فعالا‪.‬‬
‫المشرع الليبوي أخوذ فوي قوانون المرافعوات بنظوام األمور بالتنفيوذ الوذي‬ ‫ّ‬ ‫تجدر اإلشارل إلى ّ‬
‫أن‬
‫والقول التّنفيذيّووة فووي إقلوويم الدولووة إالّ بعوود شووموله موون‬
‫أن الحكووم األجنبووي ال يتمتّووع بو ّ‬ ‫مقتضووال ّ‬
‫وا علووى ذلووك صووراحةا فووي المووادّل ‪ 405‬قووايالا ّ‬
‫أن‬ ‫‪،‬‬
‫المحوواكم الوطنيّووة بوواألمر بالتّنفيووذ وقوود نو ّ‬
‫المقررل في‬
‫ّ‬ ‫ي يجوز األمر بتنفيذها بالشروط نفسها‬ ‫صادرل في بل ٍد أجنب ّ‬ ‫األحكام واألوامر ال ّ‬
‫قانون ذلك البلد لتنفيذ األحكام واألوامر الليبيّوة فيوه ‪ ،‬مموا يعنوي أن هوذل الموادل قود رسوخت‬
‫يخا تنفيذ األحكام في ليبيا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مبدأ المعاملة بالمثل فيما‬
‫صووت المووادّل (‪ 407‬موون ذات القووانون علووى جملو ٍة موون الشووروط التووي ال يجوووز األموور‬
‫كمووا ن ّ‬
‫بالتنفيذ إالّ بعد التّحقق منها‪ ،‬وفي ما يلي بيان لها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون الحكم التّحكيمي صحيحا ا وحايزا ا ّ‬


‫لقول الشيء المقضي به‪.‬‬
‫يجب أن يكون الحكوم التحكيموي صوحيحا ا وسوليما ا بوأن م ّكون الخصووم مون تمثيول أنفسوهم‬
‫أمام المح ّكوم أو هييوة التّحكويم‪ ،‬وأن يكوون الحكوم التحكيموي نهاييوا ا وقطعيوا ا ليجووز علوى ّ‬
‫قوول‬
‫أن هووذا الشوورط يضوومن اسووتقرار‬ ‫وك ّ‬
‫الشوويء المقضووي بووه فووي الدّولووة التووي صوودر فيهووا‪ ،‬والشو ّ‬
‫(‪1‬‬
‫ص وت عليووه الفقوورل األولووى والثانيووة موون‬‫المعووامالت واحتوورام الحقوووق المكتسووبة‪ ،‬وهووو مان ّ‬
‫أن الحكوم أو األمور صوادر مون هييوة قضوايية‬ ‫الموادل (‪ 407‬مون قوانون المرافعوات الليبوي ّ‬

‫‪ -1‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.287‬‬

‫‪18‬‬
‫قول الشيء المقضي وفقا ا لذلك القوانون‪ّ .‬‬
‫وأن‬ ‫صة وفقا ا لقانون البلد الذي صدر فيه وحاز ّ‬
‫مخت ّ‬
‫الخصوم قد كلّفوا بالحضور ومثّلوا تمثيالا صحيحا ا ‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم تعارض الحكم التّحكيمي مع ٍ‬


‫حكم سبق صدورل في الدولة‪.‬‬
‫ألن الحكم األخير يع ّد عنوانا ا للحقيقة فيها لذا يض رحى بالحكم األجنبي في حالة وجوود‬ ‫وذلك ّ‬
‫هووذا التّعووارض‪ ،‬وإذا تو ّم إبطووال حكووم التحكوويم فووي الدّولووة التووي صوودر فيهووا فّنّووه يصووبح غيوور‬
‫ي للتنفيذ في هذل الدّولة‪ ،‬ولكن على الرغم مون ذلوك اتّجوه القضواء الفرنسوي فوي بعوض‬ ‫قانون ّ‬
‫قدر أكبر مون الفاعليّوة ألحكوام التحكويم‬ ‫الدول كفرنسا والواليات المتحدل‪ ،‬سعيا ا وراء تحقيق ٍ‬
‫الورغم مون إبطالهوا فوي الدّولوة التوي‬
‫في العالقات الدّولية إلى االعتوراف بهوذل األحكوام علوى ّ‬
‫(‪1‬‬
‫صدرت فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬أالّ يكون الحكم التّحكيمي مخالفا ا للنّظام العام وا داب العا ّمة‪.‬‬
‫تع ّد فكرل النّظام العام من األفكار األساسيّة في علم القانون الذي تهدف إلوى حمايوة المبواد‬
‫واألسس العا ّمة السياسيّة واالقتصاديّة أو االجتماعيّة التي يقوم عليها المجتمع‪ ،‬فيكون علوى‬
‫القاضي المطلوب منه تنفيذ الحكم التّحكيمي االستثماري التأ ّكد والتحقوق مون مودى مالءمتوه‬
‫ّ‬
‫بوالحق الوذي يتضومنه‪ ،‬ومون غيور‬ ‫للنظام وا داب العا ّمة; ّ‬
‫ألن قبول تنفيوذل يعنوي االعتوراف‬
‫المقبول ترجيح مصلحة المستثمر على المصالح العليا للدّولة المضيفة لالستثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ ،‬ا‪.392‬‬

‫‪19‬‬
‫خـامتـة‬

‫ي لح و ّل المنازعووات‪ ،‬يحت و ّل مكان وا ا بووارزا ا‬ ‫أن التّحكوويم كنظو ٍ‬


‫وام قووانون ّ‬ ‫نخلووا م ّمووا تق ودّم إلووى ّ‬
‫ي خصوصوا ا فوي نطواق عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة التوي‬ ‫ودورا ا رييسا ا علوى الصوعيد الودول ّ‬
‫تكون مسألة حل المنازعات فيها من المسايل التي يقف عندها المسوتثمر األجنبوي‪ ،‬و يعتنوي‬
‫بتحديدها في جميع مراحل التّعاقد‪ ،‬الجيا ا إلى التّحكويم بوصوفه أنجوع السوبل وأفضول الطورق‬
‫وض المنازعووات الناشووية عوون هووذا النّوووع موون العقووود‪ ،‬نظوورا ا لمووا يوووفّرل موون مزايووا مقارنوةا‬ ‫لفو ّ‬
‫للقضوواء العووادي‪ ،‬والتووي تتمثّوول فووي مرونووة تنظيمووه‪ ،‬وسوورعة حسوومه النووزاع‪ ،‬وحفاظووه علووى‬
‫سريّة النزاع المعروض‪.‬‬
‫وكما بيننا ا آنفا ا ّ‬
‫فّن اختيار المح ّكمين في عقوود االسوتثمارات األجنبيّوة يوت ّم فوي األعو ّم الغالوب‬
‫ا ذو كفواءلٍ وخبورل‪ ،‬وعلوى درايو ٍة بجميوع‬ ‫عن طريق األطراف‪ ،‬باحثين عن مح ّك ٍم متخ ّ‬
‫ص ٍ‬
‫ي‪ ،‬وقود يوت ّم اللجووء أيضوا ا إلوى مراكوز اسوتثماريّة أو هييوات‬ ‫مشتمالت عقد االستثمار األجنبو ّ‬
‫صة بهذا المجال‪.‬‬‫تحكيم مخت ّ‬

‫حكوم فاصو ٍل فوي النّوزاع وقواطعٍ‬


‫ٍ‬ ‫المرجول من اللّجوء إلى التّحكيم هوو استصودار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وألن الغاية‬
‫فّن الشوواهد العمليّوة تظهور أنّوه فوي كثيو ٍر مون األحووال موا يمتثول الطورف‬
‫لدابر الخصومة‪ّ ،‬‬
‫المحكوم ضدل بتنفيذ الحكم طواعيةا; ألنّه متى ما امتنع عن التنفيوذ‪ّ ،‬‬
‫فوّن مغبّوة ذلوك سوتكون‬
‫وخيموةا بتشووويه سوومعته فووي الوسووط االسووتثماري‪ ،‬و عووزوف المسووتثمرين عوون التعاموول معووه‬
‫مستقبالا‪.‬‬
‫وّن الوضووع‬ ‫ونظوورا ا ألهميّووة عقووود االسووتثمار األجنبووي فووي تحقيووق التنميووة االقتصوواديّة‪ ،‬فو ّ‬
‫يونظم التّحكويم‬ ‫قوانون خواا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫المشرع أن يف ّكر جديا ا في تشوريع‬
‫ّ‬ ‫يفرض على‬ ‫الراهن في ليبيا ٍ‬ ‫ّ‬
‫أن المسوتثمرين يعوودون التّحكويم فووي هوذل العقووود ضوومانةا‬ ‫فوي هووذل االسوتثمارات األجنبيّووة‪ ،‬إذ ّ‬
‫ووانون خووواا يعوووالج كيفيّوووة حووو ّل‬
‫تحمووويهم مووون الدّولوووة المضووويفة‪ ،‬وفوووي حوووال عووودم تشوووريع قو ٍ‬
‫صوووا علوووى األقووو ّل بووواب مسوووتق ّل يعوووالج فيوووه هوووذا‬
‫المنازعوووات االسوووتثماريّة‪ ،‬نقتووورح أن يخ ّ‬
‫الموضوع في مشروع قانون التحكيم الجديد الذي لم يبصر النور بعد‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الـمصادر والـمراجع‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬الـمصادر‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬معجم لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬بيروت‪ :‬دار بيروت للطباعة‪.1965 ،‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الـمراجع‪.‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‬
‫‪ -1‬أبو العال علي النمر‪ ،‬نظرل انتقاديّة للنيابة التشريعيّة المصريّة في مجال االستثمار‪ ،‬القاهرل‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو زيد رضوان‪ ،‬األسس العامة للتحكيم التجاري‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأل المعارف‪.1981 ،‬‬
‫‪ -3‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة للتحكيم‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -4‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬موسوعة التحكيم‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬ن‪ ،2‬ط‪ ،2‬بيروت‪:‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -5‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬اقتصاديات االستثمار العربية الحديثة‪،‬ط‪.1991 ،3‬‬
‫‪ -6‬عكاشة عبد العال‪ ،‬المفترضات والشروط الذاتيّة في المحكم‪،‬دمشق المكتبة القانونية‪.2003 ،‬‬
‫‪ -7‬غسان المعموري‪ ،‬عقد االستثمار األجنبي للعقار‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات زين الحقوقية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -8‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬
‫‪ -9‬ف اد محمد أبوطالب‪ ،‬التحكيم الدولي في منازعات االستثمار األجنبية وفقا ا ألحكام القانون‬
‫الدولي العام‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الفكر الجامعي‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬محمد علي جاسم‪ ،‬القواعد األساسيّة في االقتصاد الدولي‪ ،‬ط‪ ،2‬بغداد‪ :‬بيت الحكمة‪،‬‬
‫‪.1967‬‬
‫‪ -11‬مصطفى محمد جمال‪ ،‬عكاشة عبد العال‪ ،‬التحكيم في العالقات الدولية الخاصة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬منشأل المعارف‪.1988 ،‬‬
‫‪ -12‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬التحكيم في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬القاهرل‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬

‫ب‪ -‬الرسائل الجامع ّية‪.‬‬


‫‪ -1‬بشار محمد األسعد‪ ،‬عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬رسالة دكتورال‪ ،‬القاهرل‪:‬‬
‫جامعة عين شمس‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬عمر هاشم صدقة‪ ،‬ضمانات االستثمارات األجنبية في القانون الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫مصر‪ :‬جامعة أسيوط‪.2006 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -3‬غسان علي علي‪ ،‬االستثمارات األجنبية ودور التحكيم في تسوية المنازعات التي قد تثور‬
‫بصددها‪ ،‬رسالة دكتورال‪ ،‬القاهرل‪ :‬حقوق عين شمس‪.2004 ،‬‬
‫‪ -4‬محمد منصور سالمة‪ ،‬دور التحكيم التجاري في تسوية منازعات االستثمار األجنبي‪( ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورل ‪ ،‬طرابلس‪ :‬األكاديمية الليبية‪.2017 ،‬‬
‫‪ -5‬ياسين علي النجار‪ ،‬المركز القانوني للمحكم (رسالة ماجستير ‪،‬غزل‪ :‬جامعة األزهر‪.2013 ،‬‬

‫ج‪ -‬المواثيا الدّوليّة‪.‬‬


‫‪ -1‬اتفاقية نيويورك لتنفيذ أحكام التحكيم األجنبيّة‪ ،‬مأخوذل من‪ :‬الموقع االلكتروني للجنة األمم‬
‫المتحدل لقانون التجارل الدولية‪.WWW.UNCITRAL.0RG ،‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية واشنطن لتسوية منازعات االستثمار ‪ ،1965‬مأخودل من‪ :‬الموقع االلكتروني للمعهد‬
‫العربي األمريكي للتحكيم التجاري الدولي‪WWW.AIFICA.COM ،‬‬
‫‪ - 3‬االتفاقية األوروبية للتحكيم التجاري ‪ ،1961‬مأخودل من‪ :‬الموقع االلكتروني لجامعة بابل‬
‫العراقية ‪WWW.UOBABYLON.EDU.IQ ،‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الموحدل الستثمار ر وس األموال العربية‪ ،‬مأخوذل من‪ :‬الموقع االلكتروني للبوابة‬
‫القانونية القطرية‪WWW.ALMEEZAN.QA ،‬‬

‫‪22‬‬

You might also like