Professional Documents
Culture Documents
التربية النفسية الحركية
التربية النفسية الحركية
تقديم
-1تعريف التربية النفسية الحركية
-2اختالف التربية النفسية الحركية عن بقية األنشطة التي تعتمد على الحركة
– 2-1التربية البدنية
– 2-2الرياضة
– 2-3األلعاب الجماعية المنظمة
– 2-4التعبير الجسدي
-3أهداف التربية النفسية الحركية
-4المبادئ األساسية للتربية النفسية الحركية
-5ارتباط التربية النفسية الحركية ببقية أنشطة التعليم األولي
– 5-1ارتباطها باألنشطة اللغوية
– 5-2ارتباطها باألنشطة اللغوية
– 5-3ارتباطها بالرياضيات
– 5-4ارتباطها بأنشطة الخلق واإلبداع
-6مضامين التربية النفسية الحركية
– 6-1الحركية العامة
– 6-2تعرف صورة الجسم
– 6-3التمارين الجانبية
– 6-4الوعي المكاني
– 6-5الوعي الزماني
– 6-6الحركات الدقيقة
-7جذاذة نمطية للتربية النفسية الحركية
-تقديم
من المعلوم أن فترة التعليم األولي تالئم فترة النمو الجسمي واإلدراكي للطفل ،حيث يبدأ من االنتقال من اإلدراك الكلي
لألشياء إلى البدء في التحديد والتحليل والتحكم في العضالت والتنفس .كما تبرز لديه في هذه الفترة الجوانب المفضلة
الستعماالت الجسم .
من هنا تجد التربية النفسية الحركية داخل مؤسسات التعليم األولي مجاال خصبا حيث تالزم الطفل في حياته االعتيادية
باعتباره كائنا حيا يمشي ويتسلق ،يجري ويقفز ،يركب ويفكك .وهذا يحتاج على
رعاية وتنظيم حتى يتمكن الطفل من تحقيق ترابط إجمالي بين نضجه العضوي وخبرته العصبية الحركية ،وباعتبار
التربية النفسية الحركية أساسا لكل تعلم ،فإنها تكتسي أهمية بالغة في مجال التعليم
األولي .فما هي التربية النفسية الحركية ؟
-1التربية النفسية الحركية :
هي نشاط يقوم على أساس نمو جسم الطفل في تجانس بين ما هو جسدي نفسي مع االعتماد على ماهو حركي بحيث يشعر
بحركاته ويفهمها ويوجهها .
-1-
-2اختالف التربية النفسية الحركية عن مجموعة من األنشطة التي تعتمد بدورها الحركة كأساس وظيفي منها .
– 2-1التربية البدنية :هي ممارسة منتظمة ألنشطة بدنية في وضعيات متنوعة.
– 2-2الرياضة :هي تقوم على مفاهيم مغايرة ( العدو – الكولف – البطولة – الربح – الخسارة – الجوائز )
– 2-3األلعاب الجماعية المنظمة :هي وإن كانت حركية إال أنها تعمل على تحقيق المتعة والنشاط للطفل وتمارس عادة في
الهواء الطلق
– 2-4التعبير الجسدي كتعبير الجسم من خالل الحركة عن العالقة بين داخل اإلنسان والعالم الخارجي كاليوغى والتوازن .
-3أهداف التربية النفسية الحركية :
للتربية النفسية الحركية أهداف متنوعة تشمل كل جوانب شخصيته يمكن حصرها في ثمانية أهداف هي :
* تمكن الطفل من بناء جسمه في شموليته مع تفادي التشوهات الجسمية .
* تساعده على تكوين صور ذهنية لهيكلة جسمه وما يستطيع القيام به وبالتالي إكسابه ثقة بنفسه .
* تساعد الطفل على معرفة ما يحيط به من أشخاص وأشياء وربط عالقات ودية بينه وبين اآلخرين .
* تمكن الطفل من اكتساب المكان وتعرفه .
* تساعد الطفل على معرفة مفهوم االتجاه وتوجيه جسمه واألشياء داخل المكان .
* تنمي لدى الطفل مهارات جسدية تسمح بالحركة المتزنة .
* تساعد الطفل على إدراك مفهوم الزمان من خالل التجربة الشخصية واإلحساس بالحركة .
* تمكين الطفل من ممارسة األعمال الحسية الدقيقة والتآزر الحركي .
-4المبادئ األساسية للتربية النفسية الحركية :
من أجل تحقيق األهداف المرجوة من التربية النفسية الحركية ،فإن هذا النشاط يعتمد مبادئ أساسية كمنطلق أساسي
لمزاولتها تتمثل في :
-مالحظة الطفل أثناء حركاته و مساعدته على تجاوز الصعوبات التي تعترضه في أداء حركاته بشكل سليم .
-مراعاة احتياجاته الحركية األساسية وإعطائه فرصة االبتكار والتعلم الذاتي .
-احترام إمكانيات الطفل الحركية وتفادي قيامه بحركات تفوق قدراته الجسمية .
-اعتماد المبادئ العلمية في تدريب الطفل على الحركات .
-توفير جو يضمن السالمة واالطمئنان للطفل أثناء مزاولته لألنشطة الحركية .
-اعتماد عنصر التكرار في أداء الحركات األساسية .
-تخصيص 30دقيقة يوميا لمزاولتها في الصباح أو المساء .
-5ارتباط التربية النفسية الحركية ببقية األنشطة في التعليم األولي :
إن التربية النفسية الحركية ليست نشاطا معزوال أو مستقال بل هو نشاط مرتبط بكل األنشطة التي تهم التعليم األولي
كاألنشطة الدينية واللغوية والرياضيات وأنشطة الخلق واإلبداع فمثال :
– 5-1في األنشطة اللغوية :يمكن استثمارها في :
-التعبير عن الممارسات الحركية
-2-
-تساعد على تعلم الكتابة من خالل اللصق والتقطيع والتخطيط .
-تدريب الجهاز الصوتي .
-اإلدراك األولي لمفهومي الزمان والمكان والتعبير عن ذلك .
– 5-2في األنشطة الدينية :
-استعمال الحواس لفهم الذات واألشياء .
-االهتمام بالجسم والصحة ( الوضوء والنظافة )
-الثقة في الذات واألمن العاطفي .
– 5-3في أنشطة الرياضيات :
-إدراك خاصيات األشياء وتصنيفها حسب تلك الخاصيات .
-تكوين مفهوم العدد والزمان والمكان .
-مزاولة األفعال المباشرة على الواقع .
– 5-4في أنشطة الخلق واإلبداع :
-اكتساب تقنيات األعمال الدقيقة.
-التحكم في الحركة والوعي بالذات .
-6مضامين التربية النفسية الحركية :
للتربية النفسية الحركية ستة مضامين أساسية هي :
– 6-1الحركية العامة :وتشمل حركات انتقالية والتناول واالستقبال واإلرسال والتوافق البدني الكلي .ولهذا الجانب تمارين
عديدة منها :
-الجري والوثب والتزحلق .المد واللف والدفع والتمايل .
-تمارين التناول باليد والرجل ،الرمي والضرب والقذف .
-تمارين االستقبال كالمسك والقبض.
-تمارين التوافق :إصابة هدف ،دحرجة الكرة .
-تمارين التوازن :السير على أطراف األصابع على خطوط مع حمل أشياء في األيدي أو على الرأس .
-تمارين القوة :القفز العمودي والطولي والرمي لمسافة بعيدة.
-تمارين التنفس :النفخ في ريشات أو تكوين فقاقيع الصابون.
-تربية الحواس :السمع – الشم – اللمس .
-تمارين ميمية :تمارين حركات الوجه .
-تمارين الرشاقة :تحريك الجسم أو جزء منه بسرعة .
– 6-2تعرف صورة الجسم :في هذا اإلطار يمكن القيام بإجراء عدة تمارين منها :
-تمارين تعرف الجسم بواسطة سطح عاكس :ماء ،مرآة ،الظل.
-تمارين لمعرفة أجزاء الجسم ،مواقع األشياء ،األعضاء المتماثلة ،القابلة للحركة ،ألعاب األيدي واألصابع .
-تمارين لتسمية أجزاء الجسم :األطراف ،الجدع ،الرأس .
– 6-3تمارين جانبية منها :
-تمارين إلدراك استعمال اليد اليمنى واليسرى أو الرجل كربط األزرار والرسم والتخطيط ،ثم استعمال المرآة .
-3-
– 6-4الوعي المكاني لمعرفة الطفل لحجم الفراغ الذي يشغله الجسم .ولتحقيق ذلك يمكن إجراء تمارين عدة منها :
-السير بين شيئين
-الزحف داخل أطواق .
-إتباع طريق في معالم معينة .
-السير على حبل .
-الوصول إلى هدف بغير معالم .
-التنقل في اتجاهات مختلفة بالنسبة إليه أو إلى األشياء :أمام – فوق – أسفل – يمين – يسار –
– 6-5الوعي الزماني :في هذا الصدد يمكن إجراء تمارين مثل :
-تمارين للمفاهيم الزمانية :قبل – اآلن – بعد – األمس – اليوم – الغد – الليل – النهار .
-تمارين االستمرارية :البداية -النهاية – الصباح – الزوال – المساء .
-تمارين الترتيب :األول – األخير – السريع – البطيئ .
– 6-6الحركات الدقيقة :هي تمكين الطفل من الترابط العصبي العضلي للتمكن من إجراء حركات دقيقة يمكن استغالل:
-تمارين الطي – الضغط – عجن .
-تمارين تركيب عقد – فك األزرار – قبض – مناولة الحبوب – اإلبرة – مسك – صباغة – تخطيط -7نماذج من األلعاب
الحس حركية :
التربية النفسية الحركية
-المضمون :الوعي المكاني
-الموضوع :التنقل بأعين معصوبة
-الهدف :تنمية الحواس واالتجاهات والتحرك في الفضاء
-األدوات :مناديل من ثالثة ألوان
-المستوى :أطفال ما بين 5-4سنوات
30 -دقيقة
* اللعبة األولى :
-1النشاط األول .
-يختار كل طفل منديال واحدا بعد جلوسهم في أماكنهم المعتادة .
-كل طفل يصنع عصابة ويعصب عينيه
-يتأكد المربي من وضع العصابة بشكل صحيح ويساعد من تعذر عليه ذلك.
-2النشاط الثاني :
-يقف األطفال في أماكنهم معصوبي العينين
-يطلب منهم التقدم قليال إلى األمام ثم الجلوس ،ثم العودة إلى أماكنهم .
-يكرر النشاط عدة مرات .
* اللعبة الثانية :يقسم األطفال إلى مجموعتين :
-1النشاط األول :
-تختار مجموعة من األطفال لونا واحدا من المناديل بينما تكتفي المجموعة الثانية بالمراقبة واالنتباه .
-تعصب المجموعة األولى عينيها وتتأكد المجموعة المالحظة من صحة ذلك .
-4-
-تتجه المجموعة المعصوبة األعين نحوا لسبورة في صف متشابكي األيدي ثم يقفون مستقبلي المجموعة الثانية لفك
العصابة والرجوع إلى أماكنهم ثم تقوم المجموعة الثانية بنفس النشاط .
-2النشاط الثاني :
يتم الوقوف والتعصيب أمام السبورة ويطلب منهم الرجوع إلى أماكنهم مع عدم إرشاد أي منهم على مكانه .
-3النشاط الثالث :
-يوزع أربعة أطفال على زوايا الفصل معصوبي األعين ويطلب منهم الرجوع إلى أماكنهم األصلية بمساعدة باقي األطفال
بحيث إذا لمس أحدهم طفال ينطق هذا األخير باسمه أو لقبه ويستمر حتى يصل إلى مكانه بواسطة تذكره لوضعية أصدقائه
في القسم .
علم نفس الطفل
غال ونفيس ،ويضحّون بالكثير ليؤ ّمنوا الطفل األطفال هم قرة العين وأمل الحياة ،يبذل من أجلهم اآلباء واألمهات كل ٍ
ألطفالهم حياة كريمة وسعيدة ،حيث يرون فيهم الحلم والمستقبل وامتداد الحياة ،وتحقيق ك ّل ما لم يستطع آباءهم وأمهاتهم
تحقيقه .علم نفس الطفل يعتبر علم نفس الطفل أحد فروع علم النفس ،ويركز في دراسته على طريقة تفكير وسلوك الطفل،
من بداية والدته إلى مرحلة مراهقته ،وال يقتصر تعامل هذا العلم مع كيفية نمو الطفل جسدياً ،وإنما يقوم بتنميته عقليا ً
واجتماعيا ً وعاطفياً .كان يُنظَر للطفل قديما ً على أنّه نموذج مصغر عن الشخص البالغ ،ولكن حاليا ً أصبحت نظرة علماء
النفس إلى نفسية الطفل على أنّها نادرة ومعقّدة ،وهناك اختالف فيما بينهم فيما يتعلّق بالتنشئة وطبيعة البيئة المحيطة بالطفل،
ومدى تأثيرها في تط ّوره ،فعند التفكير في كيفيّة تط ّو ر الطفل ،يجب أخذ العوامل الداخلية والخارجية بعين االعتبار ،فكما
تؤثر الوراثة والصفات الشخصية على الطفل ،وتؤثر العوامل البيئية كالعالقات االجتماعية والثقافة السائدة في المجتمع
أيضا ً على كيفية تطوير الطفل .أهم علماء علم نفس الطفل بياجيه :وهو عالم سويسري ،كانت بداية اهتماماته األولى تتناول
الطرق التي تتكيف بها الحيوانات مع البيئة المحيطة بها ،ووصل به األمر إلى اهتمامه بنظرية المعرفة التي تتحدث عن
أصل المعرفة ،ومن هنا بدأت مسيرته في علم النفس الخاصة بالطفل .فيجوتسكي :وهو منظر روسي ،وقام باقتراح النظرية
االجتماعية والثقافية ،حيث ر ّكز في نظريته على دور الثقافة في تحديد األنماط الخاصة بالطفل من ناحية التنمية .إريك
إريكسون :وهو أحد اتباع الطبيب فرويد ،حيث قام بتوليف نظرياته الخاصّة وبعض ما نصّ عليه فرويد ،إلنشاء ما يعرف
بالنفسيّة والتي تعتبر من مراحل التنمية البشرية ،الممت ّدة من الوالدة حتى الموت .سياقات تحليل علم نفس الطفل السياق
االجتماعي :يتأثر الطفل بعالقاته مع غيره من األقران والراشدين ،من حيث طريقة التفكير والتط ّور والتعليم ،ويعتبر ك ّل
إن الثقافة التي يعيش الطفل في ظلها، من األسرة والمدرسة واألقران جزءاً رئيسيا ً من السياق االجتماعي .السياق الثقافيّ :
تش ّك ل مجموعة من العادات ،والتقاليد ،والقيم واالفتراضات المشتركة ،والظروف المعيشية ،التي تؤثر على عملية تطوّر
مراحل عمر الطفل المختلفة ،وتؤثر الثقافة على مدى تعلق الطفل بوالديه ،ونوع التعليم الذي يتلقونه ،ونوع الرعابة
المتوفرة لهم .السياق االجتماعي االقتصادي :تعتبر الطبقة االجتماعية دوراً مهما ً في نمو الطفل ،ويعتمد الوضع االجتماعي
واالقتصادي على ع ّد ة عوامل مختلفة ،مثل عدد المعلمين ومقدار ما يكتسبوه من األموال ،وطبيعة عملهم ومكان سكنهم ،كما
أنأن زيادة عدد األطفال في األسر التي تتمتع بوضع اجتماعي واقتصادي عا ٍل تزداد معها الفرص المتاحة لهم ،في حين ّ ّ
ً
األسر التي يكون وضعها االجتماعي واالقتصادي منخفضا ،فإن فرص الرعاية الصحية والغذائية والتعليم تنخفض في
المقابل ،ولجميع هذه العوامل تأثي ٌر كبير على نفسية الطفل .هذه السياقات الثالثة يمكنها أن تتغير باستمرار ،وبالرغم من
احتمالية قلة الفرص المتاحة للطفل نتيجة انخفاض األوضاع االجتماعية واالقتصادية ،وتبقى الروابط الثقافية والعالقات
االجتماعية المتينة فعّالة في تصحيح ذلك الخلل .أكثر المشكالت شيوعا ً في مرحلة الطفولة الكذب :فالكذب ال يعتبر صفة
فطرية وإنّ ما مكتسبة لدى الطفل من خالل التعليم والتقليد .قلة الرغبة بالدراسة :وتزداد هذه المشكلة نتيجة عدم االهتمام
بشكل كافي بدراسة الطفل منذ البادية وعدم تعزيز الدراسة لديه من قبل االهل والبيئة المدرسة .فرط النشاط الحركي :ال بد
أن يكون ضعف قدرة الطفل على التركيز ظاهراً في سلوكه في كل من البيئة االجتماعية وبيئة المدرسة معاً ،وإال كان الخلل
نابعا ً من البيئة نفسها وليس من الطفل .العدوانية :قد تكون العدوانية في الطفل نتيجة للعوامل الوراثية أو وجود اعتالل
.عصبي في الطفل ،وفي أحيان أخرى قد تكون بسبب اضطهاد الطفل باستمرار
ماهو التنشيط ؟ وماهي تقنياته ؟ ماهي الطرق البيداغوجية المعتمدة في التنشيط ؟ انطالقا من هذه األسئلة الجزئية يمكنا
تحديد مفهوم التنشيط وتقنياته كعمليات ذهنية وتطبيقية التي نستعملها ونوظفها لتنشيط جماعة ما.أما التقنيات فهي نوعان:
تقنيات نظرية :ونقصد بها كل المؤهالت البيداغوجية والمناهج التربوية الحديثة التي يتمكن منها المنشط ليستطيع بواسطتها
أن ينشط جماعة ما .
تقنيات تطبيقية :وهي العمليات الممارسة بتنشيط جماعة ما كاأللعاب واألناشيد ووسائل التعبير بأصنافها كاأللعاب التمثيلية
واألشغال اليدوية.
:التنشيط التربوي
إن التنش يط يطل ق ع ادة على عملي ة تحري ك جماع ة معين ة وإش راكها في مزاول ة نش اطها س واء أك ان تربوي ا أو ثقافي ا أو
اجتماعيا أو رياضيا ،اعتبارا لكون عملنا ينصب على الطفولة باعتبارها الفترة التي يحت اج فيه ا الطف ل إلى توجي ه ،وعناي ة
فائقة واهتمام كبير من اجل تنظيم وقته وملء فراغه بالعديد من األنشطة التوجيهية والترفيهي ة الهادف ة .ففي مج ال التنش يط
التربوي نجد األطف ال يقبل ون على األنش طة ب دافع التربي ة واللعب ال ذي يعت بر من أهم ال دوافع في تك وين شخص ية الطف ل
فاللعب بالنسبة لألطفال هو المستقبل إضافة إلى الرغبة في تشكيل جماع ات تك ون في مجمله ا مجتمع ا ص غيرا يثبت ون في ه
دواتهم .وال يمكن للنشاطات أن تكون حقيقة إال إذا كان المرشد أو المنشط على علم بالنشاط الذي سيزاوله مع األطفال واهتم
.بإعداده وتنظيم حلقاته قبل الشروع فيه وعليه أن يراعي الطرق البيداغوجية في تعليمه
:األساسيات التي يتطلبها العمل مع المجموعات
الواضح :ولذلك ينبغي التأكد من أنه قد فهم من الجميع ،ويحسن تسجيله بما يجعله في المتناول. ـ المطلوب
ـ االبتداء بمرحلة تفكر فردية :تدوم ما بين دقيقة أو خمس دقائق يستجمع فيها كل تلميذ أفكاره وموارده حول
القضية المطروحة ،ويسجلها في ورقة ،ليدمجها بعد ذلك مع مجلوبات زمالئه في إطار المجموعة.
ـ اشتراط أثر مكتوب :يصلح للتالميذ حتى يراجعوا عملهم ،ولألستاذ حتى يتابع سير نشاطهم ،إال إذا كانت أهداف
النشاط تقتضي عكس ذلك في حاالت العمل على الذاكرة مثال أو اختبار القدرة على المبادهة أو االرتجال..
ـ توزيع الوقت على مراحل إنجاز العمل :فالدراسات في هذا المجال تؤكد أنه كلما كانت مدة المهمة
محددة وقصيرة كلما كان االنتاج أفضل .باإلضافة إلى أن التالميذ يستحسنون هذا التوقيت المنضبط ،ويعيشونه كتحد.
. ـ إنجاز تحليل جماعي لنتائج كل مجموعة
التنشيط
قد يسلك األستاذ في مهام التوعية والتثقيف المنوطة به مسلكا تواصليا في شكل محادثة ثنائية بينه وبين متعلم معين ،تجمع
بينهما الظروف شريطة أن تكون هذه المحادثة منطلقا للقاءات تعلمية مستمرة ،كما يمكنه أن يسلك مسلكا تنشيطيا حينما
.يتعلق األمر بضرورة لعب دور المنشط ضمن مجموعة بأكملها ،مما يفرض عليه امتالك آليات وتقنيات التنشيط وظيفيا
:وظائف التنشيط
:وظيفة التكيف واالندماج
تعد هذه الوظيفة من أهم العمليات التي ينبغي التركيز عليها لذى المنشط قصد مساعدة الطفل على التكيف واالندماج داخل
.الجماعة وذلك بوسائل تربوية هادفة.والطفل يسعى دائما بطبعه إلى الجماعة سواء عن طريق اللعب أو الحوار
:وظيفة الترفيه والتسلية
إن هذه العملية تمكن الطفل من المساهمة الفعالة والمشاركة المكثفة في األنشطة المختلفة ،وذلك بطريقة غير مباشرة ،وإنها
.تساعد الطفل على نسيان ذاته واستعمال قدراته الشخصية واستثمارها في جميع الحركات
:وظيفة تربوية
إن التربية الهادفة تبقى لها عدة أنواع من خالل التوجيه والتكوين الفردي والجماعي ومدى تأثيرها على سلوك الطفل أثناء
.مزاولته للنشاطات المختلفة
:وظيفة تقويم السلوك
إن الطفل يتميز باستعدادات قوية في مختلف المجاالت وخاصة بجانب الجماعة الشيء الذي يتطلب منه تحديد عطاءاته
الفكرية والجسمية من خالل سلوك معين .وكثيرون هم األطفال الذين يعرفون بحالة الشذوذ واألعمال الالأخالقية تربويا،
.فبالممارسة التربوية عبر أنشطة هادفة يستطيعون تقويم سلوكهم
:وظيفة النقد والتعبير
إن تشغيل األطفال بما ينفعهم جسميا وعقليا يتطلب من المنشط أن يفسح المجال أمام أطفاله قصد إشعارهم بالمسؤولية
الشخصية أمام جميع الحاالت التي تواجههم .كما أنهم يستطيعون التعبير عن أرائهم من خالل نشاطات مختلفة هادفة،
.وكذلك تقديم بناء لكل البرامج التي يتعاملون معها من خالل إدراكهم ومعرفتهم الشخصية
معيقـات التنشيط
معيقات التنشيط كثيرة جدا ،ويمكن إجمالها فيما يلي :
ارتفاع أعداد المشاركين قد يحول دون منح كل عضو إمكانية المبادرة وتحمل المسؤولية +العدد :
والتعبير الحر والصريح عن المواقف
:إذا كانت الجماعة من األطفال أو المراهقين ،فهذا قد يدفع بالمنشط أحيانا إلى اللجوء إلى الحزم والضبط +السن
الضروريين لضمان نجاح األنشطة
:سوء تدبير الوقت يحول أحيانا دون فسح المجال للجميع من أجل التدخل +الزمن
:إن وفرة األشغال قد يعيق التنشيط ،فتقل حماسة المشاركين ويصعب تركيزهم ،إثر شعورهم +كثرة األنشطة
بالتعب والملل ...
عندما تكثر التوجيهات والتعليمات اإلدارية ،فهذا يحول األنشطة إلى ممارسات +التدخل اإلداري :
مفروضة ،قلما يتم التجاوب والتفاعل اإليجابي معها .
+لغة الخبير : إن عدم مراعاة المنشط لمستوى المشاركين( المعرفي والسوسيو-ثقافي ) ،يجعل كالمه
غير مفهوم أو غير مالئم ،يؤول بكيفيات مختلفة ،لذلك على المنشط محاولة تكوين فكرة عن مستوى المشاركين ،
الدراسي والمهني ،واألصل االجتماعي ،والجهة الجغرافية ،واللغة المتداولة ،وأنماط تفكيرهم وممارساتهم وعاداتهم ...
دون السقوط في األحكام المسبقة الجاهزة وذلك بواسطة تقويم تشخيصي لرصد تمثالتهم
+الخروقات :
-عدم احترام القواعد الضابطة الجاري بها العمل في أشغال الورشات ،أو المتفق عليها في ميثاق العمل
-التشويش ( الحوار الثنائي السري )
-الكالم غير الالئق
-اإلهانة
-السخرية
-احتكار الكلمة
-التدخل بدون استئذان ...
+خصائص المشاركين :
أثبتت تجارب التنشيط أن المشاركين ليسوا جميعا على نمط واحد ، فمنهم المنتبهون المشاركون ،ومنهم المنتبهون و لكن
ال يشاركون ،و غير المنتبهين و لكنهم صامتون ،وأخيرا المشوشون و المضايقون .لهذا فالمشاركون يشكلون فئتين ،فئة
متعاونة ،وأخرى معرقلة للتنشيط .لذلك فالمطلوب من المنشط تحويل العالقة التنافسية ( )compétitiveإلى عالقة
تعاونية ( ، ) coopérativeمن خالل ضبط االنفعاالت و تهدئة األجواء ،مادام الهدف الذي يصبو إليه المنشط هو نجاح
البرنامج .
و بما أن المعرقلين ليسوا من صنف واحد ،فعلى المنشط أخذ فكرة عن كل صنف ،والتعامل معه وفق ما تقتضيه
الضرورة التواصلية .حددت أدبيات التواصل عدة فئات من المشاركين الذين يشكلون معيقات التنشيط ،يمكن تناول عشرة
أصناف متباينة منهم ،مع ذكر خصائص كل صنف ،و كيفية التعامل معه
المنشط:
من هو المنشط ؟ و ماهو دوره ؟
المنشط أو المربي أو المدرب هو ذلك الشخص الذي يكون ملما بمجموعة من التقنيات والعمليات الذهنية والتطبيقية التي
يستعملها ويوظفها لتنشيط جماعة انطالقا من معرفة اختياره للفقرات المناسبة لكل وقت وظرف وكيفية مزاولتها
أدوار المنشط:
يمكن تلخيصها في ثالثة أدوار رئيسية:
.1تمكين المتعلمين من المعرفة :ويتمثل ذلك في إعدادهم الكتساب مفاهيم ومعاريف ومهارات.
.2خلق الرغبة والقبول لدى المتعلمين :وذلك من اجل إدماجهم في سيرورة محددة وإيجاد حلول إلشكاليات معينة في
الموضوع .ومن أمثلة ذلك فيالمناقشة بشكل جدي.
.3تحريك المتعلمين للقيام بأعمال معينة :ويتبلور ذلك في وضع استراتيجيات أو مناهج وخطط عمل لقضايا تمس
المجموعة.
مهام المنشط:
هي مهام متعددة ،منها:
.1االستقبال ( :)accueilوضع األمور في أماكنها:
التعرف على المشاركين،
تحديد األهداف،
تحديد االدوار.
.2تقديم الموضوع ( :)présentation du thèmeالتأكد من أن الجميع فهم الموضوع .وهو كما سيأتي بيان ذلك الحقا،
وضعية مشكلة.
التحديد الدقيق للموضوع،
بناء الموضوع في صورة تجعله في مستوى المشاركين،
التناسب بين الموضوع ووقت اإلنجاز.
.3العمل على اإلثارة والدفع إلى العمل ( :)motivationعلى كل مشارك أن يساهم .ولكي يتحقق هذا الهدف ،فإن المنشط
مدعو لخلق ظروف المشاركة ،منها:
االهتمام بحاجات ورغبات المشاركين (جعلهم يحسون أن الموضوع يشبع حاجاتهم وذلك بالعمل على ربطه
باهتماماتهم).
إثارة تفكيرهم،
الديمقراطية (اعتبار جميع المشاركين متساوين)،
قبول كل األفكار والعمل على تقويمها،
تشجيع التواصل الجماعي،
المساعدة على توضيح األفكار التي تبدو غامضة.
.4بناء تصميم لمناقشة الموضوع (:)établir un plan
تمكين المشاركين من التحليل الموضوعي،
تمكينهم من طرح كل المشكالت،
مساعداتهم على تحليل ومناقشة كل المواقف واألفكار المسبقة،
تمكينهم من اتخاذ القرار المناسب.
.5معرفة تدبير حصة التنشيط (:)Savoir animer
اإلنصات،
إعادة التذكير بالموضوع كلما دعت الضرورة،
التقيد بالموضوع وعدم الخروج عنه،
معالجة المشاكل غير المتوقعة أو تأجيل ذلك إلى وقت مناسب،
الموضوعية،
الضبط،
الحذر واليقظة،
الحسم واتخاذ القرارات،
منع وتوقيف التدخالت الهدامة،
إسكات المهدار (الثرثار) دون التأثير على سير العمل،
تحريك غير الراغبين في الكالم،
منع تكوين جماعات ضيقة داخل المجموعة (انقسام المجموعة)،
تلخيص المداخالت وإعادة صياغتها وتبويبها.
لماذا تقنيات التنشيط؟
أثناء التواصل مع الطالب البد أن تحدث مشاكل أو تظهر صعوبات تعيق عملية التعلم مثل:
ـ انحباس التواصل :حيث تعين تقنيات التنشيط و العمل في مجموعات كل تلميذ على التعبير عن رأيه عن طريق شخص
آخر ،إلى أن يتعوذ تدريجيا على االندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.
ـ الضعف في التفاعل االجتماعي :فتقنيات العمل في مجموعات توفر جوا مناسبا للتفاعل االجتماعي المتنوع.
ـ اهتزاز الثقة بالنفس :قد يحتاج الطالب الى زمالئه كي يعبر عن فكرة أو رأي.
ـ فقدان الدافعية والرغبة :فتقنيات العمل في مجموعات توفر وضعيات حيوية تسمح بالحركة والتحدث بين الزمالء،
وتنظيم الطاوالت بطريقة مغايرة.
-الحصول على عدد كبير من الحلول الكثيرة) و المختلفة والمتعارضة لوضعية – إشكالية األهداف :
-اإلبداعية في حل مشكلة مطروحة -إنتاجية أكبر
-حرية التعبير) واالبتكار والتخيل ( تقبل جميع األفكار )
-مناقشة الحلول والمواقف المتضمنة فيها ( الجاهزة ،والنمطية ،والمدعمة بحجج ) ...
المدة الزمنية الخطوات
( 60د)
05د -تكوين جماعات متساوية من حيث العدد والجنس
-يقرأ الجميع الموضوع المسجل على السبورة في شكل سؤال
15د -يسجل مقررو الجماعات جميع إجابات األعضاء ،على ورقة كبيرة) الحجم ،دون تصحيح أو تقييم أو تصنيف ( جواب واحد
بشكل مختصر لكل عضو )
05د -تعلق األشغال متقاربة في مكان بارز مخصص له
-يقرأ مقررو الجماعات ما دونوه
15د -يقوم المنشط ،بمعية المشاركين ،بتصنيف وترتيب) األعمال وفق محاور لها عالقة بالموضوع
15د -النقاش الجماعي
05د -يختتم المنشط النشاط بتقديم حصيلة تركيبية
-أوراق كبيرة) الحجم ( ورقة لكل جماعة ) الوسائل :
أقالم حبر باأللوان
شريط الصق لكل جماعة
-الحرص على تكوين جماعات وتوزيع متكافئ لألدوار داخلها دور المنشط :
-توضيح المطلوب وخطواته ومدته الزمنية
-توضيح بأن العصف الذهني يقوم على مبدأين أساسيين هما :
* تأجيل الحكم على األفكار
* الكم يولد الكيف ( تنوع األفكار )
-حث المقررين على تسجيل جميع الحلول واألفكار دون تصحيح أو تقويم أو نقد ...
-يساعد على التصنيف -يدير النقاش -يقدم الحصيلة ...
مثال لموضوع:
تقنية الشهادة
يحكي كل شخص تجربة
واقعية تعرض فيها النتهاكات الوصف :
حقوق االنسان ... يحكي كل عضو شهادة واقعية ( تجربة معاشة ) لها عالقة بالموضوع المطروح
لكي تحظى الشهادة باستحسان األعضاء ،يجب أن تخضع إلجراءات منهجية ،منها :
-ربط الشهادة بموضوع) النشاط ( تقديم الفكرة العامة ) التقديم :
سرد الشهادة - :تقديم إطار الشهادة ( المكان ،الزمان ،الشخوص البارزة )...
سرد الشهادة ( التجربة ) في تسلسلها الزمني -
الوقوف على األحداث المرتبطة بالموضوع -
إعادة ربط الشهادة بموضوع) النشاط و بأهدافه - النهاية :
األهداف :
االطالع على تجارب واقعية
نقاش حول هذه التجارب
المدة الزمنية الخطوات
( 60د)
05د -تكوين جماعات متساوية من حيث العدد و الجنس
25د -يحكي كل عضو ( شهادة ) على باقي األعضاء
-تنتقي الجماعة الشهادة الجديرة بأن تحكى أمام المجموعة الموسعة
-يسرد صاحب الشهادة تجربته على الجماعة الكبيرة ( يمكن لباقي األعضاء التدخل لطلب توضيحات )
30د -المناقشة في إطار الجماعة الكبيرة باالرتباط بالموضوع
-يقوم المنشط بتركيب الشهادات
الوسائل :
روايات شفوية
األهداف :
التعبير عن المواقف واألفكار
الحجاج لتبرير االختيار الشخصي
الوقوف عند التصورات النمطية قصد مناقشتها
المدة الزمنية الخطوات
( 60د)
05د -يختار كل مشارك صورة أو أكثر من بين الصور المعروضة على طاولة
-يقدم كل مشارك اختياره أمام المشاركين مع تبرير ذلك االختيار
30د -في نفس الوقت ،يصنف المنشط االختيارات ،في جدول على السبورة ،تبعا لمحاور الموضوع
20د -مناقشة االختيارات وأساليب حجاجها
05د -يختتم المنشط النقاش بتركيب مناسب
الوسائل :
طاولة
صور متنوعة وكثيرة) ( لها عالقة بالموضوع المطروح )
سبورة يرسم عليها جدول يصنف الموضوع إلى محاور ( مثال :أدوار ومهام المرأة :
/األشغال المنزلية /التدريس /التمريض /القضاء ... /
دور المنشط :
توضيح المطلوب وخطواته األساسية ومدته الزمنية
الحرص على عدم تحويل النقاش الموسع إلى محاكمة األشخاص واختياراتهم ...
تقديم تركيب مناسب
المناقشة
هي تقنية تنشيط تتيح االحاطة بجوانب موضوع معين عبر مراحل ،حيث يتم إنتاج مجموعة من المساهمات عن طريق
توزيع المشاركين إلى مجموعات للعمل لمدة محددة .وبعد ذلك يتم الموازنة بين مختلف االنتاجات الستنتاج خالصات نهائية
تنال موافقة األغلبية.
ال يمكن اعتبار المناقشة تقنية مستقلة ،بل هي ممارسة أساسية في كل تقنية من تقنيات التنشيط والتواصل .لكن يمكن تصنيفها للوقوف على أهميتها وحدود كل
صنف منها ،بحسب وضعيات التنشيط ،وبحسب الموضوع المهيأ سلفا من طرف الجهات الواضعة لبرامج التدريس والتكوين ،أو المقترح من طرف
المشاركين .
وتبعا لذلك يمكن للمنشط اختيار ،بمعية بقية األعضاء ،نوع المناقشة التي يرونها مناسبة .
* الحرص على عدم تكرار نفس * تتطلب وقتا من أجل إعادة * تجديد الحماس *النقاش التدريجي
األعضاء داخل كل نفس جماعة تشكيل الجماعات عقب كل (Discussion par parliers
صغيرة ،مخافة تشكيل أحالف قد نشاط ،من جراء تغيير * تعميق التفاعالت بين جميع )
تعيق التواصل المطلوب بين جميع األماكن والبحث عن أعضاء المشاركين يبدأ كالملتقى ))carrefourثم
المشاركين . آخرين باحترام المعايير يعاد تقسيم الجماعة الكبيرة إلى
المطلوبة . * الحصول على أفكار جماعات أخرى صغيرة مختلفة
وطرائق جديدة لالشتغال . لالشتغال حول نشاط
مثال : آخر ،ثم االلتقاء في نقاش
موسع ثان .
-عدم تكرار نفس األعضاء
( نقوم بنفس العمليات ثالث
مرات أو أكثر بحسب
-ضمان المساواة من حيث األنشطة )
العدد ،أو وفق معايير أخرى
كالجنس أو المستوى
الدراسي أوالمهنة )..
* يهندس وضعية الجلوس على * ال تتيح للجميع إمكانية * يتدخل كل مشارك أمام المناقشة العامة : المناقشة في إطار
شكل دائرة التدخل (يهمش على إثرها الجميع (الجماعة الكبيرة ) ( )la plénière الجماعة الكبرى
الخجول ،والكتوم ، بتقديم رأي أو استفسار أو وهي تنبني إما على تدخالت Discussion au
* يقوم بدور المسير للنقاش العام والمتردد )... اعتراض أو تعقيب أو المشاركين بحسب رغبتهم في sein du grand
إضافة .. المناقشة من خالل أخذ الكلمة groupe
* يحدد المنشط المدة الزمنية لكل * التدخل أما م جماعة باختيارهم أو بطريقة التناوب
تدخل (وذلك وفق أعداد الراغبين موسعة غالبا ما يكون * مقارنة وجهات النظر حسب الترتيب في المقعد أو
في التدخل ) مصطنعا ( ،غير عفوي ) المختلفة الالئحة االسمية .
( إال أن طريقة التناوب
* عدم تحمل المسؤوليات تعرضت لبعض االنتقادات ،
(التسيير،التقرير)... العتبارات منها :
-أنها غير ممكنة في حالة
وجود عدد كبير من
المشاركين .
-أنها ملزمة ،مما يجعلها
سلطوية ومنفرة في نظر
الخجولين أو الذين لم تتكون
لديهم أفكار بعد)
-يهندس وضعية الجلوس على -يتحول معظم األعضاء إلى -الموضوع تم تهييئه من المائدة المستديرة :
شكل مائدة مستديرة مستمعين (متلقين) حيث تقل طرف المتطوعين ( )table ronde المناقشة في إطار
-يقوم بدور المسير للنقاش نشاطاتهم الجماعة الكبرى
-يحدد المدة الزمنية لكل تدخل -غزارة في المعلومات -يتطوع بعض األعضاء في Discussion au
-يقوم التركيب النهائي والمعارف المبحوث عنها مناقشة موضوع ما بصوت sein du grand
مرتفع . groupe
-يهندس وضعية الجلوس على -غير ممكنة في حالة وجود -تسمح للجميع بالمشاركة دورة حول المائدة :
شكل مائدة مستديرة عدد كبير من المشاركين ( )tour de table
-التدخل بكامل الطمأنينة -كل عضو ينتظر دوره في
-يقوم بدور المسير للنقاش -هذه التقنية تبدو أحيانا (الخوف من المقاطعة لم يعد التدخل
ملزمة للتدخل ،وبالتالي منفرة مطروحا
-يحدد المدة الزمنية لكل تدخل لدى عدم الراغبين في أخذ -اآلخرون يلتزمون
بحسب عدد المشاركين الكلمة الصمت ،وال يقاطعون كالم
المتدخل
-يقوم التركيب النهائي
ـ تقنية المحادثة
" * يختار كل تلميذ أحد الرقمين 1أو 2ليتسمى به داخل مجموعة ثنائية.
• كل حامل رقم 1يسأل زميله رقم 2مدة دقيقة ،ثم تتبادل األدوار.
• يعرض كل تلميذ نتيجة حواره أمام كامل القسم.
• تدخل األستاذ يكون مساوقا للعروض ،مع تسجيل المعطيات التي يراها ضرورية
تقنية:1.2.4.8.16
تقوم هذه التقنية على البناء التدرجي اللولبي للتعلم ،حيث يطلع األستاذ جماعة القسم أوال على موضوع التنشيط وغاياته
وأهدافه وذلك من خالل كتابته على السبورة ثم تمنح لجماعة القسم خمس دقائق للتفكر الذاتي والشخصي في الموضوع؛
بعدها ينصرف:
ـ إلى المراحل التالية:
• كل متعلم يعمل يشتغل مع جاره وزميله ،بمعنى تشتغل جماعة القسم في هذه المرحلة األولى مثنى مثني مع صياغة كل
اثنين إجابتهما في إجابة واحدة في ثماني دقائق.
• ثم يجتمع كل اثنين مع اثنين آخرين لتشكيل مجموعة رباعية ،تصيغ إجابتها من اإلجابتين السابقتين في عشر دقائق مع
العلم أن اإلجابة يمكن أن تتسع وتنقح ..إلخ.
• ثم تجتمع كل مجموعة رباعية مع أختها لتشكيل مجموعة ثمانية ،تصيغ إجابتها من اإلجابتين السابقتين للمجموعتين
الرباعيتين في خمس عشرة دقيقة.
ـ وتقوم كل المجموعات الثمانية ( أو الرباعية أو الست عشرية ،حسب قرار األستاذ ) بتدوين نتائج إنجازها على السبورة
لصياغة نتيجة نهائية من نتائجها في عشر دقائق ،ويعمل األستاذ على تنقيحها وتطعيمها من خالل مناقشة التالميذ .ويالحظ
أن هذه المرحلة تكون طويلة تستغرق وقتا أكثر؛ مما ينصح بتوزيع أوراق كبيرة لهذا الغرض للمجموعات أو أوراق شفافة
لعرضها بالعاكس إذا توفر هذا األخير اختصارا للوقت.
ـ في األخير يطلب من التالميذ تدوين النتيجة النهائية لديهم بمثابة عمل فردي تدعيمي يرجع إليه في تعلماته.
يتدخل األستاذ لتصويب وإغناء
وإثراء النتيجة النهائية
ـ خَرْ ٌج فردي يسجل كل متعلم النتيجة النهائية لدعمه الخاص
في تعلماته الالحقة والجديدة
ولتوضيح هذه التقنية أكثر يمكن التمثيل لها بقسم يضم 20تلميذا وتلميذة ،حيث يشكل األستاذ أربع مجموعات من خمسة
أفراد ذكورا وإناثا ،تختلف قدراتهم التحصيلية واألدائية ما بين ضعيف ومتوسط ومرتفع أو عال ،ثم يقسم موضوع الدرس
إلى خمس فقرات بعدد أعضاء الفريق ،وليكن مثال الدرس درس تركيب يتعلق بالفاعل ،ولتكن مثال فقراته أو مقاطعه
التعليمية كالتالي:
• تعريف الفاعل؛
• موقع الفاعل؛
• إعراب الفاعل؛
• أنواع الفاعل؛
• تقدير الفاعل.
فيتكلف كل تلميذ أو تلميذة بمقطع من الدرس ،بعدها يجتمع كل تلميذ مع زميله أو زميلته الذي/التي له/لها نفس المقطع من
الدرس ،ويدرسونه فيما بينهم ،ثم بعدئذ يرجع كل متعلم أو متعلمة إلى فريقها األصلي قصد تعليم وتدريس المقطع الذي
درسه ،وهكذا يدرس جميع أعضاء الفريق الدرس كله من خالل زمالئه في فريقه األصلي .وفي نهاية الدرس يجيب الفريق
على بنود التقويم الموضوع للدرس .
تقنية الرسول:
هذه التقنية نسخة معدلة من التقنية السابقة ( جيكسو ) ،حيث تعتمد الخطوات التالية:
• توزع جماعة القسم إلى مجموعات من 4إلى 5أفراد مختلفي الجنس والتحصيل الدراسي واألداء التعلمي.
• يختارون رسوال يمثل مجموعتهم لدى المجموعات األخرى ،يتصف بالتواصل والقدرة على التعبير عن مضمون
تعلماتهم.
• يجزأ الدرس إلى مقاطع مختلفة أو محاور تعلمية أو مباحث معينة حسب عدد المجموعات ،ثم تتكلف كل مجموعة بمحور
أو مبحث واحد ،ويدرسونه مدة 10أو 15دقيقة مع تسجيل نتائجهم وتدوينها من طرف المقرر أو الرسول.
• يقوم الرسل في نهاية الوقت المخصص لدراسة المباحث من المجموعات بإطالع وإفادة المجموعات األخرى بما تم
إنجازه من قبل مجموعاتهم ،وذلك بوثيرة دقيقتين لكل رسول.
• يسجل الرسل رسائلهم على السبورة بعد االنتهاء من إخبارياتهم ،حتى يطلع الرسل على رسائل زمالئهم اآلخرين.
• يتدخل األستاذ في استخالص ملخص للدرس بمعية المتعلمين ومشاركتهم ،ويسجلوه عندهم مرجعية تعلمية للبناء عليها في
تعلماتهم القادمة.
ـ تقنية العينة أو البانيل:
وهي تقنية تمثل في أصلها تباحث وتدارس مختصين مواضيع تهم اختصاصهم ،بحضور شخص غير مختص يقوم بطرح
أسئلة قصد تحليل ومناقشة ومقاربة مواضيع وقضايا مختصة ،لتتجلى لدى جماعة من المشاهدين .وهي نفسها التقنية ـ مع
بعض التجاوز ـ التي تدار بها الندوات التلفزية .حيث في الحقل التعليمي تعمل على تمكين المتعلم من كفاية اإلنصات
والنقاش والتعبير عن األفكار والدفاع عنها ،والتحكم في الوقت وضبطه ،والجرأة على مواجهة الجمهور ،وعلى اإلجابة عن
األسئلة بكل ثقة ..وتتم هذه التقنية وفق الخطوات التالية:
ـ توزع جماعة القسم إلى مجموعتين:
1ـ مجموعة " العينة " وتمثل ربع ( ¼ ) عدد تالميذ جماعة القسم ،تجلس في شكل نصف دائرة أمام المجموعة الثانية،
ويناط بها مهمة مناقشة الموضوع المستهدف في مدة 10دقائق؛ مع تدخل األستاذ في محطات معينة لمعطيات جديدة أو
تكميلية أو إرشادات وتوجيهات ضرورية.
بعد االنتهاء من مناقشة وتدارس الموضوع ،تتلقى المجموعة األسئلة من المجموعة الثانية من خالل انتداب عضو منشط ،ثم
تجيب عنها في 10دقائق ،وكلما عجزت عن اإلجابة تدخل األستاذ من أجل اإلجابة أو البحث عنها لدى جماعة القسم.
2ـ مجموعة " المشاهدين " أو الجمهور ،وهي مجموعة تتكون من ثالثة أرباع ( ¾ ) عدد التالميذ ،أي تتكون من مجموع
التالميذ الباقين .وتناط بها مهمة اإلنصات إلى النقاش وتسجيل األسئلة وطرحها بعد انتهاء المناقشة.
ـ تؤلف جماعة القسم تحت إشراف وتوجيه األستاذ النتائج المحصل عليها من المناقشة واإلجابة عن األسئلة ،مع تدوينها
على السبورة التخاذها مرجعية في الموضوع.
يقصد بالتربية ما قبل المدرسي َّة ( )pre-school educationتلك المرحلة التي تسبق دخول الطفل إلى
المدرسة االبتدائيَّة ،أي المرحلة التي تمتد من الوالدة إلى سن السادسة تقريباً .وهي ال تتم في ُمؤسَّسات قائمة بذاتها ومستقلة
تمام االستقالل عن جوانب الحياة االجتماعيَّة والمدرسيَّة ،بل ترتبط بها وتؤهل الطفل لها .وتقسم مرحلة التربية ما قبل
المدرسيَّة إلى مرحلتين :مرحلة دار الحضانة :وهي ُمؤسَّسات تستقبل األطفال من األيام األولى حتى الثالثة من العمر،
وتستهدف توفير الرعاية لهم بما يتناسب و ُمكوَّناتهم البيولوجيَّة والصحيَّة والغذائية والحركيَّة والعاطفيَّة والكالمية في فترة
غياب أمهاتهم ،سوا ًء أكان الغياب بسبب العمل أم بسبب آخر ،تقوم دار الحضانة بدور البيت البديل ،وتلبي حاجات الطفل
األساسيَّة ،وتسهم المربية فيها بتقديم وجبات الطعام ،والرضاعة واللباس والنظافة ،والنوم ،وتعمل على تنظيم جو الدار على
نحو يجعله قريبا ً جداً من جو المحيط األسري .مرحلة رياض األطفال :وهي ُمؤسَّسات تربويَّة تستقبل األطفال من عمر
الثالثة حتى السادسة ،وتسعى إلى توفير الشروط التربويَّة المناسبة ،والجو المالئم لرعاية القوى الكامنة للطفل بغية إيقاظها،
وتسهيل سبل نموها من النواحي الجسديَّة والعقليَّة والنفسيَّة واالجتماعيَّة جميعها .تطور التربية ما قبل المدرسيَّة كانت مصر
القديمة من أكثر بلدان الشرق القديم عناية بالتربية ،حيث تقدم األم لطفلها مبادئ الدين وآداب السلوك والقراءة والكتابة
والحساب والسباحة والرياضة البدنيَّة .أما اليونان فقد نظروا إلى الطفل وكأنه رجل صغير ،يجب أن يعتاد المشقة والخشونة
والرياضة ،وتحمل األلم ،واالتصاف بأخالق الرجال ،وكان تعهد تربيته إلى مربيات معدات لهذا الغرض ،وأكد أفالطون
(إن الطفل يجب أن يهيأ لحياة الكبار منذ وقت مبكر) أما أرسطو فقد أكد ضرورة البدء بالتربية الجسميَّة ،حيث ذلك بقولهّ :
يؤجل التربية الخلقية والفكريَّة حتى سن الخامسة من العمر .ونظر الرومان إلى الطفل على أنه رجل صغير ،ودعا
كوانتليان ( )Quintillionإلى تخير مرضعات فاضالت حكيمات قويمات اللسان ،يعهد إليهن بتربية األطفال .واهتمت
التربية المسيحية بتعليم األطفال مبادئ الدين والقراءة على أيدي الراهبات .ومع انتشار اإلسالم ظهرت الكتاتيب ،وبدأت
تعلم األطفال القرآن الكريم ،حيث بدأت بتعليم الطفل منذ سن الخامسة ،وكان للكتّاب نوعان :لتعليم القراءة والكتابة :حيث يتم
هذا النوع من التعليم في منازل ال ُمعلِّمين أو في مكان مخصص لذلك .لتعليم القرآن ومبادئ الدين اإلسالمي :وكان مكانه في
المسجد ،وما يزال بعضها ،وفيه يتعلَّم األطفال القرآن الكريم واألحاديث وبعض أحكام الدين ،وقد تحمل اسم المدارس
القرآنية .هذا وقد قامت الكتاتيب مقام رياض األطفال في العصرين األموي والعباسي وفيما تاله من العصور التي استمرت
حتى فترة قريبة من الوقت ،وبعضها مخصص لسواد الشعب ،واآلخر ألبناء الطبقة العليا ،ولم تقتصر الكتاتيب على القراءة
والكتابة وتعليم القرآن ،بل كان يخصص وسط النهار ليقضيه األطفال في اللعب والرياضة .ومن أشهر المربين العرب الذين
اهتموا بتربية األطفال الصغار الغزالي ،وابن خلدون ،وابن سينا ،وغيرهم .وظلت الكتاتيب مدة طويلة قبل الخمسينيات تمثل
ال ُمؤسَّسة التربويَّة األساسيَّة لتعليم األطفال في المراحل ال ُمب ِّكرة من حياتهم في معظم البلدان العربيَّة ،وقد تطوَّرت بعض تلك
التحول إلى روضات فقيرة باألثاث والمواد التربويَّة .وبرز في عصر النهضة ُمف ِّكرون تربويون درسوا ُّ الكتاتيب باتجاه
طبيعة الطفل ،وأوجدوا طرائق مشوقة في تعليم األطفال وتربيتهم ،وحاربوا األنظمة القاسية في تربية األطفال ،ومهدوا
لظهور رياض األطفال ،ومن هؤالء المربين :كومينوس ( )Comeniusإذ كان آلرائه أثر كبير في البدء بافتتاح مدارس
األطفال في القرن السابع عشر ،فهو يرى أن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة من أجل تربية األطفال ،ولذلك دعا إلى ضرورة
وجود مدارس تعنى بهذه المرحلة ،وقد قسم التعليم إلى أربع مراحل :مدارس األمهات ،فاألم هي ال ُمعلِّمة األولى للطفل حتى
السادسة ويتعلَّ م األطفال في الرياض معاني (الماء والهواء والتراب والنار والمطر والشتاء والربيع) .أما الطرائق
ال ُمستخدَمة فهي اللعب ألنه يناسب طبيعة الطفل ويكسبه النشاط والحيوية .المدارس االبتدائيَّة .المدارس الثانويَّة .المدارس
العالية .أما جان جاك روسو ( )Rousseauفقد جعل مرحلة الطفولة مرحلة سعيدة بالنسبة إليهم ،وهو يرى أن األطفال في
األصل أبرياء ،ولكن المجتمع هو الذي يفسدهم فيما بعد ،ودعا إلى أن نهيئ لألطفال بيئة مناسبة يتعلَّمون من خاللها األمور
التي تجعلهم مسرورين وسعداء ،ولهذا ال يجوز أن نرهقهم بتعلُّ م القراءة والكتابة قبل سن العاشرة ،ومن المهم أن يعاملوا
على أنهم أطفال وليسوا رجاالً صغاراً ،وأكد ضرورة االهتمام بتربية حواس الطفل من خالل إحاطته بالوسائل التي تسهم
في تنمية حواسه .وركز بستالوزي ( )Pestalozziاالهتمام على تأسيس مدرسة لألطفال ،تهتم بتربيتهم منذ وقت مبكر
وتفسح لهم المجال واسعا ً للقيام بالتجارب ،والتعرُّ ف إلى طبيعة األشياء ،وعهد بتربيتهم إلى مربين ذوي صفات شخصيَّة
طيبة ولطيفة .وأول ما افتتحت هذه المدارس في سويسرا ،والتربية في نظره نمو قوى اإلنسان وملكاته نمواً طبيعيا ً في
اتساق وانسجام .والطفل هو محور العمليَّة التربويَّة ،لذلك ركز االهتمام على ضرورة تنمية قدراته الحسيَّة ،والخلقية،
والعقليَّة ،من خالل النشاط التلقائي والتأمل .ويعد فروبل ( )Frobelأبا ً لرياض األطفال ،حيث أنشأ روضة لألطفال في
ألمانيا عام ( .)1837ويرجع الفضل إلى فروبل في تسميته الروضة حديقة األطفال .وطور مجموعة من المواد التعليميَّة،
سماها الهدايا ،اشتملت على الكرات والمخروطات ،والكتل الخشبية ،والغزل الملون .وأنشأت المربية اإليطالية والطبيبة
مونتسوري ( )M.Montessoriمدرستها لألطفال في العام ( ،)1907وكانت تضم أطفاالً ما بين سن 3و7سنوات،
وأسمتها (بيت األطفال) ،إذ وضعت نظاما ً تربويا ً لمساعدة األطفال على تطوير الذكاء واالستقاللية .ويشجع المربون في
والتذوق ،لتنمية القدرة على
ُّ مدرسة مونتسوري على استخدام الحواس ال ُمتعدِّدة كاللمس ،والنظر ،والشم ،والسمع،
االستكشاف والتعامل اليدوي مع المواد في محيطهم المباشر .واقع التربية ما قبل المدرسيَّة تهتم دول العالم بالتربية ما قبل
المدرسيَّة اهتماما ً خاصاً ،مما جعل بعضها يدخلها ضمن السلم التعليمي المدرسي (وخاصة المرحلة األخيرة منها) أي ما
بين سن ( )5و( ) 6سنوات .وقد تشرف عليها وزارات التربية كما في فرنسا أو السلطات المحلية كما في إنكلترا ،أو مجالس
الواليات في الواليات المتحدة األمريكيَّة .ومن المالحظ أن أهداف الرياض تتشابه في معظم دول العالم ،حيث تهدف إلى
تأمين الرعاية الصحيَّة والتدريب على العادات والسلوك الحسن ،ويتم ذلك من خالل مناهج خاصة باألطفال ،حيث تركز
أن معظم المناهج هي مناهج بعض البلدان على تعليم األطفال مبادئ الكتابة والقراءة والحساب في المرحلة األخيرة .إال ّ
أنشطة ُمتن ِّو عة لتعويد األطفال النشاط والعمل ،وتقدم المناهج من خالل طرائق مستمدة من أساليب ومبادئ وضعها فروبل
ومونتسوري وروسو وغيرهم من رواد التربية .وتعهد التربية في رياض األطفال إلى ُمعلِّمات جرى إعدادهن بتأهيل
تربوي عال في معاهد خاصة بتربية األطفال ،وفي إنكلترة يشترط أن تتوافر صفات خاصة في ال ُمعلِّمة إضافة إلى تأهيلها
العلمي والتربوي ،أما في الواليات المتحدة األميركية فإن شهادة الماجستير أو الدكتوراه في التربية شرط أساسي للعمل في
رياض األطفال .وفي الوطن العربي يمثل أطفال الرياض نسبة هامة من المجتمع العربي ،إال أن عدد رياض األطفال ال
يتناسب مع عدد األطفال في هذه المرحلة العمرية ،وال يحظى الريف بالقدر نفسه الذي تحظى به المدن من حيث عدد
رياض األطفال ،كما يسهم القطاع الخاص إسهاما ً مهما ً في رياض األطفال ،وال تلقى رياض األطفال األهمية نفسها من
القطاع الحكومي التي يوليها لمراحل التعليم األخرى .ومن المالحظ عدم توافر مبان معدة خصيصا ً ألن تكون رياض أطفال
في بعض أقطار الوطن العربي ،كما أن معظم خدمات رياض األطفال تقدم بمقابل قد تعجز عنه األسر المتوسطة والفقيرة،
وقلما تقدم الحكومات اإلمكانات إلنشاء رياض األطفال .ومن الجدير بالذكر أن المستوى التدريبي والتعليمي ل ُمعلِّمات
الرياض ،يتباين من دولة إلى أخرى ،وخالصة القول إن حداثة رياض األطفال في الدول العربيَّة هي أحد األسباب التي أدت
إلى وجود عقبات وصعوبات مختلفة في النواحي الفنيَّة واإلداريَّة والماليَّة والوعي العام .التربية ما قبل المدرسيَّة من خالل
التلفاز والفيديو :تعد برامج التلفاز والفيديو وسيلة سمعيَّة بصريَّة هامة جداً في حياة األطفال ،حيث يترَّقبون ما يقدم إليهم
بشوق ،ويمكن بث برامج هادفة عن طريق الصور ال ُمتح ِّركة بوصفها وسيلة تربويَّة ثقافيَّة تعليميَّة ،ولها تأثير كبير في
نفوس األطفال ،إذ تجعلهم يعيشون التجربة ،وينفعلون بالمواقف ،ويتعلَّمون في أسرع وقت ممكن .وعندما بدئ باستخدام
التلفاز في مجال تربية األطفال بدئ باستخدامه في نقل المحتوى المعرفي إلى األطفال وبعض المهارات الحركيَّة وما زال
هذا االستعمال سائداً حتى اليوم ،وتنتشر اليوم برامج تلفازية محلية وفضائية تحوي سالسل من البرامج تشمل محتويات
ُمتن ِّو عة من المعرفة يقدم إلى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة ،حيث ثبتت أهمية التلفاز في تنمية مهارات القراءة والحساب
والمعلومات الحياتيَّة لديهم إضافة إلى تنميتها لالتجاهات والقيم البيئيَّة واالجتماعيَّة المرغوب بنشرها ،وقد بدئ مؤخراً
بإنتاج سالسل من البرامج التلفزيونية الحديثة التي تعالج المحتوى االجتماعي والعاطفي ،ومن دواعي إنتاج مثل هذه
البرامج اهتمام المربين الحديثين المتزايد بالتربية االجتماعيَّة والعاطفيَّة ،ومن أمثلة البرامج الموجهة إلى طفل ما قبل
المدرسة برنامج افتح يا سمسم ،المعرب عن البرنامج األميركي (طريق السمسم) ،بعد أن أعيدت صياغته وفق فلسفة
التربية العربيَّة و أسسها ،وقد وجد األطفال في هذا البرنامج المتعة والفائدة ،مما يساعدهم على التكيُّف مع المدرسة
االبتدائيَّة فيما بعد ،خاصة األطفال الذين لم تهيأ لهم الظروف الدخول إلى ُمؤسَّسات ما قبل المدرسة االبتدائيَّة .إذ يهدف هذا
البرنامج إلى إغناء ثروة الطفل اللغويَّة والمعرفيَّة والعلميَّة ،مع توعيته الصحيَّة وتنمية ذوقه الفني ،وتعريفه بالعالقات
االجتماعيَّة السائدة في مجتمعه ،وأهمية العمل اليدوي وتبصيره بأنه فرد من أمة لها تاريخ رائع ولغة واحدة ،وأن الوطن
العربي هو وطنه الكبير وفيه الكثير من الثروات والخيرات ،مع الحرص على تعويد الطفل المحاكمة والتفكير العلمي،
وإثارة انتباهه للكون وما فيه من مخلوقات تدل على وجود هللا ويعد هذا المسلسل أول مسلسل عربي موجه ألطفال ما قبل
المدرسة تلته مسلسالت أخرى .وقد بينت الدراسات أن البرامج التلفزيونية المقدمة إلى أطفال ما قبل المدرسة يمكن أن تزيد
في قدرتهم على ضبط الذات ،وتزيد في مهاراتهم في التفاعل االجتماعي مع اآلخرين ،وال تقف حدود التعليم من خالل
التلفاز عند هذا الحد بل تمتد إلى تعلم األطفال وتنقل إليهم أساليب التعامل مع اآلخرين وأسس األخالق الحميدة السائدة،
ومعلومات عن العالم المحيط بهم وخبرات من الصعب لهم أن يختبروها فتجعلهم يتخطون حدود الزمان ،فتعرفهم بالماضي،
كما تتخطى حدود المكان من خالل عرض صور ألشياء من الصعب اختبارها عند بعضهم كصور السفن في البحر
إن تلك الفعاليَّة الكبيرة ألثر التلفاز في تعليم األطفال تلقي والطائرات في المطار والوصول إلى نقطة على الكرة األرضيةّ .
على عاتق مصممي برامج األطفال مسؤولية كبيرة جداً تتجلى في انتقاء البرامج التي تخدم طبيعة وأهداف المرحلة،
وتتناسب مع مستوى نمو طفل ما قبل المدرسة ،وتالئم القيم الثقافيَّة للمجتمع الحضاري المعاصر .استخدام الحاسوب في
التربية ما قبل المدرسيَّة بدأ استخدام األطفال للحاسوب في األلعاب اإللكترونيَّة التي قد تؤدي إلى إدمان األطفال الجلوس إلى
شاشة التلفاز والحاسوب ،مما جعل بعضهم يعتقد بأن كميَّة المعلومات التي يتعلَّمها الطفل في هذه المرحلة من الطفولة أكبر
بكثير من كميَّة المعلومات المتوافرة لدى ال ُمف ِّك رين الكبار في العصور القديمة ،وصار الطفل أكثر خبرة في المعلومات
والتكنولوجيا وهذا ما دعا بعض المربين إلى إدخال الحاسوب في برامج رياض األطفال .وفي الحاسوب اآللي يتم التخاطب
بين الطفل والحاسوب بطريقة يتم فيها عرض الحاسوب للسؤال ،واإلجابة يصدرها الطفل ،حيث يقوم الحاسوب بتصويب
اإلجابة ،ومن ثم تقويمها ثم إظهار الخطوة القادمة للعبة ،وهكذا يتم تكرار عرض المشاهد حتى نهاية اللعبة ،ومن خالل
اللعب بهذا األسلوب يتعلَّم الطفل مهارات التخاطب مع الحاسوب وإظهار األوامر وإظهار االستجابة ،ويتدرب على التفكير،
وتجعله يطور اتجاها إيجابيا ً نحو نفسه ،مع االعتماد على نفسه للوصول إلى ما يريد من حل أحجيات ومشكالت ،كما أن
تفاعل الطفل مع الحاسوب في السنوات ال ُمب ِّك رة يسهم في امتصاص حالة الخوف من التعامل مع المواد والمخترعات
التكنولوجيَّة ،ومن ثم إعداد الطفل لمثل هذه المهمات في المستقبل ،خاصة وأن هذا المستقبل مليء بالمخترعات وتفجر
المعرفة وزيادة االختراعات ووفرتها يتطلَّب من الطفل أن يكون مستعداً إلى حد بعيد للتفاعل مع ذلك .وسيصير الحاسوب
أداة تعلم من الضروري توافرها في كل مدرسة وروضة ،كما أنه سيصبح األداة التي تعامل بها أطفال الروضة قبل دخولهم
المدارس ،لذلك ينبغي جعل الطفل في مرحلة ما قبل المدرسيَّة يعيش عصره ،ويتعامل مع نظام المعلومات مبكراً حتى
يستطيع التكيُّف مع عصر المعلومات الجديد.
مدخل إلى علم النفس التربوي
مقدمة
حتى يتوصل المربون إلى فهم التلميذ كما يجب ،البد من دمج التربية مع علم النفس بشكل يتمخض عن هذا الدمج علم اسمه
"علم النفس التربوي" ،غير أن هذا العلم الجديد كسائر فروع علم النفس لم يتطور إال في الثالثينات من القرن العشرين،
حيث تم تحديد موضوع سيكولوجية المواد الدراسية كالقراءة و التهجي و الحساب و انتشرت أبحاث كثيرة في طرق
التدريس.
و في الستينات تركزت األفكار الرئيسية حول محتوى علم النفس التربوي وتحدد موضوعه ،و أصبح له كيانه المستقل و
المتميز.
-1تعريف علم النفس التربوي و تحديد مجاله و مواضيعه
- 1- 1تعريف علم النفس التربوي :
علم النفس التربوي :هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني في مختلف المواقف التربوية.
كما أنه فرع نظري وتطبيقي من فروع علم النفس يهتم أساسا بالدراسات النظرية واإلجراءات التطبيقية لمبادئ علم النفس
في مجال الدراسة وتربية النشء وتنمية إمكاناتهم وشخصياتهم ويركز بصفة خاصة على عمليتي التعليم و التعلم .
و يعرفه د .فؤاد أبو حطب و د .أمال صادق بأنه سيكولوجية المنظومات التربوية والدراسة العلمية للسلوك اإلنساني الذي
يصدر خالل العمليات التربوية (أبو حطب وصادق .)2002
أما توق و آخرون ( )2002فيعرفون علم النفس التربوي بأنه ذلك الميدان من ميادين علم النفس الذي يهتم بدراسة السلوك
اإلنساني في المواقف التربوية وخصوصا في المدرسة ،وهو العلم الذي يزودنا بالمعلومات والمفاهيم و المبادئ و الطرق
التجريبية و النظرية التي تساعد في فهم عملية التعلم و التعليم و تزيد من كفاءتها .
و يذكر الزغول ( ) 2002أن علم النفس التربوي هو ذلك المجال الذي يعني بدراسة السلوك اإلنساني في مواقف التعلم و
التعليم لدى األفراد ،ويسهم في التعرف إلى المشكالت التربوية و العمل على حلها و التخلص منها (.أبو جادوا. )2005،
نستخلص أن علم النفس التربوي هو الدراسة المنظمة للسلوك اإلنساني و عملياته العقلية و االنفعالية و الشعورية و األنشطة
الجسمية ذات العالقة ،في المواقف التربوية الهادفة لمساعدة الفرد على النمو السوي المتكامل من النواحي العقلية و
الجسمية و االجتماعية ،ليصبح قادرا على التكيف مع نفسه و ما يحيط به .أبوجادو2005 ،
– 2- 1مجال و موضوع علم النفس التربوي :
يعد علم النفس التربوي la psychopédagogieمن المقررات األساسية الالزمة لتدريب المعلمين في كليات و معاهد
التربية ،و إعداد المعلمين و الموجهين في برامج التدريب و التأهيل بمختلف أنواعها و مستوياتها وإعداد األخصائيين
النفسيين العاملين في المجال المدرسي .
و المهمة الجوهرية لهذا العلم هي تزويد المعلمين و غيرهم من العاملين في ميادين تعديل السلوك اإلنساني بالمبادئ النفسية
الصحيحة التي تتناول مشكالت التربية و مسائل التعلم المدرسي لكي يصبحوا أعمق فهما و أوسع إدراكا و أكثر مرونة في
المواقف التربوية.
و من أهم الطرق التي اعتمد عليها الباحثون في تحديد مجاالت و موضوعات علم النفس التربوي ،تحليل محتوى المؤلفات
التي كتبت في هذا الميدان ،فوجدوا أن أكثر الموضوعات تكرارا هي :
-1النمو المعرفي و الجسمي و االنفعالي و االجتماعي .
- 2عمليات التعلم و نظرياته و طرق قياسه و تحديد العوامل المؤثرة فيه ،و انتقال أثر التدريب و االستعداد للتعلم و طرق
التدريس ،وتوجيه التعلم و تنظيم موقف التدريس .
- 3قياس الذكاء و القدرات العقلية و سمات الشخصية و التحصيل ،و أسس بناء االختبارات التحصيلية و شروط
االختبارات النفسية و التربوية .
-4التفاعل االجتماعي بين التالميذ و المعلمين و بين التالميذ أنفسهم .
-5الصحة النفسية للفرد و التوافق االجتماعي و المدرسي .
ويحدد أوزوبل Ausubelمجال و موضوع علم النفس التربوي بمشكالت التعلم التالية
- 1اكتشاف تلك الجوانب من عملية التعلم التي تؤثر في اكتساب المعلومات و االحتفاظ بها لمدة طويلة .
-2تحسين التعلم بعيد المدى و القدرة على حل المشكالت .
- 3اكتشاف الخصائص الشخصية و المعرفية للمتعلم ذات العالقة بالتعلم و اكتساب المعرفة ،و كذلك اكتشاف الجوانب
االجتماعية و العالقات الشخصية المتبادلة في البيئة التعليمية التي تؤثر في نتائج تعلم المادة الدراسية ،و اكتشاف عوامل
دافعية التعلم و الطرق النموذجية الستيعاب هذه المادة .
-4اكتشاف أكثر الطرق كفاية في تنظيم المواد التعليمية و تقديمها و كيفية توجيه التعلم
و استثارته نحو أهداف محددة (.أبو جادوا)2005،
يهتم علم النفس التربوي إذن بدراسة الخصائص األساسية لمراحل النمو المختلفة وكيفية تطبيقها في الميدان التربوي و في
إعداد المناهج الدراسية التي تناسب كل مرحلة عمرية معينة .ويهتم بكيفية تطبيق واستخدام المبادئ األساسية لعمليتي التعليم
و التعلم ،كما أنه :
- 1يعتمد على مجموعة من الحقائق والمعارف المشتقة من البحث العلمي في علم النفس.
-2يركز على دراسة السلوك في مجاالت العمل المدرس.
- 3يتبنى منهجا للبحث العلمي و تجميع و تنظيم البيانات و المعارف.
- 4دراسة المبادئ و الشروط األساسية للتعلم.
-5تعويد األطفال على العادات و االتجاهات السليمة.
- 6إجراء التجارب لمعرفة افضل المناهج التعليمية.
- 7االستعانة باالختبارات النفسية لقياس ذكاء التالميذ.
و نستنتج باختصار من خالل ما ذكرناه من معطيات ،أن موضوع علم النفس التربوي هو التعلم المدرسي
2 .أهداف علم النفس التربوي.
يقدم علم النفس التربوي المساعدة الضرورية لحل المشكالت التربوية بصفة عامة ومشكالت التعليم بصفة خاصة ،مثل
هذه المشكالت تظهر من خالل ممارسات المعلمين في المدارس ،و استخدامات علم النفس التربوي تقع في خمس مجالت
هي :
–1األهداف التعليمية :يقصد باألهداف التعليمية أنها أهداف المدرسة بصفة عامة والتعليم بصفة خاصة.
- 2خصائص نمو التالميذ :يتعامل علم النفس التربوي مع طرق صياغة األهداف وتصنيفها و استخدامها في التعليم فعند
صياغة األهداف ينبغي مراعاة خصائص التلميذ حتى يمكن معرفة كيفية حدوث التعلم الجيد عند هذا التلميذ .
- 3طرق التدريس :ينبغي معرفة الطرق التي يمكن بها تنمية القدرات المعرفية للتالميذ و كذلك طرق تنميتهم في الجوانب
الجسمية و االجتماعية و االنفعالية في مراحل النمو المختلفة من الطفولة إلى الرشد ،باإلضافة إلى معرفة أساليب تعليم
التالميذ .
- 4طبيعة عملية التعلم :تتعامل عملية التعلم مع الطرق التي بها نكتسب األساليب الجديدة في السلوك و هذه الطرق تهم
المعلمين حيث تساعدهم على اختيار طرق التدريس .والطرق التي يختارها المعلمين من أجل تحقيق األهداف و تحقيق
أفضل نتائج.
- 5تقويم التعلم :يتم تقويم التعلم بواسطة االختبارات بأنواعها المختلفة … كل ذلك يبين أهمية علم النفس التربوي
واستخداماته في المدرسة ( .منسي ) 1990 ،
و تركز البحوث في علم النفس التربوي في ثالثة مجاالت رئيسية أو ثالثة متغيرات هامة هي األهداف التعليمية ،خصائص
التلميذ ،و طرق التدريس .
فاختيار طرق التدريس ينبغي أن يكون مبنيا على طبيعة هذه األهداف ( معرفية – وجدانية – نفس حركية ) و على طبيعة
التالميذ الذين يقوم المدرس بتعليمهم ،فعلم النفس التربوي يعمل على توفير المعلومات التي على أساسها يتم اختيار طرق
التدريس .
إن مهمة عالم النفس التربوي و هو يتعامل مع العملية التعليمية ،إنما هي وظيفة و مهمة الخبير الذي يقرر الوسائل التي
يجب إتباعها للحصول على النتيجة المرغوب فيها ،بأكبر درجة من الكفاية ،و من هنا كانت أهمية دراسة علم النفس
بالنسبة للمعلم .
و يهدف علم النفس التربوي ،إلى تحقيق غرض مزدوج أال و هو تطوير أسس علم النفس العام و تطبيقها من أجل تطوير
العملية التربوية ،و لكي يحقق هذا الغرض فإنه ينهل من ميادين علم النفس األخرى ،و بخاصة ميادين التعلم و النمو و
الفروق الفردية و الصحة النفسية و اإلرشاد و التوجيه ،و غيرها .
ويرى جودوين و كلوزماير ( )Goodwin & Klausmeirأن علم النفس التربوي يسعى إلى تحقيق هدفين أساسين هما :
– 1توليد المعرفة الخاصة بالتعلم و المتعلمين و تنظيمها على نحو منهجي ،بحيث تشكل نظريات و مبادئ و معلومات
ذات صلة بالتالميذ و التعلم .
يشير هذا الهدف إلى الجانب النظري الذي ينطوي عليه علم النفس التربوي ،فهو علم يتناول دراسة سلوك المتعلم في
األوضاع التعليمية المختلفة ،حيث يبحث في طبيعة التعلم و نتائجه و قياسه ،و في خصائص المتعلم ذات العالقة بالعملية
التعلمية التعليمية .
- 2صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين و التربويين من استخدامها و تطبيقها في المواقف التعلمية التعليمية .
يشير هذا الهدف لعلم النفس التربوي إلى جانبه التطبيقي ،إذ البد من تنظيم هذه المبادئ و النظريات في أنماط تمكن
المعلمين من استخدامها و اختبارها و بيان مدى صدقها وفعاليتها ،ولذلك يلجأ علماء النفس التربوي إلى تطبيق ما يصلون
إليه من معارف إلى األوضاع التعليمية المختلفة ،ويقومون بتعديلها في ضوء ما يسفر عنها من نتائج ،لضمان تحقيق أفضل
النتائج المرغوب فيها( .أبو جادوا.)2005،
و يهدف علم النفس التربوي ،في نهاية المطاف ،من وراء نشاطه العلمي في الوصول إلى المعرفة التي يستطيع بها أن
يفسر العالقة النظامية بين المتغيرات التي هي بمثابة السلوك في المواقف التربوية ،و العوامل المؤدية إلى إحداث هذا
السلوك ،و ال يتأتى ذلك إال من خالل تحقيق األهداف التالية :
-1الفهم : la compréhension:
يتمثل هذا الهدف في اإلجابة عن السؤالين ( كيف؟ و لماذا ؟ ) يحدث السلوك.
إن كل واحد منا يريد أن يعرف كيف تحدث األشياء ،و لماذا تحدث على الشكل الذي حدثت به ،و األفكار التي تقدم فهما
حقيقيا للظاهرة ،يجب أن تكون من نوع يمكن إثباته تجريبيا ،ومما ال يمكن نقضه بسهولة عن طريق أفكار أخرى .
– 2التنبؤ: la prédiction :
يتمثل هذا الهدف في اإلجابة عن السؤالين ( ماذا يحدث؟ و متى يحدث؟ ) إن معيار الفهم الذي يتبناه العلماء هو التنبؤ ،ولذا
يمكن القول بأن أي محاولة لزيادة الفهم تكون ذات قيمة حين تكون نتائج الوصف هي التنبؤ الدقيق عن الظاهرة األصلية أو
حين يؤدي الوصف إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى ذات عالقة بالظاهرة األصلية ،من ناحية أخرى فبالعلم تقيم المفاهيم و
النظريات إلى المدى الذي تسمح فيه بإجراء التنبؤات التي لم يكن باإلمكان أن تحدث في غياب هذه المفاهيم و النظريات .
-3الضبطle contrôle :
ويعني الضبط ،قدرة الباحث في التحكم في بعض العوامل أو المتغيرات المستقلة التي تسهم في إحداث ظاهرة ما ،لبيان
أثرها في متغيرات أخرى .و ضبط هذه المتغيرات في المجال التربوي ليس باألمر السهل ،لتنوعها و تفاعلها .
نستنتج أن عمليات الفهم و التنبؤ و الضبط تقوم على إيجاد نوع من العالقات بين المتغيرات موضوع االهتمام ،فالفهم يقوم
على العالقات المنطقية ،و التنبؤ يقوم على العالقات الزمنية ،بينما يقوم الضبط على العالقات الوظيفية أو السببية .
–3أهمية و فوائد علم النفس التربوي بالنسبة للمعلم .
إذا كانت الطرق التي يلجأ إليها المعلم غير المعد إعدادا نفسيا و تربويا للمهنة ال تصلح في معظمها للوصول إلى أفضل
طرق التعلم المدرسي ،فما الذي يقدمه علم النفس التربوي للمعلم الذي يتلقى هذا النوع من اإلعداد ؟
يدرك المعلمون من تجاربهم و خبراتهم في الميدان التربوي أن عملية التعليم و التعلم معقدة و يشعرون بالحاجة إلى اكتساب
المهارات التي تمكنهم من تحقيق األهداف المعقودة على التعليم بكفاية و فعالية ،ويسعى علم النفس التربوي بما لديه من
نظريات في التعلم و اختبارات في القياس النفسي إلى تحقيق ذلك مراعيا الفروق الفردية بين التالميذ ،مقدما األساس العلمي
لهذه النظريات والمبادئ في صورة تجارب أجراها علماء النفس في هذا الميدان .
ويمكن أن نلخص أهمية و فوائد علم النفس التربوي بالنسبة للمعلم فيما يلي :
-1استبعاد ما ليس صحيحا حول العملية التربوية :
من المهام الرئيسية لعلم النفس التربوي أن يساعد المعلم على استبعاد اآلراء التربوية التي تعتمد على مالحظات غير دقيقة ،
و خاصة تلك التي تعتمد على الخبرات الشخصية و األحكام الذاتية و الفهم العام ،التي ال يتفق دائما مع الحقائق العلمية ،و
تقبل هذه اآلراء العامة ،و الفهم العام ال يحسمها إال البحث العلمي المنظم .و هذه إحدى المهام الرئيسية لعلم النفس التربوي.
- 2تزويد المعلم بحصيلة من القواعد و المبادئ الصحيحة التي تفسر التعلم المدرسي:
المهمة الثانية لعلم النفس التربوي هي تزويد المعلم بحصيلة من القواعد و المبادئ الصحيحة التي تمثل نظرية في التعلم
المدرسي.
و القواعد و المبادئ التي يوفرها هذا العلم هي ( نتائج ) البحث العلمي المنظم التي يمكن تطبيقها في معظم المواقف
التربوية و ليس في كلها .و بصفة عامة فقد نجد أن أحد المبادئ السيكولوجية قد يصلح لبعض الممارسات التربوية أو
بعض طرق التدريس و ال يصلح للبعض اآلخر ،بل أن بعض هذه المبادئ قد يكون أكثر مالءمة إذا توفرت مجموعة من
الشروط المدرسية و الخصائص النفسية للتالميذ و المعلم ،بينما قد يصلح بعضها اآلخر في ظروف تعليمية مختلفة أو مع
تالميذ و معلمين آخرين .
و مع ذلك فإن معظم مبادئ التعلم المدرسي التي يتزود بها المعلم من علم النفس التربوي تصلح لمعظم الممارسات و
المواقف التربوية ،و من هذه المبادئ ما يتصل مثال بتجميع التالميذ و تصنيفهم و تدريسهم و استخدام المسائل التعليمية و
طرق التدريس و طرق التقويم و غير ذلك .
- 3إكساب المعلم مهارات الوصف العلمي و الفهم النظري و الوظيفي للعملية التربوية :
من المهام الرئيسية لعلم النفس التربوي أيضا إكساب المعلم مهارات الفهم النظري و الوظيفي للعملية التربوية بحيث يصبح
هذا الفهم أوسع نطاقا و أعمق مدى و أكثر فاعلية ،معتمدا على المالحظة العلمية المنظمة و طرق البحث القائمة عليها.
و ال يتحقق هذا الفهم العلمي و مهارته في المعلم إال من خالل تحقيق أهداف علم النفس التربوي و التي ال تختلف في
جوهرها عن أهداف العلم بصفة عامة و هي :الوصف و التفسير و التنبؤ و الضبط .
-4تدريب المعلم على التفسير العلمي للعملية التربوية :
أشرنا إلى أن التفسير من مكونات الفهم العلمي ومن أهم إسهامات علم النفس التربوي أنه يدرب المعلم على هذا النوع من
التفكير بحيث يصبح قادرا على تفسير مختلف أنماط السلوك التي تصدر عن التلميذ و خاصة إذا استمرت لفترة من الزمن ،
و بهذا يستطيع المعلم أن يميز بين أنماط السلوك التي تثير االهتمام و التي ال تثيره ،فمثال قد يوجد في قسمه تلميذ بطئ في
استجابته للتعليمات أو األسئلة ،ومع ذلك ال يتعجل في الحكم عليه بالتخلف الدراسي أو بطئ التعلم ،وإنما يبدأ مالحظته
بطريقة علمية منظمة ،و قد يتوصل من ذلك إلى أن بطئ التلميذ في االستجابة إنما يرجع إلى ضعف سمعه .
وهكذا يوصف هذا المعلم بأنه تدرب على نوع أخر من الفهم العلمي هو التفسير أو التفكير السببي .و المعلم المدرب على
هذا النوع من التفكير ،من خالل دراسته لعلم النفس التربوي يحاول اإلجابة على السؤال التالي :ما الذي يسبب سلوك
التالميذ ؟ أو ما العوامل المسئولة عن إحداث هذا السلوك ؟ و بهذا يتقدم المعلم بخطوات واسعة نحو الفهم األفضل للعملية
التربوية ،و ال تكون استجابته لسلوك تالميذه انفعالية أو دفاعية ،و خاصة في المواقف التربوية المشكلة مثل اضطراب
النظام داخل القسم .
-5مساعدة المعلم على التنبؤ العلمي بسلوك التالميذ وضبطه :
من مهام علم النفس التربوي الرئيسية دراسة العوامل المرتبطة بالنجاح و الفشل في التعلم المدرسي ،ومن هذه العوامل:
طرق التعلم و وسائله ،و شخصية المتعلم و مستوى نضجه ،و العوامل الوراثية و والظروف االجتماعية المحيطة ،و
الدافعية ،والجو االنفعالي المصاحب للتعلم ،و بالطبع ال يزال أمام علم النفس التربوي شوط بعيد الكتشاف الكثير من
خصائص التعلم و الشروط التي يتم فيها.
و مع ذلك يوجد في الوقت الحاضر ثروة هائلة من نتائج البحوث التي تفيد في تحديد العوامل المؤثرة في التعلم سواء داخل
القسم أو خارجه.
– 4مناهج البحث في علم النفس التربوي .
البحث عملية منظمة للتوصل إلى حلول المشكالت ،أو إجابات عن تساؤالت تستخدم فيها أساليب في االستقصاء و
المالحظة ،مقبولة و متعارف عليها بين الباحثين في مجال معين ،و يمكن أن تؤدي إلى معرفة جديدة .
و أيا كان المنهج العلمي المستخدم في البحث في علم النفس التربوي ،فإنه يستخدم و يطبق خطوات البحث العلمي و هي
تحديد المشكلة و وضع فرضيات أو الفروض ،وضع التصميم التجريبي و تنفيذ التصميم التجريبي و تطبيقه ،واختبار
الفروض أو الفرضيات و نشر النتائج .ويمكن تصنيف أهم أنواع مناهج البحث في علم النفس التربوي في ثالث فئات هي :
-1المنهج الوصفي : la méthode descriptive
تطور المنهج الوصفي في علم النفس التربوي في القرن العشرين ،بعد اكتشاف اآلالت الحاسبة التي تستطيع تصنيف
البيانات و األرقام و تحديد العالقات بسرعة .و يقوم هذا المنهج على دراسة الظاهرة كما تحدث في الواقع دون أية محاولة
من قبل الباحث للتأثير في أسباب و عوامل هذه الظاهرة ،وقد يتم دراسة الظاهرة أثناء وقوعها في بعض الحاالت أو بعد
وقوعها في حاالت أخرى .
و يسعى الباحث في مثل هذا النوع من الدراسات إلى تقديم وصف كمي أو كيفي عن الظاهرة المدروسة ،ويستخدم الباحث
في هذا المنهج عدة أدوات لجمع البيانات من بينها :المالحظة المنظمة و المقابلة و األدوات المسحية كاالستبيانات و
استفتاءات الرأي ،والسجالت ،والوثائق ،و المذكرات ،و المقاييس و االختبارات بأنواعها المختلفة .
وفيما يلي عرض الثنين من الطرائق المستخدمة في هذا النوع من البحوث التربوية :
أ-الطريقة الطويلة :في هذه الطريقة يتتبع الباحث الظاهرة موضوع الدراسة عبر الزمن ،فلو كان الباحث يبحث في النمو
المعرفي لدى الطفل من الميالد إلى خمس سنوات ،فإن عليه مالحظة تطور نموه المعرفي طوال هذه الفترة ،وتطبق هذه
الطريقة على عينات صغيرة جدا ،قد تصل إلى فرد واحد ،وتتطلب هذه الطريقة مزيدا من الجهد والصبر و الوقت ،و
يصعب تعميم نتائجها في أغلب األحيان.
ب -الطريقة العريضة :يلجأ الباحث إلى استخدام هذه الطريقة توفيرا للوقت و الجهد ،فيقسم الفترة الزمنية المراد تتبع
الظاهرة عبرها ،إلى فترات عمرية يحددها الباحث ،ثم يأخذ عينات كبيرة ،كل عينة تمثل فترة عمرية فرعية ،ثم يحسب
المتوسط الحسابي لكمية وجود الظاهرة لكل فئة ليصل في النهاية إلى استخراج متوسطات حسابية لكل فئة ،من الفئات التي
كان حددها لتمثل المرحلة الزمنية الكلية المراد تتبع نمو الظاهرة عبرها .
ينتظر من الباحث الوصفي أن يقدم أوصافا دقيقة للظاهرة على شكل جداول تصبح معايير للظاهرة المدروسة ،و يمكن
تطبيقها على أفراد آخرين ،إضافة لذلك ينتظر من الباحث الوصفي أن يكشف عن المتغيرات أو العوامل ذات العالقة
بالظاهرة ،و نوعية العالقات الوظيفية لهذه المتغيرات بالنسبة للظاهرة موضوع الدراسة ( أبو جادو )2005،
و ما زال هذا األسلوب أكثر استخداما في الدراسات اإلنسانية .
-2المنهج التجريبي : la méthode expérimentale :إن الباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي في بحثه ال يقتصر
على مجرد وصف الظواهر التي تتناولها الدراسة ،كما يحدث عادة في البحوث الوصفية ،كما أنه ال يقتصر إلى مجرد
التأريخ لواقعة معينة ،و إنما يدرس متغيرات هذه الظاهرة ،و يحدث في بعضها تغييرا مقصودا ،ويتحكم في متغيرات
أخرى ليتوصل إلى العالقات السببية بين هذه المتغيرات .
و فيما يلي عرض لطريقتين من المنهج التجريبي :
أ -طريقة المتغير المستقل :المتغير المستقل هو العامل أو المتغير الذي نحاول أن نستكشف تأثيره ،أو هو الحالة أو الظرف
الذي يقوم الباحث بمعالجته أو تغييره ،أما المتغير التابع فهو االستجابة أو السلوك الذي يقوم الباحث بقياسها ،مثال .إذا
أراد الباحث أن يدرس أثر مستوى الذكاء في التحصيل ،يكون الذكاء هو المتغير المستقل ،و التحصيل هو المتغير التابع .
ب -المجموعة التجريبية :تعتمد هذه الطريقة على تكوين مجموعتين متكافئتين في العديد من المتغيرات التي يمكن قياسها
مثل :الذكاء ،العمر الزمني ،الجنس ،السنة الدراسية ،مستوى التحصيل الدراسي ،وذلك باستخدام اختبار قبلي – pré
، testثم يتبع ذلك تحديد المتغير الذي سيدخله على إحدى المجموعتين و على سبيل المثال طريقة جديدة في التدريس ،هذه
المجموعة ،تعرف باسم المجموعة التجريبية ،و في الوقت نفسه تترك المجموعة الثانية على حالها ن وتسمى المجموعة
الضابطة ،وبعد انتهاء الفترة الزمنية التي حددها التصميم التجريبي ،و التي قدمت من خاللها أنشطة و فعاليات تدريسية
باستخدام طريقة جديدة للمجموعة التجريبية ،و في الوقت الذي استمرت فيه المجموعة الضابطة باستخدام أسلوب التدريس
المعتاد نفسه ،يجري الباحث اختبارا بعدي ، post –testفيخرج بدرجات لكل فرد من المجموعتين يطلق عليها اسم
الدرجات الخام ،وبعد ذلك يخضعها للمعالجة اإلحصائية ليستكشف ما إذا كان بين أداء المجموعتين على االختبار البعدي
فروقا ذات داللة إحصائية لصالح أي من المجموعتين .
و نستنتج أن بالتصميم التجريبي الجيد يمكن للباحث في علم النفس التربوي التحكم في العوامل األخرى التي قد تؤثر في
المتغير التابع و تؤدي إلى أخطاء البحث وضالل الحكم على العالقة السببية .
ويستخدم الباحثون في ميدان علم النفس التربوي في تجاربهم ،الطرق اإلحصائية لتقدير ما إذا كانت النتائج تعود حقا إلى
وجود عالقة سببية بين المتغير المستقل و المتغير التابع أم أنها ال تتجاوز حدود المصادفة .فحينما نصل من التحليل
اإلحصائي للنتائج إلى أن الفروق بين المجموعات (من مختلف المعالجات ) دالة ،أي أنها تتجاوز مستوى المصادفة بدرجة
كافية من الثقة فإن ذلك يؤدي بنا إلى القول بوجود عالقة سببية بين المتغيرين.
-1المنهج اإلكلينيكي أو العيادي : la méthode cliniqueتشير كلمة إكلينيكي أصال إلى شيء مرتبط بدراسة الظواهر
غير العادية بشكل عام والمرضية بشكل خاص ،ثم امتد هذا المعنى إلى تقييم الفرد و توافقه ،وتختلف الطرق التي تستخدم
في دراسة أية حالة إكلينيكية .و تعتمد الطريقة اإلكلينيكية في علم النفس التربوي على جمع معلومات تفصيلية عن سلوك
فرد بذاته أو حالة .وقد تكون الحالة شخصا أو مدرسة أو أسرة أو مجتمعا محليا أو ثقافة كاملة ،وتهدف بذلك إلى وصف
دقيق و مفصل للحالة موضوع الدراسة .
كما أشرنا إلى وجود اختالف في الطرق المستخدمة في دراسة الحاالت اإلكلينيكية ،إال أن هذه الطرق يمكن أن تشترك في
النقاط التالية بعضها أو كلها:
- 1جمع المعلومات عن الحالة :ويمكن الحصول على هذه المعلومات عن طريق الفحص الطبي ،أو دراسة حالة ،أو
باستخدام االختبارات السيكولوجية ،و يتوفر اآلن عدد كبير جدا من اختبارات السمات الشخصية ،و اختبارات الذكاء و
التحصيل الدراسي و التوجه المهني .
- 2تشخيص الحالة :استنادا على المعلومات المتوفرة لديه ،يتوصل الباحث اإلكلينيكي إلى تشخيص الحالة المدروسة ،
والتشخيص يعني تحديد مراكز القوة و الضعف .
- 3تفسير الحالة :تفيد المعلومات المتوفرة في مساعدة الباحث في االستكشاف من خالل خبراته و معارفه السابقة ،وفي
تحديد العوامل و المتغيرات ذات العالقة بالمشكلة .
- 4وضع التصميم العالجي :يبدأ الباحث بوضع الفرضيات التي يعتقد أنها تزوده بحلول لمشكلة الحالة ،فإذا اكتشف مثال
أن طريقة التدريس التي يتبعها المعلم هي عامل من العوامل المسؤولة عن التأخير الدراسي لدى تالميذه ،عندئذ يمكن أن
يضع فرضية مفادها أن تطبيق طريقة تدريس أخرى مثال ( تطبيق طريقة الحوار ) في التدريس يمكن أن تقلل من ظاهرة
التأخر الدراسي ،يلي ذلك وضع التصميم العالجي المنبثق من الفرضيات التي وضعها الباحث ،و المهم في هذا التصميم
أن يكون الباحث قادرا على قياس المتغيرات المستقلة و المتغيرات التابعة .
- 5اختبار الفرضيات :يقوم الباحث بتطبيق تصميمه العالجي على الحالة و في نهاية الفترة المحددة لهذا التطبيق ،يقوم
بقياس أثر ما أحدثه هذا التصميم من تغير في الحلة المدروسة ،ليصل في نهاية األمر إلى قبول الفرضية أو رفضها .
– 6النتائج :ينتظر من الباحث الذي يستخدم المنهج اإلكلينيكي أن يصل إلى نوع من التحسن ،وعندئذ يستطيع أن ينشر
نتائج دراسته على شكل طريقة في العالج .une conduite thérapeutique
نستنتج من خالل شرحنا لمختلف أنواع المناهج التي يمكن استخدامها و تطبيقها في علم النفس التربوي أن ننتظر من
الباحث الذي يطبق المنهج الوصفي أن يقدم وصفا دقيقا للظاهرة موضوع الدراسة ،وأن يكشف عن بعض العالقات
الوظيفية بين المتغيرات ،أي أنه يقدم تفسيرا للظواهر التي يدرسها.أما الباحث الذي يطبق المنهج التجريبي فيتوقع منه أن
يكشف عن العالقة بين المتغيرات و ما إذا كان لهذه العالقة داللة إحصائية ،أو يكشف عن الفروق بين المتغيرات وعن
دالالتها اإلحصائية.
كما أننا ننتظر من الباحث الذي يطبق المنهج اإلكلينيكي أن يتوصل إلى وضع طريقة للعالج .
و من أشهر علماء النفس الذين طبقوا المنهج العيادي أو اإلكلينيكي في ميدان علم النفس التربوي العالم السويسري جان بيا
جيه jean piagetفي دراسته للنمو اإلنساني بصفة عامة و داسته للنمو المعرفي بصفة خاصة .
-2عالقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس األخرى.
يعتبر علم النفس التربوي ميدان من الميادين التطبيقية لعلم النفس ،إال أنه ليس منفصال عن الميادين األخرى أو عن فروع
علم النفس األخرى سواء كانت أساسية أو تطبيقية ،وفيما يلي نعرض العالقة بين هذا العلم و بعض تلك الميادين أو
الفروع :
-1علم النفس االرتقائي أو التطوري (سيكولوجية النمو ) : la psychologie du développement
يهتم علم النفس االرتقائي أو التطوري بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك اإلنساني في مختلف مراحل الحياة .ومن
اهتمامات هذا الفرع دراسة نمو األطفال والمراهقين و هم أكبر فئة تنتمي للعملية التربوية التي يهتم بها علم النفس
التربوي .وقد كانت أكبر إسهامات هذا العلم في ميدان علم النفس التربوي ،هي بحوث النمو المعرفي و االنفعالي و
الجسمي و االجتماعي ،و أفاد كذلك في التعرف على االتجاهات المبكرة و الظروف البيئية التي تؤثر تأثيرا ظاهرا في
تنمية القدرات العقلية و سمات الشخصية عند األطفال و المراهقين و الراشدين .
يمكن اعتبار هذا الفرع من أهم فروع علم النفس جميعا ،ألنه يزود بقية الفروع النفسية األخرى بحقائق نفسية نمائية عن
اإلنسان يستفاد منها في جميع الميادين التطبيقية لعلم النفس ،و في الحياة بصفة عامة .
-2علم النفس التجريبي : la psychologie expérimentale
يهتم الباحث في ميدان علم النفس التجريبي بدراسة سلوك اإلنسان في المختبر ،باستخدام الطريقة التجريبية و وسائل
للضبط في غاية الدقة و األهمية .وترتكز اهتمامات علم النفس التجريبي على دراسة المشكالت المرتبطة بالظواهر النفسية
مثل دراسة طبيعة استجابات األفراد للمثيرات الحسية وطبيعية اإلدراك و التعلم والتذكر ،ضمن موقف تجريبي مضبوط ،
بحيث يمكن من خالله التحكم في عامل واحد أو عدة عوامل ،و قياس تأثيره أو تأثيرها على طبيعة استجابة الفرد .وهناك
بعض البحوث التي أجريت في مخابر علم النفس بدأت تجذب انتباه المهتمين بمشكالت التربية و خاصة ما تقدمه نتائجها من
حلول لمشكالت التعلم المدرسي مثل التعليم المبرمج و آالت التدريس ،باإلضافة إلى أن بعض هذه النتائج تفسر ظواهر
التعلم المدرسي .
يتمثل اإلسهام األكبر لعلم النفس التجريبي إذن في تنمية االتجاهات العلمية و التجريبية عند المهتمين بمشكالت التربية و
التعليم .
-3علم النفس االجتماعي : la psychologie sociale
علم النفس االجتماعي هو ذلك العلم الذي يدرس التفاعل االجتماعي بين األفراد و الجماعات ،ويسعى إلى دراسة
االتجاهات البشرية و إخضاعها لتجاربه و أبحاثه .و من المعروف على المعلم أنه يقضي جزءا كبيرا من وقته في عمله
التعليمي و التدريس و هو يتعامل مع التالميذ كجماعات ولذلك فهو بحاجة ماسة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي ليصبح
قادرا على التعامل مع العوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية و التي تسهل التعلم أو تعطله .كما أنه بحاجة إلى ما يقدمه
علم النفس االجتماعي من نتائج تزوده بمعلومات تسهل فهمه لديناميات الجماعة و أثرها في سلوك أعضائها.
4-علم النفس العالجي : la psychothérapie
يقوم علماء النفس المهتمون بمجاالت الصحة النفسية و اإلرشاد النفسي و التوجيه التربوي والطب العقلي و الخدمة
االجتماعية و النفسية و علم النفس العالجي بكثير من البحوث التي تستخدم المنهج اإلكلينيكي و الذي يعتمد على جمع
مالحظات عن سلوك األفراد الذين يتلقون مساعدات فردية بسبب الصعوبات االنفعالية ،وقد أسهمت هذه البحوث في فهم
مشكالت و صعوبات السلوك اإلنساني في المواقف التربوية سواء كانت تتصل بسلوك التالميذ أي المتعلمين أو المعلمين.
-5علم نفس اإلرشاد و التوجيه : la psychologie du conseil et de l’orientation
يقوم علم نفس اإلرشاد و التوجيه على تطبيق مبادئ علم النفس في جميع الخدمات التي يقدمها ،سواء كانت دراسة لقدرات
التلميذ و استعداداته ،أم توجيها تربويا أو مهنيا يعينه على اختيار نوع التعليم أو العمل الذي يتفق مع هذه القدرات ،أو
إرشادا نفسيا يرمي إلى مساعدة الفرد على التكيف في حياته داخل المدرسة أو خارجها.
-6علم نفس القياس أو القياس النفسي .La psychologie des mesures ou La psychométrie
لقد أسهم علم نفس القياس أو القياس النفسي إسهاما كبيرا في تجديد ميدان علم النفس التربوي منذ البداية ،وخاصة مع نشأة
حركة قياس الذكاء و القدرات العقلية و سمات الشخصية ،ثم ازداد االهتمام بالقياس التربوي بصفة عامة سعيا لتحقيق أحد
مطالب العلم الهامة و هو الدقة الكمية .فمن المستحيل البرهان على حدوث نتائج معينة دون توفر درجة ما من القياس ،
ولذلك ظهرت البرامج الكمية التي تركز على ما يمكن قياسه في التحصيل المدرسي مثل اكتساب المهارات و حفظ
المعلومات .
وقد استطاع علماء القياس النفسي في السنوات األخيرة ابتكار الطرق التي يمكن أن تستخدم في قياس بعض جوانب السلوك
المعرفي التي كانت تبدو مستعصية على القياس (كالتفكير االبتكاري) .باإلضافة إلى قياس جوانب السلوك المزاجي و
االنفعالي و االجتماعي.
-7علم النفس الفيزيولوجي : la psychophysiologie
يركز علم النفس الفيزيولوجي عادة على الشخص بوصفه وحدة بيولوجية متماسكة و متكاملة ،تستجيب لبيئتها الخارجية
بوسائل متنوعة ،وتسهم دراسة أعضاء الحس و األعصاب و الغدد و العضالت من الوجهة التشريحية و الفيزيولوجي في
فهم اإلنسان ككل.
ويدرس علم النفس الفيزيولوجي كثيرا من الموضوعات ذات الصلة بوظائف األعضاء ، ،وخاصة تلك التي تؤثر في
السلوك اإلنساني .و يدرس كذلك الخصائص العصبية وخصائصها ،و الحواس و العوامل التي تؤثر فيها ،كما يدرس هذا
العلم أيضا السلوك وتطوره في الطفل و مؤثرات أو مثيرات هذا السلوك (أبو جادوا.2005،
يتضح من هنا أن لعلم النفس الفيزيولوجي دورا أساسيا في مساعدة جميع أطراف العملية التربوية ،وال سيما المعلم ،في
تفسير السلوك اإلنساني أثناء عملية التعلم و التعليم بناء على أسسها البيولوجية و الفيزيولوجية