Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعاملة العقابية في البيئة‬

‫المغلقة‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تقوم فكرة المعاملة العقابية في ظل السياسية العقابية الحديثة على ض رورة استغالل‬
‫م دة تط بيق العقوب ة الس البة للحري ة ال تي يقض يها المحب وس في المؤسس ة العقابي ة إلع داده‬
‫لإلدم اج في الحي اة االجتماعي ة والمهني ة بع د اإلف راج النه ائي‪ ،‬وال يتحق ق ه ذا إال بخل ق‬
‫‪1‬‬
‫ظروف حياة واقعية داخل المؤسسة التي من شأنها مساعدة المحبوس على ذلك‪.‬‬

‫و ق د قس م فقه اء علم العق اب أس اليب المعامل ة العقابي ة‪ ،‬ال تي يتلقاه ا المحب وس في البيئ ة‬
‫المغلقة إلى أساليب تمهيدية‪ ،‬تطبق بمجرد دخوله المؤسسة العقابية‪ ،‬وأخرى أصلية يخضع‬
‫لها المحكوم عليه طوال مدة تواجده بالسجن‪.‬‬

‫فأساليب المعاملة العقابية التمهيدية تتمثل أساسا في الفحص والتصنيف‪ ،‬أما األساليب‬
‫األصلية فتشمل العمل العقابي‪ ،‬التعليم و التهذيب‪ ،‬وأخيرا الرعاية الصحية واالجتماعية‪،‬‬
‫وهو ما سنتناوله فيما يلي‪:‬‬

‫األستاذة كوميش الزهرة‪ .‬أساليب المعاملة العقابية داخل السجون‪ ،‬ط‪ -1‬دار الباحث‪ ،2019 ،‬ص ‪.75‬‬ ‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫األساليب التمهيدية للمعاملة‬

‫العقابية‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األساليب التمهيدية للمعاملة العقابية‬

‫إن الوظيف ة األساس ية للمؤسس ة العقابي ة هي إع ادة تربي ة المحبوس ين إلص الحهم‬
‫وإ عادة إدماجهم اجتماعيا بعد اإلفراج عنهم‪ ،‬وذلك باختيار أفضل أساليب المعاملة العقابية‪،‬‬
‫ولن يتحقق ذلك إال بإجراء فحص دقيق ومعمق لشخصية المحبوس يشمل كل من الجانب‬
‫ال بيولوجي والعقلي والنفس ي واالجتم اعي‪ ،‬ح تى يتس نى وض عه في المؤسس ة العقابي ة‬
‫المالئم ة لمقتض يات التأهي ل‪ .‬وه و م ا يع رف بالتص نيف وال ذي يق وم على أس اس تقس يم‬
‫المحبوس ين إلى فئ ات تبع ا للجنس والس ن ‪ ...‬إلخ‪ .‬ويش كل الفحص و التص نيف األس اليب‬
‫التمهيدي ة للمعامل ة العقابي ة‪ ،‬و الفحص والتص نيف يكم ل ك ل منهم ا اآلخ ر‪ ،‬إذ أن الفحص‬
‫يمهد للتصنيف كما أن هذا األخير يستثمر المعلومات التي تضمنها الفحص‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫تصور تصنيف بدون فحص سابق‪ ،‬وال جدوى من الفحص بدون تصنيف‪.‬‬

‫حيث ذك رت القواع د ‪ 69-68-67-08‬من مجموع ة قواع د الح د األدنى لمعامل ة‬


‫‪1‬‬
‫المساجين‪ ،‬دور الفحص والتصنيف في تفريد المعاملة العقابية‪.‬‬

‫وعلى ه ذا األس اس‪ ،‬قس منا ه ذا المبحث إلى ثالث ة مط الب‪ ،‬نتن اول في المطلب األول‬
‫الفحص‪ ،‬وفي المطلب الثاني التصنيف‪ ،‬وفي المطلب الثالث‪ ،‬أجهزة الفحص والتصنيف‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفحص‬

‫تعتبر عملية فحص المحكوم عليهم‪ ،‬أول إجراء يخضع له المحبوس بمجرد دخوله‬
‫المؤسسة العقابية‪ ،‬وهو بذلك الخطوة األولى في تفريد تطبيق العقوبة السالبة للحرية‪.‬‬

‫يجب أن يفحص الجاني فحصا ابتدائيا عند دخوله المؤسسة ويشمل هذا الفحص الناحيتين‬
‫الص حية والنفس ية مع ا‪ ،‬مم ا يتطلب أن تك ون بك ل مؤسس ة إدارة طبي ة تتك ون من ع دد من‬
‫األطب اء في التخصص ات العالجي ة المختلف ة‪ ،‬ف إذا ك ان المحب وس مريض ا وفي حاج ة إلى‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.289‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عالج طبي أو نفساني‪ ،‬يبدأ بهذا العالج كخطوة أولى على طريق التأهيل داخل المؤسسة‬
‫العقابية وتقدم له األدوية والرعاية الالزمة‪.‬‬

‫ويمكن تعريف الفحص على النحو التالي‪:‬‬

‫هو مجموعة من اإلجراءات الفنية واإلدارية يتوالها مجموعة من األخصائيين في‬


‫مجاالت مختلفة‪ ،‬تنصب على شخصية المحكوم عليه وتتناول جوانبها البيولوجية والنفسية‬
‫و العقلي ة واالجتماعي ة كما يعرفه ال دكتور "عم ر خوري" على أنه‪ ":‬دراس ة معمقة ودقيق ة‬
‫لشخص ية المحك وم علي ه من ك ل الج وانب‪ :‬ال بيولوجي والعقلي والنفس ي واالجتم اعي‪،‬‬
‫للتوصل إلى معلومات تسهل اختيار أسلوب المعاملة العقابية األكثر مالئمة للمحكوم عليه‬
‫‪1‬‬
‫"‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معايير الفحص‬

‫الفحص هو دراسة علمية وفنية لشخصية المحبوس يقوم بها أشخاص مختصون في‬
‫مي ادين متع ددة تبع ا لمقتض يات ه ذا اإلج راء‪ ،‬من أج ل تحدي د العوام ل ال تي س اهمت في‬
‫ارتك اب الجريم ة ومن ثم اختي ار األس لوب العق ابي المالئم‪ ،‬ويتعين تكملت ه بفحص تجري بي‬
‫يقوم به موظفو المؤسسة العقابية والذي ينصب على مالحظة سلوك المحبوس طيلة مدة‬
‫تنفيذ العقوبة‪ .‬فأنواع الفحص ثالثة‪ :‬فحص قبل صدور الحكم وفحص قبل إيداع المحبوس‬
‫في المؤسسة العقابية وفحص الحق على اإليداع في المؤسسة‪.‬‬

‫الفحص السابق على صدور الحكم‬ ‫‪-1‬‬

‫ق د ي أمر القاض ي ب إجراء فحص على شخص ية المتهم لمعرف ة الظ روف ال تي دفعت ه‬
‫إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬بحيث يأخذ بعين االعتبار نتائج هذه الدراسة لتأسيس حكمه وتحديد‬
‫ن وع ومق دار العقوب ة‪ ،‬ذل ك أن القاض ي يفص ل في ال دعوى العمومي ة بن اء على اقتناع ه‬

‫دكتور عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.290 – 289‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشخصي‪ ،‬ولقد أخذت بعض التشريعات العقابية بهذا االتجاه ومن بينها القانون الفرنسي‪.‬‬
‫أم ا بالنس بة للق انون الجزائ ري‪ ،‬فق د أخ ذ المش رع الجزائ ري به ذا الن وع من الفحص وذل ك‬
‫نستخلص ه ب الرجوع إلى الم ادة ‪ 08‬من المرس وم رقم ‪ 36-72‬الم ؤرخ في ‪ 10‬ف براير‬
‫‪ ،1972‬والمتعل ق بمراقب ة المس اجين وت وجيههم وال تي تنص على م ا يلي‪ ":‬يج وز لقاض ي‬
‫التحقي ق‪ ،‬أن ي أمر بوض ع المتهم تحت المراقب ة في أح د المراك ز لم دة ال تتج اوز ‪ 20‬يوم ا‬
‫ألغ راض التحقي ق الط بي النفس اني المنص وص علي ه في الم ادة ‪ 68‬من ق انون اإلج راءات‬
‫الجزائية "‪.‬‬

‫نس تخلص من نص الم ادة ‪ 68‬الس الفة ال ذكر من ق انون اإلج راءات الجزائي ة أن ه يج وز‬
‫لقاض ي التحقي ق أن ي أمر ب إجراء فحص ط بي أو نفس ي على المتهم في المؤسس ة العقابي ة‬
‫على أال تتجاوز مدة الفحص عشرون يوما‪.‬‬

‫الفحص قبل اإليداع في المؤسسة العقابية‬ ‫‪-2‬‬

‫ه ذا الن وع من الفحص تق وم ب ه اإلدارة العقابي ة‪ ،‬وه و ال ذي يهمن ا بالدرج ة األولى‬


‫باعتباره أول خطوة في تفريد العقوبة السالبة للحرية‪ .‬وينطوي على إجراء عدة اختبارات‬
‫على شخص المحبوسين تمهيدا لتصنيفهم من أجل اختيار المعاملة العقابية المالئمة لكل فئة‬
‫‪1‬‬
‫منهم‪.‬‬

‫ويعتبر النوع األول من الفحص امتداد للفحص السابق إليداع المحبوس لذلك يجب تزويد‬
‫اإلدارة العقابية بالنتائج التي تضمنها الفحص األول‪ ،‬لتسهيل إجراء الفحص العقابي الذي‬
‫تقوم به الهيئة المختصة‪.‬‬

‫و في الق انون الجزائ ري ال ب أس أن نش ير إلى الم ادة ‪ 09‬من المرس وم رقم ‪36-72‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1972‬المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم‪ ،2‬أنشأت ملف خاصا‬

‫الدكتور عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 09‬من المرسوم رقم ‪ 36-72‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1972‬المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بك ل محب وس يش تمل على بعض الوث ائق من بينه ا خالص ة الحكم القاض ي بالعقوب ة ال تي‬
‫‪1‬‬
‫اعتقل من أجلها‪ ،‬مما يساعد في إجراء الفحص الذي تقوم به المؤسسة العقابية‪.‬‬

‫الفحص الالحق‪ +‬على اإليداع في المؤسسة العقابية‬ ‫‪-3‬‬

‫ويع رف ه ذا الفحص "ب الفحص التجري بي" ويج ري على المحبوس ين بع د دخ ول المؤسس ة‬
‫العقابية والذي يتواله موظفو المؤسسة من إداريين وحراس‪ ،‬وينصب على مالحظة سلوك‬
‫المحب وس وعالقت ه م ع اآلخ رين‪ ،‬وه ذا يس اعد على اختي ار أس لوب المعامل ة العقابي ة‬
‫‪2‬‬
‫المناسب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجاالت الفحص‬

‫يتمث ل الفحص في دراس ة علمي ة وفني ة لك ل ج وانب شخص ية المحب وس‪ ،‬لمعرف ة‬
‫العوامل التي دفعت بهذا األخير إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫ويشمل الفحص الجانب البيولوجي والنفسي واالجتماعي والعقلي‪.‬‬

‫الفحص البيولوجي‪+:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫المقص ود ب الفحص ال بيولوجي إج راء فح وص الطب الع ام والطب المتخص ص عن د‬


‫الض رورة‪ ،‬للتأك د من أن المحب وس ال يع اني من أم راض ق د تك ون له ا ص لة بارتك اب‬
‫الجريمة‪ ،‬وفي هذه الحالة ترتكز المعاملة العقابية على عالج هذه األمراض‪ ،‬وعليه تختفي‬
‫بواعث الجريمة وقد تكون هذه األمراض عائقا في إصالح وتأهيل المحبوس مما يس توجب‬
‫عالجه ا‪ ،‬أم ا إذا ك انت حالت ه الص حية مت دهورة وجب إيداع ه في مؤسس ة عقابي ة خاص ة‬
‫بالمرض‪.‬‬

‫دكتور عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬فوزية عبد الستار‪ ،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1992 ،‬ص ‪.117‬‬ ‫‪2‬‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفحص العقلي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يقتضي ذلك دراسة الحالة العقلية والعصبية للمحبوس‪ ،‬حتى نتأكد من عدم إصابته‬
‫بخل ل عقلي ق د يك ون العام ل ال ذي دف ع ب ه إلى ارتك اب الجريم ة‪ ،‬وبالت الي اختي ار معامل ة‬
‫عقابية مناسبة‪.‬‬

‫الفحص النفسي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ه ذا الفحص يهتم بنفس ية المحب وس من حيث ال ذكاء وال ذاكرة ‪...‬الخ‪ ،‬لمعرف ة م دى‬
‫استعداد المسجون لتقبل المعاملة العقابية‪ ،‬وما إذا كان مصابا بخلل نفسي دفعه إلى ارتك اب‬
‫الجريمة وبالتالي تتمثل المعاملة في عالج هذا الخلل‪.‬‬

‫الفحص االجتماعي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المقصود به دراسة البيئة التي كان يعيش فيها المحبوس قبل إيداعه في المؤسسة‬
‫العقابي ة والمتمثل ة في األس رة وعالق ة المحب وس بأفراده ا وص لته بزمالئ ه في العم ل‬
‫‪1‬‬
‫وأصحابه وحالته االقتصادية ومستواه الثقافي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفحص في القانون الجزائري‬

‫إن دراس ة شخص ية المحبوس ين من ك ل الج وانب‪ :‬ال بيولوجي والعقلي والنفس ي‬
‫واالجتماعي في القانون الجزائري‪ ،‬نستخلصه من المواد ‪ 05-04‬و ‪ 10‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 36-72‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1972‬المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 04‬على ما يلي‪:‬‬

‫د‪ .‬عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫" يلح ق بمرك ز المراقب ة والتوجي ه ط بيب نفس اني وط بيب في الطب الع ام‪ ،‬يعين ان من قب ل‬
‫وزي ر الص حة العمومي ة‪ ،‬ويح دد ع دد االختصاص يين بعلم النفس والم ربين والمس اعدات‬
‫االجتماعيات‪ ،‬الموضوعين تحت تصرف مراكز المراقبة والتوجيه بموجب قرار وازري‬
‫مشترك"‪.‬‬

‫أم ا الم ادة ‪ 05‬تنص على‪ ":‬ت زود مراك ز المراقب ة والتوجي ه وملحقاته ا ب التجهيز الخ اص‬
‫بالدراسات واألبحاث البيولوجية والنفسانية واالجتماعية "‪.‬‬

‫وأخيرا المادة ‪ 10‬التي تنص على اآلتي‪:‬‬

‫" يمكن إل زام المس جون عن د قبول ه لإلقام ة في مرك ز المراقب ة والتوجي ه إج راء مختل ف‬
‫المفح وص واالختب ارات‪ ،‬وينبغي علي ه أن يخض ع للفح وص البيولوجي ة والنفس انية التقني ة‬
‫التي يفرضها القائمون على المعالجة في المركز "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التصنيف‬

‫باعتب اره أس لوب من أس اليب المعامل ة العقابي ة التمهيدي ة‪ ،‬يع د التص نيف أس لوبا في‬
‫االستقصاء والبحث والمعاملة‪ ،‬ويهدف إلى جمع ما أمكن من المعلومات والخصائص التي‬
‫تتعلق بكافة جوانب شخصية المحبوس‪ ،‬بالصورة التي تنسجم مع مقتضيات إعادة تربيته‬
‫وإ دماجه‪.‬‬

‫ويقصد بتصنيف المحكوم عليهم‪ ،‬تقسيمهم إلى طوائف متجانسة أي إلى مجموعات تتشابه‬
‫ظروف أفرادها‪ ،‬ثم إيداعهم مؤسسة عقابية مالئمة‪ ،‬وإ خضاعهم في تلك المؤسسة لبرنامج‬
‫تأهيلي يتناسب مع ظروفهم‪.‬‬

‫وق د اختلفت اآلراء ح ول تحدي د مفه وم التص نيف‪ ،‬إذ يقص د بالتص نيف في الم دلول‬
‫األم ريكي‪ ":‬فحص المحك وم علي ه وتش خيص حالت ه اإلجرامي ة‪ ،‬ثم توجيه ه إلى برن امج‬
‫المعامل ة المالئم ل ه‪ ،‬تم تط بيق ه ذا البرن امج علي ه "‪ ،‬أم ا في الم دلول األوروبي يقص د‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالتص نيف‪ ":‬توزي ع المحك وم عليهم على المؤسس ات المتنوع ة تم تقس يمهم في داخ ل‬
‫المؤسس ة الواح دة إلى فئ ات وفق ا لم ا تقتض يه ظ روف ك ل فئ ة من اختالف في أس لوب‬
‫‪1‬‬
‫المعاملة "‪.‬‬

‫وقد أخذ المشرع الجزائري بالمدلول األوروبي في تعريف تصنيف المحكوم عليهم‪ ،‬بحيث‬
‫يق وم التص نيف داخ ل المؤسس ة العقابي ة الواح دة وك ذا على أن واع المؤسس ات العقابي ة على‬
‫أس اس النت ائج ال تي أس فرت عنه ا نت ائج الفحص‪ ،‬فض ال على أن ه األس لوب ال ذي يح دد‬
‫المعاملة التي تناسب شخصية المحبوس على نحو يكفل القضاء على عوامل اإلجرام لديه‪،‬‬
‫ونص على ذل ك في ق انون تس يير الس جون في إط ار اختصاص ات لجن ة تط بيق العقوب ات‪،‬‬
‫طبقا للمادة ‪ -24‬فقرة ‪ 2-1‬منه‪ ،‬والتي جاء فيها ما يلي‪:‬‬

‫" تختص لجن ة تط بيق العقوب ات ب ترتيب وتوزي ع المحبوس ين حس ب وض عيتهم الجزائي ة‬
‫وخط ورة الجريم ة المحبوس ين من أجله ا وجنس هم وس نهم وشخص يتهم ودرج ة اس تعدادهم‬
‫‪2‬‬
‫لإلصالح "‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع التصنيف‬

‫للتصنيف ثالثة أنواع‪ :‬قانوني وإ جرامي وعقابي‪.‬‬

‫التصنيف القانوني‬ ‫‪-1‬‬

‫ه و تقس يم المحك وم عليهم وفق ا لن وع العقوب ة‪ ،‬ال ذي يرتب ط ب دوره بدرج ة جس امة‬
‫الجريمة‪ ،‬ويتصف هذا التصنيف بالموضوعية والتجريد‪.‬‬

‫التصنيف اإلجرامي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أستاذة كوميش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85 -84‬‬ ‫‪1‬‬

‫األستاذة كوميش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫‪2‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ه و تقس يم مرتك بي الج رائم تبع ا للعوام ل اإلجرامي ة الدافع ة للجريم ة‪ ،‬ويعتم د على‬
‫تحلي ل أس باب وعوام ل الظ اهرة اإلجرامي ة وتغليب إح داها‪ ،‬أو بعض ها بالنس بة لطائف ة من‬
‫المجرمين‪.‬‬

‫التصنيف العقابي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫هو توزيع المحكوم عليهم على المؤسسات العقابية المتنوعة‪ ،‬تم تقسيمهم في داخل‬
‫المؤسس ة الواح دة إلى فئ ات‪ ،‬تبع ا لظ روف ك ل فئ ة وم ا تتطلب ه من اختالف في أس لوب‬
‫المعاملة‪.‬‬

‫ويقسم المتخصصون في علم اإلجرام والعقاب التصنيف العقابي إلى قسمين‪:‬‬

‫التصنيف األفقي‪ :‬ويقصد به تقسيم المحبوسين بطريقة علمية إلى طوائف متجانسة‬ ‫‪)1‬‬
‫ومتش ابهة في الظ روف‪ ،‬فتوض ع ك ل طائف ة في مؤسس ة عقابي ة مالئم ة له ا‪ ،‬من‬
‫المؤسسات الموجودة في الدولة (مؤسسات‪ -‬مراكز)‪.‬‬
‫التص‪++‬نيف الرأس‪++‬ي‪ :‬ويقص د ب ه توزي ع المجموع ة الواح دة من المحك وم عليهم نح و‬ ‫‪)2‬‬
‫مؤسس ة به ا أجنح ة‪ ،‬فتوض ع ك ل فئ ة من المحبوس ين في الجن اح الخ اص بهم من‬
‫األجنح ة المختلف ة ب داخل المؤسس ة الواح دة‪ ،‬مثال‪ :‬جن اح خاص بالمحبوس ين مؤقتا‪،‬‬
‫وجن اح خ اص ب المحكوم عليهم بالس جن‪ ،‬جن اح خ اص ب المكرهين ب دنيا ‪ ...‬وهك ذا‪.‬‬
‫وهذا ما كرسته مجموعة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء في القاعدة رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪ 68‬منها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير التصنيف‬

‫يتجه علم العقاب إلى تصنيف المحكوم عليهم إلى فئات وفقا لمعايير مختلفة‪ ،‬نذكر‬
‫أهمها‪:‬‬

‫األستاذة كيموش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الجنس‬ ‫‪-1‬‬

‫حيث يتم الفص ل بين الرج ال والنس اء داخ ل المؤسس ات العقابي ة‪ ،‬وه و أم ر ب ديهي‬
‫ويعت بر من مع ايير التص نيف المتبع ة من ذ زمن بعي د‪ ،‬وحكمت ه واض حة‪ ،‬وهي تف ادي‬
‫العالق ات غ ير المش روعة بينهم‪ ،‬وم ا ي ترتب عليه ا من فس اد أخالقي‪ ،‬وله ذا ف إن جمي ع‬
‫التش ريعات في الع الم تتج ه إلى وض ع النس اء في س جون مس تقلة‪ ،‬ومعزول ة عن س جون‬
‫الرج ال ع زال تام ا‪ ،‬وينبغي أن يك ون الط اقم العام ل في المؤسس ات العقابي ة المتخصص ة‬
‫للنساء من اإلناث‪ ،‬وهذا ال يمنع دخول الموظفين الذكور‪ ،‬خاصة األطباء والمدرسين للقي ام‬
‫‪1‬‬
‫بواجباتهم المهنية‪ ،‬وهذا ما أكدته القاعدة رقم ‪ 35‬من مجموعة الحد األدنى‪.‬‬

‫وقد أخذ المشرع الجزائري بمعيار الجنس لتصنيف المحبوسين‪ ،‬وذلك بالفصل بين النساء‬
‫والرج ال وإ ي داع ك ل جنس في مؤسس ة خاص ة‪ ،‬فأنش أ مراك ز وأجنح ة متخصص ة للنس اء‬
‫المحبوسات طبقا للمادتين ‪ 28‬و ‪ 29‬من قانون تنظيم السجون‪.‬‬

‫السن‬ ‫‪-2‬‬

‫ويقص د بالس ن الفصل بين األحداث والب الغين‪ ،‬وح تى بالنس بة للبالغين فيتم تقسيمهم‬
‫إلى ش بان ت تراوح أعم ارهم بين الثامن ة عش ر والخامس ة والعش رين و الب الغين ت تراوح‬
‫أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخمسين‪.‬‬

‫وتتضح أهمية التصنيف وفقا لمعيار السن في أنه يؤدي إلى إبعاد التأثير السيء للبالغين‬
‫على الشباب‪ ،‬نظرا الختالف التغيرات العضوية والنفسية عند األحداث منها عند البالغين‬
‫لك ون الص غار يميل ون إلى االقت داء بمن هم أك بر س نا منهم‪ ،‬كم ا أن الش بان أك ثر اس تجابة‬

‫األستاذة كوميش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقبال للمبادئ والقيم الجديدة‪ ،‬وأكثر تفتحا للمستقبل وأمال فيه‪ ،‬فكان من الضروري الفصل‬
‫بين مختلف الفئات‪.‬‬

‫اعتم د المش رع الجزائ ري معي ار الس ن لتص نيف المحبوس ين من خالل ع زل األح داث عن‬
‫الب الغين‪ ،‬فتم إنش اء مراك ز متخصص ة باألح داث وتخص يص ك ل مؤسس ة وقاي ة ومؤسس ة‬
‫إعادة التربية جناح واحد أو أكثر للمساجين الشبان إذا لم يتجاوز عمرهم ‪ 27‬سنة‪ ،‬طبقا‬
‫للم ادتين ‪ 28‬و ‪ 29‬من ق انون تنظيم الس جون‪ 1.‬كم ا يتم توزي ع المحبوس ين داخ ل أجنح ة‬
‫وقاعات االحتباس بالمؤسسات العقابية إلى فئات عمرية كاآلتي‪:‬‬

‫فئة الشبان‪ :‬من ‪ 18‬إلى ‪ 27‬سنة؛‬ ‫‪‬‬

‫فئة الرجال‪ :‬من ‪ 27‬إلى ‪ 40‬سنة؛‬ ‫‪‬‬

‫فئة الكهول‪ :‬من ‪ 40‬سنة فما فوق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السوابق اإلجرامية‬ ‫‪-3‬‬

‫وهو ما يعرف بالعود‪ ،‬والمقصود به الفصل بين المحكوم عليهم المبتدئين والمحكوم‬
‫عليهم العائدين والمحكوم عليهم المعتادين على اإلجرام ‪ 2‬وتتمثل أهمية التصنيف على هذا‬
‫األساس لتفادي مساوئ االختالط‪.‬‬

‫حكم اإلدانة‬ ‫‪-4‬‬

‫حيث يتم الفص ل بين من ص در ب إدانتهم حكم قض ائي‪ ،‬وبين المحبوس ين احتياطي ا‬
‫وبين من ينف ذ عليهم حكم اإلك راه الب دني‪ ،‬فمن ص در بحقهم حكم اإلدان ة فهم المقص ودون‬
‫باإلص الح والتأهي ل‪ ،‬أم ا المحبوس ون احتياطي ا فال زالت قرين ة ال براءة موج ودة في حقهم‪،‬‬

‫الدكتور عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.298‬‬ ‫‪1‬‬

‫الدكتور عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬ ‫‪2‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حتى يثبت العكس‪ ،‬ولذلك يجب معاملتهم معاملة خاصة طوال فترة حبسهم احتياطيا‪ ،‬وال‬
‫‪1‬‬
‫تتقرر لهم معاملة عقابية تأهيلية‪.‬‬

‫الحالة الصحية‬ ‫‪-5‬‬

‫والمراد به‪ ،‬فصل المحكوم عليهم المرضى عن األصحاء‪ ،‬منعا النتشار األمراض‪،‬‬
‫وي دخل في ه ذا اإلط ار المص ابون بالعاه ات العقلي ة وم دمنو المخ درات والكح ول‪ ،‬وك ذلك‬
‫المتق دمين في الس ن‪ ،‬بحيث يتم اختي ار أس لوب المعامل ة العقابي ة ال ذي يغلب علي ه الط ابع‬
‫العالجي‪.‬‬

‫نوع الجريمة‬ ‫‪-6‬‬

‫يقصد بنوع الجريمة‪ ،‬أكانت عمدية أم غير عمدية‪ ،‬ألن مرتكبي الجرائم العمدية ال‬
‫شك أنهم أعداء المجتمع‪ ،‬في حين أن الطائفة الثانية يقعون في الجريمة بغير قصد وبدون‬
‫س وء ني ة‪ ،‬مم ا ي دل على أن اإلج رام غ ير متأص ال في نفوس هم‪ ،‬وق د يك ون ن وع الجريم ة‬
‫معيارا من نوع آخر على أساس تقسيم المجرمين إلى طوائف يرتكبون جرائم العرض أو‬
‫جرائم األشخاص أو جرائم األموال‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة للمش رع الجزائ ري‪ ،‬فق د أخ ذ بخط ورة الجريم ة كمعي ار لتص نيف المحبوس ين‬
‫والمقصود بها جسامة الجرم المرتكب‪ ،‬بحيث تقسم الجرائم إلى جنايات‪ ،‬جنح و مخالفات‪،‬‬
‫ولهذا وجب عزل المحكوم عليهم بعقوبة السجن المؤبد عن المحكوم عليهم بالسجن المؤقت‬
‫‪2‬‬
‫وعزل المحكوم عليهم باإلعدام عن باقي الفئات‪.‬‬

‫ولهذا قسم المشرع الجزائري المؤسسات العقابية إلى عدة أنواع الستقبال المحبوسين‪ ،‬كل‬
‫حسب مدة عقوبته‪ ،‬وفقا لما جاء في نص المادة ‪ 28‬من قانون تنظيم السجون‪.‬‬
‫األستاذ كوميش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫األستاذة كوميش الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪2‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نوع العقوبة ومدتها‬ ‫‪-7‬‬

‫يقصد بهذا المعيار ضرورة الفصل بين المحكوم عليهم بعقوبات قصيرة المدة‪ ،‬عن‬
‫المحكوم عليهم بعقوبات طويلة المدة‪.‬‬

‫والن وع األول ال يج دي بالنس بة لهم ب رامج التأهي ل‪ ،‬حيث تحت اج لف ترة معقول ة لكي‬
‫تنتج آثارها ويكون الهدف من عزلهم منع اآلثار الضارة الناتجة عن اختالطهم بغ يرهم من‬
‫المحكوم عليهم بمدد طويلة‪.‬‬

‫والن وع الث اني من ص در ض دهم أحك ام بم دد طويل ة‪ ،‬حيث توض ع ب رامج لت أهيلهم‬
‫يمكن تنفيذها خالل مدة العقوبة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أجهزة الفحص والتصنيف‬

‫يعه د ب الفحص والتص نيف إلى أش خاص مختص ين في ف روع متع ددة من العل وم‬
‫ك الطب وعلم النفس وعلم االجتم اع والعل وم الجنائي ة‪ ،‬وه ؤالء يش كلون جه ازا يختص‬
‫بدراسة شخصية المحبوسين وتقسيمهم إلى فئات على ضوء النتائج التي أسفرت عليه ا تلك‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع أجهزة الفحص والتصنيف‬

‫هناك ثالثة أنواع من أجهزة الفحص والتصنيف هي‪:‬‬

‫عيادة الفحص والتصنيف‬ ‫‪.1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويعتبر من أقدم األجهزة‪ ،‬بحيث تقوم هيئة طبية ونفسية واجتماعية مستقلة‪ ،‬بفحص‬
‫المحب وس عن طري ق إج راء اختب ارات دقيق ة وتحلي ل نفس ي ف ردي‪ ،‬ثم تق ترح برن امج‬
‫المعاملة المالئم للمحبوس‪ ،‬وبذلك ينتهي عمل هذه الهيئة عند هذا الحد فمهمتها استشارية‪.‬‬

‫لجنة تابعة للمؤسسة العقابية‬ ‫‪.2‬‬

‫يش ترك األخص ائيون في المؤسس ة العقابي ة م ع الط اقم اإلداري في اختي ار ال برامج‬
‫اإلصالحية التي تطبق على المحبوسين‪.‬‬

‫بحيث يقوم األخصائيون بدراسة فنية وعلمية لكل جوانب شخصية السجين من أجل تقسيم‬
‫المحك وم عليهم إلى فئ ات‪ ،‬ثم تق وم اللجن ة المكون ة من الفن يين ورئيس المؤسس ة العقابي ة‬
‫باختيار أسلوب المعاملة المالئم لكل سجين‪ ،‬وتكون القرارات الصادرة عن اللجنة ملزمة‬
‫وواجبة التطبيق‪.‬‬

‫مركز االستقبال والتشخيص‬ ‫‪.3‬‬

‫تعتبر فكرة تخصيص مركز استقبال لفحص وتصنيف المحكوم عليهم‪ ،‬حديثة النش أة‬
‫ومؤداها وضع المحكوم عليهم في مركز واحد‪ ،‬حيث يتم دراسة شخصية كل سجين عن‬
‫طري ق االختب ارات الطبي ة والعقلي ة والنفس ية واالجتماعي ة‪ ،‬وعلى ض وئها يتم تص نيف‬
‫المحك وم عليهم إلى فئ ات متش ابهة ومن ثم وض ع البرن امج اإلص الحي المالئم‪ 1 .‬فيوج ه‬
‫المحكوم عليهم إلى المؤسسة العقابية المختصة أي تتكفل بهم لجنة التصنيف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مدى تطبيق هذه السياسة العقابية في الجزائر‬

‫ب الرجوع إلى ق انون تنظيم الس جون وإ ع ادة اإلدم اج االجتم اعي للمحبوس ين‬
‫ونصوص ه التطبيقي ة‪ ،‬نج د ب أن المش رع الجزائ ري ق د اعتم د نظ ام اللجن ة التابع ة للمؤسسة‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العقابية‪ ،‬حيث أنشأ المركز الوطني للمراقبة والتوجيه ومركزين إقليميين إلى جانب لجان‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق العقوبات على مستوى المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫المركز الوطني للمراقبة والتوجيه‬ ‫‪)1‬‬

‫لق د ح دد المرس وم رقم ‪ 36-72‬الم ؤرخ في ‪ 10‬ف براير ‪[ ،1972‬المتعل ق بمراقب ة‬


‫المس اجين وت وجيههم] تش كيل وص الحيات وس ير المرك ز الوط ني للمراقب ة والتوجي ه‪،‬‬
‫والمركزين اإلقليميين‪.‬‬

‫فطبقا للمادة األولى من هذا المرسوم‪ ،‬تم إنشاء المركز الوطني لدى مؤسسة إعادة التربية‬
‫بالجزائر (الحراش) ومركز إقليمي لدى مؤسسة إعادة التربية بوهران‪ ،‬وآخر لدى مؤسسة‬
‫إعادة التربية بقسنطينة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يوضع مركز المراقبة والتوجيه تحت سلطة مدير المؤسسة العقابية التي يتم إنشاؤه فيها‪.‬‬

‫تشكيل المركز‬ ‫أ‪.‬‬

‫يتشكل المركز الوطني للمراقبة والتوجيه من‪:‬‬

‫مدير المركز‪ ،‬وهو مدير المؤسسة العقابية التي أنشئ فيها هذا المركز؛‬ ‫‪-‬‬
‫طبيب نفساني؛‬ ‫‪-‬‬
‫طبيب في الطب العام؛‬ ‫‪-‬‬
‫أخصائيون في علم النفس؛‬ ‫‪-‬‬
‫المربون؛‬ ‫‪-‬‬
‫المساعدات االجتماعيات؛‬ ‫‪-‬‬
‫قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة األولى من المرسوم ‪.36 -72‬‬


‫المادة ‪ 03‬من المرسوم ‪ 36-72‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫صالحيات مركز المراقبة والتوجيه‬ ‫ب‪.‬‬

‫تتمثل هذه الصالحيات في اآلتي‪:‬‬

‫تشخيص العقوبات وتفريد المعامالت الخاصة بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫طلب من ممث ل النياب ة العام ة بي ان م وجز عن األفع ال ال تي أدت إلى الحكم بتل ك‬ ‫‪-‬‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫إلزام المسجون إجراء الفحوص واالختبارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وض ع تقري ر يتعل ق بس لوك المس جون بع د قبول ه في المرك ز‪ ،‬قب ل ‪ 24‬س اعة من‬ ‫‪-‬‬
‫افتتاح االجتماع الخاص بالتحقيق؛‬
‫تق ديم تقري ر يتعل ق بالوس ط الع ائلي والمه ني واالجتم اعي من ط رف المس اعدة‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعية؛‬
‫تحدي د درج ة جنوحي ة المس جون وأس بابها بن اء على مل ف المراقب ة وك ذلك حالت ه‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيعية والنفسانية وأهليته إلعادة التربية وقدرته على العمل‪.‬‬
‫تحدي د العالج المالئم قص د إع ادة التربي ة والنظ ام ال ذي يطب ق على المس جون‬ ‫‪-‬‬
‫الموضوع تحت المراقبة‪.‬‬
‫اق تراح التوجي ه المتعل ق بالمس جون ووض عه في الس جن ال ذي يناس ب عالج ه إلى‬ ‫‪-‬‬
‫وزير العدل‪.‬‬

‫يوض ع تحت المراقب ة في مرك ز المراقب ة والتوجي ه المحك وم عليهم بعقوب ات تزي د عن ‪18‬‬
‫ش هرا‪ ،‬والمعت ادين بن اء على ق رار من وزي ر الع دل‪ ،‬كم ا يج وز للمحك وم عليهم الت ابعين‬
‫‪2‬‬
‫لنظام الحرية النصفية والبيئة المفتوحة ونظام اإلفراج المشروط‪ ،‬وضعهم تحت المراقبة‪.‬‬

‫‪ -2‬لجنة تكييف العقوبات‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90-89‬‬ ‫‪2‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تنش أ ل دى وزي ر الع دل لجن ة لتك ييف العقوب ات تت ولى البت في الطع ون المقدم ة من‬
‫الن ائب الع ام أو المحب وس في مق ررات قب ول أو رفض التوقي ف الم ؤقت لتط بيق العقوب ات‬
‫الس البة للحري ة ومق ررات اإلف راج المش روط ال تي يص درها قاض ي تط بيق العقوب ات‪،‬‬
‫ودراس ة طلب ات اإلف راج المش روط ال تي يع ود اختص اص الفص ل فيه ا إلى وزي ر الع دل‪،‬‬
‫وإ بداء رأيها قبل إصدار المقررات بشأنها (المادة ‪ 143‬من قانون تنظيم السجون)‪.‬‬

‫لقد حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 181-05‬المؤرخ في ‪ 17‬مايو ‪ 2005‬تشكيلة لجن ة‬


‫تكييف العقوبات وتنظيمها وسيرها‪.‬‬

‫يك ون مق ر لجن ة تك ييف العقوب ات بمق ر المديري ة العام ة إلدارة الس جون وإ ع ادة‬
‫اإلدماج (المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي المذكور أعاله)‪.‬‬

‫تشكيلة لجنة تكييف العقوبات‬ ‫أ‪-‬‬

‫تتشكل لجنة تكييف العقوبات من‪:‬‬

‫قاضي من قضاة المحكمة العليا‪ ،‬رئيسا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ممثل عن المديرية المكلفة بإدارة السجون برتبة نائب مدير على األقل‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممثل عن المديرية المكلفة بالشؤون الجزائية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدير مؤسسة عقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫طبيب ممارس بإحدى المؤسسات العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عض وان يختارهم ا وزي ر الع دل من بين الكف اءات والشخص يات ال تي له ا معرف ة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمهام المسندة إلى اللجنة‪.‬‬

‫يعين الرئيس مقرر اللجنة من بين أعضائها (المادة ‪ 02‬من المرسوم)‪.‬‬

‫المادة ‪ 05‬من المرسوم رقم ‪.429 -05‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫صالحيات لجنة تكييف العقوبات‬ ‫ب‪-‬‬

‫تجتم ع لجن ة تك ييف العقوب ات م رة ك ل ش هر‪ ،‬كم ا يمكنه ا أن تجتم ع بن اء على‬


‫اس تدعاء من رئيس ها كلم ا دعت الض رورة إلى ذل ك (الم ادة ‪ 05‬من المرس وم الس الف‬
‫الذكر)‪.‬‬

‫تقوم لجنة تكييف العقوبات بالمهام التالية‪:‬‬

‫تبدي رأيها في‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫طلب ات اإلف راج المش روط ال تي يرج ع الفص ل فيه ا إلى وزي ر الع دل في أج ل ‪30‬‬ ‫‪‬‬

‫يوما من تاريخ استالمها‪.‬‬


‫الملفات المعروضة عليها من طرف وزير العدل طبقا للمادة ‪ 159‬من قانون تنظيم‬ ‫‪‬‬

‫السجون (المادة ‪ 10‬من المرسوم السالف الذكر)‪.‬‬


‫تفصل في‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطعون المعروضة عليها في أجل ‪ 45‬يوما من تاريخ رفع الطعن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلخط ارات المعروضة عليه ا طبق ا للم ادة ‪ 161‬من ق انون تنظيم الس جون في أج ل‬ ‫‪‬‬

‫‪ 30‬يوما من تاريخ اإلخطار (المادة ‪ 11‬من المرسوم السالف الذكر)‪.‬‬


‫تصدر مقرراتها بحضور ثلثي أعضائها على األقل وبأغلبية األصوات‪ ،‬وفي حالة‬ ‫‪-‬‬
‫تع ادل األص وات يك ون ص وت ال رئيس مرجح ا (الم ادة ‪ 09‬من المرس وم الس الف‬
‫الذكر)‪.‬‬

‫تبلغ مقررات اللجنة عن طريق النيابة العامة ويسهر قاضي تطبيق العقوبات على‬
‫تنفيذها (المادة ‪ 12‬والمادة ‪ 13‬من المرسوم سالف الذكر)‪.‬‬

‫‪ .3‬لجنة تطبيق العقوبات‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تنش أ ل دى ك ل مؤسس ة وقائي ة وك ل مؤسس ة إع ادة تربي ة وك ل مؤسس ة تأهي ل‪ ،‬وفي‬


‫المراكز المخصصة للنساء‪ ،‬لجنة تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫لق د ح دد المش رع تش كيلة لجن ة تط بيق العقوب ات وكيفي ة س يرها بم وجب المرس وم التنفي ذي‬
‫رقم ‪ 180-05‬المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪.2005‬‬

‫تشكيلة لجنة تطبيق العقوبات‬ ‫أ‪-‬‬

‫تتشكل لجنة تطبيق العقوبات من‪:‬‬

‫قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬رئيسا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤول المكلف بإعادة التربية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رئيس االحتباس‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مسؤول كتابة الضبط القضائية للمؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طبيب المؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األخصائي في علم النفس بالمؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مربي من المؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫مساعدة اجتماعية في المؤسسة العقابية‪ ،‬عضوا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫صالحيات لجنة تطبيق العقوبات‬ ‫ب‪-‬‬

‫تقوم لجنة تطبيق العقوبات بالمهام التالية‪:‬‬

‫ترتيب وتوزيع المحبوسين حسب وضعيتهم الجزائية وخطورة الجريمة المحبوسين‬ ‫‪-‬‬
‫من أجلها وجنسهم وسنهم وشخصيتهم ودرجة استعدادهم لإلصالح‪.‬‬
‫متابعة تطبيق العقوبات السالبة للحرية والبديلة عند االقتضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬ ‫‪1‬‬


‫المعاملة العقابية في البيئة المغلقة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫دراسة طلبات إجازات الخروج وطلبات التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة وطلبات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلفراج المشروط ‪.‬‬
‫دراسة طلبات الوضع في الوسط المفتوح والحرية النصفية والورشات الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة تطبيق برامج إعادة التربية وتفعيل آلياتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تجتمع لجنة تطبيق العقوبات مرة واحدة كل شهر وكلما دعت الضرورة إلى ذلك‬
‫بناء على استدعاء من رئيسها أو بطلب من مدير المؤسسة العقابية‪.‬‬

‫تت داول اللجن ة في الملف ات المعروض ة عليه ا بحض ور ثل ثي أعض ائها على األق ل‬
‫وتتخ ذ مقرراته ا بأغلبي ة األص وات‪ ،‬وفي حال ة تع ادل األص وات يك ون ص وت ال رئيس‬
‫‪1‬‬
‫مرجحا‪.‬‬

‫الدكتور خوري عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬ ‫‪1‬‬

You might also like