Professional Documents
Culture Documents
الفصل الأول المبحث الأول
الفصل الأول المبحث الأول
المغلقة
المعاملة العقابية في البيئة المغلقة الفصل األول:
تمهيد:
تقوم فكرة المعاملة العقابية في ظل السياسية العقابية الحديثة على ض رورة استغالل
م دة تط بيق العقوب ة الس البة للحري ة ال تي يقض يها المحب وس في المؤسس ة العقابي ة إلع داده
لإلدم اج في الحي اة االجتماعي ة والمهني ة بع د اإلف راج النه ائي ،وال يتحق ق ه ذا إال بخل ق
1
ظروف حياة واقعية داخل المؤسسة التي من شأنها مساعدة المحبوس على ذلك.
و ق د قس م فقه اء علم العق اب أس اليب المعامل ة العقابي ة ،ال تي يتلقاه ا المحب وس في البيئ ة
المغلقة إلى أساليب تمهيدية ،تطبق بمجرد دخوله المؤسسة العقابية ،وأخرى أصلية يخضع
لها المحكوم عليه طوال مدة تواجده بالسجن.
فأساليب المعاملة العقابية التمهيدية تتمثل أساسا في الفحص والتصنيف ،أما األساليب
األصلية فتشمل العمل العقابي ،التعليم و التهذيب ،وأخيرا الرعاية الصحية واالجتماعية،
وهو ما سنتناوله فيما يلي:
األستاذة كوميش الزهرة .أساليب المعاملة العقابية داخل السجون ،ط -1دار الباحث ،2019 ،ص .75 1
المبحث األول:
العقابية
المعاملة العقابية في البيئة المغلقة الفصل األول:
إن الوظيف ة األساس ية للمؤسس ة العقابي ة هي إع ادة تربي ة المحبوس ين إلص الحهم
وإ عادة إدماجهم اجتماعيا بعد اإلفراج عنهم ،وذلك باختيار أفضل أساليب المعاملة العقابية،
ولن يتحقق ذلك إال بإجراء فحص دقيق ومعمق لشخصية المحبوس يشمل كل من الجانب
ال بيولوجي والعقلي والنفس ي واالجتم اعي ،ح تى يتس نى وض عه في المؤسس ة العقابي ة
المالئم ة لمقتض يات التأهي ل .وه و م ا يع رف بالتص نيف وال ذي يق وم على أس اس تقس يم
المحبوس ين إلى فئ ات تبع ا للجنس والس ن ...إلخ .ويش كل الفحص و التص نيف األس اليب
التمهيدي ة للمعامل ة العقابي ة ،و الفحص والتص نيف يكم ل ك ل منهم ا اآلخ ر ،إذ أن الفحص
يمهد للتصنيف كما أن هذا األخير يستثمر المعلومات التي تضمنها الفحص ،حيث ال يمكن
تصور تصنيف بدون فحص سابق ،وال جدوى من الفحص بدون تصنيف.
وعلى ه ذا األس اس ،قس منا ه ذا المبحث إلى ثالث ة مط الب ،نتن اول في المطلب األول
الفحص ،وفي المطلب الثاني التصنيف ،وفي المطلب الثالث ،أجهزة الفحص والتصنيف.
تعتبر عملية فحص المحكوم عليهم ،أول إجراء يخضع له المحبوس بمجرد دخوله
المؤسسة العقابية ،وهو بذلك الخطوة األولى في تفريد تطبيق العقوبة السالبة للحرية.
يجب أن يفحص الجاني فحصا ابتدائيا عند دخوله المؤسسة ويشمل هذا الفحص الناحيتين
الص حية والنفس ية مع ا ،مم ا يتطلب أن تك ون بك ل مؤسس ة إدارة طبي ة تتك ون من ع دد من
األطب اء في التخصص ات العالجي ة المختلف ة ،ف إذا ك ان المحب وس مريض ا وفي حاج ة إلى
عالج طبي أو نفساني ،يبدأ بهذا العالج كخطوة أولى على طريق التأهيل داخل المؤسسة
العقابية وتقدم له األدوية والرعاية الالزمة.
الفحص هو دراسة علمية وفنية لشخصية المحبوس يقوم بها أشخاص مختصون في
مي ادين متع ددة تبع ا لمقتض يات ه ذا اإلج راء ،من أج ل تحدي د العوام ل ال تي س اهمت في
ارتك اب الجريم ة ومن ثم اختي ار األس لوب العق ابي المالئم ،ويتعين تكملت ه بفحص تجري بي
يقوم به موظفو المؤسسة العقابية والذي ينصب على مالحظة سلوك المحبوس طيلة مدة
تنفيذ العقوبة .فأنواع الفحص ثالثة :فحص قبل صدور الحكم وفحص قبل إيداع المحبوس
في المؤسسة العقابية وفحص الحق على اإليداع في المؤسسة.
ق د ي أمر القاض ي ب إجراء فحص على شخص ية المتهم لمعرف ة الظ روف ال تي دفعت ه
إلى ارتكاب الجريمة ،بحيث يأخذ بعين االعتبار نتائج هذه الدراسة لتأسيس حكمه وتحديد
ن وع ومق دار العقوب ة ،ذل ك أن القاض ي يفص ل في ال دعوى العمومي ة بن اء على اقتناع ه
الشخصي ،ولقد أخذت بعض التشريعات العقابية بهذا االتجاه ومن بينها القانون الفرنسي.
أم ا بالنس بة للق انون الجزائ ري ،فق د أخ ذ المش رع الجزائ ري به ذا الن وع من الفحص وذل ك
نستخلص ه ب الرجوع إلى الم ادة 08من المرس وم رقم 36-72الم ؤرخ في 10ف براير
،1972والمتعل ق بمراقب ة المس اجين وت وجيههم وال تي تنص على م ا يلي ":يج وز لقاض ي
التحقي ق ،أن ي أمر بوض ع المتهم تحت المراقب ة في أح د المراك ز لم دة ال تتج اوز 20يوم ا
ألغ راض التحقي ق الط بي النفس اني المنص وص علي ه في الم ادة 68من ق انون اإلج راءات
الجزائية ".
نس تخلص من نص الم ادة 68الس الفة ال ذكر من ق انون اإلج راءات الجزائي ة أن ه يج وز
لقاض ي التحقي ق أن ي أمر ب إجراء فحص ط بي أو نفس ي على المتهم في المؤسس ة العقابي ة
على أال تتجاوز مدة الفحص عشرون يوما.
ويعتبر النوع األول من الفحص امتداد للفحص السابق إليداع المحبوس لذلك يجب تزويد
اإلدارة العقابية بالنتائج التي تضمنها الفحص األول ،لتسهيل إجراء الفحص العقابي الذي
تقوم به الهيئة المختصة.
و في الق انون الجزائ ري ال ب أس أن نش ير إلى الم ادة 09من المرس وم رقم 36-72
المؤرخ في 10فبراير 1972المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم ،2أنشأت ملف خاصا
المادة 09من المرسوم رقم 36-72المؤرخ في 10فبراير 1972المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم. 2
المعاملة العقابية في البيئة المغلقة الفصل األول:
بك ل محب وس يش تمل على بعض الوث ائق من بينه ا خالص ة الحكم القاض ي بالعقوب ة ال تي
1
اعتقل من أجلها ،مما يساعد في إجراء الفحص الذي تقوم به المؤسسة العقابية.
ويع رف ه ذا الفحص "ب الفحص التجري بي" ويج ري على المحبوس ين بع د دخ ول المؤسس ة
العقابية والذي يتواله موظفو المؤسسة من إداريين وحراس ،وينصب على مالحظة سلوك
المحب وس وعالقت ه م ع اآلخ رين ،وه ذا يس اعد على اختي ار أس لوب المعامل ة العقابي ة
2
المناسب.
يتمث ل الفحص في دراس ة علمي ة وفني ة لك ل ج وانب شخص ية المحب وس ،لمعرف ة
العوامل التي دفعت بهذا األخير إلى ارتكاب الجريمة.
د .فوزية عبد الستار ،مبادئ علم العقاب ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1992 ،ص .117 2
المعاملة العقابية في البيئة المغلقة الفصل األول:
يقتضي ذلك دراسة الحالة العقلية والعصبية للمحبوس ،حتى نتأكد من عدم إصابته
بخل ل عقلي ق د يك ون العام ل ال ذي دف ع ب ه إلى ارتك اب الجريم ة ،وبالت الي اختي ار معامل ة
عقابية مناسبة.
ه ذا الفحص يهتم بنفس ية المحب وس من حيث ال ذكاء وال ذاكرة ...الخ ،لمعرف ة م دى
استعداد المسجون لتقبل المعاملة العقابية ،وما إذا كان مصابا بخلل نفسي دفعه إلى ارتك اب
الجريمة وبالتالي تتمثل المعاملة في عالج هذا الخلل.
المقصود به دراسة البيئة التي كان يعيش فيها المحبوس قبل إيداعه في المؤسسة
العقابي ة والمتمثل ة في األس رة وعالق ة المحب وس بأفراده ا وص لته بزمالئ ه في العم ل
1
وأصحابه وحالته االقتصادية ومستواه الثقافي.
إن دراس ة شخص ية المحبوس ين من ك ل الج وانب :ال بيولوجي والعقلي والنفس ي
واالجتماعي في القانون الجزائري ،نستخلصه من المواد 05-04و 10من المرسوم رقم
36-72المؤرخ في 10فبراير 1972المتعلق بمراقبة المساجين وتوجيههم.
" يلح ق بمرك ز المراقب ة والتوجي ه ط بيب نفس اني وط بيب في الطب الع ام ،يعين ان من قب ل
وزي ر الص حة العمومي ة ،ويح دد ع دد االختصاص يين بعلم النفس والم ربين والمس اعدات
االجتماعيات ،الموضوعين تحت تصرف مراكز المراقبة والتوجيه بموجب قرار وازري
مشترك".
أم ا الم ادة 05تنص على ":ت زود مراك ز المراقب ة والتوجي ه وملحقاته ا ب التجهيز الخ اص
بالدراسات واألبحاث البيولوجية والنفسانية واالجتماعية ".
" يمكن إل زام المس جون عن د قبول ه لإلقام ة في مرك ز المراقب ة والتوجي ه إج راء مختل ف
المفح وص واالختب ارات ،وينبغي علي ه أن يخض ع للفح وص البيولوجي ة والنفس انية التقني ة
التي يفرضها القائمون على المعالجة في المركز ".
باعتب اره أس لوب من أس اليب المعامل ة العقابي ة التمهيدي ة ،يع د التص نيف أس لوبا في
االستقصاء والبحث والمعاملة ،ويهدف إلى جمع ما أمكن من المعلومات والخصائص التي
تتعلق بكافة جوانب شخصية المحبوس ،بالصورة التي تنسجم مع مقتضيات إعادة تربيته
وإ دماجه.
ويقصد بتصنيف المحكوم عليهم ،تقسيمهم إلى طوائف متجانسة أي إلى مجموعات تتشابه
ظروف أفرادها ،ثم إيداعهم مؤسسة عقابية مالئمة ،وإ خضاعهم في تلك المؤسسة لبرنامج
تأهيلي يتناسب مع ظروفهم.
وق د اختلفت اآلراء ح ول تحدي د مفه وم التص نيف ،إذ يقص د بالتص نيف في الم دلول
األم ريكي ":فحص المحك وم علي ه وتش خيص حالت ه اإلجرامي ة ،ثم توجيه ه إلى برن امج
المعامل ة المالئم ل ه ،تم تط بيق ه ذا البرن امج علي ه " ،أم ا في الم دلول األوروبي يقص د
المعاملة العقابية في البيئة المغلقة الفصل األول:
بالتص نيف ":توزي ع المحك وم عليهم على المؤسس ات المتنوع ة تم تقس يمهم في داخ ل
المؤسس ة الواح دة إلى فئ ات وفق ا لم ا تقتض يه ظ روف ك ل فئ ة من اختالف في أس لوب
1
المعاملة ".
وقد أخذ المشرع الجزائري بالمدلول األوروبي في تعريف تصنيف المحكوم عليهم ،بحيث
يق وم التص نيف داخ ل المؤسس ة العقابي ة الواح دة وك ذا على أن واع المؤسس ات العقابي ة على
أس اس النت ائج ال تي أس فرت عنه ا نت ائج الفحص ،فض ال على أن ه األس لوب ال ذي يح دد
المعاملة التي تناسب شخصية المحبوس على نحو يكفل القضاء على عوامل اإلجرام لديه،
ونص على ذل ك في ق انون تس يير الس جون في إط ار اختصاص ات لجن ة تط بيق العقوب ات،
طبقا للمادة -24فقرة 2-1منه ،والتي جاء فيها ما يلي:
" تختص لجن ة تط بيق العقوب ات ب ترتيب وتوزي ع المحبوس ين حس ب وض عيتهم الجزائي ة
وخط ورة الجريم ة المحبوس ين من أجله ا وجنس هم وس نهم وشخص يتهم ودرج ة اس تعدادهم
2
لإلصالح ".
ه و تقس يم المحك وم عليهم وفق ا لن وع العقوب ة ،ال ذي يرتب ط ب دوره بدرج ة جس امة
الجريمة ،ويتصف هذا التصنيف بالموضوعية والتجريد.
ه و تقس يم مرتك بي الج رائم تبع ا للعوام ل اإلجرامي ة الدافع ة للجريم ة ،ويعتم د على
تحلي ل أس باب وعوام ل الظ اهرة اإلجرامي ة وتغليب إح داها ،أو بعض ها بالنس بة لطائف ة من
المجرمين.
هو توزيع المحكوم عليهم على المؤسسات العقابية المتنوعة ،تم تقسيمهم في داخل
المؤسس ة الواح دة إلى فئ ات ،تبع ا لظ روف ك ل فئ ة وم ا تتطلب ه من اختالف في أس لوب
المعاملة.
التصنيف األفقي :ويقصد به تقسيم المحبوسين بطريقة علمية إلى طوائف متجانسة )1
ومتش ابهة في الظ روف ،فتوض ع ك ل طائف ة في مؤسس ة عقابي ة مالئم ة له ا ،من
المؤسسات الموجودة في الدولة (مؤسسات -مراكز).
التص++نيف الرأس++ي :ويقص د ب ه توزي ع المجموع ة الواح دة من المحك وم عليهم نح و )2
مؤسس ة به ا أجنح ة ،فتوض ع ك ل فئ ة من المحبوس ين في الجن اح الخ اص بهم من
األجنح ة المختلف ة ب داخل المؤسس ة الواح دة ،مثال :جن اح خاص بالمحبوس ين مؤقتا،
وجن اح خ اص ب المحكوم عليهم بالس جن ،جن اح خ اص ب المكرهين ب دنيا ...وهك ذا.
وهذا ما كرسته مجموعة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء في القاعدة رقم
1
68منها.
يتجه علم العقاب إلى تصنيف المحكوم عليهم إلى فئات وفقا لمعايير مختلفة ،نذكر
أهمها:
الجنس -1
حيث يتم الفص ل بين الرج ال والنس اء داخ ل المؤسس ات العقابي ة ،وه و أم ر ب ديهي
ويعت بر من مع ايير التص نيف المتبع ة من ذ زمن بعي د ،وحكمت ه واض حة ،وهي تف ادي
العالق ات غ ير المش روعة بينهم ،وم ا ي ترتب عليه ا من فس اد أخالقي ،وله ذا ف إن جمي ع
التش ريعات في الع الم تتج ه إلى وض ع النس اء في س جون مس تقلة ،ومعزول ة عن س جون
الرج ال ع زال تام ا ،وينبغي أن يك ون الط اقم العام ل في المؤسس ات العقابي ة المتخصص ة
للنساء من اإلناث ،وهذا ال يمنع دخول الموظفين الذكور ،خاصة األطباء والمدرسين للقي ام
1
بواجباتهم المهنية ،وهذا ما أكدته القاعدة رقم 35من مجموعة الحد األدنى.
وقد أخذ المشرع الجزائري بمعيار الجنس لتصنيف المحبوسين ،وذلك بالفصل بين النساء
والرج ال وإ ي داع ك ل جنس في مؤسس ة خاص ة ،فأنش أ مراك ز وأجنح ة متخصص ة للنس اء
المحبوسات طبقا للمادتين 28و 29من قانون تنظيم السجون.
السن -2
ويقص د بالس ن الفصل بين األحداث والب الغين ،وح تى بالنس بة للبالغين فيتم تقسيمهم
إلى ش بان ت تراوح أعم ارهم بين الثامن ة عش ر والخامس ة والعش رين و الب الغين ت تراوح
أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخمسين.
وتتضح أهمية التصنيف وفقا لمعيار السن في أنه يؤدي إلى إبعاد التأثير السيء للبالغين
على الشباب ،نظرا الختالف التغيرات العضوية والنفسية عند األحداث منها عند البالغين
لك ون الص غار يميل ون إلى االقت داء بمن هم أك بر س نا منهم ،كم ا أن الش بان أك ثر اس تجابة
تقبال للمبادئ والقيم الجديدة ،وأكثر تفتحا للمستقبل وأمال فيه ،فكان من الضروري الفصل
بين مختلف الفئات.
اعتم د المش رع الجزائ ري معي ار الس ن لتص نيف المحبوس ين من خالل ع زل األح داث عن
الب الغين ،فتم إنش اء مراك ز متخصص ة باألح داث وتخص يص ك ل مؤسس ة وقاي ة ومؤسس ة
إعادة التربية جناح واحد أو أكثر للمساجين الشبان إذا لم يتجاوز عمرهم 27سنة ،طبقا
للم ادتين 28و 29من ق انون تنظيم الس جون 1.كم ا يتم توزي ع المحبوس ين داخ ل أجنح ة
وقاعات االحتباس بالمؤسسات العقابية إلى فئات عمرية كاآلتي:
وهو ما يعرف بالعود ،والمقصود به الفصل بين المحكوم عليهم المبتدئين والمحكوم
عليهم العائدين والمحكوم عليهم المعتادين على اإلجرام 2وتتمثل أهمية التصنيف على هذا
األساس لتفادي مساوئ االختالط.
حيث يتم الفص ل بين من ص در ب إدانتهم حكم قض ائي ،وبين المحبوس ين احتياطي ا
وبين من ينف ذ عليهم حكم اإلك راه الب دني ،فمن ص در بحقهم حكم اإلدان ة فهم المقص ودون
باإلص الح والتأهي ل ،أم ا المحبوس ون احتياطي ا فال زالت قرين ة ال براءة موج ودة في حقهم،
حتى يثبت العكس ،ولذلك يجب معاملتهم معاملة خاصة طوال فترة حبسهم احتياطيا ،وال
1
تتقرر لهم معاملة عقابية تأهيلية.
والمراد به ،فصل المحكوم عليهم المرضى عن األصحاء ،منعا النتشار األمراض،
وي دخل في ه ذا اإلط ار المص ابون بالعاه ات العقلي ة وم دمنو المخ درات والكح ول ،وك ذلك
المتق دمين في الس ن ،بحيث يتم اختي ار أس لوب المعامل ة العقابي ة ال ذي يغلب علي ه الط ابع
العالجي.
يقصد بنوع الجريمة ،أكانت عمدية أم غير عمدية ،ألن مرتكبي الجرائم العمدية ال
شك أنهم أعداء المجتمع ،في حين أن الطائفة الثانية يقعون في الجريمة بغير قصد وبدون
س وء ني ة ،مم ا ي دل على أن اإلج رام غ ير متأص ال في نفوس هم ،وق د يك ون ن وع الجريم ة
معيارا من نوع آخر على أساس تقسيم المجرمين إلى طوائف يرتكبون جرائم العرض أو
جرائم األشخاص أو جرائم األموال.
أم ا بالنس بة للمش رع الجزائ ري ،فق د أخ ذ بخط ورة الجريم ة كمعي ار لتص نيف المحبوس ين
والمقصود بها جسامة الجرم المرتكب ،بحيث تقسم الجرائم إلى جنايات ،جنح و مخالفات،
ولهذا وجب عزل المحكوم عليهم بعقوبة السجن المؤبد عن المحكوم عليهم بالسجن المؤقت
2
وعزل المحكوم عليهم باإلعدام عن باقي الفئات.
ولهذا قسم المشرع الجزائري المؤسسات العقابية إلى عدة أنواع الستقبال المحبوسين ،كل
حسب مدة عقوبته ،وفقا لما جاء في نص المادة 28من قانون تنظيم السجون.
األستاذ كوميش الزهرة ،المرجع السابق ،ص .89 1
يقصد بهذا المعيار ضرورة الفصل بين المحكوم عليهم بعقوبات قصيرة المدة ،عن
المحكوم عليهم بعقوبات طويلة المدة.
والن وع األول ال يج دي بالنس بة لهم ب رامج التأهي ل ،حيث تحت اج لف ترة معقول ة لكي
تنتج آثارها ويكون الهدف من عزلهم منع اآلثار الضارة الناتجة عن اختالطهم بغ يرهم من
المحكوم عليهم بمدد طويلة.
والن وع الث اني من ص در ض دهم أحك ام بم دد طويل ة ،حيث توض ع ب رامج لت أهيلهم
يمكن تنفيذها خالل مدة العقوبة.
يعه د ب الفحص والتص نيف إلى أش خاص مختص ين في ف روع متع ددة من العل وم
ك الطب وعلم النفس وعلم االجتم اع والعل وم الجنائي ة ،وه ؤالء يش كلون جه ازا يختص
بدراسة شخصية المحبوسين وتقسيمهم إلى فئات على ضوء النتائج التي أسفرت عليه ا تلك
الدراسة.
ويعتبر من أقدم األجهزة ،بحيث تقوم هيئة طبية ونفسية واجتماعية مستقلة ،بفحص
المحب وس عن طري ق إج راء اختب ارات دقيق ة وتحلي ل نفس ي ف ردي ،ثم تق ترح برن امج
المعاملة المالئم للمحبوس ،وبذلك ينتهي عمل هذه الهيئة عند هذا الحد فمهمتها استشارية.
يش ترك األخص ائيون في المؤسس ة العقابي ة م ع الط اقم اإلداري في اختي ار ال برامج
اإلصالحية التي تطبق على المحبوسين.
بحيث يقوم األخصائيون بدراسة فنية وعلمية لكل جوانب شخصية السجين من أجل تقسيم
المحك وم عليهم إلى فئ ات ،ثم تق وم اللجن ة المكون ة من الفن يين ورئيس المؤسس ة العقابي ة
باختيار أسلوب المعاملة المالئم لكل سجين ،وتكون القرارات الصادرة عن اللجنة ملزمة
وواجبة التطبيق.
تعتبر فكرة تخصيص مركز استقبال لفحص وتصنيف المحكوم عليهم ،حديثة النش أة
ومؤداها وضع المحكوم عليهم في مركز واحد ،حيث يتم دراسة شخصية كل سجين عن
طري ق االختب ارات الطبي ة والعقلي ة والنفس ية واالجتماعي ة ،وعلى ض وئها يتم تص نيف
المحك وم عليهم إلى فئ ات متش ابهة ومن ثم وض ع البرن امج اإلص الحي المالئم 1 .فيوج ه
المحكوم عليهم إلى المؤسسة العقابية المختصة أي تتكفل بهم لجنة التصنيف.
ب الرجوع إلى ق انون تنظيم الس جون وإ ع ادة اإلدم اج االجتم اعي للمحبوس ين
ونصوص ه التطبيقي ة ،نج د ب أن المش رع الجزائ ري ق د اعتم د نظ ام اللجن ة التابع ة للمؤسسة
العقابية ،حيث أنشأ المركز الوطني للمراقبة والتوجيه ومركزين إقليميين إلى جانب لجان
1
تطبيق العقوبات على مستوى المؤسسات العقابية.
فطبقا للمادة األولى من هذا المرسوم ،تم إنشاء المركز الوطني لدى مؤسسة إعادة التربية
بالجزائر (الحراش) ومركز إقليمي لدى مؤسسة إعادة التربية بوهران ،وآخر لدى مؤسسة
إعادة التربية بقسنطينة.
2
يوضع مركز المراقبة والتوجيه تحت سلطة مدير المؤسسة العقابية التي يتم إنشاؤه فيها.
مدير المركز ،وهو مدير المؤسسة العقابية التي أنشئ فيها هذا المركز؛ -
طبيب نفساني؛ -
طبيب في الطب العام؛ -
أخصائيون في علم النفس؛ -
المربون؛ -
المساعدات االجتماعيات؛ -
قاضي تطبيق العقوبات. -
الدكتور خوري عمر ،المرجع السابق ،ص .301 1
يوض ع تحت المراقب ة في مرك ز المراقب ة والتوجي ه المحك وم عليهم بعقوب ات تزي د عن 18
ش هرا ،والمعت ادين بن اء على ق رار من وزي ر الع دل ،كم ا يج وز للمحك وم عليهم الت ابعين
2
لنظام الحرية النصفية والبيئة المفتوحة ونظام اإلفراج المشروط ،وضعهم تحت المراقبة.
تنش أ ل دى وزي ر الع دل لجن ة لتك ييف العقوب ات تت ولى البت في الطع ون المقدم ة من
الن ائب الع ام أو المحب وس في مق ررات قب ول أو رفض التوقي ف الم ؤقت لتط بيق العقوب ات
الس البة للحري ة ومق ررات اإلف راج المش روط ال تي يص درها قاض ي تط بيق العقوب ات،
ودراس ة طلب ات اإلف راج المش روط ال تي يع ود اختص اص الفص ل فيه ا إلى وزي ر الع دل،
وإ بداء رأيها قبل إصدار المقررات بشأنها (المادة 143من قانون تنظيم السجون).
يك ون مق ر لجن ة تك ييف العقوب ات بمق ر المديري ة العام ة إلدارة الس جون وإ ع ادة
اإلدماج (المادة 02من المرسوم التنفيذي المذكور أعاله).
اإلخط ارات المعروضة عليه ا طبق ا للم ادة 161من ق انون تنظيم الس جون في أج ل
تبلغ مقررات اللجنة عن طريق النيابة العامة ويسهر قاضي تطبيق العقوبات على
تنفيذها (المادة 12والمادة 13من المرسوم سالف الذكر).
لق د ح دد المش رع تش كيلة لجن ة تط بيق العقوب ات وكيفي ة س يرها بم وجب المرس وم التنفي ذي
رقم 180-05المؤرخ في 17ماي .2005
ترتيب وتوزيع المحبوسين حسب وضعيتهم الجزائية وخطورة الجريمة المحبوسين -
من أجلها وجنسهم وسنهم وشخصيتهم ودرجة استعدادهم لإلصالح.
متابعة تطبيق العقوبات السالبة للحرية والبديلة عند االقتضاء. -
دراسة طلبات إجازات الخروج وطلبات التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة وطلبات -
اإلفراج المشروط .
دراسة طلبات الوضع في الوسط المفتوح والحرية النصفية والورشات الخارجية. -
متابعة تطبيق برامج إعادة التربية وتفعيل آلياتها. -
تجتمع لجنة تطبيق العقوبات مرة واحدة كل شهر وكلما دعت الضرورة إلى ذلك
بناء على استدعاء من رئيسها أو بطلب من مدير المؤسسة العقابية.
تت داول اللجن ة في الملف ات المعروض ة عليه ا بحض ور ثل ثي أعض ائها على األق ل
وتتخ ذ مقرراته ا بأغلبي ة األص وات ،وفي حال ة تع ادل األص وات يك ون ص وت ال رئيس
1
مرجحا.