Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 184

‫جامعة الدكتور موالي الطاهر ‪ -‬سعيدة‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫أثر منظمة األمم المتحدة على السياسة الخارجية‬


‫الجزائرية(قضية الصحراء الغربية)‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ليسانس في العلوم السياسية تخصص‪ :‬سياسة مقارنة‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬

‫*شاربي محمد‪.‬‬ ‫* عبيدي نوال‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2102-2102 :‬‬


‫جامعة الدكتور موالي الطاهر ‪ -‬سعيدة‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫أثر منظمة األمم المتحدة على السياسة الخارجية‬


‫الجزائرية(قضية الصحراء الغربية)‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ليسانس في العلوم السياسية تخصص‪ :‬سياسة مقارنة‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫*شاربي محمد‬ ‫* عبيدي نوال‬

‫السنة الجامعية ‪2102-2102 :‬‬


‫اللّهم إليك مددت يدي‪،‬وفيما عندك‬

‫عظمت رغبتي واقبل توبتي‪،‬وارحم‬

‫ضعف ق ّوتي‪،‬اغفر خطيئتي واقبل‬

‫معذرتي واجعل لي من ك ّل خير سبيال‬

‫برحمتك يا أرحم ال ّراحمين‪.‬‬


‫بذكر اهلل تتم الصالحات وشكره تدوم النعم فالحمد هلل على نعمه والصالة والسالم على أكرم‬
‫الخلق وبعد‪.‬‬

‫وتصديقا لقوله تعالى ‪ ‹‹:‬وان شكرتم ألزيدنكم››‬

‫علي بفكره‬
‫أتقدم بالشكر والعرفان إلى كل من وقف على المنابر لينير فكري ولم يبخل ّ‬
‫ومعارفه ليرشد طريقي‪.‬‬

‫إلى كل من ساعد في إنجاز هذا العمل من قريب أو من بعيد‬

‫أخص بالذكر األستاذ الكريم شاربي محمد الذي طالما وجهني و أفادني بمعلوماته و‬
‫أرشدني فكان نعم المرشد وبفضل اهلل عز وجل تم إنجاز هذه الرسالة‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر إلى كل أساتذة قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية بجامعة الدكتور‬
‫موالي الطاهر بسعيدة وأخص بالذكر األستاذ المحترم بن زايد أمحمد الذي لم يبخل علي‬
‫بشيء من معارفه والذي طالما كان متواضعا معي ‪,‬إلى األساتذة الكرام بلحاج هواري‬
‫‪,‬عدنان إبراهيم ‪,‬موكيل عبد اإلسالم ‪,‬عتيق الشيخ‪،‬حادي عثمان ‪،‬والى األستاذتان‬
‫الفاضلتان األستاذة بن شيخ خيرة واألستاذة حلوي خيرة‪.‬‬
‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬

‫‹‹وال تقل لهما أف وال تنهرهما وقل لهما قوال كريما ››‬

‫‹‹وقضى ربك أال تعبد إال إياه وبالوالدين إحسانا››‬

‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫إلى التي قال فيها الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‹‹أنها أحق الناس بصحبتي››‬

‫إلى التي وضعت الجنة تحت أقدامها وعلمتني الحق والطريق المستقيم إلى الهواء الذي‬
‫أستنشقه أمي الحبيبة الغالية‬

‫إلى من أوصلني لهذا المقام وكان مثلي األعلى في الدنيا أبي أحلى إسم نطقه لساني ولو‬
‫كان العمر يهدى ألهديته ألبي‬

‫إلى جدي رحمه اهلل الذي طالما رفع يديه للدعاء لي‬

‫إلى جدتي أطال اهلل في عمرها‬

‫إلى إخوتي هشام ‪،‬عبد الرزاق وأختي الغالية على قلبي رانية دعاء‪.‬‬

‫إلى جميع أخوالي وخاالتي وأوالدهم والى أعمامي وعماتي وأوالدهم‬

‫إلى أعز صدقاتي هاجر ‪،‬منال ‪،‬سعدية ‪،‬خديجة ‪.‬‬

‫إلى صديقي وأخي مداح وأخي عبد الكريم‬

‫إلى كل من أحبني وأحببته‪.‬‬

‫إلى البراعم مرام ‪،‬شهرة ‪،‬فلة ‪،‬هدى ‪،‬نورهان ‪،‬فلاير‪.‬‬


‫مقدمة‬

‫شهد المجتمع الدولي تحوالت اقتصادية واجتماعية وسياسية مست جانب مهم في العالقات‬
‫بين الدول ‪،‬مما أدى إلى ظهور نظام دولي جديد يركز على توازن المصالح بين الدول القوية‬
‫وبالتالي أصبح العامل االقتصادي هو المحرك األساسي للعالقات الدولية والمفتعل الرئيسي‬
‫في نشوب النزاعات الدولية وحلها‪.‬‬

‫إن هذا النظام الدولي الجديد عالج وال يزال يعالج نزاعات قائمة بين الدول والشعوب التي‬
‫تنادي بإستقاللها وحقها في تقرير مصيرها ‪،‬ومن بين جملة النزاعات هناك نزاع دو طبيعة‬
‫سياسية عسكرية تتجلى معالمه في النزاع القائم بين المغرب وشعب الصحراء الغربية بعد‬
‫مطالبة هذا األخير بحقه في تقرير مصيره وفرض سيادته على ترابه الصحراوي مستعينا في‬
‫ذلك بميثاق األمم المتحدة ‪،‬إال أن بعد عقود طويلة في سبيل إيجاد حل للقضية ال تزال‬
‫المسألة محل جدل تبحث عن آفاق لتسويتها مما دفعني إلى التفكير في جذور وخلفيات هذا‬
‫النزاع القائم والحلول المقترحة لحله خصوصا بعدما احتلت موضوعات النزاعات اإلقليمية‬
‫مكانة مهمة ضمن اإلهتمامات الدولية خصوصا من قبل المنظمات الدولية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫يكتسي هذا الموضوع أهمية كبيرة باعتباره يعالج قضية لها مكانة في حقل العالقات الدولية‬
‫وذلك من خالل األثر الذي تلعبه منظمة األمم المتحدة باعتبارها أهم منظمة عالمية وجدت‬
‫من أجل تسوية المنازعات الدولية وايجاد حل لسبيلها‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫تهدف الدراسة إلى معرفة مدى تأثير منظمة األمم المتحدة باعتبارها أول منظمة عالمية‬
‫تتبنى مبادئ تحقيق السلم واألمن الدوليين للشعوب على السياسة الخارجية ولقد متلت قضية‬
‫الصحراء الغربية النموذج األمثل لتوضيح مدى التأثير‪،‬كما تهدف الدراسة إلى معرفة‬
‫إسهامات الجزائر من خالل سياستها الخارجية في مساندة القضية وتأييدها‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫مبررات اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫‪ .1‬الذاتية ‪:‬‬

‫لعل من أهم المبررات التي حفزتني إلختيار هذا الموضوع هي رغبتي في إثراء البحث‬
‫العلمي بمعلومات متعلقة بمنظمة األمم المتحدة بصفة خاصة وأثر هذه األخيرة على السياسة‬
‫الخارجية الجزائرية وارتأيت أن يكون تطبيق هذا األثر على القضية الصحراوية كنموذجا‪.‬‬

‫‪ .2‬الموضوعية ‪:‬‬

‫بصفة طالبة في العلوم السياسية البد علي باإللمام باألهمية التي تحتلها منظمة األمم‬
‫المتحدة باعتبارها منظمة عالمية تسعى لتحقيق السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫باعتبار السياسة الخارجية بصورة عامة والسياسة الخارجية الجزائرية بصورة خاصة لها من‬
‫األهمية بما كان كونها عنصر فعال في ميدان العالقات الدولية‪.‬‬

‫باعتبار الصحراء الغربية المنطقة الوحيدة التي لم تشهد بعد استقالال تاما في إفريقيا وفق‬
‫مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها مما دفع بالمنظمات الدولية إلى البحث عن حلول‬
‫سلمية للقضية‪.‬‬

‫أدبيات الدراسة ‪:‬‬

‫لقد حظي هذا الموضوع باهتمام من طرف العديد من الباحثين والكتاب بحكم أنه موضوع له‬
‫من األهمية بمكان في حقل العالقات الدولية‪.‬‬

‫إن قضية الصحراء الغربية باعتبارها القضية الوحيدة التي لم تحظى بتسوية وبقيت تتأرجح‬
‫بين المواقف الدولية‪.‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫ومن بين الكتاب الذين تناولوا هذا الموضوع ‪:‬‬

‫عمر صدوق في كتابه قضية الصحراء الغربية في إطار القانون الدولي والعالقات الدولية –‬
‫دراسة قانونية وسياسية والذي تناول قضية الصحراء الغربية بالتفصيل بداية من المراحل‬
‫االستعمارية األولى إلى غاية الحلول المقترحة لحل القضية‪.‬‬

‫وكتاب آخر ألحمد يحظية تحت عنوان الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا‪.‬‬

‫وكتاب طاهر مسعود الذي يدرس نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو حيث‬
‫يشرح فيه أهم األحداث التي وقعت بين المغرب باعتباره طرف في النزاع وجبهة البوليساريو‬
‫باعتبارها الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬

‫بما أن منظمة األمم المتحدة تعتبر أول منظمة عالمية تتبنى أهداف ومبادئ تسعى من‬
‫خاللها إلى تحقيق السلم واألمن في العالم وبما أن موضوع دراستي هو أثر هذه المنظمة‬
‫على السياسة الخارجية التي تتبنى مبدأ مساندة الشعوب في تقرير مصيرها وكدا دعم حركات‬
‫التحرر‪.‬‬

‫وبما أن قضية الصحراء الغربية تدرج ضمن جدول القضايا العربية واإلفريقية التي البد من‬
‫إيجاد حلول سلمية لها وتحقيق االستقالل الذاتي لشعوبها فلقد كان للسياسة الخارجية‬
‫الجزائرية صدى في دعم القضية وتبني مواقفها ومساندتها أمام المنظمات الدولية بصفة‬
‫عامة ومنظمة األمم المتحدة بصفة خاصة‪.‬‬

‫إن أول ما يتبادر في لدي هو طرح التساؤل التالي ‪:‬‬

‫*ما مدى تأثير منظمة األمم المتحدة على السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه قضية الصحراء‬
‫الغربية ؟‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫*تندرج ضمن هذه اإلشكالية الرئيسية عدة تساؤالت فرعية تتمثل في ‪:‬‬

‫‪-‬ما هي توجهات السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه قضية الصحراء الغربية ؟‬

‫‪-‬هل يمكن لمنظمة األمم المتحدة أن تلعب دو ار بار از في حل النزاع الصحراوي المغربي وفقا‬
‫لمبدأ حفظ السلم واألمن الدوليين ‪،‬وفي ظل تضارب مصالح أطراف النزاع المباشرة وغير‬
‫المباشرة ؟‬

‫‪-‬لماذا لم يتوصل الطرفان إلى حل النزاع رغم المساعي والجهود المبذولة من طرف منظمة‬
‫األمم المتحدة ؟‬

‫‪-‬ما هي الرهانات المستقبلية لحل قضية الصحراء الغربية ؟‬

‫الفرضيات ‪:‬‬

‫‪-‬كلما زاد تأثير منظمة األمم المتحدة على السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه قضية الصحراء‬
‫الغربية زاد تقدم القضية نحو التسوية واالستقالل‪.‬‬

‫‪-‬السياسة الخارجية الجزائرية هي إنعكاس للسياسة الداخلية ومتطلباتها‪.‬‬

‫‪-‬هناك عالقة ترابطية بين تحقيق اإلستقالل للصحراء الغربية وبين مبادئ السياسة الخارجية‬
‫الجزائرية الهادفة إلى دعم حركات التحرر‪.‬‬

‫‪-‬الجزائر ليست طرفا في النزاع بل تعتبر طرف مهتم في القضية يسعى لمساندتها من أجل‬
‫تحقيق استقاللها‪.‬‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫اإلطار النظري ‪:‬‬

‫أهم االقترابات المستعملة ‪:‬‬

‫‪ .1‬االقتراب البنيوي ‪:‬باعتباره اقتراب يركز على بنية النظام السياسي من مدخاللت وعملية‬
‫تحويل ‪،‬مخرجات ‪،‬التغذية العكسية‪.‬‬
‫استخدمت هذا االقتراب في دراسة السياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ .2‬االقتراب الوظيفي ‪:‬باعتباره اقتراب يركز على وظائف النظام السياسي قد استعنت بهذا‬
‫االقتراب في دراسة قضية الصحراء الغربية ذلك من خالل مطالب الشعب الصحراوي‬
‫المتمثلة في حق تقرير مصيره‬
‫‪ .3‬االقتراب المؤسسي ‪:‬كونه يدرس مؤسسات الدولة مؤسسات الدولة استخدمت هذا‬
‫االقتراب في دراسة مؤسسات صناعة السياسة الخارجية الجزائرية ‪،‬وأجهزة األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .4‬اقتراب صناعة القرار ‪:‬تتناول الجوانب النفسية واالقتصادية واالجتماعية المؤثرة في عملية‬
‫صنع القرار وقد استخدمت هذا االقتراب في دراسة أهم المؤثرات التي تواجه صانع القرار‬
‫في السياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ .5‬اقتراب القيادة السياسية ‪:‬يدرس موقع القيادة ومكانتها وتأثيرها وتأثرها بالقيم السائدة في‬
‫المجتمع الذي تتواجد به ولقد استخدمت هذا االقتراب عند تطرقي ألهداف الرئيس عبد‬
‫العزيز بوتفليقة من السياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ .6‬اقتراب التبعية ‪:‬يدرس أسباب تخلف دول العالم الثالث وكدا تأثير العامل الخارجي‬
‫تاريخيا في مجتمعات الجنوب حيث أصبح يعمل على استنزاف موارد المجتمع وطاقته‬
‫ومفهوم اقتصاد الثنائي وبالتركيز على التبعية االستعمارية استخدمت هذا االقتراب لدراسة‬
‫النزاع في الصحراء الغربية بداية من الغزو االسباني‪.‬‬

‫‌ه‬
‫مقدمة‬

‫‪ .7‬اقتراب النخبة ‪:‬باعتبار عملية صناعة القرار تتركز في يد مجموعة أفراد تملك نفوذ ولها‬
‫تأثير تسمى هذه المجموعة بالنخبة ‪،‬تم استخدام هذا االقتراب في دراسة أهم صانعي‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬
‫المناهج المعتمدة ‪:‬‬

‫المنهج التاريخي ‪:‬باعتباره ذلك المنهج الذي يعنى بسرد واقع تاريخية وقد استعنت بهذا‬
‫المنهج في دراسة أهم التطورات التاريخية التي مرت بها منظمة األمم المتحدة ‪،‬وكذا الحقبة‬
‫االستعمارية للصحراء الغربية‪.‬‬

‫منهج دراسة حالة ‪:‬باعتباره ذلك المنهج الذي يعنى بدراسة حالة معينة إلحاطتها والكشف‬
‫عن حيثياتها والعوامل المؤثرة فيها وقد اعتمدت هذا المنهج في دراسة السياسة الخارجية‬
‫الجزائرية كقطاع من السياسة العامة الكلية‪.‬‬

‫المنهج التجريبي ‪:‬هو منهج علم العالقات الدولية ولقد تم استخدام هذا المنهج في دراسة‬
‫الواقع الدولي ووقائع العالقات الدولية والبيئة الدولية‪.‬‬

‫هندسة الخطة ‪:‬‬

‫قسمت الدراسة إلى ثالثة فصول ‪:‬‬

‫‪-‬الفصل األول اشتمل على دراسة نظرية لألمم المتحدة تطرقت فيه إلى المنحنى‬
‫الكرونولوجي لمنظمة األمم المتحدة والى المجتمع الدولي قبل سنة ‪، 1445‬و أهم‬
‫التصريحات والمؤتمرات الدولية إلنشاء األمم المتحدة ‪ ،‬قراءات في ميثاق األمم المتحدة ‪،‬‬
‫وأهداف ومبادئ األمم المتحدة ومظاهر نشاطها ‪ ،‬دراسة تفكيكية ألهم الهياكل والوظائف‬
‫لمنظمة األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‌و‬
‫مقدمة‬

‫‪-‬أما الفصل الثاني اشتمل على دراسة السياسة الخارجية الجزائرية ‪،‬تطرقت فيه إلى دراسة‬
‫معرفية نظرية للسياسة العامة ‪،‬تضمن التعريف بالسياسة العامة وتطورها ‪,‬خصائص السياسة‬
‫العامة ومكوناتها ‪ ،‬أنماطها‪ ،‬وأهم المراحل الكبرى للسياسة العامة‪.‬‬

‫ثم دراسة معرفية نظرية حول السياسة الخارجية ‪ ،‬التعريف بالسياسة الخارجية وخصائصها‬
‫‪،‬أهميتها ‪ ،‬أدوات وأجهزة السياسة الخارجية وأهدافها ‪ ،‬محدداتها‪.‬‬

‫ثم السياسة الخارجية الجزائرية‪،‬العوامل الخارجية المؤثرة على السياسة الخارجية الجزائرية‬
‫وأهم األقطاب الفاعلة في صنع السياسة الخارجية الجزائرية ‪ ،‬تأثير صانع القرار على‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬

‫‪-‬الفصل الثالث التطبيقي تطرقت فيه إلى السياسة الخارجية الج ازئرية اتجاه قضية الصحراء‬
‫الغربية ‪،‬تضمن المراحل االستعمارية للصحراء الغربية ‪،‬مرحلة االحتالل االسباني للصحراء‬
‫الغربية ‪،‬و مقاومة الصحراويين ‪،‬الغزو المغربي الموريتاني للصحراء الغربية وتأسيس الجبهة‬
‫الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (بوليساريو) واندالع الكفاح المسلح تطرقت فيه‬
‫إلى األطراف المشاركة في نزاع الصحراء الغربية ‪،‬األطراف المباشرة (المغرب‪ -‬بوليساريو) ‪،‬‬
‫األطراف غير المباشرة (اسبانيا –موريتانيا) ثم الجزائر وقضية النزاع في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫القضية الصحراوية في أجندات األمم المتحدة ‪ ،‬في الجمعية العامة ‪،‬في مجلس األمن‪ ،‬أمام‬
‫محكمة العدل الدولية ‪،‬ثم حوصلة حول اآلفاق والسيناريوهات المستقبلية لحل النزاع في‬
‫الصحراء الغربية‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫إن من أهم الصعوبات التي واجهتني هي كثرة المراجع بالنسبة للجانب النظري مما جعل من‬
‫الصعب عملية التنسيق بين المعلومات أما فيما يخص الجانب التطبيقي فكان من الصعب‬
‫إيجاد مراجع تغطي متطلبات الدراسة خصوصا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬

‫‌ز‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬

‫تعد فكرة إنشاء منظمة عالمية تتبنى مبادئ احترام حقوق اإلنسان والمساواة في السيادة في‬
‫الشعوب والسعي لتحقيق السلم واألمن العالمي فكرة صعبة التطبيق خصوصا في ظل‬
‫التحوالت التي طرأت على البيئة الدولية من توترات وعدم االستقرار في أغلب األحيان مما‬
‫ساعد على تضافر جهود دولية لتبني فكرة إنشاء منظمة عالمية لها القدرة على التخفيف من‬
‫حدة الصراعات والتوترات ‪،‬وفي وقت صعب فيه إيجاد منظمة تتبنى جميع المبادئ ‪،‬كانت‬
‫منظمة األمم ال متحدة قد برزت على الساحة الدولية كونها المنظمة الوحيدة القادرة على حل‬
‫جميع المسائل الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬

‫وفي هذا الفصل سنتطرق بالتفصيل إلى المنحنى الكرونولوجي لمنظمة األمم المتحدة وأهم‬
‫أهدافها ومبادئها ‪،‬ودراسة تفكيكية ألهم الهياكل والوظائف للمنظمة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬المنحى الكرونولوجي لمنظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫إن فشل عصبة األمم المتحدة في حفظ السلم العالمي يعد هدف رئيسيا لنشأة منظمة األمم‬
‫المتحدة ‪ ،‬كما أن الحرب العالمية الثانية حفزت العالم على ضرورة إيجاد نظام دولي يجنبه‬
‫الحرب وفي سبيل إيجاد منظمة دولية تعمل على حل الخالفات بالطرق السلمية فإن الحركة‬
‫المناهضة للفاشية في كل الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا أجبرت حكومتيها على التقرب‬
‫من موقف االتحاد السوفياتي سابقا الذي كان يدعو إلى تشكيل منظمة دولية فاعلة ففي سنة‬
‫‪ 1441‬أعلن الرئيس األمريكي روزفلت إنشاء منظمة دولية جديدة قادرة على منع استخدام‬
‫القوة في العالقات الدولية وحل المنازعات بالطرق السلمية وهذا ما جاء في خطاب رئيس‬
‫الوزراء البريطاني تشرشل في ‪ 1443/33/21‬ولقد برزت منظمة األمم المتحدة بعد مراحل‬
‫عديدة ونتيجة جهود متضافرة وأعمال دولية متالحقة ‪ ،‬لذا سوف تتمحور دراستنا حول دراسة‬
‫المجتمع الدولي قبل ‪ 1445‬إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية وفشل العصبة ‪ ،‬مرو ار‬
‫بأهم التصريحات و المؤتمرات الدولية إلنشاء منظمة األمم المتحدة وصوال إلى دراسة الميثاق‬
‫أألممي و هذا ما سوف نتطرق إليه بالتفصيل في المطالب الالحقة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المجتمع الدولي قبل سنة ‪.0491‬‬

‫لدراسة أهم التطورات خالل هذه الفترة يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى ثالثة مراحل وفقا‬
‫للمنعطفات التاريخية و هي كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬مرحلة ما قبل الحرب العالمية األولى‪)0404-0101(:‬‬

‫‪ -‬عرفت هذه المرحلة بعض المؤتمرات و التحالفات الدولية أدت إلى ظهور منظمة دولية‬
‫بمفهومها العلمي الحديث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫أ)المؤتمرات الدولية‪:‬‬

‫شهد القرن ‪ 14‬سلسلة من المؤتمرات الدولية كان هدفها حفظ التوازن بين الدول األوروبية‬
‫الكبرى و من بين هذه المؤتمرات ‪:‬‬

‫‪-0‬مؤتمر فيينا و الحلف المقدس‪:‬‬

‫عقدت الدول األوروبية مؤتم ار في فيينا سنة ‪ 1115‬إلعادة تنظيم األوضاع في أوروبا عقب‬
‫حروب نابليون ‪ ,‬و قد وقعت معاهدة التحالف لهذا المؤتمر كل من روسيا‪-‬النمسا‪-‬بريطانيا‬
‫و أصبحت هذه الدول مسؤولة عن حفظ السالم في أوروبا و العالم‪.‬‬
‫و من أبرز معالم هذا المؤتمر هو اتفاق الدول األوروبية على اللجوء إلى عقد المؤتمرات‬
‫الدولية كوسيلة لحل الخالفات بالطرق السلمية و تحقيق السلم ‪ ,‬فقد شهد العالم األوروبي‬
‫عدة مؤتمرات منها‪:‬‬

‫مؤتمر اكس الشبيل عام ‪ .0101‬الذي يهدف إلى إعادة تنظيم أوضاع أوروبا‪.‬‬

‫‪-‬انصب اهتمام هذه المؤتمرات على حماية األنظمة الدكتاتورية حسب األفكار التي كانت‬
‫‪1‬‬
‫سائدة ‪ ,‬كما أن الدول المتحالفة في هذه المؤتمرات استخدمت القوة لفرض ق ارراتها‪.‬‬

‫‪-2‬التحالف األوروبي و مؤتمرات الهاي‪:‬‬

‫ألقت الدول األوروبية الكبرى التي كانت تحت الحلف المقدس إضافة إلى فرنسا مؤتم ار دوليا‬
‫اجتمع ثالثين مرة تقريبا ابتداء من الوفاق في بارس ‪ 1154‬لغاية مؤتمرات برلين ‪-1171‬‬
‫‪ 1115-1114‬و مؤتمرات لندن ‪ 1412‬أهم ما ميز هذا المؤتمراالوروبي أنه أنشأ هيئة‬
‫‪2‬‬
‫إدارية لإلعداد للمؤتمرات و التي بدورها أعطت للتحالف نوعا من التنظيم و الديمومة‪.‬‬

‫‪1‬عدنان‌طه‌الدوري‪,‬عبد‌االميرعبد‌العظيم‌الهيكلي‪,‬القانون الدولي العام‌‪(,‬طرابلس‪‌:‬الجامعة‌المفتوحة‪‌)4991,‬ص‌ص‌‬


‫‪‌.03-99‬‬
‫‌ ‪‌2‬مصطفى‌السيد‌عبد‌الرحمان‪ ,‬قانون التنظيم الدولي(القاهرة‌‪:‬دار‌النهضة‌العربية‌‪,‌)4993‬ص‌‪‌.11‬‬

‫‪10‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫بعد فشل التحالف األوروبي في منع الحروب دعا قيصر روسيا نيقوال الثاني إلى عقد‬
‫مؤتمر الهاي بحثا عن حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية فتم انعقاده األول في ‪1144‬‬
‫و الثاني عام ‪1437‬و كان من المقرر عقد المؤتمر الثالث في ‪ 1415‬إال أن الحرب‬
‫العالمية األولى أعاقت ذلك فالمؤتمرين المنعقدين اوجدا نظاما لحل المشكالت الدولية عن‬
‫طريق الوساطة و التحكيم‪.‬‬

‫ب)االتحادات الدولية‪:‬‬

‫‪-‬كانت هذه االتحادات تهدف إلى التعاون في إدارة المواقف الدولية المشتركة‪.‬‬

‫و من أمثلة هذه االتحادات في مجال النقل و المواصالت‪ ,‬اتحاد التلغراف الدولي أنشئ‬
‫بموجب اتفاقية باريس ‪ 1165‬و اتحاد البريد العالمي (اتفاقية فيينا ‪)1174‬‬

‫‪-‬هذه النماذج من االتحادات الدولية كانت مجرد أداة تنسيق بين الدول األعضاء فيها دون‬
‫المساس بسيادتها و لم ترق إلى مستوى المنظمة الدولية ذلك ألنها ال تتمتع بشخصية قانونية‬
‫‪1‬‬
‫مستقلة‪ -‬لذلك فقد مهدت الطريق لقيام المنظمات الدولية في القرن ‪.23‬‬

‫‪-2‬مرحلة ما بين الحربين العالميتين األولى و الثانية (‪)0491-0404‬‬

‫‪-‬شهدت هذه المرحلة قيام منظمة عالمية ذات طابع سياسي هي عصبة األمم‪ ,‬فمع نهاية‬
‫الحرب العالمية األولى بدأت الدول البحث عن صيغة للعالقات الدولية أساسها المحافظة‬
‫على السلم و األمن الدوليين‪ ,‬وتبلور هذا االهتمام إلى عدة مشروعات‪.‬‬

‫حيث تم االتفاق على صك عصبة األمم في ‪ 1414/34/21‬أثناء انعقاد مؤتمر باريس‬


‫للسالم وأدمج في معاهدة فرساي و أصبح جزءا منها‪ ,‬و بدأ سريان مفعول عصبة األمم من‬
‫‪. 1423/31/13‬‬

‫‪1‬نشأت‌عثمان‌الهاللي‌‪‌،‬محاضرات في التنظيم الدولي‌(القاهرة‌‪‌:‬دار‌النهضة‌‌العربية‌‪‌)4993‬ص‌‪‌.92‬‬

‫‪11‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬أهم المبادئ التي قامت عليها العصبة‪:‬‬

‫‪)1‬قبول الدول‪-‬أعضاء العصبة اللتزامات معينة بعدم اللجوء للحرب ‪.‬‬

‫‪)2‬أن تتم العالقات بين الدول عالنية و على أساس الشرف و العدل ‪.‬‬

‫‪ )3‬احترام الدول لقواعد القانون الدولي في عالقتها مع بعضها البعض ‪.‬‬

‫‪)4‬احترام العهود والمواثيق الدولية ‪.‬‬

‫البنية الهيكلية لعصبة األمم المتحدة ‪:‬‬

‫الجمعية ‪ :‬تضم مندوبي كل الدول األعضاء ‪ ،‬تجتمع بصورة دورية مرة واحدة في السنة‬
‫تختص بالمسائل التي تدخل في نطاق عمل العصبة وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )3‬من‬
‫الصك‪.‬‬
‫المجلس ‪:‬يتكون من الدول الكبرى الستة ‪ :‬انجلت ار – فرنسا – ايطاليا –روسيا – اليابان –‬
‫لها حق العضوية الدائمة في المجلس وهناك الدول غير دائمة‬ ‫‪ ،‬وهذه الدول‬ ‫ألمانيا‬
‫العضوية يجري انتخابها من قبل الجمعية ‪.‬‬
‫األمانة العامة ‪ :‬الجهاز اإلداري للعصبة يشرف عليها أمين عام ‪ ،‬تتكون األمانة العامة من‬
‫أمناء مساعدين وموظفين يعينهم األمين العام بموافقة أغلبية أعضاء المجلس تهتم األمانة‬
‫العامة بالتخضير ألعمال المجلس والجمعية ومتابعة تنفيذ ق ارراتهما ‪ ،‬كما أن األمين العام‬
‫‪1‬‬
‫هو أداة االتصال بين الدول‪.‬‬
‫إال أن فشل العصبة نهائيا يدل على أنها لم تكن تستند إلى أي قوة اجتماعية متميزة عن‬
‫القوة االجتماعية للدول األعضاء كما أن الدول الكبرى لم تفلح في استخدام العصبة إطا ار‬
‫لتنفيذ سياسة دولية متماسكة ‪.‬‬

‫‪‌1‬عدنان‌طه‌الدوري‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪,‬ص‌‪‌.01-00‬‬

‫‪12‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫قد توقفت العصبة عن العمل باندالع الحرب العالمية الثانية وآلت إلى الزوال عام‬
‫‪ 1445‬عند تشكيل منظمة األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية من (‪ 0491‬حتى اآلن )‪:‬‬

‫رغم فشل عصبة األمم في تحقيق هدفها المتمثل في حفظ السالم العالمي إال أن الدول ازداد‬
‫إيمانها بأهمية وضرورة التنظيم الدولي من اجل المحافظة على السلم واألمن الدوليين وقبل‬
‫نهاية الحرب العالمية الثانية سعت الدول إلنشاء منظمة دولية جديدة يكون تأسيسها على‬
‫مبدأ سيطرة الدول الكبرى على المسائل المتعلقة بحفظ السلم واألمن في العالم ومحاولة سد‬
‫الثغرات التي كانت في عهد العصبة وأدت إلى فشلها ‪.‬‬

‫لقد تضمن تصريح األمم المتحدة الصادر في أول كانون ثاني ‪ 1442‬مزيجا من‬
‫اإليديولوجيات المتباينة التي كانت في الحرب العالمية الثانية وظهر هذا التباين في‬
‫التوجهات الفكرية أثناء انعقاد مؤتمر موسكو أكتوبر ‪ 1443‬ومؤتمر طهران كانون األول‬
‫‪ 1443‬ورغم ذلك ظهرت منظمة األمم المتحدة‬

‫المتخصصة والتي تقوم‬ ‫كما تميزت هذه المرحلة بظهور العديد من المنظمات الدولية‬
‫باختصاصات معينة في مجاالت الثقافة والعلوم والمواصالت ‪.‬‬

‫كما ظهرت العديد من المنظمات الدولية اإلقليمية القائمة على أساس التعاون الدولي‬
‫والتي يشمل نشاطها دولة أو إقليم معين ومن أمثلتها جامعة الدول العربية ‪،‬منظمة الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫اإلفريقية وغيرها‪.‬‬

‫‪‌1‬مرجع سابق ‪,‬ص‌‪‌03-02‬‬

‫‪13‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪:‬التصريحات و المؤتمرات الدولية إلنشاء األمم المتحدة‪.‬‬

‫التصريحات الدولية إلنشاء األمم المتحدة‪.‬‬


‫‪-‬بعد فشل عصبة األمم و قيام الحرب العالمية الثانية بالدعوة إلى إنشاء تنظيم دولي جديد‬
‫يهدف إلى تحقيق السلم و األمن الدوليين ‪ ,‬و على إثر ذلك أصدرت الدول المتحالفة العديد‬
‫‪1‬‬
‫من التصريحات في سبيل بلوغ الهدف المذكور سابقا و من أهم التصريحات‬

‫‪-1‬التصريح األطلسي‪:‬‬

‫‪-‬صدر بتاريخ ‪ 14‬أوت ‪ 1441‬بعد اجتماع كل من الرئيس األمريكي روزفلت و رئيس‬


‫الوزراء البريطاني تشرشل على أحد البواخر فوق مياه المحيط األطلسي و استمر االجتماع‬
‫أياما عدة انضمت إلى هذا التصريح مجموعة من الدول و تضمن التصريح المبادئ التالية‪:‬‬

‫أ)أن الدولتين ال تبحثان عن أي توسع إقليمي أو غير إقليمي ‪.‬‬

‫ب)تحترم الدولتان حق كل شعب في اختيار حكومته و تؤيد عودة حقوق السيادة و االختيار‬
‫الحر للحكومات إلى الشعوب كلها التي حرمت بالقوة من هذه الحقوق‪.‬‬

‫ج)تبذل الدولتان جهدهما مع مراعاة االلتزامات السابقة لكي تتمكن كل الدول الصغيرة و‬
‫الكبيرة و كذلك المنتصرة أو المنهزمة من الوصول إلى الموارد الدولية في العالم و شروط‬
‫متساوية في المعامالت التجارية لتحقيق التقدم االقتصادي ‪.‬‬

‫د)ترغب الدولتان في تحقيق التعاون التام بين األمم جميعا في حقل االقتصاد لضمان تحسين‬
‫وضع العمل و التقدم االقتصادي و كفالة األمن االجتماعي لها ‪.‬‬

‫ه)تأمل الدولتان بعد الخالص نهائيا من االستبداد النازي و إقامة سالم دائم يسمح لألمم‬
‫جميعا أن تعيش بأمن داخل حدودها و يضمن لجميع األفراد العيش متحررين من الخوف ‪.‬‬

‫‪1‬حسن‌الجلبي‌‪‌،‬مبادئ األمم المتحدة وخصائصها التنظيمية‌‪(‌،‬بغداد‌‪‌:‬معهد‌البحوث‌والدراسات‌العربية‌‪‌)4993‌،‬‬


‫ص‪‌40-49‬‬

‫‪14‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫و)أن مثل هذا السالم يسمح لكل األفراد استخدام البحار و المحيطات بدون عائق‬

‫ز)تؤمن الدولتان ألسباب روحية و عملية أن على األمم جميعا أن تتنازل عن استخدام القوة‬
‫إلى أن يتم إنشاء نظام موسع ودائم ألمن عام حيث يستحيل الحفاظ على السلم طالما أن‬
‫بعض األمم تهدد السلم بما تملك من أسلحة برية وبحرية وجوية لذلك فان نزع سالح هذه‬
‫‪1‬‬
‫على الرغم مما يحمله التصريح األطلسي من جوانب إنسانية وكونه‬ ‫األمم يفرض نفسه‪.‬‬
‫صدر من أكبر دولتين في العالم إال أنهما في الواقع لم يعمال على تحقيق أي من األهداف‬
‫المعلنة في بريطانيا التي كانت تحتل غالبية أقاليم العالم حلت محلها الو ‪.‬م أ ‪.‬وهي تمارس‬
‫الدور نفسه وان اختلفت األساليب ‪.‬‬

‫‪-2‬تصريح األمم المتحدة‪:‬‬

‫صدر تصريح األمم المتحدة بمدينة واشنطن في ‪ 1442/31/31‬ووقع عليه كل من‬


‫الواليات المتحدة األمريكية و االتحاد السوفياتي و الصين و ممثلي ‪ 22‬دولة‪ ,‬و هو أول‬
‫تصريح تضمن اقتراح اسم األمم المتحدة‪ ,‬أكد هذا التصريح مبادئ ميثاق األطلسي و عقد‬
‫العزم فيه على مواصلة الحرب ضد قوات دول المحور‪.‬‬

‫‪-2‬تصريح موسكو‪:‬‬

‫صدر تصريح موسكو في ‪ 14‬اكتو بر ‪ 1443‬الموقع عليه كل من الواليات المتحدة‬


‫األمريكية و اإلتحاد السوفياتي و بريطانيا و الصين في موسكو‪ ,‬هذا التصريح ذو طبيعة‬
‫مزدوجة إذ تضمن من ناحية نوعا من التحالف العسكري‪ ,‬إذ أكد ممثلو الدول األربع عزمهم‬
‫على التعاون لتحقيق السلم و نزع سالح األعداء وااللتزام بالتعاون السلمي إذ نص على عدم‬
‫استخدام المؤتمرين لقواتهم في أراضي دولة أخرى بعد الحرب إال تنفيذا للتصريح المذكور و‬
‫أهم ما تضمن هذا التصريح ما تعلق بضرورة قيام هيئة عالمية واحدة و إقامة منظمة دولية‬

‫‪ ‌1‬إبراهيم‌احمد‌شلبي‌‪ ‌،‬التنظيم الدولي ‪ ،‬النظرية العامة واألمم المتحدة‌(‌القاهرة‌‪‌:‬الدار‌الجامعية‌‪‌‌)4993‬ص‌‪‌‌429‬‬

‫‪15‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫واحدة من جميع الدول المحبة للسالم قائمة من اجل حماية السلم و األمن الدولي‪ ,‬و مبدأ‬
‫المساواة في السيادة بين الدول جميعها المحبة للسالم و العضوية فيها مفتوحة لكل الدول ‪.1‬‬

‫‪-4‬تصريح طهران‪ :‬وقعه في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1443‬رئيس الواليات المتحدة و رئيس الحكومة‬


‫في بريطانيا و االتحاد السوفياتي أكد هذا التصريح جميع المبادئ التي نادى بها الحلفاء من‬
‫قبل‪ ,‬حيث كان جيوش كل من الواليات المتحدة األمريكية و االتحاد السوفياتي و بريطانيا‬
‫احتلت إيران من اجل منع ألمانيا من احتالل منابع النفط فيها فصدر تصريح طهران لدراسة‬
‫مواضيع عسكرية و إستراتيجية و التأكيد مجددا على ضرورة إقامة نظام للسالم و التعاون‬
‫بين دول العالم‪. 2‬‬

‫‪-5‬البنك الدولي و صندوق النقد الدولي‪ :‬تم إنشاء البنك الدولي و صندوق النقد الدولي عام‬
‫‪ 1444‬إذ أبرم خبراء السياسة و االقتصاد في اجتماع لهم في بريتون وودز بوالية‬
‫بيوهمبشاير اتفاقات إنشاء المؤسستين الماليتين و وضعوا هيكل النظام المالي لفترة ما بعد‬
‫الحرب‪ ,‬بالرغم أن مقر المؤسستين بواشنطن و هيمنة الواليات المتحدة األمريكية عليها فانه‬
‫ال يزال من الناحية الفنية جزءا من منظومة األمم المتحدة ‪.‬‬

‫المؤتمرات الدولية إلنشاء األمم المتحدة‪:‬‬

‫‪-‬عقدت العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بإنشاء منظمة دولية لقيادة دول العالم و‬
‫تحقيق السلم واألمن الدوليين و من هذه المؤتمرات‪:‬‬

‫‪ .0‬مؤتمر لندن‪ :‬صدر اإلعالن المشترك بين الحلفاء الموقع في لندن في ‪ 12‬جوان ‪1441‬‬
‫من أجل العمل معا و مع الشعوب الحرة األخرى‪ ,‬في الحرب كما في السلم كان خطوة أولى‬
‫صوب إنشاء األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم‌احمد‌شلبي‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌.‌434‬‬
‫‪2‬سهيل‌حسين‌الفتالوي‌‪‌،‬االمم المتحدة‌‪‌:‬أهداف االمم المتحدة ومبادئها‪(‌,‬عمان‌‪‌.‬دار‌ومكتبة‌الحامد‌للنشر‌والتوزيع‌‬
‫‪‌)9343،‬ص‪‌11‬‬

‫‪16‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬مؤتمر واشنطن‪ :‬عقد في ‪ 31‬يناير ‪ 1442‬في واشنطن العاصمة ممثلو ‪ 26‬من الحلفاء‬
‫الذين كانوا يحاربون قوات المحور و تعهدوا بدعم ميثاق األطلسي عن طريق التوقيع على‬
‫إعالن األمم المتحدة وتضمنت هذه الوثيقة أول استخدام رسمي لعبارة األمم المتحدة التي‬
‫اقترحها روزفلت ‪.‬‬

‫‪-3‬مؤتمر دومبارتون‪ :‬كانت المشاريع المقترحة في اجتماعات الخبراء القانونيين في عام‬


‫‪ 1444‬من قبل ممثلي الدول األربعة الحليفة في دمبارتون اوكس‪ 1‬بالواليات المتحدة أساسا‬
‫لقاعدة النقاش حول ميثاق المنظمة العالمية و بالرغم من عدم تمكن الخبراء المجتمعين من‬
‫بت مختلف المسائل كمسألة التصويت في مجلس األمن وتمثيل جمهوريات االتحاد‬
‫السوفياتي سابقا‪ ,‬فقد تم االتفاق على الفروع األساسية التي يجب أن تتشكل منها المنظمة‬
‫الدولية الجديدة و هي الجمعية العامة‪,‬مجلس األمن‪,‬األمانة العامة‪,‬المحكمة الدولية‪ .‬و تجاوبا‬
‫مع رغبة المندوب األمريكي أقر المجتمعون الجهاز الخامس و هو المجلس االقتصادي و‬
‫االجتماعي‪ ,‬كما نتج عن االجتماعات االتفاق على إعطاء الدول األربعة باإلضافة إلى‬
‫‪2‬‬
‫فرنسا حق العضوية الدائمة في مجلس األمن‪.‬‬

‫‪-4‬مؤتمر يالطا‪ :‬انعقد في ‪ 11‬فيفري ‪ 1445‬في يالطا على البحر األسود‪ ,‬في اإلتحاد‬
‫السوفياتي سابقا‪ ,‬مؤتمر ثالثي األطراف ضم كل من روزفلت و ستالين و تشرشل تم االتفاق‬
‫على عدة مسائل منها‪:‬‬

‫االتفاق على نظام التصويت في مجلس األمن حيث منحت الدول الخمس دائمة العضوية‬
‫في مجلس األمن حق النقض (الفيتو)‪ 3‬و تم اعتبار كل من اكرانيا و روسيا البيضاء‬
‫‪4‬‬
‫كما تم االتفاق على عقد مؤتمر دولي في ‪ 25‬أفريل‬ ‫عضويتها مؤسسين للهيئة العالمية‬

‫‪‌1‬دمبارتون‌اوكس‌‪‌:‬قصر تاريخي‌بالقرب‌من‌مدينة‌واشنطن‌ارتبط‌اسمه‌بنشأة‌هيئة‌األمم‌المتحدة‪‌.‬‬
‫‪‌2‬رياض‌الصمد‌‪ ,‬العالقات الدولية في القرن العشرين ‪ ،‬تطور األحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية‌‪‌،‬ط‪(‌9‬بيروت‌‪‌:‬‬
‫المؤسسة‌الجامعية‌للدراسات‌والنشر‌والتوزيع‌‪‌‌،‌)4993‬ص‪‌.93‬‬
‫‪‌3‬احمد‌عطية‌هللا‌‪‌:‬القاموس السياسي‌‪‌،‬ط‪(‌،‌0‬القاهرة‌‪‌:‬دار‌النهضة‌العربية‌‪‌)4939‬ص‌ص‌‪‌.203-299‬‬
‫‪‌4‬فاروق‌عثمان‌اباضة‌‪‌،‬دراسة في تاريخ العالقات الدولية والحضارة الحديثة‌(اإلسكندرية‌‪,‬دار‌المعرفة‌‬
‫الجامعية’‪‌,)‌9333‬ص‌‪‌093.‬‬

‫‪17‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 1445‬في مدينة سان فرانسيسكو بالواليات المتحدة األمريكية ‪ ,‬لهذا يدرج مؤتمر يالطا‬
‫‪1‬‬
‫كحلقة وصل بين الوضع النظري و الوضع العملي لتأسيس المنظمة العالمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قراءات في ميثاق األمم المتحدة‬

‫أوال –األحكام الخاصة بميثاق األمم المتحدة ‪:‬‬

‫‪-‬تتمثل األحكام الخاصة بميثاق األمم المتحدة في الطريقة التي اعتمد عليها الميثاق و‬
‫طبيعته القانونية وتعديله و تنقيحه و تفسيره و اللغات المستعملة فيه‪.‬‬

‫‪ -0‬طبيعة ميثاق األمم المتحدة‪:‬‬

‫‪-‬يخضع الميثاق المنشئ للمنظمة فيما يتعلق بصحة انعقاده من الناحية الشكلية‬
‫والموضوعية للقواعد العامة إلبرام المعاهدات الدولية ‪ ،‬فبالرغم من ذلك فإن له طبيعة خاصة‬
‫تتمثل في تكامل أحكامه بمعنى أن أحكامه تسري في مواجهة كل الدول األعضاء بصورة‬
‫واحدة ‪ ،‬دون تجزئة لهذه األحكام حيث ال يجوز إبداء التحفظات على بعض النصوص ‪ .‬أو‬
‫تقديم االتفاقيات التفسيرية ‪ ،‬إضافة إلى تمتع أحكام الميثاق بأولوية التطبيق على المعاهدات‬
‫التي تكون دولة عضو بالمنظمة طرفا فيها وذلك حسب نص المادة ‪ 133‬من الميثاق‬
‫األممي ‪.‬‬

‫أ) القيمة القانونية للميثاق االممي ‪:‬‬

‫‪-‬مضمونه‪:‬‬

‫‪ -‬يحتوي الميثاق على الكثير من القواعد والمبادئ التي تمثل الجذور األساسية التي يأمل‬
‫المجتمع الدولي تحقيقها مثل حماية حقوق اإلنسان وتحقيق العدالة وحق الشعوب في تقرير‬
‫مصيرها ‪ .‬فالميثاق هو وثيقة أساسية ذات قيمة قانونية للعالقات الدولية الحالية إال أن ما‬

‫‪1‬شاكر‌الدبس‌‪‌،‬الدول العربية في منظمة االمم المتحدة‌‪(‌،‬دمشق‌‪‌:‬مطبعة‌اإلنشاء‌‪‌.)4919‬‬

‫‪18‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫هو مكتوب في هذه الوثيقة ال ينطبق مع ما يعيشه العالم من اعتداءات على حقوق اإلنسان‬
‫وخير مثال على هذا قضية ليبيا ‪.‬‬

‫‪ -‬طبيعته القانونية ‪ :‬ميثاق األمم المتحدة هي عمل قانوني ذو طبيعة مزدوجة‬

‫أ) الصفة التعامدية للميثاق ‪ :‬ال يوجد أي إلزام على الدولة في التوقيع فهو معاهدة دولية‬

‫ب) الصفة الدستورية للميثاق ‪ :‬ينظم إنشاء المنظمة وأجهزتها ويوزع االختصاصات فهو‬
‫‪1‬‬
‫يعد القانون األعلى للمنظمة الواجب احترامه‪.‬‬

‫‪-2‬تعديل الميثاق وتنقيحه ‪:‬‬


‫‪-‬جاء الميثاق في فصله الثامن عشر تحت عنوان " تعديل الميثاق " حيث تنص المادة ‪131‬‬
‫منه " التعديالت التي تدخل على هذا الميثاق تسري على جميع أعضاء األمم المتحدة التي‬
‫صدرت بموافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة وصدق عليها ثلثا أعضاء األمم المتحدة " ومن‬
‫‪2‬‬
‫بينهم جميع أعضاء مجلس األمن الدائمين وفقا لألوضاع الدستورية في كل دولة ‪.‬‬
‫‪-‬ومثال على ما عدلت المادة (‪ )23‬من الميثاق بتشكيل مجلس األمن بمقتضى قرار‬
‫أصدرته الجمعية العامة سنة ‪ 1463‬والذي دخل حيز التنفيذ سنة ‪ 1465‬وأدى هذا التعديل‬
‫إلى زيادة أعضاء مجلس األمن من ‪ 11‬إلى ‪ 15‬عضو ‪.‬‬
‫‪-‬كما جاءت المادة ‪ 134‬من الميثاق حول تنقيح الميثاق حيث نصت ‪ ":‬يجوز عقد مؤتمر‬
‫عام من أعضاء األمم المتحدة إلعادة النظر في هذا الميثاق في الزمان والمكان اللذين‬
‫تحددهما الجمعية العامة بأغلبية ثلثي أعضائها ‪ ،‬وبموافقة من تسعة أعضاء مجلس األمن ‪،‬‬
‫ويكون لكل عضو في األمم المتحدة صوت واحد في المؤتمر "‪.‬‬

‫‪‌1‬عدادي‌حياة‌‪‌,‬دور المنظمات الدولية في حماية حقوق اإلنسان‌‪،‬مذكرة‌تخرج‌لنيل‌شهادة‌ليسانس‌في‌الحقوق‌كلية‌‬


‫الحقوق‌‪،‬جامعة‌د‪‌.‬موالي‌طاهر‌–‌سعيدة‌‪،‌9344‌–‌9343‬ص‌‪‌‌.10‬‬
‫‪‌2‬أحمد‌محمد‌بونة‌‪‌،‬ميثاق األمم المتحدة ومنظمة العدل الدولية‌(ااالسكندرية‌‪‌:‬المكتب‌الجامعي‌الحديث‌‪‌)9339‬‬
‫ص‪‌‌12‬‬

‫‪19‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬تفسير الميثاق ‪:‬‬


‫يلعب التفسير دو ار هاما في إحداث التناسق بالتحديد الدقيق للقواعد الواجبة السريان وفي‬
‫إطار تحقيق هدف التفسير يلجأ الفقه والقضاء الدولي إلى عدة قواعد مثل تفسير األلفاظ‬
‫بمعناها العادي باعتبارها كال متكامال ‪ ،‬واستبعاد التفسير اللفظي الذي يؤدي إلى نتائج غير‬
‫منطقية ويكون في ضوء ما جرى عليه عمل المنظمات الدولية والتفسير في إطار أهداف‬
‫الميثاق ومبدأ أعمال النص ‪ ،‬والرجوع إلى لغة األعمال التحضيرية عند تفسير المواثيق‬
‫المكتوبة بعدة لغات رسمية ‪.‬‬
‫إال أن القاعدة العامة تقضي عند التفسير الرجوع إلى إرادة الدول األعضاء عند الحاجة إلى‬
‫تفسير على أساس أن واضعي الميثاق هم األولى بتفسيره ‪.‬وهذا ما جاءت به منظمة األمم‬
‫المتحدة عن طريق أجهزتها وطبقا للمادة (‪.)46‬‬

‫‪20‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف ومبادئ األمم المتحدة ومظاهر نشاطها ‪.‬‬

‫إن تحديد أهداف منظمة األمم المتحدة ومبادئها يكتسي أهمية كبيرة فهو يبين السبب الذي‬
‫وجدت من اجله المنظمة كما يحدد لنا الوسائل الكفيلة بتحقيق األهداف المرجوة إضافة إلى‬
‫انه يساعد على تفسير نصوص الميثاق األممي في حال االختالف حول مضمونها وتمثل‬
‫األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها احد أسس تقسيم المنظمات الدولية إلى منظمات‬
‫عامة وأخرى متخصصة فتحديد األهداف يسمح للمنظمة باالستمرار وعدم االنحراف عن‬
‫أسباب وجودها ويشترط في هذه األهداف ان تكون واضحة المعالم وفي سبيل هذه الغاية‬
‫حددت المادة األولى من ميثاق منظمة األمم المتحدة األهداف التي تسعى منظمة األمم‬
‫المتحدة إلى تحقيقها‪.‬‬

‫وسنتناول بالتفصيل في المطالب الالحقة ‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أهدف األمم المتحدة‬
‫جاءت المادة األولى من الميثاق على تبيان مقاصد منظمة األمم المتحدة وهي ‪ :‬السلم و‬
‫األمن ‪ ،‬إنماء العالقات الودية بين األمم ‪ ،‬تحقيق التعاون الدولي جعل األمم المتحدة مرك از‬
‫لتنسيق أعمال األمم المتحدة وتوجيهها لخدمة غايات مشتركة ‪ ،‬مكافحة اإلرهاب الدولي ‪،‬‬
‫وسنعرضها على النحو التالي بالتفصيل ‪:‬‬
‫‪-1‬حفظ السلم و األمن الدوليين ‪:‬‬
‫حسب ما جاء في الفقرة واحد من المادة واحد تقتضي من األمم المتحدة اتحاد التدبير‬
‫المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي تهدد السلم و إزالتها و معنى ذلك يتعين على المنظمة‬
‫أن تقوم باتخاذ إجراءات وقائية إلزالة األسباب التي تؤدي إلى التوتر أو االحتكاك الدولي‬
‫فادا ما اندلعت المنازعات كان من الضروري على األمم المتحدة أن تحاول إيجاد حلول لها‬
‫بالطرق و الوسائل السلمية وتشير هذه المادة بوضوح إلى ثالث أنواع من التدابير التي‬
‫يتعين على األمم المتحدة اتحادها لحفظ السلم و األمن الدوليين ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫تدابير وقائية ‪ :‬إلزالة أسباب التوتر و الحيلولة دون اندالع المنازعات أصال ‪.‬‬
‫تدابير لمساعدة أطراف النزاع ‪ :‬لتوصل إلى تسوية سلمية لنزاع وفقا لمبادئ العدل و‬
‫القانون‬
‫تدابير قمعية ‪ :‬لمواجهة حاالت العدوان و تهديد السلم أو اإلخالل به ‪.1‬‬
‫‪-2‬تنمية العالقات الودية بين األمم‪:‬‬
‫الهدف الثاني الذي يتعين على األمم المتحدة أن تحققه حيث نصت على صالحيات في‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة إلنماء العالقات الودية بين األمم ‪ ،‬عل أساس مبدأ المساواة في‬
‫الحقوق بين الشعوب و حقها في تقرير مصيرها واتخاذ التدابير األخرى المالئمة لتعزيز‬
‫‪2‬‬
‫السلم في العالم‪.‬‬
‫‪-3‬تحقيق التعاون الدولي في الميادين األخرى ‪:‬‬
‫نصت الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 31‬على تحقيق التعاون الدولي بحل المسائل الدولية ذات الصبغة‬
‫االقتصادية أو االجتماعية أو الثقافية أو اإلنسانية وتعزيز احترام حقوق اإلنسان و الحريات‬
‫األساسية لناس جميعا بال تميز بسبب العرق أو اللغة أو الدين وبدون تفرقة بين الرجال و‬
‫‪3‬‬
‫وليست منظمة سياسية أو أمنية‬ ‫الناس ‪ ،‬وهذا النص يؤكد أن األمم المتحدة منظمة عامة‬
‫متخصصة فمنظمة األمم المتحدة تشجع من خالل أجهزتها المختلفة التعاون الدولي و تعمل‬
‫على حل المسائل ذات البعد االقتصادي أو االجتماعي أو الثقافي وقد ورد في المادتين‬
‫‪ 65 -55‬من الميثاق تأكيد هذا الهدف أي تحقيق التعاون الدولي في مختلف المجاالت ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون الهيئة مرجعا لتنسيق جهود األمم المتحدة وتوجيهها لخدمة هذه الغايات‬
‫المشتركة ‪ :‬ورد هذا الهدف في الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 1‬من الميثاق و الغاية منه تفعيل الدور‬
‫الذي تقوم به األمم المتحدة في تنظيم العالقات الدولية و المساعدة على إدراك األهداف‬
‫األخرى التي نص عليها الميثاق ‪.‬‬

‫‪‌-1‬حسن‌نافعة‌‪ ‌،‬األمم المتحدة في نصف قرن دراسة في تطور التنظيم الدولي‌مند‌‪(‌4912‬الكويت‌‪‌:‬سلسلة‌عالم‌‬


‫المعرفة‌رقم‌‪‌939‬المجلس‌الوطني‌للثقافة‌و‌الفنون‌و‌اآلداب‌‪‌)4992‬ص‌‪‌‌90‌–‌99‬‬
‫‪‌-‌2‬رجب‌عبد‌الحميد‌‪‌-‬المنظمات الدولية بين النظرية و التطبيق‌‪‌،‬القاهرة‌‪‌،‌9339‬ص‌‪‌‌90‬‬
‫‪‌-‬حسن‌نافعة‌‌‪ ،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌3 ‌91‬‬

‫‪22‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫كان يقصد به دعوة الدول إلى عدم إتباع سياسة تتناقض مع أهداف و مبادئ األمم المتحدة‬
‫سواء من خالل عالقاتهم السياسية أو من خالل مشاركتها في التنظيمات الدولية ذات الطابع‬
‫اإلقليمي ‪.‬‬
‫إن قيام األمم المتحدة بتنسيق جهود الدول من اجل تحقيق األهداف و الغايات المشتركة ال‬
‫يعني إن تكون األمم المتحدة بمثابة حكومة مركزية فوق الدول لكمنه يعني إلزام الدول بان‬
‫‪1‬‬
‫تنتهج نهجا مخالفا لمبادئ الميثاق‪.‬‬
‫‪ -1‬مكافحة اإلرهاب الدولي ‪ :‬لم ينص الميثاق األمم المتحدة على إن مكافحة اإلرهاب‬
‫الدولية هدف من أهداف المنظمة كونه يصدر من األفراد ال من الدول غير أن بروز ظاهرة‬
‫اإلرهاب على الصعيد الدولي أصبح من أهم العوامل التي تهدد السلم و األمن الدولي لهذا‬
‫فأصبح مكافحة اإلرهاب الدولي هدفا من أهداف األمم المتحدة‬
‫وضعت الجمعية العامة لألمم المتحدة التزامات على الدول للحد من ظاهرة اإلرهاب منها ‪:‬‬
‫‪-1‬ال يجوز أن تجعل أراضيها لتنظيم واعداد أعمال إرهابية ضد دول أخرى أو مواطنيها‬
‫‪ -2‬تلتزم الدول باعتقال األشخاص اإلرهابيين و محاكمتهم أو تسليمهم إلى الدولة المختصة‬
‫بمحاكمتهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬االنضمام إلى المعاهدات الدولية لمنع اإلرهاب واتخاذ التدابير الزمة لتنفيذها وعقد‬
‫تعهدات جديدة لهذا الغرض ‪.‬‬
‫‪-4‬التعاون بين الدول لتبادل المعلومات ذات الصلة بشأن منع اإلرهاب‪.‬‬
‫‪-5‬القضاء على األسباب الكامنة وراء اإلرهاب الدولي بما في ذلك إنهاء االستعمار و‬
‫القضاء على التميز العنصري ومنع انتهاكات حقوق اإلنسان و الحريات األساسية‪.‬‬

‫‪‌-‌1‬مصطفى‌سيد‌عبد‌الرحمن‌‪‌،‬مرجع سابق ‪‌.‬‬

‫‪23‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫جهود مجلس األمن في مكافحة اإلرهاب ‪:‬‬


‫بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1444‬أصدر مجلس األمن ق ارره المرقم ‪ 0444 / 0224‬أشار فيه إلى‬
‫تزايد حاالت اإلرهاب ا لدولي و التي تعرض للخطر حياة األفراد و سالمتهم في جميع أنحاء‬
‫العالم فضال عن سلم جميع الدول وأمنها ‪.‬‬
‫طالب قرار مجلس األمن الدول االلتزام بما يأتي ‪:‬‬
‫‪-1‬التعاون فيما بينهما من خالل اتفاقات و ترتيبات ثنائية ومتعددة األطراف لمنع وقمع‬
‫أعمال اإلرهاب وحماية مواطنيها وغيرهم من األشخاص وتقديم مرتكبي األعمال إلى العدالة‪.‬‬
‫‪-2‬القيام بمنع وقمع أي أعمال إرهابية أو األعداد لها أو تموينها في أقاليمها ‪.‬‬
‫‪-3‬حرمان من يخططون لألعمال اإلرهاب أو يمولونها وذلك باعتقالهم و محاكمتهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬تبادل المعومات وفقا للقانون الدولي و الوطني و التعاون في المسائل اإلدارية و‬
‫‪1‬‬
‫القضائية لمنع ارتكاب أعمال إرهابية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ األمم المتحدة‬

‫تحوي المادة ‪ 2‬من الميثاق على سبعة مبادئ تسعى من خاللها األمم المتحدة لتحقيق‬
‫األهداف المذكورة في المادة األولى – فالمادة ‪ 2‬ليست المادة الوحيدة في الميثاق التي تعالج‬
‫مبادئ األمم المتحدة كما أن هذه المبادئ في اغلبها إلى حد بعيد في صيغتها وهذه المبادئ‬
‫هي ‪:‬‬
‫المساواة في السيادة بين جميع الدول األعضاء ‪:‬‬
‫إن مبدأ المساواة في السيادة يعلو على غيره من المبادئ التي تضمنها الميثاق وهو ال يزال‬
‫‪2‬‬
‫بالرغم من التطور العلمي و التكنولوجي و‬ ‫حجر الزاوية في القانون الدولي المعاصر‬
‫األفاق الجديدة التي فتحها التنظيم الدولي لتقليص دور السيادة الزالت الدول تتشبث بسيادتها‬
‫و المساواة مع باقي الدول ‪ ،‬لكن المساواة هنا هي نظرية أكثر مما هي واقعية ‪ ،‬فالميثاق‬

‫‪‌-1‬وثيقة‌األمم‌المتحدة‌المرقمة‌(‪‌)RES/1269 -1999‬‬
‫‪‌-‌2‬جعفر‌عبد‌السالم‌‪ ‌،‬المنظمات الدولية دراسة فقهية وتاصيلية للنظرية العامة لتنظيم الدولي‪‌,‬ط‪(‌3‬القاهرة‌‪‌:‬دار‌‬
‫النهضة‌العربية‌‪,‬د‪.‬ت)ص‌‪‌‌491‬‬

‫‪24‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫منح الدول الخمس الكبرى حق النقد في مجلس األمن ووجود هذا الحق و العضوية الدائمة‬
‫يعطيان امتياز لدول الكبرى على حساب مبدأ المساواة بين مختلف الدول األعضاء ومن‬
‫ناحية أخرى فإن مبدأ المساواة يقتضي أيضا تساوي الدول األعضاء فيما يدفعونه من‬
‫المساهمات المادية ‪.‬‬
‫تنفيذ األعضاء التزامات الميثاق بحسن النية ‪:‬‬
‫لكي يكفل أعضاء الهيئة ألنفسهم الحقوق و المزايا على صفة العضوية يقومون بحسن النية‬
‫بتنفيذ االلتزامات التي أخذوها على أنفسهم بمقتضى هذا الميثاق ‪ ،‬و يقتضى ذلك منهم‬
‫‪1‬‬
‫أساسا اعتماد الثقة لتأدية تعهداتهم‪.‬‬

‫فض المنازعات بالطرق السلمية ‪ :‬نصت الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 2‬على التزام الدول بحل‬
‫المنازعات الدولية بالطرق السلمية بقولها ‪ " :‬يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية‬
‫بالطرق السلمية على وجه ال يجعل السلم و األمن والعدل الدولي عرضة للخطر " أي يحرم‬
‫اللجوء إلى الوسائل الغير سلمية لحل المنازعات الدولية بما في ذلك حق االنتقام حق‬
‫الحصار وغيرها من الحقوق التي تتطلب استعمال القوة العسكرية ‪.‬‬
‫أكدت الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 33‬من الميثاق على ضرورة استعمال الوسائل السلمية إذ قررت‬
‫انه " يجب على أطرف أي نزاع من شأن استم ارره أن يعرض حفظ السلم و األمن الدولي‬
‫للخطر أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة و التحقيق و الوساطة و التوفيق و‬
‫التحكيم و التسوية القضائية‪,‬وأن يلجئوا إلى الوكاالت والتنظيمات اإلقليمية و غيرها من‬
‫‪2‬‬
‫الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها "‬

‫‪‌-‌1‬ميلود‌بن‌غربي‌‪ ,‬منظمة األمم المتحدة في ظل العولمة ( بيروت‌‪‌،‬منشورات‌الحلبي‌القانونية‌‪‌)‌9339‌,‬ص‌‪‌‌09‬‬


‫‪‌-‌2‬رامز‌محمد‌عمار‪‌،‬الوجيز في المنظمات الدولية‪‌،‬ط‪‌(،4‬مطبعة‌البر‌يستول‌‪)‌9330‬ص‌ص‪‌‌39‌–‌39‬‬

‫‪25‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫امتناع األعضاء عن استعمال القوة أو التهديد باستخدامها ‪:‬‬


‫نص الميثاق على أن "يمتنع أعضاء المنظمة في عالقاتهم الدولية عن اللجوء إلى التهديد‬
‫بالقوة أو استخدامها ‪ ،‬ضد الوحدة اإلقليمية أو االستقالل السياسي ألية دولة ‪ ،‬أو على أي‬
‫وجه أخر ال يتفق ومقاصد األمم المتحدة "‬

‫يقصد باستعمال القوة هنا منع استعمال القوة العسكرية اتجاه الدول األخرى ويدخل في عداد‬
‫منع استخدام جميع أشكال العنف المسلح بما في ذلك الحصار البحري السلمي و الحصار‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي فهاذا التحريم واسع يشمل جميع أنواع األسلحة أو التهديد بها‪.‬‬
‫غير أن واضعي الميثاق لم يجعلوا من مبدأ حظر استخدام القوة في العالقات الدولية مبدأ‬
‫مطلقا فقد أتو في الميثاق باستثنائية له في المادتين ‪( 42‬استخدام القوة لتنفيذ ق اررات مجلس‬
‫األمن في حالة العدوان أو تهديد السلم أو اإلخالل به) و‪ ( 51‬استخدام القوة لدفاع المشروع‬
‫عن النفس عند االعتداء على أحد األعضاء )‬

‫تقديم العون لألمم المتحدة في األعمال التي تتخذها ‪:‬‬


‫نصت الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 2‬على ضرورة مساعدة األمم المتحدة في األعمال التي تقوم بها‬
‫طبقا للميثاق حيث تضمنت " يقدم جميع األعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى األمم‬
‫المتحدة في أ ي عمل تتخذه وفق الميثاق ‪ ،‬كما يمتنعون على مساعدة أي دولة تتخذ األمم‬
‫المتحدة إزائها عمال من األعمال المنع أو القمع " يتضمن النص التزامين ‪ ،‬التزام األول هو‬
‫التزام ايجابي يفرض معاونة األمم المتحدة في األعمال التي تقوم بها تطبيقا لألحكام التي‬
‫يتضمنها المي ثاق ‪ ،‬و االلتزام الثاني سلبي يتضمن االمتناع عن مساعدو الدول التي تتخذ‬
‫األمم المتحدة ضدها إجراء من إجراءات المنع او القمع طبقا للمادة (‪.)1‬‬

‫‪‌-‌1‬عبد‌السالم‌صالح‌عرفة‪‌,‬المنظمات الدولية و اإلقليمية‌(بنغازي‪‌:‬الدار‌الجماهيرية‌‪‌،)4999‬ص‪‌‌499‬‬

‫‪26‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫العمل على أن تسيير الدول األعضاء على مبادئ األمم المتحدة ‪:‬‬
‫وهذا يعني نحن أمام قاعدة جديدة في القانون الدولي العام تجعل الدول الغير األعضاء‬
‫مسؤولية عن التزامات دولية لم تتعهد بقبولها و الخضوع لها‪ ،‬وهو ما يعني أن الذين لم‬
‫يوقعوا على الميثاق ملزمون باحترام المبادئ الضرورية للمحافظة على السلم و األمن‬
‫الدوليين وتندد األمم المتحدة في تطبيقها هذا المفهوم على أساس تشريعي باعتبارها الهيئة‬
‫التي إقامتها األغلبية في المجتمع الدولي حيث صار إلرادتها القدرة على إحداث االتر‬
‫‪1‬‬
‫القانوني ليس فقط بين أطراف هذه اإلرادة حتى في مواجهة الذين لم يشاركوا في تكوينها‬
‫عدم تدخل األمم المتحدة في شؤون الداخلية للدول األعضاء ‪ :‬تنص المادة ‪ 2‬في فقرتها‬
‫‪ 7‬على انه ليس في الميثاق ما يسوغ لألمم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تكون من‬
‫صميم السلطان الوطني لدولة ما ‪ ،‬وليس فيه ما يلزم األعضاء بإخضاع مسائل من هذا‬
‫النوع ألصول تسوية طبقا ألحكام الميثاق ‪ ،‬وحاول البعض أن يضع قائمة بالمسائل التي تعد‬
‫من صميم االختصاص الوطني لدول و تلك التي تخرج عن هذا االختصاص لكن هذا الرأي‬
‫ال يستقيم ألن األمر يعتمد على ظروف و مالبسات كل حالة على حدا ‪ ،‬ففي الستينات من‬
‫القرن الماضي رفضت الجمعية العامة اعتبا ار المساءل المتعلقة بالمستعمرات من صميم‬
‫اختصاص الداخلي لدول االستعمارية و قررت أن مناقشة تلك المسائل ال يعد تدخال تمنعه‬
‫المادة ‪ 2‬من فقرتها ‪. 7‬‬
‫عدم توضيح هذه الفقرة للمسائل التي تمكن أن تتدخل فيها األمم المتحدة جعل المعيار غير‬
‫ثابت يخضع لألهواء السياسية و المصالح االقتصادية لدول الكبرى ‪.‬‬

‫‪‌-‌1‬محمد‌المجذوب‌‪ ‌،‬التنظيم الدولي النظرية و المنظمات العالمية و اإلقليمية و المتخصصة ‪‌،‬ط‪(‌9‬بيروت‌‪‌:‬منشورات‌‬


‫الحلبي‌الحقوقية‌‪‌)‌‌9333‌،‬ص‌‪‌‌939‬‬

‫‪27‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مظاهر نشاط منظمة األمم المتحدة‪:‬‬


‫يمكن تلخيص أنشطة األمم المتحدة في خمسة مجالت رئيسية ‪.‬‬
‫حفظ السلم واألمن الدوليين‪.‬‬
‫تنمية وحماية البيئة‪.‬‬
‫الحفاظ على حقوق اإلنسان وتعميم مبادئ الديمقراطية في العالم ‪.‬‬
‫تقديم المعونات والمساعدات اإلنسانية‪.‬‬
‫تنظيم المجتمع بتقنين القانون الدولي ومختلف التشريعات القضائية الدولية‪.‬‬
‫ولقد عملت منظمة األمم المتحدة منذ ظهورها على حل المشكالت العالمية في مختلف‬
‫الميادين وتمكنها من إيجاد اطر التعاون والتفاهم بين الشعوب إال أن مجهوداتها عرفت‬
‫العديد من الصعوبات التي واجهتها وكادت تؤدي إلى اختفاءها كليا لوال تمسك المجتمع‬
‫الدولي بها وسنتعرض إلى أهم أوجه نشاط المنظمة بنوع من التفصيل ‪:‬‬

‫‪-1‬حل المنازعات الدولية وحفظ السالم‪:‬‬


‫كانت لمنظمة األمم المتحدة نشاط في حل األزمات والنزاعات اال انه ينظر إلى هذه‬
‫النشاطات التي قدمتها نظرة يغلبها الشك وعدم اليقين ‪ ،‬فمثال هي لم توحد كوريا ولكنها‬
‫أنقذت ثلثي (‪ )3/2‬سكان تلك البالد من الغزو بالقوة ولعبت دو ار مهما في تبادل أسرى‬
‫الحرب وهي لم تستطيع إيقاف الصراع حول فلسطين ا وان تجد حال لمشكلة الالجئين‬
‫‪1‬‬
‫واستطاعت األمم المتحدة إنشاء قوات للطوارئ‬ ‫الفلسطنين ولكنها رعت هؤالء الالجئين‬
‫الدولية تعمل من اجل قضية السالم ‪ 2.‬ألنها أدركت انه كلما كان مستوى التسلح لدى الدول‬
‫متدنيا فان أي دولة لن تقدم عن القيام بعدوان شامل يكون ناجح لذا جعلت تحديد األسلحة‬
‫يشمل جميع الدول ‪ ،‬حيث نص قرار الجمعية العامة بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1446‬على‬

‫‪‌-1‬هارولد‌كورالندر‌‪‌،‬األمم المتحدة ‪ ،‬كيف ولماذا؟‌ترجمة‌‪.‬عبد‌الفتاح‌الميناوي‌(القاهرة‌‪‌:‬مكتبة‌النهضة‌المصرية‌‌‬


‫د‪.‬ت)ص‌ص‪‌94-93‬‬
‫‪‌-2‬حسين‌عمر‌‪ ،‬دليل المنظمات الدولية‌‪(‌،‬القاهرة‪‌:‬دار‌الفكر‌العربي‪‌)9333‬ص‌ص‪‌91-90-‬‬

‫‪28‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫التخفيض العام التدريجي ‪ .‬والمتوازن للقوات المسلحة وانشأ مجلس األمن في ‪ 13‬فيفري‬
‫‪ 1447‬لجنة التسلح وأنشأت الجمعية العامة في ‪ 24‬جانفي ‪ 1446‬لجنة الطاقة الذرية ‪.‬‬
‫ونظ ار الستعمال الفضاء الخارجي باعتباره أصبح أم ار واقعا منذ إطالق االتحاد السوفيتي‬
‫السابق أول قمر صناعي في ‪ 34‬أكتوبر ‪ 1454‬فقد أضحى هذا الموضوع محل نقاش في‬
‫الجمعية العامة التي أصدرت فيه قرار بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1463‬بمنع وضع أسلحة الدمار‬
‫‪1‬‬
‫الشامل في مدارات الفضاء‪.‬‬
‫إن نشاط األمم المتحدة في مجال حفظ السلم واألمن الدوليين ارتبط باتفاق الدول الكبرى‬
‫عموما مما أعاق عمل المنظمة في العديد من المرات‪.‬‬
‫‪ -2‬تصفية االستعمار‪.:‬‬
‫إن تحقيق هذا الهدف احتل حي از كبي ار ميثاق األمم المتحدة حيث خصص له ثالثة فصول‬
‫كاملة وهي الفصل الحادي عشر الذي تضمن التصريح الخاص باألقاليم التي تتمتع بالحكم‬
‫الذاتي والفصل الثاني عشر يحتوي نصوص ذات صلة بنظام الوصايا والفصل الثالث عشر‬
‫يحتوي على نصوص ذات عالقة بسلطات وصالحيات مجلس الوصايا وبلغ عدد مواد هذه‬
‫‪2‬‬
‫الفصول ‪ 14‬مادة ‪.‬‬

‫إن تخصيص هذه المواد مرده إلى مشاركة االتحاد السوفيتي السابق والواليات المتحدة‬
‫األمريكية في صياغة الميثاق وألن المسائل المتعلقة باالستعمار كانت تناقش داخل الجمعية‬
‫العامة أو مجلس الوصايا فقد أصبحت بمعزل عند سطوة الفيتو البريطاني أو الفرنسي وهذا‬
‫ما سمح للجمعية العامة بإصدار قرار ‪ 1514‬أعلن منح االستقالل للبلدان المستعمرة حيث‬
‫حضي بموافقة ‪ 14‬دولة وامتناع ‪ 4‬دول في ‪ 1463/12/ 14‬وهذا ما جعل األمم المتحدة‬
‫تحكم الحصار على الدول االستعمارية التي رفضت التعاون معها مثل البرتغال (قبل اندالع‬
‫الثورة فيها عام ‪.)1474‬‬

‫‪‌-1‬شارل‌شومون‌‪‌،‬منظمة األمم المتحدة ‪‌،‬ترجمة‌جورج‌شريف‌(بيروت‪‌:‬منشورات‌عويدات‌‪‌)4993‬ص‌ص‌‪-493‬‬


‫‪‌403‬‬
‫‪‌-2‬حسن‌نافعة‪‌،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‪‌.433‬‬

‫‪29‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫إن النجاح في مسألة القضاء على الظاهرة االستعمارية كان من نصيب األمم المتحدة‬
‫باستثناء بغض القضايا التي ال تزال موضوع نقاش في األمم المتحدة كقضية الصحراء‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫‪.3‬حماية حقوق اإلنسان و الحريات العامة ‪:‬‬

‫إن أهم ما يميز ميثاق ألمم المتحدة عن ميثاق عصبة األمم هو اهتمامه البالغ بحقوق‬
‫اإلنسان و حريته األساسية ‪ ،‬حيث أن أول معاهدة متعددة األطراف في تاريخ العالقات‬
‫الدولية تقر بمبدأ احترام الحقوق و الحريات و تجعله هدفا من األهداف األربعة األساسية‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬فهذه المنظمة بعد إنشائها بثالث سنوات عملت على‬ ‫التي تسعى المنظمة النجازها‬
‫ترسيخ مبادئ الحرية و المساواة و العدالة بين البشر في " اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان "‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1441/12/13‬و الذي يعد مرجعا تستند إليه دول العالم ويشتمل هذا‬
‫اإلعالن على ثالثين مادة تغطي الحقوق المدنية و السياسية و االقتصادية و االجتماعية و‬
‫الثقافية ‪ ،‬فالمادة األولى و الثانية منه تنص على أن جميع الناس يولدون أحرار متساوين في‬
‫الكرامة و الحقوق و أن لكل الناس الحق في التمتع بكافة الحقوق و الحريات الواردة في هذا‬
‫‪2‬‬
‫اإلعالن دون أي تميز بسبب اللون والجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي‪.‬‬

‫وقد ألحق باإلعالن العهدان الدوليان المتعلقان بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‬
‫و كذا الحقوق المدنية و السياسية الصادران عن الجمعية العامة وكل هذه الوثائق أصبحت‬
‫تشكل بما يعرف اليوم بالميثاق العالمي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫و حمايتهم من خالل إيجاد حلول دائمة‬ ‫كما اهتمت األمم المتحدة بحقوق الالجئين‬
‫إنساني وشملت هذه الحماية الذين تتوفر فيهم صفة‬ ‫لمشكالتهم على أساس اجتماعي‬
‫اللجوء‪.‬‬

‫‪-‌1‬صالح‌جواد‌الكاظم‪‌،‬مباحث في القانون الدولي‪(‌،‬بغداد‪‌:‬دار‌الشؤون‌الثقافية‌العامة‌‪‌)4994‬ص‌‪‌019‬‬


‫‪‌-‌2‬حقائق‌أساسية‌عن‌األمم‌المتحدة‌‪‌،‬منشورات‌األمم‌المتحدة‌نيويورك‌‪‌4999‬ص‌ص‪‌‌92‌–‌91‬‬

‫‪30‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.9‬مهام األمم المتحدة ذات الطابع االقتصادي و االجتماعي ‪:‬‬


‫‪ -‬لقد أولت منظمة األمم المتحدة اهتمامها بالمسائل ذات الطابع االقتصادي و االجتماعي‬
‫حيث أخذت على عاتقها مند البداية تحسين مستوى المعيشة وأساليب العيش في الدول‬
‫المنتمية إليه ‪ ،‬فقد أنشأت أجهزة مهمة النجاز هذه المهام منها البنك الدولي لإلنشاء و‬
‫التعمير الذي يمنح قروض تمكن المقترض من السير نحو المشاريع اإلنمائية وكذالك وكالة‬
‫التمويل الدولية التي تساهم في تقديم المساعدة الستثمار الرأس المال الخاص في الدول‬
‫األقل تقدما‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من جهود المنظمة في الجانب االقتصادي إال أنها لم تستطع أن تعالج التباين‬
‫االقتصادي بين دول العالم ‪ ،‬أما في الجانب االجتماعي و الثقافي فإن المنظمة ووكاالتها‬
‫‪1‬‬
‫المتخصصة قامت بمساعدة الحكومات بواسطة األبحاث و الدراسات و المعونات ‪.‬‬

‫‪‌-‌1‬حقائق‌أساسية‌عن‌األمم‌المتحدة‪،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌‌90-99‬‬

‫‪31‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬األمم المتحدة دراسة تفكيكية ألهم الهياكل و الوظائف‬


‫إن المنظمة الدولية تتجه في بناء هيكلها الداخلي نحو قاعدة تعدد األجهزة و تخصصها‬
‫وذالك بناءا على اعتبار التخصص و تقسيم العمل وكذا تفاوت الوزن الواقعي لدول‬
‫األعضاء ‪ ،‬لذلك فانه البد من االعتماد على أكثر من جهاز يختص كل منها مجال معين‬
‫من المجاالت خاصة بعد اتساع دائرة نشاط المنظمة وهذا ما تأكد في مؤتمر سان‬
‫فرانسيسكو من خالل التأكيد على ضرورة إنشاء عدة أجهزة يعهد كل منها بممارسة جانب‬
‫معين من جوانب نشاط المنظمة ولقد ارتبطت هذه الضرورة مع ضرورة أخرى سياسية قوامها‬
‫الرغبة في إضفاء وضع خاص متميز على خمس دول من المنظمة ذالك لتزعمها التحالف‬
‫المنتصر في الحرب العالمية الثانية ولما تتمتع به من وزن سياسي خاص عن سائر الدول‬
‫األخرى وهذا ما أدى إلى منح هذه الدول الخمس حق العضوية الدائمة في بعض األجهزة‬
‫‪1‬‬
‫وتمييزها بوضع معين عند التصويت في مجلس األمن‪.‬‬
‫ولقد نصت المادة ‪ 7‬من الميثاق على " أن لألمم المتحدة ستة أجهزة رئيسية هي ‪ :‬الجمعية‬
‫العامة – مجلس األمن – المجلس االقتصادي و االجتماعي – مجلس الوصايا – محكمة‬
‫العدل الدولية – األمانة العامة " و سوف تقتصر دراستنا على أربع أجهزة بنوع من التفصيل‬
‫وهي الجمعية العامة ‪ -‬األمانة العامة‪ -‬مجلس األمن‪ -‬محكمة العدل الدولية وذالك في‬
‫المطالب اآلتية ‪.‬‬

‫‪‌‌1‬محمد‌سامي‌عبد‌الحميد ‪،‬قانون المنظمات الدولية ‪ :‬األمم المتحدة ‪،‬ط‪(‌9‬اإلسكندرية‪‌.‬دار‌المطبوعات‌الجامعية‌‬


‫‪‌)‌4999‬ص‌ص‪‌‌94-93‬‬

‫‪32‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول ‪ :‬الجمعية العامة‬


‫تشكيلة الجمعية العامة ‪:‬‬
‫تتكون الجمعية العامة وفق للمادة التاسعة الفقرة األولى من الميثاق من جميع دول‬
‫األعضاء ودالك بهدف جعلها بمثابة الجهاز المتكامل الذي يتم فيه التشاور وتبادل الرأي بين‬
‫جميع أعضاء األمم المتحدة‬
‫وقد حدد عدد األفراد الوفد الذي يمثل كل دولة في الجمعية العامة بما ال يزيد عن خمسة‬
‫أفراد وذالك حسب المادة ‪ 4‬الفقرة ‪ 2‬أما بالنسبة لتصويت فإن لكل دولة صوت واحد بغض‬
‫النظر عن حجم الدولة أو مستوى تطورها وبهذا تحقق الجمعية العامة مبدأ المساواة بين‬
‫‪1‬‬
‫الدول األعضاء حسب المادة ‪ 11‬من الفقرة األولى من الميثاق‪.‬‬
‫تعقد الجمعية العامة دورة عادية سنويا في يوم الثالثاء الثالث من شهر سبتمبر من كل سنة‬
‫ويستمر انعقادها لمدة ثالث أشهر كما يحق للجمعية أن تعقد دورات استثنائية ويتم ذالك‬
‫بناء على طلب مجلس األمن أو أغلبية الدول األعضاء و األمين العام هو الذي يتولى‬
‫الدعوة لعقد الدورات االستثنائية وفقا لقرار " االتحاد من أجل السالم "‬
‫يجوز دعوة الجمعية لعقد دورة طارئة مستعجلة تتم خالل أربع و عشرون ساعة بناء على‬
‫‪2‬‬
‫طلب تسعة أعضاء من مجلس األمن أو غالبية أعضاء األمم المتحدة‪.‬‬
‫إن القرار الصادر عن الجمعية العامة في ‪ 1446/12/14‬اختار نيويورك مق ار لها و‬
‫الجمعية هي التي تضع نظامها الداخلي وعند بدأ كل دورة تنتخب رئيسها و نوابه ‪ 21‬على‬
‫أن ال يكون الرئيس من الدول الدائمة في المجلس والرئيس هو الذي يعلن افتتاح‬
‫االجتماعات و انتهائها و يدير المناقشات ويسهر على حفظ النظام وتطبيق القانون الداخلي‪.‬‬

‫‪‌-‌1‬عدنان‌طه‌الدوري‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪,‬ص‌ص‌‪‌.‌29-23‬‬
‫‪‌-‌2‬محمد‌المجذوب‌‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌.‌919‬‬

‫‪33‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫اللجان و األجهزة الثانوية للجمعية العامة ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 22‬من الميثاق " للجمعية العامة أن تنشئ من الفروع الثانوية ما تراه‬
‫ضروريا للقيام بوظائفها " وتنقسم الجمعية خالل دورتها إلى عدة لجان منها ‪:‬‬

‫لجنة السياسية ‪ :‬تختص بدراسة المسائل السياسية و قبول األعضاء الجدد وفصل األعضاء‬
‫و القضايا المتعلقة باألمن ونزع السالح ‪.‬‬
‫اللجنة االقتصادية و المالية ‪.‬‬
‫لجنة االجتماعية و الثقافية و اإلنسانية‬
‫لجنة الوصايا ‪ :‬مختصة بشؤون أقاليم الخاضعة لنظام الوصايا و األقاليم المتمتعة بالحكم‬
‫الداتي ‪.‬‬
‫لجنة الشؤون اإلدارية الموازنة ‪ :‬تختص بالموضوعات الخاصة بالعمل الوظيفي داخل‬
‫االمم المتحدة وشؤون الموظفين ‪.‬‬
‫لجنة الشؤون القانونية ‪ :‬تختص بدراسة الجوانب القانونية و الدستورية التي تهم عمل‬
‫‪1‬‬
‫المنظمة وتدخل في اختصاصها‪.‬‬
‫تتمثل جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة في هذه اللجان بعضو واحد لكل منها‬
‫باستثناء اللجنة القانونية مكونة من ‪ 34‬خبي ار تنتخبهم الجمعية العامة تنتخب كل لجنة رئيسا‬
‫و نائبا له ومقر ار لكل دولة صوت واحد وتناقش كل لجنة المسائل التي توزع عليها من‬
‫الجمعية العامة وتصدر فيها توصيات باألغلبية العادية لألعضاء الحاضرين ثم تعرض هذه‬
‫‪2‬‬
‫التوصيات على الجمعية العامة التي تجتمع في شكل مؤتمر إلقرارها‪.‬‬
‫إلى جانب اللجان الست هناك لجنتان خاصتان هما ‪:‬‬
‫اللجنة العامة ‪ :‬تتكون من رئيس الجمعية العامة و نوابه ومن رؤساء اللجان المذكورة وهي‬
‫تهتم بإقرار جدول أعمال الجمعية الذي يعده األمين العام وللجنة أن تقر الجدول أو تدخل‬

‫‪‌-‌1‬سهيل‌حسين‌القتالوي‌‪‌،‬المنظمات الدولية ط‪‌(‌4‬بيروت‌‪‌:‬دار‌الفكر‌العربي‌‪‌)‌9331,‬ص‌‪‌‌492‬‬


‫‪‌-‌2‬محمد‌المجذوب‪‌,‬مرجع سابق‌ص‌‪‌‌910‬‬

‫‪34‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫عليه بع ض التعديل ثم تقدمه بشكل تقرير إلى الجمعية العامة العتماده و تعديله ‪ ،‬واللجنة‬
‫هي التي تقوم بصياغة ق اررات الجمعية‪.‬‬
‫لجنة وثائق االعتماد ‪ :‬تتكون من تسعة أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة في بدية كل دورة‬
‫مهمتها فحص وثائق المندوبين الذين تتألف منهم وفود الدول األعضاء و تقديم التقرير بذلك‬
‫‪1‬‬
‫إلى الجمعية ‪.‬‬
‫أسلوب عرض الموضوعات على الجمعية العامة ‪:‬‬
‫تعرض الموضوعات على الجمعية العامة من عدة جهات منها‪:‬‬
‫أ – مجلس األمن ‪ :‬يجوز لمجلس األمن أن يرفع إلى الجمعية العامة ما يراه من‬
‫الموضوعات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدول األعضاء في األمم المتحدة ‪ :‬يجوز لكل دولة عضو في األمم المتحد أن تعرض‬
‫أية مسألة على الجمعية العامة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدول الغير أعضاء في األمم المتحدة ‪ :‬يجوز لكل دولة ليست عضو في األمم‬
‫المتحدة أن تعرض أي مسألة على الجمعية العامة‪.‬‬
‫بعد أن تقر الجمعية العامة جدول بأعمالها تقوم بمناقشة الموضوعات المطروحة عليها وقد‬
‫تحيلها على أحد اللجان التابعة لها أو تشكل لجنة خاصة للقضية المطروحة أمامها ‪.‬‬
‫قواعد التصويت في الجمعية العامة ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 11‬في فقرتها األولى على أن لكل عضو في األمم المتحدة صوت واحد في‬
‫الجمعية العامة ثم ميزت الفقرة ‪ 2‬من ذات المادة بين نوعين من المسائل األولى تسمى‬
‫بالمسائل الهامة و الثانية تسمى بالمسائل األخرى ‪:‬‬
‫‪ .0‬المسائل الهامة ‪:‬‬
‫قررت الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 11‬أن تصدر الجمعية العامة ق ارراتها في المسائل بأغلبية ثلثي‬
‫األعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت ‪ ،‬وتشمل هذه المسائل التوصيات الخاصة‬

‫‪‌-‌1‬رامز‌محمد‌عمار‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌‌92-91‬‬

‫‪35‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫وانتخاب‬ ‫بحفظ السلم و األمن الدولي و تنتخب أعضاء المجلس األمن الغير دائمين‬
‫أعضاء المجلس االقتصادي و االجتماعي و انتخاب أعضاء مجلس الوصايا وفقا لحكم‬
‫الفقرة ‪ " 1‬ج" من المادة ‪ 16‬مقبول أعضاء جدد في األمم المتحدة ووقف األعضاء عن‬
‫مباشرة حقوق العضوية و التمتع بمزاياها وفصل األعضاء و المسائل المتعلقة بسير نظام‬
‫الوصايا و المسائل الخاصة بالميزانية‪.‬‬
‫ومن األحوال التي تتطلب لصدور قرار بشأنها موافقة ثلثي األعضاء الحاضرين المشتركين‬
‫في التصويت أنها وردت على سبيل المثال ال الحصر* والدليل على ذلك نص الفقرة ‪3‬‬
‫من المادة ‪ 11‬أقرت حق الجمعية العامة في إضافة موضوعات أخرى هامة إضافية إلى أن‬
‫الميثاق لم يتطلب في إضافة تلك المسائل الجديدة إلى المسائل الهامة سوى موافقة أغلبية‬
‫‪1‬‬
‫األعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت ‪.‬‬
‫المسائل الغير هامة ‪:‬‬
‫وهي مسائل يكتفي في شأن إصدار قرار بشأنها توافر أغلبية األعضاء الحاضرين‬
‫عدد األعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت‬ ‫المشتركين في التصويت ‪ ،‬أي نصف‬
‫مضافا إليها صوت عضو آخر‪.‬‬
‫وتشمل المسائل الغير هامة الموضوعات التي لم يتطلب الميثاق بخصوصها أغلبية‬
‫موصوفة أو لم تقرر الجمعية العامة بشأنها أغلبية موصوفة‪.‬‬
‫في حالة إذا تساوت األصوات المؤيدة واألصوات الرافضة وانه يعاد التصويت في جلسة‬
‫أخرى تعقد بعد ‪ 91‬ساعة من التصويت األول وعند التساوي مرة ثانية اعتبر مشروع القرار‬
‫مرفوضا ‪.‬‬

‫*‌المسائل‌الهامة‌قدرت‌على‌سبيل‌الحصر‌والقول‌بغير‌ذالك‌يعني‌تغيير‌نشاط‌الجمعية‌العامة‌بل‌وتحديده‌وهو‌ما‌قد‌‬
‫يصيبها‌بنوع‌من‌الشلل‌القريب‌مما‌حدث‌في‌مجلس‌األمن‌ومن‌الرأي‌يقوم‌على‌القاعدة‌‌‌األصولية‌‌القاضية‌بان‌األصل‌‬
‫في‌األشياء‌اإلباحة‌وان‌الجمعية‌العامة‌‌هي‌الجهاز‌العام‌للمنظمة‌‪‌.‬‬
‫‪‌-‌1‬ابرهيم‌احمد‌الشلبي‌مرجع سابق‌ص‌‪‌‌999‬‬

‫‪36‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫يتم عملية التصويت في اجتماع علني ما لم تقرر الجمعية غير ذلك وقد تؤخذ األصوات‬
‫‪1‬‬
‫برفع األيدي أو الوقوف ويجوز أن يطلب عضو اخذ األصوات بالنداء‪.‬‬
‫اختصاصات الجمعية العامة ‪:‬‬
‫تختص الجمعية العامة بالنظر في الموضوعات اآلتية‪:‬‬

‫المسائل العامة‪:‬‬
‫للجمعية العامة أن تناقش أي مسألة تتعلق بميثاق األمم المتحدة أو مسألة تتعلق بفرع من‬
‫فروع الجمعية عندما تحال إليها من الجهات التي حددها الميثاق وللجمعية العامة أن توصي‬
‫للدول األعضاء أو مجلس األمن بما تراه مناسبا‪.‬‬
‫المبادئ العامة لحفظ السلم واألمن الدوليين‪:‬‬
‫حددت الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 11‬من الميثاق األممي اختصاص الجمعية العامة بالنظر في‬
‫المبادئ العامة لحفظ السلم واألمن الدوليين‪.‬‬
‫لم يحدد الميثاق ماهية المبادئ العامة المتعلقة بحفظ السلم واألمن الدوليين إال أن هذه‬
‫المبادئ من المؤكد أن تعني جميع المنازعات بصورة عامة ووضع األسس الخاصة بحماية‬
‫السلم واألمن الدوليين ومن ذالك مناقشة مسالة نزع السالح وتنظيم التسلح التي تهم المجتمع‬
‫الدولي بصورة عامة وان تقدم توصيات إلى الدول األعضاء أو إلى مجلس األمن والتوصية‬
‫بعقد معاهدات دولية لضمان حماية السلم واألمن الدوليين ‪.‬‬
‫حفظ السلم و األمن الدوليين ‪:‬‬

‫نشأت منظمة األمم المتحدة من اجل هدا الهدف لدا البد من أن يكون هدا الهدف من‬
‫أولويات االختصاصات الجماعية العامة و أن تعنى به العناية التي يستحقا بناءا على ذلك‬
‫فان الجمعية العامة تناقش أي مسألة تتصل بحفظ السلم و األمن الدوليين ‪.‬‬

‫‪‌-1‬محمد‌سامي‌عبد‌الحميد‪‌،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‪‌.429‬‬

‫‪37‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يحق لكل عضو في األمم المتحدة أو غير عضو أن يرفع أية قضية تتعلق بالسلم و‬
‫األمن الدوليين ‪ ،‬كما يجوز لمجلس األمن أن يطلب من الجمعيات العامة مناقشة مسألة‬
‫تتعلق بحفظ السلم و األمن الدوليين‬

‫‪ -‬و ال تتخذ الجمعية العامة آية ق اررات بخصوص قضية تتعلق بحفظ السلم و اآلمن‬
‫الدوليين و إنما يحق اتخاذ توصيات بذلك لدول أو الدولة صاحبة الشأن أو لمجلس األمن و‬
‫إذا تطلب أن يتخذ إجراء ما لحفظ السلم الدولي فإن على الجمعية العامة أن تحيلها على‬
‫مجلس األمن‪.‬‬

‫الجمعية العامة التي تمثل جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة ال تملك حق إصدار‬
‫الق اررات بخصوص حماية السلم و األمن الدوليين وانما توصيات غير ملزمة واذا ما تطلب‬
‫اتخاذ إجراء ما لحماية السلم و األمن الدوليين فإن الجمعية العامة ال يحق لها النظر في‬
‫القضية وانما تحال إلى مجلس األمن وهدا ما يظهر مدى ضعف دور الجمعية العامة في‬
‫‪1‬‬
‫حماية السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫االختصاصات اإلدارية ‪:‬‬

‫من بين هده االختصاصات مراقبة أنشطة المنظمة وقبول األعضاء الجدد في المنظمة‬
‫‪2‬‬
‫واعدا الميزانية‬ ‫وتشترك في تعين األمين العام وتشرف إشرافا مباش ار على األمانة العامة‬
‫العامة للمنظمة و الموافقة عليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مجلس األمن‪.‬‬

‫يعتبر مجلس األمن أداة التنفيذية لألمم المتحدة وهو أهم جهاز فيها و المسؤول األول عن‬
‫حفظ السلم و األمن الدوليين و يستبان أهمية هدا الجهاز من خالل نص المادة ‪ 24‬الفقرة‬
‫‪ 31‬إذا تنص على انه رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به األمم المتحدة سريعا فعاال‬

‫‪‌-1‬سهيل‌حسين‌الفتالوي‌‪‌،‬المنظمات الدولية‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪-‬ص‌–ص‌‪‌ 499-499‬‬


‫‪‌-2‬المادتان‌‪‌99-99‬من‌ميثاق‌األمم‌المتحدة‌‪‌.‬‬

‫‪38‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس األمن بالتبعات الرئيسة في أمر حفظ السلم و األمن‬
‫الدولي ‪ .‬ويوافقون على أن هدا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها‬
‫‪1‬‬
‫عليه هده التبعات ‪.‬‬

‫‪ -‬كما تنص المادة ‪ 25‬على أن يتعهد أعضاء األمم المتحدة بقبول ق اررات مجلس األمن و‬
‫تنفيذها وفق هدا الميثاق‪.‬‬

‫‪ -‬و نصت المادة ‪ 43‬على أن يتعهد جميع أعضاء األمم المتحدة في سبيل المساهمة في‬
‫حفظ السلم و األمن الدولي ‪ ،‬بأن يضعوا تحت تصرف مجلس األمن ‪ ،‬بناءا على طلبه ‪،‬‬
‫وطبقا التفاق أو اتفاقات خاصة ما يلزم م ن القوات المسلحة ‪ ،‬و المساعدات و التسهيالت‬
‫الضرورية ‪ ،‬لحفظ السلم و األمن الدولي ‪.‬‬

‫تشكيلة مجلس األمن ‪:‬‬

‫‪ -‬نصت المادة ‪ 23‬من ميثاق األمم المتحدة عند بداية حياتها عام ‪ 1445‬على أن يتألف‬
‫مجالس األمن من (‪ )11‬إحدى عشرة عضوا خمسة عشر من األمم المتحدة و تكون‬
‫جمهورية الصين وفرنسا و اتحاد الجمهوريات السوفيتية االشتراكية و المملكة المتحدة‬
‫لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية و الواليات المتحدة أعضاء دائمين فيه و تنتخب الجمعية‬
‫العامة ستة عشرة أعضاء آخرين من األمم المتحدة ليكونوا أعضاء غير دائمين في المجلس‬
‫يراعى في دالك بوجه خاص مساهمة أعضاء األمم المتحدة في حفظ السلم و األمن الدولي‬
‫‪2‬‬
‫وفي مقاصد الهيئة األخرى كما يراعى التوزيع الجغرافي العادل‪.‬‬

‫تستكمل المادة نمط التشكيل بقولها ‪ :‬ينتخب أعضاء مجلس األمن غير الدائمين لمدة‬
‫سنتين على انه في أول انتخاب لألعضاء الغير دائمين بعد زيادة أعضاء مجلس األمن من‬

‫‪ ‌-1‬من‌المسلم‌به‌أن‌الميثاق‌قد‌عهد‌إلى‌مجلس‌األمن‌والجمعية‌العامة‌‌مهمة‌حفظ‌األمن‌والسلم‌الدوليين‌إال‌أن‌المسؤولية‌‬
‫األولى‌في‌تحقيق‌تلك‌المهمة‌تقع‌على‌عاتق‌مجلس‌األمن‌ثم‌تأتي‌الجمعية‌العامة‌في‌مرتبة‌تليه‌‪‌.‬‬
‫‪‌-2‬مفيد‌شهاب‪‌،‬المنظمات الدولية‌ط‪(‌،0‬القاهرة‪‌:‬دار‌النهضة‌العربية‌‪)‌4993‬ص‌‪‌914-‬‬

‫‪39‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫إحدى عشر عضوا إلى خمسة عشر عضوا يختار اثنين من األعضاء األربعة المضافين‬
‫لمدة سنة واحدة و العضو الذي انتهت مدته ال يجوز إعادة انتخابه على الفور ويكون لكل‬
‫عضوا في مجلس األمن مندوب واحد ‪.‬‬

‫‪ -‬يستفاد من المادة السالفة الذكر ‪ ،‬أن أعضاء مجلس األمن نوعان ‪:‬‬

‫دول ذات مقاعد دائمة العضوية وهي خمسة ‪:‬‬

‫الصين ‪ ، 1‬فرنسا ‪ ،‬روسيا ‪ ،‬بريطانيا ‪ ،‬أمريكا ودول ذات مقاعد غير دائمة ألنها تنتخب من‬
‫الجمعية العامة لمدة سنتين فقط ال يجوز إعادة انتخابها فور انتهاء مدتها حتى ال تعتبر من‬
‫حيث الواقع دول دائمة العضوية وازاء الضغوط التي مارستها الدول الغير كبرى بعد أن زاد‬
‫عددها كأعضاء داخل األمم المتحدة صدر قرار الجمعية العامة تحت رقم ‪ 1441‬في‬
‫‪ 1463/12/17‬و أصبح ساري المفعول ‪ 1465/31/31‬حيث تعدلت بموجب المادة ‪23‬‬
‫ليصبح عدد أعضاء مجلس األمن ‪ 15‬عضو مكنهم خمس دول الكبرى باإلضافة إلى عشر‬
‫دول أخرى توزع مقاعدهم على أساس جغرافي و كدا اهتمامهم في مجال حفظ السلم و‬
‫األمن الدولي‬

‫ترتب على تعديل عدد األعضاء تعديل المادة ‪ 27‬ليصبح عدد األصوات المتطلبة إلصدار‬
‫القرار الصادر عن مجلس األمن تسعا بدال من سبع‪.‬‬

‫‪ -‬وفي نص المادة ‪ 23‬اشترك في انتخاب الدول غير دائمة العضوية التوزيع الجغرافي‬
‫العادل و خلت النصوص من بيان دالك التوزيع إلى أن الدول اتفقت وديا على توزيع المقاعد‬
‫الستة عام ‪ 1446‬على خمس مجموعات هي أوروبا الشرقية ‪ ،‬أوروبا الغربية ‪ ،‬الشرق‬

‫‪‌-1‬كان‌االنتصار‌االشتراكية‌في‌الصين‌عام‌‪‌4919‬أن‌أصرت‌الواليات‌المتحدة‌على‌منع‌تمثيل‌حكومة‌الصين‌الشعبية‌‬
‫في‌األمم‌المتحدة‌وظلت‌حكومة‌تايوان‌تحتل‌المقعد‌الدائم‌في‌مجلس‌األمن‌‌‬

‫‪40‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫األدنى ‪ ،‬دول الجماعة البريطانية و أمريكا الالتينية إال أن الدول اختلفت في أسلوب‬
‫‪1‬‬
‫تصنيف الدول داخل كل مجموعة‬

‫‪ -‬وفق لقرار التعديل رقم ‪ 1441‬اصحب توزيع المقاعد في أسلوبه الجديد على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫خمسة مقاعد إلفريقيا و آسيا ‪ ،‬مقعدان ألمريكا الالتينية ‪ ،‬مقعد واحد ألوروبا الشرقية ‪،‬‬
‫مقعدان ألوروبا الغربية و الدول األخرى ‪ .‬وتخضع األعضاء الغير دائمين لقاعدة التجديد‬
‫النصفي سنويا حيث تقوم الجمعية العامة كل عام بانتخاب خمسة أعضاء ‪.‬‬

‫وغني عن البيان أن نصوص الميثاق لمادة ‪ 21‬الفقرة واحد (‪ )31‬تقضي بان يظل مجلس‬
‫األمن دائم االنعقاد و تظل اجتماعاته دورية المادة ‪ 21‬فقرة (‪ )32‬في مقر المنضمة و يجوز‬
‫له أن ينعقد في غير مقر الهيئة إذا رأى في دالك تسهيل لمهمته كما أوضعت الئحة داخلية‬
‫مجلس األمن أن رئاسة مجلس األمن تتم بالتناوب بين األعضاء مرة كل شهر بحسب‬
‫الترتيب األبجدي االنجليزي ألسماء الدول األعضاء بغض النظر عن كون الدولة دائمة‬
‫العضوية أم الغير دائمة بمنع التعامل داخل المجلس باللغات الرسمية الستة (االنجليزية ‪،‬‬
‫الفرنسية ‪ ،‬االسبانية ‪ ،‬الصينية ‪ ،‬الروسية ‪ ،‬العربية ) ‪.‬‬

‫‪ –2‬األجهزة التابعة لمجلس األمن ‪:‬‬


‫‪ -‬يتكون مجلس األمن من عدد من أجهزة تتمثل في لجان دائمة وأخرى مؤقتة‬

‫ا)الجان الدائمة منها‪:‬‬

‫‪ -‬لجنة الخبراء التي تعنى بالنظام الداخلي للمجلس‬

‫‪ -‬لجنة قبول األعضاء الجدد‬

‫‪‌-1‬محمد‌طلعت‌الغنيمي‌‪‌،‬التنظيم الدولي‌‌‪‌،‬منشأة‌المعارف‌‪‌،‌4991‌،‬ص‌‪‌.391‬‬

‫‪41‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬لجنة أركان الحرب نصت عليها المادة ‪ 47‬من الميثاق األممي‬

‫‪ -‬لجنة نزع السالح‬

‫‪ -‬لجنة اإلجراءات الجماعية المختصة بالنظر في اتخاذ إجراءات جماعية وتقديم التوصية‬
‫للمجلس‬

‫‪ -‬لجنة الخبراء التي تقوم بشؤون المجلس فيما يتعلق بتفسير الميثاق وقواعد اإلجراءات ‪.‬‬

‫ب) اللجان المؤقتة ‪:‬‬

‫لجنة مجلس األمن التي تختص بعقد اجتماعات المجلس خارج المقر‬

‫لجنة التعويضات سنة ‪1441‬‬

‫لجنة مكافحة اإلرهاب‬

‫‪ -‬أما الفئة األخرى متمثلة في لجان الجزاءات وهي ‪:‬‬

‫لجنة حالة العراق و الكويت ‪ 1443‬لجنة حالة ليبيا سنة ‪ 1442‬لجنة حالة الصومال ‪1442‬‬
‫لجنة حالة أنغوال ‪ 1443‬لجنة حالة رواندا ‪ 1444‬لجنة حالة ليبيريا ‪ 1445‬لجنة حالة‬
‫‪1‬‬
‫سيراليون ‪ 1447‬لجنة حالة اريتريا وأثيوبيا ‪.2333‬‬

‫‪)3‬نظام التصويت في مجلس األمن‪ :‬حددت المادة ‪ 27‬من الميثاق االممي نظام التصويت‬
‫في مجلس األمن بقولها‬

‫‪ -‬يكون لكل عضو من أعضاء مجلس األمن صوت واحد ‪.‬‬

‫‪ -‬تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل اإلجرائية بموافقة تسعة من أعضائه‪.‬‬

‫‪‌-1‬محمد‌سعادي‌‪ ،‬قانون المنظمات الدولية‪ :‬منظمة األمم المتحدة نموذجا‌‪‌،‬ط‪(‌4‬الجزائر‪‌:‬دار‌الخلدونية‪‌)9339‌,‬‬


‫ص‪-‬ص‌‪‌430-439‬‬

‫‪42‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل األخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه‬
‫يكون من بينها أصوات األعضاء الدائمين متفقة بشرط انه في الق اررات المتخذة طبقا ألحكام‬
‫الفصل السادس والفقرة (‪ )3‬من المادة‬

‫(‪ )52‬يمتنع من كان طرفا في النزاع عن التصويت‪.1‬‬

‫ونجد أن الميثاق يرفق بين نوعية من المسائل التي يجري التصويت عليها ‪:‬‬
‫المسائل اإلجرائية ‪ :‬التي اتخاذها بأغلبية ‪ 4‬أصوات من أعضاء المجلس بغض النظر عن‬
‫كون هذه األصوات صادرة عن دول دائمة العضوية أو غير الدائمة ‪.‬‬
‫المسائل الغير إجرائية ‪:‬وتسمى بالمسائل الموضوعية التي تتطلب اتخاذها موافقة ‪ 4‬أصوات‬
‫على أن تكون أصوات الدول الخمسة دائمة العضوية متفقة عليها ‪.‬‬
‫يشترط أن ال يشترك في التصويت الدولة العضو إذا كانت طرفا في النزاع المعروض التخاذ‬
‫القرار بشأنه ‪.‬‬
‫إن عدم موافقة أي من الدول الدائمة العضوية على أي قرار من ق اررات مجلس اآلمن في‬
‫المسائل الموضوعية يعني إلغاء القرار المصوت عليه بغض النظر عن عدد األصوات التي‬
‫‪2‬‬
‫نالها وهذا ما يسمى بحق النقد (الفيتو)‪.‬‬
‫حق النقض ‪ :‬يعني أن دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية يمكنها بمفردها منع صدور‬
‫أي قرار من مجلس األمن في المسائل الموضوعية حتى و لو كانت الدول األربعة عشر‬
‫األخرى موافقة عليه إن ممارسة حق النقض غالبا ما يراعي فيه مصلحة دولة من الدول‬
‫الكبرى دون النظر إلى مصلحة المجتمع الدولي ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة الستخدام الواليات‬
‫المتحدة األمريكية لحق النقض في كثير من الق اررات التي يراد بها فرض عقوبات على‬
‫‪3‬‬
‫إسرائيل عند اعتدائها على البلدان العربية أو عند تجاهلها للق اررات الدولية‪.‬‬

‫‪‌-1‬عبد‌األمير‌عبد‌العظيم‌العكيلي‌‪‌،‬القانون الدولي العام‌‪‌،‬ج‪،‌9‬الجامعة‌المفتوحة‌‪،‌4991‬ص‪‌93‬‬


‫‪‌-‌2‬حامد‌سلطان‌‪‌،‬القانون الدولي وقت السلم‌‪‌4939‬ص‪‌‌914‬‬
‫‪‌-‌3‬عائشة‌راتب‌‪‌،‬التنظيم الدولي ‪‌4994‬ص‌‪‌‌419‬‬

‫‪43‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫أما في حالة إذا امتنع احد األعضاء الدائمين عن التصويت أو تخلف عن حضور الجلسة‬
‫فإن ذالك ال يعتبر بمثابة استعمال لحق النقض و بالتالي ال يحول دون صدور القرار‬
‫المطروح على التصويت إذا ما توفرت له األغلبية الالزمة وهذا ما حصل عندما اتخذ مجلس‬
‫األمن ق ارره المرقم ‪ 671‬بتاريخ تشرين الثاني ‪ 1443‬و القاضي بمنح العراق مهلة لسحب‬
‫قواته من الكويت واطالق سراح الرهائن لحد تاريخ ‪ 15‬كانون الثاني ‪ 1441‬حيث صوتت‬
‫على هذا القرار ‪ 12‬دولة مقابل دولتين مفترضتين (كوبا و اليمن ) وتغيبت الصين عن‬
‫‪1‬‬
‫االجتماع وهي دولة دائمة العضوية‬
‫‪.9‬وظائف و اختصاصات مجلس األمن ‪:‬‬
‫‪ -‬يقوم مجلس األمن بنوعين من الوظائف هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوظائف المتعلقة بحفظ السلم و األمن وفق ألغراض و أهداف األمم المتحدة وذالك من‬
‫خالل ‪:‬‬

‫تحقيق في أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي ‪.‬‬


‫حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية‬
‫رسم الخطط إلنشاء نظام يكفل تنظيم التسليح ‪.‬‬
‫تقرير وجود حالة تهدد السلم أو حالة عدوان و التوصية بما ينبغي اتخاذه من اجراءات‬
‫بصددها ‪.‬‬
‫دعوة األعضاء إلى توقيع عقوبات اقتصادية ا والى اتخاذ إج ارءات غير الحرب لمنع وقوع‬
‫العدوان أو لدفعه‪.‬‬
‫اتخاذ إجراء حربي ضد المعتدي (ممارسة سلطة الردع في نظام األمن الجماعي )‬
‫ب‪ -‬اختصاصات إدارية ‪ :‬داخل منظمة األمم المتحدة يمكن حصرها في اآلتي ‪:‬‬
‫التوصية بقبول أعضاء جدد في األمم المتحدة وبيان الشروط الواجب توفرها في الدول التي‬
‫يتاح لها ان تحتكم إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‬

‫‪‌-‌1‬عبد‌األمير‌عبد‌العظيم‌العكيلي‌‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌‌99‬‬

‫‪44‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫القيام بمهام الوصاية على المناطق اإلستراتيجية باسم األمم المتحدة‬


‫تقديم التوصية بتعين األمين العام لألمم المتحدة إلى الجمعية العامة و التعاون معها في‬
‫انتخاب قضاة محكمة العدل الدولية و تنفيذ أحكامها‬
‫‪1‬‬
‫رفع التقارير السنوية إلى الجمعية العامة لألمم المتحدة عن نشاطات وأعمال المجلس‪.‬‬
‫نظام العمل في مجلس األمن ‪:‬‬
‫بما أن مجلس األمن له اختصاصات خاصة بالمحافظة على السلم و األمن الدوليين فانه‬
‫ال بد أن يكون قاد ار على التصرف إزاء أي نزاع يمكن أن يحدث في أي وقت و في أي‬
‫مكان من العالم وهذا األمر يتطلب أن يكون عمل المجلس دائما و ليس في دورات معينة‬
‫وذلك لضمان سرعة األداء و البث فيما يطرح عليه من أمور و قد نصت الفقرة ‪ 1‬من المادة‬
‫‪ 21‬من الميثاق األممي " ينظم مجلس األمن على وجه يستطيع معه العمل باستمرار " وهذا‬
‫يقتضي أن يتواجد أعضائه في مقر األمم المتحدة في نيويورك بصفة دائمة لعقد اجتماعات‬
‫‪2‬‬
‫فورية كلما تطلب األمر‪.‬‬

‫يقضي النظام الداخلي لمجلس األمن على رئيس المجلس يدعوه إلى االجتماع في أي وقتا‬
‫يراه وأن الفقرة بين انعقاد الجلسات يجب أن ال تزيد عن أسبوعين ‪ ،‬وأن على الرئيس دعوة‬
‫المجلس لالنعقاد إذا طلب ذلك احد األعضاء أو إذا طرح على المجلس نزاع من قبل احد‬
‫‪3‬‬
‫الدول أو من قبل الجمعية العامة أو األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬

‫‪-‌1‬محمد‌عزيز‌شكري‌‪ ،‬مدخل إلى القانون الدولي العام‪ ,‬ص‌ص‌‪‌‌042-‌041‬‬


‫‪‌-‌2‬مصطفى‌السيد‌عبد‌الرحمن‪,‬مرجع سابق‌ص‌‪‌‌093‬‬
‫‪‌‌3‬إن‌واضعو‌ميثاق‌األمم‌المتحدة‌لم‌يغفلوا‌على‌وض ع‌نص‌لتحقيق‌التعاون‌االقتصادي‌و‌االجتماعي‌بكافة‌صوره‌و‌‬
‫ذالك‌بمقتضى‌الفصل‌التاسع‌حيث‌نصت‌المادة‌‪‌"‌22‬رغبة‌في‌تهيئة‌دواعي‌االستقرار‌و‌الرفاهية‌الضرورية‌لقيام‌‬
‫عالقات‌سلمية‌بين‌األمم‌مؤسسة‌على‌احترام‌المبدأ‌الذي‌يقضي‌بالتسوية‌بين‌الشعوب‌و‌بان‌يكون‌لكل‌منهما‌تقرير‌‬
‫مصيرها‌"‌ لمزيد‌من‌المعومات‌راجع‌مصطفى‌احمد‌فؤاد‌‪‌،‬األمم‌المتحدة‌و‌المنظمات‌الغير‌حكومية‌‪‌(‌،‬مصر‌‪‌:‬الكتب‌‬
‫القانونية‌‪‌)9331‬ص‌‪‌422‬وما‌بعدها‌‌‬

‫‪45‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األمانة العامة‪.‬‬


‫تعتبر األمانة العامة احد األجهزة الرئيسية لألمم المتحدة تنحصر مهمتها بالقيام بأعمال‬
‫إدارية للمنظمة وهي تتكون من األمين العام ومجموعة من المساعدين وعدد كبير من‬
‫الموظفين ‪ ،‬واألمانة العامة تتميز عن غيرها من أجهزة منظمة األمم المتحدة األخرى‬
‫بميزتين هما‪:‬‬
‫تتكون األمانة العامة من مجموعة من الموظفين الدوليين الذين ال يمثلون أي حكومة من‬
‫حكومات الدول األعضاء بل يجري اختيارهم على أساس الكفاءة والمؤهالت الخاصة‬
‫يمارسون أعمالهم بوالء كامل للمنظمة‪.‬‬
‫تعد األمانة العامة بمثابة أداة تابعة لألجهزة األخرى للمنظمة فهي تقوم بخدمة هذه األجهزة‬
‫وتنفذ جميع األعمال اإلدارية لها وتنسق مجوداتها وذلك من اجل المصلحة الدولية المشتركة‬
‫لكن هذا ال يعني أن األمانة العامة مجردة من الصالحيات والسلطات فهي تتمتع بنفوذ‬
‫‪1‬‬
‫واسع وسلطة هامة تتمثل في شخصية األمين العام للمنظمة ودوره اإلداري والسياسي‪.‬‬
‫تشكيل األمانة العامة‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 47‬من الميثاق على أن ‪":‬يكون للهيئة أمانة تشمل أمينا عام ومن تحتاجهم‬
‫الهيئة من الموظفين وتعيين الجمعية العام األمين العام بناء على توصية مجلس األمن‬
‫واألمين العام هو الموظف اإلداري األكبر في الهيئة"‪.‬‬
‫يجب التمييز بين الموظفين واألمين العام فيما يلي ‪:‬‬
‫موظفو األمانة العامة ‪ :‬يقوم األمين العام لألمم المتحدة بتعيين الموظفين الالزمين للقيام‬
‫بأعمال األمانة العامة وذالك تحت إشراف الجمعية العامة حيث وضعت الجمعية العام في‬
‫‪ 23‬شباط ‪ 1452‬الئحة مستخدمي االمم المتحدة تضمنت شروط تعيين الموظفين الدوليين ‪.‬‬

‫‪‌-1‬محمد‌الحسيني‌مصيلحي‌‪‌،‬المنظمات الدولية‌‪(‌،‬القاهرة‌‪‌:‬دار‌النهضة‌العربية‌‪‌)4999‬ص‪‌.199‬‬

‫‪46‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫األمين العام ‪ :‬يتم اختياره بقرار من الجمعية العامة بناءا على توصية من مجلس األمن ‪.‬‬
‫وجرى التعامل على أن تكون مدة بقاء األمين العام في منصبه لمدة ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬
‫اختصاصات األمين العام ‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 47‬من الميثاق ‪ :‬األمين العام الموظف اإلداري األكبر للهيئة لذالك ال بد من‬
‫التمييز بين نوعين من اختصاصات األمين العام ‪.‬‬
‫االختصاصات اإلدارية‪ :‬وهي التي تغلب على نشاط األمين العام باعتباره الموظف اإلداري‬
‫األكبر في المنظمة ويمكن إجمال هذه االختصاصات فيما يلي ‪.‬‬
‫تعيين موظفي األمانة العامة واإلشراف على أعمالهم ‪.‬‬
‫وارسال من يمثله فيها واعداد جدول‬ ‫حضور جلسات األجهزة الرئيسية لألمم المتحدة‬
‫األعمال المؤقت لها ‪.‬‬
‫يرفع إلى الجمعية العامة تقري ار سنويا وما يلزم من تقارير إضافية عن أعمال األمم المتحدة‬
‫لعرضها في دورات االنعقاد العادية‪.‬‬
‫تسجيل المعاهدات الدولية التي تبرم بين الدول األعضاء ونشرها طبقا ألحكام المادة ‪132‬‬
‫من الميثاق‪.‬‬
‫إعداد مشروع ميزانية األمم المتحدة على الجمعية العامة‪.‬‬
‫تمثيل األمم المتحدة أمام المؤتمرات الدولية التي تهمها ويبرم باسمها المعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫تلقي البيانات اإلحصائية وغيرها المتعلقة باإلقصاء واالجتماع والتعليم في األقاليم الغير‬
‫متمتعة بالحكم الذاتي التي تقدمها الدول األعضاء األمم المتحدة المكلفة بإدارة هذه األقاليم‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 73‬من الميثاق‪.‬‬

‫‪‌-1‬لقد‌تناوب‌مصب‌األمين العام لألمم المتحدة األشخاص‌‪‌4‌:‬ترجيفلي‌(النرويج)‌شباط‌‪‌-9-‌4913‬داج‌همر‌شيلد‌‬


‫السويد‌‪‌،‬وعين‌في‌‪‌43‬ابريل‌‪‌4920‬أو‌ثانت‌بورما‌–‌‪‌.1‬كورث‌فالد‌هايم‌‪.‬النمسا‪‌-‬عين‌في‌كانون‌الثاني‌‪‌4999‬‬
‫‪‌-2‬محمد‌حافظ‌غانم‪‌،‬محاضرات عن جامعة الدول العربية (‌القاهرة‪:‬معهد‌الدراسات‌العربية‌العالية‌‪‌)‌4933‬ص‌‪‌‌‌.939‬‬

‫‪47‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫االختصاصات السياسية‪ :‬يقوم األمين العام ببعض االختصاصات ذات الطابع السياسي‬
‫وذلك من خالل عالقاته مع أجهزة المنظمة نفسها أو مع الدول األعضاء ومن أهم‬
‫االختصاصات السياسية ما يلي ‪.‬‬
‫طبق لنص المادة ‪ 41‬من الميثاق توكل األجهزة الرئيسية للمنظمة لألمين العام أن يقوم‬
‫بأعمال ذات طابع سياسي كالتوسط من اجل حل بعض النزعات الدولية ‪.‬‬
‫لالمين العام الحق في تنبيه مجلس األمن في أية مسألة يرى أنها تهدد حفظ السلم و األمن‬
‫الدولي طبقا لنص المادة ‪ 44‬من الميثاق ‪.‬‬
‫يقوم األمين العام بأعمال إدارية تحمل طابع سياسي مثل إعداد جدول أعمال األجهزة‬
‫الرئيسية لألمم المتحدة و حضور الجلسات و االشتراك في المناقشات التي تجرى فيها وهذا‬
‫يتيح له المشاركة توجيه ق اررات هذه الفروع بما يتالءم و إحداث األمم المتحدة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬محكمة العدل الدولية ‪.‬‬
‫تمثل محكمة العدل الدولية الجهاز القضائي الرئيسي لألمم المتحدة أنشئت عام ‪1445‬‬
‫بموجب نظام أساسي أرفق بميثاق األمم المتحدة ويعتبر ج از منه وفقا لنص المادة ‪ 42‬من‬
‫الميثاق ‪ " :‬محكمة العدل الدولية هي األداة القضائية الرئيسية لألمم المتحدة تقوم بعملها وفقا‬
‫لنظلمها األساسي الملحق بهذا الميثاق وهو مبني على نظام األساسي للمحكمة الدائمة للعدل‬
‫‪1‬‬
‫الدولي وجزء ال يتج أز من هذا الميثاق "‪.‬‬
‫تشكيل المحكمة ‪:‬‬
‫تتكون من خمسة عشر قاضيا يعرفون باسم أعضاء المحكمة ‪ ،‬يتم انتخاب هؤالء القضاة‬
‫بشكل مستقل من قبل الجمعية العامة ومجلس األمن من األشخاص دوي الصفات الخلقية‬
‫العالية و الحائزين في بلدانهم على مؤهالت المطلوبة لتعينهم في المناصب القضائية العليا‬
‫أو من خبراء القانون الدولي ‪ ،‬ينتخبون لمدة ‪ 4‬سنوات قابلة لتجديد ‪.‬‬

‫‌ ‪‌-‌1‬محمد‌سامي‌عبد‌الحميد‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌‌933-932‬‬

‫‪48‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫أما رئيس المحكمة ونائبه فيجري انتخابهم بين األعضاء كما تعين المحكمة مجلسها (رئيس‬
‫‪1‬‬
‫الديوان ) و معاونيه من الموظفين‪.‬‬
‫‪.2‬اختصاصات محكمة العدل الدولية ‪:‬‬

‫‪ -‬االختصاص القضائي ‪ :‬ال ترفع القضايا إلى محكمة العدل الدولية إال من قبل الدول‬
‫المادة ‪ 43‬من النظام األساسي لمنظمة العدل الدولية ‪ ،‬وهذا في المسائل النزاعية التي‬
‫تحدث بينها‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاص االفتائي ‪ :‬يعني أن تقوم محكمة العدل الدولية بإصدار الفتاوى و اآلراء‬
‫االستشارية في المسائل القانونية التي تطلبها الجمعية العامة ومجلس األمن كما أن لكل‬
‫رأي المحكمة االستشارية فيما‬ ‫فروع األمم المتحدة و الوكاالت المتخصصة أن تطلب‬
‫يعرض لها أثناء نهوضها بمهامها من مسائل قانونية وذلك بعد حصول على موافقة الجمعية‬
‫‪2‬‬
‫العامة المادة ‪ 46‬من الميثاق‪.‬‬

‫‪.3‬القانون الذي تطبقه المحكمة ‪:‬‬

‫‪ -‬حددت المادة ‪ 31‬من النظام األساسي قواعد القانون الدولي العام التي تلجأ إليها المحكمة‬
‫عند الفصل في المنازعات التي تعرض عليها وقد حددت الفقرة األولى من المادة السابقة‬
‫القواعد اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬االتفاقيات الدولية العامة و الخاصة التي تضع قواعد معترف بها صراحة من جانب‬
‫الدول المتنازعة ‪.‬‬

‫‪ .2‬العادات الدولية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه توافر االستعمال‪.‬‬

‫‪‌-‌1‬محمد‌سعادي‌مرجع سابق‌ص‌‪‌،439‬‬
‫‌نصت‌المادة‌‪‌55‬تتمثل‌اختصاصات‌المجلس‌االقتصادي‌و‌االجتماعي‌حسب‌المادة‌‪‌:‌26‬دراسة‌ووضع‌التقارير‌عن‌‬
‫المسائل‌الدولية‌تقديم‌الدراسات‌للموضوعات‌المتعلقة‌بالشؤون‌االجتماعية‌و‌االقتصادية‌‪‌،‬تقديم‌توصيات‌فيما‌يتعلق‌‬
‫احترام‌حقوق‌اإلنسان‌وحريته‌األساسية‌لمزيد‌من‌المعلومات‌راجع‌‪‌:‬جمال‌عبد‌الناصر‌مانع‌‪ ،‬التنظيم الدولي ‪ ،‬النظرية‬
‫العامة و ال منظمات العالمية و اإلقليمية و المختصة‌(‌اإلسكندرية‌‪‌:‬دار‌الفكر‌الجامعي‪‌)‌9339,‬ص‌‪‌944‬وما‌بعدها‌‌‬
‫‪‌-‌2‬عدادي‌حياة‪،‬مرجع سابق‪‌‌,‬ص‌‪‌‌20‬‬

‫‪49‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬مبادئ القانون العامة التي أقرتها األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ . 4‬أحكام المحاكم و مذهب كبار المؤلفين في القانون العام وتعتبر مصدر احتياطيا لقواعد‬
‫مرعاة أحكام المادة ‪. 54‬‬
‫القانون وذالك مع ا‬

‫أما الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 31‬تشير إلى جواز الفصل في المنازعات طبقا لقواعد العدل و‬
‫‪1‬‬
‫اإلنصاف بدال من القواعد القانونية التي أشارت إليها الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪.31‬‬

‫‪‌-‌1‬عدنان‌طه‌الدوري‪, ,‬مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌،‌93-‌99‬‬


‫‌نصت‌المادة‌‪ ‌99‬من‌الميثاق‌على‌شكلية‌مجلس‌‌الوصايا‌يتألف‌من‌أعضاء‌األمم‌المتحدة‌منهم‌أعضاء‌يتولون‌إدارة‌‬
‫األقاليم‌المشمولة‌بالوصاية‌‪‌،‬األعضاء‌الدائمون‌في‌المجلس‌األمن‌‪‌،‬ال‌يتولون‌إدارة‌األقاليم‌المشمولة‌بالوصاية‌‪‌،‬عدد‌‬
‫أخر‌من‌األعضاء‌تنتخبهم‌الجمعية‌‪‌،‬للمزيد‌انظر‌مصطفى‌احمد‌فؤاد‌مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌‌431-‌430‬‬

‫‪50‬‬
‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة واستنتاجات ‪:‬‬


‫بعد التطرق إلى دراسة منظمة األمم المتحدة بالتفصيل من خالل توضيح التطور التاريخي‬
‫للمنظمة وأهم أهدافها والبنية الهيكلية المشكلة لها يتضح أن المنظمة استطاعت أن تفرض‬
‫وجودها كمنظمة عالمية من خالل جملة األهداف والمبادئ التي تبنتها في سبيل حل‬
‫المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬

‫تعتبر السياسية الخارجية الجزائرية عنصر فاعل بالنسبة لسياسة الدولة الداخلية كونها تمثل‬
‫قطاع هام من هذه األخيرة فهي تتولى مهمة تمثيل الجزائر دوليا وعالميا وابراز مكانتها على‬
‫مستوى البيئة الدولية وكذا المساهمة في تنسيق عالقتها مع الدول األولى‪.‬‬

‫وفي هذا الفصل قبل التطرق مباشرة إلى السياسة الخارجية سأخصص دراسة نظرية للسياسة‬
‫العامة ثم السياسة الخارجية بصفة عامة ‪،‬و السياسة الخارجية الجزائرية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬السياسة العامة دراسة معرفية نظرية‪.‬‬

‫يعتبر موضوع السياسة العامة من األهمية بمكان‪ ،‬باعتباره مجال حديث في علم السياسة‪،‬‬
‫فهو أداة هامة لتقويم أداء النظام السياسي وفعاليته فالسياسة العامة تهتم بدراسة كيف و لماذا‬
‫تقوم الحكومة بفعل معين و التعرف على األهداف التي تسعى لتحقيقها من وراء ذلك‪ ،‬كما‬
‫تعني بدراسة الطريقة التي تطورت فيها أساليب عمل الحكومة في طريقة اتخاذ الق اررات و‬
‫الهياكل التنظيمية و العمليات و النشاطات و بالعوامل البيئية السياسية و الثقافية و‬
‫االجتماعية واالقتصادية و ما تتضمنه من قيم و انعكاسات على نوعية السياسة المتخذة‪،‬‬
‫إلى جانب اهتمامها بالتعرف على التفاعالت بين األطراف المشاركة في العملية السياسية و‬
‫على هذا األساس سنحاول تقديم إطار نظري لعلم السياسة العامة من خالل تحديد مفهوم‬
‫السياسة العامة‪ ،‬أهم مكوناتها و خصائصها‪ ،‬أنماطها‪ ،‬وأهم مراحلها الكبرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬التعريف بالسياسة العامة وتطورها‪.‬‬

‫‪ -‬إن عملية تحديد ماهية أي مصطلح في أي حقل من العلوم االجتماعية تعتبر معضلة‬
‫رئيسية يعاني منها الباحثون في حقل العلوم السياسية و اإلدارية السيما أن هذا الحقل حديث‬
‫النشأة من الناحية العلمية و من الناحية التجريبية لذلك كانت هنالك العديد من المحاوالت‬
‫للمفكرين و السياسيين و متخذي الق ارر في تحديد مفهوم السياسة العامة لذلك قبل التطرق‬
‫إلى مفهوم السياسة العامة البد من إعطاء تعريف لكلمة سياسة‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن القول بأن السياسة " هي النشاط االجتماعي الفريد من نوعه الذي ينظم الحياة العامة‬
‫ويضمن األمن ويقيم التوازن و التوافق من خالل القوة الشرعية و السيادة بين األفراد و‬
‫الجماعات المتنافسة و المتسارعة في وحدة الحكم المستقلة على أساس عالقات القوة و الذي‬

‫‪53‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحدد أوجه المشاركة في السلطة بنسبة اإلسهام و األهمية في تحقيق الحفاظ على النظام‬
‫االجتماعي و سير المجتمع "‪.1‬‬

‫‪ -‬أما فيما يخص تحديد مفهوم السياسة العامة فيمكن عرض ما يلي‪:‬‬

‫لقد عرف هارولد السويل ‪ Harold Lasswell‬السياسة العامة بأنها ‪" :‬من يحوز على ماذا‬
‫؟ كيف ؟ متى ؟ خالل نشاطات تتعلق بتوزيع الموارد و المكاسب و القيم و المزايا المادية و‬
‫المعنوية وتقاسم الوظائف و المكانة االجتماعية بفعل ممارسة القوة أو النفوذ و التأثير بين‬
‫أفراد المجتمع من قبل المستحوذين على مصادر القوة‪".‬‬

‫أما روبرت ايستون ‪" :rebert Eston‬فيرى أنها تتجسد في العالقة بين الوحدة الحكومية و‬
‫بيئتها"‬

‫‪ -‬كما يعرفها جيمس أندرسون ‪ ":James Anderson‬بأنها برنامج عمل هادف يعقبه أداء‬
‫‪2‬‬
‫فردي أو جماعي في التصدي لمشكلة أو لمواجهة قضية أو موضوع ما"‪.‬‬

‫يعرفها خيري عبد القوي بأنها "تلك العمليات و اإلجراءات السياسية و الغير سياسية التي‬
‫تتخذها الحكومة بقصد الوصول إلى اتفاق على تعريف المشكلة و التعرف على بدائل حلها‬
‫و أسس المفاضلة بينها تمهيدا الختيار البديل يقترح إق ارره في شكل سياسة عامة ملزمة‬
‫‪3‬‬
‫تنطوي على حل مرضي للمشكلة "‪.‬‬

‫‪ -‬ويعرفها ايراشاركنسكي ‪ ": irasharkamsky‬السياسة العامة هي ما يحدث ألفراد المجتمع‬


‫‪4‬‬
‫نتيجة أفعال الحكومة"‪.‬‬

‫‪ ‌1‬عبد‌الوهاب‌الكيالي‪‌،‬الموسوعة السياسة‪‌،‬ج‪‌،0‬ط‪‌(‌9‬عمان‪‌:‬المؤسسة‌العربية‌للدراسات‌و‌النشر‌‪‌,)4990‬ص‪‌.039‬‬
‫‪‌2‬جيمس‌أندرسون‪‌،‬صنع السياسات العامة‪‌،‬ترجمة‌عامر‌الكبيسي‪‌(‌،‬عمان‪‌:‬دار‌المسيرة‌‪‌،)4999‬ص‪‌ .42‬‬
‫‪‌9‬ثامر‌كامل‌محمد‌الخزرجى‪‌،‬النظم السياسية الحديثة و السياسة العامة‌‪،‬ط‪(‌،4‬عمان‪‌:‬دار‌مجدالوي‌للنشر‌و‌‬
‫التوزيع‪‌،)9331،‬ص‌‪‌.‌99‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Irashar kamskyM ; public administration policy. Making in government‬‬
‫‪‌agencies 3rd.ed (chikago,rand Mc Nally 1975 ) p 4‬‬

‫‪54‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعرفها ماكيني وهوارد ‪" : jb mackinneyet L.c howard‬السياسة العامة هي اتجاه‬


‫العمل للحكومة لفترة زمنية مستقلة بحيث يكون لها مبرراتها و هذا يعني أن السياسة العامة‬
‫هي تعيير عن التوجه السلطوي أو القهري لموارد الدولة و أداة ذلك التوجه هي الحكومة"‪.‬‬

‫‪ -‬وعرفها أحمد رشيد على أنها‪":‬عملية تكوين تتضمن قيما و مبادئ تتعلق بتصرفات‬
‫مستقبلية‪ ،‬إن السياسة في جوهرها ال تزيد عن مجرد اختيار يرشح و يبرر و يرشد أو يحدد‬
‫‪1‬‬
‫تصرفا معينا‪ ،‬قائما أو محتمال فالسياسة إنما تحدد إطار يلتزم به متخذ القرار"‪.‬‬

‫‪ -‬ويعرفها ديبونيك رباردز ‪" : M dubnick et B bardes‬هي تعبير أو مؤشر لقصد أو‬
‫عزم موجهة ألفعال تتضمن القيم المجتمعية و تحدد األولويات و العالقات بين الحكومة و‬
‫‪2‬‬
‫المجتمع" ‪.‬‬

‫‪ -‬أما روبرت سايمونز ‪" : Robert H.Simons‬هي منهج عمل هادف يقصد إتباعه في‬
‫التعامل مع مشكلة مجتمعية ما"‪.‬‬

‫‪ -‬عرفها فهمي خليفة الفهداوي ‪" :‬هي تلك المنظومة الفاعلة التي تتفاعل مع محيطها و‬
‫المتغيرات ذات العالقة من خالل استجابتها الحيوية بالشكل الذي يعبر عن نشاط مؤسسات‬
‫الحكومة الرسمية و سلطتها المنعكسة في البيئة االجتماعية المحيطة بها عبر األهداف و‬
‫البرامج و السلوكيات المنتظمة في حل القضايا و مواجهة المشكالت القائمة و المستقبلية و‬
‫التحسب لكل ما ينعكس عنها و تحديد الوسائل و الموارد البشرية و الفنية الالزمة و تهيئتها‬
‫كمنطلقات نظامية هامة ألغراض التنفيذ و الممارسة التطبيقية و متابعتها و تطويرها و‬
‫‪3‬‬
‫تقويمها لما يجسد تحقيقا ملموسا للمصلحة العامة في المجتمع‪.‬‬

‫‌احمد‌رشيد‪‌,‬نظرية اإلدارة العامة‪ :‬السياسة العامة والجهاز اإلداري‪‌،‬ط‌‪(‌1‬القاهرة‪‌‌:‬دار‌المعارف‌‪‌،)4993‬ص‌‪‌1 92‬‬


‫‪2‬‬
‫‪M Dubnick and B. bardes: thinking about public policy: A problem solving‬‬
‫‪approach (New York, hohn wiley and sous inc 1983) p 8.‬‬
‫‪‌3‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪ ‌،‬السياسة العربية منظور كلي في البنية و التحليل‪‌،‬ط‪(،‌4‬عمان‪‌:‬دار‌المسيرة‌‪‌،)9334‬ص‌‪‌‌.09‬‬

‫‪55‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬على ضوء ما تقدم فالسياسة العامة هي وسيلة لتحقيق أهداف النظام السياسي و غاياته و‬
‫‪1‬‬
‫هي تعكس توازنات القوى السياسية الفاعلة و المؤثرة في النظام السياسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحل تطور السياسة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬مرت السياسة العامة كحقل علمي شغل السياسيين و اإلداريين و القادة و الخبراء‬
‫األكاديميين بثالث مراحل متتالية و هي كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة ما قبل الحرب العالمية األولى ‪:‬‬

‫‪-‬إن كتابات الفالسفة والمفكرين السياسيين األوائل و ما أنتجته تؤكد أن أدبيات الفكر‬
‫السياسي التقليدي قد اهتمت بنظم الحكم منصبة على التكوين المؤسسي للدولة و تحليل‬
‫المبررات الفلسفية و السياسية لسلطات الحكومة‪ ،‬نتيجة لذلك ركزت دراستهم على اإلطار‬
‫الدستوري للدولة و مهام المؤسسات الدستورية الثالث ‪ :‬التشريعية‪ ،‬التنفيذية و القضائية وما‬
‫يتصل بكل منها من صالحيات أو من تنظيم لمبادئ و قواعد فصل السلطات و تحديد‬
‫العالقات المؤسسة الحكومية‪ 2‬ومن ثم فإن الفكر السياسي التقليدي انتصرت جهوده على‬
‫السياسة ذاتها فبقية وصفية ظاهرية لم تتعمق في تناول المؤسسات و القطاعات الحكومية‬
‫كما لم تعمد إلى فهم و تحليل السلوك السياسي و العمليات المصاحبة لصنع السياسة‬
‫فأغفلت ترتيب العالقات العامة و االتصاالت القائمة بين المؤسسات وهذا ما ترتب عنه إبقاء‬
‫محتوى السياسة العامة بعيدا البحث و التمحيص و أن الجهد الوصفي بقي محدودا‬
‫وسطحيا‪.‬‬

‫‪‌1‬حسين‌توفيق‌إبراهيم‪‌،‬النظم السياسية العربية‪ :‬االتجاهات الحديثة في دراستها‪‌،‬ط‪(‌،4‬بيروت‪‌:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌‬


‫العربية‌‪‌)‌9332‬ص‌‪‌.991‬‬
‫‪‌2‬حسن‌ابشر‌الطيب‪ ‌"،‬المحاور النظرية و التجريبية لعلم السياسة العامة"‌‪‌,‬مجلة‌اإلداري‌العدد‌‪‌29‬مسقط‪‌:‬معهد‌‬
‫اإلدارة‌العامة‌‪2‬مارس‌‪‌،4990‬ص‌ص‪‌401-400‬‬

‫‪56‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬مرحلة مابين الحربين العالميتين األولى و الثانية ‪:‬‬

‫شهدت ظهور المدرسة السلوكية التي أدت إلى انتقال االهتمام من وصف المؤسسات‬
‫الدستورية إلى التركيز بما يتم في هذه المؤسسات من عمليات و أنماط للسلوك‪ ،‬فقد برز‬
‫التوجه السلوكي لعلم السياسة الحديث الذي انصب اهتمامه على سلوكيات أعمال الحكومة و‬
‫تحليلها و دراسة القواعد النفسية و االجتماعية لسلوك األفراد والجماعات و دراسة محددات‬
‫التصويب في االنتخابات و النشاطات السياسية األخرى و وظائف الجماعات للمصلحة و‬
‫األحزاب السياسية و السلوك التصارعي بين السلطات الثالث وقد اعتمد هذا المدخل على‬
‫آلية واضحة لوصف عمليات السياسية العامة و التركيز على وصف واضح لمضمون‬
‫السياسة العامة من خالل تحليل اثر القوى السياسية و االقتصادية و االجتماعية فضال عن‬
‫تقويم نتائج السياسات العامة على المجتمع‪.‬‬

‫مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ‪:‬‬

‫تبلور مفهوم السياسة العامة من حيث كيفية تحليلها و التبصر في أهدافها و التجديد‬
‫ألساليب تنفيذها كناتج للدور المتزايد للدول في مختلف شؤون المجتمع‪ ،‬حيث شهدت هذه‬
‫الفترة انحسا ار لفلسفة النظام االقتصادي الحر كما اتسمت باألطروحات التي تنادي بأهمية‬
‫تدخل الدولة كمحرك رئيس للنشاط االقتصادي‪ ،‬و تعاظم دور الدولة مما جعلها السلطة‬
‫المنسقة لكافة الوظائف السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية في بعض الحاالت ‪.‬‬

‫‪ -‬و اكتسب علم السياسة العامة معناه االصطالحي في مطلع الخمسينيات على يد عالم‬
‫االقتصاد السياسي هارولد السويل الذي تناول في كتابه من ؟ يحصل على ماذا؟ متى؟ و‬
‫كيف ؟ جوهر العمليات التبادلية والتوزيعية المتضمنة في رسم السياسات العامة و تنفيذها و‬

‫‪57‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كتابه مع دانيال ليرنر عام ‪ 1451‬تحت عنوان – علوم السياسة – التطورات المعاصرة في‬
‫الهدف و األسلوب ‪ 1‬الذي تطرق فيه إلى اإلطار التحليلي للسياسة العامة ‪.‬‬

‫‪ -‬و لقد ارتبط مفهوم السياسة العامة و عملية تحليلها ضمن هذا التحول الذي طرحه‬
‫السويل بالعلوم السياسية بينما سبق وبما يختص بنظام الحكم في أمريكا خاصة بعد ظهور‬
‫المدرسة السلوكية حصريا‪ ،‬و تزايد االهتمام بدراسة منهج تحليل النظم الذي يحول من‬
‫االهتمام بالدولة إلى األبعا د المتعددة التي تشكل حقيقة اجتماعية و نتيجة هذا التحول‬
‫‪2‬‬
‫أصبحت الجماعات و القوى االجتماعية ركيزة البحث و االهتمام‪.‬‬

‫‪ -‬و مع بداية السبعينات زاد االهتمام بتحليل مخرجات النظام السياسي بسبب تفاقم‬
‫المشكالت االجتماعية بين السود و البيض في الواليات المتحدة األمريكية و تورط أمريكا في‬
‫حرب الفيتنام حيث ظهرت الحاجة داخل مؤسسات الحكومة إلى تحليل المشكالت و محاولة‬
‫صياغة السياسات لمعالجتها‪ 3،‬احتلت دراسات تحليل السياسات أهمية كبر داخل مراكز‬
‫المعلومات و البحوث بدءا من مؤسسة )‪ (Rand coporation‬مرو ار بمعهد بروكيتز‬
‫)‪ (Brokitz‬ومركز دراسات الشرق األدنى وحتى و ازرتي الخارجية و الدفاع ولجان الكونغرس‬
‫وكثي ار ما قام محللو السياسات في هذه المراكز بصياغة سياسات و مواقف الواليات المتحدة‬
‫األمريكية تجاه العديد من القضايا في الثمانينات حيث كان التركيز على مشكالت التضخم و‬
‫البطالة و اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪-‬وهكذا انتقل حقل السياسة العامة من الوصف إلى التحليل إلى أن صار محل الدراسة‬
‫للمقارنة في أواخر السبعينات بين مختلف الدول و النظم السياسية و يمكن إرجاع هذا‬

‫االهتمام المتزايد بهذا الفرع إلى مجموعة من العوامل ‪:‬‬

‫‪‌1‬بارة‌سمير‪‌،‬السياسات‌العامة‌‪‌:‬دراسة في المفاهيم و الفواعل‪ ،‬قسم العلوم السياسية‌جامعة‌قاصدي‌مرباح‌‪‌،‬ورقلة‪‌.‬‬


‫‪‌2‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌99‬‬
‫‪‌3‬سلوى‌الشعراوي‌جمعة‌و‌آخرون‌‪‌،‬تحليل السياسات العامة في الوطن العربي‌(القاهرة‪‌:‬مركز‌دراسات‌و‌استشارات‌‬
‫اإلدارة‌العامة‪‌)9331‬ص‪‌99‬‬

‫‪58‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 1‬االعتماد على الحساب اآللي في تحليل البيانات مع التركيز على الجوانب القابلة‬
‫للقياس الكمي‬

‫‪ - 2‬تركيز التيار السلوكي في السياسة المقارنة على جانب المدخالت مع إهماله لجانب‬
‫المخرجات‬

‫‪ – 3‬تزايد دور الحكومة في الحياة المجتمعية و في كافة القطاعات على مستوى كل دول‬
‫‪1‬‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪ -‬وخالل التسعينات وم ا بعده حتى القرن الحادي و العشرون و ما أحدثته من تغيرات على‬
‫دور الدولة و ارتفاع مستويات التفاعل بين مؤسسات القطاع الخاص و العام و تزايد دور‬
‫المنظمات الدولية و الغير حكومية في صياغة أولويات السياسة العامة و تحديد مساراتها‬
‫خاصة عند التغير في مفهوم السيادة و التسارع المعلوماتي و االتصالي الذي منح للمنظمات‬
‫الدولية الغير الحكومية القدرة السريعة على التدخل في السياسة العامة الداخلية للدول ومن ثم‬
‫‪2‬‬
‫التأثير في مضامين هذه السياسات‪.‬‬

‫‪ -‬هذا كله أسهم في بلورة االتجاهات الحديثة التي ترى أن السياسات العامة ما هي إال‬
‫محصلة للتفاعالت الرسمية و الغير رسمية بين عدد من الفاعلين على المستوى المحلي و‬
‫المركزي و أن السياسات العامة في صوء ذلك تعبر عن إرادة الفاعلين الذين هم عادة ما‬
‫يكونون أعضاء في شبكة منظمة تدعى حاليا باسم شبكة السياسة ‪policy network‬‬

‫‌‪1‬زاهي‌البشير‌المغيربي‪ ،‬قراءات في السياسات المقارنة‌(‌بنغازي‌‪‌:‬منشورات‌جامعة‌قاريونس‌د‪.‬ت‌)‪‌،‬ص‌‪‌.919‬‬


‫‪‌2‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌.04‬‬

‫‪59‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص السياسة العامة‪ ،‬مكوناتها و أنماطها‬

‫أوال ‪ :‬خصائص السياسة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنها نشاطات هادفة تتوجه نحو أهداف معينة بدال من سلوك عشوائي‬

‫‪ -2‬تحتوي على أسلوب معين من اإلجراءات الحكومية التي ينفذها أشخاص رسميون فهي‬
‫تمثل ما تقوم الحكومات فعال بتطبيقه مثل القضاء على مشكلة البطالة‬

‫‪ -3‬أن السياسة العامة تكون ايجابية أو سلبية فهي ايجابية عندما تكون إجراءات محددة‬
‫لتأثير على مشكلة معينة و سلبية عندما تكون ق ار ار صاد ار من الجهات الحكومية ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن السياسة العامة تستند إلى قانون و لها سلطة التنفيذ ‪.‬‬

‫‪ -5‬ذات طا بع مجتمعي شمولي أي أن السياسة العامة عند قرارها يتم تطبيقها بشكل شامل‬
‫على كل األفراد الذين تخدمهم دون تمييز ‪.‬‬

‫‪ -6‬تتميز باالستم اررية و التجدد بحيث تستمر بالقدر الذي يمكن من تحقيق التغيير‬
‫المطلوب و التجدد بمعنى التكيف و استيعاب المتغيرات الظرفية و القدرة على اإلفادة من‬
‫‪1‬‬
‫التغذية اإلسترجاعية أثناء مراحل التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكونات السياسة العامة‪:‬‬

‫‪/1‬المطالب السياسية‪ :‬تمثل حاجات األفراد و المجتمع و تفضيال تهم المتنوعة و توجه إلى‬
‫النظام السياسي في صورة مطالب تستدعي استجابة السلطات لها ‪ ،‬و تعمل األبنية و‬
‫التنظيمات الموجودة على تنظيم حجم و تعدد هذه المطالب‪ ،‬فهي تشمل كل ما يطرح على‬
‫‪2‬‬
‫المسئولين سواء من األهالي أو من الرسميين الفاعلين في النظام السياسي‪.‬‬

‫‪‌1‬موفق‌حديد‌محمد‪‌،‬اإلدارة‌العامة‪‌:‬هي كلة األجهزة و صنع السياسات و تنفيذ البرامج الحكومية‪‌،‬ط‌‪(‌ 4‬عمان‪‌:‬دار‌‬


‫الشروق‌للنشر‌و‌التوزيع‌‪‌)‌9333‬ص‌‪‌449‬‬
‫‪‌2‬جيمس‌اندرسون‪‌،‬مرجع سابق ص‌‪‌49‬‬

‫‪60‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /2‬القرارات السياسية‪ :‬هي ما يصدره المسئولون الحكوميون المخولون قانونيا من األوامر و‬


‫‪1‬‬
‫و تشمل األطر التشريعية التي تتخذ‬ ‫التوجيهات المعبرة عن محتويات السياسة العامة‬
‫صيغة القوانين أو إصدار األوامر أو وضع القواعد التنظيمية الموجهة ألعمال اإلدارة‪،‬‬
‫وتقديم التفسيرات اإلجرائية للعملية القضائية حيال تطبيق القوانين‬

‫إعالن محتويات السياسة ‪ :‬و هو التفسير الرسمي لمضمون السياسة العامة و الذي يشمل‬
‫القوانين التشريعية واألوامر التنفيذية و الدساتير و القواعد و التنظيمات اإلدارية‪ ،‬أقوال‬
‫الموظفين الرسميين المعبرة عن اتجاهات الحكومة و ما تنوي القيام به وقد يكون وصف‬
‫مضمون السياسة غامض‪ ،‬كما قد يحصل التناقض عند شرحها أو شرح مضمونها في‬
‫المستويات المختلفة‪.‬‬

‫مخرجات السياسة‪ :‬هي مجموعة األفعال و الق اررات الملزمة و الداعية التي يخرجها النظام‬
‫السياسي أي استجابته للمطالب الفعلية التي ترد إليه من بيئته أي أنها االنعكاسات‬
‫ا لمحسومة الناتجة عن السياسة العامة في ضوء ق اررات السياسة و التصريحات التي يلتمسها‬
‫‪2‬‬
‫المواطنون عن األعمال الحكومية‪.‬‬

‫العوائد أو آثار السياسة ‪ :‬و تمثل الفوائد أو النتائج التي يتلقاها المجتمع من تطبيق السياسة‬
‫العامة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة حيث لكل سياسة تم تنفيذها أثار معينة و‬
‫‪3‬‬
‫الناتج من اتخاذ أو عدم اتخاذ إجراءات محددة من قبل الحكومة‪.‬‬

‫‪‌1‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪ ،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌‌.14‬‬


‫‪‌2‬جيمس‌أندرسون‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌.‌449‬‬
‫‪‌3‬موفق‌حديد‌محمد‪ ،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‌‪‌449‬‬

‫‪61‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬أنماط السياسة العامة ‪:‬‬

‫‪ -‬إن السياسة العامة يمكن تصنيفها في ضوء ثالثة أنماط رئيسية ‪:‬‬

‫‪ -1‬التصنيف في إطار األهداف الكلية للدولة‪ :‬ينبني على اآلثار المباشرة للسياسات في‬
‫مجمل التوجهات المتصلة ببناء الدولة و تحقيق النمو و التجديد الحضاري فيها وهي تتمثل‬
‫في ثالثة أنواع ‪:‬‬

‫أ‪ /‬السياسات الخاصة بالبقاء و تحديد الهويات الحضارية ‪:‬‬

‫وهي السياسات الهادفة إلى تأمين سيادة الدولة و تحديد هويتها و تأكيد استقاللها و أمنها‬
‫القومي و تشمل‪ :‬الدفاع‪ ،‬السياسة الخارجية‪ ،‬االقتصاد القومي‪ ،‬وما يتصل بهذه السلبيات‪.‬‬

‫ب‪ /‬السياسات الخاصة باستمرارية النمو و االستثمار التنموي‪:‬‬

‫‪ -‬تهدف هذه السياسات بشكل أساسي لرفع كفاءة الخدمات و توسيع أساليب اإلفادة منها و‬
‫منها السياسات الخاصة بالتعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬النقل‪ ،‬المواصالت‪ ،‬الصناعة أما السياسات العامة‬
‫‪1‬‬
‫و اإلمكانات‬ ‫المعنية باالستثمار التنموي فهي تهدف لترشيد و تعظيم اإلفادة من الموارد‬
‫إلشباع حاجات مجتمعية متوقعة في المستقبل لذا فإن السياسات العامة ذات الوجهة‬
‫االستثمارية التنموية قد تكون ‪:‬‬

‫‪ -1‬امتداد طويل المدى لسياسات ماثلة حاليا‪،‬كما يحدث في خطط التنمية الخمسية و‬
‫العشرية‬

‫‪ -2‬استشرافا لمجاالت جديدة في االستثمار و التنمية لتعزيز إمكانات المستقبل بهدف‬


‫التحسب لتلبية حاجات األجيال القادمة‬

‫‪‌1‬حسن‌ابشر‌الطيب‪‌،‬الدولة العصرية دولة مؤسسات‪(‌،‬القاهرة‪‌:‬الدار‌الثقافية‌للنشر‪،)9333‌،‬ص‌ص‌‪‌‌13-09‬‬

‫‪62‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬محاولة الستباق التغير المتسارع بابتكار مستقبليات بديلة ووضع البنيات األساسية لها‬
‫وفقا لإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫ج‪ /‬السياسات الخاصة باستكشاف المحددات المستقبلية‪:‬‬

‫‪ -‬و هي تهدف الستقراء و تحديد نوعية المحددات المتوقعة في المستقبل و الشروع في‬
‫تحديد المعالجة العملية لها مثل‪ :‬البدائل الممكنة للطاقة‪ ،‬تحديد و اختيار البدائل الممكنة‬
‫لتعظيم اإلفادة من بقعة األرض التي تمثل إقليم الدولة‪ ،‬استكشاف أثار الصناعات المتعددة‬
‫على البيئة حاض ار و مستقبال و تدبير الحلول للحد من اآلثار السلبية‬

‫‪ -2‬التصنيف في ضوء القطاعات المهنية أو الفنية‪:‬‬

‫إن السياسة العامة في ضوء هذا التصنيف تهدف إلى ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬تأمين سيادة الدولة و الحفاظ على هويتها‬

‫ب‪ /‬الوفاء بالحاجات األساسية المادية و المعنوية للمواطنين‬

‫ج‪ /‬إرساء دعائم التنمية الذاتية المستمرة‬

‫د‪ /‬الحفاظ على التوازن البيئي‪.‬‬

‫‪ -‬إن السياسة العامة في ضوء قطاعاتها المهنية أو الفنية تهدف إلى تأمين ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -0‬السياسة الخارجية‪:‬‬

‫تتكون من عناصر ارتكازية تؤمن سيادة الدولة وتبرز هويتها مثال سياسة عدم االنحياز‬

‫‪ -2‬التعليم ‪ :‬يمثل حاجة أساسية للمجتمع فهو هدف التنمية و وسيلتها الرئيسية‬

‫‪63‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬الصحة ‪ :‬تمثل حاجة أساسية للمجتمع بما تتضمنه من إزالة المرض و تشمل السياسة‬
‫العامة في هذا المجال‪ :‬توافر الخدمات الوقائية‪ ،‬حرص الحصول عليها مجانا أو برسوم‬
‫‪1‬‬
‫رمزية‬

‫‪ -9‬القوى العاملة‪ :‬بمعنى توسيع فرص العمل للمواطن‬

‫‪ -1‬األمن الداخلي‪ :‬إن السياسة العامة المتصلة باألمن الداخلي تهدف إلى تنمية نظم‬
‫استتباب األمن في المجتمع‪.‬‬

‫‪-2‬اإلسكان‪ :‬تهدف السياسات اإلسكانية إلى توفير االحتياجات السكنية وما يتصل بها من‬
‫خدمات ضرورية‪.‬‬

‫‪ -7‬النقل و االتصال‪ :‬هي سياسة هادفة لتوفير خدمات النقل و االتصال التي يحتاجها‬
‫الناس‬

‫ثالثا‪ :‬التصنيف الوضيفي للسياسة العامة ‪.‬‬

‫‪ -0‬سياسات الضبط و التنظيم ‪ :‬تهدف إلى ضبط و تعديل سلوك األفراد و الجماعات‬
‫وايجاد حلول ألوجه النزاع وفق نظم نابعة من القيم و لمعتقدات و تعنى هذه السياسات‬
‫بالعديد من العناصر االجتماعية و االقتصادية و األمنية و الثقافية منها على سبيل المثال‬
‫حماية األفراد و الممتلكات من اعتداء الغير ‪.‬‬

‫‪ -2‬سياسات التوزيع و إعادة التوزيع‪:‬‬

‫تهدف سياسات التوزيع إلى تخصيص الثروة و الخدمات على األفراد و الجماعات و يعتمد‬
‫مستوى كفاءة و فعالية األداء التوزيعي لنظام الحكم على اعتبارين‪ :‬أولهما كمية القيم‬
‫الموزعة وثانيهما‪ :‬نطاق المستفيدين من التوزيع و تعنى سياسة التوزيع في المقام األول‬

‫‪‌1‬المرجع نفسه ‪,‬ص‌ص‪‌11-19‬‬

‫‪64‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالخدمات األساسية كالتعليم و الصحة‪ ،‬أما سياسات إعادة التوزيع فهي تعنى تفضيال‬
‫لتحقيق مزايا مادية إلحدى الجماعات حتى و لو قاد ذلك إلى وقوع أضرار مادية على‬
‫الجماعات األخرى مثل سياسة اإلصالح الزراعي‪ ،‬التأميم‪.‬‬

‫‪ /2‬السياسات االستخراجية‪:‬‬

‫‪ -‬تكون عادة في شكل ضرائب أو رسوم تهدف إلى توفير إرادات عامة يستلزمها اإلنفاق‬
‫العام أو إعادة توزيع الدخل الغرض منها تحقيق النفع العام‪.‬‬

‫تعتمد السياسات االستخراجية على الضرائب المباشرة التي يدفعها الفرد إلى الخزانة العامة‬
‫مثل ضريبة الدخل وعلى ضرائب غير مباشرة تفرض على السلع و الخدمات مثل ضرائب‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ /9‬السياسات الرمزية‪:‬‬

‫هي سياسات هادفة إلذكاء الوجدان الوطني و تأصيل الوعي بالهوية الحضارية و تنمية‬
‫شعور األفراد و الجماعات باالنتماء و المواطنة المسؤولة و من هذه السياسات االهتمام‬
‫‪1‬‬
‫باآلثار و إنشاء المتاحف‬

‫‪1‬المرجع نفسه ‪‌،‬ص‌ص‪‌29-13‬‬

‫‪65‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المراحل الكبرى للسياسة العامة ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحليل السياسة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬يرى توماس داي أن تحليل السياسة العامة هو معرفة ماذا تفعل الحكومة ؟ ولماذا تفعل‬
‫ذلك ؟ و ما هي الفروق و المتغيرات التي تحدثها أفعالها‪.‬‬

‫‪ -‬أما السيد ياسي ن فيعرفها على أنها ذلك الجهد الهادف إلى توضيح اآلثار التي يمكن أن‬
‫‪1‬‬
‫تترتب عن اختيار حل واحد أو وحدة حلول سواء تم ذلك بطريقة قبلية أو بعدية‪.‬‬

‫‪-‬وعليه فان تحليل السياسة العامة تتضمن مجموعة االختصاصات الشاملة حيث تحدد هذه‬
‫االختصاصات المنهجية التي يهدف إليها تحليل السياسة العامة و التي ترتكز على الجوانب‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬دراسة و تفسير العملية السلوكية للسياسة العامة‪.‬‬

‫ب‪ /‬البحث في أسباب السياسة العامة القائمة و نتائجها‪.‬‬

‫تنسيق التركيز المعرفي و العلمي لتطوير نظريات و اختيار فروض وافية في السياسة‬
‫العامة‪.‬‬

‫أما من حيث نطاق الدراسة و التحليل فإن تحليل السياسة العامة تتضمن دراسة عملية‬
‫‪2‬‬
‫السياسة العامة المتعلقة بتحسين عملها و من ثم إثبات شرعية أو صحة السياسة العامة‪.‬‬

‫الخطوات المنهجية لتحليل السياسة العامة ‪:‬‬

‫‪ -0‬تعريف المشكلة محل البحث‪ :‬التعرف على طبيعة المشكلة و الظروف التي أدت إليها‬

‫يحدد لنا بيتردوكر ثالث إجراءات لكيفية تعامل المحلل في السياسة العامة مع المشكلة‬

‫‪‌1‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌92‬‬
‫‪‌2‬المرجع نفسه‌ص‌‪‌99‬‬

‫‪66‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬من حيث تصنيف المشكلة‪ :‬من خالل توصيفها عن طريق أسبابها‪ ،‬مكانها‪ ،‬حدودها‪،‬‬
‫طرح تساؤالت حولها‪ ،‬طبيعتها‪ ،‬العناصر المؤثرة في تكوين المشكلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعرف على المشكلة‪ :‬أي تحديدها و منحاها‪ ،‬تفسيرات عن الحقائق التي تدور حولها‬

‫ج‪ -‬تحديد الجواب على المشكلة‪ :‬تحديد المعايير الواضحة و الخاصة بما يجب على متخذ‬
‫القرار أن ينجزه‬

‫‪ -2‬جمع البيانات و المعلومات حول المشكلة‪ :‬توفير المعلومات يؤدي إلى الكشف عن‬
‫هوية المشكالت‬

‫‪ -2‬وضع البدائل الممكنة‪ :‬وضع حلول و مقترحات أولية مبنية على المعلومات المقدمة من‬
‫‪1‬‬
‫المرحلة السابقة في سبيل حل المشكلة‪.‬‬

‫‪ -9‬اختيار البديل األفضل‪ :‬يعتبر البديل األفضل أكثر البدائل نجاعة في حل المشكلة ومن‬
‫أهم معايير المفاضلة بين البدائل‪:‬‬

‫‪ -‬تكلفة البديل المترتبة عندما يتم تنفيذه‬

‫‪-‬قدرة البديل على استغالل الموارد المتاحة‬

‫‪ -‬نوعية المعالجة المقدمة للمشكلة‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬درجة المخاطر المتوقعة عن البديل في حالة تحقيقه للهدف المرجو‬

‫‪ -1‬اختبار البديل المختار‪ :‬معناه إخضاع البديل إلى التجريب للتأكد من سالمة االختيار‪.‬‬

‫‪‌1‬حسن‌ابشر‌الطيب‪‌"،‬تحليل السياسة العامة"‪‌،‬مجلة‌اإلداري‪‌،‬العدد‌‪‌23‬مسقط‪‌،‬معهد‌اإلدارة‌العامة‪‌،‬مارس‌‪‌4991‬‬


‫ص‌‪‌‌.93‬‬
‫‪‌‌2‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪‌،‬مرجع سابق‌‪,‬ص‪‌‌430‬‬

‫‪67‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬التنفيذ الفعلي للبديل ‪ :‬يتطلب بعض اإلجراءات منها اختيار الوقت المناسب إلعالن‬
‫البديل تهيئة البيئة الداخلية المعنية بتنفيذ القرار‪ ،‬تهيئة البيئة الخارجية الرأي العام لضمان‬
‫حسن التجاوب‬

‫‪ -7‬المتابعة و رقابة التنفيذ‪ :‬تعني مالحقة التنفيذ و تحديد درجات النجاح أو الفشل‪.‬‬

‫‪ -1‬ت قويم النتائج و اآلثار التقويم الموضوعي للنتائج و اآلثار الفعلية عن تنفيذ ذلك البديل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صنع السياسة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬تعرف عملية صنع السياسة العامة على أنها العملية التي تترجم عبرها الحكومات رؤيتها‬
‫إلى برامج و أفعال و تقديم العوائد و أحداث التغيير المرغوب‪.‬‬

‫‪ -‬يلخص جيمس اندرسون مراحل صنع السياسات العامة بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬مناقشة المشكالت العامة و تشخيص أثارها و األطراف المعنية بها ‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد أجندة السياسات العامة وفقا ألولوية المشكالت المبحوثة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجابة عن التساؤالت المتعلقة ببدائل السياسات العامة المتاحة للقوى الفاعلة‬

‫‪ -‬إخضاع البدائل المطروحة للبحث و المشاركة ثم المساومة لكسب االتفاق و التأييد ‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان الغالبية في السلطة التشريعية على مسودة السياسة العامة المقترحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الصياغة النهائية و التصويت لإلقرار و اإلعالن‪.‬‬

‫‪‌1‬جيمس‌أندرسون‪‌،‬مرجع سابق‌‪,‬ص‌ص‌‪‌93-99‬‬

‫‪68‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجهات الصانعة للسياسة العامة‪.‬‬

‫‪ /0‬صناع السياسة العامة الرسميون‪:‬‬

‫السلطة التشريعية‪ :‬تقوم السلطة التشريعية بوظيفة التشريع كونها مخول لها دستوريا صياغة‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬لها سلطة التعديل أو إلغاء لبعض المشاريع التي تعهدها لها الحكومة‪.‬‬

‫السلطة التنفيذية‪ :‬تلعب دو ار في إعداد و تنفيذ السياسة العامة‪ ،‬وتكون الحكومة من‬
‫المسئولين السياسيين و في مقدمتهم مجلس الوزراء المختصين باعتبارهم مسئولين دستوريا‬
‫‪1‬‬
‫عن صنع السياسة العامة و كذلك الو ازرات و اللجان التي يشكلها رئيس الحكومة أو الوزراء‬

‫إن السلطة التنفيذية تعد مركز الدائرة في كل عمليات صنع السياسة العامة من إعداد و تنفيذ‬
‫و تقويم‬

‫السلطة القضائية‪:‬‬

‫تلعب المحاكم دو ار في تغيير السياسة العامة من خالل مراجعة النصوص أو تعديلها سواء‬
‫تعلق بمضمون السياسة العامة أو تطبيقها و تكتسب المحاكم هذا الدور من خالل سلطتها‬
‫القضائية‬

‫األجهزة اإلدارية‪ :‬هي تلك المنظمات اإلدارية و اإلدارات الحكومية و البيروقراطية التي تضم‬
‫عددا من الموظفين الذين يمتلكون مهارات و خبرات‪ ،‬فاألجهزة اإلدارية ترتبط بتنفيذ السياسة‬
‫العامة كما لها دور في إعداد السياسة العامة حيث أن معظم التشريعات ال يمكن تطبيقها إال‬
‫من خالل قيام المسئولين اإلداريين بوضع لوائح تفصيلية و توضيحية لتشريعات السياسة‬
‫العامة فاألجهزة اإلدارية تعمل على المشاركة في تطوير السياسة العامة بالشكل الذي يؤكد‬
‫‪2‬‬
‫صحة وجهة النظر التي تقول أن ̋ السياسة تقع تحت رحمة اإلداريين ̏‬

‫‪‌1‬ثامر‌كامل‌محمد‌الخجزرجي‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌439‬‬
‫‪‌2‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪ ،‬مرجع سابق‌ص‪‌949‬‬

‫‪69‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /2‬صناع السياسة العامة الغير رسميين‪:‬‬

‫‪ – 0‬الجماعات الضاغطة‪ :‬تساهم هذه الجماعات في بلورة المطالب و تجميعها و إيصالها‬


‫و طرح البدائل للسياسة العامة المتعلقة بها فهي جماعات تمارس نوع من الضغط السياسي‬
‫على صناع السياسة العامة الرسميون من خالل قوتها التأثيرية على ق اررات الحكومة و تعتبر‬
‫حلقة وص ل بين الحكومة و المواطنين باعتبارها الوسيلة الهامة في االتصال مع صانعي‬
‫السياسات و عرض مطالبهم الى الجهات المسؤولية و طرحها كبدائل للسياسة العامة‬

‫‪ -2‬األحزاب السياسية‪:‬‬

‫‪ -‬لألحزاب السياسية في مجال السياسة العامة دور مؤثر من حيث لها والءات ضمن شرائح‬
‫المجتمع و فئاته باعتبارها تقوم على التعبير على اهتمامات الناس و مطالبهم و العمل على‬
‫تحقيقها من قبل الحكومة بفعل الضغط الذي تمارسه األحزاب على صناع السياسة العامة‬
‫الرسميون باإلضافة إلى نقل سياسات و ق اررات الحكومة إلى الناس‪ ،‬فاألحزاب السياسية‬
‫سواء كانت في المعارضة فهي تتابع مراقبة نشاطات السلطة وتنفذها و تحللها و بالمقابل‬
‫‪1‬‬
‫فإن أحزاب السلطة تقوم بشرح سياسة الحكومة و مواقفها‬

‫‪ -2‬الرأي العام ‪:‬‬

‫عالقة السياسة العامة بالرأي العام عالقة دائرية فالرأي العام يؤثر في السياسة العامة و‬
‫العكس و هذه العالقة تختلف حسب النظام السياسي السائد‪ ،‬و يرى ألموند أن الرأي العام‬
‫يشارك في السياسة العامة عن طريق وضع معايير للسياسة تتخذ شكل قيم و توقعات عامة‬
‫أما السياسات فهي من صنع جماعات خاصة‪ ،‬فنجد في بعض الدول أن الرأي العام يقوم‬
‫بتعيين األهداف األساسية للسياسة العامة في الدولة و اختيار المسئولين الذين يتولون تسيير‬
‫البالد و يتضح أيضا تأثير الرأي العام فيما بعد عملية صنع السياسات بتعامله مع مخرجات‬

‫‪‌1‬وصال‌نجيب‌العزاوي‪‌،‬مبادئ السياسة العامة‪(‌،‬عمان‪‌:‬دار‌أسامة‌للنشر‌و‌التوزيع‌‪‌،)‌9330‬ص‪‌20‬‬

‫‪70‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫السياسة العامة عند و صولها إلى حيز التطبيق فقبول السياسة العامة الموضوعة و تنفيذها‬
‫عن اقتناع من الرأي العام يمثل عامل حاسم في استقرار تلك السياسة و نجاحها و العكس‬
‫‪1‬‬
‫صحيح‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تنفيذ السياسة العامة‪.‬‬

‫تعتبر عملية تنفيذ السياسات العامة استم ار ار للعملية السياسية التي ال تنتهي بإصدار و إقرار‬
‫السياسة العامة بل ينتقل العمل إلى السلطة التنفيذية بمختلف مستوياتها و مسمياتها و التي‬
‫‪2‬‬
‫تأخذ مسؤولية تنفيذ السياسة العامة كل في المجال المحدد له‪.‬‬

‫‪ -‬إذن تنفيذ السياسات العامة تعني اإلجراءات الالزمة لتحقيق أهداف صانع القرار إزاء حل‬
‫مشكلة عامة أي ترجمة قرار السياسة العامة بما ينطوي عليه من أهداف و قواعد و مبادئ‬
‫إلى خطط و برامج عمل محددة‪ ،‬أن السياسة العامة مهما كانت درجة كفاءتها فإنها تأخذ‬
‫معناها الصحيح عندما تتحول إلى تنفيذ بواسطة اإلدارة باعتبارها األداة التنفيذية‪ ،‬و على هذا‬
‫األساس ال يمكن ألي نظام سياسي أن يصل إلى تحقيق األهداف المرسومة دون إيجاد‬
‫األداة الالزمة لتنفيذ السياسة العامة إلى األهداف التي يحددها‪ ،‬فهدف اإلدارة العامة هو‬
‫تحقيق السياسة العامة وترجمة أهداف الدولة إلى واقع عملي و هذا ال يعني أن األجهزة‬
‫اإلدارية تنفرد بعملية تنفيذ السياسة العامة فالمحاكم أو القضاء تلعب أدوار محورية في األداء‬
‫التنفيذي من خالل و حدات إدارية تتمتع بسلطة إجراء التحقيقات و تطبيق اللوائح القانونية‬
‫باإلضافة إلى وسائل اإلعالم حيث تلعب دو ار بار از في عملية إقرار السياسة العامة و‬
‫‪3‬‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫‪‌1‬مرجع‌نفسه‌ص‌‪‌.24‬‬
‫‪‌2‬محمد‌قاسم‌الفزيوتي‪ ،‬رسم و تقييم و تحليل السياسة العامة‪‌،‬ط‪(‌،4‬عمان‪‌:‬مكتبة‌الفالح‌للنشر)‪‌،‬ص‌‪‌922‬‬
‫‪‌3‬فهمي‌خليفة‌الفهداوي‪‌،‬مرجع سابق‌ص‪‌.999‬‬

‫‪71‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬تقييم و تقويم السياسات العامة‪:‬‬

‫‪ -‬تعرف عملية التقويم بأنها نشاط منظم يستند لمنهجية علمية تهدف للتعرف على طبيعة‬
‫العمليات المرتبطة بالسياسات العامة و آثارها و البرامج الفعلية المرتبطة بالتنفيذ إذ البد من‬
‫معرفة عملية دقيقة لالنعكاسات السلبية المترتبة على وضع و تنفيذ السياسات العامة و‬
‫مخرجاتها و مدى كفاءتها و فعليتها في تحقيق األهداف المحددة لها و أن ترافق هذه العملية‬
‫‪1‬‬
‫جميع المراحل التي تمر بها السياسة العامة‪.‬‬

‫‪-‬ترتكز عملية تقويم السياسة العامة على ثالثة محاور‪:‬‬

‫‪ - 1‬تحديد كفاءات وفعاليات السياسات و التحقيق من انجازها لألهداف المحددة لها‪.‬‬

‫‪ - 2‬اعتماد مبادئ البحث العلمي لتحديد اآلثار السلبية و االيجابية‬

‫‪2‬‬
‫‪ - 3‬السعي لتحسين األداء عن طريق تعديل و تطوير السياسات‪.‬‬

‫‪ -‬ان عمليات التقويم في السياسات العامة تتطلب مستلزمات عملية و إجرائية لتحقيق‬
‫الغرض المرجو‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد احتياجات و اهتمامات صانع السياسة و إدارة البرامج في عملية التقويم‬

‫‪ -2‬تحديد طبيعة المشكلة و نطاقها أو مجال التقويم‬

‫‪ -3‬تحديد أهداف السياسة أو البرامج المراد تقييمها‬

‫‪ -4‬تطوير المعايير و المقاييس الشاملة لغرض قياس أهداف البرامج الخاضعة للتقويم‪.‬‬

‫‪‌1‬محمد‌قاسم‌القريوني‪‌،‬مرجع سابق‌ص‌‪‌ 999‬‬


‫‪‌2‬المرجع نفسه‪‌،‬ص‌‪‌.999‬‬

‫‪72‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪:‬السياسة الخارجية ‪ -‬األصول النظرية ‪-‬‬


‫المطلب األول ‪:‬مفهوم السياسة الخارجية ؛خصائصها وأهميتها‪.‬‬
‫‪ .0‬تعريف السياسة الخارجية‪:‬‬

‫باعتبار السياسة الخارجية دلك الكل المعقد الذي يرتبط بشتى الجوانب االقتصادية و‬
‫االجتماعية بل حتى الثقافية و الدينية للمجتمعات مما دفع مختلف المفكرين و الدارسين‬
‫إيجاد تعريف شامل لها و باعتبارها ظاهرة متغيرة بتغير الزمان و المكان و متطورة عبر‬
‫العصور اختلف المفكرون في تحديد مفهوم واحد لها و على ذلك سوف نعرض بعض‬
‫التعاريف ‪:‬‬
‫يعرفها كورت بأنها " السياسة الخارجية لدولة من الدول تحدد مسلكها اتجاه الدولة األخرى‬
‫أنها برامج الغاية منها تحقيق أفضل الظروف الممكنة للدولة بالطرق السلمية التي ال تصل‬
‫‪1‬‬
‫حد الحرب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما السفير ليون نويل عرفها بأنها "فن إدارة عالقات دولة مع الدول أخرى"‪.‬‬
‫في حين يرى مود لسكي بأنها " نظام األنشطة الذي تطوره المجتمعات لتغيير سلوكيات‬
‫‪3‬‬
‫الدول األخرى وألقلمة أنشطتها طبقا للبيئة الدولية المدخالت و المخرجات"‪.‬‬
‫أما فيرنس و ريتشارد سنايدر فقد عرفا السياسة الخارجية بأنها " منهج للعمل أو مجموعة من‬
‫القواعد أو كالمها ‪ .‬ثم اختياره للتعامل مع مشكلة أو واقعة معينة تحدث فعال أو يتوقع‬
‫‪4‬‬
‫حدوثها في المستقبل‪.‬‬
‫أما روزيناو يعرفها على أنها " منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي بوعي‬
‫من اجل إقرار أو تغيير موقف معين في النسق الدولي بشكل يتفق و األهداف المحددة سلفا‪.‬‬

‫‪‌1‬سليم‌محمد‌السيد‌"تحليل السياسة الخارجية‪.‬ط‪(.9‬القاهرة‪)4999.‬ص‪‌44‬‬


‫‪‌2‬ميرل‌مارسيل‪‌.‬السياسة الخارجية‪.‬ترجمة‌خضر‌خضر‪.‬سلسلة‌أفاق‌دولية‌‪(39‬بيروت‪.‬حروس‌حرس‌د‪.‬ت‪.‬ن)‌ص‪43.‬‬
‫‪ 0‬محمد‌السيد‌سليم‌‪ .‬مرجع سابق‌ص‪‌9.‬‬
‫‪‌1‬مرجع‌نفسه‪.‬ص‪‌9‬‬
‫‪‌ 2‬عبد‌المجيد‌العبدلي‪.‬قانون العالقات الدولية‪(.‬تونس‪‌.‬دار‌أقواس‌للنشر‪.‬مطبعة‌فن‌و‌الوان‪‌)4991‬ص‪‌‌‌‌490‬‬

‫‪73‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعبارة أدق هي ‪ ".‬المجهود الذي تبدله دولة وطنية من اجل التحكم في أو مراقبة محيطها‬
‫الخارجي سواء من خالل تكريس الوضعيات االيجابية أو تعديل تلك الوضعيات االيجابية أو‬
‫‪1‬‬
‫تعديل تلك الوضعيات السلبية التي ال تخدم مصالحها‪.‬‬

‫أما الدكتور حامد ربيع يعرف السياسة الخارجية بأنها" جميع صور النشاط الخارجي حتى و‬
‫لم تصدر عن الدولة كحقيقة نظامية‪ .‬إن نشاط الجماعة كوجود حضاري أو التغيرات الذاتية‬
‫كصور فردية للحركة الخارجية تنطوي وتندرج تحت السياسة الخارجية‪.‬‬
‫انطالقا من التعاريف السابقة يمكن القول بان السياسة الخارجية ألي دولة تعكس وجود‬
‫عملية دينامكية تأخذ في اعتبار المصلحة القومية و الظروف البيئية الدولية التي تترجم‬
‫الواقع الملموس و من خالل األداة الدبلوماسية ‪ .‬تجسد السياسة الخارجية بوجود العديد من‬
‫الخطوات يمكن إجمالها فيما يلي قيام الدولة بترجمة المصالح القومية إلى مبادئ و أهداف‬
‫محددة في حالة تبني سياسة خارجية محددة‪.‬‬
‫‪.1‬إ ن صانعي القرار في ترجمة المصالح القومية يأخذون في الحسبان الظروف البيئية‬
‫المختلفة‬
‫‪ .2‬إن تحقيق األهداف المراد تحقيقها يتطلب من صانع القرار توفير العوامل المادية و‬
‫البشرية و التكنولوجية‬
‫‪.3‬قيام صانع القرار من تطوير خطته أو إستراتيجيته تبعا لقدرات أو إمكانيات الدولة‬
‫‪.4‬تتبنى الدولة المواقف اإليجابية التي من شانها تحقيق مصالح الدولة الخارجية و تبعا‬
‫لقدرات الدولة‪.‬‬
‫‪ .5‬قيام مؤسسات الدولة بتقويم دوري للتقدم الذي انجزته هده المؤسسات تجاه تحقيق اهداف‬
‫‪2‬‬
‫الدولة الخارجية‪.‬‬

‫‌‬
‫‪2‬‬
‫‌مصطفى‌عبد‌هللا‌خشيم‪‌-.‬موسوعة علم العالقات الدولية ‪.‬مفاهيم مختارة ‪( -‬نيغازي‪‌.‬الدار‌الجامعية‌للنشر‌و‌التوزيع‌و‌‬
‫اإلعالن)ص‌ص‪441-440‬‬

‫‪74‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬السياسة الخارجية و الدبلوماسية ‪:‬‬

‫إن السياسة الخارجية لدولة هي تدبير نشاط الدولة و عالقاتها مع الدول األخرى أو المنهج‬
‫الذي تسير بمقتضاه الدولة في عالقاتها في الشؤون السياسية و التجارية و االقتصادية و‬
‫‪1‬‬
‫المالية مع الدول األخرى ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما الدبلوماسية فهي كلمة يونانية تعني حفظ الوثائق المتضمنة االتفاقيات الخارجية‪.‬‬
‫كما أن الدبلوماسية هي أداة تنفيذ السياسة الخارجية فمهمة الدبلوماسية تكمن في تنفيذه‬
‫للخطة التي يرسمها السياسي في الدولة " هي مجموعة قواعد و األعراف الدولية و المراسيم‬
‫‪3‬‬
‫و الشكليات التي تنظم العالقات بين أشخاص القانون الدولي"‪.‬‬
‫من مظاهر اختالف السياسة الخارجية عن الدبلوماسية هو أن السياسة الخارجية ليست سرية‬
‫في حين أن الدبلوماسية سرية‪.‬و دلك لضمان تحقيق أهدافها كما أن السياسة الخارجية تمثل‬
‫دلك الجوهر األساسي لعالقات الدولة مع الدول األخرى في حين الدبلوماسية هي المكان‬
‫الحقيقي للعمليات حيث تقوم على تنفيذ هده السياسة‬
‫و يكمن هدف الدبلوماسية الرئيسي في خلق بيئة تعاونية بين الدولة و الدول األخرى و‬
‫السعي لحل الخالفات بالطرق السلمية‪.‬‬
‫‪-2‬السياسة الخارجية و اإلستراتيجية‪:‬‬

‫يرجع استخدام مصطلح اإلستراتيجية إلى اإلغريق حيث كانت تشير إلى (فن القائد) و هي‬
‫تعني عندهم " فن األشياء العامة" و تطور هدا المفهوم مع تطور العصور حيث أصبح لها‬
‫معنيين معناها الواسع يقترن بالسياسة أما معناها الضيق ارتبط بالقادة ‪.‬‬

‫‪‌1‬محمد‌طه‌بدوي‪‌-.‬مدخل إلى علم العالقات الدولية‪(.‌ -‬بيروت‪.‬دار‌النهضة‌العربية‪)4999‬ص‪‌‌.94‬‬


‫‪0‬زيتون‌وضاح‪‌-.‬المعجم السياسي‪.-‬ط‪(4‬األردن‪.‬دار‌أسامة‌للنشر‌و‌التوزيع‌و‌دار‌المشرق‌الثقافي‪)9339‬ص‪‌439‬‬
‫‪‌‌3‬تامر‌كامل‌الخزرجى‪ .-‬العالقات الدولية و اإلستراتيجية و إدارة األزمات‌‪‌-‬ط‪".4‬دار‌مجدالوي‌للنشر‌و‌التوزيع‌‬
‫‪‌"9332‬ص‪‌.03‬‬

‫‪75‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد عرفها ليدل هارت بأنها" فن توزيع و استخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف‬
‫‪1‬‬
‫السياسة"‪.‬‬
‫أما في قاموس اوكسفورد نجد أن معناها يشير إلى أنها فن القائد العام و كذلك فن عرض‬
‫و توجيه الحركات العسكرية الكبيرة و العمليات للحملة و أنها تتميز عن التعبئة التي هي‬
‫‪2‬‬
‫إدارة القوات في المعركة أو عندما يكون وجود العدو مباش ار‪.‬‬
‫أما في الوقت الحالي أصبحت اإلستراتيجية تشمل جوانب سياسية اقتصادية ودعائية ويعود‬
‫الفضل في ذلك إلى الذي أعطى لإلستراتيجية لمعناها المعاصر‪.‬‬
‫‪-4‬السياسة الخارجية و السياسة الدولية ‪:‬‬

‫هناك عالقة وطيدة بين السياسة الخارجية والسياسة الدولية من خالل تفاعل بين البيئة‬
‫الداخلية والبيئة الخارجية ورد الفعل‪ ,‬حيث يعرف الدكتور حامد ربيع السياسة الدولية هي‬
‫التفاعل الذي البد أن يحدث الصدام والتشابك المتوقع والضروري نتيجة الحتضان األهداف‬
‫‪3‬‬
‫والق اررات التي تصدر من أكثر من وحدة سياسة واحدة‪.‬‬
‫ويمكن استنتاج بعض المالحظات من هذا التعريف‪.‬‬
‫‪-0‬السياسة الخارجية ‪ :‬هي عنصر من عناصر السياسة الدولية تمثل نماذج من السلوك‬
‫الدولي‬
‫‪-2‬إن السياسة الدولية هي دلك التفاعل القائم بين عدة دول‪.‬‬
‫‪-3‬السياسة الدولية هي مجموعة من العالقات بين مختلف أشكال التنظيمات غير الرسمية‬
‫بصفة دولية‬
‫‪-‬تعتبر السياسة الخارجية فرعا من فروع السياسة الدولية‪.‬‬
‫في حين يعرف جوزيف س‪-‬ناي‪.‬االبن السياسية الدولية بأنها سياسة تنشأ في غياب سياسة‬
‫مشتركة أو سياسة بين كيانات ليس لها حاكم عام وهذا يطلق على السياسة الدولة عادة أنها‬

‫‪‌1‬ليدل‌هارت‪.‬اإلستراتيجية و تاريخها في العالم ‪.‬ط‪.9‬ترجمة‌هيثم‌األيوبي(‌بيروت‪.‬دار‌الطليعة‪)4999‬ص‪‌991‬‬


‫‪‌2‬كاظم‌هشام‌نعمة‪.‬الوجيز في اإلستراتيجية‌(بغداد‪.‬شركة‌إياد‌للطباعة‌الفنية‌‪)4999‬ص‪‌29‬‬
‫‪3‬حامد‌ربيع‪.‬نظرية الدعاية الخارجية‌(القاهرة‪.‬مكتبة‌القاهرة‌الحديثة‌‪‌)4939‬ص‪‌40‬‬

‫‪76‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فوضوية كما تعني كلمة ملكية حاكم واحد تعني كلمة فوضوية عدم وجود حاكم وتعد‬
‫السياسة الدولية نظاما لالعتماد على الذات‪.‬‬
‫‪-‬انطالقا مما سبق يتضح لنا أن السياسة الدولية هي جزء من العالقات الدولية ‪ ,‬لكن أساس‬
‫هده العالقة يرجع بدوره إلى السياسة الخارجية ‪ ,‬فالسياسة الخارجية هي التي تصنع السياسة‬
‫‪1‬‬
‫الدولية التي بدورها تصنع العالقات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -5‬السياسة الخارجية و العالقات الدولية ‪:‬‬
‫يعرف هولتسي العالقات الدولية بأنها " جميع أشكال التفاعل بين أعضاء المجتمعات‬
‫المستقلة سواء كانت حكومية أو غير حكومية ‪.‬تقوم العالقات الدولية بتحليل السياسة‬
‫الخارجية بين مختلف المجتمعات و في هدا اإلطار نجد أن العالقات الدولية تتضمن دراسة‬
‫‪2‬‬
‫النقابات العمال الدولية و الصليب األحمر الدولي ‪.‬التجارة الدولية و غيرها‪.‬‬
‫و من هنا نرى أن العالقات الدولية تفسر العالقة بين الجماعات السياسية المنظمة أي‬
‫العالقة بين الدول دون تناسي العالقة القائمة بين الشعوب و األشخاص‪.‬‬
‫السياسة الخارجية و السياسة الداخلية ‪:‬‬
‫ترتبط السياسة الخارجية بالسياسة الداخلية حيث أن صنع األولى يخضع أساسا للثانية و‬
‫تعتبر السياسة الخارجية استمرار للسياسة الداخلية‪.‬و على هدا األساس فان وضع السياسة‬
‫الخارجية يرتبط بالمحيط الداخلي سواء على مستوى الفرد و على مستوى الجماعة طبيعة‬
‫المجتمع و خصائصه ‪.‬أو على مستوى عالقة السلمية‬
‫كما أن كل من السياسة الداخلية و الخارجية يكون بعدا من أبعاد الحركة السياسية حيث أن‬
‫اختالط الواحد منها باألخر يسمح بخلق القوة و التعبير عن اإلرادة الحاكمة ‪.‬‬

‫‪‌1‬سعد‌حقي‌توفيق‪.‬مبادئ العالقات الدولية ‪.‬ط‪(0‬األردن‪‌.‬دار‌وائل‌للنشر‌‪،‌)9333‬ص‪‌99‬‬


‫‪new delhi1978 ‌Third edition.‌International politics a frame work for analysis.‌2 Holesti‬‬
‫‪‌p.21‬‬

‫‪77‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في هدا المجال كتب غري غوري فالين المدير المساعد للمؤسسة األطلسية للشؤون‬
‫‪1‬‬
‫الدولية قائال ‪ .‬ال يمكن فصل السياسة الداخلية عن السياسة الخارجية في عالم اليوم‪.‬‬
‫على الرغم من العالقة بين السياسة الداخلية و الخارجية إال أن هناك معيار للتمييز بينهما‬
‫يمكن إيجازها فيما يلي‬
‫‪.1‬حدود العمل للسياستين مختلفة من حيث تحديد مصادرها‪.‬فالدولة في المجال الداخلي لها‬
‫السيطرة التامة على مستوى األفراد و الجماعة في حين تتصدى الحكومة في السياسة‬
‫الخارجية اإلرادات المتنازعة للدول األخرى‬
‫‪.2‬تختلفان في األهداف ‪ .‬فمحور السياسة الخارجية يدور حول البقاء و الدفاع و الحماية و‬
‫أن مجموعة من عناصرها لها عالقة مع العناصر السياسية الداخلية مثل التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬االهتمامات المركزية للسياسة الخارجية تدور حول مشكلة احتكار الدفاع و الدبلوماسية و‬
‫الحكومة تقوم بوظيفة التنمية أكثر من السياسة الداخلية و في القضايا الشؤون الخارجية‬
‫تهمل األفراد و العشائر بصورة عامة‪.‬‬
‫‪.4‬يتطلب العمل الداخلي بناء و إدامة القوة التي قد تبدل خارجيا‪.‬‬
‫‪.5‬يتطلب النشر الخارجي للقوة ضمان الشؤون الداخلية للدولة إلى درجة أن هده األخيرة أي‬
‫السياسة الداخلية ال تقرر أعمالها السياسية من قبل الدول األخرى‪.‬‬
‫‪-2‬خصائص وأهمية السياسة الخارجية‪:‬‬

‫‪-‬تتميز السياسة الخارجية بعدة خصائص و سنذكرها في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ )1‬الطابع الوحدي ‪ :‬إن السياسة الخارجية هي تلك السلوكيات و األفعال التي تنتهجها دولة‬
‫واحدة إزاء الوحدات الدولية األخرى و على هدا األساس نرى الفرق بين السياسة الخارجية و‬
‫العالقات الدولية‪.‬كما أن اتصافها بطابع الوحدوي ال يعني بالضرورة انفصالها عن باقي‬
‫الوحدات األخرى‪ .‬كما أن الدولة أثناء صياغتها سياستها الدولية البد أن تتأثر بباقي الدول ‪.‬‬

‫‪‌1‬مارسيل‌ميرل‪‌..‬مرجع‌سابق‌‪,‬ص‪‌39‬‬

‫‪78‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بهذا تكون السياسة الخارجية تعبر عن تصرف وحدة دولية غير مستقلة عن باقي وحدات بل‬
‫‪1‬‬
‫مرتبط بها‪.‬‬

‫‪)2‬الطابع العلني‪ :‬يعني أن برامج العمل الخارجي هي برامج تصغها الدولة عن قصد أي‬
‫أنها لم توجد بمحض الصدفة و إنما وضعت لتحقيق أهداف معينة ‪.‬مع اعتراف الدولة‬
‫بمسؤوليتها عن هده األهداف‪ .‬حين يقوم صانعوا القرار بوضع تلك األهداف و البرامج شرط‬
‫‪2‬‬
‫أن تكون واضحة و قابلة للمالحظة لكي تتحقق علنية السياسة الخارجية ‪.‬‬

‫‪)3‬الطابع الهدفي‪ :‬تقوم السياسة الخارجية باختيار مجموعة من األهداف و تعينه مختلف‬
‫الطاقات و القدرات من اجل تحقيقها ‪.‬فال توجد سياسة خارجية بدون هدف تسعى إلى تحقيقه‬
‫و تسخر من اجله كل اإلمكانيات والقدرات ‪.‬لكن اإلشكال يبقى في طبيعة هده األهداف‬
‫فأحيانا تتأثر الوحدة الدولية بالمواقف الخارجية أو األحداث على الساحة الدولية فتصبغ‬
‫أهدافها وفقا لدلك‪ .‬لكن هده األهداف محددة من قبل الدولة و موضوعة من قبل صانعي‬
‫‪3‬‬
‫القرار ‪.‬‬

‫‪)4‬الطابع الرسمي‪ :‬لكل دولة من الدول ممثلون رسميون يمثلون هده الدولة في الداخل و‬
‫الخارج هؤالء الممثلون هم رئيس الدولة‪.‬رئيس الحكومة‪.‬وزير الخارجية ‪.‬الدبلوماسيين و‬
‫غيرهم ممن هم مخولون للتحدث باسم الدولة‪.‬فالسياسة الخارجية هي تلك الق اررات التي‬
‫تصدر عن هيئات رسمية و غير رسمية من أفعال صائغي القرار الدين يملكون السلطة ‪.‬إن‬
‫السلطة التنفيذية هي الجهات األول المسئول عن رسم السياسة الخارجية و ال يمكن رسمها‬
‫‪4‬‬
‫إال بأحد موافقة السلطة التنفيذية و الرجوع لها ‪.‬‬

‫‪‌‌1‬محمد‌السيد‌سليم‌‪‌.‬مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌.41-40‬‬
‫‪ 2‬مرجع نفسه‌ص‌‪‌.93-49‬‬
‫‪ 3‬مرجع نفسه‌ص‌‪‌.92‬‬
‫‪‌4‬سعد‌حقي‌توفيق‪‌,‬مرجع سابق‌ص‌‪‌43‬‬

‫‪79‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪)1‬الطابع الخارجي‪ :‬لكل دولة سياستها الخارجية الخاصة بها و التي تصيغها حسب ما‬
‫يتماشى مع األهداف التي تسعى إلى تحقيقها في الساحة الدولية لكن بالرغم من هدا الطابع‬
‫الوحدوي إال انه ال يمكن فصلها عن باقي الوحدات الدولية األخرى فهي وجدت أساسا‬
‫لتحقيق أهداف الوحدة الدولية إزاء باقي الوحدات األخرى ‪.‬لدلك فالبد على صانع القرار‬
‫مراعاة الساحة الدولية وتقييم األوضاع الخارجية أثناء وضع سياستها ‪ .‬فالسياسة الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫توصف بهذا المعنى ألنها تهدف إلى تحقيق مصالح خارج حدود الدولة ‪.‬‬

‫‪)6‬الطابع االختياري‪ :‬تتميز السياسة الخارجية بالطابع االختياري دلك أن صانع القرار قد‬
‫اختارها من بين عدة بدائل أخرى و بهذا تقوم على األبعاد اآلتية ‪:‬‬

‫‪-1‬وجود عدة بدائل و سياسات تمكن صانع القرار من انتقاء السياسة المناسبة‪ .‬لكن بالرغم‬
‫من العنصر االختياري إال أن صانع القرار ال يمكنه اختيار أي سياسة بل يجب عليه مراعاة‬
‫عدة أمور و القيام بحسابات تتوافق مع إمكانيات الدولة‪.‬‬

‫‪-2‬بإمكان صانع القرار بتغيير سياسة الظروف الخارجية المفروضة عليه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-3‬يتم صنع السياسة الخارجية من طرف أشخاص داخل النظام و خارجه‪.‬‬

‫أهمية السياسة الخارجية ‪:‬‬

‫إن السياسة الخارجية هي أحد العناصر األساسية المكونة للسياسة العامة للدولة فهي تشمل‬
‫اتخاذ الق اررات المتعلقة بالكيان اإلقليمي للدولة و األمن الوطني فهي تحتل مرك از هاما في‬
‫السياسة العامة و تتجلى هده األهمية في عدة نقاط و هي كاألتي ‪:‬‬

‫‪‌1‬محمد‌السيد‌سليم‪ ,‬مرجع سابق‌ص‌‪‌99‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪‌,‬ص‌ص‌‪‌.93-49‬‬

‫‪80‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-1‬تلعب السياسة الخارجية وظيفة تنموية من خالل الدور الذي تلعبه في إضفاء مكانة دولية‬
‫معينة على الوحدة الدولية و تدفع بالوحدات األخرى إلى التنافس إلعطائها المساعدات‬
‫االقتصادية لالستفادة من المكانة الدولية لتلك الوحدة ‪.‬‬

‫‪-2‬تلعب السياسة الخارجية دو ار في تدعيم االستقالل السياسي للدولة و مثال دلك إتباع‬
‫بعض دول العالم الثالث لسياسة عدم االنحياز في إطار الحركة الدولية و هي عدم التحيز‬
‫ال للمعسكر الشيوعي وال الرأسمالي من اجل مواجهة نفوذ القوتين و حماية استقالل تلك‬
‫‪1‬‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪-3‬تلعب السياسة الخارجية دور تأمين المصالح الخارجية مثل الدور الذي تقوم به السياسة‬
‫الخارجية األمريكية من اجل ضمان ازدهار االستثمارات األمريكية في الخارج ون من أشهر‬
‫األمثلة على هدا الدور الذي لعبته السياسة البريطانية مند ‪ .1141‬و السياسة الخارجية‬
‫األمريكية بعد الحرب العالمية األولى‪.‬‬
‫‪-4‬تلعب السياسة الخارجية دو ار في تحقيق التكامل القومي أو االستقرار السياسي و تحقيق‬
‫دلك يكون من خالل لجوء صانع السياسة إلى التركيز على العدو الخارجي أو افتعال مشكلة‬
‫دولية مما يؤدي إلى التفاف أفراد الشعب حول صانع السياسة الخارجية في وجه العدو‬
‫الخارجي‪ .‬و هدا الدور يتجسد في سياسة إسرائيل اتجاه العرب‪.‬‬
‫‪.5‬تلعب سياسة الخارجية دو ار في إعطاء مكانة دولية رمزية تتناسب مع مواردها أو مستوى‬
‫تطورها الحضاري ومن أمثلة هدا الدور ‪ .‬الدور الذي تلعبه السياسة الخارجية السعودية في‬
‫العالمين العربي و اإلسالمي‪.‬‬
‫‪.6‬تلعب السياسة الخارجية دو ار أساسيا داخليا في تدعيم سلطة صانع السياسة الخارجية و‬
‫إضفاء الشرعية على سلطته الداخلية و بصفة عامة تلعب دو ار حيويا في تأكيد مشروعية‬
‫القائد السياسي و زيادة قبوله لدى شعبه‪ .‬ففي الخارج بإمكان القائد السياسي أن يظهر ذكائه‬

‫‪‌1‬المرجع نفسه‌‪،‬ص‌‪‌.99‬‬

‫‪81‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حنكته من خالل تقديمه لحلول فورية للمشكالت الدولية دون أن يلزم بتحمل تكاليف تلك‬
‫‪1‬‬
‫الحلول ‪ .‬و هدا صعب تجسيده في السياسة الداخلية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أدوات و أجهزة السياسة الخارجية وأهدافها ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬أدوات السياسة الخارجية‬

‫تتمثل هده األدوات في الموارد االقتصادية و المهارات البشرية المستعملة في صياغة و تنفيذ‬
‫السياسة الخارجية ويقسم هيرمان أدوات السياسة الخارجية إلى ثمان أدوات ‪.‬‬

‫‪-‬األدوات الدبلوماسية‪ :‬تشمل المهارات و الموارد التي تستعين بها الدولة في تمثيل ذاتها‬
‫إزاء الوحدات الدولية األخرى و التفاوض معها بما في دلك شرح سياستها اتجاه القضايا‬
‫الدولية و حماية مواطنيها و ممتلكاتهم في الخارج و تنظيم تعامالتهم مع األجانب و تشمل‬
‫‪2‬‬
‫السفارات و القنصليات و غيرها من أدوات االتصال الدولي‪.‬‬

‫األدوات االقتصادية ‪:‬تشمل األنشطة التي تستعمل للتأثير في إدارة و توزيع الثروة االقتصادية‬
‫للدولة أو أي وحدة دولية أخرى و تشمل تلك األنشطة إنتاج و توزيع و استهالك البضائع و‬
‫تبادل الثروة و المعامالت المالية و غيرها من أمثلة تلك األنشطة ‪ .‬إعطاء و طلب‬
‫المساعدات االقتصادية و التفاوض حول تنظيم المعامالت التجارية و غيرها‬

‫األدوات العسكرية ‪ :‬هي مجموعة القدرات المتعلقة باستعمال أو تهديد باستخدام العنف‬
‫المسلح المنظم ضد الوحدات الدولية األخرى وتشمل هده األدوات إنشاء قوات مسلحة و‬
‫تدربيها و توزيعها أو التهديد باستعمال القوة و المساعدة العسكرية و الغزو المسلح و مختلف‬
‫العمليات العسكرية إضافة إلى برامج تطوير األسلحة و إنشاء قواعد عسكرية خارج البلدان‬
‫نفسها‪.‬‬

‫‪1‬المرجع نفسه‌ص‌‪.94-93‬‬
‫‪‌2‬المرجع نفسه‌ص‌‪.99‬‬

‫‪82‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األدوات االستخبارية‪ :‬يقصد بها تلك المهارات و الموارد المستغلة من اجل جمع و تفسير‬
‫المعلومات المتعلقة بقدرات و خطط و نوايا وسلوكيات الوحدات الدولية األخرى و تشمل تلك‬
‫األدوات و المهارات و الخاصة بكيفية جمع المعلومات و تفسيرها كما تشمل الموارد أدوات‬
‫‪1‬‬
‫االستطالع و التجسس‪.‬‬

‫الموارد الطبيعية‪:‬هي تلك الموارد المتاحة للمجتمع مثل األراضي الزراعية‪ .‬المعادن الطبيعية‬
‫و غيرها تستعمل هده الموارد كأداة من أدوات السياسة الخارجية و من أمثلة هده‬
‫االستعماالت خطر تصدير البترول العربي إلى بعض الدول الغربية سنة ‪1473.‬‬

‫األدوات الرمزية ‪:‬تتدرج تحت األدوات الرمزية مجموعة من األدوات السياسة الخارجية التي‬
‫تتضمن محاولة التأثير في أفكار اآلخرين و تشمل تلك األنشطة الموجهة إلى التأثير في‬
‫أفكار اآلخرين و تشمل تلك األدوات مجموعة األدوات الدعائية و اإليديولوجية و الثقافية‪.‬‬
‫فاألدوات الدعائية هي تلك األنشطة الموجهة إلى التأثير في مفاهيم األفراد العاديين والنخب‬
‫الرسمية في الوحدات الدولية األخرى‪ .‬أما األدوات اإليديولوجية تهدف لنشر تصور مثالي و‬
‫شامل لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع في المستقبل و تختلف األدوات الثقافية عن األدوات‬
‫الدعائية و اإليديولوجية كونها تقوم بتوظيف اإلنتاج الثقافي و التراث الشعبي في التأثير على‬
‫الوحدات الدولية األخرى ‪.‬‬

‫األدوات العلمية و التكنولوجية ‪:‬و تشمل الموارد و المهارات التي تنطوي على استعمال‬
‫المعرفة العلمية النظرية و تطبيقاتها لحل مشاكل معينة وتتباين تلك األدوات ما بين التبادل‬
‫العلمي و برامج المساعدة الفنية إلى توظيف األقمار الصناعية ألغراض االتصال‬
‫‪2‬‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫‪‌1‬المرجع نفسه‌ص‌‪90‬‬
‫‪‌2‬محمد‌السيد‌سليم‌‪‌.‬مرجع سابق‪‌.‬ص‪.‬ص‌‪‌91-90‬‬

‫‪83‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬أجهزة السياسة الخارجية ‪:‬‬

‫السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫إن السلطة التنفيذية باحتوائها أهم صانعي القرار كالرئيس‪ .‬أو رئيس الوزراء تلعب الدور‬
‫الرئيسي في عملية صنع السياسة الخارجية و هناك عدة عوامل تؤدي إلى إعطاء السلطة‬
‫التنفيذية مرونة أكثر في صياغة و تنفيذ السياسة الخارجية و من بينها‪:‬‬
‫‪.1‬تزايد الشؤون الدولية و مناخ األزمات الدولية أدى إلى تزايد الحاجة إلى مركزية عملية‬
‫السياسة الخارجية ‪.‬‬
‫‪.2‬يمكن للسلطة التنفيذية من لعب دور في صنع السياسة الخارجية و تنفيذها أما يتوفر لها‬
‫من قنوات اتصال ‪.‬‬
‫تدخل العديد من الوحدات البيروقراطية ذات‬ ‫‪.3‬يتطلب التعامل مع المشكالت الدولية‬
‫المكانة المتساوية و نظ ار لعدم استطاعة أي منها السيطرة على الوحدات األخرى فان‬
‫المستويات العليا من السلطة التنفيذية تتدخل للبحث في تلك المشكالت‪.‬‬
‫‪.4‬إن التقاليد تحبذ أن يكون للسلطة التنفيذية دور قوي في رسم السياسة الخارجية و تنفيذها‬
‫الن الشعب ال يهتم كثي ار بالسياسة الخارجية ‪ .‬تختلف السلطة التنفيذية في طريقة صنع‬
‫الق اررات السياسية الخارجية و دلك مرده إلى شخصية الفرد الذي يتولى منصب رئاسة‬
‫‪1‬‬
‫السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪.2‬البيروقراطية‪:‬‬
‫تزايد االهتمام بالدور الذي يلعبه البيروقراطيون في عملية صنع السياسة الخارجية إذ أن‬
‫بعض الدارسين يعتبرهم مخططين رئيسيين للسياسة الخارجية و نظ ار لمحدودية فترة حكم‬
‫رئيس السلطة التنفيذية و مستشاريه فان عليهم االعتماد على البيروقراطيين للتزود بالنصائح‬
‫لتطوير السياسة الخارجية و تنفيذها ‪ .‬حيث تقوم البيروقراطية بجمع المعلومات و تحديدها و‬

‫‪‌‌1‬لويد‌جونس‪.‬تفسير السياسة الخارجية‪.‬ترجمة‌محمد‌بن‌احمد‌مفتي‌و‌محمد‌السيد‌سليم‪‌,‬ط‪(4‬الرياض‪‌.‬عمادة‌الشؤون‌‬


‫المكتبات‌باالشتراك‌مع‌جامعة‌سعيود‪‌)4999,‬ص‪.‬ص‌‪‌402-401‬‬

‫‪84‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحكم فيها مما يعطيها دو ار هاما في عملية صنع القرار أما الدور األخر للبيروقراطية يتعلق‬
‫بزيادة عنصر التخصص فقد أصبحت السياسة الخارجية أكثر تعقيدا إذ تشمل العوامل‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية و التكنولوجية‪.‬‬
‫‪.2‬وزارة الخارجية‪:‬‬
‫تمثل أداة اتصال في المجال الخارجي مكاتب جغرافية تتقاسم فيما بينهما المسؤولية في‬
‫معظم مناطق العالم و في تعاملها مع مختلف المناطق و الحكومات الموجودة بها تقوم‬
‫بتطوير منظو ارت مختلفة حول مشاكل سياسية معينة‪.‬تتفق هده المكاتب حول أهداف‬
‫السياسة الخارجية و تقوم بإرسال تقارير مفصلة عن طريق القنصل ثم يأتي مستوى تقييم‬
‫هذ ه التقارير المقدمة من طرف رؤساء المكاتب التابعة للو ازرة من خالل خبراء ماهرين‬
‫‪2‬‬
‫فتصبح معظم وظائف الو ازرة على توافق مع الق اررات المتحدة مسبقا‪.‬‬
‫‪.9‬السلطة التشريعية‪:‬‬
‫تقوم بدور محدد في عملية صناعة السياسة الخارجية فهي تتمتع باختصاصات مستقلة في‬
‫ميدان السياسة الخارجية تتمثل في إعالن الحرب‪ .‬التصديق على المعاهدات‪ .‬تنصيب‬
‫المسئولين على الخارجية ‪ .‬يختلف دور السلطة التشريعية في صنع السياسة الخارجية من‬
‫دولة إلى أخرى فالصالحيات في الشؤون الخارجية أقل منها في الشؤون الداخلية و يرجع‬
‫دلك إلى السرية التي تتم بها الشؤون الخارجية كما أن السلطات التشريعية ال تبادر في‬
‫ق اررات السياسة الخارجية بل يقتصر دورها على الموافقة و االعتراض على السياسة‬
‫‪3‬‬
‫الخارجية التي تقترحها الحكومة‪.‬‬
‫المؤسسة العسكرية‪:‬‬
‫بما أن المؤسسة العسكرية تملك وسائل اإلكراه فباستطاعتها تعيين صانع القرار و يتوقف‬
‫دور المؤسسة العسكرية في عملية صنع السياسة الخارجية على شكل الحكومة و هدا ما‬

‫‪‌1‬مرجع نفسه ‪,‬ص‌ص‌‪‌.414-409‬‬


‫‪‌2‬عامر‌مصباح‪‌,‬تحليل السياسة الخارجية‌(الجزائر‪.‬دار‌هومة‌للطباعة‌و‌النشر‌و‌التوزيع‌‪‌)9339‬ص‌ص‌‪‌.94-99‬‬
‫‪‌3‬محمد‌السيد‌سليم‪‌.‬مرجع سابق‌ص‌‪‌.129‬‬

‫‪85‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتضح من كثرة االنقالبات لكن رغم سيطرة المؤسسة العسكرية إال أنها غالبا ما تعتمد على‬
‫الخبرات المدنية ‪.‬‬
‫تتميز العالقات المدنية العسكرية في الدول الشمولية بحساسية خاصة الن حكومات تلك‬
‫الدول تعتمد على القوة العسكرية و اإلرهاب للسيطرة على شعوبها في حين الدول الديمقراطية‬
‫‪1‬‬
‫تهتم بإبقاء السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية ‪.‬‬
‫‪-1‬األحزاب السياسية‪:‬‬

‫يعتبر الحزب السياسي من أبرز المؤسسات السياسية التي تساهم في صنع السياسة الخارجية‬
‫و يتوقف دوره على تعداد األحزاب و انضباطها‪ ,‬فإذا كان في الدولة أكثر من حزب مثل‬
‫الدول الديمقراطية فإن اآلراء حول السياسة الخارجية تتقاسمها األحزاب ‪ ,‬و يكون الحزب‬
‫القوي هو األكثر تأثي ار في توجيه السياسة الخارجية‪ ,‬أما إذا كان هناك حزب واحد في الدولة‬
‫كما هو الحال في الدول االشتراكية فان تأثيره في السياسة الخارجية يصبح قوي‪.‬‬

‫‪-6‬جماعة المصالح ‪:‬‬

‫تعتبر جماعات غير حكومية مؤثرة في مجال السياسة الخارجية تنحصر أنشطتها في محاولة‬
‫التأثير على عملية صنع السياسة الخارجية عن طريق الضغط على السلطتين‬

‫‪2‬‬
‫التنفيذية والتشريعية وشن الحمالت اإلعالمية على مستوى الرأي العام‪.‬‬

‫‪ -‬وسائل اإلعالم ‪:‬‬

‫ترجع أهمية وسائل اإلعالم كأداة مساهمة في صنع السياسة الخارجية إلى تأثيرها على كل‬
‫من صناع القرار والرأي العام ‪.‬ووسائل اإلعالم هي المالحظ األول لألحداث الدولية وهي‬

‫‪‌1‬لويد‌جونسن‪‌.‬مرجع سابق‌ص‌ص‌‪‌.424-‌419‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه ‪‌،‬ص‌ص‌‪‌‌429‌،422‬‬

‫‪86‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصدر أساسي لتفسيرها فصناع القرار الرسميين تقوم الوسائل اإلعالمية والصحافة‬
‫‪1‬‬
‫والتلفزيون بدور بارز في توجيههم وامدادهم بالمعلومات التي على أساسها يتخذون الق اررات‬

‫‪-1‬الرأي العام ‪:‬‬

‫‪-‬يقصد بالرأي العام المواطنين العاديين والذي ترى الحكومة انه من الواجب احترامهم وأخذهم‬
‫بعين االعتبار‪ ،‬ويشمل تأثير الرأي العام ليس فقط على المسائل المركزية بل يتعداها ليشمل‬
‫ما يسمى بمزاح السياسة الداخلية ويمكن القول أن الضغوط التي يمارسها الرأي العام في‬
‫بعض المواقف الخارجية قد تجعل من الحكومات تستجيب بشكل أو بأخر ولكن يبقى تأثيره‬
‫‪2‬‬
‫محدودا ومتباينا حسب شكل النظام السياسي‪.‬‬

‫أهداف السياسية الخارجية ‪:‬‬

‫‪-‬يعرف الهدف في السياسة الخارجية بأنه "الغايات التي تسعى الوحدة الدولية إلى تحقيقها‬
‫‪3‬‬
‫في الهيئة الدولية "‬

‫‪-‬حاول أساتذة السياسة الخارجية ترتيب األهداف حسب المعايير التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أهداف بعيدة المدى ‪:‬بعكس رؤى محددة لبيئة النظام الدولي كالنظام االقتصادي‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪-2‬أهداف متوسطة ‪ :‬هذه األهداف تفرضها البيئة الخارجية للدولة التي يجب عليها االلتزام‬
‫بها مثل هدف بناء نفوذ سياسي في العالقات الخارجية ‪.‬‬

‫‪-3‬األهداف المحورية ‪:‬وهي األهداف التي تقف على تحقيقها لحماية وجود الدولة أو‬
‫نظامها فقد يكون أساسا على قيام الدولة ووجودها كالسيادة الوطنية‬

‫‪‌1‬إبراهيم‌حمادة‌بسيوني‌‪‌،‬دور وسائل االتصال في صنع القرارات في الوطن العربي‌‪‌،‬سلسلة‌أطروحات‌الدكتوراه‌‪‌94‬‬


‫مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‌بيروت‌‪‌)4990‌،‬ص‌ص‪‌..409-409‬‬
‫‪ ‌2‬تامر‌كامل‌خزرجي‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌123‬‬
‫‪ ‌3‬عامر‌مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‌‪‌43‬‬

‫‪87‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬أهداف ايجابية وسلبية ‪:‬‬

‫أ) أهداف واضحة ال غموض فيها يمكن تصنيفها ضمن هذه الفئة ثم الوزن الذي يعطونه لها‬
‫‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون التصنيف نسبيا ‪.‬‬

‫ب) قد تتغير األهداف وذلك نتيجة حدوث متغيرات داخلية أو خارجية ويكون ذلك في حالة‬
‫انتقال هذه األهداف إلى مجموعة أخرى ‪.‬‬

‫‪-‬تتعدد أهداف السياسة الخارجية ويمكن التركيز على حماية األمن القومي ‪ ،‬التنمية‬
‫االقتصادية وهي جميعها تصب في معنى واحد هو المصالح الوطنية ‪.‬‬

‫‪-‬هناك عدة معايير تستخدم عند تقويم األهداف وتصنيفها وهذه المعايير هي ‪:‬‬

‫‪-1‬معيار الرغبة في الهدف ‪ :‬تتضمن السياسة الخارجية مجموعة من األهداف المرتبطة‬


‫بقيم ومصالح الدولة األساسية ومؤدى هذا المعيار هو تقدير طبقا لدرجة ارتباطها بالمصالح‬
‫القومية للدولة وبعد حاجة ضرورية في هذا التقويم وذلك عند إعادة النظر في األهداف التي‬
‫لم تكن متاحة وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬ظهور بعض الحقائق واألبعاد التي كانت خافية عن أذهان التغير االستثنائي على‬
‫أهداف الدولة األمر الذي يستوجب إعادة التقويم من جديد وفقا لمتطلبات هذا التغير ‪.‬‬

‫‪-2‬المعيار الخاص بمدى توافر األهداف أو عدم توافرها ‪ :‬يقضي هذا المعيار إجراء تحليل‬
‫كامل للموقف من جانب الوحدة المتخصصة بصنع القرار ‪ ،‬وأي خطأ في هذا التحليل‬
‫‪1‬‬
‫يتسبب بإنقاص األساس الذي تقوم عليه عملية التقويم ‪.‬‬

‫‪ ‌1‬احمد‌النعيمي‌‪،‬السياسة الخارجية‌‪(‌،‬عمان‌‪:‬دار‌زهران‌للنشر‌والتوزيع‌‪‌،‌)‌9339،‬ص‌ص‌‪‌.429-423‬‬

‫‪88‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬محددات السياسة الخارجية ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬المحددات الداخلية ‪:‬تتمثل في أوضاع الدولة الداخلية وامكانياتها خصائص قومية‬
‫وتشمل ‪.‬‬

‫أ)المقدرات القومية ‪ :‬وهي إمكانية الدولة ‪ ،‬تعتبر عن قوة الدولة تتكون من حجم الموارد‬
‫المتاحة منها موارد اقتصادية وجغرافية ‪.‬‬
‫ب)مستوى التحديث ‪:‬يشير إلى م ستوى المهارات ومدى قدرة أفراد المجتمع على تحويل هذه‬
‫الموارد إلى أشكال جديدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المحددات االقتصادية ‪:‬‬
‫‪-‬تشكل الموارد الطبيعية من مصادر الطاقة والمعادن إضافة إلى الموارد البشرية ويرتبط تقدم‬
‫الدولة بمواردها الطبيعية وحتى القوى البشرية ‪،‬ويكمن جوهر العالقة بين السياسة الخارجية‬
‫والمحددات االقتصادية في أن الدولة تملك موارد اقتصادية يكون له دور نشيط أوال يكون لها‬
‫دور في السياسة الخارجية فالوفرة للمصادر الطبيعية تخلق الرخاء االقتصادي وبالتالي قوة‬
‫‪1‬‬
‫النظام‪.‬‬
‫‪-3‬المحددات المجتمعية ‪ :‬تشمل هذه المحددات‬
‫‪-1‬الشخصية الوطنية ‪ :‬بعد تحليل الكتاب للشخصية الوطنية وجدوا أن هناك نمطا عاما‬
‫من الشخصية يوجد في كل دولة هذا النمط يشترك فيه أغلبية السكان في الدولة كما قد توجد‬
‫داخل الوطن الواحد نوعان أو ثالث من الشخصيات لكن غالبا يجتمع األفراد في نمط واحد‬
‫ألن معظم المواطنين يشتركون في بعض السمات التي تميزهم عن باقي الشعوب ‪ ،‬هذه‬
‫السمات تولد لديهم إحساس مشترك للوالء لدولتهم ‪.‬‬

‫‪‌1‬لويد‌جونسن‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪،‬ص‌ص‌‪‌.‌39-39‬‬

‫‪89‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬إال أن بعض الكتاب يرون أنه ال يوجد سبب لالعتقاد بأن الشخصية الوطنية تحدد السياسة‬
‫الخارجية أكثر من تحديد السياسة للشخصية الوطنية ‪.‬كما أن صانعي القرار رغم تشابههم‬
‫مع عامة الشعب في جوانب لكن بالنظر إلى خبرتهم ورؤيتهم لألمور يختلفون عنهم‪.‬‬
‫‪ )2‬القومية ‪ :‬تعرف على أنها" مجموعة من البشر متحدة مع بعضها البعض نتيجة لخطأ‬
‫مشترك من أسالفهم ولكرههم المشترك لجيرانهم " ‪.‬‬
‫تولد القومية إحساسا عاما لدى األفراد بدفعهم إلى توجيه والئهم نحو أمتهم وانتمائهم إلى دولة‬
‫قومية واحدة هذا ما يؤثر على السياسات الداخلية والخارجية إما سلبا أو إيجابا فللقومية دور‬
‫‪1‬‬
‫كبير في توحيد الشعوب‪.‬‬
‫‪-2‬الخصائص المجتمعية ‪ :‬يقصد بالعوامل المجتمعية األفكار الراسخة في أذهان المجتمع‬
‫التي تؤثر على رؤيتهم للعالم السياسي وثقافتهم السياسية والشخصية القومية واالنسجام‬
‫االجتماعي التي تؤثر على السياسة الداخلية ومن ثم السياسة الخارجية ‪.‬‬

‫‪-9‬النسق العقيدي الوطني ‪ :‬حدد لويد جونيس أثار النسق العقيدي على السياسة الخارجية‬
‫ونذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يمثل النسق العقيدي شاشة إدراكية لألحداث الدولية حيث تقوم الدولة من خالله بتفسير‬
‫األحداث الخاصة في الساحة الدولية مع ما يتوافق ونسقها العقيدي ‪.‬‬

‫‪-2‬يقوم النسق العقيدي بتنفيذ السياسة الخارجية فيعير صانعي القرار على التصرف بما‬
‫يتوافق ومعتقدات شعوبهم‪.‬‬

‫‪-3‬تقدم األنساق العقيدية كوسيلة لتبرير السياسة الخارجية وخياراتها فهذه الخيارات وضعت‬
‫لتحقيق مصالح األمن القومي ‪.‬‬

‫‪1‬المرجع نفسه‌‪،‬ص‌ص‌‪‌33-34‬‬

‫‪90‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬تستخدم الدولة األنساق العقيدية كأدوات دعائية لتبرير السياسات المتبعة والحصول على‬
‫تأييد لها ‪.‬‬

‫‪-.5‬تدعم األنساق العقيدية الوحدة الوطنية ‪.‬‬

‫‪-5‬اإليديولوجية ‪ :‬السياسة الخارجية هي نتاج لخبرات الدول السابقة والمعتقدات التي‬


‫‪1‬‬
‫تجمعت عبر الزمن فالسياسات الخارجية في كل دولة تصنع حسب إيديولوجيتها‪.‬‬

‫‪)4‬المحددات الجغرافية ‪ :‬إن للخصائص الجغرافية أثر في تحديد السلوك السياسي للدولة‬
‫وعالقتها الخارجية فكل من الموقع الجغرافي ‪ ،‬المساحة ‪،‬التضاريس كعوامل أساسية في‬
‫تحديد الجغرافيا السياسية ذلك ألنه ينعكس على سلوكها السياسي وتوجهات سكانها‪.‬‬
‫‪)5‬المحددات السياسية ‪ :‬إن السلطة التنفيذية تتولى مهمة صنع السياسة الخارجية ‪ ،‬كما أن‬
‫السياسة الخارجية لكل دولة تحدد حسب طبيعة نظامها والقيود المفروضة عليه إضافة إلى‬
‫توجهات الرأي العام الذي له دور في تشكيل السياسة الخارجية دون إغفال دور القيادة‬
‫السياسية في صناعة السياسة الخارجية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬المحددات الخارجية ‪ :‬هي تلك العوامل الخارجية المؤثرة على السياسة الخارجية للدولة‬
‫نتيجة لتفاعل هذه الدولة مع الوحدات الدولية األخرى وتشمل ما يلي ‪:‬‬

‫‪-0‬النسق الدولي ‪ :‬يعبر عن تلك العناصر ذات االعتماد المتبادل فيما بينها بعالقات معينة‬
‫‪2‬‬
‫حيث إذا حصل تغير في تلك العالقات فإن بقية العالقات تتغير تبعا له‪.‬‬

‫يحتوي هذا النسق على أربعة أبعاد وهي كاألتي ‪:‬‬

‫‪-0‬الوحدات الدولية ‪ :‬تؤثر على الفاعلين الدوليين الكائنين في النسق حسب درجة استقرار‬
‫النسق ‪.‬‬

‫‌‪ ‌1‬تامر‌كامل‌الخزرجي‌‪ ،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌ص‌‪‌‌93-91‬‬


‫‪2‬محمد‌طه‌بدوى‌‪‌،‬مدخل الى العلوم السياسية‌(القاهرة‌‪‌:‬منشأة‌المعارف‌‪‌)9334‌،‬ص‌‪‌402‬‬

‫‪91‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬البنيان الدولي ‪ :‬يقصد به كيفية ترتيب وحدات النسق الدولي في عالقتها مع بعضها‬
‫البعض ‪.‬‬

‫‪-2‬المستوى المؤسسي للنسق ‪ :‬يحتوي على مدى وجود تنظيمات دولية فاعلة ومختلف‬
‫األطراف القانونية لممارسة العالقات الدولية ‪.‬‬

‫‪-2‬المسافة الدولية ‪ :‬ويقصد بها التشابه بين وحدات دولية تجمع بينها عالقات تربطها‬
‫يبعضها البعض ‪.‬‬

‫‪-3‬االستقطاب الدولي ‪ :‬تأثير الوحدات الثالثية على السياسة الخارجية لوحدتين دوليتين‬
‫اتجاه بعضها البعض ‪.‬‬

‫‪-9‬االعتماد االقتصادي الدولي ‪ :‬نقصد به اعتماد الدول على بعضها البعض في هيكلية‬
‫اقتصادها أي العالقات االقتصادية القائمة بين دولتين أو أكثر من هيئة على أساس التعاون‬
‫والمبادالت االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -1‬التفاعالت الدولية ‪ :‬تقوم الدول بتغيير سياستها الخارجية حسب الظروف التي تفرضها‬
‫عليها الساحة الدولية وحسب سلوكيات الدول األخرى اتجاهها وتضم هذه التفاعالت ‪:‬‬

‫‪-1‬تأثير سلوك الدولة الخارجية بالدول األخرى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-2‬المبادالت االقتصادية والمعامالت بين الدول ‪.‬‬

‫‪1‬محمد‌السيد‌سليم‌‪ ،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌ص‌‪‌049-039‬‬

‫‪92‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬السياسة الخارجية الجزائرية‬

‫إن السياسة الخارجية الجزائرية لها من األهمية مكان باعتبارها تمثل صورة الجزائر خارجيا‬
‫وباعتبارها من جهة ثانية جزء ال يتج أز من السياسة العامة للدولة الجزائرية إذ يخصص لهذا‬
‫القطاع ميزانية معتبرة كونها قادرة على إنعاش كافة المجاالت بما فيها االقتصادية‬
‫واالجتماعية ‪،‬الثقافية وحتى جانب المعلومات ‪.‬‬
‫ولذلك سوف تقتصر دراستنا على أهم العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الجزائرية وأهم‬
‫صناع السياسة الخارجية لنصل إلى أهداف الرئيس من السياسة الخارجية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬العوامل الخارجية المؤثرة في السياسة الخارجية الجزائرية‬
‫‪ )1‬العامل السياسي ‪:‬‬
‫تأثرت الجزائر بتحوالت ما بعد الحرب الباردة حيث ساهمت في إعادة صياغة السياسة‬
‫الخارجية الجزائرية وذلك بتغيير الخريطة السياسية للبالد بوصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‬
‫إلى حكم ‪،‬ومنه تغير مدركات صانع القرار الجزائري لكيفية تكييف السلوك الخارجي مع‬
‫التطورات السياسية بعد الحرب الباردة وبعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2331‬وما رافقها من‬
‫أطروحات كالصراع الحضاري الذي يشكل منطلقا للدولة الغربية ‪.‬‬

‫السياسة الخارجية بعد نهاية الحرب الباردة ‪:‬‬


‫كانت الجزائر تتمتع بهامش من المناورة أثناء الحرب الباردة استطاعت أن تلعب دو ار على‬
‫كافة األصعدة بدءا بقيادتها لدول العالم الثالث ودفاعها عن القضايا العربية واإلفريقية على‬
‫رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية والدعوة إلى إقامة نظام دولي جديد قائم‬
‫على المساواة بين الشمال والجنوب وتعزيز التعاون جنوب جنوب‪.‬‬
‫بالرغم من انتماء الجزائر إلى كتلة عدم االنحياز إال أنها عمليا كانت تنتمي إلى المعسكر‬
‫االشتراكي وتصنف من الدول الرافضة للنظام الدولي القائم ومعها بعض الدول كمصر‬
‫‪،‬العراق ‪،‬الهند ‪....‬‬

‫‪93‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إال أن نهاية الحرب الباردة وتصدع المعسكر الشيوعي وظهور الواليات المتحدة األمريكية‬
‫كقطب مسطر أفقد الجزائر هامش التحرك ووجدت نفسها مضطرة إلى التكيف مع هذه‬
‫‪1‬‬
‫التحوالت‪.‬‬
‫كانت الجزائر من الدول التي استجابت للتغيرات المفروضة من الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وذلك من خالل تبنيها التعددية السياسية من خالل دستور ‪ 1414‬وظهور ذلك في تأسيس‬
‫‪ 53‬حزب سياسي و ‪ 55‬ألف جمعية‪ .‬غير أن هذا االنفتاح السياسي أدى إلى صعود أحزاب‬
‫إسالمية على رأسها الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ التي فرضت نفسها على الساحة السياسية‬
‫خاصة في ظل تصاعد التيار اإلسالمي عربيا واسالميا بفعل نجاح الثورة اإليرانية ‪1474‬‬
‫وظهر تنامي التيار اإلسالمي في الجزائر من خالل فوز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ب ـ ـ ‪% 63‬‬
‫‪2‬‬
‫من األصوات في االنتخابات التشريعية لسنة ‪.1441‬‬
‫لذلك فتراجع حركية السياسية الخارجية الجزائرية خالل التسعينات كان نتيجة انعدام االستقرار‬
‫الداخلي الناتج عن تغير األوضاع الدولة وتفكك نظام التوازن العالمي الذي كان يوفر لدول‬
‫‪3‬‬
‫الجنوب استقرار نسبيا‪.‬‬
‫ومنه فإن تأثير العوامل الخارجية على السياسة الخارجية الجزائرية في سنوات األزمة كان‬
‫يسير باتجاه الركود وقد ساهم في ذلك حدوث نوع من التفكك داخل المجتمع الجزائري صعب‬
‫من مهمة المفاوض الجزائري في الدفاع عن مصالح بالده األمر الذي جعل حجم تنازالته‬
‫لألطراف الخارجية األقوى منه أكثر من مكاسبه لذلك كان العامل الخارجي قيد على السياسة‬
‫الخارجية ‪.‬‬
‫لقد شمل تأثير العوامل الخارجية في بعدها السياسي على السياسة الخارجية الجزائرية كافة‬
‫المستويات وسوف نقتصر على توضيح هذا التأثير على المستوى اإلقليمي ‪.‬‬

‫‪‌1‬الياس‌بوكراع‌‪،‬الجزائر ‪ :‬الرعب المقدس‌‪‌(،‬بيروت‌‪‌:‬دار‌الفرابي‌‪،‌)‌9330،‬ص‌‪‌.‌99‬‬


‫‪‌-‌2‬تمام‌مكرم‌البرازي‌‪،‬الجزائر تحت حكم العسكر من زروال إلى بوتفليقة‌(‌القاهرة‌‪‌:‬مكتبة‌مدبولي‌‪،‌)‌9339،‬ص‌‬
‫‪‌.‌919‬‬
‫‪‌3‬زهرة‌بن‌عروس‌وآخرون‌‪،‬اإلسالموية السياسية ‪ :‬المأساة الجزائرية‌(‌بيروت‌‪‌:‬دار‌الفرابي‌‪،‌)‌9339‬ص‌‪‌.2‬‬

‫‪94‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التأثير على المستوى اإلقليمي ‪:‬‬


‫تعتبر الجزائر قوة إقليمية ببعدها الجغرافي فهي تقع في قلب المغرب العربي تعتبر بوابة‬
‫إفريقيا الشمالية وتشكل الصحراء العمق اإلفريقي لها فطبيعة الموقع الجغرافي للجزائر جعلها‬
‫أكثر الدول عرضة لتأثيرات العوامل الخارجية كانتشار التكتالت الدولية وتصاعد ظاهرة‬
‫العولمة مما دفع بالجزائر إلى االلتفات للجبهة اإلقليمية بحثا عن تفعيل أطر وقنوات الحوار‬
‫والتعاون بها عبر مختلف اآلليات كجامعة الدول العربية اتحاد المغربي العربي ‪،‬االتحاد‬
‫اإلفريقي وهذا ما أكده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في العديد من المناسبات ‪.‬‬
‫» ‪ ...‬بات الصوت الوحيد غير مسموع ‪،‬والطرف المنفرد غير مستساغ والحوار الثنائي الذي‬
‫يتناول القضايا المتعددة غير مجد وانما هي تكتالت إقليمية ودولية تقوم على أساس تبادل‬
‫‪1.‬‬
‫المنافع والمصالح ‪« ...‬‬
‫كان تأثير التفاعالت إقليمية على السياسة الخارجية الجزائرية في العديد من الجبهات سوف‬
‫نقتصر على الجبهة العربية ‪.‬‬

‫الجبهة العربية ‪:‬‬


‫كانت قضية الصحراء الغربية من المعطيات الخارجية األكثر تأثي ار في سياسة الجزائر‬
‫االقليمية بالخصوص في منطقة المغرب العربي حيث ظلت الجزائر تعتبر قضية الصحراء‬
‫الغربية قضية استعمار يجب تصفيته وفقا المبدأ الثالث لها في حق الشعوب في تقدير‬
‫مصيرها ‪،‬لذلك سعت إلى التقرب من الدول التي لها تأثير في القضية كالواليات المتحدة‬
‫األمريكية اسبانيا فرنسا بغية تعزيز موقفها من النزاع كما بقى موقف الجزائر ثابتا من‬
‫مختلف القضايا العربية كضرورة استعادة جميع األراضي العربية المحتلة وتفاعلها مع‬
‫مختلف األحداث العربية جاء من خالل استضافتها للقمة العربية في مارس ‪ 2334‬والتي‬
‫دعت فيها الجزائر إلى إصالح هياكل الجامعة العربية بما يجعل ق ارراتها إلزامية وأكثر‬

‫‪‌1‬كلمة‌الرئيس‌بوتفليقة‌في‌الدورة‌‪ ‌90‬للجنة منظمة الوحدة اإلفريقية للعمل والشؤون االجتماعية‌الجزائر‌‬


‫‪‌9333/31/93،‬في‌‪‌:‬إبراهيم‌رماني‌مختارات من خطب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ‪ : 6002 – 9111‬الدبلوماسية‬
‫الجزائرية في األلفية الثالثة‌(‌الجزائر‌‪‌:‬منشورات‌‪،‌)‌9330‌ANEP‬ص‌‪‌.‌924‬‬

‫‪95‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شرعية » ‪ ...‬إن كل إرادة إلعادة إنعاش المشروع الوحدوي العربي ينبغي أن ترتكز على‬
‫جملة من التعديالت المؤسساتية على مستوى جامعة الدول العربية باتجاه توسيع صالحياتها‬
‫‪1‬‬
‫ومراجعة أنماط اتخاذ ق ارراتها ‪.« ...‬‬

‫‪ )2‬العامل االقتصادي ‪:‬‬


‫أ) العولمة االقتصادية ‪ :‬فرضت العولمة االقتصادية جملة القيود على الدول خاصة النامية‬
‫ذلك من خالل مؤسساتها المالية المتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ‪.‬‬
‫ظهرت هذه القيود على الجزائر خالل األزمة البترولية لسنة ‪ 1416‬عرفت الجزائر على‬
‫إثرها أزمة اقتصادية حادة ‪،‬فلقد كانت السياسة الخارجية الجزائرية موجهة للحصول على دعم‬
‫خارجي للخروج من األزمة وذلك يتجلي في لجوئها إلى المؤسسات المالية قصد تمويل‬
‫االقتصاد الجزائري وذلك يتطلب الحصول على تأييد من الواليات المتحدة األمريكية ذلك‬
‫بتبني التوجه نحو اقتصاد السوق ‪.‬‬
‫أما تأثير العولمة االقتصادية على الجزائر ظهر وفق إدراك بضرورة إدماج االقتصاد‬
‫الجزائري في منظومة االقتصاد العالمي ومن هنا جاءت تحركات الدبلوماسية الجزائرية على‬
‫المستوى الخارجي حيث عملت على جلب االستثمارات األجنبية إضافة إلى وضع قوانين‬
‫مضادة للرشوة والفساد ‪.‬‬
‫ب) الشراكة االقتصادية ‪:‬‬
‫أصبح خيار الشراكة من الخيارات الناجعة لالندماج في االقتصاد العالمي لذلك سعت‬
‫الجزائر للدخول في مختلف الشراكات االقتصادية سواء الثنائية أو المتعددة األطراف وأبرزها‬
‫اتفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي الذي وقعت في ‪ 14‬ديسمبر ‪. 2331‬‬

‫‪‌‌1‬كلمت‌الرئيس‌عبد‌العزيز‌بوتفليقة‌خالل‌المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر العربي‌‪،‬بيروت‌‪‌49‬ديسمبر‌‪،‌9330‬في‌‬


‫خطب‌ورسائل‌‪‌،‬ج‌‪‌03(‌,0‬سبتمبر‌‪‌94‌،‬ديسمبر‌‪،‌)‌9330‬ص‌‪‌044‬‬

‫‪96‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج) التكتالت االقتصادية ‪:‬‬


‫ظهر تأثير هذا المتغير الخارجي على سياسية الجزائر الخارجية من خالل سعيها إلى تعزيز‬
‫وبناء مختلف التكتالت اإلقليمية ذات البعد االقتصادي فعلى الصعيد العربي قامت الجزائر‬
‫بتوقيع اتفاقية تنمية التجارة وتسيير التبادل التجاري العربي في ‪. 2334‬‬
‫‪ )2‬البعد الطاقوي ‪:‬‬
‫يرجع دور عامل الطاقة وتأثيره في عالقات الجزائر الخارجية إلى كون أنها تعتمد في‬
‫سياستها الداخلية والخارجية على قطاع المحروقات وعلى النفط بالدرجة األولى بحيث يمثل‬
‫‪ % 35‬من الناتج المحلي الخام ‪1‬و ‪ % 47‬من صادرات الجزائر وبذلك تتوقف عليه كل‬
‫‪2‬‬
‫كما أنه يعتبر المصدر األساسي لها‬ ‫السياسات االجتماعية كالتشغيل وتمويل المشروعات‬
‫بالعملة الصعبة ولذلك ظلت الجزائر تسعى لزيادة حصة إنتاجها البترولي في منظمة األوبيك‬
‫)‪ (OPEC‬التي تعتبر عضوا فاعال فيها إلى أن وصل أعلى مستوياته في سنة ‪ 2335‬و‬
‫‪3‬‬
‫بعدما كان االنتاج يقدر بـ ‪ 133‬ألف برميل‬ ‫‪ 2336‬حيث بلغ ‪ 1.4‬مليون للبرميل الواحد‬
‫يوميا في سنة ‪ 2332‬و ‪ 1.1‬مليون في ‪ 2333‬وهذا ما يمثل نسبة بـ ‪ % 6.5‬وقد بلغت‬
‫نسبة االحتياطات البترولية ‪ 43‬مليار دوالر في سنة ‪ 2336‬وبذلك تحتل الجزائر المركز ‪14‬‬
‫فيما يتعلق بامتالكها النفط العالمي لكن اعتماد الجزائر في سياستها على النفط جعلها أكثر‬
‫عرضة لتأثيرات العوامل الخارجية والمتمثلة في تقلبات األسعار العالمية للنفط التي تحددها‬
‫السوق الخارجية مثل ما حدث خالل األزمة االقتصادية التي عرفتها الجزائر في الثمانينات‬
‫جراء انهيار أسعار البترول من ‪ 33‬دوالر إلى ‪ 4 15‬دوالر للبرميل والتي أدت إلى ارتفاع‬
‫معدالت المديونية الخارجية إلى ‪ 26‬مليار دوالر وتراجع الدول الدائنة والبنوك التجارية عن‬

‫‪‌1‬الجمهورية‌الجزائرية‌الديمقراطية‌الشعبية‌‪،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‌‪،‬مشروع‌تقرير‌حول‌الظرف‌االقتصادي‌‬


‫واالجتماعي‌للسداسي‌الثاني‌من‌سنة‌‪،‌9330‬ماي‌‪،‌9330‬ص‌‪‌.‌90‬‬
‫‪‌2‬محمد‌رضا‌» الذهب األسود " مال‌وأعمال‌‪،‬عدد‌‪‌(،‌34‬مارس‌‪،‌)‌9333‬ص‌‪‌.‌43‬‬
‫‪‌3‬حسين‌فواز‌»‌االقتصاد الجزائري بين اإلصالح والتعديات «‌مجلة‌االقتصاد‌واألعمال‌‪،‬عدد‌خاص‌(‌سبتمبر‌‪‌)‌9330‬‬
‫‪،‬ص‌‪‌.‌93‬‬
‫‪‌4‬شاكر‌الغربي‌‪ "،‬آثار التحوالت الدولية على التنمية االقتصادية واالجتماعية بالجزائر " أعمال‌الملتقى‌الدولي‌األول‌‬
‫بكلية‌العلوم‌السياسية‌واإلعالم‌‪،‬جامعة‌الجزائر‌‪،‬ص‌‪‌.123‬‬

‫‪97‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تقديم قروض للجزائر مما أثر سلبا على القدرة الدبلوماسية للجزائر وذلك بفقدانها جزء مهم‬
‫من قوتها المرتبطة بالثروة البترولية‪.‬‬
‫إ ضافة أن أسعار النفط عرفت بعض االختالالت ‪،‬فبعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر التي استهدفت‬
‫الواليات المتحدة األمريكية انخفضت أسعار البترول حيث أدت هذه األحداث إلى انكماش‬
‫االقتصاد العالمي بعد الجمود الذي عرفته واردات الواليات األمريكية وأهمية الجزائر كبلد‬
‫منتج للنفط جعلها تدخل ضمن المصالح الغربية التي تهدف إلى السيطرة على ثروات البالد‬
‫العربية ‪.‬‬
‫أما الغاز الطبيعي فالجزائر تحتل مكانة كبيرة على المستوى الدولي باعتبارها الثالثة في‬
‫تصدير الغاز الطبيعي والثانية في تصدير الغاز الطبيعي المميع ‪،‬وتملك خامس احتياطي‬
‫عالمي بـ ‪ 4533‬مليار وتحتل المرتبة الثالثة وتعتبر الجزائر المورد األساسي ألوروبا في‬
‫ميدان الطاقة فهي تغطي نسبة ‪ 12‬إلى ‪ % 15‬من الطلب اإلجمالي األوروبي‬
‫بــــ‬ ‫وي عد قطاع المحروقات أكبر القطاعات جلبا لالستثمار حيث حققت نسبة استثمارات‬
‫‪ 5‬ماليير دوالر سنة ‪ 2335‬منها ‪ 1.21‬مليار دوالر استثمارات أجنبية مباشرة ركزت هذه‬
‫االستثمارات على استغالل وتطوير قطاع المحروقات ومحطات الطاقة وتطوير بعض المواد‬
‫المعدنية ‪ ,‬فعامل الطاقة هو الذي يحدد طبيعة العالقات الخارجية للجزائر وأهم شركائها‬
‫االقتصاديين وعلى رأسهم الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد األوروبي وهذا األخير تتكثف‬
‫العالقات الجزائرية معه بسبب وجود الهياكل القاعدية والبترولية والغازية الهامة بالقرب من‬
‫‪1‬‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫وبهذا لعب البعد الطاقوي دو ار في تحديد توجهات وأولويات السياسية الخارجية الجزائرية‬
‫وذلك راجع إلى الظروف الخارجية التي ميزها ارتفاع مستمر في أسعار البترول الذي يشكل‬
‫عصب االقتصاد الجزائري حيث عرفت عائدات الجزائر ارتفاعا مستم ار في المحروقات بلغ‬

‫‪‌1‬كنوش‌عاشور‌‪،‬بلعزوز‌بن‌علي‌‪ »،‬ا لغاز الطبيعي الجزائري ورهانات السوق الغازية‌«‌مجلة‌العلوم‌اإلنسانية‌‪،‬عدد‌‬


‫‪،‌9330،‌39‬ص‌‪‌.‌9‬‬

‫‪98‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 45.6‬مليار دوالر بنسبة زيادة تقدر بـ ‪ % 45‬مقارنة مع سنة ‪ 2334‬في حين أن صادرات‬
‫الجزائر خارج قطاع المحروقات بقيت في أدنى المستويات حيث وصلت قيمتها في نهاية‬
‫سنة ‪ 2335‬إلى ‪ 473‬مليون دوالر وهذا يؤكد استمرار اعتماد الجزائر في اقتصادها على‬
‫قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ )9‬العامل األمني ‪:‬‬
‫بعد نهاية الحرب الباردة ظهرت مصادر تهديد جديدة أصبحت عابرة للقارات كالهجرة الغير‬
‫شرعية ‪،‬تجارة المخدرات ‪،‬اإلرهاب والذي شكل محور السياسات األمنية للدول خاصة بعد‬
‫أحداث ‪ 11‬سبتمبر التي نتج عنها عولمة لمفهوم األمن كل هذه التطورات لم تكن الجزائر‬
‫بمنأى عنها خاصة وأنها كانت من أكثر الدول تضر ار ظاهرة اإلرهاب بفعل األزمة الداخلية‬
‫التي عاشتها ألكثر من عشرية وخلفت أكثر من ‪ 233‬ألف قتيل ‪ 633‬ألف مهاجر ‪،‬أكثر‬
‫‪1‬‬
‫من مليون ضحية للعنف خالل ثمانية أعوام ( جانفي ‪، 1442‬جانفي ‪.)2333‬‬
‫فع لى المستوى اإلقليمي كان الهاجس األمني عامال أساسيا في دخول الجزائر لمختلف‬
‫المبادرات وتوقيعها للعديد من االتفاقيات اإلقليمية الخاصة بمكافحة اإلرهاب ‪.‬‬
‫» ‪ ...‬لقد سعت الجزائر من أجل إبرام اتفاقيات حول مكافحة اإلرهاب خاصة بكل منظمة‬
‫من المنظمات الجهوية اإلفريقية والعربية واإلسالمية التي تنتمي إليها وساهمت هذه‬
‫االتفاقيات بالقدر األوفى في تعزيز اإلطار القانوني الدولي الضروري لكل عمل تعاوني فعال‬
‫‪2‬‬
‫في مجال مكافحة اإلرهاب «‪.‬‬
‫وبسبب االنتشار الواسع للشبكات اإلرهابية كان ال بد من وجود تعاون مكثف بين الدول‬
‫العربية للقضاء على هذه الظاهرة فظهر تفاعل الجزائر مع الوضع في توقيعها على االتفاقية‬
‫العربية لمكافحة اإلرهاب و التي دخلت حيز النفاذ في ماي ‪ 1444‬وفي مساهمتها في حل‬
‫بعض الخالفات ا لعربية الهادفة إلى تحقيق األمن والسلم حيث كان لها دور في اإلفراج عن‬

‫‪‌1‬عبد‌الحميد‌إبراهيمي‪،‬في أصل األزمة الجزائرية ‪‌(9111-9151‬بيروت‌‪‌:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‌‪،‬أفريل‌‬


‫‪،)‌9334‬ص‪‌.929‬‬
‫‪‌2‬كلمة‌الرئيس‌عبد‌العزيز‌بوتفليقة‌في‌الدورة ‪ 55‬للجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة نيويورك‌‪‌9339/39/49‬في‌‬
‫إبراهيم‌رماني‌‪،‬مرجع سابق‌‪،‬ص‌‪‌.‌939‬‬

‫‪99‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 333‬أسير مغربي كانوا محجوزين لدى جبهة البوليساريو في خطوة لتهدئة األوضاع‬
‫بالصحراء الغربية ‪.‬‬
‫لقد كان المتغير األمني محدد أساسي في سياسة الجزائر الخارجية ‪،‬خصوصا بعد أحداث‬
‫‪ 11‬سبتمبر التي جاءت مدعمة لسلوك الجزائر الخارجي في ضرورة التعاون الدولي وذلك‬
‫من خالل االتفاقيات والملتقيات الدولية التي حرضت الجزائر على حضورها كطرف دولي‬
‫فعال في إرساء قواعد السلم العالمي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األقطاب الفاعلة في صنع السياسة الخارجية‪.‬‬

‫هناك حشد من الباحثين المهتمين بالشؤون الجزائرية يتكلمون عن مؤسستين تتجاذبان صنع‬
‫القرار السياسي وهما المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة ن األولى بصفتها الصانع الفعلي‬
‫للقرار السياسي والثانية تحاول انتزاع هذا المركز لتتطابق سلطتها الرسمية مع السلطة الفعلية‬
‫وخاصة بعد مجيء الرئيس بوتفليقة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المؤسسة العسكرية ‪:‬‬

‫يعتبر الجيش مؤسسة لألمة يمتنع عن االنشغال بالسياسة والسلطة داخل المجتمع ويفترض‬
‫به أن يكون ملتزما بمهامه المنوطة به دستوريا‪.‬‬

‫تتميز المؤسسة العسكرية في الدول الغير ديمقراطية بتفوقها على باقي المؤسسات األخرى‬
‫بسبب جملة الخصائص والعوامل يتجلى أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬احتكار القوة ‪.‬‬

‫‪-2‬أنها أكثر المؤسسات الوطنية تطو ار من ناحية التكامل القومي ‪.‬‬

‫‪-3‬أنها أكثر المؤسسات تقدما من الناحية العصرية ‪ ،‬التكنولوجية ‪ ،‬التنظيمية ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬الضعف السياسي للطبقة الوسطى وقواها المدنية وأحزابها وغياب مؤسسات اجتماعية‬
‫‪1‬‬
‫حديثة ومنظمة‪.‬‬

‫* في الجزائر إن تدخل الجيش في السياسة ليس حك ار على فترة دون األخرى وهناك شواهد‬
‫عديدة على ذلك ‪ ،‬فمن الناحية الدستورية نجد أن الميثاق الوطني الصادر في ‪ 1476‬وفي‬
‫‪ 1416‬قد أناط الجيش ثالث مهمات رئيسية ‪:‬‬

‫‪-1‬الدفاع عن سالمة التراب الوطني ‪.‬‬

‫‪-2‬الذوذ عن الثورة االشتراكية ‪.‬‬

‫‪-3‬المساهمة في تنمية البالد وبناء مجتمع جديد‪.‬‬

‫ومن الناحية العملية وحسب الياس بوكراع هناك صيغا أربعة لهذا التدخل تتمثل في ‪:‬‬

‫‪-1‬الجي ش الوطني الشعبي كان ممثال في السلطة السياسية إلى غاية شهر مارس ‪.1414‬‬
‫(مع بداية التجربة الديمقراطية انسحب من المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني )‪.‬‬

‫‪-2‬يتولى الجيش مهمة اختبار رؤساء الجمهورية ‪.‬‬

‫‪-3‬يحسم ويفصل في الصراعات السياسية ‪.‬‬

‫‪-4‬الجيش يمارس دور سياسيا من خالل محافظته على االستقرار الداخلي ومراقبة النمط‬
‫‪2‬‬
‫السياسي‪.‬‬

‫‪-‬إن هذه النقطة األخيرة أدت إلى أن تصبح مهمة الجيش تتمحور حول قضايا األمن‬
‫الداخلي رغم أن دستور ‪ 1446‬جعل مهمة الجيش تختص بالدفاع الخارجي حيث جاء في‬

‫‪ ‌1‬مجدي‌حماد‌‪‌،‬العسكريون العرب وقضية الوحدة‌‪‌،‬ط‪(‌،‌4‬بيروت‌‪‌:‬مركز‌دراسات‌الوحدة‌العربية‌‪‌)4999‌،‬ص‌‬


‫‪‌.404‬‬
‫‪2‬الياس‌بوكراع‌‪‌،‬العالقات المدنية –العسكرية في الجزائر‌‪:‬هل‌الجزائر‌بلد‌ذو‌نظام‌عسكري‌‪.‬مجلة‌الجيش‌‪‌،‬العدد‌‪‌134‬‬
‫‪،‬ديسمبر‌‪‌،‌9334‬ص‌‪‌.‌01‬‬

‫‪101‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المادة (‪ )25‬منه " تنتظم الطاقة الدفاعية لألمة ودعمها وتطويرها حول الجيش الوطني‬
‫الشعبي تتمثل المهمة الدائمة للجيش الشعبي الوطني في المحافظة على االستقالل الوطني‬
‫والدفاع عن السيادة الوطنية كما يضطلع بالدفاع عن وحدة البالد وسالمتها الترابية وحماية‬
‫مجالها البري والجوي ومختلف مناطق أمالكها البحرية "‪.‬‬

‫‪-‬أما بالنسبة النسحاب الجيش من السياسة يبدوا أن إمكانيته موزعة بين أسباب متعلقة‬
‫بالجيش في حد ذاته من حيث تموقعه الداخلي وروابط القوة السائدة فيه إذ من المعتقد أن‬
‫الجيش المتماسك والمترابط داخليا هو األقدر على الحد من تدخله في السياسة إن رغب في‬
‫ذلك وأسباب أخرى ترتبط بالبيئة الخارجية له تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬درجة نمو الوعي السياسي للجماهير ودرجة تطور منظماتها السياسية الحزبية والنقابية‬
‫ومدى نمو خبرة القوى المؤيدة للمشاركة السياسية‪.‬‬

‫‪-2‬ضرورة االستجابة لمطلب التنمية االقتصادية وهذا يتطلب خبرات فنية وتكنوقراطية‬
‫متخصصة ‪.‬‬

‫‪-3‬وجود نخبة مدنية مالئمة لتسليمها السلطة أو لدخولها معترك استرداد السلطة وانتزاعها‬
‫‪1‬‬
‫نزعا‪.‬‬

‫ثانيا مؤسسة الرئاسة ‪:‬‬

‫إن للسياسة الخارجية خوصصة تتميز بها عن باقي السياسات األخرى التي تتبعها الدولة في‬
‫إدارة نشاطاتها المختلفة وبالتالي فالرقابة الديمقراطية عليها قد تحد من فعاليتها لذا وجب أن‬
‫ال تخضع لنفس الرقابة السياسية التي تخضع لها المبادرات الحكومية األخرى ألنها تتعلق‬
‫بالمصلحة القومية واألمن والمصالح اإلستراتيجية للدولة في محيط دولي مليء بالخصوم‬
‫وانطالقا من ذلك يفضل أن تضطلع السلطة التنفيذية بمجال الشؤون الخارجية ‪.‬‬

‫‪‌1‬مجدي‌حمادة‪‌,‬مرجع سابق–ص‌‪‌994‬‬

‫‪102‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬إن هذا التفضيل يجد أساسه فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬تعقد وتزايد أهمية الشؤون الدولية إضافة إلى السرعة التي تتم بها مختلف التفاعالت‬
‫الدولية أدى إلى ضرورة أن تكون عملية صنع السياسة الخارجية أكثر مركزية ‪.‬‬

‫‪-2‬يمكن لشخص واحد أن يرسم السياسة الخارجية بصورة أفضل من هيئة جماعية‬
‫كالبرلمان‪.‬‬

‫‪-3‬السرية التي عادة ما تتسم بها الشؤون الخارجية ‪.‬‬

‫ينتج عن هذا أن يكون تدخل البرلمان بالشؤون الخارجية تدخال الحقا إذ ال يأخذ المبادرة في‬
‫ق اررات السياسة الخارجية وانما يقتصر دوره على الموافقة أو االعتراض على السياسة التي‬
‫تقترحها السلطة التنفيذية وفي هذا اإلطار نجد أن مؤسسة الرئاسة تلعب الدور المركزي في‬
‫صنع ق اررات السياسة الخارجية وفق نظرية " المجال المحجوز " التي تعتبر أن عملية صنع‬
‫القرار هي حكر على الذين يحتلون قمة الهرم السلطوي في الدولة ‪.‬‬

‫‪-‬وفي الجزائر يمكن القول أن مجال الشؤون الخارجية تختص به السلطة التنفيذية لما أتيح‬
‫لرئيس الجمهورية من صالحيات كبيرة ويبقى للبرلمان إمكانية فتح نقاش حول السياسة‬
‫الخارجية بناءا على طلب رئيس الجمهورية أو رئيس إحدى الغرفتين كما أوردته المادة‬
‫(‪ )133‬من دستور ‪ 21‬نوفمبر ‪. 1446‬‬

‫حسب دساتير الجزائر منحت سلطات واسعة لرئيس الجمهورية في تحديد وتوجيه السياستين‬
‫الداخلية والخارجية ودستور ‪ 1463‬في مادته (‪ )51‬منح لرئيس الجمهورية حق تحديد سياسة‬
‫الحكومة وتوجيهها و تسييرها وتنسيق السياستين الداخلية والخارجية للبالد واستمر على‬
‫منواله دستور ‪ 1476‬الذي بموجبه يقرر الرئيس السياسة ‪.‬العامة لألمة وقيادتها وتنفيذها ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما دستور ‪ 1414‬نصت المادة (‪ )74‬من أن رئيس الجمهورية "يقرر السياسة الخارجية‬
‫لألمة ويوجهها ‪"1‬وبذلك فانه يعين سفراء الجمهورية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج وينهي‬
‫مهامهم ‪ ،‬ويتسلم أوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم ‪ ،‬ونفس‬
‫الشيء بالنسبة للمادة (‪ )77‬من دستور ‪. 1446‬‬

‫إذن من الناحية القانونية ينفرد الرئيس بصنع سياسة الجزائر الخارجية وفق ما خول له من‬
‫صالحيات لكن من الناحية الفعلية يبدو األمر على غير هذا النحو ‪ ،‬إذ يرتبط أوال بطبيعة‬
‫العالقة التي تربط المؤسستين ‪ :‬العسكرية والرئاسية وثانيا بالشخصية التي تشغل منصب‬
‫رئيس الجمهورية ومدى استعدادها لممارسة كامل الصالحيات التي يتيحها هذا المنصب ‪.‬‬

‫بالنسبة للنقطة األولى يصورها البعض على أنها وجهين يصعب الفصل بينهما فمن ناحية‬
‫تظهر العالقة تعاونية إذ أن الرئيس يؤكد احترامه للجيش وامتنانه للدور الكبير الذي لعبه في‬
‫مقاومة اإلرهاب والمحافظة على الطابع الجمهوري للدولة ومن ناحية أخرى تكشف عن‬
‫الطابع الصراعي بينهما إذ أن الرئيس يؤكد على انه رئيس الجمهورية ‪ ،‬ووزير الدفاع القائد‬
‫األعلى للقوات المسلحة وان الجيش ما هو إال مؤسسة من مؤسسات الجمهورية دوره محكوم‬
‫بإطار دستوري ال ينبغي تجاوزه ولقد أعرب عن استعداده للموت من اجل وقف تدخل‬
‫المؤسسة العسكرية في عمله إذ قال ‪" :‬أنا ال أخشى احد في أي موقع كان ‪ ،‬وسأمضي في‬
‫تنفيذ ما يمليه علي ضميري ‪،‬ألنه لن يموت اإلنسان أكثر من مرة ولن يتأخر اجله أو يتقدم‬
‫دقيقة واحدة ‪.‬‬

‫‪1‬سعيد‌بوشعير‌‪‌،‬النظام السياسي الجزائري ‪(‌،‬الجزائر‌‪‌:‬دار‌الهدى‌للطباعة‌والنشر‌‌والتوزيع‌‪‌)4993‌،‬ص‌ص‌‪‌‌919‬‬

‫‪104‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دور األحزاب السياسية في صنع السياسة الخارجية الجزائرية‬

‫نتحدث عن نمطين لدور األحزاب‪:‬‬

‫األول‪:‬فيه تتكفل األحزاب برسم ووضع سياسة خارجية خاصة بها تعمل على تنفيذها مباشرة‪,‬‬
‫دون واجب المرور على الدولة للحصول على موافقتها‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬وفيه ال تعمد األحزاب السياسية إلى وضع سياسة خارجية التي تختص بها الدولة و‬
‫هو النمط الذي سنعتمد عليه في تحليلنا‪.‬‬

‫العوامل الداخلية المحددة لدور األحزاب السياسية في صنع السياسة الخارجية الجزائرية‬

‫‪-‬و هي عوامل متعلقة باألحزاب ذاتها من حيث نشأتها و تطورها‪,‬خصائصها‪,‬أدوارها ‪ ,‬إن‬


‫األحزاب في الجزائر لم تعرف التطور الذي عرفته بقية األحزاب في النظم الديمقراطية‬
‫الحديثة ما عدا حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعتبر منذ االستقالل الحزب الطالئعي‬
‫الوحيد و حزب جبهة القوى االشتراكية )‪(FFS‬غير معترف به و الذي كان يمثل حزب‬
‫المعارضة أما بقية األحزاب كانت وليدة االنفتاح على التعددية السياسية الذي أقره دستور‬
‫‪- 1414‬إن األحزاب ليست لها القدرة الكافية لتؤثر في عملية صنع السياسة الخارجية‪ ,‬و‬
‫هذا راجع إلى خصائص تتعلق باألحزاب ذاتها منها‪:‬‬

‫‪-1‬االنفصال الواضح و اتساع الهوة بين قيادة الحزب و قاعدته حيث أن القيادات تنفرد‬
‫بق اررات ال تعكس طموحات آراء القاعدة و هذا يؤدي بالحزب إلى فقدان قاعدته الشعبية‪.‬‬

‫‪-2‬غياب الديمقراطية داخل األحزاب السياسية و في سلوكها السياسي حيث أن األحزاب تفهم‬
‫من الديمقراطية والتعددية ذلك الجانب الذي يسمح لها ببلوغ سدة الحكم و إال فإنها تنفي‬
‫اآلخر و تنكر وجوده و هناك من يجد لهذا مبر ار تاريخيا‪ ,‬حيث نجد في الفكر السياسي‬
‫العربي أن الصراع على السلطة لم يكن يعني الحد من تسلطها وانما يعني الحلول محل‬

‫‪105‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحكام كأشخاص و ليس تغيير السلطة من حيث هي شكل للحكم‪ 1‬إن خير تجسيد لهذا هو‬
‫االنتخابات التشريعية لسنة ‪ 1441‬أين استنفر حزب ‪ RCD‬جميع قواه ألن تلغى نتائج‬
‫انتخابات الدورة األولى التي فازت فيها الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ بأغلبية المقاعد‪ ,‬و لم‬
‫يحصل فيها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية )‪ (RCD‬على أي مقعد كما دعا‬
‫‪2‬‬
‫الجيش بشكل علني إلى منع الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ )‪ (FIS‬من الوصول للحكم‪.‬‬

‫‪-3‬التشرذم و االنشقاق في التيار اإلسالمي مثال في بداية التسعينات انقسم إلى حوالي ‪16‬‬
‫حزبا يتنافسون على تمثيله أما بالنسبة النتخابات ‪ 1444‬أدت بالكثير من األحزاب إلى‬
‫االنقسام بدءا من حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي تولى قيادته أحمد أويحيى بعدما‬
‫أبعد أمينه العام الطاهر بن يعيش الرافض لدعم مرشح اإلجماع وكذلك بالنسبة لحركة‬
‫النهضة عندما عزل عبد اهلل جاب اهلل من قيادة الحزب‪.‬‬

‫‪-4‬االنتهازية وعدم الثبات على المواقف و يتجلى ذلك في المواقف المتقلبة التي تبديها‬
‫األحزاب حيال ما يحدث في الحياة السياسية الوطنية إذ بات من الصعب تصنيف هذه‬
‫‪3‬‬
‫األحزاب في أي إطار تتموقع هل هي مشاركة في الحكم أم أنها معارضة‪.‬‬

‫‪-5‬ضعف برامجها و تنظيمها الداخلي إذ يبدو أنها تفتقد إلى برامج واضحة و محددة و‬
‫بديلة عما تعرضه السلطة الحاكمة‪ ,‬كما أنها تتسم بضعف التنظيم الداخلي لحداثة عهدها‬
‫بالتجربة الحزبية و ال تملك قدرة التعبير عن مطالب القوى الشعبية‪.‬‬

‫‪1‬عبد‌النورعنتر‪,‬إشكالية االستعصاء الديمقراطي في الوطن العربي‪,‬المستقبل‌العربي‪,‬العدد‪‌990‬نوفمبر‪‌9334‬ص‌‪‌44‬‬


‫‪2‬هدى‌ميتكيس‪,‬توازنات القوى في الجزائر"إشكاليات الصراع على السلطة في إطار تعددي" ‪,‬المستقبل‌العربي‌العدد‌‬
‫‪‌,499‬جوان‪‌,4990‬ص‌‪‌14‬‬
‫‪3‬بدر‌حسن‌شافعي‪",‬الديمقراطية في المغرب العربي‪",‬مجلة‌الديمقراطية‪,‬العدد‌‪‌31‬خريف‌‪‌,9334‬ص‌‪‌924‬‬

‫‪106‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العوامل الخارجية المحددة لدور األحزاب في صنع السياسة الخارجية الجزائرية‪:‬‬

‫نقصد بها العوامل المتعلقة بالنظام من حيث القيود أو التسهيالت التي يمنحها لألحزاب و‬
‫رؤيته لدورها في الساحة السياسية و كذا فهمه للمعارضة‪.‬‬

‫‪-‬يحلل عدد من الباحثين العالقة التي تربط بين النظام و األحزاب في إطار التفاعل التبادلي‬
‫مع التركيز على تأثير أكبر للدول على الثانية‪ ,‬لذا يعتبرون أن جزءا مما تشهده األحزاب هو‬
‫انعكاس لبيئة النظام المأزومة بمختلف عناصرها منذ التسعينات‪ ,‬حيث فسر توقيف المسار‬
‫االنتخابي سنة ‪ 1442‬بأن النظام السياسي الجزائري ليس مستعدا إلدماج األحزاب المستقلة‬
‫في وظيفته فانه اعتبر كذلك بداية ألزمة انسحبت على منظمات المجتمع المدني و على‬
‫رأسها األحزاب ذلك عندما عمد النظام إلى‪:‬‬

‫‪-1‬حل كل الجمعيات والنقابات المرتبطة بالجبهة اإلسالمية لإلنقاذ أو التابعة لها بعد حل‬
‫الجبهة نفسها في مارس‪.1442‬‬

‫‪-2‬التضييق على منظمات المجتمع المدني أمنيا بسبب الظروف السياسية المتأزمة و‬
‫اقتصاديا بسبب االقتصاد المتردي و معلوماتيا بسبب الرقابة الحكومية الصارمة على حرية‬
‫‪1‬‬
‫تدفق المعلومات‪.‬‬

‫‪1‬أيمن‌ابراهيم‌الدسوقي‪",‬المجتمع المدني في الجزائر(الحجرة‪,‬الحصار‪,‬الفتنة) "المستقبل العربي‪‌,‬العدد‌‪,929‬سبتمبر‌‬


‫‪‌9333‬ص‌ص‌‪‌‌90-93‬‬

‫‪107‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تأثير صانع القرار على السياسة الخارجة الجزائرية‬


‫أهداف الرئيس بوتفليقة من السياسة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -0‬تحسين صورة الجزائر الخارجية ‪ :‬لقد أدرك الرئيس بوتفليقة أن الصورة السيئة التي‬
‫يحملها األجانب عن الجزائر تسهم بقسط وافر في عزلتها الدولية وكان ال بد أن تتجه‬
‫الجزائر نحو تصحيح هذه الصورة‪.‬‬
‫» البد من تغيير نظرة اآلخرين لبالدنا على جميع األصعدة السياسية منها واالقتصادية‬
‫واالجتماعية مع تحميل المسؤولية لمن يجب أن تحمل له ‪،‬ألننا ننطلق من حقيقة أساسية‬
‫وهي أن األزمة الخانقة التي عانت منها بالدي ذات خيوط متشعبة منها ما تولد عن أوضاع‬
‫‪1‬‬
‫داخلية وخارجية وجدت لها منفذا إلى جسم المجتمع ‪،‬فساهمت في تفجيره واضعافه «‬
‫دعا بوتفليقة المنظمات للمجيء الجزائر مؤكدا أن الجزائر بيت من زجاج وأنه ليس للجزائر‬
‫ما تخفيه هادفا بذلك إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬إزالة الشكوك واالنطباعات السيئة لمنظمات حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحطيم تلك الصورة التي ترسخت لدى األجانب عن الجزائر وكانت السبب في حرمانها‬
‫من االستثمارات األجنبية ومصادر التسليح ‪.‬‬
‫‪-2‬تعبئة موارد خارجية وجلب االستثمارات األجنبية‬
‫سعى بوتفليقة إلى تنويع عالقات الجزائر وفتح المجال خاصة أمام الواليات المتحدة‬
‫األمريكية من خالل التعاون األمني واالقتصادي كذلك تعريف المستثمر األجنبي بقواعد‬
‫‪2‬‬
‫وقوانين االستثمار في الداخل وما تقدمه من ضمانات وتسهيالت‪.‬‬

‫‪‌1‬حديث‌عبد‌العزيز‌بوتفليقة‌مع‌أسبوعية » الوسط‌«‌اللندنية‌‪‌99‬نوفمبر‌‪‌.‌4999‬‬
‫‪‌http://www.el.mouradi.dz/arabe/president/interview/recherche.html‬‬
‫‪‌2‬حسين‌توفيق‌إبراهيم‪«‌،‬السياسة الخارجية والشرعية السياسة في الدول النامية‌"‪‌،‬السياسية‌الدولية‪‌،‬العدد‌‪‌،93‬‬
‫أكتوبر‌‪‌،4993‬ص‌‪‌.12‬‬
‫‌‬

‫‪108‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬تدعيم هيئة ومكانة الدولة في المجتمع الدولي ‪.‬‬


‫تنعكس السمعة الطيبة والمكانة الالئقة التي تشغلها دولة ما على طبيعة العالقات التي‬
‫تحكمها مع الدول األخرى وكذا على مواطنيها في الداخل أو الخارج فعادة ما يشعر المواطن‬
‫بالفخر واالعتزاز لزيادة هيبة دولته ومكانتها ولقد تعهد بوتفليقة في هذا أن يعمل ما بوسعه‬
‫‪1‬‬
‫إلعادة ومكانة الجزائر الدولية وللمواطن عزته وكرامته‪.‬‬

‫‪‌1‬المرجع نفسه‌‪،‬ص‌‪‌13‬‬

‫‪109‬‬
‫السياسة الخارجية الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة واستنتاجات ‪:‬‬


‫بعد التطرق إلى السياسة الخارجية الجزائرية بإعتبارها عنصر أساسي يساهم بطريقة أو‬
‫بأخرى في تعزيز عالقات الجزائر مع الدول األخرى ‪،‬إال ما يمكن استنتاجه هو أن وضع‬
‫السياسة الخارجية بيد السلطة التنفيذية المتمثلة في رئيس الجمهورية وهذا ما أقرته كل‬
‫الدساتير قد يقيد من صالحيات المؤسسات األخرى المنوط لها بصنع السياسة الخارجية‬
‫الجزائرية وهذا بدوره يؤثر على فعالية السياسة الخارجية الجزائرية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬

‫إن قضية الصحراء الغربية ال تزال تبحث عن سبيل لحلها باعتبارها اإلقليم الوحيد الذي لم‬
‫يشهد استقالال تاما في إفريقيا لذلك احتلت القضية مكانة مهمة من خالل مساهمة الدول‬
‫المختلفة في تأييدها ‪،‬كما أدرجت القضية في أجندات المنظمات الدولية واإلقليمية وعلى وجه‬
‫الخصوص في منظمة األمم المتحدة ‪،‬حيث أن هذه األخيرة تبنت القضية في سبيل تحقيق‬
‫مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي‪.‬‬

‫وسأحاول التفصيل في توضيح السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬
‫وذلك في تطرقي إلى أهم مراحل االستعمارية لإلقليم مرو ار بدراسة القضية ضمن هيئة األمم‬
‫المتحدة وصوال إلى آفاق وسيناريوهات مستقبلية لحل القضية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪:‬الصحراء الغربية تدقيقات كرونولوجية وجيوسياسية‪.‬‬

‫بطاقة فنية حول إقليم الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪-0‬الموقع الجغرافي والمساحة ‪:‬‬

‫تقع الصحراء الغربية في الشمال الغربي اإلفريقي بين خطي طول ‪ 4‬درجات و ‪ 17‬درجة‬
‫غربا وبين دائرتي عرض ‪ 21‬درجة و ‪ 21‬درجة شماال يتوسطها مدار السرطان تحدها من‬
‫الجنوب موريتانيا ومن الشمال المملكة المغربية أما من جهة الشرق الجزائر ومن الغرب‬
‫‪1‬‬
‫كما تعتبر الجمهورية العربية‬ ‫المحيط األطلسي على شريط ساحلي طوله ‪1433‬كلم‬
‫الصحراوية الديمقراطية الوجهة المباشرة لجزر الكناري يبلغ طول حدودها ‪ 2345‬كلم حيث‬
‫يبلغ طولها مع موريتانيا ‪ 1573‬كلم ومن المغرب والجزائر ‪ 475‬كلم كما أن الساحل من‬
‫أطول السواحل اإلفريقية يقدر بـ ـ ـ ـ ‪ 1233‬كلم ‪.‬‬

‫تتألف الصحراء الغربية جغرافيا من إقليمي الساقية الحمراء وواد الذهب حيث يتمركز إقليم‬
‫الساقية الحمراء في الشمال ويمتد من مدينة العيون ( العاصمة ) باتجاه مدينة سماره حتى‬
‫الحدود مع الجزائر أما وادي الذهب يمتد من الجنوب من مدينة بوجدور حتى الحدود‬
‫‪2‬‬
‫الموريتانية جنوبا يقدر عدد سكانه ب ‪ 253.554‬ساكن‪.‬‬

‫أما التسميات فان إطالق اسم الساقية الحمراء على اإلقليم الشمالي يرجع إلى نهر كان في‬
‫المنطقة يمتد على طول ‪ 453‬كلم وتتلون مياهه بتربة حمراء التي تحملها من المرتفعات ‪،‬‬

‫‪‌1‬مصطفى‌الكتاب‌‪،‬محمد‌بادي‌‪ ،‬النزاع في الصحراء الغربية بين حق القوة وقوة الحق‌‪،‬ط‪(‌4‬دمشق‌‪‌:‬دار‌المختار‌‬


‫للطباعة‌‪‌،‌)4999،‬ص‪‌.‌39‬‬
‫‪‌2‬سها‌عيد‌رجب‌‪‌،‬نزاعات الحدود في العالم العربي‌‪.‬ط‪‌(‌4‬القاهرة‌‪‌:‬مركز‌المحروسة‌للنشر‌والخدمات‌الصحفية‌‬
‫والمعلومات‌‪‌)9339‬ص‌‪‌‌404‬‬

‫‪112‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما اسم وادي الذهب اإلقليم الجنوبي أطلقه البرتغال عند احتاللهم للمنطقة في منتصف‬
‫‪1‬‬
‫القرن ‪ 15‬بسبب ما كان مزعوما من وجود معدن الذهب في تربته‪.‬‬

‫‪-‬يسود منطقة الصحراء الغربية نوعان من المناخ ‪:‬‬

‫‪-0‬مناخ قاري شبه صحراوي ‪ :‬يتميز بكثرة التقلبات المفاجئة في درجات الح اررة بين الليل‬
‫والنهار إذ تتراوح بين ‪°3‬إلى ‪.°47‬‬

‫‪-2‬مناخ محيطي ‪ :‬يسود المناطق الغربية الساحلية وذلك لمحاذاتها للشريط األطلسي وهو‬
‫مناخ كثير االعتدال إذ تقدر درجة الح اررة ب ‪ ° 22‬ويغلب على المنطقة الطابع الصحراوي‬
‫نظ ار لكثرة الرمال على الساحل األطلسي إذ أن المنطقة تعاني من قلة األمطار حيث يصل‬
‫معدلها إلى ‪ 43‬ملم في مدينة العيون و‪33‬ملم في لكورية و‪ 43‬ملم في الداخلة ‪.‬‬

‫‪-‬أما الغطاء النباتي فهو متنوع و كثير إذ يمكن إحصاء أكثر من ‪ 233‬نوع من النباتات‬
‫المختلفة أكثرها انتشا ار هي أشجار أتيلة و تورجة و الطرفة و التامات و الطلح و الرمث و‬
‫أم ركبة و هناك أشجار طبية مثل تزوكني وهي صالحة لمعالجة بعض األمراض ضف إلى‬
‫ذلك بعض األشجار المثمرة مثل أرغان – السكوم‪,‬جداري و الغرزيم‪.‬‬

‫‪-‬أما المياه الجوفية فهي متوفرة في الجزء الشمالي من وادي الساقية الحمراء طوله ‪ 433‬كلم‬
‫و عرضه ‪ 73‬م و هو يصب في المحيط األطلسي و هناك أودية أخرى منها وادي الذهب‪,‬‬
‫وادي سلوان‪ ,‬و واد عنيقي لكن ما يميزها أن مياهها ال تجري إال في مواسم األمطار‪.‬‬

‫‪‌1‬محمد‌سالم‌الصوفي‌‪،‬أزمة الصحراء الغربية‌‪‌:‬تطورها‌السياسي‌واالجتماعي‌والتاريخي‌مقارنة‌(موريتانيا‌‪‌:‬المركز‌‬


‫الموريتاني‌الدولي‌للدراسات‌واإلعالم‌‪‌،‌)9339‌،‬ص‌‪‌.‌439‬‬
‫‌‬

‫‪113‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المساحة‪:‬‬

‫تبلغ مساحتها ‪ 211‬ألف كلم مربع و تنقسم إلى قسمين‪ :‬قسم شمالي يدعى الساقية الحمراء‬
‫و تقدر مساحته ب ـ ـ ‪ 146‬ألف كلم مربع‪ ,‬و قسم جنوبي يسمى بوادي الذهب مساحته ‪42‬‬
‫ألف كلم مربع ‪.‬‬

‫اللغات‪ :‬اللغة العربية بصفة أساسية ثم تليها اللغة اإلسبانية بدرجة أقل‪.‬‬

‫‪-2‬تركيبة المجتمع الصحراوي‪:‬‬

‫‪-‬تشير الدراسات إلى أن الوجود البشري في الحيز المعروف بإقليم الصحراء الغربية يعود‬
‫إلى زمن يزيد عن ‪ 733‬ألف سنة ‪1‬نظ ار لرطوبة المناخ السائد آنداك مما دفع بمجموعات‬
‫بشرية تتالحق إلى هذه المنطقة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫على الصحراء الغربية‬ ‫‪-‬و ابتداءا من القرن الثالث ميالدي استولت زناتة و صنهاجة‬
‫حيث نزح عدد كبير من الصنهاجيين باتجاه الجنوب بحثا عن مستقر آمن و انتهى بهم‬
‫المطاف بعودة قسم و استقرار القسم اآلخر الذي سيكون الساللة التي ينحدر منها مؤسسو‬
‫اإلمبراطورية المرابطية التي تأسست عام ‪ 1361‬م و استمرت إلى غاية ‪1147‬م ‪.‬‬

‫‪-‬بعد ما جاءت الفتوحات اإلسالمية و التي عرفت باسم فتوحات يوسف بن تاشفيت‪ 3‬في‬
‫القرن التاسع ميالدي بوصول الحسانية إلى الصحراء‪.‬‬

‫‪-‬توالت الهجرات العربية خالل القرنين ‪ 11‬و ‪15‬م حيث تغلغلت في المنطقة و أعطتها‬
‫طابع إسالمي مميز ويعتبر الداعية الشيخ عبد اهلل بن ياسين الذي استقر في الصحراء قادما‬

‫‪‌1‬انترنيت‌الموسوعة‌الحرة‌ويكيبيديا‌‪http=nr.wikipidia.org‬‬
‫‪‌2‬محمد‌سالم‌الصوفي‪‌,‬مرجع سابق‪‌,‬ص‌‪‌49‬‬
‫‪‌3‬من‌أول‌سكان‌البربرونوميديا‌‌‬

‫‪114‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من المشرق العربي من الذين عملوا بالمذهب المالكي في الصحراء الغربية و بذلك أصبح‬
‫‪1‬‬
‫المذهب الوحيد السائد في المغرب العربي‪.‬‬

‫يمكن حصر أصول سكان الصحراء الغربية في األصل البربري(صنهاجة) خاصة لمتونه‬
‫وكذلك في األصل العربي (القبائل العربية القادمة من شبه الجزيرة العربية )‪.‬‬

‫‪-‬يصعب البحث في أصول التركيبات السكانية إلقليم الصحراء الغربية نتيجة االندماجات‬
‫التي طرأت على ال سكان األصليين مع المهاجرين ونتج على ذلك طهور سكان الصحراء‬
‫الغربية حاليا المتمثلين في عدة قبائل نذكرها كاألتي ‪:‬‬

‫‪ )1‬الرقيبات ‪ :‬هي اكبر القبائل في الصحراء ينتسبون إلى الشيخ سيد احمد الرقيبي‬
‫وينقسمون إلى ‪:‬‬

‫أ) رقيبات الشرق ‪ :‬وهم لبيهات ‪ ،‬الفقرة ‪ ،‬الجنحة ‪ ،‬قاسم إبراهيم ‪ ،‬أهل الباد‪ ،‬الساللكة ‪.‬‬

‫ب)رقيبات الساحل ‪ :‬أوالد موسى ‪ ،‬أوالد الشيخ ‪ ،‬أوالد طالب السواعد‪...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ )2‬القبائل العربية ‪ :‬منهم أوالد الدليم –أوالد بالسيع ‪ ،‬الفياللة ‪.....‬الخ‬

‫‪ )3‬القبائل البربرية ‪(:‬تكنة) ومنهم ‪:‬ازرقين ‪،‬ايت لحسن ‪،‬ايت موسى وعلي ‪ ،‬توبالت يكوت‬
‫‪...‬الخ‬

‫‪ )4‬قبائل أخرى ‪ :‬منها يعرف باسم أهل الزوايا مثل قبيلة أهل الشيخ ماء لعينين وهناك قبائل‬
‫أخرى مثل العروسين ‪،‬أهل محمد ولد محمد سالم وقبيلة أوالد تيدران ‪...‬الخ‬

‫‪-‬أما بالنسبة للسكان من الصعب إعطاء رقما صحيحا نظ ار لالختالفات المتباينة ‪.‬‬

‫فمثال تحدد الموسوعة الجغرافية االيطالية "دارغو ستيني " عدد السكان في طبعتها األخيرة‬
‫نقال عن مصدر معلوماتي اسباني سنة ‪ 1466‬ب ـ ـ ‪ 23743‬نسمة يمركزون في مدينتي‬

‫‪ ‌1‬أحد‌عظماء‌المسلمين‌الذين‌جددوا‌لألمة‌اإلسالمية‌أمر‌دينها‌لكن‌لم‌يأخذ‌من‌االهتمام‌إال‌القليل‌‌‬

‫‪115‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العيون والدخلة دون األخذ بعين االعتبار السكان المتواجدين خارج المدينتين ضف إلى ذلك‬
‫البدو والرحل‪ 1‬وهناك إحصائية مقدمة من طرف السلطات االسبانية لسنة ‪ 1474‬تقدر ب‬
‫‪ 73437‬يعيشون في إقليم الصحراوي كما قدرت أن هناك حوالي ‪ 3333‬أو ‪4333‬‬
‫‪2‬‬
‫صحراوي في المغرب ومابين ‪4333‬و‪ 5333‬في موريتانيا وعدد اقل في الجزائر‪.‬‬

‫أما فيما يخص أهم المدن الصحراوية ‪:‬‬

‫مدينة العيون ‪ :‬عاصمة البالد وتمثل اكبر ميناء في المنطقة ‪.‬‬


‫السمارة ‪ :‬لها أهمية إستراتيجية بحكم موقعها في قلب الصحراء وتعد رمز من رموز المقاومة‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫الداخلة ‪ :‬عاصمة الجنوب لها أهمية اقتصادية كبيرة وهناك بعض المدن األخرى مثل‬
‫بوكراع التي يوجد بها أكبر منجم للفوسفات ومدينة بوجدور وغيرها ‪.‬‬
‫‪/2‬األهمية االقتصادية‪:‬‬

‫إن أراضي الصحراء الغربية نظ ار الفتقارها للمياه و قسوة مناخها جعلت معظمها غير‬
‫صالحة للزراعة و من هنا كانت تربية الماشية و االستفادة من تجارة القوافل بين أقطار‬
‫المغرب العربي و كان أهم مورد أساسي بالنسبة لسكانها قبل االستعمار االسباني و تتوفر‬
‫الصحراء الغربية على موردين مهمين هما‪ :‬الصخور الفوسفاتية الهائلة ذات الجودة العالية و‬
‫كذا مصائد األسماك الوفيرة قرب ساحلها المطل على المحيط األطلسي و التي يستفيد منها‬
‫األساطيل األخرى األجنبية خاصة األسطول االسباني فمن حيث ثروة الفوسفات تحتل‬
‫الصحراء الغربية الثانية بعد المغرب و يشكل هذا األخير ثلثي مخزون العالم من المادة‬
‫األولية‪ ,‬هذا ما زاد مطامع المغرب فيها خاصة في مناجم‬

‫‌‬
‫‪1‬ليلى‌خليل‌بديع‪‌،‬أضواء ومالمح من الساقية الحمراء‌‪‌،‬ط‪(‌4‬بيروت‌‪‌:‬ب‌ن‌‪‌،‌)4993‌،‬ص‌‪93‬‬
‫‪‌2‬بن‌عامر‌تونسي‌‪ ‌،‬تقرير المصير وقضية الصحراء الغربية‌(الجزائر‌‪‌:‬المؤسسة‌الجزائرية‌للطباعة‌‌‪‌)4999‬‬
‫ص‪‌.944‬‬

‫‪116‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بوكراع اإلستراتيجية التي تبعد عن العاصمة العيون ب ‪ 133‬كلم إضافة إلى احتياطي مهم‬
‫من المعادن أهمها‪ :‬الحديد‪,‬الملح‪,‬النحاس‪,‬البالتين‪,‬المغنزيوم و غيرها‪ ,‬و يقدر احتياطي‬
‫‪1‬‬
‫الفوسفات في الصحراء الغربية ب ‪ 12‬مليار طن‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬االحتالل االسباني للصحراء المغربية و مقاومة الصحراويين له‪.‬‬

‫‪-‬إن الدول االستعمارية التقليدية الكبرى تنافست و تسابقت على القارة اإلفريقية بصورة أعنف‬
‫في أواخر القرن التاسع عشر و انتهى مسار هذا التنافس إلى تقسيم القارة في مؤتمر برلين‬
‫الشهير عام ‪ , 1115-1114‬حيث أقر تقسيم إفريقيا بين القوى الغربية و قد حصلت اسبانيا‬
‫على المنطقة الساحلية أو ما يعرف "بالداخلة" حاليا بينما أصبح معظم المغرب محمية‬
‫فرنسية عدا منطقة الريف االسبانية ثم مدينة طنجة التي أصبحت دولية فيما بعد‪ 2‬و حدد‬
‫المؤتمر أساليب و طرق الممارسة االستعمارية للدول األوروبية و أعطاها صالحيات كبرى‬
‫فيما يخص مناطق النفوذ بحيث دخل االسبان و نزلوا في مختلف نقاط شواطئ الصحراء‬
‫الغربية و ينقسم االستعمار االسباني في الصحراء الغربية إلى ثالث مراحل‪:‬‬

‫‪-1‬المرحلة األولى‪:‬‬

‫‪-‬تبدأ هذه المرحلة من أواخر القرن الخامس عشر‪,‬أخذ البرتغاليون ينظرون إلى منطقة‬
‫الساقية الحمراء و وادي الذهب كموقع استراتيجي هام لتسويق الذهب و العبيد و من أجل‬
‫التصدي النتشار اإلسالم بالمنطقة و ما حولها‪ ,‬و في هذه المرحلة تمكن اإلسبان من‬
‫السيطرة على جزر الكناري و بالتالي تمكنت اسبانيا فرض رغباتها على رأس بوجدور‬
‫بالصحراء الغربية و هذا ما لفت انتباه أطماع فرنسا حيث نشب صراع بينها و بين اسبانيا و‬
‫كان من نتائجها‪:‬‬

‫‪1‬مسعود‌الخوند‌‪(،‬الموسوعة التاريخية الجغرافيا)‌الجزء‌‪,44‬ط‪,0,9332‬ص‌ص‌‪‌499,499‬‬


‫‌‌‪ ‌2‬سها‌عيد‌رجب‌‪‌,‬مرجع سابق‪,‬ص‌‪‌409‬‬

‫‪117‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫انعقاد سلسلة من االتفاقيات أهمها‪:‬‬

‫‪-‬اتفاقية باريس الموقعة في ‪ 27‬جوان ‪ 1433‬و بموجبها رسمت الحدود الشرقية و الجنوبية‬
‫لمنطقة وادي الذهب‪.‬‬

‫‪-‬اتفاقية مدريد الموقعة في ‪ 27‬نوفمبر ‪ 1412‬و بموجبها تم رسم حدود إقليم الساقية الحمراء‬
‫‪1‬‬
‫و وادي الذهب بصورة نهائية‪.‬‬

‫‪-2‬المرحلة الثانية‪-:‬تبدأ هذه المرحلة من سنة ‪1434‬م إلى غاية مرحلة الستينات ‪ ,‬تميزت‬
‫باكتشاف المعادن كالفوسفات في المنطقة مما زاد اإلسبان إص ار ار أكثر بالتمسك باإلقليم‪,‬‬
‫ضف إلى ذلك أن اسبانيا كانت إمكانياتها محدودة في فرض سيطرتها على أقاليمها‬
‫االستعمارية إذ لم تتحقق لها هذه السيطرة إال بعد مساعدات خاصة من فرنسا ‪.‬‬

‫‪-‬و في سنة ‪ 1451‬أعلنت ملكية الواحد و الخمسون إلسبانيا بأن منطقة الساقية الحمراء‬
‫جزء منها ‪ ,‬و جاء هذا اإلعالن كرد على الهجوم الذي قامت به القوات المغربية الغير‬
‫نظامية في أواخر عام ‪1457‬م على كل من منطقتي أيفني و طرفاية و اخترقت إقليم‬
‫‪2‬‬
‫الصحراء حتى وصلت إلى شمال موريتانيا‪.‬‬

‫‪-‬إن غزو االسبان للصحراء الغربية لم يكن غزو عسكري و إنما كان أيضا غزو فكري و‬
‫هذا يتضح جليا من خالل ما قامت به الحكومة االسبانية من عدة نشاطات كان الهدف منها‬
‫إخماد المقاومة و قتل الروح اإلسالمية العربية في المنطقة‪ ,‬و كما ذكرنا سابقا أن اكتشاف‬
‫الفوسفات جعل أطماع اسبانيا تزيد و بداية أطماع أخرى منها المملكة المغربية و ذلك بعد‬
‫‪3‬‬
‫استقاللها سنة ‪.1456‬‬

‫‪‌1‬عمر‌صدوق‪ ,‬قضية الصحراء الغربية في إطار القانون الدولي و العالقات الدولية‪ :‬دراسة قانونية و‬
‫سياسية‪(,‬الجزائر‪‌:‬ديوان‌المطبوعات‌الجامعية‌‪‌,)4999‬ص‌ص‌‪‌.‌03-02‬‬
‫‪‌2‬اسماعبل‌معراف‌غالية‪,‬األمم‌المتحدة و النزاعات اإلقليمية‪(,‬الجزائر‪:‬ديوان‌المطبوعات‌الجامعية‌‪,)4992‬ص‌‪‌.‌09‬‬
‫‪ ‌3‬محمد‌الحاج‌عبد‌هللا‌‪,‬شرعية قضية الصحراء الغربية‌مذكرة‌تخرج‌لنيل‌شهادة‌ليسانس‌في‌الحقوق‪,‬المركز‌الجامعي‌‬
‫معسكر‌دفعة‌‪‌9333-9332‬‬

‫‪118‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2‬المرحلة الثالثة‪:‬‬

‫‪-‬تبدأ هذه المرحلة من الستينات إلى غاية سنة ‪ 1475‬عرفت تطورات عديدة منها‪:‬‬

‫‪-‬تمركز االسبان في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪-‬إعالن الحكومة اإلسبانية سنة ‪ 1466‬برنامج التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية كان هدفها‬
‫األساسي هو استغالل الثروات الطبيعية للصحراء‪.‬‬

‫‪-‬في سنة ‪ 1461‬أصبحت الصحراء الغربية منطقة تسري فيها القوانين اإلسبانية ‪.‬‬

‫‪-‬قيام اسبانيا بتهجير السكان األصليين حتى يتم توطين اإلسبان الذي وصل عددهم إلى‬
‫‪ 153‬ألف مستوطن سنة ‪ ,1473‬إلى جانب عدد كبير من الجنود و الشرطة بعدها قامت‬
‫إسبانيا بإرغام ‪ 133‬رجل صحراوي توقيع وثيقة لتجديد الحماية بغية توطيد اإلقليم بالنظام‬
‫اإلسباني‪ ,1‬وقد عرفت فترة ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1467‬مماطالت الدولة اإلسبانية إزاء الق اررات‬
‫الدولية وبرفضها تطبيق ق اررات األمم المتحدة الخاصة بتصفية االستعمار في الستينات بعد‬
‫ذلك قبلته ووعدت بتطبيقه بعد ذلك‪.‬‬

‫مقاومة الصحراويين لالحتالل اإلسباني‪:‬‬

‫عرفت المقاومة الصحراوية ضد االحتالل اإلسباني ثالث مراحل أساسية‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬انطلقت هذه المرحلة في مقاومة االحتالل االسباني منذ محاوالت التدخل‬
‫المبكرة إلسبانيا في المنطقة و امتدت إلى غاية سنة ‪ 1434‬كانت المقاومة في هذه المرحلة‬
‫بقيادة زعماء صحراويين مسلمين من أبرزهم الشيخ ماء العينين و ابنيه ‪ ,‬تميزت هذه المرحلة‬
‫بالقوة ضد االستعمار‪.‬‬

‫‪ ‌1‬فيما‌بعد‌استعملت‌الوثيقة‌كحجة‌لرفض‌مبدأ‌تقرير‌المصير‌الذي‌طالبت‌به‌االمم‌المتحدة‌بتطبيقه‌في‌اإلقليم‪‌.‬‬

‫‪119‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬امتدت هذه المرحلة في الفترة ما بين ‪ 1435‬و ‪ 1457‬أهم ما ميز هذه‬
‫المرحلة بداية مطالبة المغرب باإلقليم الصحراوي بعد حصول المغرب على االستقالل سنة‬
‫‪.1456‬‬

‫المرحلة الثالثة‪:‬امتدت هذه المرحلة ما بين ‪ 1457‬و ‪ 1475‬بدأت بمجموعة من العمليات‬


‫العسكرية سنة ‪ 1457‬قام بها الصحراويين ضد المراكز العسكرية االسبانية المتواجدة في‬
‫وادي دراع و الساقية الحمراء ‪ ,‬مما أدى قيام ردود أفعال قوية لدى االستعمار االسباني و‬
‫قيام بالعملية المعروفة لدى فرنسا ب ايكوفيون و ذلك في ‪ 13‬فيفري ‪ , 1451‬كما جهزت‬
‫اسبانيا عملية اوراقان و استمرت عملية حصار إقليم الصحراء الغربية لمدة خمسة عشر‬
‫يوما‪.‬‬

‫خالل هذه المرحلة تزايد الوعي السياسي و هو ما أدى إلى ظهور تنظيمات سياسية تطورت‬
‫حتى تم تكوين " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب " جبهة البولي ازريو‬
‫‪1‬‬
‫عام ‪.1473‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬الغزو المغربي الموريتاني للصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪)0‬مطامع المغرب في الصحراء الغربية‪:‬‬

‫تعود فكرة مطالبة المغرب بإقليم الصحراء المغربية إلى شهر نوفمبر سنة ‪ 1455‬عندما أعد‬
‫حزب االستقالل ما يعرف بالكتاب األبيض و الكتاب األحمر لعالل الفاسي إذ تضمن كال‬
‫الكتابين مجموعة من المطامع المغربية في الصحراء الغربية و في هذين الكتابين حديث عن‬
‫الحقوق التاريخية لموريتانيا‪.‬‬

‫‌ ‪1‬عمر‌صدوق‪‌,‬مرجع سابق‌‪,‬ص‌ص‌‪‌.13-10‬‬

‫‪120‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قام المغرب في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1475‬بغزو الصحراء الغربية بعد خطاب ألقاه ملك المغرب‬
‫‪1‬‬
‫الحسن الثاني‪.‬‬

‫‪ -‬كان الغزو من خالل ما عرف بالمسيرة الخضراء‪ 2‬حيث بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من‬
‫‪ 353‬ألف مواطن مغربي بهدف االستيالء عليها‪ ,‬فتحت أمامهم مكاتب للتجنيد في كل‬
‫المدن المغربية إذ كان للملك دور هام في توجيه المتظاهرين بقوله"‪...‬إذا التقيتم اسبانيا‬
‫عسكريا أو مدنيا فصافحوه و عانقوه و ادعوه إلى خيامكم يشارككم طعامكم و شرابكم‬
‫‪...‬فليس بيننا و بين االسبان عداوة و ال حقد‪...‬و لو أردنا أن نحاربهم لما أرسلنا جيشا‬
‫ولكننا ال نريد أن نقتل أو نسفك الدماء‪ ,‬فإذا أطلقوا عليكم النار فتسلحوا بإيمانكم و تابعوا‬
‫‪3‬‬
‫مسيرتكم فلن ترون أمامكم إال ما يرضيكم ‪...‬‬

‫‪ -‬واصل المتظاهرون مسيرتهم حتى ‪ 4‬نوفمبر ‪ 1475‬أين أعلن المغرب وقفها من خالل‬
‫خطاب وجهه الملك للمشاركين شاكرهم عن إخالصهم على وطنيتهم وأعلمهم أن المسيرة قد‬
‫حققت غايتها وأمرهم بالعودة من حيث انطلقوا ‪.‬‬

‫‪-‬إن أهم الحجج التي يستند إليها المغرب في مطامعه يمكن تلخيصها في األتي ‪:‬‬

‫‪-0‬التاريخ المشترك واإلمداد الجغرافي لهذه المناطق ‪.‬‬

‫‪-2‬مبايعة أهل الصحراء للملك محمد الخامس بصفته أكبر المؤمنين يتمتع بجميع السلطات‬
‫والمبايعة بهذه الصورة تعتبر عقد أساسيا تترتب عنه ظاهرة السيادة على اإلقليم وسكانه ‪.‬‬

‫‪ -2‬إقرار محكمة العدل الدولية في رأيها االستشاري بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1475‬بوجود روابط‬
‫قانونية مابين سمان المغرب وبعض القبائل الصحراوية ‪.‬‬

‫‪‌1‬تولى‌العرش‌الملكي‌في‌المغرب‌سنة‌‪‌4934‬توفي‌في‌‪‌.4999‬‬
‫‪ ‌2‬انطلقت‌المسيرة‌في‌‪‌33‬نوفمبر‌‪ ‌4992‬و‌ذلك‌من‌خالل‌خطاب‌ألقاه‌الحسن‌الثاني‌عبر‌محطة‌اإلذاعة‌و‌التلفزيون‪‌.‬‬
‫‪‌3‬طاهر‌مسعود‌‪‌،‬نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو‌(دمشق‌‪‌:‬دار‌المختار‌‪‌)4999‬ص‌‪‌.‌09‬‬

‫‪121‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-9‬لجوء بعض زعماء الصحراء الغربية بعد إعالن جبهة البوليساريو إلى الحرب بالمنطقة‬
‫سنة ‪ 1473‬بعد صدور رأي محكمة العدل الدولية االستشاري إلى ملك المغرب مجددون‬
‫بيعتهم له‪.‬‬

‫‪-2‬مطامع موريتانيا في الصحراء الغربية ‪:‬‬

‫يعود أول اهتمام موريتاني بالصحراء الغربية إلى سنة ‪ 1457‬حين شدد الرشيد الموريتاني‬
‫‪1‬‬
‫على ضرورة استرجاع اإلقليم الصحراوي والذي اعتبره جزء ال يتج أز من‬ ‫المختار ولد داده‬
‫التراب الموريتاني ‪.‬‬

‫‪ -‬عند استقالل موريتانيا سنة ‪ 1463‬ردت حكومتها على المغرب بكتاب رسمي عرف‬
‫بالكتاب األخضر تبرز فيه مطامعها والحجج التي تعتمدها المتمثلة في الحقوق التاريخية كما‬
‫استندت موريتانيا على الكتاب األبيض المغربي إلثبات حقوقها التاريخية وذلك على أساس‬
‫أن المغرب يضع فيه أن موريتانيا واقليم الصحراء الغربية ضمن وحدته الترابية ‪.‬‬

‫وفي أكتوبر ‪ 1464‬أطلع سفير موريتانيا بواشنطن اللجنة الخاصة بتصفية االستعمار عن‬
‫‪2‬‬
‫رغبة موريتانيا مفاوضة الحكومة االسبانية حول إقليم الصحراء‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن القول بأن مطامع موريتانيا كانت نتيجة عامل الضغط من الجانب المغربي‬
‫لمشاركته في الجزء الجنوبي للصحراء الغربية والضغط الفرنسي على النظام الداداهي حيث‬
‫كانت موريتانيا تابعة لفرنسا وتمثل لسياستها نظ ار للدعم الذي كانت تتلقاه منها ‪.‬‬

‫‪ -‬وأهم ما ميز مراحل الغزو الموريتاني للصحراء أن المعارك كانت كلها مركزة في الجزء‬
‫الجنوبي ثم تحولت شيئا فشيئا إلى وسط الصحراء الغربية والتي يتواجد فيها أكبر قواعد‬
‫جبهة البوليساريو‪. 3‬‬

‫‪1‬ولد‌المختار‌ولد‌داده‌عام‌‪‌4991‬عين‌في‌‪‌99‬نوفمبر‌‪‌4933‬رئيسا‌للجمهورية‌الموريتانية‌‪‌.‬‬
‫‪2‬عمر‌صدوق‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪,‬ص‌ص‌‪‌ .‌34-33‬‬
‫‪3‬البوليساريو‌‪.‬الممثل‌الشرعي‌والوحيد‌للشعب‌الصحراوي‌في‌تلك‌الفترة‌‪‌.‬‬

‫‪122‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في سنة ‪ 1476‬دخلت الحرب طو ار جديدا حيث استطاع الثوار الصحراويين نقل المعركة‬
‫إلى داخل موريتانيا إذ تم استهداف الجيش الصحراوي لمجموعة من المهندسين الفرنسيين‬
‫كانوا يعملون في األراضي الموريتانية ‪ ،‬أسفرت عن مقتل بعضهم وأسر البعض األخر ‪.‬‬

‫‪ -‬وبعد االنقالب العسكري على نظام ولد داده والذي قاده العقيد مصطفى ولد السالك ‪.‬حاول‬
‫هذا األخير انتهاج سياسة سلمية مع جميع جيرانه بما فيهم جبهة البوليساريو لكن سرعان ما‬
‫نشب خالف بين قادة االنقالب منقسمين إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬تأييد بقاء موريتانيا في ظل الحماية الفرنسية المغربية في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪ -‬تأييد إقامة سلم مع جبهة البوليساريو ورفضهم التام لتبعيه فرنسا والمغرب ‪.‬‬

‫‪ -‬لم تنجح جهود ولد السالك في محاولة احتواء الصحراء وقد انتهى به المطاف هو األخر‬
‫بانقالب للعقيد احمد ولد يوسف والذي تعامل بعقالنية جديدة واضحة اتجاه حربه مع الجيش‬
‫الصحراوي ‪،‬إذ تعهد في ‪ 23‬افريل ‪ 1474‬وبتوقيع اتفاق السالم مع جبهة البوليساريو وانهاء‬
‫حالة العداوة والحرب من خالل تسليم الحكومة الموريتانية للجزء الذي تشرف عليه من‬
‫األراضي الصحراوية إلى جبهة البوليساريو غير أن هذا المشروع لم يكتمل بسبب وفاة العقيد‬
‫"ولد يوسف " في ظروف غامضة وجاء من بعده في السلطة أنصار يؤيدون العمل السلمي‬
‫مع الصحراويين بقيادة محمد خونا ولد هيدالية الذي استكمل ما بدأ به سلفه فيما يخص‬
‫‪1‬‬
‫السالم مع جبهة اليوليساريو وبالفعل تم االتفاق في الجزائر في ‪ 35‬أغسطس ‪1474‬‬
‫نهائيا ‪ ،‬على خروج موريتانيا من الصحراء الغربية وقد وقع نيابة الطرف الموريتاني " أحمد‬
‫سالم ولد سيدي " ‪.‬إما عن وفد جبهة البوليساريو فقد ترأسه البشير مصطفى السيد‪ 2‬وهكذا‬
‫انتهت الحرب التي دامت قرابة ‪ 3‬سنوات ‪.‬‬

‫‪1‬انظر‌اتفاقية‌السالم‌بين‌موريتانيا‌وجبهة‌البوليساريو‌‪.‬ملحق‌رقم‌‌‬
‫‪ 2‬عضو‌بارز‌في‌جبهة‌البوليساريو‌‪،‬تقلد‌عدة‌مناصب‌في‌الجمهورية‌الصحراوية‌وزير‌خارجية‌الجمهورية‌الصحراوية‌‬
‫سابقا‌‪‌.‬‬

‫‪123‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المقاومة الشعبية الصحراوية ‪:‬‬

‫تحركت المقاومة منذ أول المحاوالت االستعمارية ففي ‪ 34‬مارس ‪ 1115‬قام المقاومون‬
‫الصحراويون بتنظيم هجوم على بنايات الشركات وقتل العديد من الموظفين االسبان‬
‫واالستيالء على مخازنها ‪.‬‬
‫شهدت سنة ‪ 1116‬بدء المفاوضات بين فرنسا واسبانيا لرسم الحدود بين مستعمراتها في‬
‫إفريقيا وبناء على ذلك أصدر الملك االسباني في ‪ 6‬افريل ‪ 1117‬مرسوما تم بموجبه ضم‬
‫‪ 253‬كلم من الداخلة تحت مسؤولية الحاكم العام لجزر الكناري وتمخضت عن هذه‬
‫المفاوضات ميالد اتفاقية أخرى بينهما في ‪ 17‬يونيو ‪ 1433‬في باريس وبموجبها رسمت‬
‫الحدود الشرقية والجنوبية لمنطقة وادي الذهب ‪ ،‬وواصلت المقاومة الشعبية عملياتها فقد‬
‫قامت في ‪ 32‬ماي ‪ 1435‬بهجوم على الحامية الفرنسية بتجكجة في موريتانيا ‪.‬‬

‫وفي ‪ 14‬و‪ 15‬يونيو ‪ 1434‬قام ‪153‬مقاوما صحراويا بشن معارك ضد الفرنسيين في‬
‫جنوب الصحراء الغربية وكان نصرهم كبي ار ‪ ،‬في ظل الهجمات قام المستعمر المشترك‬
‫االسباني الفرنسي بعقد اتفاق آخر في ‪ 27‬تشرين الثاني ‪ 1412‬يحدد حدود الصحراء‬
‫الغربية من جديد ويقتطع أجزاء منها لصالح المناطق التي تسيطر عليها فرنسا ‪ ،‬أما‬
‫المقاومة لم تستسلم حيث شنت هجوما في ‪ 13‬جانفي ‪ 1413‬على حامية الفرنسيين مما‬
‫أدى إلى مقتل ‪ 55‬جندي فرنسي ومصادرة كل الذخيرة التي كانت مع المستعمر كما استشهد‬
‫‪ 14‬مقاوم ‪.‬كان رد فرنسا على الهجوم عنيفا ‪،‬إذ قام الضابط الفرنسي موري في سنة ‪4‬فبراير‬
‫‪ 1413‬بتنظيم حملة قصد متابعة الصحراويين في مجموعة قوامها ‪ 433‬رجل اجتازت على‬
‫إثرها الحدود الصحراوية بدون إذن مسبق وبعد أن عبرت القوات الفرنسية منطقة الزمور‬
‫هاجمت مدينة السمارة وتم احتاللها وتدميرها وحرق مكتبتها في ‪ 21‬مارس ‪ 1413‬بقيادة‬
‫الكولونيل موريت ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬كان رد المقاومة عليها موجعا وتجلى ذلك في معركة اكليب أخشاش ‪ 1413‬تكبد فيها‬
‫االستعمار الفرنسي خسائر في المعدات واألرواح وقتل القائد موريت ‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1417‬شملت حرب المقاومة كل التراب الصحراوي ودليل ذلك الرسالة التي بعثها‬
‫القائد العام للقوات الفرنسية من سان لويس " السنغال " إلى كل وحداته وجاء فيها‬
‫"‪....‬اعتبروا أنفسكم في حالة الطوارئ القصوى ونفذوا في الحال مخطط الدفاع رقم ‪32‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ "......‬إال أن المقاومة الصحراوية واصلت هجوماتها حيث شنت عدة معارك‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1443‬قامت اسبانيا بتشييد مدينة العيون وتعزيز التواجد العسكري بها وبكامل‬
‫المنطقة ‪،‬إال أن المقاومة واصلت تحركاتها وفي ‪ 15‬فبراير ‪ 1457‬قام ‪ 233‬مقاوم صحراوي‬
‫بهجوم على دوريات فرنسية قرب بئر أم غريب قتل فيها ‪ 3‬ضباط و‪ 23‬جندي ‪ .‬وفي ‪26‬‬
‫فبراير من نفس السنة قام ضباط فرنسيين في شمال إفريقيا بعقد اجتماع تنسيقي له في‬
‫تندوف قصد تنسيق عمل القوات الفرنسية المتواجدة في الجزائر وموريتانيا والمغرب لمواجهة‬
‫المقاومة الصحراوية ‪ ،‬وفي الفاتح من يونيو ‪ 1457‬أعلن المختار ولد داده مطالب بالده في‬
‫الصحراء الغربية وعلى إثر ذلك قام الحاكم العام االسباني في الصحراء " كومي ازرة والو" بعقد‬
‫اجتماع أخر في ‪ 12‬يوليو‪ 1457‬مع الجنرال بوركوند في مدينة الداخلة تمخض عن االتفاق‬
‫التنسيق العسكري ‪.‬بين الطرفين والسماح للقوات الفرنسية بمالحقة المجاهدين الصحراويين‬
‫مسافة ‪ 13‬كلم داخل الصحراء الغربية وعلى أن تحلق الطائرة مسافة ‪ 133‬كلم فوق المنطقة‬
‫وفي الوقت الذي كانت فيه المقاومة الوطنية الصحراوية في أمس الحاجة إلى المد العسكري‬
‫والمعنوي من طرف جيرانها في العروبة والدين ‪ ،‬قام المغرب رسميا ألول مرة في األمم بضم‬
‫موريتانيا والصحراء الغربية وذلك في ‪ 14‬نوفمبر ‪. 1457‬‬

‫‪ -‬عرفت هذه السنة تكثيف جهود المقاومة ضد الفرنسيين واالسبان خاصة المعارك الحامية‬
‫بين الطرفين في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1457‬وخالل شهري يناير وفبراير ‪ 1451‬بدأت "عمليات‬

‫‪1‬معركة‌بوجد‌ور‌في‌‪‌30‬فبراير‌‪‌،‌4992‬الشظمان‌في‌‪‌39‬سبتمبر‌‪‌4904‬ن‌معركة‌اغوينين‌‪‌،‬معركة‌أم‌التونسي‌‬
‫الشهيرة‌في‌‪‌4909‬تم‌فيها‌قتل‌أول‌مالزم‌اسباني‌و‌‪‌32‬ضباط‌وعدد‌من‌المجندين‌في‌صفوف‌القوات‌الفرنسية‌‪‌.‬‬

‫‪125‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اراغون " ‪.‬المشتركة بين القوات االسبانية والفرنسية وفي ‪ 13‬فبراير ‪ 1451‬قامت القوات‬
‫الفرنسية بمغادرة مدينة العيون وطرفاية ‪ ،‬في حين انطلقت القوات الفرنسية من تندوف‬
‫وشمال موريتانيا لتجتاز الحدود باتجاه الساقية الحمراء ووادي الذهب لتنفيذ الهجوم االسباني‬
‫الفرنسي ضد المقاومة الصحراوية ‪ .‬وفي الوقت الذي كانت فيه القوات الفرنسية تتمركز في‬
‫بئر انز ارن وأوسرد وأزميلة أغراشة وغيرها ‪.‬وفي ‪ 25‬فبراير ‪ 1451‬تبنى الملك محمد‬
‫الخامس علنيا المطالبة بالصحراء الغربية حيث قال في خطابه بمدينة " لمحاميد" أنه‬
‫سيواصل العمل من اجل بسط السيطرة على الصحراء الغربية ويمكن القول أن مع نهاية سنة‬
‫‪ 1451‬تكون القوة االستعمارية متعددة األطراف واألوجه وقد بسطت كامل نفوذها على‬
‫الصحراء الغربية ونهب خيراتها حيث في سنة ‪ 1463‬بدأ التنقيب عن البترول ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب‬
‫(البوليساريو) واندالع الكفاح المسلح ‪:‬‬

‫‪-‬عرفت الفترة ما بين ‪ 1473- 1461‬ميالد أول حركة وطنية سياسية هي المنظمة‬
‫الطليعية‪ 1‬لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بزعامة محمد سيد إبراهيم بصيري الذي‬
‫عمل بسرية على تحضير شروط االنطالق بعدها قام بتوجيه مذكرة إلى الحكومة االسبانية‬
‫في مارس ‪ 1473‬طالب من خاللها بمنح استقالل الصحراء الغربية ‪ ،‬لكن الحكومة‬
‫االسبانية تجاهلت ذلك ‪ ،‬مما دفع بالحركة إلى تنظيم مظاهرات تاريخية عارمة بحي الزملة‬
‫تؤكد خاللها شرعية مطالبها ‪ ،‬لكن الرد االسباني عليها كان قاسيا مما أدى إلى اعتقال‬
‫مئات المواطنين الصحراويين وعلى رأسهم زعيم الحركة محمد سيد إبراهيم بصيري‪ 2‬وفي ‪14‬‬
‫سبتمبر ‪ 1473‬قرر كل من رئيس الجزائر هواري بومدين وملك المغرب حسن الثاني‬
‫والرئيس الموريتاني ولد داده في قمة رؤساء المغرب والجزائر وموريتانيا في اندواذيبو‬
‫الموريتانية تنسيق العمل سياسيا ودبلوماسيا لتحرير الصحراء الغربية من االستعمار االسباني‬

‫‪1‬إسماعيل‌معراف‌غالية‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌.13‬‬
‫‪2‬محمد‌سيد‌إبراهيم‌بصيري‌‪‌،‬قاد‌أول‌‌انتفاضة‌سنة‌‪‌4993‬اعتقلته‌السلطات‌االسبانية‌في‌ظروف‌غامضة‌‪‌.‬‬

‫‪126‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أكدوا على تأييدهم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واالستقالل وشكلوا لجنة‬
‫ثالثية لتنسيق العمل في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪-‬ومن خالل ما قامت به اسبانيا ضد المنظمة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي‬
‫الذهب جاء رد فعل القيادة الصحراوية بتفكير جديد والبحث عن أسلوب أنجع لبناء تنظيم‬
‫يؤطر الجماهير الصحراوية ويوحد طاقتها ويتبنى مطالبها المشروعة في مواجهة االستعمار‬
‫االسباني وتصفيته فبرزت على ساحة التحركات الجديدة التي كان يقوم بها الولي مصطفى‬
‫السيد واللقاءات السياسية التي كان يجريها مع بعض الطلبة الصحراويين ونتج عن تحركاته‬
‫ميالد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " البوليساريو " في ‪ 13‬ماي‬
‫‪ 1473‬واندالع الكفاح المسلح وذلك بعد عقدها مؤتمر التأسيس تحت شعار " بالبندقية لنيل‬
‫الحرية" وقد حلل البيان السياسي لذلك المؤتمر الذي سمي بمؤتمر الفقيد " محمد سيد إبراهيم‬
‫بصيري " األسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى إعالن الكفاح المسلح ضد‬
‫اإلدارة االستعمارية االسبانية ‪.‬‬

‫و في ‪ 23‬ماي ‪ 1473‬اندلع الكفاح المسلح ضد االسبان بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير‬


‫الساقية الحمراء و وادي الذهب‪ ,‬و ذلك من خالل عدة معارك تكبدت اسبانيا من خاللها‬
‫خسائر معتبرة‪.‬‬

‫‪ -‬لكن الحزب لم يستمر حيث اكتشفت أوراقه أما زعماؤه فمنهم من انضم إلى جبهة‬
‫البوليساريو و منهم من فر إلى المغرب و آخرون التحقوا بموريتانيا و استطاعت الجبهة أن‬
‫تضم إلى صفوفها عدد من السياسيين النشطين وبذلك اعتبرت أهم تنظيم يمثل الشعب‬
‫الصحراوي حيث قامت على أهداف واضحة تركز على استقالل الشعب الصحراوي عن كل‬
‫من اسبانيا و المغرب و موريتانيا‪.‬‬

‫و في سنة ‪ 1474‬توافد عد كبير من قيادات الجبهة إلى الجزائر حيث تم استقبالهم‬


‫واستمعت إلى انشغاالتهم وقدمت لهم الدعم و المساندة المادية و المعنوية باعتبار أن الثورة‬

‫‪127‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجزائرية كانت تضع أهم أولوياتها التقدمية مناصرة حركات التحرر خاصة العربية و‬
‫اإلفريقية ‪.‬‬

‫‪-‬و في ‪ 27‬فبراير ‪ 1476‬اجتمعت الجبهة و أصدرت بيانا رسميا في بئر "لحو" معلنة عن‬
‫تأسيس جمهورية تسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" و الهدف األساسي لهذه‬
‫الدولة هو العمل على الدفاع على استقالل الشعب الصحراوي و رجوعه على أرضه و‬
‫استرجاع ثرواته الوطنية‪.‬‬

‫‪-‬أما فيما يتعلق بأركان الدولة الصحراوية هناك شعب صحراوي معترف به دوليا كان يعيش‬
‫في إقليم محدد جغرافيا منذ القديم و عليه يمكن القول بأن قيام جمهورية صحراوية عمل‬
‫مشروع قانونا بسبب وجود شعب و إقليم متميز و إن كان جزءا منه محتال‪.‬‬

‫‪-‬إن اعتراف الدول بالجمهورية الصحراوية متطابق مع قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫رقم ‪ 2621‬بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1473‬الذي ينص على أن تقدم كل دول األعضاء في‬
‫‪1‬‬
‫المنظمة الدولية الدعم الكامل للشعوب المكافحة ضد االستعمار‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى‌محمد‌أمبارك‪ ‌,‬النزاع في الصحراء الغربية و آفاق التسوية الشاملة‪‌,‬مذكرة‌خرج‌لنيل‌شهادة‌ليسانس‌في‌‬


‫الحقوق‌جامعة‌موالي‌الطاهر‪,‬سعيدة‌دفعة‌تخرج‌‪‌9339-9339‬ص‌ص‌‪‌13-02‬‬

‫‪128‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪:‬األطراف المشاركة في نزاع الصحراء الغربية‪.‬‬

‫باعتبار القضية الصحراوية من أهم قضايا التحرير الوطنية حيث ساهمت الدول االستعمارية‬
‫و ال تزال تساهم في تعقيدها خاصة فيما يتعلق بتطبيق حق تقرير المصير للشعب‬
‫الصحراوي من التمتع بحقه في الحرية و االستقالل الذاتي لذلك سوف نتطرق لعرض أهم‬
‫المواقف التي برزت اتجاه ه ذه القضية سواء من جهات مباشرة أو غير مباشرة و ذلك في‬
‫العرض التالي‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬األطراف المباشرة(موقف المغرب‪,‬موقف البوليساريو)‬

‫أ)موقف المغرب‪:‬‬

‫‪-‬باعتبار السياسة المتبعة في النظام المغربي هي سياسة التوسع واإللحاق يعود تاريخها إلى‬
‫الزعيم المغربي عالل الفاسي زعيم حزب االستقالل الذي أصدر سنة ‪ 1455‬خريطة ما‬
‫سماه المغرب الكبير و التي جعلها أساسا للمطالبة اإلقليمية للصحراء الغربية‪.‬‬

‫مر موقف المغرب بمرحلتين أساسيتين‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪:‬‬

‫أثناء االحتالل االسباني إلقليم الصحراء الغربية تميز موقف المغرب لتصفية االستعمار و‬
‫حق الشعوب في تقرير مصيرها حيث أكد على ضرورة انسحاب اسبانيا و توقيف هجرتها‬
‫لإلقليم و أقر ممثل المغرب أمام الجمعية العامة في ديسمبر ‪ 1466‬على اسبانيا أن تسحب‬
‫قوتها و توقف هجرتها لإلقليم و أن تسمح للمهاجرين بالعودة لإلقليم و طلب أن يشارك‬
‫‪1‬‬
‫إذ لجأ إلى سياسة حسن الجوار و القوة و تكوين جبهة‬ ‫بنشاط في المراقبة و االستفتاء‬
‫مشتركة لمواجهة االستعمار ‪ ,‬فمن جملة التصريحات الثنائية التي تمت بين الجزائر و‬
‫المغرب سنة ‪ 16‬جانفي ‪ 1464‬في لقاء بين الرئيس الجزائري و الملك المغربي بالمغرب‬

‫‪1‬حمدي‌يخطية‪‌,‬الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا‪(‌,‬الجزائر‪‌:‬الجاحظية‪‌)9334,‬ص‌‪‌94‬‬

‫‪129‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في لقاء آخر بين وزراء الخارجية في ‪ 24‬أفريل ‪ 1464‬بالجزائر و لقاء قمة آخر‬
‫بتلمسان يوم ‪ 27‬ماي ‪ 1473‬حيث أكدت البيانات الصادرة عن هذه اللقاءات على التمسك‬
‫بعدم االنحياز و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة و حق الشعوب في تقرير مصيرها‬
‫و كذا االلتزام بالمواثيق الدولية و احترامها و دعم حركات التحرر و تنسيق الجهود بين‬
‫البلدين حول هذه القضايا‪.‬‬

‫و فيما يخص االجتماعات التي جمعت بين الرئيسين الموريتاني و المغربي يوم ‪ 31‬جوان‬
‫‪ 1473‬أصدروا بيانا سياسيا مشتركا ينص على أن الطرفين قد درسا الوضع في الصحراء‬
‫وقرر التنسيق الواسع والفوري من اجل تحرير هذا اإلقليم من االستعمار‬
‫ا‬ ‫الغربية بكل اهتمام‬
‫االسباني وفقا لق اررات األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪-‬أما التصريحات الثالثية التي تمت بين الجزائر وموريتانيا والمغرب في اجتماع لهم يوم ‪14‬‬
‫سبتمبر ‪ 1473‬بواد هيبو بعد أن درسوا الوضع في الصحراء الغربية كونوا لجنة ثالثية‬
‫التنسيق مكلفة بالمتابعة المستمرة سياسيا ودبلوماسيا من أجل تحرير اإلقليم كما أيدوا تقرير‬
‫المصير للشعب الصحراوي ‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثانية ‪:‬‬

‫تبدأ منذ إعالن مدريد في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ، 1475‬اجتمعت الوفود الممثلة للحكومات االسبانية‬
‫‪ ،‬المغربية الموريتانية اتفقوا على تعيين نائبا يقترحهما كل من المغرب وموريتانيا بهدف‬
‫مساعدة الحاكم االسباني العام في مهامه ‪ ،‬وينتهي الوجود االسباني بهذا اإلقليم قبل فيفري‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1476‬كانت هناك اتفاقية سرية بين المغرب واسبانيا حول استغالل الفوسفات والصيد‬
‫وفور تصديق البرلمان االسباني الكورنيس على المعاهدة تم نشرها في الجريدة الرسمية‬
‫وأرسلت نسخة منها إلى منظمة األمم المتحدة كما وافق عليها رئيس الجماعة السيد خطري‬

‫‪1‬‬
‫‪Yahia zoubir –saniel voltan ,internationale dimension if the western sahara‬‬
‫‪confi , london ,praeGer , pp 3-4.‬‬

‫‪130‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جماني رغم معارضة أغلبية الجماعة ‪ ،‬وبعد ذلك تقوم الدول بتطبيق ما ورد في بنود االتفاق‬
‫‪ ،‬فقد دخلت وحدات الجيش الملكي المغربي في عمق أراضي الصحراء باسم المسيرة‬
‫الخضراء التي روج لها الملك المغربي حسن الثاني كان هدفها إلحاق إقليم الصحراء إلى‬
‫الوطن األم ولقد اعتبر الملك المغربي مغربية الصحراء ضرورة حيوية لألمن االستراتيجي‬
‫ألوروبا الغربية وبذلك كسب التأييد األمريكي الفرنسي ‪ ،‬كما تمركزت قوات الجيش الموريتاني‬
‫داخل األراضي الصحراوية ضمن القسم المخصص لها في اتفاق ثالثي ‪.‬‬

‫وظل الموقف المغربي يتأرجح بين المصلحة الداخلية للمغرب ‪ ،‬فسياسيا أصبحت المملكة‬
‫منعزلة في إفريقيا بعد وفاة الملك الحسن الثاني ولم تتغير نظرة المغرب لطبيعة النزاع في‬
‫المنطقة ‪.‬‬

‫وصرح محمد السادس لمجلة التاميز األمريكية في ‪ 14‬جوان ‪ 2333‬اثر زيارته للواليات‬
‫المتحدة األمريكية بأن المشكلة ليست مع الصحراء وانما هي مع الجزائر كون أن هذه‬
‫األخيرة لها أطماع في المنطقة وتأجل الحل السلمي والسريع في المنطقة محاولة من المغرب‬
‫اقتحام الجزائر في النزاع وليس طرف مهتما بالنزاع حيث تجاهل المغرب احتجاجات‬
‫البوليساريو عند زيارة محمد السادس إلى الصحراء الغربية متجها إلى المدن ‪ :‬الداخلة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫العيون ‪ ،‬السمارة معتبرها أقاليم جنوبية‪.‬‬

‫‪-‬ما يمكن استنتاجه هو أن المغرب ال يزال بورقة الصحراء الغربية وفشله في إقناع‬
‫المنظمات الدولية لتقف في صفه كون أن المنظمات أيدت الشعب الصحراوي في تقرير‬
‫مصيره كما أنها ما زالت تعمل على إعاقة كل مسارات السالم التي تدعمها األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪1‬بن‌عامر‌تونسي‪‌،‬مرجع سابق‪.‬ص‌‪‌093‬‬

‫‪131‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب) موقف البوليساريو ‪:‬‬

‫‪-‬يجب التطرق إلى تبيان أهم الخطوات التي مرت بها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية‬
‫الحمراء ووادي الذهب ‪ ،‬بعد الممارسة السياسية والنضالية التي اعتمدها المناضلون‬
‫الصحراويون توصلوا إلى أن االستقالل ال يأتي إال بحمل السالح حيث تأسست جبهة‬
‫عريضة تضم كل مناهضين االستعمار االسباني وفي تاريخ ‪ 13‬ماي ‪ 1473‬تعبير شرعي‬
‫ل لجماهير الصحراوية تعتمد العنف والكفاح المسلح وسيلة يستعيد بها الشعب الصحراوي‬
‫‪1‬‬
‫حريته التامة وتكوين دولة مستقلة ضمن الحدود الجغرافية والتاريخية لإلقليم‪.‬‬

‫‪-‬وفي ‪ 23‬ماي ‪ 1473‬تأسست الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب‬
‫السترجاع حريتها حيث أن تأسيسها أحدث صدمة السبانيا تأكدت من خاللها أن‬
‫الصحراويين خرجوا عن طاعتها أما المغرب فيجب عليه مراجعة سياسته ألن البوليساريو‬
‫ليست من صنعه وال في صالحه ‪ .‬ومنه فهي تشكل خطر لها تأثير عالمي وجهوي كون‬
‫األمم المتحدة تنص عل حق الشعوب في تقرير مصيرها ألن شعبها يخضع لتدخل أجنبي‬
‫حسب القرار المؤرخ في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1474‬في المادة السابعة شرعية تأييد الشعوب التي‬
‫تحارب ضد االحتالل مثل الشعب الصحراوي وفي مثل تلك الظروف للحصول على حقها‬
‫في تقرير مصيرها‪.‬‬

‫‪-‬إن إعالن قيام دولة قد عبر رفض الصحراويين لمحتوى اتفاقية مدريد التي ال تتماشى مع‬
‫مخالفة الشرعية الدولية‪ ,‬و بالتالي لم تأخذ بق اررات األمم المتحدة ثم جاءت معاهدة السالم‬
‫بين موريتانيا و البوليساريو الموقعة في الجزائر ‪ 35‬أوت و بعد المفاوضات تم االتفاق على‬
‫ضرورة التمسك و احترام المبادئ األساسية لميثاقي األمم المتحدة والوحدة اإلفريقية الخاصة‬
‫في حق الشعوب و عدم المساس بالحدود ‪ ,‬فزيارة محمد السادس في يوم ‪2331/11/31‬‬
‫إلى مدن الدخلة‪,‬العيون‪ ,‬السمارة يعد استف از از خطي ار يمكن أن يدهور عملية السالم و وصفتها‬

‫‪1‬عمر‌صدوق‪ ،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌49-9‬‬

‫‪132‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫البوليساريو باالنتهاك الفاضح لق اررات األمم المتحدة التي تدعو أطراف النزاع إلى تجنب‬
‫القيام بخطوات تعيق الوصول إلى حل نهائي للصراع ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬األطراف غير المباشرة‪(.‬اسبانيا‪-‬موريتانيا)‬

‫‪-0‬اسبانيا ‪:‬تمثل موقفها األول في احتالل اإلقليم بداية من سنة ‪ 1114‬حتى سنة ‪1453‬‬
‫لكن اسبانيا لم تحني أي مصلحة إلى مرحلة أخرى و هي مرحلة التنازالت سنة ‪ 1473‬و‬
‫التي تعرف بمرحلة تقسيم األرض بين المغرب و موريتانيا إثر اتفاقية مدريد التي اعتبرتها‬
‫اسبانيا فيما بعد اتفاقية لتسليم إدارة اإلقليم و ليس سيادته ‪.‬‬

‫و ابتداءا من ‪ 1471‬عرف الموقف االسباني تطورات كبيرة للقضية‪ ,‬فالرأي العام بما فيه‬
‫أحزاب اليسار التي كانت متعاطفة مع القضية الصحراوية ‪ ,‬و ما يمكن استخالصه أن‬
‫الموقف االسباني قد تطور بعد اتفاقية مدريد الثالثية على إعادة عالقاتها الطبيعية مع‬
‫الجزائر و اقتربت من البوليساريو من خالل اعتراف خاقيير روبيراز باسم حزبه وليس باسم‬
‫حكومته بجبهة البوليساريو باعتبارها الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي‪.‬‬

‫‪-‬وهذا الموقف اتخذته اسبانيا ألنه يتماشى مع مصلحتها الحيوية واإلستراتيجية في المنطقة ‪.‬‬

‫‪-‬أما الموقف االسباني للصحراء الغربية حاليا ينفي إعادة العالقات وتطورها مع دول الجوار‬
‫وحتى مع المغرب وهذا ما صرح به رئيس الوزراء االسباني خوسي ماريا ازنار أن العالقات‬
‫مع المغرب ما زالت جيدة وهذا اثر الصدمة من قرار المغرب استدعاء سفيرها في مدريد دون‬
‫مبررات حقيقية وتأمل اسبانيا أن تحل المشاكل اإلقليمية بطرق سلمية ب) موريتانيا ‪ :‬يبرز‬
‫موقف موريتانيا خالل مرحلتين أساسيتين داخل وخارج إقليمها‬

‫‪-‬المرحلة االولى ‪:‬تميزت بسياسة التظاهر كالمغرب بمساندة القضية الصحراوية بهدف‬
‫تصفية االستعمار االسباني منها ‪،‬وفي نفس الوقت تبرز موقفها ومشروعيتها من اإلقليم‬
‫الذي يعد جزء ال يتج أز من إقليم مبررة ذلك ارتباطها التاريخي واالجتماعي بالمنطقة وبهذا‬

‫‪133‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تطالب باندماج اإلقليم الصحراوي بعد خروج اسبانيا ‪ ،‬كما عبرت موريتانيا على لسان رئيسها‬
‫ولد داده أنها تؤيد فكرة تنظم االستفتاء لكن خارج اإلدارة االسبانية وأقرت اثر زيارتها أن‬
‫الشعب الصحراوي والشعب الموريتاني مجتمع واحد وعليه خوفا من أن تكون مساومة بين‬
‫اسبانيا والمغرب على الصحراء الغربية طالبت موريتانيا وساندت فكرة حق تقرير مصير‬
‫شعب الصحراء الغربية تحت إشراف دولي هادف من وراء ذلك أن تؤكد وجودها في أي‬
‫عملية مستقبلية لتقسيم الصحراء الغربية وجعلت نفسها قوة جهوية في تسوية النزاعات الدولية‬
‫في الشمال اإلفريقي ‪.‬‬

‫‪-‬إال أن هذا الموقف تغير بعد دخول موريتانيا حالة الالستقرار االقتصادي والسياسي تجلت‬
‫فيه " أزمة الثقة السياسية " لدى الحكومة ‪ ،‬وما انعكس سلبيا على الوضعية االقتصادية‬
‫لموريتانيا ‪ ،‬حيث سجل انخفاض في الدخل الوطني وزيادة في اإلنفاق الحكومي الذي انتقل‬
‫بين سنتي ‪ 1471-1477‬من ‪ % 43‬إلى ‪ %63‬كل هذا جعل الحكومة الموريتانية تنسحب‬
‫تدريجيا من مسألة الصحراء الغربية وخروجها من دائرة الصراع ‪ ،‬حيث أعلنت بصفة رسمية‬
‫عدم نيتها في أن تكون لها مطالب ترابية في الصحراء الغربية اثر اجتماع ضم الوفد‬
‫الموريتاني والوفد الصحراوي بالجزائر في ‪ 35‬أوت ‪ 1474‬حيث التزم فيه الطرف الموريتاني‬
‫بتوقيع اتفاق سالم بين الحكومة الموريتانية والصحراء الغربية منذ ذلك الحين تغير الموقف‬
‫الموريتاني من موقف المشارك في الصراع الصحراوي إلى طرف مالحظ السيما بعد اعتراف‬
‫‪1‬‬
‫موريتانيا سنة ‪ 1414‬بجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد لشعب الصحراء الغربية ‪.‬‬

‫‪1‬علي‌الشامي‪‌،‬الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي‌(‌لبنان‪‌:‬دار‌الكلمة‌للنشر‌‪‌)4993‬ص‌‪‌.931‬‬

‫‪134‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجزائر و قضية النزاع في الصحراء الغربية‬

‫كان أطراف النزاع الصحراوي منذ سنة ‪ 1475‬أربعة‪ :‬اسبانيا –المغرب‪-‬موريتانيا من جهة و‬
‫جبهة البوليساريو من جهة أخرى و بعد انسحاب اسبانيا من اإلقليم الصحراوي و توقيع‬
‫معاهدة السالم بين موريتانيا و الجبهة أصبح النزاع ثنائيا أي بين المغرب و الجمهورية‬
‫الصحراوية‪.‬‬

‫‪-‬إن الجزائر ليست طرفا في النزاع الصحراوي و إنما هي مجرد طرف مهتم بالقضية و دليل‬
‫ذلك أن المنظمات الدولية أقرت هذا‪ ,‬فمنظمة األمم المتحدة تعامل الجزائر على هذا‬
‫األساس‪.‬‬

‫المبادئ التي يستند إليها الموقف الجزائري‪:‬‬

‫‪-1‬إن الحرب الدائرة في الصحراء الغربية تهدد السلم و األمن الدوليين خاصة في منطقة‬
‫المغرب العربي اإلسالمي والجزائر جزء من المنطقة و الصراع يدور بالقرب من حدود‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪-2‬القضية الصحراوية تتعلق بتصفية االستعمار‪.‬‬

‫‪-3‬مبادئ القانون الدولي تؤكد مشروعية مساندة حركات التحرير الوطنية و تطالب الدول‬
‫بتقديم كل العون لها ‪.‬‬

‫‪-4‬الجزائر تؤيد و تطالب بتطبيق مبدأ تقرير المصير الذي أصبح قاعدة قانونية من قواعد‬
‫القانون الدولي اإللزامية‪.‬‬

‫‪-‬انطالقا من هذه المبادئ يمكن فهم موقف الجزائر من القضية الصحراوية باعتباره طرفا‬
‫معنيا بتطبيق مبادئ وق اررات المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫موقف الجزائر‪:‬‬

‫إن موقف الجزائر اتجاه القضية الصحراوية يتجلى في أن الجزائر ال تخفي موقفها المؤيد‬
‫لمطالب الشعب الصحراوي المشروعة في الحرية و االستقالل فتدافع على مبدأ حق الشعوب‬
‫في تقرير المصير‪ ,‬و بما أن المبادئ األساسية لسياسة الجزائر الخارجية دعم حركات‬
‫التحرر الوطنية في ا لعالم فإن دعمها لحركة التحرير الوطنية الصحراوية يتمثل في المساعدة‬
‫المادية و المعنوية فالجزائر فتحت حدودها لآلالف من الالجئين الصحراويين منذ احتالل‬
‫‪1‬‬
‫المغرب ‪ ,‬وأعلنت اعترافها بالجمهورية الصحراوية رسميا يوم ‪36‬مارس‪.1476‬‬

‫‪1‬عمر‌صدوق‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‌ص‌‪‌.934-499‬‬

‫‪136‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬القضية الصحراوية في أجندات األمم المتحدة‬

‫لقد اعتبرت قضية تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قضية تصفية من االستعمار أمام‬
‫منظمات وهيئات دولية واقليمية وتعتبر منظمة األمم المتحدة المنبر األول الذي ترددت فوقه‬
‫عبارات تحرير هذه المنطقة من االستعمار ولقد كان اإلجماع على فكرة أساسية هي إنهاء‬
‫السيطرة االسبانية وتمكين سكان اإلقليم من ممارسة حق تقرير مصيرهم وعلى اثر ذلك‬
‫سوف نتناول قضية الصحراء الغربية في رواق األمم المتحدة من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القضية الصحراوية في الجمعية العامة‪.‬‬

‫لقد عنيت الجمعية العامة بالقضية الصحراوية كقضية تصفية االستعمار منذ تسجيلها اإلقليم‬
‫الصحراوي في قائمة األقاليم غير المستقلة سنة ‪ 1463‬وأصدرت مجموعة من الق اررات‬
‫والتوصيات نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫أول قرار حول الصحراء الغربية صدر عن اللجنة الخاصة بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1464‬طالب‬
‫القرار اسبانيا كقوة مديرة أن تتخذ التدابير العاجلة للتطبيق الكامل والالمشروط للقرار المتعلق‬
‫بمنح االستقالل في اإلقليم الصحراوي ‪.‬‬
‫في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1466‬اعتمدت الجمعية العامة باإلجماع باستثناء اسبانيا والبرتغال القرار‬
‫رقم ‪ 2372‬الذي يطالب الحكومة االسبانية باتخاذ اإلجراءات الالزمة لتحرير إقليم الصحراء‬
‫الغربية من السيطرة االستعمارية ‪.‬‬
‫في ‪23‬ديسمبر ‪ 1466‬اصدر قرار رقم ‪ 2224‬يشير إلى أن اسبانيا تطبق المبادئ التي‬
‫تضمنها القرار ‪ 1514‬فيما يتعلق بالصحراء الغربية وطالب القرار من جديد الحكومة‬
‫االسبانية بوضع الترتيبات الالزمة لتنظيم استفتاء بإشراف منظمة األمم المتحدة من أجل‬
‫إتاحة الفرصة لسكان الصحراء الغربية ليمارسون حقهم في تقرير المصير‬

‫‪137‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1467‬إصدار قرار رقم ‪ 2354‬من الجمعية العامة يلح على ضرورة‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق اسبانيا لمبدأ تقرير المصير على سكان الصحراء الغربية ‪.‬‬
‫في ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1461‬صدر قرار رقم ‪ 2421‬بنفس الموضوع ‪.‬‬
‫في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1464‬صدر قرار يطالب اسبانيا بتطبيق مبدأ تقرير المصير في الصحراء‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1473‬صدر قرار رقم ‪ 2711‬يتأسف عن االحداث الدموية التي وقعت في‬
‫االقليم في جوان ‪ 2 1473‬وألح على ضرورة قيام اسبانيا فو ار باتخاذ الترتيبات الالزمة لتنظيم‬
‫االستفتاء ‪.‬‬
‫ارت الجمعية العامة بخصوص القضية الصحراوية تؤكد على ضرورة تطبيق‬
‫‪-‬وعليه فكل قر ا‬
‫مبدأ تقرير المصير خاصة الق ار رقم ‪ 2413‬الذي ينص على أحقية الشعب الصحراوي في‬
‫ممارسة حقه في تقرير المصير واالستقالل ‪.‬‬

‫‪-‬وفي سنة ‪ 1474‬تقدم كل من المغرب وموريتانيا بطلب إلى محكمة العدل الدولية إلبداء‬
‫رأي استشاري وصدر قرار الجمعية العامة رقم ‪ 2342‬بشأن هذا الطلب ‪.‬‬

‫وفي شهر ماي ‪ 1475‬كلفت الجمعية العامة لجنة تصفية االستعمار بدراسة الوضعية في‬
‫إقليم الصحراء الغربية وقدمت اللجنة تقريرها أمام الجمعية العامة يوم ‪ 15‬أكتوبر ‪1475‬‬
‫حيث أكدت بإن سكان اإلقليم الصحراوي يرغبون في االستقالل التام ‪.‬‬

‫‪-‬كما نجد من اهم الق اررات رقم ‪ 114-63‬الق ارر الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2335‬الذي‬
‫أكدت فيه الجمعية العامة على حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها واالستقالل وفقا‬
‫للمبادئ الواردة في ميثاق األمم المتحدة والقرار رقم ‪ 116/62‬الصادر في ‪2337/12/17‬‬

‫‪1‬بويري‌اخناثة‌‪ ‌،‬أزمة الصحراء الغربية في إطار القانون الدولي‌‪‌،‬مذكرة‌لنيل‌شهادة‌ليسانس‌في‌الحقوق‌‪‌،‬جامعة‌د‌‬


‫موالي‌الطاهر‌‪,‬سعيدة‌‪‌،‬دفعة‌تخرج‌‪‌9344-‌9343‬ص‌ص‌‪‌‌49-49‬‬
‫‪2‬في‌‪‌49‬جوان‌‪ ‌4993‬نظمت‌مظاهرا‌ت‌في‌مدينة‌العيون‌حيث‌رفع‌المتظاهرون‌مجموعة‌من‌الشعارات‌تنادي‌ب‌"ال‌‬
‫لال‌ندماج‌"و‌"ال‌للمدرسة‌االسبانية‌"‌و‌"‌نريد‌مدارس‌عربية‌"و‌"نطالب‌بخروج‌االسبان‌"‌و‌"‌الجماعة‌ال‌تمثلنا‌"‌و"‌ال‌‬
‫لتهجير‌شعبنا"‌‪‌....‬‬

‫‪138‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الذي أكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره جميع الخيارات المطروحة لتقرير‬
‫المصير بما فيها االستفتاء أو الحكم الذاتي هي خيارات سلمية ما دامت تتفق مع الرغبات‬
‫التي تعرب عنها الشعوب المعنية وبكل حرية ‪ ،‬كما أكد القرار على مسؤولية األمم المتحدة‬
‫‪1‬‬
‫لما يعانيه شعب الصحراء الغربية ومن ثم فهو يرحب بأي وسيلة تحقق له مصيره ‪.‬‬

‫‪-‬إضافة إلى أهم قرار صادر في ‪ 2331/12/35‬رقم ‪ 136-63‬الذي أكد على حق جميع‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها واستقاللها ‪.‬‬

‫‪-‬ما يمكن استنتاجه من هذه السلسلة من الق اررات الصادرة عن الجمعية العامة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تؤكد بصفة قطعية على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حيث أن هذا الحق قد‬
‫جاء تأكيده في كافة الق اررات‪.‬‬

‫‪ -2‬تعتبر المشاورات بين اإلدارة المسؤولة عن اإلقليم والمغرب وموريتانيا أو أي طرف آخر‬
‫( الجزائر ) كمرحلة ضرورية لتهيئة الجو المناسب لتطبيق إجراءات االستفتاء للتعبير عن‬
‫إرادة السكان األصليين ‪.‬‬

‫‪-3‬يعتبر االستفتاء الوسيلة الشرعية لتصفية االستعمار ويجب أن يكون بمشاركة األمم‬
‫المتحدة ويشمل كافة السكان األصليين ‪.‬‬

‫‪-4‬يعد استمرار االستعمار في اإلقليم الصحراوي كتهديد لمنطقة شمال القارة اإلفريقية ويمكن‬
‫أن يوسع رقعة الحرب في حالة استمرار موقف المغرب ‪.‬‬

‫‪-5‬جعلت المنظمة على عاتقها مسؤولية تصفية االستعمار من الصحراء الغربية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -6‬بدءا من السبعينات بدأت تؤكد على شرعية كفاح الشعب الصحراوي لتقرير مصيره‪.‬‬

‫‪1‬عمر‌صدوق‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌ص‌‪‌‌432-430‬‬
‫‪2‬مصطفى‌محمد‌أمبارك‪ ،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌29-29‬‬

‫‪139‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القضية الصحراوية في مجلس األمن‪.‬‬

‫‪-‬وفقا للمادة (‪ )24‬الفقرة األولى من ميثاق منظمة األمم المتحدة يحق لمجلس األمن أن‬
‫يعمل بالنيابة عن هيئة األمم المتحدة فيما يتعلق بمسائل حفظ السلم واألمن الدوليين ‪ ،‬كما‬
‫تنص المادة (‪ )25‬من الميثاق على إلزامية ق اررات مجلس األمن حول شؤون حفظ السلم‬
‫واألمن الدوليين اتجاه أعضاء الهيئة الدولية الذين يتعهدون بقبول ق ارراته وتنفيذها ‪ ،‬وفيما‬
‫يخص قضية الصحراء الغربية فلم يتدخل مجلس األمن إال بعد تفاقمها وصارت تهدد السلم‬
‫واألمن في منطقة النزاع سنة ‪. 1475‬وقد درس مجلس األمن القضية الصحراوية حيث‬
‫أصدر ثالث ق اررات ومن بين هذه الق اررات ما يلي ‪:‬‬

‫القرار األول ‪ :‬كان يوم ‪ 22‬أكتوبر ‪ 1475‬حيث طلبت الحكومة االسبانية استدعاء عاجل‬
‫لمجلس األمن وذلك بعد إعالن ملك المغرب عن المسيرة الخضراء والزحف نحو اإلقليم‬
‫الصحراوي الحتالله ‪.‬‬

‫‪-‬ومن خالل هذا القرار طلب مجلس األمن من األمين العام أن يجري اتصاالت فو ار مع‬
‫األطراف المعنية ثم يعد تقري ار ويقدمه إلى مجلس األمن لكي يتخذ اإلجراءات الالزمة من‬
‫اجل مواجهة تأزم الوضع في الصحراء الغربية كما طالبت أطراف النزاع باالعتدال ‪.‬‬

‫القرا الثاني ‪ :‬بعد أن قدم األمين العام تقرير إلى مجلس األمن وفقا لقرار هذا الخير كذلك‬
‫تلقى مجلس األمن رسالة ثانية من الحكومة االسبانية اصدر ق ارره الثاني يوم ‪ 32‬نوفمبر‬
‫‪ 1475‬حيث أعرب عن انشغاله بخطورة الوضع في منطقة الصحراء الغربية‪ 1‬وطالب‬
‫األمين العام بتكثيف االتصاالت مع أطراف النزاع ‪ ،‬كما طالب األطراف المعنية والمهتمة‬
‫بتجنب كل عمل قد يؤدي إلى زيادة خطورة التوتر في المنطقة ‪.‬‬

‫‪1‬عمر‌صدوق‪‌،‬مرجع سابق ص‌ص‪‌‌439-433‬‬

‫‪140‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القرار الثالث ‪ :‬أصدره مجلس األمن يوم ‪ 6‬نوفمبر ‪ 1475‬في اجتماع طارئ له بعد انطالق‬
‫المسيرة الخضراء نحو اإلقليم الصحراوي واهم ما تضمنه القرار هو استنكار تنفيذ المسيرة‬
‫وعدم االمتثال للقرارين السابقين كما طالب المغرب بسحب فوري للمشاركين في المسيرة من‬
‫‪1‬‬
‫إقليم الصحراء الغربية ثم إجراء المفاوضات ما بين األطراف المعنية‪.‬‬

‫قرار ‪ 621‬الصادر بتاريخ ‪ 33‬سبتمبر ‪ 1411‬عين األمين العام أول ممثل خاص له‬
‫للصحراء الغربية ليبدأ االتصاالت مع األطراف وقع اختياره على السيد اسبيال من‬
‫االورغواي‪.‬‬
‫قرار ‪ 643‬الصادر في ‪ 14‬افريل ‪ 1441‬أعلن فيه عن تشكيل بعثة لألمم المتحدة لالستفتاء‬
‫في الصحراء الغربية ( مينورسو ) مع تحديد الجدول الزمني لتطبيق مخطط التسوية ‪.‬‬
‫قرار ‪ 134‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 1443‬وأعلن فيه مجلس اآلمن األمين العام إلى البحث عن حل‬
‫‪2‬‬
‫وسيط للخالفات القائمة بين الطرفين لفسح المجال النطالق عملية تجديد الهوية‪.‬‬
‫القرار رقم ‪ 356‬في ‪ 5‬ماي ‪ 1445‬والذي طالب فيه كوفي عنان من ممثله الخاص تكثيف‬
‫الجهود قصد التوصل إلى حل يرضي الطرفين ‪.‬‬
‫القرار رقم ‪ 1334‬الصادر في ‪ 25‬يوليو ‪ 2333‬يتضمن مبادرة فرنسية أمريكية مشتركة‬
‫تقترح حال سياسيا لمشكلة الصحراء الغربية ‪.‬‬

‫‪-‬القرار رقم ‪ 1424‬الصادر في ‪ 2332/37/33‬أكد على حاجته الماسة للبحث عن حل‬


‫سياسي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره ‪ ،‬كما أبدى قلقه من ما يعانيه‬
‫شعب الصحراء ‪.‬‬

‫والق اررات بين رقم ‪ 17-54‬رقم ‪ 1113‬الصادر في ‪ 2337/34/33‬و ‪2331/34/33‬‬


‫اللذين حث فيهما مجلس األمن كل أطراف النزاع في الصحراء الغربية على الدخول في‬

‫‪1‬تستخدم‌عبارة‌األطراف‌ المعنية‌في‌األمم‌المتحدة‌للتعبير‌عن‌كل‌من‌المغرب‌وموريتانيا‌وجبهة‌البوليساريو‌وعبارة‌‬
‫األطراف‌للداللة‌على‌الجزائر‌‪‌.‬‬
‫‪ ‌2‬سها‌رجب‌‪ ‌:‬النزاعات الحدودية في العالم العربي في نهاية القرن العشرين الى بداية القرن الواحد والعشرين‌‌‪.‬ص‌‬
‫ص‌‪‌‌430-439‬‬

‫‪141‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مفاوضات جادة دون شروط وبحسن نية تحت إشراف األمم المتحدة شرط أن يكون هذا‬
‫التفاوض على حل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره ‪.‬‬

‫‪-‬من خالل هذه الق اررات نجد أن مجلس األمن هو القوة الفاعلة في منظمة األمم المتحدة‬
‫ألنه أعطى من الناحية القانونية للصحراء الغربية ووصفها باعتبارها مشكل تصفية‬
‫االستعمار ‪.‬‬

‫لكن هناك ما يعرقل تطبيق هذه الق اررات وهي فرنسا والواليات المتحدة األمريكية باعتبارهما‬
‫عضوتان في مجلس األمن ويملكان حق الفيتو ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القضية الصحراوية في محكمة العدل الدولية‪.‬‬

‫‪-‬يمكن إرجاع أسباب النزاع الصحراوي المغربي إلى تعارض مطلبين أحدهما يؤكد و يدافع‬
‫عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و االستقالل و اآلخر يقدمه المغرب مدعيا‬
‫حقوق تاريخية في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪-‬و انطالقا من ذلك تقدم المغرب بطلب إلى األمين العام لألمم المتحدة و إلى الحكومة‬
‫اإلسبانية في ‪ 23‬سبتمبر‪ 1474‬إلحالة ملف الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية في‬
‫الهاي لتبدي رأيا استشاريا يتوخى منه تعزيز مطالبته بحقوقه التاريخية على اإلقليم فبعد‬
‫موافقة الجمعية العامة على الطلب المغربي أحالته إلى محكمة العدل الدولية المذكورة بصيغة‬
‫األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪-1‬هل كانت الصحراء الغربية (الساقية الحمراء و وادي الذهب ) في فترة استعمارها من قبل‬
‫اسبانيا ارض بال سيد‬

‫‪-2‬إذا كانت اإلجابة بالنفي هل كانت توجد روابط قانونية بين المنطقة المذكورة والمملكة‬
‫المغربية و المجموعة الموريتانية من جهة أخرى‬

‫‪142‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1475‬أعلنت محكمة العدل الدولية رأيها االستشاري و فيما يلي سوف‬
‫نتطرق إلى التفاصيل التي مرت بها المحكمة أثناء المرافعات و خالصة رأيها في في ذلك ‪.‬‬

‫‪-0‬المرافعات‪:‬‬

‫عقدت المحكمة ‪ 27‬جلسة علنية من ‪ 25‬يونيو إلى غاية ‪ 33‬يونيو ‪ 1475‬و من أهم ما‬
‫جاء في المرافعات بخصوص الحجج المغربية‪:‬‬

‫قدم المغرب جملة من األحداث التاريخية محاولة منه إلثبات تواصل ممارسته للسيادة على‬
‫الصحراء الغربية منها‪:‬‬

‫‪-‬ظهر تعيين القادة في الصحراء الغربية ‪-‬جباية الضرائب‪- 1‬ق اررات عسكرية (مقاومة‬
‫االستعمار) ‪-‬حمالت السالطين في المنطقة الجنوبية من السوس ‪- 1116-1112‬مجاورة‬
‫المغرب للصحراء الغربية و الطبيعة الصحراوية لإلقليم (اعتبار اإلقليم امتداد طبيعيا‬
‫للمغرب) ‪-‬األحداث الدولية المتعلقة بالصحراء الغربية (معاهدات‪,‬اتفاقيات‪)...‬‬

‫اتبعت المحكمة الخطوات التالية‪:‬‬

‫أخذت المحكمة بعين االعتبار هيكلة الدولة المغربية و قدرت أنه يجب أن تكون التبعية‬
‫فعلية و أن تتجلى في أحداث معبرة عنها حتى يمكن اعتبارها دليال على السيادة‪.‬‬

‫‪-‬تفحصت المحكمة ادعاء ممارسة سلطة فعلية في الصحراء الغربية في الوقت الذي‬
‫استعمرتها اسبانيا وفي الفترة التي سبقت ذلك ‪ .‬وقد صنفت المحكمة الحجج المغربية إلى ‪:‬‬

‫‪-1‬أحداث داخلية تدل على وجود سلطة مغربية على اإلقليم‬

‫‪-2‬أحداث دولية اعتبرها المغرب دليال العتراف دول أخرى بسيادته على األرض‪.‬‬

‫‪1‬طاهر‌مسعود‪,‬مرجع سابق‌‪‌,‬ص‌ص‌‪‌02-01‬‬

‫‪143‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المناقشات ‪:‬‬
‫‪-‬هناك آراء تعارض الرأي المغربي ‪ ،‬فاسبانيا وموريتانيا أكدت بأن القبائل الصحراوية كانت‬
‫مستقلة ‪.‬حيث نفت اسبانيا كل االدعاءات المغربية بحجة عدم وجود وثائق تاريخية أما‬
‫موريتانيا لم تعارض وجود روابط بين سكان اإلقليم والمملكة لكنها نفت شموليتها لإلقليم‬
‫ككل‪.‬‬

‫أما المحكمة اعتبرت أن المعلومات المقدمة من طرف المغرب غير كافية إلثبات قيام سلطة‬
‫مغربية فعلية في الصحراء الغربية فالمحكمة خلصت إلى ما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬إن المغرب لم يقم بجباية الضرائب في اإلقليم‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬إن حمالت السالطين لم تصل وادي درعة‪.‬‬

‫‪ -‬حجة المجاورة غير واردة وال يمكن تطبيقها لوجود مطالب أخرى (موريتانيا ) بنفس الحجة‬
‫ورغم ذلك فالمحكمة قبلت بأن السلطان كانت له سلطة روحية ودينية على بعض قبائل‬
‫المنطقة من خالل بعض القادة المقيمين في وادي نون بالمغرب إال أن المحكمة أبدت تحفظا‬
‫ألن وادي نون ال تدخل ضمن حدوده ‪.‬‬

‫أما الحجج المتعلقة باألحداث الدولية فصنفتها المحكمة إلى ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المعاهدات المبرمة مع المغرب المتعلقة بتقرير وحماية البحارة الذين تغرق بواخرهم‬
‫على شواطئ وادي نون مثل االتفاقية المغربية االسبانية ‪ 1467‬والتي ال تتضمن ما يدل‬
‫على وجود سيادة مغربية للصحراء الغربية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االتفاقية المغربية االنجليزية ‪ 1145‬اعتبرها الرباط اعترافا من بريطانيا سيادة المغرب‬
‫على المناطق الممتدة من وادي درعة إلى رأس بوجدور وما بعدها كجزء من األراضي‬
‫المغربية فالمحكمة لم تقبل هذا التأويل لتناقضه مع ما ورد في وثائق دبلوماسية أخرى أكدت‬

‫‪1‬واد‌درعة‌يقع‌في‌جنوب‌المغرب‌‬

‫‪144‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫على أن حدود األراضي المغربية بالنسبة لبريطانيا ال تتجاوز وادي درعة وأعطت المحكمة‬
‫تأويال لهذه المعاهدة وهو اعتراف بريطانيا ليس بسيادة السلطان وانما بمصالحها الحيوية في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المراسالت الدبلوماسية الخاصة بتطبيق معاهدة تطوان ‪ 1163‬واالتفاق االفتراضي‬


‫بين اسبانيا والمغرب سنة ‪1 1433‬والتي بحسب الرباط تثبت أن اسبانيا كانت تعترف بأن‬
‫السيادة المغربية تمتد حتى رأس بوجدور ‪ ،‬سجلت المحكمة تشكيك موريتانيا في وجود اتفاق‬
‫‪ 1433‬وأنكرته اسبانيا ‪ ،‬لذا لم تأخذه المحكمة بعين االعتبار وأكدت أن اتفاق تطوان لعام‬
‫‪ 1163‬ال يعترف بسيادة تمتد حتى بوجدور ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الرسائل الملحقة باالتفاق الفرنسي األلماني سنة ‪ 1411‬الذي اعتب ار المغرب انه يؤكد‬
‫اعتراف فرنسا وألمانيا بسيادته على الساقية الحمراء وهو ما عارضته اسبانيا من خالل ما‬
‫ورد في اتفاقيتي ‪ 1434‬و ‪ 1412‬اللتين تعترف فرنسا بموجبها بأن المستعمرة االسبانية تقع‬
‫خارج األ ارضي المغربية أما المحكمة وجدت أن هذه الرسائل المتعلقة باتفاق ‪ 1411‬تتعلق‬
‫بتحديد مناطق المصالح السياسية لفرنسا بالنسبة أللمانيا وبالتالي اعتبرتها ثانوية القيمة‬
‫كحجة سيادة المغرب على الساقية الحمراء ‪.‬‬

‫‪-‬وخلصت المحكمة إلى أن كل الوثائق التي تم فحصها ال تثبت االعتراف الدولي من قبل‬
‫حكومات أخرى بسيادة المغرب على الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪1‬طاهر‌مسعود‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌‌03‬‬

‫‪145‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الرابع ‪:‬اآلفاق والسيناريوهات المستقبلية لحل النزاع في الصحراء الغربية‪.‬‬

‫‪-1‬الحلول المقترحة من قبل األمم المتحدة‪:‬‬

‫‪-‬إن منظمة األمم المتحدة حاولت إيجاد حلول سوية للقضية يقبلها األطراف المتنازعة إذ‬
‫بادرت بمبادرة أممية كان أحد أهم المشاريع المشروع الذي عرض على مجلس األمن يوم‬
‫‪ 1441/34/24‬أين تبنى المجلس بإجماع األعضاء الحاضرون الالئحة رقم ‪463‬‬
‫المتضمنة التقرير الجديد لألمين العام رقم ‪ 22464‬الذي يأخذ العناصر األساسية الخاصة‬
‫بمخطط التسوية بعين االعتبار و المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬تقليص القوات المغربية في الصحراء الغربية و التأكيد على الدور المحوري للمثل الخاص‬
‫في الصحراء الغربية ومهمة المينورسو‪.‬‬

‫‪-‬إطالق سراح المعتقلين السياسيين و تبادل سجناء الحرب بإشراف منظمة الصليب األحمر‪.‬‬

‫‪-‬حصر و تسجيل الناخبين الصحراويين بعد التأكد من هويتهم الحقيقية حيث كلفت لجنة‬
‫تحديد الهوية بهذه المهمة والتزمت باعتماد المقترحات التي وافق عليها الطرفان بإتباع‬
‫اإلحصاء االسباني لسنة ‪ 1474‬وأن يشمل التعداد األفراد الذين بلغوا سن ‪ 11‬سنة فما فوق‬
‫القاطنين باإلقليم الصحراوي ‪.‬‬

‫وبعد شهر من تقديم المشروع وفي ‪ 24‬ماي ‪ 1441‬اقترح األمين العام لمنظمة األمم المتحدة‬
‫تاريخ ‪ 1441/34/36‬موعدا للبدء بتطبيق اتفاق وقف إطالق النار ‪ ،‬محددا بعد ذلك يوم‬
‫االستفتاء في شهر فبراير ‪ 1442‬إال أن هذه المحاوالت لم تنجح حيث اعترضنها عدة عوائق‬
‫نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬عدم قبول المغرب اعتماد اإلحصاء االسباني لسكان اإلقليم علما انه أبدى موافقته عليه‬
‫من قبل‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬مخالفة المغرب اإلجراءات التنظيمية المنصوص عليها في عملية اإلحصاء السكاني ‪ ،‬إذ‬
‫أن لجنة تحديد الهوية يلزم استقبال طلبات فردية للراغبين المشاركة في االستفتاء والذين لم‬
‫يشملهم إحصاء ‪ 1474‬في حين المغرب قام بتقديم قائمة جماعية تشمل ‪ 123333‬مغربي‬
‫عرض الطلبات الفردية ‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم المغرب لمسيرات اشتهرت بتسميتها المسيرات الخضراء ثم بموجبها ترحيل ما يقارب‬
‫‪1‬‬
‫‪ 173‬ألف شخص للصحراء الغربية ‪.‬‬
‫بناء على هذا لم يتجسد االقتراح األول خصوصا بعد نهاية مهمة األمين العام االممي في‬
‫‪ 1441/12/31‬الصحراوي أما العالقات الخارجية تكون صالحيات للمغرب حيث يشرف‬
‫على العالقات الخارجية كإبرام االتفاقيات والمعاهدات الدولية ‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية من المشروع تأتي عملية االستفتاء في مدة أقصاها ‪ 35‬سنوات من يوم‬
‫إقرار الحكم الذاتي بمشاركة كل المواطنين الصحراويين الذين بلغوا سن ‪ 11‬سنة يوم االقتراع‬
‫و المسجلين من طرف لجنة تحديد الهوية وكذلك المقيدي في سجالت المفوضية العليا‬
‫لالجئين التابعة لألمم المتحدة إلى غاية ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2333‬أم المقيمين بصفة مستمرة في‬
‫الصحراء الغربية منذ ‪ 33‬سبتمبر ‪.1444‬‬

‫‪-‬ما يمكن اإلشارة إليه أن مشروع بيكر للسالم تضمن في طلباته بعض النقاط التي ال يمكن‬
‫ضمان نتائجها ألن المقترحات األممية تواصلت ‪ ,‬فسيجرد اعتالء الدكتور بطرس غالي‬
‫منصب أمين عام لألمم المتحدة صدر عن مجلس األمن بتاريخ ‪ 1443/33/32‬قرار رقم‬
‫‪ 134‬طلب من خالله األمين العام الجديد ضرورة مواصلة جهود السالم في الصحراء‬
‫الغربية حيث زار األخير إقليم الصحراء الغربية بعد شهرين من صدور القرار و قدم اثر ذلك‬
‫مقترحا بخصوص حل مشكل المقاييس المعتمدة في تحديد هوية الصحراويين عرف هذا‬
‫المقترح ب"مقترح الوسط جنسون كرئيس جديد للجنة تحديد الهوية خلفا لسلفه جوهانز هاتين‪,‬‬
‫إال أن الوضع بقي على حاله حيث اعتمدت األمم المتحدة مشروعا جديدا لتسوية النزاع‬

‫‪‌1‬مصطفى‌أحمد‌أمبارك‪ ،‬مرجع سابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌.99-93‬‬

‫‪147‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الصحراوي المغربي سمي"خطة بيكر للسالم" المتضمنة إيجاد حل سياسي على أساس إبرام‬
‫اتفاق سالم بين البوليساريو و المغرب و يحضر كل من الجزائر و موريتانيا و كذا منظمة‬
‫األمم المتحدة حيث يتم تنفيذ هذا االتفاق على مرحلتين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬إقامة حكم ذاتي للصحراويين في إطار سلطة تنفيذية محلية تتولى شؤون الميزانية‬
‫اإلقليمية‪ ,‬الضرائب‪,‬التنمية‪,‬حفظ األمن و النظام داخل اإلقليم إضافة إلى تنشيط التعليم و‬
‫التجارة و كل ما يتعلق بشؤون المواطن‪ ,‬و التي يراها الطرف الصحراوي بأنه يعطي حق‬
‫احتكار السياسات الخارجية إلقليم الصحراء الغربية من طرف المغرب مما يمنح فرصة لهذا‬
‫األخير السعي الجاد من اجل إجهاض عملية االستفتاء التي يمكن أن تقام مستقبال و يجعل‬
‫ال صحراء الغربية في نظر الرأي العام الدولي مجرد جزء من المغرب و لذلك رفض من‬
‫الطرف الصحراوي‪.‬‬

‫بالرغم من فشل هذه المقترحات ظهرت محاوالت تسوية أخرى خاصة بعد اعتالء السيد‬
‫كوفي عنان لألمانة العامة لمنظمة األمم المتحدة‪ ,‬حيث عرض في تقريره رقم ‪ 171‬الصادر‬
‫يوم ‪ 2332/32/14‬مقترحا لحل النزاع يتضمن تقسيم اإلقليم الصحراوي إلى منطقتين‬
‫إحداهما شمالية تحت السيادة المغربية و الثانية جنوبية تحت سيادة البوليساريو‪.‬‬

‫‪-‬غير أن الطرف المغربي رفض المقترح متهما أن الجزائر في أنها تقف وراء هذه الفكرة و‬
‫‪1‬‬
‫منتقدا في ذلك المشروع االممي بأنه مشروع جزائري‪.‬‬

‫‪-‬من جهة أخرى رفض الطرف الصحراوي هذا المقترح معتب ار إياه مساس بسيادة الشعب‬
‫الصحراوي‪.‬‬

‫‪1‬رأت‌المملكة‌المغربية‌بأن‌المشروع‌اقترحه‌كوفي‌عنان‪‌,‬بعد‌الزيارة‌التي‌قام‌بها‌رئيس‌الدولة‌الجزائرية‌عبد‌العزيز‌‬
‫بوتفليقةالى‌الواليات‌المتحدة‌األمريكية‌و‌كان‌له‌لقاء‌مع‌األمين‌العام‌لمنظمة‌األمم‌المتحدة‌السيد‌كوفي‌عنان‪‌,‬غير‌أن‌‬
‫الدولة‌الجزائرية‌نفت‌أن‌تكون‌لها‌يد‌في‌هذه‌التسوية‪‌.‬‬

‫‪148‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬مساهمة من الجزائر في إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية في إطار المنظمات الدولية‬


‫تقدمت بمجموعة من المذكرات إلى األمم المتحدة نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬كلمة المندوب الجزائري الدائم في األمم المتحدة ‪:‬‬

‫‪ -‬ألقى المندوب الجزائري الدائم لدى منظمة األمم المتحدة كلمة أمام لجنة تصفية االستعمار‬
‫يوم ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1475‬بخصوص قضية الصحراء الغربية وتضمنت النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬رفض السياسة المتبعة من قبل المغرب في احتالل الصحراء الغربية ‪.‬‬

‫‪-‬اإلشارة إلى خطورة الوضع بالمنطقة ‪.‬‬

‫‪-‬عدم تمكن مجلس األمن من معالجة القضية الصحراوية التي هي من اختصاص الجمعية‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪-‬التأكيد على موقف الجزائر الثابت فيما يخص حل القضية‬

‫‪-‬التذكير بق اررات الجمعية العامة العديدة حول الموضوع‬

‫‪-‬التأكيد على حث الشعب الصحراوي في تقرير المصير واالستقالل ‪.‬‬

‫‪-‬اإلشارة إلى أهمية الرأي االستشاري لمحكمة العدل الدولية بصدد القضية ‪.‬‬

‫‪ -‬التذكير بتقرير بعثة األمم المتحدة الذي أكد بان السكان الصحراويين يرغبون في الحرية‬
‫ويطالبون باالستقالل التام ‪.‬‬

‫‪ -‬استنكار اتفاقية مدريد الثالثية ورفضها ‪.‬‬

‫‪-‬التذكير بان النشاط الدبلوماسي للجزائر كان دائما يتم في إطار منظمة األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مذكرة الجزائر إلى األمين العام لألمم المتحدة ‪:‬‬

‫وجهت الجزائر مذكرة إلى األمين العام لألمم المتحدة يوم ‪ 12‬فيفري ‪ 1476‬تضمنت النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬التنديد باتفاقية مدريد الثالثية التي سلبت الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره‬
‫واالستقالل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق تقرير المصير مبدأ أساسي وعدم االعتراف به يمس بمبادئ المجتمع الدولي ‪.‬‬
‫‪ -3‬التذكر باللقاءات الدبلوماسية ما بين كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا بشان تنسيق‬
‫الجهود في سبيل تحرير اإلقليم الصحراوي ‪.‬‬
‫‪ -4‬استنكار إخالل المغرب بالتزاماته الدولية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -5‬التذكير بأهمية رأي محكمة العدل الدولية االستشاري‬

‫‪-6‬المسيرة الخضراء مناورة للغزو واالحتالل ‪.‬‬

‫‪-7‬استنكار اعتداء كل من المغرب وموريتانيا على حرمة القوانين والمواثيق الدولية بغزوها‬
‫الصحراء الغربية ‪.‬‬

‫‪-1‬تحميل اسبانيا مسؤولية دولية كونها مديرة لإلقليم الصحراوي ‪.‬‬

‫‪-4‬التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واالستقالل ‪.‬‬

‫‪1‬عمر‌صدوق‌‪‌،‬مرجع سابق‌‪،‬ص‌ص‌‪‌931-939‬‬

‫‪150‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الرهانات المستقبلية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية ‪:‬‬

‫‪-‬هناك ثالثة بدائل اقترحت لتسوية النزاع في الصحراء الغربية ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪-0‬اعتماد أسلوب الحكم الذاتي‪:‬‬

‫اعتمد هذا البديل منذ اعتالء السيد كوفي عنان األمانة العامة لمنظمة األمم المتحدة حيث‬
‫اقترح مشروعا يقضي بمنح حكما ذاتيا للصحراويين يسمح لهم بممارسة سيادتهم الداخلية‬
‫على مستوى اإلقليم على ان يتكفل المغرب بمجال السيادة الخارجية أي كل ما يتعلق‬
‫بالعالقات الخارجية سواء في مجال األمن أو الدفاع العسكري‬

‫‪-‬هذا البديل يمكن أن يضع حدا للنزاع لكي يبقى تطبيقه مرهونا بمدى قدرة المجتمع الدولي‬
‫على إقناع الطرفين بقبوله‪.‬‬

‫‪)2‬اعتماد أسلوب التقسيم‪:‬‬

‫يعتبر هذا البديل حال سياسيا حيث يتم بمقتضاه تقسيم اإلقليم الصحراوي إلى مناطق تسودها‬
‫السلطة المغربية ومناطق أخرى تسودها جبهة البوليساريو‪ ,‬فهذا البديل قد يحل المشكل‬
‫الصحراوي حيث أنه مبني على تنازالت سيادية من كال الطرفين غير أنه مقترح يبقى تطبيقه‬
‫مرهونا بمدى قدرة المجتمع الدولي على إقناع الطرفين بقبوله ‪.‬‬

‫‪)2‬اعتماد أسلوب االستفتاء ‪:‬‬

‫يعد هذا األسلوب من أحسن البدائل المقترحة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية كونه‬
‫أسلوب ديمقراطي يخول ألصحاب القضية التعبير بدون ضغط عن تقرير مصيرهم بأنفسهم‬
‫وفقا لخيارين يختارون أحدهما إما البقاء تحت السلطة المغربية أو االستقالل وتشكيل دولة‬
‫وذلك عن طريق التصويت يتم تنظيمه تحت إشراف اممي ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هذا البديل قد يلقى قبوال من الطرفين وبالتالي يعد أحسن البدائل المقترحة لكن ما يعيق‬
‫تطبيقه هو ضرورة حل مسألة إحصاء الهيئة المصوتة والبحث عن السبل التقنية والسياسية‬
‫التي تسمح بتحقيق إجماع األطراف المتنازعة على اعتماد قائمة المشاركون في االستفتاء ‪.‬‬
‫إلى حد اليوم هذه المقترحات لم تنجح بسبب عدم اتفاق الطرفين الصحراوي والمغربي على‬
‫األفراد الذين يكون لهم حق التصويت ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫السياسة الخارجية اتجاه قضية الصحراء الغربية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة واستنتاجات ‪:‬‬

‫من خالل دراسة قضية الصحراء الغربية عبر المراحل المختلفة خصوصا ضمن هيئة األمم‬
‫المتحدة كونها عنصر أساسي ضمن هذه الدراسة ‪،‬ما يمكن استنتاجه هو أن القضية‬
‫الصحراوية لم تحظ بحل نهائي وذلك نتيجة تضارب المواقف المختلفة من جهة وبقاء‬
‫القضية معلقة ضمن هيئة األمم المتحدة رغم الجهود المبذولة وهذا كله راجع إلى تمسك كل‬
‫من الطرف المغربي والصحراوي بموقفه‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫خاتمة‬

‫إن أهم التطورات التي مرت بها قضية الصحراء الغربية أوضحت أن مبدأ تحقيق السلم‬
‫واألمن الدوليين ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها المعترف بهما من طرف منظمة األمم‬
‫المتحدة ال ي ازل يواجه صعوبات وتحديات في مجال التطبيق‪ .‬فالدارس لقضية الصحراء‬
‫الغربية يصل إلى نتيجة مهمة مفادها أن هذه المسألة ال زالت تشكل أحد أهم مظاهر‬
‫النزاعات الدولية التي ظلت منظمة األمم المتحدة عاجزة عن تسويتها وايجاد حل جدي‬
‫يرضي األطراف المتنازعة ‪،‬فلقد شغلت مسألة الصحراء الغربية الدراسات السياسة في مجال‬
‫العالقات الدولية باعتبارها قضية أخذت أبعاد تاريخية وسياسية وقانونية وبات ينظر إليها‬
‫كأحد النزاعات التي يصعب إيجاد حل لها بحكم تمسك كل طرف لفكرته وعدم التنازل ‪،‬مما‬
‫جعل مقترحات التسوية األممية معلقة دون تنفيذ بسبب الرفض المعلن من كال الطرفين‪.‬‬

‫لكن ما يمكن استنتاجه أن نزاع الصحراء الغربية كونه نزاعا حدوديا فإنه يجب البحث‬
‫‪ -‬بمشاركة كل األطراف التي لها صلة بالنزاع – في الكيفية المالئمة في إقناع كل من‬
‫الطرف المغربي والطرف الصحراوي بأن يحتكم إلى مبدأ االستفتاء لتقرير مصير الشعب‬
‫الذي يقطن في إقليم الصحراء الغربية ‪،‬وهذا العمل لم يأتي إال بتظافر وسعي كل العناصر‬
‫الفاعلة في المجتمع الدولي وفي مقدمتها منظمة األمم المتحدة من أجل حل مشكلة الصحراء‬
‫الغربية بصورة نهائية‪.‬‬

‫إن منظمة األمم المتحدة لها تأثير بالغ األهمية في السياسة الخارجية الجزائرية باعتبارها‬
‫تحتوي في طياتها بنية هيكلية تساعدها في ممارسة ذلك التأثير حيث تم إدراج قضية‬
‫الصحراء الغربية في أجندتها إليجاد حلول لها‪.‬‬

‫إن السياسة الخارجية الجزائرية بإعتبارها ذلك الفرع القطاعي من السياسة العامة فإنها تسعى‬
‫لتحقيق متطلبات هذه األخيرة ‪،‬فعمل السياسة الخارجية يتوقف على عمل السياسة الداخلية‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫خاتمة‬

‫تسعى السياسة الخارجية الجزائرية إلى تحقيق شرعيتها في سبيل تحسين صورة الجزائر فهي‬
‫تتبنى فكرة دعم حركات التحرر خصوصا العربية واإلفريقية لتحقيق هذه المكاسب وتجلى‬
‫ذلك في دعم قضية الصحراء الغربية‪.‬‬

‫إن الجزائر باعتبارها دولة إفريقية وعربية لهل حدود مع الصحراء الغربية من الناحية الشرقية‬
‫‪،‬مما يجعل الجزائر تتخوف من الخطر الذي يقترب من حدودها ‪،‬مما دفع بها إلى التحرك‬
‫لحماية حدودها وذلك من خالل دعمها للقضية ومساندتها كطرف مهتم بالقضية وليس‬
‫كطرف في النزاع‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى رأيي الشخصي كطالبة علوم سياسية فإن منظمة األمم المتحدة ال يمكن أن‬
‫تجد حال نهائيا للقضية فالحقيقة أن هذه المنظمة صحيح أنها تتبنى مبادئ السلم واألمن‬
‫وحق تقرير المصير للشعوب لكن ال يمكن أن يكون عمل هذه المنظمة معصوم من الخطأ‬
‫لذا كان البد من مراجعة القضية ‪،‬كما أن مسألة إقناع الطرفين المغربي والصحراوي ليس‬
‫باألمر السهل بل يتطلب تظافر جهود ومشاركة أطراف لها صلة بالنزاع من أجل تحقيق‬
‫ذلك‪.‬‬

‫لكن السؤال الذي يبقى مطروحا ‪:‬هل تطبيق أسلوب االستفتاء باعتباره أسلوب ديمقراطي‬
‫يمكنه أن يجد حال نهائيا لقضية الصحراء الغربية ؟‬

‫‪155‬‬
‫المالحق‬

‫إعالن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫أن الشعب العربي ( الصحراوي ) ‪،‬وهو يذكر العالم أنها قد أعلنت في ميثاق األمم المتحدة‬
‫واإلعالم العالمي للحقوق اإلنسان وفي قرار الجمعية العامة ‪ 15 14‬في دورتها الخامسة‬
‫عشرة الذي جاء به ما يلي ‪ " :‬أن شعوب العالم قد عقدة العزم على أن تؤكد من جديد أمانها‬
‫بحقوق اإلنسان األساسية ‪،‬وبكرامة الشخص اإلنساني وقيمته ‪،‬وبتساوي حقوق الرجال والنساء‬
‫وحقوق األمم كبيرها وصغيرها ‪،‬وأن تعزز الرقي االجتماعي وترفع مستوى الحياة في جو من‬
‫الحرية أفسح " ‪.‬‬
‫وادراكا للمنازعات المتزايدة ‪،‬أناجمة عن إنكار الحرية ‪،‬على تلك الشعوب أو إقامة العقبات‬
‫في طريقها ‪،‬مما يشكل تهديدا خطي ار للسلم العالمي ‪.‬‬
‫واقناعا منه بأن لجميع الشعوب حقا غير ثابت لتصرف في الحرية التأمت وممارسة سيادتها‬
‫وفي سالمة وحدة ترأبها ‪.‬‬
‫وعمال لوضع حد بسرعة وبدون قيد أو شرط لالستعمار بجميع صورة ومظاهره وذلك لتحقيق‬
‫النمو االقتصادي واالجتماعي والثقافي لشعوب المناضلة ‪.‬‬
‫يعلن للعالم أجمع على أساس اإلرادة الشعبية الحرة القائمة على دعائم االختبار الديمقراطي‬
‫‪،‬عن قيام دولة حرة مستقلة ‪،‬ذات سيادة وحكم وطني ‪،‬ديمقراطي ‪،‬عربي ‪،‬وحدوي االتجاه‬
‫واسالمي العقيدة ‪،‬وتقدمي المنهج ‪،‬تسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ‪.‬‬
‫وانسجاما مع عقيدتها ‪،‬واتجاهها ‪،‬ومنهجها ‪،‬تعلن هذه الدولة العربية اإلفريقية غير المنحازة‬
‫احترامها للمواثيق ‪،‬والمعاهدات الدولية وتمسكها بميثاق األمم المتحدة وارتباطها بميثاق‬
‫جامعة الدول العربية وتقيدها بميثاق الوحدة اإلفريقية مؤكدة التزامها باإلعالن العالمي‬
‫للحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫أن الشعب العربي ‪،‬في الجمهورية الصحراوية الديمقراطية وقد عزم العقد على حماية استقالله‬
‫‪،‬ووحدة ترابه ‪،‬والسيطرة على موارده ‪،‬وثرواته الطبيعية ‪،‬أن يجاهد مع كل الشعوب المحبة‬
‫للسالم ‪،‬للعمل على تدعيم السلم ‪،‬وترسيخ األمن ‪،‬في العالم أجمع ومناصرته لجميع حركات‬
‫تحرير ال شعوب ‪،‬للتخلص من السيطرة االستعمارية ‪،‬وفي هذه للحظات التاريخية ‪،‬التي فيها‬
‫قيام الدولة الجديدة ‪،‬تناشد اشقاءها ودول العالم قاطبة ‪،‬االعتراف بها ‪،‬كما تعرب عن رغبتها‬
‫المالحق‬

‫الصادقة ‪،‬في تبادل العالقات معها المبنية على أساس من الصداقة ‪،‬والتعاون وعدم التدخل‬
‫في الشؤون الداخلية ‪.‬‬
‫أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ‪،‬تنادي المجتمع الدولي ‪،‬الذي يهدف إلقامة‬
‫الحق والعدل ‪،‬ويسعى لتوطيد السالم واألمن ‪،‬إن يساهم في بناء الدولة الجديدة ‪،‬من أجل‬
‫كرامة ورفاهية ‪،‬وطموحات اإلنسان بها ‪.‬‬
‫المجلس الوطني المؤقت ممثال إلرادة الشعب في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية‬
‫الجمعة ‪ 17‬فبراير ‪، 1476‬الموافق ‪ 27‬صفر ‪ 1346‬هـ ‪.‬‬
‫المالحق‬

‫اتفاقية مدريد‬

‫في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1475‬صدر بيان ثالثي إسباني مغربي و موريتاني يعن عن اتفاق توصلت‬
‫إليه الدول الثالث بعد مفاوضات دامت أكثر من يومين وانتهت بتوقيع ما عرف باسم اتفاقية‬
‫مدريد الثالثية وهي تتألف من ‪:‬‬

‫‪ -‬وثيقة دعية باسم ( إعالن المبادي ) وتنص على عملية تسليم األرض للمغرب وموريتانيا‬
‫باإلضافة إلى مجموعة اتفاقيات تتعلق بالصيد والتعاون االقتصادي والصناعي وقد اتضح‬
‫فيما بعد أن تنازل اسبانيا عن اإلقليم كان مقابل إشراكها في استقبال مناجم فوسفات بوكراع‬
‫وبقاء اسطول صيدها البحري في المياه اإلقليمية الصحراوي وبضمان قاعدتين عسكريتين لها‬
‫قبالة جزر الكناري ‪.‬‬

‫وقد تضمن االتفاق المعلن النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تبرم اسبانيا قرارها الذي أعربت عنه م ار ار أمام هيئة األمم المتحدة بتصفية استعما ار‬
‫راضي الصحراء الغربية واضعتا حدا لمسؤولياتها وسلطاتها كقوة إدارية على األراضي‬
‫المذكورة ‪.‬‬
‫‪ -2‬انسجاما مع القرار السابق مع المفاوضات التي أوصت األمم المتحدة بها مع‬
‫اإلطراف المعينة تشرع اسبانيا فو ار بإنشاء إدارة مؤقتة في األراضي يشارك فيها‬
‫المغرب وموريتانيا مع الجماعة وتنقل إلى هذه اإلدارة المسؤوليات والسلطات التي‬
‫تشير إليها الفقرة السابقة وبناء عليه اتفق على تعين حاكمين معاونين تقترحهما‬
‫المغرب وموريتانيا لمساعدة حاكم البالد في أعماله ‪،‬وسيتم الوجود االسباني على‬
‫األراضي نهائيا قبل ‪ 21‬فبراير ‪. 1476‬‬
‫‪ -3‬يحترم رأي السكان الصحراوين المعبر عنه من خالل أل ( جماعة ) ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحيط البلدان الثالث األمين العام لألمم المتحدة علما بما أقر في هذه الوثيقة كنتيجة‬
‫للمفاوضات المعقودة بموجب المادة ‪ 33‬من ميثاق األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعلن البلدان الثالثة المشاركة بأنها توصلت إلى النتائج السابقة بروح التفاهم المثلى‬
‫واألخوة واالحترام لمبادئ ميثاق األمم المتحدة وكأفضل مساهمة لحفظ السلم واألمن‬
‫الدوليين ‪.‬‬
‫المالحق‬

‫‪ -6‬تصبح هذه الوثيقة سارية في ذات اليوم الذي تنشر فيه الجريدة الرسمية " قانون‬
‫تصفية االستعمار في الصحراء الغربية " الذي يخول الحكومة االسبانية حيازة‬
‫االلتزامات المتضمنة في هذه الوثيقة ‪.‬‬
‫‪ -‬حمدي ولد مكناس ‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد عصمان ‪.‬‬
‫‪ -‬كارلوس أرياسنافارو ‪.‬‬

‫مدريد ‪ 14‬نوفمبر ‪1475‬‬


‫المالحق‬

‫تاريخ االعتراف‬ ‫الدولة‬


‫‪1476/32/21‬‬ ‫مدغشقر‬
‫‪1476/33/31‬‬ ‫بورندي‬
‫‪1476/33/36‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪1476/33/11‬‬ ‫بنين‬
‫‪1476/33/11‬‬ ‫أنغوال‬
‫‪1476/33/13‬‬ ‫موزنبيق‬
‫‪1476/33/15‬‬ ‫غينيا ‪ -‬بيساو‬
‫‪1476/33/16‬‬ ‫كوريا الشمالية‬
‫‪1476/33/17‬‬ ‫توغو‬
‫‪1476/34/31‬‬ ‫روندا‬
‫‪1477/13/25‬‬ ‫السيشل‬
‫‪1477/32/32‬‬ ‫اليمن‬
‫‪1471/37/33‬‬ ‫الكونغو‬
‫‪1471/37/22‬‬ ‫ساوتومي و برانسيب‬
‫‪1471/37/23‬‬ ‫بنما‬
‫‪1471/11/33‬‬ ‫غينيا االستوائية‬
‫‪1471/11/34‬‬ ‫تنزانيا‬
‫‪1474/32/24‬‬ ‫أثيوبيا‬
‫‪1474/33/32‬‬ ‫فيتنام‬
‫‪1474/34/13‬‬ ‫كمبوديا‬
‫‪1474/35/34‬‬ ‫الووس‬
‫‪1474/35/23‬‬ ‫أفغانستان‬
‫‪1474/36/34‬‬ ‫الرئس األخضر‬
‫‪1474/31/23‬‬ ‫غريناد‬
‫‪1474/31/24‬‬ ‫غانا‬
‫‪1474/34/31‬‬ ‫غويانا‬
‫‪1474/34/31‬‬ ‫الدومنيك‬
‫‪1474/34/31‬‬ ‫سانت لويسا‬
‫المالحق‬

‫‪1474/34/36‬‬ ‫جمايكا‬
‫‪1474/34/36‬‬ ‫وغندا‬
‫‪1474/34/36‬‬ ‫نيكاراغوا‬
‫‪1474/34/31‬‬ ‫المكسيك‬
‫‪1474/13/34‬‬ ‫ليسوتو‬
‫‪1474/13/12‬‬ ‫زامبيا‬
‫‪1413/31/23‬‬ ‫كوبا‬
‫‪1413/32/27‬‬ ‫إيران‬
‫‪1413/33/27‬‬ ‫سيراليون‬
‫‪1413/34/15‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪1413/34/15‬‬ ‫سوريا‬
‫‪1413/34/21‬‬ ‫سوازيالندا‬
‫‪1413/35/14‬‬ ‫بوتسوانا‬
‫‪1413/36/33‬‬ ‫زمبابوي‬
‫‪1413/37/34‬‬ ‫تشاد‬
‫‪1413/37/34‬‬ ‫مالي‬
‫‪1413/13/33‬‬ ‫كوستاريكا‬
‫‪1413/11/26‬‬ ‫فانواتو‬
‫‪1411/31/12‬‬ ‫بابوا غينيا الجديدة‬
‫‪1411/31/12‬‬ ‫توفالو‬
‫‪1411/31/12‬‬ ‫كيريباتي‬
‫‪1411/31/12‬‬ ‫نورو‬
‫‪1411/31/12‬‬ ‫جزر السلمون‬
‫‪1412/37/31‬‬ ‫جزر موريس‬
‫‪1412/31/33‬‬ ‫فنزويال‬
‫‪1412/31/11‬‬ ‫سورينام‬
‫‪1412/12/14‬‬ ‫بوليفيا‬
‫‪1413/11/14‬‬ ‫االكوادور‬
‫‪1414/32/27‬‬ ‫موريتانيا‬
‫المالحق‬

‫‪1414/33/34‬‬ ‫بوركينا فاسو‬


‫‪1414/31/16‬‬ ‫البيرو‬
‫‪1414/11/11‬‬ ‫نيجيريا‬
‫‪1414/11/21‬‬ ‫يوغسالفيا‬
‫‪1415/32/27‬‬ ‫كولومبيا‬
‫‪1415/37/31‬‬ ‫ليبيريا‬
‫‪1415/13/31‬‬ ‫الهند‬
‫‪1416/34/13‬‬ ‫غوتيماال‬
‫‪1416/36/24‬‬ ‫الدومينيكان‬
‫‪1416/11/31‬‬ ‫ترينيداد وتوباغو‬
‫‪1416/11/11‬‬ ‫بيليز‬
‫‪1417/11/21‬‬ ‫سانتو كريستونيفس‬
‫‪1417/32/14‬‬ ‫انتغواوبربودا‬
‫‪1411/32/27‬‬ ‫بربادوس‬
‫‪1414/37/31‬‬ ‫سالفادور‬
‫‪1414/11/31‬‬ ‫هاندوراس‬
‫‪1443/36/11‬‬ ‫ناميبيا‬
‫‪1444/11/16‬‬ ‫مالوي‬
‫‪2332/32/14‬‬ ‫سانتا فيسنتيوقرينيديد‬
‫‪2332/35/23‬‬ ‫تيمور الشرقية‬
‫‪2334/34/15‬‬ ‫جنوب أفريقيا‬
‫‪2335/36/26‬‬ ‫كينيا‬
‫‪2335/12/26‬‬ ‫األرغواي‬
‫‪2336/11/23‬‬ ‫هايتي‬
‫المالحق‬

‫وثيقة القلتة التاريخية‬

‫في الثامن والعشرين من نوفمبر – تشرين ثاني ‪، 1475‬اجتمع في قلتة زمور ‪ 67‬عضوا من‬
‫أعضاء الجماعة ‪،‬وهم األشخاص الذين استطاعوا الفرار من المدن المحتلة ‪،‬اجتمع هؤالء‬
‫برئاسة نائب الجماعة التي يبلغ عدد أعضائها ‪ 131‬عضوا ليعلنوا في تصريح نشروه عن‬
‫حل الجماعة والتنديد بالمؤامرة اإلسبانية المغربية ‪،‬وتأييدهم لجبهة البوليساريو ‪،‬كممثل شرعي‬
‫ووحيد للشعب الصحراوي ‪،‬معلنين انخراطهم فيها ‪،‬وقد انضم إلى هؤالء فيما بعد اغلبية الذين‬
‫استطاعوا الفرار من طوق االحتالل ‪.‬‬

‫نص الوثيقة ‪:‬‬

‫نحن أعضاء الجمعية العامة ( الجماعة ) المجتمعين في القلة يوم ‪، 1475-11-21‬نؤكد‬


‫من جديد اإلجماع على ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الطريق الوحيد الستشارة الشعب الصحراوي هو تمكينه من تقرير مصيره بنفسه‬
‫‪،‬والحصول على استقالله من غير اي تدخل أجنبي مهما كان نوعه وبالتالي فإن‬
‫الجمعية التي لم تنتخب ديمقراطيا من قبل الشعب الصحراوي ال تستطيع ان تقرر‬
‫مصيره ‪.‬‬
‫‪ -2‬ولكي ال يستطيع االسباني استعمال هذه المؤسسة المزيفة ‪،‬وعلى إثر المناورات التي‬
‫يقوم أعداء الشعب الصحراوي فإن الجمعية العامة وبإجماع أعضائها الحاضرين‬
‫تقرر حل نفسها نهائيا ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن السلطة الشرعية والوحيدة للشعب الصحراوي ‪،‬هي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية‬
‫الحمراء ووادي الذهب المعترف بها من قبل األمم المتحدة ‪،‬بعد االطالع على ما‬
‫توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق التابعة لهذه المنظمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬في إطار حل يقوم على أساس الوحدة الوطنية ‪،‬وخارج اي تدخل أجنبي ‪،‬أسس‬
‫مجلس وطني صحراوي مؤقت ‪.‬‬
‫المالحق‬

‫‪ -5‬نحن موقعي مدينة القلتة ‪،‬نؤكد من جديد تأييدنا غير المشرط للجبهة الشعبية لتحرير‬
‫الساقية الحمراء ووادي الذهب ‪،‬الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي‪.‬‬
‫‪ -6‬نؤكد من اجل عز وطننا حق االستقالل التام والحفاظ على وحدته الترابية ‪.‬‬

‫القلتة ‪ 21‬نوفمبر – تشرين ثاني ‪1475‬‬


‫المالحق‬

‫البروتوكول الملحق بالبيان المشترك بين المغرب وفرنسا في ‪ 32‬مارس ‪1456‬‬

‫أوال ‪ :‬يمارس جاللة سلطان المغرب السلطة التشريعية ‪،‬بكامل السيادة ويطلع ممثل فرنسا‬
‫على الظهائر والق اررات ‪،‬ويبدي مالحظات عندما تمس هذه الظهائر بمصالح فرنسا ومصالح‬
‫الفرنسيين األجانب ‪،‬في الفترة االنتقالية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يتصرف جاللة سلطان المغرب ‪،‬في جيش وطني ‪،‬وفرنسا على استعداد لمساعدة هذا‬
‫الجيش ‪،‬ووظيفة الجيش الفرنسي الحالي ستبقى على ما هو عليه ‪،‬في المدة االنتقالية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وميادين التسيير التي حافظت عليها السلطات الفرنسية ‪،‬سيقع تسليمها بعد اتفاق يقع‬
‫بين الطرفين والحكومة المغربية ممثلة في لجنة منظمة الفرنك ‪،‬التي هي الهيئة المركزية‬
‫للسياسة العالمية لمجموعة الفرانك ‪،‬كعضو له صوت في المداوالت ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإن الضمانات التي يتمتع بها الموظفون المستخدمون الفرنسيون في‬
‫المغرب يحافظ عليها‬

‫رابعا ‪ :‬يحمل ممثل الجمهورية الفرنسية بالمغرب ‪،‬لقب مندوب فرنسا السامي ‪.‬‬

‫باريس ‪ 32‬مارس ‪1456‬م‬


‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫‪.0‬إبراهيمي عبد الحميد ‪،‬في أصل األزمة الجزائرية ‪( 1444 – 1454،‬بيروت ‪:‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية ‪،‬أفريل ‪.)2331‬‬
‫‪ .2‬أبشر الطيب حسن ‪،‬الدولة العصرية دولة مؤسسات ‪(،‬القاهرة ‪:‬الدار الثقافية للنشر‬
‫‪.)2333،‬‬
‫‪ .2‬أحمد شلبي إبراهيم ‪،‬التنظيم الدولي النظرية العامة واألمم المتحدة ‪(،‬القاهرة ‪:‬الدار‬
‫الجامعية ‪.)1416،‬‬
‫‪ .9‬أحمد فؤاد مصطفى ‪،‬األمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية (مصر ‪:‬الكتب القانونية‬
‫‪.)2334،‬‬
‫‪ .1‬أندرسون جيمس ‪،‬صنع السياسات العامة ‪،‬ترجمة عامر الكبيسي ‪(،‬عمان ‪:‬دار المسيرة‬
‫‪.)1444،‬‬
‫‪ .2‬بن عروس زهرة وآخرون ‪،‬اإلسالموية السياسية ‪:‬المآساة الجزائرية ‪(،‬بيروت ‪:‬دار‬
‫الفرابي ‪.)2332،‬‬
‫‪ .7‬بن غربي ميلود ‪،‬منظمة األم المتحدة في ظل العولمة ‪ (،‬بيروت ‪:‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية ‪.)2331،‬‬
‫‪ .1‬بوشعير سعيد ‪،‬النظام السياسي الجزائري ‪(،‬الجزائر ‪:‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪.)1443،‬‬
‫‪ .4‬بوكراع إلياس ‪،‬الجزائر ‪:‬الرعب المقدس ‪(،‬بيروت ‪:‬دار الفرابي ‪.)2333،‬‬
‫‪ .01‬توفيق إبراهيم حسين ‪،‬النظم السياسية العربية ‪:‬االتجاهات الحديثة في دراستها ‪،‬ط ‪1‬‬
‫(بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪.)2335‬‬
‫‪ .00‬تونسي بن عامر ‪،‬تقرير المصير ‪،‬قضية الصحراء الغربية ‪(،‬الجزائر ‪:‬المؤسسة‬
‫الجزائرية للطباعة ‪.)1417،‬‬
‫‪ .02‬الجلبي حسن ‪،‬مبادئ األمم المتحدة وخصائصها التنظيمية ‪(،‬بغداد ‪:‬معهد البحوث‬
‫والدراسات العربية ‪.)1473‬‬
‫‪ .02‬جواد الكاظم صالح ‪،‬مباحث في القانون الدولي ‪(،‬بغداد ‪:‬دار الشؤون الثقافية والعامة‬
‫‪.)1441‬‬
‫‪ .02‬جونسن لويد ‪،‬تفسير السياسة الخارجية ‪،‬ترجمة محمد بن أحمد مفتي ومحمد السيد‬
‫سليم ‪،‬ط‪( 1‬الرياض ‪:‬عمادة شؤون المكتبات باإلشتراك مع جامعة سعيود)‪.‬‬
‫‪ .09‬حافظ غانم محمد ‪،‬محاضرات عن جامعة الدول العربية ‪(،‬القاهرة ‪:‬معهد الدراسات‬
‫العربية العالية ‪.)1463‬‬
‫‪ .01‬حديد محمد موفق ‪،‬اإلدارة العامة ‪:‬هيكلة األجهزة وصنع السياسات وتنفيذ البرامج‬
‫الحكومية ‪،‬ط‪( 1‬عمان ‪:‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪.)2333،‬‬
‫‪ .02‬حسين الفتالوي السهيل ‪،‬األمم المتحدة ‪،‬أهداف األمم المتحدة ومبادئها ‪(،‬عمان ‪:‬دار‬
‫ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع ‪.)2313‬‬
‫‪ .07‬حسين الفتالوي السهيل ‪،‬المنظمات الدولية ‪،‬ط ‪(، 3‬بيروت ‪:‬دار الفكر العربي‬
‫‪.)2334‬‬
‫‪ .01‬الحسيني مصيلحى محمد ‪،‬المنظمات الدولية ‪(،‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية ‪.)1414‬‬
‫‪ .04‬حقي توفيق سعد ‪،‬مبدأ العالقات الدولية ‪،‬ط ‪(، 3‬األردن ‪:‬دار وائل للنشر ‪.)2336،‬‬
‫‪ .21‬حماد مجدي ‪،‬العسكريون العرب وقضية الوحدة ‪،‬ط ‪( 1‬بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪.)1417،‬‬
‫‪ .20‬حمادة بسيوني إبراهيم ‪،‬دور وسائل االتصال في صنع القرارات في الوطن العربي‬
‫‪،‬سلسلة أطروحات دكتورة ‪( 21‬بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪.)1443‬‬
‫‪ .22‬خليل بديع ليلى‪،‬أضواء ومالمح من الساقية الحمراء ‪،‬ط ‪(، 1‬بيروت ‪:‬ب‪.‬ن‬
‫‪.)1476،‬‬
‫‪ .22‬الدبس شاكر‪،‬الدول العربية في منظمة األمم المتحدة (دمشق ‪:‬مطبعة اإلنشاء‬
‫‪.)1441‬‬
‫‪ .29‬ربيع حامد ‪،‬نظرية الدعاية الخارجية (القاهرة ‪:‬مكتب القاهرة الحديثة ‪.)1464،‬‬
‫‪ .21‬زاهي البشير المغيربي ‪،‬قراءات في السياسات المقارنة ( بن غازي ‪:‬منشورات جامعة‬
‫قاريونس‪ .‬د‪.‬ت‬
‫‪ .22‬سالم الصوفي محمد ‪،‬أزمة الصحراء الغربية ‪،‬تطورها السياسي واالجتماعي والتاريخي‬
‫‪،‬مقارنة لموريتانيا ‪،‬المركز الموريتاني الدولي للدراسات واإلعالم ‪.)2331،‬‬
‫‪ .27‬سامي عبد الحميد محمد ‪،‬قانون المنظمات الدولية ‪:‬األمم المتحدة ‪،‬ط ‪1‬‬
‫(اإلسكندرية‪:‬دار المطبوعات الجامعية ‪.)1447،‬‬
‫‪ .21‬سعادي محمد ‪،‬قانون المنظمات الدولية ‪،‬منظمة األمم المتحدة نموذجا ‪،‬ط ‪1‬‬
‫‪(،‬الجزائر ‪:‬دار الخلدونية ‪.)2331،‬‬
‫‪ .24‬سليم محمد السيد ‪،‬تحليل السياسة الخارجية ‪،‬ط ‪، 2‬القاهرة ‪.1441،‬‬
‫‪ .21‬السيد عبد الحميد مصطفى ‪،‬قانون التنظيم الدولي ‪(،‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية‬
‫‪.)1443‬‬
‫‪ .20‬السيد عبد الرحمان مصطفى ‪،‬قانون التنظيم الدولي ‪(،‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية‬
‫‪.)1443‬‬
‫‪ .22‬الشامي علي ‪،‬الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي ‪(،‬لبنان ‪:‬دار الكلمة‬
‫للنشر ‪.)1413،‬‬
‫‪ .22‬شرمون شارل ‪،‬منظمة األمم المتحدة ‪،‬ترجمة جورج شريف ‪(،‬بيروت ‪:‬منشورات‬
‫عويدات ‪.)1416،‬‬
‫‪ .29‬الشعراوي جمعة ‪،‬سلوى وآخرون ‪،‬تحليل السياسات العامة في الوطن العربي (القاهرة‬
‫‪:‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة ‪.)2334،‬‬
‫‪ .21‬شهاب مفيد ‪،‬المنظمات الدولية ‪،‬ط ‪(، 3‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية ‪.)1476،‬‬
‫‪ .22‬صدوق عمر‪،‬قضية الصحراء الغربية في إطار القانون الدولي والعالقات‬
‫الدولية‪،‬دراسة قانونية وسياسية ‪(،‬الجزائر ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.)1412،‬‬
‫‪ .27‬صالح عرفة عبد السالم ‪،‬المنظمات الدولية واإلقليمية ‪(،‬بنغازي ‪:‬الدار الجماهيرية‬
‫‪.)1444،‬‬
‫‪ .21‬الصمد رياض ‪،‬العالقات الدولية في القرن العشرين ‪،‬تطور األحداث ما بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية ‪،‬ط ‪( 2‬بيروت ‪:‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪.)1461،‬‬
‫‪ .24‬طلعت الغنيمي ‪،‬التنظيم الدولي ‪،‬منشأة المعارف ‪. 1474‬‬
‫‪ .91‬طه الدوري عدنان ‪،‬عبد العظيم الهيكلي عبد األمير ‪،‬القانون الدولي العام ‪(،‬طرابلس‬
‫‪:‬الجامعة المفتوحة ‪.)1444،‬‬
‫‪ .90‬طه بدوي محمد ‪،‬مدخل إلى العلوم السياسية ‪(،‬القاهرة ‪:‬منشأة المعارف ‪.)2331،‬‬
‫‪ .92‬طه بدوي محمد ‪،‬مدخل إلى علم العالقات الدولية ‪(،‬بيروت ‪:‬دا ار لنهضة العربية‬
‫‪.)1472‬‬
‫‪ .92‬عبد الحميد رجب ‪،‬المنظمات الدولية بين النظرية والتطبيق ‪،‬القاهرة ‪.2332،‬‬
‫‪ .99‬عبد السالم جعفر ‪،‬المنظمات الدولية دراسة فقهية وتأصيلية للنظرية العامة للتنظيم‬
‫الدولي ‪،‬ط ‪(، 6‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية ‪،‬د‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ .91‬عبد الناصر مانع جمال ‪،‬التنظيم الدولي ‪،‬النظرية العامة والمنظمات العالمية‬
‫واإلقليمية والمختصة ‪(،‬اإلسكندرية ‪:‬دار الفكر العربي ‪.)2337،‬‬
‫‪ .92‬العبدلي عبد المجيد ‪،‬قانون العالقات الدولية (تونس ‪:‬دار أقواس للنشر مطبعة فن‬
‫وألوان ‪.)1444‬‬
‫‪ .97‬عثمان إباضة فاروق ‪،‬دراسة في تاريخ العالقات الدولية والحضارة الحديثة‬
‫‪(،‬اإلسكندرية ‪:‬دار المعرفة الجامعية ‪.)2333،‬‬
‫‪ .91‬عثمان الهاللي نشأت ‪،‬محاضرات في التنظيم الدولي ‪(،‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية‬
‫‪.)1443‬‬
‫‪ .94‬عمر حسين ‪،‬المنظمات الدولية ‪(،‬القاهرة ‪:‬دار الفكر العربي ‪.)2333،‬‬
‫‪ .11‬عيد رجب سها ‪،‬نزاعات الحدود في العالم العربي ‪،‬ط‪( 1‬القاهرة ‪:‬مركز المحروسة‬
‫للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات ‪.)2334،‬‬
‫‪ .10‬فهمي الفهداوي خليفة ‪،‬السياسة العامة –منظور كلي في البنية والتحليل ‪،‬ط ‪1‬‬
‫‪(،‬عمان ‪:‬دار المسيرة ‪.)2331،‬‬
‫‪ .12‬قاسم القزيوني محمد ‪،‬رسم وتقييم وتحليل السياسة العامة ‪،‬ط ‪(، 1‬عمان ‪:‬مكتبة‬
‫الفالح للنشر)‪.‬‬
‫‪ .12‬كامل محمد الخزرجي تامر ‪،‬العالقات الدولية واإلستراتيجية وادارة األزمات ‪،‬ط ‪1‬‬
‫(عمان ‪:‬دار المجدالوي للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫‪ .19‬كامل محمد الخزرجي تامر ‪،‬النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة ‪،‬ط ‪1‬‬
‫‪(،‬عمان‪:‬دار المجدالوي للنشر والتوزيع ‪.)2334،‬‬
‫‪ .11‬الكتاب مصطفى ‪،‬بادي محمد ‪،‬النزاع في الصحراء الغربية بين حق القوة وقوة الحق‬
‫‪،‬ط ‪(، 1‬دمشق ‪:‬دار مختار للطباعة ‪.)1441‬‬
‫‪ .12‬كورالندر هارولد ‪،‬األمم المتحدة كيف ؟ ‪،‬ولماذا؟ ‪،‬ترجمة عبد الفتاح الميناوي‬
‫‪(،‬القاهرة‪:‬مكتبة النهضة المصرية ‪،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ .17‬المجذوب محمد ‪،‬التنظيم الدولي النظري والمنظمات العالمية واإلقليمية والمتخصصة‬
‫‪،‬ط ‪( 1‬بيروت ‪:‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪.)2336‬‬
‫‪ .11‬محمد بونة أحمد ‪،‬ميثاق األمم المتحدة ومنظمة العدل الدولية ‪(،‬اإلسكندرية ‪:‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث ‪.)2334،‬‬
‫‪ .14‬محمد عمار رامز ‪،‬الوجيز في المنظمات الدولية ‪،‬ط ‪(، 1‬مطبعة البرستول ‪.)2333،‬‬
‫‪ .21‬مسعود طاهر‪،‬نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو ‪(،‬دمشق ‪:‬دار‬
‫مختار ‪.)1441‬‬
‫‪ .20‬مصباح عامر ‪،‬تحليل السياسة الخارجية ‪(،‬الجزائر ‪:‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪.)2331،‬‬
‫‪ .22‬معراف غالية إسماعيل ‪،‬األمم المتحدة والنزاعات اإلقليمية ‪(،‬الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪.)1445،‬‬
‫‪ .22‬مكرم البرازي تمام ‪،‬الجزائر تحت حكم العسكر من زروال إلى بوتفليقة ‪(،‬القاهرة ‪:‬مكتبة‬
‫مدبولي ‪.)2332،‬‬
‫‪ .29‬نافعة حسن ‪،‬األمم المتحدة في نصف قرن – دراسة في تطور التنظيم الدولي منذ‬
‫‪(،0491‬الكويت ‪:‬سلسلة عالم المعرفة رقم ‪ 232‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‬
‫‪.)1445‬‬
‫‪ .21‬نجيب العزاوي وصال ‪،‬مبادئ السياسة العامة ‪(،‬عمان ‪:‬دار أسامة للنشر والتوزيع‬
‫‪.)2333،‬‬
‫‪ .22‬النعيمي أحمد ‪،‬السياسة الخارجية (عمان ‪:‬دار رهران للنشر والتوزيع ‪.)2334‬‬
‫‪ .27‬هارت ليدل ‪،‬اإلستراتيجية وتاريخها في العالم ‪،‬ط ‪، 2‬ترجمة هيثم األيوبي ‪(،‬بيروت‬
‫‪:‬دار الطليعة للطباعة والنشر ‪.)1471،‬‬
‫‪ .21‬هشام نعمة كاظم ‪،‬الوجيز في اإلستراتيجية ‪(،‬بغداد ‪:‬شركة إياد للطباعة الفنية‬
‫‪.)1411،‬‬
‫‪ .24‬يحظية حمدي ‪،‬الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا ‪(،‬الجزائر ‪:‬الجاحظية‬
‫‪.)2331،‬‬
‫المجاالت ‪:‬‬
‫‪ .0‬إبراهيم الدسوقي أيمن ‪"،‬المجتمع المدني في الجزائر الحجرة ‪،‬الحصار ‪،‬الفكرة "‪،‬المستقبل‬
‫العربي ‪،‬العدد ‪، 254‬سبتمبر ‪.2333‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم رماني ‪"،‬مختارات في خطب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ‪– 0444،‬‬
‫‪:2112‬الديبلوماسية الجزائرية في األلفية الثالثة" ‪(،‬الجزائر ‪:‬منشورات ‪)2333 ANEP‬‬
‫‪ .2‬أبشر الطيب حسن ‪"،‬المحاور النظرية والتجريبية لعلم السياسة العامة "‪،‬مجلة اإلداري‬
‫العدد ‪، 55‬مسقط ‪،‬معهد اإلدارة العامة ‪ 35،‬مارس ‪.1443‬‬
‫‪ .9‬أبشر الطيب حسن ‪"،‬تحليل السياسة العامة "‪،‬مجلة اإلداري العدد ‪، 56‬مسقط ‪،‬معهد‬
‫اإلدارة العامة ‪،‬مارس ‪.1444‬‬
‫‪ .1‬بوكراع إلياس ‪"،‬العالقات المدنية والعسكرية في الجزائر ‪،‬هل الجزائر بلد دو نظام‬
‫عسكري "‪،‬مجلة الجيش ‪،‬العدد ‪، 461‬ديسمبر ‪.2331‬‬
‫‪ .2‬توفيق إبراهيم حسن ‪"،‬السياسية الخارجية والشرعية في الدول النامية "‪،‬السياسة الدولية‬
‫‪،‬العدد ‪، 16‬أكتوبر ‪.1416‬‬
‫‪ .7‬حسن الشافعي بدر ‪"،‬الديمقراطية في الوطن العربي " ‪،‬مجلة الديمقراطية ‪،‬العدد ‪34‬‬
‫‪،‬خريف ‪.2331‬‬
‫‪ .1‬رضا محمد ‪"،‬الذهب األسود "‪،‬مال وأعمال العدد ‪، 31‬مارس ‪.2336‬‬
‫‪ .4‬عنتر عبد النور ‪"،‬إشكالية االستعصاء الديمقراطي في الوطن العربي "‪،‬المستقبل العربي‬
‫العدد ‪، 273‬نوفمبر ‪.2331‬‬
‫‪ .01‬الغربي شاكر ‪"،‬آثار التحوالت الدولية على التنمية االقتصادية واالجتماعية في‬
‫الجزائر" ‪،‬أعمال الملتقى الوطني بكلية العلوم السياسية واإلعالم ‪،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ .00‬فواز حسين ‪"،‬االقتصاد الجزائري بين اإلصالح والتعديالت "‪،‬مجلة االقتصاد واألعمال‬
‫‪،‬عدد خاص سبتمبر ‪.2333‬‬
‫‪ .02‬ميتكبس هدى ‪"،‬توازنات القوى في الجزائر ‪،‬إشكاليات الصراع على السلطة في إطار‬
‫تعددي " ‪،‬المستقبل العربي العدد ‪، 172‬جوان ‪.1443‬‬

‫القواميس ‪:‬‬
‫‪ .0‬زيتون وضاح ‪،‬المعجم السياسي ‪،‬ط ‪(، 1‬األردن ‪:‬دار أسامة للنشر والتوزيع ودار‬
‫المشرق الثقافي ‪.)2332‬‬
‫‪ .2‬عبد اهلل خشيم مصطفى ‪،‬موسوعة علم العالقات الدولية ‪،‬مفاهيم مختارة ‪(،‬بنغازي‪:‬الدار‬
‫الجامعية للنشر والتوزيع واإلعالم‪.‬‬
‫‪ .2‬عطية اهلل أحمد ‪،‬القاموس السياسي ‪،‬ط ‪(، 3‬القاهرة ‪:‬دار النهضة العربية ‪.)1461،‬‬
‫‪ .9‬الكيال عبد الوهاب ‪،‬موسوعة سياسية ‪،‬ج ‪ ، 3‬ط ‪(، 2‬عمان ‪:‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر ‪.)1443‬‬
‫المذكرات ‪:‬‬
‫‪ .0‬اخناثة بويري ‪،‬أزمة الصحراء الغربية في إطار القانون الدولي ‪،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫ليسانس في الحقوق ‪،‬جامعة الدكتور موالي الطاهر –سعيدة – ‪.2311 – 2313‬‬
‫‪ .2‬الحاج عبد اهلل محمد ‪،‬شرعية قضية الصحراء الغربية ‪،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس‬
‫في المركز الجامعي معسكر ‪.2336 – 2335،‬‬
‫‪ .2‬حياة عدادي ‪"،‬دور المنظمات الدولية في حماية حقوق اإلنسان ‪،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة ليسانس حقوق جامعة الدكتور موالي الطاهر – سعيدة – ‪.2311 – 2313‬‬
‫‪ .9‬محمد امبارك مصطفى ‪،‬النزاع في الصحراء الغربية وآفاق التسوية الشاملة ‪،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شهادة ليسانس في الحقوق جامعة الدكتور موالي الطاهر – سعيدة‪– 2331 -‬‬
‫‪.2334‬‬
: ‫الوثائق الرسمية‬
‫مشروع تقرير‬، ‫المجلس االقتصادي واالجتماعي‬، ‫ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬.0
.2333 ‫ماي‬، 2333 ‫حول الظرف االقتصادي واالجتماعي للسداسي الثاني من سنة‬
17:‫بيروت‬، ‫ كلمة رئيس عبد العزيز بوتفليقة خالل المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر العربي‬.2
.)2333 ‫ ديسمبر‬21 ‫ سبتمبر إلى‬33(، 3 ‫ج‬، ‫خطب ورسائل‬، 2333 ‫ديسمبر‬

: ‫المراجع باللغة األجنبية‬

.0 . M Dubnick and B. bardes: thinking about public policy: A problem


solving approach (New York, hohn wiley and sous inc 1983).
2.Irashar kamskyM ; public administration policy. Making in government
agencies 3rd.ed (chikago,rand Mc Nally 1975 ).
2.Yahia zoubir –saniel voltan ,internationale dimension if the western
sahara confi , london ,praeger .
9. Holesti International politics a frame work for analysis. Third edition..
new delhi 1978 .

: ‫المواقع اإللكترونية‬
. 1444 ‫ نوفمبر‬24 ‫ حديث عبد العزيز بوتفليقة مع أسبوعية » الوسط « اللندنية‬.1
http://www.el.mouradi.dz/arabe/president/interview/recherch
e.html
‫الفهرس‬

‫المحتوى‬

‫مقدمة عامة‪(...................................................................... .‬أ‪-‬ز)‬

‫هيئة األمم المتحدة دراسة نظرية‪)31(..................................‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬


‫مقدمة الفصل ‪)31(......................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المنحى الكرونولوجي لمنظمة األمم المتحدة‪)34(........................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬المجتمع الدولي قبل سنة ‪)34(.....................................1445‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التصريحات و المؤتمرات الدولية إلنشاء األمم المتحدة‪)14(................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬قراءات في ميثاق األمم المتحدة‪)11(...................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أهداف ومبادئ األمم المتحدة ومظاهر نشاطها‪)21(.....................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬أهداف األمم المتحدة‪)21(............................................... .‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مبادئ األمم المتحدة‪)24(............................................... .‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬مظاهر نشاط األمم المتحدة‪)21(.........................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬األمم المتحدة دراسة تفكيكية ألهم الهياكل والوظائف‪)32(..............‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الجمعية العامة‪)33(..................................................... .‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مجلس األمن‪)31(...................................................... .‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬األمانة العامة‪)46(..................................................... .‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬محكمة العدل الدولية‪)41(................................................‬‬

‫خالصة واستنتاجات‪)10(................................................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪:‬السياسة الخارجية الجزائرية‪)52(.......................................‬‬ ‫الفصل الثاني‬


‫مقدمة الفصل ‪)12(......................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪:‬السياسة العامة دراسة معرفية نظرية‪)53(................................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬التعريف بالسياسة العامة وتطورها‪)53(....................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص السياسة العامة ؛مكوناتها ؛أنماطها‪)63(........................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬المراحل الكبرى للسياسة العامة‪)66(......................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬السياسة الخارجية ؛دراسة معرفية نظرية…‪)73(..............………..‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم السياسة الخارجية ؛خصائصها ؛أهميتها‪)73(........................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أدوات وأجهزة السياسة الخارجية ؛أهدافها‪)12(.............................‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬محددات السياسة الخارجية‪)14(...........................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬السياسة الخارجية الجزائرية األصول النظرية‪)43 (......................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬العوامل الخارجية المؤثرة في السياسة الخارجية الجزائرية‪)43(..............‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬األقطاب الفاعلة في صنع السياسة الخارجية الجزائرية‪)133(..............‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬تأثير صانع القرار على السياسة الخارجية الجزائرية‪)131(.................‬‬

‫خالصة واستنتاجات ‪)001(.............................................................‬‬


‫الفهرس‬

‫‪:‬السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه قضية الصحراء الغربية‪)111(.......‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪:‬المراحل االستعمارية للصحراء الغربية‪)112(............................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬االحتالل االسباني للصحراء الغربية ومقاومة الصحراويين‪)117(............‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الغزو المغربي الموريطاني للصحراء الغربية‪)123(........................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)‬
‫واندالع الكفاح المسلح‪)126(........................................................... .‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬األطراف المشاركة في نزاع الصحراء الغربية‪)124(.....................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬األطراف المباشرة (موقف المغرب ‪،‬بوليساريو)‪)124(......................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬األطراف غير المباشرة (اسبانيا ‪،‬موريتانيا)‪)133(.........................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الجزائر وقضية النزاع في الصحراء الغربية‪)135(.........................‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬القضية الصحراوية في أجندات األمم المتحدة‪)137(..................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القضية الصحراوية في الجمعية العامة‪)137(.............................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القضية الصحراوية في مجلس األمن‪)143(..............................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القضية الصحراوية في محكمة العدل الدولية‪)142(......................‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬اآلفاق والسيناريوهات المستقبلية لحل النزاع في الصحراء الغربية‪)146(.....‬‬

‫خالصة واستنتاجات ‪)012(..............................................................‬‬

‫الخاتمة العامة‪)155-154(.............................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫المالحق‪.‬‬

You might also like