Professional Documents
Culture Documents
c3 - Cep - علا الحاج خليفة - 134150
c3 - Cep - علا الحاج خليفة - 134150
إعداد الطالبة
مدرس المادة
فاتن بركات
الذكاءات املتعددة عال احلاج خليفة
الفهرس
الصفحة الموضوع
المقدمة
الحمدهلل رب العالمين على نعمة العلم و الصالة والسالم على سيدنا محمد الهادي االمين وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً.
تعد المناهج الدراسية من أهم مكونات النظام التربوي فهي تعكس واقع المجتمع و حاجاته و فلسفته و تطلعاته و تزود
المتعلمين بالمعارف و المهارات و لما كان المجتمع يتغير و يتطور تبعاً للمتغيرات المحيطة به فال بد للمنهج الدراسي أن
يتطور ليكون صورة واضحة تعكس حالة المجتمع و ثقافته ’ فالمنهاج ال يقتصر على الكتاب المدرسي فقط بل يتجاوزه
ليشتمل على عناصر مترابطة و متناسقة تتكامل فيما بينها إلحداث تغيير إيجابي في سلوك المتعلم ,و جاءت نظرية
الذكاءات المتعددة لجاردنر للكشف عن القدرات العقلية و قياسها لدى الفرد و األساليب و العمليات و اكتساب المعرفة
فإن نظرية الذكاءات المتعددة تقترح حلوال يمكن للمعلمين أن يصمموا في ضوئها مناهج جديدة و أن يتناولوا أي محتوى
ففي هذا البحث سنتعرف على نظرية الذكاءات المتعددة و نشأتها و مرتكزاتها و األسس التي تقوم عليها التي قامت عليها و
أنواعها و التفريق بينها و كيفية تطبيقها في التعليم و أهمية التدريس بها .
مشكلة البحث
إن تقويم و تحليل الكتب المدرسية عملية تشخيصية عالجية تقود إلى تطوير المناهج و تحسين مستواها بالحذف و اإلضافة
و التعديل لتنمية التفكير النقدي الموضوعي و استثمار القدرات الخاصة في تنمية المعارف و جوانب اإلبداع لدى المتعلم
عن طريق التطبيقات التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة .فالمشكلة التي تواجهنا في هذا البحث تتلخص في السؤال (( :ما
أهمية البحث
تعود أهمية البحث إلى األهمية التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة و هي :
)1وصف كيفية استخدام األفراد ذكائهم المتعدد لحل مشكلة ما و تركز على العمليات التي يتبعها العقل في تناول
)2تساعد على توسيع دائرة االستراتيجيات التدريسية للوصول الى أكبر عدد من المتعلمين على اختالف ذكاءاتهم .
)3تقدم نظرية الذكاءات المتعددة نموذجاً للتعلم ليس له قواعد محددة فيما عدا المتطلبات التي تفرضها المكونات
)4تتيح الفرصة لجميع المتعلمين بالتعلم و التعبير عما يجول بخاطرهم أو ما يفهمونه بالطريقة التي تناسبهم .
)5تزيد من تقدير التالميذ المنخفضين تحصيلياً دراسياً و ذوي الحاجات الخاصة لنفسهم و تحقق التكامل و التفاهم
أهداف البحث
الهدف األساسي هو تحسين جودة التعليم بمعرفة نظرية الذكاءات المتعددة و كيفية استخدامها ,أما األهداف الخاصة
بالبحث و هي :
منهج البحث
مصطلحات البحث
الذكاء :هو القدرة على حل المشكالت أو ابتكار نواتج ذات قيمة في نطاق ثقافة واحدة على األقل .
صعوبات التعلم :هو مجموعة متغيرة من االضطرابات التي تظهر بوضوح على شكل صعوبات ذات داللة في اكتساب
و استعمال مهارات االستماع أو الكالم أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو الذاكرة و التي تتصف كونها داخلية تعود إلى
أساليب التدريس :هو التقنيات و الوسائل المتنوعة اللفظية و غير اللفظية التي يستخدمها المعلم في عرضه لمحتوى
المادة العلمية بشكل يراعي جوانب القوة لدى جميع الطالب .
الدراسات السابقة
)1دراسة هيرن وستون ( )1995هدفها التعرف على مدى إمكانية رفع مستوى التحصيل الدراسي من خالل
)2دراسة هوبرد ,نيوويل ( )1999سعت هذه الدراسة إلى تحسين مستوى التحصيل الدراسي في القراءة و الكتابة
في الصفوف الدنيا من خالل برنامج اعتمدت استراتيجيات التدريس فيه على الذكاءات المتعددة .
)3دراسة هيرب و زمالؤه ( )2002سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن فعالية برنامج أعده الباحثون وفقاً لنظرية
)4دراسة كلوك و هيس ( )2003سعت هذه الدراسة لزيادة الدافع للتعلم في منطقتين ريفية و حضرية ,و استخدموا
)5دراسة نولين ( )2003هدفت الدراسة إلى فحص قدرة التالميذ على فهم المقررات الدراسية التي يدرسونها من
عديدة هي النظريات التي تناولت مسألة الذكاء ,كنظرية بياجيه والنظرية السيكومترية ,و ما يجمع بين هذه النظريات كونها
تتفق كلها في القول على أن الذكاء بنية متكاملة واألداء في مهمة ما ,يرتبط باألداء في مهام أخرى .وجل هذه النظريات يركز
على الجانب الخارجي (المظهر) لعملية التعليم و التعلم ولم تصل إلى جوهر الطالب و تحليل قدراته الفعلية كالذكاء مثال
والقدرة على مواجهة المواقف والمشاكل و إيجاد الحلول و التوصيفات لمثل هذه المسائل والمواقف .غير أنه و في سنة
, 1983سيحدث عالم نفس أمريكي زلزاال في المسلمات المتعلقة بالذكاء البشري ,حيث أوضح هوارد جاردنر
Howard Gardnerمن خالل مالحظته ألطفال ما قبل المدرسة عدم صحة هذه المسلمات ,قائال أن كثيرا من
معلمي أطفال ما قبل المدرسة ,يدركون أنه يمكن أن يكون لدى طفل معين مهارات العالقات بين األشخاص أو ما يسمى
الذكاء االجتماعي ,بينما يكون لدى طفل آخر ذكاء رياضي .هذه الميول والنزعات ال تظهر فجأة بل من خالل مرور
و هكذا قام هوارد جاردنر Howard Gardnerبإعادة النظر جذريا فيما يتعلق بالذكاء وآثاره على العملية التعليمية
التعلمية ,وتقدم بنظرية جديدة عن الذكاءات المتعددة في كتابه ” األطر العقلية” ,” Frames of Mind ” ,رافضا
فكرة الذكاء الواحد و مؤكدا على وجود العديد من القدرات العقلية المستقلة نسبيا لدى كل فرد أطلق عليها ” الذكاءات
قبل التطرق لمضمون نظرية الذكاءات المتعددة ,و من أجل فهم أعمق لجوهرها ,البد من المرور أوال على الرؤية السائدة
في األوساط التربوية و العلمية حول الذكاء ,قبل ثورة جاردنر ,أي البد من من التعرف على النظرية التقليدية للذكاء.
عرف المعجم الوسيط الذكاء بأنه “قدرة على التحليل والتركيب والتمييز واالختيار ,وعلى التكيف إزاء المواقف المختلفة”
والذكاء في قاموس التربية ) (intelligenceهو “القدرة على التكيف السريع مع وضع مستجد” (الخولي – 1980م –
ص.)239
و يتفق هذان التعريفان على كون الذكاء يعبر عن عملية التكيف و التأقلم مع المتغيرات ,وهذا المفهوم وإن كان يبدو قصيراً
لكن فيه من الشمول ما يجعله يحوي العديد من العناصر والمعطيات ,فالقدرة على التأقلم مع المتغيرات يعني مهارة عالية
فالذكاء حسب النظريات التقليدية خاصية تختلف قوتها من فرد إلى آخر ,و الختبار قوة الذكاء لدى األفراد ,وضع علماء
النفس مجموعة كبيرة من االختبارات وطلبوا من الناس أن يجيبوا عنها ,ومن خالل هذه الحلول يقومون بتحديد مستوى ذكاء
الفرد .و قد اعتمدت معظم هذه االختبارات إما على كتابة مفردات أو القيام ببعض العمليات الحسابية أو إدراك العالقة بين
بعض األشكال ,ولكنها في المقابل أهملت مواهب أخرى كالمواهب الرياضية والموسيقية التي يمتلكها كثير من األفراد وال
و كملخص لما سبق فإن المفهوم التقليدي للذكاء كان يدور في مجاالت أساس ال تتجاوز التكيف وسرعة البديهة والفطنة
وحسن التصرف.
لم تكن نظرية الذكاءات المتعددة وليدة الصدفة,بل كانت لها أسس و مرتكزات علمية ,و جاءت كتتويج لسيرورة طويلة و
واالستيعاب وهناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير الذكاء ,ومن أوائل النظريات التي بحثت في الذكاء
نظرية(سبيرمان) والتي تنظر إلى الذكاء بصورة بسيطة حيث أعتقد هذا الباحث أن الناس يختلفون في مدى ما يمتلكون من
طاقة عقلية.
ثم أتى آخرون بعد (سبيرمان) أمثال(ثيرستون) و(جلفورد) و (كاتل) والذين حددوا أبنية القدرات العقلية بتفصيل أكثر .ثم
جاء ( ستيرنبرج) والذي أقترح نظرية تقوم على تحليل مكونات الذكاء وتحليل لألساليب التي يستخدمها اإلنسان عندما يقوم
بحل المشكالت وقد أعتبر أن هناك مظاهر أساسية للذكاء يجب أن تقوم عليها النظرية المكتملة في الذكاء العملي و الذي
يستخدم في مواقف الحياة اليومية وليس من السهل قياسه لعدم سهولة حصر مواقف الحياة ,والذكاء اإلبداعي والذي يتجلى
في اكتشاف حلول جديدة للمشكالت الجديدة أو اكتشاف حلول مختلفة غير مألوفة .وقد وسعت هذه النظرية مفهوم
الذكاء لتغطي مجاالت لم تؤكدها نظريات الذكاء األخرى .ثم جاء جاردنر واضع نظرية الذكاءات المتعددة والذي نحا نحواً
مختلفاً عن بقية الباحثين في محاولته تفسير طبيعة الذكاء .وقد أستمد نظريته من مالحظاته لألفراد الذين يتمتعون بقدرات
عقلية خارقة في بعض المجاالت ,لكنهم ال يحصلون في اختبار الذكاء إال على درجات متوسطة أو دونها ,مما جعله يعتقد
أن الذكاء مؤلف من كثير من القدرات المنفصلة والتي يقوم كل منها بعمله مستقالً استقالالً نسبياً عن اآلخر .و ترى النظرية
أن الناس يملكون أنماطاً فريدة من نقاط القوة والضعف في القدرة العقلية.
ومنها ما هو قوي .ومن شأن التربية الفعالة أن تنمي ما لدى المتعلم من كفاءات ضعيفة وتعمل في الوقت نفسه على زيادة
تنمية ما هو قوي لديه .أي أن هذه النظرية تتجنب ربط الكفاءات الذهنية بالعوامل الوراثية التي تسلب كل إرادة للتربية.
وترفض هذه النظرية االختبارات التقليدية للذكاء ألنها ال تنصف ذكاء الشخص فهي تركز على جوانب معينة فقط من الذكاء.
وقد قدمت نظرية الذكاءات المتعددة تفسيرا جديدا إلعادة النظر في قياس الذكاء الذي تجسده نظرية العامل العقلي, QI
كما اهتمت بمحاولة فهم الكيفية التي تتشكل بها اإلمكانات الذهنية لإلنسان والطرق التي تهتم بها سيرورات
التعلم .وكانت أفكار(جاردنر ) Gardener, H,1983والتي حملها كتابيه ( أشكال العقل البشرى )و(إطارات العقل)
ترفض فكرة أن اإلنسان يمتلك ذكاء واحداً ,بل ذكاءات مستقلة ,يشغل كل منها حيزاً معيناً في دماغه ,ولكل منها نموذج
إن األمر يتعلق بتصور تعددي للذكاء ,تصور يأخذ بعين االعتبار مختلف أشكال نشاط اإلنسان ,وهو تصور يعترف باختالفاتنا
الذهنية وباألساليب المتناقضة الموجودة في سلوك الذهن البشري .و في هذا اإلطار يقول جاردنر ” :إن الوقت قد حان
للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء ,ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي ,والتفرغ لالهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي
تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها ,ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار ,إنهم
يهتدون إلي طريقهم من بين عدد كبير من الطرق ,وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء وبفضل بعض
العالمات المشتتة .إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني بدون شك براعة في المالحة .ولننظر كذلك إلى المهندسين والصيادين
والقناصين والرسامين والرياضيين والمدربين ورؤساء القبائل والسحرة وغيرهم .إن كل األدوار التي يقوم بها هؤالء ينبغي أن
تؤخذ بعين االعتبار ,إذا قبلنا تعريفاً جديداً للذكاء ,باعتباره كفاءة أو قدرة لحل المشكالت أو إنتاج أشياء جديدة ,ذات قيمة
في ٍ
ثقافة ما أو مجتمع ما من المجتمعات ,إن كل الكفاءات والقدرات التي يظهرها هؤالء في حياتهم وعملهم تعتبر بدون
شك شكالً من أشكال الذكاء الذي ال يقتصر على المهارات اللغوية أو الرياضيات والمنطق ,التي طالما مجدتها اختبارات
المعامل العقلي ,وعلى هذا األساس ,فإن نظرية الذكاءات المتعددة تقف موقفاً خاصاً من اختبارات الذكاء ,التي طالما
مجدت وقامت بإصدار أحكام بخصوص الطالب ومستقبلهم الدراسي ” (أحمد أوزي).1999,
تختلف الذكاءات في نموها داخل الفرد الواحد أو بين األفراد بعضهم البعض.
يمكن تنمية الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة إذا أتيحت الفرصة لذلك.
يمكن تحديد وقياس الذكاءات المتعددة ,والقدرات المعرفية العقلية التي تقف وراء كل نوع.
هو مكتسب من البيئة والوسط (األسرة ,والشارع ,والمدرسة ,والتربية ,والمجتمع…) .و قد صنف جاردنر هذه الذكاءات
أ ـ الذكاء اللغوي :و يعني القدرة على إنتاج وتأويل مجموعة من العالمات المساعدة على نقل معلومات لها داللة .و من
يتمتع بهذا النوع من الذكاء يبدي السهولة في إنتاج اللغة ,واإلحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها.
إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء ,يحبون القراءة والكتابة ورواية القصص ,كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر
يظهر الذكاء اللغوي لدى الكتاب والخطباء والشعراء والمعلمين ,وذلك بحكم استعمالهم الدائم للغة ,كما يظهر لدى كتاب
ب ـ الذكاء املنطقي ـ الرياضي :يغطي هذا الذكاء مجمل القدرات الذهنية ,التي تتيح للشخص مالحظة واستنباط ووضع
العديد من الفروض الضرورية للسيرورة المتبعة إليجاد الحلول للمشكالت ,وكذا القدرة على قراءة و تحليل الرسوم البيانية
إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء ,يتمتعون بموهبة حل المشاكل ,ولهم قدرة عالية على التفكير ,فهم يطرحون
أسئلة بشكل منطقي ويمكنهم أن يتفوقوا في المنطق المرتبط بالعلوم وبحل المشاكل.
يمكن مالحظة هذا الذكاء لدى العلماء والعاملين في البنوك والمهتمين بالرياضيات ومبرمجي اإلعالميات والمحامين
والمحاسبين.
ج ـ الذكاء التفاعلي :يتمتع أصحاب هذا الذكاء بقدرة عالية على فهم اآلخرين ,وتحديد رغباتهم ومشاريعهم وحوافزهم
ونواياهم والعمل معهم ,كما أن لصاحبه القدرة على العمل بفاعلية مع اآلخرين.
إن المتعلّمين الذين لهم هذا الذكاء يميلون إلى العمل الجماعي ,ولهم القدرة على لعب دور الزعامة والتنظيم والتواصل
والوساطة والمفاوضات.
يتجسد هذا الذكاء لدى المدرسين واألطباء والتجار والمستشارين والسياسيين والزعماء الدينيين وأطر المقاوالت.
ّ
د ـ الذكاء الذاتي :يتمحور حول تأمل الشخص لذاته ,وفهمه لها ,وحب العمل بمفرده ,والقدرة على فهمه النفعاالته
وأهدافه ونواياه ,إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي باألنا ,ولهم ثقة كبيرة بالنفس ,ويحبذون
العمل منفردين ,ولهم إحساسات قوية بقدراتهم الذاتية ومهارتهم الشخصية .يبرز هذا الذكاء لدى الفالسفة واألطباء
يرى جاردنر أن هذا الذكاء تصعب مالحظته ,والوسيلة الوحيدة للتعرف عليه ,ربما تكمن في مالحظة المتعلمين ,وتحليل
عاداتهم في العمل ,وإنتاجهم ,ومن المهم كذلك أن نتجنب الحكم بصفة تلقائية على المتعلمين الذين يحبون العمل على
انفراد ,أو أولئك المنطوين على أنفسهم على أنهم يتمتعون بهذا الذكاء.
هـ ـ الذكاء اجلسمي ـ احلركي :أصحاب هذا الذكاء يميلون الستعمال الجسم لحل المشكالت ,والقيام ببعض األعمال,
والتعبير عن األفكار واألحاسيس .إن التالميذ الذين يتمتعون بهذه القدرة يتفوقون في األنشطة البدنية ,وفي التنسيق بين
و ـ الذكاء املوسيقي :يسمح هذا الذكاء لصاحبه بالقيام بالتعرف على النغمات الموسيقية ,وإدراك إيقاعها الزمني ,و
اإلحساس بالمقامات الموسيقية ,و بالتفاع ل العاطفي مع هذه العناصر الموسيقية .نجد هذا الذكاء عند المتعلمين الذين
يستطيعون تذكر األلحان والتعرف على المقامات واإليقاعات ,وهذا النوع من المتعلمين يحبون االستماع إلى الموسيقى,
وعندهم إحساس كبير باألصوات المحيطة بهم .نجد هذا الذكاء لدى المغنين وكتّاب كلمات األغاني و كذلك الملحنين و
أساتذة الموسيقى.
ز ـ الذكاء البصري ـ الفضائي :يتمحور حول القدرة على خلق تمثالت مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنياً وبطريقة
ملموسة ,يم ّكن صاحبه من إدراك االتجاه ,والتعرف على الوجوه أو األماكن ,وإبراز التفاصيل ,وإدراك المجال وتكوين تمثل
عنه.
إن المتعلمين الذين يتجلى لديهم هذا الذكاء محتاجون لصورة ذهنية أو صورة ملموسة لفهم المعلومات الجديدة ,كما يميلون
إلى معالجة الخرائط الجغرافية واللوحات والجداول وتعجبهم ألعاب المتاهات والمركبات.
يوجد هذا الذكاء عند المختصين في فنون الخط وواضعي الخرائط والتصاميم والمهندسين المعماريين والرسامين والنحاتين.
ج ـ الذكاء الطبيعي :يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف األشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات .إن األطفال المتميزين
بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية ,ويحبون معرفة كل شيء عنها ,كما يحبون التواجد في الطبيعة ومالحظة
مختلف مكوناتها.
و باإلضافة إلى هذه األنواع الثمانية ,يقترح جاردنر نوعا تاسعا بقوله“ :يبدو لي اليوم أن هناك شكالً تاسعاً من الذكاء يفرض
نفسه ,وهو الذكاء الوجودي ,وهو يتضمن القدرة على التأمل في المشكالت األساسية كالحياة والموت واألبدية ,وسيلتحق
هذا الذكاء بقائمة الذكاءات السابقة بمجرد ما يتأكد وجود الخاليا العصبية التي يتواجد بها ) (Gardner,1997ويمكن
اعتبار أرسطو وجان بول سارتر وكير كجارد نماذج ممن يجسد هذا الذكاء التاسع ,إذا ثبت مكانه في الدماغ.
إن القائمة السابقة ألنواع الذكاء هي قائمة مبدئية ؛ ألن كل نوع من أنواع الذكاء السابق ذكره يمكن تقسيمه إلى أنواع فرعية,
ومملة ,دون مراعاة بيئة المتعلمين وحاجاتهم ,فضالً عن أنها ال تعير اهتماماً لمداركهم وقدراتهم العقلية المختلفة ,وما تقتضيه
تنوع أساليب ال تدريس لمخاطبة كل فئة بما يناسب طريقتها في التعلم ,الشيء الذي جعل أغلب المتعلمين يتعاملون مع
من ّ
يكونون مشاعر سلبية تجاه
المواد الدراسية دون تأثر أو انفعال وجداني .هذا األمر ولّد لدى بعضهم النفور والملل ,وجعلهم ِّ
المدرسين و البيئة المدرسية بشكل عام ,خاصة في وقت يتاح لهم فيه التعامل مع العديد من الوسائل التعليمية الحديثة
ّ
والمتطورة ,التي أنتجتها التكنولوجيا المعاصرة ,والتي تعمل على إشباع حاجاتهم المعرفية بطرق تفاعلية و مشوقة.
بينما يتم التركيز في التعليم التقليدي على الحلول واإلجابات للمسائل والمواقف التي يتعرض لها الطالب فضال عن الطريقة
المتبعة في التوصل لكل الحلول أو اإلجابات ,نجد أن نظرية الذكاء المتعدد تقترح عمليات وطرق واستراتيجيات مستقلة عن
بعضها البعض لدى كل طالب .فمعظم المسائل الشائكة ومواقف الحياة العملية الحقيقية تتطلب استخدام أنواع متعددة من
الذكاء في نفس الوقت .و قياسا على ما سبق ذكره ,و بناءا على الدراسات التي تناولت تطبيق هذه النظرية في التعليم ,
األخذ بعين االعتبار للذكاءات المتعددة في التدريس يتوافق مع الدراسات الحديثة للدماغ والتي قامت على أساس تجزئته
نظرية الذكاءات المتعددة تساعد المعلمين على توسيع دائرة استراتيجياتهم التدريسية؛ ليصلوا ألكبر عدد من التالميذ
يسمح توظيف هذه النظرية بخلق بيئة تعليمية يمكن فيها لكل طالب أن يحقق ذاته ويتميز بالجوانب التي ينفرد بها.
تقدم نظرية الذكاءات المتع ّددة نموذجاً للتعلم ليس له قواعد محددة ,فيما عدا المتطلبات التي تفرضها المكونات
المعرفية لكل ذكاء ,فنظرية الذكاءات المتع ّددة تقترح حلوالً يمكن للمعلمين في ضوئها أن يصمموا مناهج جديدة ,كما
تمدنا بإطار يمكن للمعلمين من خالله أن يتناولوا أي محتوى تعليمي ويقدموه بطرق مختلفة.
تنويع طرق التدريس لمراعاة اختالف المتعلمين يخفف من حدة العنف الطالبي تجاه البيئة المدرسية.
يساعد توظيف نظرية الذكاءات المتعددة على تنشئة الطالب المفكر ,وتدعم كثيراً تدريس مهارات التفكير.
تطبيق هذه النظرية يساهم في تصنيف الطالب وتحديد احتياجاتهم العلمية والنفسية.
تتمثل أهمية نظرية الذكاءات المتع ّددة أيضا في كونها تقلل من نقل التالميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم ,والتالميذ
ذوو الحاجات الخاصة إلى فصول التربية الخاصة .كما أنها تزيد من تقدير هؤالء التالميذ ألنفسهم وتحقق التكامل
الخاتمة
إن تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة ال يعنى بالضرورة تقديم الدرس الواحد بطرق متعددة ,أو محاولة تنمية كل أنواع الذكاءات
من خالل محتوى دراسي واحد؛ حيث يؤكد “جاردنر” أن هذا فهم خطأ لنظريته ,وال ينسجم مع روحها؛ ألن كل نوع من
هذه الذكاءات يستجيب لمحتوى معين ,فهذه الذكاءات موجودة في عقل اإلنسان و تظهر استجابة لتعدد المحتوى ؛ حيث
توجد األصوات واللغات والموسيقى والطبيعة واألشخاص اآلخرون والرموز واألشكال وغير ذلك ,والمعلم الذكي هو الذي
يختار المحتوى المناسب ,و الذكاءات المناسبة لهذا المحتوى ,و التي يمكن تنميتها من خالله ,ويختار أساليب التدريس,
إن القائمين على إعداد المناهج التعليمية يحاولون تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة في التدريس لمساعدة المعلمين على
مادته ,حتى تتطابق مع أنماط التفكير واستراتيجياته عند طلبته ,واكتسابهم لمهارات عمليات التعلم والتي تقوم على ما يتمتع
به كل طالب من نوع أو أكثر من الذكاءات المتعددة ,ومن ثم يمكن المالءمة بين أساليب التدريس وطرائق تعلم الطلبة؛
فكل طالب يتعلم بطريقة ماتلفة عن ْاآلخر حسب ما يتمتع به من ذكاءات متعددة مستقلة بعضها عن بعض أحياناً.
المراجع
)1إبراهيم ,نبيل رفيق محمد( )1997الذكاء المتعدد .ط , 1دار صفاء للتوزيع والنشر :عمان .
)2ارمسترونج ,توماس )2006 (.الذكاءات المتعددة في غرفة الصف .ط , 1ترجمة مدار الظهران االهلية,دار
الكتب التربوي الدمام.
)3بوطة ,شخذى محمد )2012(,الذكاءات المتعددة أنشطة ودروس تطبيقية ,مركز ديبونو ,األردن.
)4جاردنر,هوارد(.)1983نظرية الذكاءات المتعددة –منشور1 / 10 /2016 www.Guifkids.com
)5جاردنر ,هوارد(. )2004أطر العقل :نظرية الذكاءات المتعددة) .ترجمة :بالل الجيوشي( ,الرياض :مكتب
التربية لدول الخليج العربي.
)6حسي ,محمد عبد الهادي(. )2003قياس وتقييم قدرات الذكاءات المتعددة ,عمان :دار الفكر للتوزيع
والنشر.
)7حسي ,محمد عبد الهادي(. )2008الذكاءات المتعددة مراجعات وامتحانات .ط , 1دار العلوم للنشر
والتوزيع ,القاهرة ,مصر.
)8سلوم ,يوسف إبراهيم(. )2010المتعددة نظرية غاردنز للذكاءات .منشور على الموقع
http:tobiasophia . wordbress .com 2010
)9عنيزات ,صباح(. )2009نظرية الذكاءات المتعددة وصعوبات التعلم .ط , 1دار الفكر :األردن .
قطامي ,يوسف ,واليوسف ,رامي( )2010الذكاء االجتماعي ألطفال النظرية والتطبيق .ط , 1دار )10
المسيرة ,عمان ,األردن .
ماسلون) ترجمة مراد سعد ,ووليد خليفة(. )2006تكمل الذكاءات المتعددة وأساليب التعلم .دار الوفاء )11
للطباعة والنشر ,اإلسكندرية ,مصر.
نوفل ,محمد بكر( )2007الذكاءات المتعدده في غرفة الصف للنظرية والتطبيق .ط , 1دار المسيرة: )12
األردن.