Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 73

‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....

‬‬

‫نشأة وتطور الجماعات الجهادية في أفغانستان ‪:‬‬


‫حركة طالبان وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة اإلسالمية‬
‫في العراق والشام نموذجاً‬

‫إعداد‬
‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬مروة حامد البدري‬
‫د‪ .‬ورده هاشم علي‬
‫آية أحمد محمد محمود‬

‫المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية‬


‫كلية التجارة وإدارة األعمال – جامعة حلوان‬
‫املجلد الرابع والثالثون – العدد األول – مارس ‪2020‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪1‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪2‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫نشأة وتطور الجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم‬


‫القاعدة وتنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام نموذجاً‬

‫(‪)2‬‬
‫د‪ /.‬ورده هاشم على‬ ‫(‪)1‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬مروه حامد البدرى‬
‫(‪)3‬‬
‫آية أحمد محمد محمود‬

‫ملخص البحث ‪:‬‬

‫يتناول البحث الظروف التي مهدت لظهور الجماعات الجهادية في أفغانستان من‬
‫خالل تحليل المجتمع األفغاني ‪ ،‬حيث يتسم بكثرة اإلنقسامات العرقية و األثنية‬
‫بسبب التنوع األثني ‪ :‬الباشتون و الطاجيك و الح از ار و األوزبك و التركمان و‬
‫األيمك ‪ ،‬و نشأه الجماعات الجهادية من خالل التركيز على كل من ‪ :‬الفكر ‪-‬‬
‫الهيكل التنظيمي والقيادات – الهدف – مراحل التطور ‪ ،‬و ذلك بالتطبيق على‬
‫حركة طالبان وتنظيم القاعدة و تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق و الشام ‪ ،‬و‬
‫أسباب ظهور هذه الجماعات سواء كانت داخلية أو خارجية إلي جانب توضيح‬
‫أوجه التشابه و اإلختالف بين الجماعات الجهادية المذكورة ‪ ،‬و الجانب الصراعي‬
‫في عالقتهم ببعضهم البعض‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬نظرية الدور – الجماعات الجهادية – تطور الجماعات الجهادية ‪.‬‬

‫استاذ مساعد بقسم العلوم السياسية – كلية التجارة وإدارة االعمال – جامعة حلوان‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مدرس بقسم العلوم السياسية – كلية التجارة وادارة االعمال – جامعة حلوان‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫البحث مستخرج من رسالة ماجستير للباحثة التي تعمل معيدة بقسم العلوم السياسية – كلية‬ ‫(‪)3‬‬

‫االقتصاد والسياسة ‪ -‬جامعة الجيزة الجديدة‪.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪3‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫تعددت اإلنقسامات األثنية و العرقية و القبلية داخل أفغانستان و هو األمر‬
‫الذي مهد ألن تكون أفغانستان معقالً للحركات الجهادية التي قامت على أسس‬
‫عرقية و أثنية بداي ًة من حركة طالبان ثم نشأة تنظيم القاعدة و تطورها إلى أن‬
‫انشق عنها تنظيم داعش ‪.‬‬

‫المشكلة البحثية ‪:‬‬

‫تدور اإلشكالية البحثية حول دراسة أسباب ظهور الجماعات الجهادية و‬

‫أوجه التشابه و االختالف بين هذه الجماعات ‪ ،‬و تطورها و عالقة هذه الجماعات‬

‫ببعضها البعض ‪.‬‬

‫منهجية البحث ‪:‬‬

‫تستخدم الدراسة منهج تحليل الجماعة ‪ ،‬يستند هذا المنهج إلى بروز أهمية الجماعة‬
‫في الحياة السياسية ‪ ،‬ودورها األساسي الذي يفسر التفاعالت السياسية في حاالت‬
‫كثيرة ‪ .‬بل وقد تصبح الجماعة هي مفتاح تشخيص وتفسير الظواهر السياسية ‪،‬‬
‫فدراسة جماعات الشله ودفعة التخرج من المعهد التعليمي وغيرها من جماعات غير‬
‫رسمية تسهم في تفسير الحياة السياسية وما شهدته من عالقات وتفاعالت في‬
‫المجتمع األفغاني ‪ ،‬وقد يضاف إليها عالقات كالقرابة والمصاهرة كجزء من شبكة‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪4‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫عالقات غير رسمية تفسر إلى حد كبير هذه التفاعالت والعالقات ‪ ،‬وهو ما ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يمكن تفسيره من خالل العالقات الرسمية أو التنظيمية ‪.‬‬
‫و تتنوع هذه الجماعات ‪ ،‬فمنها جماعات تقليدية تقوم على عالقات الدم والقرابه ‪،‬‬
‫أو المصالح واألفكار ‪ ،‬أو الهدف الواحد ‪ .‬وقد تأخذ شكل جماعات مصالح معترف‬
‫بها ‪ ،‬وقد تكون مجرد جماعات فرعية كمجموعة نواب الصعيد في البرلمان ‪ ،‬أو‬
‫مجموعة من ذوي اإلتجاهات السياسية المحددة داخل الجيش مثالً أو في إطار‬
‫حزب سياسي أو مجتمع محلي ‪ ،‬فاإلنتماء اإلقليمي واأليديولوجي يعد من المحددات‬
‫األساسية للجماعات ‪ ،‬كذلك اإلنتماءات العرقية واألثنية والطبقية واللغوية والطائفية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬فضالً عن المهنية والعمالية ‪.‬‬
‫مقوالت منهج الجماعة ‪:‬‬
‫تثير دراسة الجماعات العديد من المقوالت ‪ ،‬فإلي جانب أساس تكوين هذه‬
‫الجماعات تبرز أهمية الطابع الرسمي أو غير الرسمي للجماعة ‪ ،‬قدره الجماعة‬
‫على التماسك والتكيف واإلستمرار ‪ ،‬نشاط الجماعة وتكتيكاتها وأدواتها الحركية ‪،‬‬
‫مساندتها أو معارضتها للنظام ‪ ،‬تأثيرها ودورها السياسي ‪ ،‬تأثيرها على أعضائها ‪،‬‬
‫وعلى الجماعات األخرى ‪ ،‬وعلى النظام السياسي واإلجتماعي عام ًة ‪.‬‬
‫ويعتقد د‪ .‬حامد ربيع أن الجماعة تصبح حقيقة مستقلة عن األفراد المكونين لها ‪،‬‬
‫فهي ليست مجرد حاصل جمع عدد من األفراد ‪ ،‬فالجماعة تملك في العادة صفات‬

‫)‪ (1‬عبد الغفار ‪ ،‬رشاد القصبي ‪ ،‬مناهج البحث في علم السياسة ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، )2004 ، 1‬ص ‪.215‬‬

‫)‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪5‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫مستقلة ‪ ،‬و وعي أو عقل جماعي خاص بها ‪ .‬وال يمكن بحال أن تظل الجماعة‬
‫(‪)1‬‬
‫قاصرة على تجميع للصفات الفردية ‪ ،‬ويدلل على ذلك بالظاهرة الجماهيرية ‪.‬‬
‫وقد يجمع أفراد الجماعة قواسم مشتركة إضافية ‪ ،‬تفوق ما يجمع بين أبناء المجتمع‬
‫القومي األوسع ‪ ،‬كالقيم والمعايير والنماذج السلوكية ‪ ،‬فاألفراد قد ينتمون لنفس‬
‫الحزب أو اإلقليم أو الطائفة ‪ ،‬ويخضعون لظروف وعمليات متشابهة في التنشئة‬
‫واإلتصال والتعبير والتمثيل ‪ .‬إال أن إرتباط الفرد بالجماعة يتوقف على عوامل‬
‫عديدة منها درجة تعاطفه مع الجماعة ومفهومة لها ‪ ،‬وموقف الجماعة إذاء الفرد ‪،‬‬
‫ودوره ومكانته بها ‪ ،‬فضالً عن خلفياته الشخصية والسيكولوجية ‪ ،‬وسمات كالسلبية‬
‫(‪)2‬‬
‫مثالً ‪.‬‬
‫ورغم أهمية تحليل الجماعة ودورها في وصف الكثير من الوقائع السياسية وتفسيرها‬
‫‪ ،‬إال أن د ارستها لم تتطور إلى آفاق واسعة في إطار تطور مناهج علم السياسة في‬
‫اتجاه توسع البحث اإلمبريقي ‪ ،‬ولم تتضح إمكانيات تعكس هذا التطور في دراسات‬
‫الجماعة ‪ ،‬أو الربط بين المتغيرات في إطار هذا المنهج ‪.‬‬

‫األدبيات السابقة ‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة بعنوان ‪ :‬المؤثرات الفكرية والثقافية لإلخوان المسلمين في مصر على‬


‫التنظيمات اإلسالمية في أفغانستان للطالب صفي هللا إبراهيم ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪. 2019 ،‬‬

‫‪ ))1‬حامد ربيع ‪ ،‬نظرية التحليل السياسي ‪ ،‬نص محاضرات بقسم العلوم السياسية ‪( ،‬كلية االقتصاد‬
‫و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ، )1974 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪ ))2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪6‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫تناولت الدراسة بداية تكوين الجماعات الجهادية و الظروف التي مهدت لنشأتها ‪ ،‬و‬
‫ركزت على نقطة تحول اإلنقسامات اإلثنية في المجتمع األفغاني إلى تنظيمات‬
‫جهادية متنوعة ‪ ،‬و قد تم دمج الجماعات الجهادية في سبع مجموعات سنية رئيسية‬
‫عام ‪1982‬م هي ‪ :‬الحزب اإلسالمي بزعامة قلب الدين حكيمتار ‪ ،‬و الجمعية‬
‫اإلسالمية بزعامة برهان الدين رباني ‪ ،‬واالتحاد اإلسالمي بزعامة " عبد الرسول‬
‫سياف " ‪ ،‬و الجبهة اإلسالمية الوطنية بزعامة " أحمد جيالني " ‪ ،‬و جبهة التحرير‬
‫الوطني بزعامة " صبغة هللا مجددي " ‪ ،‬و حركة الثورة اإلسالمية بزعامة " محمد‬
‫نبي محمدي " ‪ ،‬و جبهة الحزب اإلسالمي التي شكلها " يونس خالص " بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫انشقاقه عن الحزب اإلسالمي بقيادة " حكيمتار " ‪.‬‬
‫و استفاد الباحث من هذه الدراسة من خالل التعرف على الظروف التي مهدت‬
‫لظروف الجماعات الجهادية في أفغانستان و أصول هذه الجماعات و قياداتها و‬
‫االنقسامات بين تلك القيادات في بداية نشأة هذه الجماعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة بعنوان ‪ :‬تأثير السياسات األمريكية على نظام الحكم في أفغانستان‬
‫للطالب خالدين ضيائي تاج الدين أفغاني ‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة القاهرة‬
‫‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪. 2011 ،‬‬
‫حيث تعددت فيه االنقسامات العرقية و‬
‫تناولت الدراسة سمات المجتمع األفغاني ُ‬
‫األثنية ‪ ،‬و النظام السياسي األفغاني ‪ ،‬و تأثير القوى السياسية الخارجية على نظام‬

‫‪ ،‬ابفففراهيم ‪ ،‬المفففكررات الهللاقريفففة والنقاليفففة لفيفففواع المسفففلمي لفففي مصفففر لففف‬ ‫‪ ))1‬صفففهللاي‬
‫التنظيمففات االسفف مية لففي تلنانسففتاع ‪ ،‬رسففالة ماجيسففتير ‪( ،‬كليففة االقتصففاد و العلففوم السياسففية‬
‫‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ، )2019 ،‬ص ‪.76‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪7‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫الحكم ألفغانستان و كذلك دور المدرسة الديبونية التي شكلت فكر حركة طالبان ‪ ،‬و‬
‫(‪)1‬‬
‫نشأة حركة طالبان ‪.‬‬
‫استفاد الباحث من هذه الد ارسة من خالل التعرف على سمات النظام السياسي‬
‫األفغاني و كذلك سمات المجتمع األفغاني التي أسهمت في نشأة الجماعات‬
‫الجهادية ‪ ،‬و كذلك األصول الفكرية لحركة طالبان ‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة بعنوان ‪ :‬التحول الديمق ارطي في أفغانستان و العراق من منظور‬
‫مقارن ‪ 2010- 2001 :‬للطالب مصطفى غالم بني‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪،‬‬
‫جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪. 2012 ،‬‬

‫تناولت الدراسة نشأة الجماعات الجهادية في أفغانستان و خاص ًة حركة طالبان‪ ،‬و‬
‫قيادات الحركة و الهيكل التنظيمي لطالبان ‪ ،‬و كذلك التطورات التي مرت بها هذه‬
‫الحركة ‪ ،‬و االنقسامات الداخلية التي تعرضت لها ‪ ،‬و الصراع بين قيادات طالبان‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬
‫استفاد الباحث من هذه الدراسة من خالل التعرف على ظروف نشأة حركة طالبان ‪،‬‬
‫و مراحل التطور التي مرت بها الحركة ‪ ،‬و الظروف المؤثرة على هذه الحركة و‬
‫طبيعة العالقة بين قيادات الحركة ‪ ،‬و الجانب الصراعي في هذه العالقة ‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة بعنوان ‪ :‬تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي بين الفكر و الحركة‬
‫للطالبة رشا السيد العشري حسن ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية‬
‫البحوث و الدراسات األفريقية ‪. 2015 ،‬‬

‫‪ ))1‬يالدي ‪ ،‬ضيائي تاج الدي تلناني ‪ ،‬تأرير السياسات األمريقية ل نظام الحقم لي تلنانستاع ‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪2011 ، ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ ))2‬مصطهللا ‪ ،‬غ م بني ‪ ،‬التحول الديمقراطي لي تلنانستاع و العراق م منظور مقارع‪2001 :‬‬
‫‪2010-‬م ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ، )2012 ،‬ص‬
‫‪.44‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪8‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫تناولت الدراسة النشأة و الخلفية الفكرية لتنظيم القاعدة ‪ ،‬و كذلك مناطق نفوذه و‬
‫حيث يتبع التنظيم عقيدة الجهاد في مواجهة االحتالل األمريكي ألفغانستان‬
‫امتداده ُ‬
‫‪ ،‬و مع تطور تنظيم القاعدة ‪ ،‬أصبح هدفه مجابهة الحكومات اإلقليمية كافة مع‬
‫(‪)1‬‬
‫مجابهة العدو البعيد المتمثل في الحكومات الغربية ‪.‬‬
‫استفاد الباحث من هذه الدراسة من خالل التعرف على ظروف نشأة تنظيم القاعدة‬
‫في أفغانستان و امتداد نفوذه إلى دول العالم ‪ ،‬و اتساع نطاق أهدافه عالمياً ‪ ،‬و‬
‫كذلك تطور أهداف التنظيم ‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة بعنوان ‪ :‬الخطاب اإلعالمي لتنظيم الدولة اإلسالمية في العراق و‬
‫الشام ‪ :‬تحليل مضمون مجلة دابق االلكترونية للطالبة هاجر أيمن فؤاد لبيب‬
‫‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية‬
‫‪. 2019،‬‬
‫تناولت الدراسة نشأة تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق و الشام ‪ ،‬و قياداته و‬
‫الهيكل التنظيمي لتنظيم الدولة اإلسالمية ‪ ،‬و كذلك مناطق نفوذه ‪ ،‬و فكر التنظيم‬
‫حيث‬
‫يث يقوم على نفس المبادئ الفكرية لتنظيم القاعدة ‪ ،‬و أهداف هذا التنظيم ُ‬
‫ح ُ‬
‫تنوعت ما بين أهداف إقليمية و أهداف دولية ‪ ،‬و يسعى التنظيم إلى السيطرة على‬
‫حيث يكون ذلك ممكناً ‪ ،‬و على الرغم من أن األراضي الفلسطينية قد‬
‫األراضي ُ‬
‫تُعتبر هدفاً رئيسياً ‪ ،‬إال أن تنظيم داعش حول طاقته نحو دعم الفلسطينيين أو‬
‫مهاجمة المصالح اإلس ارئيلية ‪ .‬و يركز جهوده التوسعية على المناطق العربية ذات‬

‫‪ ))1‬رشا ‪ ،‬السيد العشري حسن ‪ ،‬تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي بين الفكر و الحركة ‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية البحوث والدراسات األفريقية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ، )2015 ،‬ص ‪.81‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪9‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫األغلبية السنية مثل ‪ :‬الحدود العراقية و السورية ‪ ،‬و ذلك من أجل تهميش‬
‫(‪)1‬‬
‫السنية ‪.‬‬
‫الجماعات ُ‬
‫و استفاد الباحث من هذه الدراسة من خالل التعرف على مناطق نفوذ داعش ‪ ،‬و‬
‫حيث انشق ‪ -‬في البداية ‪ -‬عن تنظيم القاعدة ‪ ،‬و كذلك‬
‫التطورات التي مر بها ُ‬
‫اتساع نطاق أهدافه ‪ ،‬و تركيزه على استخدام الخطاب اإلعالمي و وسائل التواصل‬
‫االجتماعي و االستفادة منها و من التطو ارت التكنولوجية ‪.‬‬
‫بروز الحركات الجهادية في أفغانستان ‪:‬‬
‫و على الرغم من تنوع أشكال التعبير عن تنظيمات الحركات اإلسالمية و رغم تنوع‬
‫مواقفها في المجال السياسي و تنوع قاعدتها اإلجتماعية و دوافعها و أساليب عملها‬
‫إال أنها تشترك كاف ًة في أنها تطلق على نفسها وصف " الجماعات الجهادية " وأنها‬
‫تدعو للوصول إلى الدولة اإلسالمية التي تكون " الشريعة اإلسالمية " هي دستورها‬
‫األساسي و مصدر تشريعاتها و قوانينها ‪ ،‬و أنها تنظم نفسها من أجل تحقيق هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الهدف‬
‫و قد لعبت االنقسامات األثنية دو اًر في عدم االستقرار في أفغانستان ‪ ،‬كذلك فإن‬
‫هذه االنقسامات منذ البداية كانت هي السبب في ظهور الجماعات الجهادية ‪ ،‬و في‬
‫ظل هذه الفوضى ظهرت حركة طالبان التي انتشرت بشكل كبير في مناطق‬

‫‪ ))1‬هففاجر‪ ،‬تيمفف لففكاد لايففا ‪ ،‬الالطففات اال مففي لتنظففيم الدولففة االسفف مية لففي العففراق و‬
‫الشفففام‪ :‬تحليفففل مجفففموع مالفففة دابفففق االلقترونيفففة ‪ ،‬رسفففالة ماجيسفففتير ‪( ،‬كليفففة االقتصفففاد و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ، )2019،‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )2‬نوران ‪ ،‬محمد عمر ‪ ، 2013 ،‬السياسة الخارجية للحركات اإلسالمية ‪ :‬دراسة حالة جماعة‬
‫اإلخوان المسلمين في مصر ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ( ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة ) ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪10‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫الجنوب الغربي و استطاعت أن تجذب المتطوعين و تحصل على السالح و‬


‫(‪)1‬‬
‫تسيطر على كابول ‪.‬‬
‫بناء على ما سبق يمكن الحديث عن نقطتين أساسيتين ‪:‬‬
‫و ً‬
‫أوالً ‪ :‬االنقسامات العرقية و األثنية في أفغانستان بإعتبارها السبب في نشأة‬
‫الجماعات الجهادية ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬أهم الجماعات الجهادية في أفغانستان و األهداف و القيادات و الهيكل‬
‫التنظيمي ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬االنقسامات العرقية و األثنية في أفغانستان باعتبارها المرجعية لنشأة‬
‫الحركات الجهادية‬
‫تعرف الجماعات األثنية على أنها قطاع عريض من المجتمع يربطهم لغة و قومية‬
‫و ثقافة واحدة ‪ ،‬و تلك األقليات لها حقوق متعددة ‪ :‬حقوق دينية و ثقافية و قومية و‬
‫أثنية ‪ ،‬و هم عدد أقل من باقي الشعب و من وجهة نظرهم ال ُبد من إبقاء و تطوير‬
‫هوية خاصة بهم ‪.‬‬
‫و تتعدد الجماعات العرقية و األثنية في أفغانستان فهناك ‪ :‬الباشتون و الطاجيك و‬
‫الح از ار و األوزبك و األيمك و التركمان و البالوش ‪ ،‬و يعتبر الباشتون مكونين من‬
‫السنة و الغزاليين و الدورانيين و الصرب و‬ ‫خمس جماعات رئيسية ‪ :‬المسلمين ُ‬
‫الكوشيين ‪ ،‬كما أن الباشتون هم الفصائل األكثر تأثي اًر في أفغانستان ‪ ،‬و كانوا‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Freidman Norman, 2007 " The Fifty Year War: Conflict and Strategy in the‬‬
‫‪Cold War", (The United States, MD: Naval Press), p 20.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪11‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫يشغلوا وظيفة الرعي التقليدية إلى جانب الزراعة لتزويد أنفسهم بمتطلبات الحياة من‬
‫(‪)1‬‬
‫مأكل و مشرب ‪.‬‬
‫‪ -1‬الباشتون ‪:‬‬

‫يرتكز البناء االجتماعي للباشتون على عادات و سلوكيات متعددة مثل ‪ :‬حماية‬
‫حقوق اإلناث و حسن الضيافة و حماية الضيوف و الدفاع عن الممتلكات و شرف‬
‫العائلة ‪ ،‬و على الرغم من أن الباشتون هم الحكام السياسيون ألفغانستان في‬
‫الماضي و أنهم منغمسين في حكم الدولة إال أنهم لم يشكلوا جماعة سياسية موحدة‬
‫‪ ،‬كما يوجد حوالي ‪ 14‬مليون من الباشتون على الحدود الباكستانية و على حدود‬
‫المحافظات األفغانية ‪ ،‬و يشكل الكوشيون األثنية األكبر داخل الباشتون و يتركزون‬
‫في شمال غرب أفغانستان ‪ ،‬إلى جانب سكان أفغانستان من األوزبك و الطاجيك ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و تعتبر حركة طالبان مؤيدة من الباشتون ‪.‬‬
‫و بدأت تظهر الصراعات و االنقسامات بين الجماعات األثنية التي أدت إلى مقتل‬
‫العديد من المواطنين ‪ ،‬و تم تسجيل أعلى درجات العنف بين الح از ار و الكوشيين في‬
‫أفغانستان ‪ ،‬حيث كان الكوشيون من أفقر الجماعات داخل الدولة ‪ ،‬و شكل الح از ار‬
‫(‪)3‬‬
‫جماعة أثنية و تم استهدافهم بواسطة المجاهدين من الكوشيين في عام ‪. 1990‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Philpot Daniel, 2001," Revolutions in Sovereignty, How Ideas‬‬


‫‪shaped Modern international Relations ", (The United Kingdom,‬‬
‫‪Princeton University Press), p 71.‬‬
‫‪(2) Ibid, p 72.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Noam Chomosky ,2007, " Interventions in The Afghan Society" ,‬‬ ‫(‬
‫‪The United States , H.W.Wilson ) , vol 3 , No 22 , p 59 .‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪12‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -‬الطاجيك ‪:‬‬
‫تعتبر الطاجيك هي الجماعة األثنية الثانية في أفغانستان بعد الباشتون ‪ ،‬و ينتمي‬
‫العديد من الحكام إلى األصل األثني الطاجيكي ‪ ،‬و بالذات تحت حكم " حبيب هللا‬
‫خان " في عام ‪ ، 1929‬و منذ عام ‪ 1992‬حتى عام ‪ 1996‬تحت حكم الرئيس‬
‫(‪)1‬‬
‫رباني ‪.‬‬
‫كانت الميلشيات و المجتمعات الطاجيكية مستهدفة من حركة طالبان ‪ ،‬و وجهت‬
‫طالبان عدة هجمات ضد الطاجيك في مزار شريف في عام ‪ 1998‬التي تركز فيها‬
‫حيث تعاونوا مع‬
‫ما ُيقدر ‪ 2000‬ضحية ‪ .‬و من ُذ عام ‪ 2001‬تغير وضع الطاجيك ُ‬
‫ائتالف القوات األمريكية ضد طالبان ‪.‬‬

‫‪ -‬الح از ار ‪:‬‬
‫يسكن معظم الح از ار في جبال حزار في المحافظات المركزية ألفغانستان ‪ ،‬و هي‬
‫من أكبر الجماعات األثنية في أفغانستان ‪ ،‬فتمثل حوالي ‪ %76‬من إجمالي السكان‬
‫‪ ،‬و في أواخر القرن التاسع عشر أقام الحز ا‬
‫ار في غرب تركمستان ‪ ،‬و أصبحوا‬
‫الحز ار في عام‬
‫ا‬ ‫يشكلوا ‪ % 91‬من سكان أفغانستان ‪ ،‬و تم قتل أكثر من نصف‬
‫ار من المسلمين‬
‫‪ 1983‬تحت حكم أمير عبد الرحمن خان ‪ ،‬و تقريباً كل الحز ا‬
‫ار ‪ ،‬و قد قاموا بالعديد من‬
‫الشيعة ‪ ،‬و تقل االختالفات الدينية داخل جماعة الحز ا‬
‫اإلصالحات االقتصادية في أفغانستان ‪.‬‬
‫ار باألقليات‬
‫و نتيجة للتهميش السياسي و االجتماعي و االقتصادي ‪ ،‬التحق الحز ا‬
‫الشيعية بين عامي ‪ 1960‬و ‪ ، 1970‬و لعبوا دور هام في الحرب األهلية األفغانية‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Ibid, p 60.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪13‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫في منتصف ثمانينات القرن الماضي و ظلوا كجماعات معارضة ‪ ،‬و تربطهم‬
‫(‪)1‬‬
‫صالت مع إيران ‪ ،‬و شكلت معارضة الح از ار حزب سياسي لها ‪.‬‬
‫األيمك ‪:‬‬
‫يمثل األيمك ‪ %4‬من إجمالي سكان أفغانستان ‪ ،‬و يعيشوا في الشمال الغربي‬
‫ألفغانستان ‪ ،‬و يمكن إرجاع أسالفهم إلى جماعة من القبائل التي انتشرت عبر‬
‫أفغانستان ‪ ،‬و هم جماعات فرعية من الشعب التركي من الرحل و يسعوا إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫الوصول إلى حق تقرير المصير و ممارسة النشاط السياسي ‪.‬‬
‫البالوش ‪:‬‬
‫يبلغ عددهم ‪ 500‬ألف من الشعب األفغاني وفقاً لتقديرات عام ‪ ، 2008‬و‬
‫يتواجدون في محافظات هلمند و فرياب و في جنوب غرب أفغانستان و غرب‬
‫أفغانستان و توجد بينهم صراعات داخلية و لديهم هوية أثنية و يعملون بالزراعة و‬
‫رعاية الحيوانات ‪ ،‬و حاربوا ضد الحكم المركزي في أفغانستان في عام ‪. 1973‬‬
‫األوزبك و التركمان ‪:‬‬
‫قدم األوزبك و التركمان إلى أفغانستان في أواخر القرن التاسع عشر ‪ ،‬و يشكلون‬
‫‪ % 12‬من سكان أفغانستان و دول آسيا الوسطى التي تقع في شمال أفغانستان ‪،‬‬
‫و يتحدثون اللغة التركية و هم على صلة بشعب إيران ‪ ،‬و مصدر دخلهم هو تجارة‬

‫)‪(1‬‬ ‫" ‪Erin Foster ," Afghanistan Ethnic Groups : ABrief Investigation‬‬
‫‪, Accessed at 7 – 9 2017 : www.cimic web.org‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Ibid, p 2.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪14‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫الفواكه و النشاط السائد هو الزراعة و بيع السجاد و المنسوجات و العديد من‬


‫(‪)1‬‬
‫الحرف المتنوعة ‪ ،‬و منهم العديد من رجال األعمال الناجحين ‪.‬‬
‫كما أن األوزبك و التركمان ليس لهم أي تأثير سياسي كغيرهم من الجماعات األثنية‬
‫‪ ،‬و لكن مؤخ اًر شارك األوزبك و التركمان في السلطة و صنع القرار في الحكومة‬
‫المركزية ‪ ،‬و تم تسمية المناطق التي يقطنوها بالفيدرالية ‪ ،‬كما أن لهم حكم ذاتي في‬
‫(‪)2‬‬
‫المحافظات الشمالية ‪ ،‬و تصارعوا مع الباشتون و الطاجيك ‪.‬‬
‫و قد توزعت نسب هذه الجماعات وفقاً لتقديرات عام ‪ 2010‬بحيث بلغت نسبة‬
‫(‬ ‫الباشتون (‪ ) %42,6‬و الطاجيك ( ‪ )40,89‬و الحز ا‬
‫ار ( ‪ ) 7,68‬و األوزبك‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ) 4,05‬و جماعات أخرى ( ‪. ) 4,68‬‬
‫و قد كان انقسام المجتمع األفغاني سبباً في منع وجود الوحدة القومية للشعب‬
‫األفغاني ‪ ،‬و إعاقة استكمال الهوية األفغانية إضافة إلى االختالفات األثنية داخل‬
‫المجتمع األفغاني ‪ .‬كما أن العامل الديني يضع بصمة في المؤسسات االجتماعية ‪،‬‬
‫و يعيق عملية الوحدة القومية ‪ ،‬و توجد العديد من التناقضات بين الوحدات القبلية‬
‫(‪)4‬‬
‫و القبائل المنفصلة مما أدى إلى انتشار الفوضى في المجتمع ‪.‬‬
‫فالباشتون تعلموا استخدام األسلحة و فكرة اإلنتصار أمام العدو ‪ ،‬مما جعلهم يجيدوا‬
‫استخدام األسلحة ‪ ،‬و فكرة الموت أثناء الحروب هي فكرة محببة إليهم و نربى‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Omar Farouk Zain, 2006 ," Afghanistan from Conflict to Conflict‬‬
‫‪", Pakistan Horizon, International Foreign Affairs, vol59, No 1, p‬‬
‫‪79.‬‬
‫‪(2) Ibid, p 80.‬‬
‫‪(3) Abdulbasit, 2015 "Future of Afghan Taliban under Mullah Akhtar‬‬

‫‪Mansour ", International Foreign Affairs, Iranian Studies, Political‬‬


‫‪Violence and Terrorism Research, vol12, p .8‬‬
‫‪(4) Ibid, p 10.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪15‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫الصبيان و البنات على الرغبة في المشاركة في المعارك و اتصفوا بالشجاعة ‪ ،‬و‬


‫في تربية األطفال لم تكن هناك تفرقة بين تربية اإلناث و الذكور ‪ ،‬بالتالي أصبحت‬
‫العدوانية طابع مترسخ داخل قبائل الباشتون ‪.‬‬
‫و كان هذا النمط الثقافي للباشتون سبباً في توجهاتهم الصراعية و بالذات تجاه‬
‫حيث قامت بين الباشتون و الطاجيك العديد من المعارك و بالذات في‬ ‫الطاجيك ُ‬
‫جبل سليمان ‪ ،‬أما الطاجيك فقد عملوا بالزراعة و أثرت وظيفتهم على شخصيتهم‬
‫فكانوا أكثر ميالً للسالم ‪ .‬و أهم ما ميز ثقافة النوماديين هو حب الحرية ‪ ،‬من‬
‫ضمن العوامل التي ساهمت في عدم استقرار أفغانستان و أعاقت تحقيق الوحدة‬
‫القومية هي سياسة التمييز بين أفراد المجتمع أفغاني التي اتعبها القادة الباشتون‬
‫(‪)1‬‬
‫تجاه األقليات األثنية ‪.‬‬
‫حيث أنه عندما وقعت كابول في يد طالبان فإن الفصائل غير الباشتونية كانت‬
‫ُ‬
‫مجبرة ألن تعين بخططها و أن تتركز في الشمال ‪ ،‬و بعد الغزو األمريكي‬
‫ألفغانستان فإن المجموعات العرقية الغير باشتونية أصبحت تمثل تهديد للسيطرة‬
‫(‪)2‬‬
‫الباشتونية الممتدة عبر قرون ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬أهم الجماعات الجهادية في أفغانستان‬
‫بناء على خلفية أثنية كما سبق الذكر و‬
‫نشأت الحركات الجهادية في أفغانستان ً‬
‫يمكن القول بأن أغلبية الجماعات الجهادية تقوم بعمليات لها خصائص معينة كما‬
‫أنها تهدف إلى تحقيق أهداف معينة و يمكن توضيح تلك النقاط كالتالي ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Boaz Ganor ,Global Alert ," The Rationality of Modern Islamist‬‬
‫‪Terrorism and The Change to Liberal Democratic World " ,‬‬
‫‪International Affairs , Counter Terrorist Trends and Analysis , vol‬‬
‫‪5 , No 4 , 2015 , p 5 .‬‬
‫‪(2) Ibid, p 6.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪16‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫أهم الخصائص التي تتسم بها الجماعات الجهادية ‪:‬‬


‫‪ -‬إرباك لألوضاع‬
‫حيث أن الهدف األساسي للعملية وفقاً لذلك هو إحداث الفوضى و الخوف و الفزع‬
‫ُ‬
‫و ضرب السلم اإلجتماعي ‪ ،‬و إحداث حاالت الفراغ األمني و السياسي و التشكيك‬
‫في سالمة المنظومات األمنية و االستراتيجيات الدفاعية و الوقائية الخاصة‬
‫(‪)1‬‬
‫بالتصدي للجماعات الجهادية ‪.‬‬
‫‪ -‬االستعراض‬
‫حيث تهدف هذه العمليات إلى إظهار منفذيها بمظهر القوة و الشجاعة النادرة ‪ ،‬و‬
‫ُ‬
‫امتالكهم القدرة على تنفيذ عملياتهم في كل زمان و مكان ‪ ،‬و تحدي المنظومات‬
‫(‪)2‬‬
‫االستخباراتية ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية مفاجئة و مباغتة‬
‫و هذا أمر طبيعي ألن الجماعات الجهادية تنشط في السرية ‪ ،‬و ترتب شئونها في‬
‫كتمان ‪ ،‬و كذلك ألنها تمتلك مصادر للمعلومة حول التحركات األمنية و خصائص‬
‫(‪)3‬‬
‫المحيط الجغرافي و السكاني ‪.‬‬
‫عملية ذات ُبعد رمزي تخفي أهداف بعيدة المدى‬
‫إذ تحرص الجماعات اإلرهابية على إعطاء ُبعد رمزي لعملياتها يستبطن أهداف غير‬
‫تلك التي تخلفها العمليات من ضحايا و خسائر مادية و بشرية ‪ ،‬و تُجمع الدراسات‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Hashmi Taj," Global Jihad and America: The hundred-year war‬‬
‫‪beyond Irak and Afghanistan ",‬‬
‫‪(2) Pakistan, Accessed at 1-5- 2014:www.mandoumah.org‬‬
‫‪(3) Ibid, p 56.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪17‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫التحليلية للظاهرة اإلرهابية على أنها ظاهرة قائمة على استراتيجيات مدروسة‬
‫(‪)1‬‬
‫باستطاعتها توجيه أكثر من رسالة رمزية من خالل عملية ينفذها انتحاري واحد ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية تستهدف العقول و المعنويات‬
‫تستهدف العمليات في جوهرها معنويات السياسيين و األمنيين لكسر إرادتهم و تثبيط‬
‫عزائمهم و إدخال الشك في خططهم و برامجهم ‪ ،‬و تستهدف معنويات المواطنين و‬
‫عقولهم إما لتخويفهم و ثنيهم عن دعم السلطات األمنية والسياسية ‪ ،‬أو للتأثير فيهم‬
‫(‪)2‬‬
‫و استقطابهم ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية مدروسة و ليست عشوائية‬
‫قد تعطي العمليات الجهادية انطباعاً بأنها عشوائية و خاص ًة فيما يتعلق بإختيار‬
‫الزمان و المكان و األطراف المستهدفة ‪ ،‬و الحقيقة أنها عكس ذلك تماماً فهي‬
‫مدروسة جيداً ‪ ،‬و خاضعة لخطط و استراتيجية حربية و قتالية و إعالمية ‪ ،‬و كل‬
‫جماعة إرهابية لها قائمة باألهداف المادية و البشرية و لها ترتيبات لالستهداف و‬
‫أزمنة للتنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية مثيرة و ذات جاذبية‬
‫تتميز العمليات بقدر كبير من اإلثارة و الجاذبية ‪ ،‬و هذا ما يفسر اندفاع وسائل‬
‫اإلعالم لتغطيتها ‪ ،‬و اندفاع مختلف الشرائح اإلجتماعية لمتابعتها باعتبارها تمثل‬
‫(‪)3‬‬
‫قمة اإلثارة بما تحمله من مفاجأة و مغامرة و تشويق و ترقب ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أما أهداف الجماعات الجهادية بشكل عام فتتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫(‪Duglas Rugar ," Law , Liberity and The Pursuit of Terrorism" ,‬‬
‫‪The United States , University of Mechigan Press , 2014) , p 88 .‬‬
‫‪(2) Ibid, P 89.‬‬

‫(‪ )3‬الحداد ‪ ،‬خالد ‪ ،‬في العالقة بين اإلعلم و اإلرهاب ‪ :‬مفاهيم عامة وتساؤالت حول الحالة‬
‫التونسية ‪ ( ،‬تونس ‪ ،‬المجلة التونسية للعلوم االجتماعية ‪ ،‬عدد ‪ ، ) 2018 ، 144‬ص ‪70‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪18‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -‬إحداث الرعب و الفوضى و إشاعة حالة من الذعر و عدم اإلستقرار و إيجاد‬


‫حالة من االضطراب و انعدام اإلحساس باألمن ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلثارة اإلعالمية و جلب األنظار بهدف االستقطاب و االنتشار و إظهار عجز‬
‫األجهزة األمنية على المواجهة ‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار ارتباك السياسات األمنية و فشلها في إيقاف العمليات اإلرهابية ‪ ،‬و نشر‬
‫اليأس و اإلحباط في صفوف وحدات األمن و الجيش المكلفة بمحاربة‬
‫الجماعات الجهادية ‪.‬‬
‫‪ -‬دفع الدولة بأن تكن بمظهر الدولة األمنية البوليسية القامعة للحريات ‪:‬‬
‫و ذلك من خالل إرغامها على تبني تدابير أمنية متشددة و اتخاذ إجراءات من‬
‫شأنها ‪ ،‬تقيد حركة الناس و حرياتهم ‪ ،‬ثم استغالل ذلك كله و توظيفه لصالح‬
‫الجهاديين عبر محاولة كسب تعاطف المواطنين و دفعهم باتجاه عدم التعاون مع‬
‫الوحدات األمنية و التشكيك فيما تقدمه من روايات رسمية حول األحداث و‬
‫الجماعات الجهادية ‪.‬‬
‫و قد تبنت الجماعات الجهادية في أفغانستان العديد من األهداف و اتسمت‬
‫عملياتها بالصفات المذكورة كما سيأتي الذكر من خالل التفصيل بشأن أهم‬
‫الجماعات الجهادية في أفغانستان و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حركة طالبان‬
‫في إطار حركة طالبان يتم الحديث عن نشأتها و قياداتها و هيكلها التنظيمي و‬
‫أهدافها و أيديولوجيتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪19‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫أ‪ -‬نشأة حركة طالبان‬


‫قد يكون من الضروري العودة قليالً إلى الوراء لفهم ما كان يحدث على الساحة‬
‫األفغانية قبل أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،‬و تحديداً إلى فترة الغزو السوفيتي ألفغانستان‬
‫عام ‪1979‬م ‪ ،‬ذلك الغزو الذي كان سبباً مباش اًر في ظهور ما ُعرف بمجموعات‬
‫المجاهدين ‪ ،‬و خالل تلك الفترة تشكلت العديد من األحزاب و التنظيمات الجهادية‬
‫التي قادت حركة المقاومة ( قدرت بنحو ‪ 80‬جماعة ) ‪ ،‬و اتخذت تلك األحزاب و‬
‫(‪)1‬‬
‫الجماعات من منطقة بيشاور الباكستانية نقطة تمركز و انطالق لعملياتها ‪.‬‬
‫و قد تم دمج الجماعات الجهادية في سبع مجموعات سنية رئيسية عام ‪1982‬م هي‬
‫‪ :‬الحزب اإلسالمي بزعامة قلب الدين حكيمتار ‪ -‬و كان أقواها و أكثرها تنظيماً‪، -‬‬
‫و الجمعية اإلسالمية بزعامة برهان الدين رباني ‪ ،‬واالتحاد اإلسالمي بزعامة " عبد‬
‫الرسول سياف " ‪ ،‬و الجبهة اإلسالمية الوطنية بزعامة " أحمد جيالني " ‪ ،‬و جبهة‬
‫التحرير الوطني بزعامة " صبغة هللا مجددي " ‪ ،‬و حركة الثورة اإلسالمية بزعامة "‬
‫محمد نبي محمدي " ‪ ،‬و جبهة الحزب اإلسالمي التي شكلها " يونس خالص " بعد‬
‫(‪)2‬‬
‫انشقاقه عن الحزب اإلسالمي بقيادة " حكيمتار " ‪.‬‬
‫كذلك وجدت تنظيمات سياسية شيعية في أفغانستان ‪ -‬و هي ضمن التنظيمات‬
‫السياسية ذات التوجه اإلسالمي‪ -‬و تتمثل في ‪ :‬جماعة النصر ألفغانستان ‪،‬‬
‫الحركة اإلسالمية ألفغانستان ‪ ،‬حزب الرعد اإلسالمي ألفغانستان ‪ ،‬منظمة القوة‬

‫(‪ )1‬لتوح ‪ ،‬تبو دها صادق هيقل ‪ ،‬انعقاسات السلوك الدولي لي ماال مقالاة االرهات ل مادت‬
‫السيادة الوطنية دراسة حالة ‪ :‬الحرت ل تلنانستاع و العراق ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية‬
‫االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ، ) 2010،‬ص ‪. 210‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪20‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫اإلسالمية ألفغانستان ‪ ،‬حزب هللا األفغاني ‪ ،‬مجلس االئتالف اإلسالمي ألفغانستان‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬حزب الوحدة اإلسالمية ألفغانستان ‪.‬‬

‫و بعد انتهاء الحرب و انسحاب االتحاد السوفيتي من أفغانستان ‪ ،‬تسلم الحزب‬


‫الديمقراطي الشعبي برئاسة " نجيب هللا " السلطة في أفغانستان ‪ ،‬و استطاع هذا‬
‫النظام االستم ارر في الحكم لفترة تزيد عن عامين ‪ ،‬حتى سقط عام ‪ 1992‬م تحت‬
‫" كابول " حيث دخلت هذه‬ ‫وطأة فصائل المجاهدين الذين دخلوا العاصمة‬
‫الفصائل في حرب أهلية طاحنة من أجل السيطرة على الحكم و السلطة ‪ ،‬و نشبت‬
‫" قلب الدين حكيمتار " و " برهان الدين رباني "‬ ‫هذه الحرب في األساس بين‬
‫زعيم حزب الجمعية األفغانية ‪ ،‬و امتدت حتى ظهور حركة " طالبان" و بدء‬
‫(‪)2‬‬
‫سيطرتها على األوضاع في أفغانستان عام ‪1996‬م ‪.‬‬
‫ينتمي معظم مجاهدي حركة " طالبان " إلى األصل البشتوني ‪ ،‬و تعتبر الحركة‬
‫من القبائل البشتون المتاخمة لباكستان ‪ ،‬و التي كانت تحكم أفغانستان تاريخياً و‬
‫عملياً و من ثم فقد وجدت قبوالً في إسالم آباد ‪ ،‬لذلك قامت القبائل البشتونية‬
‫بمساعدة " طالبان " ‪ ،‬بعكس الطاجيك الذين يتمركزون في شمال أفغانستان و لم‬
‫يكونوا يوماً محل ثقة لباكستان و ظهر ذلك في ُمقاتلي طالبان الذين شاركوا في‬
‫المتنوعة ‪ .‬و إلى جانب‬ ‫يث أظهروا الخلفية األثنية و القومية ُ‬
‫عملية " قندوز " ح ُ‬
‫الباشتون ضمت صفوف طالبان عدد من الباكستانيين واألوزباكستانيين والشيشانيين‬
‫(‪)3‬‬
‫والتُرك والطاجاكستانيين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬صفي هللا ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬


‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫(‪ )3‬جاد ‪ ،‬الكريم المطاوعي ‪ ،‬أفغانستان ‪ "..‬الهوية الدينية و العرقية " ‪ ، 2015 ،‬متاح على‬
‫الرابط التالي ‪https:llwww.islamweb.net>article:‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪21‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫و من الجدير بالذكر أن " قلب الدين حكيمتار" ‪ -‬مؤسس الحزب اإلسالمي‬


‫ألفغانستان و رئيس الوزراء السابق في حكومة الرئيس رباني ‪ -‬اجتمع مع مجموعة‬
‫من طالب الكليات المختلفة ‪ -‬الذين كانوا يدرسوا في جامعة كابول و يهتموا‬
‫بالقضايا اإلسالمية ‪ -‬بإحدى كليات جامعة كابول ‪ ،‬و قرروا النضال ضد األفكار‬
‫الشيوعية المنتشرة داخل الجامعة ‪ ،‬و من ثم تم تشكيل الحركة اإلسالمية ‪ ،‬و كان "‬
‫حكيمتار" يندد بأسماء الشخصيات الحكومية في المظاهرات ‪ ،‬لكن الحركة‬
‫اإلسالمية كانت تسعى إلى عدم معارضة الحكومة ‪ ،‬لذلك طلبت الحركة منه‬
‫االبتعاد عن التطرف في معارضة الحكومة أثناء المظاهرات ‪ ،‬و دفعه ذلك للتعاون‬
‫"‬ ‫مع حركة طالبان المعارضة للحكومة األفغانية ‪ .‬و ذلك بعدما انشق عن‬
‫(‪)1‬‬
‫رباني " و نشبت بينهما الحرب األهلية ‪.‬‬
‫و تعود نشأة حركة طالبان إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي عندما تم تطويع‬
‫السلطان " أمير " و هو أحد ضباط‬ ‫بهم ُ‬‫المتشددين الذين در ُ‬
‫المجندين ُ‬
‫ُمعظم ُ‬
‫اإلستخبارات الباكستانية فلقنهم فنون حمل السالح و التنظيم و التسُلل في إحدى‬
‫المقاتلين الذين دربهم آنذاك‬
‫المعسكرات التابعة لمدينة " بشاور " بحيث أصبح بعض ُ‬
‫ُ‬
‫نواة حركة طالبان إضافة إلى تدفق ماليين الدوالرات التي أرسلتها وكالة‬
‫المقاومة للسوفيت بهدف التسليح‬
‫اإلستخبارات المركزية األمريكية إلى حركة طالبان ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫والتدريب‪.‬‬
‫و كان أول ظهور لحركة " طالبان " عام ‪1994‬م ‪ ،‬عندما شاع خبر اختطاف و‬
‫اغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة ألحد األحزاب األفغانية المتناحرة‬

‫(‪ )1‬صهللاي ‪،‬ابراهيم ‪ ،‬مرجع ساق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Norma Dixon, " Afghanistan: Taliban made by US ", (The United‬‬
‫‪States, Washington Post, 2010).‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪22‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫في قرية قرب مدينة " قندهار" ‪ ،‬و نما إلى " المال عمر " خبر اختطاف الفتاتين‬
‫فألف قوة من ‪ 30‬رجل و سعى لتخليص الفتاتين و نجح في ذلك ‪ ،‬كما قام بتعليق‬
‫قائد عملية الخطف واالغتصاب على المشنقة ‪ ،‬و منذ هذا التاريخ نظم طالبان (‬
‫جمع طالب في لغة البشتون ) أنفسهم في إطار قوة عسكرية في قندهار ‪ -‬ثاني‬
‫أكبر المدن األفغانية ‪ -‬و بدءوا في العمل على تنمية مهاراتهم الحربية و تحصين‬
‫مواقعهم ‪ ،‬كما اكتسبت الحركة شعبية بين القرويين الذين كانوا في أمس حاجة إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫تلك األفعال البطولية ‪.‬‬
‫و لم يمض وقت طويل حتى تمكنت حركة " طالبان" من فرض سيطرتها على‬
‫غالبية األراضي األفغانية ‪ ،‬فسرعان ما سيطرت على والية قندهار على الحدود مع‬
‫باكستان ‪ ،‬كما احتفلت " إسالم آباد " بسقوط مدينة قندهار ‪ ،‬ثم تمكنت في بداية‬
‫عام ‪1995‬م من إحكام سيطرتها على مناطق نفوذ " حكيمتار " جنوب كابول ‪ ،‬كما‬
‫سيطرت على مناطق نفوذ حزب الوحدة الشيعي غرب كابل ‪ ،‬و قتلت زعيم الحزب "‬
‫عبد العلي مزاري " ثم ألحقت الهزيمة بقوات حكومة الرئيس " رباني " التي فقدت‬
‫(‪)2‬‬
‫مدينة هيرات لصالح طالبان في العام نفسه ‪.‬‬
‫و في عام ‪1996‬م نجحت الحكومة في فرض سيطرتها على العاصمة كابول بعد‬
‫أن انسحبت منها قوات أحمد شاه مسعود و اتجهت نحو الشمال ‪ ،‬ثم أعلنت تشكيل‬
‫لجنة بقيادة المال رباني تشرف على سير الحكم في العاصمة ‪ ،‬كما قامت بإعدام‬
‫الرئيس الشيوعي السابق " نجيب هللا " ‪ ،‬و في عام ‪1998‬م سقطت مدينة " م ازر‬
‫الشريف " في يد الحركة ‪ ،‬و قبل نهاية ذلك العام كانت الحركة تسيطر على ‪22‬‬

‫(‪ )1‬صفي الدين إبراهيم مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪. 213‬‬


‫(‪ )2‬صالح ‪ ،‬عبود العامري ‪ ،‬تاريخ أفغانستان و تطورها السياسي ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي‬
‫للنشر و التوزيع ‪، ، ) 2012 ،‬ص ‪. 178‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪23‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫مقاطعة من أصل ‪ ، 31‬أما باقي األراضي األخرى فقد كان يسيطر عليها تحالف‬
‫الشمال المعروف بأسم " شورى نزار " ‪ ،‬الذي كان يتكون من ثالث ميلشيات عرقية‬
‫و هي ‪ :‬الطاجيك و األوزبك و حزب الوحدة بقيادة " كريم خليلي " الذي سيطر‬
‫على مقاطعة " باميان " قبل أن تدخلها قوات " طالبان " في الربع األخير من عام‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1998‬م ‪.‬‬
‫و مع بداية عام ‪2001‬م كانت الحركة قد وسعت من نطاق سيطرتها لتشمل نحو‬
‫‪ % 90‬من األراضي األفغانية بعد نجاحها في السيطرة على مزيد من المقاطعات‬
‫الشمالية ‪.‬‬
‫حيث كان المال عمر يدرس العلوم الدينية في إحدى مدارسها‪ .‬تحرك المال عمر من‬ ‫ُ‬
‫أجل إنقاذ الناس من الفوضى ‪ ،‬ونشط بين المدارس الدينية ُمتحدثاً إلى بقية الطالب‬
‫الذين تجاوب بعضهم معه ‪ ،‬و بمساعدة من بعض تجار المنطقة ‪ ،‬اشترت‬
‫المجموعات األولى أسلحة ‪ ،‬و بدأت تطهير المناطق الجنوبية من زعماء الحرب‬
‫المحليين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬األهداف‬
‫كان غياب نصوص و منشورات مطبوعة رسمية للحركة في بداية نشأتها عائقاً‬
‫حقيقياً أمام فهم أهدافها ال ُمعلنة ‪ ،‬وقد اعتمد ُمعظم الباحثين على تصريحات قادة‬
‫الحركة في رصد وفهم نشأة طالبان وقراءة أهدافها ‪.‬‬
‫‪ -‬و قد جاءت تصريحات خليفة المال عمر " المال محمد منصور لتوضيح بعض‬
‫أهداف حركة طالبان إذ تحدث عن أن الجهاد هو أهم أهداف الجماعة حتى تحقق‬
‫النظام اإلسالمي كما أشار إلى الجمع بين الناس بهدف أخذ البيعة منهم ‪:‬‬

‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 179‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪24‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫وبالتتبع لروايات قادة الحركة من ُذ نشأتها نجد أن أهداف الحركة تطورت من المحلية‬
‫ُ‬
‫إلى اإلقليمية و حتى الدولية ‪ ،‬و من أهداف بسيطة وواضحة إلى أسباب كبيرة و‬
‫ُمعقدة و متشابكة ‪.‬‬
‫المعلن للحركة في بداية نشأتها فرض األمن و اإلستقرار و‬
‫فبعد أن كان الهدف ُ‬
‫إزالة نقاط التفتيش و وقف جمع األتاوات و عمليات السلب و النهب التي كان يقوم‬
‫المسلحون ‪ ،‬إال أنه مع تقدم الحركة نحو كابل ‪ ،‬بدا واضحاً أن أهداف الحركة‬
‫بها ُ‬
‫تستهدف بسط سيطرتها على جميع أفغانستان و أنها تخطط إلقامة حكومة إسالمية‬
‫‪ ،‬إستناداً إلى فهمها لإلسالم الحنفي التقليدي الذي درسوه في مدارسهم الديبونية‬
‫(‪)1‬‬
‫الشهيرة ‪.‬‬
‫و يمكن التفرقة بين عدة أهداف للحركة على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬األهداف المحلية ‪:‬‬
‫تصنف حركة طالبان ضمن الفواعل ذات األبعاد األيديولوجية ‪ ،‬و يجمعها االلتزام‬
‫بنشر األفكار المتشدده ‪ ،‬و لنشر األيديولوجية الخاصة بها ‪ ،‬كما لعبت دور مباشر‬
‫في مواجهة الحكومة األفغانية ‪ ،‬و ذلك لتحقيق عدة أهداف محلية هي ‪ :‬إقامة‬
‫حكومة إسالمية على نهج الخالفة الراشدة ‪ ،‬و قلع جذور التعصبات القومية و‬
‫القبلية ‪ ،‬و التركيز على الحجاب الشرعي للمرأه و اإللزام به ‪ ،‬و تكوين هيئات‬
‫لألمر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪ ،‬و جعل اقتصاد الدولة إسالمياً و االهتمام‬

‫)‪(1‬‬‫‪Khalid Hasan, "Pakistan Must Not Harbor Taliban", (The United‬‬


‫‪States, Daily Times, 2006), vol 5, No 29.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪25‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫بالتنمية في جميع المجاالت ‪ ،‬و اختيار منهج إسالمي شامل لجميع المدارس و‬
‫(‪)1‬‬
‫الجامعات ‪ ،‬و إعداد جيش إسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬األهداف اإلقليمية ‪:‬‬
‫تعتبر حركة طالبان فاعل إقليمي حيث تمتلك تنظيم سياسي و عسكري ‪ ،‬و تحاول‬
‫الحصول على أرض لتقيم عليها دولة جديدة ‪ ،‬و تحاول أن تحل محل النظام‬
‫السياسي األفغاني ‪ ،‬و في سبيل تحقيق ذلك فإنها تقيم ائتالفات برجماتية مع‬
‫عناصر مؤيدة لها مثل ‪ :‬باكستان و الواليات المتحدة ‪ ،‬و ذلك لتحقيق أهداف‬
‫إقليمية منها ‪ :‬طلب المساعدات من الدول اإلسالمية ‪ ،‬و تعيين العلماء األتقياء‬
‫(‪)2‬‬
‫ذوي الكفاءة بالمحاكم الشرعية ‪ ،‬و قمع الجرائم األخالقية و مكافحة المخدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬األهداف الدولية ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬حيث ينشط‬ ‫تمثل حركة طالبان إحدى أشكال الفاعلين العنيفين من غير الدول‬
‫هؤالء الفاعلين كنتيجة لضعف الدولة و الذي تزامن مع العولمة التي سمحت بتدفق‬
‫األسلحة خارج دوائر سيطرة الدولة ‪ ،‬و ما ارتبط بذلك من تمكين فاعلين جدد من‬
‫مهربي السالح ‪ ،‬و نمو اقتصاد عالمي محظور ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ماجدة ‪ ،‬علي صالح ‪ ،‬القضية األفغانية و انعكاساتها اإلقليمية والدولية (القاهرة ‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات اآلسيوية ‪ ، ) 1999،‬ص ‪. 108‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫الفاعلون العنيفون هو مصطلح يعنى الحركات أو التنظيمات التي تلجأ إلى استخدام العنف‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادي و النفسي بطريقة جماعية ‪ ،‬من أجل تحقيق غايات معينة وال تنتمي ألجهزة الدولة‬
‫الرسمية ‪ ،‬انظر هناك ‪ :‬حسام نبيل صالح الدين مشرف ‪ ،‬فكر الحركات الدينية المسلحة ‪:‬‬
‫دراسة حالتي داعش و جيش الرب ‪ ( ،‬القاهرة‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪ ،) 2018،‬ص‬
‫‪.29‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪26‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫و قد شهدت حركة الفاعلين العنيفين تحوالً بفضل التحول في البيئة الدولية ‪ ،‬حيث‬
‫أصبح الفاعلون أكثر تنظيماً و تمكيناً بسبب تطور التكتيكات المستخدمة في‬
‫أنشطتهم ‪ ،‬بما في ذلك توظيف وسائل غير قانونية ‪ ،‬و التعامل مع منتجات‬
‫محظورة دولياً مما أدى إلى تنامي أدوارهم على المستوى الدولي ‪ ،‬و من ثم فقد‬
‫استفادت حركة طالبان من ذلك في سعيها لتحقيق عدة أهداف مثل ‪ :‬ايجاد‬
‫العالقات الحسنة السياسية و االقتصادية مع جميع الدول ‪ ،‬توثيق العالقات مع‬
‫جميع الدول و المنظمات اإلسالمية أن يحكم في جميع القضايا السياسية و الدولية‬
‫(‪)1‬‬
‫السنة ‪.‬‬
‫على ضوء منهج أهل الكتاب و ُ‬
‫ج ‪ -‬فكر حركة طالبان‬
‫يبدو تحديد مالمح قاطعة للعقيدة الفكرية لطالبان أمر صعب بسبب حداثة نشأة‬
‫الحركة ‪ ،‬و هناك مالحظات أساسية في هذا اإلطار ‪:‬‬
‫‪ -‬أن الظروف التي أوجدت " طالبان" أملت عليها ردود أفعال فجاءت أفعالها‬
‫الدولية محددة بإصالح جوانب القصور في المجتمع األفغاني ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن عند الحديث عن فكر الحركة ‪ ،‬االعتماد جزئياً على األفكار األساسية‬
‫لحركة جمعية " علماء اإلسالم " بجناحيها البارزين ‪ :‬فضل عبد الرحمن و سميع‬
‫الحق لما كان لهاتين المجموعتين من تأثير على طلبة الشريعة التي تنتمي إليها‬
‫أغلبية الطالبان ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الحركة أبدت مرونه تجاه األحداث ‪ ،‬و أثبتت بالتالي قدرة على التعامل‬
‫الواقعي مع معطيات الوضع القائم ‪ ،‬مما يعني أنه من الصعب التنبؤ باستقرار‬
‫مبادئ الحركة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪27‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫البعد العقيدي من أكثر األبعاد برو اًز وتوجيهاً‬


‫وتأسيساً على المالحظات السابقة يعد ُ‬
‫لحركة " طالبان" ‪ ،‬حيث يتبنى أنصارها خط مرجعي متشدد في تطبيق المذهب‬
‫السني الذي ينتمون إليه ‪ ،‬يؤكدون من خالله إصرارهم على تطبيق أحكام‬ ‫الحنفي ُ‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬و ذلك من أجل إقامة دولة إسالمية حقه في أفغانستان ‪.‬‬
‫و ينتمي المال عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديبونية‪ ،‬وهي إتجاه‬
‫ُسني في المذهب الحنفي و مذهب أبي منصور الماتريدي في االعتقاد و األصول ‪،‬‬
‫و تأسست في مدينة "ديبوند" في الهند و اشتهرت من خالل الجامعة اإلسالمية‬
‫هناك والتي تأسست عام ‪1283‬على يد الشيخين ‪ :‬محمد قاسم النانوتي ‪ ،‬و رشيد‬
‫أحمد الكنكوهي ‪ ،‬و هما من علماء الهند‪ .‬وبعد قيام باكستان انتشرت المدارس‬
‫الديبونية في الكثير من المدن الهندية و الباكستانية ‪ ،‬إضافة إلى دخولها المملكة‬
‫العربية السعودية ‪ ،‬كما ظهرت الطريقة " الديبونية على الساحة األفغانية ‪ ،‬و زاد‬
‫ويشكل الكثير منهم أفراد‬
‫عدد المدارس الديبونية والتحق بها عدد كبير من األفغان ‪ُ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حركة طالبان‪.‬‬
‫و تعتقد الديبونية في " وحدة الوجود " ‪ ،‬و هي فكرة قديمة جداً كانت قائمة بشكل‬
‫جزئي عند اليونانيين القدماء و كذلك في الهندوسية الهندية ‪ ،‬فهي مذهب فلسفي ال‬
‫ديني يقول بأن هللا و الطبيعة حقيقة واحدة ‪ ،‬و أن هللا هو الوجود الحق و يعتبرونه‬
‫صورة هذا العالم المخلوق ‪ ،‬أما مجموعة المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود هللا‬
‫دون أن يكون لها وجود قائم بذاته ‪ ،‬و مازالت أفكار هذا المذهب و آثاره منتشرة بين‬
‫(‪)2‬‬
‫أهل الصوفية في العالم العربي و اإلسالمي ‪.‬‬

‫محمود ‪ ،‬أبو حميدة ‪،‬الوجه الصوفي لطالبان ‪ ، 2015 ،‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.almarjie-paries.com‬‬
‫‪https://www.Islamweb.net:‬‬ ‫(‪ )2‬الندوة العالمية للشباب اإلسالمي ‪ ،‬متاح على الرابط التالي‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪28‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫و انتقلت الفكرة إلى بعض الغالة من متصوفة المسلمين من أبرزهم ‪ :‬محي الدين‬
‫بن عبد هللا العربي و ابن الفائض و ابن سبعين و التلمساني ‪ ،‬ثم انتشرت في‬
‫(‪)1‬‬
‫الغرب األوروبي على يد برونو النصراني و سيبنو از اليهودي ‪.‬‬
‫حيث أنها ال تُفرق بين‬
‫و تعتبر فكرة " وحدة الوجود " مخالفة للمنهج اإلسالمي ُ‬
‫خالق و مخلوق ‪ ،‬و نتيجة لذلك هذا العالم ال يوجد به خير و شر و ال قضاء و‬
‫قدر ‪ ،‬و ال وجود فيه لثواب أو عقاب و ال حساب و ال مسئولية ‪ ،‬بل الجميع مقيم‬
‫في نعيم و الفرق بين الجنة و النار في المرتبة فقط ال في النوع ‪.‬‬
‫و يقول شيخ مشايخ الديبونية " إمداد هللا " المهاجر المكي في كتابه " شمائم إمدادية‬
‫" ‪ :‬القول بوحدة الوجود حق و صواب ‪ ،‬كما أن مذهب المدرسة " الديبونية "‬
‫حيث أنه يعارض التجديد ألن كل‬ ‫ُ‬ ‫ُيصنف ضمن المذاهب الجامدة في التفسير‬
‫تجديد بدعة و يرفض ضم العلوم العصرية إلى العلوم الدينية في مناهج الدراسة ‪ ،‬و‬
‫يهتم بالقضايا الجزئية التي تتصل بالشكليات مثل‪ :‬تحريم قص اللحي و عمل المرأه‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬إال في الضرورة ‪ -‬و التصوير و سماع الموسيقى ‪.‬‬
‫وفي حقيقة األمر كانت الواليات المتحدة تأمل أن تلحق طالبان الهزيمة بالمجاهدين‬
‫‪ ،‬ومن ثم تتمكن هي من السيطرة على األراضى األفغانية كافة ‪ ،‬وإلحاق الهزيمة‬
‫بالفصائل الثورية التي ترتبط بعالقات جيدة مع الجمهورية اإلسالمية اإليرانية ومن‬
‫(‪)3‬‬
‫ثم تقليص النفوذ اإليراني والصيني المتصاعد في المنطقة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬خالدين ‪،‬ضيائي تاج الدين أفغاني ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪29‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫و لهذا السبب أصدر الرئيس األمريكس "جيمي كارتر " ق ار اًر عام ‪1979‬م بتدعيم‬
‫(‪)1‬‬
‫حركة طالبان األفغانية في حربها ضد اإلتحاد السوفيتي ‪.‬‬
‫و رغم الخالفات الفكرية و األيديولوجية بين حركة " طالبان " و الفكر الليب ارلي‬
‫األمريكي إال أنه يمكن القول أن الواليات المتحدة دعمت " حركة طالبان "‬
‫لألهداف التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهداف سياسية ‪:‬‬
‫زيادة االنقسامات داخل المجتمع األفغاني ‪:‬‬
‫حيث أنها من الدول و ثيقة االرتباط‬‫ُ‬ ‫تعاونت الواليات المتحدة مع باكستان‬
‫بأفغانستان ‪ -‬فهي تقع في جنوبها الشرقي ‪ -‬و كثي اًر ما تدخلت في أفغانستان‬
‫لتحقيق أهداف قومية عليا ‪ ،‬و هو ما ظهر من خالل دعمها لفرق الجهاد األفغاني‬
‫في مقاومة االحتالل السوفيتي و قد كان التعاون األمريكي مع باكستان و كذلك مع‬
‫طالبان من أجل التمكن من التعامل مع االنقسامات و الصراعات العرقية و األثنية‬
‫(‪)2‬‬
‫داخل المجتمع األفغاني ‪.‬‬
‫عدم السماح بتشكيل حكومة تضم فرق المجاهدين و تمثل المجتمع األفغاني ‪:‬‬
‫حيث تالقت المصالح األمريكية‬
‫دعمت الواليات المتحدة باكستان و كذلك طالبان ‪ُ ،‬‬
‫و الباكستانية في أفغانستان حول ضرورة نزع سالح المجاهدين ‪ ،‬و مالحقة األفغان‬
‫العرب و الضغط على إيران و تطويق نفوذها في آسيا ‪ ،‬حيث أرادت كالهما إغالق‬
‫ملف األفغان العرب و مالحقتهم خوفاً على االستقرار الداخلي لباكستان و الواليات‬
‫( التنظيمات‬ ‫المتحدة ‪ ،‬و نشأت حركة طالبان من فرق المجاهدين السنه‬

‫(‪ )1‬مراد ‪ ،‬وهاه ‪ ،‬زم األصولية ‪ ،‬رؤية القرع العشري ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬مقتاة مدبولي ‪2014 ،‬م )‬
‫ص ‪. 315‬‬
‫(‪ )2‬ماجدة ‪ ،‬لي صالح ‪ ،‬مرجع ساق ذكره ‪ ،‬ص ‪121‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪30‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫اإلسالمية السنية ) ‪ ،‬و التي كانت ضد توجهات التنظيمات اإلسالمية الشيعية ‪ ،‬و‬
‫(‪)1‬‬
‫من ثم تم تدعيمها من جانب الواليات المتحدة لتقليص الدور اإليراني‪.‬‬
‫وصول حركة " طالبان " إلى السلطة في أفغانستان ‪:‬‬
‫بناء على االعتبارات و األهداف السابقة أضحت باكستان و هي أول دولة تعترف‬
‫و ً‬
‫بحكومة طالبان بعد وصولها و استيالئها على العاصمة " كابول " ‪ ،‬و ال يخفى‬
‫(‪)2‬‬
‫الدعم األمريكي لباكستان من أجل وصول حركة " طالبان " إلى السلطة ‪.‬‬
‫و في الوقت الحالي يتم الترويج ألن نظام حكم طالبان يقوم على أن اإلمارات‬
‫األفغانية تحترم كل القوانين و األعراف الدولية وفقاً إلطار القواعد اإلسالمية و‬
‫مبادئ المصالح القومية األفغانية و تحترم شئون األخرين و ال تتدخل في السياسات‬
‫الداخلية للدول األخرى ‪ ،‬و تعكس تلك السياسات السلوك المعدل لقيادة طالبان و‬
‫إشارة إلى الشعب األفغاني بأن حركة طالبان سوف تؤسس لنظام سياسي و األطر‬
‫الحاكمة و أنها سوف تلتزم بالسياسات المقررة و المرونة السياسية عبر المفاوضات‬
‫(‪)3‬‬
‫مع الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهداف اقتصادية ‪:‬‬
‫تأمين الطرق النتقال الواليات المتحدة إلى األسواق العالمية ‪:‬‬
‫تعتبر منطقة آسيا محور تنافس و تدخالت دولية جوهرها السيطرة على النفط و‬
‫الغاز و أنابيب نقلها إلى األسواق العالمية لذلك دعمت الواليات المتحدة حركة‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 122‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Abdul-Qayem Mohamed, " The United States and the Taliban:‬‬
‫‪Challenges for Effective Negotiations ", Accessed at 29 – 12 – 2019:‬‬
‫‪https://www.jstor.org‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ابراهيم ‪ ،‬السامرائي ‪ ،‬الهللاصائل المسلحة لي العراق و تلنانستاع ‪( ،‬بيروت ‪ ،‬دار الميزاع‬
‫‪ ، ) 2015،‬ص ‪. 100‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪31‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫طالبان في بدايتها من أجل ضمان طريق آمن لضمان الوصول إلى األسواق‬
‫العالمية ‪ ،‬و سعت إلى ربط نفط المنطقة باألسواق العالمية من أجل تطبيق‬
‫(‪)1‬‬
‫استراتيجيتها في تنويع مصادرها و الحفاظ على مستوى منخفض من األسعار ‪.‬‬
‫تأمين الطريق إلنتقال الطاقة من النفط و الغاز من دول آسيا الوسطى عبر‬
‫أفغانستان إلى المياه الدافئة في الجنوب ‪:‬‬
‫أنشأت الواليات المتحدة وحدة خاصة ببحر قزوين داخل و ازرة الدفاع األمريكية ‪ ،‬و‬
‫حيث‬
‫ُ‬ ‫هذا يدل على أهمية مفهوم أمن الطاقة بالنسبة لألمن القومي األمريكي ‪،‬‬
‫أكدت السياسة األمريكية منذ إدارة الرئيس " بيل كلينتون " على أهمية الحصول على‬
‫احتياطيات النفط و الغاز كهدف استراتيجي في السياسة األمريكية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهداف استراتيجية ‪:‬‬
‫إيجاد مصدر إزعاج دائم لالتحاد السوفيتي ‪:‬‬
‫من المعروف أن الواليات المتحدة ساعدت على نشأة الجماعات الجهادية من أجل‬
‫مقاومة االحتالل السوفيتي ألفغانستان ‪ ،‬و عقب انسحاب االتحاد السوفيتي من‬
‫أفغانستان ‪ ،‬أرادت الواليات المتحدة أن تشكل مصدر إزعاج دائم لالتحاد السوفيتي‬
‫(‪)2‬‬
‫يمنعه من العودة مرة أخرى ‪.‬‬
‫التنسيق مع باكستان إلضعاف نفوذ إيران ‪:‬‬
‫في ضوء ما فرضه تفكك االتحاد السوفيتي و ظهور كيانات دولية جديدة على حدود‬
‫إيران الشمالية و الشمالية الشرقية من أوضاع جديدة بالنسبه إليران و دول العالم‬
‫يتمثل في الفراغ االستراتيجي في منطقة القوقاز التي تدخل معها إيران في عالقات‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Ibid , p 92‬‬
‫(‪ )2‬نادية ‪ ،‬لاض ل ااس لجلي ‪ ،‬السياسة الالارجية األمريقية تااه تلنانستاع ‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات اآلسيوية ‪ ،‬دد ‪ ،) 2011، 45‬ص‪. 38‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪32‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫تجارية ‪ ،‬كانت إيران تسعى إلى تحقيق مصالحها االقتصادية بشكل فاق االعتبا ارت‬
‫األيديولوجية ‪ ،‬و عارض المحافظون الجدد في اإلدارة األمريكية التوجهات اإليرانية‬
‫‪ ،‬وتعاونوا مع باكستان ‪ -‬التي عارضت النفوذ اإليراني في المنطقة ‪ -‬لتفعيل الدور‬
‫(‪)1‬‬
‫التركي للتصدي لنموذج اإلسالم السياسي اإليراني ‪.‬‬
‫تغير سياسة الواليات المتحدة تجاه " حركة طالبان " بعد أحداث ‪11‬‬ ‫و قد كان ُ‬
‫سبتمبر من أهم العوامل الخارجية في سقوط الحركة ‪ ،‬ألنه عقب السياسة األمريكية‬
‫تجاه هذه الحركة غيرت بقية الدول سياستها تجاهها إما بضغط من أمريكا أو‬
‫تماشياً معها ومحاولة إلرضائها إذ قامت كل من بريطانيا و باكستان و السعودية و‬
‫اإلما ارت العربية المتحدة بسحب دعمهم لطالبان و مهدوا لسقوطها ألن استراتيجية‬
‫الواليات المتحدة بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ُبنيت على أساس مكافحة اإلرهاب و‬
‫(‪)2‬‬
‫القضاء على حركة طالبان و تنظيم القاعدة ‪.‬‬
‫د‪ -‬مناطق نفوذ حركة طالبان بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر‬
‫بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر قرر المتشددين اللجوء إلى إجراء تكتيكي و هو ترك‬
‫كابول‪ ،‬وأصبح التحالف الشمالي فهو عبارة عن مجموعة من األقليات لها السيطرة‬
‫األكبر على الحكومة ‪ ،‬غير أنه شيئاً فشيئاً بدأت طالبان تستعيد مكانتها مرة أخرى‬
‫و تبني لها قواعد في الجنوب و الجنوب الشرقي من أفغانستان ‪.‬‬

‫ه ‪ -‬القيادة والهيكل التنظيمي‬


‫تتمثل أهم قيادات حركة طالبان في القيادات اآلتية ‪:‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 123‬‬


‫(‪ )2‬ص ح ‪ ،‬اود العامري ‪ ،‬مرجع ساق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 180‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪33‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫المال عمر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫المال عمر شيخ القرية قبل‬
‫ُولد المال عمر في مدينة "ترنكوت" عام ‪1954‬م ‪ ،‬وكان ُ‬
‫اإلنضمام إلى المجاهدين و قتال اإلتحاد السوفيتي ‪ ،‬و كان وقتها طالباً لذلك لم‬
‫يكن لديه ُخطب جماهيرية و ال ُمقابالت صحفية و ليست لديه خبرة سابقة في‬
‫(‪)1‬‬
‫المجال السياسي و التنظيمي‪.‬‬
‫و قد أمضى محمد عمر فترة الجهاد ضد القوات السوفيتية قائداً لمجموعة ُمسلحة‬
‫المال "نيك محمد" التابعة للجمعية اإلسالمية و يتزعمها "برهان الدين‬
‫في جبهة القائد ُ‬
‫رباني" بوالية قندهار‪ ،‬وخرج في الجهاد ضد اإلحتالل السوفييتي من عام ‪-1989‬‬
‫اليمنى ‪ .‬و انتقل من منظمة إلى منظمة حتى إستقر به األمر‬‫‪1992‬م و فقد عينه ُ‬
‫قبل ظهور حركة طالبان في "حركة اإلنقالب اإلسالمي" التي يتزعمها مولوي "محمد‬
‫(‪)2‬‬
‫بني"‪.‬‬
‫المال عمر أن يكمل دراسته في مدرسة غيرة‬
‫و بعد دخول المجاهدين إلى كابل أراد ُ‬
‫بمنطقة سنج سار بوالية " قندهار"‪ ،‬و من هنا بدأ التفكير في ُمحاربة الفساد و‬
‫المنكرات في تلك المنطقة فجمع طالب المدارس الدينية و الحلقات‬
‫القضاء على ُ‬
‫بمساعدة بعض التجار و القادة المدنيين‪.‬‬
‫لهذا الغرض عام ‪1994‬م‪ .‬وبدءوا العمل ُ‬
‫تم تعيين المال عمر أمي اًر رسمياً لحركة طالبان عام ‪1996‬م و لُقب "بأمير‬
‫المؤمنين" و من ُذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أمي اًر شرعياً لها في نظر أتباعها و له‬
‫جميع حقوق الخليفة فال يجوز مخالفة أمره ‪ ،‬وهذا ما أعطاه صبغة دينية‪ ،‬وقد‬
‫حجبوه عن أنظار عامة الناس ُليحافظوا على هيبته بين العامة و ليخفوا جوانب‬
‫ضعفه ‪ ،‬لذلك فهو لم يشارك في اإلجتماعات العامة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪Abdulbasit, Op.Cit, p8.‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Ibid, p 9.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪34‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫حيث‬
‫ُ‬ ‫المال عمر الحاكم الحقيقي ألفغانستان‬
‫و وفقاً للعديد من التحليالت كان ُ‬
‫صدرت جميع الق اررات المهمة بتوقيعه ‪ ،‬و كان يدير أمور حركة طالبان و أمور‬
‫الحكومة في كابل والواليات عن طريق الهاتف الالسلكي من قندهار‪ ،‬و كان يريد‬
‫اإلنتقال إلى كابل بعد إتمام طالبان سيطرتهم على أفغانستان‪ .‬و أُعلن عن وفاته في‬
‫عام ‪. 2013‬‬
‫المال منصور‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫المال منصور في قرية صغيرة قريبة من منطقة مايوان في جنوب والية قندهار‪،‬‬
‫ُولد ُ‬
‫رجل الدين "سامي الحق"‪،‬‬ ‫و تلقى التعليم الديني في مدرسة الحقانية التي كان يديرها ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث نجد أن ُمعظم القادة الدينيين لحركة طالبان تخرجوا في المدرسة الحقانية‪.‬‬
‫ُ‬
‫و قد حارب ضد القوات السوفيتية في أفغانستان لفترة وجيزة و كان ُجزء من حركة‬
‫اإلنقالب اإلسالمية الخاصة "بمحمد نبيل ُمحمدي" و هي واحدة من سبعة حركات‬
‫جهادية مدعومة من باكستان أثناء الجهاد األفغاني عام ‪1982‬م هي ‪ :‬الحزب‬
‫اإلسالمي بزعامة قلب الدين حكيمتار ‪ -‬و كان أقواها و أكثرها تنظيماً ‪ ، -‬و‬
‫الجمعية اإلسالمية بزعامة برهان الدين رباني ‪ ،‬و االتحاد اإلسالمي بزعامة " عبد‬
‫الرسول سياف " ‪ ،‬و الجبهة اإلسالمية الوطنية بزعامة " أحمد جيالني " ‪ ،‬و جبهة‬
‫التحرير الوطني بزعامة " صبغة هللا مجددي " ‪ ،‬و حركة الثورة اإلسالمية بزعامة "‬
‫محمد نبي محمدي " ‪ ،‬و جبهة الحزب اإلسالمي التي شكلها " يونس خالص " بعد‬
‫(‪)2‬‬
‫انشقاقه عن الحزب اإلسالمي بقيادة " حكيمتار " ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Vikash Yadav ," The Myth of the Moderate Taliban" , , International‬‬
‫‪Affairs , Pakistan Horizon, vol 22 ,No 1 , 2006 , p 134 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Ibid , p 135‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪35‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫في عام ‪1995‬م انضم "منصور" إلى حركة طالبان أثناء ُحكم طالبان في أفغانستان‬
‫المال "منصور" دو اًر ملحوظاً في رد‬
‫وعمل كوزير للطيران المدني والسياحة‪ ،‬لعب ُ‬
‫المجتمع الدولي و قوات‬
‫المقاومة ضد الناتو و ُ‬
‫الضربات الموجهة للحركة و إنعاش ُ‬
‫إيساف في أفغانستان‪.‬‬
‫المقربين لل ُمال عمر عام ‪2011‬م ويعطي األوامر بأسمه‪ .‬نمت‬‫أصبح منصور من ُ‬
‫قوة منصور و كان مسئوالً عن إستبدال قادة طالبان المنافسين بأشخاص من تفضيله‬
‫(‪)1‬‬
‫المال "قيوم زكير" قائد الجيش السابق في عام ‪2014‬م )‪.‬‬
‫( إقالة ُ‬
‫التأكد‬
‫المال ُمختار منصور قائداً لحركة طالبان األفغانية عام ‪2015‬م بعد ُ‬
‫تم تعيين ُ‬
‫المال ُعمر عام ‪2013‬م ‪ ،‬و بعد تعيينه قائداً لحركة " طالبان " بدأت‬
‫من وفاة ُ‬
‫باكستان تتوسط في ُمحادثات السالم بين حركة طالبان األفغانية و الحكومة‬
‫(‪)2‬‬
‫األفغانية‪.‬‬
‫و قد ترتب على محادثات السالم بين " طالبان " و الحكومة األفغانية أن كبار القادة‬
‫(‪)3‬‬
‫األخرين تصالحوا مع الحكومة األفغانية أو أقلعوا عن التشدد‪.‬‬
‫المال منصور أظهرت طالبان تحسين العمليات العسكرية من‬‫لذلك في إطار ُحكم ُ‬
‫اإلصطدام إلى حرب العصابات للُسيطرة على اإلقليم على عكس حركة طالبان ُحكم‬
‫(‪)4‬‬
‫"المال عمر" و كانت الجماعة في أغلبها من الباشتون األفغانيين‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬مصطفى ‪ ،‬غالم بني ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ، ،‬ص ‪.44‬‬


‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Manoj Komar Mishra , "Geopolitical Factors Contributing to Afghan‬‬
‫‪quagmire" ,( The United States , International Journal on World Peace‬‬
‫‪,2018 ), vol 10 , , p 15.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪Ibid, p 15‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪36‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫ُمن ّذ أن بقي " منصور " في صفوف طالبان ‪ .‬أظهر ُزعماء و ُمحاربي الجماعة‬
‫رغبتهم في العمل معه أكثر من الخالفات الداخلية بينهم ‪ ،‬كما أراد المال " منصور"‬
‫أن يخطو خطوات نحو المصالحة مع الحكومة األفغانية ‪ ،‬لذلك تم اغتياله من‬
‫الجانب األمريكي إلفشال عملية المصالحة بين الحكومة األفغانية و حركة " طالبان‬
‫" إلى جانب أن المال منصور خطط لهجمات في كابول و أفغانستان و يشكل تهديد‬
‫للطاقم األمريكي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للهيكل التنظيمي لطالبان نجد أن زعيم طالبان يستعين بمجالس و‬
‫هيئات إلدارة شئون الحركة ‪ .‬أهم هذه المجالس و الهيئات هي ما يلي ‪:‬‬
‫الحكم المؤقت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجلس ُ‬
‫المال محمد رباني و‬
‫تم تشكيله بعد سقوط كابل بيد طالبان عام ‪1996‬م بقيادة ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫خمس أعضاء أخرين ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و هذا المجلس له عدة اختصاصات ‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة شئون الحكم في الواليات التابعة لحركة " طالبان " ‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار الق اررات الخاصة بأفراد الحركة ‪.‬‬
‫‪ -‬إرسال األوامر لبدء عمليات القتال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس الوزراء ‪:‬‬
‫لحكم في كابل‬
‫تم تعيين المال محمد رباني رئيساً للوزراء مع ‪ 15‬وزير لتيسير أمور ا ُ‬
‫‪ ،‬و لكن بقيت قندهار المركز الذي تُصدر منه األوامر في معظم األمور و أغلب‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Burke Jason , " Secret World of US Jails" , Accessed at 5–7- 2014:‬‬
‫‪https://www.jstor.org‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Ibid, p 16.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪37‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫الوزراء كانت شخصيات مغمورة ‪ ،‬و كان المجلس يعقد جلسات مستمرة و تم تغيير‬
‫الوزراء باستمرار ‪ .‬و اختص بمناقشة القضايا المتعلقة بالحكومة و اإلدارة المؤقتة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجلس المركزي والمجلس العالي ‪:‬‬
‫الزعماء القبليين إلبداء الرأي‬
‫العلماء و القادة و ُ‬
‫هما مجلسان ُهالميان يتشكالن من ُ‬
‫و المشورة فقط ‪ ،‬و يبقى القرار األخير لزعيم الحركة‬
‫(‪)1‬‬
‫و تتمثل اختصاصات المجلسين في ‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح األمور الغامضة بالنسبه لقيادات الحركة ‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة العديد من القضايا التي تشغل قيادات الحركة ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفتاء في األمور الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة القضايا المتعلقة بإدارة حكومة الوالية ‪.‬‬
‫د‪ -‬المجلس الجهادي‬
‫المسلحة التي تقودها طالبان ضد قوات‬
‫تم تشكيله عام ‪2003‬م إلدارة المقاومة ُ‬
‫الناتو و الجيش األفغاني ‪ ،‬و يتشكل من ‪ 10‬أشخاص بقيادة المال " محمد عمر" و‬
‫نائبه المولوي " جالل الدين حقاني "‬
‫(‪)2‬‬
‫و يقوم بعدة اختصاصات ‪:‬‬
‫‪ -‬إرسال األوامر للمجاهدين بالقتال ‪.‬‬
‫‪ -‬النظر في مشكالت المجاهدين و محاولة حلها ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الدعم المادي و المعنوي للمجاهدين ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Richisin Todd, " War on Terror: Difficult to define", (The United‬‬
‫‪States, The Baltimore sun, 2004), p 33.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Ludwick w. Adamec," Historical Dictionary of Afghanistan", (Oxford,‬‬
‫‪the Scarecrow Press, 2003), vol. 47, p 200.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪38‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫كما توجد مؤسسات خدمية داخل حركة طالبان ‪ ،‬فقد افتتحت مكتب سياسي لها‬
‫داخل العاصمة القطرية " الدوحة " و ذلك بهدف تسهيل المفاوضات التي تجري بين‬
‫" طالبان " و المجلس األعلى للسلم في أفغانستان ‪ ،‬أو بين " طالبان" و بعض‬
‫(‪)1‬‬
‫الدول مثل الواليات المتحدة األمريكية التي رحبت بتأسيس المكتب في الدوحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم القاعدة‬
‫أ‪ -‬نشأة تنظيم القاعدة‬
‫المحاربين في الحرب األفغانية السوفيتية ‪ ،‬كان‬
‫تشكلت القاعدة بواسطة ُقدامى ُ‬
‫يترأس التنظيم " عبد هللا ع ازم " و نائبه "أسامة بن الدن "‪ .‬أنشأ عزام أول ُمعسكر‬
‫المجاهدين العرب داخل األراضي األفغانية و أطلق عليه اسم "عرين األسد‬
‫لتدريب ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫"‪.‬‬
‫حيث كان " عزام " قد‬
‫قبيل إغتيال عزام وخاص ًة عام ‪1998‬م ظهر اسم القاعدة ُ‬
‫للمجاهدين العرب يتضمن مسار حركتهم قدوماً‬ ‫طلب من "بن الدن " تنظيم سجل ُ‬
‫و ذهاباً و إلتحاقاً بالجبهات‪ ،‬و علل ع ازم طلبه بإزدياد عدد الوافدين للجهاد و ما‬
‫تبعها من زيادة في عدد حاالت اإلصابة و القتل وما يمثله نقص المعلومات من‬
‫المجاهدين في أفغانستان وعندما‬
‫حرج لمكتب الخدمات الذي كان يدير حركة ُ‬
‫أصبحت لهذه السجالت إدارة ُمستقلة كان ال ُبد من إطالق اسم عليها لتعريفها‬
‫(‪)3‬‬
‫ضمن إدارة مكتب الخدمات‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Ibid , p 201‬‬
‫(‪ )2‬سيد ‪ ،‬اسما يل يوسهللاي ‪ ،‬األبعاد االستراتياية للع قات األمريقية األلنانية ‪،)2014-2001( :‬‬
‫رسالة ماجيستير ‪ (،‬كلية اآلدات و العلوم‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ، )2014 ،‬ص ‪. 29‬‬
‫(‪ )3‬توني‪ ،‬بهللاانير ‪ ،‬الحروت غير المتقالئة م منظور القانوع االنساني و العمل االنساني ‪،‬‬
‫(العراق ‪ ،‬المالة الدولية للصليا األحمر ‪ ،‬دد ‪ ، )2015 ، 15‬ص ‪.72‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪39‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫و هنا أطلق عزام اسم "سجل القاعدة " على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة‬
‫المؤلفة من األنصار و معسكرات التدريب و الجبهات‪ .‬و تبنى رجل األعمال‬
‫(‪)1‬‬
‫السعودي " أسامة بن الدن " دعم وتجهيز " تنظيم القاعدة " ‪.‬‬
‫و ينتمي مقاتلو تنظيم القاعدة إلى عدة فصائل مختلفة و هي ‪ :‬عرب ‪ ،‬أتراك ‪،‬‬
‫وحز ار ‪ ،‬و تركمان و مقاتلون ذو األصل البشتوني‬
‫أوزبك ‪ ،‬شيشانيين ‪ ،‬و طاجيك ‪ ،‬ا‬
‫‪ -‬الموالي لباكستان‪ -‬و كذلك الشيعة ‪ ،‬و الشيعة موزعون على ثالثة أعراق ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الفرس و القزلباشي و الح از ار ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و قد مرت نشأة تنظيم القاعدة بمرحلتين أساسيتين ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪:‬‬
‫قام بها تنظيم القاعدة بعملياته من داخل أفغانستان و باكستان و فشلت بعض‬
‫العمليات ثم تم نقل القيادة إلى السودان ‪ ،‬هذه العمليات هي ‪:‬‬
‫‪ -‬قنبلة وضعت في فندق " ‪ "gold mihur‬في عدن أدت لمقتل شخصين ‪.‬‬
‫‪ -‬الهجوم الثاني عام ‪1993‬م كان الهدف منه تدمير مركز التجارة الدولي في‬
‫نيويورك الذي تم تدميره بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪.‬‬
‫‪ -‬هجوم ثالث عام ‪1993‬م ُقتل فيها ثمانية عشر جندي أمريكي في الصومال ‪.‬‬

‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محمد ‪ ،‬صادق ‪ ،‬الحركات اإلسالمية في العالم العربي ‪ :‬االخوان المسلمون ‪ -‬الشيعة ‪-‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الحركات الجهادية ‪( ،‬القاهرة‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪ ،) 2014 ،‬ص ‪126‬‬


‫ميشيل ‪ ،‬حنا الحاج ‪ ،‬المؤامرة ‪ :‬حرب لتصفية داعش أم تفكيك القاعدة ؟ ‪( ،‬جامعة القاهرة ‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المكتبة المركزية ‪ ،) 2015 ،‬ص ‪. 15‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪40‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫المرحلة الثانية ‪:‬‬


‫و هي تلك المرحلة التي عاد فيها أسامة بن الدن إلى أفغانستان متمتعاً بحماية‬
‫طالبان ‪ ،‬حيث حقق خاللها التنظيم عملياته الكبرى خالفاً للمرحلة األولى التي لم‬
‫ينجز فيها إال ثالث عمليات محدودة ‪.‬‬
‫ب‪-‬أهداف تنظيم القاعدة‬
‫في البداية كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية‬
‫في أفغانس تان بدعم من الواليات المتحدة ‪ ،‬فمولت الواليات المتحدة ‪ -‬عن طريق‬
‫المخابرات الباكستانية ‪ -‬المجاهدين األفغان الذين يقاتلون االحتالل السوفيتي في‬
‫(‪)1‬‬
‫برنامج لوكالة المخابرات المركزية ُسمي " عملية اإلعصار " ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كان من ضمن األهداف األساسية لتنظيم القاعدة اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تصدير النصر الذي كسبه اإلسالم على الشيوعيين من وجهة نظر" بن الدن "‬
‫إلى مسارح أخرى للصراع في أنحاء العالم ‪.‬‬
‫‪ -2‬مواصلة الجهاد ليس فقط من أجل تحرير أفغانستان و لكن أيضاً لتحرير‬
‫العالم اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون التنظيم نواة لتجميع طاقات الشباب ُ‬


‫المسلم و العربي لتدريبهم حتى‬
‫المجاهدين في أفغانستان لتحرير باقي‬
‫يكونوا نواة الجيش اإلسالمي مع إخوانهم ُ‬
‫المسلمين ‪ ،‬و بذلك يتحقق النصر الشامل لإلسالم ‪.‬‬
‫أراضي ُ‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Havely Joe , " What Proof of Bin Ladins Involvement " , ( The United‬‬
‫‪States ,Cable News Network , LLLP , 2012) , Vol 2 ,No 5 ,p 55 .‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪41‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫المجاهدون العرب‬
‫و لهذه األسباب فإنه بعد إنتصار األفغان على السوفيت أخذ ُ‬
‫يدعون أنهم ُهم من حقق النصر ‪ ،‬و اعتقدوا أن هذا اإلنتصار ُ‬
‫سيشعل الثورات في‬
‫(‪)1‬‬
‫ُكل البالد العربية لإلطاحة بالحكومات الفاسدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬فكر تنظيم القاعدة‬
‫سعى تنظيم القاعدة إلى إقامة إمارة إسالمية تقاوم النفوذ الغربي في العالم ‪ ،‬و تقوم‬
‫حيث يتبع التنظيم عقيدة‬
‫بتطبيق الشريعة اإلسالمية في المناطق المسيطر عليها ‪ُ .‬‬
‫الجهاد في مواجهة االحتالل األمريكي ألفغانستان ‪ ،‬و مع تطور تنظيم القاعدة ‪،‬‬
‫أصبح هدفه مجابهة الحكومات اإلقليمية كافة مع مجابهة العدو البعيد المتمثل في‬
‫(‪)2‬‬
‫الحكومات الغربية ‪.‬‬
‫بناء على ذلك ُهناك خمسة مفاهيم ُكبرى تؤسس فكر السلفية الجهادية بشكل عام‬
‫و ً‬
‫و تؤسس فكر تنظيم القاعدة بشكل خاص و ترسم له السياق و مجال الفعل ‪:‬‬
‫الكفر) ‪:‬‬
‫المفهوم األول (دار اإلسالم و دار ُ‬
‫حيث أن دار اإلسالم هي من أهلها ُمسلمون ( بالد المسلمين )‪ ،‬و الثانية من‬‫ُ‬
‫يكون أهلها كافرين ( بالد الكافرين ) ‪ ،‬و يؤكد السلفيون على أهمية الغلبة ألحكام‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬بما معناه اإلعتبار لألهل و لدينهم في هذه المسأله ‪.‬‬
‫كما أن الكافرين إذا استولوا على بالد اإلسالم و تملكوها و غلبوا فيها أحكامهم فإنها‬
‫ال تصير دار كفر ما دام المسلمون فيها يقيمون بعض الشعائر اإلسالم و يظهرون‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Ibid, p 56.‬‬

‫(‪ )2‬رشا ‪ ،‬السيد العشري حسن ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ )3‬جهاد ‪ ،‬عودة ‪ ،‬الحركات الجهادية و بناء الشرق األوسط الجديد ‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي‬
‫للمعارف ‪ ، ) 2016 ،‬ص ‪. 579‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪42‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫بعض األحكام اإلسالمية ‪ ،‬و بالتالي ال تكون دار حرب ‪ ،‬و تتحول دار اإلسالم‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى دار كفر بظهور بعض أحكام الكفر فيها‪.‬‬
‫حيث أنها‬
‫و استخدم تنظيم القاعدة هذا المفهوم من خالل تطبيقه على أفغانستان ‪ُ ،‬‬
‫بالكفر بالتالي فهي تتحول إلى دار كفر‬
‫ضمن بالد اإلسالم التي يتسم حكامها ُ‬
‫بالتالي ال بد من إعادتها دار إسالم من خالل تطبيق أحكام اإلسالم عن طريق‬
‫إعداد الجيش اإلسالمي و تحقيق النصر لإلسالم و توسيع لرقعة اإلسالم بتصدير‬
‫اإلسالم إلى باقي دول العالم و كل ذلك من خالل القيام بالعمليات الجهادية ‪.‬‬
‫المفهوم الثاني (التوحيد) ‪:‬‬
‫هو مفهوم مركزي في النظام السلفي عموماً ‪ ،‬لكنه يأتي متمايز في خطاب السلفية‬
‫الجهادية ‪ ،‬و يتجلى هذا المفهوم في رفض الحكم بغير ما أنزل هللا ‪ ،‬و تكفير‬
‫الحاكمين و القوانين الوضعية ‪ ،‬و يتجلى اجتماعياً في التصور الحاكمي للمجتمع‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬الذي صارت تسكنه ما يسمى بالجاهلية الجديدة ‪.‬‬
‫المفهوم الثالث (الجهاد طريق التوحيد) ‪:‬‬
‫أي أن الجهاد قد ُشرع من أجل التوحيد ‪ ،‬اعتبا اًر لقول عبد هللا عزام ‪ :‬أن من ذهب‬
‫إلى الجهاد عاد بغير القلب الذي ذهب به ‪ ،‬بمعنى أنه لن يبقى نفس الرؤية و ال‬
‫على نفس التمثل للذات و لآلخر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فارس ‪ ،‬بن أحمد الزهراني ‪ ،‬العالقات الدولية في اإلسالم ‪ ،‬سلسلة العالقات الدولية في‬
‫اإلسالم ‪( ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬مركز الدراسات و البحوث اإلسالمية ‪ ،‬عدد ‪، 12‬‬
‫‪ ، )2008‬ص ‪24‬‬
‫‪(2) Havely, Joe, Op.Cit, p 59.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪43‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫المفهوم الرابع (الوالء والبراء) ‪:‬‬


‫تهم ‪ ،‬و التبرؤ من الكافرين و ُمعاداتهم ‪ .‬إال أن‬
‫معناه مواالة المؤمنين ونصر ُ‬
‫السلفين الجهاديين يرون أن البراء ‪ ،‬ال يقف عند الكراهية ‪ ،‬بل يمتد إلى ضرورة‬
‫التكفير ‪ ،‬و يكتبون في تقعيده و أهميته ‪ ،‬خاص ًة فيما يتعلق باألنظمة الحاكمة في‬
‫المنطقة ‪ ،‬التي توصف عندهم و بأدبياتهم بالطواغيث ‪.‬‬
‫المفهوم الخامس (الطاغوث) ‪:‬‬
‫و تكاد تقصره السلفية الجهادية على الحكم بالقوانين الوضعية ‪ ،‬والحاكمين بها في‬
‫العالمين العربي و اإلسالمي ‪ .‬و هو في حد ذاته كافي ليس فقط للطعن في‬
‫النصوص و اللوائح الوضعية ‪ ،‬بل و رفضها رفضاً مطلقاً في مسائل االعتقاد و‬
‫كذلك في مسائل تنظيم العالقات بين مكونات الجماعة و األمة‬
‫د‪ -‬القيادة والهيكل التنظيمي‬
‫تمثلت أبرز القيادات لتنظيم القاعدة في التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬عبدهللا عزام ‪:‬‬
‫قام " عزام " عام ‪1984‬م بتأسيس (مكتب الخدمات) في بيشاور على الحدود‬
‫المجاهدين العرب إلى أفغانستان ‪ ،‬و ُيشرف عليهم‬
‫األفغانية ‪ ،‬و أخذ ُينظم دخول ُ‬
‫التبرعات ‪ ،‬رأى عزام في الصراع ضد‬
‫فيها ‪ .‬وزار " عزام " أمريكا عدة مرات لجمع ُ‬
‫السوفييت في أفغانستان مجرد خطوة أولى في ثورة أكبر و أشمل تتمثل في القضاء‬
‫(‪)1‬‬
‫على الحكومات العربية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كرررريم ‪ ،‬الحضررريان ‪ ،‬القاعررردة فررري أفغانسرررتان ‪ :‬تحرروالت الفكرررر و الحركرررة ‪( ،‬تركيرررا ‪ ،‬المعهرررد‬
‫المصررررررري للدراسررررررات ‪ ،‬عرررررردد ‪ ،)2018، 15‬ص ‪ ، 11‬مترررررراح علررررررى الرررررررابط التررررررالي ‪:‬‬
‫‪https://eipss-eg.org‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪44‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -‬أسامة بن الدن ‪:‬‬


‫حيث كان من أكثر‬ ‫قام " بن الدن " بتمويل تنظيم القاعدة و تقديم الدعم الالزم له ُ‬
‫حيث كان" عزام " شخصية قيادية قادرة على السيطرة‬ ‫ُمساعدي "عبد هللا عزام " ‪ُ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المجاهدين ‪ ،‬بينما كان " بن الدن " ُيمول عزام و ُينفق على أتباعه ‪.‬‬
‫على ُ‬
‫‪ -‬الظواهري ‪:‬‬
‫تشدداً من "بن الدن " و "‬
‫المجاهدين العرب األكثر ُ‬
‫أخذت تتدفق مجموعات من ُ‬
‫عزام " إلى أفغانستان عام ‪1985‬م ‪ ،‬و كان "الظواهري" قائد جماعة " الجهاد‬
‫اإلسالمي " الذين كانوا يعتقدوا أن ُهم فقط ممثلين اإلسالم على األرض كما كان "‬
‫الظواهري " من أتباع " سيد ُقطب " ‪.‬‬
‫و كان الهيكل التنظيمي للقاعدة كالتالي ‪:‬‬
‫جماعة الظواهري‬ ‫‪-‬‬

‫استقر " الظواهري " مع مجموعته الصغيرة في "بيشاور" و أخذ ينشر أفكاره ُ‬
‫المتطرفة‬
‫المقاتلين األجانب وهو األمر الذي شكل تحدياً ألفكار " عبد هللا عزام " األقل‬
‫بين ُ‬
‫تشدداً و أيضاً ألمريكا التي رأت في " الظواهري "و مجموعته مخلوقات بدائية شرسة‬
‫ُ‬
‫التعامل معها ‪ .‬ثُم قامت جماعة " الظواهري "بإغتيال " عبد هللا عزام " في‬
‫ُ‬ ‫يصعب‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫بيشاور في أنفجار هائل بسيارة ُمفخخة عام ‪1989‬م ‪.‬‬
‫المؤسسات الخدمية‬ ‫‪-‬‬
‫و توجد عدة مؤسسات خدمية داخل تنظيم " القاعدة " مثل ‪ :‬إنشاء مكتب الخدمات‬
‫للمساعدة في تمويل المجاهدين و كذلك مجموعة البنوك التي تتولى تمويل األنشطة‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬


‫‪(2) Edawrd Maline ," Alqaeda using Man of Steels Third Act as‬‬

‫‪Training video " ,Accessed at 4-4- 2012 : www.jstor.org‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪45‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫الحركية للتنظيم باإلضافة إلى مجموعة من الشركات المالية القابضة و أسند‬


‫العمليات المالية لهذه الشركات إلى بنوك متخصصة إلى جانب جمعية المساعدة و‬
‫مؤسسة اإلنقاذ التي أسسها " أسامة بن الدن " في منتصف الثمانينات ‪ ،‬و جمعية‬
‫الدعم اإلسالمي و بيت األنصار في أفغانستان مما أتاح أكبر قدر من المرونة في‬
‫الحركة ‪ ،‬كما استغل " بن الدن " العولمة التي ساعدته في الصمود أمام الواليات‬
‫(‪)1‬‬
‫المتحدة ‪.‬‬
‫المؤسسات اإلعالمية‬ ‫‪-‬‬
‫إلى جانب ذلك استغل " ابن الدن " وجود المؤسسات اإلعالمية و المنتديات‬
‫الجهادية التي تنشر إنتاج هذه المؤسسات اإلعالمية مثل ‪ :‬مؤسسة المالحم لإلنتاج‬
‫اإلعالمي ‪ ،‬و مؤسسة الفرقان لإلنتاج اإلعالمي ‪ ،‬و مؤسسة األندلس لإلنتاج‬
‫اإلعالمي ‪ ،‬و مؤسسة الكتائب لإلنتاج اإلعالمي ‪ ،‬و الجبهة اإلعالمية اإلسالمية‬
‫(‪)2‬‬
‫العالمية ‪ ،‬و مركز فجر لإلعالم ‪ ،‬و مؤسسة المأسدة لإلعالم ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬مناطق نفوذ تنظيم القاعدة ‪:‬‬
‫برز تنظيم القاعدة في اليمن بصورة أولية و قام بأولى عملياته الجهادية في عدن ‪،‬‬
‫و نشط في اليمن عقب الثورة اليمنية و تكمن أهمية اليمن في تفكير السلفيين‬
‫الجهاديين في عاملين أحدهما ‪ :‬جيوسياسي ‪ ،‬و األخر ‪ :‬رمزي ‪ُ ،‬‬
‫حيث فكر " بن‬
‫الدن " في البداية أن تكون اليمن قاعدة عسكرية للتنظيم من أجل تحرير اليمن‬
‫الجنوبي ‪ ،‬و فيما وراء البعد الرمزي فقد كان للتيار السلفي رؤية جيوسياسية خاصة‬

‫(‪ )1‬مراد ‪ ،‬بطل الشيشاني ‪ ،‬تنظيم القاعدة ‪ :‬الرؤية الجيوسياسية و االستراتيجية و البنية‬
‫االجتماعية ‪( ،‬أبو ظبي ‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث االستراتيجية ‪ ، )2012 ،‬ص‬
‫‪. 173‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 176‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪46‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫لليمن إضافة إلى العامل الجغرافي حي ُث الطبيعة الجبلية لليمن مما يجعلها القلعة‬
‫الطبيعية المنيعة لكافة أهل الجزيرة‬
‫‪ -3‬تنظيم داعش ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نشاة تنظيم داعش‬
‫نشأ تنظيم الدولة اإلسالمية أصالً من أجل تأسيس دولة في المنطقة تنطلق من‬
‫العراق و تتوسع على حساب دول الجوار ‪ ،‬و الدولة اإلسالمية في العراق و الشام‬
‫المنتميين له اسم " الدواعش " و‬
‫الذي ُيعرف إختصا اًر "بداعش " و ُيطلق على ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي ُيسمي نفسه "الدولة اإلسالمية " فقط هو تنظيم سلفي وهابي ُمسلح ‪.‬‬
‫و كانت بداية تنظيم "داعش" عندما أسس أبو " ُمصعب الزرقاوي " – و الذي كان‬
‫قائد تنظيم القاعدة في بالد ال ارفدين و الذي كان يتبع تنظيم القاعدة و والءه البن‬
‫الدن –"جماعة التوحيد و الجهاد " في العراق و بعد ذلك جاء مجلس شورى‬
‫المجاهدين بالعراق مع العشائر و نتج عنه تكوين حلف المطيبين و بعد مقتل " أبي‬
‫ُ‬
‫ُمصعب الزرقاوي " عام ‪2006‬م في ديالي بالعراق تأسس " تنظيم دولة العارق‬
‫اإلسالمية " ‪ .‬ثم تم ضم" جبهة النصرة " في سوريا كإمتداد للدولة اإلسالمية لتصبح‬
‫(‪)2‬‬
‫" الدولة اإلسالمية في العراق و الشام "‬
‫حيث ُوجد هناك مابين ‪ 2500‬إلى ‪4‬‬ ‫و بعد ذلك انتقل تنظيم داعش إلى أفغانستان ُ‬
‫آالف من عناصر داعش هناك ‪ ،‬و يتضح أن الواليات المتحدة تشارك بقوة في نقل‬

‫(‪ )1‬حسام‪ ،‬نبيل صالح الدين مشرف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪47‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫قوات داعش إلى أفغانستان و تقديم الدعم الكافي لهم ‪ ،‬مما أدى إلى اتساع‬
‫(‪)1‬‬
‫نطاق ممارسات التنظيم في مناطق مختلفة من أفغانستان ‪.‬‬
‫و تعد زيادة إنتاج المخدرات في أفغانستان أحد المصادر الرئيسية لتمويل الجماعات‬
‫حيث أمدت هذه الجماعات بحوالي ‪ 600‬مليون دوالر من‬
‫الجهادية في أفغانستان ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫إنتاج و بيع المخدرات ‪.‬‬
‫ب ر أهداف تنظيم داعش‬
‫تتنوع أهداف تنظيم " الدولة اإلسالمية " فهي ‪ :‬أهداف محلية ‪ ،‬أهداف إقليمية ‪،‬‬
‫أهداف دولية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬أهداف محلية ‪:‬‬
‫يهدف أعضاء تنظيم داعش إلى إعادة الخالفة اإلسالمية و تطبيق الشريعة ‪ ،‬و قد‬
‫نفى "أبي محمد الجوالني " (‪ )3‬فكرة اإلندماج و أعلن ُمبايعة تنظيم القاعدة في‬
‫حيث انشق تنظيم داعش فيما بعد عن تنظيم‬‫أفغانستان و لكن دون اإلندماج معه ُ‬
‫القاعدة ‪ ،‬و يتضح من ذلك أن "تنظيم داعش " يمثل امتداداً " لتنظيم القاعدة " و‬
‫(‪)4‬‬
‫كان اسمه في البداية " القاعدة في بالد الرافدين " ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مجلس األمن القومي الروسي ‪ ،‬أمريكا متورطة في انتقال داعش إلى أفغانستان ‪، 2020 ،‬‬
‫متاح على الرابط التالي ‪>https://ar.irna.ir>news :‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو محمد الجوالني ‪ :‬اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع وسمي بالجوالني نسبة إلى هضبة‬
‫الجوالن التي ينتمي إليها في سوريا ‪ ،‬و هو القائد األعلى لهيئة تحرير الشام المسلحة ‪ ،‬و كان‬
‫أيضا ً أمير جبهة النصرة التي تعد الفرع السوري لتنظيم القاعدة ثم انشق عن تنظيم القاعدة و‬
‫انضم إلى تنظيم داعش من خالل مبايعة أبي بكر البغدادي ‪ ،‬و صنفت الواليات المتحدة‬
‫الجوالني على أنه إرهابي عالمي عام ‪ ، 2013‬و أعلنت مكافأة قدرها ‪ 10‬ماليين دوالر لمن‬
‫يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسام ‪ ،‬نبيل صالح الدين مشرف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪48‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -‬أهداف إقليمية ‪:‬‬


‫يسعى تنظيم داعش إلى اختيار المناطق الحدودية سهلة االختراق مثل ‪ :‬الشريط‬
‫الحدودي بين العراق و سوريا ‪ ،‬و الحدود الليبية المصرية ‪ ،‬و الحدود المصرية‬
‫السودانية ‪ ،‬و الحدود العراقية األردنية و ذلك لتسهيل االختراق في االتجاهات‬
‫المتعددة ‪ ،‬مما يسهل حركة النقل و المناورة لألفراد و المعدات و أيضأ من أجل‬
‫للسيطرة على آبار البترول كما في منطقة ‪ :‬دير الزور ‪ ،‬و أيضاً االنتقال بين‬
‫المناطق اإلقليمية ب اًر و بح اًر ‪ ،‬ثم يتم تطوير االمتداد إلى داخل الدول عن طريق‬
‫تكوين و حشد جماعات شعبية أو سياسية متفقة معه في المصالح و األيديولوجيات‬
‫‪ ،‬و ضد النظم الحاكمة مثل ‪ :‬تنظيم الجهاد في مصر و غزة ‪ ،‬و الطائفة السنية‬
‫في العراق ‪ ،‬و المعارضة السنية في سوريا و ليبيا و العراق و شبكة حقاني في‬
‫(‪)1‬‬
‫أفغانستان ‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف دولية ‪:‬‬
‫حيث يكون ذلك ممكناً‬‫يسعى تنظيم " الدولة اإلسالمية " إلى السيطرة على األراضي ُ‬
‫‪ ،‬و على الرغم من أن األراضي الفلسطينية قد تُعتبر هدفاً رئيسياً ‪ ،‬إال أن تنظيم‬
‫داعش حول طاقته نحو دعم الفلسطينيين أو مهاجمة المصالح اإلسرائيلية ‪ .‬و يركز‬
‫جهوده التوسعية على المناطق العربية ذات األغلبية السنية مثل ‪ :‬الحدود العراقية‬
‫(‪)2‬‬
‫السنية األخرى ‪.‬‬
‫و السورية ‪ ،‬و ذلك من أجل تهميش الجماعات ُ‬

‫(‪ )1‬العاصمة األفغانية " كابول " و يستهدف األقليات الدينية مثل ‪ :‬السيخ و الشيعة و الهندوس‬
‫‪ ،‬و المعقل الرئيسي للتنظيم هو ‪ :‬ننجرهار‬
‫(‪ )2‬جهاد ‪،‬عوده و عبد المنعم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪49‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫وهناك تباطؤ في دعم التنظيم خارج بغداد ‪ ،‬و يهدف التنظيم إلى تطبيق نظام‬
‫صارم من الشريعة ‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على تمويل أنشطتها المختلفة بعدة طرق‬
‫(‪)1‬‬
‫مثل ‪ :‬جمع الغنائم و الفدية و سرقة و نهب البنوك ‪.‬‬
‫ج‪ -‬فكر تنظيم داعش‬
‫يقوم فكر تنظيم " داعش " على نفس المبادئ و المفاهيم التي يقوم عليها تنظيم "‬
‫القاعدة " مع وجود بعض االختالفات التي ستشير إليها الدراسة الحقاً ‪.‬‬
‫د‪ -‬القيادة والهيكل التنظيمي‬
‫‪ -‬أبو ُمصعب الزرقاوي‬
‫أسس " جماعة التوحيد والجهاد " في العراق و بعد ذلك تم تأسيس مجلس شورى‬
‫المجاهدين بالعراق الذي اتحد مع العشائر و نتج عنه تكوين حلف المطيبين ثُم‬‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫تأسيس دولة العراق اإلسالمية ‪.‬‬
‫المهاجر‬
‫‪ -‬أبو حمزة ُ‬
‫بعد مقتل " أبو ُمصعب الزرقاوي " انتُخب "أبو حمزة ُ‬
‫المهاجر "زعيماً للتنظيم وفي‬
‫ُغضون ذلك أعلن عن تشكيل " دولة العراق اإلسالمية " بزعامة " أبي ُعمر‬
‫المهاجر " و " البغدادي "‬
‫البغداداي " إلى أن نجحت القوات األمريكية في أغتيال " ُ‬
‫فاختار التنظيم " أبو بكر البغدادي " قائداً له ‪.‬‬
‫‪ -‬أبو بكر البغدادي‬
‫يعتبر" البغدادي " المتحكم في كافة مفاصل الهيكل التنظيمي لداعش ‪ ،‬و إليه‬
‫المنتهى في أخذ القرار ‪ ،‬و قد أفرط" البغدادي " في توصيف أدق أجزاء المناصب‬
‫الوظيفية لتنظيم " الدولة اإلسالمية " في العراق ‪ ،‬و حدد المهام و الواجبات لكل‬

‫(‪ )1‬هاجر‪ ،‬أيمن فؤاد لبيب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪78‬‬


‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪50‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫وظيفة ‪ ،‬و طرق التنسيق و التواصل بين مفاصل التنظيم ‪ ،‬و انحسر عدد مقاتلي‬
‫حيث جمد كل من ليس له وصف وظيفي‬ ‫ُ‬ ‫التنظيم الناشطين على يد " البغدادي " ‪،‬‬
‫ضمن التنظيم ‪ ،‬و جعلهم من الفائضين ‪ ،‬ثُم تحولهم إلى خاليا نائمة ليس لها‬
‫عالقة بالتنظيم سوى البيعة و النصرة عند االستنفار ‪ ،‬هذا األمر أضعف من نسب‬
‫إحتمالية االختراق و التكاليف المالية و تكاليف السالح مما أدى إلى دقة األهداف‬
‫(‪)1‬‬
‫الخاصة بالتنظيم ‪.‬‬
‫كما سعى " البغدادي " إلى تجميد دور المهاجرين العرب في المناصب القيادية‬
‫داخل التنظيم ‪ ،‬و أحال معظمهم إلى وظائف ساندة كالشورى و اإلعالم و التجنيد‬
‫و جمع التبرعات ‪ ،‬و حدد كل صالحيات إعالن الغزوات ‪ ،‬و أسس المجلس‬
‫العسكري ‪ ،‬و ألغى منصب وزير الحرب ‪ ،‬و عزل عدد من المسئولين في والية "‬
‫بغداد " و" ديالي "‪ ،‬و استعان بضباط الجيش العراقي السابق من التكفيريين ‪ ،‬و‬
‫(‪)2‬‬
‫خاص ًة من أصناف األمن و االستخبارات ‪.‬‬
‫و تتمثل أهم المفاصل التنظيمية لداعش ‪ -‬التي يمسك بزمامها " البغدادى "‬
‫(‪)3‬‬
‫بصورة مباشرة في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس األمن و االستخبارات ‪:‬‬
‫و من مهامه أنه مسئول عن أماكن و تنقالت البغدادي و مواعيده ‪ ،‬و متابعة‬
‫شرف‬
‫الق اررات التي يقرها البغدادي ‪ ،‬و تقييم مدى جدية الوالة في تنفيذها ‪ ،‬و اإل ا‬

‫(‪ )1‬محمود ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬صور الجهاد ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز الدراسات اآلسيوية ‪ ،‬عدد ‪، 15‬‬
‫‪ ، )2010‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫(‪ )3‬جاسم ‪ ،‬محمد ‪ ،‬داعش و إعالن " الدولة اإلسالمية " و الصراع على البيعة ‪( ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫المكتب العربي للمعارف ‪ ،‬عدد ‪ ) 2015 ، 2‬ص ‪. 55‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪51‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫على تنفيذ أحكام القضاء و إقامة الحدود ‪ ،‬و اإلشارف على صيانة التنظيم من‬
‫االختراق ‪ ،‬و تنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس الشورى ‪:‬‬
‫و له عدة مهام على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬إبداء النصائح فيما يتعلق بالشئون العسكرية والدينية ‪ .‬و هؤالء يتمتعون بنفوذ‬
‫كافية إلقالة البغدادي نفسه ‪.‬‬
‫‪ -‬تزكية المرشحين لمناصب الوالة و أعضاء المجلس العسكري ‪.‬‬
‫‪ -‬يحق لهذا المجلس عزل أمير التنظيم إذا لزم األمر ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس العسكري ‪:‬‬
‫و هو المجلس األهم في تنظيم " داعش " و ال يدخل في المجلس العسكري إال من‬
‫تم اختياره من قبل " البغدادي " و تزكيته من مجلس الشورى ‪ ،‬و يختص بمتابعة‬
‫غزوات التنظيم في الواليات ‪.‬‬
‫(‪ - )1‬المؤسسة اإلعالمية ‪:‬‬
‫يسيطر " البغدادي " و ممثلوه في الواليات على المؤسسة اإلعالمية ‪ ،‬و تدير هذه‬
‫الكتاب و المتابعين لإلعالم اإللكتروني ‪ ،‬غالبهم من الخاليا‬
‫المؤسسة جيش من ُ‬
‫النائمة ‪ ،‬و بعضهم من أنصار تنظيم " داعش " ‪ ،‬و هم غالباً من الخليج و شمال‬
‫أفريقيا ‪ ،‬تتمثل المؤسسة اإلعالمية في ‪ :‬مركز فجر لإلعالم ‪ ،‬و مؤسسة الفرقان‬
‫لإلعالم ‪.‬‬
‫‪ -‬الهيئات الشرعية ‪:‬‬
‫و تعتبر لها الدور األبرز في صنع الحماسات و العاطفة القتالية ‪ ،‬و صياغة‬
‫خطابات البغدادي و البيانات و التعليق على األفالم و األناشيد اإلعالمية ‪ ،‬و‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪52‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫تنقسم هذه الهيئات إلى قسمين رئيسيين ‪ :‬أحدهما للقضاء و الفصل بين الخصومات‬
‫و النزاعات المشتركة ‪ ،‬و إقامة الحدود و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪ ،‬و‬
‫(‪)1‬‬
‫األخر ‪ :‬لإلرشاد و التجنيد و الدعوة و متابعة اإلعالم ‪.‬‬
‫و يمكننا اإلشارة إلى ثالثة مجالس ذات صلة ببعضها البعض داخل تنظيم " داعش‬
‫"هي األقوى ‪ :‬مجلس األمن واالستخبارات‪ ،‬المجلس العسكري ‪ ،‬و الهيئات الشرعية‪.‬‬
‫و قد اعتمد تنظيم " الدولة اإلسالمية " على منظرين جدد لتطوير خطاب جديد و‬
‫مذهب جديد و أهداف جديدة ‪ ،‬و تميز التنظيم عن " القاعدة " و شهد والدة جيل‬
‫جديد لم يدخل أفغانستان من قبل و ال يعرف أبداً عن تنظيم القاعدة ‪ ،‬و اقتصر‬
‫(‪)2‬‬
‫مسرح أعمالهم على سوريا و العراق ‪ ،‬و اتسم الجيل الجديد بمشاركة قوية للنساء‪.‬‬
‫المنفصلة‬
‫شكل البغدادي مجموعة من المجالس ُ‬
‫و إضافة إلى الهيئات السابقة قد َ‬
‫المكلفة بإدارة كافة أمور التنظيم ‪.‬‬
‫ُ‬
‫مجلس الوزراء ‪:‬‬
‫يتكون من ُمستشارين له و فريق من ‪ُ 24‬محافظ إقليمي ( ‪ 12‬محافظ في سوريا‬
‫(‪)3‬‬
‫و‪ 12‬محافظ في العراق ) ‪ ،‬و يقوم بعدة وظائف على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ تعليمات الخليفة‬
‫‪ -‬يتحمل كل محافظ مسئولية المناطق التي يسيطر عليها " داعش "‪.‬‬
‫‪ -‬يعين المحافظ مجموعة من المستشارين مكلفين بإدارة كافة شئون الحياة اليومية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬


‫(‪ )2‬عبد الحق ‪ ،‬ياسو ‪ ،‬العنف المتطرف يأخذ طابعا ً ساحليا ً ‪ :‬هل هي نشأة جيل جديد من اإلرهاب‬
‫؟ ‪( ،‬الرياض مركز الدراسات و األبحاث ‪ ،‬عدد ‪ ، ) 2018 ، 8‬ص ‪.2‬‬
‫(‪ )3‬عمار ‪ ،‬علي حسن ‪ ،‬شبه دولة ‪ :‬القصة الكاملة لداعش ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الدلتا للنشر ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،) 2017 ، 7‬ص ‪. 35‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪53‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬و المحافظ مسئول عن ‪ 8‬مجالس و هم ‪:‬‬
‫‪ -‬المجلس المالي ‪:‬‬
‫يختص بإدارة بيع النفط و شراء األسلحة و المعدات العسكرية و األمتعة الخاصة‬
‫بالتنظيم ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس القيادة ‪:‬‬
‫يختص بصياغة و تنفيذ القوانين ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس العسكري ‪:‬‬
‫يختص بالدفاع عن المناطق التي تخضع لسيطرة " داعش "‬
‫‪ -‬المجلس القانوني ‪:‬‬
‫يختص بمعاقبة المجرمين ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس مساعدة المقاتلين ‪:‬‬
‫يختص بتمويل المقاتلين و تقديم المساعدة لهم ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس االستخبارات ‪:‬‬
‫يختص بجمع المعلومات ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس اإلعالمي ‪:‬‬
‫يختص بنشر تصريحات التنظيم ‪ ،‬و الدعاية الخاصة بالتنظيم ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس األمني ‪:‬‬
‫يتولى الشئون األمنية للتنظيم و كل ما يتعلق باألمن الشخصي للخليفة ‪ ،‬و مراقبة‬
‫عمل األمراء األمنيين في الواليات و المقاطعات و المدن ‪ ،‬كما يشرف على تنفيذ‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪54‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫أحكام القضاء و إقامة الحدود ‪ ،‬و اختراق التنظيمات المعادية ‪ ،‬و حماية التنظيم‬
‫من اإلختراق ‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس الشورى ‪:‬‬
‫يقوم بنفس مهام مجلس الشورى الذي يسيطر عليه "أبو بكر البغدادي " ‪ .‬و توجد‬
‫عدة مؤسسات خدمية داخل تنظيم " الدولة اإلسالمية " مثل ‪ :‬مكتب الحرب ‪ ،‬و‬
‫الذي يختص بالتجهيز للعمليات القتالية الخاصة بالتنظيم ‪ ،‬و ال توجد أية مؤسسات‬
‫تابعة لداعش في أفغانستان ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬مناطق نفوذ تنظيم " الدولة اإلسالمية "‬
‫حاول تنظيم " داعش " في البداية أن يتخد من محافظات حدودية متاخمة لبعضها‬
‫البعض أثنين في سوريا و مثلهما في العراق أساساً لدولة يحصن فيها تنظيم "‬
‫القاعدة " ‪ .‬و على الجانب السوري سيطر تنظيم داعش على محافظتي ‪ :‬الحسكة ‪،‬‬
‫و دير الزور بينما على الجانب العراقي يسيطر على محافظتي نينوى و األنبار ‪ ،‬و‬
‫تنتشر " داعش " على امتداد قوس كبير في الشمال السوري و بدأ من الحدود‬
‫العراقية السورية و مر في" دير زور " و " الرقة " وصوالً إلى " جرابلس و منبج و‬
‫(‪)1‬‬
‫الباب و إعزاز شمال حلب " إضافة إلى شمالي إدلب قرب الحدود التركية ‪.‬‬
‫ثم استعادت قوات األمن و الجيش العراقية سيطرتها على ‪ %90‬من مدينة "‬
‫الموصل " من أيدي " داعش " بعد اشتباكات خلفت عشرات اآلالف من القتلى ‪ ،‬و‬
‫معظم مسلحي داعش انسحبوا إلى المناطق المجاورة لإلحتماء بين السكان المحليين‬
‫‪ ،‬و حاولوا السيطرة على مناطق شرقي و جنوب الموصل بعد طردهم من " شمال‬
‫بغداد " مستغلين ظل انفالت الوضع األمني في المحافظات الجنوبية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬صالح ‪ ،‬عبود العامري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪55‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫و بعد فشل تنظيم " داعش " في العراق ‪ ،‬انتقل التنظيم إلى أفغانستان بدعم من‬
‫الواليات المتحدة ‪ ،‬حيث كانت سوريا و العراق تحتوي على أكثر من ‪ 100‬ألف‬
‫داعشي ‪ ،‬أرادوا إرسال المجندين إلى أفغانستان بحجة تأسيس خالفة " خراسان " و‬
‫عينوا " أبو بكر البغدادي " خليفة لهم ‪.‬‬
‫و لم يعد لداعش سيطره سوى على جيب صغير على الضفاف الشرقية لنهر الفرات‬
‫شرقي سوريا ‪ ،‬و ذلك بعدما خسر ‪ %99‬من األراضي التي كان يسيطر عليها في‬
‫أوج قوته بين عامي ‪ ، 2014 – 2013‬و ضيقت سوريا الديمقراطية – المدعومة‬
‫من التحالف الدولي – الخناق على داعش في جيبه األخير مما دفع العشرات من‬
‫(‪)1‬‬
‫مسلحي التنظيم إلى تسليم أنفسهم فيما فر األخرون إلى المناطق المجاورة ‪.‬‬
‫ثم دخل مئات من تنظيم " داعش " األراضي األفغانية عبر األراضي اإليرانية ‪ ،‬و‬
‫تقيم أغلبية القادمين في إقليم " ننجرهار" شرق أفغانستان ‪ ،‬كما انتقل زعيم التنظيم‬
‫فعلياً إلى أفغانستان عام ‪ ، 2014‬و قدموا جميعاً من األراضي السورية بعد إنهاء‬
‫(‪)2‬‬
‫وجودهم هناك ‪.‬‬
‫المعلنة عن والئها لتنظيم داعش يتزايد في‬
‫ومن الجدير بالذكر أن عدد الجماعات ُ‬
‫عدة واليات أفغانستان ‪ ،‬و تفيد تقديرات قوات األمن األفغانية بأن حوالي عشرة في‬
‫المائة من الناشطين في التمرد الذي تسيطر عليه حركة طالبان هم من المتعاطفين‬
‫مع تنظيم الدولة اإلسالمية ‪ ،‬و يمكن تصنيف الجماعات التي أعلنت والئها لتنظيم‬

‫(‪ )1‬وكاالت أبو ظبي ‪ ،‬بعد تراجع داعش‪ ..‬تحذير بريطاني من عودة القاعدة ‪ ، 2019 ،‬متاح‬
‫على الرابط التالي ‪https://www.skynewsarabia.com:‬‬
‫محمود ‪ ،‬الغمراوي ‪ ،‬امتداد تنظيم داعش ‪ ، 2014 ،‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪www.basnews.com>news>world‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪56‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫الدولة اإلسالمية إلى ثالث فئات ‪ :‬العدد األكبر من األفراد المجاهدين هم أتباع‬
‫الجماعات المتمردة الموجودة وبعضهم ساخط على القيادة المركزية لحركة طالبان‬
‫‪ ،‬ثاني أكبر فئة تعمل تحت لواء تنظيم داعش تتكون من المقاتلين الفارين إلى داخل‬
‫أفغانستان بسبب العمليات العسكرية الباكستانية الجارية في المنطقة الحدودية ‪ ،‬و‬
‫هناك الفئة الثالثة و هم األفراد غير األفغان الذين دخلوا أفغانستان مباشرةً بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫االنتقال من العراق و سوريا‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أوجه التشابه واالختالف بين الجماعات الجهادية ‪:‬‬


‫‪ -1‬أوجه التشابه ‪:‬‬
‫تتمثل أوجه التشابه بين الجماعات الجهادية بشكل أساسي في االستراتيجية و ذلك‬
‫من خالل التشابه في النقاط التالية ‪:‬‬
‫حيث اعتمد كل من تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة اإلسالمية على إستراتيجية‬
‫‪ُ -1‬‬
‫التوسع ‪.‬ومن الجدير بالذكر أن إستراتيجية داعش كانت أكثر جرأة إذ سعى إلى‬
‫بسط سيطرته على األرض و توسيع وجوده إلقامة دولة تحت سلطة حكومة يعيش‬
‫فيها مسلمون سنة دون غيرهم ‪ ،‬يخضعون لمفهوم خاص للشريعة اإلسالمية اختاره‬
‫التنظيم " داعش" ‪ .‬مع العلم أن تنظيم الدولة اإلسالمية تبنى " إستراتيجية إدارة‬
‫التوحش" ‪ -‬إلى جانب إستراتيجية التوسع ‪ -‬من خالل تبنيه الوحشية المرعبه‬
‫والتكتيكات البربرية ‪ ،‬و بالنسبة لحركة طالبان فهي تحولت من استراتيجية محلية أي‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪57‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫تحرير أفغانستان من االحتالل السوفيتي إلى استراتيجية عالمية بمعنى السعي إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫تحقيق النصر على مستوى عالمي و تبني قضية الجهاد العالمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدم كل من تنظيمي القاعدة والدولة اإلسالمية وسائل التواصل االجتماعي‬
‫لنشر المواد الدعائية وإخافة خصومهما ‪ ،‬ويستمد تنظيم الدولة اإلسالمية قوته‬
‫المؤثرة من خالل وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬وتظهر الديناميكية التنافسية بين‬
‫تنظيمي القاعدة وداعش على المنتديات الجهادية التقليدية على الشبكة العنكبوتية ‪،‬‬
‫حيث يفضل منتدى " الفداء " الدولة اإلسالمية ويبقى منتدى " شموخ اإلسالم "‬
‫موالياً لتنظيم القاعدة ‪ ،‬و استخدام تنظيمي " القاعدة و داعش " للعنف المسلح ‪،‬‬
‫وكالهما يسعى للسيطرة على مناطق البطن الرخوة مثل ‪ :‬أفغانستان و العراق و‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض النقاط الملتهبة في أفريقيا ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لنفوذ حركة طالبان هي أفضل مكان لإلتحاد بين تنظيمي القاعدة و‬
‫داعش و ذلك لسببين هما ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يتعلق بكون أفغانستان نقطة مشتركة للحضور األمريكي و الروسي ‪ ،‬األول‬
‫بالوجود والثاني من خالل الحدود ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬هو وجود مساحات واسعة و شاسعة تسيطر عليها " طالبان " في دولة‬
‫متسعة حيث تسيطر ميلشيات " طالبان " على أربعة عشر إقليماً‪ .‬و توجد في ‪263‬‬
‫إقليم يصل إلى ‪ % 66‬من هذه المساحة ‪ .‬كما أن خبراتها الميدانية و سيطرتها‬
‫التنظيمية ‪ ،‬و تجربتها التاريخية في مواجهة األمريكيين و الروس تجعل منها‬
‫المعلم األكبر في ساحات القتال لكل الجماعات الجهادية شرقاً و غرباً ‪.‬‬
‫األستاذ و ُ‬

‫(‪ )1‬إميل ‪ ،‬أمين ‪ ،‬داعش والقاعدة من االفتراق إلى االندماج ‪ ، 2014 ،‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https:llm.aaswat.com‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪58‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -2‬أوجه االختالف ‪:‬‬


‫أما أوجه االختالف بين التنظيمات الجهادية في أفغانستان فهي تتمثل في عدة نقاط‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الهدف‬
‫يتميز هدف تنظيم الدولة اإلسالمية بأنه هدف محلي بشكل كامل و ليس أجنبي ‪،‬‬
‫حيث يركز مشروع الدولة اإلسالمية على بناء دولة و توسيع الخالفة إلى أن تحكم‬
‫الدولة اإلسالمية العالم ‪ ،‬بينما هدف تنظيم القاعدة عالمي و هو محاربة االستعمار‪.‬‬
‫كما يركز قادة تنظيم الدولة اإلسالمية على إرساء السيطرة المحلية و تعزيزها و‬
‫تكرار نموذج الدولة الذي تطرحه الدولة اإلسالمية بهدف منافسة السلطة الحكومية ‪،‬‬
‫من المكاسب المرتبطة بهذه المحلية هي أن فروع الدولة اإلسالمية لم ترسل مدنيين‬
‫(‪)1‬‬
‫محليين لمركز ثقل الدولة اإلسالمية بل تحافظ على طاقتها البشرية في الداخل ‪.‬‬
‫كما أن تنظيم الدولة اإلسالمية يسعى إلى الى الهيمنه في المنطقة العربية اإلسالمية‬
‫و يختلف تنظيم القاعدة مع هذا المبدأ ‪ ،‬من الممكن أيضاً أن يعتبر تنظيم القاعدة‬
‫أن منطقة المغرب اإلسالمي المتواجدة في مخيلته هي منطقة المغرب اإلسالمي‬
‫بدالً من تسميتها بالمغرب العربي ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفكر‬
‫كان االختالف بين تنظيمي الدولة اإلسالمية والقاعدة هو اختالف فكري باألساس‬
‫حول توقيت إعالن الخالفة ‪ ،‬و هو ما كانت تراه القاعدة غير ممكن و ارتأت الدولة‬
‫اإلسالمية ضرورة التعجيل بإعالن الخالفة فانقسمت اآلراء و تعمق الخالف بين‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪59‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫التنظيمين ‪ ،‬و استطاع كل منهما أن يجذب نحوه بعض الجماعات الجهادية التي‬
‫(‪)1‬‬
‫تبنت نفس الرأي ‪.‬‬
‫‪ -3‬نوعية العدو المستهدف ‪:‬‬
‫حيث أن تنظيم القاعدة استهدف الواليات المتحدة و هي بالنسبة له العدو األكبر‬
‫الذي يتهمه بتوفير الحماية ألنظمة عربية وإسالمية يعتبرها فاسدة ‪ ،‬غير أن تنظيم‬
‫الدولة اإلسالمية فضل إستهداف العدو المحلي قبل الخارجي و يرى زعيم داعش "‬
‫أبو بكر البغدادي " أن الجهاد يملي عليه القضاء على األنظمة الكافرة حيثما وجدت‬
‫في العالم العربي و تطهير المجتمع األسالمي بالقضاء على كل من يخالف تنظيمه‬
‫(‪)2‬‬
‫فكرياً و دينياً و مذهبياً ‪.‬‬
‫‪ -4‬التمايز األيديولوجي بين التنظيم و حركة " طالبان "‬
‫لم تكن هناك أيديولوجية موحدة للجماعات الجهادية ‪ ،‬فنجد أن حركة طالبان هي‬
‫منتج معقد لألصولية اإلسالمية و الهوية األثنية و القبلية إلى جانب السياسات‬
‫الجغرافية للحرب الباردة ‪ ،‬فكانت نتاج فترات مختلفة من ال ارديكالية و االحتجاجات‬
‫(‪)3‬‬
‫ضد الشيوعية في عام ‪ 1970‬من أجل عسكرة مدارس طالبان في عام ‪.1980‬‬
‫و وصف الكثير من المحللين راديكالية طالبان بأنها ناتجة عن الحركة السلفية‬
‫الجهادية ‪ ،‬و هو دليل على تفوق حركة طالبان في العمليات الجهادية و الهجمات‬

‫(‪ )1‬محمد ‪ ،‬صالح علي ‪ ،‬تشظي الجماعات الجهادية ‪ :‬الراية تأكل نفسها ‪ ، 2013 ،‬متاح على‬
‫الرابط التالي ‪www.mandoumah.org :‬‬
‫تنظيم القا دة ؟ ‪ ، 2013 ،‬متاح ل‬ ‫(‪ )2‬محمد ‪ ،‬محمود ‪ ،‬كيف ايتلف تنظيم الدولة االس مية‬
‫الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https:llwww.bbc.comlarabiclinteractivityl2015l06l150610-comments-is-‬‬
‫‪alqaeda.‬‬
‫‪(3) https:llwww.ida2at.comlfragmentation-of-jihsdist-groups-eat-the‬‬

‫‪same-flag‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪60‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫و القتال إلى جانب تمتع حركة طالبان الباكستانية بقدرات قتالية فائقة ‪ ،‬و كانت‬
‫هناك العديد من الهجمات فيما بين عامي ‪ 2005 – 2001‬تتم داخل أفغانستان و‬
‫(‪)1‬‬
‫توضح العمليات اإلنتحارية لتنظيم القاعدة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فإن أيديولوجيته تجمع بين الديبوندية و السلفية الجهادية‬
‫و الوهابية ‪ ،‬و قد أدت هذه المصادر أليديولوجيات كل مجموعة أن كل منها له‬
‫فكرة فالقاعدة ال تعترف بالحدود و األوطان ‪ ،‬فيما تعتبر طالبان نفسها حركة‬
‫تحرير وطنية محلية نشأت في فترة صراع أمراء الحرب في عام ‪ ، 1996‬و لهذا‬
‫السبب فإن القاعدة تنطلق من رؤية توحيد العالم و عدم االعتراف بجغرافيته أو‬
‫(‪)2‬‬
‫سياساته بينما تعلن حركة طالبان التزامها التام بالعمل داخل أفغانستان ‪.‬‬
‫‪ -5‬االختالف في قوميات عناصر الجانبين ‪:‬‬
‫القاعدة ال تشترط أي قومية أو جنسية محددة لقيادتها ‪ ،‬بينما طالبان يغلب على‬
‫(‪)3‬‬
‫قيادتها انتمائهم للقومية البشتونية ‪.‬‬
‫‪ -6‬االختالف العقائدي ‪:‬‬
‫فالقاعدة تزعم انتمائها للمذهب السلفي الجهادي ‪ ،‬و طالبان تتبع المدرسة الديبونية‬
‫(‪)4‬‬
‫التابعة للمذهب الحنفي ‪.‬‬
‫و على الرغم من التباين بين أيديولوجيات الجماعات الجهادية و توجهاتها و أهداف‬
‫كل فصيل منها إال أن جميعها تشترك في السعي للوصول إلى مرحلة التمكين التي‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫(‪ )2‬القاعدة وطالبان ‪ :‬التقارب المشروط ‪،‬تقرير في عام ‪ ، 2017‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https:lledital.orglrepotslalqaeda-and-taliban‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫(‪ )4‬محمود ‪ ،‬ضياء الدين عيسى ‪ ،‬التنظيمات اإلرهابية في الدول العربية و إجراءات مواجهتها ‪،‬‬
‫( كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ، ،‬جامعة القاهرة ‪ ،) 2017‬ص ‪. 14‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪61‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫تتيح لها السيطرة على مقاليد األمور بدولها ‪ ،‬و العديد من العوامل التي ساهمت في‬
‫(‪)1‬‬
‫تنامي أنشطة هذه التنظيمات كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬استمرار سعي بعض التنظيمات لربط الفكر الجهادي بالحراك الثوري ‪ ،‬باستثمار‬
‫التغيرات التي طرأت على األنظمة السياسية ببعض الدول العربية من ُذ بداية عام‬
‫‪ 2011‬بهدف الوصول إلى مرحلة التمكين ‪.‬‬
‫‪ -‬توافق مصالح بعض الجهات و الدول الخارجية و العربية واإلقليمية و الدولية‬
‫مع مصالح و توجهات الجماعات الجهادية و المتطرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع دفع العناصر الشبابية في األنشطة العملياتية و التنظيمية ببعض مناطق‬
‫الصراع المسلح " خاصة في سوريا إلحياء عقيدة الجهاد لدى الشباب و العمل‬
‫على رفع قدراتهم التدريبية و القتالية لإلستفادة منهم عقب عودتهم لبالدهم ‪.‬‬

‫تصاعد التنسيق و التعاون بين العناصر و الكيانات اإلرهابية مع العاملين في مجال‬


‫الجريمة المنظمة ‪ ،‬و سعي التنظيمات الجهادية للتأثير على عملية التنمية ‪ ،‬و‬
‫القطاعات الحيوية في العديد من الدول من خالل تنفيذ عمليات جهادية ضد‬
‫مؤسسات الدولة و مرافقها األساسية ‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه العديد من العناصر السابق اعتناقها لألفكار السلفية إلى تبني الفكر‬
‫التكفيري من خالل انضمامهم إلى التنظيمات الجهادية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحول بعض الدول التي شهدت ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي لمناطق‬
‫جاذبة للعناصر المتطرفة التي تتبنى جنسيات مختلفة ( سوريا – ليبيا – اليمن )‬
‫األمر الذي يشكل تهديد حالة عودة تلك العناصر لدولها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪62‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫‪ -‬تعدد و انتشار الجماعات الجهادية و التكفيرية ‪ ،‬و تزايد نشاطها في العديد من‬
‫الدول ‪ ،‬و توفير المجال لتدخالت القوى الدولية في المنطقة بدعوى مكافحة‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلرهاب ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Abeer Alsayed," The Role of Electronic Promotion of Terrorism‬‬
‫‪thrugh social Networks in the Spread of Terrorism Recruiting‬‬
‫‪youth": Applied to the Kingdom of Saudi Arabia, Accessed at 3-5-‬‬
‫‪2015: https: //search.mandumah.com.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪63‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫حيث برزت حركة طالبان ثم أخفقت‬
‫مرت الجماعات الجهادية بالعديد من التطورات ُ‬
‫حيث تراجع‬
‫ثم عادت لتسيطر بقوة و شكلت حكومة الظل ‪ ،‬و كذلك تنظيم القاعدة ُ‬
‫كثي اًر بعد وفاة أسامة بن الدن ‪ ،‬و تنظيم الدولة اإلسالمية الذي تنوعت و تطورت‬
‫أهدافه و مناطق نفوذه حتو وصل إلى أفغانستان ‪.‬‬
‫و توجد عدة أوجه للتشابه بين الجماعات الجهادية مثل ‪ :‬االستراتيجية ‪ ،‬و استخدام‬
‫حيث ‪ :‬الفكر و العقيدة‬
‫وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬كما توجد عدة اختالفات من ُ‬
‫حيث ‪ :‬نوعية العدو المستهدف و كذلك طبيعة‬
‫و األيديولوجية ‪ ،‬و الهدف من ُ‬
‫الهدف سواء كان محلي أو أجنبي ‪ ،‬و كذلك العالقة بين الجماعات الجهادية ‪،‬‬
‫حيث يغلب عليها الطابع الصراعي مثل ‪ :‬الصراع بين حركة طالبان و تنظيم‬ ‫ُ‬
‫الدولة اإلسالمية ‪ ،‬كذلك الصراع بين تنظيمي القاعدة و الدولة اإلسالمية ‪ ،‬و‬
‫الصرع بين حركة طالبان و تنظيم القاعدة ‪.‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪64‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫قائمة المراجع باللغة العربية‬


‫الكتب ‪:‬‬
‫(‪ )1‬السامرائي ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬الفصائل المسلحة في العراق و أفغانستان ‪( ،‬بيروت ‪،‬‬
‫دار الميزان ‪) 2015،‬‬
‫(‪ )2‬بفانير ‪ ،‬توني ‪ ،‬الحروب غير المتكافئة من منظور القانون اإلنساني و العمل‬
‫اإلنساني ‪( ،‬العراق ‪ ،‬المجلة الدولية للصليب األحمر ‪ ،‬عدد ‪. )2015 ، 15‬‬
‫(‪ )3‬بطل الشيشاني ‪ ،‬مراد ‪ ،‬تنظيم القاعدة ‪ :‬الرؤية الجيوسياسية و االستراتيجية و‬
‫البنية االجتماعية ‪ ( ،‬أبو ظبي ‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث‬
‫االستراتيجية ‪. ) 2012 ،‬‬
‫(‪ )4‬بن أحمد الزهراني ‪ ،‬فارس ‪ ،‬العالقات الدولية في اإلسالم ‪ ،‬سلسلة العالقات‬
‫الدولية في اإلسالم ‪ ( ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬مركز الدراسات و البحوث‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬عدد ‪. ) 2008 ، 12‬‬
‫(‪ )5‬حنا الحاج ‪ ،‬ميشيل ‪ ،‬المؤامرة ‪ :‬حرب لتصفية داعش أم تفكيك القاعدة ؟ ‪،‬‬
‫(جامعة القاهرة ‪ ،‬المكتبة المركزية ‪.)2015 ،‬‬
‫(‪ )6‬خالد ‪ ،‬الحداد ‪ ،‬في العالقة بين اإلعلم و اإلرهاب ‪ :‬مفاهيم عامة وتساؤالت‬
‫حول الحالة التونسية ‪ ( ،‬تونس ‪ ،‬المجلة التونسية للعلوم االجتماعية ‪ ،‬عدد‬
‫‪) 2018 ، 144‬‬
‫(‪ )7‬صادق ‪ ،‬محمد ‪ ،‬الحركات اإلسالمية في العالم العربي ‪ :‬االخوان المسلمون‬
‫‪ -‬الشيعة ‪ -‬الحركات الجهادية ‪( ،‬القاهرة‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪،‬‬
‫‪)2014‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪65‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫(‪ )8‬ضياء الدين عيسى ‪ ،‬محمود ‪ ،‬التنظيمات اإلرهابية في الدول العربية و‬


‫إجراءات مواجهتها ‪ ( ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة‬
‫‪.)2017‬‬
‫(‪ )9‬عبود العامري ‪ ،‬صالح ‪ ،‬تاريخ أفغانستان و تطورها السياسي ‪( ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫المكتب العربي للنشر و التوزيع ‪) 2012،‬‬
‫(‪ )10‬علي حسن ‪ ،‬عمار ‪ ،‬شبه دولة ‪ :‬القصة الكاملة لداعش ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬دار‬
‫الدلتا للنشر ‪ ،‬عدد ‪) 2017 ، 7‬‬
‫(‪ )11‬علي صالح ‪ ،‬ماجدة ‪ ،‬القضية األفغانية و انعكاساتها اإلقليمية والدولية‬
‫(القاهرة ‪ ،‬مركز الدراسات اآلسيوية ‪.) 1999،‬‬
‫(‬ ‫(‪)12‬عودة ‪ ،‬جهاد ‪ ،‬الحركات الجهادية و بناء الشرق األوسط الجديد ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪. ) 2016 ،‬‬
‫(‪ )13‬عوده ‪ ،‬جهاد و عدلي ‪ ،‬عبد المنعم ‪ ،‬داعش و األزمة االستراتيجية في إقليم‬
‫الشرق األدنى ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪. ) 2015 ،‬‬
‫(‪ )14‬فاضل عباس فضلي‪ ،‬نادية ‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية تجاه أفغانستان ‪،‬‬
‫( القاهرة ‪ ،‬مركز الدراسات اآلسيوية ‪،‬عدد ‪.) 2011، 45‬‬
‫(‪ )15‬مصطفى ‪ ،‬محمود ‪ ،‬صور الجهاد ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز الدراسات اآلسيوية ‪،‬‬
‫عدد ‪.)2010 ، 15‬‬
‫(‪ )16‬محمد ‪ ،‬جاسم ‪ ،‬داعش و إعالن " الدولة اإلسالمية " و الصراع على البيعة ‪،‬‬
‫(القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪ ،‬عدد ‪ ) 2015 ، 2‬ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )17‬نبيل صالالح الالدين مشالرف ‪ ،‬حسالام ‪ ،‬فكالر الحركالات الدينيالة المساللحة ‪ :‬د ارسالة‬
‫حالتي داعش وجيش الرب ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب العربي للمعارف ‪.) 2018 ،‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪66‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫(‪ )18‬وهبه ‪ ،‬مراد ‪ ،‬زمن األصولية ‪ ،‬رؤية القرن العشرين ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبولي ‪2014 ،‬م )‬
‫(‪ )19‬ياسو ‪ ،‬عبد الحق ‪ ،‬العنف المتطرف يأخذ طابعاً ساحلياً ‪ :‬هل هي نشأة جيل‬
‫جديد من اإلرهاب ؟ ‪( ،‬الرياض مركز الدراسات و األبحاث ‪ ،‬عدد ‪، 8‬‬
‫‪.) 2018‬‬

‫رسائل الماجستير والدكتوراه‬


‫(‪ )20‬إبراهيم ‪ ،‬صفي هللا ‪ ،‬المؤثرات الفكرية والثقافية لإلخوان المسلمين في مصر‬
‫على التنظيمات اإلسالمية في أفغانستان ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد‬
‫و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪) 2019 ، ،‬‬
‫‪ ،‬انعكاسات السلوك الدولي في مجال‬ ‫(‪ )21‬أبو دهب صادق هيكل ‪ ،‬فتوح‬
‫دراسة حالة ‪ :‬الحرب على‬ ‫مكافجة اإلرهاب على مبدأ السيادة الوطنية‬
‫أفغانستان و العراق ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة القاهرة ‪. ) 2010،‬‬
‫(‪)22‬إسماعيل يوسفي ‪ ،‬سيد ‪ ،‬األبعاد االستراتيجية للعالقات األمريكية األفغانية ‪:‬‬
‫(‪ ،)2014-2001‬رسالة ماجيستير ‪ (،‬كلية اآلداب و العلوم‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط ‪. )2014 ،‬‬
‫(‪ )23‬السيد العشري حسن ‪ ،‬رشا ‪ ،‬تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي بين‬
‫الفكر و الحركة ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ( ،‬كلية البحوث والدراسات األفريقية ‪،‬‬
‫جامعة القاهرة ‪.) 2015 ،‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪67‬‬
‫مروة البدري ‪ ،‬ورده هاشم ‪ ،‬آية محمود‬

‫(‪ )24‬أيمن فؤاد لبيب ‪ ،‬هاجر ‪ ،‬الخطاب اإلعالمي لتنظيم الدولة اإلسالمية في‬
‫العراق و الشام ‪ :‬تحليل مضمون مجلة دابق االلكترونية ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪(،‬‬
‫كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪. ) 2019،‬‬
‫(‪ )25‬ضيائي تاج الدين أفغاني ‪ ،‬خالدين ‪ ،‬تأثير السياسات األمريكية على نظام‬
‫الحكم في أفغانستان ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة القاهرة ‪2011 ، ،‬م) ‪.‬‬
‫(‪ )26‬غالم بني ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬التحول الديمقراطي في أفغانستان و العراق من‬
‫منظور مقارن ‪2010- 2001 :‬م ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪( ،‬كلية االقتصاد و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة‪. )2012 ،‬‬
‫(‪ )27‬محمد عمر ‪ ،‬نوران ‪ ، 2013 ،‬السياسة الخارجية للحركات اإلسالمية ‪:‬‬
‫(‬ ‫دراسة حالة جماعة اإلخوان المسلمين في مصر ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪،‬‬
‫كلية االقتصاد و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ) ‪.‬‬

‫المواقع اإللكترونية ‪:‬‬


‫(‪ )28‬أبو حميدة ‪ ،‬محمود ‪ ،‬الوجه الصوفي لطالبان ‪ ، 2015 ،‬متاح على الرابط‬
‫التالي ‪www.almarjie-paries.com :‬‬
‫(‪ )29‬الحضيان ‪ ،‬كريم ‪ ،‬القاعدة في أفغانستان ‪ :‬تحوالت الفكر و الحركة ‪( ،‬تركيا‬
‫‪ ،‬المعهد المصري للدراسات ‪ ،‬عدد ‪ ، )2018 ، 15‬متاح على الرابط التالي‬
‫‪https://eipss-eg.org :‬‬
‫(‪ )30‬الغمراوي ‪ ،‬محمود ‪ ،‬امتداد تنظيم داعش ‪ ، 2014 ،‬متاح على الرابط التالي‬
‫‪www.basnews.com>news>world :‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪68‬‬
‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان ‪ :‬حركة طالبان وتنظيم القاعدة ‪.....‬‬

‫(‪ )31‬القاعدة وطالبان ‪ :‬التقارب المشروط ‪ ،‬تقرير في عام ‪ ، 2017‬متاح على‬


‫الرابط التالي ‪www.almandoumah.org :‬‬
‫(‪ )32‬المطاوعي ‪ ،‬جاد الكريم ‪ ،‬أفغانستان ‪ "..‬الهوية الدينيالة و العرقيالة " ‪2015 ،‬‬
‫‪ ،‬متاح على الرابط التالي ‪https:llwww.islamweb.net>article:‬‬
‫(‪ )33‬الندوة العالمية للشباب اإلسالمي ‪ ،‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.Islamweb.net‬‬
‫(‪ )34‬أمين ‪ ،‬إميل ‪ ،‬داعش والقاعدة من االفتراق إلى االندماج ‪ ، 2014 ،‬متاح‬
‫على الرابط التالي ‪https:llm.aaswat.com :‬‬
‫(‪ )35‬علي ‪ ،‬محمد صالح ‪،‬تشظي الجماعات الجهادية ‪ :‬الراية تأكل نفسها ‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬
‫(‪ )36‬مجلال الالس األمال الالن القال الالومي الروسال الالي ‪ ،‬أمريكال الالا متورطال الالة فال الالي انتقال الالال داعال الالش إلال الالى‬
‫أفغانسال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال الالتان ‪ ، 2020 ،‬متال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال الالاح علال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال الالى ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال الرابط الت ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال الالالي ‪:‬‬
‫‪>https://ar.irna.ir>news‬‬
‫(‪ )37‬محمود ‪ ،‬محمد ‪ ،‬كيف اختلف تنظيم الدولة االسالمية عن تنظيم القاعدة ؟ ‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬متاح على الرابط التالي ‪:‬‬
‫(‪ )38‬وكاالت أبو ظبي ‪ ،‬بعد تراجع داعش ‪ ..‬تحالذير بريطالاني مالن عالودة القاعالدة ‪،‬‬
‫‪ ، 2019‬متاح على الرابط التالي ‪https://www.skynewsarabia.com:‬‬

‫قائمة المراجع باللغه االنجليزية‬

‫‪(1) Abdulbasit, "Future of Afghan Taliban under Mullah Akhtar‬‬


‫‪Mansour", International Affairs, International Center for‬‬

‫املجلد ‪ – 34‬العدد األول ‪2020 -‬‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬
‫‪69‬‬
‫ آية محمود‬، ‫ ورده هاشم‬، ‫مروة البدري‬

political violence and terrorism research, vol 12 2015, No


4.
(2) Abdul-Qayem, Mohamed, " The United States and the
Taliban: Challenges for Effective Negotiations ", Accessed
at 29 – 12 – 2019: https://www.jstor.org
(3) Adamec, Ludwick. w.," Historical Dictionary of
Afghanistan", (Oxford, the Scarecrow Press, 2003), vol.
47, p 200.
(4) Alsayed, Abeer," The Role of Electronic Promotion of
Terrorism thrugh social Networks in the Spread of
Terrorism Recruiting youth": Applied to the Kingdom of
Saudi Arabia, Accessed at 3-5-2015: https:
//search.mandumah.com.
(5) Burke, Jason , " Secret World of US Jails" , Accessed at
5–7- 2014: https://www.jstor.org
(6) Chomosky , Noam ,2007, " Interventions in The Afghan
Society" , ( The United States , H.W.Wilson ) , vol 3 , No
22 .
(7) Daniel, Philpot, 2001," Revolutions in Sovereignty, How
Ideas shaped Modern international Relations ", (The
United Kingdom, Princeton University Press).
(8) Dixon, Norma, " Afghanistan: Taliban made by US ", (The
United States, Washington Post, 2010).

2020 - ‫ – العدد األول‬34 ‫املجلد‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬


70
..... ‫ حركة طالبان وتنظيم القاعدة‬: ‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان‬

(9) Duglas, Rugar ," Law , Liberity and The Pursuit of


Terrorism" ,( The United States , University of Mechigan
Press , 2014)
(10) Farouk Zain, Omar, 2013,"Afghanistan from Conflict to
Conflict ", Pakistan Institute of international Affairs, .p.80
(11) Foster , Erin ," Afghanistan Ethnic Groups : ABrief
Investigation " , Accessed at 7 – 9 2017 : www.cimic
web.org
(12) Ganor , Boaz .Global Alert ," The Rationality of Modern
Islamist Terrorism and The Change to Liberal Democratic
World " , International Affairs , Counter Terrorist Trends
and Analysis , vol 5 , No 4 , 2015 , p 5 .
(13) https:llwww.bbc.comlarabiclinteractivityl2015l06l150610-
comments-is-alqaeda.
(14) https:llwww.ida2at.comlfragmentation-of-jihsdist-groups-
eat-the same-flag
(15) https:lledital.orglrepotslalqaeda-and-taliban
(16) Joe, Havely , " What Proof of Bin Ladins Involvement " , (
The United States ,Cable News Network , LLLP , 2012)
,Vol 2 ,No 5
(17) Khalid, Hasan, "Pakistan Must Not Harbor Taliban", (The
United States, Daily Times, 2006), vol 5, No 29.
(18) Maline, Edawrd ," Alqaeda using Man of Steels Third Act
as Training video " ,Accessed at 4-4- 2012 :
www.jstor.org

2020 - ‫ – العدد األول‬34 ‫املجلد‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬


71
‫ آية محمود‬، ‫ ورده هاشم‬، ‫مروة البدري‬

(19) Mishra, Manoj Komar, "Geopolitical Factors Contributing


to Afghan quagmire",(The United States , International
Journal on World Peace ,2018 ), vol 10.
(20) Norman ,Freidman ,2007 " The Fifty Year War : Conflict and
Strategy in the Cold War" , ( The United States ,MD : Naval
Press ) .
(21) Pakistan, Accessed at 1-5- 2014:www.mandoumah.org
(22) Todd, Richisin, " War on Terror: Difficult to define", (The
United States, The Baltimore sun, 2004).
(23) Taj, Hashmi ," Global Jihad and America: The hundred-
year war beyond Irak and Afghanistan ",
(24) Yadav, Vikash," The Myth of the Moderate Taliban" , ,
International Affairs , Pakistan Horizon, vol 22 ,No 1 ,
2006 .

2020 - ‫ – العدد األول‬34 ‫املجلد‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬


72
..... ‫ حركة طالبان وتنظيم القاعدة‬: ‫نشأة وتطورالجماعات الجهادية في أفغانستان‬

The Appearance and Evolution of the Jihadist


Groups: Taliban, AL Qaeda and Islamist state
Research summary:
This research interests in the conditions that facilitates the
appearance of the jihadist groups through analyzing the
Afghan Society that is characterized by ethnic divisions
because of Ethnic diversity : Pashtun , Tajik , Aymak, Hezara,
Turkman , besides the Afghan Political System, explaining it's
Thought, Leadership, Organizational Structure and Aims
Applies to Taliban, AL Qaeda and the Islamic state, in addition
to studying problems related to jihadist groups .Besides
Clarifying similarities, differences and Conflict between these
jihadist groups.
Key Words: The Role Theory, Jihadist Groups, The evolution
of Jihadist Groups.

2020 - ‫ – العدد األول‬34 ‫املجلد‬ ‫املجلة العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‬


73

You might also like