Professional Documents
Culture Documents
تقرير عيادية العماري
تقرير عيادية العماري
تقرير عيادية العماري
1218-1212
1
-Iأهميّة مسألة الحدود ودواعي اختيار الموضوع:
وقد طرح مشكل الحدود بين البالد التونسيّة وجارتها الغربيّة (الجزائر) منذ أواخر القرن 61
م ارتباطا بسقوط الدولة الحفصيّة وبداية تش ّكل اإلياالت العثمانيّة ،وتجلّى ذلك في عدّة أزمات
حدوديّة أه ّمها أزمة سنة 6161التي أفضت إلى إبرام ّأول اتّفاقيّة حدوديّة بين تونس
والجزائر سنة ،6161وخصوصا أزمة سنة 6161التي تعرف في المصادر اإلخباريّة
السيارة" ،ويتعلّق األمر بمواجهة عسكريّة بين البلدين انتهت
ّ التونسيّة باسم "واقعة عام
بإبرام اتّفاقيّة حدوديّة جديدة مثّلت تأبيدا لالتّفاقيّة األولىّ .إال ّ
أن الخالفات الحدوديّة تواصلت
مع ذلك خالل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ،وحتّى بعد احتالل الجزائر سنة 6111
واحتالل تونس سنة ،6116وتر ّبز الخالف أبثر في مستوى الحدود الصحراويّة التي ظلّت
غير واضحة المعالم ،واعتبرت حدودا وقتيّة.
مر تش ّكل الحدود الشرقيّة للبالد التونسيّة بمسار مختلف ألنّه لم يتسبّب خالل الفترة الحديثة
ّ
في حصول مواجهات عسكريّة حقيقيّة بين البلدين ،ولكنّه لم يخل من أزمات وخالفات.
وتعود ّأول اتّفاقيّة حدوديّة بين البلدين ،أو باألحرى بين فرنسا واالمبراطوريّة العثمانيّة ،إلى
سنة ( 6161اتّفاقيّة طرابلس) ،وت ّم ترسيم الحدود التونسيّة اليرابلسيّة سنة ،6166فساهم
ذلك في الحدّ من الخالفات الحدوديّة بين المستعمرين الفرنسي واالييالي.
طرح مشكل الحدود من جديد بعد استقالل البالد التونسيّة ،وتحديدا سنة 6191حين طالب
الرئيس الحبيب بورقيبة بإعادة ضبط الحدود الصحراويّة التونسيّة ،التي أصبحت تكتسي
2
أهميّة استراتيجيّة مضاعفة بعد ابتشاف الثروات النفييّة الهائلة التي تتر ّبز في العرق
الشرقي الكبير .واعتبر بورقيبة ّ
أن حدود تونس ال تقف عند مستوى العالمة (الناظور)
الحدوديّة عدد ( 661وهي حصن سان /برج الخضراء حاليا) بل تمتدّ إلى مستوى العالمة
مبررات تاريخيّة وقانونيّة ،أه ّمها ما
الحدوديّة رقم ( 611قرعة الهامل) .واستند في ذلك إلى ّ
ورد في اتّفاقيّة طرابلس ذاتها من إشارة إلى ّ
أن الحدود التونسيّة تمتدّ من راس جدير إلى
قرعة الهامل ،واصيدم هذا الميلب برفض قيعي من جبهة التحرير الوطني الجزائريّة،
وحتّى من الرئيس الفرنسي شارل ديغول .واختار بورقيبة التصعيد سنة 6116حيث فتح
جبهة بالجنوب لالستيالء على "حصن سان" بالتزامن مع حرب بنزرت ،في حين لم يلجأ
قادة جبهة التحرير والحكومة الجزائريّة المؤقّتة للتصعيد وابتفوا بتأبيد أحقيّتهم في المنيقة
الواقعة بين النقيتين 661و .611وبالفعل بادرت الجزائر منذ استقاللها سنة 6116إلى
فتحولت األزمة الحدوديّة إلى خالف سياسي لم يقع حسمه نهائيّا ّإال في
ّ احتالل النقية ،611
سنة 6191بإبرام اتّفاقيّة صلح بين البلدين تنازلت بمقتضاها تونس عن ميالبها الحدوديّة
مقابل تعويض مالي ببير.
أ ّما أزمة الجرف القاري بين تونس والجماهيريّة الليبيّة فتعود جذورها إلى تداعيات فشل
مشروع الوحدة االندماجيّة بين البلدين ،حيث أمضى الرئيسان التونسي والليبي "إعالن
جربة" في 66جانفي ّ ،6191
لكن الجانب التونسي سرعان ما تراجع عن التزاماته ،وبدأت
قضيّة الجرف بصفة رسميّة عندما انتصبت شربة بترولية أمريكية يوم 61ماي 6199
الستغالل بترول الجرف القاري تحت حماية عسكريّة ليبيّة ،وعرض القذافي على الرئيس
بورقيبة تقاسم الثروات البتروليّة الموجودة في الجرف وفي الصحراء بشرط إتمام الوحدة
وأصر إلى اللجوء إلى التحكيم الدولي .اتّفق البلدان
ّ بين البلدين ،ل ّكن الرئيس التونسي رفض
في 61جوان 6199على عرض القضيّة على محكمة العدل الدوليّة بالهاي ،التي شرعت
منذ بداية 6191في النظر في الوّائق والحجج المقدّمة من البلدين حول أحقيّة امتالك الجرف
القاري الواقع بين البلدين .وفي 61فيفري 6116أصدرت محكمة العدل الدوليّة حكمها
القاضي بمنح بامل الجرف القاري إلى ليبيا بأغلبيّة 61أصوات مقابل ،1بما رفضت
الميلب التونسي بإعادة النظر في الحكم بتاريخ 6ديسمبر .6119
3
وقد حظيت مسألة الحدود التونسيّة ،وخصوصا الحدود الغربيّة ،باهتمام الباحثين الشبّان في
السنوات األخيرة ،ونذبر على سبيل المثال:
-الخمير (نبيل) ،ضبط الحدود الصحراويّة بين تونس المستقلّة والجزائر الفرنسيّة،
شهادة ادراسات المع ّمقة في التاريخ المعاصر ،إشراف األستاذ خليفة الشاطر ،بليّة
العلوم اإلنسانيّة واالجتماعيّة بتونس.6111 ،
-المشيشي (فاتن) ،ضبط الحدود التونسيّة الجزائريّة بين 8118و ،8591إشراف
األستاذ دمحم ليفي الشايبي ،بليّة العلوم اإلنسانيّة واالجتماعيّة بتونس.6111 ،
يأتي عملنا مك ّمال لهذه الدراسات مع اختالف زاوية النظر والفترة المدروسة ،وعلى الرغم
من أهميّة هذه المسألة في تاريخ تونس المعاصر ،فإنّها لم تحظ بما يكفي من العناية
ي من القضيّتين ،أي قضيّة العالمة الحدوديّة 611وقضيّة الجرف واالهتمام ،ولم تفرد أ ّ
صة تتناول المسألة من مختلف جوانبها ،وهو ما حفّزنا للقيام بهذه المه ّمةالقاري ،بدراسة خا ّ
ّ
الشائكة م ّما يعني ّ
أن اختيار هذا الموضوع بان ألسباب موضوعيّة بحتة.
يضاف إلى ذلك توفّر بعض المصادر المه ّمة من ذلك قيام محكمة العدل الدوليّة بوضع الملف
ي في الموقع االلكتروني التالي:
الكامل لقضيّة الجرف القار ّ
- Cour International de Justice, Plateau Continental (Tunisie/Jamahiriya Arabe Libyenne),
https://www.icj-cij.org/fr/affaire/63
وت ّم بذلك نشر بعض المذ ّبرات التي تتض ّمن تفاصيال مه ّمة عن قضيّة العالمة الحدوديّة
611مثل مذ ّبرات أحمد المستيري ،الذي وابب هذه القضيّة بوصفه سفير الجمهوريّة
التونسيّة بالجزائر.
4
-IIالتخطيط وتنظيم العمل:
يفرض التم ّ
شي الكرونولوجي والمحوري التربيز على القضيّتين بصفة منفصلة نظرا
لتعاقبهما زمنيّا حيث انتهت األزمة الحدوديّة مع الجزائر سنة ،6191وظهرت األزمة
الحدودية مع الجماهيريّة في منتصف السبعيناتّ ،إال ّ
أن التنظيم المنهجي يفرض في نفس
األول
الوقت القيام بتخييط ّالّي يتض ّمن ّالّة فصول ،لذلك يمكن مبدئيّا تخصيص الفصل ّ
للتمهيد للقضيتين الرئيسيتين والعودة إلى الجذور التاريخيّة للمزيد من الشرح والتوضيح،
ويكون ذلك على النحو التالي:
5
-IIIقائمة بيبليوغرافيّة أوليّة:
سنعتمد في هذا العمل الوّائق المتاحة في األرشيف التونسي وأرشيف معهد تاريخ تونس
األول بالخصوص الذي يتعلّق بجذور األزمة .وسنعتمد بذلك
المعاصر ،وذلك في الفصل ّ
المصادر الصحفيّة المتاحة بالمكتبة الوطنيّة التونسيّة ،وبذلك بتب المذ ّبرات والشهادات ذات
القيمة التاريخيّة المه ّمة .ونحاول أن ال نكتفي بالمصادر والشهادات الصادرة عن الجانب
التونسي ،بل نحاول المقابلة بين المصادر المحليّة والمصادر الليبيّة والجزائريّة ليكون عملنا
القاري على المستندات األصليّة التي
ّ أقرب إلى الموضوعيّة .وسنعتمد بالنسبة لقضيّة الجرف
يتيحها موقع محكمة العدل الدوليّة بما ذبرنا.
-ابن أبي دينار (دمحم بن أبي القاسم الرعيني القيرواني) ،المؤنس في أخبار افريقيّة وتونس ،تحقيق دمحم
ش ّمام ،المكتبة العتيقة،تونس.6119 ،
-برفنكيار (ليون) ،أتسرار ترتسيم الحدود التونسيّة الليبيّة ،8588تعريب الضاوي موسى ،تياوين،
.6166
-البشروش (توفيق) ،جمهوريّة الدايات في تونس ( ،)8969 -8958منشورات أيّام الناس ،تونس،
.6116
-التايب (منصف)" ،المجال والسلية في البالد التونسية خالل العهد العثماني" ،روافد ،عدد ،1تونس،
،6111صص.19 -9 .
-الخمير (نبيل) ،ضبط الحدود الصحراويّة بين تونس المستقلة والجزائر الفرنسيّة بين 8599و،8591
شهادة الدراسات المع ّمقة في التاريخ المعاصر ،إشراف األستاذ خليفة الشاطر ،بليّة العلوم اإلنسانيّة
واإلجتماعيّة ،تونس.6111 ،
-رائسي (إدريس) ،القبائل الحدوديّة التونسيّة الجزائريّة بين اإلجارة واإلغارة ( ،)8118 -8122الدار
المتوسييّة للنشر ،تونس.6161 ،
-بن سليمان (فاطمة) ،األرض والهويّة :نشوء الدولة الترابيّة في تونس ( ،)8118 -8961منشورات
،Edisciencesتونس.6111 ،
-شابر (عبد المجيد) ،منذ 92تسنة...عشت معركة بنزرت ،دار دمحم علي الحامي ،صفاقس.
6
شهادة الماجستير في التاريخ،8591 و8118 ضبط الحدود التونسيّة الجزائريّة بين،) المشيشي (فاتن-
.6111 ، تونس، بليّة العلوم اإلنسانيّة واإلجتماعيّة، إشراف األستاذ دمحم ليفي الشايبي،المعاصر
، مجلة البحوث األكاديميّة،" دراسة في الجغرافيا السياسيّة: "الحدود الليبيّة التونسيّة،) الميردي (حواء-
.6161 جانفي،61 العدد
.6166 ، تونس، تبر الزمان، بناء الدولة والمجال: تونس العثمانيّة،) هنيّة (عبد الحميد-
، تحقيق دمحم الحبيب الهيلة، الحلل السندتسيّة في األخبار التونسيّة،)السراج (دمحم بن دمحم األندلسي
ّ الوزير-
.6111 ، بيروت،دار الغرب اإلسالمي
- Berbrugger (Adrien), « Des frontières de l’Algérie », Revue Africaine, no 24, octobre 1860,
pp. 401- 417.
- Martel (André), Les confins saharo-tripolitains de la Tunisie (1881- 1911), PUF, Paris,
1965.
- Nordman (Daniel), La notion des frontières en Afrique du Nord. Mythes et réalités (vers
1830- vers 1912), thèse de troisième cycle, Université de Montpellier III, 1975.
7
- Pervinquière (Léon), « Sur les confins de la Tripolitaine. De la Méditerranée à Ghadamès »,
Le Tour du Monde, 1912, pp. 217- 288.
- Pitte (Jean- Robert), « L’intérêt de l’étude des frontières en histoire », Hypothèses, 2004/1,
pp. 131-134.