Professional Documents
Culture Documents
4 5852943824808053467
4 5852943824808053467
4 5852943824808053467
خير َأ َثرٍ »
الصالحة ُ
« الذكرى َّ
أحمد محمد شاكر
هذا الكتاب يف األصل رسالة علمية ُ ،قدِّ َمت لمعهد البحوث
والــدِّ راســات العربية بالقاهرة ،قسم البحوث والدِّ راسات
الرتاثية لنيل درجــة « الدكتوراة » يف « علم المخطوطات
وتحقيق النصوص » .
وقد نُوقشت ِّ
الرسالة بمقر المعهد بتاريخ 2015-7-15م ،
وتش َّكلت لجنة الحكم على الرسالة من َّ
السادة األساتذة :
مشر ًفا . -1أ.د أحمد معبد عبد الكريم
ً
مناقشا . عضوا -2أد .عبد الستار الحلوجي
ً
مناقشا . عضوا
ً -3أ.د رفعت فوزي عبد المطلب
وحصل الباحث على تقدير « مرتبة الشرف االولى » .ووافق
المجلس العلمي للمعهد على منح الدرجة بتاريخ2015-9-20م
7
ف من البحث30.................................................................................
الهدَ ُ
َ
السابقة 31................................................................................
الدِّ راسات َّ
ُم ْص َطلحات البحث 33 ..............................................................................
المن َْهج 33 ...................................................................................... (أ) َ
(ب) الت َّْح ِق ُيق 33 ....................................................................................
« -التَّحقيق » و « الت ِ
َّصحيح » 34 ...............................................................
« -التَّحقيق » و « النَّ ْقد » 36...................................................................
(جـ ) الن ُُّصوص 36 ..................................................................................
-النَّص والنَّص األصلي 38 ....................................................................
المختلفة للنَّص 39 .................................................................
-األشكال ُ
ببليوجرافيا بمؤلفاته وتحقيقاته وما كتب عنه ُم َر َّتبة زمن ًّيا 102 .............................................
عموما179 ......................................................
ً المبحث األول :موقفه من المستشرقين
ثان ًيا :تحذيره من دسائسهم وتحريفهم للنصوص بالتأويل لمآرهبم 181 ...............................
أولها :اإلشادة بعنايتهم بالرتاث ،وذكر طريقتهم يف تحقيق النصوص واإلشادة بتكشيفهم
لمطبوعات الرتاث وصناعة الفهارس المرشدة 184 .....................................
الم ْحدثين لطريقتهم ،ويف مقدمتهم أحمد زكي باشا 186........................
ثانيها :تقليد الباحثين ُ
ثالثها :ذم ال ُغ ُل ِّو يف تمجيد طبعات المستشرقين186....................................................
رابعها :حرصه على ترجمة المقدمات التي كتبوها بين يدي تحقيقاهتم بلغات أجنبية
غير العربية ،لالستفادة منها مع نقدها 187 . .....................................
خامسها :إعادة طبع ما ح َّق ُقوه من كتب وقع فيها أغالط وتحريفات ُ
وسوء قراءة 187.............
سادسها :التحذير من تالعبهم وتعصبهم وتحريفهم للطبعات189 .....................................
الفصل األول :اختيار المخطوط وجمع النسخ ووصفها وتحديد مراتبها 201 ........................
وح ْسب ،وإنما نراه ُينَ ّبه على أخطاء الفهرسة 210....................
راب ًعا :ال يكتفي باالطالع لنفسه َ
خامسا :اهتمامه بالبحث عن األصول النفيسة للمخطوطات 211 ......................................
ً
سادسا :عدم هتاونه يف جمع النسخ للكتب التي حققها 211 ............................................
ً
* االنتقاد على أحمد شاكر يف اعتماده على المطبوع 213................................................
ُ
وصف النُّسخ 215 ........................................................... المبحث الثالث :منهجه يف
«-5اختصار علوم الحديث » البن كثير ،والحفاظ على تسمية المؤلف233 .............................
-1إثبات نسبة « شرح الطحاوية » البن أبي العز الحنفي ،ت 792ه 235 ..............................
-2إثبات نسبة كتاب« إحكام األ حكام يف شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد 238 ..........................
12
* َن ْقد منهجه يف تحقيق « الرسالة » وتمسكه بأصل الربيع وعدم ُمخالفته 264............................
-انتقاد محمد عبد الغني حسن 264................................................................
-انتقاد الدكتور رفعت فوزي 264..................................................................
-تأييد محمود محمد الطناحي لمسلك شاكر 266..................................................
والرســم245 ...................................................................
المبحث األول :الن َّْســخ َّ
أوال :يستعمل عالمات الرتقيم الحديثة 245 ..........................................................
ثان ًيا :إذا كان األصل الذي ينسخ منه لم تكتب فيه الصالة والسالم على رسول اهلل ينطق هبا
وال يكتبها محافظة على األصل 245 .............................................................
ثال ًثا :يحافظ على رسم الكلمات يف النسخ األصول ،كما يلتزم بالضبط الوارد 246 .....................
-نموذج مثالي للتطبيق للرسم يف نسخة الربيع بن سليمان لـ « الرسالة » للشافعي 246..............
راب ًعا :ينبه على ما يقع فيه بعض المحققين من القراءة الخاطئة لرسم بعض الكلمات 248 ...................
خامسا :يف رسم األعالم ُيثبت أسماء األعالم المحذوفة ألفها 248 .....................................
ً
سادسا :اهتمامه بقضية تعريب األعالم األعجمية وفق منهاج العرب 248 .............................
ً
المبحث الثاين :تنظيم مادة النص 253...................................................................
1ـ ترقيم األحاديث 253...............................................................................
-2ترقيم الفقرات الفقهية واألصولية255 .............................................................
-3ترقيم القصائد واألبيات 256......................................................................
* بعض من مالمح منهج أحمد شاكر يف ضبط النص بالحركات 258 ....................................
أوال :يرى أحمد شاكر أن الشكل الكامل غلو يف األناقة ...........................................
ثان ًيا :تأصيل عملية الضبط من خالل شرح طريقة المحدثين يف ذلك 259 .............................
13
-نماذج لبعض انتقادات السيد أحمد صقر على « الشعر والشعراء » 284......................
-انتقاد الدكتور محمد الدالي لتحقيق زكي مبارك وشاكر للكامل للمربد 287. ................
الشعر ُّ
والشعراء » 296... خفي جدًّ ا انتقده الدكتور محمد حماسة يف تحقيق « ِّ
-مثال لتصحيف ٍّ
الفصل الثاين :منهجه يف توثيق النص والتعليق عليه 297..............................................
المثال األول :يف تصحيحه لحديث ابن لهيعة مطل ًقا305. ..........................................
* إنكار أحمد شاكر على من ُيخَ ِّرج األحاديث على غير طريقة المحدثين 308......................
ثال ًثا :تحقيق النص ِّ
الشعري وتوثيقه 309..............................................................
راب ًعا :مراجعة مصادر المؤ ِّلف وتوثيقها 310..........................................................
أيضا 311.............
-يف مراجعة النص اليكتفي بالمصادر المطبوعة ،وإنما يستعين بالمخطوطة ً
-قاعدة مهمة يف التعامل مع نص المؤلف عند المقارنة بالنصوص األخرى 311. ..................
خامسا :تحقيق الكلمات الدخيلة315.................................................................
ً
المبحث الثاين :التعليق على النص316..................................................................
المت َْر َجم له من خالل سيرته وأحيانًا من خالل كتابه إذا روى فيه عن شيوخ له 343
يعرف بشيوخ ُ
ساب ًعاِّ :
ثامنًًا :يحرص على ذكر ثناء العلماء على المرتجم له 343.............................................
المت َْر َجم له 344...........................
لم َحات خفية وفوائد من سيرة ُ
تاس ًعا :يف ثنايا الرتجمة يربز َ
وجهت للمؤلف 344.................................
عاشرا :تراجمه ال تخلو من دفع االهتامات التي ِّ
ً
المت َْر َجم له المطبوعة والمخطوطة وبيان فوائدها 344.......
حادي عشر :تمتاز تراجمه بذكر مؤلفات ُ
ثاين عشر :تمتاز تراجمه بذكر مصادر الرتجمة وذكر طبعاهتا على نحو ُم َف َّصل 344...................
أوال َ :ي ْست َْح ِدث ويبتكر كشافات بحسب حاجة الكتاب 360...........................................
ثان ًيا :يستخدم من أدوات التكشيف ما ُيسهل على القارئ الوصول لمبتغاه 361........................
ثال ًثا :تأ ُّثره بالشيخ مصطفى علي بيومي يف صناعة التكشيف 362......................................
* نماذج من الكشافات التي صنعها شاكر للكتب التي حققها 363...................................... :
المبحث الرابع :عناية أحمد شاكر بالنواحي الوصفية والتوثيقية للطبعة 389..............................
18
المبحث الخامس :شكل الكتاب الورقي عند أحمد شاكر ونماذج تطبيقية من تنسيقه 392...............
والمراجع 429..............................................................................
الم َصادر َ
َ
َّ
الكشافات 451..................................................................................... :
-1اآليات القرآنية453................................................................................
-2األحاديث واآلثار454.............................................................................
-3األشعار 455......................................................................................
-4المصطلحات 457.............................................................................. .
-5األعالم460.......................................................................................
المالحق 471.......................................................................................:
ملحق (أ) قائمة ببليوجرافية بأهم مؤلفات علوم الحديث التي ُد ِّون َْت فيها قواعدُ تحقيق النُّصوص
مرتبة زمن ًّيا 473 ...................................................................................... .
ملحق (ب) قائمة ببليوجرافية ألهم الكتب واألبحاث يف قواعد تحقيق النصوص ،مرتبة زمن ًّيا 481...........
ملحق (ج) الوثائق والصور 495..................................................................... .
-قائمة ملحق (ج) للوثائق والصور 557......................................................
***
19
***
ُ َ ِّ ُ َ ِّ
إىل العالم المحدث املجتهد الفقيه األديب المحقق
َّ
أمحد حممد شاكر
ُ َّ ً ً
وفاء هل وعِرفانا بما قدمه خلدمة تراث اإلسالم
اضع يف هذا البحث بفضل اهلل عز وجل ال َي َس ُعني بعد أن أنَهيت هذا الجهد المتَو ِ
ُ َ َْ
الشكر والتَّقدير ألستاذي الكريم الدكتور أحمد إال أن أشكر اهلل تعالى ،ثم ُأ َقدِّ م َأ َج ّل ُّ
الصعوبات ،فمحبته ألحمد ِ
معبد عبد الكريم حفظه اهلل ،الذي لم َيدَّ خ ْر وس ًعا يف تذليل ُّ
شاكر كان لها األثر البالغ يف تيسير مهمة البحث .
ح ًّقا كان َع ْص ًرا ذهب ًيا ا َّت َسم باألَ َصالة والدِّ قة واألمانة ،وكان ُم ْخ ِرج الكتاب يسعى
اإلس َهام يف
كذلك إلى جمهرة القراء واألدباء والنقاد ل ُيعينوه على ما هو بسبيله من ْ
إخراج كنوز الرتاث يف َأ ْروع صورها وأوضح معانيها.
هؤالء األعالم الكبار الذين َن َظ ُروا فيما بين أيديهم ،وفيما بين أيدي الناس ،ثم أكبوا
على ما آل إليهم من تراث ،يفتشونه ويتدارسونه ،ثم أعطوه ح َّظه من د َّقة النظر ُ ،
وح ْسن
الفقه ،وانصرفوا إلى إذاعته ونشره .وقد َد َخل هؤالء الرجال ميدان التحقيق والنشر ،
قوي ،من علم األوائل وتجارهبم ،ومستفيدين من جميع المراحل السابقة
ُم َز َّودين بزاد ّ
يف نشر الرتاث ،ومدفوعين بروح عربية إسالمية عارمة ،استهدفت فيما استهدفت إذاعة
النصوص الدالة على عظمة الرتاث ،الكاشفة عن نواحي الجالل والكمال((( .
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى رجال أمثال هؤالء األمناء الربرة الذين حملوا
سماها محمود الطناحي ،ووصفها بأهنا « :مرحلة جديدة تما ًما من النشر العلمي العربي المستكمل لكل((( هكذا َّ
أسباب التوثيق والتحقيق » ،ثم قال « :وهي جديرة بأن ي ُفرد لها كتاب ،إذ كانت من أعظم المراحل وأد ّقها
وأخطرها ،وقد امتد أثرها إلى أرجاء الوطن العربي ك ِّله » « ،مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 121
((( عبد السالم محمد هارون « :قطوف أدبية :دراسة نقدية يف الرتاث العربي حول تحقيق الرتاث » ،ص . 3
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 92
26
على عاتقهم مهمة النهوض برتاث األمة والعناية به ،ينفون عنه تحريف الغالين
وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» .ورحم اهلل العالمة إحسان عباس إذ يقول :
مخذول ،ما د امت تتواله ٍ
أيد َأ مينة »((( . ِْ
ً َ َ مي لن يكون
« التحقيق العل ُّ
إننا أمام صورة رائعة ألحد هؤالء األفذاذ من كبار محققي هذا العصر ،هو العالمة
الم َحدِّ ث الفقيه أحمد محمد شاكر ،الذي ُي َعدُّ من أهم مؤسسي « مدرسة التحقيق
ُ
العلمية الناضجة » بمصر والعالم العربي .
و ترجع محبتي للشيخ أحمد محمد شاكر إلى زمن طويل ،حين كنت أتردد
على معارض الكتب التي كانت تقيمها دار المعارف باإلسماعيلية ،والتي كانت
ُت َو ِّفر لنا الكتب بثمن زهيد من ذخائر الرتاث التي َأ ْسهم أحمد شاكر وزمالؤه يف
نشرها كـ « المسند » و « تفسير الطربي » .
فتعرفت عليه من خالل آثاره ،وحين َعلِ ْم ُت بوجود أحد أبنائه الكرام يقيم بمدينتنا
َّ
وتعرفت عليه ،وهو
باإلسماعيلية ،وهو األستاذ محمود الفرناس ، زرته بمنزله َّ
(((
عرفني بأخيه األكرب األستاذ محمد أسامة المعتز أحمد شاكر ، (((أحد األبناء
الذي ّ
الربرة ،والذي كان له األثر الواضح يف نشر علم والده ،فتعاونت معه طيلة ربع قرن يف
نشر تراث والده ،وكنت َع ْونًا له يف ِص َلتِه ببعض الناشرين((( .
وقبل وفاته بأيام استدعاين وجلست معه ،وأحسست أنه يودعني وأنني لن
َأ ْل َقا ُه مرة أخرى ،فأوصاين بنشر ُت َراث َجدِّ ه َو َأبيه َ ،و َز َّو َدين بكثير من األوراق والطبعات
الخاصة النفيسة لمؤلفات وتحقيقات والده ،التي كان لها األثر البالغ يف نشر هذه
خيرا ورحمه رحمة واسعة .
الدِّ راسة ،فجزاه اهلل ً
َّ
إن الكتابات عن أحمد شاكر وجهوده يف ميدان التحقيق قليلة للغاية ،وما هي َّإل
شذرات يسيرة وما كُتب عن حياته وآثاره ال يتناسب أبدً ا مع قيمته وفضله يف إحياء
تأصل عندنا عادة التفريط يف معرفة قيمة علمائنا((( ،وهو ما
الرتاث ،وأخشى أننا قد َّ
ألمح إليه اإلمام الشافعي (ت 204هـ ) وهو يتحدَّ ث عن فقيه الدِّ يار المصرية ال َّليث بن
ك إِ َّل َأ َّن َأ ْص َحا َب ُه َل ْم َي ُقو ُموا بِ ِه » ،ويف
قائل « :ال َّلي ُث َأ ْف َقه مِن مال ِ ٍ
ُ ْ َ ْ سعد (ت 175هـ ) ً
رواية َ « :ض َّي ُعو ُه » ،ويف أخرى « َض َّي َع ُه َأ ْص َحا ُب ُه » ((( .
تعجب األديب محمد رجب البيومي ،ت 1432هـ = 2011م ،من التقصير
وقد َّ
يف ح ِّقه ،فقال « :كان األستاذ أحمد محمد شاكر ً
عالما مرب ًّزا يف فنون كثيرة ،فهو
ُم َحدِّ ث فقيه ُم َح ِّقق ناقد ،وقد انتقل إلى رحمة اهلل يف يوم السبت 26من ذي القعدة
سنة 1377هـ الموافق 14من يونيه سنة 1958م ،ومضت األيام دون أن َي ُخ َّصه كاتب
بتاريخ ُمنصف ،وال أدري لماذا سكتت المجالت الدينية -على األقل -عن تحليل
آثاره العلمية ،وهو عالم فقه ،وقاضي شرع ،وإمام حديث ؟! لقد قرأت أكثر ما كتب
اجا ذا دف ٍع وجذب ، ً ِ نشرا وتحقي ًقا وبح ًثا وتألي ًفا ،فعرفت له سب ًقا
وتربيزا وح َج ً األستاذ ً
وأنا أعرف له من األصدقاء من األصدقاء والتالميذ من يستطيعون الحديث عنه بإشباع
وإمتاع ،فأين هم ؟ ؟ لقد َتـتَـ َّب ْع ُت المجالت -علمية وأدبية َ -ف َع َّزين أن أجد من هؤالء
((( أثناء طباعة الكتاب فجعت برحيل أستاذنا الكبير العالمة الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف نائب رئيس مجمع
اللغة العربية بتاريخ ،تويف مظلوما مهضو ًما وقد منعوه من التدريس بكلية دار العلوم ،وقد ذكرته هنا للداللة على
ما وصلنا إليه من انحطاط وتضييع ،فإلى اهلل المشتكى وهو المستعان ..
((( ابن حجر العسقالين « :الرحمة الغيثية بالرتجمة الليثية » ،ص ، 84وانظر :الذهبي « :سير أعالم النبالء » . 156/8 ،
28
ومن خالل تطبيقاته لنصوص الرتاث التي ح َّق َق َها َأ ْم َكنني أن أتعرف على َل َمحات من
منهجه ُ ،مستفيدً ا من مقدِّ ماته وتعليقاته و َم َقاالته و ُع ُروضه النقدية للكتب يف المجالت
القديمة ،ومما و َّفقني اهلل للحصول عليه من بعض أوراقه الخاصة واستدراكاته على
مؤلفاته المطبوعة من نسخه الخاصة التي كتبها قبل وفاته .
وألقيت الضوء على جانب مكمالت التحقيق عنده من دراسة وفهرسة ونشر
والتعرف على مالمح من طريقة تنسيقه الكتاب وإخراجه .
((( محمد رجب البيومي « :النهضة اإلسالمية يف سير أعالمها المعاصرين » . 89 / 2
29 مقدمة
وبعد ..
كان هذا البحث المتواضع ،تعري ًفا بجزء من ِع ْلم هذا اإلمام الكبير ،ووفا ًء َي ْع ُسر
معه التعريف بفضله كل ال ُع ْسر ،و َي ْق ُصر ُّ
الصنع عن الوفاء له كل الوفاء .
وال يسعني يف ختام هذا البحث إال أن أشكر المولى عز وجل الذي أمدين بفضله
وآالئه وأعانني على إنجازه ،فبنعمته تتم الصالحات .
بلغت يف َعملي الكمال ،كما أنني ال ُأ َقدِّ مه على أنه بري ٌء من
ُ وال أ َّدعي أنني قد
كل َعيب ،وال أزعم أنه َج َمع السالمة مِن كل نقص ؛ كيف!! والبشر محل النَّقص
بال ريب ،بل أجزم بأن جهدي لم ُي َح ِّقق إال َقدْ ًرا َم ْحدُ و ًدا ،وعسى أن يوفقني ربي
ألفضل و َأ ْق َوم مما بذلت ،فأستكمل النَّقص ،و َأ ُسدُّ َ
الخ َلل .
ََ ُ
الهدف من ابلحث
-1التعريف بِ َع َلم َ
ور ائد من ُر َّو اد مدرسة التحقيق المصرية الحديثة ،وأحد
ُر َّو اد مرحلة األفذاذ ،وبيان ُج ُهوده يف نشر ذخائر الرتاث ،ونفائسه وكنوزه .
-2ال َّت َع ُّرف على منهجه يف تحقيق النصوص نظر ًّيا وعمل ًّيا ،فمن يدرس تحقيقاته
يقرب
ُ الرتاثية مع مقدماته وفهارسه واستدراكاته ومقاالته ويرصد تطورها يف مدى ما
من نصف قرن ال بد أن يخرج بدراسة ترسم منهجه وتوضح معالمه .
ِّ
ادلراسات السابقة
الدِّ راسات التي تناولت منهج تحقيق النصوص عند أحمد محمد شاكر ال تكاد
ُت ْذكر ،فالذين كتبوا عنه ترتكز كتاباهتم يف نواح أخرى .
ومنها :
السنَّة والحديث الشريف :
* يف ُّ
السنَّة المطهرة » ( ،رسالة ماجستير
-1عالء عنرت « :العالمة أحمد شاكر وجهوده يف ُّ
غير منشورة ) ،جامعة األزهر ،القاهرة 1412 ،هـ = 1992م .
« -2منهج العالمة الشيخ أحمد شاكر يف مسند اإلمام أحمد » ،عاطف التهامي ،ط،1
1421هـ = 2000م [ ،د .ن ] .
-3فهد محمد العودة المحيميد «.األحاديث التي حكم عليها أحمد شاكر يف حاشيته
على« سنن الرتمذي » عرض ومناقشة » ،القسم األول ( ،رسالة ماجستير غير
منشورة ) ،كلية الشريعة ،جامعة القصيم 1430 ،هـ =2009م .
-4زينب علي السعوي « :األحاديث التي حكم عليها أحمد شاكر يف حاشيته على
سنن الرتمذي ـ عرض ومناقشة » ،القسم الثاين ( .رسالة ماجستير غير منشورة )،
كلية الشريعة ،جامعة القصيم ،القصيم 1431 ،هـ = 2010م .
-5متولي الرباجيلي « :معالم منهج الشيخ أحمد شاكر يف نقد الحديث » ،ط ، 1القاهرة،
مكتبة السنة بالقاهرة 1434 ،هـ = 2013م .
* ويف الفقه :
-6عبد الرحمن عبد العزيز العقل « :منهج العالمة أحمد شاكر وآراؤه الفقهية » ( ،رسالة
ماجستير غير منشورة ) ،جامعة الملك سعود ،الرياض 1423 ،هـ = 2012م.
32
ُم َؤ ِّلفه ،ونسبة الكتاب إليه ،وكان َم ْتنُه َأ ْق َر َب ما يكون إلى ُّ
الصورة التي تركها مؤلفه((( .
ِ
التصحيح » : « -التحقيق » و «
ُيستعمل مصطلح التحقيق مراد ًفا لمصطلح التصحيح أو النشر ،ويف بداية
الطباعة العربية لم ُيعرف هذا المصطلح « التحقيق » ،ولعل َّأول من استعمله
ووضعه على صدر الكتب التي نشرها هو أحمد زكي باشا شيخ العروبة المتوىف سنة
1353هـ=1934م وذلك فيما ن ََش َر ُه من هذه الكتب « :األصنام » تأليف ابن الكلبي
1332هـ=1914م ،و « التاج يف أخالق الملوك » المنسوب للجاحظ يف السنة نفسها،
و « أنساب الخيل » البن الكلبي ،الذي طبع بعد وفاته سنة 1365هـ=1946م((( .
ويستخدم بعض المحققين مصطلح « التَّص ِ
حيح » بمعنى التحقيق . ْ
تصحيح الكتب وتحقيقها من أشـ ِّـق األعمال
ُ * يقول أحمد شاكر « :
وأكربها َتبِع ًة » ((( .
((( الجاحظ « :رسائل الجاحظ :رسالة يف فصل ما بين العداوة والحسد » . 339-338/1 ،
((( رمضان عبد التواب « :مناهج تحقيق الرتاث » ،ط ، 1القاهرة :مكتبة الخانجي 1406 ،هـ = 1986م ،ص . 5
كبيرا يف محاولة العثور
وقال « :وليس معنى « يقرب من أصله » أن نخمن أية قراءة معينة ،بل علينا أن نبذل جهدً ا ً
على دليل يؤيد القراءة التي اخرتناها .فالتحقيق إثبات القضية بدليل » .
السنَّة ،ص . 42
السالم محمد هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،ط ، 5مكتة ُّ
((( عبد َّ
((( « مقاالت العالمة الدكتور محمود محمد الطناحي » . 127 /1 ،
بحث ٍ
واف عن التصحيح والفهارس وأعمال المستشرقين ، ((( أحمد محمد شاكر « :مقدمة سنن الرتمذي :فيها ٌ
ومعها ترجمة المؤلف » ،ص . 16
35 مصطلحات ابلحث
وإذا كان التحقيق عمالً كل ًّيا شمول ًّيا فإن ما ُي ْع َرف بالتصحيح ليس سوى جزء
منه؛ إذ التصحيح مرتبط بالنص وسالمته من الوهم والخطأ ،ومن الزيادة والنقص،
وال يشمل بالقطع مسائل أخرى كثيرة ،من مثل التوثيق والتخريج والتفسير ونحوها،
بعض التحقيق
التصحيح ُ
َ مما يندرج تحت المفهوم االصطالحي للتحقيق .وكما أن
أيضا ؛ إذ إن هذا األخير مرتبط بأمور لها عالقة بعضه ًالتوثيق (أو التخريج) ُ
َ فإن
بالنسبة ،نسبة النص إلى مؤلفه ،ونسبة ُن ُقوله بأنواعها المختلفة -التي َض َّمنها ن ََّصه-
إلى أصحاهبا ،وتدقيقها بمعارضتها على مصادرها(((.
(ج) النُّصوص:
نص ،وهو يف األصل مصدر بمعنى الرفع واإلسناد إلى الرئيس و النصوص جمع ّ
أيضا :
َّص ً ِ
األكرب ،ثم نقل من المصدرية إلى االسمية ،ولذلك ُجمع على نصوص .والن ُّ
والسنَّة :هو ما َّ
دل ظاهر لفظهما عليه من األحكام((( . َص القرآن ُّ
التعيين .ون ُّ
((( فيصل الحفيان « :مناهج تحقيق الرتاث :جدل النظر والتطبيق » ،مجلة التسامح ،عمان ،عدد ، ، 34ص . 75
((( المصدر السابق ،ص . 75
((( مصطفى جواد « :أمالي مصطفى جواد يف فن تحقيق النصوص » أعدها للنشر وعلق عليها عبد الوهاب محمد
علي ،مجلة المورد ،مج ، 6ع ، ) 1977 (1ص . 119
37 مصطلحات ابلحث
يث َين ُُّصه ن ًَّصا :ر َف َعه. َص ا ْل َح ِد َ قال ابن منظور ،ت 711هـ « :الن َُّّص :ر ْف ُعك َّ
الش ْي َء .ن َّ
الز ْهري يث مِ َن ُّوك ُُّل ما ُأ ْظ ِهرَ ،ف َقدْ نُص .و َق َال َعمرو بن ِدين ٍَار :ما ر َأيت رج ًل َأنَص ل ِ ْلح ِد ِ
َ َّ َ ُ َ ُْ ْ ُ َّ َ َ َ َ
نص ْصتُه إِليه »((( . ِ ٍ َص ا ْل َح ِد َ
يث إِلى ُف َلن َأي ر َف َعهَ ،وك ََذل َك َ َأي َأ ْر َف َع َل ُه و َأ ْسنَدَ ُ .ي َق ُال :ن َّ
نصه ،أي :أظهره؛ وكل مظهر فهو
وقــال أبو العباس ثعلب ،ت 255هـــ َّ « :
نصة .وأنشد: ِ
َمن ُْصوص ،وأصله من ن َّصه ،إذا أقعده على الم َّ
نص ِه
ِّ فإن الوثيق َة يف الحديث إلى َأ ْهلِ َّه
َ ُص
ون َّ
يين وإِ ْظهار فهو ن ٌّ
َص. (((» . وكل َت ْب ٍ
المسندة إلى ال ُق َّراء الثقات َص القرآن المجيد ،أي َن ْق ُله ِّ
بالروايات ُ إلى النبي ﷺ ،ون ُّ
رحا به ، نص َعلى كذا وكذا َّ ،
وعرض بكذا وكذا ،إذا لم يذكره ُم َص ً األثبات .و ُيقال َّ :
المراد بقرينة الحال((( .
فيفهم ُ
ومن شواهد استعمالهم « النصوص » يف كالمهم :
-ما نقله الزمخشري ،ت 538هـ « :الخواتم بالفصوص واإلحكام بالنصوص »((( .
-وقال ياقوت الحموي ،ت 626هـ يف ترجمة ظهير الدين الحسن بن الخطير
نقل عن تلميذ من تالمذته أنه قال « :سمعت بعض رؤساء اللغوي ،ت 598هـ ً ،
اليهود يقول « :لو ُح ِّل ْف ُت أن س ِّيدنا كان َحربًا من أحبار اليهود َ ،ل َح َل ْف ُت ،فإنه ال يعرف
ُّصوص العربانية إال من تدَ َّرب هبذه اللغة »((( .
َ هذه الن
وهناك اصطالح َ « :ما ن َُّصه » ،الشائع االستعمال الذي نلجأ إليه حين نريد
أن نستنسخ حرف ًّيا أقوال المؤلف ،وكذلك حين نُشير إلى التعابير والنصوص
إلي
التي استخدمها حين يتكلم ،ففي المقري « :يا فقيه أهنيت قولك على ن َِّصه َّ
(((
أمير المؤمنين »
-النَّص والنَّص األصلي :
َذك ََر ُأستاذنا الدكتور كمال عرفات نبهان « :أن النَّص كلمة تستخدم ً
بدل من
كتاب ؛ ألن كلمة كتاب أكثر ارتبا ًطا بالشكل المادي للورق والكتابة والتجليد ..
إلخ .كما تستخدم بعض مرادفات لكلمة نص مثل كلمة عمل أو مؤلف العتبارات
((( مصطفى جواد « :أمالي مصطفى جواد يف فن تحقيق النصوص » ،مجلة المورد العراقية ،مج ، 6ع ، 1ص . 119
فصصته .وتقول :الخواتم
ص ،وعملت الخاتم وما ّ
مفص ٌ
خاتم ّ
ٌ ((( الزمخشري « :أساس البالغة » ،وفيه « :
بالفصوص ،واألحكام بالنصوص » ،مادة ( :فصص ) .
((( ياقوت الحموي « :معجم األدباء » . 858 /2 ،
((( رينهارت دوزي « :تكملة المعاجم العربية » ، 227 /10 ،وانظر « نفح الطيب » .378/1
39 مصطلحات ابلحث
بالغية تتعلق بالتناسب بين الكلمات ،عند تمييز فروق معينة بينها » .
ِ
وأضاف :أن الن َّّص األَ ْصل ّي :هو ن ٌّ
َص ُت َؤ َّلف بعده نُصوص تابعة .ويمكن أن ُيطلق
َّص الفاعل ،
الم َح ِّرك ،الن ُّ
َّص ُ
َّص األول ،الن ُّ
على هذا النص تسميات أخرى مثل :الن ُّ
َّص المحوري ،وكلها صفات للنَّص األصلي((( .
َّص األساسي ،الن ُّ
الن ُّ
وقد استخدم حاجي خليفة (ت 1067هـ ) ،كلمة « المتن » للداللة على النَّص أو
الكتاب األصلي الذي ُت َؤ َّلف عليه كتب أخرى ُت َعدُّ فرو ًعا له((( .
-األشكال المختلفة للنَّص :
يف ُمقابل الطبعات المتعددة التي يخرجها المؤلف يف عصر الطباعة شهد التأليف
العربي منذ عصوره المبكرة ظواهر مماثلة ،فقد وصلتنا نسخ مخطوطة مختلفة للكتاب
الواحد ،ويمكن أن نفهم ذلك على ضوء ما نعرفه عن طرق ظهور المؤلفات العربية يف
عصر المخطوط ،فقد كانت تظهر من خالل ُطرق ُمتعددة وهي :
-1التأليف التحريري أو الكتابي منذ البداية .
-2اإلمالء.
الرواية .
ِّ -3
وما نُسميه يف عصر الطباعة editionالتي تحمل إحدى صور أو حاالت النص
وتميزه عن طبعات أخرى لنفس الكتاب ُ ،يقابله يف مجال المخطوطات مصطلحات
مثل :العرضة واإلبرازة والنُّسخة والشاهد والهيئة((( .
***
« لم تَخْ ُلف مصر بعده مثله ،وما أظنه رأى مثل نفسه يف بلده »
عواد معروف
بشار َّ
ويشتمل على خمسة مباحث :
المبحث األول :حياته وأسرته
المبحث الثاين :وظائفه وأعماله .
المبحث الثالث :عالقاته .
المبحث الرابع :أخالقه وورعه .
المبحث الخامس :وفاته .
45
املبحث األول
ــحــياته وأرسته
أوأل :حياته .
((( وقد رأيت نِ ْس َبة « الحسيني » يف توقيع له بآخر نسخة من « اإلحكام يف أصول األحكام البن حزم » كان نسخها له
أحد الن َُّّساخ .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 56
الم َحدِّ ثين » ،مجلة المجلة ،ع ، 19س ، ) 1958 ( 2ص . 119وسيأيت ص 82يف
((( « أحمد محمد شاكر إمام ُ
إجازة عبد الستار الدهلوي « :شهاب الدين أبي العباس أحمد . !! » ..
((( المصدر السابق ،ص ، 119وانظر الزِّ ركلي « :األعالم » .253/1 ،
46
ُو ِّلي منصب « نائب محكمة مديرية القليوبية » يف 7شعبان سنة 1311هـ = 13
فرباير سنة 1894م .ومكث فيه أكثر من ست سنين .
وقد َصدَ َر األمر العالي بتعيينه « قاضي ُق َضاة السودان » ،يف يوم 10ذي القعدة
1317هـ = 11مارس 1900م .
-ويف 26أبريل 1904م ُع ِّين ً
شيخا لعلماء اإلسكندرية ،فبعث فيها ن َْه َضة علمية،
كانت فاتحة خير ،بزغ نورها يف أرجاء مصر .
-ويف أواخر سنة 1324هـ ن ُِد َب للقيام بأعباء منصب« مشيخة الجامع األزهر » ،نيابة
عن المرحوم الشيخ عبد الرحمن الشربيني ،باإلضافة إلى عمله يف مشيخة اإلسكندرية ،
أربعة أشهر ،من رمضان إلى ذي الحجة .
-ويف 9ربيع الثاين 1327هـ = 29أبريل 1909م ُ ،ع ِّين وكيال لمشيخة الجامع
األزهر ،ثم صدر قانون النظام يف األزهر سنة 1911م ،و ُأنشئت فيه « هيئة كبار
العلماء » ،فكان يف الفوج األول منها إلى أن مات يف منتصف الساعة الثامنة من
صباح يوم الخميس ُ 11جمادى األولى 1358هـ = 29يونيه 1939م(((.
َو َصف أحمد شاكر َوالده بقوله « :وأخال ُقه كانت أخالق العلماء َّ
األولين :
لما ،يخاف اهلل ويرجو رحمته ،وال يخاف غيره وال يرجوه ،يعمل ما
كان رجال ُم ْس ً
خالصا هلل ...ولم تكن الدُّ نيا من َه ِّمه يف شيء ،وقد كانت
ً يعمل ،أو يقول ما يقول
تجري على يديه ،وكان له من النفوذ يف الدَّ ولة ما يم ِّكن له من ِ
الغنى لو أراد ،وكان َُ ُ
دائما مقر ًبا إلى العرش ،بل أتى عليه حي ٌن من الدهر كان أقرب الناس إليه زلفى ، ً
اؤه .ولقد حدَّ ثني واحدٌ من شيوخي حفظه اهلل ،منذ أكثر من َف َع َص َم ُه زهده وعفته وإِ َب ُ
او َر ُه َم َّر ًة ليحمله على شراء دار ألوالده َ ،ف َأبى ، وقال
خمس وعشرين سنة ،أنه َح َ
له :إنما أحسن تربيتهم وتعليمهم ،ولهم رزقهم عند اهلل .وكان يضع الميزانية سنويا
وو َص َف ُه األستاذ محمد عبد الغني حسن ،ت 1985م ،بقوله « :كان الشيخ
َ
محمد شاكر من شيوخ التجديد يف العالم اإلسالمي »((( ،و ُيحدِّ ثنا عن آثاره فيقول :
تفرغ له و َع َكف
والم َقالة الشيخ محمد شاكر عن التأليف ،ولو َّ
السياسة َ
« لقد شغلت ِّ
شأن أي ٍ ِ
وعجيب جدًّ ا أن هذه الشخصية األزهرية
ٌ شأن ، عليه لكان له يف ذلك الميدان ٌ ُّ
المنْطق »((( ،و « الدروس
الكبيرة تتمخض عن ثالثة كتب صغيرة « :اإليضاح يف َ
األولية يف العقائد الدينية »((( ،و « القول ال َف ْصل يف ترجمة القرآن الكريم »((( ،ولكن
((( أحمد محمد شاكر « :محمد شاكر َع َل ٌم من أعالم العصر » ،ص . 20 ، 19
((( عبد المتعال الصعيدي « ،نظام الطالق يف اإلسالم تأليف األستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر » ،مجلة الرسالة ،ع
، 146س ، ) 1936 ( 4ص . 680
((( محمد عبد الغني حسن :مجلة الكتاب « من أعالم النهضة الحديثة :محمد شاكر » ،مج ، 2ج ، 9س ، 1ص . 429
((( طبع بمطبعة النهضة المصرية سنة 1926م .
((( طبع بالمطبعة المصرية باإلسكندرية سنة 1908م .
أيضا «:وصايا اآلباء إلى األبناء » ،و« خالصة اإلمالء » ،و« من الحماية
((( طبع بمطبعة النهضة المصرية سنة 1925م .وله ً
السيادة فالكلمة اآلن لمصر» ،انظر :زكي مجاهد « :األعالم الشرقية يف المئة الرابعة عشرة الهجرية » . 285/2 ،
إلى ِّ
48
فهي َأ ْس َماء هارون عبد الرازق ُ ،توفيت بعد ظهر يوم األحد 22من شعبان سنة
1344هـ ،بمنزل والده محمد شاكر بشارع رحبة عابدين بالقاهرة((( .
يقول عنه أحمد شاكر « :العالمة الكبير ،إمام العربية غير مدا َفع » هارون
ابن عبد الــرازق بن حسن بن أبي زيد البنجاوي األزهــري ،المولود بـبلدة
« بنجا » من قرى مركز « طهطا » ،يوم الخميس 25جمادي األولــى سنة
1249هـ = 1823م ،والمتوىف بالقاهرة فجر يوم السبت ُ 26ج َمادى األولى
سنة 1336هـ = 1918م ((( .
((( محمد عبد الغني حسن :مجلة الكتاب « من أعالم النهضة الحديثة :محمد شاكر » ،ج ، 1س ،1ص . 431
((( نشرت أوال يف مقاالت ،انظز :ما سيأيت ص ، ،ثم طبعت مفردة ،يف دار المعارف سنة 1372هـ ،مع زيادات .
((( عايدة الشريف « :محمود محمد شاكر :قصة قلم » ،ص . 223
((( انظر ترجمة أحمد شاكر له يف مقدمة تحقيق « سنن الرتمذي » ، 92/1 ،حاشية (. )1
((( كان من ُم َح ِّققي الطبعة السلطانية للجامع الصحيح للبخاري .
((( الزركلي « :األعالم » ، 61/8 ،وزكي محمد مجاهد « :األعالم الشرقية » . 421-420/2 ،
49
كان إما ًما يف نشر الرتاث ،وإذاعته ،وهو القائل عن نفسه « :أنا جندي من جنود
هذه العربية » ،والحديث عن َغيرتِه ِ ،
وحراسته للعربية ال نستطيع أن ن َُو ِّفيه يف كلمات، ْ
فقد حارب يف جبهات كثيرة ،وخاض معارك كثيرة ،فحارب الدعوة إلى العامية ،
وحارب الدعوة إلى كتابة اللغة العربية بحروف التينية ،وحارب الدعوة إلى هلهلة
اللغة العربية والعبث هبا ،بحجة التطور اللغوي ،الذي ُيضي ً
حتما إلى جعل اللغة
ال ُفصحى لغة دينية فقط((( .
اون أخاه أحمد شاكر يف تصحيح كتاب « لباب اآلداب » ،يقول عنه أحمد
و َع َ
وكثيرا ما
ً شاكر « :وأعانني يف تصحيحه شقيقي األصغر السيد محمود محمد شاكر ،
سهر الليالي يف تحقيق بيت شعر أو تصويب جملة »((( .
وتعاونا م ًعا يف نشر « تفسير الطربي » ،يقول محمود شاكر « :ف َت َف َّضل أخي أن
ينظر يف أسانيد أبي جعفر ،وهي كثيرة جدًّ ا ،ويتكلم عن بعض رجالها ،حيث يتطلب
خرج جميع ما فيها من أحاديث رسول اهلل ﷺ .فإن وجد بعد ذلك
التحقيق ذلك ،ثم ُي ِّ
طوقني هبا ،وكم
فشكرت له هذه اليدَ التي َّ علي ، ً
ُ فراغا نظر يف عملي وراجعه واستدرك َّ
يد ال أملك جزا َءها ،عند اهلل جزاؤها وجزاء كل معروف .وحسبه من له عندي من ٍ
وكان أحمد شاكر يعرف ألخيه محمود وزنه يف األدب ،يشير إلى هذا ناصر الدين
األسد ، يف حوار معه((( ،فيقول « :هذا أمة يف رجل ،محمود محمد شاكر رحمة اهلل
عليه ،بدأت معرفتي به يف سنة 1951والزمته إلى قرب وفاته ..وتعرفت به مصادفة
كان أخوه ُم َحدِّ ث العصر الشيخ أحمد محمد شاكر التقيت به يف مناسبة فسألته عن
أسئلة أدبية قال لي :ال .هذا اسأل أخي محمود أنت خلطت بيني وبين أخي محمود ».
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 110 ، 109
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « لباب اآلداب » ،ص . 5
((( محمود محمد شاكر ،مقدمته لـ« تفسير الطربي » . 13 /1 ،
((( يف لقاء معه بربنامج « مسارات -الجزء الثاين » مع حلمي الرتيكي ،بقناة الجزيرة بتاريخ 3محرم 1427هـ
الموافق 2فرباير 2006م .
51
-1محمد ُأ َسامة ُ
الم ْعتز أحمد محمد شاكرُ ،ولد سنة 1919م ،وكان ً
مديرا عا ًّما
للمصروفات بديوان عام محافظة القاهرة .تويف يف يوم الخميس 25مارس سنة
2010م .وقد كان نعم العون لوالده يف نشر الرتاث يف حياته وبعد مماته((( ،فقد ساعده
يف ترجمة مقدمة تحقيق «الكامل» للمربد المطبوعة يف أوربا ،يف مدينة ليبزج سنة 1864م
بتصحيح المستشرق (رايت) ،والتي كتب لها مقدمة للنسخة باللغة اإلنكليزية(((.
-2محمود الفرناس أحمد محمد شاكر((( ُ ،ولد سنة 1931م ،وكان يعمل هبيئة
قناة السويس باإلسماعيلية [ ،تويف يف 2001/11/16م ] .
-4نعمة اهلل أحمد محمد شاكر ،توفيت وهي طفلة صغيرة سنة 1935م .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « الكامل » للمربد / 2صفحة ب.
((( عندما رأيته فكأنه صورة من أبيه ،رحمهما اهلل .
كثيرا من ُم ْشكالت العربية يف كتاب « ِّ
الرسالة » للشافعي ،انظر مقدمة تحقيق « الرسالة » ،ص . 28 ((( ع ََر َض عليه ً
53
املبحث اثلاين
َ ُ ُ
َوظـائ ِفـه وأعماهل
حاز شهادة العالمية ((( من األزهــر يف 24من ذي الحجة 1335هـــ = 10
مدرسا بمدرسة عثمان باشا ماهر((( ،ولكن لم يبق ً أكتوبر 1917م ،ثم ُعين
هبا غير أربعة أشهر((( ،ثم عين بداية حياته موظ ًفا قضائ ًّيا بالمحكمة الشرعية
وظل يف القضاء حتى ُأحيل إلى المعاش يف سنة بالزقازيق 1918م ثم قاض ًيا ّ ،
عضوا بالمحكمة الشرعية العليا .
ً 1951م ،
* تنقل بين كثير من المحاكم الشرعية :
ً -
عامل قضائ ًيا بالمحكمة الشرعية بالزقازيق 1918م((( .
-قاض ًيا محكمة األقصر الشرعية ،سنة 1921م((( .
السنطة الشرعية سنة 1925م ((( .
-قاض ًيا بمحكمة ّ
-قاض ًيا بمحكمة اإلسماعيلية الشرعية سنة 1928م((( .
((( انظر :شهادة أحمد شاكر للعالمية باألزهر .انظر المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ()1
((( مدرسة عثمان باشا ماهر ،مدرسة إسالمية تعلم العلوم الشرعية .واآللية من معقول ومنقول وفروع وأصول .هي
الشرعي أو
ّ من المدارس الدينية الموقوفة لألزهر ،وكان المنتهون منها يلحقون إلتمام دراساهتم بمدرسة القضاء
دار العلوم أو األزهر.انظر « مجلة المنار » (. )161 /2
((( مجلة المجلة ،س ، 2عدد ( 19ذو الحجة 1377هـ = يوليه 1958م ) ،ص . 120وجاء على غالف كراس به
بعض المقاالت بخط أحمد شاكر أنه كان ُيدَ ِّرس هبا مادة التوحيد ،ما بين سنتي ( 1336 -1335هـ = -1917
. ) 1918انظر :المالحق :ملحق ج شكل رقم ( . ) 2
((( من خطاب أرسله له شيخه أبو الوفا الشرقاوي بتاريخ 19جمادى االولى 1336هـ = 2مارس 1918م ،وكتب
عليه هذ الصفة .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 3
رئيسا لمحكمة الزقازيق الشرعية :
وجاء يف « األعالم الشرقية» لزكي محمد مجاهد . 385/2 ،أنه كان ً
((( من خطاب أرسله له شيخه أبو الوفا الشرقاوي بتاريخ 8ربيع األول 1340هـ = 8نوفمرب 1921م ،وكتب عليه
هذ الصفة .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . )3
((( كما جاء توقيعه على مقاله « تصحيح القاموس ألحمد تيمور » ،بمجلة الزهراء ،م ، 1ج ، 8ص . 534ومركز
السنطة هو أحد مراكز محافظة الغربية يف مصر.
((( أسامة أحمد شاكر « :من أعالم العصر » ،ص . 49
54
-قاض ًيا بمحكمة األزبكية الشرعية بالقاهرة يف الفرتة ما بين 1941 -1931م(((.
رئيسا لمحكمة المنصورة االبتدائية الشرعية سنة 1947م ((( .
ً -
رئيسا لمحكمة شبين الكوم االبتدائية الشرعية سنة 1949م((( .
ً -
عضوا بالمحكمة العليا الشرعية 1951م ،ثم افتتح بعدً -ثم ُأ ِحيل إلى المعاش
ذلك مكت ًبا للقضايا واالستشارات الشرعية سنة 1951م ((( .
* ويف هذه الفرتة عمل ُم ْش ِر ًفا على تحرير« مجلة الهدي النبوي » التي تصدرها جماعة
أنصار السنة المحمدية ،لمدة سبعة شهور ،ثم اعتذر عن االستمرار((( ،وذلك يف الفرتة من
أول محرم 1370هـ = أكتوبر 1950إلى هناية رجب 1370هـ =أبريل 1951م .
درس علم مصطلح الحديث ورجاله بكلية ُأصــول الدين باألزهر،* كما َّ
فكتاباته يف يومياته تدل على ذلك ،يقول « :ذهبت لكلية أصول الدين وأعطيت
َد ْر َس ْين يف «رجال الحديث » للفصل األول والفصل الثالث من السنة األولى لغاية
صباحا لألزهر وقابلت األستاذ الشيخ
ً الساعة . (((» 1ويقول يف يوم آخر « :ذهبت
محمود شلتوت وقبضت المكافأة عن شهر نوفمرب للتدريس يف كلية أصول الدين »(((.
((( انظر كتابه « :أبحاث يف أحكام » ،ص .10 ، 5والذي َض َّمنه ُج َّل أحكامه هبذه المحكمة .
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » .وجاء فيها « :بالمرسوم الصادر يوم االثنين 25محرم سنة 1367هـ ،الموافق
8ديسمرب سنة 1947م » .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إصالح المنطق » البن السكيت ،ط 1949م ،ص . 5
((( انظر مجلة الهدي النبوي مج ، 16ع 4ص ، 2حيث نشر ما يفيد ذلك يف إعالن ،ن َُّصه « :حضرة صاحب الفضيلة
األستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر عضو المحكمة العليا الشرعية ساب ًقا افتتح مكت ًبا للقضايا واالستشارات
الشرعية 12 ،ش قصر النيل ( عمارة هبلر ) » .
اعتذارا بالمجلة ،ع َّل َل ُه برجوعه لمنصب القضاء وصدور حكم من مجلس الدولة بتاريخ الخميس 20
ً ((( ثم كتب
رجب 1370هـ = 26أبريل 1951م بإلغاء القرار الصادر من وزارة العدل بإحالته إلى المعاش .
((( « يوميات أحمد شاكر سنة ، »1950األحد 12نوفمرب .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 4
((( المصدر السابق ،السبت 9ديسمرب .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 4وهذا ير ُّد قول األستاذ عبد
الرحمن العقل يف مقدمة « جمهرة مقاالت أحمد شاكر » « : 59 / 1 ،ولم ينصب نفسه لتدريس الطالب » !
55
* وشارك يف فحص رسالة الدكتوراه لمحمد أحمد خلف اهلل (ت 1983م ) بكلية
اآلداب جامعة فؤاد األول (القاهرة ) .
وكتابات أحمد شاكر يف يومياته تؤكد هذا ،والرسالة كما يقول أحمد شاكر يف
« تاريخ أبي الفرج صاحب األغاين »((( .
يقول « :أرسل لي سعادة األخ الدكتور زكي محمد حسن((( عميد كلية اآلداب
رسالة يف « تاريخ أبي الفرج صاحب األغاين»((( لفحصها تمهيدً ا المتحان مؤلفها يف
الدكتوراه بجامعة فؤاد »((( .ويقول « :وجاء خطاب من كلية اآلداب بتأجيل امتحان
الدكتوراه إلى أجل س ُي َع َّين فيما بعد »(((.
الس ِّيد أحمد صقر يف فحص الرسالة ،يقول : واستعان شاكر بصديقه المحقق َّ
«تغدى عندنا األستاذ سيد صقر ثم مكث معي لقراءة رسالة الدكتوراه التي قدَّ مها
(((
«خلف اهلل » والمنتدب أنا لالمتحان فيها ،وسهرنا أكثر الليل ،وبات عندنا »
وطلب الكلية االستعانة بأحمد شاكر يف فحص هذه الرسالة َأ ْم ٌر له داللته(((،
القصصي يف القرآن
ّ فخلف اهلل قد تقدم ساب ًقا عام 1947م برسالة بعنوان « الف ّن
الرسالة((( . الكريم » ،وقامت ضجة يومها على ما جاء هبا ِ ،
ورفضت ِّ ُ
((( طبعت بمكتبة األنجلو المصرية ،ط ، 2سنة 1962م ،بعنوان « :صاحب األغاين أبو الفرج األصبهاين الراوية » .
((( انظر ترجمته فيما سيأيت ،ص . 44 ،43
ً
مؤرخا . قرر فيها :أن صاحب كتاب « األغاين » أبا الفرج األصفهاين ٍ
راو وليس ((( ُي ِّ
((( « يوميات أحمد شاكر سنة ، »1950االثنين 6فرباير .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )5
((( المصدر نفسه :الجمعة 19مايو .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )5
((( المصدر السابق :الثالثاء 16مايو .وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )6
((( واستعانة كلية اآلداب بأحمد شاكر يف هذا الموقف لما يتمتع به من قوة العلم ،وحكمة العقل ،كما أن استعانة
الس ِّيد أحمد صقر يف المراجعة يؤكد قمة االحتياط والدِّ قة يف َت َح ُّمل المسئولية .
أحمد شاكر بصديقه َّ
((( يف تقريراألديب أحمد أمين عنها ،قال « :وقد وجد ُتها رسالة ليست عادية؛ بل هي رسالة خطيرة ،أساسها َّ
أن
ال َق َصص يف القرآن عمل فني خاضع لما يخضع له الفن من َخ ْلق وابتكار ،من غير التزام ل ِ ِصدْ ق التاريخ » ،انظر:
محمد الخضر حسين :مجلة الهداية ،مج ، 20ج ، 8 ، 7مج ، 21ج.1،2
56
((( وهو الذي صنَّف كتاب « اإلشفاق على أحكام الطالق » ر ًّدا على كتاب أحمد شاكر «:نظام الطالق يف اإلسالم » .
((( « يوميات أحمد شاكر سنة : »1950بتاريخ الثالثاء 28فرباير .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )7
((( مقدمة تحقيقه لـ « اختصار علوم الحديث » البن كثير ،ص ، 3ط1355 ، 1هـ = 1937م.
((( انظر ترجمته فيما سيأيت ،ص . 72
((( مقدمة تحقيقه لـ « اختصار علوم الحديث » البن كثير ،ط ، 2ص . 5
((( الزركلي « :األعالم » . 254/1 ،
57
املبحث اثلالث
َ َ َ ُ
عـلقاته
تنوعت عالقات أحمد شاكر بمن حوله ،من علماء ومفكرين وأدباء وسياسيين،
َّ
منفتحا على كل
ً خارج مصر وداخلها ،ويف كل أنحاء العالم اإلسالمي .وقد كان
الناس ،وكان منزله مقصدً ا للجميع ،يستشيرونه ويستشيرهم ُ ،ينَاقشهم و ُينَاقِشونه ،يتفق
وخير الناس
ُ معهم ويختلف ،ويشارك يف حل الخالفات ،فيتوسط لهذا ويشفع لذاك ،
أنفعهم للناس ،حتى ش َّبه أبو الحسن الندوي بيته -حين زاره -بـ « دار العلماء »((( .
وسأشير على سبيل التمثيل لبعض من هؤالء ،فمنهم((( :
((( « يوميات أحمد شاكر سنة ، »1950االثنين 20نوفمرب ،انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )9
((( من تقديمه لـ « مفتاح كنوز السنة » ،ا .ي فنسنك ،صفحة رقم ( ث )
أيضا :محمد فؤاد عبد الباقي :مقدمة تحقيق «موطأ مالك » .
((( المصدر السابق ،وانظر ً
((( انظر « :يوميات أحمد شاكر سنة » 1950بتاريخ األحد 17سبتمرب :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 46
60
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « الرسالة » للشافعي ،ص . 29-28
((( انظر « :المسند » ألحمد بن حنبل . 271 / 14 ،
((( رحلته إلى الجزيرة سنة 1949م ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 10
61
كتاب ،فلم أملك قلمي عن الكتابة إليكم ،وجدتكم َأ ْو َفيتم البحث حقه واستوعبتم كل
ِ
ما يستحقه موضوعه من األدلة والحجاج مع د َّقة َن َظر ُ
وح ْسن ترتيب ،ولقد أخذ بلبي
رجل من أهل عصرنا يريد أن ينشر بين الناس إنصافكم القول يف شأن أبي العالء ،فإن ً
إلحاده حاول أن يأخذ على أبي العالء كلمات لم يحسن فهمها ،ل ُيذيع بين الناس أن له
إما ًما يتبع طريقه ...ومن سعة يف االطالع ،ومن قدرة على امتالك ناصية القول .وأسأله
أن يزيدك من فضله ،وأن ينفع بك العرب واللغة العربية ،والمسلمين واإلسالم »((( .
السيد أحمد صقر ،ت 1410هـ = 1989م :
* العالمة المحقق َّ
وصفه الطناحي بقوله « :هو أقدر الناس على تقديم كتاب وتقويم نص وتوثيق
نقل وتخريج شاهد ،واستقصاء خرب »((( .يقول عنه أحمد شاكر « واألستاذ السيد
أحمد صقر مني بمنزلة األخ األصغر ،نشأ معي ،وعرفته وعرفني ،وتأدبنا بأدب واحد
التقصي ما استطعنا »((( .
ِّ الم َس َائل ،والحرص على
يف العلم والبحث ،ويف فقه َ
وقد كانت بين أحمد شاكر وبين الس ِّيد أحمد صقر صداقة وتعاون وزيارات ،
فكان السيد صقر يبيت عند شاكر للتباحث يف العلم ((( .
* الشيخ عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز الرئيس العام للجنة الدائمة للبحوث
العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد بالسعودية ،ت 1419هـ = 1999م :
أرسل للشيخ أحمد شاكر رسالة قال فيها « :من عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز إلى
حضرة األخ يف اهلل والمحبوب فيه الشيخ الفاضل العالمة أحمد شاكر ..أخي لقد كنت
منذ أمد طويل مشتاقًا إلى مكاتبة فضيلتكم ؛ للتعارف ،والتذاكر ،والسالم عليكم ،
((( تقريظ بتاريخ 10جمادى األولى سنة 1346هـ .وكتب بآخر كتاب « أبو العالء وما إليه » ط .لجنة التأليف
والرتجمة والنشر .
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 100
((( مقدمة الطبعة الثانية لتحقيقه لـكتاب « الشعر والشعراء » البن قتيبة. 33 - 31/ 1 ،
((( انظر ما تقدم ،ص . 55
62
وكان قد زاره يف بيته يوم األربعاء 23جمادى اآلخرة الموافق 31يناير 1951م،
قال « :خرجنا العصر نقابل األستاذ المؤلف المشهور((( الشيخ أحمد محمد شاكر
القاضي الشرعي ساب ًقا ،فوجدنا ً
دارا أشبه بدار العلماء ،أستغفر اهلل إن للعلماء يف
مصر شأنًا غير شأن العلماء يف الهند ،فقد بارك اهلل لهم يف أموالهم وبسط لهم يف الحياة
تنظيما عصر ًيا،
ً فجددوا عهد القضاة يف العصر العباسي ،اجتمعنا يف غرفة منورة منظمة
وتجاذبنا أطراف الحديث منها ما يتناول األزهر ،ومنها ما يتناول الجمعيات الدينية يف
مصر ،ويظهر أن الشيخ له اطالع واسع وأكسبته الدِّ راسة واالحتكاك بالعصر ُمرونة
وتوس ًعا يف الخالفات الكالمية والفقه ِّية .(((» ...
((( محمد بن محمد الموسى ،ومحمد إبراهيم الحمد « :الرسائل المتبادلة بين ابن باز والعلماء » ص .595 -593
انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )11
((( انظر :أبو الحسن علي الحسني الندوي « :رحالت العالمة أبي الحسن علي الندوي » ،ص . 54 ، 43 ،
((( ووصفه يف كتابه « مذكرات سائح يف الشرق العربي » ،ص ، 27بـ « صاحب المؤلفات الكبيرة » .
((( انظر :أبو الحسن علي الحسني الندوي « :مذكرات سائح يف الشرق العربي » ،ص . 40
63
لمقابلة الدكتور عبد الرحمن بدوي وجاء معي المنزل وتغدينا سو ًّيا » .وقال « :ذهبت
للكلية ثم لكلية اآلداب لمقابلة الدكتور عبد الرحمن بدوي ،وأهداين كتاب « اإلشارات
اإللهية » ألبي حيان التوحيدي »(((.
***
((( كما يف « يوميات أحمد شاكر سنة 1950م » ،بتاريخ 5سبتمرب .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 13
((( يف نقد الشيخ حمد الجاسر لتحقيق إ .ليفي بروفنسال لـ « جمهرة أنساب العرب » البن حزم ،يذكر ثناء
بروفنسال على مهارة أحمد شاكر يف معاونته يف مقابلة المخطوط وتصحيح األعالم النادرة وغير القياسية .ثم
للصواب » .
أكد الثناء بقوله « :وليس يف هذا القول مجانفة َّ
ِ
ثم اعتذر حمد الجاسر عن وقوع بعض الهفوات بتحقيق الكتاب ،ثم قال « :ولكن متى عُلم أن بروفنسال لم
يتمكن من مطالعة الكتاب أثناء طبع ،وأن األستاذ أحمد شاكر ذو عمل حكومي خارج القاهرة ال يفرغ منه إال
يومين من أيام األسبوع َيشغلهما يف تصحيح كثير من الكتب الدينية واألدبية واللغوية -متى علم القارئ ذلك َّ
قل
استغرابه حينما َيعثر على هفوات » « نظرة يف كتاب جمهرة أنساب العرب » ،بتحقيق المستشرق ليفي بروفنسال ،
لحمد الجاسر :مجلة المجمع العلمي العربي ،ج 1مج ، 25ص .247
((( هي « جامعة إبراهيم باشا » ،ثالث أقدم جامعة مصرية ،وقد أنشئت يف يوليه 1950م وهي تسمى حاليا « جامعة
عين شمس » .
((( « يوميات أحمد شاكر سنة : »1950بتاريخ األحد 17ديسمرب ،واالثنين 18سبتمرب .انظر :المالحق :ملحق
ج ،شكل رقم (. )12
64
املبحث الرابع
ُُ َ ْ
أخــالقه وورعه
يتمثل أحمد شاكر يف أخالقه بأخالق العلماء التي ال يتصف هبا سواهم ،ف َل ُه ِص َف ٌة
ف ُي َع ِّل ُم َغ ْي َر ُه ؟ َ .و َل ُه ِص َف ٌة إِ َذا نَا َظ َرف َي َت َع َّل ُم ؟ َو َل ُه ِص َف ٌة َ :ك ْي َ إِ َذا َتع َّلم مِن ا ْلع َلم ِ
اء َ :ك ْي َ َ َ َ ُ َ
ف ُي ْفتِي؟((( . َّاسَ :ك ْي َ ِ ِ
ف ُينَاظ ُر ؟ َ .و َل ُه ص َف ٌة إِ َذا َأ ْفتَى الن َ فِي ا ْل ِع ْل ِمَ :ك ْي َ
* ولعل أبرز صفاته :األمانة العلمية ،وما يرتتب عليها من آثار نافعة ،ال تأيت
الم َحدِّ ث ما
إال بخير ،يقول األديب محمد رجب البيومي « : وقد كان يف سلوك ُ
ُيضي ُء صحيفته على رؤوس األشهاد إذ َّ
إن أبرز صفاته هي األمانة العلمية الدقيقة ،
السمة االولى من سماتحتى لتصلح هذه األمانة أن تكون مفتاح شخصيته ..ولعل ِّ
هذه األمانة هي الرباءة من األثرة المريضة ،التي تتضخم و َتت َِّس ُع عند بعض الكاتبين
حتى ليظن الواحد منهم أنه ال ينطق عن الهوى »(((.
فمن َو َر ِعه وأمانته َ : ت َه ُّيبه من اإلقدام على تحقيق بعض الكتب ،ويف ذلك
يقول « :إين منذ بضع وعشرين سنة ،أو على التحقيق ،يف أواخر ُج َمادى اآلخرة سنة
وضعت
ُ شرعت يف كتابة شرح على « سنن الرتمذي » ولم أكد أبدأ حتى
ُ 1329هـ :
القلم ،إذ وجد ُتني أ ْقدم على عمل لم تتهيأ لي أسبا ُبه ،وكان نزوة من ن ََزوات الشباب ،
علما إلى
ولست أدري أأفادتني السني ُن ً
ُ وما أقدمت عليه إال من ُح ِّبي لهذا الكتاب ...
أقدمت وأمري إلى اهلل ،وظني بربي أن
ُ والغرور هبا ؟ ولكني
ُ ِ
بالنفس علم ،أم هي الثق ُة
يجعل نيتي خالص ًة لوجهه الكريم ،وبإخالص النية ُي َت َق َّب ُل ال َع ُ
مل »((( .
فر َّد شاكر عليه قائال « :أحمد محمد شاكر ال يحمل يف قلبه ضغنًا وال ِح ْقدً ا
على أحد من الناس ،كائنًا من كان َ ،ص ُغر أم َك ُبر .وإنما أنا رجل أكتب يف العلم،
واجتهد يف البحث ،هلل ،ويف سبيل اهلل ،ومهما يقل فلن ُيخرجني عن ِجبِ َّلتي ،
وعما َر َس ْمت لنفسي من حدود »((( .
***
((( مقدمة تحقيقه للطبعة الثانية من كتاب « الشعر والشعراء » البن قتيبة . 33- 32 /1 ،
((( أحمد محمد شاكر « :إي نعم :يف التأين السالمة » ،مجلة الثقافة ،عدد ، 267س ، ) 1944 ( 6ص . 18
66
املبحث اخلامس
َ ُُ
َوفـاته
السادسة بعد فجر يوم السبت 26من ذي القعدة سنة = 1377
تويف يف الساعة َّ
14من يونية سنة 1958م((( .ودفن بمدافن « الغفير » بالقاهرة((( .
لهم هذا أخي وشقيقي ،فإن َو َر َثا ُه أخاه محمود شاكر بدعاء مؤثر ،جاء فيه « :ا َّل َّ
نافر من القدر الجاري على عبادك ،بل أبكيه مستكينًا فغير جاز ٍع من قضائك ،وال ٍ أبكه َ
ٍ
مساءة سائل له المأمول من غفرانك ،اللهم واجعل بكائي عليه ماح ًيا ل ُك ِّل ال بتالئك ً ،
نال ْته مني ،و َتوب ًة من كل َه ْف ٍ
وة نز َغ َّ
الش ْيطان هبا بينَه وبيني »((( . ْ ُ
وكان آخر ما كتب هو مقدمة الطبعة الثانية لكتاب « الشعر والشعراء » البن
قتيبة((( بتاريخ األحد 4شعبان سنة 1377هـ الموافق 23فرباير 1958م ،حيث تويف
بعدها بنحو شهرين ونصف ،يف 14يونيه 1985م ،وأما آخر عمل كان يعمل به فهو
كتاب «عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير» ،الجزء الخامس((( ،اختصار وتحقيق ،
فقد كتب له مقدمة بتاريخ 7رجب 27 =1377يناير . 1958
***
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع ، 19س ، ) 1958 ( 2ص . 119
((( أفادنيه حفيده :الدكتور أحمد منقذ شاكر ابن األستاذ أسامة شاكر .
و تقع مقابر الغفير والمجاورين على طريق صالح سالم بالقاهرة .
((( محمود محمد شاكر :مقدمة تحقيقة « تفسير الطربي » ،ج 13ص . 6
كثيرا من المجالت والصحف ألجد كتابات عنه ُس ِّجلت وقت وفاته ،فلم أجد إالومن الغريب أنني تتبعت ً
مجلة « األزهر » ،ومجلة « المجلة » ،وفوجئت بأن مجلة « الهدي النبوي » التي كان يعمل ً
مديرا لتحريرها عام
1371هـ= 1951م وحفظت لنا أهم مقاالته يف أهم قضايا المسلمين تجاهلت وفاته !! يف حين كانت تحرص
على نعي العلماء والعاملين هبا .ولكن فيما يبدو أن خالف الشيخ محمد حامد الفقي مع أحمد شاكر ربما كان
داف ًعا لهذا ،والعلم عند اهلل !!
((( مقدمة تحقيقه لـ « الشعر والشعراء » البن قتيبة ،ط. 6 /1 ، 2
((( مقدمة الجزء الخامس لـ « عمدة التفسير » 9 /5 ،
67
املبحث األول
تكوينه
لما َصدَ ر األمر بإِسناد منصب قاضي قضاة السودان ،إلى والده الشيخ محمد
شاكر ،يف 10من ذي القعدة 1317هـ = 11من مارس 1900م ،عقب خمود الثورة
المهدية ،رحل بولده إلى السودان َ ،فأ ْلحق ولده « أحمد » بكلية غوردون ،فبقي
تلميذا هبا حتى عاد أبوه من السودان ،وتولى مشيخة علماء ِ
اإلسكندرية يف 26من ً
أبريل 1904م ،فألحق ولده من يومئذ بـ « معهد اإلسكندرية » الذي َّ
يتول ُه .
وكان منذ عقل وطلب العلم ،مح ًّبا لألدب والشعر ،كدأب الشباب يف صدر أيامه ،
فاجتمع يف اإلسكندرية وأديب من أدباء زمانه يف هذا الثغر ؛ هو الشيخ عبد السالم الفقي ،
وحرض معه أخاه عل ًّيا ، فحرضه على طلب األدب َّ ، من أسرة الفقي المشهورة بالمنوفية َّ ،
طويل .ثم أراد الشيخ ً وهو أصغر منه ،وصار يقرأ لهما ُأصول كتب األدب يف المنزل زمنًا
علي أبيا ًتا ،أما أحمد َ َّ َ ِْ ِ َ
عبد السالم أن يخترب تلميذ ْيه ،فكلف ُه َما إنشاء قصيدة من الشعر ،فعمل ٌّ
علي إلى األدب ، فلم يستطع أن يصنع غير شطر واحد ثم عجز ؛ فمن يومئذ انصرف أخوه ّ
وانصرف هو إلى دراسة علم الحديث هبمة ال تعرف الكلل منذ سنة 1909إلى يوم وفاته .
لكنه لم ينقطع قط عن قراءة اآلداب :حديثها وقديمها ،مؤلفها ومرتجمها ،كما سيظهر بعد
من الكتب التي تو َّلى نشرها يف حياته ،رحمه اهلل((( .
ومن أصحابه الذين َشاركوه يف بداية الطلب الشيخ محمد خميس هيبة ،الذي
البار ،صديقي وزميلي أول طلب العلم ،العالم ُ
واألخ ُ
المخلص ُّ وصفه بقوله « :
الكتاب ( أي كتاب
َ قرأت عليه
ُ المتقن المتفنن ،الشيخ محمد خميس هيبة ،وقد
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،العدد ، 19س ، 2ص . 121
70
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع 19س ، ) 1958 ( 2ص . 121
((( المصدر السابق ،ص . 121
((( مقدمة تحقيقه لـ « اختصار علوم الحديث » البن كثير ،ط ، 1ص . 3
73
كتبها يوم وفاة شيخه إبراهيم الجبالي ،آثرت نقلها هنا ،قال « : تويف إلى رحمة اهلل
تعالى الشيخ إبراهيم الجبالي ليلة االثنين 17صفر سنة 27 = 1370نوفمير ،1950
وص ِّل َي عليه يف األزهر ،وكانت جنازة حافلة بالعلماء
وشيعت جنازته عصر االثنين ُ
والطالب وغيرهم ،رحمه اهلل رحمة واسعة .وهو آخر األربعة الذين اختارهم
إلنشاء معهد اإلسكندرية سنة ، 1903وهم :الشيخ والدي الشيخ محمد شاكر
عبد اهلل دراز ،والشيخ عبد المجيد الشاذلي ،والشيخ عبد الهادي مخلوف ،وكان
آخرهم مو ًتا رابعهم الشيخ الجبالي ،وإيانا وغفر لنا ولهم »((( .كتبه أحمد
محمد شاكر .االثنين 17صفر سنة 27 = 1370نوفمرب 1950م.
-5الشيخ بسيوين بن بسيوين بن حسن عسل ت 1342هـ = 1923م :
ولد ونشأ بالمنوفية ،وتفقه على مذهب الشافعي ،وتخرج من األزهر ،واستقل
بالتدريس فيه ،ومن تالميذه الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ األزهر األسبق((( .
وهو الذي أجاز أحمد شاكر برواية « صحيح البخاري » َّ ،
وبأولها َو َصف للشيخ
بسيوين بقوله « :شيخنا وسيدنا وأستاذنا العالم العامل العالمة محيي سنة رسول اهلل
ﷺ الشيخ بسيوين بن بسيوين بن حسن عسل »((( .
-6العالمة الشيخ محمد رشيد رضا ،ت1935 = 1354م :
وصفه بقوله ُ « :أستاذنا اإلمام حجة اإلسالم السيد محمد رشيد رضا » َّ ،
وقرظ (((
تفسيره بقوله « :تفسير أستاذنا الجليل خير تفسير طبع على اإلطالق »((( .
وقد اطلعت على رسائل كثيرة من أبي الوفا الشرقاوي للشيخ محمد شاكر(((.
أيضا .
وولده الشيخ أحمد شاكر ً
قال أحمد شاكر يف شرحه للحديث المسلسل « :وقد ُعن ِ َي علماء الحديث بِ َهذا
خاصة ،ذكر بعضها شيخي حافظ العصر السيد
َّ النوع جدًّ ا ،فصنَّ ُفوا فيه ُم َصنَّفات
الحي الكتاين يف كتابه فهرس الفهارس واألثبات »((( .
ّ محمد عبد
َو َو َص َف ُه بقوله ً
أيضا « :شيخنا الحافظ الكبير السيد عبد الحي الكتاين »((( .
ولما حضر الكتاين مصر سنة 1351هـ = 1932م((( َ ،أ َقام له شيخ األزهر وقتها
-وهو محمد األحمدي الظواهري ( ت 1336هـ = 1944م ) -مأدبة حضرها أحمد
شاكر مع بعض المشايخ((( .
((( نشر الشيخ محمد شاكر بـ « مجلة القضاء الشرعي » ،بعض الرسائل العلمية التي كان يرسلها للشيخ أبي الوفا
الشرقاوي ،تحت عنوان « :الرسائل الوفائية » .
((( الزركلي « :األعالم » . 187/6
((( من شرحه لـ « ألفية السيوطي يف علم الحديث » ،ط ، 2بمطبعة عيسى الحلبي ،ص . 199
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « سنن الرتمذي » . 14/1 ،
((( ذكر ذلك الحافظ الكتاين يف طرة كتبها على أحد كتبه المخطوطة وهو يتحدث عن أنه لما دخل مصر يف
ورجح أهنا مقدمة من شرح المتبولي ،المسمى « السراج
هذا التاريخ ،وجد « مقدمة شرح الجامع الصغير » َّ
المنير بشرح الجامع الصغير » الذي يبلغ عدَّ ة مجلدات ،انظر المالحق :ملحق ( ج) :شكل رقم ( . ) 15
والمتبولي هو شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد المتبولي الشافعي ت 1003هـ = . 1594
((( وقد نشرت « مجلة اإلسالم » بتاريخ 24مايو ، 1933لصاحبها أمين عبد الرحمن صورة لهذا االجتماع ،
انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 16
76
وكانت عالقة أحمد شاكر بالحافظ الكتاين عالقة وطيدة ((( .
((( فائدة :ومما يدل على مكانة أحمد شاكر عند الكتاين هذا الموقف الذي ذكره ،وهو يتحدث عن مجموع الكتب
الستة مع الموطأ ،والذي اشرتاه شاكر ،ووصفه يف مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » . 13 / 1
يقول الحافظ الكتاين « : ومن أغرب الكتب التي كانت يف المكتبة المحمودية بالمسجد النبوي مجلد ضخم
اشتمل على جميع الكتب الستة والموطأ وغيرها مهمش مصحح ،بقلم صاحبه الشيخ محمد عابد السندي ،وقد
الحجة الثانية ،ثم بلغني أهنا بمصر ،وصلت مصر،
َّ كتبت عن هذا األصل النفيس كتابة جامعة ،فوجدهتا فقدت يف
فاشرتاها الشيخ أحمد شاكر ،فهنيئًا َمريئًا لمن يعرف قيمتها وال يضيعها ،وقد اقرتحت عليه طبعها بالنزجراف ،
والتيمن هبا » .فتأمل هذه القصة وما فيها من معان وقيم وتعاون بين العلماء !
ُّ لتعم الفائدة
انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 17
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع 19س ، ) 1958 ( 2ص . 120
77
اإلجازة له وألخيه علي شاكر ،قال فيها « :السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته ،وكل
عام وأنتم بخير ،فقد َطا َل ْع ُت اليوم كتابكم الجليل « حياة البخاري » فأعجبت به أيما
خصوصا يف ردكم فرية الرضاع عن هذا اإلمام ً إعجاب ،فجزاكم اهلل خير الجزاء ،
لم َخاطبة ِ
الجليل الذي له المنَّة على كل مسلم إلى اآلن وبعد اآلن ،ثم إن الداعي ُ
التماس أرجو من مكارمكم َق ُبوله ،ولم ُت َم ِّكني الفرصة حين
ٌ مثلي لمقامكم الجليل
شرفتم مصر أن أطلبه منكم ،ذلك أين ُأريد منكم إجازة بمؤلفاتكم الجليلة وبكتاب
البخاري وبقية كتب السنة المطهرة ،وإن تكرمتم علينا بإرسال شيء من األسانيد
فالفضل إليكم على كل حال ،وإال فإين بانتظار طبع كتاب الطالع السعيد ،جعل اهلل
سبحانه سعدكم طال ًعا ،وحبذا لو َأ َج ْز ُتم معي شقيقي السيد علي محمد شاكر ،و َأ َملي
علي بمثل هذا الطلب البسيط ،جعلكم َ ِ
فيما رأيته منكم من مكارم األخالق أال تضنُّوا َّ
اهلل ملجأ القاصدين ،ووفقنا وإياكم إلى ما ُيحبه ويرضاه .كتبه أحمد محمد شاكر »((( .
وقد أورد محمد ناصر العجمي محقق كتاب « :رحلتي للمدينة المنورة » نص
إجازة القاسمي ألحمد شاكر مع إجازته لألعالم محمد بن جعفر الكتاين ،ومحمد بن
نص هذه اإلجازة من دفرت ن ََس َخ ُه بخطه ظافر ابن الشيخ
عبد الحي الكتاين((( .وقال ُّ « :
جمال الدين القاسمي ،وقد َأ ْو َرد قبل هذه اإلجازة طلب الشيخ أحمد شاكر لها ثم قال:
«جوابه من حضرة س ِّيدي الوالد يف 20ذي الحجة سنة 1331هجرية »((( » .
وهذا ُّ
نصها :قال القاسمي « :حضرة الفاضل األديب ،والكامل اللبيب ،زاده اهلل
وفهما آمين .سالم اهلل عليكم ورحمة اهلل وبركاته .وبعد فقد وصل كتابكم
ً علما ونُبال
ً
الكريم ،وخطابكم ال َفخيم َ ،ف ُسررت باهتمامكم بمطالعة الكتب الجديدة واآلثار
المفيدة ،فنفعكم المولى ونفع بكم وبارك يف كرم أخالقكم وأدبكم .رغبتم يف أن نُجيز
المحدِّ ثين لكم رواية مؤلفاتنا ومسموعاتنا أنتم وشقيقكم السيد علي ؛ فإين اقتداء ُ
بسنَّة ُ
والمجازات والتعويلالمتقدِّ مين َأ َج ْز ُت لكما رواية ما لنا من المؤلفات والمسموعات ُ
ُ
يف بسط األسانيد على كتابنا الطالع السعيد ،وسنهتم بطبعه إن شاء اهلل ،فقد رتبته
على أسلوب غير معهود ،وابتدأته بمقدمة يف فلسفة العناية باإلجازة وحكمتها ،ووجه
الم َحدِّ ث
االنتفاع هبا ،ثم انتقيت أسانيد أربعين كتا ًبا من كتب السنة ،وهي التي انتقاها ُ
المتأخرون ،بحيث
العجلوين يف كتاب األربعين ،ونوعت طرائق يف األسانيد لم يألفها ُ
يس َر المولى لنا نشره بفضله وكرمه .كتبه الفقير
حيي بعد مماته َّ ، ُ
يجد الواقف عليه فنًّا أ َ
محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي ،عفا اهلل عنه » .
الفرقان سما ًعا عن سيدنا وأستاذنا وشيخنا الشيخ محمد الخضري المصري الشافعي عن
شيخه شيخ الوقت الشيخ إبراهيم الباجوري بسماعه منه ،وقراءته عليه ،عن شيخه شيخ
اإلسالم حسن القويسني ،عن الشيخ أبي هريرة داود بن الشيخ محمد الق ْلعي المشهور
بالقلعاوي ،وهو قد أخذه عن الشيخ أحمد السحيمي شارح عبد السالم ،وهو قد أخذه
عن شيخه الشيخ عبد اهلل الشرباوي ،وهو قد أخذه عن الشيخ محمد الخرشي المالكي
شارح مختصر الشيخ خليل ،عن الربهان إبراهيم بن حسن اللقاين المالكي ناظم
جوهرة التوحيد ،عن الشيخ سالم السنهوري ،عن النجم محمد الغيطي ،عن شيخ
اإلسالم زكر َّيا األنصاري ،عن الحافظ أحمد بن حجر العسقالين ،قال :أخربنا الشيخ
الحجار
َّ أبو إسحـق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي ،قال( :أنبأنا أبو العباس
ابن الشحنة) ،أخربنا أبو عبد اهلل الحسين بن أبي بكر بن محمد بن يحيى الزبيدي ،قال:
األول بن عيسى بن ُشعيب بن إسحـٰق بن إبراهيم السجزي الصويف،
أخربنا أبو الوقت عبد َّ
قراء ًة عليه وأنا أسمع ،يف بعض َّ
شوال وذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ،قيل
الم َظ َّفر بن
له :أخربكم الشيخ اإلمام جمال اإلسالم أبو الحسن عبد الرحمـن بن محمد بن ُ
محمد بن داود بن معاذ بن سهل بن أعظم الداودي قراءة عليه بمنزله يف ذي القعدة سنة
خمس وستين وأربع مئة ،وأنت تسمعَّ ،
فأقر به ،وقال نعم قال( أي جمال اإلسالم ) :أخربنا
اإلمام أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن َح ُّم ِو َّيه (بفتح الحاء ،وضم الميم المشدَّ دة وكسر الواو
المخ َّففة وبعدها تحتية مشدَّ دة) بن أحمد بن يوسف بن أعين قراء ًة عليه يف صفر سنة إحدى
وثمانين وثالث مئة ،قال :أخربنا أبو عبد اهلل محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري ،يف
سنة ست عشرة وثالث مئة ،قال :حدَّ ثنا أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن َب ْر ِد ْزبه
ثمان وأربعين ومئتين ،واثنتين وخمسين ومئتين، الجعفي موالهم ،البخاري مرتين ،يف سنة ٍ
ُّ
ول اهلل ﷺ َ .و َق ْو ُل اهلل َج َّل ِذك ُْر ُه ﴿ ﭒﭓﭔﭕَان َبدْ ء ا ْل َو ْحي إِ َلى رس ِ
َ ُ فك َ ُ قال:باب َك ْي َ
ﭖﭗﭘﭙﭚﭛ﴾ [ النساء. ] ١٦٣ :
80
المغرب ،الحجة المجتهد ،العالمة السيد /عبد اهلل بن إدريس السنوسي َ ، و َر َد مصر
جما((( ،ثم عاد إلى المغرب ،
علما ًّ
يف سنة 1330والزمتُه وقرأت عليه ،وتلقيت منه ً
سمعت ،وقد قارب المئة . ،
ُ وتويف هناك منذ بضع سنين فيما
نصها « :الحمد هلل ،والصالة على
وكتب لي بخط يده إجازة على هذه النسخة ُّ
رسول اهلل ،محمد بن عبد اهلل ،صلى اهلل عليه وعلى آله .أما بعد :فقد أسمعني ُّ
محل
ّ
األجل الشيخ شاكر وكيل مشيخة األريب أحمد بن العالمة
ُ األديب
ُ الشاب النجيب
ُّ ولدي
األزهر :من صحيح َع َلم العلماء ،وقدوة المحدِّ ثين األَتقياء َ ،أوله وآخره ،وكذلك
السنَّة ،اإلمام أحمد بن حنبل الشيباين ،
أسمعني من مسند إمام األئمة ،وقدوة أتقياء أهل ُّ
رحمهما اهلل تعالى ،وجزاهما عما أ َّديا من نصيحة األمة ،وطلب مني اإلجازة يف صحيح
اإلمام البخاري ،المكتوب هنا على أول أجزائه ،فأجزته بروايته عني بسندي فيه ويف باقي
كتب السنة ،وأوصيه بتقوى اهلل تعالى ،وقولِه فيما ال يدريه :ال أدري ،وفقني اهلل وإياه لما
فيه رضاه .كتبه بيده عبد اهلل بن إدريس السنوسي الحسني ،كان اهلل له وتواله ،يف تاسع
ُجمادى األولى سنة ثالث وثالث مئة وألف » .أحمد محمد شاكر((( .
وذكر شاكر أنه روى عنه « الحديث المسلسل باألولية » يف سنة 1330هـ((( .
الستار بن عبد الوهاب الدهلوي ت 1355هـ = 1936م .
-4العالمة عبد َّ
وهو عبد الستار بن عبد الوهاب ،أبو الفيض وأبو اإلسعاد الدهلوي .من العلماء
المدَ ِّرس بالمسجد الحرام((( .فحين زار القاهرة سنة
الم َؤ ِّرخُ ،
الم َحدِّ ث ُ
األفاضلُ ،
((( ويالحظ أن أول كتاب حققه أحمد شاكر هو « كشف الكربة يف وصف حال أهل الغربة » البن رجب عن نسخة
السنوسي ،انظر :ص . 201
بخط العالمة عبد اهلل ّ
((( أحمد محمد شاكر « :النسخة اليونينية من صحيح البخاري » ،مجلة الكتاب ،مج ، 11ج ، 7س7
( ،) 1952ص . 987
أيضا :ما سيأيت ،ص . 85
((( انظر ً
((( انظر ترجمته يف :محمد ياسين الفاداين ؛ « قرة العين يف أسانيد شيوخي من أعالم الحرمين » ،جـ ،2ص 313
82
1333هـ = 1914م ،اجتمع بأحمد شاكر يف أول صفر من هذا العام ،فطلب منه شاكر
سماها « :بغية األديب
وسجل ذلك يف إجازة طويلة ممتعة َّ
َّ اإلجازة بمروياته ،فأجابه ،
الماهر الفاضل يف إجازة الشيخ محمد شاكر »((( .
وهذا جزء مما جاء فيها .. « :هذا وقد م َّن اهلل سبحانه عز وجل على عبده أحقر
الورى وأحد ساكني أم القرى ،الراجي منه أن يغفر ذنبه وخطاياه ،وأن ُي َث ِّبته يف الحياة
ويوم لقاه :أفقر العبيد إلى الملك الجواد أبي الفيض وأبي اإلسعاد عبد الستار
الصديقي المكي بن المرحوم الشيخ عبد الوهاب المباركشاهوي البكري بوصوله إلى
مصر المحروسة ،واجتماعه يف أول صفر الخير من سنة 1333هـ مع الفاضل الفطن
اللبيب اآلخذ من كل فن بنصيب ،ذي الفهم الو َّقاد ،والقريحة التي لها الصعوبة تنقاد،
من هو يف وده صحيح االعتقاد والمحبة ،ويف َت َل ِّقيه حازم دون األحبة ،شهاب الدين
األج ّل األول والفهامة األكمل ،أحد كبار مدرسي الجامع األزهر
أبي العباس أحمد بن َ
حضرة األستاذ الشيخ محمد شاكر فتح اهلل علينا فتوح العارفين ،وسلك بنا مسلك
السلف الصالحين َ ،ف َس ِم َع مِنِّي حديث المسلسل باألولية ،ثم أحب أن يعرض شي ًئا من
لح ْسن ظنه بي ،وهو أعلى منِّي بأبي وأمي ،فذاكرته فذاكرين،
مسند اإلمام أحمد بن حنبل ُ
وزدته فزادين ،فإذا هو ُمزاحم ألهل كل فن بمنكب وساعد ،وساع يف البحث والتفتيش
عن نفيس العلم جاهد مجاهد ،وطلب مني اإلجازة بما لي من الروايات ،على عادة
السلف الصالح ،وقولهم « :العالم ال يكمل يف علمه حتى يأخذ عمن هو أعلى منه ،ومن
ٍ
مساو له ،ومن هو أدنى منه » ،وأن ُيحدِّ ث عني بجميع مقروءايت ومسموعايت ،وأن هو
الشيخ له كل معروضايت ومستجازايت وأن أجيزه بمجموعايت وتأليفايت » ..
إلى أن قال .. « :فأقول بعد البسملة والحمدلة والحوقلة والحسبلة :إين قد َأ َج ْز ُت
((( لها نسخة بدار الكتب برقم ، 92ونسختين بمكتبة الحرم المكي ،األولى برقم ، 776والثانية برقم 2841وعن
الثانية نقلت ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 22 ( ) 21 ( ، ) 20
83
المن ََّو َه بذكره أعاله ،الفاضل أحمد بن الشيخ محمد شاكر ، األخ يف اهلل بال اشتباه ُ ،
َس َلك اهلل بي وبه َم ْسلك أهل الحق ،ووفقنا جمي ًعا لما به النجاة يوم ُتبعث الخلق،
إجازة عامة ،شاملة ،كاملة ،يف كل ما تجوز لي روايته ،و َت ِص ُّح عني درايته ،من معقول
ومنقول ،من فقه ،وتفسير ،وحديث ،وعلوم آلية ،وغيرها ،على اختالف صنوفها ،
و َت َباين أنواعها ،وتفاوت تأليفها ،على كثرهتا واتساعها . » ..
أيضا أن ُي ِ
جيز كل من سأله ذلك بشرط أهليته ،عند تلك إلى أن قال .. « :وأذنته ً
الم َسالك ،على العموم والخصوص ،يف كل معقول ومنقول » .
َ
وح ِّرر يف يوم االثنين ثاين ربيع األول من سنة 1333ثالث وثالثين
إلى أن قال ُ « :
وثالث مئة وألف ختمها اهلل وما بعدها بمنِّه وكرمه » .
وقد َأ َجاز هبا الشيخ أحمد شاكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة((( . (((،
-5الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي ،ت 1342هـ= 1922م .
العالمة المشارك ،العامل بعلمه ،من أكرب تالميذ ماء العينين((( .تويف بالحجاز يف
ثامن عشر جمادى اآلخرة سنة 1342هـ((( .وجاء يف ترجمته بمجلة « المجلة » :وصفه
بعالم القبائل الملثمة ،وانه َأجازه هو وأخاه بجميع علمه (((.
((( العالقة بين الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وأحمد شاكر كانت قوية ،ففي يوميات شاكر سنة : 1950بتاريخ األحد
18يونيو الموافق 3رمضان ،قال « :زارين األخ عبد الفتاح غدة فلم يجدين وترك لي كتا ًبا هدية من األخ الشيخ
راغب الطباخ من علماء حلب » ،وبتاريخ السبت 24يونيو الموافق 9رمضان ،قال « :زارين مساء ًا األخ الشيخ
عبد الفتاح غدة من علماء حلب المتخرجين من كلية الشريعة بمصر وأعطيته األجزاء التي ظهرت من المسند
هدية لألخ الشيخ راغب الطباخ العالم الكبير يف حلب » .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 23
((( كما يف « إمداد الفتاح بمرويات الشيخ عبد الفتاح » ،ص . 425
((( ماء العينين ،ت 1328هـ = 1910م هو :مصطفى (أو محمد مصطفى) بن محمد فاضل بن محمد أمين الشنقيطي
القلقمي ،أبو األنوار ،الملقب بماء العينين :من قبيلة القالقمة ،من عرب شنقيط « .األعالم ». 243/7 ،
((( انظر ترجمته يف :محمد حجي « :موسوعة أعالم المغرب » ط .1دار الغرب اإلسالمي ، 1996=1417 ،
.2937/8
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع ، 19س ، ) 1958 ( 2ص . 120
84
وقد َأ َجـ َ
ـاز ُه بكتاب « ُبلوغ المرام من أدلة األحكام »((( مع أخيه علي محمد شاكر،
نص اإلجازة كما َو َر َد بالنسخة التي كتبها أحمد شاكر بخطه
(((
وإبراهيم الوادفوين .وهذا ُّ
بتاريخ يوم االثنين بداءة محرم 1329هجرية الموافق 2يناير 1911م « :الحمد هلل رب
العالمين ،والصالة والسالم على سيد المرسلين ،أما بعد :فيقول الفقير إلى اهلل تعالى
محمد بن أمين الشنقيطي ،عفا اهلل عنه وعن والديه ،إنه قد قرأ علي األخ المكرم أحمد بن
محمد شاكر األزهري ،حفظه اهلل تعالى« كتاب الجامع » الذي هو آخر كتب الكتاب الجليل
سمى « :بلوغ المرام من أدلة األحكام » للحافظ ابن حجر العسقالين ،رحمه اهلل الم َقام ُ
الم َّ َ
وس ِمع معه أخوه وإبراهيم الوادفوين ،وقد أجزت أحمد المذكور بجميع الكتاب تعالىَ ،
المذكور ،وقد سمعته بتمامه من الشيخ أبي إسماعيل يوسف حسين الهندي الخا ْن ُفوري ،
قال :حدثنا به السيد /محمد نذير حسين المحدث ِ
الد ْه َلوي ،قال :حدثنا به الشيخ محمد
إسحاق الدِّ ْه َلوي ،قال :حدثنا به الشاه ولي اهلل الدِّ ْه َلوي ،قال :حدثنا به أبو طاهر المدين،
قال :حدثنا به أحمد ال ُقشاشي ،قال :حدثنا به محمد بن أحمد بن حمزة الرملي ،قال :
حدثنا به الشيخ زكريا األنصاري ،قال :حدثنا به مصنفه الحافظ ابن حجر .وهذا السند
ُمتَّصل السماع والقراءة مني إلى المصنف ،واهلل أعلم » .
((( وهو غير شيخه األديب أحمد بن األمين الشنقيطي ،ت 1331هـ = 1913م المتقدم ص . 70
الستة ».
أيضا بالكتب ِّ
((( وجاء يف ترجمته بمجلة « المجلة » ،العدد ، 19س 1958م ،ص ، 120أنه « :أجازه ً
((( وهذه النسخة كانت عند األستاذ عبد السالم هارون وانتقلت بعد وفاته البنه الدكتور نبيل هارون ،الذي تفضل
مشكورا بإعارهتا لي َف َص َّور ُتها ،ثم َأعد ُتها إليه .وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل (. )25
ً
((( ص . 323
85
((( « ألفية السيوطي يف علم الحديث » ،بتصحيح وشرح أحمد محمد شاكر ،ط ، 2ص . 200
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع ، 19س ، ) 1958 ( 2ص . 121
((( انظر :مقدمته لـ « مفتاح كنوز السنة » لفنسنك ،صفحة ( ض ) .
86
منها :زيارته لمكتبة « عارف حكمت » بالمدينة ،قال « :ثم ذهبت إلى مكتبة شيخ
اإلسالم عارف حكمت وأتممت مراجعة فهرس األدب والتاريخ ،وصار مجموع ما
اخرتته من الكتب منها 51كتا ًبا من النفائس الغالية »((( .
((( عندي صورة منها بحمد اهلل ،وهي مع « يومياته سنة 1950م » تحت الطبع باعتنائنا .
((( وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 26
((( بتاريخ األحد 18جمادى اآلخرة سنة 1368الموافق 17أبريل سنة . 1949وانظر :المالحق :ملحق
ج ،شكل ( . ) 26
(((مقدمة تحقيقه لـ « شرح الطحاوية » البن أبي العز ،ص . 6
((( استفدت التاريخ من فاتورة له بفندق اليرموك بدمشق ،الذي نزل فيه شاكر ،بتاريخ 1955-9-14م.
87
ويف هذه الرحلة زار المكتبة الظاهرية ،وا َّطلع على ما فيها من نوادر المخطوطات،
و َقابل ً
بعضا من أفاضل علماء دمشق ،منهم الشيخ محمد هبجة البيطار((( ،وخليل
مردم بك ،رئيس المجمع العلمي بدمشق(((.
يقول « : وقد أتاح اهلل لي من فضله أن زرت الرياض عاصمة المملكة العربية
السعودية يف شهر شعبان من هذا العام 1375يف رحلة إلى الحجاز ونجد ،بأمر ملكي
كريم من الملك سعود بن عبد العزيز »((( .
***
املبحث اثلاين
عقيدته ومذهبه
أوال :عقيدته :
هي عقيدة السلف الصالح ،وهو الذي كتب لصديقه محمد حامد الفقي قائال:
« تزاملنا منذ أكثر من خمس وأربعين سنة هلل ويف سبيل اهلل ،نصدر عن رأي واحد
وعقيدة سليمة صافية يف االستمساك بكتاب اهلل وسنة رسوله ﷺ ال نحيد عنها ما
استطعنا ،ويف نصرة العقيدة السلفية ،والذب عنها ،ما وسعنا ذلك ،لم يصرفنا عما
قمنا له وبه ،واضطلعنا بالذب عما لقينا وما نلقى من أذى أو َعنَت -فيما قمنا به
م ًعا -من أول العاملين على نشر العقيدة الصحيحة يف بالدنا هذه »((( .
وخير دليل على ذلك :ن َْش ُره لكتب شيخ اإلسالم ابن تيمية (ت 728هـ =
1328م) ،مثل « العقيدة الواسطية » ،و« الرسالة التدمرية » ،و« الفتوى الحموية
وأيضا «:شرح الطحاوية » البن أبي العز الحنفي (ت 792هـ = 1390م) .
الكربى » ً .
وهو حين يختار كتا ًبا فيه آراء َت ْخرج عن منهج أهل السنة المحدثين ُي َع ِّلق
عليها .ففي « رحلته للجزيرة سنة 1949م» ذكر أنه زار الشيخ محمد بن
إبراهيم ،وعرض عليه طبع بعض الكتب ،يقول « :وعرضت عليه طبع « تفسير
البحر » ،فأجاب بتحفظ ،فهمت منه أن له نقدً ا على أشياء فيه ،فطمأنته بأين إذا
طبعته فسأكتب تعلي ًقا على المواضع التي يخشى أن يكون خرج أبو حيان عن
الم َحدِّ ثين ،فاطمأن ووافق عليه »(((.
السنَّة ُ
رأي أهل ُّ
((( أحمد محمد شاكر « :بيني وبين الشيخ حامد الفقي » ص . 12 ، 11
((( انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 40
89
((( لألستاذ عبد الرحمن عبد العزيز العقل رسالة ماجستير بعنوان « منهج العالمة أحمد شاكر وآراؤه الفقهية » ،
بجامعة الملك سعود سنة 1423هـ .
((( انظر :الزركلي « :األعالم » . 169/7 ،
((( « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،العدد ، 19س ،2ص .119
((( مقدمة تحقيقه لـ « الرسالة » للشافعي ،ص .5
((( المصدر السابق ،ص .8
90
* فمن اجتهاداته :أنه كان يرى األخذ بالحساب الفلكي يف إثبات أوائل الشهور
العربية ً
بديل عن الرؤية الشخصية.
يقول « : لقد كان لألستاذ األكرب المراغي ،منذ أكثر من عشر سنين((( -حين
كان رئيس المحكمة الشرعية العليا : -رأي يف رد شهادة الشهود ،إذا كان الحساب
يقطع بعدم إمكان الرؤية ،كالرأي الذي نقلته هنا عن تقي الدين السبكي ،وأثار رأيه
هذا ً
جدل شديدً ا ،وكان والدي وكنت أنا وبعض إخواين ممن خالف رأي األستاذ
األكرب يف رأيه ،ولكني أصرح اآلن أنه كان على صواب ،وأزيد عليه وجوب إثبات
األهلة بالحساب يف كل الوقت إال لمن استعصى عليه العلم »((( .
* ومن اجتهاداته :ما َض َّمنه يف كتابه « نظام الطالق يف اإلســام » من آراء
واجتهادات وصفها بقوله « :هذه األبحاث ليست من أبحاث الفقهاء الجامدين
الم َق ِّلدين .وال هي من أبحاث المرتددين الذين يبدو لهم الحق ثم يخشون الجهر
ُ
الم َج َّردين الهدّ امين .الذين ال يفهمون اإلسالم ،وال يريدون
به .وال هي من أبحاث ُ
إال تجريد األُمم اإلسالمية من دينهم ،ومن الثبات عليه ونصره .وال هي من أبحاث
الم َجدِّ دين العصريين الذين تتبخر المعاين والنظريات يف رؤوسهم ،ثم تنزو هبا عقولهم
ُ
فهم يطيرون هبا ً
فرحا ،ويظنون أن اإلسالم هو ما يبدو لعقولهم ويوافق أهواءهم ،وأنه
دين التسامح ،فيتسامحون يف كل شيء من أصوله ،وفروعه وقواعده »((( .
وقد َّ
دل هذا الكتاب على اجتهاده ،وعدم تعصبه لمذهب من المذاهب ،واستخرج
نص القرآن ،ومن بيان السنَّة يف الطالق ،وكان لظهور هذا الكتاب
فيه نظام الطالق من ّ
ضجة عظيمة بين العلماء ،ولكنه دافع فيها عن اجتهاده دفا ًعا مؤيدً ا بالحجة والربهان،
ومن قرأ الكتاب عرف كيف يكون االحتجاج يف الشريعة ،وظهر له ُ
فضل هذا الرجل
وقدرته على ضبط األُصول الصحيحة ،وضبط االستنباط فيها ضب ًطا ال يختل((( .
يقول األديب الفقيه علي الطنطاوي ،ت 1420هـ= 1999م ،بعد أن أشاد بالفقهاء
المتقدمين ،وأهنم لم يدرسوا وقائع أزماهنم ويضعوا لها األحكام فقط ،وإنما فرضوا
الفروض وبحثوا عن أحكامها ،قال « :على أنني أذكر هنا بإكبار بحث فضيلة األستاذ
الشيخ أحمد شاكر يف الطالق فإنه ُي َعدُّ مثالً كامالً يف هذا الباب »((( .
لم ينفصل يو ًما عن قضايا أمته ،بل ظل يدافع عنها حتى آخر حياته َ ،ف َح َ
اضر ،
وكتب ،وناقش ،ور َّد ،على المتجرئين على ثوابت األمة .
وكان شجا ًعا ،ال يخاف يف اهلل لومة الئم ،كتب سلسلة مقاالت يف مجلة
الهدي النبوي((( سنة 1951م ،عالج ما كان يظهر يف آفاق العالم العربي واإلسالمي
من انحراف ديني أو ُخلقيَ ،و َص َفها عبد السالم هارون بأهنا « :نموذج ألمانة األداء
يف إعالء كلمة الحق »((( .
افتتحها بقوله « :ما َأ َق َّل ما قلنا ( كلم َة الحق ) يف مواقف الرجال .وما َأكثر
وان قصرنا يف ذلك ،إِن لم يكن خو ًفا فضع ًفا ،ونستغفر اهلل ،و َأرى َأ ْن قد َ
آن األَ ُ ما َّ
((( انظر « أحمد محمد شاكر إمام المحدثين » ،مجلة المجلة ،ع ، 19س ، 2ص . 121
((( مجلة الرسالة ع ، 316س ، 7بعنوان « :سؤال إلى المفكرين من علماء المسلمين » ،ص .. 1473
السنَّة 1407 ،هـ = 1987م ،وقدَّ م له العالمة ِ
((( ُجم َعت المقاالت يف كتاب بعنوان « كلمة الحق » ،طبعته مكتبة ُّ
عبد السالم هارون .
((( يف مقدمته لكتاب « كلمة الحق » صفحة ( ز) .
92
لنقو َلها ما استطعنا ،ك َّفار ًة عما َس َلف من تقصير ،وعما َأ ْس َل ْف ُت من ذنوب ،ليس
والعمر يجري بنا سري ًعا ،والحيا ُة توشك َأن تبلغ منتهاها .
ُ لها إِ َّل ُ
عفو اهلل ورحمتُه .
اإلسالم ،تنحدر يف مجرى وان لنقولها ما استطعنا ،وبال ُدنا ،بال ُد ِ آن األَ ُ و َأرى َأ ْن قد َ
واإلباحية واالنحالل .فإِن لم ن َِق ْ
ف منهم اإللحاد ِ الس ْيل ،إِلى ُه َّو ٍة ال َقرار لها ُ ،ه َّو ِة ِ
َّ
بح َج ِزهم عن النار ،انحدرنا معهم ،و َأصابنا من َع َقابيل موقف النذير ،وإِن لم َنأخذ ُ
ضعاف ما ُح ِّملوا »(((.
ُ ذلك ما يصي ُبهم ،وكان علينا من ِ
اإلثم َأ
حدين((( ودحــض زيــف الطاعنين يف الــقــرآن الكريم ، -فــرد على كيد الم ْل ِ
ُ
السنَّة المطهرة((( .
والمشككين يف ُّ
والسنَّة مصدر
-ونافح عن الشريعة اإلسالمية الغراء ،وطالب بأن يكون الكتاب ُّ
القوانين ،وكتب خطة عملية يف ذلك ((( .
-كما دافع عن الصحابة وأمهات المؤمنين رضي اهلل عنهم أجمعين ((( .
-وغيرته على اللغة العربية تظهر يف معاركه يف الدفاع عنها ،ومن ذلك رده على
الم َطالبين بكتابة حروفها باللغة الالتينية((( .
ُ
-وكتب بشجاعة عن قضية االحتالل االنجليزي وطالب بمقاومته ،ولم ينس
قضية فلسطين ومؤزرهتا ((( .
-كما سار على ن َْهج والده الشيخ محمد شاكر يف اإلصالح خاصة يف التعليم
والقضاء ،وقدَّ م مشورة يف ذلك للملك عبد العزيز آل سعود ،يف تقرير أرسله إليه((( .
-و َكتَب الكثير فيما يتعلق باألسرة ،وطالب باصالح تشريعات الزواج والطالق
وقوانين األحوال الشخصية((( .
وحارب بشدة الظواهر االجتماعية الغريبة على مجتماعتنا العربية واإلسالمية
َ -
من خالعة و ُمجون وشذوذ وانحراف((( .
-وهكذا كان أحمد شاكر مثال العالم الصادق المخلص يتفاعل مع قضايا
ً
منعزل بعيدً ا عنها . األمة ،وال ينأى بنفسه ويجلس
***
املبحث اثلالث
َُ
مزنتله عند العلماء
وهذا طرف يسير مما جاء من ثناء للعلماء عليه وبيان لمكانته ومنزلته :
قال « :العالم العامل ،األستاذ الكبير السيد /أحمد محمد شاكر ..ذكرت
بالحمد والثناء تلك األيام القصيرة التي نعمت فيها بالتَّحدث إليكم ،والنَّهل من معين
ذخرا للغتنا الكريمة ،ومال ًذا للمشتغلين بحديث
فضلكم ،وغزير علمكم ،أدامكم اهلل ً
النبي العربي ،و َد ْر ًءا للمناضلين عن العروبة واإلسالم »((( .
* العالمة المحقق عبد الرحمن المعلمي اليماين ،ت 1386هـ = 1966م ((( .
وص َف ُه بقوله « :محقق ال َع ْصر العالمة أحمد محمد شاكر »((( .
َ
وقال يف رسالة بخطه أرسلها إلي أحمد شاكر يطلب فيها اإلرشاد لبعض المواضع
التي لم يهتد إلي مواضعها يف رده على الكوثري ُ
الم َس َّمى « التنكيل » ،قال :
«العالمة المفضال أبي األشبال أحمد محمد شاكر ..منذ زمان أتعطش إلى التعرف
بفضيلتكم واالقتباس من فوائدكم »((( .
((( يف رسالة أرسلها إليه بتاريخ 15تشرين األول ( أكتوبر ) 1955م ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل (. )27
((( وصفه أحمد شاكر يف « تفسير الطربي » 587 / 13بقوله « :العالمة الشيخ » ،ويف تعليقه على « المسند » /5
339برقم 3885لخص له مبح ًثا يف تسمية أحد الرواة ،وصدَّ ره بقوله « :وقد حقق العالمة عبد الرحمن بن
يحيى اليماين مصحح التاريخ الكبير المطبوع يف حيدر آباد ...إلخ » .
المع ِّلمي «:تخريج أحاديث شواهد التوضيح البن مالك ،ومالحظات على األستاذ محمد
((( عبد الرحمن ُ
فؤاد عبد الباقي «الرسالة الرابعة ،ضمن مجموع رسائل يف التحقيق وتصحيح النصوص » من آثاره
المطبوعة ،ج ، 23ص . 137
((( بتاريخ 10جمادى الثانية 1370هـ .وانظر :المالحق :ملحق ج شكل رقم (. )28
((( عبد المتعال الصعيدي « ،نظام الطالق يف اإلسالم تأليف األستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر » ،مجلة الرسالة ،ع
، 146س ، ) 1936 ( 4ص . 680
96
* األديب المحقق محمد سامي الدَّ هان ،ت 1391هـ = 1971م .
قال « : العالمة المحقق أستاذنا أحمد محمد شاكر ..أبو األشبال وس ِّيد
الناشرين »((( .
((( بتاريخ 13من ذي القعدة 1361هـ الموافق 22نوفمرب 1942م بالروضة .وانظر المالحق :ملحق ج شكل رقم
(. )29
((( محب الدين الخطيب « تعليق » ،مجلة الفتح ،ع ، 349س ، 7ص . 7تعلي ًقا له على مقال لشاكر بعنوان « فهرس
مسند االمام أحمد » بنفس العدد بالمجلة ص ص . 7-6
((( يف رسالة أرسلها إليه بتاريخ 26أكتوبر 1955م .وانظر المالحق :ملحق ج شكل رقم (. )30
((( محمد هبجة البيطار ،عرض كتاب «:عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » ،مجلة المجمع العلمي العربي
بدمشق ،مج ، 33ج ، 2ص . 367
((( انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )32( ، )31
97
* العالمة المحقق محمد عبد الغني حسن ،ت 1405هـ = 1985م .
ً
وعمل غير إ ٍّد عند من ال يرقبون قال « : وقد يكون إخراج كتاب قديم ً
عمل هينًا ،
أمانة العلم ،وال يخشون حرمة الحق .وغرضهم من ذلك أن يطلعوا على السوق بعمل
ناقصا غير كامل ،ومعي ًبا غير سالم .أما األستاذ الشيخ أحمد شاكرعملوه ،ولو كان ً
ِ
فبعيد من ذلك كله ؛ فإذا َعمل فلله ،وإذا ح َّقق فللعلم ،وإذا َّ
أكب فهو موف على الغاية ،
ومشرف على النهاية ،ال َيثنيه عن ذلك صعوبة بحث أو إعنات درس »((( .
((( أرسلها إليه بتاريخ 1375/2/21هـ .وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )31
((( الزركلي « :األعالم » 253/1 ،
((( محمد عبد الغني حسن :الرسالة لإلمام الشافعي «،مجلة الرسالة » ،ع ، 412س ، 9ص . 715
الس ِّيد أحمد صقر « الشعر والشعراء » البن قتيبة ،الجزء األول . 8-7 /1 ،
((( نقد األستاذ َّ
98
وليست هذه دعوى يقولها عابر سبيل ،وليست قوال يلقى على َعواهنه أو مجامل ًة
تزجى لصديق يأمل فيها صديق أن يزيد يف حبل المودة توثي ًقا لصلة ،أو توكيدً ا
دهرا طويال مالز ًما لهذا اإلمام عار ًفا
لعالقة ،بل هي مقالة صدق من شاهد عاش ً
دارسا حياته العلمية والعملية عن كثب ،شري ًكا له يف كثير من مجاالت العلم
فضله ً ،
والثقافة والعربية ً
أخذا وعطاء»(((.
الم َف ِّسر الفقيه اللغوي األَ ِديب الكاتب »((( .
الم َحدِّ ث ُ
وقال « :العالم ُ
* العالمة المغربي تقي الدين الهاللي ،ت 1407هـ = 1987م .
الم َح ِّقق ُ
الح َّجة أحمد بن محمد شاكر ،الذي ال زال كاسمه قال « : األستاذ ُ
وذاكرا له على كل حال »((( .
ً شاكرا هلل على أنعمه ،
ً
الم َح ِّقق عبد الفتاح أبو غدة ،ت 1417هـ = 1997م .
* الشيخ العالمة ُ
وصفه بقوله « :العالمة المحدث الفقيه األديــب اللغوي المحقق المتقن
القاضي أبو األشبال أحمد شاكر ابن العالمة الكبير الجليل محمد شاكر ،المصري
المنشأ والدار والقرار ،العالم المعروف بتحقيقاته وكتاباته وتجويده وتربيزه يف
محققاته ومؤلفاته »((( .
الم َحدِّ ث محمد ناصر الدِّ ين األلباين ،ت 1999 = 1420م .
* العالمة ُ
الم ْجتهد القاضي أحمد محمد شاكر»(((.
الم َحدِّ ث ُ
وصفه بقوله ُ « :
((( عبد السالم هارون :من مقدمته لكتاب « كلمة الحق » ألحمد شاكر ،ص (.)3
((( المصدر السابق ،صفحة ( ز ) .
((( يف رسالة أرسلها إليه بتاريخ 18محرم 1374هـ = 1954م ،وانظر :المالحق :ملحق ج شكل رقم ( . )33
((( « تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب وسبق المسلمين اإلفرنج يف ذلك » ،بقلم أحمد
محمد شاكر ،اعتنى به وعلق عليه وأضاف إليه عبد الفتاح أبو غدة ،ص .5
((( كتب بخطه على صفحة غالف « الروضة الندية » من نسخته .انظر :مقدمة « التعليقات الرضية على الروضة
الندية » لعلي حسن عبد الحميد ،ص ،وبأولها صورة الغالف المذكور .
99
* تكريمه :
-ك ُِّرم بمصر ،فحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة األولى ،يف الخامس
من ربيع األول سنة 1417هـ ،الموافق 21يوليه 1996م((( .
-وفاز - بعد مرور نصف قرن على وفاته -بجائزة األمير نايف بن عبدالعزيز
السنَّة النبوية يف دورهتا الثانية 1430 ،هـ = 2009م .
آل سعود التقديرية لخدمة ُّ
***
((( مقدمة تحقيقه لـ « الجامع الكبير » ،ص ، 9ط ، 1بيروت :دار الغرب اإلسالمي 1996 ،م .
((( المصدر السابق ،ص . 10
((( من مقدمته لكتاب « العالمة المحدث أحمد محمد شاكر وجهوده يف الدعوة واإلصالح خالل القرن الماضي »
ألبي العال بن راشد ،ص . 5
((( عبد اهلل بن عبد الرحيم عسيالن « :تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل » ،ص . 95
((( أسامة أحمد شاكر « ،من أعالم العصر » ،ص 58
100
املبحث الرابع
َ َ
عطـاؤه
أوال :تالميذه :
(((
سبق أن ذكرنا أن الشيخ أحمد شاكر َد َّرس بكلية ُأ ُصول الدِّ ين عام 1950هـ
السنة((( .
وبالتالي فقد َد َر َس على يديه كثير من طالب األزهر يف تلك َّ
وأيضا ال ينسى أحدٌ فضله على األدباء والمؤرخين لألدب العربي الذين تتلمذوا
ً
على الكتب التي أخرجها لهم .
ويكفي أن يكون من بين من تتلمذ على يديه ،هذان ال َع َل َمان الكبيران :
األول :شقيقه العالمة محمود محمد شاكر ،ت 1997 =1418م :
فقد كان ألحمد شاكر دور كبير يف َتنْشئته ِ
وهدايته للعلم .ففي إهداء لمحمود ٌ
شاكر كتبه بخطه على كتاب « طبقات فحول الشعراء » البن سالم الذي حققه « :أرد
علي يف تنشئتي وهدايتي إلى العلم ، ً
هبدية هذا الكتاب طرفا من فضل أخي األكرب َّ
وأسأل اهلل أن يبارك له يف علمه ويزيده من فضله »((( .
السالم محمد هارون ،ت 1408هـ = 1989م :
الثاين :ابن خاله العالمة عبد َّ
وقد كانت بينهما عالقة وثيقة منذ أن كان عبد السالم هارون طال ًبا بكلية دار العلوم
وأحمد شاكر يف القضاء .يقول عبد السالم هارون « :أستاذي المغفور له الشيخ أحمد
شاكر الذي قاسمني بذل الجهد والعناية بالكتاب ،فكان نعم العون ،ونعم المرشد »((( .
((( انظر ماتقدم . 54،وهو يصرح بذلك يف يومياته بتاريخ 24نوفمرب فيقول « وبعض طلبتي يف كلية أصول الدين » .
((( تقدم ص ، 11النقل عن األديب الدكتور محمد رجب البيومي أنه يعرف الكثير من تالميذه .
((( بتاريخ 7ربيع األول 1372هـ= 25نوفمرب 1952م ،انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )34
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق ط 3لكتاب « المفضليات » ،ص . 8
101
وذكر عبد السالم هارون أنه تتلمذ على طائفة من العلماء ممن أثروا حياتنا العلمية
بسخاء متنوع المعرفة ،يتصل هبم يف قاعة الدرس وخارجها ويوثق رباطه هبم ويكسب
منهم كل الرعاية والتشجيع ،يذكر من بينهم :محب الدين الخطيب ،وأحمد تيمور
باشا ،والشيخ أحمد السكندري ،وأحمد محمد شاكر((( .
كثيرا ما
وأشار إلى أن أحمد شاكر كان قدوته يف تحقيق الرتاث ،فقال « :كان ً
ممتازا لم َي ْع َهدُ ه الناس
ً َهجا
ُيظهرين على عمله يف تحقيق هذا الكتاب الذي نَهج فيه ن ً
من قبل ،يف أمانة التحقيق وأمانة األداء ،فكان ذلك مما أدخل يف روعي أن أقتدي به
اقتدا ًء ،وأن أراعيه فيما أستقبل من أعمال التحقيق »((( .
كتب ثبتًا لمؤلفاته وتحقيقاته سنة 1956م ،أي قبل وفاته بعامين ،وهو غير
كثير من التحقيقات بل وبعض ِ
ب على َع َجلة ألمر ما ،فقد فاته ٌ
مرتب ،ويبدو أنه كُت َ
المؤلفات ،كما أنه أشار إلى مقاالته باختصار وإجمال ولكن يمتاز هذا الثبت بوصف
دقيق لما قام به من عمل ،وتحديد لألجزاء التي قام بتحقيقها لبعض الكتب التي شاركه
يف تحقيقها غيره ،مع ذكر سنة الطبع ،وفيه َت َو ُّقع بعدد األجزاء التي لم تنشر يف الكتب
التي يقوم بتحقيقها ((( ،لذا فقد رأيت من تمام الفائدة أن أصنع له ببليوجرافيا تليق بما
تركه لنا من نفائس وروائع .
((( ندا الحسيني ندا « :عبد السالم محمد هارون محققا » ص ، 132نقال عن سيرة عبد السالم هارون الذاتية ،
أوراق خاصة من الدكتور نبيل عبد السالم هارون (. )3
((( من مقدمته لكتاب « كلمة الحق » ألحمد شاكر ،صفحة ( د ) .
((( كما ذكر أن « المسند » طبع منه 14مجلدا وربما يزيد على الثالثين مجلدً ا ،وأن « صحيح ابن حبان » قد يزيد على
عشر مجلدات » ،وأن « عمدة التفسير » سيكون يف 10أجزاء .
102
ببليوجرافيا
بمؤلفاته وحتقيقاته وما كتب عنه
ًّ ُ َّ
م َرتبة زمنيا
لما كان أساس الدِّ راسة أعمال المؤلف وتحقيقاته ؛ رأيت أن أقوم بعمل هذه القائمة الببليوجرافية
تيسر لي من مقاالته وما كتب عنه وعن مؤلفاته من عروض ونقد، التي تشتمل على :مؤلفاته وتحقيقاته وما َّ
وزيادة يف الفائدة ألحقت هبا مؤلفات وتحقيقات شرع فيها ولم يكملها ولم تنشر .وكذا التي تمنى تأليفها .
ثان ًيا :مؤلفات وتحقيقات شرع فيها ولم يكملها ولم تنشر .
-وقد اعتمدت على الطبعات األولى لكتبه وتحقيقاته ،وعلى « َث َبته لمؤلفاته وتحقيقاته » الذي كتبه
سنة 1956م((( ،وأشرت إليه بقولي « يف َث َبته » وغير ذلك مما تيسر لي ممن جاء عن مؤلفاته وتحقيقاته .
-كما أشرت إلى الطبعات الالحقة المعتمدة فقط((( يف نفس مكان الطبعة األولى حتى ال يحدث
تكرار ،وأشرت بالحاشية لبعض الفوائد المهمة التي تتعلق ببعض الطبعات .
-كما رتبت العناوين تحت السنوات ألفبائ ًّيا ،وجعلت العناوين التي قبلها عالمة للداللة على
مؤلفاته((( ،والتي قبلها النجمة * للداللة على مقاالته ،وفيما عدا ذلك يعترب لتحقيقاته ،وهي األكثر .
1914
« * ١- ١اإلسالم والمسلمون » ،جريدة المؤيد ،ع ، 7214س ، 25األحد 26ربيع أول
1332هـ = 22فرباير 1914م .
«٢- ٢كتاب كشف الك ُْربة يف َو ْصف َحال أهل الغُربة » ( وهو شرح لحديث بدأ اإلسالم
غري ًبا ) تأليف أبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي ،قام بطبعه واعتنى بتصحيحه
أحمد محمد شاكر ،مطبعة النهضة األدبية((( ،ط1332 ، 1هـ = 1914م .
«٣- ٣ألفية السيوطي يف مصطلح الحديث » ،وقف على طبعه أحمد محمد شاكر ،مطبعة
البوسفور((( ،القاهرة ،ط1332 ، 1هـ = 1914م .
1916
« * ٤- ٤فوائد شتى » ،مجلة المنار ،مج ، 19ج 29 ( 5ذي الحجة 1334هـ = 27أكتوبر
((( وقد قمت بالبحث يف هذه الجرائد والمجالت حسب الوسع والطاقة ،فاستوفيت معظم المجالت ،وأما الجرائد
نظرا للمعاناة الشديدة يف صعوبة البحث والتصوير للدوريات بدار الكتب المصرية ،مع
فلم أتمكن من استيعاهبا ً
نسخ مهلهلة ،ورداءة للميكروفيلم وضياع صفحات ..إلخ .والسؤال يف عصر االنرتنت :أال توجد ً
نسخا أخرى
لها هذه الدوريات ،وهي من مصر ً
أصل ونشرت هبا !! .
((( كذا يف « ثبت مؤلفاته وتحقيقاته » .
((( جاء بالطبعة مطبعة النهضة األدبية أمام مدرسة الحقوق ( يطلب من مكتبة المنار ) .
((( بمطبعة البوسفور بشارع عبد العزيز وكتب عليه ( يباع يف مكتبة المنار ألصحاهبا رضا وخطيب وقتالن ) .وقد
قام بإعادة طبعه مرة ثانية بمطبعة عيسى الحلبي سنة 1934م ،مع شرحه شرحا مسه ًبا ،كما سيأيت برقم . 47
104
1923
٥- ٥تعليقات يف أبحاث دقيقة على « دائرة المعارف اإلسالمية »((( ،ابتداء من سنة 1923م .
1925
« * ٦- ٦تصحيح القاموس » ،ألحمد تيمور((( ،مجلة الزهراء ،مج ، 1ع 15 ( 8شعبان
1343هـ = 10مارس 1925م ) ،ص ص . 534-532
ِ
والحكَم يف شرح خمسين حدي ًثا من جوامع الكلم » ،تأليف أبي الفرج «٧- ٧جامع ال ُعلوم
عبد الرحمن بن رجب الحنبلي ،الرسالة األولى ،الرسالة الثانية ،بتحقيق أحمد محمد
شاكر ،مطبعة النهضة األدبية بمصر ،ط1343 ، 1هـ = 1925م .
((( كذا يف « ثبت مؤلفاته وتحقيقاته » ،وهذا هو تفصيل أماكنها يف « دائرة المعارف اإلسالمية » :
الجزء الثاين ، 464 ، 457 ،291 ، 220 ، 218-217 ، 172-171 ، 94 ، 92 ، 84 ، 82 ، 78 ، 33-18 :
. 648 ، 643 - 642 ، 640 ، 637 - 636 ، 632 - 631 ، 614 ، 591-588 ، 592
الجزء الثالث 546 ، 535 ، 534، 486 ، 398 ، 397 ، 396 ، 105 ، 104 ، 93 ، 92 ، 60-55 ، 48 ، 24 :
. 695 ،641 ، 633 ، 575 ، 574 ،
الجزء الرابع . 583 ، 581 ، 524 ، 437 ، 430 ، 387 ، 28 :
الجزء الخامس . 485 ، 450، 423 ، 421 ، 419 ، 416 ، 415 ، 414 ، 413 ، 412 ، 262 ، 245 :
الجزء السادس . 278 ، 367 -266 ، 264 :
الجزء السابع ، 197 ،196 ، 189 ، 144 ، 143 ، 142 ، 141 ، 140 ، 112 ، 106 ، 105 ، 105 ، 103 :
، 400 ، 345 ، 343 ، 341 ، 340 ، 337 ، 336 ، 334 ، 332 ، 331 ، 330 ، 329 ، 328 ، 327 ، 198
. 473 ، 403 ،402
الجزء الثامن .375-371 ، 235 ، 234 ، 102 ، 101 :
الجزء العاشر . 459-458 :
الجزء الحادي عشر . 427 ، 377 ، 376 ، 375 ، 245 :
((( وقد تجاوب العالمة أحمد تيمور مع المقال فكتب ر ًّدا عليه بنفس المجلة بعنوان « حول تصحيح القاموس » ،
ج ، 10م ، 1ص ص . 617-616
105
1926
«٨- ٨جامع العلوم والحكم يف شرح خمسين حدي ًثا من جوامع الكلم » ،تأليف أبي
الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي ،الرسالة الثالثة والرابعة ،بتحقيق أحمد محمد
شاكر ،مكتبة الخانجي ،مطبعة النهضة األدبية بمصر ،ط1344 ،1هـ = 1926م .
- -الرسالة الثالثة :تشتمل على األحاديث :الثالث والرابع والخامس .
- -الرسالة الرابعة :تشتمل على األحاديث :السادس والسابع والثامن .
«٩- ٩التحقيق يف أحاديث الخالف » ،للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ،ط، 1
صححه وعلق حواشيه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :مكتبة الخانجي ( مطبعة الشرق ) ،
(((
ط1344 ، 1هـ = 1926م
1927
«١٠-١٠اإلحكام يف ُأصــول األحكام » للحافظ أبــي محمد علي بن حــزم األندلسي
، (((
الجز َءان األول والثاين
الظاهري ،مكتبة الخانجي ( مطبعة السعادة بمصر ) ُ ،
ط1345 ،1هـ = 1927م.
((( ثم طبع مرة ثانية باعتناء عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل 1431 ،هـ = 2010م .ط : 2الجيزة :دار الرياض،
وهبا فهارس من عمل المعتني ،الذي ذكر أهنا لم يتح للطبعة األولى النشر على صورة كتاب وإنما هي عبارة عن
غالف وثمان مالزم فقط !!وما ينبغي ذكره هنا أن الكتاب طبع بتخريج الشيخ محمد حامد الفقي سنة 1373هـ =
1954م بمطبعة أنصار السنة المحمدية وجاء يف مقدمة طبعته « :كان األخ الصديق المحقق أحمد محمد شاكر
قد بدأ يف طبع كتاب التحقيق -وطبع منه بضع مالزم -ثم وقف الطبع ألسباب تتعلق بالخانجي التي كانت قائمة
بنشره .وقد كتب إذ ذاك تحقيقات وتعليقات وافية ،إلى نحو ثلث الكتاب -نفعنا اهلل هبا ، . » ..وقد وجدت
رسالة بخط أحمد شاكر بتاريخ 26ربيع الثاين 1375هـ = 11ديسمرب 1955م للشيخ محمد حامد الفقي يطلب
منه ثالث مجلدات مصورة من الكتاب ،وأوراق بخطه يف التعليق على الكتاب ،وصفها شاكر بقوله « :هي
مجهود شهور طوال » واهلل المستعان !! وأحمد شاكر ذكر الكتاب يف تعليقه على المحلى !. 117 ، 92 ، 82 / 1
((( لم ُي ْكتَب على الجزأين اسم أحمد شاكر مثل بقية األجزاء من ج-3ج ، 8وجاء يف « َث َبته » « :تحقيق النص والتعليق
عليه ،ثمانية أجزاء يف أربعة مجلدات » .
106
« * ١١-١١التحقيق » ،البن الجوزي ،مجلة الزهراء ،مج ، 4ج (2-1ربيع األول -ربيع
اآلخر 1346هـ = أغسطس وسبتمرب 1927م ) ،ص ص . 93-90
ُ « * ١٣-١٣صحف الهالل والدّ عاية ضد اإلسالم ، » 1-مجلة الفتح ،ع ، 72س30 ( 2
جمادى األولى 1346هـ = 24نوفمرب 1927م ) ،ص ص .2 - 1
ُ « * ١٤-١٤صحف الهالل والدّ عاية ضد اإلسالم ، » 2-مجلة الفتح ،ع ، 74س14 ( 2
جمادى الثانية 1346هـ = 8ديسمرب 1927م ) ،ص ص .10 - 8
ُ « * ١٥-١٥صحف الهالل والدّ عاية ضد اإلسالم ،» 3 -مجلة الفتح ،ع ، 75س21 ( 2
جمادى الثانية 1346هـ = 15ديسمرب 1927م ) ،ص ص .6 - 4
« * ١٦-١٦يف مقال يف الوقف األهلي » ،جريدة المقطم ،ع ، 11795س ( 39اإلثنين 19
جمادى الثانية 1346هـ = 12ديسمرب 1927م ) ،ص. 1
«١٩-١٩الخَ َراج » ،تأليف يحيى بن آدم القرشي ،صححه وشرحه ووضع فهارسه((( أبو األشبال
((( يف « َث َبته » « :تحقيق النص والتعليق عليه ،ثمانية أجزاء يف أربعة مجلدات » .
شرحا متوس ًطا ،مع الفهارس الكافية » .
((( يف « َث َبته » « :تحقيق النص وشرحه ً
107
أحمد محمد شاكر ،عنيت بنشره المطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة 1347،هـ= 1928م .
« * ٢١-٢١يف شأن رؤية الهالل » ،جريدة المقطم ،الثالثاء 21فرباير 1928م ،ص . 5
« * ٢٣-٢٣قانون الزواج والطالق ، » 3-جريدة المقطم ،الخميس 12يونيو 1928م ،ص . 7
الم َح َّلي » تصنيف اإلمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ،الجزءان :األول
ُ «٢٤-٢٤
والثاين ،بتحقيق((( أحمد محمد شاكر ،إدارة الطباعة المنيرية بمصر ،ط1347، 1هـ =1928م .
1929
بالسنَّة والتاريخ »((( ،مجلة الفتح ،ع ، 171س28 ( 4
« * ٢٥-٢٥سؤاالن إلى العلماء ُّ
((( يف « َث َبته » « :الثلث األول من ستة أجزاء يف ثالثة مجلدات ،تصحيح النص والتعليق عليه أما الثلثان الباقيان
فأخرجهما غيرنا ».
((( رد عليه الحافظ الكتاين برسالة أرسلها لي األستاذ خالد السباعي جزاه اهلل خيرا ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،
شكل رقم ( . ) 38
108
الم َح َّلي » ،تصنيف اإلمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، (((،الجزءان :
ُ «٢٦-٢٦
الثالث والرابع ،بتحقيق أحمد محمد شاكر ،إدارة الطباعة المنيرية بمصر ( مطبعة النهضة)،
ط1348 ، 1هـ = 1929هـ .
« * ٢٧-٢٧ابن محيصن » ،مجلة الزهراء ،مج ، 5ج ( 6ذو الحجة 1347هـ = مايو
1929م ) ،ص ص . 445 -444
1930
اإلحكَام يف ُأ ُصول َاأل ْحكَام » للحافظ أبي محمد علي بن حزم األندلسي الظاهريُ ،عنِي
ْ «٢٨-٢٨
بتصحيحه صاحب الفضيلة الشيخ أحمد محمد شاكر((( ،ط ، 1مكتبة الخانجي ( مطبعة
الجز َءان :السابع والثامن ،ط1348 ، 1هـ = 1930م .
السعادة بمصر ) ُ ،
((( يف « َث َبته » « :الثلث األول من ستة أجزاء يف ثالثة مجلدات ،تصحيح النص والتعليق عليه أما الثلثان الباقيان
فأخرجهما غيرنا ».
((( يف « َث َبته » « :تحقيق النص والتعليق عليه ،ثمانية أجزاء يف أربعة مجلدات » .
109
« * ٣٣-٣٣خواطر -10 :مقاطعة الملحدين» ،مجلة الفتح ، 194 ،س11 ( 4ذي القعدة
1348هـ 10 -أبريل 1930م ) ،ص . 6
« * ٣٤-٣٤تفسير القرآن الحكيم » ،مجلة المنار ،مج ، 31ج ( 3ربيع اآلخر 1349هـ = 22
سبتمرب 1930م ) ،ص . 197 - 193
ُ «- -منجد المقرئين ومرشد الطالبين » لشمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري ،تفضل بقراءته بعد طبعه :محمد
حبيب اهلل الشنقيطي ،وأحمد محمد شاكر((( ،مكتبة القدسي بالقاهرة ،ط1350 ، 1هـ=1930م .
الم َح َّلي » تصنيف اإلمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، (((،
ُ «٣٥-٣٥
الجزءان :الخامس والسادس ،بتحقيق أحمد محمد شاكر ،إدارة الطباعة المنيرية
بمصر ( مطبعة النهضة) ،ط1349 ، 1هـ = 1930م .
« * ٣٦-٣٦المجالس الحسبية [ ، » ]1جريدة المقطم ،ع ، 12604س ( 42الجمعة 6ربيع
األول 1349هـ = 1أغسطس 1930م ) ،ص . 1
((( هذا الكتاب أعطي له بعد طباعته ،فكتب عليه تعليقات بآخره ،وهي عبارة عن 24استدراكًا ،قال عنها « :بعضها
تصويب صريح ،وبعضها اختالف يف عبارات الكتب ،وبعضها رأي وترجيح » .
((( يف « َث َبته » « :الثلث األول من ستة أجزاء يف ثالثة مجلدات ،تصحيح النص والتعليق عليه أما الثلثان الباقيان
فأخرجهما غيرنا ».
((( كتبه يف انتقاد تخريج حديث يف مسند أحمد ،وو َّقع بنهاية المقال ( :تلميذكم المخلص أحمد محمد شاكر
القاضي الشرعي ) وع َّلق رشيد رضا على المقال ،ص . 625-627
110
الم ْج َمع اللغوي ومعجم اللغة » ،جريدة المقطم ،ع ، 13296س ( 44الثالثاء
َ « * ٤٣-٤٣
25أكتوبر 1932م = 25جمادى الثانية 1351هـ ) ص ، 1ص . 7
1933
« * ٤٤-٤٤دائرة المعارف اإلسالمية » ،جريدة المقطم ،ع ، 13675س ( 45الخميس 29
رجب 1352هـ = 16نوفمرب 1933م ) ،ص .3 ، 1
« * ٤٥-٤٥فتنة ترجمة القرآن [ ، (((» ]3مجلة الفتح ،ع ، 341س 5 ( 7ذی الحجة
31 = 1351مارس ، ) 1933ص ص . 9-8
السنَّة » ،ا .ي فنسنك ،ونقله إلى اللغة العربية محمد فؤاد عبد الباقي،
- -يف هذا العام كتب مقدمة لكتاب « مفتاح كنوز ُّ
« * ٤٨-٤٨فهرس مسند االمام أحمد » ،مجلة الفتح ،ع ، 349س 21 ( 7صفر 1352هـ =
14يونيه 1933م ) ،ص ص . 7-6
1935
« * ٤٩-٤٩أستاذنا اإلمام حجة اإلسالم السيد محمد رشيد رضا » ،مجلة المقتطف ،مج،87
ج 4 ( 3رجب 1 = 1354أكتوبر ، ) 1935ص ص . 323-318
ُ «٥١-٥١ل َباب اآل َداب » تأليف األمير أسامة بن منقذ ،بتحقيق((( أحمد محمد شاكر ،ط، 1
مكتبة سركيس ،ط1354 ، 1هـ= 1935م .
1936
الم َحا َماة َّ
الشرعیة ،األعدد 1و 2و ، 3س8 « * ٥٢-٥٢نظام الطالق فی اإلسالم » ،مجلة ُ
(رجب و شعبان و رمضان 1936 = 1355م ) ،ص ص . 24 -10
« * ٥٣-٥٣بين َعالِ َمين :نظام الطالق يف اإلسالم ، » 1-مجلة الرسالة ،ع ،157س ( 4ربيع
الثاين = 1355يوليه 1936م ) ،ص ص . 1093 -1091
« * ٥٤-٥٤بين َعالِمين :نظام الطالق يف اإلسالم ، » 2-مجلة الرسالة ،ع ،159س ( 4أول
جمادى األولى 20 = 1355يوليه 1936م ) ،ص ص . 1182 - 1179
« * ٥٥-٥٥بين َعالِمين :نظام الطالق يف اإلسالم ، » 3-مجلة الرسالة ،ع ،160س8 ( 4
جمادى األولى 27 = 1355يوليه 1936م ) ،ص ص . 1220 - 1217
((( يف « َث َبته » « :تحقيق النص وتصحيحه مع شرح متوسط ومقدمة وفهارس » .
112
«٥٦-٥٦جامع البيان يف تفسير القرآن » لإلمام معين الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد اهلل
اإليجي الصفوي الشافعي ،ووقف على تصحيحه محمد حامد الفقي ،وقام بمراجعته
أحمد محمد شاكر ،الجزء الثالث ( من أول لقمان :الناس ) مطبعة حجازي بمصر ،ط،1
1355هـ = 1936م .
الم َب ّرد ،بتحقيق أبي األشبال أحمد محمد شاكر ،
«٥٧-٥٧الكَامل يف األدب » ألبي العباس ُ
الجزء الثاين((( ،مكتبة مصطفى البابي الحلبي ،ط1936 =1358 ، 1م .
« ٥٨-٥٨نظام ال َّطالق يف اإلسالم »((( ،بقلم أحمد محمد شاكر ( ،قدَّ م له محمد حامد الفقي)،
القاهرة :مطبعة النهضة األدبية بشارع عبد العزيز بمصر ،ط ،1سنة 1354هـ = 1936م.
- -ط : 2مكتبة النجاح 1389 ،هـ = 1969م .
- -ط ( 4جديدة منقحة ومزيدة ) :مكتبة السنة 1428 ،هـ =1998م ،ومعها « :تقرير الشيخ محمد شاكر والد
المؤلف عن أعمال المحاكم وطرق إصالحها »((( .
1937
«٥٩-٥٩اختصار علوم الحديث أو الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث » بتحقيق وتعليق
أحمد محمد شاكر ،قام بطبعه على نفقته محمود توفيق الكتبي بالسكة الحديد وميدان
األزهر بمصر ،مطبعة حجازي بالقاهرة ،ط1355 ، 1هـ = 1937م.
- -طبعة ثانية ،بشرح مستقل له كتأليف بعنوان « الباعث الحثيث » ،مكتبة محمد صبيح 1951 ،م((( .
الصحيح وهو سنن الترمذي » ألبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ،
«٦٠-٦٠الجامع َّ
الجز َءان :األول والثاين ،مطبعة مصطفى الحلبي
بتحقيق وشرح((( أحمد محمد شاكر ُ ،
وأوالده بالقاهرة ،ط1356 ، 1هـ = . 1937
،الــجــزء الــثــاين ،تصحيح (((
«٦١-٦١صحيح أبــي عبد اهلل البخاري بشرح الكرماين »
أبي األشبال أحمد محمد شاكر ،مطبعة محمود توفيق 1356 ،هـ = 1937م .
« * ٦٢-٦٢القول ال َف ْصل يف َم ّس المرأة وعدم نقضه للوضوء » ،مجلة الهدي النبوي ،ع،6
س ( 1رمضان 1356هـ =نوفمرب 1937م ) ،ص ص . 19-9
« * ٦٣-٦٣من بدع القبور » ،مجلة الهدي النبوي ،ع ، 5س ( 1شعبان 1356هـ =أكتوبر
1937م ) ،ص ص . 14-13
« ٦٤-٦٤مقدمة سنن الترمذي :فيها بحث واف عن التصحيح والفهارس وأعمال المستشرقين ومعها
ترجمة المؤلف »((( ،أحمد محمد شاكر ،مطبعة مصطفى الحلبي ،ط1356 ،1هـ = 1937م .
« * ٦٥-٦٥مقدمة سنن الترمذي ..تصحيح الكتب »((( ،مجلة الهدي النبوي ،س ،2ع17
( شعبان 1357هـ = 1938م) ،ص ص . 32 -21
1938
« * ٦٦-٦٦اإلنصاف فيما جاء يف البسملة من االختالف » ،مجلة الهدي النبوي ،ع،23
« * ٦٧-٦٧تحية المؤتمر العربي يف قضية فلسطين »((( ،مجلة الهدي النبوي ،ع، 18
س ( 2رمضان 1357هـ = أغسطس 1938م) ،ص ص . 12-10
« * ٦٩-٦٩معجزة نبوية يوشك أن تكون »((( ،مجلة الفتح ،ع ، 684س3 ( 14ذي القعدة
1358هـ = 1938م ) .ص ص . 7-6
1939
« ٧٠-٧٠أوائل الشهور العربية هل يجوز شر ًعا إثباتها بالحساب ال َف َلكِي ؟ » .
بقلم أحمد محمد شاكر ،مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر ،ط، 1
1358هـ = 1939م .
« * ٧٢-٧٢هل اذا أسلم غیر المسلم بجبر علی االحتکام الی غیر شریعة االسالم؟ »((( ،مجلة
الفتح ،ع ، 656س 13 ( 14ربیع الثانی 1358هـ = 1يونيه 1939م ) ،ص ص . 7-6
1940
الصحيح وهو ُسنن الترمذي » ألبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ،
«٧٣-٧٣الجامع َّ
((( محاضرة ألقاها يف حفلة الشاي التي أقامتها جمعية الشبان المسلمين .
((( محاضرة ألقاها بدار الشبان المسلمين الذي أقامته جمعية إحياء مجد اإلسالم يف مساء الجمعة 9محرم 1357هـ.
((( وقد علق على المقال محب الدين الخطيب ،بنفس العدد بالمجلة ،ص . 9- 8
((( وهي كلمة ألقاها يف اجتماع الجمعية العمومية لقضاة محكمة مصر الشرعية الجمعة 29ربيع االول 1358هـ .
115
بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزء الثاين ،مطبعة مصطفى الحلبي وأوالده
بالقاهرة ،ط1359 ، 1هـ = 1940م.
ِ «٧٤-٧٤جماع ِ
الع ْلم »((( لإلمام المطلبي محمد بن إدريس الشافعي ،تحقيق أحمد محمد َ ُ
شاكر ،مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر ،ط1359 ، 1هـ =1940م.
الر َسالة » لإلمام المطلبي محمد بن إدريس الشافعي ،عن أصل بخط الربيع بن
ِّ «٧٥-٧٥
سليمان ،بتحقيق وشرح((( أحمد محمد شاكر ،ط ، 1مكتبة مصطفى البابي الحلبي،
1358هـ =1940م.
« * ٧٦-٧٦يف اإلسراء والمعراج »((( ، ،مجلة المنار ،مج ، 35جُ ( 9جمادى اآلخرة
1359هـ = أغسطس 1940م ) ،ص ص . 48-31
1941
وقانون » ،أحمد محمد شاكر ((( ،ملتزم طبعه
ٌ اث يف َأ ْحكام :فق ٌه وقضا ٌء
َ « ٧٧-٧٧أ ْب َح ٌ
ونشره مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر ،ط1360 ، 1هـ = 1941م.
- -ط : 2الجيزة :مكتبة ابن تيمية1408 ،هـ = 1987م مصورة عن األوىل وآبخرها استدراك للمؤلف ُو ِجد
((( وهو يف األصل محاضرة ُأ ْل ِقيت بقاعة المحاضرات يف « جمعية الشبان المسلمين » ،كما جاء بالمقال ،وقد
ن ُِشرت حديثا يف رسالة مفردة بمكتبة السنة ،سنة 1996م بتحقيق سيد عباس الجليمي .
أصدَ ْر ُتها ،ذات مبادئ عامة دقيقة » .
((( « َث َبته » « :مجموعة أحكام ْ
116
« * ٧٨-٧٨الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر التشريع يف مصر »((( ،مجلة الهدي
النبوي ،العددان ، 7-6س ( 5أول ربيع الثاين 1360هـ = 28أبريل 1941م ) .
ص ص . 33-17
الم َع َّرب من الكالم األعجمي على حروف المعجم »((( ألبي منصور الجواليقي
ُ «٧٩-٧٩
موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر ،بتحقيق وشرح أبي األشبال أحمد محمد شاكر،
القاهرة :مطبعة دار الكتب المصرية ،ط1361 ، 1هـ = 1941م .
- -ط ، 2بدار الكتب المصرية سنة 1969م((( .
1942
« * ٨٠-٨٠استقبال شهر رمضان »((( ،مجلة الهدي النبوي ،العددان ، 20-19س ( 6شوال
1361هـ = أكتوبر 1942م ) .ص ص . 15-13
«٨١-٨١المفضليات » الجزء األول ،تحقيق وشرح((( أحمد محمد شاكر ،وعبد السالم محمد
هارون ،ملتزم طبعه ونشره مطبعة المعارف ومكتبتها ،ط1361 ، 1هـ= 1942م .
1943
« * ٨٢-٨٢الرقص والطيب للنساء » ،مجلة الهدي النبوي ،ع ، 10س ( 7شوال = 1362أكتوبر
، ) 1943ص ص . 24-22
الم َب ّرد ،بتحقيق أبي األشبال أحمد محمد شاكر ،
«٨٣-٨٣الكَامل يف األدب » ألبي العباس ُ
الجزء الثالث ،مكتبة مصطفى البابي الحلبي ،ط1358 ، 1هـ = 1943هـ .
ُ
«٨٤-٨٤المفضليات » الجزء الثاين ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،وعبد السالم محمد
هارون ،ملتزم طبعه ونشره مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر ،ط1362 ، 1هـ = 1943م .
((( محاضرة أعلن أنه سيلقيها بجمعية الشبان المسلمين يف مساء الخميس 6ربيع األول = 3أبريل 1941م .
((( يف « َثبته » « :مع شرحٍ ٍ
واف ومقدمة مفيدة وفهارس ُم َف َّصلة دقيقة ،ومعه مقدمة أخرى للدكتور عبد الوهاب عزام » . َ
((( يأيت الكالم عليها ص .. 198
((( محاضرة ألقاها يف حفل بـ « بنْها » بمناسبة استقبال رمضان .
يس ًرا ،مع الفهارس الدقيقة ُ ،طبِ َع َّ
مرتين» . ((( يف « َث َبته » « :يف الشعر القديم ،تحقيق نصوصها وشرحها ً
شرحا ُم ّ
117
- -ط : 2بدار المعارف ،ربيع الثاين 1371هـ = يناير 1952م .
* ٨٥-٨٥تقدمة « محاضرة نابغة الشباب األستاذ رياض محمود مفتاح »((( ،مجلة الهدي
النبوي ،ع ، 7س ( 7رجب 1362هـ = يوليه 1943م ) ،ص ص . 11-7
1944
« * ٨٦-٨٦استدراك على مقال » ،مجلة المقتطف .مج ،104ج = ( ،5مايو 1944م ،ص
ص .470-469
« * ٨٧-٨٧إي نعم :يف التأين السالمة » ،مجلة الثقافة ،ع ، 267س ( 6الثالثاء 13من صفر
1363هـ = 8فرباير 1944م )((( ،ص ص . 20-18
*- -أعيد نشره أيضا يف مجلة الهدي النبوي ،ع ، 3س ( 8ربيع األول 1363هـ = فبراير 1944م ) ،ص ص . 28-21
دراسات عن مقدمة ابن خلدون » ،بقلم أبي خلدون ساطع الحصري ،مجلة
ٌ « * ٩١-٩١
((( قدم هبا لمحاضرة ألقيت بدار جماعة أنصار السنة المحمدية بعد العشاء من يوم األربعاء 15جمادى األولى
1362هـ = 19مايو 1943م .
((( وهو َر ٌّد على مقال لألستاذ األديب عباس محمود العقاد ،نُشر بمجلة الرسالة عدد ، 551سنة 1944م ،
ص ص ، 84 -81بعنوان « :يف التأين السالمة » ..
ولألستاذ بشر فارس نقد لهذا الصديق » لألستاذ األديب عباس العقاد .
الصدِّ يقة بنت ِّ
كتاب « ِّ ((( وهو َر ٌّد على
الكتاب نشر بمجلة المقتطف ( باب التعريف والتنقيب ) ،فرباير . 1944
118
المقتطف ،ج ، 105ج 10 ( 1جمادى اآلخر = 1يونيو 1944م ) ،ص ص . .75 - 71
الصديق » ،مجلة الثقافة ،ع ، 264س ( 6الثالثاء 22من المحرم
الصدِّ يقة بنت ِّ
ِّ «٩٢-٩٢
1363هـ = 18يناير 1944م )((( ،ص ص . 23-22
* - -أعيد نشره أيضا يف مجلة الهدي النبوي ،ع ، 2س ( 8صفر 1363هـ = يناير 1944م ) ،ص ص . 33-28
« * ٩٣-٩٣كفى لع ًبا بالدين » ،مجلة الهدي النبوي ،ع ، 7س ( 8شعبان 1363هـ = يوليه
1944م ) ،ص . 35
« * ٩٤-٩٤كلمة عن كتاب الصديقة بنت الصديق ،لعباس محمود العقاد » .مجلة المقتطف.
مج 104ج ،3مارس 1944م ،ص ص .310-309
«* ٩٥-٩٥عبدالعزیز فهمي باشا و اللغة العربیة ، » 1-مجلة الهدي النبوي ،ع ، 12-11س ( 8ذو
القعدة = 1363أكتوبر ، ) 1944ص ص . 36-19
* - -نشر أيضا :يف ،مجلة الفتح ( ،شوال 1944 = 1363م ) العدد ،816ص ص . 12-3
«* ٩٦-٩٦عبدالعزیز فهمي باشا و اللغة العربیة ، » 2-مجلة الهدي النبوي ،ع ، 12-11س ( 8ذو
الحجة = 1363نوفمرب ، ) 1944ص ص . 24-19
أيضا :يف مجلة الفتح ( ،ذو القعدة 1944 = 1363م ) العدد ، 817ص ص . 14-10
* - -نشر ً
« * ٩٧-٩٧المذاهب اإلسالمية يف تفسير القرآن » تأليف جولد تسيهر ،مجلة المقتطف ،
مج ، 105ج( 4ذو الحجة 1363هـ -ديسمرب 1944م ) ،ص ص . 468-461
1945
َّ « ٩٨-٩٨
الشرع واللغة »((( ،أحمد محمد شاكر ،ط ، 1القاهرة :مطبعة المعارف ومكتبتها،
« * ٩٩-الفاروق عمر » تأليف محمد حسين هيكل ،مجلة الكتاب ،مج ، 1ج ، 1س( 1ذو
القعدة 1364هـ = نوفمرب 1945م ) ،ص ص . 70-63
« * ١٠٠١٠٠الفاروق عمر » للدكتور محمد حسين هيكل ،مجلة المقتطف ،مج ، 107
ج ( 5ذو الحجة 1364هـ = ديسمرب 1945م )((( ،ص ص . 464-451
« * ١٠١١٠١مقتل مالك بن نويرة وموقف خالد بن الوليد » ،مجلة المقتطف ،مج، 107
ج ( 1شعبان 1364هـ = أغسطس1945م ) ،ص ص .201 - 190
1946
« * ١٠٢١٠٢أسامة بن منقذ » تأليف محمد أحمد حسين ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 11س1
( شوال 1365هـ = سبتمرب 1946م) ،ص ص . 778-773
« * ١٠٣١٠٣أبو حنيفة » ،تأليف عبد الحليم الجندي ،مجلة الكتاب ،مج ، 1ج ، 3س1
(محرم 1365هـ = ،يناير 1946م) ،ص ص . 369-361
أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر ،ط1365 ، 1هـ =1946م .
« * ١٠٥١٠٥تعريب األعالم » ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 7س( 1جمادى األولى 1365هـ
= مايو 1946م) ،ص ص . 39-35
« * ١٠٦١٠٦الخطيب البغدادي » ،تأليف يوسف العش ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج 9س1
(شعبان 1365هـ = ،يوليه 1946م) ،ص ص . 464-459
« * ١٠٧١٠٧سير أعالم النبالء :ترجمة أم المؤمنين عائشة » ،تأليف الذهبي ؛ قدم له وعلق
عليه سعيد األفغاين ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 11س ( 1صفر 1365هـــ = فرباير
1946م) .ص ص . 550-544
« ١٠٨١٠٨الشعر والشعراء » البن قتيبة ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزء األول ،
القاهرة :دار إحياء الكتب العربية ( مصطفى البابي الحلبي) ،ط1365 ، 1هـ = 1946م .
« صدى النقد :تعقيب على نقد ودرس للمنقود قبل الناقد » .
« * ١٠٩١٠٩فقه القرآن والسنة :القصاص ،تأليف محمود شلتوت » نقد أحمد محمد
شاكر ،مجلة الكتاب ،مج ، 3ج ، 2س ( 2المحرم 1366هـ = ديسمرب 1946م) .
ص ص . 303-294
« * ١١٠١١٠يف لسان العرب » ،مجلة الكتاب ،مج ، 1ج ،7سُ ( 1جمادى األولى 1365هـ =
مايو 1946م) ،ص ص . 39 - 34
« * ١١١-لمحة من سيرة الملك عبد العزيز » ،تأليف محيي الدين رضا ،مجلة الكتاب ،
مج ، 1ج ، 6س ( 1ربيع الثاين 1365هـ = أبريل 1946م) ،ص .897
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء األول ،شرحه وصنع فهارسه((( أحمد محمد
ُ «١١٢١١٢
شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1365 ، 1هـ =1946م .
((( يف « َث َبته » « :تحقيق نصوصه وتخريج أحاديثه ثم وضع الفهارس العلمية الدقيقة ،ظهر منه إلى اآلن 14مجلدًا ،وقد يزيد
على الثالثين مجلدًا » .ويشتمل على مقدمة هبا رسالتان :األولى «:خصائص ُ
الم ْسند » للحافظ أبي موسى المديني ،ت
581هـ .الثانية « :المصعد األحمد يف ختم مسند اإلمام أحمد » للحافظ ابن الجزري ،ت 833هـ .كما نشر ترجمة مفردة
لإلمام أحمد من كتاب« تاريخ اإلسالم » للحافظ الذهبي .وسمى هذه الرسائل بـ « طالئع المسند » .
121
1947
« * ١١٤١١٤اإلسراء والمعراج » ،مجلة الهدي النبوي ،مج ، 11س ( 7رجب 1366هــ =
مايو 1947م ) ،ص ص . 13-9
«١١٥١١٥الشعر والشعراء » البن قتيبة ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزء الثاين ،
القاهرة :دار إحياء الكتب العربية ( مصطفى البابي الحلبي) ،ط1366 ، 1هـ = 1947م .
1948
«١١٦١١٦جمهرة أنساب العرب » البن حزم ،نشر وتحقيق وتعليق إ.ليفي بروفنسال((( .دار
المعارف بمصر ،ط1368 ، 1هـ= 1948م.
« * ١١٨١١٨عصر النبي عليه السالم وبيئته قبل البعثة » ،تأليف محمد عزة دروزة ،مجلة الكتاب،
مج ، 5ج ، 2س ( 3ربيع األول 1367هـ = فرباير 1948م ) ،ص ص . 307-302
« * ١١٩١١٩الفتح المبين يف طبقات األصوليين » تأليف األستاذ عبد اهلل مصطفى المراغي ،مجلة
الكتاب ،مج ، 5ج ، 3س ( 3ربيع األول 1367هـ = مارس 1948م) .ص ص . 469-467
« * ١٢٠١٢٠قصص القرآن » لمحمد أحمد جاد المولى وآخرين ،مجلة الكتاب ،مج،4
ج ،2س ( 3ربيع األول 1367هـ = مارس 1948م ) .ص ص . 1776-1774
«١٢١١٢١مختصر سنن أبي داود » للحافظ المنذري ،و « معالم السنن » للخطابي ،و « تهذيب
((( يف « َث َبته» « :تصحيح النص وتحقيق كثير من األعالم واألنساب وكتابة تعليقات مفيدة ».
وقد طبع الكتاب دار المعارف سنة 1962م بتحقيق عبد السالم هارون -بعد وفاة أحمد شاكر -باالعتماد
يت بضم حواشي هذه النسخة على هذه النسخة المطبوعة ،وقال يف مقدمة هذه الطبعة ص « : 18 -17وقد عُن ِ ُ
وتعليقاهتا ،محتف ًظا بأمانة العزو إلى صاحبها المستشرق الفاضل بروفنسال ،والعالمة المغفور له الشيخ أحمد
شاكر .وهذه التعليقات ال تكاد تتجاوز الثالثين من بين الحواشي الجديدة التي تجاوزت ثالثة آالف » .
وانظر ما سيأيت من كالم بروفنسال ص . 194
122
سنن اإلمام ابن قيم الجوزية » ،األجزاء :األول والثاين والثالث ،تحقيق((( أحمد محمد
شاكر ،ومحمد حامد الفقي ،ط ، 1مطبعة السنة المحمدية 1367 ،هـ = 1948م .
1949
الس ِّكيت ،شرح وتحقيق((( أحمد محمد شاكر ،عبد السالم
المنطق » البن ِّ
«١٢٢١٢٢إصالح َ
محمد هارون ،القاهرة :دار المعارف ،ط1368 ، 1هـ = 1949م .
« * ١٢٤١٢٤خطاب مفتوح إلى شيخ األزهر »((( ،مجلة الهدي النبوي ،مج ، 13ع ( 4ربيع
اآلخر 1368هـ = يناير 1949م ) ،ص ص .15-13
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،األجزاء :الثاين ،الثالث ،الرابع ،الخامس،
ُ «١٢٥١٢٥
السادس ،السابع ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف
للطباعة والنشر بمصر ،ط1368 ، 1هـ =1949م .
السمع والطاعة » ،بشرح أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر((( ،
« ١٢٦١٢٦حديث َّ
ط1368 ،1هـ =1949م .
((( يف « َث َبته » « :تحقيق النص والتعليق عليه ،ثالثة أجزاء ،وباقي الكتاب لم نشرتك يف إخراجه » .
((( يف « َث َبته » « :يف اللغة ،تحقيق وتصحيح ،عن نسخة مخطوطة منذ أكثر من ألف سنة ،طبع مرتين» .
((( ر ٌّد به على حادثة مقتل النقراشي باشا .
((( ر ٌّد على مقال بعنوان « :الرقص فن وعبادة !! » للفنان أحمد البيه ،نُشر بمجلة السوادي رمضان 1367هـ = 1947م .
((( وهو مستل من الجزء الرابع من « المسند » ألحمد بن حنبل ،وقد أفرده أحمد شاكر بالنشر يف رسالة صغيرة ،
بدون تاريخ ،وكتب عليه « :وهو الحديث 4668من مسند اإلمام أحمد » ،وقد وضعته يف السنة نفسها التي نشر
فيها الجزء الرابع من « المسند » .
123
1950
« * ١٢٧-افتتاحية »((( ،مجلة الهدي النبوي ،مج ، 15ع (1محرم 1370هـ = أكتوبر
1950م ) ،ص ص . 4-3
« * ١٢٨١٢٨كلمة الحق » ،مجلة الهدي النبوي ،مج ،15ع( 1محرم 1370هـ = أكتوبر
1950م) ،ص ص . 10-5
« * ١٢٩١٢٩كلمة الحق -1جرأة عجيبة على تكذيب القرآن »((( ،مجلة الهدي النبوي ،
مج ،15ع ( 1محرم 1370هـ = أكتوبر 1950م ) ،ص ص . 4-3
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الثامن ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد
ُ «١٣٠١٣٠
شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1369 ، 1هـ=1950م.
« * ١٣٢١٣٢كلمة الحق -5والية المرأة القضاء -مرة أخرى » ،مجلة الهدي النبوي ،
مج ،15ع ( 3ربيع أول 1370هـ = ديسمرب 1950م ) ،ص ص . 33 - 21
« * ١٣٣١٣٣موقعة الجمل »((( ،مجلة الهدي النبوي ،مج ، 15ع ( 3ربيع أول 1370هـ =
ديسمرب 1950م ) ،ص ص . 49 - 48
1951
« ١٣٤١٣٤الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير » ،تأليف أحمد
محمد شاكر ،مكتبة محمد علي صبيح ،ط1370 ، 1هـ = 1951م .
« * ١٣٥١٣٥صدى النقد :تعقيب على نقد ،ودرس للمنقود قبل الناقد » ،مجلة الكتاب ،
مج ،10ج ،4سُ ( 6جمادى األولى 1370هـ = أبري 1946م) ،ص ص . 449 - 445
« ١٣٦١٣٦قضية فضيلة الشيخ أحمد محمد شاكر -مدع ضد وزارة العدل -مدعى
عليها :يف الدعوه رقم 137لسنة 4قضائية المحكوم فيها بتارخ ، » 1951/4/26
تحرير محمود عاصم ،القاهرة :محكمة القضاء اإلداري ،ط1370 ، 1هـ =1951م .
« * ١٣٧١٣٧كلمة الحق -6السمع والطاعة - 7 ،أيتها األمم المستعبدة » ،مجلة الهدي
النبوي ،مج ، 15ع ( 4ربيع ثان 1370هـ = يناير 1951م ) ،ص ص . 29 - 19
« * ١٣٨١٣٨كلمة الحق -8حق الخادم على سيده -9 ،الذين يحبون أن تشيع الفاحشة يف
الذين آمنوا » ،مجلة الهدي النبوي ،مج ، 15ع ( 5جمادى األولى1370هـ = فرباير
1951م ) ،ص ص . 18 - 10
« * ١٣٩١٣٩كلمة الحق -10إذا تكلم المرء يف غير فنِّه أتى بالعجائب » ،مجلة الهدي النبوي،
مج ، 15ع ( 7رجب1370هـ = أبريل 1951م ) ،ص ص . 14 - 8
« * ١٤٠١٤٠كلمة الحق -11بيان إلى األمة المصرية عامة وإلى األمة العربية خاصة »((( ،مجلة
الهدي النبوي ،مج ، 16ع ( 4ربيع أول 1371هـ = نوفمرب 1951م ) ،ص ص . 18-12
« ١٤٢١٤٢كلمة الفصل يف قتل ُمدْ ِمني الخمر » ،بقلم أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار
المعارف ،ط1370 ، 1هـ = 1951م .
«١٤٦١٤٦صحيح ابن حبان » برتتيب األمير عالء الدين الفارسي ،تحقيق((( أحمد شاكر ،
القاهرة :دار المعارف ،ط1371 ، 1هـ = 1952م .
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الحادي عشر ،شرحه وصنع
ُ «١٤٧١٤٧
فهارسه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،
ط1371 ،1هـ =1952م.
((( آخر مقال كتبه يف سلسلة ( كلمة الحق ) ،وهو شرح لحديث ابن حبان برقم ( ) 71عن أبي هريرة عن النبي ﷺ ،قال:
الج ْع َظري :بفتح الجيم ٍ
جواظ َ ،س َّخاب باألسواق . » ..قال أحمد شاكر يف شرحه َ « :
جعظري َّ
ّ « إن اهلل يبغض كل
والج َّواظ :بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره ظاء معجمة .وهما متقاربا
والظاء المعجمة بينهما عين مهملة ساكنة َ .
الج ِسيم األكول َّ
الشروب ،البطر ،يختال ويتعاظم » . المعنى َ :
((( « يف َث َبته » « :تحقيق نصوصه وتخريج أحاديثه ،ظهر منه المجلد األول ،وقد يزيد على عشرة مجلدات » .
126
« * ١٤٨١٤٨الن ُّْسخة اليونينية من صحيح البخاري »((( ،مجلة الكتاب ،مج ، 11ج، 7
س ( 7المحرم 1372هـ = اكتوبر 1952م ) ،ص . 987 - 779
1953
إحكَام األحكام شرح ُعمدة األحكام » لإلمام تقي الدين ابن دقيق العيد ،بتحقيق
ْ «١٤٩١٤٩
محمد حامد الفقي ،ومراجعة أحمد محمد شاكر((( ،ط ، 1مطبعة السنة المحمدية ،سنة
1372هـ =1953م .
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الثاين عشر ،شرحه وصنع فهارسه أحمد
ُ «١٥٢١٥٢
محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1372 ، 1هـ =1953م .
((( ن ُِشر هذا المقال يف مقدمة طبعة « صحيح البخاري » بدار الشعب بمصر ،والمصورة عن طبعة المطبعة العثمانية
بالقاهرة 1351هـ = 1933م ،والتي اعتمدت طبعة بوالق ( الطبعة السلطانية ) .
((( ومن يقرأ مقدمة أحمد شاكر للكتاب ووصف عمله فيه ُ ،يدرك تما ًما المجهود الكبير الذي قام به يف تحقيق هذا
الكتاب ،ولذا من اإلجحاف له أن يكتب على الكتاب فقط « :مراجعة أحمد محمد شاكر » !! .
((( وتم االعتماد عليها ،يف طبعة المكتب اإلسالمي 1371هـ = 1971م بتحقيق األلباين مع مقدمة أحمد شاكر .
((( يف « َث َبته » « :تصحيح النص ،وتحقيق كثير من األعالم واألنساب وكتابة تعليقات مفيدة » .وانظر ما سيأيت . 179
127
1954
«١٥٥١٥٥أخصر المختصرات يف فقه اإلمام أحمد بن حنبل » ،تصحيح ومراجعة أحمد
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٥٦١٥٦األصول الثالثة وأدلتها » لشيخ اإلسالم ابن عبد الوهاب ،تصحيح ومراجعة أحمد
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٥٧١٥٧األربعون النووية » لإلمام محيي الدين النووي ،بشرح المؤلف ،تصحيح ومراجعة
أحمد محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٥٨١٥٨ألفية الحديث » للحافظ العراقي ،تصحيح أحمد محمد شاكر ،ومراجعة علي
محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م ( ،من الروائع ؛ . ) 4
«١٦٠١٦٠تفسير الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ألبي جعفر محمد بن جرير
الجز َءان األول والثاين ،حققه وع َّلق حواشيه محمود محمد شاكر ،وراجعه
الطربي ُ ،
وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر .القاهرة :دار المعارف ،ط1373 ، 1هـ = 1954م((( .
الرسالة التَّدمرية » :لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر،
ِّ «١٦١١٦١
وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م ( ،من الروائع ؛ .) 2
«١٦٢١٦٢رسالة يف شروط الصالة » لشيخ اإلسالم ابن عبد الوهاب ،تصحيح ومراجعة أحمد
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م.
الروض المربع » للبهوتي بشرح زاد المستقنع ألبي النجا الحجاوي ،تصحيح
َّ «١٦٣١٦٣
ومراجعة أحمد محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط، 1
1373هـ = 1954م .
«١٦٤١٦٤شرح نخبة ِ
الفكَر » ،للحافظ ابن حجر ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر ،
وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م.
«١٦٦١٦٦عقيدة أهل السنة والجماعة » ألبي الفرج ابن الجوزي ،تصحيح ومراجعة أحمد
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م.
«١٦٧١٦٧العقيدة الواسطية » لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد
شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م.
«١٦٨١٦٨ال ُع ْمدة يف األحكام يف معالم الحالل والحرام عن خير األنام محمد عليه الصالة
والسالم » ،تأليف الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي
الحنبلي ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م،
( من الروائع ؛ . ((()1
«١٧٠١٧٠قواعد األصول » لصفي الدين البغدادي ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر ،
((( جاء على غالف مجموع الروائع « :تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر » .
صح ْحنَا هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بالمطبعة السلفية بمكة المكرمة سنة
((( جاء بأول المطبوعة ص َّ « : 222
1351هـ ،والتي صححها حينذاك األخ العالمة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بمعهد الرياض » .
129
وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٧١١٧١القواعد األربع » لشيخ اإلسالم ابن عبد الوهاب ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد
شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٧٢١٧٢كتاب التوحيد » لشيخ اإلسالم محمد بن عبد الوهاب ، ،تصحيح ومراجعة أحمد
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر((( ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٧٣١٧٣كتاب التوحيد » لشيخ اإلسالم محمد بن عبد الوهاب ،شرح وتحقيق أحمد
محمد شاكر ((( ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٧٤١٧٤لمعة االعتقاد » لإلمام الموفق بن قدامة ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر ،
وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
«١٧٥١٧٥مختصر المقنع » ،يف فقه اإلمام أحمد بن حنبل ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد
شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الثالث عشر ،شرحه وصنع فهارسه أحمد
ُ «١٧٦١٧٦
محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
المنَاظرة يف العقيدة الواسطية » لشيخ اإلسالم ابن تيمية ،تصحيح ومراجعة أحمد
ُ «١٧٧١٧٧
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
الم ْستَفيد يف أحكام التجويد » للشيخ أبي ريمة ،تصحيح ومراجعة أحمد
«١٧٨١٧٨هداية ُ
محمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1373 ، 1هـ = 1954م .
1955
اختيار األصمعي أبي سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد (((
«١٧٩١٧٩األصمعيات »
الملك ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،عبد السالم هارون ،دار المعارف ،ط،1
1383هـ = 1955م .
- -ط ، 2دار المعارف 1383 ،هـ = 1963م ،بعد وفاة أحمد شاكر . .
« ١٨٠١٨٠بيني وبين الشيخ حامد الفقي » ،دار المعارف بمصر ،ط1374 ، 1هـ =1955م .
«١٨١١٨١تفسير الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ألبي جعفر محمد بن جرير الطربي،
األجزاء الثالث والرابع والخامس ،حققه وع َّلق حواشيه محمود محمد شاكر ،وراجعه وخرج
أحاديثه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف ،ط1375 ، 1هـ =1955م .
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الرابع عشر ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد
ُ «١٨٢١٨٢
شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1374 ، 1هـ =1955م .
1956
«١٨٣١٨٣تفسير الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ألبي جعفر محمد بن جرير
الطربي ،األجزاء السادس والسابع والثامن ،حققه وع َّلق حواشيه محمود محمد شاكر ،
وراجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط1376 ،1هـ = 1956م .
«١٨٤١٨٤جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى » البن حزم :اإلمام الحافظ أبي محمد علي بن
أحمد بن سعيد بن حزم ،تحقيق إحسان عباس وناصر الدين األسد ،ومراجعة أحمد محمد
شاكر((( .دار المعارف بمصر 1375هـ = 1956م(((.
((( يف « َث َبته » « :تحقيق نصوصها وشرحها شرحا ميسرا مع الفهارس الدقيقة » .
((( يف « َث َبته » « :ومراجعتنا ،وكتابة بعض التعليقات » .وجاء يف مقدمة تحقيق الكتاب ص « : 25 - 24وبعد أن َّ
تم
تم ،من األسباب التي تقدم وصفها ،تقدمنا به إلى العالمة ُ ،محدِّ ث العصر ،الشيخ أحمد محمد
لهذا العمل كله ما َّ
مشكورا بمراجعته ،وأضاف إلى التعليقات ما رآه الز ًما ،واستدرك ما فاتنا مما يجب التنبيه عليه » .
ً شاكر ،فتفضل
((( دون تاريخ ،واستفدت التاريخ من نسخته الخاصة المطبوعة ،فقد كتبه بخطه عليها ،وأعلن عنه يف جريدة
األهرام يوم الخميس 14شوال 1375ه = 24مايو 1956م .
131
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،الجزء الخامس عشر ،شرحه وصنع فهارسه أحمد
ُ «١٨٦١٨٦
محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر بمصر ،ط1376 ، 1هـ = 1956م .
«١٨٧١٨٧معجزة نبوية توشك أن تتحقق » ،مجلة األزهر ،مج ، 27ع ( ، 10شوال 1375هـ =
مايو 1956م )((( ،ص ص . 1092 -1078
1957
«١٨٨١٨٨تفسير الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ألبي جعفر محمد بن
جرير الطربي ،األجزاء التاسع والعاشر والحادي عشر والثاين عشر ،حققه وع َّلق
حواشيه محمود محمد شاكر ،وراجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار
المعارف ،ط1377 ، 1هـ = 1957م .
«١٩١١٩١تفسير الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ألبي جعفر محمد بن جرير
الطربي ،الجزء الثالث عشر ،حققه وع َّلق حواشيه محمود محمد شاكر ،وراجعه وخرج
أحاديثه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف ،ط1377 ، 1هـ = 1958م((( .
«١٩٢١٩٢عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير»((( ،الجزء الخامس ،اختصار وتحقيق بقلم
أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط ، 1سنة 1377هـ = 1958م
- -ط : 2المنصورة :دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع سنة 1426هـ = 2005م ،يف ثالثة مجلدات((( .
1987
« ١٩٣١٩٣كلمة الحق »((( ،بقلم أحمد محمد شاكر ،قدَّ م للكتاب وترجم لمؤلفه عبد
السالم محمد هارون ،ط ، 1القاهرة :مكتبة السنة 1408 ،هـ = 1987م.
1992
وعرف به محمود
« ١٩٤١٩٤حكم الجاهلية » ،أحمد محمد شاكر ،ترجم للمؤلف َّ
(((
محمد شاكر ،ط ، 1القاهرة :مكتبة السنة 1412 ،هـ = 1992م .
2005
« ١٩٥١٩٥جمهرة مقاالت العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر مع أهم تعقبات الشيخ على
الجز َءان :األول والثاين ،جمعها وأعدها عبدالرحمن بن
دائرة المعارف اإلسالمية » ُ
عبدالعزيز بن حماد العقل ،ط ، 1الجيزة :دار الرياض 1425 ،هـ= 2005م .
2009
« ١٩٦١٩٦تقرير عن شؤون التعليم والقضاء :تقرير ُم َقدَّ م لجاللة الملك عبدالعزيز آل سعود
رحمه اهلل سنة 1949م » بقلم أحمد محمد شاكر ؛ اعتنى به أبو محمد أشرف بن عبد المقصود،
القاهرة :مكتبة اإلمام البخاري للنشر والتوزيع 1430 ،هـ = 2009م .
***
((( وهو آخر ما شارك به شقيقه الشيخ محمود شاكر ،والذي صدره بمقدمة نعاه فيها .
((( وهذا الجزء من آخر ما عمل أحمد شاكر ، وقد وصف عمله بالكتاب يف عرض له بالجزء 15من « المسند »،
ثم ختمه بقوله « :وسيكون يف نحو عشرة أجزاء » .
((( يف هذه الطبعة تم إضافة بقية النص من مسودته لالختصار ،فقط دون أي عناية .انظر :طبعة دار الوفاء ،ص . 39
((( تنبيه ُ :أ ْل ِ
حق بالكتاب مقاالت أخرى غير التي كتبها بمجلة« الهدي النبوي » تحت عنوان« كلمة الحق » ولم ينبه عليها ..
((( عبارة عن فوائد من كالم و تعليقات شاكر على بعض كتبه ،جمعها الناشر فليتنبه .
133
« -5/٢٠٢٠٠المستدرك على مفتاح كنوز السنة :معجم للمفردات على نسق « النهاية » البن
((( باإلضافة لبعض االستدراكات والتعليقات التي وجدت مكتوبة على بعض تحقيقاته المطبوعة مثل ( المسند
لإلمام أحمد ،و الرسالة للشافعي ،و تفسير الطربي ) .
((( مرتب ألفبائ ًّيا .بدأ يف حرف األلف فقط ،ولم يكمل .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 41
((( ُم َر َّتب على الحروف .ومعظم الحروف مكتملة وبعضها ناقص .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل (. )42
((( بدأ يف فهرس الصحابة ولم يكتمل .ومعظم الحروف ناقصة .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل (. )43
((( مسودة تحقيق للكتاب فيها مقابلة على مخطوط ،ولم ُي َخ ِّرج أحاديثه .انظر :المالحق « :ملحق » ،شكل (. )44
((( أوله :منهجه واصطالحاته .لم يبدأ فيه .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل (. )45
134
يقول « : وقد بدا لي أن أقو َم بالعملين :نشر هذا التفسير يف طبعة علمية محققة
متقنة .وإخراج مختصر منه للقارئ المتوسط يحفظ عليه مقاصده -إن شاء اهلل ذلك
العلي القدير أن يو ّفقني إلتمام هذا المختصر ،على
َّ ويسره ووفقني له ..وأسأل اهلل
َّ
صحيحا . إخراجا علم ًّيا الم ْج ِزي .وأن يو ّفقني إلخراج األصل ِ
ً ً الم ْجدي ُ
النحو المفيد ُ
ولي التوفيق »(((.
إنه سميع الدعاء ،وهو ُّ
« -2/٢٠٢٠٢البحر المحيط » ألبي حيان النحوي ،ت 745هـ = 1344م :
صباحا لموالنا الشيخ أبو الوفا((( وحدثته يف شأن طبع« تفسير البحر » » .
ً يقول « : ذهبت
ويف« رحلته للجزيرة » ذكر أنه زار الشيخ محمد بن إبراهيم ،وعرض عليه طبع الكتاب (((.
« -3/٢٠٢٠٣تهذيب الكمال » للحافظ المزي ،ت 742هـ = 1341م .
كثيرا ما أتمنى أن أو ّفق إلى ناشر يعينني على طبع « هتذيب الكمال » ّ
للمزي ، يقول ً « :
الكتاب
ُ َ
ليكون راو يف الكتب الستة ِ
وغيرها ،بأرقام الصحف ، ألب ّين فيه موضع رواية كل ٍ
ويكون هذا تحقي ًقا لمقصد مؤلفه من التسهيل »((( .
َ وفهرسا لها م ًعا ،
ً كتا ًبا
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة « عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » . 7 /1 ،
((( هو شيخه أبو الوفا الشرقاوي « .يوميات أحمد شاكر سنة » 1950بتاريخ األحد 17سبتمرب ،وانظر :المالحق
:ملحق ج شكل رقم ( . ) 46
((( المصدر السابق ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )40
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ،ص . 57
135
يقول « : ولم نره قط ،وال ندري لعله يوجد منه نسخ مخطوطة ،لم تصل إلينا ولم
صحيحا((( ...
ً يصل إلينا خربها ،وعسى أن يجده من ُي ْعنى بتحقيقه ونشره ن َْش ًرا علم ّيًا
رت يف َط ْبع األَ َّو َل ْين منها « :صحيح ابن خزيمة » و « صحيح ابن حبان » ،
ولطالما ف َّك ُ
نسخا منهما أو من أحدهما »((( . جم ؛ ألين ال أجد الفرص َة المواتية ،وال أجد ً ثم ُأ ْح ِ
قال يف مقدمة تحقيق « المفضليات » « :وقد ر َأينا َأن نبد َأ يف ذلك بنشر كتب األَئمة
ٍ
مجموعات متناسب ًة ومحاسنه ،و َأن نجعلها َ
عيون الشعر المتقدمين ،التي اختاروا فيها
َ
يد » وهي أربعة كتب ،تخرج يف متتالي ًة .وهذه المجموع ُة األُولى منها « ُكتُب ال َق ِص ِ
ُ
(((« يوميات أحمد شاكر سنة » 1950بتاريخ األحد 17سبتمرب ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )40
السنَّة ،صفحة (ض) .
(((مقدمة مفتاح كنوز ُّ
((( طبع ألول مرة بتحقيق د .محمد مصطفى األعظمي ،ط ، 1المكتب اإلسالمي 1400 ،هـ = 1980م .
((( مقدمة تحقيقه لـ « صحيح ابن حبان » ،ص .7
136
ستة َأجزاء ثم ذكر :المفضليات ،واألصمعيات .ثم أضاف « :جمهرة َأشعار العرب
جزاءن ،ومختارات ابن الشجري جزء »((( .
* ومن المؤ َّلفات التي ت ََمنَّى عملها :
« - 1/٢٠٢٠٨تفسير آيات األحكام مرتبة موضوع ًّيا » .
ففي نقده لكتاب « فقه القرآن والسنة » للشيخ شلتوت تحدَّ ث عن بعض كتب آيات
األحكام ،وأن عادة المفسرين ترتيبها وفق مسلك وضعها القرآين وأنه ينبغي أن تجمع
اآليات المتعلقة بموضوع واحد ،ودراستهها دراسة خاصة ،ثم أشار إلى كتابين ألفا
هبذه الطريقة الموضوعية ،ثم قال « :وكنت أفكر منذ بضع سنين أن أحذو حذوهما ،
ُفأ َف ِّسر آيات األحكام على هذا النحو ،وشرعت يف ذلك فعال َ ،فنَ َقلت اآليات من ثانيهما
ُم َر َّتبة على األبواب التي َر َّتبها عليها ،على أن أستوعب بعد ذلك كل ما يف الكتاب
األول ،وكل ما يف سائر تفاسير آيات األحكام ،ثم ُأ َن ِّقح ترتيب األبواب وترتيب اآليات
شرحا واف ًيا ُ ،مؤ َّيدً ا باألدلة القوية من الكتاب والسنة ،ولكن شغلتني
فيها ،ثم أشرحها ً
أعمال ،فلم أوفق إلى إتمام ما ُأريد ،وأرجو أن يوفقني اهلل إليه بمنه وكرمه »((( .
« - 2/٢٠٢٠٩سيرة األمير ُأ َسامة بن منقذ » .
يف مقدمة تحقيقه لكتاب « لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ ،ترجم له ،ثم وعد بآخرها
ولما أ َّلف األستاذ محمد أحمد حسين كتا ًبا عن أسامة بن
بعمل ترجمة موسعة له َّ .
(((
منقذ ،قام بعمل عرض للكتاب مع نقده ،وقال « :وكنت وعدت أن أكتب له ترجمة
يف جزء خاص ،أستوعب فيها أحواله وأحوال أسرته ،وأستقصي ما أجده من شعره
المواتية للوفاء هبذا الوعد ،وقد قام األستاذ المؤ ِّلف
ومناسباته ،ولكني لم أجد الفرصة ُ
يف طبعة شاكر الثانية لـ « ألفية السيوطي يف علم الحديث » التي قام فيها بشرح الكتاب
نصه « :هذه تعليقات من رأس القلم على ألفية
شرحا مسه ًبا ،كتب بآخر الكتاب ما ُّ
ً
المصطلح للحافظ السيوطي ، لم أقصد هبا أن تكون ً
شرحا ،ولكنها طالت يف بعض
المواضع فكانت أكثر من شرح .ولعلها أن تكون تمهيدً ا لجمع كتاب ٍ
واف يف علوم
الحديث وتحقيق مسائل االصطالح إن شاء اهلل ،وأسأل اهلل العون والتحقيق»((( .
« - 5/٢١٢١٢قواعد التَّصحيح » .
يقول « :ولو كانت الفرصة ُمواتي ًة لحررت قواعد التصحيح المطبعي ووضعت له
الم َت َقدِّ مون ؛ وعلماؤنا األعالم الثقات
القوانين الدقيقة على أساس ما رسم لنا أئمتنا ُ
للمطابع كلها ومرشدً ا ُ
للم َصححين أجمع ،وعسى أن أفعل إن شاء اهلل دستورا َ
ً لتكون
بتوفيقه وهدايته وعونه »((( .
***
((( أحمد محمد شاكر :نقد وتعريف « :أسامة بن منقذ تأليف األستاذ محمد أحمد حسين » :مجلة الكتاب ،
مج ،2ع ، 11س ، ) 1946 ( 1ص . 773
((( مقدمة تحقيقه لـ « الرسالة » للشافعي ،ص . 8
((( السيوطي « :ألفية السيوطي يف علم الحديث» ،ط ، 2ص . 291
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ،ص . 43
138
ُ ً
رابعا :ماكتِب عنه
والردود عليه والمقاالت التعريفية والنقدية لكتبه .
ويشمل الدِّ راسات والرسائل العلمية المكتوبة عنه ُّ ،.
1933
« * 1/٢١٢١٣تعليق »((( ،مجلة الفتح ،ع ، 349س 21 ( 7صفر 1352هـ = 14يونيه
1933م ) ،ص . 7
1935
« * 2/٢١٢١٤لباب اآلداب البن منقذ » ،تحقيق وتعليق أحمد محمد شاكر ،محمد كرد
علي ،مجلة الرسالة ،ع ،127س ( 3رمضان 1354هـ = ديسمرب 1935م ) ،ص ص
. 1998 -1997
1936
« 3/٢١٢١٥اإلشفاق على أحكام الطالق » ،بقلم األستاذ محمد زاهد الكوثري ،مطبعة
مجلة اإلسالم ،ط ، 1سنة 1355هـ = 1936م(((.
« * 4/٢١٢١٦نظام الطالق فی اإلسالم تألیف األستاذ الشیخ أحمد محمد شاکر » ،عبد
المتعال الصعیدی ،مجلة الرسالة ،ع ، 146س 28 ( 4محرم 1355هـ = 20أبريل
1936م ) ،ص . 680
1937
* 5/٢١٢١٧على هامش كتاب « نظام الطالق فی اإلسالم » ،لألستاذ محمود حمدان ،مجلة
الرسالة ،ع 15 ( 199صفر 1356هـ = 26أبريل 1937م ) ،ص . 700 - 697
((( وهوتعليق على مقال لشاكر بنفس العدد ،بعنوان « فهرس مسند اإلمام أحمد » تقدم برقم ( . ) 48
استدللت على تاريخها من نسخة أحمد شاكر ،التي عليها خطه ،وهي بتاريخ
ُ ((( النسخة المطبوعة دون تاريخ ،لكني
السبت 24رجب الفرد 1355هـ = 10أكتوبر 1936م .وتحت بعض فقراهتا خطوط ،ويبدو أنه كان ُي َجهز ر ًّدا
على الكوثري .وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 47
139
1940
« * 6/٢١٢١٨رسالة الشافعي » ،محمود محمد شاكر ،مجلة الرسالة ،ع ، 351س 16 ( 8
صفر 1359هـ = 1940م ) ،صص . 541 -540
1941
« * 7/٢١٢١٩أبحاث يف أحكام :فقه وقضاء وقانون» ،مجلة الهدي النبوي ،ع20،21،22
،س ( 5ذو القعدة 1360هـ = يناير 1941م ) ،ص . 46
1942
« * 8/٢٢٢٢٠لمحة خاطفة من فضل المحدث الفقيه الشيخ أحمد محمد شاكر القاضي
الشرعي » ،محمود أبو رية((( ،مجلة الهدي النبوي ،س ،6العددان ( 5،6ربيع أول
1361هـ = مارس 1942م ) ،ص ص . 30 - 26
1943
« * 9/٢٢٢٢١المفضليات » :محمود أبو رية ،مجلة الرسالة ،ع 5 ( 497محرم 1362هـ
= 11يناير 1943م ) ،ص . 40
1944
« * 10/٢٢٢٢٢المفضليات » ،للمفضل الضبي ،الجزء الثاين ،تحقيق وشرح أحمد محمد
شاكر وعبد السالم هارون :محمد عبد الغني حسن مجلة المقتطف ،مج ، 105ج1 ( 1
جمادى اآلخرة 1363هـ = 1يونو 1944م ) ،ص . 40
1946
الشعر ُّ
والشعراء » البن قتيبة ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزء ِّ « * 11/٢٢٢٢٣
األول ،نقد َّ
الس ِّيد أحمد صقر ،مجلة الكتاب ،مج ، 2س ، 1ج ( 8جمادى اآلخرة
السنَّة وصنف كتا ًبا للطعن فيها بعنوان « أضواء على السنة » وقد رد عليه أحمد شاكر
((( ولألسف انقلب أبو رية على ُّ
أيضا رد العالمة المعلمي اليماين « :األنوار
يف تعليقه على « المسند » ، 555 - 554/6ومن الردود القوية عليه ً
والم َجازفة » طبع بالمطبعة السلفية بمصر .
السنَّة من الزلل والتضليل ُ
الكاشفة لما يف كتاب أضواء على ُّ
140
« * 12/٢٢٢٢٤الشعر والشعراء » البن قتيبة ،حققه وشرحه أحمد محمد شاكر ،الجزء األول ،
مجلة المقتطف ،مج ، 108ج ( 1محرم 1365هـ = يناير 1946م ) ،ص ص . 323- 322
1947
الم ْسند » ألحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ،
ُ « * 13/٢٢٢٢٥
لمحمد حامد الفقي ،مجلة الكتاب ،جمادى األولى 1366هـ = أبريل 1947م ،ص
ص . 901 - 900
الم ْسند » ألحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ،الجزء
ُ « * 14/٢٢٢٢٦
الثاين ،عرض ونقد محمد عبد الغني حسن ،مجلة الكتاب ،مج ، 4س ، 2ج ( 11ذو
الحجة 1366هـ = نوفمرب 1947م ) ،ص ص . 1766 - 1764
« * 15/٢٢٢٢٧المسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر
3-1جزء ،مجلة المقتطف ،مج ( 111ذو الحجة هـ = يونيو -ديسمرب 1947م ) ،ص
ص . 423-420
1950
« * 16/٢٢٢٢٨إمام الناس أو مسند اإلمام أحمد » ،أبو الوفا درويش ،مجلة الهدي النبوي
،مج ،15ع ( 2صفر 1370هـ = نوفمرب 1950م ) ،ص ص . 46 - 44
« * 17/٢٢٢٢٩الشعر والشعراء » البن قتيبة ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزء
الس ِّيد أحمد صقر ،مجلة الكتاب ،مج ، 5س ، 3ج ( 103صفر 1370هـ =
الثاين ،نقد َّ
ديسمرب 1950م ) .
« * 18/٢٣٢٣٠نظرة يف كتاب جمهرة أنساب العرب »((( ،بتحقيق المستشرق ليفي بروفنسال،
((( تقدم الكالم على رقم ( ) 116يف مشاركة الشيخ أحمد شاكر له يف تحقيق النص والتعليق علي بعض المواضع،
وقد أكده حمد الجاسر يف هذا المقال ،ص . 247
141
لحمد الجاسر ،مجلة المجمع العلمي العربي ،ج 1مج ( ، 25ربيع األول 1369هـ =
كانون الثاين 1950م ) ،ص ص . 258 - 247
1952
الم ْسند » ألحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ، ،
ُ « * 19/٢٣٢٣١
الجزء العاشر ،عرض ونقد محمد عبد الغني حسن ،مجلة الكتاب ،مج ، 11س ، 7ج10
( ربيع األول 1372هـ = ديسمرب 1952م ) ،ص ص .1245 - 1244
« * 20/٢٣٢٣٢صحيح ابن حبان » بتحقيق أحمد محمد شاكر ،مجلة األزهر ،مج، 24
(يناير = 1953جمادى األولى 1372هـ ) ،ص ص . 634 - 628
1954
« * 21/٢٣٢٣٣كتاب ن ََسب قريش » ألبي عبد اهلل المصعب الزبيري ُ ،عني بنشره وتصحيحه
والتعليق عليه إ.ليفي بروفنسال((( ،نقد عز الدين التنوخي ،مجلة المجمع العلمي العربي،
دمشق ،مج ، 29ج ( 4صفر 1374هـ = تشرين األول 1954م )
1956
« * 22/٢٣٢٣٤تفسير الطبري ،جامع البيان عن تأويل آي القرآن » حققه محمود محمد
وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر ،ناصر الدين األسد ،مجلة معهد
شاكر ،راجعه َّ
المخطوطات ،مج ، 2ج ( 1شوال 1375هـ = مايو 1956م ) ،ص ص . 211 -207
1957
« * 23/٢٣٢٣٥عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير» ،اختصار وتحقيق بقلم أحمد محمد
شاكر ،صالح الدين المنجد ،مجلة معهد المخطوطات ،مج ، 4ع ( ، 1شوال 1377هـ
= 1957م ،ص ص .166
« * 24/٢٣٢٣٦عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير» ،اختصار وتحقيق بقلم أحمد محمد
شاكر ،محمد هبجة البيطار ،مجلة المجمع العلمي العربي ،دمشق ،مج ، 32ج، 2
((( تقدم الكالم على رقم ( ) 154يف مشاركة الشيخ أحمد شاكر له يف تحقيق النص والتعليق علي بعض المواضع
142
((( نشرت هذه الرتجمة مجهولة الكاتب ،بينما ن ُِشرت منسوبة لشقيقه األستاذ محمود محمد شاكر يف مقدمة كتاب
وأيضا نشرت يف « جمهرة مقاالت األستاذ محمود محمد
«كلمة الحق » الذي نشرته مكتبة السنة 1987م ً ،
شاكر» ط الخانجي ،ط 2003 ، 1م ،ج ، 2ص ، 1015-1011جمعها وقرأها وقدم لها عادل سليمان جمال،
والمعلومات التي جاءت بالمقال تؤكد أهنا كتبت بإشراف محمود شاكر ، ولذا قال األديب محمد رجب
البيومي « :ولوال أين أعرف جزالة شقيقه الكاتب الفحل األستاذ محمود محمد شاكر ،و َأ ْفق ُه مالمح بيانه الصاعد
المكين ،لتوهمت أنه الكاتب ،فلعله أمدَّ المجلة بالمعلومات فحسب ،وقد رأى لنزاهة نفسه أن يرتك الحديث
َ
التحليلي إلنسان ال يتَّصف بالغرض » « .النهضة اإلسالمية يف سير أعالمها المعاصرين » . 90- 89 / 2 ،
143
ماجستير غير منشورة ) ،جامعة األزهر ،القاهرة 1412 ،هـ = 1992م .
السافر يف حياة العالمة أحمد شاكر » ،تاليف رجب بن عبد المقصود ،
الصبح َّ
ُّ « 30/٢٤٢٤٢
ط ، 1الكويت :مكتبة ابن كثير 1414 ،هـ = 1994م.
1995
« * 31/٢٤٢٤٣ترجمة العالمة الشیخ أحمد محمد شاکر :وبیان جهوده العلمیة (1309
1377 -هـ ) 1958 - 1892( -م) » ،حسان إبراهیم األثري ،مجلة الحکمة ،ع 4
(جمادی األولی 1415هـ = أكتوبر 1994م) ،ص ص . 182 -173
« * 32/٢٤٢٤٤وقفات مع أهم القواعد التی سار علیها الشیخ أحمد شاکر فی تحقیقه لمسند
اإلمام أحمد بن حنبل » ،هناد عبدالحلیم عبید ،مجلة الشریعة و الدراسات اإلسالمیة ع
( 23ربیع األول 1415هـ = أغسطس 1994م ) ،ص ص .172 - 85
1996
الم َص ِّححین الجیل الثانی أو الطبقة الثانیة من المحققین
« * 33/٢٤٢٤٥طبقات المحققین و ُ
األعالم :أحمد محمد شاکر » ،السيد الجمیلي ،مجلة االزهر ،ج ، 11س ( 68ذوالقعدة
1416هـ = مارس 1996م ) ،ج ، 11س ،68ص ص .1695 - 1687
2002
« 34/٢٤٢٤٦منهج العالمة أحمد شاكر وآراؤه الفقهية » ،عبد الرحمن عبد العزيز العقل ( ،
رسالة ماجستير غير منشورة ) ،بجامعة الملك سعود ،بالرياض 1423 ،هـ= 2002م .
2006
« 35/٢٤٢٤٧التقريب لفقه العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر » ،أعدَّ ُه واعتنى به عبد الرحمن
بن عبد العزيز العقل ،القاهرة :دار الرياض ،ط1427 ، 1هـ = 2006م .
2007
المالم بالتعليق على كتاب نظام الطالق يف اإلسالم » ،عمرو عبد المنعم
« * 36/٢٤٢٤٨رفع َ
144
سليم ،ط ، 1طنطا :دار الضياء للنشر والتوزيع 1427 ،هـ = 2007م.
2008
« 37/٢٤٢٤٩بصائر على أحاديث مسند اإلمام أحمد بن حنبل من تعقيبات شمس األئمة أبي
األشبال أحمد محمد شاكر » ،إعداد قتيبة بن عدنان الماضي ط ، 1الدمام ،السعودية :دار
ابن القيم ؛ بيروت :دار الصحابة 1408 ،هـ = . 1987
2009
« 38/٢٥٢٥٠األحاديث التي حكم عليها أحمد شاكر يف حاشيته على« سنن الترمذي » عرض
ومناقشة » ،القسم األول ( ،رسالة ماجستير غير منشورة ) ،كلية الشريعة ،جامعة القصيم،
القصيم ،فهد محمد العودة المحيميد 1430 ،هـ =2009م ..
2010
« 39/٢٥٢٥١األحاديث التي َحكَم عليها أحمد شاكر يف حاشيته على« سنن الترمذي » -
عرض ومناقشة ،القسم الثاين » ،زينب علي السعوي ( ،رسالة ماجستير غير منشورة )،
كلية الشريعة ،جامعة القصيم ،القصيم 1431 ،هـ = 2010م .
2013
« 40/٢٥٢٥٢جهود الشيخ أحمد شاكر يف تحقيق التراث اإلسالمي » ،محمد إبراهيم
عبد الرحمن ،بحث نُشر ضمن محاضرات الموسم الثقايف لمركز تحقيق الرتاث :
شوامخ المحققين ،إعداد حسام عبد الظاهر ،ط ، 1القاهرة :دار الكتب والوثائق
القومية ،سنة 2013م ،ج .1ص 332 - 227
« 41/٢٥٢٥٣معالم منهج الشيخ أحمد شاكر يف نقد الحديث » لمتولي الرباجيلي ،ط،1
القاهرة :مكتبة السنة 1434 ،هـ = 2013م .
***
145
١١أول كتاب حققه كان « كشف ال ُك ْربة يف وصف حال أهل الغربة » سنة 1332هـــ=
1914م ،وآخر عمل كان يعمل فيه قبل وفاته المراجعة والتخريجه ألحاديث « تفسير
الطبري -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » باالشتراك مع أخيه محمود شاكر ،الجزء
الثالث عشر ،و « عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » ،الجزء الخامس ،وصدر الكتابان
يف نفس العام الذي تويف فيه 1958م .
َّ ٢٢أول كتاب َأ َّل َف ُه هو كتاب « نظام الطالق يف اإلسالم » سنة 1936م ،وآخر كتاب َأ َّل َف ُه هو
« بيني وبين الشيخ محمد حامد الفقي » 1952م .
َّ ٣٣أول مقاالت كتبها كان بد ًءا من عام 1911م كما ذكر يف « َث َبته »((( ،ولم نستطع تحديده
لعدم حصر كل المقاالت حتى اآلن ،وآخر مقال كتبه كان بمجلة األزهر ،مايو . 1956
٤٤أكبر كتاب ح َّق َق ُه هو « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،ونُشر بدار المعارف بمصر يف
خمسة عشر جز ًءا باية من عام 1946م إلى عام 1956م ،ولم يكمله .
٧٧أكثر ُدور للنشر تعامل معها :دار المعارف ،نشرت له كتا ًبا 55كتا ًبا :بدأت بـ «الرسالة »
للشافعي سنة ، 1940وانتهت بـ « عمدة التفسير » الجزء الخامس ،سنة 1958م .ويليها:
مطبعة مصطفى الحلبي نشرت له سبعة كتب . 115 ، 108 ، 83 ، 73 ، 70 ، 64 ، 60 :
٨٨تنوعت األوصاف التي يطلقها على أعماله يف التحقيق « :قام بطبعه واعتنى به »،
« بتحقيق » « ،بتصحيح » « ،بتصحيح وشرح » « ،بتحقيق وتعليق » « ،تحقيق
وشرح » « ،شرحه وصنع فهارسه » « ،تصحيح ومراجعة » « ،راجعه وخرج
أحاديثه » « ،اختصار وتحقيق » .
٩٩عدد مؤلفاته أحد عشر تألي ًفا ،وأكثرها رسائل صغيرة ، 98 ، 77 ، 70 ، 64 ، 58 :
. 196 ، 180 ، 153 ، 150 ، 136 ، 134 ،126وأما التي ُج ِمعت من مقاالته وبعض
تعليقاته ،فثالثة كتب ،نشرت على الرتتيب « :كلمة الحق » 1987 :م « ،حكم الجاهلية»:
1992م « ،جمهرة مقاالت العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر » 2005 :م .
١١٠الكتب التي قام بشرحها مع التحقيق أو التصحيح خمسة عشر كتا ًبا ، 59 ،46 ، 18 :
. 185 ، 178 ، 172 ، 142 ، 129 ، 124 ، 121 ، 114 ، 111 ، 78 ، 74 ، 72
١١١شارك بعض المحققين يف تحقيق بعض األعمال ،منهم عبد السالم محمد هارون ،
ومحمد حامد الفقي ،ومحمود محمد شاكر .
١١٢مشروعاته التراثية الكبرى التي بدأها ولم يكملها((( هي « :المسند » لإلمام أحمد بن
حنبل ،خمسة عشر جز ًءا ،وتوقع له أن يزيد على 30جز ًءا ، ،و « سنن الرتمذي » وتوقع
أن يكون يف 8مجالدات ،صبع منه مجلدان ،و « صحيح ابن حبان » ،الجزء األول،.
وتوقع له 10أجزاء ،و« عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » ،خمسة أجزاء وتو َّقع له 10
أجزاء ،باإلضافة لـ « تفسير الطربي -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » باالشرتاك مع
أخيه ،وتوقع له 22مجلدً ا وقد يزيد ،صدر منه اثنى عشر جز ًءا يف حياته .
اساه هذا الرجل يف جمع المخطوطات ومراجع ((( ينتقد البعض الشيخ أحمد شاكر يف هذا األمر ،ولو علم هؤالء ما َق َ
الم ِعين ،لعذروه ،ولكنهم يقيسون االمور بحالنا اآلن ،وقد هيئت لنا كل األسباب !! ِ
الكتب ،مع ق َّلة ُ
147
١١٤بعض الكتب أعاد تحقيقها مرة أخرى ،مثل « :ألفية السيوطي يف الحديث » ط: 1
1911م ،ط1934 : 2م ،ط1951 : 2م ،و « المفضليات » 2-1ط 1943-1942 1م،
ط1952 : 2م ،و « المعرب للجواليقي ،ط1942 1م ،ط1969 2م((( .
١١٥بعض الكتب حقق نصوصها وقام باختصارها وفق منهج محدد مثل « :عمدة التفسير
عن الحافظ ابن كثير » .
١١٦الكتب التي راجع تحقيقها فقط ثالثة ،183 ، 148 ، 55 :وأما التي راجعها وخرج
أحاديثها « :تفسير الطربي -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ،يف ثالثة عشر مجلدً ا.
انظر. 188 ، 183 ، 160 :
١١٨شارك يف كتابة مقاالت تعريفية ونقدية لكتبه عدد من كبار المحققين واألدباء منهم
محمد كرد علي ومحمد هبجة البيطار ومحمد حامد الفقي ،ومحمد عبد الغني حسن،
والس ِّيد أحمد صقر ،وصالح الدين المنجد ،وناصر الدين األسد رحمهم اهلل جمي ًعا .
َّ
١١٩بعض الكتب التي حققها حظيت بأكثر من عرض ،مثل « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل:
، 18 ، 14 ، 13 ، 12و « عمدة التفسير » ، 235 ، 234 :والمفضليات .222 ، 221
٢٢٠الكتب التراثية التي قام بعمل عروض لها أربعة . 117 ، 104 ، 103 ،90 :
٢٢١الكتب المعاصرة التي قام بعمل عروض لها ثمانية عشر كتا ًبا 91 ،44 ، 39 ، 34 ، 6 :
. 120 ، 119 ، 118 ، 111 ، 109 ، 106 ، 102 ، 101 ، 100 ، 99 ، 97 ، 92 ،
٢٢٢أكثر مقاالته نُشرت له بمجلة « الهدي النبوي » 29 :مقاال ،يليها «مجلة الكتاب » :
مقال ،و« الفتح » ً 14 :
مقال ،و« المقتطف » 9 :مقاالت، مقال ،و « المقطم » ً 15 :
ً 17
و« المنار» 4 :مقاالت ،و« الرسالة » :و« الزهراء » ،كل منها 3مقاالت ،و« الثقافة » و
«األزهر » كال منهما مقاالن ،و« المحاماة الشرعية » مقال .
٢٢٣بعض مقاالته كانت عبارة عن سلسلة ،مثل ( كلمة الحق ) نُشرت بـ « مجلة الهدي
النبوي» وهي خمسة عشر عنوانًا يف عشرة مقاالت ، 139 ، 137 ، 132 ، 131 ، 129 :
،145 ، 144 ، 141 ، 140و ( خواطر ) نُشرت بـ « مجلة الفتح » وهي عشرة عناوين يف
خمس مقاالت . 85 ، 32 ، 31 ، 30 ، 29 :
٢٢٥تو َّقفت حركة النشر ألعماله الجديدة((( ،ولم تستأنف إال يف عام 1987بجمع بعض
مقاالته يف « مجلة الهدي النبوي » وغيرها يف كتاب بعنوان « كلمة الحق » .
٢٢٦آخر كتاب صدر له بعنوان « تقرير يف شؤون التعليم والقضاء » ،ن ُِشر سنة 2009م
بمكتبة اإلمام البخاري للنشر والتوزيع باإلسماعيلية.
***
((( وكل ما ن ُِشر بعد وفاته وحتى 1987م ما هو إال إعادة تصوير لبعض أعماله .وبلغ من وقاحة بعض الناشرين
ببيروت واغتيالهم لتاريخ الناس وجهودهم اغتياال ،إسقاطهم اسم العالمة المحقق أحمد شاكر من غالف كتاب
« لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ الذي حققه ونشره بمصر سنة 1354هـ = 1934م !! انظر :محمود الطناحي :
« مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص .10
149
املبحث األول
مفهومه للرتاث
يف الوقت الذي ينظر فيه بعض المنتسبين لهذه الحضارة للرتاث بأنه مصدر
وفخرا .
ً للتخلف يشدنا للوراء يرى أحمد شاكر أنه يمثل لنا هوية وثروة ومجدً ا
كتب هي ثرو ٌة ضخم ٌة من مجد اإلسالم ،ومفخر ٌة للمسلمين ،كتب الدين
يقول ٌ « :
. (((
والعلم :التفسير والحديث ،واألدب والتاريخ ،وما إلى ذلك من ُع ُلو ٍم ُأ َخر»
فالرتاث هو الهوية وهو طوق النجاة ،وفيه كل مقومات االستمرار والبقاء .وهذا
المعنى يؤكده أستاذنا الدكتور عبد الستار الحلوجي فيقول « :يف هذا الوقت الذي
ُيمتحن فيه اإلسالم والمسلمون ،ال بد لنا من وقفة مع النفس ،نبحث يف أعماقنا عن
هويتنا ،ونجمع الخيوط المتفرقة التي تنسج شخصيتنا اإلسالمية ،فنحن مطالبون
اليوم ،أكثر من أي وقت مضى ،بأن نكتشف أنفسنا ،وأن نتعرف على جوهر ديننا ؛ ألن
هذا الدين هو طوق النجاة لنا يف هذا الخضم الهائل الذي تتدافع فيه أمواج الباطل من
كل مكان .وما ورثناه من تراث إسالمي هو الوقود الذي تستمر به جذوة الحياة متوقدة
يف نفوسنا .ويوم نبتعد عن ديننا أو نتنكر لرتاثنا ،تنماع شخصيتنا ،نفقد كل مقومات
البقاء »((( .هذه الغفلة ،وهذا التفريط ض َّيع من تراثنا ما لم تضيعه الحروب .يقول
موفورا يمأل الخزائن العامة والخاصة
ً كثيرا من تراثنا قد بقي
محمود الطناحي « :إن ً
إلى عهد قريب ،وإن ما ضاع منه بسبب غفلة الناس وتفريطهم أكثر مما ضاع بسبب
عوادي الحروب واأليام » (((.
* وتراث األمة العريق عند أحمد شاكر ك ٌُّل ال يتجزأ ،يشمل الدِّ ين والدنيا
م ًعا ،ومفهوم الرتاث عنده ينبع من فهمه لقضية العلم الشامل ،وموقف العلماء من
علوم الدين والدنيا ،فاإلسالم لم يجعل فري ًقا من األمة رهبانًا يتعلمون الدين وحده
ويعرضون عن شئون الدنيا ،من إدارة وقضاء وحرب وسياسة ،وال فري ًقا على الضد
من ذلك يلي شئون الدنيا ويجهل الدين .
قسموا المتعلمين إلى معسكرين: يقول « : فما وجدنا العلماء األحبار قط قد َّ
معسكر خالص للدين ،ومعسكر خالص للدنيا ،بل كان ِع ْلم الدين من تفسير وفقه
وحديث ضرور ًّيا لكل عالم يف أي علم ،فمن ُم ْكثر ومن ُم ِق ٍّل ،وما وجدنا يف تاريخهم
عالما ببعض العلوم الدنيا وهو يف الوقت نفسه جاهل عيِ ٌّي يف عالما منهم كان ً قط أن ً
ريحا ،كنحو ما نجد يف بالدنا وغيرها اآلن . (((» ..
شأن دينه ،أو ُم َعاد ًيا له عَدَ ا ًء َص ً
ثم يضرب مثاال من تاريخ علمائنا األقدمين ،فيقول « :هذا ابن رشد الفيلسوف
لما ُه األَ َّو َلن ِ
األندلسي ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد المتوىف سنة ، 595كان ع َ
الفلسفة ثم الطب ،فكان َع َل ًما فيهما ال ُيبارى ،وهو تتلمذ له األوربيون يف عصره ،
وعنه وعن ُك ُتبِه َن َقلوا إلى بالدهم هنضة العرب يف الفلسفة والعلوم العلمية ..وموضع
الشاهد يف مثاله أن ِع ْل َم ْيه األثيرين عنده ،اللذين َ
تخ َّصص فيهما وبرز لم َيطغيا على
((( عبد الستار الحلوجي « :هذا هو تراثنا » ،مجلة تراثيات ،ع ، ) 2003 ( 1ص . 17
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 22
((( أحمد محمد شاكر « :تقرير عن شؤون التعليم والقضاء » ،ص . 38 ، 37
155
((( أحمد محمد شاكر « :تقرير عن شؤون التعليم والقضاء » ،ص .40- 39
((( طبعت بتحقيق علي عبد الواحد وايف بمطبعة هنضة مصر ،ثم ُطبعت يف تونس 2006م ،بتحقيق إحسان عباس
وإبراهيم شبوح .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « دراسات عن مقدمة ابن خلدون بقلم أبي خلدون ساطع الحصري » ،
مجلة المقتطف ،مج ، 105ج ، ) 1944 ( 1ص . 71
156
املبحث اثلاين
موقفه من الرتاث
والم َعا َيشة
موقف أحمد شاكر من الرتاث يتجلى يف اإليمان به وإجالله وتوقيره ُ ،
له وإحيائه وتنقيته وتقديمه يف ثوب جديد وحلة هب ّية ،والبحث عن األكفاء من
الم َح ِّققين وتقديمهم للناشرين الجا ِّدين ليقوموا بدورهم يف مهمة النشر .
ُ
وهذه بعض النقاط التي توضح ما نقول :
أوال :إن إجالله للتراث وتوقيره له جعله يستشعر البالء الذي َح َّل بتراث األمة ،
فيسعى حثي ًثا لتنقيته من التحريف واألغالط .
بعضا من تعليقاته
ورحم اهلل محمود الطناحي حيث قال بعد أن نقل عن أحمد شاكر ً
أطلت بذكر النقل ؛ لتعرف َقدْ َر هذا الرجل ،وإجالله للرتاث ،وتوقيره
ُ النفيسة « :وإنما
أي عبث يرت َّدى فيه هؤالء الذين يلعبون بالرتاث وتحقيقه يف
أيضا َّ
ألعالمه ؛ ثم لتعرف ً
والمنَاصب ،والشهادات العليا » (((. ِ
المال َ هذه األيام ،من الدَّ جاجلة ؛ طالب َ
يتحسر على ضياع تراث األمة بين أيدي العابثين ،فيقول : َّ -انظر إليه وهو
«ألوف من الن َُّسخ من كل كتاب ُ ،تن َْش ُر يف األسواق والمكاتب ،تتناولها أيدي الناس،
والعامي
ّ ليس فيها صحيح َّإل ً
قليل ،يقرؤها العالم المتمكن ،والمتعلم المستفيد ،
فيضطرب العالم
ُ الجاهل ،وفيها أغالط واضح ًة وأغالط ُم ْشكِلة ،ونقص وتحريف .
نظر وتأ ُّمل ،ويظن بما َعلِ َم الظنون ،ويخشى
المتثبت ،إذا هو َو َقع على خطأ يف موضع ٍ
المخطئ ،فيراجع ويراجع ،حتى يستبي َن له وج ُه الصواب ،فإذا به قد َ أن يكون هو
ٍ
مطبعة ،أو لعب من مصحح يف نفيسا ،وبذل جهدً ا هو أحوج إليه ،ضحي َة ٍ أضاع وقتًا ً
رأسه ،
ركب َاألمر إلى غير أهله ،ويأ َبى َّإل أن َي َ
َ َع ْم ٍد من ناشرٍ ُأ ّم ٍّي ،يأ َبى إالّ أن ُي َو ِّسدَ
والم ْشكِل ،
األمر على المتعلم الناشئ ،يف الواضح ُ ُ رأي .ويشتب ُه
فال يكون مع رأيه ٌ
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 97
157
عسيرا
ً وقد يثق بالكتاب بين يديه ،فيحفظ الخطأ ويطمئن إليه ،ثم يكون إقناعه بغيره
العامي بعد ذلك ! وأي كتب تبتلى هذا البالء ؟ كتب هي ثروة وتصو ْر أنت َ
حال َّ ،
ّ
ضخمة من مجد اإلسالم ومفخرة للمسلمين »(((.
-وهو يتحدث عن طبعات « تفسير ابن كثير » المتداولة ،وما هبا من تصحيف
وتحريف يقول « :تداولت المطابع يف مصر طبعه طبعات تجارية ،ليس فيها تصحيح
وال تحقيق وال مراجعة .إنما اعتمدوا طبع َة المنار ،فأخذوها بما فيها من أغالط ،
انتفاع الناس هبذا التفسير العظيم
ُ ثم زادوها ما استطاعوا من غلط أو تحريف .فكان
قاصرا ،لما امتألت به طبعا ُته ،من غلط وتحريف .يجب معهما أن ُي َعاد طبعه
ً انتفا ًعا
طبع ًة علمي ًة محققة »((( .
ثان ًيا :أحمد شاكر محقق حاذق يعيش مع النَّص -قبل أن ُيقدم على تحقيقه -
السر يف إتقانه عملية التحقيق .
معايشة طويلة ،وهذا هو ّ
-وكمثال لهذا « تفسير الطربي » ،الذي اختير ليكون يف مقدمة الذخائر التي
وكنت أخشىُ نشرت بدار المعارف ،كانت معايشته له تزيد على أربعين سنة .يقول « :
ٍ
صعوبات ، يكتنف ذلك منُ اإلقدا َم على االضطالع بإِخراجه و ُأ ْعظِ ُمه ،على ٍ
علم بما
طويل :أربعين سن ًة أو تزيد .لوال
ً دهرا ٍ ٍ
وما يقوم دونَه من عقبات ،وعن خربة بالكتاب ً
قوى من عزمي ،وشدَّ من َأ ْزري ،أخي األصغر ،األستاذ محمود محمد شاكر »(((. ْ
أن َّ
-وكذلك خربته مع « تفسير ابن كثير » وا ّتصاله به امتدت ألكثر من خمس
وأربعين سنة ،يقول « :وكان ا ّتصالنا به منذ أكثر من خمس وأربعين سنة ،يف طبعته
األولى ببوالق ،التي ُطبع فيها هبامش تفسير آخر»((( .
ثال ًثا :أحمد شاكر رجل مهمو ٌم بتراث ُأ َّمتِ ِه ،وجهوده يف نشر التراث ال تُنكر .
وأبــرز مثال على ذلك :فكرته وجهوده يف تأسيس مشروع سلسة ذخائر
العرب بدار المعارف بمصر ،وما ترتب على هذا اإلنجاز من خروج عشرات
الكتب التي َت َر َّب ْت على منهجيتها يف تحقيق النصوص أجيال إثر أجيال ،وفيها
تلمس أخذه بكل أسباب الجودة واإلتقان ،مما كان له األثر البالغ يف تيسير
الم َحقق .
عملية نشر الرتاث ُ
وكان عنوان الخطة((( ( مشروع لطبع كتب الحديث والتفسير وما إلى ذلك من
العلوم اإلسالمية ) ومما جاء فيها :
-تنشأ لجنة بدار المعارف لإلشراف على هذا المشروع والقيام بتنفيذه .
ُ -تكون اللجنة من :أحمد محمد شاكر .عبد السالم هارون .أحمد عبد الغفور عطار.
ولها أن تضم إليها من ترى االنتفاع بعلمه ورأيه((( .ويقوم أحد أعضائها بعمل السكرتارية .
ُ -ت ْش ِرف اللجنة على نشر الكتب التي تختارها ،وهي المسئولة عن تصحيحها
وتحقيقها ،إما بعمل أعضائها ،وإما بعمل غيرهم ممن ترضاه .
-تجتهد اللجنة يف اختيار النفائس التي ُيرجى لها الــرواج يف مصر والبالد
اإلسالمية ،سواء مما سبق طبعه ،ومما لم يسبق طبعه ».
فهو حريص على نشر موسوعات الــراث التاريخية ،ويتعجب من التقصير
يف طبعها ،فيقول « :إن موسوعتي الذهبي « تاريخ اإلسالم » ،و « سير أعالم
من الدواوين الكبار ،من مفاخر أئمة العرب واإلسالم ،ومن أوثق (((
النبالء »
((( كتبها بتاريخ :االثنين 11ذي الحجة 1371هـ الموافق أول سبتمرب 1952م .انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 48
((( جاء يف مقدمة اللجنة يف طبع أول كتاب لسلسلة الذخائر ،أسماء اللجنة بالرتتيب اآليت ( :محمد حلمي عيسى ،
أحمد أمين ،طه حسين ،إبراهيم مصطفى ،عبد الوهاب عزام ،أحمد شاكر ) ،وتأمل تواضع أحمد شاكر الذي
كتب أسمه بآخر أعضاء اللجنة وهو صاحب الفكرة !!
((( أما « تاريخ اإلسالم » :فقد و َّفق اهلل أستاذنا الدكتور بشار عواد معروف لتحقيقه ولطبعه بدار الغرب اإلسالمي
ط1424 1هـ ،وأما «سير أعالم النبالء » :فطبع بمؤسسة الرسالة بتحقيق بشار عواد شعيب األرناؤوط وآخرين .
159
مصادر التاريخ للباحث المحقق ،وللمؤرخ المتوثق .فمن التقصير الشديد أن
يظال مطويين مهجورين يف دور الكتب .أفيقدم على نشرهما رجل موفق حازم ،
وذكرا ؟ نرجو إن شاء اهلل »((( .
ً أجرا
يكونان يف ميزانه ً
راب ًعا :السعي يف نشر التراث والبحث عن أكِّفاء وجنود للتراث وتقديمهم للناشرين
واقتراح األعمال المناسبة لهم .
يحب ألخيه ما يحب لنفسه ،يبحث عن
ُّ فهو رجل عالي الهمة بعيد عن األنانية
الخير لألمة ،ال كما يفعل البعض اليوم يريد أن يكون المجال له وحده .
وتأمل كالمه وهو يتحدث عن أحد النوابغ المجهولين يف صناعة الفهرسة والتكشيف
علمه فت كيف ُأ ِ
ظه ُر َ وهو الشيخ مصطفى بيومي « :ولو كان لي شي ٌء من السلطان ل َع َر ُ
ولعرفت كيف ُأن ِّظم عم َله ،وكيف ِّ
أوج ُهه التوجي َه الصحيح »((( . ُ ونبو َغه ،
وفضله يف توثيق صلة المحققين بالناشرين معروف .
يقول عبد السالم هارون «:ولست أنسى َف ْضله يف عقد ِص َلتي بأسرة الناشرين ،إذ قدَّ مني
إلى دار إحياء الكتب العربية لتحقيق كتاب « الحيوان » للجاحظ ..وصلة ُأخرى عقدها
لي مع دار المعارف إذ نشرت لي يف أوائل ما نشرت « همزيات أبي تمام » ،والمفضليات
الخمس » ،وحينما ارتأت دار المعارف وصاحبها األستاذ شفيق مرتي إخراج مجموعة
«ذخائر العرب » وهو صاحب الفكرة فيها ،والساعي إلنفاذها إلى ح ِّيز الوجود ،قدَّ مني إليها
.. لتكون أولى هذه الذخائر هي كتابي الذي حققته ،وهو « مجالس ثعلب »
(((
ويذكر شقيقه األديب محمود شاكر :أن أخاه أحمد شاكر هو الذي دعاه لنشر
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « سير أعالم النبالء :ترجمة أم المؤمنين عائشة » ،تأليف الذهبي ؛ قدم له
وعلق عليه سعيد األفغاين ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 11س ، ) 1946 ( 1ص . 550
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة « سنن الرتمذي » ص . 66
((( من مقدمته لكتاب « كلمة الحق » ألحمد شاكر صفحة ( د ) .
160
((( محمود محمد شاكر :مقدمة « طبقات فحول الشعراء » البن سالم ص . 10
((( انظر ما سيأيت ،ص . 195 -194
161
املبحث األول
ً ً
تنظريا وتطبيقا قبل أمحد شاكر حتقيق الرتاث
تنظيرا وتطبي ًقا بمصر وخارجها
ً للتعرف على تطور عملية تحقيق الرتاث أو نشره
ينبغي أن نتعرف على تقسيم العالمة محمود الطناحي للمراحل التي َّ
مر هبا بمصر
وهي أربع مراحل ،يأيت أحمد شاكر وزمالؤه يف المرحلة الرابعة ،يف مرحلة جديدة
تما ًما من النشر العلمي العربي المستكمل لكل أسباب التوثيق والتحقيق ؛ إذ كانت من
أعظم المراحل وأد ّقها وأخطرها ،وقد امتد أثرها إلى أرجاء الوطن العربي ك ِّله((( :
وقد وقف على رأس هذه المرحلة أحمد زكي باشا ،شيخ العروبة ،ت 1353هـ =
1934م .وهو صاحب الجهد األول يف توجيه عملية التحقيق هذه الوجهة العلمية الجديدة
وفق قواعد التحقيق المعروفة اآلن ،وكانت نواة ألعمال كبار المحققين بعد ذلك .
ويقول عنه عبد السالم هارون «:قدَّ م لنا باكورة المنهج الحديث يف تحقيق النصوص،
كما كان أول نافخ يف بوق إحياء الرتاث على النهج الحديث .وقد قام بتحقيق كتابي :
أيضا ((( .وقد ُطبعا يف المطبعة األميرية
«أنساب الخيل » البن الكلبي ،و « األصنام » له ً
سنة 1914باسم لجنة إحياء اآلداب العربية التي ُعرفت فيما بعد باسم «القسم األدبي».
أيضا
ولعل هذين الكتابين مع كتاب « التاج يف أخالق الملوك » للجاحظ الذي حققه ً
بالمطبعة األميرية يف سنة 1914من أوائل الكتب التي كُتِب يف صدرها كلمة «بتحقيق»،
كما أن تلك الكتب قد حظيت بإخراجها على أحدث المناهج العلمية للتحقيق ،مع
استعمال المكمالت الحديثة من تقديم النص إلى القراء ،ومن إلحاق الفهارس التحليلية
المتنوعة .ويضاف إلى ذلك أنه هو أول من أشاع إدخــال أرقــام عالمات الرتقيم يف
سماه « الرتقيم يف اللغة العربية » ،
دستورا يف كتاب َّ
ً المطبوعات العربية ،وألف يف ذلك
طبع يف بوالق يف زمن مبكر جدًّ ا هو سنة . (((» 1913
ويرى أحمد شاكر أن أعمال المستشرقين يف نشر الرتاث كانت داف ًعا ألحمد
زكي ولمن جاء بعده فيقول « :فكان ُ
عمل هؤالء المستشرقين مرشدً ا للباحثين
الحاج أحمد زكي
ُّ الم ْحدَ ثين ،ويف مقدمة من ق ّلدهم وسار على هنجهم العالمة
منّا ُ
باشا ، ثم من سار سيرته واحتذى حذوه »(((.
الرجال .
المرحلة الرابعة :مرحلة األفذاذ من ِّ
وهي مرحلة األعالم « :أحمد محمد شاكر ،ومحمود محمد شاكر ،وعبد السالم
والس ِّيد أحمد صقر .» وهذه التسمية استحقها هؤالء الكبار عن جدارة هــارونَّ ،
واستحقاق ،فما تركوه لنا من آثار تشهد لهم باألَ َصالة والدِّقة ،وبفضلهم على من جاء بعدهم .
يقول محمود الطناحي « : هؤالء األعالم الكبار الذين َن َظ ُروا فيما بين أيديهم،
وفيما بين أيدي الناس ،ثم أك ُّبوا على ما آل إليهم من تراث ،يفتشونه ويتدارسونه،
ثم أعطوه ح َّظه من د َّقة النظر ُ ،
وح ْسن الفقه ،وانصرفوا إلى إذاعته ونشره .وقد
َد َخل هؤالء الرجال ميدان التحقيق والنشر ُ ،م َز َّودين بزاد ّ
قوي ،من علم األوائل
وتجارهبم ،ومستفيدين من جميع المراحل السابقة يف نشر الرتاث ،ومدفوعين بروح
عربية إسالمية عارمة ،استهدفت فيما استهدفت إذاعة النصوص الدالة على عظمة
الرتاث ،الكاشفة عن نواحي الجالل والكمال »((( .
***
((( عبد السالم محمد هارون « :قطوف أدبية :دراسات نقدية حول الرتاث العربي » ،ص . 4
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ،ص . 18
((( ثم قال محمد الطناحي « :وهي جديرة بأن ُيفرد لها كتاب » « ،مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 121
166
املبحث اثلاين
ُ َ ِّ
تبنيه لفكرة توثيق انلصوص وضبطها عند المحدثني
تقوم نظرية أحمد شاكر يف تحقيق النصوص على تبني فكرة توثيق النصوص
والرواية وأثرها وضبطها عند المحدثين ،واالعتماد على وسائل ُ
الم َحدِّ ثين يف ذلك ِّ ،
يف توثيق النص ،وجمع النسخ واختالفها ،وما يرتتب على هذا االختالف ،من نتائج :
( اختالف الروايات ،والسقط ،والتصحيف والتحريف ،والتقديم والتأخير ،واإلعادة
والتكرار ،والخطأ اإلعرابي واإلمالئي ) ،وكيفية التعامل مع كل منها .ووسائلهم يف
التثبت من تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف .
أوال :خالصة نظرية التحقيق عند أحمد شاكر من خالل مقدمة تحقيقه
الم َع َّرب » للجواليقي .
لكتاب « ُ
المعرب »
َّ تلخيصا واف ًيا يف تحقيقه لكتاب «
ً ص أحمد شاكر منهجه وقد َل َّخ َ
الم ْثلى ،طريقة علمائنا ِ ِ
سرت يف ت َْصحيح الكتَاب على طريقتنا ُ
ُ للجواليقي فقال « :
المتقدّ مين ،من :
اهرا ال مرية فيه َ ،ف ُن ْثبِتُه ون ُِش ُير إلى ما يف األُ ُصول ،
الصواب َظ ً
َّ -4إل أن يكون َّ
167
ِح ْر ًصا على األَمانة يف النقل ُ ،فر َّب كلمة يجزم ُم َص ِّحح الكتاب بتغليطها تكون صوا ًبا
يف نفسها ،ولها َو ْج ٌه َخ ِفي عليه َ ،ي ْعرفه غيره .
واجتهدت يف الرجوع بالنُّصوص إلى َم َصادرها األولى التي عنها َأ َخذ المؤلف ،
ُ -5
حرصا على التثبت ،وإثالجا
الم َصادر ً ،
يدي من َ
وإل قابلتُها على أكثر ما بين ّ
إن عرفتُها َّ ،
الر اجح يف العلم »((( .
للصدر ،وتحقيقا لليقين أو َّ
َّ
ويبين منهجه أكثر يف مسألة اختالف النسخ فيقول « :وأنا أرى أن القصد يف ذلك أفضل .
وهي الطريقة التي ُعني بالسير عليها أكثر المستشرقين من علماء أوربا ،فيما
نشروا من مفاخر العربية وآثار اإلسالم ،على قدر ما لديهم من معرفة بالعربية ،وعلم
بعلومنا ،وظن كثير من الناس أهنا طريقة ابتكروها ،وخطة انفردوا هبا »((( .
ويقول «:لم يكن هؤالء األجانب مبتكري قواعد التصحيح ،وإنما سبقهم إليها علماء
القارئ
ُ اإلسالم المتقدمون ،وكتبوا فيها فصوال نفيسة ،نذكر بعضها هنا ،على أن َي ْذك َُر
أهنم ابتكروا هذه القواعدَ لتصحيح الكتب المخطوطة ،إ ْذ لم تكن المطابع ُو ْ
جدت ،
ب العجاب ،ونحن وارثو مجدهم ِ
وع ِّزهم ،وإِلينا ولو كانت لديهم ألتوا من ذلك بال َع َج ِ ُ َ
انتهت علومهم ،فلعلنا ِ
نحف ُز ِه َم َمنا إلتمام ما بدأوا به »((( .
ثانيا :مقدمة أحمد شاكر لسنن الترمذي من أوائل ما كتب يف قواعد التحقيق :
من خالل قائمة الببليوجرافيا التي رتبناها زمن ًيا يف ملحق ( ب ) يظهر ريادة أحمد
شاكر يف هذا الباب ،فقد كتب بين يدي تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » مقدمة نافعة
الم َحدِّ ثين يف هذا الباب .
للمشتغلين بالتحقيق تعدُّ من أوائل ما كتب يف بيان سبق ُ
يقول عنها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة « : جاءت كلماته ( أي أحمد شاكر ) -هذه
مفيدة يف باهبا كل اإلفادة ،على وجازهتا ،فإهنا َج َّلت -لطلبة العلم بوجه خاص ولغيرهم
أسسه العلماء المسلمون يف باب تحقيق النص وضبطه ،والدِّ قة البالغة يف بوجه عام -ما َّ
تحمله ونقله ،وروايته وأدائه ،ومعالجة عوارضه التي قد َت ْعت َِو ُر ُه من تحريف أو زيادة أو
ُّ
نقص أو اشتباه ،أو تأكيد ،وتثبيت ، ...وما تقدموا به غيرهم من ُصنع الفهارس العامة
المتنوعة ..وقد َّأرخ شيخنا يف هذه الرسالة لبداية تأليف معاجم اللغة عند المسلمين ،من
زمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ،المتوىف يف القرن الثاين الهجري سنة 170هـ ،رحمه
اهلل تعالى ،ولبداية تأليف كتب الطبقات وكتب معاجم رجال الحديث ،وكتب الفهارس ،
كيف صنعها األقدمون قبل قرون ودهور من ال َف َرن َْجة ،فالمسلمون هم األُصالء السابقون
والمستشرقون هم الالحقون المقتبسون .وتجلى يف كلماته هذه فضل العلماء المسلمين
نج سب ًقا ً
كبيرا يف هذا المضمار ، من ُح َّذاق المحدِّ ثين يف هذا الموضوع ،وسبقهم اإل ْف َر َ
بحيث ُي ُ
دهش القارئ من تمحيصهم وتدقيقهم يف شؤون التصحيح والضبط »((( .
سماها بـ « :بحث
* ولو انتقلنا إلى تحليل مقدمته لكتاب « سنن الرتمذي » والتي َّ
واف عن التصحيح والفهارس وأعمال المستشرقين ،ومعها ترجمة المؤلف » نستطيع
أن نخرج بالمالحظات التالية :
األولى :أن هذه المقدمة هي أول بحث مطبوع مختصر ُأ ْف ِر َد يف اإلشارة لقواعد
الم َحدِّ ثين ،ال سيما وقد طبعت مستقلة بمطبعة مصطفى الحلبي
تحقيق النصوص عند ُ
سنة 1356هـ = 1937م((( ،ثم أعاد نشرها واعتنى هبا وع َّلق عليها وأضاف إليها
الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ،بعنوان « :تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة
اإلفرنج يف ذلك » .. ،
َ وكيفية ضبط ذلك وسبق المسلمين
الثانية :أن هذا البحث نقل فيه أحمد شاكر ما يقرب من عشرين صفحة يف
« قواعد التصحيح » من كتاب « علوم الحديث » البن الصالح ،وهو يعدُّ من أهم
كتب هذا الفن ،ثم قال « :هذا آخر ما قال ابن الصالح يف هذا الفصل ،وقد طال
جدًّ ا ،ولكنه نفيس كله ،وفيه فوائد جمة ،ودقائق بديعة ،وقد كتب العلماء بعده
وجوها وتفاصيل المطيل ،وذكروا ِ
ً يف ذلك الشيء الكثير ،منهم المختصر ومنهم ُ
ُأخر ،وكلها يف تصحيح المخطوطات كما أسلفنا ،ولسنا نحب أن نطيل فيه أكثر
من هذا اآلن ،خشية الملل والسآمة .وهذه القواعد التي ذكر ابن الصالح يصلح
أكثرها يف تصحيح الكتب المطبوعة ،وهي إرشاد للمصحح عند النقل من الكتب
المخطوطة ؛ حتى يعرف قيمة األصول التي يطبع عنها ،أهي مما يوثق به أم مما
((( مقدمة أبي غدة لـ « تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب » ،ص . 7-6
((( انظر :المالحق :ملحق ( ج ) شكل رقم (. )39
170
الثالثة :تظهر مالمح منهج المحدثين يف تحقيق النصوص من خالل العناوين التي
وضعها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة لمقدمة أحمد شاكر يف تصحيح الكتب ،وهي :
-ابتال ُء كتب العلم بسوء التصحيح .
الح َّذاق المتقنون .
صححها ُ
-تم ُّي ُز الكتب التي َّ
-عناية المستشرقين باألصول الخطية .
التعريف باألُصول .
َ الح َّذاق
الم َص ِّححين ُ ُ
إغفال ُ -
-ال ُغ ُل ُّو يف تمجيد أعمال المستشرقين .
النصوص بالتأويل لمآرهبم .
َ -تحريف المستشرقين
انحراف بعضهم لفقد الت َل ِّقي السليم .
ُ -
-جهود المستشرقين ال تقتضي ِ
اإلطرا َء لهم .
-اغرتار المسلمين بالمستشرقين والغربيين .
المحدِّ ثين يف الضبط والتَّصحيح : ِ
الصالح قواعد ُ
-ذك ُْر ابن َّ
والمشكِل .
الملتبِس ُ
ضبط ُُ -
-كراهة الخط الدقيق .
الم ْشق والتعليق . ُ
تفصيل خط التحقيق دون َ -
المعج َمة والمهم َلة .
َ -ضبط الحروف
ُ -
ترك االصطالح مع نفسه يف الكتاب .
ٍ
دائرة بين كل حديثين . ُ
استحسان وضع -
كرمة . -كراه ُة قطع األسماء ُ
الم َّ
-المحافظة على كتابة الصالة على النبي تامة .
َ -كت ُ
ْب الثناء يف اسم اهلل واسم الرسول .
اجتناب َن ْق َصين يف الصالة على النبي .
ُ -
-لزوم المقابلة باألصل وأفض ُلها .
-صح ُة سماع من سمع الحديث ولم ينظر يف الكتاب .
-صح ُة الرواية من أصل الراوي الذي لم يقابله .
ِ
الساقط يف الحواشي . -كيفي ُة تخريج ال َّل َح ِق
-كيفية تخريج ما ليس من األصل يف الحواشي .
-لزوم العناية بالتصحيح والتضبيب والتمريض وبيانُها .
المقحم يف الكتاب .
َ ُ -ط ُر ُق التنبيه إلى
الم ْح ُو وال َك ْشط .
َ -
-كيفية ضبط الروايات عند اختالفها .
ُ -
بيان الرموز أللفاظ التحديث .
-بيان ما ينبغي كتابته يف أول السماع .
استحسان ِ
كتابة السماع بخط شيخ معروف متقن . ُ -
* ولما كان منهج أحمد شاكر يف تحقيق النصوص وضبطها يرتكز على منهج
المحدثين((( رأيت من المفيد أن أصنع قائمة ببليوجرافية((( ُت َل ِّخص ما جاء يف أهم
مؤلفات علوم الحديث من قواعدُ يف ضبط وتحقيق النُّصوص من عناوين ترتبط
بتحقيق النصوص وضبطها ،وترتيبها زمن ًّيا ،وقد قال أحمد شاكر :وقد كتب العلماء
((( انظر :موفق بن عبد اهلل بن عبد القادر « :توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين » ،وأحمد محمد نور
الم ْرو َّيات وأثر ذلك على تحقيق المخطوطات » ،ومحمود مصري « :تأصيل
الم َحدِّ ثين بتوثيق َ
سيف « :عناية ُ
الم َحدِّ ثين يف ُأ ُصول تدوين النصوص» ،مجلة معهد
قواعد تحقيق النصوص عند العرب المسلمين :جهود ُ
المخطوطات ،مج ، 49ج ، 2 ، 1ص . 45-39
((( انظر :المالحق :ملحق ( أ ) .
172
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « سنن الرتمذي » ،ص . 43
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ،ص . 43
((( انظر :المالحق :ملحق ( ب ) .
173
املبحث اثلالث
أوائل حتقيقاته وتطور اصطالحاته يف
الم َح َّققة
وصف أعماله ُ
طبع ألحمد شاكر سنة 1914 =1332 ،كتابان :
األول « :كتاب كشف الك ُْربة يف َو ْصف َحال أهل الغُربة » ( وهو شرح لحديث بدأ
اإلسالم غري ًبا ) البن رجب الحنبلي((( .وقد كتب على صفحة العنوان « :قام بطبعه
واعتنى بتصحيحه أحمد محمد شاكر » ،كما كُتبت مقدمته بتاريخ يوم األحد 7صفر
1332هـ= 4يناير 1914م((( .
وي َعدُّ هذا الكتاب أول كتاب يقوم بتحقيقه الشيخ أحمد محمد شاكر ،وكان اعتماده يف
ُ
التحقيق على نسخة خطية((( ،فقد جاء بآخره « :تمت كتابة هذا الكتاب يوم السبت 13ربيع
أول سنة 1330هـ 3 ،مارس سنة 1912م نقال عن نسخة بخط س ِّيدي األستاذ اإلمام العالمة
السيد عبد اهلل بن إدريس السنوسي الحسني المغربي ،نفعنا اهلل بعلمه » .
الثاين « :ألفية السيوطي يف الحديث »((( ،وكتب على صفحة العنوان « :وقف على
طبعها أحمد محمد شاكر »(((.
((( مطبعة النهضة األدبية أمام مدرسة الحقوق ( يطلب من مكتبة المنار ) 1332 ،هـ = 1914م وقد كُتِب للكتاب
تعريف وإعالن بقائمة مطبوعات « مكتبة المنار » ألصحاهبا رضا وقتالن وخطيب يف سنة 1332هـ = 1932م .
((( انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم (. )50
((( وهنا نالحظ اعتماد أحمد شاكر على المخطوطات يف أوائل تحقيقاته ،بينما محمود شاكر كانت أوائل تحقيقاته
باالعتماد على مطبوع ،لكتاب «فضل العطاء على العسر» ألبي هالل العسكري ،القاهرة :المطبعة السلفية
وأيضا عبد السالم هارون كان
1353هـ = 1934م ،وكتب عليه « :ضبطه وعلق عليه محمود محمد شاكر » ً ،
أول تحقيق له باالعتماد على مطبوع لكتاب « متن الغاية والتقريب » ألبي شجاع 1345 ،هـ = 1925م وكتب
على غالفه « :ضبط وتصحيح ومراجعة الشيخ عبد السالم محمد هارون » .
شرحا مسه ًبا وطبع سنة 1934م .انظر قائمة أعماله ،ص 96برقم (. )47
((( قام شاكر بإعادة طبع الكتاب وشرحه ً
((( انظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 51
174
-1بدأ يف 1914م بمصطلح « قام بطبعه واعتنى بتصحيحه » كما يف « كشف الكربة »
البن رجب أو « وقف على طبعه » كما يف « ألفية السيوطي يف علم الحديث » .
-2يف 1925م استخدم مصطلح « بتحقيق » ألول مرة ،تب ًعا ألحمد زكي باشا ،كما يف
« جامع العلوم والحكم » البن رجب .ثم توالى استخدامه له يف « لباب اآلداب » 1935م،
ويف « جماع العلم » 1940م ،ويف « شرح الطحاوية » 1954م .
-4يف حالة إعادته لتحقيق الكتاب والتوسع يف الشرح ُيغير المصطلح المستخدم يف وصف
عمله .كما يف « ألفية السيوطي يف علم الحديث » التي طبعها يف 1914م ،فقد غير المصطلح يف
طبعة 1934م إلى « تصحيح وشرح » .وكما َغ َّير عنوان « اختصار علوم الحديث » البن كثير
من تحقيق وتعليق إلى عنوان جديد يتضمن الشرح الخالص له َّ
فسماه « :الباعث الحثيث شرح
اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير » تأليف أحمد محمد شاكر ،طبعة 1951م.
فلم يكتب أي إشارة للتحقيق مع أنه يف تحقيقه لكتاب « الخراج » ليحيى بن آدم
كتب َّ « :
صح َح ُه وشرحه وصنع فهارسه » 1928م ،فهل هي إشارة منه إلى أن الكتاب
لم يستوف القدر الكايف من النسخ الخطية المطلوبة ؟!
-5يف هناية مقدمة « سنن الرتمذي » ،اعتذر ألمور أرغمته عن إتمام الشرح وقال إنه
سيكتفي فقط بتصحيح المتن وتحقيقه فقط « غير مقيد بالشرح والتحقيق والتخريج »((( بعد
أن كتب على العنوان « بتحقيق وشرح » .وهذا يؤكد أن الشرح يعني بالنسبة له ً
عمل آخر .
-6معظم األعمال التي يقوم بقراءهتا وتصحيحها سري ًعا يكتب عليها « تصحيح
ومراجعة » كما يف سلسلة الروائع ،وكثير من الرسائل التي طبعها سنة 1954مثل « :الروض
المرْبِع » و « تفسير الجاللين » .
ُ
-7يستخدم مصطلحات أخرى للداللة على أعمال مخصوصة مثل :
« -راجعه وخرج أحاديثه » كما يف « تفسير الطربي » ،حيث التحقيق من مهمة شقيقه
ويخرج األحاديث .
ِّ محمود ،وهو ُي َراجع التحقيق
***
املبحث األول
ً
موقفه من املسترشقني عموما
* تعريف االستشراق :
االستشراق بوجه عام هو :اتجاه الغربيين للعلوم اإلسالمية وللغة العربية
بالدراسات والبحث .والمستشرق هو العالم الغربي الذي تم َّكن من هذه الدراسات،
ثم اتسع استعمال هذا االصطالح ،فأصبح يشمل اهتمام غير المسلمين -أ ًّيا كانت
جنسياهتم -باللغة العربية والعلوم اإلسالمية((( .
يقول عبد السالم هارون « :الجهد العلمي الذي بذله المستشرقون يف إحياء الرتاث
العربي جهد ال يستطاع إنكاره ،فهم كانوا أساتذة الجيل الحاضر يف الطريقة العلمية
التي جروا عليها وأعود ألقول :إن تحقيق النصوص وتوثيقها فن عربي أصيل يتجلى
يف معالجة أسالفنا األقدمين لرواية كتب الحديث واللغة والشعر واألدب والتاريخ يف
دقة وأمانة ونظام بارع .ولكن المستشرقين تبنوا إحياء هذا الفن يف هذه العصور القريبة
((( أحمد شلبي « :االستشراق :تاريخه وأهدافه شبهات المستشرقين ضد اإلسالم ،مناقشتها ور ُّدها » ،القاهرة :
مكتبة النهضة المصرية ،سنة ، 1996ص . 15
((( انظر :علي بن إبراهيم النملة « :المستشرقون ونشر الرتاث :دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر
والرتجمة » ،ص . 26 - 25
180
ونبغ من بينهم علماء أمناء ،قاموا بنشر عيون ثمينة من الرتاث العربي »((( .
وإذا أردنا أن نتعرف على موقف العلماء المعاصرين من المستشرقين يمكن أن
نقسمه إلى ثالثة أنواع :
-3من اتخذ موقفا وس ًطا يتمثل يف العدل واإلنصاف معهم دون غلو أو تقصير .
فهذا هو العالمة محمود شاكر -وهو َم ْن ُهو غيرة على العربية وعلومها -يصحح له
مستشرق يهودي خطأ وقع فيه يف طبعته السابقة لكتاب « طبقات فحول الشعراء » ،ف َي ْق َبل
شاكرا ،يقول « : وكنت أخطأت بيان ذلك يف طبعتي السالفة من الطبقات ،
تصحيحه ً
الم َقدَّ سة التي َدن ََّس َها يهود ،رسالة رقيقة من ( م.ي.قسطر) فد َّلني
فجاءتني من األراضي ُ
كارها لهذا ِّ
الذكْر » ((( . شاكرا ً
ً على الصواب الذي ذكر ُته آنفًا ،فمن أمانة العلم أذكره
((( عبد السالم محمد هارون « :قطوف أدبية :دراسة نقدية يف الرتاث العربي » ،ص . 38
((( محمود محمد شاكر « :طبقات فحول الشعراء » ص . 395وع َّلق محمود الطناحي على القصة بعد أن وصفها
بأهنا من أجمل ما رآه من ُمغالبة الهوى وقهر نوازع النفس ،مع عدم إغفال الرأي الخاص ،فقال « :فانظر وتأمل،
ف ما يف نفسه » « .مقاالت محمود محمد الطناحي » . 595 /2 ، كيف اعرتف بالصنيعة وشكرها ،ثم لم ي ْخ ِ
ُ
181
من المسلمين بمستطيع أن يأيت بمثل ما َأ َت ْوا َ ،ب ْل َه أن َي َب َّزهم ،إِ َّل أن يكون تقليدً ا واتبا ًعا ،
باألجنبي ،ويزدرون اب َن قومهم ودينهم ،فال يعهدون له بجالئل األعمال
ّ وراحوا يثقون
دائما :المستشرقون ! المستشرقون !! و َيلقى األجنبي منهم َّ
كل عون وعظيمها ،بل ً
ُّ
وتأييد ،إلى ما َله يف قومه وبالده من ٍ
عون وتأييد » . ُ
ٍ
فضالت من الثقة ،على أن يكون والمصري ثم قال « :وقد ُي ْل ُقون للمسلم
ّ
باع المستشرقين ،واالقتدا َء هبم واالهتدا َء هبديهم ،على أن يكون ممن ُيعلنون ا ّت َ
ممن درسوا وتعلموا باللغات األجنبية ،حتى فيما كان من العلوم إسالم ًّيا وعرب ًّيا
االسم ك ُّله لألول ،ُ خالصا ،وعلى أنه إذا ُعهد ألجنبي ومصري بعمل واحد :كان ً
أرسخ َقدَ ًما فيما ُع ِهدَ إليهما على قاعدة « َع ِّل ْم ُه
َ تابع ،ولعله أن يكون الثاين
والثاين ٌ
خاصا بالعمل يف الكتب وحدَ ها ،وإنما ف أمره » .وما كان هذا الذي ن َِص ُ ِ
ًّ َوأط ْع َ
ٍ
استعمارية ، هي ِذ َّل ٌة ُضربت على المسلمين يف شأهنم ك ِّله ،عن ِخ َط ٍ
ط تبشيرية ثم
ذت ،يف كل بلد من بلدان اإلسالم »((( . ُر ِس َم ْت و ُن ّف ْ
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « سنن الرتمذي » ،ص . 21-20
182
انتقد أحمد شاكر بروكلمان قائال « :وهذا الحديث واضح المعنى يف وصف
هذا األعرابي البادي الجايف ،جاء من البادية بجفائه وجهله ،فصنع ما يصنع األحمق
الجاهل ،حتى ع َّل َمه ُم َع ِّلم الخير ﷺ .ال يرتاب يف معرفة جفاء الرجل وجهله َمن قرأ
الحديث أو سمعهَ ،م ْن كان القارئ أو السامع :مِن عالم أو جاهل ،أو ذكي أو غبي.
وبغض اإلسالمً ،
رجل ُ عربي أو أعجمي .أفليس عج ًبا -بعد هذا -أن يغلب الهوى
الم َب ِّشرين ،و َد َنــا َءات مستشر ًقا ً
كبيرا ،كنا نظن أنه من أبعد المستشرقين عن أهواء ُ
الم َح ِّرفين!! هو المستشرق بروكلمان ،صاحب الكتاب النافع المفيد ،كتاب «تاريخ
ُ
األدب العربي» ...ألف كتا ًبا آخر يف « تاريخ الشعوب ِ
اإلسالمية » ،ترجمه أستاذان
من بيروت ،هما :الدكتور نبيه أمين فارس ،واألستاذ منير البعلبكي ،يف خمسة أجزاء.
وجزؤه األول طبع سنة 1948إفرنجية .هذا الرجل الذي كنا نظنه
ُ وطبع ببيروت،
عاقال ! يقول يف الجزء األول من كتابه (ص 16من الرتجمة العربية) ،حين يتحدث
عن بالد العرب قبل ِ
اإلسالم ،وعن أحوالهم االجتماعية يف شمالي الجزيرة ،يقول
بالحرف الواحد « :والبدوي كائن فردي النزعة ،مفرط األنانية قبل كل شيء .وال تزال
بعض األحاديث تسمح للعربي الداخل يف ِ
اإلسالم ،أن يقول يف صالته :اللهم ارحمني
املبحث اثلاين
موقفه منهم يف حتقيقهم للنصوص
موقف أحمد شاكر ، من المستشرقين يف تحقيقاهتم للنصوص يقوم على إنصا ُفهم
والعدل فيهم ِ
وذكْر مميزاهتم ،فيذكر ما لهم وما عليهم ،ويتعامل معهم بطريقة موضوعية ُ
وإنصاف ويدعونا أن ال نبخسهم حقهم ،ويف الوقت نفسه ُي َح ِّذر من أغراضهم ،ويقف
حارسا لدينه وتراثه من خبثهم وأغراضهم ،فهو يتعامل مع المنتج النهائي ،فإذا وجد فيه
ً
بعضا من النقاط المهمة التي جاءت عنه يف
تعمدً ا ر ّده .وسوف نستخلص ً
خطأ مقصو ًدا أو ُم َّ
هذا األمر ،لعلها تكشف عن موقفه من أعمال المستشرقين يف تحقيق النصوص :
أيضا بوصف األصول التي يطبعون عنها ،وص ًفا جيدً ا ُ ،ي ْظ ِه ُر القارئ
وتمتاز طبعاهتم ً
الشك يف صحتها ،ليكون على بصيرة من أمره .وهذه ميزة لن ِّ على مبلغ ِ
الثقة هبا ،أو
قديما َ ،ب َلغ ما بلغ من الصحة واإلتقان . (((» ...
تجدها يف شيء مما طبع بمصر ً
فهو يلخص لنا هنا طريقتهم وأبرز المميزات لديهم :
-1المحافظة الدقيقة -غال ًبا -على ما يف األصول المخطوطة التي يطبع عنها ،
مهما اختلفت و األمانة يف ذكر ما فيها من خطأ وصواب .
-2وصف األصول التي يطبعون عنها ،وص ًفا جيدً ا ،ي ْظ ِهر القارئ على مبلغ ِ
الثقة ُ ُ
ِّ
الشك يف صحتها . هبا ،أو
كتاب سيبويه » ُطبع يف باريس سنة
ُ وأقرب َم َثل لذلك «
ُ ثم يضرب مثال فيقول « :
1881م ( توافق سنتي 1299 ، 1298هـ ) ،ثم ُطبِ َع يف بوالق يف ِسني 1318 -1316هـ،
تفصيل بالحاشية ،ومقدم ًة باللغة الفرنساوية فيها ُ
بيان ً اختالف النسخ
َ وتجد يف األولى
ٍ ٍ
واصطالحات وسماعات َ
تواريخ ونص ما كُتب عليها مناألصول التي ُطبع عنها ُّ ،
وغير ذلك حرف ًّيا باللغة العربية ،ثم ال تجد يف طبعة بوالق حر ًفا واحدً ا من ذلك كله،
وال إشارة إلى أهنا ُأ ِخ َذ ْت عن طبعة باريس »((( .
ثم ُيشيد بتكشيفهم للمطبوعات ،وصناعة الفهارس المرشدة لها ،فيقول « :ومما
امتازت به مطبوعات المستشرقين أن عنوا بوضع الفهارس المرشدة للقارئ أتم عناية،
يف أغلب أحياهنم ،وتفننوا يف أنواعها ،مرتبة على حروف المعجم ..على اختالف
مناحي الكتب التي تعمل لها الفهارس ،واختالف علومها ،وهذا عمل قيم جليل ،ال
يدرك َ
خطره وفائدته إال من ابتلي بالعناء يف البحث والمراجعة ،وعجز أو وصل إلى ما
يريد البحث عنه ..والفهارس مفاتيح الكتب ،وللمستشرقين الفضل األول يف تطبيقه
على الكتب العربية ،أعاهنم على ذلك وجود المطابع »((( .
وما أحسن وصف العالمة محمود شاكر لعمل أخيه أحمد شاكر يف تحقيق
«الرسالة» للشافعي ،حيث يقول « :وأنت إذا َق َارنت هذه « الرسالة » بأي كتاب من
الكتب التي أتقنها أصحاهبا من ثقات المستشرقين َ ،و َجدت الفرق الواضح ،وعرفت
فضل العربي على العجمي يف نشر الكتب العربية ،إذا هو حمل ُأ ُصولها على أصول
الفقه والدِّ راية والتثبت ،ولم تخدعه فتنة برأي لعل غيره َأ ْجود منه وأجود »((( .
رابعها :حرصه على ترجمة المقدمات التي كتبوها بين يدي تحقيقاتهم
بلغات أجنبية غير العربية ،لالستفادة منها مع نقدها .
ومن ذلك :استعانته ببعض األصدقاء لرتجمة المقدمة الفرنسية التي كتبها
المستشرق جوينبول باللغة الفرنسية يف تحقيقه لكتاب « الخراج » ليحيى بن آدم
القرشي .وقد ترجمها له األستاذ أحمد وجدي بك المحامي بالزقازيق ،واألستاذ
طلعت المسلمي بك قاضي محكمة ههيا األهلية ((( .
كما ترجم مقدمة المستشرق دي غويه لكتاب « الشعر والشعراء » ونشرها بمقدمة
تحقيقه للكتاب بعنوان « المقدمة الالتينية التي كتبها المستشرق دي غوية ترجمة
األستاذ وهيب كامل »((( .
خامسها :إعادة طبع ما ح َّق ُقوه من كتب وقع فيها أغالط وتحريفات
وسوء قراءة للنَّص :
ُ
-فأعاد تحقيق ِعدَّ ة كتب نشرها المستشرقون ،منها :
-1كتاب « الخَ راج » ليحيى بن آدم ،القرشي بتحقيق المستشرق « ث .و .
، The. W.والتي نشرها سنة 1896م ( 1314هجرية ) Juynboll جوينبول »
((( محمود محمد شاكر « :رسالة الشافعي » ،مجلة الرسالة ،ع ، 351س 1940 ( 8م ) ،ص . 540
((( مقدمة تحقيقه لـ « الخراج » ليحيى بن آدم ،ص . 7
((( مقدمة تحقيقه لـ « الشعر والشعراء » البن قتيبة ،ط. 46-42/1 ، 2
188
يقول أحمد شاكر « :وستكون هذه الطبعة -إن شاء اهلل ً -
خيرا وأصح من طبعة
« دكتور جوينبول » وسيرى قارئها أنا خالفنا حضرته يف كثير من تصحيحه ،بما ظهر
لنا من دليل مقنع .ولسنا نبخسه هبذا شي ًئا من فضله »((( .
-4وأعاد أيضا تحقيق « األصمعيات » التي نشرها المستشرق وليم بن الورد ،
باالشرتاك مع عبد السالم هارون ،وقاال « :ولم تطبع األصمعيات قبل طبعتنا هذه إال
مرة واحدة -فيما نعلم -يف مدينة ليبزج بألمانيا سنة 1902المسيحية ،ضمن الجزء
األول من مجموع أشعار العرب ،و ُعن ِ َي بتصحيحها المستشرق وليم بن الورد ( هذا
اسمه بالعربية كما سمى نفسه يف الكتاب ) وليته لم يفعل !! فإن الظاهر أنه طبعها عن
وق َّل ُة ت ََم ُّر ِسه بلغة العرب سو ًءا إلى سوء .بل
نسخة سقيمة ال يوثق بها .وزادها تصر ُفه ِ
ُّ ُ
تصر ًفا ال يملكه ،وال يدل على
تصرف يف ترتيبها ويف مجموعها ُّ أفسدها إفسا ًدا !! فإنه َّ
حرصه على األمانة العلمية التي اشتهر هبا المستشرقون بالحق أو بالباطل »((( .
ثم اعتربا أن هذه الطبعة كأن لم تكن فقاال « :وأظننا نستطيع بعد هذا البيان وبعد
كثيرا من الخالف بين الروايتين ،وبعد ما ب َّينا ً
كثيرا من األغالط التي وقعت ما حققنا ً
يف طبعة ليبزج -أن نزعم أن « األصمعيات » ،التي هي األصمعيات لم تُطبع من َق ْب ُل ،
وأننا َّأول من أخرجها ُمو َّث َقة ُم َح َّق َقة غير فخر »((( .
دى ،فقد ق َّيض اهلل لها من يقرؤها دراسة وعلم ويقين ،ولذا لم تذهب كلماته ُس ً
بعناية ويتحقق مما جاء فيها ،فكانت سب ًبا يف صدور نشرة محققة تحقي ًقا علم ًّيا ،بعناية
الذي ظن أول األمر أن كلمات أحمد شاكر فيها بعض الحدَّ ة((( ، (((
شكري فيصل
والتعصب يف نشر
ُّ مثارا جديدً ا لي ،كيف يكون التالعب
قال « :كانت هذه المقالة ً
ديوان شعري قديم ؟ ما طريق التعصب إلى هذا الشعر الذي يتحدث عن الحياة
والموت واآلخرة ؟ وكيف يكون األمر على هذا النحو الذي ُو ِجد بين أيدي الناس
بعضا من تراثهم
وال يكون يف الناس خالل ثمانين سنة َم ْن َي ْملك أن يضع أيديهم ً
حر ًفا ُمتالع ًبا فيه »((( . على ٍ
خير من الذي َو َقع ُم َّ
ثم ذكر على سبيل المثال أمثلة تؤكد تحريفهم عن قصد ،وأن مثل هذه التحريفات
مرت،
تتجاوز كل حدود التعصب والتالعب التي أشار إليها أحمد شاكر يف مقالته التي َّ
وأن هذه التحريفات تتناول كل ما يتصل بألفاظ القرآن وتعابيره ،وكل ما يتصل بمفاهيم
بعضا من هذه النماذج التي
اإلسالم من الوحدانية والنشور واآلخرة .وال بأس أن نذكر ً
تؤكد حكم أحمد شاكر على هذه الطبعات وعدم الثقة بمحققيها .
* يقول « :األب شيخو كان ال يطيق فيما يبدو أن يرى لفظ « محمد » الرسول
الكريم ﷺ يف شعر أبي العتاهية ،ولذلك فإنه ُي ِّ
حرف هذه اللفظة ،ما صادفها ،التحريف
الذي يشمل أكثر البيت حتى ال ينتقص الوزن َ .ف َينْ ُقل البيت ( ق 111ص : ) 111
فاذكر مصابك بالنبي محمد وإذا ذكرت محمدً ا ومصابه
فاجعل مالذك باإلله األوحد إلى :وإذا ذكرت العابدين وذلهم
حور البيت ( ق 100ص ) 100بـ « نبي فتح اهلل به » ..إلى « بخطيب فتح اهلل به » ،
و ُي ِّ
((( طبع بعنوان « أبو العتاهية أشعاره وأخباره » ،بمطبعة جامعة دمشق 1965م ..
((( شكري فيصل :مقدمة « أبو العتاهية أشعاره وأخباره » ،ص . 7
((( المصدر السابق ،ص . 12
191
وينقل لفظة « ُمرسل » إلى لفظ « ابن من » يف البيت الذي يليه :
يف التقى والرب شالوا ورجح ُم ْر َس ٌل لو ُيوزن الناس به
فإن لم يجد إلى التحريف السبيل حذف البيت كله كما فعل يف البيت ( 28ق 12ص ) 15
صلى اإلله على النبي المصطفى وهو الذي بعث النبي محمدً ا
وحذف بيت ( ق 114ص : ) 112
وهاد رشيد مهتد من أين أين النبي صلى عليه اهلل
* ويقول « :ويتجاوز التحريف الكلمة الواحدة إلى التعبير الكامل ،ومن أمثلة
ذلك أن األب شيخو كان يستبعد التعبير اإلسالمي « :ال شريك له » يف كل مكان يرد
تعبيرا آخر « :ال مثيل له » أو « ال شبيه له » .كما يف الشطر ( ب 9ق
فيه ،ويضع مكانه ً
شكرا ال شريك له .
199ص : ) 194الحمد هلل ً
-وتعبير « رسول اهلل » يصير إلى « فنذير الخير » ( ق 100ص ) 100
هل كان أحمد شاكر مح ًّقا يف تحذيره من طبعات هؤالء القوم ؟!
((( شكري فيصل :مقدمة « أبو العتاهية أشعاره وأخباره » ،ص . 13-12
192
املبحث اثلالث
تعاون أمحد شاكر مع املسترشقني
وإنصاف أحمد شاكر للمستشرقين هو الذي دعاه للتعاون معهم يف نشر نفائس
الرتاث ،واالستعانة هبم يف اقتناء المطبوعات األوربية النادرة ،ولم يمنع هذا من أن
يتصدى للرد على أخطائهم .
ثان ًيا :تعاونه مع بعض المستشرقين يف نشر نفائس التراث .بمراجعة ما
يحققوه ،ومقابلة بالمخطوطات وكتابة التعليقات ،وغير ذلك .
ومن هؤالء :
فقد ساعده يف تحقيق كتابين مهمين يف األنساب ،نُشرا ضمن سلسلة « ذخائر
((( انظر :تعليقه على « دائرة المعارف اإلسالمية » . 245/10 ، 375-371/8 ، 172-171/2،
((( المصدر السابق . . 104/3
((( المصدر نفسه .. 278/6 ،437/4 ، 105-104 /3 ،
((( المصدر نفسه 387/4 ،
((( المصدر نفسه . 585-558/2 ،
((( المصدر نفسه . 101 /8 ،
((( المصدر نفسه . 642-642 ، 640 ، 637-636/2 ،
((( إيفارست ليفي بروفنسال ( 1376 - 1311هـ = 1955 - 1894م) مستعرب فرنسي األصل ،كثير االشتغال
بتصحيح المخطوطات العربية ونشرها .انظر ترجمته يف الزركلي « :األعالم » . 34/2 ،
194
العرب » بدار المعارف ،وهما َ « :ج ْمهرة أنساب العرب » البن حزم ،و« نسب
قريش» للمصعب الزبيري .وعمل شاكر معه يف الكتابين َّ
لخصه بقوله « :تصحيح
النص وتحقيق كثير من األعالم واألنساب وكتابة تعليقات مفيدة »((( .
أما الكتاب األول َ « :ج ْمهرة أنساب العرب » البن حزم ،فقد وصف إ.ليفي
بروفنسال يف مقدمته عمل شاكر معه ،بقوله « :وبعد شكري لدار المعارف ..ال أنسى
وأما الكتاب الثاين « :نسب قريش للزبيري ( ت 236هـ ) ،فقد قال إ .ليفي
بروفنسال يف مقدمته لتحقيق الكتاب « :كذلك ُأ ْع ِرب عن جزيل الشكر األستاذ الشيخ
أحمد محمد شاكر ،واألستاذ عادل الغضبان على ما َب َذ َله من جهد ٍ
وافر يف ُم َراجعة
النَّص ،وتحقيق الدَّ قيق من ُمشكالته خالل طبع هذا الكتاب »((( .
* كما تعاون مع المستشرق « ا.ي .فنسنك (((» Arend Jan Wensinckيف ترجمة
ونشر كتابه « مفتاح كنوز السنة » ،الذي وضع للكشف عن األحاديث النبوية الشريفة
المدونة يف كتب األئمة األربعة عشر الشهيرة ،مما يمكن الباحث من الوصول للحديث
المطلوب بال عناء .فيذكر شاكر أنه أرسل بطلب الكتاب من أوربا سنة 1928م ،
ولما جاءه أعجب به ،ورأى أن يجب إبرازه يف اللغة العربية ،ثم لما قابل مؤلفه
بالمطبعة السلفية بالقاهرة حدثه عن محاولته لرتجمة الكتاب ،وطلب منه إذنًا
بنشره .يقول « : وترجمت نحو ُثلث الكتاب وأنا ُمجدٌّ فيه وعازم على إتمامه ،
خصوصا يف الفهارس التي أعملها مفصلة لمسند اإلمام
ً ولكن كثرة أعمالي الخاصة -
أحمد -مع التنقل يف البالد المختلفة حاال دوين ودون نوال هذه الـأمنية .وكان من
حديثي عن هذا الكتاب مع أستاذي الكبير العالمة الجليل السيد محمد رشيد رضا -
صاحب مجلة المنار الغراء -ما َح َف َز ُه إلى طلب نسخة من الكتاب ،ثم َع ِهد به إلى
صديقي األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ،فقام برتجمته خير قيام »(((.
ثال ًثا :كان بعض المستشرقين يراسلونه فيستفيد منهم ويستفيدون منه :
ومن هؤالء :
.أستاذ العربية يف جامعة لندن ،عمل بسفارة هولندا -1بروخمان Brugman , J .
بمصر سنة 1948م ،كان يتحدث العربية بطالقة ،ومن مؤلفاته «:حول الشرع اإلسالمي»
ط 1960م ،و« اإلسالم والسياسة الدولية » ،ط 1963م((( .
وكــان أحمد شاكر قد كلفه بتبديل أحد أجــزاء المعجم المفهرس أللفاظ
الحديث النبوي ،وشراء فهارس « طبقات ابن سعد » من مطبعة بريل ،فأرسل
((( أحمد محمد شاكر :مقدمته لكتاب « مفتاح كنوز السنة » لفنسنك ،صفحة ( ث ) .
((( انظر ترجمته يف :نجيب العقيقي « :المستشرقون » . 333/2 ،
196
أرسل رسالة ألحمد شاكر((( يشكره فيها على كتاب « الباعث الحثيث شرح
اختصار علوم الحديث » البن كثير .
***
تمهيد :
الفصل األول :اختيار المخطوط وجمع النسخ ووصفها وتحديد مراتبها .
تمهيد
مرحلة ما قبل التحقيق هي جزء أساسي من عملية التحقيق ،ولكنها تسبقه ،فهي
يصح التحقيق ،
ُّ كشرط النية أو دخول الوقت للصالة .فمن دون هذه المرحلة ال
و َي ْفسد و َي ْبطل ،فهي أساس متين وركن ركين يبنى عليه العمل كله بعد ذلك .
كما أن التحقق من عنوان النص المراد تحقيقه وتوثيق نسبته لمؤلفه أساس
ينبني عليه العمل ،فكم من كتاب نشر بالخطأ باسم غي اسم مؤلفه وكم من
عنوان تالعب به الن َُّّساخ أو الطابعون .
***
201
املبحث األول
طريقة اختيار للمخطوط املراد حتقيقه
اختيار المخطوط عند أحمد شاكر ليس عبث ًّيا ،فالمخطوطات على ما لها من قيمة
وص َّحة وتوثي ًقا تراثية ال ُتنْ َكر إال أهنا تتفاضل قيمة وأهمية وموضو ًعا ومنزلة وقدما ِ
ً َّ
األهم منها على َّ وضب ًطا .وال ُين ِْقص من قيمة المخطوط أن ُن َقدِّ م يف التحقيق والنشر
الم ِه ِّم من حيث الموضوع والقيمة التاريخية وما ُي َقدِّ ُمه من فائدة عامة للعلم والمعرفة(((.
ُ
والناظر إلى طريقة أحمد شاكر يف اختيار موضوع النصوص التي ُي َح ِّق ُقها يرى أهنا
ترجع لعدة دوافع يمكن أن نُجملها فيما يلي :
أوال :حرصه ورغبته الشديدة يف إخراج نفائس الكتب األساسية للعلوم ،وإبراز
األُصول يف كل علم ،خاصة علم الحديث ،الذي برز فيه ،ومن هنا كان اختياره لمسند
اإلمام أحمد ليقوم بتحقيقه .يقول ُ « :ش ِغفت به ُ
وش ِغلت ورأيت أن خير ما ُتخدم به علوم
الحديث أن يوفق رجل لتقريب هذا « المسند » للناس ؛ حتى تعم فائد ُته ،وحتى يكون
للناس إما ًما ،وتمنيت أن أكون ذلك الرجل »((( .
وكما أن التخصص دافع قوي للمحقق للبحث عن دفائن الكنوز التي تخدم
تخصصه ،رأينا أحمد شاكر يبحث يف بحر المخطوطات عن نفائس ودرر يكون هبا
خاد ًما لمجاله ،فنبوغه يف الحديث جعل تحقيقه للمسند مثال ُيحتذى به .
وإذا كانت الصناعة الحديثية هي محور اهتماماته إال أهنا لم تصرفه عن اختيارات
نفيسة يف باقي العلوم من تفسير وفقه وأصول ولغة وشعر وأدب .
((( عبد اهلل العسيالن « :تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل » ،ص . 49
((( مقدمة تحقيقه لـ « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل . 4 /1 ،
204
-ويف العقيدة « :شرح العقيدة الطحاوية » البن أبي العز الحنفي .
ثانيا :سوء النشرة المطبوعة إما العتمادها على نسخ خطية سقيمة أو قراءة
النسخة الخطية الصحيحة قراءة خاطئة .
كثيرا من الكتب المطبوعة التي بين أيدينا ال
يذهب رمضان عبد التواب إلى أن ً
كثيرا عن المخطوطات ؛ إذ إن الذين تولوا طبعها ونشرها طائفة من الوراقين،
تفرتق ً
وبعض األدعياء الذين ال يدرون عن فن تحقيق النصوص شي ًئا ،ولذا جاءت هذه
المطبوعات يف كثير من األحيان مليئة بالتصحيف والتحريف ،نصوصها مضطربة
كثيرا عن األصل الذي كتبه مؤلفوها((( .
مشوشة ،تبعد ً
وإعادة نشر النص المطبوع عند أحمد شاكر ترجع إلى اعتماد المحقق على نسخ
غير صالحة وترك النسخ المتقنة ،أو تكون قراءة المحقق للنسخة قراءة سقيمة ،
مما يرتتب عليه الخطأ ووقوع التصحيف والتحريف .
* ً
فمثل :إعادة تحقيق « األصمعيات » التي نشرها المستشرق وليم بن الورد يقول
عنها شاكر وهارون « :ولم تطبع األصمعيات قبل طبعتنا هذه إال مرة واحدة -فيما
نعلم -يف مدينة ليبزج بألمانيا سنة 1902المسيحية ،ضمن الجزء األول من مجموع
أشعار العرب ،و ُعن ِ َي بتصحيحها المستشرق وليم بن الورد ( هذا اسمه بالعربية كما
سمى نفسه يف الكتاب ) وليته لم يفعل !! فإن الظاهر أنه طبعها عن نسخة سقيمة ال ُيوثق
وق َّل ُة ت ََم ُّر ِسه بلغة العرب سو ًءا إلى سوء .بل أفسدها إفسا ًدا !! فإنه
بها .وزادها تصر ُفه ِ
ُّ
تصر ًفا ال يملكه ،وال يدل على حرصه على األمانة
تصرف يف ترتيبها ويف مجموعها ُّ
َّ
((( رمضان عبد التواب « :مناهج تحقيق الرتاث بين القدامى والمحدثين » ،ص . 5
205
ثم اعتربا أن هذه الطبعة كأن لم تكن فقاال « :وأظننا نستطيع بعد هذا البيان وبعد
كثيرا من الخالف بين الروايتين ،وبعد ما ب َّينا ً
كثيرا من األغالط التي وقعت ما حققنا ً
يف طبعة ليبزج -أن نزعم أن « األصمعيات » ،التي هي األصمعيات لم تُطبع من َق ْب ُل ،
وأننا َّأول من أخرجها ُمو َّث َقة ُم َح َّق َقة غير فخر »((( .
* و ُيبين أحمد شاكر سبب إعادة نشر كتاب « الخراج » ليحيى بن آدم القرشي
الذي سبق أن حققه المستشرق « ث .و .جوينبول » The. W. Juynbollسنة 1896م
( 1314هجرية ) مطبعة بريل يف مدينة ليدن ً
نقل عن نسخة مخطوطة وحيدة موجودة
عند عضو المجمع العلمي ومدير مدرسة اللغات الشرقية الحية بباريس .
يقول أحمد شاكر « :وستكون هذه الطبعة -إن شاء اهلل ً -
خيرا وأصح من طبعة
« دكتور جوينبول » وسيرى قارئها أنا خالفنا حضرته يف كثير من تصحيحه ،بما ظهر
لنا من دليل مقنع .ولسنا نبخسه هبذا شي ًئا من فضله »((( .
ثال ًثا :الحاجة للكتاب مع عدم وجود نسخة ُموثقة منه .
أحيانا نجد الحاجة الماسة للكتاب تدعو لطبعه ،ولكن ما من سبيل للوصول
لنسخه الخطية ،هنا يجتهد شاكر يف تقويم النص من خالل المصادر التي اعتمد عليها
معتربًا هذه الطبعة مؤقتة لحين الوصول ألصل خ ِّطي سليم .
* وهذا ما حدث معه بالفعل يف طبعته لـ « شرح الطحاوية » البن أبي العز ،يقول
أحمد شاكر « :وكانت نسخة سقيمة كثيرة الغلط والتحريف .ولما توجد منه مخطوطة
عظيما من تحقيقه ؛ إذ لم أجد منه مخطوطة ً صحيحة بعد ...ووجدتني ُح ّملت عب ًئا
فاجتهدت يف
ُ معتمدة ،بل لم أجد المخطوط األصلي الذي ُطبِ َع عنه الطبعة السالفة .
وعدت إلى األحاديث واآلثار والنصوص التي ُ استطعت .
ُ تصحيح كالم الشارح ما
ينقلها -فيما أجد من ُأصولها عندي -ولعلي -هبذا -أكون قد َأ َّد ْي ُت األمانة يف حدود
أيضا ،حتى يوفقنا اهلل
مقدوري واستطاعتي .ولكني ال أزال أرى هذه الطبعة مؤقتة ً
إلى أصل مخطوط((( للشرح صحيح ،يكون عمدة يف التصحيح .فنعيد َط ْب َعه ،ونتقنه
ويسره((( ،وكان يف العمر بقية »((( .
سليما .إن شاء اهلل ذلك َّ
ً إخراجا
ً ونخرجه
* و لما شارك يف لجنة وضع المناهج يف علوم الحديث والتفسير للمعاهد الدينية مع
بعض أعالم األزهر تم اختيار كتاب ابن كثير « اختصار علوم الحديث » ،ليكون من مقررات
الدراسة .يقول « :ولما وافقت اللجنة على اختيار الكتاب للدراسة ،ولم يجد الطالب منه
علي بعض اإلخوان أن ن َُس ًخا من طبعة مكة ّ ،
وتعسر الوصول إليه مع تكرار الطلب :أشار ّ
ِ
شرح ألبحاثه ،مع إلي أن ُأصححه وأكتب عليه ش ْبه ْ
أسعى يف إعادة طبعه بمصر ،ورغبوا َّ
تحقيق بعض المسائل الدقيقة يف علم المصطلح ،فبادرت إلى النزول عند إرادهتم »((( .
***
((( بالمطبوع « :محفوظ » ،والتصويب من تصحيحه لنسخته المطبوعة الخاصة ،وعليها خطه .
((( طبع الكتاب بعد ذلك عدة طبعات ،أهمها طبعة المكتب اإلسالمي بدمشق سنة 1381هـ ،بتحقيق جماعة من العلماء،
مؤخرا على أربع نسخ خطية ،
ً وخرج أحاديثه األلباين واعتمد فيها على نسخة حديثة العهد كتبت سنة 1322هـ ،ثم طبع
من بينها نسخة الله لي الملحقة بالمكتبة السليمانية باستانبول تحت رقم 2320ضمن مجموع يقع يف 177ورقة ،كتب
عليها صراحة اسم المؤلف ،بتحقيق شعيب األرناؤوط وعبد اهلل بن عبد اهلل بن عبد المحسن الرتكي بمؤسسة الرسالة .
((( مقدمة تحقيقه لـ « شرح الطحاوية » البن أبي العز ،ص . 7-6
((( أحمد محمد شاكر « :الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث » البن كثير ،ط ، 2ص . 6
207
املبحث اثلاين
منهجه يف مجع النسخ
أول :وسائله يف جمع نسخ المخطوط :
ً
المحقق حين يقع اختياره على تحقيق مخطوط ما فإنه يبحث عن السبيل للحصول
على نسخه ،وتتعدد الوسائل المعينة له يف رحلة البحث عن مبتغاه .
-1الزيارات المستمرة للمكتبات العامة والخاصة حسب االستطاعة .
-2االستعانة بما طبع من فهارس المخطوطات للمكتبات العامة أو الخاصة يف
كل أنحاء العالم أو الفهارس الداخلية للمكتبات العامة .
-3استشارة أهل الخربة أو العالقات بالمخطوطات والمطبوعات .
والناظر ألحمد شاكر يرى أنه استخدم معظم هذه الوسائل يف الحصول على
النسخ الخطية ،ومنها :
ثان ًيا :زيارة المكتبات العامة والتردد عليها لتصوير المخطوطات .
وهذا هو األصل يف تعقب نسخ المخطوطات العربية وتجميعها وتحديد منازلها
هو دخول المكتبات المحتوية عليها والتنقير فيها عما نريد ،وأحمد شاكر كان ّ
جل
اعتماده يف الحصول على المخطوطات هو زيارة المكتبات العامة والخاصة ،فقد
كانت عالقته وطيدة بالقائمين على هذه المكتبات .ومن هذه المكتبات التي زارها :
صو َره منها ونشره :نسخة الربيع بن سليمان للرسالة للشافعي((( .
وأهم ما َّ
((( ولألسف الشديد ُسرقت هذه النسخة النفيسة من دار الكتب المصرية !!
208
يقول « :واليد البيضاء التي ال ُتنْسى ،ما لقيت من معونة أستاذنا العظيم العالمة
الفيلسوف ( الدكتور منصور فهمي بك ) المدير العام لدار الكتب المصرية ،فقد أمر
سهل حفظه اهلل أن تصور لي نسخة الربيع ك ُّلها ،وأمر بإعاريت َ
نسخة ابن جماعة ،وبأن ُي َّ
كل ما ُأريد من مصادر ومراجع ،أحسن اهلل جزاءه ،ووفقه لخدمة العلم والدين »((( . لي ُّ
(((
مصور عن مكتبة أحمد الثالث باآلستانة ( رقم ) 347
« -الثقات » البن حبان :المجلد الثاين عن نسخة محفوظة بمكتبة عبد الحي
اللكنوي بالهند ،ونسخة أخرى كاملة إال قليال عن مخطوطة بمكتبة أحمد الثالث
باآلستانة ،استعان هبما يف تحقيق المسند ((( .
« -كتاب المجروحين » البن حبان ،عن نسخة عتيقة نفيسة((( .
« -المصنف » لعبد الــرزاق ،عن نسخة مكتبة مراد مال باآلستانة يف خمسة
مجلدات كبار ،قال « :وثبت تاريخ كتابتها يف آخر المجلد الخامس سنة ،(((» 747
ويبدو أنه كانت عنده نية لطبع ،فعندي جزء من المصنف كتبه بخطه((( .
وربما استكتب أحد النساخ لينسخ له ،فقد طلب من الناسخ حسن أفندي فارس
أن ينسخ الجزء األول من كتاب « اإلحكام يف أصول األحكام » البن حزم ،وتم نسخه
يف يوم عيد األضحى من سنة 1334هـ ،وهو الموافق أكتوبر 1916م((( .
ثال ًثا :الحرص على اقتناء أدلة الفهارس المنشورة للمكتبات .
والسؤال هنا :إذا كانت الفهارس المنشورة للمكتبات يف ذلك الوقت قليلة ونادرة
فهل اطلع شاكر عليها ؟
ص أحمد شاكر على اقتناء أدلة الفهارس المخطوطة جعله ِ
والجواب :نعم .ح ْر ُ
يبحث عن كتاب « تاريخ األدب العربي » لكارل بروكلمان يف نسخته األلمانية وقبل
ترجمته للعربية ،فيذكر هو يف نقده لـ « دائرة المعارف اإلسالمية » أنه اطلع عليه بعد
صدوره بعام تقري ًبا ،مستعينا ببعض اإلخوان العارفين باللغة األلمانية (((.
فشاكر يشيد هبذا الكتاب ويقول « :المستشرق بروكلمان ،صاحب الكتاب النافع
المفيد ،كتاب « تاريخ األدب العربي » ،الذي حاول فيه استقصاء المؤلفات العربية،
والقديم منها خاصة ،مع اإلشارة إلى مكان النادر والمخطوط منها »((( .
راب ًعا :وال يكتفي باالطالع لنفسه وحسب ،وإنما نراه ينبه على أخطاء
الفهرسة يف بعض المكتبات ،التي يزورها .
-ففي فهرس دار الكتب المصرية ،يقول يف ترجمته ليحيى بن آدم القرشي مؤلف
« كتاب الخراج » ُ « :و ِضع كتاب يحيى يف «الخراج » يف فهرس دار الكتب المصرية يف
فقه الحنفية ، 654:1ووصف يحيى بأنه « الحنفي » ،وهذا وصف مبتكر لم نجد أحدً ا
وصفه به ،وال نعلم له ً
دليل ،وإنما األدلة تنفيه »((( .
-وحين زار المكتبة المحمودية بالمدينة انتقد فهرسها ،وقال « :ونقلت من
فهرسها أسماء كثير من الكتب ،ولكن الفهرس ال ُيو َثق به ؛ ألن كاتبه رجل تركي
يخطئ يف أسماء الكتب ويف وضعها يف فنوهنا ،ويكتب البيان عنها باللغة الرتكية .ثم
إين لم أثق بوجود الكتب نفسها يف المكتبة ،فلعل كتا ًبا يف الفهرس ليس له وجود يف
المكتبة لما نسمعه من سرقة الشيء الكثير منها »((( .
خامسا :اهتمامه بالبحث عن األصول النفيسة للمخطوطات .
ً
رحلة أحمد شاكر يف البحث عن نفائس المخطوطات النادرة والنسخ العتيقة
واألصول النفيسة تتجلى من خالل أعماله التي قام بتحقيقها .
((( « دائرة المعارف اإلسالمية » :مادة :شروح مشكاة المصابيح للبغوي ج ، 4ص .. 28
((( من تعليقه على « المسند » . 89/7 ،
((( مقدمة تحقيقه لـ « الخراج » ليحيى بن آدم ،ص ، 16حاشية (. )1
((( من « رحلة الجزيرة سنة ، » 1949وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل ( . ) 26
211
-ففي تحقيقه لكتاب « الرسالة » للشافعي ،يقول عن أصله النفيس الذي بخط
الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي « :وهي أقدم مخطوط عربي كامل ؛ ألهنا هي التي
أمالها الشافعي على الربيع بن سليمان مباشرة ،أي قبل سنة 204هـ فتكون مكتوبة منذ
أكثر من 1170سنة »((( .
الس ِّكيت الذي ،عن أصله الذي له
-ويف تحقيقه لكتاب « إصالح المنطق » البن ِّ
الفضل يف اكتشافه « :نسخة مخطوطة منذ أكثرمن ألف سنة »((( .
ويقول « :فوفقت إلى كنز من أثمن الكنوز النوادر ،كتاب ( إصالح المنطق )
الس ِّكيت ،وهو كتاب جليل من خير ما أخرجت المكتبة العربية يف علوم اللغة
البن ِّ
وآداهبا ،بل هو كتاب فذ يف بابه ،ونسخه المخطوطة قليلة نادرة يف المكاتب العامة .
وزاد يف نفاسة هذه النسخة ،وأهنا أصل من األصول العالية المعتمدة ،أهنا قرئت يف
سنة 372على اإلمام الكبير ( أحمد بن فارس ) أستاذ الصاحب بن عباد ،ومؤلف
« مقاييس اللغة » و « الصاحبي » و « المجمل » وغيرها َّ ،
وأن ثبت القراءة مكتوب
على النسخة بخطه ،يف سنة . (((» 375
تيسر له ذلك((( .
وكان أحمد شاكر $يشرتي بعض النسخ الخطية ،إذا َّ
سادسا :عدم تهاونه يف جمع النسخ للكتب التي حققها .
ً
إذا كان هناك نوع تقصير يف بعض تحقيقات أحمد شاكر يف الحصول على النسخ ،فال
نستطيع أن نجزم بأن هذا التقصير ناشئ عن هتاون ،ال سيما وأننا رأيناه يذكر الصعوبات
التي تواجهه يف رحلة البحث عن مخطوطة واعتذاره عن التقصير يف عدم الحصول على
بعض النسخ .وقد رأيناه ينتقد صنيع محمد منير الدمشقي يف طبعته لكتاب « إحكام
األحكام شرح عمدة األحكام البن دقيق العيد » ،فيقول « :ولكن الشيخ منير الدمشقي
لم يعن بتصحيحه العناية الواجبة لمثل هذا الكتاب ،فكانت األغالط فيه كثيرة ،ولعل
عذره أنه اعتمد مطبوعة الهند َو ْحدها ،فلم يتجشم مش َّقة الرجوع إلى أصول مخطوطة
منه جيدة ..وكان أول ما يجب للتحقيق والتصحيح الرجوع إلى أصول مخطوطة من
الكتاب يمكن الوثوق هبا يف إخراجه على أصله ،دون تغيير أو تحريف »((( .
وعبارة « :فلم يتجشم مش َّقة الرجوع إلى أصول مخطوطة منه جيدة » تكشف لك عن
معان كثيرة ينبغي أن تكون على بال من يتصدى لتحقيق الرتاث ،أهمها الصرب والبذل .
ومما يؤكد أنه كان يبذل وسعه يف الحصول على النسخ الخطية ،أنه كان ُيعيد
تحقيق النص بمجرد الحصول على نسخ جديدة ؛ وهذا المثال المرير يوضح ذلك :
فقد ح َّقق أحمد شاكر الطبعة األولى من كتاب « ُ
الم َع َّرب » للجواليقي على نسخة
مطبوعة يف مدينة ليبزج سنة 1867بتصحيح المستشرق « َس َخ ْو » ،طبعها عن أصل
قديم مخطوط كتب سنة ، 594واعتمد مع هذه المطبوعة على ثالث نسخ خطية بدار
الكتب المصرية ،و ُطبع الكتاب بالقاهرة بمطبعة دار الكتب المصرية سنة 1361هـ .
ثم أعاد أحمد شاكر تحقيق الكتاب مرة أخرى بمجرد حصوله على نسخ ُأخرى،
فقام بمقابلة الكتاب على مخطوطة قديمة من اآلستانة( استانبول ) وأضاف حواشي
أيضا ،مع نسخة أخرى بخط البغدادي صاحب ابن بري المصورة من ( استانبول ) ً
الخزانة محفوظة يف حلب ،ثم قدَّ مه للطبع سنة 1951م ،وصدر األمر بطباعته ،ولكن
صورت الطبعة األولى للكتاب سنة 1969م ،كما هي ،وأجرت بعض دار الكتب َّ
التعديالت اليسيرة((( ،وكتبت عليها :الطبعة الثانية !! .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إحكام األحكام شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد .5/1 ،
((( وهي عبارة عن فائدة أضيفت يف مقدمة التحقيق ص ، 30-29كانت قد وردت من أحد القراء بـ « مجلة الرسالة»،
ونشرت بالربيد األدبي عدد 468س ، 10ص 650يف التعريف بشيخين للجواليقي ،ذكر شاكر يف الطبعة األولى
أنه لم يعرفهما ،باإلضافة لبعض تعليقات معدودة ُأضيفت لبعض الحواشي بحيث لم تتأثر هبا الصفحة فيتغير
بدايتها وهنايتها!! ،كما تم تغير الصفحات بإضافة أرقام صفحات مقدمة التحقيق إلى صفحات الكتاب ،وحذف
التاريخ الميالدي من المقدمة وهو 11يناير سنة 1942وتم اإلبقاء على التاريخ الهجري ذو الحجة !! 1361
213
أما التحقيق الثاين على هذه النسخ المذكورة ،فلألسف لم يرى النور حتى يومنا
صور عن الطبعة األولى كما هي،
هذا ! وما زال الكتاب يطبع إلى اليوم بدار الكتب ،و ُي َّ
ويكتبون :الطبعة الثانية ،الثالثة ،الرابعة ،وال حول وال قوة إال باهلل !!
والدليل على ما ذكرته هو أن النسخة التي عمل عليها شاكر التحقيق الثاين،
َكت َ
َب على صفحة العنوان فيها بخطه ،ما يلي « :أعطيت دار الكتب المصرية نسخة
منقحة من هذه الطبعة يف يوم األربعاء غرة ُجمادى األولى سنة 7 = 1370فرباير
1951إلعادة طبعه ،بعد المقابلة على مخطوطة قديمة مصورة من اآلستانة ،وزيادة
أيضا إن شاء اهلل .وصدر أمر مدير الدار
حواشي ابن بري المصورة من اآلستانة ً
سعادة مرسي قنديل بك بإعادة الطبع يف اليوم نفسه »((( .
أيضا على ص « : 3قوبل على نسخة بخط البغدادي صاحب الخزانة ،
وكتب ً
محفوظة يف حلب َ ،قابلها الشيخ عبد الفتاح محمد غدة ،وكتب اختالف النسختين
بحاشية نسخته ،ونقلتها عنه هنا ،ومخطوطة حلب بالمكتبة األحمدية نمرة ، 884
قابلناه لغاية ص 70فقط ،و َي ْح ُسن تصوير نسخة البغدادي بدار الكتب »((( .
-وتجدر اإلشارة إلى أنه يف أثناء عمله يف التحقيق كانت تأتيه ً
نسخا أخرى ،فيشرع يف
فورا دون تأخر ،ويشير لذلك ،وهذا يؤكد حرصه يف البحث عن النسخ الخطية
استخدامها ً
لتجويد عمله ،وهذا ما حدث معه يف تحقيق« المسند » لإلمام أحمد بن حنبل حيث جاءته
نسخة من الرياض فسارع باستخدامها وأضافها يف رموز النسخ بأول الجزء السابع((( . .
* االنتقاد على أحمد شاكر يف اعتماده على المطبوع :
مسألة التقصير يف جمع النسخ واالعتماد على نسخة متأخرة بينما هناك ٌ
نسخ
املبحث اثلالث
ُ ُّ
منهجه يف وصف النسخ
ولو ذهبنا نستعرض أهم العناصر األساسية التي ينبغي أن ُت َض َّمن يف وصف النسخ
مثل اسم المخطوط واسم المؤلف ،وأول المخطوطة وآخرها ،وأجزاء المخطوطة
وعدد أوراقها ،واسم الناسخ ،وتاريخ النسخ ومكانه ،والغالف ،ومصدر المخطوطة
والتملكات والسماعات واإلجازات ..إلخ .
ومنهج أحمد شاكر يف ذلك يختلف باختالف بداياته وما انتهى إليه .
ففي أوائل تحقيقاته كان ُيغفل ذكر وصف الن َُّسخ ،ويشير يف آخر التحقيق لما اعتمد
عليه من نسخ مع الرمز لها بالحروف ،كما يف تحقيقه لـ « كشف الكربة يف وصف حال
أهل الغربة » البن رجب .حيث قال « :وقد جاء بآخره :تمت كتابة هذا الكتاب يوم السبت
13ربيع أول سنة 1330هـ 3 ،مارس سنة 1912م نقال عن نسخة بخط س ِّيدي األستاذ اإلمام
العالمة السيد عبد اهلل بن إدريس السنوسي الحسني المغربي ،نفعنا اهلل بعلمه »((( .
وربما يشير بحواشي التحقيق لما اعتمد عليه من مخطوطات ومطبوعات ،كما يف
« ألفية السيوطي يف الحديث » ،فقد أمكننا أن نتعرف على النسخ المعتمدة يف التحقيق
الم ْق ُروء
وذلك من خالل تعليقاته على النص ، ،فقد أشار بالحاشية إلى « :األصل َ
(((
الم َصنِّف »((( .وأنه اعتمد على مطبوعتين :األولى :طبعة محمد بك الحسيني ،
على ُ
واألخرى :شرح الرتمسي للمتن((( .
((( « كشف الكربة يف وصف حال أهل الغربة » البن رجب ،ص . 21
وتوسع يف َّ
الشرح يف طبعة الحلبي سنة 1353هـ = 1934م ،إال أنه لم يستدرك هذا األمر َّ ((( ومع أنه أعاد التحقيق
ولم يكتب مقدمة للكتاب أو ترجمة للمؤلف !!
((( انظر « :ألفية السيوطي يف الحديث » ،ط ، 2ص . 215 ، 206 ، 201 ، 190
((( المصدر السابق ،ص . 273 ، 3 :
216
وربما أشار يف صفحة مفردة للنسخ المعتمدة يف التحقيق كما يف « الكامل » ألبي
العباس ُ
الم َب ّرد ،دون أن يصف النسخ أو يعرض لها نماذج .
ثم وجدناه بعد ذلك يسير على الدرب الذي فتحه العالمة أحمد زكي باشا حين
نشر كتاب « األصنام » و « أنساب الخيل » .
فكان أحمد شاكر يفصل أحيانًا ويطيل النفس كما يف وصف مخطوطات « الرسالة »
للشافعي ،وكما يف وصفه للنسخة األزهرية لـ « تفسير ابن كثير » ووصفه لنسخ « صحيح
ابن حبان » ،وأحيانا أخرى يتوسط يف وصف المخطوطة ،وتارة أخرى يختصر .
ثم استقر َو ْصفه للنسخ الخطية إلى اتباع المنهج الوسط الذي ُي َقدِّ م مادة كافية
لوصف المخطوط وص ًفا دقي ًقا يتضمن العناصر األساسية .
ٍ
لمحات من منهجه يف وصف النسخ * وســوف نُشير إلى بعض فوائد و
وعنايته بالخطوط .
يف وصف شاكر ألصل نسخة الربيع بن سليمان لكتاب « الرسالة » تظهر براعته يف
التعرف على خطوط ال ُقدَ ماء ،وقوة ُح َّجته يف االستدالل على ذلك .
تعبت أيا ًما ً
طوال ؛ يف إقناع بعض إخواين بأن نسخ َة « الرسالة » يقول «: باهلل لقد ُ
للشافعي ؛ القديم َة المحفوظة بدار الكتب المصرية :مكتوب ٌة ك ُّلها بخط الربيع بن سليمان
217
الشافعي ،وأنه كتبها يف حياة مؤ ِّلفها ،على كثرة ما جادلتُهم بالدالئل الصحاح،
ّ صاحب
والحجج القائمة ،حتى اقتنعوا أو كادوا ،وهم ذوو نظر ثاقب ،وفكر سليم ،وعلم
ومعرفة ،وليسوا من ُع َّباد ِ
اإلفرنج ،وما كان هبم َّإل أن القواعد التي زعم المستشرقون
تستقيم مع ما أ َّد ِعي ،وإال أن المستشرق « موريتس » َّأرخ
ُ لتأريخ الخطوط العربية ال
هذه النسخة يف مجموعة الخطوط العربية بأهنا كُتبت نحو سنة ، 350فكان من العسير
رجل يقلده ٌ
مئات وألوف من العلماء ِ
القواعد ،وما قال ٌ االقتناع بما يخالف ما ُوجد من
ُ
وقديما
ً والباحثين؛ وهكذا َأ َث ُر التقليد ،واستهواؤه للنفوس َ ،ع َص َمنا ُ
اهلل وإياكم منه .
قال الشافعي « :وبالتقليد أ ْغ َفل من أ ْغ َفل منهم ؛ واهلل يغفر لنا ولهم » »((( .
والخابر بالخطوط القديمة يجز ُم بأن هذه اإلجازة كتبتها اليدُ التي كَتبت
ُ ويقول « :
فاضطربت يدُ الكاتب
ْ وعلوها ،
ُّ فرق الس ِّن َ
األصل ،وأن الفرق بين الخطين إنما هو ُ
فتوته وهو لم يجاوز الثالثين .وقد
بعد أن جاوز التسعين ،بما لم يوجد يف خطه يف َّ
فاستشرت أحد إِخواين ممن
ُ فأردت أن َأتث َّب َت ،
ُ خشيت أن أثق برأيي وحدي يف ذلك ،
ُ
وكاتب
َ كاتب اإلجازة وكاتب األصل
َ وعلم بالخطوط ،فوافقني على أن
ٌ لهم خرب ٌة َب ِّينَ ٌة
شخص واحدٌ ،ال َ
فرق بينهما َّإل أنه َكتَب العناوين بالخط ٌ عناوين األجزاء الثالثة
الكويف ،وكتَب اإلجازة وهو شيخ كبير »((( .
* مثال ثان :يف التعرف بالقرائن على خط ابن حجر على أحد النسخ .
فتأمل كيف استدل بقرائن قوية على غلبة الظن بأن التعليقات على النسخة
هي من خط ابن حجر.
مثال ثالث :يوضح معرفته بالخطوط الرديئة لبعض العلماء التي يصعب قرائتها .
مثال رابع :يبين تمييز لخطوط القرون عند فقد تاريخ النسخ .
ففي وصفه لمخطوطة « تاريخ اإلسالم » للحافظ الذهبي التي نشر منها ترجمة
اإلمام أحمد ،قال « :وليس فيها تاريخ كتابته ،والظاهر الراجح من النظرة األولى أنه
من خطوط القرن الثامن ،وهو جيد الضبط والتصحيح ،واضح القراءة ،يدل على أن
كاتبه ناسخ متقن ،وعالم متمكن »((( .
((( « التحقيق » البن الجوزي ،أحمد محمد شاكر ،مجلة الزهراء ،مج ، 4ج ، 1ص . 91
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « ثمار المقاصد يف ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي بتحقيق محمد أسعد
طلس ،مجلة المقتطف ،مج ، 105ج ، ) 1944 ( 3ص . 273
((( مقدمة تحقيق « ترجمة اإلمام أحمد من تاريخ اإلسالم » للحافظ الذهبي ،ص . 6
219
املبحث الرابع
ُ ُّ َ
منهجه يف دراسة النسخ والمفاضلة بينها
كتب أحمد شاكر بعض القواعد التي سار عليها يف دراسة النسخ والمفاضلة
بينها ،فمن ذلك قوله « :الطريق القويم ،طريق أئمتنا ،أئمة الحديث :اختيار
أصح الن َُّسخ وأوثقها ،ثم النَّص على ما ُيخالفها يف المواضع المهمة التي ُيخشى فيها
ال َّل ْب ُس على القارئ ،واإلعراض عن الخطأ الب ِّين الذي ال شك فيه ،وعن الخالف
بين الن َُّسخ فيما ال طائل تحته »(((.
ٍ
لمحات من منهجه يف دراســة الن َُّسخ وتحديد مراتبها ،ودراســة وهــذه بعض
السماعات عليها
َّ
أوال :منهجه يف االستقصاء يف جمع الن َُّسخ .
َأشا َد أحمد شاكر يف َن ْق ِده وعرضه لتحقيق « ديوان أبي فراس الحمداين »((( بمحققه
الدكتور سامي الدهان ،الستقصائه ولعنايته بجمع ن َُسخ الديوان ( جمع 34نسخة غير
المجموعات الشعرية التي تحوي شعرا ألبي فراس 17نسخة ) فيقول « :وقد ُو ِّفق
األخ األستاذ المحقق إلى العناية بجمع ن َُسخ المخطوطة يف أقطار الدنيا واالطالع
عليها ،ورحل من أجله رحالت واسعة حتى يخرجه صحيحا ً
كامل »(((.
ويف الوقت نفسه يرى أحمد شاكر أن االستكثار من جمع النسخ بغرض استقصاء
اختالف الن َُّسخ بينها ليس عمال مثال ًّيا ،بل هو تقليدٌ للمستشرقين ،وأنه ً
أيضا قد سار
(((أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إحكام األحكام شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد ،ج ، 1ص .11
((( طبعة المعهد الفرنسي بدمشق ،سنة 1944م .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « ديوان أبي فراس الحمداين ،تحقيق محمد سامي الدهان » ،مجلة الكتاب،
مج ،5ج ، 4س ) 1948 ( 3ص . 631
221
وعملية االستقصاء يف جمع النسخ نسبية بمعنى أن الكتاب إذا ق َّلت ن َُس ُخه ولم
يكن من بينها نُسخ عالية مثل نُسخة المؤلف أو نُسخ ُق ِرئت عليه فيمكن للمحقق هنا
االستقصاء لتيسير مهمة المفاضلة بينها ،واختيار أجودها ،وإال فماذا يفيد جمع النسخ
مثال وبين أيدينا نُسخة المؤلف أو نسخة قرئت عليه ؟!
قال أحمد شاكر يف وصفها « :هي مخطوطة نفيسة يف المكتبة األزهرية ،تحت
رقم 168 :تفسير ،يف سبعة مجلدات ،مجموع أوراقها 2195 :ورقة .وهي كاملة َّإل
صور ُتها لمكتبتي .كت َبها « محمد بن علي الصويف ،
َخ ْر ًما يف المجلد الثالث منها .وقد ّ
ناسخها .وفر َغ
ُ أثبت ذلك
البواب بالخانقاه السمسطائية ،بدمشق المحروسة » ،كما َ
ّ
من كتابتها يوم 10جمادى األولى سنة . 825أمره بكتابتها « قاضي القضاة ،حاكم
الحكام ،نجم الدين ،حجة اإلسالم والمسلمين ...عمر ،ابن سيدنا وموالنا ..
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إحكام األحكام شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد ،ج ، 1ص .11
222
ٍ
وثيقة وأثبت كات ُبها ذلك يف حجي السعدي الشافعي ...برسم خزانته » .
َ أبي محمد ّ
ُ
والخطأ فيها قليل ،بما يغلب عليها الصح ُة ،
ُ مطولة يف آخر النسخة ...وهذه النسخة
َّ
مواضع كثيرة ،ويف عملي يف هذا الكتاب .ولكن أستاذنا السيد رشيد رضا
َ خرب ُتها يف
وصف عم َله يف إخراج هذا التفسير ،يف آخر
لم ُينْصفها حين َو َص َفها ،فإنه حين َ
كتاب « فضائل القرآن » الذي ألحقه بالمجلد التاسع األخير منه -قال « :ثم استعرنا
من خزانة كتب الجامع األزهر النسخ َة الخطي َة الوحيدة التي فيها ،وليست من األُصول
الصحيحة التي ُيعتمد عليها ،بل هي كثير ُة التصحيف والتحريف والسقط » ! هكذا
قال . أما « السقط » :فقد ب َّينا أنه ليس كذلك ،وإنما هناك نسخ أخرى فيها زيادات
إخراج
ُ زادها الحافظ ابن كثير بعد التأليف .ولعلنا نزيد ذلك بيانًا وإثبا ًتا ،إذا ُي ِّسر لنا
التفسير ك ّله يف طبعة علمية مح َّققة ،إن شاء اهلل .وأما « التصحيف والتحريف » :فإنه
أكثر ما َأ ِجدُ
فيها قليل ،مما ال يخلو منه مخطوط أو مطبوع .بل إنّي ألستطيع أن أقرر أن َ
يف مطبوعة المنار من أغالط وتصحي َفات ،أجدُ ه ثابتًا على الصواب يف هذه المخطوطة،
« مخطوطة األزهر» ،وإين ألَ ِجدُ يف بعض المواضع هامش ًة ألستاذنا ، يذكر فيها ما
يف نسخة األزهر ،ثم يتبي ُن أنه هو الصواب ،وأن ما ُأثبت يف صلب الكتاب هو الخطأ أو
الكتاب على نسخة األزهر بنفسه،
َ التصحيف .والذي أرجحه أن أستا َذنا لم ُيقابِل
ولعله عهد بذلك إلى بعض من َي ُلوذ به من ال ُّطالب أو غيرهم ،بعد ْ
أن نظر إلى النسخة
نظر ًة َع ْج َلى ،على ما كان من مشاغله الكثيرة ،وما اعتذر به يف آخر كلمته من المرض
الطويل الذي منعه من كل عمل .رحمه اهلل رحمة واسعة ».
فهو هنا يرد على العالمة محمد رشيد رضا يف وصفه للنسخة بأهنا كثيرة التحريف
والسقط ،ويدافع عن النسخة ويبين أنه وصفه لها ناشئ عن خربة وعمل والتصحيف َّ
ُ
والخطأ فيها قليل . يغلب عليها الصح ُة ،
ُ يف الكتاب ،ومن ثم وصف هذه النسخة بأنه
ً
نسخا أخرى فيها زيادات زادها الحافظ السقط رد عليها بأن هناك
-فدعوى َّ
223
ثال ًثا :تقديمه األصل الذي قرئ على المؤلف على ما سواه .
ففي تحقيقه لكتاب « إحكام األحكام شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد ذكر
أنه كان لديه نسختان مخطوطتان وبدار الكتب المصرية عدة نسخ قام بفحصها كلها
وتخير أصحها وأوثقها لتكون ً
أصل .
فضل نسخة دار الكتب على ما عداها فيقول بعد أن شرح مزاياها مبينا
أما كونه َّ
منهجه يف التحقيق باختصار ،يقول « : وإنما جعلنا مخطوطة دار الكتب ً
أصل
للتحقيق وإثبات نص الكتاب ً
ملعن آخر دقيق ،فوق ما ذكرنا من مزايا ،وهو :أن هذا
الشرح أماله شارحه اإلمام ابن دقيق العـيد على القاضي الوزير ،عماد الدين بن
األثير ،فالظاهر من هذا الصنيع أن يكون للمستملي شيء من التصرف يف التعبير
الم ْملي ،فقد يكون إ ًذا يف النسخ المأخوذة عن القاضي عماد
حين الكتابة عن اإلمام ُ
الدين شيء من عباراته هو ،ال من عبارات اإلمام المأخوذ عنه الكتاب .ويكون
الكتاب كتابه يف األكثر األغلب .وال بأس بذلك ،فمثل هذا كثير يف الكتب .ولذلك
نجد يف النسخ المأخوذة عن القاضي الوزير ،ابن األثير ،خطبته التي حكى فيها
((( األخطاء الواردة يف طبعة المنار لـ « تفسير ابن كثير » كثيرة للغاية ،وقد وجدت رسالة مطولة جدًّ ا بخط الشيخ
محمد عبد الرزاق حمزة كان قد أرسلها ألحمد شاكر ،هبا تصويبات وتصحيحات لهذه النسخة ،تقع يف44
صفحة ،انظر :المالحق :ملحق ( ج) ،شكل رقم ( . ) 59
224
أخ ِذه الشرح عن ابن دقيق العيد ،واستمالئه إياه منه .أما وقد وجدنا ً
أصل حكاية ْ
آخر ُ ،قرئ على المؤلف األصلي ،الذي أملى الكتاب ،والذي هو من تأليفه ح ًّقا ،
أول ،على أنه األصل األصيل للكتاب ،واعتبار نسخة ابن
فال مندوحة لنا من اعتماده ً
األثير فر ًعا ،أو رواية أخرى ،قد يتصرف فيها راويها ،بما كان من حقه يف استمالء
خصوصا وأن الحافظ ابن سيد الناس قرأ الكتاب على اإلمام
ً الكتاب من مؤلفه .
المؤلف األصلي ابن دقيق العيد ،يف حياة الوزير ابن األثير ،إذ انتهى من قراءته عليه
سنة ( . ) 698والقاضي ابن األثير ُف ِقد يف إحدى الوقعات الحربية سنة ( ، )699
كما عرفنا من ترجمته .فقد ُعرف الكتاب إ ًذا أنه كتاب ابن دقيق العيد ،يف حياة
مستمليه ابن األثير ،و ُقرئ عليه .وما يدرينا لعل المؤلف أماله على ابن األثير يف
مجلس عام من مجالس العلم التي كانت معروفة مشهورة إذ ذاك .فلم يستأثر به
ابن األثير ،ولم يكن له فيه صفة ،إال صفة الناقل الراوي .ولو لم يذكر هو يف خطبة
نسخته -أو روايته -قصة استمالئه إياه من ابن دقيق العيد ،لم يكن له فيه ذكر وال
ٌ
أصل يف صحة الكتاب ونسبته الم ْملي
أثر .فاألصل المقروء على اإلمام المؤلف ُ
وأعلى .ولذلك خال من خطبة ابن األثير ،إذ لم يكن له هبا شأن » (((.
راب ًعا :إذا وجد أحمد شاكر اضطرا ًبا يف النسخ واختال ًفا اعتبرها كلها ُأ ً
صول.
وهو يبين طريقته يف التعامل مع نسخ « سنن الرتمذي » التي بين يديه يقول « :ولقد
واجتهدت يف
ُ أصح قواعد التصحيح وأد َّقها ،
َّ الرتمذي هذا
ِّ ا َّت ُ
بعت يف تصحيح كتاب
ٍ
واختالف ، ٍ
اضطراب وصفت من صحيحا ً
كامل ،على ما يف األصول التي نصه
ُ ً إخراج ِّ
َ
تكون قريب ًة من عهد بحق ،كأن يصح أن ُت َّ
سمى ( ً
أصل ) ٍّ وعلى أنه لم يقع لي منه نسخ ٌة ُّ
المؤلف ،أو تكون ثابت َة القراءة واألسانيد ،على شيوخ ثقات معروفين ،ولك ّن مجموع
ٍ
واحد منها »(((. أي
نص أقرب إلى الصحة من ِّ األصول التي يف يدي َي ْخ ُ
رج منها ٌّ
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إحكام األحكام يف شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد . 8/1
((( مقدمة تحقيقه لـ «سنن الرتمذي » ،ص . 62
225
ويالحظ هنا أنه ال يعتمد يف هذه الحالة أصال ويستفيد من مجموع النسخ التي
الصحة من أي واحد منها .
بين يديه إخراج نص أقرب إلى ِّ
والحق أن هذا الكالم صحيح كما يقول عند مقارنته مجموع النسخ بنسخة
واحدة منفردة منها .ولكن األمثل واألضبط هو التأين والبحث عن أصل قوي ال
الستة((( .
سيما ونحن نتعامل مع كتاب من كتب األصول ِّ
خامسا :االستفادة من النسخة الخطية السقيمة .
ً
ال يمانع أحمد شاكر يف حالة شح النسخ وندرهتا أن يستفيد مما بين يديه من نسخ
حتى ولو كانت سقيمة .ففي تحقيقه لكتاب « لباب اآلداب » ،قال « :ويف أثناء طبع
الكتاب ،بعد إتمام ( باب الكرم ) وعند الشروع يف ( باب الشجاعة ) ( ص ) 148
وجدنا نسخة أخرى منه يف دار الكتب المصرية ،دلني عليها صديقي الفاضل األستاذ
محمد عبد الرسول .وكانت موضوعة يف الفهرس القديم يف علم التصوف .وقد تفضل
حضرة صاحب العزة األستاذ الجليل ( أسعد بك برادة مدير دار الكتب ) بإعاريت إياها
ألستعين هبا يف التصحيح .وهي مكتوبة يف آخر سنة 1066هجرية .وهي نسخة غير
جيدة ،وفيها تحريف كثير .ويظهر أن ناسخها كان يرتك أشياء من الكتاب ال ينقلها:
عجزا عن قراءهتا .ولكنها أفادتنا يف التصحيح
ً ً
كسل ،وإما اختصارا ،وإما
ً إما
يف مواضع متعددة .وكان أول همي أن أرجع إليها يف موضع الخرم يف النسخة
األصلية ،وهو الموضع الذي أشار إليه الدكتور صروف يف مقاله اآليت ،وهو يف
الكتاب (ص 17من النسخة المطبوعة ) .فوجدت أن كاتبها وصل الكالم ببعضه،
فقال بعد قوله «ومن مزح استخف به » ( ص 17س « : ) 2وقال الشاعر » ،ثم
ذكر البيتين « ال تله عن أمر » إلخ ،ولكنه كتبها « فال تله عن أمر » .وجاء هذا
الكالم يف وسط الصفحة .ولذلك ظننت بادئ ذي بدء أن نسخة الدكتور صروف
((( من هنا كانت انتقادات من حقق الكتاب بعد شاكر تدور حول عدم اعتماده على نسخ متقنة وصحيحة .انظر
مقدمات طبعات « سنن الرتمذي » للدكتور بشار عواد ،والشيح شعيب األرناؤوط ،ودار التأصيل .
226
كاملة ،ولكني تبينت بعد ذلك أن رأيه صحيح ،وأن النسخة مخرومة » .
املبحث األول
حتقيق العنوان
تحدث أحمد شاكر يف تحقيقاته عن إثبات تسميات بعض الكتب ،كما شرح
بعض التسميات ورد على التشكيك فيها ،فمن ذلك :
ويقول « :وقد غلبت عليها هذه التسمية ،ثم غلبت كلمة « رسالة » يف عرف
المتأخرين على كل كتاب صغير الحجم ،مما كان يسميه المتقدمون « جز ًءا » ،فهذا
العرف األخير غير ج ِّيد ؛ ألن الرسالة من « اإلرسال » »((( .
المخطوطات التي اعتمدنا عليها .وإذا كانت الطبعة البوالقية ال يبتدئ كتاب األم فيها
بمقدمة ،فإن كتاب ِّ
الرسالة يبتدئ بمقدمة هي مقدمة للكتاب كله .ويف هذا رد على
من زعموا أن كتاب األم ليست له مقدمة . » ...
((( رفعت فوزي عبد المطلب :مقدمة تحقيق « األم » للشافعي . 7/1 ،
231
ِ
كلمة « المسند الصحيح » يف كالم لكن القرائن تكاد تقطع بصحة ما استيقنَّا ِ ،
لذكْر
اإلدريسي ِ ،
ولذكْر اسم « التقاسيم واألنواع » على ألسنة المحدّ ثين عامة ،فهما جزآن
اسما ً
كامل له »(((. من اسم الكتاب ،وليس واحد منهما بمفرده ً
اسما
الم َرتِّب عالء الدين الفارسي أولى ،ال سيما وقد اختار له ً
والحق أن تسمية ُ
وسميته اإلحسان يف تقريب صحيح ابن حبان »((( ،ويمكن أن نجمع بين
َّ فقال « :
األمرين بحل يسير دون تغيير ،وهو أن ن َُص ِّغر عبارة ( اإلحسان يف تقريب ) ونكرب حجم
( صحيح ابن حبان ) ،فتصير هكذا :
ْ َ ُ
اإلحسان يف تقريب
َّ َ
حبان حيح ابن ِ
ص ِ
ومن الغريب أن الشيخ أحمد شاكر بعد أن وضع اسم « صحيح ابن حبان » على
غالف الكتاب ،ذهب ووضع يف بداية التحقيق اسم« اإلحسان يف تقريب صحيح ابن
سماه به ُم َر ِّتبه األمير عالء الدين الفارسي .
حبان » ،وهو االسم الذي َّ
-3تسمية «تفسير الطبري » بـ « جامع البيان عن تأويل القرآن » .
ُي َو ِّثق أحمد شاكر تسمية الكتاب ونسبته بالنَّقل عن مؤلفه من كتاب آخر له ،وينقل
عن الفهرست للنديم ما يوثق نسبته لمؤلفه .
فعلى صفحة العنوان للجزء األول لنسخة أحمد شاكر الخاصة به المطبوعة
من تفسير الطربي ،كتب بخطه ما يلي « :يف تاريخ الطربي ( : 45 : 1يف كتابنا
المسمى :جامع البيان عن تأويل القرآن ) .ويف الفهرس البن النديم ص : 369أن
يحيى بن عدي النصراين كتب بخطه نسختين من التفسير للطربي »((( .
«-5اختصار علوم الحديث » البن كثير ،والحفاظ على تسمية المؤلف .
ويظهر محافظة أحمد شاكر على تسمية المؤلف من خالل تحقيقه الثاين لكتاب
« اختصار علوم الحديث » البن كثير ،حيث قام بالتوسع يف شرح الكتاب مما جعله
كتأليف له مستقل على الكتاب .فقد بين يف مقدمة الطبعة األخيرة له ما يلي :
-3وأنه يكره التزام السجع وينفر منه ،ثم يتعجب من نفسه قائال « :ولكن ال
أدري كيف فاتني أن ُأغ ِّير هذا يف الطبعة الثانية التي أخرجتها »(((.
-4ثم يبين أنه رأى يجعل الشرح ك َّله من قلمه ،وأن يزيد فيه و ُيعدّ ل ،بما يجعل
الكتاب أقرب إلى الطالب وأكثر نف ًعا لهم إن شاء اهلل .
-5ثم يقول أنه من باب ِح ْفظ األمانة سيبقي على االسمين معا ،يقول « :فرأيت
من ح ّقي -جم ًعا بين المصلحتين ِ :ح ْفظ األمانة يف تسمية المؤلف كتابه ،واإلبقاء على
االسم الذي اشتهر به الكتاب -أن أجعل « الباعث الحثيث » ً
علما على الشرح الذي
هو من قلمي ومن علمي ،فيكون اسم الكتاب « الباعث الحثيث شرح اختصار علوم
الحديث » .واألمر يف هذا كله قريب »((( .
***
((( أحمد محمد شاكر «:الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث » ،ط ،2ص . 5
235
املبحث اثلاين
حتقيق نسبة الكتاب إىل مؤلفه
يشير مصطفى جواد إلى قضية التحقق من اسم المؤلف والكتاب فيقول « :ربما
يصادف المحقق مخطوطا قد كتب عليه اسم ال ينطبق على موضوعه أو بعيد كل
البعد عن موضوعه ،أو مخطو ًطا كتب عليه اسم غير مؤلفه ،وأسباب ذلك ؛ أن من
اسما آخر ،وإن منهم
الناس من كان يبعثه خبثه على َم ْحو اسم الكتاب ،واستبداله به ً
اسما بحسب ما
خلوا من اسم المؤلف واسم الكتاب ،فيضع له ً
من يجد الكتاب ً
يراه صوا ًبا ،وهذه الحوادث يف المخطوطات قد حدثت بالتأكيد يف مطبوعات عربية
وأخرى مخطوطة ال تزال يف خزائن الكتب » .
وض َر َب أمثل ًة لذلك ،ثم قال « :فتحقيق اسم الكتاب يكون بالدراسة الداخلية ،
َ
وبالدراسة الخارجية أو هبما م ًعا .والدراسة الخارجية هي البحث عن اسم الكتاب يف
فهارس الكتب القديمة وكتاب « كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون » لحاجي
خليفة ...فإذا عثر المحقق على اسم الكتاب فإن ذلك يؤديه بطبيعة البحث إلى اسم
المؤلف ،وأحيانًا يكون األمر بالعكس »((( .
-1إثبات نسبة « شرح الطحاوية » البن أبي العز الحنفي ،ت 792هـ .
ولننظر إلى صنيع أحمد شاكر يف تحقيقة لكتاب « شرح االطحاوية » البن أبي
العز ،ت 792هـ ،كيف تحقق من نسبته للمؤلف مع أن مخطوطة الكتاب التي طبع
عليها كانت ً
غفل من اسم المؤلف((( ؟
((( مصطفى جواد « :أمالي مصطفى جواد يف فن تحقيق النصوص » ،ط ، 1إعداد وتعليق عبد الوهاب محمد علي،
مجلة المورد ،مج ، 6ع 1977 ( 1م ) ،ص . 126
((( السبب الباعث على عدم ذكر اسم ابن أبي العز على أكثر النسخ الخطية لهذا الشرح هو المحنة والوشاية التي
تعرض لها ،مما حدا بالسلطان بتعزيره وعزله من منصبه ،بحيث صار العامة يتخوفون من قراءة كتبه ،وكان
النُّساخ يتعمدون حذف اسمه منها ليقبل الناس عليها .راجع الكالم على محنة ابن أبي العز :يف قسم الدراسة
لتحقيقنا لكتابه « شرح القصيدة الالمية يف تاريخ خلفاء الدولة اإلسالمية » . 79 -75/1 ،
236
لم يعتمد أحمد شاكر يف الدراسة الخارجية على تتبع ما جاء بكتب الفهارس
وإنما البحث فيمن نقل عن الكتاب من المؤلفين الذين جاءوا بعده مع أن الكتاب
ذكره حاجي خليفة يف « كشف الظنون » يف الكالم على ُش َّراح عقيدة الطحاوي ووثق
نسبته البن أبي العز .فقال « :وشرحه صدر الدين علي بن محمد بن العز األذرعي،
الدمشقي ،الحنفي،المتوىف سنة ،742اثنتين وأربعين وسبع مئة »((( .
فنقل قول الشارح يف هذا الشرح -ابتداء من السطور األربعة األخيرة من ( ص :
) 121إلى بعض السطر الحادي عشر من ( ص ) 122من طبعتنا هذه .ثم قال السيد
حق التأمل ،وجدته كال ًما مخال ًفا
الزبيدي َر ًّدا عليه وتعقي ًبا « :ولما تأملته ّ
مرتضى َّ
السنَّة ،كأنه تك َّلم بلسان
ألصول مذهب إمامه !! وهو يف الحقيقة كالرد على أئمة ُّ
((( حاجي خليفة « :كشف الظنون » 1143/2 ،وانظر :إسماعيل باشا البغدادي « هدية العارفين » . 719/1 ،
237
ثم صحح تحري ًفا وقع يف اسم المؤلف ،فقال « :ولكنا نالحظ أنه أخطأ يف نسبة
الحنفي »،
ّ علي بن محمد بن أبي العز
علي بن ّ
الغزي » ! وصوابهّ « :
ّ المؤلف ،فقال «
كما يف ترجمته يف « الدرر الكامنة » ، 87 : 3وقد وصفه بأنه « قاضي القضاة بدمشق،
ثم بالديار المصرية ،ثم بدمشق » .وذكر أنه ولد سنة ، 731ومات سنة . (((» 792
لكنه ينتقد تسمية الكتاب بـ « شرح الطحاوية يف العقيدة السلفية » فكان ينبغي أن
تستبدل بما جاء عند الزبيدي((( « :شرح عقيدة اإلمام أبي جعفر الطحاوي » .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « شرح الطحاوية » البن أبي العز ،ص . 8 -5
((( الزبيدي « :إتحاف السادة المتقين » . 146 / 2 ،
((( السخاوي « :وجيز الكالم يف الذيل على دول اإلسالم » . 296/1 ،
238
-2إثبات نسبة كتاب« إحكام األ حكام يف شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد .
قال بعد أن وصف نسخة دار الكتب المصرية برقم ( 2م حديث ) التي اعتمد عليها
وأن الحافظ ابن سيد الناس اليعمري قرأها على ابن دقيق العيد « :فاألصل المقروء
أصل يف صحة الكتاب ونسبتِه وأعلى » (((.
الم ْملي ٌ
على اإلمام المؤلف ُ
و ُتعدُّ دراسة سماعات الكتاب من طرق إثبات ِص َّحة الكتاب إلى مؤلفه ،
ومبلغ اعتناء العلماء به وتوثيقهم له .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « إحكام األ حكام يف شرح عمدة األحكام » البن دقيق العيد . 8/1 ،
((( طبعة المكتبة التجارية (مطبعة حجازي ) ،وانظر :المالحق :ملحق ج ،شكل رقم ( . ) 61
239
والربيع
ُ ِ
وتراجمهم ،و َن َف ْوا رواية كل من حامت حول صدقه أو عدله شبه ٌة ، سير الرواة
المرادي من ثقات الرواة عند المحدثين ،وهذه الرواية فيها هتمة له بالتلبيس والكذب ،
قدرا وأوثق أمانة من أن نظ َّن به أنه يختلس كتا ًبا ألفه البويطي ،ثم ينسبه لنفسه ،
وهو أرفع ً
الشافعي ،بل لو صح عنه بعض هذا
ّ الشافعي يف كل ما يروي أنه من تأليف
ّ ثم يكذب على
لكان من أكذب الوضاعين وأجرئهم على الفرية !! وحاش هلل أن يكون الربيع إال ثقة أمينًا .
الرازي الحافظ محمد بن عبد اهلل بن جعفر المتوىف سنة
ّ وقد ر ّد مثل هذه الرواية أبو الحسين
الرازي ،فقال « :هذا ال ُيقبل » بل البويطي كان يقول :الربيع
ّ ،347وهو والد الحافظ تمام
الشافعي ك َّلها من الربيع قبل موت
ّ الرازي كتب
ُّ الشافعي منِّي ،وقد سمع أبو زرعة
ّ أثبت يف
البويطي بأربع سنين » .انظر التهذيب للحافظ ابن حجر ( . ) 246 : 3
وقد يظ ُّن بعض القارئين أين أقسو يف الرد على الدكتور ،ومعاذ اهلل أن أقصد إلى ذلك،
الشافعي -الربيع الو ّد ،ولكن ماذا أصنع ؟ وهو يرمي أوثق رواة كتب ُ
الصادق ُ وهو األخ
ّ
سرف يف ذلك ،ويخونه قلمه ،المرادي -بالكذب على الشافعي ،ثم ينتصر لرأيه ،و ُي ِ
ّ
الشافعي نفسه بالكذب!
ّ نقل غير صحيح ،ينتهي به إلى أن يرمي حتى ينقل عن ( األم ) ً
فيزعم يف كتابه أن عبارة « أخربنا » ال تدل على السماع يف الرواية ،وأن اإلخبار معناه
الشافعي قال يف ( ج 1ص « ) 117أخربنا والرأي ،ثم ينقل عن « األم » أن
ُ أحيانا ُ
النقل
َّ
والشافعي الشافعي لم يلق هشيما ،فقد تويف هشيم ببغداد سنة 183 هشيم » ويقول َّ « :
إن
ّ ّ
إنما دخل إلى بغداد سنة . » 195وأصل هذا االستدراك للسراج البلقيني ،وهو مذكور
الشافعي « أخربنا هشيم » بل فيه « هشيم » فقط ،
ّ بحاشية « األم » ،ولكن ليس يف كالم
يسمى عند علماء الحديث تعلي ًقا ،وذلك أن يروي الرجل عمن لم يلقه من الشيوخ
وهذا َّ
بأس،
صريحا «قال فالن » .وليس هبذا ٌ
ً شي ًئا فيذكر اسمه فقط على تقدير « قال » ،أو يقول
بل هو أمر معروف مشهور ،وال مطعن على الراوي به .ولذلك َب َّي َن البلقيني األمر ،فإن
لكالمه بقية حذفها الدكتور ،وهي « :فلكونه لم يسمع منه يقول بالتعليق :هشيم ،يعني :
قال هشيم » .ولكن الدكتور زكي مبارك فاته معنى هذا عند علماء المصطلح ،فحذفه ،ثم
240
الشافعي كلمة « أخربنا » ليؤيد هبا رأيه الذي اندفع يف االحتجاج له »((( .
ّ زاد فيما نقل عن
والرد ِ
-4إثبات ص َّحة نسبة «رسائل القاضي الفاضل » للقاضي الفاضل َّ ،
على من َشكَّك فيها :
جاء يف كتاب « أسامة بن منقذ » لألستاذ لمحمد أحمد حسين ص ، 89قال « :كنا
نود أن تكشف لنا المصادر التاريخية عن الصلة بين أسامة والقاضي الفاضل عبد الرحيم
البيساين وزير مصر الكبير ،ورسائل القاضي الفاضل التي بين أيدينا ليس منها رسالة
واحدة إلى أسامة .غير أن العماد قد حفظ يف الخريدة رسائل جرت بينهما عن كتاب
العصا ،ومن الغريب أن العماد هو الوحيد الذي حفظ هذه الرسائل ،مما جعل الشك
يتطرق إلى صحة نسبة هذه الرسائل إلى الفاضل » !!
ور َّد أحمد شاكر بقوله «:وهذه طريقة طريفة يف الشك ويف االستدالل عليه ! يستدل بما
ذكر يف هامش الموضع من أنه « بين يدي المؤلف جميع المخطوطات التي تحوي رسائل
القاضي الفاضل » وما أدري من أين جاء هبذا الحصر ال ُك ِّلي ،حتى يكون سب ًبا يف الشك يف
وأثبت
َ رواية مؤرخ ثقة كالعماد الكاتب ؟ العماد ذكر رسائل من القاضي الفاضل ألسامة ،
نصها ،والمؤلف يقول :إن بين يديه مخطوطات فيها رسائل القاضي وليس من بينها ما ذكر
َّ
العماد ،أليس ما ذكر العماد من المخطوطات التي تحوي رسائل القاضي الفاضل ً
أيضا ،
رسل إليه ؟ ولم يتهمه أحد بالوضع ِ
للمرسل ُ
وللم َ وإن لم تكن خاصة هبا ،والعماد ُمعاصر ُ
واالختالق ،فأنى يأيت الشك للمؤلف ،إال أن يكون على طريقة المستشرقين !! »((( .
***
املبحث األول
النَّ ْســخ َّ
والرســم
األصل أن ُيثبت المحقق النص كما رسمه مؤلفه -إذا كانت النسخة بخط المؤلف،
غير أن الخط العربي قد تطور على مر العصور ،فال بد إذن من أن نجعل النص ُيرسم
نصوصا قديمة مهملة غير منقوطة ،فال يمكن نشرها
ً بالرسم الذي نعرفه((( .فقد نصادف
اليوم بدون نقط ،ويف األعالم نثبت أسماء األعالم المحذوفة ألفها كما تكتب اليوم ،مثال
بدل من حرث ،وغير ذلك من قواعد الرسم الحديثة . بدل من سليمن ،وحارث ً سليمان ً
والرسم عند أحمد شاكر تتضح من خالل ما يلي :
ومالمح النَّسخ َّ
أوال :يستعمل عالمات الترقيم الحديثة من األقــواس العزيزية للقرآن ﴿ ﴾
والفصلة ( ) ،والنقطة ( ) .والفصلة المنقوطة ( ؛ ) وعالمات التنصيص « » ،وغيرها .
ثان ًيا :إذا كان األصل الذي ينسخ منه لم تكتب فيه الصالة والسالم على رسول اهلل
ينطق بها وال يكتبها محافظة على األصل .
ويف ذلك يقول « :ذهب أحمد بن حنبل إلى أن الناسخ يتبع األصل الذي ينسخ
منه ،فإن كان فيه ذلك َكتَب ُه وإال لم يكتبه ،ويف كل األحوال يتلفظ الكاتب بذلك حين
الكتابة ،ف ُيص ِّلي ُن ْط ًقا وخ ًّطا ،إذا كانت يف األصل صالة ،ونُط ًقا فقط إذا لم تكن ،وهذا
هو المختار عندي محافظة على األصول الصحيحة لكتب السنة وغيرها .وكذلك
أختاره يف طبع آثار األقدمين ،وبه أعمل إن شاء اهلل »((( .
وكتطبيق عملي يف تحقيقه لكتاب « الرسالة » لإلمام الشافعي ،يقول « :ومما
الشافعي وقبله ،وقد شدَّ د فيها المتأخرون ،وقالوا :ينبغي المحافظة على كتابة الصالة
والتسليم ،بل زادوا أنه ال ينبغي للناسخ أن يتقيد باألصل إذا لم توجد فيه .وقد
ثبت عن أحمد بن حنبل أنه كان ال يكتب الصالة ،وأجابوا عن ذلك بأنه كان
أختاره
ُ يص ّلي لف ًظا ،أو بأنه كان يتقيد بما سمع من شيخه فال يزيدُ عليه .والذي
أن يتق َّيد الناسخ باألصل الذي يعتمد عليه يف النَّقل »((( .
ثال ًثا :يحافظ على رسم الكلمات يف النسخ األصول النفيسة ،كما يلتزم بالضبط
الوارد بالنسخة ،فأداء الضبط جزء من أداء النَّص وواجب المحقق أن يؤديه كما وجده
يف النسخة األُم((( .
نموذج مثالي للتطبيق للرسم يف نسخة الربيع بن سليمان لـ « الرسالة » للشافعي .
ب َّين أحمد شاكر يف مقدمة « الرسالة » أهمية هذه النسخة النفيسة ثم شرح
الرسم التي كُتبت هبا تختلف
شرحا تفصيل ًيا فقال « :وقواعد َّ
ً الرسم فيها
قواعد َّ
كثيرا عن القواعد التي يكتب هبا المتأخرون ،وإحصاء ذلك ال تسعه هذه المقدمة،
ً
ولكنا نذكر بعض أنواعها .
كل ما ينطق أل ًفا يف أواخر الكلمات باأللف ،وإن كان مما فمن ذلك :أنه يكتب َّ
ِ
فبالياء ،فيكتب مثال « حتى » ِ
بالياء ،إال كلمة « ،هكذا » وحريف « إلى » و « على » يكتب
باأللف « حتا » .و « َحكى » « حكا » .و « مستغىن » « مستغنًا » .و « ِس َوى » « ِس َوا » إلخ .
وإذا كانت الكلمة ُتنطق بإمالة األلف لم يكتبها ألفا ،بل كتبها ياء ،إشارة إلى اإلمالة،
مثل « هؤالء » كتبها « هاولى » وكذلك « اإليالء » كتبها « اإليلى » .
ويحذف ألف « ابن» مطل ًقا ،وإن لم تكن بين علمين ،فيكتب ً
مثل « عن بن عباس » .
وكلمة « هكذا » برسمين :األكثر « :ها كذى » والبعض « :هكذى » .ويقسم الكلمة
الواحدة يف سطرين إذا لم يسعها ُ
آخر السطر ،فمثال كلمة « استدللنا » كتب األلف وحدها يف
سطر وباقيها يف السطر اآلخر ( ص 44من األصل س ، ) 11 ، 10وكلمة «زوجها » الزاي
والواو يف سطر والباقي يف سطر ( ص 50س ، ) 19 ، 18وهذا كثير فيها .
شئت من ٍ
ثقة ،دق ٌة يف الكتابة ،ودق ٌة يف الضبط ،كعادة المتقنين من وأما الثقة فما َ
أهل األولين .فإذا اشتبه الحرف المهمل بين اإلهمال ِ
واإلعجام ،ضبطه بإحدى عالمتي
ِ
اإلهمال :إما أن يضع تحته نقط ًة ،وإما أن يضع فوقه رسم هالل صغير ،حتى ال ُي َش َّب َه
فيتصحف على القارئ .ومن أقوى األدلة على عنايته بالصحة والضبط ،أنه وضع كسر ًة َ
تحت النون يف كلمة « النِّذارة » ( رقم 35ص 14من األصل ) وهي كلمة نادرة ،لم
ونص على أهنا عن ِاإلمام الشافعي .وهي ُت َؤ ِّيد ما
أجدها يف المعاجم َّإل يف القاموس َّ ،
الشافعي ويكتب عنه نطق
يتحرى َ ذهبت إليه من الثقة بالنسخةُّ ،
وتدل على أن الربيع كان َّ ُ
ِّ
عن َب ِّينة .ومن الطرائف المناسبة هنا أين عرضت هذه الكلمة على أستاذنا الكبير العالَّمة
أمير الشعراء ّ
علي بك الجارم ،فيما كنت أعرض عليه من عملي يف الكتاب ،فقال لي :
الشافعي على النسخة .وقد صدق حفظه اهلل »((( . جئت بتوقيع َ
كأنك هبذه الكلمة َ
ّ
فأنت ترى مدى تفننه يف وصف َّ
الرسم يف كتاب الرسالة ،ثم البحث عن كلمة نادرة،
وضبط يؤكد أهنا نص من اإلمام الشافعي وذلك بالرجوع إلى القاموس .ثم استشارته
الشاعر الكبير علي الجارم .كل هذا يبين مدى العناية بالرسم لهذه النسخة النفيسة .
-وهكذا يف غير الرسالة ً
أيضا يحافظ شاكر على رسم الكلمات التي وجدت باألصل
ولها وجه يف العربية .ففي تعليقه على قول عمر بن عبد العزيز قال « :من جعل دينه
راب ًعا :ينبه على ما يقع فيه بعض المحققين من القراءة الخاطئة لرسم بعض الكلمات .
مثال :يف نقده لتحقيق كتاب « نِ َحل َع ْبر الن َّْحل »((( للمقريزي ،جاء يف ص 32من
الكتاب عبارة « :فتجدها الرعاة » ،ولكن المحقق يف التعليق قال « :يف األصل :الرعا » .
قال أحمد شاكر « :والمعتاد يف الخطوط القديمة حذف الهمزة ،ال حذف الهاء،
فالصواب أن ُتقرأ ِّ « :
الرعاء » بكسر الراء وبالمد ،وهو جمع راع ،يقال « :راع ، َّ
ورعاء » ،و « راع ورعاة » »((( .
خامسا :يف رسم األعالم ُيثبت أسماء األعالم المحذوفة ألفها ،كما تكتب اليوم .
ً
بدل من « سليمن » « ،حارث » ً
بدل من « حرث » .إال أنه أحيانا فمثال « :سليمان » ً
للم َب ّرد ((( .
ما يخالف ذلك ويرتكها كما هي ،كما جاء يف تحقيقه لكتاب « الكامل » ُ
سادسا :اهتمامه بقضية تعريب األعالم األعجمية وفق منهاج العرب .
ً
األعالم األعجمية المعربة أو المركبة أو الصعبة كانت محل عناية كتب الرجال
والرتاجم ،فهي جزء من النصوص ،والنص قد يرد به أسماء أعجمية ،وتعريبها وكتابتها
األعجمي :أن
ِّ ينبغي أن تكون وف ًقا لمنهاج العرب ،ويف الصحاح « :وتعريب االسم
ُ - 1ي ْكتَب ال َع َلم اإلفرنجي الذي يكتب يف األصل بحروف الطينية بحسب نطقه يف اللغة
اإلفرنجية ومعه اللفظ اإلفرنجي بحروف الطينية بين قوسين يف البحوث والكتب العلمية ،
على حسب ما ُّ
يقره المجمع يف شأن كتابة األصوات الالطينية التي ال نظير لها يف العربية .
- 3تكتب األعالم األخرى التي ترسم بغير الحروف الالطينية والعربية بحسب النطق
هبا يف لغتها األصلية ،أي كما ينطق هبا أهلها ال كما تكتب ،مع مراعاة ما يأيت من القواعد .
- 7بعض القبائل والبالد اإلسالمية لها لغة خاصة ال يستعملوهنا يف الكتابة ،وإنما
يكتبون باللغة العربية .ولكن لهم أعال ًما بعض أصواهتا ال يطابق الحروف العربية ،
وقد وضعوا لها إشارات لتأدية هذا النطق ،ويف بعض األحيان تكون هذه اإلشارات
متعدّ دة للصوت الواحد ،فرأى المجمع أن يختار أحد هذه االصطالحات يف كتابة
((( الجوهري « :الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية » ، 179 /1 ،مادة ( عرب ) .
250
عرهبا نصارى
- 8األسماء األجنبية النصرانية الواردة يف كتب التاريخ تكتب كما َّ
الشرق .فمثال يقال بطرس يف ( ) Peterوبقطر يف ( ) Victorوبولص يف ( ) Paul
ويعقوب يف ( ) Jacobوأيوب يف ( ) Jobوهكذا .
ثم ُف ّصلت يف القرارات بعض الحروف وبعض اللهجات يف اللغات األخرى ،
ووعد بوضع حروف أخر لبعضها .
ووضعت لبعضها حروف خاصة ُ ،
وقبل أن أنقد هذه القواعد أنبه على خطأ عجيب وقع يف القرار الثامن ،ال أدري
ضرب المثل
ُ كيف فات هؤالء األعالم من أئمة العربية وعلماء اإلسالم بالمجمع ؟ ذلك
باسم ْي « يعقوب » و « أيوب » ألسماء « النصرانية » التي « َع َّرهبا نصارى الشرق » !!
َ
أفيصدق هذا التمثيل يف التاريخ ؟ أو يصح على ما يعرف المسلمون ؟ !
إن « يعقوب » و « أيوب » ُذكِ َرا يف القرآن علمين لنبيين كريمين ،كانا قبل المسيح
عليه السالم ،وكذلك يعرفهما النصارى واليهود ،فلم يكن اسماهما قط من « األسماء
النصرانية » ولم يكونا من األسماء التي « عرهبا نصارى الشرق » .
حتى إذا ما تم هذا األمر ،وجدنا اللغة العربية ،يف رسمها وكتابتها ،ونطقها
ولهجاهتا ،مجموع ًة غريبة متنافرة ،من اللهجات األعجمية ،والرسوم الرمزية ،
ووجدنا ألسنة أبنائنا ال تقيم حر ًفا من العربية على ما نطق به العرب ،مما أثبته علماء
التجويد يف إخراج الحروف من مخارجها ،وعلى قواعده ُبنيت قواعد العلوم العربية ،
ياج اللغة وحاميها . ِ وهبا ُح َ
فظ لنا كيف ننطق بالقرآن ،وهو س ُ
العربي
ّ مجس ًما ُ ،مهدَّ ًدا بتدمير النطق َّ مصو ًرا
َّ شئت أن َترى هذا الخطر َ وإن
الفصيح ،فاستمع إلى قراءة شبابنا يف هذا العصر ،إذا ما قرؤوا كال ًما عرب ًّيا فيه أعالم
ِ
غير مستقيمة وال فصيحة ،وقواعدَ العجب العاجب ،حرو ًفا عربية َ َ أجنبية ،تسمع
ُ
األشداق ،وتؤكل َفيضا ،ثم أعال ًما أجنب َّية َت ُّ
عوج هبا األلسن ُة و َتميل مهلهلة ولحنًا مست ً
فيها الحروف ،تش ُّب ًها بأصحاهبا يف نطقهم ،أستغفر اهلل ،بل تقليدً ا لنطق لغتين اثنتين
لألعالم ،ولو كانت أعال ًما صينية أو يابانية ،ال يعرفون كيف ينطقها أهلها !!
فإذا جئنا نحن وأردنا أن نضع القواعد لهذا كما وضعوا هم لغيره ،وجب أن نرتسم
ُخ َطاهم ،و َنتْبع آثارهم فيما صنعوا واستنبطوا ،فاستقصينا النظائر ،وتتبعنا األمثال ،
حتى نُخرج القاعد َة الغالب َة ،وما ندَّ عنها كان شا ًّذا أو سماع ًّيا ،وإن شئنا وطاوعتنا
252
َ
القليل النادر . والسماعي
ِّ قليل ،قِ ْسنَا على الشا ِّذ
القواعد ً
املبحث اثلاين
تنظيم مادة انلص
واهتمام أحمد شاكر هبذا األمر يتجلى بوضوح يف طبعاته المميزة من حيث تعيين
بداية الفقرة التي ُتقدم انطبا ًعا بأن المادة التي تتضمنها ُتكون وحدة مستقلة ذات فكرة
واحدة ومرتبطة يف الوقت نفسه بالسياق العام لمجموع النص .وهذا األمر يحتاج إلى
معرفة تامة بمناهج المؤلفات العربية وسعة االطالع عليها واالضطالع هبا((( .
السنَّة والحديث،
وهو يختلف عنده من علم آلخر ،فكتب التفسير تختلف عن كتب ُّ
ً
فضل عن كتب اللغة واألدب .
ومن أهم المالمح التي يستخدمها أحمد شاكر يف تنظيم مادة النص يف تحقيقاته
باختالف أنواعها وتنوع علومها ،هو عنايته الفائقة يف استخدام الرتقيم بصورة واسعة ،
يف الكتب الحديثية والفقهية واألدبية ،ومن ذلك :
((( انظر :بشار عواد معروف « :ضبط النص والتعليق عليه » ،ص . 13
254
أيضا على الكاتبين والمؤلفين -إذا أرادوا اإلشارة إلى حديث - َ
وليسهل ً لألحاديث ،
أن ُيشيروا إليه برقمه ،وفوائد أخرى يدركها القارئ والباحث » ((( .
السنَّة المشرفة التي نشرها يرى تطبي ًقا عمل ًّيا لما قرره .
والناظر لكتب ُّ
وجعلت ألحاديث الكتاب أرقا ًما
ُ * ففي تحقيقه لمسند اإلمام أحمد يقول « :
بنيت
متتابعة من أول الكتاب إلى آخره ،وجعلت هذه األرقام كاألعالم لألحاديث ُ ،
عليها الفهارس التي ابتكر ُتها كلها ،وأول فائدة لهذا أن الفهارس ال تتغير بتغير طبعات
الكتاب ،إذا وفق اهلل إلعادة طبعه » ((( .
فاألرقام عند أحمد شاكر أساس الفهرسة العلمية ،ويف بيان الفوائد التي أثمرها
الرتقيم ألحاديث المسند يقول « :بل إن األرقام هي التي سددت الفكرة وحددهتا ؛ فإن
ٍ
متعددة، ٍ
كثيرة ٍ
معان كل ُم َّطلِع على األحاديث يعلم أن الحديث الواحد قد يدل على
يف مسائل وأبواب منوعة ،وأن هذا هو الذي ألجأ البخاري إلى تقطيع األحاديث
وتكرارها يف األبواب ،استشها ًدا بالحديث يف كل موضع يستدل به فيه ولو من بعيد ،
بالسنَّة .مع فكانت صعوبة البحث يف صحيحه ،الصعوب َة التي يعانيها ُّ
كل المشتغلين ُّ
أن هذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة لإلِفادة من األحاديث :أن ُي َّ
ستدل هبا يف كل
موضع تصلح للداللة فيه .وأما سائر أصحاب الصحاح والسنن ،فإهنم َت َفا َد ْوا ذلك ،
وذكروا الحديث يف الموضع األصلي يف االستدالل ،وأعرضوا عما وراء ذلك ،إال يف
صرت أجدين ـ ً
مثل ـ بعد ُم ُروري على هذه الفهارس ،أيسر ُ الندرة بعد الندرة .ولذلك
علي أن أبحث عن حديث يف صحيح البخاري من أن أبحث عنه يف غيره من الصحاح َّ
ً
أي معن من المعاين التي يصلح
والسنن ،ألين ـ يف األكثر األغلب ـ أجد الحديث يف ّ
للداللة عليها .فهذه األرقام أراحتنا من كل ذلك ،من تقطيع الحديث ومن تكراره .
رقم الحديث يوضع يف كل باب ،ويف كل معىن يدل عليه ،أو يصلح لالستشهاد به فيه،
دون تك ّلف وال مش ّقة ،فمن الميسور للباحث يف هذا الفهرس أن يجد الباب الذي
يريده ،أو المعنى الذي يقصده ،فيجد فيه كل أرقام األحاديث التي تصلح يف بحثه ،
باالستقصاء التام ،والحصر الكامل »((( .
* ويف تحقيقه لـ «صحيح ابن حبان » يقول « :وسنجعل ألحاديث الكتاب
(اإلحسان) أرقا ًما متتابعة ،من أول الكتاب إلى آخره ،إن شاء اهلل ،بجوار أول
كل حديث ،كعاديت يف كتبي .وأما أرقام األنــواع ،التي وضعها األمير عالء
الدين فإننا سنثبتها بجوار كل عنوان من عناوينه ،كما سيجيء .فنجمع بين
الفائدتين ،ونحرص على ِ
الميز َت ْين ،إن شاء اهلل »((( .
-2ترقيم الفقرات الفقهية واألصولية .
هذه المسألة فنية تختلف من كتاب آلخر ،المهم أن الفقرة المرقمة ال يعرتيها
بعضا ،فيضم ما كان من ذلك بحيث يكون جملة تامة .
فصل بين الكالم بعضه ً
* وهذا النهج ُي َس ِّهل على القارئ والشارح والدَّ ارس فهم عبارات الكتاب ب ُي ْس ٍر
وسهولة ،يقول « : وإين أرى أن هذا الكتاب ( كتاب الرسالة ) ينبغي أن يكون من
فقرات لطالب
ٌ الكتب المقروءة يف ك ِّل َّيات األزهر و ُك ِّل َّيات الجامعة ،وأن ُتختار منه
وقوة الدراسة الثانوية يف المعاهد والمدارس ،ليفيدوا من ذلك ً
علما بصحة النظر َّ
ِ
األدباء »((( . الحجة ،وبيانًا ال َي َر ْو َن مثله يف كتب العلماء وآثار
َّ
* ويف تحقيقه لكتاب « الخراج » ليحيى بن آدم قال « :وقد قسمت الكتاب إلى
أيضا
وضعت لها أرقا ًما متتالية ،ألين أرى أن هذه الطريقة -وقد أخذناها ً ُ فقرات
عنهم -خير الطريق لنشر الكتب ،وليت إخواننا الناشرين اتبعوها يف ّ
كل الكتب
السنَّة -كما صنع السيد أبو الحسن عند تصحيحه العربية .وهي أشد وجو ًبا يف كتب ُّ
مسند أبي داود الطيالسي بمطبعة حيدر آباد ،فإنه ر َّقم أحاديثه بأرقام متتابعة -وتظهر
فائدهتا يف المراجعة والفهارس ،وال يؤثر عليها اختالف الطبعات »((( .
فتقسيمه للفقرات وترقيمها حسب وجهة نظر أحمد شاكر يخدم القارئ
السنَّة .وقد ينتقض البعض((( صنيع والشارح وهو أشد وجوبا عنده يف كتب ُّ َّ
أن ُش َّراح ال ُكتب من علمائنا األقدمين قد َسنُّوا لنا ُسنَّة تقسيم
شاكر هذا ،ونسي َّ
الفقرات وتقطيعها ليسهل شرحها ،ثم رمزوا لهذه الفقرات برموز ( ص ) لتدل على
األصل ورمزوا للشرح برمز ( ش ) ،وصنيع أحمد شاكر قريب من هذا ،فكأنه بتقطيعها
وترقيمها ليشرحها ويفهرسها ؛ ليسهل الوصول لما فيها من فوائد ،ويؤكد هذا أنه كتب
على عنوان الكتاب « تحقيق وشرح » .
-3ترقيم القصائد واألبيات والفقرات األدبية :
فكان يضع للقصائد َأرقا ًما متتابعة ،ويضع لألَبيات َأرقا ًما يف كل قصيدة ،ويعلل
وجز يف ِ
اإلشارة إِليها عند الحاجة ،و َأيسر إِرشا ًدا يف ضبط لإلِحصاء ،و َأ َ
ذلك بأنه َأ َ
التوصيل إلى المعلومات داخل النص ((( .
وقد سلك هذا الطريق يف ترقيم النصوص أيضًا شقيقه العالمة محمود شاكر ،
َفر َّقم فقرات كتاب « طبقات فحول الشعراء » لمحمد بن سلّ م .
***
املبحث اثلالث
َ َ
باحل َركت ضبط انلَّص وتقييده
ال يخفى على المحقق الحاذق أهمية ضبط النص بالحركات لما يتوخى من
فوائده الجمة التي لخصها أستاذنا العالمة بشار عواد معروف فقال :
-2إظهار المعنى الحقيقي للنص ،ودفع أي إيهام قد يقع فيه القارئ بسبب عدم
وضوح موقع الكلمة اإلعرابي .
-4رفع االشتباه عن األسماء وال ُكنى واأللقاب واألنساب واأللفاظ المؤتلفة الرسم
المتخصصة يف كل فن من هذه الفنون((( .
ِّ والنقط ،المختلفة الحركات ..بالرجوع إلى الكتب
وطريقة أحمد شاكر يف الضبط تشهد له بالدِّ قة ،وقد وصفها عبد الوهاب عزام وهو
ُيقدم لكتاب المعرب للجواليقي بقوله « :وكل صفحة يف الكتاب ناطقة بما حمل األستاذ
ٍ
وعناء يف المراجعة ،شاهدة بأن دقته يف الضبط والمراجعة نفسه من دأب على البحث
وقربت له مطالب بعيدة »((( .
يسرت الكتاب لقارئه .وهيأت له فوائد عظيمة َّ ،
والناظر يف تحقيقاته يرى أن تقييداته لم تكن عشوائية بل وفق أسلوب دقيق
ومــدروس وموثق ،ولذا وصفه محمود الطناحي بقوله « :للشيخ أحمد
((( بشار عواد معروف « :ضبط النص والتعليق عليه » ،ص . 38-37
((( انظر :مقدمة تحقيقه لـ « المعرب » للجواليقي ،ص . 6
258
ُأسلوب يف الضبط هو الغاية والمنتهى ،تراه يف كتاب الرسالة ،ويف غيره من الكتب
التي حققها ،وبخاصة كتاب المعرب ألبي منصور الجواليقي الذي نشرته دار الكتب
المصرية عام 1361هـ = 1942م » ((( .
* وهذه بعض من مالمح منهج أحمد شاكر يف ضبط النص بالحركات :
أوال :يرى أحمد شاكر -عن خبرة وتطبيق وممارسة -أن الشكل الكامل غلو
يف األناقة ،وأن َم َر َّد كثرة األغالط إلى الحرص على الشكل الكامل للكلمات ،وأن
ظه ُر ِص َّحة الكلمة من الحروف ،وأن قاعدة
الواجب أن ُي ْقت ََصر يف الشكل على ضبط ما ُي ِ
تقييد النص بالحركات هي َش ْك ُل ما يشكل .
ففي نقده لـتحقيق « ديوان أبي فراس الحمداين »((( ،يقول « :وعندي أن َم َر َّد كثرة
األغالط إلى الحرص على الشكل الكامل للكلمات يف متن الديوان .وهذا الشكل
الكامل ُغلو يف األناقة ،يتجاوز حد الضرورة بل يتجاوز حد الكمال .والنظر يندُّ عنه
الم َص ِّحح عما تحته من خطإ يف الكلمة أو عما يجاوره حين التصحيح ،بل هو قد يضل ُ
من خطإ يف غيرها .وأرى أن الواجب أن ُي ْقت ََصر يف الشكل على ضبط ما ُيظهر ِص َّحة
الكلمة من الحروف ،فرب حرف واحد ُي ْض َبط من الكلمة يضعها صحيحة على لسان
القارئ ،ال تحتمل تصحي ًفا ،وبعض الكلم يكفي يف تعيينها ضبط حرفين .والنادر من
الكلم ما يحتاج إلى ضبط كل حروفه .ولعل نصف الكلمات أو قري ًبا من نصفها ال
يحتاج إلى ضبط .فيكون ضبطها عب ًثا و َتز ُّيدً ا .وأنا أظن أين قد َخربت هذا و َمارسته،
الشكل فيما أخرجتُه استطعت أن أستغني عن أكثر َّ
ُ فيما ن ََش ْر ُت من كتب .وأظن أين
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل .وقد أخطئ بعض الشيء فأشكل ما من األجزاء من « ُ
ليس بمشكل ،ولكني أحرص على أن ال أتجاوز ما رسمت »((( .
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي » ،ص . 93
((( تحقيق محمد سامي الدهان ،المعهد الفرنسي ،دمشق 1944 ،م .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « ديوان أبي فراس الحمداين » ،تحقيق الدكتور محمد سامي الدهان ،مجلة
الكتاب ،مج ، ،5ج ، 4س ،) 1948 ( 3ص . 635-634
259
ضبط كل َما ي ْكتب ُ اختلف النَّاس َ :هل األَ ْو َلى -وقال ابن دقيق العيد َ « :وقد ْ
تلف يختَلف ْ
باخ َ يضبط ا ْل ُك ُّل ؛ ألَن ِ
اإل ْش َكال ْ الض ْبط بِ َما يشكل َ ،فقيل ْ : َأو يخص َّ
الش ْيء غير ُمشكل ِعنْد ا ْل َكاتِب َ ،ويكون ُمشكال ِعنْد من يقف النَّاس ؛ فقد يكون َّ
َع َل ْي ِه مِ َّمن َل ْي َس َل ُه معر َفة َ .وقيل :إِن ََّما ُي ْش َك ُل َما ُي ْشكِ ُل ؛ َفإِن فِي َضبط ا ْل ُك ّل َعنَا ًء،
بعضه َل َفائِدَ ة فِ ِ
يه »((( . َوقد يكون ُ
ثان ًيا :تأصيل عملية الضبط من خالل شرح طريقة المحدثين يف ذلك .
ففي ضبطه لكلمة «للمنقين » يقول « :بفتح النون وتشديد القاف المفتوحة ،من
النقاء ،ضد التلوث .ويف ح ك ومجمع الزوائد « للمتقين » ،بالتاء المثناة بدل النون،
من التقوى ،وأثبتنا ما يف م ،لتحري قارئيها وضبطهم إياها ضبطا دقيقًا ،وتوثيقهم إياها
على أدق ُطرق التوثيق ،فكتبت هبامشها بالحروف المقطعة المضبوطة هكذا ( ُم َن َّق
ْي َن ) ،وهذا مما ال نظير له يف إتقان الضبط على طريقة أهل الحديث؟ أهل الرواية
والتثبت ،وواضعي قواعد التصحيح والتوثيق » .
ثم ينقل كالم ابن الصالح يف تأصيل الضبط فيقول « :قال الحافظ ابن الصالح «يف
معرفة علوم الحديث » ص 172من طبعة حلب سنة « :1350يستحب يف األلفاظ
المشكلة أن يكرر ضبطها ،بأن يضبطها يف متن الكتاب ،ثم يكتبها قبالة ذلك يف الحاشية
مفردة مضبوطة ،فإن ذلك أبلغ يف إبانتها ،وأبعد من التباسها .وما ضبطه يف أثناء األسطر
ربما دخله نقط غيره ،وشكله مما فوقه وتحته ،ال سيما عند دقة قال وضيق األسطر.
وهبذا جرى رسم جماعة من أهل الضبط » .وقال شارحه الحافظ العراقي « :اقتصر
المصنف على ذكر كتابة اللفظة المشكلة يف الحاشية مفردة مضبوطة ،ولم يتعرض
لتقطيع حروفها ،وهو متداول بين أهل الضبط .وفائدته ظهور شكل الحرف بكتابته
مفردا ،كالنون والياء إذا وقعت يف أول الكلمة أو يف وسطها .ونقله ابن دقيق العيد يف
االقرتاح عن أهل اإلتقان ،فقال :ومن عادة المتقنين أن يبالغوا يف إيضاح المشكل،
فيفرقوا حروف الكلمة يف الحاشية ،ويضبطوها حرفا حرفا »(((.
فهو يقيم عن دراسة وخربة وتتبع ثم يحكم .ومن ذلك :نقده لضبط الخزرجي يف
« خالصة تذهيب هتذيب الكمال يف أسماء الرجال » .
ففي ضبطه السم « محمد بن الحسن بن َأ َت ٍ
ش » ،قال « :أتش بفتح الهمزة والتاء
المثناة الفوقية وبعدها شين معجمة ،كما ضبط يف « المشتبه » و « القاموس » وغيرهما،
وضبطه الخزرجي يف « الخالصة » بمد األلف ،وهو شاذ وخطأ ،وكل ضبط انفرد به
يتحرى الضبط »((( .
صاحب الخالصة فهو محل نظر! ،وعندي أنه لم يكن َّ
راب ًعا :تتبع ضبط الحفاظ المتقنين لأللفاظ .
فهو ال يكتفي بالضبط وإنما ينتقي من كالم العلماء المتقنين لهذا العلم ما
يعتمد عليه يف تقييداته .
ُ َ
ففي ضبطه لكلمة « بولس » في حديث « :يحشر المتكربون يوم القيامة ..يقادون
إلى سجن يف النار يقال له ُبو َلس » يقول « :بضم الباء وفتح الالم كما ضبطه المنذري
يف الرتغيب ج ، 4ص. (((» 18
خامسا :يرى أن النص إذا ُق ِّيدت كلماته بضبط خاص يف النسخة األم ،فهذا الضبط
ً
له ُحرمته وأمانته ،وواجب المحقق أن يؤديه كما وجده يف النسخة األُم ،وأال ُيغير هذا
الضبط وال ُيبدِّ له ،ففي ذلك ُعدوان على المؤلف((( .
وقد أسس لهذا المنهج يف تحقيق « الرسالة » والتزم يف تحقيقه لها بما جاء يف
نسخة الربيع بن سليمان التي كتبها بخطه ،ولم يتسرع يف تخطئة الضبط يف النُّسخ
خرج كل ما وجده يف مخطوطة الصحيحة المعتمدة َأ ْخ ًذا بظاهر اإلعراب ،فكان ُي ِّ
الربيع بن سليمان مما ظاهره مخالفة قواعد العربية ،وما لم يجد له مساغا ذكره
كذلك وتو َّقف عن ُ
الحكم فيه ،وقد خالفه يف هذا لمنهج غير واحد((( .
وسوف نلق الضوء على أمثلة مما جاء فيها تبين منهجه بوضوح :
فخص َّ
جل َّ المثال األول :ضبط لفظة ( ُق َران ) ،عند قول الشافعي « :
ثناؤه قومه وعشيرته األقربين يف النذراة ،وعم الخلق هبا بعدهم ،ورفع بال ُق َر ِ
ان
ذكر رسول اهلل »(((.
َ
ع َّلق أحمد شاكر بقوله « :لفظ « قران » ضبطناه هنا ،ويف كل موضع ور َد فيه يف
بضم القاف وفتح الراء وتسهيل الهمزة ،وذلك ا ِّتبا ًعا لإلمام الشافعي -مؤلف
« الرسالة » ّ
الرسالة -يف رأيه وقوله » .ثم نقل من الخطيب بإسناده إلى الشافعي ما يؤيد ذلك .ثم قال:
((( من تعليقه على كتاب « لباب اآلداب « ألسامة بن منقذ ،ص . 254
((( انظر :عبد السالم هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،ط ، 5مكتبة السنة 1410 ،هـ .ص . 78
((( انظر ما سيأيت ،ص . 267 - 264
((( الشافعي « :الرسالة » ،ص . 14
262
« وهذا اإلسناد رواه الحافظ اب ُن حجر يف «توالي التأسيس» ص 42بإسناده إلى الخطيب ،
واختصر المتن ،ثم قال « :هذا حديث حسن متصل اإلسناد بأئمة الحديث» .ونقل يف «
نحو هذا عن أبي عمرو بن العالء ال يهمز ( ال ُق َران ) ،وكان
لسان العرب » يف مادة :قرأ َ ،
يقرؤه كما روى عن ابن كثير » ،ونقل الحافظ ابن الجزري يف طبقات القراء عن الشافعي
عن ابن قسطنطين نحو ما نقل الخطيب ( . )166 : 1وهذا النقل عن الشافعي نقل رواية
أيضا ،فإن قراءة ابن كثير -قارئ مكة -معروفة ،أنه يقرأ
للقراءة واللغة ،ونقل رأي ودراية ً
لفظ ( ُق َران ) بدون همز ،والشافعي ينقل توجيه ذلك من جهة اللغة والمعنى ،وال ير ُّده ،فهو
أقره ،وهو ُح َّجة يف اللغة دراي ًة ورواي ًة ،قال ابن هشام -صاحب السيرة
ُيعترب رأ ًيا له حين َّ
الشافعي زمانًا فما سمعته تك َّلم بكلمة إال إذا اعتربها ُ
الم ْعترب ال يجد ّ الست
المشهورة َ «: -ج ُ
الشافعي كالمه لغ ٌة ُي ُّ
حتج هبا » »(((. ُّ كلم ًة يف العربية أحس َن منها » .وقال ً
أيضا « :
ِ
الم ْفت ِّي َ
ين » . المثال الثاين :ضبط « ُ
وقال بِ ِم ْث ِل معناها األكابِ ُر مِن اد ِ
يث ن َْأ ُخ ُذَ ، عند قول الشافعي « :وبِه ِذ ِه األَح ِ
َ َ َ
رسول اهلل ،وأك َثر الم ْفتِيين بالب ْلدَ ِ
ان». ِ ِ
أصحاب
ُ ُ ِّ َ ُ
قال أحمد شاكر« :هكذا يف األَصل؛ بإثبات اليا َء ْين واضحتين ،وعلى األُو َلى
وجها مِ َن العربِ َّية ف َل ْم َأ ِجدَ ،فأ ْث َب ُّت ما فيه ،وهو
ً دت أن َأ ِجدَ له منهما َشدَّ ة ،وقد َج ِه ُّ
ُ
لعل غيري َي ْع َل ُم مِ ْن تأويلِ ِه ما لم َأ ْع َلم»(((! عندي ُح َّجةٌَّ ،
فهذا نوع من االحتياط يف التعامل مع النص .فهو هنا يتعامل بتؤدة وال يتسرع
يف تخطئة األصول مادام الضبط له وجه يف العربية ،ويف حالة عدم وجود وجه له
بالعربية يتوقف ويرتك النص كما هو لعل غيره ُي َف ِّسره .
وعبارة « :ولذلك لم أستجز تغيير ضبط هذا الحرف » تطلعنا على مدى ُح ْرمة
النَّص يف األصول النفيسة عند أحمد شاكر ،وعدم الجرأة على تغيره .
* َن ْقد منهجه يف تحقيق « الرسالة » وتمسكه بأصل الربيع وعدم ُمخالفته :
* فقد انتقده محمد عبد الغني حسن ،ت 1985م ،بقوله « :وإن كنت ال أذهب مع
فضيلة الشارح فيما رأى من وجوه ال أردها إلى علم الشافعي وجنحه إلى الضعيف من
األقوال والرديء من اللغات ،ولكني أردها إلى خطأ يف النسخ ،ولو حاول فضيلته أن
يربئ الكتاب من الخطأ »((( .
فهنا يرد هذه الوجوه بإطالق لخطأ الناسخ وهو الربيع بن سليمان ،وال َي ُعدَّ ها من
علم الشافعي و ُل َغته ،ولو ضرب لنا أمثلة على ما يقول لكان الكالم أخص ،واستطعنا أن
نحدد ماله وجه يف العربية وما ال وجه له .فما يظنه البعض يخالف العربية قد يظهر له وجه
غير مشهور يف العربية عند آخرين .وسوف أسوق هنا ً
مثال لشاكر نفسه يؤكد هذا األمر .
النضر . » ..
قال الشافعي « :أخربنا سفيان عن سالم أبو ْ
قال أحمد شاكر « :هكذا يف األصل « » وكأن هذا لم ُيعجب بعض القارئين
فيه لمخالفته المشهور يف استعمال األسماء الخمسة ،فضرب على حرف الجر
« عن » وكتب يف الهامش بخط آخر « بن عيينة قال أنا » وبذلك طبعت يف النسخ
تصرف غير جيد ممن َصنَ َع ُه .والذي يف األصل له وجه يف العربية،
المطبوعة ،وهو ُّ
وإن كان غير مشهور »((( .
ثم نقل عن ابن قتيبة يف » مشكل القرآن »((( قوله « :وربما كان للرجل االسم والكنية،
فغلبت الكتية على االسم ،فلم ُيعرف إال هبا ،كأبي طالب ،وأبي ذر ،وأبي هريرة ،
((( محمد عبد الغني حسن « :مجلة الرسالة » ،ع ، 413س ، 9ص . 716
((( من تعليقه على « الرسالة » ،ص ، 89يف المسألة (. )295
((( « مشكل القرآن ( ج 1ص 185من كتاب القرطين ) .قال أحمد شاكر « :تنبيه :أخطأ المصححون يف تصحيح
كتاب القرطين يف المثالين اللذين ذكرهما ابن قتيبة ،فكتبوهما على الجادة « علي بن أبي طالب ،ومعاوية بن أبي
أيضا الكشاف
سفيان » مع أنه سيأيت كالمه واضح ،يف أنه يريد كتابتها بالواو ،كما صنعنا هنا يف نقل كالمه .وانظر ً
للزمخشري يف تفسير سورة المسد » .من تعليقه على « الرسالة » ص . 89
265
ولذلك كانوا يكتبون :علي بن أبو طالب ،ومعاوية بن أبي سفيان ؛ ألن الكنية بكمالها
صارت ً
اسما ،وحظ كل حرف الرفع مالم ينصبه أو يجره حرف من األدوات أو األفعال،
فكأنه حين كني قيل :أبو طالب ،ثم ترك كهيئته ،وجعل االسمان واحدً ا »((( .
أيضا :الدكتور رفعت فوزي ،يف متابعته للربيع بن سليمان على طول
* وانتقده ً
الخط ،أو « إثبات ما يف أصله على مدى الطريق » على حد تعبيره .فقال « :اعتمدت
على نسخة األستاذ أحمد شاكر -رحمة اهلل تعالى عليه -للرسالة ،واعتمدت على
مقابالته ،وبعض فوائده التي بثها يف هوامشه ،ونسبتُها إليه برمز ( ش) ...ولكني لم
أوافقه يف كثير من األحيان يف إثبات ما يخالف المخطوطات األخرى جميعها ،وإثبات
ُّ
الخط ما يف أصل الربيع على مدى الطريق ؛ ذلك ألن أصل الربيع كتب يف حقبة َت َط َّور
كثيرا ،وتطورت قواعدُ ه على مدى العصور ،وآية ذلك خط المصحف الشريف
بعدها ً
كثيرا عنها على مدى ِ
،فقد كُتب يف عهد عثمان ، وتطورت الخطوط ،واختلفت ً
العصور بعده .باإلضافة إلى ذلك أن نسخة الربيع ليست معصومة من الخطأ الذي
استدركه العلماء بعد ذلك وأثبتوا ما رأوه صوا ًبا ،خاصة أن نسخ الرسالة كانت بين
أيدي العلماء كابن جماعة الذي كانت نسخته بين يدي األستاذ أحمد شاكر ،ومن
المتوقع أن يصلح الربيع نفسه يف نسخته .فاألستاذ أحمد شاكر يتمسك بأصل الربيع
حتى ولو كان فيه وجه يوافق جميع النسخ ،فيثبت ما ُيخالف النسخ »(((.
ثم أورد أمثلة تدل على أن نسخة الربيع جرى العبث ببعض مواضعها ،وأن هبا
بعض األخطاء ،وأن هناك أصوال ُأخرى غير نسخة الربيع كان ينبغي أن ُتؤخذ يف
الحسبان .ثم قال « :وقد نتغاضى عن كل ذلك ،ولكن الذي ال نتغاضى عنه ما نتج
عن هذا المنهج من نصب اسم كان ( انظر الفهرس ،ص ، 661رقم 37والصفحات
المبينة له ) ،ونصب معمولي ( إن ) ( ص 661رقم 39من الفهرس وما بينه من
الصفحات ) ،وحذف النون يف األفعال الخمسة من غير ناصب وال جازم ( رقم 15
ص 660من الفهرس والصفحات المبينة له ) وذكر الفعل المجزوم على صورة
المرفوع ( ص 661رقم 41والصفحات المبينة بالفهرس ) .وزعم أن ذلك من
لغة الشافعي الفصيحة ،بينما تخالف لغة القرآن الكريم .ويمكننا أن نقول ذلك إذا
كانت النسخ ُتجمع عليه ،أما إذا كانت نسخ كثيرة ُتبدي لغة الشافعي متوافقة مع لغة
القرآن ،فال نسلم بأن هذا الشذوذ يف القواعد ومخالفة القرآن هي لغة اإلمام ،بل
نتهم ما شذ من النُّسخ ،ونعزوه إلى أخطاء الكاتبين »((( .
بعض المسائل ،ولعله فاتنا منه غيرها .ولم نجد بنا حاجة إلى تكلف ترتيبها على
األبواب أو حروف المعجم ،لقلة عددها ،وإمكان رجوع القارئ إليها يف الوقت
القصير ،واجتهدنا يف تصنيف أنواعها المتماثلة والمتقاربة »((( .
ع َّلق الطناحي بقوله « :هذا كالم الشيخ ،عليه رحمة اهلل .وقد أخذ عليه بعضهم
ُمبالغته يف اعتماده ما جاء يف « الرسالة » من حذف « أن » المصدرية قبل المضارع ،
وهو قول الشافعي رضي اهلل عنه « :كما عليه يتع ّل ُم الصالة والذك َْر فيها » .وقوله :
ح ُّل عليك »((( .وقد تكمل الصالة » .وقوله « :قبل ي ِ
ُ « ثم تنصرف المحروس ُة َ
قبل
ُ
أشار الشيخ إلى أن يف الن َُّسخ األخرى من الرسالة إثبات « أن » قبل الفعل المضارع ،
صحيح يف العربية ،
ٌ أن حذف « ْ
أن » يف هذا الموضع يف المواضع المذكورة ،ثم ذكر ّ
تصديق ذلك ،فيما ذكره مجد الدين ب ُن
َ وأحال على بعض كتب النحو .وقد رأيت
األثير ،يف مادة ( ريث ) من النهاية .قال « :ومنه « :فلم يلبث َّإل ريثما » أي َّإل قدْ َر
األمر َّإل َ
ريث ير َك ُب ُه ِ
ب َ ذلك ،وقد ُيستعمل بغير « ما » وال « أن » كقوله :ال ُي ْصع ُ
وهي لغة فاشي ٌة يف الحجاز ،يقولون :يريد يفعل ،أي يريد أن يفعل .وما أكثر ما
َ
الشيخ أحمد ، الشافعي » .ثم ختم الطناحي تعليقه ً
قائل « :ورحم اهلل رأيتها يف كالم
ّ
ٍ
ذخيرة ُتحفظ و ُتصان » (((. فلو أنه وقف على كالم ابن األثير هذا لكان قد وقع على
* ومن هذا الباب ما حكاه العالمة محمود محمد شاكر من قصة وقعت له يف
ضبط لفظة « أ َّطنها » ،وردت يف حديث يف « المسند » ،كان أحمد شاكر أرسل يسأله
عنها ،فكتب إلى الرافعي يسأله عنها َ ،
وعرض له ما رأى من رأي ،فخالفه ،ثم
وجد بعد أيام يف الطربي ما يوافق بعض رأيه أو يدل عليه وأبى الرافعي .
وردت يف الطربي ،ولكن أصحاب كتب اللغة لم ُيثبتوا ذلك يف كتبهم كما أثبتوا « و َكدَّ
وأ َّكدَ ،ووثل وأثل » إلى غير ذلك » .ثم قال « :فأنت ترى أن الطبع والسليقة ربما
هدت إلى ما ال يقع إال بعض طول التنقيب والبحث والتجميع »((( .
-1أن َم ْس َلك أحمد شاكر مبني على احتياطه وثقته يف النسخة التي بين يديه ،
وهو أفضل بالشك من التصرف يف تغيير النص ،مهما كان االختالف معه يف المنهج
الذي اختطه لنفسه يف التعامل مع النسخة .
-2أن عناية شاكر بألفظ الرسالة ودراستها مبنية عن تحقيق وتحرير وجهد كبير ،
وقد وصفها شقيقه العالمة محمود شاكر -وهو من هو حجة يف اللغة -بقوله « :لم
يرتك شاردة وال هائمة من اللفظ إال ر َّدها إلى مكاهنا من عربية الشافعي وأصوله التي يف
ورجح بعضه على بعض ،وعمل يف ذلك عمل العقل المفكر
كتبه ،وأثبت االختالف َّ ،
بعد أن ضبط كل اختالف رآه إلى غير ذلك من أبواب التحرير والضبط »((( .
-3أن األمر إذا كان َم َر ُّده لمطابقة الضبط لوجه من وجوه اللغة ،فهو يسير ،ولكن
وأيضا قد يكون الوجه غير مشهور ،وقد يعرتف
الخالف يف كونه له ليس له وجه ً ،
البعض به وقد ينكره البعض اآلخر .
((( محمود محمد شاكر « :رسالة الشافعي » ،مجلة الرسالة ،ع ، 351س 1940 ( 8م ) ،ص . 541
((( المصدر السابق ،ص . 540
269
الضبط يف الكتاب هو اعتماده على نسخة المستشرق «دي غويه» المطبوعة ،وبالتالي
وقع يف مشقة تصحيح األخطاء بالنسخة كلها ،وهذا عناء ما بعده عناء َ ،ف َم َّرت عليه
أشياء وأشياء ،ومن ذلك ما نبه عليه السيد أحمد صقر .ومن األمثلة يف ذلك :
« َم ْم َطرا » هكذا ضبطها « دي غويه » بفتح الميم ،ظنًّا منه أهنا اسم مكان ،وأن
اجتاب بمعنى قطع ،وتبعه األستاذ .وهو خطأ ،والصواب « اجتاب ِم ْم َطرا » بكسر
ثوب ُصوف ُيتَّقى
الميم ،ويف القاموس ( « ) 135 - 2الممطر والممطرة بكسرهما ُ :
به من المطر » واجتاب هنا بمعنى « لبس » ،جاء يف لسان العرب ( ) 278 : 1واجتبت
القميص إذا لبسته .قال لبيد :
270
قــال الحافظ عبد الغني بن سعيد األزدي :حدثنا أبــو عمران بن عيسى
الحنِيفي ،قال :سمعت أبا إسحاق الن َِّج َيرمي إبراهيم بن عبد اهلل يقول « :أولى
َ
األشياء بالضبط أسماء الناس ؛ ألنه شي ٌء ال يدخله القياس ،وال قبله شي ٌء يدل
((( عبد السالم محمد هارون :تحقيق النصوص ونشرها ،ص . 79
((( مقدمة تحقيقه لـ « الخراج » ليحيى بن آدم ،ص . 6
271
قال الذهبي يف « المشتبه » :ص 175طبعة ليدن « :أبو الحـٰرث ُج َّم ْين المدين ،
والم ْزح » .ولم يذكره صاحب « القاموس » يف باب الزاي ،وذكره يف صاحب النوادر َ
ُ
يني ،ضبطه ط ِ باب النون ورجح أن آخره زاي ،فقال « :وأبو الحـٰرث جمين ك ُقبي ٍ
المد ُّ َ َّ ْ ُ َّ ْ
المحدِّ ثون بالنون ،والصواب بالزاي المعجمة .أنشد أبو بكر بن مقسم :
والم ْي َزا »
َ
ِ
الح ْك َمة قد ُأوتِ َي ُج َّم ْيزا إن أبا الحـ ِٰـر ِ
ث َّ
أقول :ولعل ذكره يف الشعر بالزاي من تندر الشاعر عليه بتحريف اسمه »((( .
شاكرا اعتمد يف ضبط األسماء على الكتب المتخصصة يف رفع
ً فأنت ترى أن
االشتباه عن األسماء والكنى واأللقاب واألنساب واأللفاظ المؤتلفة الرسم والنقط،
المختلفة الحركات .ويف مقدمتها كتاب « المشتبه يف الرجال :أسماؤهم وأنساهبم »
أيضا إلى « القاموس المحيط » للفيروزآبادي ،ولم يكتف بذلك بل
للذهبي((( ،ورجع ً
نبه على خفاء موضعه والحكمة من ورائه .
مثال يف ضبطه لألعالم الغريبة .
يف حديث 6886يف « المسند » ،جاء فيه « :فعاذت برجل منهم ،يقال لهُ :م َط ِّرف بن
ب ْهصل بن كعب بن َقمي َشع بن د َلف بن َأهصم بن عبد اهلل بن ِ
الح ْر َماز ،فجعلها َخ ْلف ظهره » . ْ ُ ْ ُ ُ
قال شاكر «:ومما ينبغي العناية به ضبط ما استطعنا تحقيقه من األعالم الغريبة،
يف هذا الحديث « :بهصل » :ضبط يف (ك م) يف المواضع الثالثة األولى ،ويف (ك) يف
الموضع الرابع أيضًا ،بالشكل ،بضمة فوق الباء وأخرى فوق الصاد المهملة وبينهما
هاء ساكنة .ووقع يف كثير من المراجع المطبوعة ،التي أشرنا إليهاُ ،م َص َّحفًا ،بالنون
تارة ،وبالضاد المعجمة أخرى .وكله خطأ ،يصححه الضبط يف مخطوطتي المسند،
ويؤيده ما يف تاج العروس ( « :)238 :7هبصل ،بالضم :من األعالم » « ،قميشع »:
هكذا يف األصول الثالثة ،ووقع يف تاريخ ابن كثير ومجمع الزوائد « قميثع » ،بالثاء
المثلثة بدل الشين المعجمة .وأنا إلى الثقة بما يف األصول هنا أميل « .أهصم » ،هكذا
ثبت يف (م ح) بالصاد المهملة ،ويف (ك) بالضاد المعجمة ،وكذلك وقع يف كثير من
يرجحه ما يف تاج العروس ( « :)107 :9األهضم :الغليظ
المراجع المطبوعة .وقد ِّ
الثنايا من الرجال » ،وذلك يف المعجمة ،ولم يذكروا مثل هذه الصيغة يف (هـ ص م).
وأبيات الرجز الثمانية ،ذكر منها ستة يف الحديث السابق ،وهي يف دواوين األعاشي
الملحقة بديوان األعشى الكبير( ،طبعة فينا سنة 1927م) »((( .
فأنت ترى خربة عالية يف ضبطه لهذه األسماء الغريبة ،مع تنبيهه على وقوع
التصحيف يف المراجع المطبوعة ،ثم رجوعه إلى « تاج العروس » لرتجيح ما ذهب
إليه من ضبط .وال يكتفي بذلك بل يرجع للنسخ الخطية إلتقان ععملية الضبط .
ولذا شهد له المستشرق إ.ليفي بروفنسال بالمعرفة التامة يف ضبط األعالم
خاصة النادرة منها ،وغير القياسية ،وذلك حين شاركه يف مراجعة تحقيقه لكتاب
« جمهرة أنساب العرب » البن حزم ،قال « :وقد أفاد األستاذ شاكر هذه الطبعة
خصوصا فيما يتعلق باألعالم النادرة ،وغير القياسية التي أكسبته
ً بكثير من إصالحاته ،
ممارسته الطويلة للحديث والسيرة معرفة تامة هبا »((( .
عنايته بكتاب « األنساب » للسمعاين :
عناية أحمد شاكر بكتاب « األنساب » ألبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاين
ت 562هـ ،ومختصره النافع « اللباب » للمؤرخ عز الدين ابن األثير ،ت 630هـ ،
تظهر يف اعتماده عليهما بشكل أساسي يف تحقيقاته ،خاصة يف « المسند » أحمد .فهما
من أكثر الكتب نف ًعا يف ضبط األنساب ،وهما مما ُيعنى بالتقييد بالحروف .
-ففي تخريجه لحديث يف« مسند أحمد » برقم ، 4374جاء يف سند الحديث على
الن ». ُ
يكون يف َبنى دا َ أحد الرواة قوله « :حدثنا أبوخالد ،الذي كان
قال أحمد شاكر « :أبو خالد :هو يزيد بن عبد الرحمن الداالين الواسطي،
سبق توثيقه .2315 ،2137وقوله « الذي كان يكون يف بني داالن » يريد أنه
واسطي ،وأنه كان ينزل يف « بني داالن بن سابقة بن ناشح » ،فن ُِسب إليهم وليس
منهم ،انظر « :األنساب » ورقة ، 220و « لباب األنساب » .408 :1ويف ح هنا
تصحيف عجب ،كُتب هكذا « :الذي كان يكون يف بني واآلن » !! » .
فأنت ترى هنا اإلحالة على النسخة المخطوطة لألنساب وهي نسخة
. (((
المعهد الربيطاين
-و يف ضبطه لنسب بعض الرواة يف حديث يف « المسند » ألحمد بن حنبل وهو
ِ
المأربي » ،وقد وقع مصح ًفا فيما بين يديه من النسخ التي بين يديه . « يحيى بن قيس
قال « :المأربي ؛ بالميم وسكون الهمزة وكسر الراء وبالياء الموحدة ،نسبة إلى
«سد مأرب » ،المعروف باليمن ،ويف األصول الثالثة هنا « المازين » ،وهو تصحيف،
وقع أيضًا يف بعض نسخ التاريخ الكبير .وقد ذكره السمعاين يف « األنساب » وياقوت
يف « معجم البلدان » يف مادة « مأرب » ،والذهبي يف « المشتبه » .(((» 456
فهنا ينبه على التصحيف الواقع يف األصول التي بين يديه ويشير إلى وقوعه يف نسخ
التاريخ الكبير للبخاري ثم يصوبه من أهم كتب ضبط المشتبه واألنساب .
-مثال :يف دقته يف ضبط بعض األنساب الغير معجمة :
يف ضبطه لنسب كاتب نسخة « تاريخ اإلســام » التي نشر منها ترجمة اإلمام
أحمد «:،محمد بن إبراهيم بن محمد البسىيل » ،وكلمة « البسىيل » أثبتت هكذا دون
إعجام ،وأعجمه واضعوا فهرس دار الكتب المصرية ( ج 5ص 71طبعة سنة )1348
» دون تثبت ،هكذا « البسييل » ! .والصواب بعد التحقيق هو ( البشتكي ) .
توصل للضبط الصحيح لهذه النِّسبة
ولنتتبع طريقته يف هذا المثال لنعرف كيف َّ
التي أثبت بدون إعجام ،ولنرى مدى إتقانه لفن الضبط .
يقول « :فذهبت أبحث ألتثبت ،فوجدت يف الضوء الالمع ترجمتين لرجلين :
«أحدهما محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد النشيلي نزيل مكة » ذكر أنه ولد سنة 835
ييلدة « نشيل » من الغربية ،ولم يذكر تاريخ وفاته ( ج 6ص . ) 272-271واآلخر محمد
بن إبراهيم المقدسي الحنبلي ،ويعرف بالسيلي ،بكسر المهملة ثم تحتانية بعدها الم » ،
وذكر أنه كان « خازن كتب الضيائية » ،وأنه مات قريب 860هـ ( ج 6ص ) 283فظننت أنه
أحدهما على تردد .ثم وجدت اليقين ،وجدت يف الضوء الالمع ً
أيضا ( ) 279-277 : 6
ترجمة محمد بن إبراهيم بن محمد ،الدمشقي األصل الشاعر الشهير الطاهري ،ويعرف
بالبدر البشتكي » ،وأنه ولد بجوار جامع « بشتك الناصري » ،ونشأ بخانقاه « بشتك » ،
وكان أحد صوفيتها ،فعرف بالنسبة إليها وذكر أنه كان ذا جالدة على النسخ مع اإلتقان
والسرعة الزائدة ،بحيث كان ينسخ يف اليوم خمس كراريس فأكثر ،وأنه كتب بخطه من
المطوالت والمختصرات لنفسه ولغيره ما ال يدخل تحت الحصر كثرة » ،خصوصا
النهر ألبي حيان ،وإعراب السمين ،والكرماين ،وتاريخ اإلسالم للذهبي » إلى آخره ،
فأيقنت أنه هو ،بعد النص على أنه كان ينسخ تاريخ اإلسالم »((( .
فأنت ترى هنا :
-1أنه أختار كتاب « الضوء الالمع » للحافظ السخاوي ،الذي يمتاز باحتوائه على
عدد هائل من النساخ بحيث يمكن أن يستخرج منه معجم للنساخ
-2أنه بحث يف الرتاجم القريبة من هذه النسبة ،والمتوقع وجود المرتجم بينها ،
فاختار ترجمتين ،النسبة قريبة الشكل يف كل منهما ( النشيلي -السيلي ) ،ثم بحث يف
تاريخ الوالدة والوفاة لهما ،فلم يتوصل لشيء .
-2ثم بحث يف ترجمة ثالثة ،ومن خالل القراءة الداخلية فيها توصل لليقين من
ً
ناسخا ومن منسوخاته « تاريخ اإلسالم » للذهبي . أنه ( البشتكي ) ،وأنه كان
املبحث الرابع
االختالفات بني النسخ وكيفية اتلعليل عند الرتجيح
منهج أحمد شاكر يف بيان اختالفات النسخ وكيفية التعليل عند الرتجيح يرتكز
إلى أساس متين يقوم على معرفته بمادة الكتاب .
ِ
حتما على ِّ
النص وتؤدي إلى َفق َّلة معرفة ُ
الم َح ِّقق بمادة الكتاب ستنعكس آثاره ً
تشويه ،ال سيما عند عدم توفر نسخ خطية متقنة ،إذ يصعب على المحقق فهم النص
وترجيح قراءة على أخرى ،ألن الرتجيح ال بد له من تعليل ،والتعليل ال بد له من
علم .ومن هنا كان الفرق شاس ًعا بين تحقيق المستشرقين للنصوص العربية وبين
العلماء المحققين المتمرسين باللغة .
يرى أحمد شاكر أنه ال ينبغي أن ُيثبت من ُفروق الن َُّسخ إال ما احتمل التصويب
بخ َطئه ،وأن المغاالة يف إثبات اختالف الن َُّسخ تؤدي إلى ضالل الطريق .
وما لم نجزم َ
ففي نقده لـ « ديوان أبي فراس الحمداين »((( بتحقيق محمد سامي الدهان يقول « :
غلوا شديدً ا يف إثبات اختالف
لعل أكثر ما آخذه على الصديق الدكتور سامي أنه غال ًّ
النسخ التي وقعت له من الديوان ،وكثير منها نسخها الناسخون ،وأفسدها الرواة
الجاهلون .فإذا ما أراد القارئ أن يتتبع اختالف الروايات يف البيت أو الكلمة
أضلته هذه الروايات الواضحة الغلط ،وكان يف بعضها ما ُيغني .وأنا أرى أن
القصد يف ذلك أفضل .وأن ال يثبت من اختالف النسخ إال ما احتمل التصويب
،وما لم نجزم بخطئه قط ًعا ،إال أن يكون الخطأ يف نسخة معتمدة ُيخشى أن يغتر
بها بعض القارئين أو يكون يف طبعة وحيدة للكتاب سارت بين الناس وكثرت يف
أيديهم ف ُيخشى أن يعتمدوها حجة ،إذا غلب عليها ِّ
الصحة .أما إذا غلب عليها
الغلط فأرى أن التنبيه عليها ووصفها ٍ
كاف عن تتبع أغالطها ،وما أقول هذا إال عن
ٍ
وعناء ،وأسأل اهلل التوفيق »((( . ٍ
تجربة
وهنا يظهر منهجه يف إثبات اختالف النسخ والذي يمكن تلخيصه اآليت :
-1ال ينبغي أن نثبت من فروق النسخ واختالفها إال ما احتمل التصويب ،وما لم
نجزم بخطئه طب ًعا .
-3أن الخطأ ينبه عليه إذا كان يف نسخة معتمدة ،وخشينا أن يغرت هبا بعض
القارئين أو يكون يف طبعة وحيدة للكتاب سارت بين الناس وكثرت يف أيديهم ف ُيخشى
الصحة .
أن يعتمدوها حجة ،إذا غلب عليها ِّ
-4أن النسخة إذا غلب عليها الغلط ،فالتنبيه عليها ووصفها ٍ
كاف عن تتبع أغالطها .
وقد تقدم يف بيان نظرية التحقيق عند أحمد شاكر منهجه يف المفاضلة بين النسخ ،
وقوله يف تحقيقه للمعرب للجواليقي « :وأنا أرى أن القصد يف ذلك أفضل ،وأن ال يثبت من
اختالف النسخ إال :ما احتمل التصويب ،وما لم نجزم بخطئه قط ًعا ،إال أن يكون الخطأ
يف نسخة معتمدة فيغتر بها بعض القارئين أو يكون يف طبعة وحيدة للكتاب سارت بين
الصحة .أما إذاالناس وكثرت يف أيديهم ف ُيخشى أن يعتمدوها حجة ،إذا غلب عليها ِّ
غلب عليها الغلط فأرى أن التنبيه عليها ووصفها ٍ
كاف عن تتبع أغالطها »((( .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « ديوان أبي فراس الحمداين » ،تحقيق الدكتور محمد سامي الدهان ،مجلة
الكتاب ،مج ، ،5ج ، 4س. 635 ، ) 1948 ( 3
الم َع َّرب » للجواليقي ص . 10-9
((( مقدمة تحقيقه لكتاب « ُ
279
فهو إذن يقرر عدة أمور يتضح من خاللها القواعد التي سار عليها ،وهي :
-1اختيار أصح النسخ وأوثقها ،وال شك أن هذا االختيار يقوم على الدراسة .
-5يثبت الخطأ يف فروق النسخ حين يقع يف نسخة معتمدة قد يغرت هبا بعض
القارئين أو يكون يف طبعة وحيدة للكتاب اشتهرت بين الناس وسار االعتماد عليها .
-6إذا غلب على النسخة الغلط ،فالتنبيه عليها كاف عن تتبع أغالطها .
الم َعاناة
شاكرا يف هذه ُ
ً -1أن عدم الحصول على النسخ النفيسة هو الذي أوقع
ُ
الحال ،فأساس العملية التحقيقية ،ولو أتيح له ما أتيح لمن بعده من النسخ الختلف
هو النسخ الخطية القوية ،وهي هنا عنده غير متوفرة .
-2أن هذا االحتياط الذي جعله يثبت اختالفات النسخ كلها ،وذكر ما يف الن َُّسخ
صحيحا أم خطأ ،يخالف منهجه كما تقدم(((.
ً من اختالف ،سواء أكان
وقد انتقد الدكتور بشار عواد معروف طريقة الشيخ أحمد شاكر يف تحقيق سنن
الرتمذي قائال « :وعلى هذا النحو كان منهجه يف التحقيق ،فقد كان يضيف إلى المتن
كل ما كان يجد فيه نف ًعا أو يعتقد صحته من غير التفات إلى كون هذا مما َّ
دونه أو أماله
الرتمذي أم ال ،ولذلك أدرج ً
كثيرا من الزيادات والشروح والتعليقات الواردة يف نسخة
العالمة محمد عابد السندي ،وقد عمل يف هذا الكتاب ولم تكن كثير من الكتب قد
ُطبعت أو ُفهرست ،ومنها « تحفة األشراف » ،و « هتذيب الكمال » ،وكالهما للمزي(((،
فلم يكن أمامه -وليس بين يديه ما يستدل به من نسخ عتيقة -إال هذا الفعل »((( .
ثم قال « :ومن المعلوم يف بدائه علم تحقيق النصوص أن المحقق يسعى
جاهدً ا إلى إثبات النص الذي كتبه المصنف أو أراده ،سواء أكان هذا الذي جاء
عند المصنف صوا ًبا أم خطأ ،يف حين يعمد بعض المحققين -ومنهم العالمة
الكبير الشيخ أحمد شاكر - يف بعض األحيان -إلى إثبات ما يرونه صوا ًبا؛
ومرجحات يستدلون هبا ،وهو صنيع ال شك خطير يؤدي إلى
ِّ استنا ًدا إلى أدلة
الم َصنِّف فيحيله إلى شيء آخر » .ثم ضرب أمثلة لإلضافات التي
تدخل يف نص ُ
السندي((( وأنه قام بحذفها يف طبعته التي قام بتحقيقها((( (((.
أضافها شاكر من نسخة ِّ
وهنا يقال :ما أضافه أحمد شاكر من نسخة السندي يوجد بعضه يف نسخ أخرى وهومن
نسخة معتمدة عنده بغض النظر عن كوهنا ليست قوية أما أن يضيف من عنده ما يراه صوا ًبا
((( اطلع أحمد شاكر يف آخر حياته على « هتذيب الكمال » ،نسخة دار الكتب المصرية المنقولة عن خط المؤلف
ووصفها يف « جريدة المراجع » بالمسند ،طبعة سنة 1956م ،ج 15ص . 245
((( مقدمة بشار عواد معروف لكتاب « الجامع الكبير » للرتمذي . 11 /1 ،
((( وصف شاكر نسخة عابد السندي بأهنا موثقة التصحيح .انظر تعليقه على « المسند » 546/6
((( مقدمة بشار عواد معروف لكتاب « الجامع الكبير » للرتمذي . . 11 /1 ،
((( للشيخ عبد الرحمن الفقيه بحث نفيس يف مناقشة العالمة الدكتور بشار عواد يف هذه األحاديث التي حذفها وهو
موجود بموقع أهل الحديث .انظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3984
282
فهذا خالف ما جاء عنه من تحريمه الزيادة على النص أو التالعب فيه .
ففي تحقيقه لـ « المسند » البن حنبل ،ح رقم 2380عند الكالم على زيادات
بعض النساخ أكد على أن الزيادة يف النص غير جائزة ،فقال « :ويف ح « :وأشهد
أن سيدنا محمد ًا رسول اهلل » ،وكلمة « سيدنا » ليست يف ك ،وال سيرة ابن هشام.
ورسول اهلل -ﷺ -سيدنا وسيد الخلق ،بأبي هو وأمي ،ولكن الزيادة على النص
الوارد غير جائزة ،وهذه زيادة من الناسخين يقينًا »(((.
ثال ًثا :منهجه يف اعتماد المطبوع عند افتقاد النُّسخ الخطية :
ويف حالة عدم التوفيق للحصول على نسخة خطية يعتمد على المطبوع ،و ُي َق ِّوم
الصحة .
بنص أقرب إلى ِّ
المتاحة له للخروج ٍّ
النص يف ضوء المصادر ُ
المثال األول :وهذا ما فعله يف تحقيقه للشعر والشعراء البن قتيبة حيث اعتمد
يف تحقيق هذا الكتاب على طبعة ليدن اعتما ًدا ك ّل ًّيا ،وشرح بعض األلفاظ الغريبة
شرحا مقار ًبا ،ورجح ً
كثيرا من النصوص على ما بين يديه من المصادر ،ولم يثبت ً
اختالف الروايات إال قليال .
خالف بين النسخ مهما كان شأنه ،ليكون القارئ على َب ِّينة منه فيختار ما يختار وير ّد ما
ّ
المستقل ،وال يكون مقيدً ا بذوق الناشر ورأيه ،فقد يكون الخاص ،ورأيه
ّ يرد ،بذوقه
الناشر مصو ًبا للخطأ أو مخط ًئا للصواب وهو ال يدري ،واألنظار متباينة ،واألفكار
متقاربة ،وفوق كل ذي علم عليم .ومن أجل ذلك ال أوافق األستاذ على طرحه لتلك
االختالفات التي أثبتها « دي غويه » ولست أدري لماذا تركها وهي بين يديه » .
ثم يبين السيد صقر أن هناك ً
نسخا أخر موجودة بدار الكتب كان ينبغي اعتمادها
وأن الخالف الموجود بين النسخ اختالف هائل ،فيقول « :ومنهج األستاذ شاكر يف
نشر هذا الكتاب هو أنه اعتمد يف نشره على طبعة ليدن فقط ،فأخذ منها وترك ،ولم
يرجع إلى النسخ المخطوطة يف القاهرة ،وهو يعلم أن فيها نسختين برقمي ( ،550
- 4247أدب ) رجع « دي غويه » إلى أوالهما ،ولم يرجع إلى الثانية ،ألهنا لم
تكن يف دار الكتب إذ ذاك ،ويف دار الكتب نسخة ثالثة تحت رقم ( - 9160أدب )
وصفت يف الجزء السابع من فهرس الدار ص . 180ويف مكتبة األزهر نسخة رابعة (
- 6885أدب ) فكان من الواجب على األستاذ أن يرجع إلى تلك النسخ كلها حتى
يستطيع تحقيق متن الكتاب ،وهو يعلم أن نسخه التي اعتمد عليها « دي غويه» يختلف
بعضها عن بعض اختال ًفا ً
كبيرا ،إلى حدّ جعل « دي غويه» يقول « :إنه ينبغي أن تنشر
مستق َّلة » .والحق أن الخالف بين النسخ اختالف هائل ،ليس يف سطر أو سطرين ،أو
صفحة أو صفحتين ،بل يف فصول وتراجم بأكملها ،فامرؤ القيس ،وزهير ،والنابغة ،
والمتلمس ،و َط َرفة ،وأوس بن حجر ،والمرقش األكرب ،والمرقش األصغر ،وعلقمة
ِّ
وعدي بن زيد .كل شاعر من هؤالء له ترجمتان متتاليتان ،كل واحدة منها
ّ الفحل ،
راجعت تلك
ُ تباين األخرى يف أسلوهبا ومنهجها ،وتخالفها يف ترتيب عناصرها .وقد
فالحظت أن الرتجمة األولى لكل شاعر قد خلت منها
ُ ِ
الرتاجم يف النسخ الخطية
ِ
الرتاجم الثنائية ستحفز األستاذ إلى التماس النسخ خلوا تا ًّما .وكنت أحسب أن هذه
284
المخطوطات ليخرج الكتاب كما كتبه صاحبه غير مل َّفق وال ناقص ،كما هو اآلن .فقد
تبينت أن بعض النصوص التي نقلها األقدمون عنه ال توجد فيه .كل ذلك يثبت لنا أن
نشرا علم ًّيا يجعل القارئ
أساسا لنشر الكتاب ً
ً طبعة ليدن ال تصلح وحدها ألن تكون
على ثقة من أن الكتاب كما أ ّلفه مؤ ّلفه لم تعبث به أيدي الماسخين أو الناسخين .ولكن
إماما لطبعته .واتبعها حتى فيما ال ينبغي أن تتبع فيه »(((.
األستاذ قد اعتمدها واتخذها ً
والحق أن كالم العالمة السيد أحمد صقر له وجاهته ويؤكده أنني اطلعت على
مسودة أحمد شاكر لمطبوعة المستشرق « دي غويه » المطبوعة ،وعليها تعليقات
درسا ًّ
مهما من ذلك ،وخالصته :أن التعامل مع النسخ شاكر بقلمه !! فاستخلصت ً
الخطية ال يعدله شيء ،وأن التعامل مع المطبوعة وترك مشقة البحث عن المخطوطة
ُيدخلنا يف مشقة أكثر ،ويكفينا الدخول يف متاهات التقصير وإصالح مئات األخطاء
يف المطبوعة من تصحيف وتحريف وغيره ،ومن ثم مرت على شاكر أمور كثيرة ،
تحملها عن « دي غويه » ،عفا اهلل عن الجميع .
وبالجملة :فما أحسن ما قال السيد صقر يف آخر نقده « :وال ينبغي أن ينسينا
حديث المآخذ واألخطاء شكر األستاذ الجليل أحمد محمد شاكر على ما بذل يف نشر
هذا الكتاب من جهد عنيف ،ال يدرك ُكن َْهه وال يعرف قدره إال من َّ
زج بنفسه يف هذا
المضمار .وحسبه أنه قدَّ م للقراء طبع ًة ال مثيل لها فيما بين أيديهم من طبعات » .
( الفقرة ) 919يف ترجمة ذي الرمة « :وكان يو ًما ينشد يف سوق اإلبل شعره الذي
يقول فيه َ ...ع َّذ َبت ُْه َّن َص ْيدَ ُح .وصيدح :اسم ناقته ،فجاء الفرزدق فوقف عليه . » ...
وعلق شاكر على ذلك بقوله « :لم أجد هذه الجملة يف القصيدة الحائية التي يظن
أن تكون منها يف ديوان ذي الرمة ،ولكن البيت ثابت يف األغاين » .
قال السيد أحمد صقر « :بل هي منها كما يف ديوانه المطبوع يف أوربا ص ، 87ويف
ديوانه المخطوط بدار الكتب ورقة . 203قال ذو الرمة :
ُ
المراسيل ُجن َُّح يس ِ إذا مات فوق الرحل َأحييت روحه
بذكراك والع ُ
ُجروم المطايا َع َّذ َبت ُْه َّن َص ْيدَ ُح إِذا ْار َف َّض َأطراف السياط ُ
وه ِّل َل ْت
وقد اعتمد األستاذ الديوان المطبوع يف بيروت سنة 1353هـ ،وما كان ينبغي له أن
يعتمد عليه ،وقد ذكر ناشره يف مقدمته أنه حذف منه ما يتعلق بوصف اإلبل والفيايف »((( !
* ومن نماذج مالحظاته فيما يتعلق بمراجعة الكتاب بالمخطوطات ،فمنها :
( الفقرة « : ) 17فمن أحب أن يعرف ذلك ليستدل به على حلو الشعر ومره نظر
يف ذلك الكتاب .قال السيد صقر « :ويف األصل المخطوط « ...يستدل به على علو
الشعر وعظيم نفعه وضره نظر يف ذلك الكتاب »((( .
والناظر لهذه المالحظات يستطيع أن يرى قوة حجة السيد صقر فيما يتعلق بعض
التحريفات ومراجعة النص على المخطوطات ،وأما ما يتعلق بالشرح والتعليقات فاألمر
فيه أخذ ورد ،ولذا ر َّد أحمد شاكر على السيد صقر يف نقده للكتاب ،فقال « :وسيجد
كثيرا من نقد األستاذ السيد صقر ما هو إال تح ُّكم وافتئات على ابن قتيبة أو
القارئ أن ً
مرجح .فنجده ً
كثيرا ما يذكر البيت أو النص من كالم ابن قتيبة ،ثم غيره دون دليل ّ
يزعم أن صوابه كذا ،دون دليل مقنع ،وأحيانًا دون نقل عن مصدر معتمد »((( .
مستفيضا ينسف
ً ثم ذكر قاعدة مهمة للغاية تتعلق بروايات الشعر ،وشرحها ً
شرحا
الكثير مما انتقد عليه ،فقال « :والروايات يف الشعر ويف نصوص المتقدمين تختلف
ً
كثيرا ،كما يعرف كل مشتغل بالعلم أو باألدب .فمن المصادرة والتح ُّكم أن نجزم
ً
بصحة رواية أخرى يف كتاب آخر دون رواية ابن قتيبة .وقد يكون راوي تلك الرواية
َّ
خصوصا دواوين الشعراء .فنجد
ً دون ابن قتيبة منزلة يف العلم أو يف الثقة بروايته .
األستاذ السيد صقر يجزم بصحة رواية بيت بأنه يف ديوان الشاعر المنسوب إليه بنص
آخر .والشعراء -كما يعرف الناس -لم يجمعوا دواوينهم بأنفسهم ،إال يف الندرة
مغمورا متوس ًطا ال
ً عالما ورا ًقا من َّ
الوراقين ،أو ً النادرة .وقد يكون جامع الديوان َّ
يوازن بابن قتيبة وأضرابه من العلماء .فمن التجنّي والتح ُّكم أن نجزم بصحة الرواية
ألهنا يف ديوان الشاعر ،دون رواية ابن قتيبة ،وهو إمام كبير ،وعالم يعرف ما يقول وما
ينقل .وهذا بديهي لمن تأمل وعرف وأنصف »((( .
المثال الثاين :اعتمد أحمد شاكر يف التحقيق والتصحيح لكتاب « الكامل » للمبرد
على النسخة المطبوعة يف أوربا يف مدينة ليبزج سنة 1864م بتصحيح المستشرق «رايت»،
وقال مبينًا منهجه « :وهي مطبوعة جيدة جدًّ ا عمدة يف تحقيق الكتاب ،وقد اعتمد هو
على مخطوطة نفيسة ،وأثبت يف الحواشي كل خالف بينها وبين غيرها من النسخ.
وكتب مقدمة للنسخة باللغة اإلنجليزية ،وصف فيها األصول التي اعتمد عليها ..
ورمز المستشرق « رايت » لهذه النسخ بحروف إفرنجية .وقد رمزت لها بحروف
عربية يف تعليقي على الكتاب ،ولكني لم أذكر كل االختالف بين النسخ ،وإنما تخيرت
أكثرها فائدة ،وأثبت ما يف النسخ من زيادات ،بعضها من أصل الكتاب وبعضها حواش
* انتقاد الدكتور محمد الدالي لتحقيق زكي مبارك وشاكر للكامل للمبرد :
حقق الدكتور محمد أحمد الدالي الكتاب مستفيدً ا من الحصول على نسخ خطية
جديدة ،وقال إنه استفاد من جهود من سبقه .
وتحدث عن جهود أحمد شاكر يف الكتاب ،وأنه ال يعدو أن يكون صورة عن
مطبوعة رايت التي اعتمد عليها .
فقال « :وعلى ما بذل الشيخ أحمد شاكر يف مطبوعته فقد ظلت صورة عن مطبوعة
رايت ،وقد تابعه على ما أثبت من النسخة التي اتخذها ً
أصل ،وإن كان الصواب يف
سائر النسخ ،وتابعه يف إثبات الحواشي التي كتبها قارئو الكتاب يف متنه بل زاد يف المتن
بعض األبيات يف قصائد وردت يف الكتاب عن دواوين أصحاهبا »((( .
أوال :إن عمل شاكر يف ذلك الوقت كان يقوم على المتاح له من النسخ ،وظني -
كما عودنا -أنه بمجرد حصوله على نسخ أقوى كان سيعيد التحقيق ال سيما وقد أشار
ثان ًيا :إن جهده يف ضبط النص انصب على القراءة الدقيقة لفروق النسخ التي
اعتمدها رايــت مع االستعانة بمصادر النص ومناجمه لتصحيح أخطاء القراءة
والتصحيف يف عمل المستشرق((( والخروج بقراءة صحيحة ،مع تعقب تصحيفات
أيضا((( .
الطبعات المصرية((( ،وتعقب نسخة المرصفي ً
ثال ًثا :وال ينبغي أن نغفل جهده يف التعليق على النص من تخرج للقراءات وتخريج
لألحاديث وشرح الغريب ،وتعريف باألماكن ،وغير ذلك .
أن معظم االنتقادات التي ُو ِّجهت ألحمد شاكر تدور يف فلك بعض الكتب التي
أعاد تحقيقها باالعتماد على طبعات المستشرقين دون أن يأيت بنسخ خطية جديدة،
والمجهود الــذي يبذله أحمد شاكر يف هذه الحالة من تصحيح للنص وإضاءته
بالتعليقات مهما كان هائال فلن يؤيت ثماره بالمقابل لو كان هذا الجهد يف ضوء نسخ
جديدة أقوى توثق العمل وتزيده وترفع من قيمته .
من هنا كان انتقاد أستاذنا الدكتور بشار عواد لطريقة أحمد شاكر يف الحرص على
إخراج ن ٍَّص صحيح يستفيد منه الناس ،وليس النَّص الذي كتبه المؤلف .
***
املبحث اخلامس
اتلصحيف واتلحريف
قضية التصحيف والتحريف من أهم القضايا التي يطرحها فن تحقيق
النصوص ،ألهنا ترتبط كل االرتباط بالنص :حر ًفا حر ًفا وكلمة كلمة ،وجملة
جملة ،وهما أكرب آفة منيت هبا اآلثار العلمية ،فال يكاد كتاب منها يسلم من
ذلك ،كما قال العالمة عبد السالم هارون((( .
وهذا الفن كما يقول الشيخ أحمد شاكر « :فن جليل عظيم ،وال يتقنه إال
الحفاظ الحاذقون ،وفيه ُحكم على كثير من العلماء بالخطأ ،ولذلك كان من الخطر
أن يقدم عليه من ليس له بأهل»((( .
وأما الفرق بين التصحيف والتحريف َ :فأ ْر َج ُح ما جاء يف ذلك هو قول ابن حجر
العسقالين « :إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط يف
فالم َص َّحف ،وإن كان بالنسبة إلى الشكل
السياق ،فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط ُ
فالم َح َّرف »((( .
ُ
فهو يجعل التصحيف ًّ
خاصا بااللتباس يف نقط الحروف المتشاهبة يف الشكل كالباء
والتاء والثاء ،والنون والياء ،والجيم والحاء والخاء ،والدال والذال ،والراء والزاي ،
والسين والشين ،والصاد والضاد ،والطاء والظاء ؛ ألن صور تلك الحروف واحدة ،وال
يفرق بعضها عن بعض يف الكتابة الحديثة إال النقط أو مقدارها .وأما التحريف :فهو
خاص بتغيير شكل الحروف ورسمها ،كالدال والراء ،والدال والالم ،والنون والزاي
يف الحروف المتقاربة الصورة ،والميم والقاف ،والالم والعين يف الحروف المتباعدة
((( عبد السالم هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،ص .67 ، 66
((( من شرحه لـ « ألفية السيوطي يف الحديث » ،ط ، 2الحلبي ،ص . 203 -202
((( ابن حجر العسقالين « :نزهة النظر شرح نخبة الفكر » ،ص .32
290
الصورة((( .وهذا ما استقر عليه عند جمهرة العلماء يف العصر الحاضر((( ،وهو أعدل
األقوال وأقرهبا ((( .
* منهج أحمد شاكر يف التعامل مع التصحيف والتحريف :
يمكن أن نتلمس بعض مالمحه من األمور التالية :
أوال :تحذيره من إهمال القائمين على المطابع ودور النشر ،وما يتسبب من
ألوف من الن َُّسخ من كل كتابُ ،تن َْش ُر يف األسواق
ٌ ورائها من إفساد للكتب .يقول « :
قليل ،يقرؤها العالم المتمكن ، والمكاتب ،تتناولها أيدي الناس ،ليس فيها صحيح إال ً
ونقص
ٌ والعامي الجاهل ،وفيها أغالط واضحة وأغالط ُم ْشكِلة ، ّ والمتعلم المستفيد ،
نظر وتأ ُّمل ،ويظنفيضطرب العالم المتثبت ،إذا هو َو َقع على خطأ يف موضع ٍ ُ وتحريف ،
المخطئ ،فيراجع ويراجع ،حتى يستبي َن له وج ُه َ بما َعلِ َم الظنون ،ويخشى أن يكون هو
نفيسا ،وبذل جهدً ا هو أحوج إليه ،ضحي َة ٍ
لعب من الصواب ،فإذا به قد أضاع وقتًا ً
األمر إلى غير أهله ،ويأ َبى إال
َ مطبعة ،أو َع ْم ٍد من ٍ
ناشر ُأ ّم ٍّي ،يأ َبى َّإل أن ُي َو ِّسدَ ٍ مصحح يف
األمر على المتعلم الناشئ ،يف الواضح رأي .ويشتب ُه ُ رأسه ،فال يكون مع رأيه ٌ ركب َأن َي َ
والم ْشكِل ،وقد يثق بالكتاب بين يديه ،فيحفظ الخطأ ويطمئن إليه ،ثم يكون إقناعه بغيره ُ
العامي بعد ذلك !»((( . وتصو ْر أنت َ
حال َّ عسيرا ،
ً
ّ
ثان ًيا :إعادته تحقيق بعض الكتب التي حققها المستشرقون ،لما اشتملت
عليه من تحريفات وتصحيفات وأغالط .
وقــد تقدم الكالم بالتفصيل على إعــادتــه لبعض التحقيقات التي قــام هبا
((( عبد السالم هارون :تحقيق النصوص ونشرها ،ص .67 ، 66
((( رمضان عبد التواب « :مناهج تحقيق الرتاث بين القدامى والمحدثين » ،ص . 124
((( محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي مع محاضرة عن التصحيف والتحريف» ،ص . 286
((( مقدمة تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ،ص . 17
291
ومن يطالع نسخته يجد عليها استدراكات التي كتبها أحمد شاكر عليها .
الجرِ ْي ّ
ري ) يف تحقيق نسبة أحد المنسوبين إلى مذهب ومنها :يف ورقة 129أ َ ( :
محمد بن جرير الطربي ،قال السمعاين « :قال أبو حاتم بن حبان كان إبراهيم
الجوزجاين جريرى المذهب . » ..
ع َّلق شاكر بقوله « :هذا خطأ وتصحيف ؛ ألن إبراهيم بن يعقوب ( حريزي )
بفتح الحاء المهملة وبالزاي يف آخره ،نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنَّصب ،
وإبراهيم هذا مات ،256أو ، 259وهو من شيوخ ابن جرير الطربي ،روى عنه يف
مواضع يف تفسيره ،فليس تاب ًعا البن جرير وال منسو ًبا إليه .وانظر تحقيق ذلك يف «
التهذيب » البن حجر ج 1ص . (((» 138 ،182
* ومثال المطبوعة :يف تحقيقه لكتاب « الشعر والشعراء » البن قتيبة ،ينبه على
تصحيف عجيب وقع فيه اإلمام العيني يف بيت من األبيات وهو :
الح َم ِ يض َجن ِ َات ٍ
ماء َم ًعا بِ ٌ
اليق َاقيرها ُص ْف ُر َ
ُح ْم ٌر َمن ُ َاجن َُها َبن ُ
قال « :بنات الماء :طير من طير الماء طوال األعناق ...ورواية اللسان « بنات ماء
ترى » بدل « م ًعا » ،والمعنى على الروايتين صحيح واضح وسليم ،ولكن العيني َص َّحف
« م ًعا بيض » تصحي ًفا ما أظنه عن علم ،قال « مغاييص » َّ ،
وفسرها بأهنا جمع « غائص »
على غير قياس !! وهذا من أعجب التصحيفات ،والعيني فقيه ُأصولي ِّ
مؤرخ ،وله
مشاركة يف الحديث ،بل يزعمون أنه ُمحدِّ ث ،أما أن يكون أدي ًبا فال »((( .
-يف مقدمته لكتاب « المعرب » للجواليقي يناقش مناقشة موضوعية تصحي ًفا ورد يف
نص السخاوي يف «الضوء» على أنه
نسب أحد الرواة فيقول « :ثم إن نسبته « البشبيشي » َّ
منسوب إلى « بشبيش » قرية من أعمال المحلة بالغربية » .ولكن ابن العماد يف الشذرات
نسبه « ال َبشيتي » وقال « :بفتح الموحدة وكسر الشين المعجمة وتحتية وفوقية ،نسبة
إلى « َب ِشيت » قرية بأرض فلسطين » .وهذا خالف جوهري غريب ،وأنا أرجح النسبة
األولى؛ ألن الحافظ السخاوي أعرف بالمصريين ،وألن ناسخ نسخة حـ نقل من خطه،
وكتبه مرتين « البشبيشي » بحروف واضحة منقوطة ال تحتمل التصحيف ،وألن هذه
أيضا على كتابه بدار الكتب ،كما نقلنا عن الفهرس »((( .
النسبة مكتوبة ً
-ويف « المسند » ألحمد بن حنبل حديث رقم 7671كتب مبح ًثا يف تحقيق قوله :
الناس ،فهو َأ ْه َل ُك ُهم ،يقول اهلل :إنه هو هالك » أهو بالضم ،
« إذا سمعتم رجالً يقول :قد َه َلك ُ
قديما يف قوله « فهو أهلكهم »: ِ
وبيان َو ْهم من َوهم يف ضبطها بفتحها .قال «:واختلف العلماء ً
أهو بضم الكاف ،فيكون أفعل تفضيل ،أم بفتحها ،فيكون ً
فعل ماض ًيا ؟
محمد بن سفيان راوي كتاب الصحيح عن مسلم -عقب
فقال أبو إسحق -إبراهيم بن َّ
روايته هذا الحديث يف الصحيح« :ال أدري « أهلكهم » بالنصب ،أو « أهلكهم » بالرفع » ؟
وقــال القاضي عياض ،يف مشارق األنــوار « :269 - 268 :2رويناه بضم
الكاف .وقد قيل بفتحها « أهلكهم » ون َّبه على الخالف فيه اب ُن سفيان ،قال :ال
واستصغارا،
ً استحقارا لهم
ً أدري ،هو بالفتح ،أو بالضم؟ قيل :معناه إذا قال ذلك
ال تحزنًا وإشفا ًقا .فما اكتسب من الذنب بذكرهم وعجبه بنفسه أشد ،وقيل :هو
أنساهم له .وقال مالك :معناه أفلسهم وأدناهم .وقيل :معناه يف أهل البدع والغالين،
الذين يؤيسون الناس من رحمة اهلل ،و ُيوجبون لهم الخلود بذنوهبم ،إذا قال ذلك يف
أهل الجماعة ومن لم يقل ببدعته ،وعلى رواية النصب ،معناه :أهنم ليسوا كذلك وال
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « المعرب » للجواليقي ،ص . . 16-15
294
وعندي أن كل هذا َت َك ُّلف ،أوقعهم فيه شك أبي إسحق -راوي صحيح مسلم
-وتردده بين الفتح والضم .والقاضي عياض جزم أوال برواية الضم .وهو يريد
بذلك رواية الموطأ ؛ ألن رواية مسلم فيها تردد ابن سفيان .وقال أبو داود بعد
روايته« :قال مالك :إذا قال تحزنًا لما يرى يف الناس ،يعني يف أمر دينهم ،فال أرى
بأسا .وإذا قال ذلك عج ًبا بنفسه و َت َصا ُغ ًرا للناس ،فهو المكروه الذي ن ُِهي عنه».
به ً
وفاهتم جمي ًعا أن يروا رواية المسند -التي هنا -والتي فيها زيادة يف آخرها ،قاطعة
يف تحديد المعنى وضبط الكلمة ،وهي من الحديث المرفوع « :يقول اهلل :إنه هو
هالك » .فهذه الكلمة -وهي حديث قدسي -معناها أن قائل ذلك قد حكم اهلل
هبالكه ،فهو بقوله هذا الذي قاله أشد منهم هالكًا ؛ ألن اهلل يقول « :إنه هو هالك».
وليس بعد هذا البيان بيان ،والحمد هلل»((( .
((( من تعليقه على « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل. 98-97 /14 ،
295
قال « :ومن عجائب التصحيف أن الحافظ ذكر هذا الحديث يف اإلصابة 6 /3
فقال « :وروى أحمد من طريق عاصم عن زر قال » إلخ ،فصحفه مصححه فجعله
« من طريق عاصم بن الزبرقان قال » !! وليس يف الرواة أصال من يسمى « عاصم بن
الزبرقان » « .زر » :بكسر الزاي وتشديد الراء « .حبيش » :بضم الحاء المهملة وآخره
شين معجمة ».
* مثال مما انتقده السيد أحمد صقر على أحمد شاكر يف تحقيق « الشعر
والشعراء » من تصحيف وتحريف .
لحميد بن ثور الهاللي يف وصف ذئب وامرأة : ( الفقرة ) 665من قصيدة ُ
ضائع
ُ إذا ما عدا يف َب ْه ِمها ْ
وهو َترى رب ُة البهم ِ
الف َر َار عشي ًة َْ َ
إلى األَرض َم ْثنِي إِليه األَ ِ
كار ُع كحل ٌ
مائل وهو َأ ُ ر َأته فش َّك ْت ْ
ٌّ
هكذا جاء يف الطبعتين « أكحل ٌ
مائل » وهو خطأ .وصحة التحريف :
إلى األَرض مثني إِليه األَ ِ
كار ُع وهو َأ ْط َح ُل ٌ
مائل ر َأته فشكت ْ
ٌّ
وكذلك جاء يف ديوان الشاعر ص ، 37وأمالي المرتضى 121 : 4وحماسة ابن
الشجري ص 207ويف لسان العرب ( ) 424 : 13قال ابن سيده « :ال َّط ْح َلة :لون بين
ّ
الغربة والبياض بسواد قليل كلون الرماد .ذئب أطحل وشاة طحالء » .
((( ابن قتيبة « :الشعر والشعراء » ، 231/1 ،طبعة ، 2دار المعارف 1958م .
((( محمد حماسة عبد اللطيف « :كيف نقرأ النص الرتاثي ،وبيان أثر العروض يف ضبطه وتحقيقه ؟ » ،ص
. 41- 40
297
املبحث األول
توثيق انلَّص
أوال :توثيق القراءات والروايات
التحرز واالحتياط .
ُّ * يرى أحمد شاكر أن ِّ
الرواية أمانة وأن علم القراءات ينبغي فيه
ففي نقده لتحقيق كتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي قال « :وقد أخطأ األستاذ
المحقق يف تحريف نص للمقريزي يحكي فيه اختالف القراء يف قراءة حرف من القرآن،
إذ لم يعرف اصطالح علماء القراءات يف حكايتهم للروايات ،ولم يرجع إلى شيء من
كتبهم ،وهي كثيرة مطبوعة ،ألم يسأل أحدً ا من أهل العلم هبا ،وما ينبغي مثل هذا يف
التعرض لحروف القرآن :اختلف القراء يف كلمة ﮋﮓﮊ من آية النحل ،فحكى
﴿يعرشون﴾ بضم الراء ،وقرأ الباقون
ُ المقريزي قراءتهم ،قال « :فقرأ ابن عامر :
عاصما فإنه اختُلف عنه ُ ،فروي الوجهان جمي ًعا » ،فهذا كالم واضح ال ً بكسرها إال
ِع َوج فيه .أكثر ال ُق َّراء قرؤوا بكسر الراء ،وابن عامر قرأ بضمها ،وعاصم قرأ بهما م ًعا ،
ُروي عنه الوجهان جمي ًعا .ولكن األستاذ المحقق أفسد الكالم ،ويعذرني األستاذ إذا
خيرا منها في موضعها َ ،غ َّير كلمة « عنه » فجعلها
استعملت هذه الكلمة ،فإني لم أجد ً
« عنهم » ،و َغ َّير كلمة « الوجهان » فجعلها « الوجهين » ،فصار الكالم هكذا « :إال
عاصما فإنه اختلف عنهم ،فروى الوجهين جمي ًعا » ،وهذا كالم المعنى له ،وال يجوز
ً
ألحد أن يتصرف في كالم المؤلفين إلى هذا الحدّ ،وإن أثبت األصل بالهامش ،فإن
هذا عبث وإقدام على العلم وجرأة ،نعيذ أبناءنا المتثبتين أن يفعلوه ،أو أن يعود إليه
َمن فعله منهم مرة ،والله يهدينا جمي ًعا إلى سواء السبيل »((( .
* يحرص يف تحقيق الكتاب أن يشير إلى مراعاة القراءة التي يعتمدها المؤلف
الم َؤ ِّلفان، ِ
ففي تحقيقه لـ « تفسير الجاللين » ،ن َّبه يف َّأوله على ُمراعاة القراءة التي يثبتها ُ
فقال « :وقد أثبتنا رسم المصحف بالشكل الكامل .مراعين يف ذلك القراءة التي
أثبتها المؤلفان ، وإن َخا َل َفت قراءة حفص المشهورة على األلسنة اآلن ،وعليها
أكثر طبعات المصاحف »((( .
* واهتمام شاكر بتخريج القراءات والكالم عليها يختلف من كتاب آلخر إال أن
اعتنائه كان أكثر يف تحقيقه للجزء الثاين والثالث من « الكامل يف األدب » ألبي العباس
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي ،تحقيق األستاذ جمال الدين الشيال،
مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 12س ، ) 1946 ( 1ص . 937
المحلي ،وجالل الدين السيوطي « :تفسير الجاللين » ،تصحيح ومراجعة أحمد محمد شاكر ،
َ ((( جالل الدين
أيضا :تعليقه على « عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » 41 / 1 ،
وعلي محمد شاكر ،. 5 / 1 ،وانظر ً
301
الم َب ّرد عن عن أي كتاب آخر قام بتحقيقه ،فحرص على تصحيح األخطاءالواقعة يف
ُ
القراءات يف النسخة األوربية ،كما اهتم بتخريج القراءات ،وبيان الشاذ منها ((( .
ً
ثانيا :ختريج األحاديث واآلثار
وتختلف طريقة التخريج عند شاكر باختالف الكتاب ونوع العلم الذي ينتمي
إليه ،فتخريجه لمسند اإلمام أحمد والتوسع يف الكالم على األسانيد والرجال يختلف
عن تخريجه لكتاب لكتب من كتب األدب مثل « لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ .
يقول أحمد شاكر مبينًا منهجه يف الكالم على أحاديث «المسند » « :ولم ألتزم
بالكالم على األحاديث أن ُأخرجها كلها ،وذلك أمر يطول جدًّ ا .إنما جعلت ِّ
همي
صحيحا ذكرت ذلك ،وإن كان ضعي ًفا بينت
ً ووكدي أن أبين درجة الحديث ،فإن كان
سبب ضعفه ،وإن كان يف إسناده رجل مختلف يف توثيقه وتضعيفه ،اجتهدت رأيي على
ما وسعه علمي ،وذكرت ما أراه .ويف كثير من مثل هذا ُأ َخ ِّرج الحديث بذكر من رواه من
كثيرا َ ،ف ُيروى الحديث الواحد
أصحاب الكتب األخرى ..وأحاديث « المسند » تتكرر ً
بأسانيد متعددة ،وألفاظ مختلفة أو متقاربة ،وبعضها مطول ،وبعضها مختصر ،فرأيت
مكررا بنصه
ً أن أذكر بجوار كل حديث رقم الرواية التي سبقت يف معناه أو لفظه ،فإن كان
أو قري ًبا من نصه ،قلت « :مكرر كذا » وذكرت الرقم الذي مضى ،وإن كان اآلخر أطول
من األول ،قلت « :مطول كذا » ،وإن كان أوجز منه قلت « :مختصر كذا » »((( .
هذا هو المنهج الذي اختطه أحمد شاكر لنفسه يف تخريج أحاديث الكتاب ،وحرصه
((( انظر على سبيل المثال « :الكامل » للمربد .1213 ، 1167 ، 1149 ، 949 ، 908 ، 862 ، 825/3 ،
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « المسند » لإلمام أحمد . 10 ، 9 / 1 ،
302
على بيان درجة الحديث ،واصالحاته عند تكرار الحديث بلفظه أو معناه((( .
يف تحقيق « تفسير الطربي » اتفق مع أخيه محمود شاكر على أن يقوم هو بدراسة
األسانيد وتخريج األحاديث((( ،يقول محمود شاكر « :فتفضل أخي أن ينظر يف أسانيد
أبي جعفر ،وهي كثيرة جدًّ ا ،ويتكلم عن بعض رجالها ،حيث يتطلب التحقيق ذلك
ثم ُيخرج جميع ما فيها من أحاديث رسول اهلل ﷺ .فإن وجد بعد ذلك فرا ًغا نظر يف
علي »((( .
عملي وراجعه واستدرك َّ
و ُت َعدُّ تخريجات أحمد شاكر على « تفسير الطربي » من النوع المتوسط ،وأحيانًا
مختصرة ،ال ُيطيل النَّفس إال لحاجة .
((( وقد استفاد منه محققو « المسند » ،طبعة الرسالة انظر على سبيل المثال ال الحصر :ج ، 1ص ، 259 ، 247
. 550 ، 502 ، 472 ، 461 ، 365 ،322وج ، 2ص ، 330 ، 216 ، 163 ، 127 ، 112 ، 39 ، 28وج ، 3ص
. 410 ، 314 ، 255 ،241 ، 238 ، 176وج ، 4ص . 377 ، 370 ، 292 ، 136 ، 90 ، 56 ، 8وج ، 5ص
. 452 ، 406 ، 300 ، 295وج ، 6ص . 324 ، 319وج ، 13ص . 350 ، 297 ، 262وج ، 16ص . 339
العبء ،بالتعاون ِْ ّ َ
بعض ْعلي َ
((( يقول يف مقدمة « تفسير الطربى » ،ص « : 7وقد أ َبى أخي السيد محمود إال أن ُيلق َي ّ
معه يف مراجعة الكتاب ،وبتخريج أحاديثه ،و َد ْرس أسانيده .وهذا -وحدَ ه ٌ -
عمل َ
فوق مقدوري .ولكنّي لم
ً
متوكل على اهلل ،مستعينًا به » . وعملت ،
ُ فقبلت
ُ التخلي عنه ،
َ أستطع
((( مقدمة محمود شاكر لـ « تفسير الطربي » . 13 /1 ،
303
وعلى الرغم من كل هذا فإين عجزت عن معرفة كثير من األحاديث التي فيه ،ولذلك
أنصح كل قارئ أن ال يحتج بشيء من األحاديث يف الكتاب إال بما َص َّر ْح ُت أنه حديث
أشرت إلى أين لم أجدها
ُ صحيح أو حسن .وأما األحاديث التي لم أكتب شيئا عنها أو
فإنه ال يجوز االحتجاج هبا ،إال أن يثبت للقارئ صحتها بالطريق العلمي الصحيح
المعروف عند أهل هذا الف ّن .وهذا مما يجب على كل مسلم مراعاته بالدِّ قة التامة يف
كل كتاب .والحديث عن رسول اهلل ﷺ شديد ،واالحتياط فيه واجب »((( .
وهنا ينبه أحمد شاكر على عدة تحذيرات مهمة يف التعامل مع هذه النوعية من
كتب األدب التي تحوي الكثير من غرائب األحاديث التي لم يستطع الوصول إليها :
-1األحاديث التي لم يكتب شيئا عنها أو أشار إلى أنه لم يجدها فإنه ال يجوز
االحتجاج هبا ،إال أن يثبت للقارئ صحتها بالطريق العلمي الصحيح .
-2أن المؤلف لم يكن من العلماء بالحديث ،ف ُيورد يف بداية األبواب ماورد
صح منها فقط .
بجمع ما َّ
بالباب دون العناية َ
-3أنه بذل جهدً ا يف تخريج األحاديث ولم يرتك حديثا واحدً ا من غير بحث عن
أصله وصحته ،نصيح ًة لألمة ،وأدا ًء لألمانة .
بينما الحديث أخرجه الخطيب البغدادي يف « تاريخ بغداد » 416 / 14برقم ،4261
و قوام ُ
السنَّة يف « الرتغيب والرتهيب » ( ، )174 /1وقال الخطيب عقبه « :قلت :ال أعلم
روى هذا الحديثَ ،ع ْن داود ْبن أبي هند غير هذا الشيخ ،وهو منكر جدا. » .
وقال السيوطي « :أخرجه الخطيب وقال :هو منكر .وأورده الذهبي ىف « الميزان » ،
والحافظ ىف « اللسان » ،كالهما ىف ترجمة :القاسم بن عمر بن عبد اهلل .وقاال :موضوع »((( .
فقد انتقد الدكتور بشارعواد معروف منهجه يف تصحيح بعض األحاديث ،
فقال « :وهو إمام مجتهد يف الحكم على األحاديث من حيث الصحة والسقم ،
له منهجه الخاص به ،القائم على قبول كثير من األحاديث الضعيفة ،ومحاولة
الوصول هبا إلى درجة الصحة ،وميله الواضح إلى توثيق كثير من العلماء المختلف
ودراج أبي فيهم كابن لهيعة ،وابن ُجدْ عان وعطية العويف َ ،
وش ْهر بن حوشب َّ ،
السمح ،ونحوهم كثير ،ثم اعتداده بالمجاهيل ،وتصحيحه لكثير من أحاديثهم ،
((( « عالجٍ » :موضع بالبادية فيه رمل كثير « ،جبال هتامة » :جبال عظيمة باليمن .الجامع الكبير
((( من تعليقه على « لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ ،ص . 248
((( السيوطي « :جمع الجوامع أو الجامع الكبير » ، 1289/1وانظر :الذهبي « :ميزان االعتدال » ( 456/5ترجمة
، )6833وابن حجر العسقالين « :لسان الميزان » ( 463/4ترجمة . )1437
305
ونحو ذلك مما يحتاج إلى دراسة قائمة بذاهتا »((( .
وإذا كان األمر يحتاج إلى دراسة خاصة كما يقول الدكتور بشار عواد معروف ،
فال بأس أن نلقي الضوء على بعض مما انتقد عليه يف ذلك .وطل ًبا لالختصار سوف
نورد مثالين من انتقادات الشيخ محمد ناصر الدين األلباين لبعض تخريجاته لــ
« المسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،و ُن َع ِّلق على ما جاء فيها من نقد منهجي لهذه
التخريجات .
* المثال األول :يف تصحيحه لحديث ابن لهيعة مطل ًقا .
يف تعليقه حديث رقم : 3773حدثنا حسن ،حدثنا ابن َل ِهيعة ،حدثنا ُعبيد اهلل بن أبي
أي الظلم
الحبلي عن ابن مسعود قال :قلت :يا رسول اهللُّ ، جعفر عن أبي عبد الرحمن ُ
ض ينْت َِقصها ا ْلمرء ا ْلمسلِم مِن ح ِّق َأ ِخ ِ أظلم؟ ،قالِ « :ذر ِ
يه » .. ،الحديث . اع من ْالَ ْر ِ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ ٌ
قال أحمد شاكر « : إسناده صحيح » .
قال الشيخ األلباين « : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة المعروف،
إال ما كان من رواية العبادلة ونحوهم عنه ،وليس هذا منها .أما الشيخ أحمد
شاكر ،فقال « :إسناده صحيح» ،ثم قال « :ومن عادته -غفر اهلل لنا وله -أنه
يتسامح يف حديث ابن لهيعة ؛ ف ُي َص ِّح ُحه ال ُيفرق بين العبادلة وغيرهم إذا كانوا
من الثقات ؛ ولكني أقول :كفى بالمرء ن ً
ُبل أن تعد َم َعائبه »((( .
وقد ترجم البن لهيعة الحافظ ابن حجر يف «التقريب» فقال « :صدوق،
خلط بعد احرتاق كتبه ،ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما ».
((( مقدمة « الجامع الكبير » للرتمذي ،ط دار الغرب اإلسالمي . 10 / 1
((( محمد ناصر الدين األلباين « :سلسلة األحاديث الضعيفة » ،حديث رقم ، 6762ج ، 14ص . 588
306
وفصل الكالم فيه يف موضع آخر ،فقال « :وابن لهيعة هو يف األصل «صدوق»
َّ
لكن احرتقت كتبه ،فحدّ ث من حفظه َف َخلط ،وضعفه بعضهم مطلقًا ومنهم من
خص ذلك بالعبادلة من
فصل فقبله منه ما حدّ ث به عند القدماء ،ومنهم من َّ
َّ
أصحابه وهم عبداهلل بن المبارك وعبداهلل بن وهب وعبداهلل بن يزيد المقرئ»...
قال « :واإلنصاف يف أمره ؛ أن متى اعتضد كان حديثه حسنًا ،ومتى خالف
كان حديثه ضعيفًا ،ومتى أنفرد توقف فيه »((( اهـ .
والكالم على حال ابن لهيعة كُتِب فيه الكثير ،وألستاذنا الدكتور أحمد معبد
عبدالكريم ٌ
بحث مطول ،يف بيان حاله ،ضمنه تحقيقه للجزء الثاين من « النفح الشذي يف
شرح الرتمذي » البن سيد الناس ،انتهى فيه لتضعيفه ،وقال « إنه ال ُيس َّلم للشخ أحمد
شاكر رحمه اهلل ما قرره من أن ابن لهيعة ثقة صحيح الحديث »((( .
يف تخريجه لحديث رقم : 4853حدثنا يزيد أخربنا َجرير بن حازم ،وإسحق بن
الخريت عن الحسن بن هادية قالَ :ل ُ
قيت الزبير بن ِّ
عيسى قال :حدثنا جرير بن حازم ،عن ُّ
ان ،قال :من َأهل ُع َمان؟،
قلت :من َأهل ُع َم َ
ابن عمر ،قال إسحق :فقال لي :ممن أنت ؟ ُ
سمعت من رسول اهلل ﷺ ؟ ،قلت :بلى ،فقال :سمعت ُ قلت :نعم ،قال :أفال ُأ َحدِّ ثك ما
انَ ،ين َْض ُح بِ َجانِبِ َها َ ،و َق َال إِ ْس َح ُ
اق: رسول اهلل ﷺ يقول « :إِنِّي َلَ ْع َل ُم َأ ْر ًضا ُي َق ُال َل َها ُ :ع َم ُ
َاح َيتِ َها -ا ْل َب ْح ُر ،ا ْل َح َّج ُة مِن َْها َأ ْف َض ُل مِ ْن َح َّج َت ْي ِن مِ ْن َغ ْي ِر َها » .
بِن ِ
((( ابن حجر العسقالين « :نتائج األفكاريف تخريج أحاديث األذكار» (. )34/2
((( من تعليقه على « النفح الشذي يف شرح الرتمذي » البن سيد الناس . 863/ 2
307
قال األلباين « : وأما قول العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر يف تعليقه على
هذا الحديث من « المسند » « :إسناده صحيح » ! فغير صحيح ؛ ألنه جرى على
االعتداد بتوثيق ابن حبان ،وقد ُع ِر َ
ف عند العلماء أن توثيق ابن حبان مجروح ؛ ألنه
بناه على قاعدة له وحده ،وهي :أن الرجل إذا روى عنه ثقة ،ولم يعرف عنه جرح؛
فهو ثقة عنده ! »((( .
وقد انتقد الحافظ ابن حجر َم ْس َلك ابن حبان ،فقال « :وهذا الذي ذهب إليه
ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة حتى يتبين جرحه؛
مذهب عجيب والجمهور على خالفه ،وهذا مسلك ابن حبان يف « كتاب الثقات »
الذي أ َّل َف ُه ،فإنه يذكر خل ًقا َّ
نص عليهم أبو حاتم وغيره على أهنم مجهولون وكان عند
ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور ،وهو مذهب شيخه ابن خزيمة،
ولكن جهالة حاله باقية عند غيره »((( .
األولى :أن ُي َص ِّرح به ،كأن يقول « :كان ُمت ِْقنًا » أو « مستقيم الحديث » أو نحو ذلك.
الثانية :أن يكون الرجل من شيوخه الذين َجالسهم َ
وخربهم.
الرابعة :أن يظهر من ِسياق كالمه أنَّه قد عرف ذاك الرجل معرفة ج ِّيدة.
((( محمد ناصر الدين األلباين « :سلسلة األحاديث الضعيفة » ،حديث رقم ، 5173ج ، 11ص . 282
((( ابن حجر العسقالين « :لسان الميزان » . . 290 /1
308
* إنكار أحمد شاكر على من ُيخَ ِّرج األحاديث على غير طريقة المحدثين .
ينتقد أحمد شاكر تصدِّ ي المحققين لتخريج األحــاديــث ممن ال عناية لهم
الم َحدِّ ثين .
بالحديث ،فيخرجون األحاديث من كتب األدب واللغة ،تاركين طريقة ُ
يقول يف نقده لتحقيق كتاب « نِ َحل عرب النَّحل »((( للمقريزي « :ومن المعروف
بداهة أن المحقق ليس من علماء الحديث وال كانت علوم الحديث صناعته ،فما
الذي ُيلجئه إلى أن ُي َخ ِّرج األحاديث على غير طريقة المحدِّ ثين ،ما له ولهذا ؟ يذكر
المقريزي حدي ًثا ( ص )65ينسبه إلى سنن أبي داود ،فيأيت األستاذ فيذكر يف الهامش :
« ُروي هذا الحديث بإسناد آخر يف ابن قتيبة ،عيون األخبار » ! وابن قتيبة لغوي أديب
إخباري ،وكتابه كتاب أدب ،وكتب السنة كثيرة متوافرة ! »((( .
((( عبد الرحمن المعلمي اليماين « :التنكيل بما يف تأنيب الكوثري من األباطيل » . 450/1 ،
((( طبعة مكتبة الخانجي ،القاهرة 1946 ،م .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « نِ َحل عرب النَّحل » للمقريزي ،تحقيق األستاذ جمال الدين الشيال ،
مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 12س ، ) 1946 ( 1ص . 935
309
ِّ ً
ثاثلا :حتقيق انلص الشعري وتوثيقه
وطريقة أحمد شاكر يف توثيق األشعار تتضح من خالل الكتب التي حققها يف
الشعر القديم باالشرتاك مع عبد السالم هارون كـ « األصمعيات » و « المفضليات » .
اضطرارا .
ً الرواة يف الرواية ،إِال َأن يضطرا إلى ذلك
-1عدم ال َع ْر ُض الختالف ُّ
موجزا كاف ًيا .
ً بالشاعر تعري ًفا
َ -2التعريف
ٍ
ومعان وتاريخ . ٍ
غراض ِ -3ذكر َج َّو القصيدة وما قيلت فيه من َأ
-4تخريج القصيدة ،بذكر ما وصال إِليه من مواضع وجودها َ ،أو وجود َأبيات
منها يف الكتب األُصول المعتمدة .
ستشهدٌ به يف « لسان
َ كثيرا من هذا الشعر َأو َأ َ
كثره ُ ،م الم َح ِّققان َأن ً
-5رأى ُ
العرب » ويف « معجم البلدان » ،فوجدا َأهنما لو نَصا على موضع كل ٍ
بيت منه فيهما َّ
لطال األَمر جدًّ ا ،فرتكا ّ
النص على ذلك .
-8وضعا للقصائد َأرقا ًما متتابعة ،ووضعا لألَبيات َأرقا ًما يف كل قصيدة ،ليكون
وجز يف ِ
اإلشارة إِليها عند الحاجة ،و َأيسر إِرشا ًدا يف الفهارس . ضبط لإلِحصاء ،و َأ َ
ذلك َأ َ
وقد علق محمود أبورية على هذا المنهج بقول « :مما انفرد به شرح هذا الكتاب
أنه اشتمل على أمرين لم نجدهما يف شروح كتب األدب قبل اليوم ،أولهما :التخريج
وثانيهما :جو القصيدة ،وهذان األمران قد جاءا من طريقة المحدثين ،إذ التخريج عندهم
هو بيان الكتب التي تخرج الحديث الديني يبين ما فيه من معنى وما كان له من سبب »((( .
* والناظر يف تحقيقات أحمد شاكر للنصوص الشعرية يجد أنه قد يذكر بحور
الشعر ،مع كشاف الشعر كما يف تحقيقه للمعرب للجواليقي .
ِّ ً
رابعا :مراجعة مصادر املؤلف وتوثيقها
وذلك بالرجوع إلى مصادره يف النَّص ،سواء كانت مخطوطة ،أو مطبوعة ،
ومقابلتها مع نقوالت المؤلف ،ومراعاة الزيادة والنقصان يف ذلك .
غلوا
تحقيق متنها إلى كل الكتب العربية التي كتبت عن الحيوان ،ولكني أراه غال ًّ
شديدً ا ،ال ُأريد الغلو يف الرجوع إلى المصادر التي رجع إليها ،فهذا عمل واجب ،
ولكني ُأريد الغلو يف تحكيم النصوص األخرى على التي يف نص المؤلف ،حتى إنه
ل ُيغيره يف أكثر المواضع إلى ما يف المصادر األخرى ،دون ضرورة وال موجب من
خطأ ُيصححه ،أو نقص يكمله ،فأخرج الكتاب للمقريزي بنصوص كثيرة لم تكن
من كالم المقريزي ،بل كانت من كالم غيره ،ولو اتبع الطريق العلمي الصحيح
يف إخراج اآلثار العلمية القديمة ،ألثبت النص كما هو ،ثم قرن إليه ما يشاء من
نصوص غيره ،إن وجد إلى ذلك حاجة ُملحة أو ضرورة ُملجئة »((( .
ثم ذكر أمثلة على ذلك ،نختار منها ما يلي :
-ص ( ) 2 -1يف أول الكتاب ،قال المقريزي « :النحل حيوان ،وهيئته ظريفة ،
وخلقته لطيفة ،ومهجته نحيفة ،وسطه مربع » إلخ .
هذا نص المؤلف الذي يؤخذ من التعليقات التي كتبها الشارح ،فإنه غ َّيره يف
ُص ْلب الكتاب ،وأثبت يف الهوامش ما كان يف األصل ومصدر التغيير ،أثبته هكذا :
« النحل حيوان [ ذو ] هيئة ظريفة ،وخلقته لطيفة ،ومهجته نحيفة ،وسط [ بدنه ] مربع » .
أظن القارئ يرى أن معنى النصين واحد ،وأن كالم المقريزي سليم ،فما
الذي دعا الشارح إلى أن يزيد كلمتي ( ذو ) و ( بدنه ) وأن ُيغ ِّير « مهجته » إلى
« بنيته » ،ثم يقول « :إن التصحيح عن القزويني ومسالك األبصار » ؟! لو كان
القزويني وابن فضل اهلل العمري متأخرين عن المقريزي ونقال كالمه لكان له عذر
أن يعترب النص فيهما نسخة أخرى من كالم المقريزي ،ولكنهما متقدمان عليه .
والمقريزي لم يزعم أنه نقل كالمهما ،بل كل مؤلف ُيعرب عما يعلم مما قرأ يف
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي ،تحقيق األستاذ جمال الدين الشيال،
مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 12س ، ) 1946 ( 1ص . 932
313
كتب المتقدمين بالعبارة التي تروقه ،فليس لنا أن ُن ْلزم واحدً ا منهم بكالم اآلخر
إال أن يكون خطأ ،فنثبت كالمه كما هو ،ثم نبين ما نرى من تصحيحه »((( .
-ص [ « : 61وروى ابن ماجه عن أبي بشر بكر بن خلف قال :حدثني
يحيى بن سعيد عن موسى بن أبي عيسى الطحان عن عبد اهلل عن أبيه ،أو عن
أخيه عن ] النعمان بن بشير [ رضي اهلل تعالى عنه ] أن النبي ﷺ قال :إن مما
تذكرون ..إلخ ،ثم قال [ :رواه الحاكم ،وقال ] :صحيح على شرط مسلم » .
فهذه زيادات زادها الشارح عن الدميري ،ال أدري ما الحاجة إليها ،بعد أن ذكر أن
األصل « :والبن ماجه من حديث النعمان » ؟ المقريزي يروي الحديث ،ويكتفي بأن
ينسبه البن ماجه دون ذكر إسناد ،فأين النقص يف األصل الذي يدعو إلي أن نُغ ِّير نصه بنص
الدميري الذي ذكر اإلسناد ؟ ثم ما الذي يضطرنا إلى زيادة ( ورواه الحاكم وقال ) ؟ هذه
زيادة يحسن أن تكون يف الشرح تعلي ًقا ،ألن المعنى يتغ َّير هبا بعض التغ ُّير ،فإن المقريزي
ُمحدِّ ث معروف ،فهو ُي َصحح الحديث على شرط مسلم بأنه ُيو َثق به يف ذلك ،ولكن هذه
الزيادة جعلت التصحيح من كالم الحاكم وحده ،أما لو بقي الكالم على أصله لكان لنا
تصحيحان :تصحيح الحاكم ،وتصحيح المقريزي »((( .
ثم نجد أحمد شاكر ينتقد المحقق ويؤكد على مراجعة النَّقل على المصدر
المنقول عنه مباشرة ،وال داعي للمراجعة على من نقل عنه إال يف حالة االضطرار
وفقدان المصدر ،أما والمصدر بين أيدينا فهذا نوع من التقصير !!
يقول « :وأعجب من هذا كله أن ينقل المؤلف قطعة من كالم الغزالي يف
اإلحياء ،واإلحياء كتاب مطبوع متداول ،فال ينشط المحقق لمراجعة النص على
أصله ،بل ُيراجعه على نقل الدميري عنه ،ويتصرف يف نص المقريزي بما نقل
الدميري ،ثم يزيدك عج ًبا واستغرا ًبا أن يقول بالحرف الواحد ( ص 66هامشة
« : )11ونالحظ هنا اتفاق المقريزي والدميري يف الصيغة مما يدل بوضوح على أن
األول ينقل من الثاين يف هذا الفصل ً
نقل حرف ًّيا » !ولماذا هذا الجزم ؟ ال أدري واهلل !
أال يستطيع المقريزي أن يجد نسخة من كتاب اإلحياء ينقل عنها حتى يضطر إلى النقل
من الدميري ؟ والمقريزي أعلم وأوسع اطال ًعا وأخرب بالكتب من الدميري ألف مرة !
أفإذا نقلت أنا هذا الفصل عن اإلحياء يف بعض ما أكتب أهتم بأين نقلته عن الدميري أو
عن المقريزي بأهنما أقدم مني ؟ ما أظن أحدً ا يزعم هذا أبدً ا »((( .
-2أن السبب يف ذلك يرجع لالعتماد على نسخة واحدة سقيمة ،تحوج المحقق
للبحث عن مصادر أخرى ُيقوم هبا النص .
-3أن الطريق العلمي الصحيح يف إخراج اآلثار العلمية القديمة ،هو أن نثبت النص
الملِ َّحة .
كما هو ،ثم نقرن إليه ما يشاء من نصوص غيره حسب الضرورة أو الحاجة ُ
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي ت ،تحقيق األستاذ جمال الدين الشيال،
مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 12س ، ) 1946 ( 1ص . 934
315
-5أن الغلو يف الرجوع إلى المصادر التي رجع إليها المؤلف عمل واجب ،
يختلف كل ًّيا عن الغلو يف تحكيم النصوص األخرى يف نص المؤلف .
ً
خامسا :حتقيق اللكمات ادلخيلة
الكلمات الدخيلة يف اللغة العربية من اللغات األعجمية ،وكانت هذه الكلمات
منتشرة يف عدد من كتب اللغة إلى أن جاء أبو منصور الجواليقي ،ت ،فجمع من هذه
الكلمات الدخيلة عد ًدا ال ُيستهان به ،فذكر نحو 730كلمة ،منها 130منها أعالم
لألشخاص واألماكن ،وأودعها كتابه « المعرب من الكالم األعجمي »((( .
و ُطبع الكتاب بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه اهلل ،فحقق نص الكتاب وأما
تحقيق الكلمات الدخيلة فيه ،بمعنى إرجاعها إلى أصلها فم يتعرض له إال قليال ،
واكتفى يف كثير من المواضع بنقل ماورد يف المعاجم كاللسان والقاموس.
وقد قام بسدِّ هذا النقص يف طبعة أحمد شاكر الدكتور ف .عبد الرحيم ،فقام به
هبذه المهمة خير قيام ،فر َّد الكلمات الدخيلة للغاهتا األصلية ( فارسية -يونانية -
نص طبعة أحمد التينية -سريانية -عربية -حبشية -هندية ) ،معتمدا يف ذلك على ِّ
شاكر ،فحقق كلماته بإرجاعها إلى ُأصولها ،وذكر أقوال اللغويين اآلخرين فيما يتعلق
بأصل الكلمة ومدلولها ،وذكر اللغات المختلفة للكلمة إن وجدت ،وذكر أصل
الكلمة مكتو ًبا بالحروف األصلية ،وغير ذلك(((.
وكنت أتمنى أن ُي ْج َمع بين الطبعتين ،بين طبعة أحمد شاكر بما فيها من
تحقيقات بديعة وحواش مفيدة ،وبين طبعة الدكتور ف .عبد الرحيم الذي كتب
عليها « :حقق كلماته بإرجاعها إلى ُأصولها ِ ،
وذك ِْر معانيها األصلية وتتبع التغييرات
التي طرأت عليها ».
***
((( انظر « :المعرب من الكالم األعجمي » للجواليقي ،بتحقيق ف .عبد الرحيم ،ص . 6-5
((( المصدر السابق ، ،ص .7
316
املبحث اثلاين
اتلعليق ىلع انلص
التعليق على النصوص الرتاثية مسئولية تاريخية وأدبية وعلمية ،وهو يعكس
ثقافة المحقق والطرائق التي يتبعها يف التحقيق ً
فضل عن خربته يف موضوع الكتاب
الم َح َّقق ،وقدرته على فهم غوامضه والكشف عن خباياه بعد مراعاة طبيعة الكتاب
ُ
ونوعية المستفيدين منه((( .
والتعليق عند أحمد شاكر يكشف عن معرفته التامة بموضوع الكتاب الذي
يحققه ،فيوظف هذه المعرفة يف الكشف عن خباياه .
وهو يختلف عند أحمد شاكر من كتاب آلخر ومن علم لعلم ،وهو يحدد طبيعة
الم ْس َه َبة عند
عمله من خالل ما يكتبه على عنوان الكتاب ،من هنا كانت التعليقات ُ
شرحا ، ،فقد كتب على عمله
شاكر إضافة للتحقيق وخادمة له ،ولذا كان يطلق عليها ً
يف « المسند» لإلمام أحمد بن حنبل « : ،شرحه وصنع فهارسه » وكتب على كثير من
أعماله « :تحقيق وشرح » كما يف « الرسالة » لإلمام الشافعي .
وطبيعة هذه التعليقات على النص عند شاكر تتنوع من بيان للغريب ،وتراجم
لألعالم ،وتعريف باألماكن ،و نقد وبيان لألخطاء ،وغير ذلك .
وسوف نتناول باختصار منهجه يف كل منها .
أوال :بيان غريب األلفاظ
ينبه أحمد شاكر لخطورة التعامل مع الغريب ال سيما غريب الحديث ،فيقول« :هذا
الفن من أهم فنون الحديث واللغة ،ويجب على طالب الحديث إتقانه ،والخوض فيه
صعب ،واالحتياط يف تفسير األلفاظ النبوية واجب ،فال يقدمن عليه أحد برأيه .؟ وقد
ُسئل اإلمام أحمد بن حنبل عن حرف من الغريب ،فقال َ « :س ُلو أصحاب الغريب فإين
((( انظر :بشار عواد معروف « :يف تحقيق النص :أنظار تطبيقية نقدية يف مناهج تحقيق المخطوطات العربية » ،ص . 249
317
أن أتكلم يف حديث رسول اهلل ﷺ بالظن » .وأجود التفسير ما جاء يف رواية أخرى أو
عن الصحابي أو عن أحد الرواة األئمة »((( .
أيضا يف شرح الغريب يف مقدمة تحقيقه لـ « المسند » لإلمام وقد بين منهجه ً
أحمد بن حنبل ،فقال « :واقتصرت يف تفسير الغريب على ما تدعو إليه الضرورة
قصروا فيه ،أو كان لي رأي ُيخالف ما
وجدت أصحاب الغريب قد َّ ُ جدًّ ا ،وعلى ما
قالوا ،وهو شيء قليل نادر » (((.
ومن ُيراجع تعليقاته يراه يف الغالب يعتمد على كتاب « النهاية » البن األثير ،و « لسان
العرب » البن منظور ،و « القاموس المحيط » ،وغيرها من كتب اللغة .
وسوف نذكر مثالين يف بيانه للغريب من خالل تعليقه على « كتاب الخراج»
ليحيى بن آدم :
المثال األول :يف بيان غريب كلمة « العافية » يف حديث جابر « :من أحيا ً
أرضا ميتة
فله أجر فيها ،وما أكلت العافية منها فهو له صدقة » .
ع َّلق بقوله « :قال :قال ابن األثير((( :العافية والعايف كل طالب رزق من إنسان
أو هبيمة أو طائر ،وجم ُعهما العوايف ،وقد تقع العافية على الجماعة ُ ،يقال :عفوته
واعتفيته ،أي :أتيته أطلب معروفه » .
المثال الثاين :يف بيان غريب كلمة « وإنه لنخل ُع َّم» .
ع َّلق بقوله « :يف « ال ِّلسان » :نخلة عميمة طويلة ،والجمع عم ،يعني بضم
العين ،ونقل عن أبي عبيد « :العم التامة يف طولها والتفافها » ،وكذا قال الخطابي
وغيره »((( .
ً
ثانيا :تراجم األعالم
ومن خالل نقده لتحقيق كتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي ،تحقيق األستاذ
جمال الدين الشيال((( يمكن أن نبرز بعض مالمح نهجه يف ذلك .
ُ -1يؤسس أحمد شاكر للقاعدة التي َتن ُُّص على أنه « :ينبغي التعريف بالمبهم
المغمور وترك المشهور » ،ولكن البعض يعكس اآلية فيعرف بالمشهور ويرتك
المغمور ،كما يقول أستاذنا الدكتور بشار عواد معروف ،وع َّلل صنيعهم هذا بقوله:
« ألنه يحتاج إلى جهد ومراجعة وطول أناة »((( .
ففي تحقيقه لكتاب « الشعر والشعراء »البن قتيبة ،يف الكالم على أبي العتاهية
عرف ،وترجمته مستوفاة يف مراجع كثيرة . (((» ..
يقول « :هو أشهر من ُي َّ
ويف نقد أحمد شاكر لتحقيق كتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي ينتقد ترجمة
المحقق البن سينا ،فيقول « :فليت الشارح ترك هذه الرتجمة ،فابن سينا أشهر
عند أبناء العروبة من أن يعرفوا ترجمته من مصادر أجنبية .ومن نحو هذا أن
يرتجم للرتمذي مرتين ..وما كانت به حاجة إلى ترجمته هنا وال هناك .فالرتمذي
معروف ألكثر القارئين ،وكتاب عرب النحل ليس موضع تراجم العلماء ،وما إلى
هذا قصد مؤلفه ! »((( .
أيضا
-2يؤكد على أن التراجم البد وأن تكون ضرورية للكتاب ،فيقول « :وانظر ً
الرتاجم التي يف ص ، 47أتجد منها ما كانت ضرورية يف تحقيق الكتاب »((( .
-3يرى أن اإلحالة يف تراجم العلماء المعروفين ينبغي أن تكون إلى كتب التراجم
األصلية الموجودة بين أيدي الناس وال ُيغرب على القارئ باإلحالة إلى ما يصعب
تداوله بينهم .يقول « :ومما ال ُيعجبني أن ُيحيل المؤلف القارئ يف تراجم العلماء
الكبار المعروفين على كتاب بروكلمان ليعرفوا مراجع تراجمهم ! ..وما أدري لم
هذا؟ وكتب الرتاجم بين يديه ،يستطيع أن يرشد القارئ إلى مواضع الرتاجم فيها
تيسيرا عليهم ! وكثير من هذه الكتب يقتنيها المثقفون القراء .أما كتاب بروكلمان ،فإنه
ً
باللغة األلمانية ً
أول ،والعارفون هبا قليلون ،وقليل منهم من ُي ْعنَى بالرتاجم أو يقتني
كتبها ،ثم أين هو كتاب بروكلمان اآلن((( ؟ إن النسخة منه ليبلغ ثمنها أكثر من أربعين
جنيها ثم ال توجد ،وخير للمؤلف أن ال ُيغرب على القارئ »((( .
ً
فالذي يعيبه هنا هو ترك اإلحالة للمصدر األساسي للرتجمة ،واإلحالة على
مصدر يصعب تداوله خاصة إذا كان ب ُلغة أخرى ،أما وقد توفر و ُترجم فال يمنع من
ذكره لفوائد كثيرة أهمها ذكر آثار المرتجم له وأماكنها يف العالم .
ً
ثاثلا :اتلعريف باألماكن
ومنهجه يف ذلك كما يبدو من تحقيقاته يتلخص يف :
-1المتتبع لتعريفه للمواضع واألماكن يجد أنه ُي ْهمل المشهور المعروف ،ويقتصر
على التعريف بالمغمور منها ،وما تدعو الحاجة للتعريف به ،مع االختصار واإليجاز .
مثال :يف التعريف بمدينة « أيلة » نقل عن ياقوت يف معجم البلدان ثم أحال
على مرجع معاصر فقال « :أيلة ،بفتح الهمزة وسكون الياء التحتية :مدينة على
ساحل بحر القلزم ،مما يلي الشأم ،وقيل :هي آخر الحجاز وأول الشأم ،قاله ياقوت.
وانظر « :قاموس األمكنة والبقاع » لعلي بك هبجت » . (((» 38 - 37
-3يعتمد كثيرا على « معجم البلدان » لياقوت الحموي ،ويحرص على اقتناء
نسخه الخطية بجانب المطبوع((( ،وينبه على ما ال يوجد فيه .
مثال :ففي تعريفه ألحد األمكنة وهو « :الحوابط » ،يقول « :مكان بالحجاز،
ذكر الهمداين يف « صفة جزيرة العرب » ص 218س 16يف قصيدة العجالين التي
ذكره فيها أسماء « المنازل والمناهل واألودية والقرى الحجازية » ،ولم أجده يف
« معجم البلدان » »(((.
((( من تعليقه على « المسند » ألحمد بن حنبل ، 78 /6 ،ح ، 6514واسم الكتاب « قاموس األمكنة والبقاع التي
يرد ذكرها يف كتب الفتوح » لعلي بك هبجت ،طبعة مصر سنة 1324هـ .
((( انظر ما تقدم ،ص . 276
((( من تعليقه على « المسند » ألحمد بن حنبل ، 200 /1 ،ح . 83
321
مثال :يف تعليقه على موضع « الحصيب » ،وقد وقع ُم َص َّح ًفا هكذا «الخصيب»
فيما بين يديه من نسخ « المسند » ألحمد بن حنبل ،قال « :الحصيب » بضم الحاء
وفتح الصاد المهملتين :اسم مدينة « ُزبيد » ،وأصل « ُزبيد » اسم الوادي ،والحصيب
مدينته ،ثم غلب اسم الوادي على اسم المدينة .ويف النسخ الثالث هنا «الخصيب »
بالخاء المعجمة ،وهو خطأ وتصحيف على الرغم من ثبوته يف األصول الثالثة .وقد
ضبطها -بالحاء المهملة والتصغير -ياقوت يف « معجم البلدان » ،288 :4وهي
كذلك مضبوطة بالقلم يف « صفة جزيرة العرب » للهمداين ص 53س 24وص
119س ،17قال « :والحصيب :وهي قرية ُزبيد ،وهي لألشعريين ،وقد خالطهم
بأخرة بنو واقد من ثقيف » ،وقال أيضًا « :فزبيد نسبت إلى الوادي ،وهي الحصيب،
وهي وطن الحصيب بن عبد شمس ،وهي كورة هتامة »((( .
ً
رابعا :انلقد وبيان األخطاء
إن متابعة النَّقد لما يظهر ُمحق ًقا من كتب الرتاث لها أثر فعال يف تقويم منهج النشر،
فالنقد المنهجي الموضوعي التوجيهي يضمحل على أثره ذلك العبث الذي يمارسه
بعض ناشري الرتاث اليوم .وما أحسن وصف العالمة عبد السالم هارون لعملية النقد
التي كانت بين جيل األفذاذ من محققي الرتاث ،حين قال « :كان النقد ح ًّيا ال يستثير
حفيظة وال ي ِ
وغر قل ًبا »((( . ُ
* لمحات من منهج شاكر يف النقد :
مثل رائ ًعا يف إشاعة ثقافة النقد البناء وتقبلها بصدر رحب،
أوال :ضرب شاكر ً
فحين كتب العالمة السيد أحمد صقر نقدً ا لتحقيق أحمد شاكر لكتاب « الشعر
والشعراء » ،تقبله أحمد شاكر ،وكتب ر ًّدا على نقد السيد أحمد صقر تحت عنوان :
«صدَ ى النقد تعقيب على نقد ،ودرس للمنقود قبل الناقد »((( .
َ
يقول أحمد شاكر « : أعتذر لألخ األستاذ السيد صقر عن تأخير التحية له
بمناسبة نقده إ َّياي .وكلنا طالب علم ،وكلنا طالب حقيقة ،وكلنا رائد معرفة ؛ ونرجو
خالصا لوجه اهلل وحده .وليس بعد االعرتاف اعتذار .واألستاذ السيد
ً أن يكون ذلك
أحمد صقر مني بمنزلة األخ األصغر ،نشأ معي ،وعرفته وعرفني ،وتأدبنا بأدب واحد
التقصي ما استطعنا .
ِّ الم َسائل ،والحرص على
يف العلم والبحث ،ويف فقه َ
فإذا ما نقد كتابي فإنما يقوم ببعض ما يجب عليه نحو أخ أقدم منه سنًّا ،ويراه هو أنه
أكثر منه خربة ،أو أوسع اطال ًعا .وما أدري :أصحيح ما يراه ،أم هو حسن الظن فقط؟
والتقصي ،ونفذات صادقة يف الدقائق والمعضالت ،
ِّ فإن له مدً ى مديدً ا يف االطالع
يندر أن توجد يف أنداده ،بل يف كثير من شيوخه وأستاذيه ...
بل إين ألرى أن الضيق بالنقد والتسامي عليه ليس من أخالق العلماء ،وليس
من أخالق المؤمنين .إنما هو الغرور العلمي ،والكبرياء الكاذبة .وحسبنا يف ذلك
قول اهلل تعالى :ﮋﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮊ [ البقرة ... ] 206 :ثم ما هذه
مضطرا حتى
ًّ الفاشية المنكرة التي فشت بين المنتسبين للعلم ؟ سأتحدث عن نفسي
ال أ َم َّس غيري :أنا أرى أن من حقي أن أنقد من أشاء ،وأن أقسو يف النقد ما أشاء ،
فمن ذا الذي يزعم لي ،أو يزعم لنفسه ،أن ينقد الناس ،وأن يقسو عليهم يف النقد ،ثم
يرى من حقه عليهم أن ال ينقدوه ،وأن ال يتحدثوا عنه -إن أذن لهم يف الحديث -إال
وم َلق ونفاق ،مما يسمونه يف هذا العصر العجيب « مجاملة » »((( .
برفق ولين َ
وبالمقابل كتب السيد أحمد صقر الذي انتقد أحمد شاكر -من قبل -يقول
عن نفسه « :وإين -على هنجي الذي انتهجت منذ أول كتاب نشرت -أدعو النقاد
إلى إظهاري على أوهامي فيها ،وتبيين ما ّ
دق عن فهمي من معانيها ،أو ندَّ عن
نظري من مبانيها ،وفاء بحق العلم عليهم ،وأداء لحق النصيحة فيه ،ألبلغ
بالكتاب فيما يستأنف من الزمان ،أمثل ما أستطيع من الصحة واإلتقان » ((( .
هكذا كان هذا الجيل من األفذاذ يتقبلون النقد بكل ثقة ويرونه ً
عمل واج ًبا.
ثان ًيا :استحدث با ًبا بعنوان « االستدراك والتعقيب » بد ًءا من الجزء الثالث
مضطرا الستحداث هذا
ًّ من « المسند » فقد كتب له مقدمة قال فيها « :أجدين
الباب يف آخر كل جزء من هذا الديوان األعظم ؛ ألن العمل الذي اضطلعت به ،
من تحقيق أسانيده ونقدها عمل ضخم عظيم ،لن يخلو من خطأ ومن سهو ،مهما
اجتهدت يف الحيطة والتحرز ،ومهما أبذل من وسع .وهذا الذي كان .فال أزال
ُ
كلما أعدت النظر أو تعمقت يف البحث ،أو بالمصادفة البحتة ،أجد أشياء فاتتني،
أخطأت فيها ،وأشياء تحتاج إلى استدراك ،وأشياء تحتاج إلى تعقيب ...
ُ وأشياء
وأرجو من إخواين علماء الحديث أن يرسلوا ما يرون إرساله إلي بعنوان « دار
المعارف » بالفجالة بمصر »((( .
مرت السنين متتابعة ،لم يجئني تعقيب أو استدراك .وأنا جدُّ يقول « :ثم َّ
خصوصا علوم الكتاب والسنة ،التي هي منارة
ً حريص على ذلك ،فإن العلم أمانة ،
((( مقدمة الطبعة الثانية لتحقيقه لـكتاب « الشعر والشعراء » البن قتيبة. 33 - 31/ 1 ،
الحسن بن بشر اآلمدي ،ص . 15-14 ِ
((( مقدمة تحقيق كتاب « الموازنة بين ش ْعر أبي تمام وال ُبحرتي » ألبي القاسم َ
((( «المسند » لإلمام أحمد بن حنبل .. 265 /3 ،
324
اإلسالم وأصله .ثم جاءين كتاب من أخ عالم كريم ،لم يكن لي شرف معرفته من
قبل .وقد عرفت من كتابه فضله وعلمه وتحققه بالبحث الدقيق .وكتابه هذا ُم َؤ َّر ٌخ
يف 26ذي القعدة سنة . 1375وطواه على استدراكات وتعقبات دقيقة ،من الجزء
األول إلى الجزء الثامن . » ..
وسرورا بما جاء يف أبحاثه الدقيقة ُ -
سأثبت نص ً ثم قال « :ووفاء بوعدي ،
كالمه يف االستدراكات بالحرف الواحد ،مفرقة يف مواضعها بين االستدراكات يف
هذا الجزء -منسوبة إليه ،ب َق ْولي « قال األعظمي » -بعد تمحيص كل منها وتحقيقه.
وإقرارا بصواب ما ذهب
ً فما كان منها مواف ًقا لما انتهى إليه بحثي لم أعقب عليه ،
إليه ،واعرتا ًفا بفضله .وما كان لي فيه رأي يخالفه -وهو قليل -ع َّق ُ
بت عليه بما
أراه صوا ًبا إن شاء اهلل .راج ًيا أن يتقبل ذلك القليل بروح اإلنصاف والتسامح ،حتى
لو رآين مخط ًئا ،فكلنا -والحمد هلل ُ -خدَّ ام هذا العلم الشريف :علم السنة النبوية ،
وال مقصد لنا إال العلم الخالص .وفقنا اهلل جمي ًعا للعمل الصالح »((( .
وما أحسن ما قال محمد كُرد َعلِ ّي بعد نقده لتحقيق كتاب « لباب اآلداب » :
« ومثل هاته الهنات المعدودة ال تقدح يف كتاب طويل وقع يف خمسمائة صفحة،
اهلل أعلم كم قاسى ناشره من المتاعب حتى استخرجه من خطوط قديمة سقيمة.
وليس لنا بعد هذا إال الشكر نقدمه لألستاذ شاكر على عنايته وتجويده »((( .
ثال ًثا :كتابة تعريفات وعروض نقدية للكتب ونقدها نقدً ا علم ًّيا يف المجالت
المتخصصة كما هي عادة المحققين الكبار يف ذلك الوقت ،نذكر منها :
راب ًعا :التنبيه على أخطاء المؤلف ،سواء كان النص حديث ًّيا أو فقه ًّيا أو أدب ًّيا .
* وال يقتصر نقده علي كتب الحديث فقط ،وإنما نراه بوضوح يف أي كتب يحققها
ال سيما إن كانت يف مجال آخر غير الحديث .ففي تحقيقه لكتاب « الكامل » ألبي
العباس المربد ،ينتقد القصص المكذوبة يف الطعن على معاوية وبني أمية((( .
* أما النقد الفقهي فهو أمر تم َّيز به ،فهو فقيه مجتهد يعمل بالقضاء ،ومطالع ج ِّيد
ألقوال األئمة ،وكتب المذاهب .
-ففي تحقيقه لكتاب المحلى انتقد مصنفه اإلمام ابن حزم يف مواضع كثيرة
وعارضه بشدة يف بعض االجتهادات .
أيضا َن َفس ُ
المحدِّ ث يف تتبع األخبار * أما نقده لكتب األدب والشعر فيظهر فيها ً
السقيم فيها .
وبيان الصحيح من َّ
ففي تعليقه على «الشعر والشعراء » ينتقد ابن قتيبة يف إيراده قصة ضعيفة جدً ا
رواها ابن الكلبي يف امرئ القيس ،وأنه « يجيء يوم القيامة حامل لوء أهل النار »((( .
الم َب ِّرد يف إيراده روايات باطلة
وأيضا يف « الكامل يف األدب» نقلنا قبل قليل انتقاده البن ُ
ً
ومكذوبة يف الطعن يف معاوية وبني أمية ((( .
***
ابتكار
ٌ دائما ُ
الشرق ً فالشرق َش ْر ٌق ،والغ َْر ُب ٌ
غرب : ُ «
تنظيم »
ٌ دائما تقليدٌ ثم
والغرب ً ُ وإنشا ٌء،
أحمد محمد شاكر
ويشتمل على تمهيد ،وخمسة فصول :
تمهيد .
الفصل األول :مقدمات تحقيق النصوص والدراسة .
الفصل الثاين :صناعة الكشافات .
الفصل الثالث :مصادر ومراجع التحقيق .
الفصل الرابع :استدراكاته وتذييالته على أعماله المحققة .
الفصل الخامس :الطباعة واإلخراج .
329
تمهيد
وهذه المرحلة تشتمل على تقديم النص إلى القراء ،وإلحاق الفهارس التحليلية
المتنوعة ،وهي مرحلة الدِّ راسة والتكشيف ،والتي يسميها الشيخ عبد السالم هارون
«المكمالت الحديثة للتحقيق »((( ،وقد يسميها البعض « مكمالت التحقيق والنشر »((( .
تأيت بعد االنتهاء تما ًما من تحقيق النص ،بحيث يتسنى للمحقق التعرف على
مضامين النَّص من جميع جوانبه ،وبالتالي يتيسر له عمل دراسة تليق بالنص الذي سرب
غوره وتعرف على مراميه .ثم يأيت فيها ً
أيضا تفكيك النص وتكشيفه لإلسفار عن كنوزه
ومحتوياته من خالل مفاتيح الكتاب وهي الفهارس العلمية .
وأحمد شاكر يعتني بمقدمات كتبه والفهارس العلمية التي يصنعها ،حتى إنه
يصف مقدمته لكتاب « الرسالة » والفهارس التي صنعها له بقوله « :مقدمة علمية
تاريخية كبيرة وفهارس علمية دقيقة واسعة »((( .
كما تشمل ً
أيضا عملية النشر للعمل المحقق وكيفية تنسيقه وإخراجه وتقديمه يف
صورة تليق به ،ومن هنا كانت تسمية عبد السالم هارون لكتابه « :تحقيق النصوص
ونشرها » ،فكلمة « ونشرها » جزء مكمل ومتمم للتحقيق .
***
((( عبد السالم محمد هارون « :قطوف أدبية :دراسة نقدية يف الرتاث العربي حول تحقيق الرتاث » ،ص . 4
أيضا :موفق بن عبد اهلل بن ((( رمضان عبد التواب « :مناهج تحقيق الرتاث بين ال ُقدامى ُ
والم ْحدثين » ، 175وانظر ً
الم َحدِّ ثين » ،ص . 267
عبد القادر « :توثيق النصوص وضبطها عند ُ
((( انظر :قائمة مؤلفاته وتحقيقاته ،رقم . 76
331
املبحث األول
أهمية الكتاب وأسباب نرشه وموضوعه ومنهجه
أول :أهمية الكتاب ومميزاته :
ً
قل أن تجد كتا ًبا من الكتب التي حققها لم يتعرض فيه أحمد شاكر لبيان أهميته
وبيان مميزاته وقيمته العلمية .
* فهو ُي َع ِّرف بمميزات الكتاب مبينًا منزلته بين الكتب التي يف بابه .
-ففي كتاب « ُلباب اآلداب » يقول « :فإين ال أظنني ُمغال ًيا إذا قلت إن هذا الكتاب
من أجود كتب األدب وأحسنها ،وسيرى قارئه أنه يتنقل فيه من روض إلى روض ،ويجتني
أزاهير الحكمة ،وروائع األدب ،ويقتبس مكارم األخالق .وفيه ميزة أخرى جليلة :أن فيه
ً
أقوال من نثر ونظم لم نجدها يف كتاب غيره من الكتب المطبوعة ،فقد وجدنا فيه أبياتا لعامر
ابن الطفيل لم ُتذكر يف ديوانه المطبوع يف أوربا ،مع أن المستشرق الذي طبعه جمع فيه كل
ما وجد لعامر يف كتب األدب األخرى .ووجدنا أبيا ًتا أخرى لمالك بن حريم الهمداين لم
نجدها يف غيره من الكتب ،وكذلك البن المعتز وألبي العالء ،ولغيرهم »((( .
ثم ُيقارن بينه وبين « صحيح ابن ُخ َزيمة » و « المستدرك » للحاكم ودرجته بينهما(((.
-فكتاب « األصمعيات » الذي حققه بالمشاركة مع عبد السالم هارون ب َّينا يف
مقدمة التحقيق السبب يف تحقيقهما للكتاب ،هو ما ب َّيناه من وقوع كثير من األغالط
التي وقعت يف طبعة ليبزج ثم قال « :نزعم أن « األصمعيات » ،التي هي األصمعيات
لم تُطبع من َق ْب ُل ،وأننا َّأول من أخرجها ُمو َّث َقة ُم َح َّق َقة غير فخر »((( .
-وكتاب « اختصار علوم الحديث » البن كثير ،حين اختارته لجنة المناهج يف علوم
التفسير والحديث ،للمعاهد الدينية باألزهر الشريف ،كان هذا االختيار داف ًعا لنشره .
يقول « :ولما وافقت اللجنة على اختيار الكتاب للدراسة ،ولم يجد الطالب
علي عليه
وتعسر الوصول إليه مع تكرار الطلب :أشار ّ
ّ منه ن َُس ًخا من طبعة مكة،
شرح ألبحاثه ،مع تحقيق بعض المسائل الدقيقة يف علم المصطلح ،فبادرت
شبه ْ
إلى النزول عند إرادهتم »((( .
-وكتاب « لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ يبين أن السبب هو تكليف الناشر له .
إلي بتصحيحه صديقي الفاضل األديب لويس سركيس »((( .
يقول « عهد َّ
ثال ًثا :موضوع الكتاب وما ألف فيه من قبل :
ُعن ِ َي أحمد شاكر بموضوع الكتاب وما ُأ ِّلف فيه عناية تامة ،وظهر هذا يف دراسته
للعديد من الكتب التي قام بتحقيقها .
((( أحمد محمد شاكر ،وعبد السالم هارون :مقدمة تحقيق « األصمعيات » ،ص . 9
((( مقدمة تحقيقه لـ « اختصار علوم الحديث » البن كثير ،ط ، 1ص . 5
((( مقدمة تحقيقه لـ « لباب اآلداب » ،ص . 3
335
-ففي دراسته لـ « صحيح ابن حبان » ذكر الكتب التي ُأ ِّلفت عليه((( .
-ويف دراسته لكتاب « الرسالة » للشافعي ب َّين عناية أئمة العلماء السابقين بشرح هذا
تراجمهم ومن كتاب «كشف الظنون »، الكتاب مع استقصاء أخبارهم ،كما ظهر له من ِ
ويف ذلك يقول « :والذين عرفت أهنم شرحوه خمس ُة ٍ
نفر » ثم ذكرهم ثم قال « :ولعل
إلي .ولكن هذه الشروح التي عرفنا أخبارها لم أسمع عن غيرهم شرحه ولم يصل خربه ّ
وجود شرح منها يف أية مكتبة من مكاتب العالم يف هذا العصر »(((.
راب ًعا :منهج المؤلف يف الكتاب وترتيبه :
مالمح كل منهج تتحدد من خالل الفن الذي ُأ ِّلف فيه الكتاب ،ومن خالل شخصية
المؤلف وتوجهه العلمي ،ويعرض شاكر يف مقدماته لمنهج المؤلف يف الكتاب بطريقة
مختصرة تشتمل على أبرز مالمح هذا المنهج من حيث طريقة عرض المادة العلمية ،
وتبويبها وتنسيقها ،ويتخلل ذلك بعض الفوائد العلمية واالنتقادات .
ومن األمثلة التي تبين تم ُّكنه يف عرض مناهج المؤلفين يف كتبهم هو عرضه لبيان
منهج ابن الجوزي يف كتابه « التحقيق » ،وهو يلخصه لنا فيما يلي :
-أن ابن الجوزي قدَّ م لكتابه بمقدمة قال فيها إنه يذكر مذهبه -مذهب اإلمام
أحمد بن حنبل -ومذهب مخالفيه ،ويكشف عن دليل المذهبين .
وقسم كل كتاب إلى مسائل .
-أنه قسم كتابه على كتب الفقه المعروفة َّ ،
-يذكر المسألة يف مذهب اإلمام أحمد ،ثم يذكر قول من خالفه من األئمة األربعة .
-يستدل لألقوال باألحاديث واآلثار ويرويها بإسناده ،وأكثر أسانيده ترجع
وج ُّل ما فيه رواه من « مسند اإلمام أحمد بن حنبل » ،ومن
إلى الكتب المشهورة ُ ،
« السنن » للحافظ علي بن عمر الدارقطني .
((( أحمد محمد شاكر ،وعبد السالم هارون :مقدمة تحقيق « صحيح ابن حبان » ،ص . 21 - 19
((( مقدمة تحقيقه لـ « الرسالة» للشافعي ،ص . 15- 14
336
((( أحمد محمد شاكر « :التحقيق البن الجوزي » ،مجلة الزهراء ،مج ، 4ج ، 1ص .92
337
املبحث اثلاين
ترمجة املؤلف
ِ
الرتاجم ،فيقول « :فن الرتاجم من أروع فنون العرب يبين أحمد شاكر أهمية فن
وأبدعها وأكثرها فائدة ،وعلماء اإلسالم هم الذين شقوا طريقه ،ووطؤوا أكنافه ،
ورفعوا مناره ،وجعلوه فنًّا معج ًبا ممت ًعا ،حتى إن علماء الحديث وحفاظه اعتربوه
من أهم فنون الحديث ،بل قسموه فنونًا عدة .انظر ً
مثل كتاب « علوم الحديث البن
الصالح » إذ قسمه إلى أنواع أو علوم ،من النوع التاسع والثالثين إلى النوع الخامس
والستين .وألف فيه حفاظ الحديث وكبار رجاله مئات المجلدات المطبوعة ،إلى
اآلالف التي ال ُتحصى مما لم ُيطبع ،وإلى أضعافها مما ُف ِقد على أحداث الزمن ،مما
وجدنا خربًا عنه يف تراجم المؤلفين وفهارس الكتب ،ومما لم يسمع به أحد ،وما أظن
أن ُأ َّمة بلغت يف القديم يف هذا الفن ما بلغ حفاظ الحديث وعلماء العرب »((( .
يح ُّث شبابنا الباحثين على العناية هبذا الفن فيقول « :فمما يثلج صدورنا ح ًّقا أن
ثم ُ
يعنى شبابنا الباحثون هبذا الفن الجليل ،وأن ُيخرجوا فيه الكتب الممتعة ،والدراسات
الجيدة ،مرة ُيجيدون ،ومرة غير ذلك ،ولكنهم على السبيل ،ثم ال يلبثون أن يصلوا،
وأن ُيحيوا مجد السلف »((( .
والناظر إلى كم الرتاجم التي كتبها شاكر للمؤلفين الذين حقق بعض مؤ َّلفاهتم
يرى أهنا ينبغي أن ُت ْفرد يف كتاب ؛ لما اشتملت عليه من درر الفوائد والفرائد ،فقد
ترجم لكل من :ابن كثير ،ويحيى بن آدم ،والشافعي ،وابن حبان ،هذا غير الرتاجم
المنثورة يف ثنايا مقدماته وتحقيقاته لألعالم والرواة والن َُّّساخ .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد كتاب « الخطيب البغدادي » ليوسف العش ،مجلة الكتاب ،مج، 2
ج،9س ، ) 1946 ( 1ص . 460-459
((( المصدر السابق ،ص . 460
338
ومن خالل بعض الرتاجم التي كتبها بين يدي تحقيقاته أو نقده لبعض التحقيقات،
نحاول أن نستقري نهجه يف التراجم يف عدة نقاط :
أول :يرى أحمد شاكر أنه ال ينبغي أن يخلو كتاب من ترجمة للمؤلف ،وإذا َو َجد
ً
المحقق َم ْن ترجم ساب ًقا للمؤلف أشار إليه ،وال ُيكرر .
وهذا ما فعله يف ترجمته البن قتيبة مؤ ِّلف كتاب« الشعر والشعراء » ،فأشار لمن َس َب َق ُه
يف الرتجمة البن قتيبة ،وهما األديبان :محب الدين الخطيب وأحمد زكي العدوي ،
وامتدح عملهما يف ذلك ،ثم رأى أن ُي ْثبِت نص ترجمة ابن قتيبة من كتابين من أقدم
الكتب التي َت ْر َج َمت له ،ثم أشارة لمواضع ترجمته يف الكتب المطبوعة .
وإذا كان للمؤلف عنده مكانة عالية ،ومحبة ضافية ،ترجم له باختصار ووعد أن
يتوسع يف ترجمته كما يف كالمه عن اإلمام الشافعي صاحب « الرسالة » ،واألمير أسامة
بن منقذ مؤلف « لباب اآلداب »((( .
ثان ًيا :ال يكتفي بالبحث عن ترجمة للمؤلف يف الكتب المطبوعة التي يف متناوله،
بل ينظر يف المخطوطات التي لم تنشر من قبل ،ويستخرج منها الترجمة المطلوبة.
ومما يمثل لنا هذا األمر خير تمثيل هو نشرته ألول مرة ترجمة اإلمام أحمد من من
موسوعة « تاريخ اإلسالم » للحافظ الذهبي ،ت 748هـ .
وقد وجدت له بخطه ترجمة للكرماين ،ت 786هـ ،نقلها من كتابه « الكايف يف
معرفة علماء مذهب الشافعي »((( ،من نسخة دار الكتب المصرية ،برقم 90م ،تاريخ،
ورقة . 157وهو كتاب ألفه القاضي شرف الدين أبو عبد اهلل محمد بن قطب الدين بن عبد
الرحمن بن محمد بن علي بن إسماعيل األنصاري الخزرجي البهنسي المتوىف يف حدود
سنة 800هـ = 1389م ((( .
ومن المعلوم أن الجزء الثاين من شرح الكرماين للبخاري ُ ،صبع بتصحيحه((( ،فلعله
نقل هذه الرتجمة لتوضع مع الكتاب .
ثال ًثا :الطريق القويم عنده لمن يتصدَّ ى للتراجم يكون بالتعمق يف البحث ،
واستقصاء المراجع مع التحقيق والتحليل وإرجاع كل شيء إلى مصدره ،حتى ال
(((
يضل القارئ وال يشك فيما ينقل
ثم يكشف عن عملية تضليل واسعة يتبعها بعض المؤلفين يف ذكرهم للمراجع
كثيرا من المؤلفين يف
بإجمال دون إسناد لمواضع ما ينقلون ،فيقول « : فإن ً
ذكرا إجمال ًًّيا ،ثم ال ُيسندون ما
هذا العصر ُ ،يضلون القارئ ،بذكر مراجع كثيرة ً
ينقلون إلى مواضعه من المراجع ،فال تكاد تتعقبه ،وال تكاد تعرف أ َن َقل ح ًّقا أم
أخطأ عن غير عمد أم شي ًئا آخر ال ُأحب أن أسميه »((( .
ومن أمثلة ذلك :اجتهاده يف معرفة تأريخ وفاة ابن قتيبة ،مؤلف كتاب « الشعر
والشعراء » الذي حققه أحمد شاكر .يقول « : وأما تاريخ وفاته ،فأنت ترى أن
ابن النديم زعم أنه يف سنة ، 270وهذا القول حكاه ً
أيضا الخطيب وغيره ،ونقل ابن
خلكان ً
قول آخر أنه سنة . 271والصحيح َّ
الراجح أنه مات سنة ، 276إذ هو الذي
نقله الخطيب عن أبي القاسم إبراهيم بن أيوب الصائغ ،وهو تلميذ ابن قتيبة ،وقد
قص قصة وفاته مفصلة ،فهو أجدر أن تكون روايته أثبت من غيرها .وهذا هو الذي
َّ
رجحه الحافظ ابن كثير ،إذ ترجم له يف وفيات سنتي 276 ، 270وقال يف األخيرة :
َّ
رج َح ُه ابن خلكان وغيره »((( .
«والصحيح أنه مات يف هذه السنة » .وكذلك َّ
أيضا :تحقيقه لتأريخ وفاة الجواليقي ،صاحب كتاب « ُ
الم َع َّرب » ،يف وانظر ً
مبحث نفيس غير مسبوق يدل على رسوخ قدمه يف هذا الميدان((( .
خامسا :الحرص على ذكر التاريخ الهجري يف التراجم دون التاريخ الميالدي .
ً
ونادرا ما يكتب التاريخ الميالدي
ً يف غالب الرتاجم يؤرخ بالتاريخ الهجري،
بجوار التاريخ الهجري .
ومن أمثلة هذه الندرة ترجمته ألسامة بن منقذ بين يدي كتابه « لباب اآلداب »((( ،
ً
مفصل بالسنة الهجرية وما يقابلها من السنة الميالدية ،هكذا : فذكر تاريخ الوالدة والوفاة
-ولد يوم األحد ُ 27جمادى اآلخرة سنة ( 488يوليو سنة . ) 1095
((( مقدمة تحقيقه لـكتاب « الشعر والشعراء » البن قتيبة ،ص . 52
أيضا :تحقيق وفاة الرتمذي يف
المعرب » للجواليقي ،ص . 40-38وانظر ً ((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « ُ
مقدمته لـ « سنن الرتمذي » ، 91 / 1وتصحيحه لسهو وقع من السيوطي يف تاريخ وفاة األمير عالء الدين الفارسي
صاحب « اإلحسان برتتيب صحيح ابن حبان » يف مقدمته لـ « صحيح ابن حبان » 45 / 1
((( مقدمة تحقيقه لـ « لباب اآلداب » ،ص . 16
342
كتب العرب ،ففي نقده لكتاب « أسامة بن منقذ » لألستاذ أحمد محمد حسين
قال « :والمؤلف يحرص على ذكر التاريخ اإلفرنجي بجوار التاريخ الهجري .
وال بأس بذلك .ولكنه ينسى يف بعض المواطن فيقتصر على التاريخ اإلفرنجي،
وهو يؤرخ لبطل عربي إسالمي ،ويؤرخ وقائع عربية من كتب العرب »((( .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « أسامة بن منقذ » ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ع، 11س ، ) 1946 ( 1ص .777
دراسات عن مقدمة ابن خلدون » ،مجلة المقتطف ،
ٌ وانتقد أيضا ساطع الحصري يف ذلك .انظر :نقده لـ «
مج ، 105ج 10 ( 1جمادى اآلخر = 1يونيو 1944م ) ،ص . 75
((( مقدمة تحقيقه لـ « كتاب الخراج » ليحيى بن آدم ،ص . 10
343
والوالدة لكثيرمنهم .يقول « :وقد تحرينا جمع كل من روى عنه يحيى يف كتابه ،
معجما سنراه يف الفهارس ( ص ، ) 206وكثير منهم لم نعرف
ً ووضعنا بأسمائهم
تاريخ وفاته ،وأكثرهم لم نصل إلى تاريخ مولده ،وقليل منهم جهلنا عنهم كل شيء،
إال ذكر أسمائهم يف الخراج ،وما هذا إال للنقص الكبير يف مجموعة كتب التأريخ
والرتاجم التي نشرت للناس ،فلو طبعت آثار أسالفنا المتقدمين لوجدنا فيها
ِ
ع ْل ًما ًّ
جما ،وفوائد نادرة ،وال حول وال قوة إال باهلل »((( .
ثامنًا :يحرص على ذكر ثناء العلماء على المترجم له ،وحين يجد ثناء من عالم له
قدر كبير يلفت النظر إليه .
-ففي كالمه عن نسب يحيى بن آدم القرشي ،أشار إلى فائدة مهمة عند قوله « :وهو
قرشي بالوالء ،فأبوه آدم موىل لخالد بن خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط
األموي » ،فقال « :وأكثر الموالي لم يحفظ لنا التاريخ أنساهبم كاملة ،فلسنا ندري اآلن
هل جده سليمان هو أول من دخل يف دين اهلل -اإلسالم -أو ولد من أب مسلم ؟ ثم َمن
خالد بن خالد هذا الذي كان موىل له ؟ ال ندري ،إال ما قال ابن سعد « :وكان خالد بن
رجل سر ًّيا مر ًّيا شري ًفا » ( ) 233 : 6ولم أجد له وال ألبيه وال لجده ترجمة »((( .
خالد ً
((( مقدمة تحقيقه لـ « كتاب الخراج » ليحيى بن آدم ،ص 10ص . 11-10
((( المصدر السابق ،ص . 13
((( المصدر السابق ،ص . 8
344
-ويف ترجمته للحافظ عماد الدين ابن كثير ،أشار إلى شخصيته المستقلة ،ومن تأثر
هبم ،فقال « :وصحبتُه ومالزمتُه لشيخ اإلسالم ابن تيمية أفادته أعظم الفوائد ،يف علمه
ّ
مستقل الرأي ،يدور مع ودينه ،وتقوية خلقه ،وتربية شخصيته المستقلة الممتازة .فهو
الدليل حيث دار ،ال يتعصب لمذهبه وال لغيره .وكتبه العظيمة ،وخاص ًة هذا التفسير
َجدُ ه -مع أنه شافعي المذهب -يفتي يف مسألة الطالقالجليل -فيها الدالئل الوافرة .ون ِ
الثالث بلفظ واحد ،بما رجحته الدالئل الثابتة الصحاح ،أنه يقع طلقة واحدة .ثم
ُيمتَحن و َيلقى األذى ،فيثبت على قوله ،ويصرب على ما يلقى يف سبيل اهلل » .ومنها :عدم
انخداعه بأالعيب السياسة يف مجال اإلفتاء .يقول « :ولم يكن ممن يخدع يف الفتاوى
التي ظاهرها قصد االستفتاء ،ووراءها أالعيب سياسية ،أو أغراض شخصية غير سليمة،
وإن كان المستفتي من األمراء أو ممن يخشى بأسه » .ثم أورد قصة استفتاء وقعت له يف
ذلك ،وأن ابن كثير لم ينخدع به((( .
ظلما ، عاشرا :كما أن تراجمه ال تخلو من دفع االتهامات التي ِّ
وجهت للمؤلف ً ً
مثل ر ّد اهتام ابن قتيبة بالكذب والتشبيه .
(((
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة «عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » . 30-28 / 1 ،
((( مقدمة تحقيقه لـ « الشعر والشعراء » ،ط ، 2دار المعارف . 52-50 /1 ،
((( انظر :مقدمة « عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » . 36-34/ 1
((( مقدمة تحقيقه لـ « الشعر والشعراء » ،ط ، 2دار المعارف 50-49/1 ،
((( المصدر السابق . 53-52 /1 ،
345
املبحث اثلالث
َّ
خمطوطات انلَّص ووصفها ودراسة السمااعت
أول :وصف الن َُّسخ الخطية المعتمدة وعرض نماذج منها :
ً
يف بدايات أحمد شاكر يف التحقيق كان يغفل ذلك الوصف للنسخ المعتمدة ويقوم
بكتابة وصف مختصر بآخر النص ،أو من خالل الحاوشي التي يكتبها .
فكان يقوم بوصف طرة الكتاب وعنوانه ،واسم المؤلف ،وما حليت به من
تمليكات وسماعات ،وقراءات ،وما يوجد عليها من أختام .كما يذكر مصدر
شخصا إذا كانت يف حوزة أحد األفراد مع النص على الرقم
ً النسخة بلدً ا ومكتبة أو
الذي تحمله يف مكان وجودها .
أما عرضه لنماذج من المخطوطات التي اعتمدها يف التحقيق ،فلم يكن يفعل
هذا يف بداية تحقيقاته ،ثم اقتدى بأحمد زكي يف نشراته ،فكان يحرص على وضع
نماذج من النسخ الخطية المعتمدة ويميزها بطباعتها على ورق مصقول ،كما يف «
الرسالة » للشافعي ،و « إصالح المنطق » ،و« ُ
الم َع َّرب » ،وغيرها .
((( انظر « :الرسالة » للشافعي ،ج 1ص ، 5ج 2ص ، 204ج 3ص . 389
346
تعطينا صورة واضحة عن أهمية الكتاب ،ومبلغ اعتناء العلماء به ،كما تدل على أهمية
النسخة المعتمدة يف التحقيق .يضاف إلى ذلك أن دراسة السماعات ُت ِّ
عرفنا طبقات
العلماء الشيوخ والتالميذ ،وتواريخ سماعاهتم ،وخطوطهم أحيانًا ،وطرق سماعهم
وتحمل روايتهم للكتاب .
ُّ
كما أن دراسة السماعات التي على الكتب إذا اعتنى هبا من يتصدون لتحقيق
النصوص واستخرجوها فإهنم يستطيعون بذلك أن يسدوا ثغرة من أسانيد الكتب التي
ليست لدينا ،وسيساعد هذا العمل يف عمل تراجم للشيوخ والتالميذ ،وستخرج لنا
تراجم ألسانيد متأخرة لم نقف عليها بعد .
لم أر محق ًقا اعتنى يف تحقيقاته بالسماعات كما اعتنى أحمد شاكر ،وتم ُّيزه يف دراسة
أنموذجا ينبغي لكل محقق أن يجعله قدوة له يف هذا الشأن .وليس أدل
ً السماعات جعله
على ما نقول من دراسة السماعات لكتاب « الرسالة » للشافعي دراسة محررة منقطعة
وأيضا السماعات على بعض نسخ « صحيح ابن حبان »((( .
النظير ً ،
***
املبحث األول
نظرية أمحد شاكر يف تاريخ الفهرسة
أول :أهمية وفائدة الفهرسة والتكشيف .
ً
((( من أقوال أستاذنا كمال عرفات نبهان ،انظر « :تكشيف نصوص الرتاث العربي واألجنبي » ،ص . 25ويقول
« فمعظم النصوص العربية ال زالت مناجم مغلقة ،حائرة ال تجد من يعتني هبا أو يستطيع توثيقها وتكشيفها » .
((( وهكذا يسميها عبد السالم هارون ،كما يف « الميسر واألزالم » ،ص ، 117ويستخدم أحمد شاكر كلمة فهرس
أيضا « مفاتيح الكتب » كما يف « الرسالة للشافعي » ،ومصطلح « الفهارس » إذا نقلناه عن
بمعنى كشاف ،ويسميها ً
أحمد شاكر إنما يعني به الفهارس التحليلية للكتب أو الكشافات ،فليتنبه .
((( مقدمة تحقيق « المسند » لإلمام أحمد . 8 / 1 ،
350
عبد الباقي « :ولعل نشر هذا الكتاب بلغتنا العربية الشريفة يكون سب ًبا يف إقبال
المتعلمين من جميع الطبقات على االشتغال بالسنة النبوية ،وعلى االستفادة من
كتب الحديث ،وهي كنوز العلم والحكمة التي أعرض أكثر الناس عنها ،إما
عجزا عن المراجعة فيها عند الحاجة »((( .
ً ً
جهل بفائدهتا ،وإما
ثان ًيا :مصطلح فهرس يف المؤلفات العربية وإطالقه على الكشاف والفرق بينهما .
استخدمت كلمة « فهرست » منذ عصور قديمة ،وأصلها الفارسي « هبرست »
وتطورت الكلمة عرب
َّ بمعنى قائمة لحصر األشياء ،وتم تعريبها إلى « فهرست » ،
التاريخ العربي اإلسالمي حتى أصبحت فهرس ،بعد حذف التاء التي جاءت مع
األصل الفارسي للكلمة ،وأصبحت كلمة فهرس تستخدم على مستويين :
-1الداللة على قائمة بالكتب .
-2الداللة على قائمة تحليلية بالمداخل التي تمثل كشا ًفا لنص من النصوص .
الرواد الكبار من المحققين سواء من المستشرقين أو العرب يف استخدامها واستمر ُّ
للكشافات التي َصنَعوها يف هناية الكتب المحققة َ ،ف ُس ّميت مثال :فهرس األشعار ،
فهرس القبائل ،فهرس األعالم ،فهرس األماكن ،فهرس أسماء النَّبات ...إلخ .
من هنا شدد أستاذنا الدكتور كمال عرفات على أنه « :حديثا أصبح من ّ
الضروري
التمييز بين مصطلحي الفهرس والكشاف »((( .ثم فرق بينهما فقال :
«الكشافهوالقائمةالتحليليةالهجائيةالتي ُتشيرإلىالوحداتالدقيقةمنالمعلومات
Micro – Units of Informationداخل النص ،التي يتم تحليلها واإلشارة إليها داخل
الكتاب مثل المفردات اللغوية أو أسماء األشخاص أو األماكن أو المعاين أو غير ذلك من
نص معين ،مع تحديد أماكن ُو ُرودها بالنّص .
وحدات المعرفة التي ترد يف ّ
– Macroمن األشياء مثل Units أما كلمة فهرس تدل على الوحدات الكبيرة
((( من مقدمته لكتاب « مفتاح كنوز السنة » لفنسنك ،صفحة رقم ( ب ب ) .
((( كمال عرفات نبهان :تكشيف نصوص الرتاث العربي واألجنبي ،ص . 31 -29
351
الكتب ،وبذلك تكون بمعنى Catalogمثل فهرس المكتبة الذي يوصل إلى الكتب
داخل المكتبة ،كما يستخدم كلمة فهرس لبيان محتويات الكتاب والصفحات التي
تبدأ هبا األبواب والفصول حسب تسلسل وجودها بالكتاب ،وهي تقابل Table of
Contentsيف اإلنجليزية((( .
ثال ًثا :العرب هم مبتكرو هذا الفن .
يرى يف وقته أن هذا الفن لم تثبت قواعده عموما لآلن وخاصة لكتب الحديث.
يقول « :إن فن الفهارس عمو ًما ،والفهارس لكتب الحديث على الخصوص
لم تثبت قواعده إلى اآلن .وإن كان أئمتنا المتقدمون ،رضوان اهلل عليهم ،
(((
كبير ا »
جاهدوا يف سبيله جها ًد ا ً
ويف الوقت نفسه يؤكد على أن العرب هم مبتكرو هذا الفن العظيم وأهنم جاهدوا
ترتيب اللغة
ُ يف سبيله جهادا ً
كبيرا ،وتفننوا يف أنواع الرتتيب للقواميس والمعاجم .وأن
ُ
واألصل للفهارس ( الكشافات ) .ثم يؤكد على األساس
ُ على حروف المعجم هو
أسبق األمم الحديثة قاطبة إلى القواميس تألي ًفا فالعرب هم ُ
ُ سبق العر ب فيه بقوله « :
ً
واستعمال للرتتيب الهجائي ،ومع ذلك فإن أكثر المتأدبين يعتقدون أن الرتتيب الهجائي
أول معجم َلطِيني ظهرشيء ابتدعه اإلفرنج ،واختصت به القواميس اإلفرنجية » ! فإ َذ ْن ُ :
ٍ
مجموعة هجائية للكلمات يف أوربة كان يف القرن الثالث عشر الميالدي أو بعده ُ ،
وأول
ُ
الشرق .فالشرق َش ْر ٌق ،والغ َْر ُب ٌ
غرب : ُ اإلنجليزية ظهرت يف القرن السابع عشر أو بعده
تنظيم !! »((( .
ٌ دائما تقليدٌ ثم
والغرب ً
ُ ابتكار وإنشا ٌء ،
ٌ دائما
ً
((( كمال عرفات نبهان :تكشيف نصوص الرتاث العربي واألجنبي ،ص . 30-29
((( أحمد محمد شاكر « :مقدمة كتاب مفتاح كنوز السنة » ،ا .ي فنسنك ،صفحة رقم ( ث ) .
((( يؤكد هذا الكالم أستاذنا الدكتور كمال عرفات نبهان بقوله « :ويصدق يف نظري القول بأن االبتكار يبدأ يف الشرق
ثم يأتي االندثار ،ويبدأ التقليد يف الغرب مع التقليد واالستمرار ،ولقد وضعت الحضارة الغربية الثروة والمجد
تحت أقدام العلماء ،وليس تحت جنراالت الكرة والغوغاء وراسبي محو األمية يف اإلعالم والفضائيات العبثية
والجامعات والمرتزقة » « .تكشيف الرتاث العربي واألجنبي » ،ص . 20
352
وضع عم َله ً
عمل ً
كامل ، وأنا أعتقد أن المطابع لو كانت معروف ًة يف عصر السيوطي َل َ
فهارس لكتب السنة على الطراز الحديث »((( .
َ الكتب
َ و َل َ
جعل هذه
«-اإلحسان»لألميرعالءالدينالفارسيهوفهرسحقيقيلكتاب«صحيحابنحبان».
املبحث اثلاين
موقفه من املسترشقني وصناعة الكشافات
أحمد شاكر رجل منصف يشيد بالفهارس يف مطبوعات المستشرقين وعنايتهم هبا
أشد عناية ،ويف الوقت نفسه يقرر أن العرب هم الذين ابتكروا هذا الفن ،وينتقد دور
الطباعة القديمة عندنا يف عدم العناية بالفهارس يف الكتب التي أخرجتها .
مطبوعات المستشرقين ْ
أن ُعنُوا بوضع الفهارس المرشدة ُ يقول « :ومما امتازت به
أتم عناية ،يف أغلب أحياهنم ،وتفننوا يف أنواعها ،مرتب ًة على حروف المعجم:
للقارئ َّ
فمن فهرس لألعالم ،ومن فهرس للشعراء ،ومن فهرس للقبائل ،ومن فهرس
لألسانيد ،ومن فهرس لآليات القرآنية ،ومن فهرس لأللفاظ النبوية ،ومن فهرس
ِ عم ُل لها الفهارس ،
واختالف للمسائل العلمية -على اختالف مناحي الكتب التي ُت َ
ال من ابتُلِ َي بالعناء يف البحث
خطره وفائدته ،إ ّ علومها .وهذا ٌ
عمل ق ّيم جليل ،ال يدرك َ
َ
البحث عنه . والمراجعة ،و َع َجز أو وصل إلى ما يريد
الم ْحدَ ثين عندنا ،تقليدً ا لهم ،علىوقد تبعهم يف ذلك كثير من المصححين ُ
اضطراب فيما يصنعون وتقلق ٍل ،فمنهم من ُيتْقن ،ومنهم من َي ِ
عج ُز ،ومنهم من يو َّف ُق ، ٍ
ومنهم من َي َ
فشل ،و َم َر ُّد ذلك إلى إسناد العمل لغير أهله أحيانًا ،وإلى ض ّن الناشرين .
ور الطباعة القديمة عندنا -ويف مقدمتها مطبع ُة ُبوالق -فلم ُي ْع َن مصححوها
وأما ُد ُ
أصل ،وما أظنهم ف َّكروا يف شيء منه ،مع أن مطبوعات هبذا النوع من الفهارس ً
ِ
أمثلة ذلك « :سيرة ابن هشام » ن ََش َرها المستشرقين كانت موجودة معروفة .ومن
المستشرق ( وستنفلد ) يف سنتي 1860 -1859ومعها فهارس مفصلة ،ثم طبعت
يف بوالق سنة 1295هـ ( توافق سنة 1878م ) بدون فهارس .وأنا أستبعدُ جدًّ ا أن ال
تكون طبعة ( وستنفلد ) يف يد مصححي مطبعة بوالق عند طبع الكتاب !!
355
فالمستشرقون يف صناعة الفهارس عند أحمد شاكر ُم ْق َتبِسون ال ُم ْبتَكِرون ،وكل ما
صنعوه أهنم اقتبسوا علم العرب يف المخطوطات فقلدوه يف المطبوعات .
عما َع ِم َل علما ُء اإلسالم يف سبيل الفهارس ،يوق ُن يقول « :وهذه َأ َثار ٌة من ٍ
علم َّ
كثيرا ،وأهنم بذلوا َّ ِ
كل الجهد يف هذا السبيل ،فوصلوا كثيرا و َعم ُلوا ً
قارئُها أهنم ف َّكروا ً
على ُضؤو َلة ما بأيديهم من اآلالت ،وأن ِ
اإلفرنج لم يصنعوا َّإل أن اقتبسوا عم َلهم يف
ناسالمخطوطات فق َّلدوه يف المطبوعات ،مع شيء من التحوير والتنظيم ،ثم راح ٌ
وعصبية و َم ْج ٍد ،ليكونوا
ٍ منَّا ؛ جهلوا آثار َس َل ِفهم الصالح ؛ واستهوهتم أورب ُة بجربوهتا
-زعموا -مجدِّ دين ومثقفين !! راح هؤالء ِه ِّج ُ
يراهم و َد ْيدَ نُهم اإلشاد ُة بالمستشرقين ،
فهارس َّإل ما َصنَع المستشرقون ! وال ِع ْل َم
َ تصحيح َّإل ما صحح المستشرقون ؛ وال
َ وال
الرأي الصحيح يف فهم
ُ َّإل ما قال المستشرقون ،وال لغة إال ما ارتضى المستشرقون ،
أثبت المستشرقون !! َو َق َر يف نفوسهم ؛
والحديث الثابت ما َ ُ القرآن ما فهم المستشرقون ؛
و ُأ ْش ِر ُبوا يف قلوهبم أن َّ
كل المستشرقين ( َخ َذا ِم ) ؛ والقول ما قالت َح َذا ِم !! »((( .
***
املبحث اثلالث
جهوده يف صناعة الكشافات
عناية أحمد شاكر بالفهارس تظهر من خالل حرصه الشديد على نشر كتاب
« مفتاح كنوز السنة » لفنسنك ،فقد ذكر يف تقديمه للكتاب أنه صاحب فكرة نشر
الكتاب حيث أرسل يف طلبه من أوربا ،ثم وصل إليه يف 6أكتوبر . 1928وأنه قابل
مؤلفه بالمكتبة السلفية بالقاهرة ،وطلب منه ترجمة الكتاب َ ،ف ُس َّر بذلك وأذن له ،
ثم شرع فيه وترجم ثلث الكتاب تقري ًبا .ثم إن كثرة أعماله َص َر َف ْت ُه عن إكماله إلى أن
قابل السيد رشيد رضا((( وحدَّ ثه بشأنه وحفزه على نشره ،فاستجاب له وعهد برتجمته
لمحمد فؤاد عبد الباقي الذي أتم المهمة على خير وجه .
وقد جرى نقاش بين فنسنك وأحمد شاكر بشأن الفهارس التي يقوم بعمله للمسند
سجله شاكر يف رسالة منه لمحب الدين الخطيب نشرت كمقال بعنوان ( فهرس مسند
اإلمام أحمد ) جاء فيها « وأظنني نسيت أن أخربكم بما أصنعه من فهارس متقنة لمسند
اإلمام أحمد بن حنبل ..وإين بعد مقابلة األستاذ ونسنك عندكم بدار السلفية زرته
قبيل سفره يف الجهة التي كان ينزل هبا ،ومعي األخ األستاذ الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد المدرس بكلية اللغة العربية باألزهر ،وتحدّ ث معنا األستاذ ونسنك
قديما ،وعن الفهرس الجديد الذي أشرتم إليه.
عن الفهرس االنجليزي الذي طبعه ً
وحدثته أنا عن الفهرس الذي أصنعه للمسند ،وبينت له طريقتي فيه إجماال ،فأثنى
((( تنبيه :هناك عبارة تنسب لشاكر عن « مفتاح كنوز السنة » لفنسنك ،وهي « ولو وجد بين يدي مثل هذا المفتاح
علي أكثر من نصف عمري الذي أنفقته يف المراجعة » ،وهي يف الحقيقة للسيد رشيد
لسائر كتب الحديث لوفر َّ
رضا ،قالها يف مقدمته للكتاب صفحة رقم ( س ) والتي اختلطت بعض أوراقها مع مقدمة أحمد شاكر يف النسخ
التي صورت عن طبعة « مفتاح كنوز السنة » ،فليتنبه لذلك !
357
جيل األفذاذ من المحققين لم يربع فقط يف ضبط النص والتعليق عليه ،ولكن
كانت براعتهم يف الفهرسة التحليلية أعني ( التكشيف ) ،و َت َفنُّنِهم يف صناعة الفهارس
تم ُّس الحاج ُة إليه .
للكتب التي قاموا بتحقيقها ،بحسب ما َ
فهرسا((( ،
ً * فهذا العالمة عبد السالم هارون يصنع لكتاب الحيوان للجاحظ 17
نذكر منها ،ما لم يسبق إليه وتمس إليه حاجة الكتاب .
((( أحمد محمد شاكر « فهرس مسند االمام أحمد » ،مجلة الفتح ،ع ، 349س ، 7ص . 7ويأيت تفصيل الكالم
على فهارس المسند التي صنعها شاكر .ومن المعلوم أن أول جزء نشر من المسند لشاكر كان عام 1946م أي
بعد ثالثة عشر عا ًما من هذا المقال .
((( الجاحظ « :الحيوان » الجزء السابع ( من ص 516 - 265هناية الجزء ) والجزء الثامن كله 332صفحة .
358
-فهرس اللغة التي أشار إليها الجاحظ أو أشار إلى تفسيرها .
-فهارس كتاب « الخراج » ليحيى بن آدم .قال مقارنًا طبعته بما ن ُِشر بمطبعة
المستشرق العالمة الدكتور « ث.و.جوينبول » سنةُ بِ ِريل يف مدينة « َل ْي ِدن » ،نشره
ليحكم بما
ْ ْ
وليقارن بينه وبين طبعة أوربة ،ثم 1314هـ = 1896م « :فمن شاء فليقرأه
فهارس متقن ًة دقيق ًة ،لألبواب ثم للرجال ،ثم لشيوخ يحيى بن
َ يرى ،وقد ألحقت به
الفهارس ك ُّلها يف الطبعة األولى ،
ُ آدم ،ثم للقبائل واألمم ،ثم لألماكن ،ولم تكن هذه
ً
غير صحيح وال مستوف »(((.بعضها َبل كان فيها ُ
فهرس
َ -وسقول عن فهارس « لباب اآلداب » « :وقد ألحقت به من الفهارس
وآخر لألعال ِم ،وآخر أليام العرب ،وآخر لألماكن ،وآخر للقوايف »
(((
َ األبواب ،
-وأما فهارس كتاب « الرسالة » لإلمام الشافعي ،فصنع لها ثمانية فهارس ،
سماها بـ « مفاتيح الكتاب » :فهرس آيات القرآن المذكورة على ترتيبها ،وفهرس
َّ
األبواب ،وفهرس األعالم ،وفهرس األماكن ،وفهرس األشياء ،وفهرس المفردات،
وفهرس الفوائد اللغوية ،والفهرس العلمي((( .
ً
مفصل. فسماها « مقاليد الكنوز » ،وسيأيت الكالم عليها
-أما فهارس « المسند » َّ
المفردة والمستقلة :
ثان ًيا :الكشافات ُ
وقفت على عدة مشاريع بخط أحمد شاكر يف الفهارس بدأها ،ولكنها لم تكتمل ،
ُ
الم َف ْه ِرسين ُ
والم َك ِّشفين لرتاثنا .ومنها : شاكرا كان من طالئع ُ
ً وكلها تؤكد أن
« -1فهرس الرجال الذين تكلم فيهم يف مجمع الزوائد »((( ،.مرتب ألفبائ ًّيا .بدأ
يف حرف األلف فقط ،ولم يكمل .
«-2فهرس قبائل العرب على كتاب « سبائك الذهب »((( ،مرتب على الحروف،
ومعظم الحروف مكتملة وبعضها ناقص .
كتب أوله « :معجم للمفردات على نسق النهاية البن األثير لمسند اإلمام أحمد
وسائر كتب السنة » .وبأول المخطوط منهجه واصطالحاته .لم يبدأ فيه .
***
املبحث الرابع
طريقته يف صنع الكشافات ونماذج
يرى أحمد شاكر أن ظهور المطبعة كان له من أثره األيجابي تسهيل صناعة الفهارس،
وأن نعمة الطباعة لو كانت بين أيدي السابقين لكانوا أكثر انتفا ًعا منا هبا ،ويف ذلك يقول :
المطابع يف العصور السالفة ،بين أيدي أئمتنا
ُ « وأنا أظن -بل أكاد أوق ُن -أنه لو وجدت
المتقدمين ،لكانوا أكثر انتفا ًعا هبا مِنَّا ،و َل َوضعوا كتبهم يف الرتاجم-ك ِّلها أو ج ِّلها -على
ً
تسهيل للمستفيد والباحث »((( . فهارس ؛
َ الطبقات ،ثم ألحقوا هبا ما شاءوا من
وطريقته يف صنع الكشافات تختلف باختالف الفن الذي ينتمي إليه النص ،
فتكشيف كتاب يف الحديث يختلف عنه يف اللغة واألدب .وسوف نربز بعض المالمح
من طريقته يف هذه الصناعة :
ثال ًثا :تأ ُّثره بالشيخ مصطفى علي بيومي يف صناعة التكشيف .
ونوه بذكره يف إبداع الفهارس فقال « :أرى وقد تأثر أحمد شاكر بالشيخ البيومي َّ
ٍ
مغمور ٍ
مجهول ٍ
مدهش واجبا علي -لمناسبة الكالم يف الفهارس -أن ُأنَوه برج ٍل ٍ
نابغة ِّ ً َّ
َبغ يف ف ّن ُ
الرجل قد ن َ يف هذا البلد ،هو األستاذ الشيخ مصطفى علي َب ُّيومي((( .هذا
الفهارس وصناعتها نبو ًغا عجي ًبا ،وأنا أشهد له -شهاد ًة خالص ًة هلل -أنه قد فاق يف
الرجل لو كان يف بلد لم ُي ْبت ََل بتقديس
ُ هذا َّ
كل َمن علمناه ،ممن تقدم أو تأخر .هذا
شأن أي ٍ ِ ِ
شأن، األجانب ،وع ْل ِم األجانب ،و َع َم ِل األجانب ،ولغة األجانب :لكان له ٌ ُّ
وتراجم
َ ومعارف ،
َ ول ُع ِهد إليه بوضع الفهارس لدور الكتب ،ولما فيها من علو ٍم
ولعرفت
ُ علمه ونبو َغه ، فت كيف ُأ ِ
ظه ُر َ َ
وتواريخ .ولو كان لي شي ٌء من السلطان ل َع َر ُ
راب ًعا :نماذج من الكشافات التي صنعها شاكر للكتب التي حققها :
النموذج األول :فهارس « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل .
سماها بـ
وهي الفهارس التي صنعها لـ « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،وقد َّ
« َمقاليد الكنوز »((( .والمقاليد :جمع مقالد وهي مفاتيح الخزائن ،فكأنه يريد
أن يقول هذه مفاتيح لخزائن كنوز مسند أحمد وما حوته من علوم وفرائد وفوائد .
و ُتعدُّ من أروع الفهارس المتقنة التي صنعها ،والتي من أجلها قرأ كما يقول جميع
فهارس كتب السنة والفقه والسير واألخالق .
يقول « : وقد قرأت من أجل هذا الفهرس َّ
كل فهارس كتب السنة ،وكتب الفقه،
وكتب السير ،وكتب األخالق ،التي ُيسر لي الحصول عليها ،ثم ضممت كل شبه إلى
أقرب الطرق إلى عقل المحدِّ ث
َ شبهه ،وكل شكل إلى شكله .وتخيرت يف ترتيبها
والفقيه ،بعد أن قسمتها إلى كتب جاوزت األربعين ،فيها أكثر من ألف باب .وكلما
كثرت أرقا ُم أحاديثه ،اجتهدت يف تقسيمه إلى معان فرعية،
ْ رأيت با ًبا فيه شيء من العموم
أقرب المعاين إلى بعضها يف أرقام يسهل على القارئ الرجوع إليها »(((.
ل ُيحصر ُ
وقد ُ
آثرت نقل كالمه يف صنع فهارس « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل ؛ ليقتدي
هبا طلبة العلم عامة ،وأهل الحديث خاصة ،حتى يصلوا إلى ما يف السنة النبوية من
كنوز قد يعسر عليهم الوصول إليها .
وجعلت ألحاديث الكتاب أرقا ًما متتابعة من أول الكتاب إلى آخره .
ُ يقول « :
-1فهرس للصحابة رواة األحاديث ُ ،م َر َّتب على حروف المعجم ،فيه موضع
بدء مسنده من هذا المسند ،ببيان الجزء َو َر ْقم الصفحة ،وفيه أرقام األحاديث التي من
كثيرا
روايته ،سواء أكانت يف مسنده الخاص أم جاءت يف مسند غيره من الصحابة ،فإنه ً
ما يقع حديث صحابي يف أثناء مسند غيره ،من غير أن يذكر يف مسنده ،فيش َّبه على كثير
وكثيرا ما
ً من الباحثين ،حتى يظنوا أن الحديث ليس يف الكتاب ،إذا لم يجدوه يف مظنته .
يكون الحديث من مسند صحابيين أو أكثر ،إما مشرتكين فيه ،وإما منسو ًبا كل جزء منه
لراويه ،فهذا يجب أن يوضع رقمه يف مسند كل صحابي له رواية فيه ،ثم أستثني من أرقام
مسند الصحابي األحاديث التي ليست من روايته ً
أصل ،وض ًعا لألمور مواضعها .وما
يسم ُوضع يف اسم التابعي الذي رواه عن الصحابي المبهم .
كان من رواية صحابي لم َّ
-2فهرس الجرح والتعديل :وهو فهرس للرواة الذين تكلم عليهم اإلمام أحمد
أو ابنه عبد اهلل يف المسند .وهم قليل ،وللرواة الذين أتكلم عليهم يف كالمي على
تكلمت على ٍ
راو مر ًة ،فمن النادر أن أتكلم عليه مرة أخرى ، ُ األحاديث .إذ إنني إذا ما
إال لسبب يتعلق بالرواية .ولم أجعل هذا الفهرس عا ًّما لكل رجال األسانيد ،فإن هذا
متعذر ،وهو يطول جدًّ ا وتذهب فائدته .فما فائدة أن يذكر « شعبة بن الحجاج » مثال
ويذكر بجانبه أرقام كل حديث جاء اسمه يف إسناده ؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يتتبع
مواضع هذه األرقام ،وهي قد تتجاوز المئين ؟ !
- 3فهرس لألعالم التي تذكر يف متن الحديث ،إ ْذ إهنا تكون يف األغلب األعال َم
التي تدور عليها قصة الحديث أو موضع العربة منه .
365
- 5فهرس لغريب الحديث ،أي لأللفاظ اللغوية التي تحتاج إلى شرح .كما يف
« الفائق » و « النهاية » و « اللسان » وغيرها .وقد زدت على ما يف هذه الكتب ألفا ًظا
ٍ
واستعماالت كثيرة .فأذكر ( المادة ) وأذكر من الحديث موضع الشاهد الذي يدخل
صاحب « النهاية » ،وأشير إلى رقم الحديث »(((.
ُ تحتها ،كما فعل
* ولم يكتف شاكر هبذه األنــواع ،فقد كان ينوي التفنن أكثر يف االستزادة من
الفهارس ،يقول « :وقد ُ
كنت فكرت يف أنواع أخرى من الفهارس اللفظية .وشرعت
فعل .ثم رأيت أن يف ذلك إطالة وإرها ًقا لي وللقارئ ،على قلة َغنائها ،
يف بعضها ً
واف ،والحمد هلل .وأما الفهارس العلمية ،فهيكاف ٍ
وأن ما اخرتت االقتصار عليه ٍ
األصل لهذا العمل العظيم ،الذي أسأل اهلل أن يوفقني إلتمامه وإخراجه ،وأن يسدِّ َد
يدي وعقلي يف صنعه ،وهو االبتكار الصحيح ،الذي ما أظن أحدً ا سبقني إليه .وقد
أيضا على األرقام لألحاديث ،بل إن األرقام هي التي سددت
بنيت هذه الفهارس ً
ُ
الفكرة وحدَّ دهتا .فإن كل ُم َّطلع على األحاديث يعلم أن الحديث الواحد قد يدل على
منوعة ،وأن هذا هو الذي ألجأ البخاري ٍ ٍ
معان كثيرة متعددة ،يف مسائل وأبواب َّ
إلى تقطيع األحاديث وتكرارها يف األبواب ،استشها ًدا بالحديث يف كل موضع ُيستدل
به فيه ولو من بعيد ،فكانت صعوبة البحث يف صحيحه ،الصعوب َة التي يعانيها كل
بالسنَّة .مع أن هذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة لإلِفادة من األحاديث :
المشتغلين ُّ
أن ُي َّ
ستدل هبا يف كل موضع تصلح للداللة فيه .وأما سائر أصحاب الصحاح والسنن
فإهنم َت َفا َد ْوا ذلك ،وذكروا الحديث يف الموضع األصلي يف االستدالل ،وأعرضوا
صرت أجدين ً -
مثل -بعد ُم ُروين ُ عما وراء ذلك ،إال يف الندرة بعد الندرة .ولذلك
قال « :علم الشافعي وفقهه من الكتاب والسنة .فهذا الفهرس جليل جدًّ ا .إذ يفيد منه
القارئ تفسير الشافعي لكثير من آيات الكتاب الحكيم .ولو ُصنع مثل هذا الفهرس لكل
كتب الشافعي كانت لنا مجموعة نفيسة رائعة من قول الشافعي وفقهه يف تفسير القرآن »((( .
وفيه يذكر أرقام اآليات ،وكنت أو ُّد أن يذكر نص اآليات ً
بدل من ذكر أرقامها .
وبين منهجه فيها ،فقال « :األرقام كلها أرقام الفقرات .ولم نعترب يف ترتيب
مذكورا يف
ً األعالم كلمات (أبو) و (أم) و (ابن) ونحو ذلك ،وإذا كان العلم
الحاشية وحدها كتبناه بحرف صغير ووضعنا قبله حرف (ه) ،وإذا ذكر يف الرسالة
والحاشية م ًعا قدمنا أرقام الرسالة ثم ذكرنا أرقام الفقرات التي ذكر يف حاشيتها
مسبوقة بحرف (ه) .وإذا وضع الرقم بين قوسين وبجواره حرف(ح) دل على
حديث مرفوع من صحابي ،وإذا كان بجواره حرف (س) دل على حديث مرسل،
وإذا كان بجواره حرف (ث) دل على أثر لصحابي أو تابعي »((( .
ومن األمور التي لها طابع مميز عند شاكر ،فهو يذكر رقمين األول للصفحة
والثاين للسطر ،كما يف كشافات الرسالة والمعرب .
يقول محمود الطناحي « :ومن أهم أنواع الفهارس التي نثرها الشيخ الجليل ،
فهرس الفوائد اللغوية »((( .
و ُينتقد على أحمد شاكر هنا قوله « :ولم نجد حاجة إلى تكلف ترتيبها على األبواب
أو حروف المعجم ؛ لقلة عددها ،وإمكان رجوع القارئ إليها يف الوقت القصير » ،فهذا
من التقصير ً
أيضا ،فالرتتيب على حروف المعجم أو األبواب ليس من التكلف ال
سيما وعددها قليل ،فرتتيبها سيكون أسرع ويجمع بين الخيرين !
وهي متنوعة ،يف األُصول ،والحديث ،والفقه ُ ،م َر َّتبة على حروف ُ
الم ْعجم ،وهو
الفهرس العلمي .
وبعد عرضنا لهذا الجهد الكبير يف صنع هذه المفاتيح للكتاب نستطيع ان ننبه إلى
نقص مهم وقع عند شاكر يف هذه المفاتيح ،هو لمفتاحين َّ
مهمين للغاية هما :أحدهما
لألحاديث النبوية ،والثاين لآلثار الواردة .
وربما يقول قائل :قد ذكر أحمد شاكر يف فهرس األعالم أنه أشار برمز ( ح )
بعد رقم العلم للداللة على حديث مرفوع من صحابي ،وبحرف ( س ) للداللة على
حديث مرسل ،وبحرف (ث) للداللة على أثر لصحابي أو تابعي ؟
ِّ
المخل الذي يذهب بفائدة العمل ،فال مقارنة فالجواب :أن هذا من االختصار
بينه وبين كال من :كشاف األحاديث وكشاف اآلثار ،فهذا العمل أقصى فائدة له هو أن
نحصر من خالله كل من :األحاديث المرفوعة والمرسلة واآلثار .
َف ُصنْع كشاف لألحاديث وكشاف لآلثار يف كتاب مهم كالرسالة للشافعي
الحاجة إليه َّ
ماسة وضرورية للكشف عن المعاين والفوائد الواردة فيهما ،وهما
أولى من « كشاف األشياء من حيوان ونبات وجماد » الذي َصنَعه للكتاب .
***
369
371
عناية المحقق بمصادر النَّص ومراجعه أمر يف غاية األهمية ،فهي أدواته التي
يقاتل هبا وسالحه الذي يخوض به المعارك ،وهي أدوات الجراح التي يستعين هبا
يف إجراء العملية للمريض((( .
ومن خالل اطالعنا على تعامل أحمد شاكر مع المصادر والمراجع وحديثه عنها
الم َراجع وعرضها :
يمكن أن نخرج ببعض الفوائد والمالمح لمنهجه يف استخدام َ
الم َراجع عنده تشتمل على المخطوطات باإلضافة للمطبوعات .
أول :قائمة َ
ً
فهو ال يألو جهدا يف االستعانة بكل ما له فائدة يف تقويم النص ((( .
الم َراجع يف تحقيقه لـ « سنن الرتمذي »
ففي جريدة َ
الم َراجع وص ًفا كافيا((( .
كما أنه يقوم بوصف المخطوط المستخدم يف قائمة َ
الم ْر ِجع ربما طبعته لم تحقق تحقي ًقا علم ًّيا ،وال
والسبب الباعث على ذلك :أن َ
يوجد غيرها ،أو أن محقق المرجع اعتمد على نسخ سقيمة أضرت بالنص ،يف وجود
نسخ أعلى منها ،فيستعين هبذه النُّسخ يف تقويم النَّص .
الم َراجع النَّادرة من خارج مصر ُّ ،
يدل ثان ًيا :حرصه القوي على الحصول على َ
على عنايته الفائقة باقتناء ما يفيد يف التحقيق مهما غال ثمنه وبعد مكانه ،فهو يراسل
((( يقول عبد السالم هارون عن تحقيقه لكتاب « الحيوان » للجاحظ َ « :ها َلني تنوع المعارف التي يشملها هذا الكتاب ،
ووجدت أين لو َخ َبطت على غير ُهدً ى لم أتمكن من إقامة نصه على الوجه الذي أبتغي ، » ..ثم قال « :فلجأت إلى
مكتبتي أتصفح ما أحسب أن له عالقة بالكتاب ،و ُأق ِّيد يف أوراق ما أجده معينًا للتصحيح ،حتى استوى لي من ذلك قدر
صالح من مادة التحقيق والتعليق .ولكن ذلك لم ُيغنني عن الرجوع إلى مصادر أخرى غير التي َح ِسبت ،فكانت عدة
نصوصا ،وهي
ً نصوصا للتحقيق والتعليق نحو 290كتا ًبا ،عدا المراجع التي لم أقتبس منها
ً اقتبست منها
ُ المراجع التي
ِ
ال تقل عن هذه يف عدَّ هتا » « .تحقيق النصوص ونشرها » ،ص . 63
((( انظر :جريدة المراجع يف تحقيقه لـ « سنن الرتمذي » ، 103-97 / 1
((( انظر وصفه لـ « جامع المسانيد والسنن الهادي ألقوم سنن » للحافظ ابن كثير ،نسخة دار الكتب المصرية ،
تحت رقم . 789المسند ،ج ، 13ص . 295ووصفه لـ « هتذيب الكمال » للحافظ المزي ،نسخة دار الكتب
المصرية ،المسند ،ج ، 15ص . 250-249
372
سمي المصادر َ
والم َراجع المستخدمة يف التحقيق ،خاصة يف الكتب راب ًعا ُ :ي ِّ
الم َراجع » ،وكأنه يريد
ذات األجزاء التي تصدر تبا ًعا ،مثل « المسند » بـ « جريدة َ
الم َراجع يف ازدياد مستمر ،وتنشر باستمرار يف هذه الجريدة
أن يشير إلى أن هذه َ
تنبيها بأنه يذكر من المراجع ما لم يذكره
ً المفتوحة ،ولذلك يف كل مرة يكتب
الم َراجع والمصادر يف
يف األجزاء السابقة ،حتى إذا تم الكتاب يمكن ضم كل َ
الم َراجع والمصادر التي
كل جزء لبعضها البعض لتكتمل م ًعا يف مكان واحد كل َ
استخدمها يف كل الكتاب .
الم َراجع يف غالب تحقيقاته ومؤلفاته ترتي ًبا موضوع ًّيا .
سادسا :يرتب قائمة َ
ً
كما يف تحقيق « سنن الرتمذي »((( .
الصافية ،كتب األئمة والعلماء .ثم هذا الزمن الذي يعيش فيه الناس على أعصاهبم،
وقد جنوا بجنون السرعة ،ال يكاد الباحث يجد فيه متس ًعا للتنقيب بدقة عن كل ما
يريد ،فمن الخير ألن يكون الكتاب الحديث مرشدً ا لقارئه وهاد ًيا »((( .
رحم اهلل أحمد شاكر ،فكيف لو رأى ما نحن فيه من وسائل االتصال الحديثة .
الم َراجع المطبوعة والمخطوطة التي
تاس ًعا :يقوم بتصحيح األخطاء الواقعة يف َ
يستخدمها يف التحقيق ،التي تمر عليه ،وينبه عليها .
الم َع َّرب » للجواليقي ،يقول «:وليعلم القارئ
الم َراجع لكتاب« ُ
ففي تعليقه على قائمة َ
أن أكثر هذه المراجع كتب جليلة من ُأصول العلم ونفائس العربية ،وقد وقعت لنا فيما
المصححين ،أشرنا إليها وكشفنا
راجعنا أغالط جمة ،بعضها من المؤلفين ،وبعضها من ُ
حرصا على التحقيق العلمي ،وإفادة لمن قرأ هذا الكتاب وشرحه،
عن وجه الصواب فيها ً ،
ل ُيصحح األغالط فيما لديه من هذه الكتب ،والحمد هلل على نعمائه »((( .
ويف استخدامه للنسخة المخطوطة للمعهد الربيطاين لكتاب األنساب للسمعاين
يصحح األخطاء والتصحيفات الواردة هبا((( .
الم َراجع طل ًبا لالختصار .
عاشرا :أحيانًا يدمج بين كشاف الكتب وقائمة َ
ً
الم َع َّرب » للجواليقي ع َّلق على ( فهرس الكتب ) بقوله «:هذ الفهرس
ففي كتاب « ُ
يف الحقيقة بيان لمراجعنا يف التصحيح والتحقيق والشرح ،وفيها قليل من الكتب التي
ذكرها المؤلف يف هذا الكتاب ولم نرها ،وقد أشرنا إلى صفحات ورودها فيه ،ولم
نُشر إلى صفحات ورود باقي الكتب حذر اإلطالة ،مع ضؤولة فائدهتا »((( .
((( أحمد محمد شاكر :نقد وتعريف « :فقه الكتاب والسنة ِ :
القصاص» ،محمود شلتوت ،مجلة الكتاب ،مج،3
ع ، 2س ، 2ص 303
الم َع َّرب » للجواليقي ،ص . 444
((( من تعليقه على كتاب « ُ
((( انظر ما تقدم ،ص . 292-291
((( المصدر السابق ،ص . 444
375
الثانية :قوله « :ولم نُشر إلى صفحات ُو ُرود باقي الكتب حذر اإلطالة ،مع ضؤولة
فائدتها » ،فيه تضييع لفائدة كشاف الكتب الواردة يف نص المؤ ِّلف .
الثاين :تسهيل مهمة توثيق نسبة عناوين الكتب ونسبتها ألصحاهبا بالنظر يف
عناوين الكتب الــواردة بالنَّص .فلو أن ُم َح ِق ًقا يحقق كتاب ما ،فهو يبحث يف هذا
الكشاف لمظنة أن يرى هذا الكتاب الذي يعمل فيه ،لتوثيق عنوانه ونسبته لمؤلفه .
((( طبعة بوالق سنة 1311هـ .كما يصوب بعض األخطاء الواردة فيه ،كما يف تعليقه على « المعرب » للجواليقي ،
ص ،. 26ونبه على خطأ وقعل منه يف وفاة الشافعي ،انظر تعليقه على « الرسالة » ص . 8
376
ثالث عشر :يكتفي أحيانا بذكر قائمة َم َراجع مختصرة ويحيل على أخرى يف
تحقيق كتاب آخر ،طلبا لالختصار .
الرسالة » لإلمام الشافعي ،كتب قائمة للمراجع من
ففي قائمة مراجع كتاب « ِّ
صفحتين ،ثم كتب بأولها ما يلي « :الكتب التي رجعت إليها يف تحقيق الكتاب ذكرت
أكثرها يف مقدمة الجزء األول من شرحي على الرتمذي ( ص )103-97واذكر هنا ما
زاد عليها ولم أذكره هناك »((( .
تأيت أهمية االستدراك عند المحقق ،وعند من يتابع أعماله من القراء والباحثين ،
انطال ًقا من أن النقص والخطأ من صفات البشر ،وإذا كان األمر هكذا ،فليس غري ًبا أن
يحدث يف الكتاب ،مهما بلغ ُمح ِّققه من درجات العلم ،فقد يحصل على مخطوطة
أخرى بعد طبع الكتاب ،أو ُيصحح كلمة غامضة ،أو يعثر على أخطاء مطبعية ،أو
تسقط صور المخطوطات من أماكنها ،أو يعثر على نصوص فائتة ،لم يستطع إدخالها
يف مواضعها بعد تصفيف الحروف(((.
ويؤكد هذا المعنى العالمة عبد السالم هــارون ،فيقول « :وال يعدو األمر
مهما أجهد المحقق نفسه وفكره يف إخراج الكتاب ،أن تفوته بعض التحقيقات
أو التوضيحات أو َي ِز َّل ُ
فكره أو ُ
قلمه زلة تقتضي المعالجة ،ففي باب االستدراك
والتذييل الذي يلحق غال ًبا بنهاية الكتاب ،مجال واسع لتدارك ما فات محقق
الكتاب أو شارحه ،أو ما زل فيه فكره أو قلمه »((( .
وحين نستقري منهج أحمد شاكر يف قضية االستدراك والتعقيبات واألخطاء الطباعية
ٍ
لمحات مهمة ومضيئة . يمكن أن نخرج ببعض
أول :يف الغالب ما من كتاب حققه أحمد شاكر إال وجعل له استدراكات
ً
وتعقيبات على نفسه .
وهو يضعها يف هناية الكتاب ،حيث انتهت الطباعة أو مع الطبعة الثانية وما تالها.
وهو حين يلتزم بوضع استدراك على تحقيقاته إنما هو يفعله ألنه يراه أمانة وواج ًبا
ينبغي أن ُي َؤ َّدى .فلم يكن شاكر يدَّ عي العصمة من الخطأ ،كما يظن بعض الناشرين
سالما من النقص.
ً أهنم بإخفاء هذا االستدراك يعطون صورة حسنة للكتاب ،فيظهر
((( عباس هاين الجراخ « :تحقيق النصوص األدبية » ،ط ، 1دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ، 2010 ،ص . 266
((( عبد السالم هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،ص . 97
380
و ُن ْل ِقي بنظرة سريعة على أعماله لنرى التطبيق العملي لمدى التزامه هبذا األمر .
ثالث و َق َف ٍ
ات ُم ِه َّمة : ولنا مع هذا الكالم ُ
الثالثة :إهمال العلماء لهذا الباب من العلم ،وعدم َأ ْخ ِذه على َم ْح َمل الجدِّ ،
(((
ربما العتبارات َت ُض ُّر وال تنفع .فمنذ فتح أحمد شاكر « باب االستدراك والتعقيب »
شاكرا له ،
ً تعقيب واحد من الشيخ حبيب الرحمن األعظمي ،فتقبله
ٌ لم يصل إليه إال
ونشره بآخر الجزء الخامس عشر من « المسند »((( .
مرتقال بعد أن ذكر نداءه ساب ًقا يف فتح « باب االستدراك والتعقيب» َّ « :
ٍ
حريص على ذلك ،فإن العلم السنين متتابعة ،لم يجئني تعقيب أو استدراك .وأنا جدُّ
والسنَّة ،التي هي َمنَارة اإلسالم وأصله .ثم جاءين كتاب
خصوصا علوم الكتاب ُّ
ً أمانة،
من أخ عالم كريم ،لم يكن لي شرف معرفته من قبل .وقد عرفت من كتابه فضله
وعلمه وتحققه بالبحث الدقيق .وكتابه هذا ُم َؤ ٌ
رخ يف 26ذي القعدة سنة 1375هـ .
وطواه على استدراكات وتعقبات دقيقة ،من الجزء األول إلى الجزء الثامن . » ..
رورا بما جاء يف أبحاثه الدَّ قيقة ُ -
سأثبت نص وس ًثم قال « :ووفاء بوعدي ُ ،
كالمه يف االستدراكات بالحرف الواحد ،مفرقة يف مواضعها بين االستدراكات
يف هذا الجزء -منسوبة إليه ،بقولي « قال األعظمي » -بعد تمحيص كل منها
إقرارا بصواب ما
ً وتحقيقه .فما كان منها مواف ًقا لما انتهى إليه بحثي لم أعقب عليه ،
ذهب إليه ،واعرتا ًفا بفضله .وما كان لي فيه رأي يخالفه -وهو قليل -عقبت عليه
بما أراه صوا ًبا ،إن شاء اهلل .راج ًيا أن يتقبل ذلك القليل بروح اإلنصاف والتسامح،
حتى لو رآين مخط ًئا .فكلنا -والحمد هلل ُ -خدَّ ام هذا العلم الشريف :علم السنة
النبوية ،وال مقصد لنا إال العلم الخالص .وفقنا اهلل جمي ًعا للعمل الصالح »((( .
وال يغفل شاكر مالحظات القارئ ،فنراه يتابع المجالت األدبية وما جاء فيها
من تعقيبات على تحقيقاته من القراء ،مثبتًا لهم ما استدركوه عليه من مالحظات
وتعقيبات مع شكره لهم ،كما تقدم((( .
ومما َو َق ْف ُ
ت عليه من هذه االستدراكات :
* ويقول العالمة السيد أحمد صقر « :يجب على كل قارئ للكتب القديمة أن يعاون
ناشريها بذكر ما يراه فيها من أخطاء ؛ لتخلص من شوائب التحريف والتصحيف الذي
((( كانت عندي نسخته الخاصة وأعطيتها هدية لمكتبة الشيخ عبد العزيز آل ثان بقطر .
((( طبعة دار الرتاث ،سنة 1979م .
((( وهي ليست كثيرة .
((( وقد رأيتها على نسخته الخاصة ،وما أعلمه من األستاذ أسامة شاكر أن د .أحمد عمر هاشم استعارها من
ُأسرة شاكر ،أيام كان يعمل على إكمال « المسند » بدار المعارف ،وقام بإرجاعها إليهم ،ثم أخذها أحد الطلبة
بالكويت ،يعمل رسالة يف الحديث عن أحمد شاكر .
((( عبد السالم هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،ص . 97
384
وهكذا كان أحمد شاكر على نفس الدَّ رب يهتم باستدراك األخطاء الطباعية ،ويعطيها
قدر كبير من األهمية ،ال سيما إذا تعلقت األخطاء بآيات القرآن .
-ويف هناية طبعته لكتاب « ألفية السيوطي يف علم الحديث » بمطبعة عيسى البابي
ً
جدول للتصحيحات يف صفحتين ، الحلبي ،القاهرة 1353 ،هـ = 1934م ،صنع
وكتب بأوله « :أخطأ النظر يف تصحيح بعض الكلمات ،وكثير منها يدرك بادئ ذي
بدء ،وقد كتبنا أهمها هنا ،و َي ْح ُسن بالقارئ أن ُيصحح نسخته قبل القراءة ،وقد أبى اهلل
العصمة لكتاب غير كتابه » .
***
((( مقدمة تحقيقه لكتاب « الموازنة بين ِش ْعر أبي تمام وال ُبحرتي » لآلمدي ،ص . 14
385
املبحث األول
العالقة بني حتقيق انلص وتنسيق الكتاب
ترتبط عملية إخراج الكتاب ارتبا ًطا وثي ًقا بعملية تحقيق النصوص ،فالمحقق
الحاذق حين يمارس مهمة تحقيق النص ال بد من مروره بعملية تنظيم مادة النَّص
.فكل عمل خاطئ يف هذه العملية ينعكس سل ًبا على عملية تنسيق الكتاب والعكس
صحيح ؛ لذا بين تحقيق النص وتنسيقه عالقة وطيدة جدًّ ا ؛ فاتصال الكالم يف النص
وانتهاؤه وتعيين بداية الفقرة له دور كبير يف تنسيق الصفحة .وال بأس هنا أن نسوق
بعض األمثلة والنماذج لنطبق تطبيقا سليما :
* فالكتب الرتاثية يف اللغة ،من شعر ،وأدب ،تحتاج لتنسيق خاص لوجود
األشعار واألراجيز .
* وكتب الحديث وعلومه تختلف من حيث وجود األسانيد والمتون التي تحتاج
للتمييز بالفقرات المرقمة مع العناية بحواشي التعليقات والتخريجات .
* وكذا كتب الفقه وأصوله لما اشتملت عليه من متون وشروح ومسائل وفتاوى ،
تحتاج لتنسيق خاص يميزها.
فكتاب الرتاجم مثال :يمكن تقسيم الرتجمة فيه إلى عدة مجاميع مستقلة
تكون بداية للفقرات .وهي يف الوقت نفسه العناصر الرئيسة المكونة للرتجمة عند
ِّ
مؤلف مع ّين .
وقد تتوافر األمور جميعها يف الرتجمة الواحدة ،وقد توجد طائفة منها أو ال يتوفر
منها إال القليل .
ويعدُّ أحمد شاكر مدرسة يف هذا الجانب بما أوتيه من ذوق رفيع ومتانة علمية
ساعدا على تقديم الرتاث يف صورة حسنة تمكن الباحث من االنتفاع به .
***
389
املبحث اثلاين
عناية أمحد شاكر بتنسيق الكتب الرتاثية
قد يظن ظان أن هذا الفصل ال عالقة له بالتحقيق مع أنه يندرج تحت باب َعن َْونَّا
له بـ « ما بعد التحقيق » ،فهو من مكمالت التحقيق و ُمت َِّمماته .
وما أشبه حال من ُي َف ِّرط يف هذا الجانب المتعلق بجودة النشر لرتاثنا المظلوم بحال
رجل اشرتى أطعمة شهية ليطبخها لضيوفه ،فلما انتهى من طبخها على أحسن حال
قدَّ مها لهم يف أواين رديئة ومائدة غير نظيفة ،جعلت نفوسهم َت َعافه .
إذا كنا نَعدُّ عملية النشر من « مكمالت التحقيق » ،فالبعض ينظر إليها على أهنا
عمل فني ال عالقة له بموضوع العلم والتحقيق ،ونسي هؤالء أهنم بذلك ُي َخ ِّربون
مجهود ُأنَاس تعبوا وكدُّ وا ،وإذا بإنتاجهم العلمي يعامل بمهانة واحتقار .
إن مهنة النشر هي الحارس األمين على مجهود المحققين وإنتاجهم الفكري يف
وقت لم تخل فيه المهن من ُمستغل و ُمحتكر و ُمنتحل .
جمع الذي يأخذ بزمام المبادرة والمغامرة يف والمن ِّظم ُ
والم ِّ والناشر هو المخطط ُ
مشروع إنتاج الكتاب ،يتسلم العمل المحقق ويراجعه ويهيئه ويدفعه إلى المطبعة ،
ويتولى مسئولية تصحيحه وإخراجه وتمويله حتى يصل إلى القارئ ،ومركز الناشر يف
(((
مركز الرؤية الشاملة للمشهد الثقايف يحمله المسئولية الكربى يف عملية النشر
والناشر الجاد يبحث عن اإلتقان مع األناقة ،يبين هذا ما جاء يف حديث عن
التحقيق والطباعة والناحية الشكلية للكتاب وكيفية االستفادة من المنجزات يف عالم
ً
مقبول أن يخرج الطباعة للعالمة عبد السالم هارون ،قال « :لم يعد مستسا ًغا وال
كتاب لمؤلف محرتم أو من دار نشر محرتمة خال ًيا من الفهارس الفنية أو التحليلية
((( انظر :محمد عدنان سالم « :هموم ناشر عربي » ،ص . 20
390
أو أن يظهر يف ثوب قميء من الورق ،أو مبعثر األوراق خال ًيا من التغليف والتجليد
المناسب ،ونحن نرى بأعيننا كيف ُيخرج األوربيون ونحوهم ُك ُت ًبا توحي باحرتام
المؤلف كما توحي باحرتام دار النشر التي أخرجت الكتاب »((( .
هذه النظرة العالية هي نفسها التي كان أحمد شاكر يتبنَّاها يف تعامله مع كثير من
دور النشر التي أعطته خربة عالية يف تنسيق الكتب وإخراجها يف حلة قشيبة .
* فأحمد شاكر ال يهتم فقط بجانب التحقيق العلمي بل يجمع معه جودة
الطبع واإلخراج ،فهو ٌ
مثال رائع للعناية هبذين الجانبين ،خاصة إذا تعاون معه
ناشر ال يبخل بتقديم المعونة المادية والفنية .
-يقول عن طبعة كتاب « لباب اآلداب » « :ولقد عنيت بالكتاب ،وبذلت فيه
وحاولت أن أخرجه للناس ً
مثال يحتذى يف جودة الطبع ودقة التَّصحيح . ُ جهدً ا كثيرا ،
ولم يضن صديقي الفاضل األديب لويس سركيس بشيء من النفقة يف سبيل ذلك »((( .
-وهو معرض تعريف ديوان أبي فراس الحمداين تحقيق محمد سامي الدهان(((،
يقول « :كتاب عظيم بلغ الذروة العليا يف إتقان التحقيق واإلخراج ،ال يكاد يدانيه
يف هذا الكتاب ،إال الندرة بعد الندرة »((( .
-وهو تعريفه بكتاب « ثمار المقاصد يف ذكر المساجد » قال « :وأما إخراج
الكتاب فقد أوىف فيه الدكتور أسعد على الغاية ،إتقان مع أناقة ،يف تحقيق علمي
((( عبد السالم محمد هارون « :قطوف أدبية :دراسة نقدية يف الرتاث العربي حول تحقيق الرتاث » ،ط ، 1مكتبة
السنة 1988 ،م ،ص . 94
((( مقدمة تحقيقه لـ« لباب اآلداب » ألسامة بن منقذ ،ص . 5
((( المعهد الفرنسي ،دمشق 1944 ،م .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لـ « ديوان أبي فراس الحمداين» ،تحقيق محمد سامي الدهان ،مجلة الكتاب ،
مج ،5ج ، 4س ، ) 1948 ( 3ص . 631
391
من الواجب ّ
علي أن أقول كلمة عدل وإنصاف ،تتصل باختياري طبع هذه الطبعة
لحساب ( مكتبة محمد صبيح ) ،وقد ساء ظ ّن الناس هبا ،من وجهة التهاون يف ط ْبع
ّ
ولعل اإلنصاف يقضي بأن تكون التبعة يف هذا التهاون على الكتب وتصحيحها .
العلماء الذين يقومون على تصحيح الكتب و ُت َ
وضع عليها أسماؤهم ،ال على المكتبة
وأصحاهبا ،فإنما هم تجار وناشرون فقط »(((.
ولما كان الحديث عن إخراج الكتب وتنسيقها يطول فيه نظر الناظرين ،فأنواع
الكتب كثيرة ،فهو يختلف باختالف أنواعها ،وما يهمنا هنا هو ما يتعلق بإخراج كتب
الرتاث التي يقوم « علم تحقيق النصوص » على خدمتها .
فالكتب الرتاثية يختلف تنسيقها عن غير الرتاثية ،فضال عن غيرها من مجالت
وقصص ،إلخ .كما أن داخل الكتب الرتاثية يختلف تنسيقه من علم آلخر .
والرتاث العلمي له من الخصائص ما يجعلنا نميزه يف اإلخراج بما يحوي بداخله
من صور وأشكال وجداول ومصطلحات ومعادالت ولغات أجنبية مختلفة .
الم ِهم الذي َيعرض لخربة عالم ُم َح ِّقق ُمبدع وفنان
من هنا كان هذا الفصل ُ
مع التحقيق والنشر ،وسوف نستعين فيه ببعض النماذج للتوضيح ،لعل شبابنا
يقتدون به .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « ثمار المقاصد يف ذكر المساجد » ليوسف بن عبد الهادي ،بتحقيق
محمد أسعد طلس ،مجلة المقتطف ،مج، 105ج ، ) 1944 ( 3ص . 273
((( أحمد محمد شاكر « :الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث » ط ، 3دار الرتاث ،ص . 4 ،3
392
املبحث اثلالث
َّ
دور النرش اليت تعامل معها أمحد شاكر
وأثرا عنده هي ً
تعامل ً تعددت الدور التي تعامل معها أحمد شاكر إال أن أكثرها
دار المعارف ،إال أن بعض هذه الدور كانت يف مقدمة الجودة واإلتقان ،ولذا حرص
على النشر فيها ،ومن أهمها :
* دار الكتب المصرية :
-و َد ْو ُر دار الكتب المصرية ومطبعتها يف عملية النشر ،وأناقة الطباعة يف نشر
الموسوعات الرتاثية ال ينكر ،والفضل بعد اهلل تعالى يعود للقسم األدبي بالدَّ ار.
يقول عبد السالم هارون « :وكاد القسم األدبي يرتقي القمة يف عهد أمين مرسي
قنديل يف نشر موسوعات الرتاث ،ولكن أطاحت بذلك فكرة خاطئة مغرضة تزعم أن
ليس من وظائف دور الكتب يف أوربا أن تضطلع بنشر الرتاث ،وكأننا يف جميع خطواتنا
إنما نرتسم أوربا يف حقها وباطلها ،ويف أسف بالغ ودع المثقفون هذا القسم األدبي
الذي قضي على نشاطه بعد عهد أمين مرسي قنديل »((( .
وقد كانت نشرة أحمد شاكر لـ « المعرب » للجواليقي هبا يف قمة األناقة .
الثانية :أحمد شاكر هو صاحب مشروع نشر الرتاث يف سلسلة « ذخائر العرب »،
والذي تعاون فيه مع ابن خاله عبد السالم هارون إلخراج نفائس الرتاث .
عرف ً
كثيرا من المحققين بمطبعة المعارف ،ومنهم الثالثة :أحمد شاكر هو الذي َّ
عبد السالم هارون وأخوه محمود شاكر .
الرابعة :نشر أحمد شاكر أغلب تحقيقاته ومؤلفاته هبذه الدار ،وطبع آخر
تحقيقاته هبا .
***
املبحث الرابع
عناية أمحد شاكر بانلوايح الوصفية واتلوثيقية للطبعة
الفهرسة الوصفية : Cesccriptive Cataloguing
هي عملية هتتم بوصف الوصف الفني لمواد المعلومات ،ويشمل هذا الوصف:
عنوان الكتاب ،اسم المؤلف ،مكان الناشر ،اسم الناشر ،تاريخ النشر ،الطبعة.
واهميتها :أهنا تساعد الباحث يف الوصول إلى الوعاء يف أقل وقت ممكن((( .
ومن المعلوم أن البيانات الخاصة بوصف الكتب تستقى من عدة مصادر ،أهمها
صفحة العنوان :فهي واجهة الكتاب وتسجل عليها جميع البيانات الخاصة بالكتاب
كاملة على األقل من الناحية النظرية ،وتعترب بوجهيها أهم مصادر الوصف ،ومنها الغالف
أو مقدمة الكتاب ،فقد يحرص المؤلف أو ُ
المقدِّ م على ذكر تاريخ المقدمة ومكان تأليف
الكتاب ،وكذلك الصفحة األخيرة يمكن أن تعترب مصدرا الستقاء المعلومات((( .
كثيرا إذا أراد أن ُيفهرس كتا ًبا من كتب الشيخ أحمد شاكر
وال يتعب المكتبي ً
فهرسة وصفية ،فسيجد معظم هذه المعلومات أمامه ب ُي ْسر وسهولة إال ً
نادرا ،يف الوقت
الذي يضن فيه كثير من المؤ ِّلفين ُ
والم َح ِّققين بأقل القليل من المعلومات المهمة لتوثيق
طبعاهتم ألعمالهم ،فيهملون الحد األدنى من هذه النواحي المهمة ،وهو إجراء يدل
على مدى االستهتار الذي وصلنا إليه ،ولذلك يكثر أن ترى هذه العبارات يف وصف
بعض الكتب :دون ناشر ،دون تاريخ ...إلخ .
ويمكن أن نستقري مالمح عناية أحمد شاكر بهذه النواحي الوصفية والتوثيقية من
خالل بعض النماذج من تحقيقاته المطبوعة التالية .
((( انظر :شعبان عبد العزيز خليفة ،محمد عوض العايدي « ،موسوعة الفهرسة الوصفية للمكتبات ومراكز
المعلومات » ،ص . 219
((( المصدر السابق ،ص . 227-226
395
فهذا النموذج لصفحة العنوان للجزء األول من« عمدة التفسير» يحتوي على :عنوان
الكتاب مكتو ًبا بالخط الكويف الواضح البعيد عن الخطوط المركبة التي تحول العنوان إلى
ألغاز ،مع كتابة اسم المؤلف وذكر سنة وفاته ،وكتابة اسم المختصر والمحقق وطبيعة
عمله بالكتاب ،ويذكر على صفحة العنوان رقم الجزء ،واسم الناشر ومكانه ،وتاريخ
النشر َّ
بالسنة الهجرية وما يقابلها بالميالدية ،واسم السلسلة ورقم الكتاب فيها.
396
فهذا النموذج آلخر صفحة لمقدمة تحقيق كتاب « إصالح المنطق » البن السكيت
بالسنة الهجرية وما يقابله بالميالدية والمكان واليوم وووظيفته وقتها
أفادنا بـ :التاريخ َّ
رئيسا لمحكمة شبين الكوم االبتدائية الشرعية .
أنه كان ً
397
فهذا النموذج لصفحة انتهاء التحقيق للجزء األول من كتاب « سنن الرتمذي »
بالسنة الهجرية وما يقابله بالميالدية والمكان واليوم .
أفادنا بـ :التاريخ َّ
398
املبحث اخلامس
شلك الكتاب الوريق عند أمحد شاكر
ونماذج تطبيقية من تنسيقه للكتب
ترسم أحمد شاكر منهج القسم األدبي يف دار الكتب يف تنسيق الكتاب وإخراجه،
فمن يتأمل الكتب التي نشرها هذا القسم وجدها يف قمة االناقة والــذوق العالي ،
وحسبك بمثالين من أوائل ما نُشر محق ًقا تحقي ًقا علم ًّيا للعالمة أحمد زكي باشا هما
كتاب «األصنام » ،وكتاب « أنساب الخيل »((( .
وسوف نتناول على وجه التفصيل مالمح منهجه يف إخراج الكتب الرتاثية
بعض الطبعات الشعبية للمسند التي اختار لها ور ًقا أقل جودة .وهو يمتدح
محمد فؤاد عبد الباقي يف طبعته لمفتاح كنوز السنة فيقول « :لم يضن على طبعه
بالمال ،فاختار له أرقى المطابع يف القاهرة مطبعة مصر ،وانتقى أجود الورق ..إلخ » .
* وينوع أحمد شاكر الخطوط للعناوين وال يقف عند خط معين ،أما أسماء
المؤلفين فيختار لها غال ًبا خطا النسخ أو الفارسي .
فكثيرا ما يستخدم الخط الكويف ،كما يف « المسند » ،و« إصالح المنطق »،
ً -
« عمدة التفسير » .
نموذج ( )4عناوين بخط الكويف لبعض ا لكتب التي حققها أحمد شاكر
400
-وتارة يختار خط الثلث ،كما يف كتاب الخراج ليحي بن آدم القرشي وتارة
يفضل الخط الفارسي ،كما يف « تفسير الجاللين » .وتارة أخرى يفضل الخط
الديواين ،كما يف « الرسالة » للشافعي.
* وإذا جمع العنوان أكثر من كتاب ميز بين الخطوط واختصر أسماء المؤلفين
حتى تظهر العناوين بوضوح كما يف ( مختصر سنن أبي داود للمنذري ،ومعالم
السنن للخطابي ،وهتذيب سنن أبي داود البن القيم ) .
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة كتاب « جماع العلم » للشافعي ،ص . 5
403
وهو يرى أنه ال ينبغي أن نكتب عناوين الكتب باللغة األجنبية على ظهر الكتب
دون ضرورة ،وأنه نوع من التعلق بأذيال الغرب ويتناىف مع العروبة !
ففي نقده لتحقيق كتاب « نحل عرب النحل » للمقريزي يقول « :وأول ما آخذ
على الكتاب هذا العنوان اإلفرنجي الذي وضع يف ظهر الكتاب فما الضرورة إليه ؟!
لقد علمت من األستاذ الشارح أن هذا ليس من عمله ،وأنا ُأصدِّ قه وأعذره ،ولكن
يجب أن يعلم الناس أن التعلق بأذيال اإلفرنج ومحاولة كسب ثنائهم ورضاهم
ليس مما يسيغه أبناء العروبة يف هذا العصر ،كتاب عربي ُينشر للعرب ،ولمن
يعرف العربية من غيرهم ،فما با ُلنا نضع له عنوانًا بغير لغته ؟! اإلفرنجي الذي
يطلب مثل هذا الكتاب يعرف بالعربية ،والذي ال يعرف العربية منهم ال يطلبه.
أخشى أن يكون هذا تقليدً ا صر ًفا لهم حين ينشرون شي ًئا من آثارنا ،ولكنا ال
نستطيع أن نرغمهم على ما يرضينا ،ولكنا نستطيع أن نعرف ألنفسنا قدرها ،
وللغتنا حقها ،فن ُْخرج الكتاب عرب ًّيا ً
أصل وعنوانًا »((( !
وصفحة العنوان هي واجهة الكتاب ،والعناية هبا تشمل تخطيط محتوياهتا وأما كنها
والرباعة يف نوعية الخطوط المستخدمة .
و يف اختيار نوع الخط للعنوان الرئيسي يعرف أحمد شاكر متى يستخدم خط الثلث
وخط النسخ ،وهو يختار ألسماء المؤلفين خطو ًطا تتناسب مع خطوط العناوين .
((( أحمد محمد شاكر :عرض ونقد لكتاب « نِ َحل عرب الن َّْحل » للمقريزي ،تحقيق األستاذ جمال الدين الشيال،
مجلة الكتاب ،مج، 2س ، ) 1946 ( 1ج ، 12ص . 931
404
ويف هذا النموذج لمخطط صفحة العنوان نالحظ الرتتيب التالي :
405
-2ثم يف وسط الصفحة بمسافة ربعها تقريبا وضع عنوان الكتاب ( المسند ) وإذا
وجد للكتاب عنوانًا فرعيا وضعه تحته ..
وإذا كان للكتاب أكثر من محقق ،كتب يمينا اسم المحقق االول يمينًا ،واسم
يسارا ،كما يف المفضليات واألصمعيات .
المحقق الثاين ً
أيضا ،يضع رقم الجزء ( الجزء ) 1وقد يكتبها
-6ثم تحته يف وسط الصفحة ً
بالحروف ( الجزء األول ) ،وهكذا ..
-9ثم تاريخ النشر بالسنة الهجرية = السنة الميالدية هكذا . 1954=1373 :
406
وأحيانًا إذا جدَّ يف األمر زيادة نسخ أخرى أثناء العمل يف تحقيق الكتاب عمل
صفحة أخرى برموز النسخ الجديدة ووضعها يف األجزاء الجديدة من التحقيق .
407
نموذج ( )14صفحة الكلمات المنتقاة يف بيان منزلة بالمؤلف ،من تحقيق « الرسالة » للشافعي
((( وقد انتشر هذا العمل بين المحققين هذه األيام خصوصا يف إخراج الموسوعات الكبار هذا العمل ،مثل هتذيب
الكمال للحافظ المذي تحقيق بشار عواد معروف
408
نموذج ( )16تنسيق صفحة التنبيه على هناية الجزء الثالث من « عمدة التفسير »
وهذه الصفحة مهمة جدًّ ا يف طباعة األجزاء المفرقة ،ويغفل عنها الكثير من
الناشرين إما إهماال أو قصدا لتوفير صفحة أو صفحتين !!
410
-3التفنن يف اختيار الحروف المميزة لفروق النسخ الخطية بالحواشي ،كما هو
الحال يف تحقيق « سنن الرتمذي » ،والرسالة .
-2يالحظ أنه ال يثبت أرقام أوراق نسخة المخطوط األصل ،ال داخل النص وال
هبوامش الصفحة ،وهذا مما يؤخذ على الشيخ أحمد شاكر ،فهو يسهل عملية الرجوع
للصفحة عند مقارنتها مع المخطوط .
-3يحرص على إثبات أرقام الطبعات المشهورة للكتاب الذي يحققه .يقول يف
وأثبت يف هامش هذه الطبعة أرقام صحف طبعة الحلبي ،
ُّ مقدمة تحقيق « المسند » « :
ألهنا مكثت يف أيدي الناس أكثر من خمسين سنة ،واعتمدها كثير منهم فيما ينقلون عنها،
411
وذكروا أرقامها .وجعلت رقم الصفحة فوق رقم الجزء ،ووضعت بينهما خ ًّطا »(((.
وفيها يكتب عنوان ثابت للكتاب بأعلى الصفحة اليمنى( الزوجية ) ،وعنوانًا آخر
متغيرا على الصفحة اليسرى المقابلة لها ( الفردية ) .
ً
وتختلف كتابة العناوين فيها باختالف مادة الكتاب ،فرتويسة كتب الحديث تختلف
عن ترويسة كتب الرتاجم ،ويالحظ ان أحمد شاكر لم يستخدم الرتويسة يف الكتب التي
طبعت له إال قليال ،كما سيأيت.
وهذه نماذج تطبيقيثة متنوعة تبين تنسيقه للحروف والفقرات والحواشي يف
لبعض الصفحات الداخلية يف التفسير والحديث والفقه واللغة والشعر :
((( أحمد محمد شاكر :مقدمة تحقيق « المسند » ألحمد بن حنبل . 12/ 1 ،
412
ويف هذا النموذج يظهر استخدامه للفقرة وبأولها إزاحة بمقدار كلمة ،كما أنه يميز
بين فقرة نص األيات التي ستشرح فيقوم بتكبير حروفها عن الشرح فيجعل حروفه
أصغر قليال ،كما يالحظ استعماله للرتويسة أعلى الصفحة السم السورة ورقم اآلية .
413
ويف هذا النموذج يظهر وضوح أرقام األحاديث بحرف كبير ،واستخدامه للفقرة
العادية بإزاحة مقدار كلمة ،والحاشية هنا عادية تتشابه مع الفقرة يف مقدار اإلزاحة
بكلمة يف أولها ،ويالحظ هنا إثباته ألرقام صفحات طبعة الميمنية للمسند .
414
ويف هذا النموذج يظهر استخدامه للفقرة المعلقة يف الحاشية ،والحاشية هنا عادية،
كما أنه ال يفصل فروق النسخ عن التعليقات ،ورموز فروق النسخ كتبت بخط الرقعة
.وفيه يظهر استخدامه للرتويسة أعلى الصفحة
415
ويف هذا النموذج يظهر استخدامه للفقرة المعلقة يف الحاشية وبأولها إزاحة بمقدار
كلمة ،والحواشي هنا معلقة ،كما أنه ال يفصل فروق النسخ عن التعليقات ،ورموز
فروق النسخ كتبت بخط الرقعة .وليس به ترويسة
416
يف هذا النموذج تنسيقه للشعر يعتمد على الرتقيم بشكل أساسي سواء للقصائد
أو لألبيات ،ويالحظ يف تنسيق الحواشي أنه يقسم الحاشية االولى للقصيدة لثالثة
عناصر أساسية ( :ترجمته ،جو القصيدة ،تخريجها ) .كما أن حواشي التعليقات
متصلة والتبدأ كل حاشية منها بأول السطر كالعادة .
417
ويف هذا النموذج يعتمد يف اإلحالة على الفقرة ،ويظهر يف التنسيق حجم الحرف
أكرب ألسماء األنبياء أو الصحابة ،وبحرف أصغر للتابعين فمن بعدهم .كما اعتمد يف
تنسيقه على رموز بجوار العلم هي ( :هـ ) للحاشية للداللة على أرقام فقرات الحاشية
(ح) للحديث المرفوع ( ث ) للداللة على أثر لصحابي أو تابعي
418
ويف هذا النموذج ثالثة أعمدة :األول :للقافية والثاين :لبيان بحور الشعر ،والثالث
يف اإلحالة على رقم الصفحة .
419
ويف هذا النموذج أن المرجع يكتب بنفس تنسيق الفقرة العادية مرت ًبا على حروف
المعجم .
420
واآلن ..وبعد أن عرضنا لمالمح مدرسة أحمد شاكر يف تنسيق الكتاب يمكن أن
نقول :إهنا مدرسة بلغت منزلة عالية يف العناية بالكتاب الرتاثي ،وكانت ً
مثال ُيحتذى
دائما ِ « :دقة التحقيق مع جودة الطبع » .
يف إتقان التحقيق ،واألناقة يف الن َّْشر ،شعارها ً
انلتائج
يف ختام هذا البحث يمكن استخالص النتائج التالية :
-1أن الدِّ راسات السابقة عن أحمد شاكر تدور حول جوانب الحديث وجهوده يف
السنَّة ،ويف الفقه ،وجهوده يف الدَّ عوة ،دون التعرض لمنهجه يف التحقيق .
ُّ
* و يف مصطلحات البحث :
- 3أن « تحقيق النَّص » معناه « :قرا َء ُته على الوجه الذي َأ َرا َد ُه عليه مؤلفه أو على
وجه َي ْق ُرب من َأ ْصله الذي كتبه به هذا المؤلف » .
-5تم التوصل لمعرفة معلومات ُتنشر ألول مرة عن حياته ،وأسرته ،ووظائفه يف
والم َحاكم التي َع ِمل هبا .
القضاء الشرعي َ ،
-6كما ك ُِشف ألول مرة أنه بعد بعد أن خرج على المعاش من القضاء كان ُيدَ ِّرس
مادة مصطلح الحديث ورجاله بكلية ُأصول الدين باألزهر ،وأنه شارك يف فحص
رسالة الدكتوراه لمحمد أحمد خلف اهلل بكلية اآلداب جامعة فؤاد األول (القاهرة ).
مبارك ،ومكرم عبيد ،وأحمد أمين ،و عبد الرحمن بدوي ،وغيرهم كثير .
-8تم التعرف على شخصية ثرية يف التكوين ،حيث كُشف عن نشأته ،وعن
عدد كبير من شيوخه ،وعن رحالته خارج مصر للجزيرة العربية ودمشق ،وتم ألول
مرة تفصيل الكالم عن إجازاته العلمية وأنه بدأها ً
مبكرا.
-10وأنه وإن كانت نشأته ودراسته على المذهب الحنفي إال أن أحكامه
حر إذا سار على طريقة السلف يف استنباط األحكام
تصدر عن اجتهاد صائب ورأي ّ
إلى كتاب اهلل وسنة رسوله دون تقيد بمذهب معين .
-11وب َّينت أنه لم ينفصل يو ًما عن قضايا ُأ َّمته ،بل ظل يدافع عنها حتى آخر
حياتهَ ،ف َح َ
اضر ،وكتب ،وناقش ،ور َّد ،على المتجرئين على ثوابت األمة .
- 12كما أوردت الدِّ راسة طر ًفا من ثناء العلماء والمفكرين عليه وبيان منزلته ومكانته
وكشفت عن عطاءه وما قدَّ مه لرتاث األمة ،فبينت فضله على األدباء والمؤرخين
لألدب العربي الذين تتلمذوا على الكتب التي أخرجها لهم .و أنه يكفيه أن يكون من
بين من تتلمذ على يديه ،هذان ال َع َل َمان الكبيران :شقيقه العالمة محمود محمد شاكر،
السالم هارون .
وابن خاله العالمة عبد َّ
-13كما أبرزت ثمرات هذا العطاء بالبحث يف بستان آثاره ،حيث أسفرت
عن عمل قائمة ببليوجرافية شاملة ألعماله ،تشتمل على مؤلفاته ،وتحقيقاته ،
ومقاالته ،وما كُتب عنه ،وزيادة يف الفائدة ُأ ْل ِ
حق هبا مؤلفاته وتحقيقاته التي شرع
وأيضا التي تمنى تأليفها ولم يتح له .كما ك ََش َفت هذه
فيها ولم يكملها ولم تنشرً .
425 اخلـاتمة
القائمة عن معلومات تنشر ألول مرة ،منها أن أول عمل حققه هو كتاب « كشف
الكربة يف وصف حال أهل الغربة » البن رجب الحنبلي ،طبع سنة 1914م .
-14أن نظرية التراث عنده تنبع من فهمه لقضية العلم الشامل ،وموقف العلماء
من علوم الدين والدنيا ،وأن موقفه من الرتاث يتجلى يف اإليمان هبذا الرتاث وإجالله
وتوقيره ،والمعايشة له وإحيائه وتنقيته وتقديمه يف ثوب جديد وحلة هبية ،فهو يمثل
وفخرا .
ً لنا هوية وثروة ومجدً ا
-15أن نظرية التحقيق عند أحمد شاكر يف تحقيق النصوص ُبن ِ َيت على فكرة
المت ِْقنُون
الم َحدِّ ثين ،وأن هذه الطريقة هي التي ُعني هبا ُ
توثيق النصوص وضبطها عند ُ
من علماء اإلسالم يف عصور ازدهار العلم ،وخاص ًة علماء الحديث ،الذين رسموا
قواعد النقل ،وأصول التحقيق والتصحيح .
-16وأنه َّ
لخص نظريته بوضوح يف كثير من مقدِّ مات تحقيقاته ال سيما مقدمة سنن
الرتمذي التي خصها ببحث واف يف التحقيق والفهارس والكالم على أعمال المستشرقين .
الم َحا َف َظة على األُ ُصول ،والت َّْر ِجيح بينها إذا -17أن هذه النظرية تقوم على ُ :
الخ َطأَّ ،إل أناختلفت ،أو التَّوقف :إذا لم يجد دليال ُي َر ِّجح ،أو كانت النُّسخ ُمت َِّف َق ًة على َ
اهرا ال مرية فيه َ ،ف ُي ْثبِتُه و ُي ِش ُير إلى ما يف األُ ُصول ِ ،ح ْر ًصا على األَمانة يف
الصواب َظ ً
يكون َّ
النقلُ ،فر َّب كلمة يجزم ُم َص ِّحح الكتاب بتغليطها تكون صوا ًبا يف نفسها ،ولها َو ْج ٌه َخ ِفي
عليه َ ،ي ْعرفه غيره ،ويجتهد يف الرجوع بالنُّصوص إلى َم َصادرها األولى التي عنها َأ َخذ
حرصا على التثبت ،
ً الم َصادر ، المؤلف ،إن عرفها َّ ،
وإل قابلها على أكثر ما بين يديه من َ
الر اجح يف العلم .
للصدر ،وتحقيقا لليقين أو َّ
وإثالجا َّ
-18أن موقفه من المستشرقين يف تحقيقاتهم للنصوص يقوم على إنصا ُفهم
426
والعدل فيهم ِ
وذكْر مميزاهتم ،فيذكر ما لهم وما عليهم ،ويتعامل معهم بطريقة موضوعية ِ
وإنصاف ويدعونا أن ال نبخسهم حقهم ،ويف الوقت نفسه ُي َح ِّذر من أغراضهم ،ويقف
حارسا لدينه وتراثه من خبثهم ومكرهم ،فهو يتعامل مع المنتج النهائي ،فإذا وجد فيه
ً
تعمدً ا ر ّده .
خطأ مقصو ًدا أو ُم َّ
يف الباب الثالث :قبل التحقيق .
-19بينت الدراسة أهمية هذه العملية وأهنا جزء أساسي من عملية التحقيق نفسها
،ولكنها تسبقه ،فهي كشرط النية أو دخول الوقت للصالة .وبينت أن شاكر كانت له
دوافع مهمة يف اختيار المخطوط ،وأن اختياراته لم يكن عبث ًّية .
-20وأن شاكر تعددت وسائله يف جمع نسخ المخطوط ،فمن االستعانة بما
طبع من فهارس المخطوطات للمكتبات أو الفهارس الداخلية للمكتبات العامة ،أو
استشارة أهل الخربة أو العالقات .
-21وأنه إذا كان هناك نوع تقصير يف بعض تحقيقات أحمد شاكر يف الحصول
على بعض النسخ ،فال نستطيع أن نجزم بأن هذا التقصير ناشئ عن هتاون ،ال سيما
وأننا رأيناه يذكر الصعوبات التي تواجهه يف رحلة البحث عن مخطوطة واعتذاره عن
التقصير يف عدم الحصول على بعض النسخ .
-23ك ُِش َ
ف اللثام عن منهجه يف ضبط النص وتقييده من خالل كالمه النظري
والنماذج التطبيقية المنثورة يف تحقيقاته لكل ما يتعلق بعملية الضبط من :الن َّْس ُخ
والر ْسم .تنظيم مادة النص وتقييد النص بالحركات واالختالفات بين النسخ وكيفية
َّ
427 اخلـاتمة
تنظيرا
ً -24أوردت الدراسة أبرز االنتقادات التي وجهت له يف جانب التحقيق
وتطبي ًقا ،مثل انتقادات األلباين والسيد أحمد صقر ،وبشار عواد ،ورفعت فوزي ،
ومحمد الدالي ومحمد حماسة عبد اللطيف .وتم التعامل معها بإنصاف وموضوعية .
-25كما ك ُِش َ
ف عن طريقته ومنهجه يف توثيق النص والتعليق عليه ،وأن عملية
التوثيق تشمل :توثيق القراءات والروايات ،وتخريج األحاديث واآلثار ،وبينا بالتطبيق
واالمثلة من تحقيقاته ،ما ذكرناه نظر ًّيا ،وعرضنا نماذج لبعض ما انتقد به يف منهجه يف
تصحيح األحاديث خاصة يف « المسند » لإلمام أحمد بن حنبل .
-26طريقته يف مراجعة مصادر المؤ ِّلف وتوثيقها .وأنه ال يكتفي شاكر بمراجعة
النص على الكتب المطبوعة ،وإنما نراه يستعين بالمصادر المخطوطة يف التحقيق ،
وأنه ّ
أصل لقاعدة مهمة يف التعامل مع نص المؤلف عند المقارنة بالنصوص األخرى
الم َؤ ِّلف » .
نص ُوهي « :أنه ال ينبغي أن ن َُح َّكم النُّصوص األخرى يف ِّ
ويف الباب الخامس :ما بعد التحقيق .
-27تم الكشف عن منهجه يف كتابة مقدمات تحقيق النصوص والدِّ راسة ،من
بيان ألهمية الكتاب ،وأسباب نشره ،وموضوعه ومصادره ،و ترجمة المؤلف،
وصناعة الفهارس .وبينا منهجه يف ذلك كله .
- 29ألقي الضوء على جهوده يف مجال النشر وإخراج وتنسيق الكتب الرتاثية،
،وبينت ذوقه الرفيع وإبداعه فيه من خالل عالقته بدارالمعارف وأثرها يف ظهور هذه
النفائس والروائع والذخائر الرتاثية ،حتى وصفها بالدقة واإلتقان واألناقة .
428
أول :المصادر
ً
(أ)
ي ،أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد اهلل البغدادي ،ت 360هـ = 970م .
اآلج ِّر ُّ
* ُ
«1- 1أخالق العلماء » ،قام بمراجعة أصوله وتصحيحه والتعليق عليهإسماعيل بن محمد األنصاري ،رئاسة
إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ،ط1398 ، 1هـ = 1978م .
*ابن األثير :مجد الدين أبو السعادات ابن األثير ،ت 606هـ = 1210م .
«3- 3النهاية يف غريب الحديث واألثر » تحقيق طاهر أحمد الزاوي ،ومحمود محمد الطناحي ،بيروت :المكتبة
العلمية1399 ،هـ 1979 -م .
*أحمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين المروزي البغدادي ،ت 241هـ = 855م .
الم ْسند » لإلمام أحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة
ُ «4- 4
والنشر بمصر ،ط1376 -1365 ، 1هـ = 1956 -1946م 15 -1 .ج .
*أسامة بن منقذ الكناين ،محب الدين أبو المظفر ،ت 584هـ = 1188م .
ُ «5- 5ل َباب اآلداب » ،بتحقيق أحمد محمد شاكر ،ط ، 1مكتبة سركيس ،ط1354 ، 1هـ= 1935م .
الصحيح وهو سنن الرتمذي » ،بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،الجزءان :األول والثاين ،
«8- 8الجامع َّ
432
«9- 9الجامع الكبير » ،حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه بشار عواد معروف ،ط ، 1بيروت :دار الغرب اإلسالمي،
سنة 1996م 5 ،مج .
(ث)
* ثعلب ،أبو العباس أحمد بن يحيى ت 255 ،هـ = 869م .
«10-10مجالس ثعلب» ،شرح وتحقيق عبد السالم محمد هارون ،ط ، 2دار المعارف بمصر 1416 ،هـ =
1996م 8-1 ،مج
(ج)
*الجاحظ ،أبوعثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناين 255 ،هـ = 869م .
«11-11الحيوان » ،بتحقيق وشرح عبد السالم محمد هارون ،بيروت :دار الجيل ،ط1416 ، 1هـــ =
1996م8-1 ،مج
«12-12رسائل الجاحظ » ،تحقيق عبد السالم محمد هارون ،بيروت :دار الجيل ،ط1411 ، 1هـ 1991 -م،
4ج يف 2مج .
الم َح ِّلي ،ت 864هـ= 1459م ،وجالل الدين السيوطي ،ت 911هـ = 1505م .
*جالل الدين َ
«13-13تفسير الجاللين » ،تصحيح ومراجعة أحمدمحمد شاكر ،وعلي محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،
ط1373 ،1هـ = 1954م 2 ،مج .
*الجواليقي ،أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر ،ت 540هـ = 1145م .
الم َع َّرب من الكالم األعجمي على حروف المعجم » ،بتحقيق وشرح أبي األشبال أحمد محمد شاكر،
ُ «14-14
القاهرة :مطبعة دار الكتب المصرية ،ط1361 ، 1هـ = 1941م ..
*ابن الجوزي ،أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي 597 - 508هـ .
«15-15التحقيق يف أحاديث الخالف » ،الجزء األول ،ط ، 1صححه وعلق حواشيه أحمد محمد شاكر ،القاهرة:
مكتبة الخانجي ( مطبعة الشرق ) ،ط1344 ، 1هـ = 1926م .
«16-16التحقيق يف أحاديث الخالف » ،الجزء األول ،اعتنى به عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل ،الجيزة :دار
الرياض ،ط1431 ، 1هـ = 2010م .
(ح)
*الحاكم ،أبو عبد اهلل ،ت 405هـ = 1015م .
«17-17معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه » ،شرح وتحقيق أحمد بن فارس السلوم ،الرياض :مكتبة المعارف
433
«18-18صحيح ابن حبان ،برتتيب األمير عالء الدين الفارسي » ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،ط، 1
القاهرة :دار المعارف . 1952 ،ج. 1
*ابن حجر العسقالين ،شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي :ت 852هـ = 1448م .
«19-19الرحمة الغيثية بالرتجمة الليثية » ،قدم له وحققه يوسف عبد الرحمن المرعشلي ،ط ، 1بيروت لبنان :
دار المعرفة ،سنة . 1987=1407
«20-20لسان الميزان » ،اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة ،اعتنى بإخراجه وطباعته سلمان عبد الفتاح أبو غدة ،
بيروت :دار البشائر اإلسالمية ،ط 2002 ، 1م 10-1 ،ج بالفهارس .
«21-21نتائج األفكاريف تخريج أحاديث األذكار» تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ،بيروت :دار ابن كثير ،
ط 1429 ،2هـ 2008 -م 5-1 ،مج .
*ابن حزم ،أبو محمد على بن أحمد بن سعيد الظاهري ،ت 456هـ = 1073م .
«22-22جمهرة أنساب العرب » ،نشر وتحقيق وتعليق إ.ليفي بروفنسال ،دار المعارف بمصر ،ط،1
1368هـ= 1948م.
«23-23جمهرة أنساب العرب » ،تحقيق وتعليق عبد السالم محمد هارون ،دار المعارف بمصر ،
ط1382 ، 2هـ = 1962م.
«24-24جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى » ،تحقيق إحسان عباس وناصر الدين األسد ،ومراجعة أحمد
محمد شاكر .دار المعارف بمصر ،ط1375 ، 1هـ = 1956م.
« 25-25الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية » ،تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ،بيروت :دار العلم للماليين ،
ط 1407 ،4هـ = 1987م 6 ،مج .
(خ)
*الخطيب البغدادي ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ،ت 463هـ = 1070م .
«27-27الكفاية يف علم الرواية » ،دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن ،ط1357 ، 1هـ .
434
(د)
*ابن دقيق العيد ،تقي الدين محمد بن أبي الحسن ،ت 702هـ = 1302م .
إح َكام األحكام شرح عُمدة األحكام » لإلمام تقي الدين ابن دقيق العيد ،بتحقيق محمد حامد الفقي ،
ْ «28-28
ومراجعة أحمد محمد شاكر ،مطبعة السنة المحمدية ،ط1372 ، 1هـ =1953م 2 -1 ،ج .
«29-29االقرتاح يف بيان االصالح وما أضيف إلى ذلك من األحاديث المعدودة من الصحاح » ،بيروت :دار
المشاريع للطباعة والنشر ،ط1427 ، 1هـ = 2006م .
(ذ)
*الذهبي ،شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز الذهبي ،ت 748هـ = 1347م .
«30-30ترجمة اإلمام أحمد بن حنبل 241-164 ،هـــ من تاريخ اإلسالم للذهبي » ،تحقيق أحمد محمد
شاكر ،القاهرة :دار المعارف للطباعة والنشر ،ط1365 ، 1هـ =1946م .
«31-31سير أعالم النبالء » ،حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب األرناؤوط وآخ ،بيروت :مؤسسة
الرسالة ،ط ، 9سنة 1413هـ 28-1 ،مج .
(ر)
*الرامهرمزي ،الحسن بن عبد الرحمن بن خالد ،أبو محمد ،ت 360هـ = 970م .
الم َحدِّ ث الفاصل بين الراوي و الواعي » ،قدَّ م له وحققه وخرج أخباره وعلق عليه ووضع فهارسه
32-32كتاب « ُ
محمد عجاج الخطيب ،ط ، 1بيروت 1391هـ = 1971م
*ابن رجب الحنبلي ،أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن علي البغدادي ،ت 795هـ = 1393م .
«33-33كتاب كشف ال ُك ْربة يف َو ْصف َحال أهل الغُربة » ( وهو شرح لحديث بدأ اإلسالم غري ًبا ) ،قام بطبعه
واعتنى بتصحيحه أحمد محمد شاكر ،مطبعة النهضة األدبية ،أمام مدرسة الحقوق ( يطلب من مكتبة المنار)،
ط1332 ، 1هـ = 1914م .
ِ
والح َكم يف شرح خمسين حدي ًثا من جوامع الكلم » ،تأليف أبي الفرج عبد الرحمن بن «34-34جامع ال ُعلوم
رجب الحنبلي ،الرسائل ، 4 -1بتحقيق أحمد محمد شاكر ،مطبعة النهضة األدبية بشارع عبد العزيز بمصر،
ط1344 -1343 ، 1هـ = 1926 - 1925م .
(ز)
*الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد ،الزمخشري جار اهلل ،ت 538هـ = 1143م .
«35-35أساس البالغة » ،تحقيق :محمد باسل عيون السود ،بيروت :دار الكتب العلمية ،ط ، 1سنة 1419هـ
= 1998م 2 ،مج .
435
(س)
*السخاوي :شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد ت 902هـ = 1497م .
«36-36فتح المغيث بشرح ألفية الحديث » ،دراسة وتحقيق عبد الكريم بن عبد اهلل الخضير ،ومحمد بن عبد اهلل
الفهيد آل فهيد ،الرياض :دار المنهاج للنشر والتوزيع ،ط1426 ، 1هـ = 2005م .
*ابن سيد الناس ،أبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ،ت 734هـ = 1334م .
«38-38النفح الشذي يف شرح الرتمذي » ،دراسة وتحقيق وتعليق أحمد معبد عبد الكريم ،الرياض :دار
العاصمة ،ط1409 ، 1هـ = 1989م 2-1 ،مج .
*السيوطي ،جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ت 911هـ = 1505م .
«39-39ألفية السيوطي ىف علم الحديث » ،تصحيح وشرح أحمد محمد شاكر ،القاهرة :مكتبة ومطبعة محمد
على صبيح ،ط2مزيدة ومنقحة 1951 ،.م .
«40-40تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي » ،بعناية مازن السرساوي ،الرياض :دار ابن الجوزي مزيدة
ومنقحة 1431.هـ = 2010م .
«41-41شرح ألفية السيوطي يف مصطلح الحديث » ،وقف على طبعه أحمد محمد شاكر ،مطبعة البوسفور بشارع
عبد العزيز ( يباع يف مكتبة المنار ألصحاهبا رضا وخطيب وقتالن ) ،القاهرة ،ط1332 ، 1هـ = 1914م .
(ش)
*الشافعى ،أبو عبداهلل محمد بن ادريس ،ت 204هـ = 819م .
«42-42األم » ،تحقيق وتخريج رفعت فوزي عبد المطلب ،المنصورة :دار الوفاء للنشر والتوزيع مزيدة ومنقحة
1421.هـ = 2001م 10 ،مج .
ِ «43-43ج َم ُ
اع العلم » ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر ،ط1359 ، 1هـ =1940م.
الرسالة » بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،مكتبة مصطفى البابي الحلبي ،ط1358 ، 1هـ =1940م
ِّ «44-44
3ج يف مج .
الرسالة » ،بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار الرتاث ،ط1979 ، 2م .
ِّ «45-45
436
(ص)
*ابن الصالح ،أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري ،ت 643هـ = 1245م .
46-46علوم الحديث ،تحقيق وشرح نور الدين عرت ،دمشق :دار الفكر ،ط1406 ، 1هـ = 1986م .
*صديق حسن خان ،أبو الطيب محمد بن علي بن حسن ،ت 1307هـ = 1889م .
الروضة الندية شرح الدرر البهية » ،الجزآن :األول والثاين ،تصحيح وتعليق أحمد محمد شاكر ،إدارة
َّ «47-47
الطباعة المنيرية ، .ط[ ، 1د .ت ] 2.ج ىف مج .
(ض)
*الضبي ،أبو عكرمة عامر بن عمران ،ت 864 = 250م .
«48-48المفضليات » ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،وعبد السالم محمد هارون ،ملتزم طبعه ونشره مطبعة
المعارف ومكتبتها ،ط1361 ، 1هـ 1362 -هـ = 1943 -1942م 2 ،ج .
49-49طبعة ثانية بدار المعارف ،ربيع الثاين 1371هـ = يناير 1952م .
(ط)
*الطبري ،أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد ،ت 310هـ = 922م .
«50-50تفسير الطربي -جامع البيان عن تأويل آي القرآن » ،حققه وع َّلق حواشيه محمود محمد شاكر ،
وراجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر .القاهرة :دار المعارف ،ط ، 1للفرتة ( 1377 -1373هـ=
1958 -1954م ) 13 -1 ،ج .
(ع)
*ابن عبد البر ،أبو عمر يوسف بن عبد اهلل النمري األندلسي المالكي ،ت 463هـ = 1070م .
51-51كتاب « جامع بيان العلم وفضله » ،تحقيق أبي األشبال الزهيري ،الدمام :دار ابن الجوزي ،ط، 1
1414هـ = 1994م 2 -1 ،مج .
*أبو العتاهية ،أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ،ت 213هـ = 826م .
52-52أبو العتاهية أشعاره وأخباره ،عُني بتحقيقها فيصل شكري ،مطبعة جامعة دمشق ،ط، 1
1384هـ = 1965م .
*ابن أبي العز الحنفي ،علي بن علي بن محمد صدر الدين أبو الحسن ،ت 792هـ = 1390م .
«53-53شرح الطحاوية يف العقيدة السلفية » ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،ط، 1
1373هـ = 1954م.
437
«54-54شرح العقيدة الطحاوية » ،حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وقدم له عبد اهلل بن عبد المحسن الرتكي
وشعيب األرناؤوط ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،ط1424 ، 2هـ = 2001م 2 -1 ،مج .
«55-55المؤتلف والمختلف يف أسماء نقلة الحديث وأسماء آبائهم وأجدادهم » ،تحقيق مثنى محمد حميد
الشمري ،وقيس عبد إسماعيل التميمي ،أشرف عليه وراجعه :الدكتور بشار عواد معروف ،بيروت :دار
الغرب اإلسالمي ،ط 1428 ، 1هـ 2007 -م 2-1 ،مج .
«57-57الدر النَّضيد يف أدب المفيد و المستفيد » ،حققه وعلق عليه أبو يعقوب نشأت بن كمال العربي ،قدم له
أبو إسحاق الحويني ،الجيزة :مكتبة التوعية اإلسالمية ،ط1430 ، 1هـ = 2006م .
(ق)
*القاسمي ،جمال الدين محمد بن محمد بن سعيد ،ت 1332هـ = 1914م .
الجوربين » تأليف محمد جمال الدين القاسمي ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،المطبعة
الم ْس ُح على َ
َ «58-58
السلفية ،ط1373 ، 1هـ = 1953م .
* ابن قتيبة ،أبو محمد عبد اهلل بن مسلم الكاتب الدينوري ،ت 276هـ = 889م .
«59-59الشعر والشعراء » ،تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر ،القاهرة :دار إحياء الكتب العربية ،ط1365، 1
1366 -هـ = 1947 - 1946م 2 -1 ،ج .
«60-60الشعر والــشــعــراء » ،تحقيق وشــرح أحــمــد محمد شــاكــر ،الــقــاهــرة :دار الــمــعــارف ،ط،2
1377هـ=1958م 2 -1 ،ج .
(ك)
*ابن كثير ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي ،ت 774هـ = 1372م.
«61-61اختصار علوم الحديث أو الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث » ،قام بطبعه على نفقته محمود
توفيق الكتبي بالسكة الحديد وميدان األزهر بمصر ،مطبعة حجازي بالقاهرة ،ط1355 ، 1هـ = 1937م.
«62-62عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير» ،اختصار وتحقيق بقلم أحمد محمد شاكر ،دار المعارف بمصر ،
438
ط ، 1يف الفرتة ما بين ( 1377- 1376هـ = 1958 -1956م ) 5 -1 .مج .
(م)
*المبرد ،أبو العباس محمد بن يزيد االزدي ،ت 285هـ = 898م .
«63-63ال َكامل يف األدب » ،بتحقيق زكي مبارك ،وأحمد محمد شاكر ،مكتبة مصطفى البابي الحلبي ،
ط1359 -1358 (1هـ1937 -1936 /م ) 3 -1 ،ج .
«64-64ال َكامل يف األدب » ،حققه وعلق عليه وصنع فهارسه محمد أحمد الدالي ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،
ط1425 ، 4هـ = 2004م 4 -1 ،ج .
«65-65طبقات فحول الشعراء » ،قرأه وشرحه محمود محمد شاكر جدة :مطبعة المدين ،ط1400 ، 1هـ =
1980م2-1 ،ج .
*مرتضى الزبيدي ،محمد بن محمد بن الحسيني الزبيدي ،ت 1205هـ = 1790م .
السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين » ،مؤسسة التاريخ العربي ،بيروت 1414 ،هـ = 1994م.
«66-66اتحاف َّ
*المنذري ،زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي ،ت 656هـ = 1258م .
«67-67مختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري ،ومعالم السنن للخطابي ،وهتذيب س اإلمام ابن قيم
الجوزية » ،األجزاء :األول والثاين والثالث ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،ومحمد حامد الفقي ،ط، 1
مطبعة السنة المحمدية1367 ،هـ = 1948م .
*ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن على اإلفريقى ت 711هـ = 1311م .
«68-68لسان العرب » ،بيروت :دار صادر ،ط 1414 ، 3هـ = 1994م 15 ،ج .
(ي)
*ياقوت ،شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي الحموي ،ت 626هـ = 1229م .
69-69معجم األدباء = إرشاد األريب إلى معرفة األديب ،تحقيق إحسان عباس ،بيروت :دار الغرب اإلسالمي،
ط ، 1سنة 1414هـ = 1993م 7-1 ،مج
«70-70الخَ َراج » ،صححه وشرحه ووضع فهارسه أبو األشبال أحمد محمد شاكر ،عنيت بنشره المطبعة السلفية
ومكتبتها بالقاهرة ،ط1347، 1هـ= 1928م .
***
439
(أ)
*إحسان عباس ،ت 1424هـ = 2003م .
«71-71غربة الراعي ،سيرة ذاتية » ،دار الشروق عمان ،ط1996 ، 1م .
«72-72الرتقيم وعالماته يف اللغة العربية » ،اعتنى به وعلق عليه عبد الفتاح أبو غدة ،ط ، 2مزيدة من التعليق
سنة 1415م .
«73-73االستشراق :تاريخه وأهدافه شبهات المستشرقين ضد اإلسالم ،مناقشتها ور ُّدها » ،القاهرة :مكتبة
النهضة المصرية ،سنة 1996م .
«74-74عناية المحدثين بتوثيق المرويات وأثر ذلك على تحقيق المخطوطات » ،دمشق :دار المأمون
للرتاث 1987 ،م .
75-75أوراق خاصة بخطه واستدراكات بخطه على بعض تحقيقاته المطبوعة .
َ 76-76ث َبت بمؤلفاته وتحقيقاته ،كتب سنة 1956م ،نسخة مكتوبة على اآللة الكاتبة وعليها توقيعه .
«79-79فهرس الرجال الذين تكلم فيهم يف مجمع الزوائد » .صنعه أبو األشبال أحمد محمد شاكر ،مرتب ألفبائ ًّيا .
« 82-82المستدرك على مفتاح كنوز السنة :معجم للمفردات على نسق « النهاية » البن األثير لـ « مسند
440
الم َح َّرر يف الحديث » البن عبد الهادي ،قابله على مخطوط .
ُ «83-83
«84-84أوائل الشهور العربية هل يجوز شرعًا إثباهتا بالحساب الفلكي ؟ » ،بقلم أحمد محمد شاكر ،مطبعة
مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر ،ط ، 1سنة 1358هـ = 1939م .
«85-85الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير » ،تأليف أحمد محمد شاكر ،مكتبة
محمد علي صبيح ،ط ، 1سنة 1370هـ = 1951م .
«86-86تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب وسبق المسلمين اإلفرنج يف ذلك » ،
اعتنى به وع َّلق عليه وأضاف إليه عبد الفتاح أبو غدة ،دار البشائر اإلسالمية ،ط1428 ، 1هـ = 200م .
«87-87تقرير عن شؤون التعليم والقضاء :تقرير مقدم لجاللة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه اهلل سنة 1949م»
بقلم أحمد محمد شاكر ؛ اعتنى به أبو محمد أشرف بن عبد المقصود ،القاهرة :مكتبة اإلمام البخاري للنشر
والتوزيع ،ط1430، 1هـ = 2009م .
«88-88جمهرة مقاالت العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر مع أهم تعقبات الشيخ على دائرة المعارف اإلسالمية
» الجزآن :األول والثاين ،جمعها وأعدها عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حماد العقل ،ط ، 1الجيزة :دار
الرياض 1425 ،هـ= 2005م .
«89-89مقدمة سنن الرتمذي :فيها بحث واف عن التصحيح والفهارس وأعمال المستشرقين ومعها ترجمة
المؤلف » ،مطبعة مصطفى الحلبي ،ط1356 ،1هـ = 1937م .
«90-90كلمة الحق » ،بقلم أحمد محمد شاكر ،قدَّ م للكتاب وترجم لمؤلفه عبد السالم محمد هارون ،ط، 1
القاهرة :مكتبة السنة ،ط1408 ، 1هـ = 1987م.
«91-91محمد شاكر علم من أعالم العصر » 1358-1282هـ = 1939-1866م ،أحمد محمد شاكر ،القاهرة:
دار المعارف ،ط1373 ، 1هـ = 1953م
«92-92نظام الطالق يف اإلسالم » ،قدَّ م له محمد حامد الفقي ،القاهرة :مطبعة النهضة األدبية بشارع عبد العزيز
بمصر ،ط1354 ، 1هـ = 1936م.
«93-93نظام الطالق يف اإلسالم » ،ومعه « :تقرير الشيخ محمد شاكر والد المؤلف عن أعمال المحاكم وطرق
إصالحها » .طبعة جديدة منقحة ومزيدة :مكتبة السنة 1428 ،هـ =1998م .
441
« 94-94دائرة المعارف اإلسالمية » ُ ،أ ْص ِد َر باأللمانية واإلنجليزية والفرنسية ،واعتمد يف الرتجمة العربية على
األصلين اإلنجليزي والفرنسي ،راجعها محمد مهدي عالم ،ط ، 1مصورة عن طبعة لجنة دائرة المعارف
سنة 1936وما بعدها ،بيروت :دار الفكر ،بدون تاريخ .
«95-95من أعالم العصر :الشيخ محمد شاكر ،أحمد محمد شاكر ـ محمود محمد شاكر » ،ط1422 ، 1هـ
= 2001م ،بدون ناشر .
(ب)
*بدر العمراين الطنجي .
«96-96الشيخ عبد اهلل بن إدريس السنوسي رائد المدرسة األثرية َ ،ق َب ٌس من سيرته يضيء سدى جيله وعصره» ،
تصدير الدكتور جعفر بن الحاج السلمي ،طنجة .بيروت ،دار الحديث الكتانية ،ط2012، 1م .
ُ «97-97أصول نقد النصوص ونشر الكتب » ،محاضرات ألقاها يف كلية اآلداب سنة 1932 -1931م ،إعداد
وتقديم محمد حمدي البكري ،ط ،1مطبعة دار الكتب المصرية سنة 1969م.
«98-98ضبط النص والتعليق عليه » ،مكتبة اإلمام البخاري ،ط ، 1القاهرة سنة 1431هـ = 2010م .
«99-99يف تحقيق النص :أنظار تطبيقية نقدية يف مناهج تحقيق المخطوطات العربية » ،بيروت :دار الغرب
اإلسالمي ،ط. 2004، 1
100100هداية العارفين أسماء وآلثار المصنفين من كشف الظنون ،بيروت :دار الفكر1402 ،هـ = 1982م .
(ح)
*حاجي خليفة ،مصطفى بن عبد اهلل كاتب جلبي القسطنطيني ،ت 1067هـ = 1657م.
«101101كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون » عنى بتصحيحه وطبعه محمد شرف الدين يالتقايا ،بيروت:
دار إحياء الرتاث العربي مصورة عن طبعة استانبول سنة1941م 2مج .
« 102102رحالت العالمة أبي الحسن علي الندوي » ،جمعها ورتبها سيد عبد الماجد الغوري ،دار ابن كثير ،
442
« 103103مذكرات سائح يف الشرق العربي » ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،ط1398 ، 3هـ = 1998م .
(ز)
*الزركلي ،خير الدين ،ت 1396هـ = 1976م .
105105األعالم الشرقية يف المائة الرابعة عشر الهجرية ،ط ، 2بيروت :دار الغرب اإلسالمي ،سنة 1994م .
(ش)
*شعبان عبد العزيز خليفة & محمد عوض العايدي :
«106106موسوعة الفهرسة الوصفية للمكتبات ومراكز المعلومات » ،ط ، 1القاهرة :مركز الكتاب للنشر ،
1998م .
(ص )
*صالح الدين المنجد ،ت 1431هـ = 2010م .
«107107قواعد تحقيق المخطوطات » ،بيروت :دار الكتاب الجديد ،ط ، 7مزيدة 1987م .
(ع)
* عايدة الشريف :
«108108محمود محمد شاكر :قصة قلم » ،القاهرة :دار الهالل ،ط1997 ، 1م .
«109109تحقيق النصوص األدبية واللغوية ونقدها :دراسة تحليلية مقارنة مع المناهج العربية » ،عمان :دار
صفاء للنشر والتوزيع ،ط1432 ، 1هـ = 2011م .
«110110مناهج تحقيق المخطوطات » ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط1433 ، 1هـ = 2012م .
111111جمهرة مقاالت العالمة الشيخ أحمد محمد شاكر مع أهم تعقبات الشيخ على دائرة المعارف اإلسالمية
الجيزة :دار الرياض ،ط1426 ، 1هـ = 2005م 2 ،مج .
443
«113113النقد التاريخي يشمل :ال نجلو اوسينوبوس :المدخل إلى الدراسات التاريخية ،بول ماس :
نقد النص ،امانويل كنت :التاريخ العام » ترجمها عن الفرنسية واأللمانية عبد الرحمن بدوي ،ط4
،الكويت :وكالة المطبوعات ،سنة 1981م .
«115115التنكيل بما يف تأنيب الكوثري من األباطيل » ،مع تخريجات وتعليقات :محمد ناصر الدين األلباين -
زهير الشاويش -عبد الرزاق حمزة ،بيروت :المكتب اإلسالمي ،ط 1406 ، 2هـ 1986 -م 2 -1 ،مج .
«116116مجموع فيه -1 :رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب القديمة -2أصول التصحيح » ،أعدها للنشر
وعلق عليها :ماجد عبد العزيز الزيادي ،مكة المكرمة :المكتبة المكية ،ط1417 ، 1هـ = 1996م .
«117117مجموع رسائل يف التحقيق وتصحيح النصوص » ضمن أعمال المعلمي مج ( ، ) 23تحقيق محمد
أجمل اإلصالحي ،مكة المكرمة :دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ،ط1434 ، 1هـ = 2013م
«119119قطوف أدبية :دراسات نقدية يف الرتاث العربي حول تحقيق الرتاث » ،القاهرة :مكتبة السنة ،ط1
1409،هـ = 1988م ..
«120120تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل » ،الرياض مكتبة الملك فهد الوطنية ،ط، 1
1415هـ = 1994م .
«121121المستشرقون ونشر الرتاث :دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر والرتجمة » ،الرياض [ :د .ن ] ،
ط1324 ، 1هـ = 2003م .
«122122العالمة المحدث أحمد محمد شاكر وجهوده يف الدعوة واإلصالح خالل القرن الماضي » ،الرياض :
مكتبة الرشد ،ط1428 ، 1هـ = 2007م .
444
«124124علم التحقيق للمخطوطات العربية :بحث تأسيسي للتأصيل » ،دار الملتقى ،حلب ،ط1426 ، 1هـ
= 2005م.
السنَّة » نقله إلى اللغة العربية محمد فؤاد عبد الباقي ،مطبعة مصر ،ط، 1
«125125كتاب مفتاح كنوز ُّ
1353هـ = 1934م .
(ك)
*كارل بروكلمان ،ت 1375هـ = 1956م .
126126تاريخ األدب العربي ،أشرف على ترجمته للعربية محمود فهمي حجازي ،وحسن محمود إسماعيل ،
القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1995م وما بعدها 9 -1 .ج
«127127تكشيف نصوص الرتاث العربي واألجنبي » ،اإلسماعيلية :مكتبة اإلمام البخاري ،ط،2
1433هـ = 2012م.
«128128عبقرية التأليف العربي :عالقات النصوص واالتصال العلمي » ،تقديم مصطفى الشكعة ،مركز
دراسات المعلومات والنصوص العربية ،ط2007 ، 1م .
(م)
*متولي البراجيلي .
«129129معالم منهج الشيخ أحمد شاكر يف نقد الحديث » ،القاهرة :مكتبة السنة ،ط1434، 1هـ = 2013م .
«130130جهود الشيخ أحمد شاكر يف تحقيق الرتاث اإلسالمي » بحث نشر ضمن « محاضرات الموسم الثقايف
لمركز تحقيق الرتاث :شوامخ المحققين ،إعداد حسام عبد الظاهر ،ط ، 1القاهرة :دار الكتب والوثائق
القومية ،.ط2013 ، 1م ،ج .1ص ص . 332 - 227
445
«132132كيف نقرأ النص الرتاثي ،وبيان أثر العروض يف ضبطه وتحقيقه ؟ » ،اإلسماعيلية :مكتبة اإلمام البخاري
للنشر والتوزيع ،ط1430 ، 1هـ=2009م .
«133133النهضة اإلسالمية يف سير أعالمها المعاصرين » ،دمشق :دار القلم ،ط1415 ، 1هـــ =
1995م 2-1 ،ج .
«134134اإلشفاق على أحكام الطالق » ،بقلم األستاذ ،مطبعة مجلة اإلسالم ،ط ، 1سنة 1355هـ = 1936م
«136136الرسائل المتبادلة بين ابن باز والعلماء » إعداد محمد بن محمد الموسى ومحمد إبراهيم الحمد ،
الرياض :دار ابن خزيمة ،ط1428 ، 1هـ = 2007م .
«138138مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي ،مع محاضرة عن التصحيف والتحريف » ،مكتبة الخانجي ،ط،7
1405هـ = 1984م .
« 139139مقاالت العالمة الدكتور محمود محمد الطناحي :صفحات يف الرتاث والرتاجم واللغة واألدب ،
بيروت :دار البشائر اإلسالمية ،ط2002=1422، 1م .
«140140سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ يف األمة » ،محمد ناصر الدين ،الرياض :دار
446
«141141توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين » مكة المكرمة :المكتبة المكية ،ط1414، 1هـ =1993م .
(ن)
*نجيب العقيقي ،ت ١٤٠٢هـ = ١٩٨٢م).
معلما ومؤل ًفا ومحق ًقا ،الكتاب التذكاري لقسم اللغة العربية جامعة الكويت ،ط، 2
ً 143143عبد السالم هارون
1990 -1989م .
ودارسا نحو ًّيا » ،رسالة دكتوراه غير منشورة ) جامعة عين شمس ،
ً «144144عبد السالم محمد هارون محق ًقا
كلية البنات والعلوم والرتبية ،قسم اللغة العربية ،إشراف أ.د يوسف حسن نوفل ،أ.د عفاف محمد حسنين،
سنة 1411هـ = 1991م .
***
447
148148عباس محمود العقاد « :يف التأين السالمة » ،مجلة الرسالة ،ع ، 551س ( 12المحرم 1363هـ =
يناير 1944م ) ،ص ص . 84 -81
149149عبد المتعال الصعيدي « :نظام الطالق يف اإلسالم تأليف األستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر » ،مجلة
الرسالة ،ع ، 146س ( 4هـ = ، ) 1936ص . 680
150150محمد عبد الغني حسن « :الرسالة لإلمام الشافعي » ،ع ، 412س ( 9ربيع اآلخر 1360هـ =
1941م ) ،ص ص . 716 -715
*الزهراء ( محب الدين الخطيب ) .
151151أحمد محمد شاكر « :التحقيق » ،البن الجوزي ،مجلة الزهراء ،مج ، 4ج (2-1ربيع األول -ربيع
اآلخر 1346هـ = أغسطس وسبتمرب 1927م ) ،ص ص . 93-90
*مجلة الكتاب ( عادل الغضبان ) .
-أحمد محمد شاكر ،ت 1377هـ = 1958م .
«152152أسامة بن منقذ » تأليف محمد أحمد حسين ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 11س ( 1شوال 1365هـ =
((( نَشرت هذا المقال مجلة األزهر بمناسبة وفاة الشيخ أحمد شاكر ،وجاء فيها ص « : 1078انتقل إلى رحمة اهلل
العالمة الكبير الشيخ أحمد شاكر أعلم علماء السنة المحمدية بمصر يف هذا العصر ،وأوسطهم إحاطة بأطرافها
وتحقي ًقا لمتوهنا ووقو ًفا على دخائل رجالها وتراجم رواهتا ،حتى كأنه يعيش معهم » .
وكان رئيس تحرير مجلة األزهر وقتها العالمة محب الدين الخطيب رحمه اهلل .
448
«153153الخطيب البغدادي » ،تأليف يوسف العش ،مجلة الكتاب ،مج ، 2ج 9س( 1شعبان 1365هـ = ،يوليه
1946م) ،ص ص . 464-459
دراسات عن مقدمة ابن خلدون » ،بقلم أبي خلدون ساطع الحصري ،مجلة المقتطف ،مج ، 105ج1
ٌ 154154
( 10جمادى اآلخر = 1يونيو 1944م ) ،ص ص . .75 - 71
«156156سير أعالم النبالء :ترجمة أم المؤمنين عائشة » ،تأليف الذهبي ؛ قدم له وعلق عليه سعيد األفغاين ،
مجلة الكتاب ،مج ، 2ج ، 11س ( 1صفر 1365هـ = فرباير 1946م) .ص ص . 550-544
«157157صدى النقد :تعقيب على نقد ،ودرس للمنقود قبل الناقد » ،مجلة الكتاب ،مج ،10ج ،4س6
( ُجمادى األولى 1370هـ = أبري 1946م) ،ص ص . 449 - 445
«158158فقه القرآن والسنة :القصاص ،تأليف محمود شلتوت » ،مجلة الكتاب ،مج ، 3ج ، 2س ( 2المحرم
1366هـ = ديسمرب 1946م) .ص ص . 303-294
«159159الن ُّْسخة اليونينية من صحيح البخاري » ،مجلة الكتاب ،مج ، 11ج ، 7س ( 7المحرم 1372هـ =
اكتوبر 1952م ) ،ص . 987 - 779
161161محمد شاكر ،مجلة الكتاب « من أعالم النهضة الحديثة :محمد شاكر » ،مج ، 2ج ،9س ( 1شعبان
1365هـ = يوليه 1946م ) ،ص ص . 432 -423
ُ «162162
الم ْسند » ألحمد بن حنبل ،شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر ،الجزء الثاين ،عرض ونقد محمد
عبد الغني حسن ،مجلة الكتاب ،مج ، 4س ، 2ج ( 11ذو الحجة 1366هـ = نوفمرب 1947م ) ،ص ص
. 1766 - 1764
الم َحدِّ ثين » ،ع ، 19س ( 2ذو الحجة 1377هـ = يوليه 1958م ) ،
«163163الشيخ أحمد محمد شاكر إمام ُ
ص ص . 121-119
449
164164حمد الجاسر « :نظرة يف كتاب جمهرة أنساب العرب » ،بتحقيق المستشرق ليفي بروفنسال ،مجلة المجمع
العلمي العربي ،ج 1مج ( ، 25ربيع األول 1369هـ = كانون الثاين 1950م ) ،ص ص . 258 - 247
165165محمد بهجة البيطار « :عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير » ،مج ، 33ج 1 ( 2نيسان 1957م1 -رمضان
1376هـ ) ،ص ص . 369 -367
«166166أستاذنا اإلمام حجة اإلسالم السيد محمد رشيد رضا » ،مجلة المقتطف ،مج ،87ج 4 ( 3رجب 1354
= 1أكتوبر ، ) 1935ص ص . 323-318
دراسات عن مقدمة ابن خلدون » ،بقلم أبي خلدون ساطع الحصري ،مجلة المقتطف ،ج ، 105ج1
ٌ «168168
( 10جمادى اآلخر = 1يونيو 1944م ) ،ص ص .75 - 71
169169محمود مصري « :قواعد النصوص عند العلماء العرب المسلمين ،جهود المحدثين يف أصول تدوين
النصوص » ،مجلة معهد المخطوطات العربية ،مج ، 49ج1426 ، 2 ، 1هـ=2005م .ص ص . . 66-35
170170أحمد محمد شاكر « :تفسير القرآن الحكيم » ،مجلة المنار ،مج ، 31ج ( 3ربيع اآلخر 1349هـ = 22
سبتمرب 1930م ) ،ص . 197 - 193
171171مصطفى جواد « :أمالي مصطفى جواد يف فن تحقيق النصوص » أعدها للنشر وعلق عليها عبد الوهاب
محمد علي ، ،مج ، 6ع1397 (1هـ = 1977م ) ،ص ص . 138 - 117
172172محمد الخضر حسين « :الفن القصصي يف القرآن » ،الجزآن السابع والثامن من المجلد العشرين ،محرم
وصفر عام 1367هـ ،ج 2-1من مج ،21رجب وشعبان عام 1367هـ .
***
451
-1اآليات القرآنية
-2األحاديث واآلثار
-3األشعار
-4المصطلحات
-5األعالم
453
-1اآليات القرآنية
سورة البقرة
سورة النساء
سورة النحل
سورة فاطر
***
454
(((
-2األحاديث و اآلثار
303 َات ِدينِي َو ِدي ُن النَّبِ ِّي َن مِ ْن َق ْبلِي َ ،و َقدْ ُأ ْعطِيت ُْم َما َل ْم ُي ْع َط َأ َحدٌ وق ،و ِح ْف ُظ األَمان ِ
َ َأ َدا ُء ا ْل ُح ُق ِ َ
مِ َن األُ َم ِم
293 الناس ،فهو َأ ْه َل ُك ُهم ،يقول الله :إنه هو هالك إذا سمعتم رجالً يقول :قد َه َلك ُ
254 إِ َّن ل ِ ُك ِّل َنبِ ٍّي َح َو ِار ًّيا َو َح َو ِار ِّيي ُّ
الز َب ْير
80 ات َ ،وإِن ََّما ل ِ ُك ِّل ا ْم ِر ٍئ َما ن ََوىإِنَّما األَ ْعم ُال بِالنِّي ِ
َّ َ َ
306 إني ألَعلم َأرضًا يقال لها ُع َمانَ ،ين َْض ُح بجانبها
ض ينْت َِقصها ا ْلمرء ا ْلمسلِم مِن ح ِّق َأ ِخ ِ ِذر ِ
305 يه اع من ْالَ ْر ِ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ ٌ
* ال َّلي ُث َأ ْف َقه مِن مال ِ ٍ
ك إِ َّل َأ َّن َأ ْص َحا َب ُه َل ْم َي ُقو ُموا بِه
25 ُ ْ َ ْ
326 يجيء يوم القيامة حامل لوء أهل النار
***
-3األشعار
191 أبو العتاهية وإذا ذكرت محمدً ا ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد الدال
191 أبو العتاهية وإذا ذكرت العابدين وذلهم فاجعل مالذك باإلله األوحد
191 من مهـــتد رشــــــيد وهاد أين أين النبي صلى عليه اهلل
234 أبوبكر بن قاشم ِ ِ إن أبا الحــــ ِٰـر ِ الزاي
والم ْي َزا قد ُأوت َي الح ْك َ
ـــــمة َ ث ُج َّميــْزا َّ
-4املصطلحات
292 (ا)
تحريف 157 : األخطاء الطباعية 383 :
التحقيق 286 ،167 ،165 ،163 ،37 ،34 : أدلة الفهارس 209 :
تحقيق العنوان 229 ،227 ،197 : األصل المقروء على اإلمام المؤلف 224 :
تحقيق النصوص 171 ،29 ،28 : أصول التحقيق 167 :
تحقيق َ
وش ْرح 174 : األصول المخطوطة 184 :
ِ
الساقط 171 : تخريج ال َّل َح ِق األعالم األعجمية المعربة 248 :
األعالم النادرة 273 ،194 :
تخريج ما ليس من األصل 171 :
اإلبرازة 40 :
التراث 163 ،158 ،153 ،60 ،49 :
اإلجازات 76 :
الترجيح 166 :
اإلجازة 217 ،84 ،78 :
ترقيم األحاديث 253 :
اإلمالء 40 :
الترويسة 411 ،410 :
االستدراك 380 ،379 ،323 :
التصحيح ،171 ،170 ،167 ،163 37 ، 35 :
االستشراق 179 :
286
اإلجازة 78 ،77 :
التصحيح العلمي 36 :
(ت)
تصحيح الكتب 169 ،168 ، 35 :
التأليف التحريري 40 :
تصحيح الكتب المطبوعة 169 :
تاريخ النسخ 218 :
تصحيح المخطوطات 172 ،169 :
التحريف ،291 ،289 ،243 ،222 ،204 ،156 :
458
الشكل الكامل 300 : تنظيم مادة النص 253 ،243 :
(ض) التوثيق 37 :
الضبط 284 ،170 :
توثيق النص 297 ،241 ،166 :
ضبط األعالم 273 ،270 :
(ج)
ضبط األماكن والبلدان 276 : جمع الن َُّسخ 221 ، 201،220 ،197 :
ضبط األنساب 273 : (ح)
ضبط الروايات 171 : الحديث المسلسل باألولية 81 :
ضبط النَّص 258 ،257 ،241 : المعج َمة والمهم َلة 170 :
َ الحروف
(ع) الحواشي 410 :
ال َعرضة 40 :
459
-5األعالم
أحمد منقذ أسامة شاكر 21 : (أ)
أحمد وجدي بك المحامي 187 : ابن األثير 359 ،317 ،224 ،133 ،34 :
أسامة أحمد شاكر 51 ،24 ،21 : أحمد السحيمي شارح عبد السالم 79 :
أحمد السكندري 101 :
أسامة بن منقذ ،334 ،240 ،136 ،119 ،51 :
373 ،341 ،339 أحمد ال ُقشاشي 84 :
أسماء سليمان زيتون 51 : أحمد بن الشمس الشنقيطي 83 :
َأسماء هارون عبد الرازق 48 : أحمد بن حجر العسقالني 218 ،79 :
أحمد بن حنبل ،120 ،119 ،82 ،72 ،57 ،29 :
أشرف عبد المقصود 132 :
،131 ،130 ،129 ،127 ،126 ،125 ،123
،258 ،245 ،213 ،146 ،145 ،141 ،140األصمعي 130 :
383 ،363 ،335 ،325 ،317 ،316 ،305 ،293األعظمي 382 ،324 :
إبراهيم الجبالي 73 ،72 ،56 : أحمد تيمور 104 ،101 :
الخطيب البغدادي 349 ،338 ،304 ،119 : الحجاوي 128 :
ابــن حجر العسقالني ،289 ،271 ،84 ،79 :ابن خلدون 155 ،117 :
307 ،305
ابن خلكان 341 :
ابن حزم ،194 ،130 ،109 ،108 ،107 ،106 :
الخليل بن أحمد 353 ،352 ،168 :
326 ،325 ،273
خليل ( صاحب المختصر في الفقه المالكي ) 79 :
حسام الدين القدسي 164 :
خليل مردم بك 94 ،87 :
حسام عبد الظاهر 144 ،30 :
(د)
حسان إبراهیم األثري 143 :
الدارقطني 335 :
حسن أفندي فارس 209 :
أبو داود 401 :
أبو الحسن الندوي 62 ،57 :
داود بن الشيخ محمد الق ْلعي 79 :
الحسين بن علي بن أبي طالب 45 :
دراج أبي السمح 304 :
َّ
الحصيب بن عبد شمس 321 :
أبو الدرداء 110 :
حكمت الحريري 142 :
ابن دقيق العيد 259 ،238 ،224 ،223 ،126 :
حمد الجاسر 141 ،63 :
الدميري 314 ،313 :
حمزة بن حبيب الزيات 342 :
دوزي 38 :
الحميدي عبد الله بن الزبير 80 :
دى غوية 284 ،188 :
أبو حنيفة 119 ،89 :
463
الذهبي ،272 ،271 ،231 ،218 ،158 ،119 :الزمخشري 39 :
339 ،304 ،276
زهير 283 :
(ر)
زينب علي السعوي 29 :
الرافعي 267 :
(س)
رايت 286 ،52 :
ساطع الحصري 117 :
رباب أحمد محمد شاكر 52 :
سالم السنهوري 79 :
الربيع بن سليمان 216 ،211 ،59 :
سبأ شجرة الدُّ ر أحمد محمد شاكر 52 :
ابن رجب الحنبلي ،174 ،105 ،104 ،103 :
السبكي 271 :
425 ،353
تقي الدين السبكي 90 :
رجب بن عبد المقصود 143 ،30 :
السخاوي 293 ،275 ،237 :
ابن رشد 155 ،154 :
َس َخو 212 :
رفعت فوزي عبد المطلب 265 ،229 ،21 :
سعود أحمد محمد شاكر 52 :
رمضان عبد التواب 204 :
سعود بن عبد العزيز آل سعود 134 ،87 ،60 :
رياض محمود مفتاح 117 :
سعيد األفغاني 120 :
أبو ريمة 129 :
أبو سعيد اإلدريسي 231 :
(ز)
ابن السكيت 396 ،211 ،208 ،122 : زاهد الكوثري 56 :
سليمان زيتون 51 : الزبيدي 237 ،236 ،79 :
السمعاني 374 ،273 : الخريت 306 :
الزبير بن ِّ
ُّ
سنن ابن ماجه 372 : ِز ِّر ْب ِن ُح َب ْي ٍ
ش 295 :
سيبويه 214 ،185 : الزركلي 97 ،56 :
السيد أحمد صقر ،97 ،65 ،61 ، 55 ،28 ،23 : زكريا األنصاري 84 ،79 :
،284 ،283 ،282 ،268 ،165 ،147 ،140
زكي الدين المنذري 271 :
ِّ
464
ابن الصالح 259 ،172 ،169 : 383 ،323 ،322 ،321 ،295 ،285
صالح الدين المنجد 214 ،147 ،141 : سيد إبراهيم 399 :
(ط) السيد البدوي 108 :
أبو طالب 264 :
السيد الجمیلي 143 :
أبو طاهر المدني 84 :
ابن سيد الناس اليعمري 238 :
الطبراني 359 ،133 :
ابن سينا 319 ،318 :
الطبري 383 ،302 ،292 ،232 ،142 :
السيوطي ،215 ،174 ،147 ،137 ،110 ،103 :
الطحاوي 237 ،236 : 384 ،353 ،352 ،304
َط َرفة 283 : (ش)
الشافعي ،207 ،137 ،97 ،89 ،86 ،25 ،9 :طلعت المسلمي بك 187 :
،246 ،245 ،239 ،229 ،219 ،216 ،211
(ظ) ،337 ،299 ،264 ،263 ،262 ،261 ،247
،383 ،376 ،367 ،366 ،358 ،346 ،339ظهير الدين الحسن بن الخطير اللغوي 39 :
(ع) 410 ،402
عائشة (أم المؤمنين) 119 ،65 : شاكر ِ
العراقي 85 :
عادل الغضبان 194 : ابن الشجري 295 ،136 ،135 :
عارف حكمت 208 : شكري فيصل 190 :
عاطف التهامي 29 : َش ْهر بن حوشب 304 :
عامر ابن الطفيل 333 : (ص)
ابن عباس 303 : الصاحب بن عباد 211 :
عبد الحي اللكنوي 209 : صفي الدين البغدادي 128 :
صفية محمد شاكر 51 :
الحبلي 305 :
أبو عبد الرحمن ُ
465
عبد الله الشبراوي 79 : عبد الرحمن الشربيني 46 :
عبد الله بن أحمد بن َح ُّم ِو َّيه 79 : عبد الرحمن المعلمي اليماني 95 :
عبد الله بن إدريس السنوسي الحسني ،81 ،80 : عبد الرحمن بدوي 63 :
215 ،85 عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حماد العقل 132 :
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري 376 : عبد الرحمن حسن وكيل األزهر 56 :
عبد الله دراز 73 : عبد الرحمن عبد العزيز العقل 143 ،29 :
الرحيم عسيالن 99 :
عبد الله عبد َّ عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي 38 :
عبد الله مصطفى المراغي 121 : عبد الستار الحلوجي 153 ،21 :
عبد المتعال الصعيدي 273 ،138 ،95 ،47 : الستار بن عبد الوهاب الدهلوي 81 :
عبد َّ
عبد المجيد الشاذلي 73 : عبد السالم الفقي 69 :
عبد السالم محمد هــارون ،91 ،52 ،28 ،23 :عبد المعطي الشرشيمي 51 :
،146 ،132 ،130 ،122 ،116 ،101 ،100 ،97ابن عبد الهادي 133 :
،189 ،179 ،172 ،165 ،164 ،159 ،158عبد الهادي مخلوف 73 :
،360 ،357 ،329 ،321 ،309 ،214 ،204
عبد الوهاب الدِّ ْه َل ِوي 135 :
392 ،389 ،379
عبد الوهاب المباركشاهوي البكري 82 :
عبد العزيز آل سعود ( ملك السعودية األسبق ) :
عبد الوهاب عزام 94 : 120 ،93 ،85 ،60
ُعبيد الله بن أبي جعفر 305 : عبد العزيز الرفاعي 399 :
أبو العتاهية 189 : الملِك 56 :
عبد العزيز المراغي بك إمام َ
عثمان باشا ماهر 53 : عبد العزيز الميمني الراجكوتي 60 :
العجالني 320 : عبد العزيز بن عبد الله بن باز 61 :
عدي بن زيد 283 :
ّ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي 135 :
العراقي 260 : عبد الغني بن سعيد األزدي 270 :
ابن أبي العز الحنفي ،204 ،128 ،88 ،86 ،9 : عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي 128 :
237 ،236 ،235 ،205
عبد الفتاح أبو غدة 213 ،169 ،168 ،98 ،83 :
466
أبو المحاسن القاوقجي 85 : كارل بروكلمان 209 ،182 :
ابن كثير ،146 ،141 ،134 ،132 ،131 ،66 :محب الدين الخطيب ،164 ،101 ،96 ،60 :
356 ،338 344 ،341 ،337 ،334 ،233 ،223 ،157 ،147
محمد أحمد جاد المولى 121 : الكرماني 339 ،275 ،113 :
محمد أحمد حسين 373 ،240 ،136 ،119 : ابن الكلبي 164 ،35 :
محمد أحمد خلف الله 58 ،55 : كمال عرفات نبهان 349 ،39 :
محمد أسعد طلس 117 : كوثر أحمد محمد شاكر 52 :
(ل)
محمد أمين الخانجي 164 :
المنس 193 :
محمد إبراهيم عبد الرحمن 144 ،30 :
اللكنوي 311 :
محمد إسحاق الدِّ ْه َلوي 84 :
ابن لهيعة 306 ،305 ،304 :
محمد األحمدي الظواهري 75 :
لويس سركيس 390 ،334 :
محمد الخرشي المالكي 79 :
لويس شيخو اليسوعي 190 ،189 :
محمد الخضري المصري الشافعي 79 :
الليث بن سعد 25 :
محمد الدالي 287 :
(م)
محمد الغيطي 79 :
مأمون الشناوي 56 :
محمد المعصراني 21 :
ابن ماجه 313 :
محمد بن أحمد بن حمزة الرملي 84 :
مالك 293 :
محمد بن أمين الشنقيطي 84 ،70 :
468
محمد حماسة عبد اللطيف 296 ،12 : محمد بن إبراهيم 134 ،88 :
محمد خميس هيبة 69 : ُم َح َّمد بن إِبراهيم ال َّت ْي ِم ُّي 80 :
محمد رجب البيومي 64 ،25 : محمد بن إبراهيم المقدسي الحنبلي 275 :
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد النشيلي 275 :محمد رشيد رضا ،195 ،160 ،111 ،84 ،73 :
356 ،222 ،221 محمد بن إدريس الشافعي 115 :
محمد زاهد الكوثري 138 ،56 : محمد بن أحمد بن مطرف الكناني 376 :
محمد سامي الدَّ هان ،325 ،277 ،121 ،96 : محمد بن الحسن بن َأ َت ٍ
ش 260 :
390
محمد بن تاويت الطنجي 276 :
محمد شاكر ،75 ،73 ،71 ،69 ،48 ،47 ،45 :
محمد بن جعفر الكتاني 77 :
126 ،112 ،82
محمد بن حسين نصيف 236 :
محمد صبيح 391 :
محمد بن عبد الحي الكتاني 85 ،77 :
محمد عابد السندي 86 :
محمد بن عبد الله بن جعفر 239 :
الحي الكتاني 75 :
ّ محمد عبد
محمد بن عبد الوهاب 129 ،127 ،126 :
محمد عبد الرزاق حمزة 233 :
محمد بن علي الصوفي 221 :
محمد عبد الرسول 225 :
محمد بن قطب الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن
محمد عبد الغني حسن ،147 ،141 ،97 ،47 :
علي بن إسماعيل األنصاري الخزرجي البهنسي :
271 ،264
339
محمد عزة دروزة 121 :
محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري 79 :
محمد علي صبيح 124 :
محمد بهجة البيطار 147 ،141 ،96 ،87 :
محمد فؤاد عبد الباقي ،349 ،111 ،96 ،59 ،56 :
محمد جمال الدين القاسمي 372 126 ،78 ،76 ،71 :
محمد حامد الفقي ،122 ،112 ،94 ،88 ،59 :محمد كُرد َعلِ ّي 324 ،147 :
147 ،146 ،145
محمد محمد شاكر 49 :
محمد محمود التركزي الشنقيطي 163 : محمد حسني 399 :
محمد محيي الدين عبد الحميد 356 ،52 : محمد حسين هيكل 119 :
469
مسعر بن كدام 340 : محمد مصطفى المراغي 90 ،74 ،72 ،56 :
ابن مسعود 305 : محمد منير الدمشقي 211 ،164 :
مصطفى البابي الحلبي 392 : محمد ناصر الدين األلباني 305 ،98 :
مصطفى عبد الرازق شيخ األزهر األسبق 73 : محمد ناصر العجمي 77 :
مصطفى علي َب ُّيومي 362 : محمد نذير حسين المحدث ِ
الد ْه َلوي 84 :
مصطفى فاضل 208 : محمود أبو دقيقة 89 ،72 :
المصعب الزبيري 141 ،126 : محمود أبو ريه 310 ،139 :
مصعب الزبيري 194 : محمود الفرناس أحمد محمد شاكر 52 ،24 :
ابن المعتز 333 : محمود بن محمد ن ََّشابة الطرابلسي 85 :
معين الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله محمود توفيق الكتبي 113 :
اإليجي الصفوي الشافعي 112 : محمود حمدان 138 :
المقريزي ،311 ،308 ،300 ،299 ،248 ،120 : محمود شلتوت 136 ،120 ،54 :
403 ،325 ،318 ،314 ،313 ،312
محمود عاصم 124 :
مكدونالد 193 :
محمود محمد الطناحي 367 ،267 ،266 ،165 :
مكرم عبيد باشا 59 :
محمود محمد شاكر ،66 ،50 ،49 ،28 ،23 :
،157 ،146 ،145 ،139 ،132 ،130 ،100 ،71المنذري 401 ،121 :
منصور فهمي بك 208 : 268 ،267 ،165 ،159
ابن منظور 317 ،34 : محيي الدين النووي 127 :
منير البعلبكي 182 : محيي الدين رضا 120 :
منير الدمشقي 212 : محيي الدين عبد الحميد 56 :
ابن المهندس 271 : المرصفي 288 :
مورتمان 193 : المرقش األصغر 283 :
موريتس 217 : المرقش األكبر 283 :
موسى بن أبي عيسى الطحان 313 : المزي 271 ،134 :
470
ولي الله الدِّ ْه َلوي 84 : ناصر الدين األسد 147 ،130 ،50 :
وليم بن الورد 204 ،188 : نايف بن عبدالعزيز آل سعود 99 :
َي ْح َيى بن سعيد األَن َْصاري 80 : نهاد عبدالحلیم عبید 143 :
قائمة ببليوجرافية
ُ َ
ُ ْ
بأهم مؤلفات علوم احلديث اليت د ِّونت فيها قواعد
ًّ
حتقيق انلُّصوص ،مرتبة زمنيا
475
(((
الم َحدِّ ث الفاصل بين الراوي والواعي »
كتاب « ُ
للرامهرمزي ،ت 360هـ
الس َماع من الكتب .
-نقل َّ
السماع من الحفظ .
-نقل َّ
-الدائرة بين الحديثين .
وصنَائِعهم.
المت ََشابه يف قبائل الرواة وبلداهنم وأساميهم وكُناهم َ
-النوع :47معرفة ُ
كتاب « جامع بيان العلم وفضله »
(((
السامع »
(((
كتاب « الجامع ألخالق الرَّاوي وآداب َّ
للخطيب البغدادي ،ت 463هـ
باب تدوين الحديث يف ال ُكتب وما يتعلق بذلك من أنواع األدب.
-آالت النسخ .
باب َت ْحسين الخط وتجويده.
-استحباب الخط الغليظ وك ََراهية الدقيق منه.
الم ْش ِق وال َّت ْعليق.
-اختيار التَّحقيق دون َ
بالشكل واإلعجام َح َذ ًرا من بوادر التَّصحيف واإليهام.
-تقييد األسماء َّ
-الدَّ ارة يف آخر كل حديث.
الم َعارضة بالكتاب لتصحيحه وإزالة َّ
الشك واالرتياب. باب وجوب ُ
بالضرب والتخريج على ِص َّحة الكتاب.
-االستدالل َّ
-بعض أخبار أهل الوهم والتحريف والمحفوظ عنهم من الخطأ والتصحيف.
(((
كتاب « الكفاية يف علم الرواية »
للخطيب البغدادي ،ت 463هـ
الم َقا َبلة وتصحيح الكتاب.
باب ُ
باب ذكر ما يجب ضبطه واحتذاء األَ ْصل فيه وما ال يجب من ذلك.
باب يف َحمل الكلمة واالسم على الخطأ والتصحيف عن الراوي ،وأن الواجب روايتهما
على ما ُح ِمال عنه ثم يب ِّين صواهبما.
باب ما جاء يف تغيير نقط الحروف ،لما يف ذلك من اإلحالة والتصحيف.
باب ما جاء يف إبدال حرف بحرف.
الم َحدِّ ث كتابه بزيادة الحرف الواحد فيه أو بنقصانه.
باب ما جاء يف إصالح ُ
باب إصالح سقوط الكلمة التي ال بد منها كابن يف النسب وأبي يف الكنية ونحو ذلك .
الم َت َي َّقن سقوطه يف اإلسناد .
باب إلحاق االسم ُ
(((
السماع »
كتاب « اإللماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد َّ
للقاضي عياض ،ت 544هـ
باب يف التقييد بالكتاب والمقابلة َّ
والشكل والنَّقط والضبط.
باب التخريج واإللحاق للنقص.
باب يف التصحيح والتمريض والتضبيب.
ِّ
والحك والشق والمحو. باب يف الضرب
باب يف إصالح الخطأ وتقويم اللحن واالختالف يف ذلك.
من نسخ كتا ًبا فعليه مقاب َلـتُه وبيان طرق ذلك.
السقط يف الحاشية.
بيان كيفية إلحاق َّ
بيان التصحيح والتضبيب والتمريض.
بالح ْمرة.
العاشر :تمييز كتابة األبواب والفصول ونحوها يف الكتاب ُ
والح ُّك َ
والم ْح ُو. الحادي عشر :الضرب َ
كتاب « فتح المغيث بشرح ألفية الحديث »
(((
((( انظر :ج 2ص ، 530 - 520ج ، 3ص ، 94 -5ص ، 169 -154ص . 530 - 520
((( انظر :ج ، 1ص ، 608 -604ج ، 2ص . 647 - 609
480
***
وسوف أستعرض زمن ًّيا حركة التطور يف عملية التأليف والتوجيه والتنظير لقواعد ومناهج تحقيق
النصوص والمحققين ونقدها من خالل أهم الكتب واألبحاث التي صدرت يف هذا الباب من كتب وأبحاث
ومقدمات مهمة ،لتكمل حلقة الوصل مع ما بدأ به علماء الحديث يف مصنفاهتم التي ذكرنا((( .
فما وضع قبله * يشير بأنه مقال ،وما وضع قبله أي مبحث ضمن الكتاب أو مقدمة تحقيق أو ندوة .
وما سوى ذك كتب .
1927
-مقدمة تحقيق كتاب األغاين ،ط ، 1دار الكتب المصرية 1927 ،م ،ص 50وما بعدها.
وفيها بيان لمنهج التحقيق يف الكتاب وفق ما رسمه األساتذة أحمد تيمور وأحمد أمين ومحمد الخضر
حسين وحافظ إبراهيم ،وآخرون .
ظهر ألول مرة سنة 1927م ضمن موسوعة ،ثم نُشر على حدة سنة 1949ليبسك ،ثم نشرة
ثالثة سنة 1957م ،وقد ترجم القسم األول منه عبد الرحمن بدوي يف كتابه « النقد التاريخي » طبع
سنة 1962م ،وقال َّ « :
قسم ماس كتابه قسمين :األول نظري ،والثاين أمثلة تطبيقية على المبادئ التي
وضعها يف القسم األول ،ولما كانت األمثلة مستمدة كلها من األدبين :اليوناين والالتيني ،وال ُتفيد
إال من ُيتقن هاتين اللغتين ،فقد اطرحنا هذا القسم الثاين واقتصرنا على ترجمة القسم النظري ،وهو
يشمل ثالثة أخماس الكتاب »((( .
1931
برجستراسر « :محاضرات يف « ُأصول نقد النصوص ونشر الكتب » ،محاضرات ألقاها يف كلية
اآلداب سنة 1932 -1931م ،إعداد وتقديم محمد حمدي البكري ،ط ،1مطبعة دار الكتب المصرية
سنة 1969م .يشتمل على مقدمة وثالثة أبواب وخاتمة :األول :الن َُّسخ .الثاين :النَّص .الثالث :العمل
واالصطالح .وهو يمثل وجهة نظر االستشراق األوربي عامة ،واأللماين خاصة .
1937
أحمد محمد شاكر ،ت 1377هـ = 1958م « :مقدمة سنن الرتمذي :فيها بحث واف عن التصحيح
والفهارس وأعمال المستشرقين ،ومعها ترجمة المؤلف » ،مطبعة مصطفى الحلبي سنة 1356هـ =
.1937وبآخره وعد من المؤلف بعمل كتاب موسع يف « قواعد التصحيح » .
ثم نُشر مرة ثانية بعنوان « :تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب وسبق
اإلفرنج يف ذلك » ،اعتنى به وع َّلق عليه وأضاف إليه :عبد الفتاح أبو غدة ،ط ، 3دار البشائر
َ المسلمين
اإلسالمية 1428هـ = 2007م .
1944
محمد مندور « :الميزان الجديد » ،دار هنضة مصر ،القاهرة1944 ،م ،فيه مبحث بعنوان (حول
أصول النَّشر) .وهو يف األصل مقاالن نُشرا يف العددين 280 ، 277بمجلة الثقافة ،بالقاهرة 1944 ،م .
1949
منهج التحقيق يف « كتاب الشفاء » البن سينا ،سنة 1949م ..
حيث كونت لجنة يف منتصف 1949م ،وكونت من األساتذة إبراهيم مدكور وجورج قنوايت ،
ومحمد عبد الهادي أبو ريدة ،وآخرين ،بإشراف طه حسين .
ً
تقديرا 1950
المع ِّلمي اليماين :مجموع فيه -1 :رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب
عبد الرحمن بن يحيى ُ
القديمة -2أصول التصحيح » ..أعدها للنشر وعلق عليها :ماجد عبد العزيز الزيادي ،مكة المكرمة :
المكتبة المكية ،ط1417 ، 1هـ = 1996م .
ثم طبع ثان ًيا ضمن :مجموع رسائل يف التحقيق وتصحيح النصوص ،تحقيق محمد أجمل اإلصالحي،
مكة المكرمة :دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ،ط1434 ، 1هـ = 2013م((( .
((( وقد اشتمل على الرسالتين السابقتين .فالرسالة األولى :هي نفس الرسالة األولى بطبعة 1996م ،مع تغيير
اسمها إلى « أصول التصحيح العلمي » ،والرسالة الثانية :بعنوان :أصول التصحيح العلمي ( مسودة لألولى ) ،
والثالثة :أصول التصحيح ( مسودة ) هي نفسها الرسالة الثانية يف طبعة 1996م .
485
و ُي َر َّجح أن المسودة المطبوعة يف الرسالة الثانية بالمجموع ط 2013م كتبت أوائل الخمسينيات من
القرن الماضي ،فقد جاء فيها قول المعلمي « : تحت يدي اآلن للتصحيح كتاب الجرح والتعديل
البن أبي حاتم»((( ،فهو إ ًذا كتبه يف أثناء عمله يف تحقيق « الجرح والتعديل » البن أبي حاتم ،والذي
َّأرخ المعلمي مقدمته 23شوال سنة 1371هـ = 15يوليه 1952م ،وطبع المجلد األول والثاين والقسم
األول من الرابع بين 1372-1371هـ = 1953-1952م ،وربما استغرق عمله عا ًما أو عامين ولكن ال
نستطيع القطع ،والعلم عند اهلل .
1951
منهج التحقيق يف كتاب « تاريخ دمشق » البن عساكر ،سنة 1951م .
1953
ريجيس بالشير R.Blachereوجان سوفاجيه « :قواعد تحقيق المخطوطات العربية وترجمتها » .
صدر يف باريس سنة 1953ثم ، 1958و َت ْر َج َم ُه إلى العربية د .محمود المقداد بعنوان « :قواعد
تحقيق المخطوطات العربية وترجمتها :وجهة نظر االستعراب الفرنسي » ،طبع بدار الفكر ،دمشق ،
1409هـ =1988م .
1954
-عبد السالم محمد هارون « :تحقيق النصوص ونشرها » ،القاهرة :مكتبة الخانجي ،ط1954، 1م.
وكتب عليه « :أول كتاب عربي يف هذا الفن يوضح مناهجه ويعالج مشكالته » .
ط : 5تمتاز بإضافات وتنقيحات جديدة ،القاهرة :مكتبة السنة 1410 ،هـ = 1990م .
1955
-صالح الدين المنجد « :قواعد تحقيق المخطوطات » ،ط ، 1مجلة معهد المخطوطات العربية،
مج ،1ج ،2ربيع األول 1375هـ = نوفمرب 1955م.
طبع عدة طبعات آخرها :ط ، 7مزيدة :بيروت :دار الكتاب الجديد 1987 ،م .
المعلمي اليماين « :أصول التصحيح العلمي ،مسودة -الرسالة الثانية » . 73/23 ،وانظر مقدمة المحقق .
((( ُ
486
1964
-مصطفى جواد :محاضرات ألقاها على طلبة الماجستير يف كلية اآلداب -بغداد (1965-1964م)،
نشرت بعنوان « أصول التحقيق وتحقيق النصوص » ،نشرها محمد علي الحسيني يف كتابه « دراسات
وتحقيقات » ،بيروت :دار الرتاث اإلسالمي 1974 ،م ،ص ص . 132-105
ونشرت بعنوان « أمالي مصطفى جواد يف فن تحقيق النصوص » ،إعداد وتعليق عبد الوهاب محمد
علي ،مجلة المورد العراقية ،مج ، 6ع 1397 ، 1هـ = 1997م .ص ص . 138 -117
1967
-حسين نصار « :محاضرات يف تحقيق النصوص » ،دار الكتب ،القاهرة1967 ،م.
1972
* محمد عبد الغني حسن « :ضبط الشعر وإقامة أوزانه ومعانيه يف المخطوطات التي تنشر » ،مجلة
معهد المخطوطات العربية ،ج1392 ،1هـ =1972م.ص ص . 187 - 159
1974
* سامي مكي العاين « :الدكتور مصطفى جواد وهنجه يف تحقيق النصوص » ،مجلة الكتاب ،العدد
الثاين ،شباط 1974م.ص ص . 21 - 11
1975
-سامي مكي العاين ،نوري حمودي القيسي « :منهج تحقيق النصوص ونشرها » ،مطبعة المعارف،
بغداد1975 ،م.
1980
ُ « -أ ُسس تحقيق الرتاث العربي ومناهجه » ،تقرير وضعته لجنة مختصة ببغداد من 15 - 6رجب
1400هـ = 19-20مايو 1980م ،ط ، 1معهد المخطوطات ،الكويت 1405م .ط : 2دار الكتب السلفية
بالقاهرة 1407م .
487
-بشار عواد معروف « :ضبط النص والتعليق عليه » ،ط ،1مجلة المجمع العلمي العراقي،
مج،31ج1400 ،4هـ =1980م .ط : 2بيروت :مؤسسة الرسالة ،بيروت1982 ،م.
ط : 3القاهرة :مكتبة اإلمام البخاري للنشر والتوزيع 2009 ،م .
حسين علي محفوظ « :التعليق والتصحيح والتخريج والكتابة والضبط يف التحقيق » ،ضمن
بحوث ندوة المنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ،بغداد ،أيار1980 ،م.
* حسن الشافعي « :بعض صعوبات تحقيق المخ ُطو َطات العربية » ،مجلة كلية دار العلوم ،القاهرة،
العدد1980 ،10م ، .ص ص . 258 - 231
-محمد نغش « :كيف تكتب بح ًثا أو تحقق ن ًَّصا » ،القاهرة ،مطبعة الحلبي ،ط1400 ، 1هـ=1980م.
1982
* أحمد مطلوب؛ نظرة يف تحقيق الكتب :علوم اللغة واألدب ،مجلة معهد المخطوطات العربية،
الكويت ،مج ،1ج ،1ربيع األول -شعبان 1402هـ ،يناير -يونيو 1982م .ص ص . 49 -9
-عبد الهادي الفضلي « :تحقيق الرتاث » ،مكتبة العلم ،جدة ،ط1402 ، 1هـ =1982م .
1983
-عبد المجيد ديــاب « :تحقيق الــراث العربي ،منهجه وتطوره » ،ط ،1المركز العربي
وأيضا :القاهرة :دار المعارف ،ط1993 ، 1م.
ً للصحافة ،القاهرة1983 ،م .
-أكرم ضياء العمري « :دراسة تأريخية مع تعليقة يف َم َنهج ال َبحث وتحقيق المخطوطات » ،الجامعة
المنورة ،ط1403 ، 1هـ =1983م .
ّ اإلسالم ّية ،المدينة
1984
محمود محمد الطناحي « :مدخل إلى تاريخ نشر الرتاث العربي ،مع محاضرة عن التصحيف
ُ -محيي هالل السرحان « :تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية » :بغداد ،مطبعة اإلرشاد1404 ،هـ
1986
حسان حالق « :مقدمة يف مناهج البحث التاريخي والعلوم المساعدة وتحقيق المخ ُطو َطات بين
َّ -
النظرية والتطبيق » ،دار النهضة العربية ،بيروت1986 ،م.
-فهمي سعد « :المنهاج يف البحوث وتحقيق المخطوطات » ،ط ،1دمشق1986 ،م .ط ،2عالم
الكتب ،بيروت1415 ،هـ =1995م.
-محمد التونجي « :المنهاج يف تأليف البحوث وتحقيق المخطوطات » ،ط ، 1بيروت :عالم
الكتب 1986 ،م .ط1415 : 2هـ = 1995م .
1987
-أحمد محمد نور سيف « :عناية المحدثين بتوثيق المرويات وأثر ذلك على تحقيق المخطوطات » ،
دمشق :دار المأمون للرتاث 1987 ،م .
-محمد رضوان الدَّ اية « :محاضرات يف تحقيق المخطوطات » ،وهي أمال ألقاها يف الدورة التدريبية
لدراسة شئون المخطوطات العربية ،دمشق1987 ،م.
1988
-أحمد محمد الخراط « :محاضرات يف تحقيق الن ُُّصوص » ،دار المنار للطباعة والنشر والتوزيع ،
دمشق1408 ،هـ = 1988م .
1989
حاتم صالح الضامن « :المنهج األمثل يف تحقيق المخ ُطوطات » ،مجلة المجمع العلمي العراقي،
مج ،40ج 1989 ،3-4م .ثم نشر ضمن كتاب صناعة المخطوط العربي من الرتميم إلى التجليد ،دبي ،
2001م ،ص ص . 212 - 198
-الصادق عبد الرحمن الغرياين « :تحقيق نصوص الرتاث يف القديم والحديث » ،طرابلس :منشورات
مجمع الفاتح للجامعات 1989 ،م.
489
* أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري « :تحقيق الرتاث ،دراسة يف أصوله » ،مجلة التوباذ ،مج 1ع،3
1989 ، 4م ،ص ص . 49-20
1990
سامي مكي العاين « :منهج عبد السالم هارون يف تحقيق النصوص » ،ضمن « :عبد السالم هارون
معلما ومؤل ًفا ومحق ًقا » ،كلية اآلداب ،جامعة الكويت 1990 ،م .
ً
1991
* أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري « :توثيق النص وتخريجه » ،مجلة الفيصل ،ع(176أغسطس -
سبتمرب1991،م) ،ص ص 45 - 42
1992
-أكرم ضياء العمري « :تعليقة يف منهج البحث وتحقيق المخطوطات » ،ط ، 1مكتبة الدار بالمدينة
المنورة 1992 ،م .
-طالل مجذوب ،وفهمي مسعد « :تحقيق المخطوطات بين النظرية والتطبيق » ،عالم الكتب،
بيروت1413 ،هـ1992/م.
أنموذجا) » ،مجلة
ً * مصطفي موالدي « :طريقة جديدة يف تأصيل النسخ الخطية (أساس القواعد
معهد المخطوطات العربية ،القاهرة ،الجزء1992 ،36م .ص ص . 201 - 169
1993
المحدِّ ثين » ،المكتبة المكية ،مكة
-موفق بن عبد اهلل بن عبد القادر « :توثيق النصوص وضبطها عند َ
المكرمة1414 ،هـ = 1993م.
* مصطفى يعقوب عبد النبي « :تحقيق الرتاث العلمي العربي » ،مجلة عالم الكتب ،مج ،14ع،2
(1993م ) ص ص .. 162 - 150
-يحيى وهيب الجبوري « :منهج البحث وتحقيق النصوص » ،بيروت :دار الغرب اإلسالمي ،
ط1993 ، 1م .
490
1994
-هالل ناجي « :محاضرات يف تحقيق النصوص » ،ط ، 1بيروت :دار الغرب اإلسالمي 1994 ،م.
-عبد اهلل عبد الرحيم عسيالن « :تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج األمثل » ،مكتبة الملك فهد،
الرياض ،ط1415 ، 1هـ =1994م.
أيمن فؤاد سيد « :تحقيق النصوص ونشر الرتاث » ،ضمن :ندوة قضايا الكتاب والنشر ،المجلس
األعلى للثقافة ،القاهرة1994 ،م .ص ص . 31 - 21
1995
أكرم ضياء العمري « :مناهج البحث وتحقيق الرتاث » المدينة المنورة :مكتبة العلوم والحكم،
ط1416 ، 1هـ = 1995م .
1996
* مصطفى يعقوب عبد النبي « :تراثنا العلمي :رؤية يف منهج التحقيق » مجلة المورد ،دبي ،مج، 24
ع1996 =1417 ( 1م ) ،ص ص . 22 - 21
1997
-إسماعيل إسماعيل مروة « :يف المخطوطات العربية :قراءات تطبيقية » ،دار الفكر ،دمشق1997 ،م.
1998
حاتم بن عارف العوين « :العنوان الصحيح للكتاب ..تعريفه وأهميته ..وسائل معرفته وأحكامه..
أمثلة لألخطاء فيه » ،مكة المكرمة :دار عالم الفوائد ،ط1419، 1هـ = 1998م .
2000
-مصطفى موالدي « :خصوصية تحقيق الرتاث العلمي » ،ضمن :ندوة قضايا المخطوطات الثالثة،
معهد المخطوطات العربية ،القاهرة2000 ،م ، .ص ص . 109 - 81
2002
أيمن فؤاد سيد « :تحقيق المخطوطات التاريخية » ،ضمن « :مقاالت ودراســات مهداة إلى
491
الدكتور صالح الدين المنجد » ،مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي ،لندن2002 ،م.
* حاتم صالح الضامن « :تحقيق الشعر :أسس عامة وخالصة تجربة » ،مجلة معهد المخطوطات
العربية ،مج ،46ج1423 (1هـ =2002م ) ،ص ص . 64 - 47
* مصطفى يعقوب عبد النبي « :التعليق على النص يف الرتاث العلمي ،الكيفية والضرورة » مجلة
األحمدية ،دبي ،ع 1423 (12هـ =2002م) ،ص ص . 298 - 265
2003
* أحمد محمد الضبيب « :منهج الشيخ حمد الجاسر يف تحقيق النصوص ونشرها » ،مجلة العرب ،
س ، 39ج2003 ( 4-3م ) ،ص ص . 158 - 135
-إياد خالد الطباع « :منهج تحقيق المخطوطات » ،ط2003 ، 1م ،دار الفكر ،سوريا ،وهو
محاضرات ألقاها يف دبي يف الدورة التدريبية الدولية عن صناعة المخطوط العربي 1418 ،هـ = 1997م .
-يوسف المرعشلي ُ « :أ ُصول كتابة البحث العملي وتحقيق المخطوطات » ،بيروت :دار المعرفة ،
1424هـ =2003م .
2004
-بشار عواد معروف « :يف تحقيق النص :أنظار تطبيقية نقدية يف مناهج تحقيق المخطوطات
العربية » ،بيروت :دار الغرب اإلسالمي ،ط2004 ، 1م .
* حاتم صالح الضامن « :تحقيق النص الشعري القديم تحقي ًقا علم ًّيا أساس القراءة الصحيحة » ،
مجلة عالم الكتب ،مج ،26ع2004 (4-3م ، ) .ص ص . 10 - 3
حسان حالق « :مناهج تحقيق الرتاث و المخ ُطوطات العربية » ،دار النهضة العربية ،ط ،1بيروت،
َّ -
1425هـ =2004م.
-عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي « :الوايف يف ُأسس وخطوات تحقيق ونشر المخطوطات » ،
492
صنعاء :إصدارات وزارة الثقافة والسياحة ،ط1425 ، 1هـ = 2004م 2 ،مج .
-عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي :الوجيز يف توضيح قواعد ومناهج البحوث وتحقيق النصوص،
صنعاء :إصدارات وزارة الثقافة والسياحة ،ط1425 ، 1هـ = 2004م .
* فيصل الحفيان « :نحو منهج خاص بتحقيق الرتاث العلمي » ،مجلة العرب ،ج( ،8-7مارس -
أبريل2004 ،م ) .
نصا تراث ًّيا » ،مجلة المورد ،مد ، 31ع2004 ، 1م ،ص ص . 24 - 3
* ناظم رشيد « :كيف تحقق ًّ
2005
* عصام محمد الشنطي «:إحسان عباس وأولى تجاربه مع التحقيق » ،مجلة معهد المخطوطات
العربية ،مج ، 49ج 1426 ( 2 ، 1هـ = 2005م ) .ص ص . 160 - 145
-فخر الدين قباوة « :علم التحقيق للمخطوطات العربية :بحث تأسيسي للتأصيل » ،دار الملتقى،
حلب1426 ،هـ = 2005م.
* محمود مصري « :قواعد النصوص عند العلماء العرب المسلمين ،جهود المحدثين يف أصول تدوين
النصوص » ،مجلة معهد المخطوطات العربية ،مج ، 49ج1426 ( 2 ، 1هـ=2005م ) ،ص ص . 66-35
-هادي نهر « :تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها :المناهج والقواعد واإلجراءات » ،إربد ،
األردن ،دار األمل للنشر والتوزيع ،ط1426 ، 1هـ = 2005م .
2007
-عباس هاين الجراخ « :تحقيق النصوص األدبية واللغوية ونقدها دراسة تحليلية مقارنة مع المناهج
العربية»،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط2010 ، 1م .
-عصام محمد الشنطي « :أدوات تحقيق النصوص ،المصادر العامة » ،مكتبة اإلمام البخاري،
اإلسماعيلية ،،ط2007 ، 1م.
2008
أحمد فؤاد باشا « :حمد الجاسر ُم َح ِّق ًقا للرتاث العلمي » ،ضمن كتاب « شوامخ المحققين » ،
493
-إبتسام مرهون الص ّفار «:رؤية معاصرة يف التحقيق والنقد » ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع2008 ،م.
* سامي علي جبار « :توثيق النص وتحقيقه بين القدماء والمحدثين » ،مجلة المورد ،مج،35ع2
( 1429هـ = ، ) 2008ص ص . 58 - 47
زهير غازي زاهد « :منهج هالل ناجي وقواعده يف تحقيق النصوص» ،ضمن كتاب «بحوث
ونصوص وقصائد مهداة إلى أديب العربية األستاذ هالل ناجي يف ميالده السبعين» ،النجف 1429 ،هـ =
2008م ،ص ص . 245 - 226
2009
والمح ِّققين » ،
-بشار عواد معروف « :تحقيق النصوص بين أخطاء المؤلفين ،وإصالح الرواة والن َُّّساخ ُ
تونس :دار الغرب اإلسالمي ،ط2009 ، 1م .
-محمد حماسة عبد اللطيف « :كيف نقرأ النص الرتاثي ؟ وبيان أثر العروض يف ضبطه وتحقيقه » ،
القاهرة :مكتبة اإلمام البخاري للنشر والتوزيع ،ط1430 ، 1هـ=2009م .
2010
ُ -محيي هالل السرحان « :أصول البحث و تحقيق النصوص يف العلوم اإلسالمية » ،ديوان الوقف
السنِّي ،مركز البحوث والدراسات اإلسالمية1431 ،هـ =2010م .ط : 2دار الغرب اإلسالمي ،بيروت،
ُّ
ط2008 ، 1م.
-يوسف المرعشلي « :تحقيق المخطوطات » ،ط ، 1دمشق :دار البشائر1431 ،هـ =2010م.
2011
-عباس هاين الجراخ « :تحقيق النصوص األدبية واللغوية ونقدها :دراسة تحليلية مقارنة مع المناهج
العربية » ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط1432 ، 1هـ = 2011م .
494
-فيصل الحفيان « :مناهج تحقيق الرتاث :جدل النظر والتطبيق » ،مجلة التسامح ،ع ، 34سنة
. 2011 = 1432
2012
صباح نوري المرزك « :منهج البحث وتحقيق النصوص ونشرها » ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع
،ط1433 ، 1هـ = 2012م .
-عباس هاين الجراخ « :مناهج تحقيق المخطوطات » ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط، 1
1432هـ = 2012م .
2013
-قاسم السامرائي « :التحقيق النقدي للمخطوطات يف الماضي والحاضر والمستقبل » ،مؤسسة الفرقان
للرتاث اإلسالمي ،سلسلة المحاضرات 1434 ،هـ = 2013م .
« -قواعد تحقيق المخطوطات اإلسالمية ومناهجها » ،سلسلة الدورات التدريبية ،مؤسسة الفرقان
للرتاث اإلسالمي ،لندن ،ط1434 ، 1هـ = 2013م .
2014
« -تحقيق مخطوطات الحديث وعلومه والرتاجم » ،ط ، 1سلسلة الدورات التدريبية ،مؤسسة الفرقان
للرتاث اإلسالمي ،لندن ،ط1434 ، 1هـ = 2013م .
مروان العطية « :دليل المحققين والباحثين يف تحقيقاهتم وأبحاثهم » ،القاهرة :دار العال للنشر
والتوزيع ،ط1435، 1هـ = 2014م .
2015
« -تحقيق المخطوطات اإلسالمية يف مجال العلوم االجتماعية » ،سلسلة المؤتمرات ،مؤسسة الفرقان
للرتاث اإلسالمي ،لندن ،ط1436 ، 1هـ = 2015م .
***
495
الوثائق والصور
497
شلك رقم ( )1شهادة العاملية ألمحد شاكر باألزهر سنة 1335ـه= 1917م
498
شلك رقم ( )2كراس كتب ىلع غالفه ما يفيد تدريس أمحد شاكر بمدرسة عثمان باشا
ماهر سنة 1335ـه= 1917م 1336 /ـه= 1918م
499
َّ
شلك رقم ( )3خطابان أرسلهما هل شيخه أو الوفا الشقاوي وهو بالزقازيق سنة 1336ـه=
1918م وباألقرص سنة 1339م= 1921م
500
شلك رقم ( )4تدريس مادة املصطلح ،ورجال احلديث بكلية أصول ادلين باألزهر
501
شلك رقم ()5لكية األداب جامعة فؤاد األول ( القاهرة حايلًا ) تستعني بشاكر يف امتحان دكتوراه .
502
ُ
شلك رقم ( )6السيد أمحد صقر يَ ِبيت مع شاكر يف مزنهل تلفحص رسالة دكتوراه ستناقش
شلك رقم ( )8رسالة من رئيس الشئون ادلينية بأنقرة حممد محدي أقسه يك ألمحد شاكر
504
شلك رقم ( )10ثقة امللك سعود بن عبد العزيز آل سعود يف علم شاكر
505
شلك رقم ( ) 12زيارة املفكر عبد الرمحن بدوى ألمحد شاكر يف مزنهل
507
شلك رقم ( ) 13ترمجة أمحد شاكر لشيخه العالمة أمحد بن األمني الشنقيطي
شلك رقم ( ) 15ترمجة خبط أمحد شاكر لشيخه إبراهيم اجلبايل رمحه اهلل
شلك رقم ( )16طرة كتبها الكتاين على أحد كتبه المخطوطة يذكر فيها لقاءه بأحمد شاكر بمرص
509
شلك رقم ( ) 17زيارة الكتاين ملرص واجتماعه بعلماء األزهر ومعهم أمحد شاكر
شلك رقم ( )18قصة حيكيها الكتاين تدل على مكانة أحمد شاكر عنده
510
شلك رقم ( )19رسالة أمحد شاكر جلمال ادلين القاسيم لطلب إجازة
511
شلك رقم ( )21عنوان إجازة ادلهلوي لشاكر نسخة احلرم امليك 2841
513
شلك رقم ( ) 22ورقة 240من إجازة ادلهلوي لشاكر نسخة احلرم امليك 2841
514
شلك رقم ( )23ورقة 243من إجازة ادلهلوي لشاكر نسخة احلرم امليك 2841
515
شلك رقم ( )25إجازة خبط الشيخ حممد بن أمني الشنقيطي ألمحد شاكر بآخر بنسخة
بلوغ املرام البن حجر العسقالين ،املكتوبة خبط أمحد شاكر
517
شلك رقم ( ) 26زيارة أمحد شاكر ملكتبيت « :اعرف حكمت » و « املحمودية » باملدينة
518
شلك رقم ( ) 27رسالة من رئيس املجمع العليم العريب بدمشق خليل مردم بك إىل أمحد شاكر
519
شلك رقم ( ) 28رسالة من العالمة عبد الرمحن املعليم ايلماين ألمحد شاكر
520
شلك رقم ( ) 29رسالة من األستاذ حممد فؤاد عبد ابلايق ألمحد شاكر
521
شلك رقم ( )32رسالة من الشيخ أمحد حممد شاكر إىل حممد بهجة ابليطار
524
ُّ َّ
شلك رقم ( )38إجابة احلافظ الكتاين ىلع مقال لشاكر بعنوان « سؤاالن إىل العلماء بالسنة واتلاريخ »
530
شلك رقم ( )39صورة لطبعة احلليب املفردة ملقدمة سنن الرتمذي ألمحد شاكر سنة
1937ـه ،وفيها حبث واف عن اتلصحيح والفهارس وأعمال املسترشقني
531
شلك رقم ( ) 40توجيه امللك عبد العزيز آل سعود بتلكيف أمحد شاكر بتحقق كتاب
اتلوحيد للشيخ حممد بن عبد الوهاب
532
شلك رقم ( ) 42فهرس قبائل العرب من كتاب سبائك اذلهب ألمحد شاكر لم يطبع
534
شلك رقم ( ) 44مسودة نسخة « املحرر » البن عبد اهلادي اليت اكنت حتت اتلحقيق
536
شلك رقم ( ) 46يف استشارته لشيخه أيب الوفا الرشقاوي يف طبع تفسري ابلحر املحيط ،
واجتماعه يف أنصار السنة بشأن جملة اهلدي انلبوي
538
شلك رقم ( ) 47رد الشيخ حممد زاهد الكوثري يلع أمحد شاكر
539
شلك رقم ( ِ ) 48خ َّطة أحد شاكر لنرش سلسلة اذلخائر بدار املعارف
540
شلك رقم ( ) 49أول كتاب حقق حتقيقا علميا وكتب عليه لكمة بتحقيق
541
شلك رقم ( ) 50أول كتاب حققه أمحد شاكر 1914م ,ومقدمة اتلحقيق هل
542
شلك رقم ( ) 52نموذج من تعليقات أمحد شاكر ىلع دائرة املعارف الربيطانية [
544
شلك رقم ( ) 56نسخ « اإلحاكم يف أصول األحاكم » البن حزم بطلب من أمحد شاكر
548
شلك رقم ( ) 57مسودة النسخة اليت جرى عليها اتلحقيق اثلاين للمعرب للجوايليق
549
شلك رقم ( ) 58تعاون عبد الفتاح أبو غدة مع شاكر يف اتلحقيق اثلاين للمعرب للجوايليق
550
شلك رقم ( ) 59رسالة مطولة خبط الشيخ حممد عبد الرزاق محزة أرسلها شاكر ،بها تصويبات وتصحيحات
لطبعة املنار تلفسري ابن كثري
551
شلك رقم ( ) 60حرص أمحد شاكر ىلع نقل ما يثبت تسمية تفسري الطربي بـ ◄« جامع
ابليان عن تأويل القرآن »
552
شلك رقم ( ) 61صورة طبعة زيك مبارك لكتابه « إصالح أشنع خطأ يف تاريخ الترشيع اإلساليم :
َّ
وترصف فيه الربيع بن سليمان » كتاب األم ،لم يؤلفه الشافيع وإنما ألفه ابلويطي
553
شلك رقم ( ) 62استدرااكت أمحد شاكر ىلع نسخة املعهد الربيطاين من « األنساب » للسمعاين
554
شلك رقم ( ) 63نسخة كوبرييل لـ « معجم ابلدلان » يلاقوت احلموي اليت اكن شاكر يستخدمها يف اتلحقيق ،
وإشارته لنسخة أخرى للكتاب
555
شلك رقم ( ) 64ترمجة الكرماين من خمطوطة كتاب « الاكيف يف معرفة علماء مذهب الشافيع » لقطب ادلين
األنصاري اخلزريج ابلهنيس
557