Download as pps, pdf, or txt
Download as pps, pdf, or txt
You are on page 1of 23

‫مختارات من كتاب‬

‫[ أسعد إمرأة في العالم ]‬


‫لفضيلة الشيخ‬
‫عائض القرني‬

‫إعداد‬
‫جنات عبد العزيز دنيا‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫يقول المؤلف ‪:‬‬
‫فهذا كتاب يناشد المرأة أن تسعد بدينها ‪ ،‬وتستبشر بما عندها من نعم ‪،‬‬
‫إنه بسمة أمل ‪ ،‬نسيم رجاء ‪ ،‬وإشراقة بشرى ‪ ،‬لكل من ضاق صدرها ‪،‬‬
‫كثر همها ‪ ،‬زاد غمها ‪ ،‬يناديها بانتظار الفرج ‪ ،‬وترقب اليسر بعد‬
‫العسر ‪ ،‬ويخاطب عقلها الذكي ‪ ،‬وقلبها الطاهر ‪ ،‬وروحها الصافية ‪،‬‬
‫ليقول لها ‪ :‬اصبري واحتسبي ‪ ،‬ال تيأسي ‪ ،‬ال تقنطي ‪ ،‬تفاءلي ‪ ،‬فإن‬
‫هللا معك ‪ ،‬وهللا حسبك ‪ ،‬هللا كافيك ‪ ،‬وهللا حافظك ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الورد‬
‫تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ‪ ،‬ويتوب على من تاب ‪ ،‬ويقبل من عاد ‪.‬‬ ‫•‬
‫ارحمي الضعفاء تسعدي ‪ ،‬و أعطي المتحاجين تشافي ‪ ،‬وال تحملي البغضاء‬ ‫•‬
‫تعافي ‪.‬‬
‫تفاءلي ‪ ،‬فاهلل معك ‪ ،‬والمالئكة يستغفرون لك ‪ ،‬والجنة تنتظرك ‪.‬‬ ‫•‬
‫امسحي دموعك بحسن الظن بربك ‪ ،‬واطردي همومك بتذكر نعم هللا عليك ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تظني بأن الدنيا كملت ألحد ‪ ،‬فليس على ظهر األرض من حصل له كل‬ ‫•‬
‫مطلوب ‪ ،‬وسلم من أي كدر ‪.‬‬
‫كوني كالنخلة عالية الهمة ‪ ،‬بعيدة عن األذى ‪ ،‬إذا رميت بالحجارة ألقت رطبها ‪.‬‬ ‫•‬
‫هل سمعت أن الحزن يعيد ما فات‪،‬وان الهم يصلح الخطأ‪ ،‬فلماذا الحزن والهم ؟!‬ ‫•‬
‫ال تنتظري المحن والفتن ‪ ،‬بل انتظري األمن والسالم والعافية إن شاء هللا ‪.‬‬ ‫•‬
‫أطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل من أساء لك من الناس ‪.‬‬ ‫•‬
‫الغسل والوضوء والطيب والسواك والنظام أدوية ناجحة لكل كدر وضيق ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪3‬‬
‫امرأة تحدت الجبروت‬
‫انظري إلى نصوص الشريعة ‪ ،‬فإن هللا قد أثنى على المرأة الصالحة ‪ ،‬ومدح المرأة‬
‫ض َر َب هَّللا ُ َم َثالً لِلَّذِينَ آ َم ُنوا ْ‬
‫ام َرأَ َت ف ِْر َع ْونَ إِ ْذ‬ ‫المؤمنة ‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪َ { :‬و َ‬
‫َقالَ ْت َر ِّب ا ْب ِن لِي عِ ْن َد َك َب ْيتا ً فِي ا ْل َج َّن ِة َو َن ِّجنِي مِنْ ف ِْر َع ْونَ َو َع َملِ ِه َو َن ِّجنِي مِنَ ا ْل َق ْو ِم‬
‫الظالِمِينَ } (التحريم‪ ،  )11:‬فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي هللا عنها )‬ ‫َّ‬
‫مثال حيا للمؤمنين والمؤمنات ‪،‬وكيف جعلها رمزا وعلما ظاهرا لكل من أراد أن‬
‫يهتدي وان يستن بسنة هللا في الحياة ‪ ،‬وما اعقل هذه المرأة وما أرشدها‪ :‬حيث‬
‫أنها طلبت جوار الرب الكريم ‪ ،‬فقدمت الجار قبل الدار ‪ ،‬وخرجت من طاعة المجرم‬
‫الطاغية الكافر فرعون ‪،‬ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومن زخرفه‬
‫‪ ،‬وطلبت دارا أبقى واحسن واجمل في جوار رب العالمين ‪ ،‬في جنات ونهر ‪ ،‬في‬
‫مقعد صدق عند مليك مقتدر ‪ ،‬أنها امرأة عظيمة ‪ :‬حيث أن همتها وصدقها أوصالها‬
‫إلى أن جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق واإليمان ‪ ،‬فعذبت في ذات هللا ‪،‬‬
‫وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ‪ .‬لكن هللا جعلها قدوة وأسوة لكل مؤمن‬
‫ومؤمنة إلى قيام الساعة ‪ ،‬وامتدحها في كتابه ‪ ،‬وسجل اسمها ‪ ،‬وأثنى على عملها‬
‫‪ ،‬وذم زوجها المنحرف عن منهج هللا في األرض ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عندك ثروة هائلة من النعم‬
‫أختاه إن مع العسر يسرا ‪ ،‬وان بعد الدمعة بسمة ‪ ،‬وان بعد الليل نهارا ‪ ،‬سوف‬
‫تنقشع سحب الهم ‪ ،‬وسوف ينجلي ليل الغم ‪ ،‬وسوف يزول الخطب ‪ ،‬وينتهي الكرب‬
‫بإذن هللا ‪ ،‬واعلمي انك مأجورة ‪ ،‬فإن كنت أُما فإن أبناءك سوف يكونون مددا‬
‫لإلسالم ‪ ،‬وعونا للدين ‪ ،‬وأنصارا للملة ‪ ،‬متى قمت بتربيتهم تربية صالحة‪،‬وسوف‬
‫يدعون لك في السجود ‪ ،‬وفي السحر ‪.‬‬
‫إن في وسعك أن تكوني داعية إلى منهج هللا في بنات جنسك ‪ ،‬بالكلمة الطيبة ‪،‬‬
‫بالموعظة الحسنة ‪ ،‬بالحكمة ‪ ،‬والمجادلة بالتي هي احسن ‪ ،‬بالحوار ‪ ،‬بالهداية ‪،‬‬
‫بالسيرة العطرة ‪ ،‬بالمنهج الجليل النبي ‪ ،‬فإن المرأة تفعل بسيرتها وعملها الصالح‬
‫ما ال تفعله الخطب والمحاضرات والدروس ‪ ،‬وكم من امرأة سكنت في حي من‬
‫اإلحياء ‪ ،‬فنقل‪  ‬عنها الدين والحشمة والحجاب والخلق الحسن ‪ ،‬والرحمة بالجيران‬
‫‪ ،‬والطاعة للزوج ‪ ،‬فصارت سيرتها العطرة محاضرة تتلى ‪ ،‬ووعظا ينقل في‬
‫المجالس ‪ ،‬وصارت أسوة لبنات جنسها ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫يكفيك شرفا أنك مسلمة‬
‫فكل ما أصابك فهو مكفر بإذن الواحد األحد ‪ ،‬وابشري بما ورد في الحديث ‪:‬‬
‫[ إذا أطاعت المرأة ربها ‪ ،‬وصلت خمسها ‪ ،‬وحفظت عرضها ‪ ،‬دخلت جنة ربها ] ‪،‬‬
‫فهي أمور ميسرة على من يسرها هللا عليه ‪ ،‬فقومي بهذه األعمال الجليلة ‪ ،‬لتلقي‬
‫ربا رحيما ‪ ،‬يسعدك في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬قفي مع الشرع حيث وقف ‪ ،‬واستني بكتاب‬
‫هللا وسنة رسوله ‪ ،‬فأنت مسلمة ‪ ،‬وهذا شرف عظيم ‪ ،‬وفخر جسيم فغيرك ولدت‬
‫في بالد الكفر ‪ ،‬إما نصرانية ‪ ،‬أو يهودية ‪ ،‬أو شيوعية ‪ ،‬أو غير ذلك من الملل‬
‫والنحل المخالفة لدين اإلسالم ‪ ،‬أما أنت فإن هللا اختارك مسلمة ‪ ،‬وجعلك من اتباع‬
‫محمد ‪ ،‬ومن المتبعين المقتدين بعائشة وخديجة وفاطمة رضي هللا عنهن جميعا ‪،‬‬
‫فهنيئا ً لك انك تصلين الخمس ‪ ،‬وتصومين الشهر ‪ ،‬وتحجين البيت ‪ ،‬وتتحجبين‬
‫الحجاب الشرعي ‪ ،‬هنيئا لك إنك رضيت باهلل ربا ‪ ،‬وباإلسالم دينا ‪،‬وبمحمد رسوال ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ال تستوي مؤمنة وكافرة‬

‫بإمكانك أن تسعدي إذا نظرت في ظاهرة واحدة ؛ وهي واقع المرأة المسلمة في‬
‫بالد اإلسالم ‪ ،‬وواقع المرأة الكافرة في بالد الكفر ‪ ،‬فالمسلمة في بالد اإلسالم ‪،‬‬
‫مؤمنة ‪ ،‬متصدقة ‪ ،‬صائمة ‪ ،‬قائمة ‪ ،‬متحجبة‪ ،‬طائعة لزوجها ‪ ،‬خائفة من ربها ‪،‬‬
‫متفضلة على جيرانها ‪ ،‬رحيمة بأبنائها ‪ ،‬هنيئا لها الثواب العظيم ‪ ،‬والسكينة‬
‫والرضا ‪ ،‬وأما المرأة في بالد الكفر ‪ ،‬فهي امرأة متبرجة ‪ ،‬جاهلية ‪ ،‬سخيفة ‪،‬‬
‫عارضة أزياء ‪ ،‬سلعة منبوذة ‪ ،‬بضاعة رخيصة تعرض في كل مكان ‪ ،‬ال قيمة‬
‫لها ‪ ،‬ال عرض وال شرف وال ديانة ‪ ،‬فقارني بين الظاهرتين والصورتين ؛ لتجدي‬
‫أنك األسعد واألرفع واألعلى ‪ ،‬والحمد هلل { َوال َت ِه ُنوا َوال َت ْح َز ُنوا َوأَ ْن ُت ُم اأْل َ ْعلَ ْونَ إِنْ‬
‫ُك ْن ُت ْم ُم ْؤ ِمنِينَ }( آل عمران‪. )139:‬‬

‫‪7‬‬
‫الكسل صديق الفشل‬
‫أوصيك بمزاولة العمل ‪ ،‬وعدم الركون للفتور والكسل واالستسالم للفراغ ‪ ،‬بل‬
‫قومي واصلحي من بيتك أو مكتبتك ‪ ،‬أو أدي وظيفتك ‪ ،‬أو صلي ‪ ،‬أو أقرئي في‬
‫كتاب هللا ‪ ،‬أو في كتاب نافع ‪ ،‬أو استمعي إلى شريط مفيد ‪ ،‬أو اجلسي مع جاراتك‬
‫وصديقاتك وتحدثي معهن فيما يقربكن من هللا عز وجل ‪ ،‬حينها تجدين السعادة‬
‫االنشراح الفرح – بإذن هللا – وإياك ‪ ..‬إياك أن تستسلمي للفراغ ؛ فإن هذا يورثك‬
‫هموما وغموما ووساوس وشكوكا وكدرا ال يزيله إال العمل ‪.‬‬
‫وعليك باالعتناء بمظهرك ‪ ،‬من جمال في الهيئة ‪ ،‬ومن طيب داخل البيت ‪ ،‬ومن‬
‫ترتيب في مجلسك ‪ ،‬ومن حسن خلق تلقين به زوجك ‪ ،‬وأبناءك ‪ ،‬وإخوانك ‪،‬‬
‫وأقرباءك ‪ ،‬وصديقاتك ‪،‬ومن بسمة راضية ‪ ،‬ومن انشراح في الصدر ‪.‬‬
‫وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ‪ ،‬خاصة المعاصي التي تكثر عند النساء ؛‬
‫من النظر المحرم ‪ ،‬أو التبرج ‪ ،‬أو الخلوة باألجنبي ‪ ،‬أو اللعن والشتم والغيبة ‪ ،‬أو‬
‫كفران حق الزوج وعدم االعتراف بجميله ‪ ،‬فإن هذه ذنوب تكثر عند النساء إال من‬
‫رحم هللا ‪ ،‬فاحذري من غضب البارئ – جل في عاله‪ ،  ‬واتقي هللا فإن تقواه‪  ‬كفيلة‬
‫بإسعادك و إرضاء ضميرك‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫أنت تتعاملين مع رب كريم جواد‬
‫اب َل ُه ْم‬ ‫استبشري خيرا ‪ ،‬فإن هللا قد أعد لك ثوابا عظيما ‪ ،‬وهو القائل ‪َ { :‬ف ْ‬
‫اس َت َج َ‬
‫َر ُّب ُه ْم أَ ِّني ال أُضِ ي ُع َع َمل َ َعام ٍِل ِم ْن ُك ْم مِنْ َذ َك ٍر أَ ْو أ ُ ْن َثى } (آل عمران‪ :‬من اآلية‪)195‬‬
‫‪ ،‬فاهلل – سبحانه – وعد النساء كما وعد الرجال ‪ ،‬واثنى على النساء كما أثنى‬
‫ت}‬ ‫ت َوا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َوا ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬
‫على الرجال ؛ فقال ‪ { :‬إِنَّ ا ْل ُم ْسلِمِينَ َوا ْل ُم ْسلِ َما ِ‬
‫(األحزاب‪ :‬من اآلية ‪ ) 35‬اآلية ‪ ،‬فدل على أنك شقيقة الرجل وقرينته ‪ ،‬وأن أجرك‬
‫محفوظ عند هللا ‪  ،‬فلك من أفعال الخير في البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان‬
‫هللا عز وجل ‪ ،‬فاضربي أحسن األمثلة ‪ ،‬وكوني نبراسا ألبناء أمتك ‪ ،‬ومثال ساميا‬
‫لهم ‪ .‬اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي هللا عنها ‪ ،‬ومريم عليها‬
‫السالم ‪ ،‬وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي هللا عنهن جميعا ‪ ،‬فهؤالء‬
‫وأمثالهن مختارات طيبات ‪ ،‬مؤمنات قانتات ‪ ،‬صائمات قائمات ‪ ،‬رضي هللا عنهن‬
‫وأرضاهن ‪ ،‬فكوني على ذاك المنهج ‪ ،‬وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخير‬
‫والسكينة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪9‬‬
‫أنت الرابحة على كل حال‬

‫عليك باالحتساب ‪ ،‬فإن وقع عليك هم أو غم أو حزن فاعلمي انه كفارة‬


‫فاعلمي أنه شافع عند الواحد األحد ‪،‬‬
‫‪ ‬‬ ‫للذنوب ‪ ،‬وإن فقدت أحد أبنائك‬
‫وإن أصابتك عاهة أو مرض في الجسم فاعلمي أنه بأجره عند هللا ‪،‬‬
‫وأنه محفوظ لك عند الواحد األحد ‪ ،‬الجوع بأجره ‪ ،‬والمرض بثوابه ‪،‬‬
‫والفقر بجزائه عند هللا عز وجل ‪ ،‬فلن يضيع عند الواحد األحد شيء ‪،‬‬
‫وهللا يحفظ هذا ‪ ،‬كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى يؤديها في اآلخرة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫عددي مواهب هللا عليك‬
‫إذا أصبحت فتذكري أن الصباح قد أطل على آالف البائسات وأنت منعمة‬
‫‪ ،‬وعلى آالف الجائعات وأنت شبعانة ‪ ،‬وعلى آالف المأسورات وأنت‬
‫حرة طليقة ‪ ،‬وعلى آالف المصابات والثكلى وأنت سعيدة سالمة ‪ ،‬كم‬
‫من دمعة على خد امرأة ‪ ،‬وكم من لوعة في قلب أم ‪ ،‬وكم من صراخ‬
‫في حنجرة طفلة ‪ ،‬وأنت باسمة راضية ‪ ،‬فاحمدي هللا على لطفه وحفظه‬
‫وكرمه ‪.‬اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ‪ ،‬واستخدمي األرقام‬
‫واإلحصائيات ‪ :‬كم عندك من األشياء واألموال والنعم والمسرات‬
‫والمبهجات ؛ جمال ومال وعيال وظالل وسكن ووطن ‪ .‬ضياء وهواء‬
‫وماء وغذاء ودواء ‪ ،‬فافرحي ‪ ،‬واسعدي ‪ ،‬واستأنسي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مفتاح السعادة سجدة‬
‫أول صفحات السعادة في دفتر اليوم ‪ ،‬وأول بطاقات المعايدة في سجل‬
‫النهار صالة الفجر ‪ ،‬فابدئي بصالة الفجر يومك ‪ ،‬وافتتحي بصالة الفجر‬
‫نهارك ‪ ،‬حينها تكونين في ذمة هللا ‪ ،‬في عهد هللا ‪ ،‬في حفظ هللا ‪ ،‬في‬
‫رعاية هللا ‪ ،‬في أمان هللا ‪ ،‬وسوف يحفظك من كل مكروه ‪ ،‬ويرشدك‬
‫إلى كل خير ‪ ،‬ويدلك على كل فضيلة ‪ ،‬ويمنعك من كل رذيلة ‪ ،‬ال بارك‬
‫هللا في يوم لم يبدأ بصالة الفجر ‪ ،‬ال حيا هللا نهارا ليس فيه صالة فجر‬
‫‪ ،‬إنها أول عالمات القبول ‪ ،‬وعنوان كتاب هللا ‪ ،‬والفتة النصر والعز‬
‫والتمكين والنجاح ‪ .‬فهنيئا لكل من صلى الفجر ‪ ،‬طوبى لكل من صلى‬
‫الفجر ‪ ،‬قرة عين لمن حافظ على صالة الفجر ‪ ،‬وبؤسا وتعاسة وخيبة‬
‫لمن أهمل صالة الفجر ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عجوز تصنع الرموز‬
‫كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ‪ ،‬يوم سجن الحجاج ابنها‬
‫‪ ،‬وحلف باهلل للعجوز أن يقتله ‪ ،‬فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام‬
‫‪ ( :‬لو لم تقتله مات ) ! ‪ ،‬وكوني كالعجوز الفارسية في توكلها على هللا‬
‫يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى السماء وقالت ‪ :‬اللهم احفظ‬
‫كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين ! ‪ ،‬وكوني في صمد أسماء بنت أبي‬
‫بكر وقد رأت ابنها عبد هللا بن الزبير مقتوال مصلوبا فقالت كلمتها‬
‫المشهورة ‪ :‬أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟ّ! ‪ ..‬وكوني كالخنساء‬
‫قدمت أربعة في سبيل هللا ‪ ،‬فلما قتلوا قالت ‪ :‬الحمد هلل الذي شرفني‬
‫بقتلهم شهداء في سبيله ‪ ..‬انظري لهؤالء النسوة وتاريخهن المجيد‬
‫وسيرتهن الحافلة ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ليس عندك وقت للثرثرة‬
‫اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ ألن ذلك‬
‫يضيق الصدر ويكدر الخاطر ‪ ،‬وال تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل‬
‫تقبل وجهات النظر ‪ ،‬بل اطرحي رأيك بهدوء وبدون صخب وال إلحاح‬
‫وال تشنج ‪ ،‬وابتعدي عن كثرة الردود واالنتقادات ؛ ألنها تفقدك راحة‬
‫البال ‪ ،‬وتنقل عنك صورة غير الئقة ‪ ،‬فقولي كلمتك اللينة المحببة في‬
‫رفق وهدوء ‪ ،‬حينها تملكين القلوب وتعمرين األرواح ‪ ،‬كما إن مما‬
‫يورث الهم والحزن اغتياب الناس وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ‪ ،‬وهذا‬
‫يذهب األجر ويجمع عليك اإلثم ‪ ،‬ويفقدك االطمئنان ‪ ،‬فاشتغلي بإصالح‬
‫عيوبك عن عيوب الناس ‪ ،‬فإن هللا لم يخلقنا كاملين معصومين ‪ ،‬بل‬
‫عندنا جميعا ذنوب وعيوب ‪ ،‬فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس‬
‫‪ ‬‬

‫‪14‬‬
‫ما تمت السعادة ألحد وما كمل الخير إلنسان‬
‫إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة البد أن تكون لصالحك مائة بالمائة ‪ ،‬فهذا‬
‫لن يتحقق إال في الجنة ‪ ،‬أما في الدنيا فإن األمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ‪،‬‬
‫بل سوف يقع شيء من البالء والمرض والمصيبة واالمتحان ‪ ،‬فكوني شاكرة في‬
‫السراء ‪ ،‬صابرة في الضراء ‪ ،‬وال تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بال‬
‫سقم ‪ ،‬وغني بال فقر ‪ ،‬وسعادة بال منغصات ‪ ،‬وزوجا بال سلبيات ‪ ،‬وصديقة بال‬
‫عيوب ‪ ،‬فهذا لن يحصل أصال ‪ ،‬وطني نفسك على غض الطرف عن السلبيات‬
‫واألخطاء والمالحظات ‪ ،‬وانظري إلى اإليجابيات والمحاسن ‪ ،‬وعليك بحسن الظن‬
‫والتماس العذر واالعتماد على هللا فقط ‪ ،‬أما الناس فليسوا أهال لالعتماد عليهم‬
‫وتفويض األمر إليهم { إِ َّن ُه ْم لَنْ ُي ْغ ُنوا َع ْن َك مِنَ هَّللا ِ َ‬
‫ش ْيئا ً } (الجاثـية ‪. ) 19‬‬

‫‪15‬‬
‫ادخلي بستان المعرفة‬
‫إن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ‪ ،‬فإن تعلم الدين يشرح الصدر ‪ ،‬ويرضي‬
‫الرب ‪ ،‬وكما قال عليه الصالة والسالم ‪ (( :‬من يرد هللا به خيرا يفقهه في الدين ))‬
‫‪ ،‬فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك علما وفهما للدين كرياض‬
‫الصالحين ‪ ،‬وفقه السنة ‪ ،‬وفقه الدليل ‪ ،‬والتفاسير الميسرة ‪ ،‬والرسائل المفيدة ‪،‬‬
‫واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد هللا عز وجل في كتابه ‪ ،‬ومراد رسوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم في سنته ‪ ،‬فأكثري من تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ‪،‬‬
‫وحفظ ما تيسر منه ‪ ،‬واالستماع إليه ‪ ،‬والعمل به ؛ ألن الجهل بالشريعة ظلمة في‬
‫القلب ‪ ،‬وضيق في الصدر ‪ ،‬فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب‬
‫قيمة نافعة ‪ ،‬وأشرطة مفيدة ‪ ،‬وحذار من ضياع الوقت في سماع األغنيات ‪،‬‬
‫ومشاهدة المسلسالت ‪ ،‬فإن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ‪ ،‬فاستثمري الوقت‬
‫في مرضاة هللا ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إذا ضاقت الدروب فعليك بعالم الغيوب‬
‫قال ابن الجوزي ‪:‬‬
‫(( ضاق بي أمر أوجب غما الزما دائما ‪ ،‬وأخذت أبالغ في الفكر في الخالص من‬
‫هذه الهموم بكل حيلة ‪ ،‬وبكل وجه ‪ ،‬فما رأيت طريقا للخالص ‪ ..‬فعرضت لي هذه‬
‫اآلية { َو َمنْ َي َّت ِق هَّللا َ َي ْج َعلْ َل ُه َم ْخ َرجا ً } (الطالق‪ :‬من اآلية‪ ، )2‬فعلمت أن التقوى‬
‫سبب للمخرج من كل غم ‪ ،‬فما كان إال أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج ))‬
‫قلت ‪ :‬التقوى عند العقالء هي سبب كل خير ‪ ،‬فما وقع عقاب إال بذنب ‪ ،‬وما رفع إال‬
‫بتوبة ‪ ،‬فالكدر والحزن والنكد إنما هو جزاء على أفعال قمت بها ‪ ،‬من تقصير في‬
‫صالة ‪ ،‬أو غيبة لمسلمة ‪ ،‬أو تهاون في حجاب ‪ ،‬أو ارتكاب محرم ‪ .‬إن من يخالف‬
‫منهج هللا البد أن يدفع ثمن تقصيره ‪ ،‬وأن يسدد فاتورة إهماله ‪ ،‬فالذي خلق‬
‫السعادة هو الرحمن الرحيم فكيف تطلب السعادة من غيره ؟‪ ،‬ولو أن الناس يملكون‬
‫السعادة لما بقي في األرض محروم وال محزون وال مهموم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪17‬‬
‫النساء نجوم السماء وكواكب الظلماء‬
‫المرأة الملمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها ‪،‬‬
‫وقد أثن رسول هللا على هذه المرأة ‪ ،‬وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل‬
‫أن يظفر بها ‪ ،‬فعندما سئل صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أي النساء خير ؟ قال ‪:‬‬
‫(( التي تسره إذا نظر ‪ ،‬وتطيعه إذا أمر ‪ ،‬وال تخالفه في نفسها وال ماله بما يكره ))‬
‫ِض َة} ( التوبة‪ :‬من اآلية ‪) 34‬‬ ‫ولما نزل قول هللا { َوا َّلذِينَ َي ْك ِن ُزونَ ال َّذه َ‬
‫َب َوا ْلف َّ‬
‫انطلق عمر ‪ ،‬واتبعه ثوبان رضي هللا عنهما ‪ ،‬فأتى عمر النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬يا نبي هللا ‪ ،‬إنه قد كبر على أصحابك هذه اآلية !‪ ،‬فقال النبي (( أال أخبرك‬
‫بخير ما يكنز المرء ‪ :‬المرأة الصالحة ؛ التي إذا نظر إليها سرته ‪ ،‬وإذا أمرها‬
‫أطاعته ‪ ،‬وإذا غاب عنها حفظته ))‪.‬‬
‫وقد قرن رسول هللا دخول المرأة الجنة برضا زوجها ‪ ،‬فعن أم سلمة رضي هللا‬
‫عنها قالت ‪ :‬قال رسول هللا (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة ))‬
‫‪  ‬فكوني تلك المرأة تسعدي ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫إشراقات ‪1 -‬‬
‫تفاءلي ولو كنت في عين العاصفة ‪.‬‬ ‫•‬
‫غدا يزهر الريحان ‪ ،‬وتذهب األحزان ‪ ،‬ويحل السلوان‬ ‫•‬
‫ذهبك دينك ‪ ،‬وحليك أخالقك ‪ ،‬ومالك أدبك ‪.‬‬ ‫•‬
‫كل الناس سوف يعيشون ؛ صاحب القصر‪ ،‬وصاحب الكوخ ‪،‬ولكن من السعيد ؟‬ ‫•‬
‫إذا أقبلت الهموم ‪ ،‬تكاثرت الغموم ‪ ،‬فقولي ‪ " :‬ال إله إال هللا "‬ ‫•‬
‫دعي الظالم لمحكمة اآلخرة حيث ال حاكم إال هللا‬ ‫•‬
‫المرض رسالة فيها بشرى ‪ ،‬والعافية حالة لها ثمن ‪.‬‬ ‫•‬
‫اغرسي في الثانية تسبيحة ‪ ،‬وفي الدقيقة فكرة ‪ ،‬وفي الساعة عمال‬ ‫•‬
‫امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن وسكنى الجنان ‪.‬‬ ‫•‬
‫الصالة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪19‬‬
‫إشراقات ‪2 -‬‬
‫اشتري باللاير دعاء الفقراء وحب المساكين ‪.‬‬ ‫•‬
‫هللا يحب التوابين ؛ ألنهم رجعوا إليه وشكوا الحال عليه ‪.‬‬ ‫•‬
‫ترك المعصية جهاد ‪ ،‬والمداومة عليها عناد ‪.‬‬ ‫•‬
‫احذري دعاء المظلوم ودموع المحروم ‪.‬‬ ‫•‬
‫المرأة العاقلة تحول الصحراء إلى حديقة غناء ‪.‬‬ ‫•‬
‫الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تيأسي من نفسك ‪ ،‬فالتحول بطيء ‪ ،‬وستصادفك عقبات تخمد الهمة ‪ ،‬فال‬ ‫•‬
‫تدعيها تتغلب عليك ‪.‬‬
‫إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة ولكنها جميلة ‪.‬‬ ‫•‬
‫إذا استسلمت لليأس فإنك لن تتعلمي شيئا ‪ ،‬ولن تظفري بالسعادة ‪.‬‬ ‫•‬
‫افحصي ماضيك وحاضرك ‪ ،‬فالحياة مكونة من تجارب متتابعة يجب أن يخرج‬ ‫•‬
‫المرء منها منتصرا ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫إشراقات ‪3 -‬‬
‫ال تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعا للحديث ؛ ألنك بذلك تخلقين حاجزا‬ ‫•‬
‫بينك وبين السعادة ‪.‬‬
‫ال تفضي بمتاعبك إال ألولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكالمهم الذي يجلب‬ ‫•‬
‫السعادة ‪.‬‬
‫تعلمي أن تتعايشي مع الخوف وسوف يتالشى ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تهتمي باألشياء التي تعجزين عن أدائها ‪ ،‬امضي الوقت فى محاولة تحسين‬ ‫•‬
‫األشياء التي تستطيعين تحسينها ‪.‬‬
‫ال تبتئسي على عمل لم تكمليه ‪ ،‬يجب أن تعرفي أن عمل الكبار ال ينتهي !‬ ‫•‬
‫كوني سعيدة بما فى يدك ‪ ،‬قانعة راضية بما قسمه هللا لك ‪ ،‬ودعيك من أحالم‬ ‫•‬
‫اليقظة التي ال تتناسب مع جهدك أو إمكانياتك ‪.‬‬
‫اسعدي اآلن وليس غداً ‪.‬‬ ‫•‬
‫إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ‪ ،‬تعلمي منها ‪ ،‬ثم دعيها تذهب بعد أن‬ ‫•‬
‫تأخذي منها العبرة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫آيات واشراقات‬
‫س َي ْج َعل ُ هَّللا ُ َب ْعدَ ُع ْس ٍر ُي ْسراً } ( الطالق‪ :‬من اآلية‪)7‬‬ ‫• قال تعالى ‪َ { :‬‬
‫ص ِاب ُروا َو َر ِاب ُطوا َوا َّتقُوا هَّللا َ َل َعلَّ ُك ْم‬ ‫اص ِب ُروا َو َ‬ ‫• قال تعالى ‪َ { :‬يا أَ ُّي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا ْ‬
‫ُت ْفلِ ُحونَ } (آل عمران‪)200:‬‬
‫صا َب ْت ُه ْم ُمصِ ي َب ٌة َقالُوا إِ َّنا هَّلِل ِ َوإِ َّنا إِ َل ْي ِه‬
‫اب ِرينَ الَّذِينَ إِ َذا أَ َ‬ ‫الص ِ‬
‫ش ِر َّ‬ ‫• قال تعالى ‪َ { :‬و َب ِّ‬
‫َرا ِج ُعونَ } (البقرة‪)156:‬‬
‫ش ُر َر ْح َم َت ُه }‬ ‫• قال تعالى ‪َ { :‬وه َُو الَّذِي ُي َن ِّزل ُ ا ْل َغ ْي َث مِنْ َب ْع ِد َما َق َن ُطوا َو َي ْن ُ‬
‫(الشورى‪ :‬من اآلية‪) 2‬‬
‫ب } (الزمر‪ :‬من اآلية‪)10‬‬ ‫ِسا ٍ‬ ‫اب ُرونَ أَ ْج َر ُه ْم ِب َغ ْي ِر ح َ‬ ‫• قال تعالى ‪ { :‬إِ َّن َما ُي َو َّفى َّ‬
‫الص ِ‬
‫ت مِنَ ال َّظالِمِينَ }‬ ‫• قال تعالى‪  ‬عن نداء ذي النون ‪ {:‬ال إِ َل َه إِاَّل أَ ْن َت ُ‬
‫س ْب َحا َن َك إِ ِّني ُك ْن ُ‬
‫(االنبياء‪ :‬من اآلية‪) 87‬‬
‫• هذا هو القرآن يناديك أن تسعدي وتطمئني ‪ ،‬وأن تثقي بربك ‪ ،‬وأن ينشرح‬
‫صدرك لوعد هللا الحق ‪ ،‬فاهلل لم يخلق الخلق ليعذبهم ‪ ،‬إنما ليمحصهم ويهذبهم‬
‫ويؤدبهم ‪ ،‬وهللا ارحم باإلنسان من أمه وأبيه ‪ ،‬فاطلبي الرحمة واألنس والرضا من‬
‫هللا – جل في عاله ‪ ، -‬وذلك بذكره وشكره وتالوة كتابه ‪ ،‬واتباع رسوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫إنتهى‬

gannatdonya@gmail.com

23

You might also like