تحرير الرقيق في ضوء كتاب المعيار المغرب لأبي العباس الونشريسي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫تحرير الرقيق في ضوء كتاب املعيار املغرب‬

‫ألبي العباس الونشريس ي‬

‫ مليكة حميدي‬.‫ د‬


‫ البليدة‬،‫أستاذة بجامعة علي لونيس ي‬

Résumé :
Le recueil el miryar d'al-Wancharissi nous met en face à la
vie quotidienne de la société dans l’Occident musulman à travers les
fatwas des faqihs malikites de l’Occident musulman dont on
touche à un aspect singulier de la situation complexe des esclaves
dans le maghreb et en particulier en Andalousie à l’époque du
Moyen Age. L’historien, autant que le juriste et l’anthropologue، y
trouvent matière à réflexion, à condition que chacun s’entoure des
précautions propres à sa discipline.
Rappelons que la fatwa est une opinion légale émise par le
mufti qui est un faqih، juriste expérimenté en matière de charia.
Elle répond à une question posée par un requérant qui voudrait agir
dans un cas pratique en conformité avec la Loi et n’a pas de valeur
contraignante. Elle pourrait aussi être émise à la demande du cadi
qui est entouré en Occident musulman d’un certain nombre de
muftis officiels qui le conseillent dans les affaires qui lui sont
soumises. Le cadi tient compte de toutes les fatwas émises par ses
conseillers avant d’émettre son jugement. Abu Abbas al-
Wancharissi s’est basé sur les fatwas de ses antécédents tel Abu el
walid Ibnou Rochd, Ibnou Hadj، Imam Sahnoun et autres .
Cette étude aborde un aspect vital et important concernant la
liberté des esclaves et les méthodes et les techniques, conduisant à sa
libération de l'esclavage d’après les fatwas cités par Abu Abbas al-
Wancharissi.
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الغرب إلاسالمي‪ ،‬املعيار‪ ،‬الرقيق‪ ،‬العتق‪ ،‬الونشريس ي‪ ،‬الاباق‪،‬‬
‫ألاندلس‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد مصنفات النوازل والفتاوى الفقهية بإضافة إلى قيمتها الفقهية البحتة‪،‬‬
‫القيمة ملا تتضمنه من مادة غنية في مجال الدراسات التاريخية‬ ‫من املصادر ألاصيلة ّ‬
‫والحضارية‪ .‬فالنوازل عبارة عن مجموعة من القضايا شغلت بال مختلف فئات املجتمع‬
‫رفعت إلى القضاة ورجال الفتوى للنظر فيها‪ .‬و يالحظ أن النازلة وثيقة تذكر‬
‫القضية‪،‬كما وقعت فتسجل أسماء ألاشخاص وقائع الحادثة واسم القاض ي أو املفتي‬
‫ُْ‬
‫الذي رفعت إليه‪ ،‬كما تتضمن أحيانا مكان وتاريخ وقوع النازلة‪ ،‬و تتبع هذه ألاخيرة‬
‫بالجواب أو الفتوى حول ما طرح من أسئلة ؛ فاعتبرت بذلك مرآة صادقة تعكس‬
‫مشاكل و هموم أفراد الـمجتمع آنذاك‪ .‬ومن املصنفات الفقهية التي اشتهرت في‬
‫الغرب إلاسالمي كتاب" املعيار املغرب و الجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية‬
‫وألاندلس و املغرب " ألبي العباس الونشريس ي الذي يضم في طياته مادة علمية هائلة‬
‫ليس في الجانب الفقهي فحسب بل تعدته إلى الجوانب السياسية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬ومن أهم القضايا التي شملها الكتاب وشغلت أقالم العلماء و الفقهاء‬
‫واملؤرخين قضية معاملة الرقيق في الغرب إلاسالمي‪.‬‬

‫تعريف املؤلف‪:‬‬
‫هو أبو العباس أحمد بن يحي بن ّ‬
‫محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريس ي‪.‬‬
‫ولد بجبل ونشريس غرب الجزائر حوالي (‪438‬هـ‪ 0831 /‬م )و نشأ بتلمسان حيث‬
‫أخذ عن بعض شيوخها مثل إلامام أبي الفضل قاسم العقباني‪ ،‬وولده القاض ي‬
‫محمد بن أحمد بن قاسم‬ ‫العالم أبي سالم العقباني و حفيد إلامام العالمة ّ‬
‫العقباني(‪ . )0‬كما تتلمذ على يد أبي عبد هللا الجالب وابن مرزوق الكفيف‪ ،‬و ّ‬
‫محمد‬
‫بن عباس شيخ املفسرين والنحاة والعالم املطلق كما يصفه الونشريس ي‪ .‬وملا بلغ‬
‫الونشريس ي أربعين سنة‪ ،‬وهو يومئذ قوال للحق ال تأخذه في هللا لومة الئم‪ ،‬غضب‬
‫عليه السلطان أبو ثابت الزياني وأمر بنهب داره؛ فخرج إلى فاس و انسجم مع البيئة‬
‫الجديدة سنة ‪478‬هـ‪0871- 0841 /‬م‪ ،‬وفي مدينة فاس أخذ العلم عن ّ‬
‫محمد بن‬
‫عبد هللا اليفريني املعروف بالقاض ي املكناس ي‪ ،‬حيث حظي باحترام علمائها و إقبال‬
‫(‪)2‬‬
‫طلبتها عليه‪ ،‬وشرع في الدرس والتأليف إلى أن توفي سنة (‪108‬هـ ‪ )0014 /‬م‪.‬‬

‫التعريف بالكتاب‪:‬‬
‫يعتبر كتاب املعيار املغرب والجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية وألاندلس‬
‫واملغرب من أبرز كتب الونشريس ي(‪ .)3‬وقد اعتمد في فتواه التي أوردها على الفقه املالكي‬
‫بأصنافها املتعددة سواء ألامهات أو املختصرات في ألاصول والفروع والنوازل والوثائق‪.‬‬
‫يشمل كتاب املعيار على مجموعة ضخمة من النوازل والفتاوى الفقهية التي تتميز‬
‫بابتعادها عن الجانب النظري‪ ،‬والتي تعبر بصدق ووضوح عن واقع الحياة اليومية‬
‫العامة‪ ،‬ومنها معاملة فئة الرقيق في مجتمع الغرب إلاسالمي‪ .‬فالحوادث التي عشها أهل‬
‫الغرب إلاسالمي قد اصطبغت بصبغة محلية‪ ،‬مما دفع الفقهاء والقضاة وأهل‬
‫الفتوى إلى الاجتهاد الستنباط ألاحكام والفتاوى الشرعية املالئمة وفق الكتاب والسنة‬
‫(‪)8‬‬
‫وإلاجماع والقياس في ضوء املذهب املالكي‪.‬‬

‫يضم كتاب املعيار جوانب متعددة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية‬


‫والدينية والعلمية ذات أهمية بالغة‪ .‬فهو يضم في طياته الكثير من املعلومات‬
‫والنصوص والوثائق التي قلما ترد في املصادر التاريخية ‪ .‬وللمعيار جانب آخر ال بد أن‬
‫ُي َلت َفت إليه‪ ،‬وهو الجانب الاجتماعي والتاريخي؛ فقد حوى الكثير من إلاشارات إلى‬
‫أحوال املجتمع إلاسالمي في هذه املنطقة من عادات في ألافراح وألاتراح‪ ،‬وأنواع‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫اللباس وألاطعمة‪ ،‬وحاالت معينة في الحرب والسلم والعمران‪ ،‬وما إلى ذلك؛ ألامر‬
‫(‪)0‬‬ ‫ّ‬
‫للمؤرخ والاجتماعي مثلما هو للفقيه‪.‬‬ ‫ًا ً‬
‫وثيقا‬
‫ِ‬ ‫الذي يجعل منه مصدر‬

‫وما يلفت انتباه الدارس لهذا الكتاب أن نوازله شملت مجال مكاني واسع‪،‬‬
‫وذلك ما يبدو جليا من ذكره الجتهادات فقهاء القيروان و بجاية و تلمسان و قرطبة‬
‫و غرناطة و سبتة و فاس و غيرها من مدن الغرب إلاسالمي‪ ،‬وامتدت في مجال زمني‬
‫قدر بحوالي ثماني قرون هجرية و من خاللها يظهر جليا مدى حيوية علماء الغرب‬
‫إلاسالمي واجتهاداتهم في إيجاد الحلول الظرفية واملحلية ملا طرح عليهم من مسائل في‬
‫حدود الشريعة إلاسالمية‪- .‬من أهم كتب النوازل املعتمدة والتي تناولت أوضاع الرقيق‬
‫مايلي‪ :‬نوازل أبي القاسم البرزلي القيرواني( ‪480‬ه‪0837 /‬م ) و نوازل أبو الوليد بن رشد‬
‫من ألاندلس (ت‪021‬ه‪0024/‬م)‪ ،‬نوازل ابن الحاج من ألاندلس(ت‪021‬ه‪/‬‬
‫‪0038‬م)‪،‬نوازل ابن أبي زمنين من ألاندلس (ت ‪311‬ه)‪ ،،‬نوازل القاض ي عياض من‬
‫محمد سيدي عبد هللا العبدوس ي من املغرب (‬‫املغرب( ت ‪088‬ه‪0081/‬م) نوازل إبي ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ت‪481‬ه)‬

‫و قد تناول الكثير من الدارسين املعيار في بحوثهم الاجتماعية و ال سيما‬


‫محمد املنوني الذي‬‫ّ‬ ‫الدينية منها‪ ،‬و من الذين امتدحوه املؤرخ املغربي ألاستاذ‬
‫نوها بالقيمة التاريخية والاجتماعية قائال عن املعيار ‪ ":‬يتم النقص الكبير الواقع في‬
‫املصادر املوضوعية لتاريخ املغرب إلاسالمي‪ ،‬و بالخصوص في الجوانب الاجتماعية‬
‫والاقتصادية والثقافية‪ ،‬مما يجعله مصدرا ال غنى للباحث املغربي عن دراسته و‬
‫(‪)7‬‬
‫استخراج دفائنه‪.‬‬

‫قراءة إحصائية ووصفية للنوازل املتعلقة بأوضاع الرقيق‬


‫لقد تفرعت النوازل املرتبطة بأوضاع الرقيق في طيات كتاب املعيار‪ ،‬عبر‬
‫أجزائه املختلفة منها‪ :‬خاصة مج ‪،4‬مج‪ ،1‬وذلك ضمن تصنيفها من خالل تبويب‬
‫فقهي‪ ،‬وتناولت النوازل في مجملها أوضاع الرقيق ألاسرية والاجتماعية(‪ )4‬من زواج‬
‫وحمل وإسقاط ورضاعة ونفقة وإرث والصدقة و حبس وبيع وشراء وعيوب و عتق‬
‫ووصية وموالاة ومكاتبة وتدبير و إ باق و حرية‪ .‬لكن املالحظ لفحوى هذه النوازل أن‬
‫النازلة الواحدة تحتوي مجاالت ملوضوعات متعددة‪ ،‬و تتداخل فيها عدة قضايا ‪-‬‬
‫امللحق‪ -‬فمثال نازلة واحدة تتصل ‪-‬بالعتق و التدبير و الزواج و أم الولد و إلارث و‬
‫مكاتبة‪ ،‬و إلاباق و البيع ‪-‬و هذا التداخل والتعقيد يشكل صعوبة في تصنيفها‬
‫وتبويبها‪ )1(.‬وألامر امللفت لالنتباه فيما يخص تحرير الرقيق‪ ،‬هو ما ورد من مسائل‬
‫عدة في سعي الرقيق لنيل حريتهم بمختلف الطرق املشروعة وغير الـمشروعة‪ ،‬إال انه‬
‫من جانب آخر يالحظ أمرا يستوجب الوقوف عنده وهو وجود أشخاص أو جماعة‬
‫من الرجال أحرار يبيعون أنفسهم و يدخلون عالم العبودية بمحض إرادتهم‪ )01(.‬و في‬
‫هذا الشأن يحتفظ لنا كتاب املعيار بمسائل عدة طرحت على علماء الغرب إلاسالمي‬
‫للفصل فيها و هو ما يشكل موضوع دراستنا‪.‬‬
‫تحرير الرقيق‪:‬‬
‫إن الرق كان موجودا قبل إلاسالم و قديم قدم البشرية‪ ،‬و كانت ظاهرة‬
‫عميقة في نفوس ألافراد واملجتمعات‪ ،‬لذا حاول إلاسالم التخلص منها بالتدرج نظرا‬
‫لتغلغلها العميق في املجتمع و لصعوبة إقالعها مطبقا نفس الـمنهج املتبع في تحريم‬
‫الـمظاهر ألاخرى مثل التدرج في تحريم الخمر‪.‬وتعد ظاهرة الرق وتداعياتها من‬
‫القضايا التاريخية التي شغلت اهتمام الكثير من الدارسين في العلم إلاسالمي والعالم‬
‫الغربي‪.‬‬

‫والجدير باإلشارة أنه لم يوجد في الشريعة إلاسالمية ما يقر الاسترقاق وفق فلسفة‬
‫حياة مجتمعه مثلما كان سائدا عند املجتمعات ألاخرى مثل عند الصينيين أو الهنود أو‬
‫فالرق لم يبح في إلاسالم على أنه مبدأ من‬‫اليابانيين أو عند إلاغريق و الرومان‪ّ )00(.‬‬
‫ً‬
‫مبادئ إلاسالم‪ ،‬ولم يأت نص صريح في القرآن بإباحته‪ ،‬ولم يثبت أن النبي ‪ ‬أنشأ ِرقا‬
‫على ّ‬
‫حر في حياته‪ ،‬وليس في كتاب هللا وال في سنة رسوله ‪ ‬نص يأمر باالسترقاق‪ ،‬ولكن‬
‫هناك مئات النصوص التي تدعو إلى العتق أي الحرية‪ )02(.‬رغم أن ظاهرة الاسترقاق‬
‫عرفت توسعا من حيث تغطيتها لكافة املجاالت السياسية و الاجتماعية‬
‫والاقتصادية‪ ،‬إال أن ألامر كان يوحي إلى زوالها تدريجيا وفق املخطط املحكم الذي‬
‫سنته الشريعة إلاسالمية وفقا للكتاب وسنة النبوية الشريفة و راعته كتب الفقه و‬
‫النوازل بكل حيثياتها و منها ما نحاول استقرائه من خالل كتاب "املعيار املغرب "‬
‫للونشريس ي‪.‬‬

‫الرق وجرى عليه ما يجري على اململوك من بيع‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬


‫يقال رق الرجل أي دخل في ِ‬
‫الرق الخضوع والذل‪ )03( .‬كما ذكر في باب‬ ‫ّ‬
‫وهبة أو عتق و غير ذلك‪ ...‬وأصل كلمة ِ‬
‫استقراء املعاني من أشكال الحروف‪ :‬أن حرف ألالف في كلمة العباد يعني الرفعة‬
‫والعزة بدليل ارتفاع ألالف‪ ،‬وأن حرف الياء في كلمة العبيد للذلة والحقارة و الجر‬
‫وال ُيجر إال الحقير الذليل‪ .)08(.‬أما اصطالحا‪ ،‬الرق هو امتالك لرقبة إنسان آخر على سبيل‬
‫الاستغالل والتسخير والرقيق هو اململوك ذكرا أو أنثى كبيرا أو صغيرا‪ ،‬والجمع‬
‫أرقاء‪.‬كما تعني كلمة الرق عجز حكمي والعجز هذا يكمن في أن الرقيق ال يملك ما‬
‫يملكه الحر من شهادة عدل‪ ،‬والقضاء والوالية و مالكية املال و التزوج‪ ،‬وغيرها من‬
‫ّ‬
‫الرق تنفيذ اجتماعي أو‬ ‫ّ (‪)00‬‬
‫الحقوق التي نجدها عند الرجل الحر ‪.‬‬
‫أما تاريخيا‪ :‬يعني ِ‬
‫فردي‪ ،‬يقرر بصورة خدمة إلزامية على فرد أو جماعة من الناس‪ ،‬وجد فيها‬
‫إلانسان نفسه متحررا من عناء العمل ومكابدته بإلزام الضعيف الذي هو العبد‬
‫بالعمل لديه‪ ،‬كونه قوي‪ ،‬وهنا يظهر املفهوم الاقتصادي للرق حيث يقوم على‬
‫العمل و إلانتاج‪ ،‬على أساس استغالل هذا العبد تحت ظروف معينة‪ .‬أما من‬
‫الناحية الاجتماعية فيقصد به إلانسان في الصورة والشكل‪،‬بينما أمام القانون و‬
‫العرف فهو أشبه بالحيوان‪ ،‬بل هو ش يء ليس له ملكية و ال عائلة و ال صفة‪،‬‬
‫إنسان محروم من ألاهلية‪ ،‬مملوك لغيره‪ ،‬يستخدم ويؤجر‪،‬ويرهن ويباع‪ ،‬ويهب كما‬
‫(‪)04‬‬
‫يضرب ويقتل ويمثل به‪.‬‬

‫منافذ تحرير الرقيق من خالل كتاب املعيار املعرب‪:‬‬


‫تعددت مجاالت تحرير العبيد في الشريعة إلاسالمية رغم اختالف أساليبها‬
‫ولكن كلها تهدف إلى غاية واحدة وهي تحرير إلانسان من العبودية في آخر املطاف و‬
‫املتمثلة في العتق‪ ،‬الوالء‪ ،‬املكاتبة‪ ،‬والوصية و التدبير وإلاباق ‪.‬فالعتق‪ )07( :‬شهد‬
‫حضورا ملحوظا بأشكاله املختلفة من خالل كتاب املعيار ابتداء من العتق املندوب‬
‫إليه والذي يظل رهين إرادة السيد إلى العتق مقابل مال يدفع له الرقيق فيما يعرف‬
‫باملكاتبة و انتهاء بالعتق الواجب شرعا والذي أوجبته ظروف خاصة الذي نتطرق‬
‫إليها الحقا‪ ،‬وذلك امتثاال لقول الرسول‪ ": ‬من أعتق رقبة أعتق هللا بكل عضو من‬
‫أعضائه من النار"‪ )04(.‬وملا كان العتق مخرجا للتخلص من رقبة الاستغالل و العبودية‬
‫فقد حرص الرقيق عليه حرصا شديدا‪ ،‬إما باجتهاد قوي و إخالص في خدمة سيده و‬
‫الارتباط به بعالقة حميمية قد تدفع السيد أحيانا إلى إطالق سراحه‪ ،‬و إما باتفاق‬
‫مدروس بينه و بين سيده ينال من خالله العتق مقابل قدر من املال يؤديه و هو ما‬
‫عرف باملكاتبة؛ أو بأداء مهمة صعبة تطلب منه‪ ،‬يحصل عند الانتهاء منها على‬
‫حريته و تحقيق رغبته امللحة في الحرية والتخلص من حياة العبودية‪ )01(.‬و ذلك ما‬
‫ّ‬
‫يتأكد من خالل املسألة التالية‪ :‬سئل عن عبد يقول له سيده‪ ":‬خلفني النهر على‬
‫حر"‪ )21(.‬ومما سبق ذكره يتجلى‬‫حر‪ ،‬أو أوصل كتابي إلى فالن و أنت ّ‬ ‫عنقك و أنت ّ‬
‫حرص إلاسالم على تأمين مستقبل هؤالء املعتقين من خالل استمرار املعتق في كنف‬
‫معتقه فيما عرف بعالقة الوالء أي العتق باملوالاة (‪ )20‬؛ فضال عن حثه على عتق‬
‫السادة لإلماء و ألازواج منهن إمعانا في توفير مصدر رزق للمعتقات‪،‬فوردت نوازل‬
‫عدة فيمن أعتق جارية فتزوجها وأصدقها جل ماله(‪ .)22‬و كثيرا ما وقع العتق‬
‫باملوالاة وتحرر الرقيق من العبودية إال في حاالت استثنائية كأن يجهل السيد أو‬
‫السيدة املعنى الحقيقي للموالاة‪ ،‬مثلما نص عليه سؤال نازلة "عن مملوكة طلبت‬
‫بحريتها من سيدتها ألنها كانت تناديها بموالتي‪ ،‬وانعقد بذلك وثيقة ذكر فيها‪ ":‬في‬
‫مملوكة لها موالتها"‪.‬واستغلت اململوكة هذا اللفظ و طالبت بحريتها‪ ،‬فوقع الخالف‬
‫سيدتها التي كانت تجهل مدلول اللفظ الحقيقي وما يترتب عليه والتي‬ ‫بينها و بين ّ‬
‫حسبت أن اململوك واملوالي أمر واحد‪ ،‬لكن اململوكة كانت تدرك املعنى جيدا و تتوق‬
‫إلى يوم تنال فيه حريتها و أصرت في مطلبها‪ .‬فجاء الرد عن السؤال بأن ال تعذر‬
‫السيدة الجاهلة عن جهلها واستفادت الـمملوكة من حريتها وهو ما يشبه ما يطبق‬ ‫ّ‬
‫حاليا أن القانون ال يحمي املغفلين‪.‬‬

‫جل‪،‬و صداه في كتب‬‫عز و ّ‬‫العتق بوصية وهو نوع من العتق املراد به القربى من هللا ّ‬
‫النوازل كثير حيث تواترت فيه معلومات كثيرة منها‪ ،‬عمن "أوص ى عند موته أن‬
‫يشترى من ميراثه مملوكتان اثنتان وتعتقان عنه عتقا صحيحا"‪ .‬و عمن" عهد إلى ورثته‬
‫أن تعتق مملوكة له سماها "؛ ومن" أوصت في مرضها بصدقة و حبس وغير ذلك‪ ".‬ومن‬
‫خالل بعض املسائل املطروحة يظهر أن الكثير من الرجال و النساء كانوا يجهلون‬
‫معنى عدم الرجوع عن الوصية مما كان محل إشكاال بين املالك واململوك واستلزم‬
‫طلب الفتوى من العلماء للفصل بينهما‪ )23(.‬أما التدبير(‪ )28‬يعد أدنى مرتبة من‬
‫مراتب أنواع العتق املندوب إليه‪ ،‬ألنه يعني ضمان استمرارية السيد من رقيقه‬
‫طيلة حياته أو حياة من ُدبر عليه؛ويحتفظ لنا كتاب املعيار في هذا الشأن عدة‬
‫مسائل منها ‪ ":‬وسئل سحنون عن رجل نصراني هلك و ترك مدبرا مسلما قيمته مائة‬
‫دينار"‪ .‬و عن مدبرة قامت بعد وفاة سيدها تطلب ماال قد دفنته في بيت سيدها‬
‫وأخرجت كتابا يوص ي فيه السيد بالرفق باملدبرة وأن ال يخرجها من الدار‪ .‬و عن" سيد‬
‫وهب عبده ماال ليعتق به نفسه"‪ ،‬و من" أوص ى بعتق بعد موته شقص من عبد‬
‫يملكه كله أو يملك الشقص"‪ )20(.‬كما يالحظ تحيال السادة مع رقيقهم في مسألة‬
‫التدبير فكثير ما كانوا يتراجعون فيه ألغراض ذاتية أو ظرفية تفاديا لضياع‬
‫عبيدهم من أيديهم‪ .‬و في هذا الشأن‪،‬يذكر لنا الونشريس ي مسألة طرحت على‬
‫سيدة كانت لها جارية صغيرة أخذها بعض املرابطين‬ ‫الفقيه أبي الوليد بن رشد في ّ‬
‫عند دخولهم إشبيلية (‪ ،)24‬ثم ثبت بعد زمان أنها خادمها فأخذتها و ملا خافت عليها‬
‫(‪)27‬‬
‫عقدت لها تدبيرا‪ ،‬وملا أمنت ما كانت تتوقعه فسخت عقد التدبير‬

‫وعلى الرغم من وطأة العبودية فإن هناك إشارات أخرى تدل على أن بعض‬
‫الرقيق كانوا ال يرغبون في العتق ؟‪ .‬و هناك إشارات أخرى تشترط موافقة العبد‬
‫وإقراره على العتق و هو ما يتضح من خالل نازلة ذكرها الونشريس ي عن رجل قال‬
‫حرة إن رضيت" و نازلة أخرى عمن اشترى خادما باملهدية ثم أعتقها و‬ ‫ألمته أنت ّ‬
‫سيده ماال‬ ‫تزوجها " وتشير نازلة إلى إلحاح اململوك باملطالبة بعتقه ‪ " :‬عبد وهبه ّ‬
‫ليعتق به نفسه‪ ،‬فاشترته امرأة و لم تعقد له العتق وباعته لرجل فباعه لفتى‬
‫فطالب العبد بحقه و أراد تحليف املرأة و الفتى معا‪ )24(.‬و هكذا يبدو صعوبة عتق‬
‫هذا العبد و إصراره على تحقيق مبتغاه‪ .‬ويالحظ وجود بين العتق الذي أقدم عليه‬
‫بعض السادة طوعا ـ العتق املندوبـ‪ ،‬والعتق الذي سعى إليه بعض الرقيق ـ املكاتبة ـ‬
‫؛ نوع آخر من العتق اضطر إليه بعض السادة وهو العتق الواجب شرعا الذي أراد‬
‫به إلاسالم التنفيس على الرقيق‪ ،‬وتوسيع دائرة حريته وهو ما عرف بتحرير الرقبة‪،‬‬
‫فنال من خالله املحظوظون من الرقيق حريتهم ‪ .‬أما دوافع هذا النوع من العتق‬
‫وجل‪،‬و من أهمها كفارة الظهار و حنث‬ ‫عز ّ‬ ‫فهي عديدة نستخلصها من كتاب هللا ّ‬
‫اليمين و القتل الخطأ و هو ما أحاول تبينه من خالل ما فتح إلاسالم للرقيق‬
‫من أبواب عدة يخرجون منها إلى عالم الحرية ومجتمعات الحياة إلانسانية الكريمة‪،‬‬
‫و منها‪ :‬تحرير الرقبة‪ :‬اعتبر إلاسالم عتق الرقاب أي تحرير الرقيق من أعظم أعمال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫البر‪ ،‬ومن أقرب القربات إلى هللا تعالى التي ينال بها املؤمن أجرا عظيما وثوابا كبيرا‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫جل ‪َ ﴿ :‬ف َال ْاق َت َح َم ْال َع َق َب َة (‪َ )00‬و َما َأ ْد َ َ‬
‫اك َما ال َعق َبة (‪ )02‬ف ُّك َرق َب ٍة‬ ‫حيث قال ّ‬
‫عز و ّ‬
‫ر‬
‫(‪03‬‬
‫)﴾‪ (.‬سورة البلد‪،‬آلاية ‪)03 ،02 ،00‬‬

‫فعتق الرقاب وإطعام اليتيم واملسكين في ألازمات وانتشار املجاعات يجتاز بصاحب‬
‫الصعوبات والعقبات‪ ،‬ويأخذ بيده إلى رحاب هللا وعفوه وغفرانه‪.‬كما تشير نازلة على حنث‬
‫َّ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ‬
‫يمين الرجل(‪ )21‬بإمكانه تحرير رقبة طاعة هلل وامتثاال‪﴿ :‬ال ُيؤ ِاخذك ُم الل ُه ِباللغ ِو ِفي‬
‫َ َ َّ َ ُ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ ُ ََٰ‬
‫ام َعش َر ِة َم َس ِاك َين ِم ْن‬ ‫أ ْي َم ِانك ْم َول ِك ْن ُيؤ ِاخذك ْم ِب َما َع َّق ْدت ُم ألا ْي َمان ۖ فكفارته ِإطع‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫أ ْو َس ِط َما تط ِع ُمون أ ْه ِليك ْم أ ْو ِك ْس َوُت ُه ْم أ ْو ت ْح ِر ُير َرق َب ٍة﴾ (سورة املائدة‪ ،‬آلاية ‪ )41‬وكذا‬
‫حرم امرأته عليه‪ ،‬وجعلها‬ ‫للرقيق حظوظ في الحرية من خالل تكفيـر الذنوب‪ ،‬فمن َّ‬
‫جل‬‫كأمه ال يقربها إال إذا أعتق رقبة‪ ،‬وهو ما يعرف بكفارة الظهار‪ ،‬حيث قال ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ َ ْ ُ َّ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ ّ َ ْ َ‬ ‫ين ُي َظاه ُر َ‬ ‫جالله‪َ ﴿ :‬و َّالذ َ‬
‫ون ِمن ِنس ِائ ِهم ثم يعودون ِملا قالوا فتح ِرير رقب ٍة ِمن قب ِل أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َن َ‬ ‫َ َ َ َّ ََٰ ُ ْ ُ َ ُ نَ‬
‫يتماسا ۚ ذ ِلكم توعظو ِب ِه ۚ والله ِبما تعملو خ ِبير‪( ﴾ (3‬سورة املجادلة‪ ،‬آلاية ‪. )3‬‬
‫ومن لطم عبده فكفارته عتقه‪ ،‬ومن أبدى رغبة في تحرير نفسه من العبودية فعلى‬
‫ً‬
‫سيده أن يعقد معه اتفاقا يسدد بموجبه العبد املبلغ املتفق عليه مع سيده خالل‬
‫وه ْم‬‫اب م َّما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫فترة يعمل فيها على تحصيله‪﴿ :‬وال ِذين يبتغون ال ِكت ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ِإ ْن َع ِل ْم ُت ْم ِف ِيه ْم خ ْي ًرا ﴾‪( .‬سورة النور‪،‬آلاية ‪ )33‬ومن قتل مؤمنا خطأ فعليه عتق رقبة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً ًَ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫من ق َت َل ُم ْؤ ِمنا َخطأ ف َت ْح ِري ُر َرق َب ٍة ُم ْؤ ِم َن ٍة﴾‪( .‬سورة النساء آلاية ‪ ) 12.‬و املغزى‬ ‫﴿و‬
‫واضح في هذا الحكم‪ ،‬وكأن إلاسالم الذي يحرم قتل النفس يفرض على القاتل أن‬
‫ً‬
‫يعيد الحياة إلى إلانسان الذي حرمه منها‪ ،‬وملا كان ذلك مستحيال وغير ممكن‪ ،‬فرض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلاسالم على القاتل عمال موازيا‪ ،‬وألزمه بعتق رقبة وتحرير رقيق ليعيد إليه الحياة‬
‫الحرة الكريمة عندما أعاد له حريته‪ ،‬وأنقذه من عبوديته‪ .‬أما الزكاة التي هي إحدى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أهم أركان إلاسالم خصص منها مبلغا دائما لتحرير الرقيق كجزء من أسهم الزكاة‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ َ‬
‫ات ِلل ُفق َر ِاء َوامل َس ِاك ِين َوال َع ِام ِل َين‬ ‫الثمانية التي فرضها القرآن الكريم‪ِ ﴿ : ،‬إ َّن َما الصدق‬
‫يضة ِم َن‬
‫َ ًَ‬ ‫الل ِه َوِا ْبن َّ‬
‫الس ِب ِيل ف ِر‬
‫َّ‬ ‫َْ‬
‫اب َوالغ ِار ِم َين َو ِفي َس ِب ِيل‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الرق ِ‬
‫عليها واملؤلف ِة قلوبهم و ِفي ِ‬
‫الل ِه َوالله َع ِليم َح ِكيم﴾ (سورة التوبة‪ ،‬آلاية ‪) 41‬‬
‫َّ ُ‬ ‫َّ‬

‫كما تمثل حالة غياب السيد أو عجزه عن إلانفاق على أم ولده أحد مظاهر العتق‬
‫الواجب شرعا‪ ،‬ومما نص عليه كتاب املعيار "أن أم ولد بقرطبة غاب عنها سيدها‬
‫ثالثة أعوام في املشرق و بقيت بدون نفقة حتى ضاقت بها الحياة‪ ،‬فرفعت أمرها إلى‬
‫محمد بن أحمد بن بقي‪ ،‬وحين ثبت عنده حالها‪ ،‬و أنفذ عتقها قياسا على‬ ‫القاض ي ّ‬
‫عتق الغائب‪ ،‬ألحقها بحرائر املسلمات‪ ،‬وال يكون للغائب بعد ذلك عليها سبيل الوالء‪.‬‬
‫وأورد الونشريس ي سؤال البن الحاج عن رجل سافر و ترك ثالث سريات‪ ،‬وغاب عنهن‬
‫مدة ستة أعوام‪ ،‬فرفعن أمرهن إلى القاض ي أنهن أمهات أوالد وأن لهن الحاجة إلى‬
‫إلانفاق‪ ،‬وملا ثبت عنده إلادعاء أعتقهن‪ )31(.‬يبدو من خالل نوازل العتق أن إناث‬
‫الرقيق خاصة أمهات ألاوالد كن أكثر حظا في العتق من الذكور‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن العتق من جهة أخرى كان يعني عند بعض الرقيق الضياع‬
‫وانسداد آلافاق السيما أولئك الذين ال يتوفرون على أدنى ضروريات الحياة ممن ال مال‬
‫لهم وال مسكن وال صنعة‪ .‬ويدخل في هذا السياق بعدم جواز عتق الصبي‪ ،‬وإن أعتقه‬
‫سيده لزمته نفقته حتى يستغني بنفسه و يقدر على الكسب عليها؛ مثلما بينت نازلة‬
‫في "امرأة أعتقت جارية و لها ابنة من ثالثة أعوام‪ .‬ومن أقوال الحكمة ما قيل في‬
‫هذا الشأن ‪ ":‬رب عتق شر من رق‪ ".‬ومما نص عليه كتاب املعيار نازلة عن رجل‬
‫أوص ى أن يعتق عنه بعد موته شقص من عبد يملكه كله أو يملك الشقص املوص ى‬
‫(‪)30‬‬
‫به فحين يشترك رجالن أو أكثر في مملوك تتشعب املسألة في كيفية عتقه‪.‬‬

‫املكاتبة‪ :‬وإذا ما كانت مظاهر العتق السابقة الذكر قد ظلت رهينة إرادة السيد‬
‫ورغبته أوال و أخيرا فإن شكال أخر للعتق أثبت حضورا قويا لرغبة الرقيق في‬
‫الانفالت من العبودية باعتباره طرفا فاعال فيه ونقصد به املكاتبة(‪ )32‬امتثاال لقول هللا‬
‫َ‬
‫وه ْم ِإ ْن َع ِل ْم ُت ْم ِف ِيه ْم خ ْي ًرا‬‫اب م َّما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ‬
‫َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫تعالى‪..."﴿ :‬وال ِذين يبتغون ال ِكت ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َو ُآت ُ‬
‫وهم ِّمن َّم ِال الل ِـه ال ِذي آتاكمْ‪( ﴾ ...‬سورة النور ‪ ) 33‬وبالتالي فمن أبدى رغبة في‬
‫ً‬
‫تحرير نفسه من العبودية فعلى سيده أن يعقد معه اتفاقا يسدد بموجبه العبد‬
‫املبلغ املتفق عليه مع سيده خالل فترة يعمل فيها على تحصيله‪ .‬و قد نصت نوازل‬
‫املعيار على العديد من هذا الشكل منها" رجل قال لعبده أخذ مني سبع سنين على‬
‫أن تعطيني خمسين دينارا"‪.‬و " رجل كانت له خادم فطلب إليه رجل أن يكاتبها له‬
‫بخمسين دينارا على أن يؤديها عنه و يزوجها منه فأجابه إلى ذلك‪ .‬و عن" رجل كاتب‬
‫خادما له ولها زوج‪ ".‬و"عن مملوك باعته امرأة لرجل فذكر أنه "اجتمع له‬
‫مال‪...‬اكتسبه عنده على أن يعتق نفسه منه‪ )33( .‬ويبدو من النوازل السابقة الذكر‬
‫أن السعي للمكاتبة كانت تشمل الرقيق ذكورا و إناثا دون استثناء‪.‬‬

‫إلاباق يبدو أن إلاباق هو هرب العبد من سيده‪ ،‬كان سببا حقيقيا حاول بعض‬
‫الرقيق سلوكه بغية التخلص من رقبة العبودية و إلافالت من وطأتها ولو إلى حين‪،‬‬
‫حيث باءت بعض تلك الـمحاوالت بالفشل واضطر هؤالء آلابقين إلى العودة‬
‫مرغمين إلى سادتهم‪ .‬كما يعتبر إلاباق من منظور آخر نتيجة مباشرة للممارسات‬
‫العنيفة و املعاملة السيئة التي مورست ضد الرقيق وهو ما تؤكد عليه نازلة في‪:‬‬
‫سؤال أحد الفقهاء عن رجل ابتاع عبدا فمكث عنده ثم أبق‪ )38(.‬و تكشف لنا بعض‬
‫ُ‬
‫النوازل عن سعي بعض الرقيق إلى كسب املال و الاجتهاد فيه‪ ،‬فيكتب العتق‬
‫لبعضهم‪ ،‬بينما تسبب العجز املالي أو املادي عموما و ميل بعض السادة إلى املكر و‬
‫الخداع إلى إخفاق آخرين‪ ،‬مما أحدث للمملوكين صدمة نفسية أليمة حاولوا‬
‫عالجها عن طريق الهرب و إلاباق ‪.‬‬

‫ويتبين مما سبق أنه بقدر ما كشفت لنا النوازل عن رغبة الرقيق امللحة في‬
‫العتق بقدر ما تكشف عن صالبة موقف السادة و حرصهم على استمرارية بقاء‬
‫رقيقهم قيد سلطتهم املطلقة‪.‬ولذا كان إلاباق سببا حقيقيا حاول بعض الرقيق‬
‫سلوكه بغية التخلص من رقبة العبودية‪ .‬وتزخر كتب الوثائق بنصوص كثيرة تؤكد على‬
‫اقتناع الجميع بالعالقة املباشرة بين سوء معاملة الرقيق و إباقه و إن كان‬
‫الونشريس ي يورد البعض منها فقط ‪ .‬لقد أولى الفقهاء ملوضوع إلاباق عناية خاصة‬
‫من باب الحفاظ على مصلحة السيد‪ ،‬فلم يدخروا وسعا في مناقشة التفريعات‬
‫الفقهية التي تتولد عن املوضوع محاولين من خاللها إلامعان على الظاهرة وإرغام‬
‫الرقيق آلاباق على الرجوع إلى سيده ‪ .‬واعتبر الفقهاء إلاباق عيبا يرد به الرقيق‪ .‬و‬
‫جعل بعض الفقهاء إلاباق سببا في حرمان الرقيق من العتق أو التدبير‪ ،‬ومن ذلك‬
‫ما نص بعض السادة في عقود عتق وتدبير رقيقهم منها‪" ،‬عقدت امرأة عتقا ململوكة‬
‫لها و شرطت أنها إن تعوقت أو أبقت أو تخلقت فال عتق لها"‪ .‬كما وردت نازلة‬
‫بصيغة سؤال "عن رجل له مملوك تخلف و هرب املرة بعد املرة‪ ،‬فجعل له خلخاال‬
‫من حديد في رجليه "‪.‬فأجاب الونشريس ي أنه جائز إذا ليس في ذلك إال صيانة‬
‫(‪)30‬‬
‫ماله"‪.‬‬

‫وشدد الفقهاء على عدم تقديم العون للرقيق آلابق أو استخدامه أو التسبب في‬
‫إباقه‪ .‬كما تشدد املحتسبون على أصحاب القوارب الذين يحملون الناس باملراس ي‬
‫أال يجوزوا على مراكبهم أحدا من العبيد أو الخدم خشية إلاباق و أعطوهم الحق في‬
‫حمل من تأبى منهم إلى أصحاب السلطة و القضاة‪ .‬وذكر في هذا الشأن الونشريس ي‬
‫أن " عبيد نصارى تعدوا على قارب رجل هربوا فيه "‪ )34( .‬و تجنبا للجوء الرقيق‬
‫آلابق إلى أماكن معينة و احتمائه بأشخاص معينين‪ ،‬نبه املحتسبون إلى ضرورة‬
‫معرفة النخاسين ألقارب الرقيق املبيع والاجتهاد في البحث عن ذلك ‪ )37(.‬واملالحظ أن‬
‫ظاهرة إلاباق شغلت أذهان السلطة السياسية على غرار الفقهاء بحيث لم‬
‫يدخروا جهدا في سبيل تقليص تلك الظاهرة والحد منها و سد السبل أمامها‪ ،‬إذ‬
‫تواترت التفاصيل فيها منها‪ " ،‬عمن ذهبت له وصيفة" و "أن خادما هربت من‬
‫سيدها و ألفاها أخوه ببطليوس" ؛ و"علج كان محبوسا عند رجل فأبق منه و لحق‬
‫بدار الحرب"‪ .‬وتفاديا لإلباق ولتعرف السيد على من أباق منه لجأ بعض السادة إلى‬
‫وضع عالمات على الرقيق‪ ،‬ومنه أن رجال كان له مملوك اشتهر باإلباق‪ ،‬فجعل له‬
‫(‪)34‬‬
‫خلخاال من حديد في رجليه ليعرف كل من رآه أنه آبق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مسألة بيع ألاحرار‪:‬حرم إلاسالم استرقاق ألاحرار‪ ،‬واعتبر ذلك إثما عظيما وجريمة‬
‫منكرة‪ ،‬وأن من يفعله أو يقدم عليه مطرود من رحمة هللا‪ ،‬يتوعده الخالق بعذاب‬
‫أليم‪،‬ورغم ذلك وجدت هذه الظاهرة بالغرب إلاسالمي‪ ،‬سجل بعض وقائعها كتاب‬
‫املعيار حيث أورد مسائل تخص بيع ألاحرار في الغرب إلاسالمي والتي أفتى فيها بما‬
‫اقتضاه الفقه إلاسالمي‪ .‬وهذه بعض الحاالت الواردة على سبيل املثال‪ "،‬شاعت‬
‫ظاهرة بيع ألاحرار في ثورة ابن حفصون ومنها ما نزل على صاحب املظالم أبو عبد هللا‬
‫بن عبد الرؤوف بقرطبة؛ إذ ادعت مملوكة أنها حرة وأنها من يابرة و لها أهل بها‪،‬‬
‫كذبت ما أنا إال مملوكة‪ .‬فأشار صاحب‬‫ُ‬ ‫فو ِقفت أياما ثم رجعت عن دعواها وقالت‬ ‫ُ‬
‫املظالم إلى التحري عن حقيقتها وقصتها من موطنها الذي ذكرته؛ألن شيوخ ألاندلس‬
‫كانوا يفتون فيما بيع ببلد ابن حفصون وكانوا يكلفون السيد إقامة ّ‬
‫البينة على‬
‫(‪)31‬‬
‫صحة ابتياعه نظرا لكثرة بيع ألاحرار في هذه فتنة‪.‬‬

‫وانتشرت ظاهرة بيع ألاحرار بين العدوتين حيث وردت نازلة في نفس املعنى‬
‫عن امرأة مملوكة عند إبراهيم بن يحي املعروف بابن السقاء تدعي الحرية تزعم أنها‬
‫ابنة فالن من سبتة؛ وشهد لها عنده شاهدان على ذلك أنهما يعرفانها بسبتة منذ سبعة‬
‫أعوام أو نحوها تتصرف تصرف ألاحرار‪ ،‬و أكد احدهما أنها حرة‪ .‬و في نفس املعنى‬
‫ورد خبر استحقاق أمة حريتها عند قاض ي تلمسان‪ ،‬الذي خاطب قض ي املرية ليرجع‬
‫مشتريها على ما باعها له هناك‪ .‬و ألاغرب في البيوع الفاسدة ما ورد عن أحرار باع‬
‫بعضهم بعضا في ألاندلس‪ ،‬فحكم عليهم تغريم الثمن ومعاقبتهم‪ .‬مثلما روي عن‬
‫محمد بن بشير‬ ‫قاض ي طليطلة الحسن بن عبد امللك الذي وجه كاتبا لقاض ي قرطبة ّ‬
‫في رجل باع حرا‪ ،‬وأنه قض ى عليه السلطان أن يطلبه حتى يرده ‪ .‬فجمع القاض ي‬
‫محمد بن بشير أهل العلم بقرطبة‪ ،‬وكتب إليه أن يغرمه دية كاملة ‪.‬و امتثل‬ ‫ّ‬
‫القاض ي الحسن بن عبد امللك و أغرم الرجل دية كاملة جعلها لورثته كما لو قتله‪.‬و‬
‫(‪)81‬‬
‫هكذا فإن بيع الحر لنفسه كما لو قتلها عمدا فيكفر عن فعله بدفع الدية ‪.‬‬

‫ويبدو مما سبق أن ظاهرة بيع ألاحرار سادت في بعض مناطق ألاندلس نظرا‬
‫النتشار تجارة الرقيق و رواجها رغم أن املسائل املطروحة لم تسفر عن ألاشخاص‬
‫أو الفئة التي كانت من وراء هذه العملية و ال عن ألاسباب التي دفعتهم إلى هذا‬
‫الفعل الشنيع في حق إلانسانية إنما كانت الغاية مما طرح من مسائل هو القضاء‬
‫على هذه ألامور الشاذة في املجتمع و غلق منافذ العبودية و الحفاظ على كرمة‬
‫حرية إلانسان‪ .‬فيمكن لنا القول أن إلاسالم تميز على ما سبقه من أديان بإيجاد عدة‬
‫طرق لتحرير فئة مستضعفة ومستعبدة من طرف بني جنسها‪ ،‬حيث وضع لها السبل‬
‫بالشكل الذي ال يترك من ورائه أثارا تنعكس سلبا على املجتمعات عبر العصور‪.‬‬

‫يمكن القول أن من خالل مسائل الفتاوى والنوازل عامة و كتاب املعيار‬


‫خاصة فإن إلاسالم شرع لتحرير العبد من كافة الطرق التي تجعله مستعبدا و‬
‫مساويا للرجل الحر في العديد من املجاالت‪ .‬وذلك بتوسيع مخارج و تضييق منافذ‬
‫العبودية وردت في ثنايا الكتب الفقهية و منها كتاب املعيار‪.‬‬

‫ويظهر جليا من خالل السيرة النبوية العطرة أن الرفق و املساواة كانا من‬
‫أهم ما ميز معاملة ألافراد‪،‬فمن املفروض فمن معاملة السيد املسلم الحر لعبده‬
‫تكون مبنية على ألاسس التي حددت صفات الرفق في إلاسالم امتثاال لقل هللا ّ‬
‫عز‬
‫َ‬ ‫ُْْ‬ ‫ّ َ ْ ْ ََ َ َ‬
‫اح َك ِمل ِن َّات َب َع َك ِم َن املؤ ِم ِن َين﴾ (سورة الشعراء‪ ،‬آلاية ‪﴿) 200‬ف ِب َما‬ ‫وجل‪﴿ .‬واخ ِفض جن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َر ْح َم ٍة ِم َن الل ِه ِل ْن َت ل ُه ْم ولو كنت فظا غ ِليظ القل ِب النفضوا ِمن حوِلك فاعف عن ُه ْم‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُْ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َّ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬
‫اس َتغ ِف ْر ل ُه ْم َوش ِاو ْر ُه ْم ِفي ألا ْم ِر ف ِإذا َع َز ْم َت ف َت َوك ْل َعلى الل ِه ِإ َّن الل َه ُي ِح ُّب امل َت َو ِك ِل َين﴾‬‫و‬
‫محمد صلى هللا عليه و سلم بقوله‪":‬إن‬ ‫نبينا ّ‬ ‫(سورة آل عمران آلاية ‪ ).001‬وحث على ذلك ّ‬
‫هللا يحب الرفق ويعطي على الرفق ماال يعطي على العنف وما ال يعطي على ما‬
‫سواه"‪ .‬مما سبق يتبن أن حقوق إلانسان الذي جاء بها إلاسالم في حق الرقيق‬
‫تعتبر من التشريعات سابقة لكل الوثائق الدولية املعاصرة لتحرير إلانسان من‬
‫العبودية بعد أن كذبت املعامالت كافة القوانين التي وضعها املشرع منذ صدور‬
‫الوثائق ألاولى عبر العالم‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫محمد بن خلوف‪ :‬شجرة النور الزكية في طبقات امللكية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫(‪ّ -)0‬‬
‫ص‪ 278‬ص‪.)270‬عبد الحق حميش‪،‬سير أعالم تلمسان‪،‬دار التوفيقية‪ ،‬املسيلة‪ 0،083 ،‬ه‪2100/‬م‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬ص‪.374‬‬
‫ّ‬
‫(‪ -)2‬ابن خلوف‪ ،‬نفسه ص‪270‬؛ الونشريس ي هو أبو العباس أحمد بن يحي بن محمد بن عبد الواحد‬
‫بن علي‪ ،‬املعيار املغرب و الجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية و ألاندلس و املغرب خرجه جماعة‬
‫من الفقهاء بإشراف محمذد حجي‪،‬وزارة الوقاف و الشؤون إلاسالمية‪ ،‬اململكة املغربية‪،0140،‬‬
‫مج‪ ،0‬مقدمة الكتاب‪،‬ص ج‪ ،).‬عبد الحق حميش‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.371‬‬
‫(‪ -)3‬من أهم مؤلفاته "إيضاح املسالك إلى قواعد إلامام مالك" و"النهج الفائق و املنهل الرائق و‬
‫املعنى الالئق بأدب املوثق و أحكام التوثيق" و" الواليات في مناصب الحكومة إلاسالمية و الخطط‬
‫الشرعية"‪ ،‬و غيرها من املؤلفات‪.‬‬
‫(‪ -)8‬بعض مصادر املعيار الفقهية ‪ :‬املدونة الكبرى وهي املرجع ألاساس ي للمذهب املالكي أسهم في‬
‫تدوينها كبار ألائمة أمثال إلامام مالك و أسد بن الفرات و ابن القاسم و سحنون؛ و العتبية ألبي عبد‬
‫محمد العتبي‪ ،‬النوادر ألبي زيد القيرواني‪ ،‬و البيان و التحصيل ألبي الوليد ابن رشد‪ ،‬الطرر‬ ‫هللا ّ‬
‫البن عتاب‪ ،‬ونوازل سحنون من القيروان‪ ،‬نوازل البرزلي و غيرها ‪...‬‬
‫(‪ -)0‬كمال أبو مصطفى‪ ،‬جوانب من حضارة املغلب إلاسالمي من خالل نوازل الونشريس ي‪،‬‬
‫الاسكندرية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ .0117 ،‬ص‪ 7‬ص‪4‬‬
‫(‪ -)4‬دراسة زهور أربوح‪ ،‬أوضاع املرأة باملغرب إلاسالمي من خالل نوازل "املعيار للونشريس ي"‪،‬‬
‫دراسة فقهية و اجتماعية‪ ،‬دار ألامان‪ ،‬الرباط‪0838 ،‬ه‪2103/‬م‪ ،‬ط‪،0‬ص‪.38 ،33‬‬
‫محمد املنوني‪ ،‬املصادر العربية لتاريخ املغرب‪ ،‬منشورات كلية آلاداب و العلوم إلانسانية‪،‬‬ ‫(‪ّ -)7‬‬
‫الرباط‪ ،‬ص ص ‪.24 ،0‬‬
‫(‪ -)4‬انظر دراسة زهور أربوح‪ ،‬املرجع السابق وكمال أبو مصطفى‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫‪- Lagardère Vincent، histoire et société en occident musulman au‬‬
‫‪moyen Age، analyse du mi’yar d’al wansharisi،Madrid ،1995.‬‬
‫(‪ -)10‬خالد حسين محمود‪ ،‬الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب خالل القرون ألاربعة ألاولى‬
‫لإلسالم‪ ،‬العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ 2111 ،‬ص‪83‬‬
‫(‪ -)11‬بشاري لطيفة‪ ،‬الرق عند الشعوب القديمة‪ ،‬مخبر البناء الحضاري للمغرب ألاوسط‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2100‬ط‪ ،0‬ص ‪ ،.221 ،227 ،71،222‬ص ‪.042 ،001،030 ،033 ،031‬‬
‫(‪ -)12‬انظر في ذلك على سبيل املثال مالك بن أنس‪ ،‬املوطأ‪ ،‬بيروت‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬صححه و‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ج‪،2‬كتاب العتق و الوالء‪ ،‬ص ص ‪،844‬‬ ‫ّ‬ ‫رقم وخرج أحاديثه و علق عليه‬
‫‪.813‬‬
‫(‪ -)13‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪(. ،‬دت) مج‪،01‬ص‪. 028 ،023‬سعدي أبو جيب‪،‬‬
‫القاموس الفقهي‪ ،‬لغة و اصطالحا‪ ،‬دار الفكر‪،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪0801 ،‬ه‪0114 /‬م‪ ،‬ص‪.000‬‬
‫(‪ -)14‬عبد إلاله بنمليح‪ ،‬الرق في بالد املغرب و ألاندلس‪ ،‬مؤسسة الانتشار العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2118‬ط‪،0‬ص ‪04 ،07‬‬
‫محمد الكتاني‪ ،‬موسوعة املصطلح في التراث العربي الديني والعلمي و ألادبي‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫(‪ّ -)15‬‬
‫ط‪ ،0‬دار الثقافة‪،2108،‬ج‪،2‬ص ‪00،01،‬‬
‫(‪ -)16‬فاطمة قدور الشامي‪ ،‬الرق والرقيق في العصور القديمة والجاهلية وصدر إلاسالم‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،2111،‬ط‪،0‬ص ص‪20 ،28‬‬
‫الرق و هو الحرية العتق هو أفضل ما ينعم به‬ ‫الرق عن اململوك و هو خالف ّ‬ ‫(‪ -)17‬لغة هو زوال ّ‬
‫أحد عن أحد العتق هو أفضل ما ينعم به أحد عن أحد‪،‬إذ خلصه بذلك من الرق و َج َبر به‬
‫النقص الذي له و تكمل له أحكام ألاحرار في جميع تصرفاته ابن منظور‪ ،‬لسان‬
‫العرب‪،‬مج‪،01‬ص‪.238‬‬
‫(‪ -)18‬إلامام أبو الحسين مسلم‪ ،‬مختصر صحيح مسلم‪ ،‬اختصره و وضع حواشيه أحمد شمس‬
‫الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪0801 ،0‬ه‪0114 /‬م‪ ،‬كتاب العتق وفضله رقم الحديث ‪،0470‬‬
‫ص ‪.303‬‬
‫(‪ -)19‬خالد حسين محمود‪ ،‬الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب ص‪.230 ،221‬‬
‫(‪ -)20‬املعيار‪،‬ج‪1‬ص ‪.234‬‬
‫محمد الكتاني‪ ،‬موسوعة املصطلح في التراث العربي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.2702‬‬ ‫(‪ّ -)21‬‬
‫(‪ -)22‬املعيار مج‪ 3‬ص ‪.024‬‬
‫(‪ -)23‬نفس املصدر‪،‬ج‪ 1‬ص‪ 204‬مج‪ 0‬ص‪ ، 20‬و مج‪ 1‬ص‪ ،814‬ومج‪1‬ص‪ ،304‬ج‪ 1‬ص‪.304‬‬
‫(‪ -)24‬يعني تعليق السيد عتق عبده بوفاته أو وفاة شخص معين‪.‬ابن منظور‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬مج‪،8‬‬
‫‪ 273‬يترتب عن التدبير أن العبد املدبر ال يباع و ال يوهب و ال يرهن و ال يخرج من ملك سيده‬
‫املدبر ال يباع و ال يوهب و ال يرهن و ال يخرج من ملك سيده ال باإلعتاق و املكاتبة ‪ّ .‬‬
‫محمد‬
‫الكتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.012‬‬
‫(‪ -)25‬املعيار مج‪،1‬ص‪،.011‬مج‪01‬ص‪.208‬مج‪،1‬ص‪ ،001‬و (مج‪،1‬ص‪ 002‬و مج‪،1‬ص ‪340‬؛‬
‫(‪ -)26‬دخل املرابطون مدينة إشبيلية في صفر ‪848‬ه‪ /‬مارس ‪0110‬م بعد حصار املعتمد بن‬
‫عباد مدة ثالثة أشهر‪.‬عبد الواحد املراكش ي‪ ،‬املعجب في تلخيص أخبار املغرب‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪،‬ط‪ ،0114 ،0‬ص‪ .14،11‬أبو الحسن علي الشنتيري ابن بسام‪ :‬الذخيرة في محاسن أهل‬
‫الجزيرة‪،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬دار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا‪،‬تونس‪ ،0140،‬مج‪ :2‬ص‪07 ،03 ،02‬‬
‫عبد هللا عنان‪،‬دولة إلاسالم في ألاندلس‪ ،‬العصر الثاني _ دولة الطوائف منذ قيامها حتى الفتح‬
‫املرابطي‪ ،‬دار سحنون للنشر و التوزيع‪ ،‬تونس‪،0141 ،‬ص‪.302‬‬
‫(‪ -)27‬املعيار‪،‬مج‪،1‬ص ‪213‬‬
‫(‪ -)28‬نفس املصدر‪ ،‬مج‪،2‬ص‪ 40‬و مج‪،3‬ص‪ ،007‬مج‪،1‬ص‪002‬‬
‫(‪ -)29‬املعيار‪ ،‬مج‪،1‬ص‪. 234‬‬
‫(‪ -)30‬املعيار ‪ ،‬مج ‪،01‬ص ‪200‬ـ‪ ،‬مج ‪204/01‬‬
‫(‪ -)31‬بنمليح‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ 818‬املعيار‪ ،‬مج‪،01‬ص‪223‬ـ ‪228‬ـ‪220 ،‬؛ يدخل هذا النوع من‬
‫العتق في العتق بالتبعيض‪ ،‬أي من اعتق بعض عبده أو عضو منه‪،‬عتق كله في حياته‪ ،‬و املسألة فيها‬
‫اختالف بين املذاهب السنية‪،‬انظر دراسة لطيفة بشاري‪ ،‬الرق في بالد املغرب من الفتح إلاسالمي إلى‬
‫رحيل الفاطميين (ق‪8-0‬ه‪01-7/‬م) أطروحة دكتوراه دولة‪،‬إشراف بوبة مجاني‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2114/2117‬ص‪.000‬‬
‫(‪ -)32‬املكاتبة عبارة عن عقد بين السيد وعبده أو أمته يتم فيه الاتفاق على أن يدفع ماال ملواله‬
‫محمد الكتاني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‬ ‫ويسعى لكسبه و جمعه منجما مقابل الحصول على حريته‪ّ .‬‬
‫‪ ،3‬ص‪2401‬‬
‫(‪ -)33‬املعيار‪،‬مج ‪،1‬ص ‪،.234‬مج‪،1‬ص‪ ،214‬وـ مج‪ ،1‬ص ‪202‬‬
‫(‪ -)34‬خالد حسين محمود‪ ،‬الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب خالل القرون ألاربعة ألاولى‬
‫لإلسالم‪ ،‬مصر العربية للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2111 ،‬ص ‪204،201‬‬
‫(‪ -)35‬العيوب التي يرد بها الرقيق انظر املعيار مج‪،4‬ص‪ 84‬؛ و مج‪ 211/ 1‬؛ ومج‪،0‬ص‪040‬‬
‫(‪ -)36‬املعيار‪ ،‬ج‪،4‬ص‪.78‬‬
‫(‪ -)37‬خالد حسين محمود‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪223‬‬
‫(‪ -)38‬الونشريس ي‪ ،‬املصدر السابق‪،‬مج ‪ ،1‬ص‪ 044‬و مـج‪،4‬ص ص ‪ 44،41‬و مج‪ ،1‬ص‪ ،234‬مج ‪،0‬‬
‫ص‪ 084‬ـ‬
‫(‪ -)39‬و ثورة ابن حفصون نسبة لعمر بن حفصون من أشد الثائرين على الدولة إلاسالمية في‬
‫ألاندلس‪ .‬نشأ سفاحا وقاطعا للطرق‪ ،‬استقر بمنطقة ببربشتر منذ‪247‬ه‪441 /‬م مع جماعة من‬
‫اللصوص وقطاع الطرق‪ ،‬تميز بصالبة و قوة العزيمة و براعة الخطط واملناورة والغدر‪.‬استفحل أمره‬
‫حينما حاول استقطاب النصارى واملولدين والبربر لتكوين حلف مناهض للعرب في ألاندلس ‪.‬‬
‫امتد نفوذه إلى مناطق واسعة غرب ألاندلس من أراض ي الجزيرة الخضراء حتى إستجة‪ .‬هدد‬
‫ألامويين بغاراته التي استباح فيها القتل و السبي و سلب ألاموال وامتهان لكل املبادئ ألاخالقية و كل‬
‫مقتضيات الشرف و املروءة‪ .‬دامت ثورته حوالي ثالثين سنة(‪31‬سنة) ‪ .‬و لم تخمد الثورة إال بعد‬
‫إبرام صلح مع الخليفة الناصر حيث رض ي ابن حفصون بما عهد إليه من أراض ي و حصون‪،‬‬
‫محمد بن عبد هللا‬‫فأ بدى طاعته له ما بقي له من حياته إلى أن توفي سنة ‪314‬ه‪104/‬م‪.‬أبو الوليد ّ‬
‫ابن الفرض ي‪ ،‬تاريخ علماء ألاندلس‪ ،‬تحقيق إبراهيم ألابياري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتاب املصري‪ ،‬دار‬
‫الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪0801 ،‬ه‪ ،0141 /‬ط ‪ ،2‬ج ‪ ،0‬ص ‪ .00 ،08‬املعيار مج‪ ،01‬ص‪.201 ،204‬‬
‫ابن عذاري املراكش ي‪ ،‬البيان املغرب و في أخبار املغرب ألاندلس‪ ،‬تحقيق ج ‪ .‬س‪ .‬كوالن و ليفي‬
‫برزفنسال‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الثقافة‪،‬ط ‪0804 ،0‬ه‪0114 /‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ ،010،022،‬عبد هللا‬
‫عنان‪،‬دولة إلاسالم في ألاندلس‪ ،‬الخالفة ألاموية و الدولة العامرية‪ ،‬العصر ألاول‪ ،‬القسم ألاول‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪0808 ،‬ه‪ ،0117/‬ط ‪،8‬ص ص ‪.243 ،240‬‬
‫(‪ -)81‬املعيار‪ ،‬مج ‪01‬ص ص‪ 220 ،221‬؛‪،‬مج ‪ ،1‬ص‪ ،423‬ص‪.228‬‬

You might also like