Professional Documents
Culture Documents
تحرير الرقيق في ضوء كتاب المعيار المغرب لأبي العباس الونشريسي
تحرير الرقيق في ضوء كتاب المعيار المغرب لأبي العباس الونشريسي
تحرير الرقيق في ضوء كتاب المعيار المغرب لأبي العباس الونشريسي
Résumé :
Le recueil el miryar d'al-Wancharissi nous met en face à la
vie quotidienne de la société dans l’Occident musulman à travers les
fatwas des faqihs malikites de l’Occident musulman dont on
touche à un aspect singulier de la situation complexe des esclaves
dans le maghreb et en particulier en Andalousie à l’époque du
Moyen Age. L’historien, autant que le juriste et l’anthropologue، y
trouvent matière à réflexion, à condition que chacun s’entoure des
précautions propres à sa discipline.
Rappelons que la fatwa est une opinion légale émise par le
mufti qui est un faqih، juriste expérimenté en matière de charia.
Elle répond à une question posée par un requérant qui voudrait agir
dans un cas pratique en conformité avec la Loi et n’a pas de valeur
contraignante. Elle pourrait aussi être émise à la demande du cadi
qui est entouré en Occident musulman d’un certain nombre de
muftis officiels qui le conseillent dans les affaires qui lui sont
soumises. Le cadi tient compte de toutes les fatwas émises par ses
conseillers avant d’émettre son jugement. Abu Abbas al-
Wancharissi s’est basé sur les fatwas de ses antécédents tel Abu el
walid Ibnou Rochd, Ibnou Hadj، Imam Sahnoun et autres .
Cette étude aborde un aspect vital et important concernant la
liberté des esclaves et les méthodes et les techniques, conduisant à sa
libération de l'esclavage d’après les fatwas cités par Abu Abbas al-
Wancharissi.
الكلمات املفتاحية :الغرب إلاسالمي ،املعيار ،الرقيق ،العتق ،الونشريس ي ،الاباق،
ألاندلس.
مقدمة:
تعد مصنفات النوازل والفتاوى الفقهية بإضافة إلى قيمتها الفقهية البحتة،
القيمة ملا تتضمنه من مادة غنية في مجال الدراسات التاريخية من املصادر ألاصيلة ّ
والحضارية .فالنوازل عبارة عن مجموعة من القضايا شغلت بال مختلف فئات املجتمع
رفعت إلى القضاة ورجال الفتوى للنظر فيها .و يالحظ أن النازلة وثيقة تذكر
القضية،كما وقعت فتسجل أسماء ألاشخاص وقائع الحادثة واسم القاض ي أو املفتي
ُْ
الذي رفعت إليه ،كما تتضمن أحيانا مكان وتاريخ وقوع النازلة ،و تتبع هذه ألاخيرة
بالجواب أو الفتوى حول ما طرح من أسئلة ؛ فاعتبرت بذلك مرآة صادقة تعكس
مشاكل و هموم أفراد الـمجتمع آنذاك .ومن املصنفات الفقهية التي اشتهرت في
الغرب إلاسالمي كتاب" املعيار املغرب و الجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية
وألاندلس و املغرب " ألبي العباس الونشريس ي الذي يضم في طياته مادة علمية هائلة
ليس في الجانب الفقهي فحسب بل تعدته إلى الجوانب السياسية والاقتصادية
والاجتماعية ،ومن أهم القضايا التي شملها الكتاب وشغلت أقالم العلماء و الفقهاء
واملؤرخين قضية معاملة الرقيق في الغرب إلاسالمي.
تعريف املؤلف:
هو أبو العباس أحمد بن يحي بن ّ
محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريس ي.
ولد بجبل ونشريس غرب الجزائر حوالي (438هـ 0831 /م )و نشأ بتلمسان حيث
أخذ عن بعض شيوخها مثل إلامام أبي الفضل قاسم العقباني ،وولده القاض ي
محمد بن أحمد بن قاسم العالم أبي سالم العقباني و حفيد إلامام العالمة ّ
العقباني( . )0كما تتلمذ على يد أبي عبد هللا الجالب وابن مرزوق الكفيف ،و ّ
محمد
بن عباس شيخ املفسرين والنحاة والعالم املطلق كما يصفه الونشريس ي .وملا بلغ
الونشريس ي أربعين سنة ،وهو يومئذ قوال للحق ال تأخذه في هللا لومة الئم ،غضب
عليه السلطان أبو ثابت الزياني وأمر بنهب داره؛ فخرج إلى فاس و انسجم مع البيئة
الجديدة سنة 478هـ0871- 0841 /م ،وفي مدينة فاس أخذ العلم عن ّ
محمد بن
عبد هللا اليفريني املعروف بالقاض ي املكناس ي ،حيث حظي باحترام علمائها و إقبال
()2
طلبتها عليه ،وشرع في الدرس والتأليف إلى أن توفي سنة (108هـ )0014 /م.
التعريف بالكتاب:
يعتبر كتاب املعيار املغرب والجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية وألاندلس
واملغرب من أبرز كتب الونشريس ي( .)3وقد اعتمد في فتواه التي أوردها على الفقه املالكي
بأصنافها املتعددة سواء ألامهات أو املختصرات في ألاصول والفروع والنوازل والوثائق.
يشمل كتاب املعيار على مجموعة ضخمة من النوازل والفتاوى الفقهية التي تتميز
بابتعادها عن الجانب النظري ،والتي تعبر بصدق ووضوح عن واقع الحياة اليومية
العامة ،ومنها معاملة فئة الرقيق في مجتمع الغرب إلاسالمي .فالحوادث التي عشها أهل
الغرب إلاسالمي قد اصطبغت بصبغة محلية ،مما دفع الفقهاء والقضاة وأهل
الفتوى إلى الاجتهاد الستنباط ألاحكام والفتاوى الشرعية املالئمة وفق الكتاب والسنة
()8
وإلاجماع والقياس في ضوء املذهب املالكي.
وما يلفت انتباه الدارس لهذا الكتاب أن نوازله شملت مجال مكاني واسع،
وذلك ما يبدو جليا من ذكره الجتهادات فقهاء القيروان و بجاية و تلمسان و قرطبة
و غرناطة و سبتة و فاس و غيرها من مدن الغرب إلاسالمي ،وامتدت في مجال زمني
قدر بحوالي ثماني قرون هجرية و من خاللها يظهر جليا مدى حيوية علماء الغرب
إلاسالمي واجتهاداتهم في إيجاد الحلول الظرفية واملحلية ملا طرح عليهم من مسائل في
حدود الشريعة إلاسالمية- .من أهم كتب النوازل املعتمدة والتي تناولت أوضاع الرقيق
مايلي :نوازل أبي القاسم البرزلي القيرواني( 480ه0837 /م ) و نوازل أبو الوليد بن رشد
من ألاندلس (ت021ه0024/م) ،نوازل ابن الحاج من ألاندلس(ت021ه/
0038م)،نوازل ابن أبي زمنين من ألاندلس (ت 311ه) ،،نوازل القاض ي عياض من
محمد سيدي عبد هللا العبدوس ي من املغرب (املغرب( ت 088ه0081/م) نوازل إبي ّ
()4
ت481ه)
والجدير باإلشارة أنه لم يوجد في الشريعة إلاسالمية ما يقر الاسترقاق وفق فلسفة
حياة مجتمعه مثلما كان سائدا عند املجتمعات ألاخرى مثل عند الصينيين أو الهنود أو
فالرق لم يبح في إلاسالم على أنه مبدأ مناليابانيين أو عند إلاغريق و الرومانّ )00(.
ً
مبادئ إلاسالم ،ولم يأت نص صريح في القرآن بإباحته ،ولم يثبت أن النبي أنشأ ِرقا
على ّ
حر في حياته ،وليس في كتاب هللا وال في سنة رسوله نص يأمر باالسترقاق ،ولكن
هناك مئات النصوص التي تدعو إلى العتق أي الحرية )02(.رغم أن ظاهرة الاسترقاق
عرفت توسعا من حيث تغطيتها لكافة املجاالت السياسية و الاجتماعية
والاقتصادية ،إال أن ألامر كان يوحي إلى زوالها تدريجيا وفق املخطط املحكم الذي
سنته الشريعة إلاسالمية وفقا للكتاب وسنة النبوية الشريفة و راعته كتب الفقه و
النوازل بكل حيثياتها و منها ما نحاول استقرائه من خالل كتاب "املعيار املغرب "
للونشريس ي.
جل،و صداه في كتبعز و ّالعتق بوصية وهو نوع من العتق املراد به القربى من هللا ّ
النوازل كثير حيث تواترت فيه معلومات كثيرة منها ،عمن "أوص ى عند موته أن
يشترى من ميراثه مملوكتان اثنتان وتعتقان عنه عتقا صحيحا" .و عمن" عهد إلى ورثته
أن تعتق مملوكة له سماها "؛ ومن" أوصت في مرضها بصدقة و حبس وغير ذلك ".ومن
خالل بعض املسائل املطروحة يظهر أن الكثير من الرجال و النساء كانوا يجهلون
معنى عدم الرجوع عن الوصية مما كان محل إشكاال بين املالك واململوك واستلزم
طلب الفتوى من العلماء للفصل بينهما )23(.أما التدبير( )28يعد أدنى مرتبة من
مراتب أنواع العتق املندوب إليه ،ألنه يعني ضمان استمرارية السيد من رقيقه
طيلة حياته أو حياة من ُدبر عليه؛ويحتفظ لنا كتاب املعيار في هذا الشأن عدة
مسائل منها ":وسئل سحنون عن رجل نصراني هلك و ترك مدبرا مسلما قيمته مائة
دينار" .و عن مدبرة قامت بعد وفاة سيدها تطلب ماال قد دفنته في بيت سيدها
وأخرجت كتابا يوص ي فيه السيد بالرفق باملدبرة وأن ال يخرجها من الدار .و عن" سيد
وهب عبده ماال ليعتق به نفسه" ،و من" أوص ى بعتق بعد موته شقص من عبد
يملكه كله أو يملك الشقص" )20(.كما يالحظ تحيال السادة مع رقيقهم في مسألة
التدبير فكثير ما كانوا يتراجعون فيه ألغراض ذاتية أو ظرفية تفاديا لضياع
عبيدهم من أيديهم .و في هذا الشأن،يذكر لنا الونشريس ي مسألة طرحت على
سيدة كانت لها جارية صغيرة أخذها بعض املرابطين الفقيه أبي الوليد بن رشد في ّ
عند دخولهم إشبيلية ( ،)24ثم ثبت بعد زمان أنها خادمها فأخذتها و ملا خافت عليها
()27
عقدت لها تدبيرا ،وملا أمنت ما كانت تتوقعه فسخت عقد التدبير
وعلى الرغم من وطأة العبودية فإن هناك إشارات أخرى تدل على أن بعض
الرقيق كانوا ال يرغبون في العتق ؟ .و هناك إشارات أخرى تشترط موافقة العبد
وإقراره على العتق و هو ما يتضح من خالل نازلة ذكرها الونشريس ي عن رجل قال
حرة إن رضيت" و نازلة أخرى عمن اشترى خادما باملهدية ثم أعتقها و ألمته أنت ّ
سيده ماال تزوجها " وتشير نازلة إلى إلحاح اململوك باملطالبة بعتقه " :عبد وهبه ّ
ليعتق به نفسه ،فاشترته امرأة و لم تعقد له العتق وباعته لرجل فباعه لفتى
فطالب العبد بحقه و أراد تحليف املرأة و الفتى معا )24(.و هكذا يبدو صعوبة عتق
هذا العبد و إصراره على تحقيق مبتغاه .ويالحظ وجود بين العتق الذي أقدم عليه
بعض السادة طوعا ـ العتق املندوبـ ،والعتق الذي سعى إليه بعض الرقيق ـ املكاتبة ـ
؛ نوع آخر من العتق اضطر إليه بعض السادة وهو العتق الواجب شرعا الذي أراد
به إلاسالم التنفيس على الرقيق ،وتوسيع دائرة حريته وهو ما عرف بتحرير الرقبة،
فنال من خالله املحظوظون من الرقيق حريتهم .أما دوافع هذا النوع من العتق
وجل،و من أهمها كفارة الظهار و حنث عز ّ فهي عديدة نستخلصها من كتاب هللا ّ
اليمين و القتل الخطأ و هو ما أحاول تبينه من خالل ما فتح إلاسالم للرقيق
من أبواب عدة يخرجون منها إلى عالم الحرية ومجتمعات الحياة إلانسانية الكريمة،
و منها :تحرير الرقبة :اعتبر إلاسالم عتق الرقاب أي تحرير الرقيق من أعظم أعمال
ً ً ً ً
البر ،ومن أقرب القربات إلى هللا تعالى التي ينال بها املؤمن أجرا عظيما وثوابا كبيرا:
َ َ ْ َ ُ جل َ ﴿ :ف َال ْاق َت َح َم ْال َع َق َب َة (َ )00و َما َأ ْد َ َ
اك َما ال َعق َبة ( )02ف ُّك َرق َب ٍة حيث قال ّ
عز و ّ
ر
(03
)﴾ (.سورة البلد،آلاية )03 ،02 ،00
فعتق الرقاب وإطعام اليتيم واملسكين في ألازمات وانتشار املجاعات يجتاز بصاحب
الصعوبات والعقبات ،ويأخذ بيده إلى رحاب هللا وعفوه وغفرانه.كما تشير نازلة على حنث
َّ ْ َ َ ُ ُ َّ
يمين الرجل( )21بإمكانه تحرير رقبة طاعة هلل وامتثاال﴿ :ال ُيؤ ِاخذك ُم الل ُه ِباللغ ِو ِفي
َ َ َّ َ ُ ُ ْ َ ُ َ ُ َْ َ ُُ َ ُ ََٰ
ام َعش َر ِة َم َس ِاك َين ِم ْن أ ْي َم ِانك ْم َول ِك ْن ُيؤ ِاخذك ْم ِب َما َع َّق ْدت ُم ألا ْي َمان ۖ فكفارته ِإطع
َ َ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ
أ ْو َس ِط َما تط ِع ُمون أ ْه ِليك ْم أ ْو ِك ْس َوُت ُه ْم أ ْو ت ْح ِر ُير َرق َب ٍة﴾ (سورة املائدة ،آلاية )41وكذا
حرم امرأته عليه ،وجعلها للرقيق حظوظ في الحرية من خالل تكفيـر الذنوب ،فمن َّ
جلكأمه ال يقربها إال إذا أعتق رقبة ،وهو ما يعرف بكفارة الظهار ،حيث قال ّ ّ
ّ َ ْ ُ َّ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ ّ َ ْ َ ين ُي َظاه ُر َ جاللهَ ﴿ :و َّالذ َ
ون ِمن ِنس ِائ ِهم ثم يعودون ِملا قالوا فتح ِرير رقب ٍة ِمن قب ِل أن ِ ِ
َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َن َ َ َ َ َّ ََٰ ُ ْ ُ َ ُ نَ
يتماسا ۚ ذ ِلكم توعظو ِب ِه ۚ والله ِبما تعملو خ ِبير( ﴾ (3سورة املجادلة ،آلاية . )3
ومن لطم عبده فكفارته عتقه ،ومن أبدى رغبة في تحرير نفسه من العبودية فعلى
ً
سيده أن يعقد معه اتفاقا يسدد بموجبه العبد املبلغ املتفق عليه مع سيده خالل
وه ْماب م َّما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ
ِ فترة يعمل فيها على تحصيله﴿ :وال ِذين يبتغون ال ِكت ِ
ً َ
ِإ ْن َع ِل ْم ُت ْم ِف ِيه ْم خ ْي ًرا ﴾( .سورة النور،آلاية )33ومن قتل مؤمنا خطأ فعليه عتق رقبة:
َ ً ًَ َ َ ْ َ
من ق َت َل ُم ْؤ ِمنا َخطأ ف َت ْح ِري ُر َرق َب ٍة ُم ْؤ ِم َن ٍة﴾( .سورة النساء آلاية ) 12.و املغزى ﴿و
واضح في هذا الحكم ،وكأن إلاسالم الذي يحرم قتل النفس يفرض على القاتل أن
ً
يعيد الحياة إلى إلانسان الذي حرمه منها ،وملا كان ذلك مستحيال وغير ممكن ،فرض
ً ً
إلاسالم على القاتل عمال موازيا ،وألزمه بعتق رقبة وتحرير رقيق ليعيد إليه الحياة
الحرة الكريمة عندما أعاد له حريته ،وأنقذه من عبوديته .أما الزكاة التي هي إحدى
ً ً
أهم أركان إلاسالم خصص منها مبلغا دائما لتحرير الرقيق كجزء من أسهم الزكاة
ْ َْ َّ َ َ ُ ْ َ
ات ِلل ُفق َر ِاء َوامل َس ِاك ِين َوال َع ِام ِل َين الثمانية التي فرضها القرآن الكريمِ ﴿ : ،إ َّن َما الصدق
يضة ِم َن
َ ًَ الل ِه َوِا ْبن َّ
الس ِب ِيل ف ِر
َّ َْ
اب َوالغ ِار ِم َين َو ِفي َس ِب ِيل
َّ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ
ِ الرق ِ
عليها واملؤلف ِة قلوبهم و ِفي ِ
الل ِه َوالله َع ِليم َح ِكيم﴾ (سورة التوبة ،آلاية ) 41
َّ ُ َّ
كما تمثل حالة غياب السيد أو عجزه عن إلانفاق على أم ولده أحد مظاهر العتق
الواجب شرعا ،ومما نص عليه كتاب املعيار "أن أم ولد بقرطبة غاب عنها سيدها
ثالثة أعوام في املشرق و بقيت بدون نفقة حتى ضاقت بها الحياة ،فرفعت أمرها إلى
محمد بن أحمد بن بقي ،وحين ثبت عنده حالها ،و أنفذ عتقها قياسا على القاض ي ّ
عتق الغائب ،ألحقها بحرائر املسلمات ،وال يكون للغائب بعد ذلك عليها سبيل الوالء.
وأورد الونشريس ي سؤال البن الحاج عن رجل سافر و ترك ثالث سريات ،وغاب عنهن
مدة ستة أعوام ،فرفعن أمرهن إلى القاض ي أنهن أمهات أوالد وأن لهن الحاجة إلى
إلانفاق ،وملا ثبت عنده إلادعاء أعتقهن )31(.يبدو من خالل نوازل العتق أن إناث
الرقيق خاصة أمهات ألاوالد كن أكثر حظا في العتق من الذكور.
ويمكن القول بأن العتق من جهة أخرى كان يعني عند بعض الرقيق الضياع
وانسداد آلافاق السيما أولئك الذين ال يتوفرون على أدنى ضروريات الحياة ممن ال مال
لهم وال مسكن وال صنعة .ويدخل في هذا السياق بعدم جواز عتق الصبي ،وإن أعتقه
سيده لزمته نفقته حتى يستغني بنفسه و يقدر على الكسب عليها؛ مثلما بينت نازلة
في "امرأة أعتقت جارية و لها ابنة من ثالثة أعوام .ومن أقوال الحكمة ما قيل في
هذا الشأن ":رب عتق شر من رق ".ومما نص عليه كتاب املعيار نازلة عن رجل
أوص ى أن يعتق عنه بعد موته شقص من عبد يملكه كله أو يملك الشقص املوص ى
()30
به فحين يشترك رجالن أو أكثر في مملوك تتشعب املسألة في كيفية عتقه.
املكاتبة :وإذا ما كانت مظاهر العتق السابقة الذكر قد ظلت رهينة إرادة السيد
ورغبته أوال و أخيرا فإن شكال أخر للعتق أثبت حضورا قويا لرغبة الرقيق في
الانفالت من العبودية باعتباره طرفا فاعال فيه ونقصد به املكاتبة( )32امتثاال لقول هللا
َ
وه ْم ِإ ْن َع ِل ْم ُت ْم ِف ِيه ْم خ ْي ًرااب م َّما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ
َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ
ِ تعالى..."﴿ :وال ِذين يبتغون ال ِكت ِ
َ ُ َّ َّ َو ُآت ُ
وهم ِّمن َّم ِال الل ِـه ال ِذي آتاكمْ( ﴾ ...سورة النور ) 33وبالتالي فمن أبدى رغبة في
ً
تحرير نفسه من العبودية فعلى سيده أن يعقد معه اتفاقا يسدد بموجبه العبد
املبلغ املتفق عليه مع سيده خالل فترة يعمل فيها على تحصيله .و قد نصت نوازل
املعيار على العديد من هذا الشكل منها" رجل قال لعبده أخذ مني سبع سنين على
أن تعطيني خمسين دينارا".و " رجل كانت له خادم فطلب إليه رجل أن يكاتبها له
بخمسين دينارا على أن يؤديها عنه و يزوجها منه فأجابه إلى ذلك .و عن" رجل كاتب
خادما له ولها زوج ".و"عن مملوك باعته امرأة لرجل فذكر أنه "اجتمع له
مال...اكتسبه عنده على أن يعتق نفسه منه )33( .ويبدو من النوازل السابقة الذكر
أن السعي للمكاتبة كانت تشمل الرقيق ذكورا و إناثا دون استثناء.
إلاباق يبدو أن إلاباق هو هرب العبد من سيده ،كان سببا حقيقيا حاول بعض
الرقيق سلوكه بغية التخلص من رقبة العبودية و إلافالت من وطأتها ولو إلى حين،
حيث باءت بعض تلك الـمحاوالت بالفشل واضطر هؤالء آلابقين إلى العودة
مرغمين إلى سادتهم .كما يعتبر إلاباق من منظور آخر نتيجة مباشرة للممارسات
العنيفة و املعاملة السيئة التي مورست ضد الرقيق وهو ما تؤكد عليه نازلة في:
سؤال أحد الفقهاء عن رجل ابتاع عبدا فمكث عنده ثم أبق )38(.و تكشف لنا بعض
ُ
النوازل عن سعي بعض الرقيق إلى كسب املال و الاجتهاد فيه ،فيكتب العتق
لبعضهم ،بينما تسبب العجز املالي أو املادي عموما و ميل بعض السادة إلى املكر و
الخداع إلى إخفاق آخرين ،مما أحدث للمملوكين صدمة نفسية أليمة حاولوا
عالجها عن طريق الهرب و إلاباق .
ويتبين مما سبق أنه بقدر ما كشفت لنا النوازل عن رغبة الرقيق امللحة في
العتق بقدر ما تكشف عن صالبة موقف السادة و حرصهم على استمرارية بقاء
رقيقهم قيد سلطتهم املطلقة.ولذا كان إلاباق سببا حقيقيا حاول بعض الرقيق
سلوكه بغية التخلص من رقبة العبودية .وتزخر كتب الوثائق بنصوص كثيرة تؤكد على
اقتناع الجميع بالعالقة املباشرة بين سوء معاملة الرقيق و إباقه و إن كان
الونشريس ي يورد البعض منها فقط .لقد أولى الفقهاء ملوضوع إلاباق عناية خاصة
من باب الحفاظ على مصلحة السيد ،فلم يدخروا وسعا في مناقشة التفريعات
الفقهية التي تتولد عن املوضوع محاولين من خاللها إلامعان على الظاهرة وإرغام
الرقيق آلاباق على الرجوع إلى سيده .واعتبر الفقهاء إلاباق عيبا يرد به الرقيق .و
جعل بعض الفقهاء إلاباق سببا في حرمان الرقيق من العتق أو التدبير ،ومن ذلك
ما نص بعض السادة في عقود عتق وتدبير رقيقهم منها" ،عقدت امرأة عتقا ململوكة
لها و شرطت أنها إن تعوقت أو أبقت أو تخلقت فال عتق لها" .كما وردت نازلة
بصيغة سؤال "عن رجل له مملوك تخلف و هرب املرة بعد املرة ،فجعل له خلخاال
من حديد في رجليه ".فأجاب الونشريس ي أنه جائز إذا ليس في ذلك إال صيانة
()30
ماله".
وشدد الفقهاء على عدم تقديم العون للرقيق آلابق أو استخدامه أو التسبب في
إباقه .كما تشدد املحتسبون على أصحاب القوارب الذين يحملون الناس باملراس ي
أال يجوزوا على مراكبهم أحدا من العبيد أو الخدم خشية إلاباق و أعطوهم الحق في
حمل من تأبى منهم إلى أصحاب السلطة و القضاة .وذكر في هذا الشأن الونشريس ي
أن " عبيد نصارى تعدوا على قارب رجل هربوا فيه " )34( .و تجنبا للجوء الرقيق
آلابق إلى أماكن معينة و احتمائه بأشخاص معينين ،نبه املحتسبون إلى ضرورة
معرفة النخاسين ألقارب الرقيق املبيع والاجتهاد في البحث عن ذلك )37(.واملالحظ أن
ظاهرة إلاباق شغلت أذهان السلطة السياسية على غرار الفقهاء بحيث لم
يدخروا جهدا في سبيل تقليص تلك الظاهرة والحد منها و سد السبل أمامها ،إذ
تواترت التفاصيل فيها منها " ،عمن ذهبت له وصيفة" و "أن خادما هربت من
سيدها و ألفاها أخوه ببطليوس" ؛ و"علج كان محبوسا عند رجل فأبق منه و لحق
بدار الحرب" .وتفاديا لإلباق ولتعرف السيد على من أباق منه لجأ بعض السادة إلى
وضع عالمات على الرقيق ،ومنه أن رجال كان له مملوك اشتهر باإلباق ،فجعل له
()34
خلخاال من حديد في رجليه ليعرف كل من رآه أنه آبق.
ً ً
مسألة بيع ألاحرار:حرم إلاسالم استرقاق ألاحرار ،واعتبر ذلك إثما عظيما وجريمة
منكرة ،وأن من يفعله أو يقدم عليه مطرود من رحمة هللا ،يتوعده الخالق بعذاب
أليم،ورغم ذلك وجدت هذه الظاهرة بالغرب إلاسالمي ،سجل بعض وقائعها كتاب
املعيار حيث أورد مسائل تخص بيع ألاحرار في الغرب إلاسالمي والتي أفتى فيها بما
اقتضاه الفقه إلاسالمي .وهذه بعض الحاالت الواردة على سبيل املثال "،شاعت
ظاهرة بيع ألاحرار في ثورة ابن حفصون ومنها ما نزل على صاحب املظالم أبو عبد هللا
بن عبد الرؤوف بقرطبة؛ إذ ادعت مملوكة أنها حرة وأنها من يابرة و لها أهل بها،
كذبت ما أنا إال مملوكة .فأشار صاحبُ فو ِقفت أياما ثم رجعت عن دعواها وقالت ُ
املظالم إلى التحري عن حقيقتها وقصتها من موطنها الذي ذكرته؛ألن شيوخ ألاندلس
كانوا يفتون فيما بيع ببلد ابن حفصون وكانوا يكلفون السيد إقامة ّ
البينة على
()31
صحة ابتياعه نظرا لكثرة بيع ألاحرار في هذه فتنة.
وانتشرت ظاهرة بيع ألاحرار بين العدوتين حيث وردت نازلة في نفس املعنى
عن امرأة مملوكة عند إبراهيم بن يحي املعروف بابن السقاء تدعي الحرية تزعم أنها
ابنة فالن من سبتة؛ وشهد لها عنده شاهدان على ذلك أنهما يعرفانها بسبتة منذ سبعة
أعوام أو نحوها تتصرف تصرف ألاحرار ،و أكد احدهما أنها حرة .و في نفس املعنى
ورد خبر استحقاق أمة حريتها عند قاض ي تلمسان ،الذي خاطب قض ي املرية ليرجع
مشتريها على ما باعها له هناك .و ألاغرب في البيوع الفاسدة ما ورد عن أحرار باع
بعضهم بعضا في ألاندلس ،فحكم عليهم تغريم الثمن ومعاقبتهم .مثلما روي عن
محمد بن بشير قاض ي طليطلة الحسن بن عبد امللك الذي وجه كاتبا لقاض ي قرطبة ّ
في رجل باع حرا ،وأنه قض ى عليه السلطان أن يطلبه حتى يرده .فجمع القاض ي
محمد بن بشير أهل العلم بقرطبة ،وكتب إليه أن يغرمه دية كاملة .و امتثل ّ
القاض ي الحسن بن عبد امللك و أغرم الرجل دية كاملة جعلها لورثته كما لو قتله.و
()81
هكذا فإن بيع الحر لنفسه كما لو قتلها عمدا فيكفر عن فعله بدفع الدية .
ويبدو مما سبق أن ظاهرة بيع ألاحرار سادت في بعض مناطق ألاندلس نظرا
النتشار تجارة الرقيق و رواجها رغم أن املسائل املطروحة لم تسفر عن ألاشخاص
أو الفئة التي كانت من وراء هذه العملية و ال عن ألاسباب التي دفعتهم إلى هذا
الفعل الشنيع في حق إلانسانية إنما كانت الغاية مما طرح من مسائل هو القضاء
على هذه ألامور الشاذة في املجتمع و غلق منافذ العبودية و الحفاظ على كرمة
حرية إلانسان .فيمكن لنا القول أن إلاسالم تميز على ما سبقه من أديان بإيجاد عدة
طرق لتحرير فئة مستضعفة ومستعبدة من طرف بني جنسها ،حيث وضع لها السبل
بالشكل الذي ال يترك من ورائه أثارا تنعكس سلبا على املجتمعات عبر العصور.
ويظهر جليا من خالل السيرة النبوية العطرة أن الرفق و املساواة كانا من
أهم ما ميز معاملة ألافراد،فمن املفروض فمن معاملة السيد املسلم الحر لعبده
تكون مبنية على ألاسس التي حددت صفات الرفق في إلاسالم امتثاال لقل هللا ّ
عز
َ ُْْ ّ َ ْ ْ ََ َ َ
اح َك ِمل ِن َّات َب َع َك ِم َن املؤ ِم ِن َين﴾ (سورة الشعراء ،آلاية ﴿) 200ف ِب َما وجل﴿ .واخ ِفض جن
ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ً ّ َ ُ َ َ َّ
َر ْح َم ٍة ِم َن الل ِه ِل ْن َت ل ُه ْم ولو كنت فظا غ ِليظ القل ِب النفضوا ِمن حوِلك فاعف عن ُه ْم
ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُّ َ ْ ْ َ
ُْ ّ َّ َ َّ َ َّ َْ َ َ َ َ ْ ْ َ
اس َتغ ِف ْر ل ُه ْم َوش ِاو ْر ُه ْم ِفي ألا ْم ِر ف ِإذا َع َز ْم َت ف َت َوك ْل َعلى الل ِه ِإ َّن الل َه ُي ِح ُّب امل َت َو ِك ِل َين﴾و
محمد صلى هللا عليه و سلم بقوله":إن نبينا ّ (سورة آل عمران آلاية ).001وحث على ذلك ّ
هللا يحب الرفق ويعطي على الرفق ماال يعطي على العنف وما ال يعطي على ما
سواه" .مما سبق يتبن أن حقوق إلانسان الذي جاء بها إلاسالم في حق الرقيق
تعتبر من التشريعات سابقة لكل الوثائق الدولية املعاصرة لتحرير إلانسان من
العبودية بعد أن كذبت املعامالت كافة القوانين التي وضعها املشرع منذ صدور
الوثائق ألاولى عبر العالم.
الهوامش:
محمد بن خلوف :شجرة النور الزكية في طبقات امللكية ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط،2 (ّ -)0
ص 278ص.)270عبد الحق حميش،سير أعالم تلمسان،دار التوفيقية ،املسيلة 0،083 ،ه2100/م،
ط ،2ص.374
ّ
( -)2ابن خلوف ،نفسه ص270؛ الونشريس ي هو أبو العباس أحمد بن يحي بن محمد بن عبد الواحد
بن علي ،املعيار املغرب و الجامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية و ألاندلس و املغرب خرجه جماعة
من الفقهاء بإشراف محمذد حجي،وزارة الوقاف و الشؤون إلاسالمية ،اململكة املغربية،0140،
مج ،0مقدمة الكتاب،ص ج ،).عبد الحق حميش،املرجع السابق ،ص.371
( -)3من أهم مؤلفاته "إيضاح املسالك إلى قواعد إلامام مالك" و"النهج الفائق و املنهل الرائق و
املعنى الالئق بأدب املوثق و أحكام التوثيق" و" الواليات في مناصب الحكومة إلاسالمية و الخطط
الشرعية" ،و غيرها من املؤلفات.
( -)8بعض مصادر املعيار الفقهية :املدونة الكبرى وهي املرجع ألاساس ي للمذهب املالكي أسهم في
تدوينها كبار ألائمة أمثال إلامام مالك و أسد بن الفرات و ابن القاسم و سحنون؛ و العتبية ألبي عبد
محمد العتبي ،النوادر ألبي زيد القيرواني ،و البيان و التحصيل ألبي الوليد ابن رشد ،الطرر هللا ّ
البن عتاب ،ونوازل سحنون من القيروان ،نوازل البرزلي و غيرها ...
( -)0كمال أبو مصطفى ،جوانب من حضارة املغلب إلاسالمي من خالل نوازل الونشريس ي،
الاسكندرية ،مؤسسة شباب الجامعة .0117 ،ص 7ص4
( -)4دراسة زهور أربوح ،أوضاع املرأة باملغرب إلاسالمي من خالل نوازل "املعيار للونشريس ي"،
دراسة فقهية و اجتماعية ،دار ألامان ،الرباط0838 ،ه2103/م ،ط،0ص.38 ،33
محمد املنوني ،املصادر العربية لتاريخ املغرب ،منشورات كلية آلاداب و العلوم إلانسانية، (ّ -)7
الرباط ،ص ص .24 ،0
( -)4انظر دراسة زهور أربوح ،املرجع السابق وكمال أبو مصطفى ،املرجع السابق.
)(9
- Lagardère Vincent، histoire et société en occident musulman au
moyen Age، analyse du mi’yar d’al wansharisi،Madrid ،1995.
( -)10خالد حسين محمود ،الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب خالل القرون ألاربعة ألاولى
لإلسالم ،العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة 2111 ،ص83
( -)11بشاري لطيفة ،الرق عند الشعوب القديمة ،مخبر البناء الحضاري للمغرب ألاوسط،الجزائر،
،2100ط ،0ص ،.221 ،227 ،71،222ص .042 ،001،030 ،033 ،031
( -)12انظر في ذلك على سبيل املثال مالك بن أنس ،املوطأ ،بيروت،دار الكتب العلمية ،صححه و
محمد فؤاد عبد الباقي ،ج،2كتاب العتق و الوالء ،ص ص ،844 ّ رقم وخرج أحاديثه و علق عليه
.813
( -)13ابن منظور ،لسان العرب،،دار صادر ،بيروت(. ،دت) مج،01ص. 028 ،023سعدي أبو جيب،
القاموس الفقهي ،لغة و اصطالحا ،دار الفكر،دمشق ،سوريا0801 ،ه0114 /م ،ص.000
( -)14عبد إلاله بنمليح ،الرق في بالد املغرب و ألاندلس ،مؤسسة الانتشار العربي ،بيروت ،لبنان،
،2118ط،0ص 04 ،07
محمد الكتاني ،موسوعة املصطلح في التراث العربي الديني والعلمي و ألادبي ،الدار البيضاء، (ّ -)15
ط ،0دار الثقافة،2108،ج،2ص 00،01،
( -)16فاطمة قدور الشامي ،الرق والرقيق في العصور القديمة والجاهلية وصدر إلاسالم ،دار
النهضة العربية ،بيروت،2111،ط،0ص ص20 ،28
الرق و هو الحرية العتق هو أفضل ما ينعم به الرق عن اململوك و هو خالف ّ ( -)17لغة هو زوال ّ
أحد عن أحد العتق هو أفضل ما ينعم به أحد عن أحد،إذ خلصه بذلك من الرق و َج َبر به
النقص الذي له و تكمل له أحكام ألاحرار في جميع تصرفاته ابن منظور ،لسان
العرب،مج،01ص.238
( -)18إلامام أبو الحسين مسلم ،مختصر صحيح مسلم ،اختصره و وضع حواشيه أحمد شمس
الدين ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط0801 ،0ه0114 /م ،كتاب العتق وفضله رقم الحديث ،0470
ص .303
( -)19خالد حسين محمود ،الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب ص.230 ،221
( -)20املعيار،ج1ص .234
محمد الكتاني ،موسوعة املصطلح في التراث العربي ،ج ،3ص.2702 (ّ -)21
( -)22املعيار مج 3ص .024
( -)23نفس املصدر،ج 1ص 204مج 0ص ، 20و مج 1ص ،814ومج1ص ،304ج 1ص.304
( -)24يعني تعليق السيد عتق عبده بوفاته أو وفاة شخص معين.ابن منظور ،املصدر السابق ،مج،8
273يترتب عن التدبير أن العبد املدبر ال يباع و ال يوهب و ال يرهن و ال يخرج من ملك سيده
املدبر ال يباع و ال يوهب و ال يرهن و ال يخرج من ملك سيده ال باإلعتاق و املكاتبة ّ .
محمد
الكتاني ،املرجع السابق ،ج ،0ص.012
( -)25املعيار مج،1ص،.011مج01ص.208مج،1ص ،001و (مج،1ص 002و مج،1ص 340؛
( -)26دخل املرابطون مدينة إشبيلية في صفر 848ه /مارس 0110م بعد حصار املعتمد بن
عباد مدة ثالثة أشهر.عبد الواحد املراكش ي ،املعجب في تلخيص أخبار املغرب ،دار الكتب
العلمية،ط ،0114 ،0ص .14،11أبو الحسن علي الشنتيري ابن بسام :الذخيرة في محاسن أهل
الجزيرة،تحقيق إحسان عباس ،دار العربية للكتاب ،ليبيا،تونس ،0140،مج :2ص07 ،03 ،02
عبد هللا عنان،دولة إلاسالم في ألاندلس ،العصر الثاني _ دولة الطوائف منذ قيامها حتى الفتح
املرابطي ،دار سحنون للنشر و التوزيع ،تونس،0141 ،ص.302
( -)27املعيار،مج،1ص 213
( -)28نفس املصدر ،مج،2ص 40و مج،3ص ،007مج،1ص002
( -)29املعيار ،مج،1ص. 234
( -)30املعيار ،مج ،01ص 200ـ ،مج 204/01
( -)31بنمليح ،املرجع السابق،ص 818املعيار ،مج،01ص223ـ 228ـ220 ،؛ يدخل هذا النوع من
العتق في العتق بالتبعيض ،أي من اعتق بعض عبده أو عضو منه،عتق كله في حياته ،و املسألة فيها
اختالف بين املذاهب السنية،انظر دراسة لطيفة بشاري ،الرق في بالد املغرب من الفتح إلاسالمي إلى
رحيل الفاطميين (ق8-0ه01-7/م) أطروحة دكتوراه دولة،إشراف بوبة مجاني ،جامعة الجزائر،
،2114/2117ص.000
( -)32املكاتبة عبارة عن عقد بين السيد وعبده أو أمته يتم فيه الاتفاق على أن يدفع ماال ملواله
محمد الكتاني ،املرجع السابق ،ج ويسعى لكسبه و جمعه منجما مقابل الحصول على حريتهّ .
،3ص2401
( -)33املعيار،مج ،1ص ،.234مج،1ص ،214وـ مج ،1ص 202
( -)34خالد حسين محمود ،الرقيق و الحياة الاجتماعية ببالد املغرب خالل القرون ألاربعة ألاولى
لإلسالم ،مصر العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة ،2111 ،ص 204،201
( -)35العيوب التي يرد بها الرقيق انظر املعيار مج،4ص 84؛ و مج 211/ 1؛ ومج،0ص040
( -)36املعيار ،ج،4ص.78
( -)37خالد حسين محمود ،املرجع السابق،ص223
( -)38الونشريس ي ،املصدر السابق،مج ،1ص 044و مـج،4ص ص 44،41و مج ،1ص ،234مج ،0
ص 084ـ
( -)39و ثورة ابن حفصون نسبة لعمر بن حفصون من أشد الثائرين على الدولة إلاسالمية في
ألاندلس .نشأ سفاحا وقاطعا للطرق ،استقر بمنطقة ببربشتر منذ247ه441 /م مع جماعة من
اللصوص وقطاع الطرق ،تميز بصالبة و قوة العزيمة و براعة الخطط واملناورة والغدر.استفحل أمره
حينما حاول استقطاب النصارى واملولدين والبربر لتكوين حلف مناهض للعرب في ألاندلس .
امتد نفوذه إلى مناطق واسعة غرب ألاندلس من أراض ي الجزيرة الخضراء حتى إستجة .هدد
ألامويين بغاراته التي استباح فيها القتل و السبي و سلب ألاموال وامتهان لكل املبادئ ألاخالقية و كل
مقتضيات الشرف و املروءة .دامت ثورته حوالي ثالثين سنة(31سنة) .و لم تخمد الثورة إال بعد
إبرام صلح مع الخليفة الناصر حيث رض ي ابن حفصون بما عهد إليه من أراض ي و حصون،
محمد بن عبد هللافأ بدى طاعته له ما بقي له من حياته إلى أن توفي سنة 314ه104/م.أبو الوليد ّ
ابن الفرض ي ،تاريخ علماء ألاندلس ،تحقيق إبراهيم ألابياري ،القاهرة ،دار الكتاب املصري ،دار
الكتاب اللبناني ،بيروت0801 ،ه ،0141 /ط ،2ج ،0ص .00 ،08املعيار مج ،01ص.201 ،204
ابن عذاري املراكش ي ،البيان املغرب و في أخبار املغرب ألاندلس ،تحقيق ج .س .كوالن و ليفي
برزفنسال ،بيروت ،دار الثقافة،ط 0804 ،0ه0114 /م ،ج ،2ص ،010،022،عبد هللا
عنان،دولة إلاسالم في ألاندلس ،الخالفة ألاموية و الدولة العامرية ،العصر ألاول ،القسم ألاول،
مكتبة الخانجي ،القاهرة0808 ،ه ،0117/ط ،8ص ص .243 ،240
( -)81املعيار ،مج 01ص ص 220 ،221؛،مج ،1ص ،423ص.228