Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر الرقابة االدارية الوظيفة اإلدارية الرابعة من الوظائف اإلدارية األخرى و هي تقع في‬

‫نهاية النشاط اإلداري ‪ ،‬و تعتبر حلقة وصل بين الصياغه والتطبيق وتحديد االهداف و‬

‫شكل األهداف مستويات اإلنجاز و مدى اتقاقها مع ما تم التخطيط له و تحقيق األهداف‬

‫المنشودة و تقديم الحلول الفورية للعالج إذا ما كانت هناك مشاكل أو معوقات من خالل‬

‫التغذية العكسية‪.‬‬

‫فالرقابة الفعالة تعتمد على اإلشراف ‪ ،‬التوجيه ‪ ،‬اإلصالح ‪ ،‬ال على مجرد کشف اإلنحرفات‬

‫و اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمعاقبة مرتكبيها و على هذا يمكن أن ننظر للرقابة كعملية إدارية‬

‫تلعب دور محوريا في التنمية اإلدارية و إحدى أهم وظائفها العامة‪.‬‬

‫وسنتناول في هذا الفصل اإلطار النظري للرقابة اإلدارية و تحديد أهم عناصرها ثم ننتقل إلى‬

‫مراحل و المرتكزات بالتطرق إلى أنواع و مصادر الرقابة اإلدارية و أخي ار مزايها وعيوبها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الرقابة اإلدارية‬

‫تعد الرقابة اإلدارية وظيفة هامة من وظائف اإلدارة ‪ ،‬لما تحققه من دور كبير في التأكيد من‬

‫جودة االداء و متابعة تنفيذ الخطط بكفاءة عالية ‪ ،‬وقد تطرق إليها العديد من الكتاب‬

‫والباحثين و اإلداريين ‪ ،‬وفي العديد من المراجع و المواضيع‬

‫وفي هذا المبحث سوف نحاول شرح مفهوم الرقابة اإلدارية إضافة إلى التعرف على‬

‫عناصرها و مراحلها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الرقابة اإلدارية‬

‫قبل عرض أهم التعاريف االصطالحية للرقابة اإلدارية سنحاول التطرق إلى المفهوم اللغوي‬

‫لمعرفة أصل كلمة رقابة‪.‬‬

‫أ‪ .‬المعنى اللغوي لمفهوم الرقابة‪:‬‬

‫من الجانب اللغوي نجد أن مصطلح "الرقابة" يحمل العديد من المعاني ‪ ،‬نجد منها‪:‬‬

‫نقول فالن مراقب ‪ ،‬و فالن مراقب ‪ ،‬إذا راقب ‪ ،‬يراقب ‪ ،‬مراقب‪...‬‬

‫إن كلمة الرقابة مشتقة من رقب ‪ ،‬يرقب ‪ ،‬وراقبه ‪ ،‬مراقبة ‪ ،‬بمعنى أحرصه ‪ ،‬و رقيب‬

‫العشيرة هو حارسه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫أما في المعاجم العربية فقد ورد معجم مختار الصحاح " أن الرقيب هو الحافظ و المنتظر‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وراقب بمعنى خاف و من ذلك راقب هللا خافه‬

‫و لقد تناول الكريم في العديد من اآليات الكريمة التي تشير إلى كلمة رقابة و أهميتها لحيات‬

‫‪2‬‬
‫االمسلمين‪ ،‬و من هذه اآليات نجد قوله عز وجل ‪( :‬ما يلفظ من قوله إال لديه رقيب عتيد)‬

‫‪3‬‬
‫و قوله أيضا‪ (:‬إن هللا كان عليكم رقيبا)‬

‫و قد ورد في كتاب صحيح البخاري قول ابي بكر الصديق رضي هللا عنه‪ ( :‬إرقبوا محمدا‬

‫صلى هللا عليه وسلم في اهل بيته)‪ 4‬و في ذلك دليل على الحفظ‪.‬‬

‫وقد عرفتها الموسوعة السياسية ‪ :‬الرقابة سلطة تكتب مفاهيم تختلف باختالف األنظمة‬

‫والعهود و تعطى األشخاص معنيين مثال لجنة مراقبة األفالم السينمائية أو بعض السلطات‬

‫مثل وزير الداخلية أو المحافظ أو رئيس البلدية بهدف ممارسة مراقبة وقائيه على مضامين‬

‫بعض الحريات العامة و المراسالت ‪ ،‬األفالم‪ ،‬المنشورات ‪ ،‬أو بإسم قيم ومبادئ قد تكون‬

‫‪5‬‬
‫أخالقية‪ ،‬فلسفية ‪ ،‬سياسية أو دينية‬

‫هذا بالنسبة لمعنى الرقابة باللغة العربية أما باللغة الفرنسية نجد‪:‬‬

‫محمد لبي بكر عبد القادر الرازي ‪ ،‬مختار الصحاح ( لبنان ‪ :‬المكتبة العصرية‪ ، )1996 ،‬ص‪. 126.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة ق‪ ،‬االية ‪18‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬االية ‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫ابي عبد هللا محمد بن إساعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري ( بيروت ‪:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ، )2004 ،4‬ص‪678‬‬
‫موسوعة سياسية‪ ،‬د‪ .‬عبد الوهاب الكيالي واخرون‪ ،‬دار الفارس للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬ط‪ ،1991 ،2‬ص‪827‬‬ ‫‪5‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫وفقا لقاموس إميل ليتري ‪ ) contre-rôle (:‬و تعني ضد العمل فأصلها ينقسم إلى جزئين‪،‬‬

‫األول (‪ )contre‬و تعني المواجهة‪ ,‬و الجزء الثاني (‪ )rôle‬و تعني سجل أو القائمة‪.‬‬

‫و قد فقدت هذا المعنى عبر الزمن و أصبحت تعني اإلشراف والمتابعة‪.1‬‬

‫ب‪ .‬المعنى االصطالحي مفهوم الرقابة‬

‫لم يحظى مفهوم الرقابة اإلدارية بتعريف موحد فقد تعددت مفاهيمه و تنوعت‪ ،‬و سنتطرق‬

‫الى أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫عرف هنري فايول الرقابة كما يلي ‪ :‬تنطوي الرقابة على التحقق عم إذا كان كل شيء‬

‫يحدث طبقا للخطة الموضوعة ‪ ,‬و التعليمات الصادرة و المبادئ المحددة وان غرضهاهو‬

‫اإلشارة هو اإلشارة إلى نقاط الضعف و األخطاء بقصد معالجتها ومنع تكرار حدوثها و هي‬

‫تطبق على كل شيء األشياء ‪ ،‬النفس واألفعال ‪ ، 2‬وتعرف كذلك بانها تلك الوظيفة اإلدارية‬

‫‪3‬‬
‫التي يتم من خاللها التأكد أن األداء يتماشى مع أهداف و خطط و معايير المنشئة‪.‬‬

‫و قيل أنها وظيفة تقوم بها السلطة المختصة بقصد التحقق من العمل يسير وفق األهداف‬

‫‪4‬‬
‫المرسومة بكفاية و الوقت المحدد لها‬

‫قاموس الهدى‪ ،‬إبراهيم قالتي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائري‪،2001 ،‬ص‪205‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد رسالن الجيوسي ‪ ،‬جملية جاد هللا ‪ ،‬اإلدارة علم و تطبيق ‪ ،‬دار السيرة للنشر و التوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ، 2008 ،‬ص‪.173‬‬
‫محمد سرور الحريري ‪ ،‬اإلدارة الحديثة ‪ ،‬مؤسسة الوارق للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2014،‬ص ‪68‬‬ ‫‪3‬‬

‫بسام عوض عبد الرحيم عياصرة ‪ ،‬الرقابة المالية في النظام اإلقتصادي اإلسالمي ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2009‬ص ‪28 .‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫و تعرف أيضا الرقابة أنها ‪ :‬مجموعة تقنيات تستعمل في جميع الميادين و تقوم بتسهيل‬

‫وتحسين و أخذ الق اررات للتعرف على األخطاء من خالل تصحيح األخطاء و اکتشاف‬

‫‪1‬‬
‫التالعبات و معالجتها و كذلك تقييم األداء‬

‫في حين تعرف الرقابة اإلدارية بمفهومها الصحيح انها عملية مستمرة لمقارنة اإلنجاز الفعلي‬

‫‪2‬‬
‫مع المخطط لتحديد االنحرافات إن و جدت و اتخاذ اإلجراءات التصحيحية المعالجتها‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن استخالص تعريف إجرائي للرقابة اإلدارية كما يلي‪:‬‬

‫الرقابة اإلدارية هي عبارة عن نشاط إداري منظم تقوم به الجهة المسؤولة يشمل على‬

‫المالحظة المستمرة لالداء وقياس أساليبه مقارنتها بالمعايير الموضوعة مسبقا لتحديد‬

‫االنحرافات و توخي الضعف و الخطأ وتحديد أنسب الطرق العالجية و التصحيحية التي‬

‫تحقق اإلستخدام األمثل للموارد المتاحة للمؤسسة لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫و نستخلص من هذه التعاريف خصائص الرقابة اإلدارية و يمكن عرضها كما يلي‪:‬‬

‫سرعة اإلبالغ عن االنحرافات ‪ :‬إن نظام الرقابي الفعال هو ذلك النظام الذي يمكنه‬ ‫•‬

‫إكتشاف اإلنحرافات و األخطاء قبل حدوثها فعال‪.‬‬

‫منصور بن اعمارة ‪ ،‬إجراءات الرقابة المحاسبية و الجبائية ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬الجزائر‪، 2011 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪11‬‬
‫باسم محمد الخميري ‪ ،‬اإلدارة الوظائف و الممارسة ( عمان ‪ :‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ ،)2015 ،‬ص‪223‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫• التنبؤ بالمستقبل ‪ :‬بمعنى التنبؤ باالنحرافات بشكل مسبق باإلعتماد على النماذج‬

‫‪1‬‬
‫الدقيقة في ذلك في وقت يسمح للقيام باإلجراءات التصحيحية قبل وقوع المشكلة‬

‫• الدقة ‪ :‬المعلومات المتعلقة لألداء يجب أن تكون دقيقة بحيث البيانات غير الدقيقة‬

‫الناتجة عن ضمان الرقابة يمكن أن تقود المنظمة على اتخاذ إجراء إما أنه سوف‬

‫يفشل في معالجة المشكلة أو يؤدي إلى خلق مشكلة لم تكن موجودة من قبل و يعتبر‬

‫تقييم دقة المعلومات من أهم المهام الرقابة اإلدارية التي يواجهها المديرون‬

‫• التوقيت ‪ :‬ال يعني التوقيت السرعة بل هو ان تأتي المعلومات في الوقت المناسب و‬

‫للجهة المستفيد منها فال فائدة من معلومات تصل قبل اوانها بوقت طويل‪ ،‬فتهمل أو‬

‫بعد أوانها فتصبح غير فائدة‪.‬‬

‫• المشاركة ‪ :‬ينبغي ألي نظام رقابي فعال أن يكون مقبول لجميع أعضاء الموظفين‬

‫في المؤسسة و حتى يكون هناك قبول فال بد من مشاركة األعضاء في تصميم هذا‬

‫النظام فكلما كانت هناك مشاركة كان هناك قبوال و كلما كان هناك متابعة أدى إلى‬

‫‪2‬‬
‫نجاح العملية الرقابية‪.‬‬

‫محمد رسالن الجيرسي ‪ ،‬جميلة جاد هللا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 180‬‬ ‫‪1‬‬

‫دالل غلوسي‪ ،‬الرقابة اإلدا رية و التسيب اإلداري في المؤسسة‪ ،‬دراسة ميدانية في مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بتبسة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫منكرة لنيل شهادة الماجستير في علم اإلجتماع تخصص تنظيم و عمل ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية جامعة محمد‬
‫خيضر ‪ ،2015 - 2014 ،‬ص ص ‪66- 64 - 62.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر الرقابة اإلدارية‬

‫لكي يكون نظام الرقابة فعال و يؤدي الدور الذي وجد من أجله يجب أن تتوفر فيه مجموعة‬

‫من العناصر و سنتطرق في هذا المطلب إلى أهم تلك العناصر‪:‬‬

‫‪ .1‬وجود اهداف نوعية محددة و مؤشرات و معايير و سياسات واضحة ‪ :‬و هي أمور‬

‫توضح بدقة لتشكل معالم تتوفي أجهزة المنظمة على مختلف مستوياتها و اإللتزام بها‬

‫بدقة‪ ، 1‬مماثلة و األهداف العامة التي وجدت المنظمة من أجل تحقيقها و الوضع‬

‫التنافسي للمنظمة بالنسبة للمنظمات األخرى المماثلة داخل البالد و خارجها ‪ ،‬لها‬

‫كلها أثر بارز و مؤكد في ذلك وما لم توجد مثل هذه األهداف و المعايير و‬

‫السياسات فإن من العبث توفي الرقابة الفعالة‪.‬‬

‫‪ .2‬قياس مستوى األداء الفعلي و تحديد االنحرافات ‪ :‬هذا القياس ضروري لتحديد‬

‫مدى قرب أو بعد ما تم تحقيقه فعال بالنسبة إلى األهداف النوعية و المؤشرات‬

‫األخرى المقررة ‪ ،‬ما يسمح بتحديد االنحرافات و حجمها و آثارها السلبية على تشغيل‬

‫المنظمة أحيانا و على مستقبلها أحيانا أخرى‬

‫كمال نور هللا ‪ ،‬وظائف القائد اإلداري ‪ ،‬دار طالس للدراسات و الترجمة و النشر ‪،‬سوريا‪ 1992 ،‬ص‪174‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ .3‬التحري عن وسائل و أساليب تصحيح اإلنحرافات‪ :‬وذلك باكتشاف األسباب التي‬

‫أدت الي تحقيق النتائج المشاهدة والوسائل واألساليب التي يحقق إتباعها تصحيح مما‬

‫يساعد القائد اإلداري على ممارسة مهامه االصلية في إعادة ضبط النظام وإعادة‬

‫‪1‬‬
‫التوازن اليه‪.‬‬

‫‪ .4‬مقارنة النتائج المتحققة مع المعايير المرسومة‪ 2:‬والرقابة التي ال تستند على هذه‬

‫العناصر انها رقابة عشوائية و ذات طابع شخصي ال يرتكز على أساس سليم و ال‬

‫يمكن أن تحقق أغراضها وهي في الغالب تبذير للجهد والمال ال مبرر له‪ ،‬بل قد‬

‫تؤدي إلى انعكاسات سلبية عن العمل ‪.‬‬

‫‪ .5‬التقرير ‪:‬و هو وسيلة اإلتصال لتوصيل المعلومات من المصدر إلى الملتقى وتشمل‬

‫التقارير على االنحرافات أو األخطاء دون األعمال الروتينية و يتماشي هذا مع مفهوم‬

‫اإلدارة باإلستثناء أي أن يتناول التقرير االستثناءات التي تحتاج إلى قرار إداري في‬

‫‪3‬‬
‫المستوى اإلداري المناسب‪.‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪275-274 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسين احمد الطراونة ‪ ،‬توفيق صالح عبد الهادي ‪ ،‬الرقابة اإلدارية ‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ 2011‬عمان ‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫عبد الفتاح محمد الصحن ‪ ،‬محمد السيد سرايا‪ ،‬فتحي رزاق السافيري ‪ ،‬الرقابة و المراجعة الداخلية المكتب الجامعي‬ ‫‪3‬‬

‫الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2007 ،‬ص‪20‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف الرقابة اإلدارية‬

‫إن المقصود بالرقابة هو ضرورة تأسين القيادة الناجحة في إدارة المؤسسة و منه فإن‬

‫األهداف األساسية للرقابة اإلدارية الناجحة تتمثل في‪:‬‬

‫✓ إتباع القوانين و األنظمة و التعليمات الصادرة في المشروع و تطبيقها بشكل جيد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫✓ حماية األصول و منع التجاوزات واالخطاء وتسجيل العمليات بدقة‪.‬‬

‫✓ خدمة اإلدارة و مساعدتها في ضمان أن األداء يتم وفق الخطط الموضوعية‪.‬‬

‫✓ تعميم الخبرات الجيدة أي معرفة أماكن تحقيق النجاح و استخالص النتائج المطلوبة‬

‫من ذلك بغية تعميم هذه النجاحات على أماكن أخرى في المؤسسة‪.‬‬

‫✓ معرفة اال خطاء في الوقت المناسب و اكتشاف النقائص و معرفة مواضيع نشوء‬

‫صعوبات و كذا أسبابها بغية إزالتها بأقصى سرعة و بدون تأخير حتى يتواصل و‬

‫يستمر نشاط المؤسسة‪2.‬‬

‫نواف محمد عباس الرماحي ‪ ،‬المحاسبة اإلدا رية ‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع ‪،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪175‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫كما يستهدف النظام الرقابي تحقيق التوازن الحركي للمنظمة في كل من األجل القصير‬

‫واألجل الطويل و ذلك من خالل مكونين‪:‬‬

‫• مكون الضبط ‪ :‬و يعني ضبط التنفيذ في األجل القصير بين التدفق المادي و تدفق‬

‫المعلومات و ذلك من خالل العناصر التالية ‪ :‬قياس‪ -‬مقارنة‪ -‬تصحيح‪.‬‬

‫• مكون التكيف ‪ :‬و يعن ى إحداث نوع من المالئمة بين التدفق المادي مع تدفق‬

‫المعلومات إلى المنظمة من التغيرات البيئية و ذلك من خالل عناصر التالية ‪:1‬‬

‫‪ -‬تميز المتغيرات التكنولوجية ‪ ،‬اإلقتصادية ‪ ،‬و البيئية و الدولية في البيئة و تحليل‬

‫تأثيرها على المنظمة‬

‫‪ -‬اتخاذ قرار خاص بتحديد اإلستراتيجيات المناسبة لهذه التغيرات‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬تعديل سياسات و إستراتيجيات المنظمة حتى تتالئم مع هذه التغيرات البيئية‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد من التزام اإلدارة بكافة القوانين و األنظمة و التعليمات أثناء ممارستها‬

‫لنشاطاتها وهذا ما يعرف بمبدا الشرعية إذ أن على اإلدارة العامة واجب العمل في‬

‫دائرة القانون وااللتزام به فاذا خالفت القانون اعتبر تصرفها غير مشروع و ينزل عليه‬

‫جازء عدم المشروعية ‪.‬‬

‫مبروك براهيم السعيد ‪ ،‬اإلتصال اإلداري و إدارة المعرفة بالمكتبات و مرافق المعلومات‪ ،‬دار الوفاء للدنيا الطباعة‬ ‫‪1‬‬

‫والنشر‪ ،‬اإلسكند رية‪ ، 2017 ،‬ص‪104‬‬


‫محمد الصبريفي ‪ ،‬تنمية المهارات اإلدارية و السلوكية للعاملين الجدد‪ ،‬مؤسسة حرص الدولية النشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسكندرية ‪ ، 2009 ،‬ص ص ‪152 -515 .‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ -‬ضمان حماية حريات األفراد و حقوقهم ‪ ,‬ذلك أن اإلدارة تمنح حقوقا وامتيازات تسهل‬

‫عليها ممارسة وظائفها و أنشطتها التي تهدف من ورائها الي تحقيق الصالح العام ‪،‬‬

‫إال ان ذلك قد يرافقه إسراف في استعمال هذه الحقوق و اإلمتيازات مما يهدد مصالح‬

‫وحقوق االفراد بالخطر‪ ،‬و من هنا تبرز أهمية دور الجهات الرقابية لمنع هذا التجاوز‬

‫و الحد من إساءة استعمال هذه الحقوق و اإلمتيازات‬

‫‪ -‬تحفيز الموظفين على األداء الجيد و اإللتزام بالقوانين و األنظمة ‪ ،‬فلقد أصبح‬

‫لألجهزة الرقابية دور فعال و مؤثر في تحفيز العاملين و شحذ همهم و طاقتهم من‬

‫خالل إبراز الجوانب اإليجابية في أعمالهم و عدم التركيز على الجوانب السلبية فقط‬

‫و مثال ذلك قيام ديوان الرقابة و التفتيش اإلداري بتوجيه كتب شكر للدوائر التي‬

‫تثبت سالمة أعمالها وأنشطتها و مطابقتها للقوانين و األنظمة عند القيام بتدقيق‬

‫أعمال تلك الدوائر ‪ ،‬أما بالنسبة للموظف فيتم تحفيزه من خالل منحه زيادة سنوية‬

‫إضافية في الدرجة الواحدة إذا كان التقدير الوارد عنه في التقرير السنوي بدرجة‬

‫ممتاز و كان تقديره في السنة السابقة مباشرة بدرجة ممتاز أيضا ‪ ،‬و ذلك وفقا‬

‫‪1‬‬
‫ألحكام نظام الخدمة المدنية‬

‫حمدي سليمان القبيالت ‪ ،‬الرقابة اإلدارية و المالية على أجهزة الحكومية ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 1998‬ص ص ‪24-23 ،‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مرتكزات الرقابة اإلدارية‬

‫الكالم على الرقابة اإلدارية يدفعنا للشعور يدفعنا للشعور بأهميتها و االنتباه ألثرها ‪ ،‬فهي‬

‫القاعدة الخلفية للعمل اإلداري ‪ ،‬فإذا شعر اإلداري أن نظام الرقابة يعمل دون توقف شعر‬

‫باالمان و اإلطمئنان دفعه ذلك للقيام بأعباء اإلدارة بكل ثقة‪.‬‬

‫و تعدد أنواع الرقابة يؤدي إلى تعدد أساليبها و فوائدها و هكذا كي ينجح نظام الرقابة في‬

‫بلوغ االهداف التي يرمي إليها و هذا ما سنحاول التطرق إليه من خالل مضمون هذا‬

‫المبحث الذي قسم إلى ثالثة مطالب‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع الرقابة اإلدارية‬

‫بما ان الرقابة اإلدارية هي العملية األكثر أهمية في المنظمة اإلدارية ‪ ،‬حيث تسعى إلى أن‬

‫يتم النشاط اإلداري على أحسن وجه ‪ ،‬فمن الطبيعي أن تتعدد أنواعها إذ ال يوجد تصنيف‬

‫واحد يعتمد في تحديد هذه األنواع ‪ ،‬و من األسس التي يتم من خاللها التميز بين أنواع‬

‫المتعددة للرقابة اإلدارية أهمها ‪:‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫إن الهدف الرئيسي من الرقابة اإلدارية كما ذكرنا هو الكشف عن االنحرافات بغرض‬

‫تصحيحها و تعتمد هذه المهمة اعتماد كبير على كيفية قياس األداء و التي بدورها تحدد نوع‬

‫الرقابة ويرى البعض أن أنواع الرقابة اإلدارية خمسة ‪:‬اإلشراف ‪،‬المتابعة‪ ،‬التحريات‪ ،‬التفتيش‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫التقارير‬

‫و هناك تقسيم آخر حسب بعض اإلداريين وفقا للمعايير اآلتية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الرقابة وفقا لمعيار التوقيت ‪ :‬و تنقسم إلى األنواع التالية ‪:‬‬

‫الرقابة الوقائية ‪ :‬و تقوم هذه الرقابية على قاعدة درهم وقاية خير من قنطار عالج وتعمل‬

‫على أساس التنبؤ أو توقع الخطأ و اكتشافه قبل حدوثه و العمل بمختلف السبل‬

‫على منع حدوثه‪.‬‬

‫الرقابة المتزامنة ‪ :‬تقوم هذه الرقابة على قاعدة متابعة التنفيذ لحظة بلحظة و العمل‬

‫على معالجة االنحرافات أول بأول أي أنها تعمل على أساس مواكبة عملية التنفيذ خطوة‬

‫بخطوة و العمل على معالجة االنحرافات التي قد تحصل بشكل فوري ‪ ،‬و خير مثال عليها‬

‫هو متابعة مالحظ الدوام بأن بطاقة الخروج من و إلى العمل يتم ختمها من قبل‬

‫‪2‬‬
‫الموظف نفسه و ليس من قبل غيره‪.‬‬

‫محمود عزت اللحام ‪ ،‬علي صالح الضالعين ‪ ،‬ماهر عولت شميلة ‪ ،‬مصطفی يوسف کاف‪ ،‬إدارة المؤسسات المالية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار األعصار العلمي للنشر و التوزيع ‪،‬عمان‪ ، 2015 ،‬ص‪173‬‬


‫فيصل محمد الشواورة‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال مفاهيم نظرية و تطبيقات علمية ‪ ،‬دار المناهج للنشر‪ ،‬عمان ‪2013 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪199‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫الرقابة الالحقة ‪ :‬هي التي تتضمن عملية الضبط اإلعالمي للرسالة بعد أن يكون قد تم‬

‫نشرها أو اإلعالن عليها ‪ ،‬حيث تقوم هذه الرقابة على قاعدة مقارنة النتائج باألهداف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أنواع الرقابة حسب مستوياتها ‪:‬‬

‫الرقابة على مستوى الفرد ‪ :‬هي رقابة على األداء الوظيفي لكل فرد في منصب عمله‪.‬‬

‫الرقابة على مستوى الوحدات اإلدارية ‪ :‬هي رقابة على األداء الوظيفي لكل وحدة‬

‫إدارية‪.‬‬

‫رقابة على مستوى وظائف المؤسسة ‪ :‬هي رقابة على أداء كل وظيفة من وظائف‬

‫المؤسسة مثل ‪ :‬وظيفة اإلدارة العامة ‪ -‬وظيفة إنتاج األنشطة و الخدمات ‪ -‬وظيفة الخدمات‬

‫العامة ‪ -‬وظيفة اإلعالن و التسويق ‪ -‬وظيفة األفراد الموارد البشرية‪.‬‬

‫رقابة حسب مستوى المؤسسة ‪ :‬هي رقابة على أداء كلي المؤسسة من خالل الكلية‬

‫‪1‬‬
‫للمؤسسة و هي تقوم بوظائفها‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أنواع الرقابة حسب مصدرها ‪:‬‬

‫تنقسم الرقابة اإلدارية حسب المصدر إلى نوعين داخلية و خارجية‪:‬‬

‫بسام عبد الرحمان المشاقبة ‪ ،‬الرقابة اإلعالمية ‪،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪ ، 2014 ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫الرقابة الداخلية ‪ :‬يقصد بها أنواع الرقابة التي تمارسها كل منظمة بنفسها على أوجه‬

‫النشا طات و العمليات التي تؤديها و التي تمتد خالل مستويات التنظيم المختلفة ‪.1‬‬

‫الرقابة الخارجية ‪ :‬تعرف الرقابة الخارجية بأنها الوسيلة التي يستعين بها النظام الحاكم‬

‫لتقدير أداء و فعالية المنظمات اإلدارية ‪ ،‬حيث تختص بفضل مشروعية النشاط اإلداري‬

‫وتوافقه مع السياسة العامة للدولة ‪.2‬‬

‫رابعا ‪ :‬أنواع الرقابة حسب وسيلتها‬

‫رقابة مكتبية ‪ :‬هي رقابة يمارسها كل رئيس على مرؤوسيه و أعمالهم في مكتبة حيث‬

‫تصله التقارير من مرؤوسيه بشرط أن تكون هذه التقارير شاملة و دقيقة‪.‬‬

‫رقابة ميدانية ‪ :‬يمارسها الرئيس على مرؤوسيه و أعمالهم في أماكن عملهم حيث يقوم‬

‫بمالحظتهم في مواقع أداء عملهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أنواع الرقابة حسب طبيعتها‬

‫رقابة دورية ‪ :‬هي رقابة مستمرة تهدف إلى الوقاية من وقوع األخطاء و هي األصل‪.‬‬

‫فيصل حسونة ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية ‪،‬دار اسامة للنشر و التوزيع ‪،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫عنترة بن مرزوق ‪ ،‬الرقابة اإلدارية و دورها في مكافحة الفساد اإلداري في اإلدارة الجزائرية ‪ ،‬دراسة ميدانية لوالية برج‬ ‫‪2‬‬

‫بوعريريج‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير بقسم العلوم السياسية و العالقات الدولية تخصص إدارة الموارد البشرية جامعة بن‬

‫يوسف بن خدة ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و العالقات الدولية ‪،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫رقابة عارضة ( عالجية) ‪ :‬و هي رقابة طارئة لتصحيح اإلنحراف في العمل‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أنواع الرقابة حسب أهدافها‬

‫رقابة إستراتجية ‪ :‬بعيدة المدى متعلقة باألهداف الكبرى للمؤسسة تقوم بها اإلدارة العليا‪.‬‬

‫رقابة مرحلية ‪ :‬متعلقة بمراحل عمل المؤسسة على ضوء مرحلة زمنية محددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رقابة وظيفية ‪ :‬متعلقة ببرامج األعمال و األنشطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب الرقابة اإلدارية‬

‫تعدد اساليب الرقابة اإلدارية التي تتبعها المنظمات لتقدير ما تم إنجازه من أعمال مقارنة مع‬

‫ما تم وضعه و من خالل هذا العنصر سوف نتطرق إلى بعض األساليب الهامة التي تستند‬

‫عليها المنظمات اإلجراء العملية الرقابية‪:‬‬

‫‪ .1‬أسلوب الموازنة ‪:‬‬

‫هو أسلوب واسع االنتشار في الرقابة ‪ ،‬و الموازنة هي عبارة عن ترجمة رقمية مالية الخطة‬

‫لفترة زمنية معينة غالبا المدة سنة ‪ ،‬و هي تعني بتخصيص و استخدام الموارد المختلفة‬

‫لنشاطات المنظمة في المستقبل لفترة زمنية معينة ‪ ،‬و يمكن استخدامها وسيلة رقابية الرقابة‬

‫للراقابة على التخصيص و استخدام القوى العاملة و هناك عدة أنواع من الموازنات منها‪:‬‬

‫بدر الدين زواقة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص ‪294-293‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫الموازنة الرأسمالية والموازنة النقدية و موازنة ساعات اآلالت وموازنة اإلنفاق ‪ ،‬و يقوم‬

‫المحللون الماليون والمحاسبون المسؤولين عن إعداد هذه الموازنات ‪ ,‬والموازنة تمثل معايير‬

‫تعتمد أساسا لمقارنة األداء و اإلنجاز الفعلي و تحديد االنحرافات المالية على األرقام الواردة‬

‫‪1‬‬
‫في الموازنة‪.‬‬

‫‪ .2‬أساليب الرقابة على الموارد البشرية‪:‬‬

‫نفترض أن إحدى المنظمات لها ثالثة فروع تقدم نفس المنتج و تستخدم ثالثة مستويات‬

‫مختلفة من اآللية‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم مستوى آلية منخفض حيث معظم اآلالت اليدوية أو ميكانيكية توجد بواسطة‬

‫العنصر البشري‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم مستوي الية متوسط حيث معظم اآلالت أوتوماتيكية ذاتية األعداد و الضبط‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم مستوى آلية متقدم حيث معظم اآلالت تعمل بالحاسب اآللي وفقا لبرامج‬

‫‪2‬‬
‫معدة مسبقا‪.‬‬

‫حسين حريم ‪ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة ( النظريات‪-‬العمليات اإلدارة ‪ -‬وظائف المنظمة )‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2006‬عمان‪ ، ،‬ص ‪.319‬‬

‫محمد اسماعيل بالل ‪ ،‬مبادئ اإلدارة بين النظرية و التطبيق ‪،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2004 ،‬ص ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪375-374‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ .3‬أسلوب بيرت التكلفة ‪:‬‬

‫إن كلمة بيرت هي اختصارها يعتبر أسلوب لتقييم البرامج والمراجعة تم استخدامه ألول مرة‬

‫في مجموعات الدفاع المعقدة و كان التركيز األساسي على جدولة الوقت أو بيرت و بعد‬

‫سنوات قليلة أضيف متغير التكلفة إلى مدخل بيرت للتخطيط والرقابة و بذلك أصبح بيرت‬

‫التكلفة يؤدي إلى تكامل بيانات الوقت و بيانات التكاليف المقابلة كما يسمح بمقارنة الخطط‬

‫البديلة للوقت‪.‬‬

‫ورغم هذا األسلوب يسهل التخطيط و الرقابة إال أنه يجعل بعض الوظائف اإلدارية االخرى‬

‫مثل التنسيق أكثر صعوبة‪.‬‬

‫‪ .4‬أسلوب الوقت الفعلي‪:‬‬

‫شاع استخدام هذا األسلوب الرقابي مع ازدياد استخدامات الحاسوب حيث بدأت بعض‬

‫النظم الرقابية باستقبال معلومات فورية سواء على شكل تغذية عكسية أو تغذية أمامية ‪ ،‬و‬

‫تسعى هذه المعلومات الفورية للوقت الفعلي و نجد أن نظم الرقابة مع هذه القدرة من الوقت‬

‫الفعلى التي يتم إعدادها في صيغة رياضية على الحاسوب تحقق توجيه اتخاذ القرار من‬

‫خالل تسجيل و إعداد تقرير بما يحدث فعال و نجد في نظام الوقت الفعلي أن الق اررات يتم‬

‫وضعها في برنامج في النظام ( نواحي الرقابية مقفولة) مثل نظام الرقابة على المخزون‬

‫المستخدم في متاجر التجزئة المفردة او تتطلب تصرفات تقديرية (نواحی رقابية مفتوحة) مثل‬

‫شركات الطيران التي تعرف بتحديد موقف كل مسافر من كل طائرة‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ .5‬أسلوب المراجعة اإلدارية‪:‬‬

‫يتضمن هذا األسلوب مراجعة شاملة للهيكل التنظيمي للمشروع ‪ ،‬أو لفرع من فروع‬

‫المشروعات الحكومية أو ألي وحدة من تلك التنظيمات مثل قسم أو إدارة و كذلك مراجعة‬

‫الخطط و األهداف و أساليب العمليات كما يشمل جميع ما تتضمنه طبيعة المراجعات‬

‫‪1‬‬
‫اإلدارية‪ .‬إنه أسلوب يهتم باإلدارة الشاملة للمنظمة أو المشروع‬

‫‪ .6‬أسلوب الرقابة األمامية ‪:‬‬

‫إقترح کنتز (‪ )koontz‬بعض اإلرشادات لتحسين الرقابة عن طريق التغذية األمامية منها‪:‬‬

‫• مطلوب تخطيط و تحليل کامليين و بالطبع نجد أن التخطيط حيوي لجميع نواحي‬

‫الرقابة ولكنه يطبق على المدخالت و يجب تعريفها و ربطها بالنتائج المرغوبة‪. .‬‬

‫• ينبغي أن يستمر نظام التغذية األمامية ديناميكيا حيث ينبغي رقابة المدخالت الجديدة‬

‫أو غير متوقعة على أساس دائم‪.‬‬

‫• ينبغي إعداد نموذج لنظام الرقابة ‪ ،‬حيث يجب على األقل استخدام نظام مبسط و‬

‫ليكن نمونجا رياضيا قابال للبرمجة على الحاسوب ‪،‬و ذلك لحساب المتغيرات‬

‫المدخالت الكثيرة وتقييم آثارها‬

‫سكينة بن حمود‪ ،‬مدخل للتسيير و العمليات اإلدارية ‪ ،‬دار األمة الطباعة والنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.162-161‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫• تتطلب الرقابة عن طريق (التغذية األمامية ) ‪ ،‬القيام بتصرفات معينة و ينبغي أن‬

‫يسمح النظام للمدير بوقت كافي للقيام بالتصرفات المناسبة و تصحيح المشاكل‬

‫المحتملة أو القائمة‪.‬‬

‫‪ .7‬أسلوب استخدام النسب المالية ‪:‬‬

‫تعتبر النسب المالية أسلوبا فعاال للرقابة على أداء نشاطات المشروعات من جميع جوانبها‪.‬‬

‫و تختلف النسب المالية بإختالف القائم بالتحليل فقد يكون المحلل مصرفا يحلل لكي يمنح‬

‫قروض قصيرة األجل ‪ ،‬لهذا يهتم بالمركز القصير األجل للمنظمة أو بالسيولة ‪ ،‬لكن‬

‫اللدائنين و المقرضين لآلجال الطويلة يركزون على القوة الربحية و على كفاءة التشغيل ‪ ،‬و‬

‫بالمثل نجد المستثمرين يهتمون بالريح ية و الكفاءة الطويلة األجل ‪ ،‬و نجد أن اإلدارة تهتم‬

‫بكل هذه التحليالت المالية ‪ ،‬حيث ينبغي أن تكون قادرة على تسديد ديونها سواء كانت ديونا‬

‫‪1‬‬
‫قصيرة أو طويلة األجل‪.‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.164 -163 .‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مزايا و عيوب الرقابة اإلدارية‬

‫تلقى العملية الرقابية مقاومة كبيرة من المرؤوسين و ذلك ألنها وظيفة معقدة و قاسية و من‬

‫هنا تسعى اإلدارة جاهدة للتعرف على معوقات و مزايا الرقابة اإلدارية والتي تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا الرقابة اإلدارية‬

‫• تقوم الرقابة بوظيفتين أساسيتين وظيفة وقائية ووظيفة تنمية الكفاية ‪ ،‬الوظيفة األولى‬

‫تهدف إلى حماية المنظمة من أخطار العاملين فيها أما الوظيفة الثانية فهي تعمل‬

‫على التأكد من أن سياسات و نظم اإلدارية الموضوعة و الخطط المعمول بها يتم‬

‫‪1‬‬
‫تنفيذها دون أية انحراف من أجل تحقيق الهدف بأكبر كفاية ممكنة‪.‬‬

‫‪ -‬تساعد على تحقيق األهداف بسرعة و فاعلية‪.‬‬

‫‪ -‬تكشف االنحرافات و األخطاء قبل حدوثها أو في بدايتها لإلسراع بعالجها‪.‬‬

‫عبد الفتاح دياب حسين ‪ ،‬التخطيط و الترقية أساس نجاح اإلدارة ‪،‬مطبوعات مجموعة االستشا رية العربية القاهرة‪ ،‬مصر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬ط‪ ،2‬بدون سنة النشر‪ ،‬ص ‪116‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ -‬تعمل على تشجيع األفراد للقيام بأدوارهم‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بتحليل أسباب الخطا للتصحيح و العالج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اتخاذ القرار المناسب في المكان المناسبة‪.‬‬

‫‪ -‬تميز الرقابة اإلدارية بين األخطاء الرئيسية و الثانوية مع التركيز على معرفة أسباب‬

‫تلك األخطاء االقتراح كيفية المعالجة‪.‬‬

‫‪ -‬تكون مرنة و سهلة الفهم بالنسبة للعاملين الرؤساء و المرؤوسين و يستوجب هذا األمر أن‬

‫تكون المعايير المستخدمة في الرقابة اإلدارية مرنة و مفهومة و لها القدرة على التكيف مع‬

‫‪2‬‬
‫الظروف‪.‬‬

‫تضمن اقتراح البدائل و الحلول و اتخاذ اإلجراءات ‪ ،‬و الق اررات التصحيحية المناسبة‬

‫وتحديد أنسب الطرق لمعالجة االنحرافات و منع حدوثها مستقبال‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بتجانس النظام الرقابي مع هيكل الخطة المعدة للتنفيذ ‪ ،‬فالخطة هي التي تمد النظام‬

‫الرقابي بالمعايير المناسبة و التي يلزم أن تكون محددة بدقة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬معوقات الرقابة اإلدارية‬

‫رزق سالم درحاحلة ‪ ،‬ناصر جمال خضور ‪ ،‬مفاهيم حديثة في الرقابة اإلدارية‪ ،‬دار األعصار العلمي نشر و‬
‫عبد ال ا‬ ‫‪1‬‬

‫التوزيع ‪،‬عمان‪، 2012 ،‬ص‪40-39‬‬

‫أحمد بن صالح بن هليل الغربي ‪ ،‬ال رقابة اإلدارية و عالقتها بكفاءة األداء‪ ،‬دراسة تطبيقية على المرقبين الجمركيين‬ ‫‪2‬‬

‫بجمركة مطار الملك خالد الدولي ‪ ،‬بحث مقنع لمتطلبات الحصول على شهادة الماجستير في قسم العلوم اإلدارية جامعة‬
‫العربية للعلوم األمنية ‪،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،)2003 ،‬ص ص ‪45-44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪ -‬ال تصلح لجميع األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر مصد ار إزعاجا للقائمين على التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬تحتاج إلى مهارات عالية للقيام بهذا الواجب و ذلك إلقناع العاملين بأخطائهم و العمل‬

‫‪1‬‬
‫على تصحيحها بأسلوب لبق ال يؤدي إلى خلق اضطرابات و المشاكل في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلفراط في الرقابة ‪ :‬فكل إدارة تسعى جاهدة لمتابعة و مراقبة الكثير من األنشطة لتحقيق‬

‫األهداف الموجودة و تجنب األخطاء و االنحرافات‪.‬‬

‫‪ -‬نقص المرونة و تجنب تحمل المسؤولية ‪ :‬حيث عندما تكون المعايير دقيقة موثقة‬

‫موضوعية فإن الناس بطبيعتهم يرفضونها ألنهم يعلمون مسبقا أن الرقابة ستوضح أجال و‬

‫عاجال مدى ايجابية و سلبية نتائج أعمالهم و حتى مهاراتهم التي يتمتعون بها‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة االستبدادية و غير الدقيقة ‪ :‬إن معظم الناس يرغبون بتقديم أداء جيد و معظمهم‬

‫على استعداد أن يتقبلوا أساليب الرقابة التي تساعدهم على أداء واجباتهم و لكن يرفضون‬

‫ويقاومون الرقابة التي يعتبرونها غير صحيحة ‪ ،‬غير دقيقة ‪ ،‬و بالتالي فإن األنواع الرقابية‬
‫‪2‬‬

‫السابقة قد تعتبر الخطر المهلك و الذي قد يحبط حتى معنويات الموظفين التي يتسمون‬

‫باداتهم الحميد و تجعلهم ينسون الغرض األساسي من العملية الرقابية‪ .‬ولقد أشار تومان و‬

‫عبد الفتاح دياب حسين ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص‪133‬‬ ‫‪1‬‬

‫أسامة خيري ‪ ،‬الرقابة وحماية المستهلك ‪،‬دار قرية النشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪، 2015‬ص ص ‪156-155 ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫تمر دورن أن هناك أسباب أخرى تؤدي إلى نفور الشخص من الوسائل الرقابية المستخدمة‬

‫و أهمها‪:‬‬

‫• الضغط من مصادر غير شرعية‬

‫• عدم نقل الشخص ألهداف المشروع‪.‬‬

‫• الضغط اإلجتماعي الذي ينافي الرقابة الرسمية‪.‬‬

‫• عدم تحية مستويات اإلنجاز‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫لقد كانت وما زالت الرقابة اإلدارية الوسيلة الهامة التي تعتمد عليها المؤسسة كعملية إدارية و‬

‫متابعة العمل و أداء العمال من أجل التأكد من سير عملية العمل كما خطط لها دون الوقوع‬

‫في األخطاء التي قد تعيق اإلنتاج داخل المؤسسة ‪ ،‬باإلضافة إلى هذا فإن الرقابة اإلدارية‬

‫في الكثير من األحيان قد تنحرف عن مهامها الرئيسية لتسبب ضغط على العامل مما يؤثر‬

‫على سلوكه في المؤسسة و هذا راجع إلى أن أسلوب تطبيق الرقابة من طرق الرئيس‬

‫المباشر من جهة ومن جهة أخرى الفهم الخاطئ لمفهوم الرقابة الذي مازال يسيطر على‬

‫أذهان العمال لذلك فعلى المؤسسة وضع إستراتجية لتطبيق الرقابة اإلدارية‪.‬‬

You might also like