Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫شمال المغرب إبان فترة الحماية وبداية عهد االستقالل‬

‫‪2008‬‬ ‫أعمال ندوة ‪ 6 - 5‬أبريل‬

‫مهداة للحركة الوطنية وأعضاء املقاومة وجيش التحرير‬

‫إشراف وتصدير‬
‫محمد القبلي‬

‫تنسيق‬
‫المعطي منجب‬

‫منشورات املعهد امللكي للبحث يف تاريخ املغرب‬


‫الرباط – ‪2014‬‬
‫ﺗﺼﺪﻳﺮ‬
‫جيد القارئ يف غري هذا املكان وصفاً ضافياً للعوامل املعرفية اليت تقف وراء برجمة هذه الندوة‬
‫من قِبل املعهد امللكي للبحث يف تاريخ املغرب وختصيصها لتدارس خمتلف اجلوانب املتصلة بشمال‬
‫املغرب أثناء فرتة احلماية وبداية عهد االستقالل‪ .‬لقد وضحت هذه العوامل سواء يف املقدمة العامة‬
‫من قِبل هيئة التحرير أو على مستوى الورقة التقدميية اليت تمَّ اقرتاحها من قِبل املعهد مباشرة بعد‬
‫اعتماد الفكرة واملوضوع‪ .‬وما ميكن االحتفاظ به بالنسبة للمنطلق األساسي أن التعرف على مغرب‬
‫القرن العشرين يظل رهيناً مبقاربة جمموع مكونات الرتاب املغريب خالل العقود الستة األوىل من نفس‬
‫القرن على األقل‪ .‬ولعل مما يعزز هذا التوجه أن الفرتة يف حد ذاهتا فرتة تقسيم جملال ظل يرفض‬
‫وضعه التجزيئي من خالل صيغ كثرية مجعت بني املقاومة الشعبية يف اجلبال والسهول والصحاري‬
‫قبل أن تنبعث بكربيات املدن والعواصم ولو بدرجات متفاوتة من غري شك‪ .‬وضمن هذه الصيغ‬
‫املتنوعة الصامدة املتطورة طوال مدة االحتالل‪ ،‬يالحظ أن الرصيد احلضاري لشمال املغرب قد‬
‫حكم بتميز األسلوب املعتمد إزاء الظاهرة االستعمارية عندما اختارت النخب احمللية بذكاء أن‬
‫تستغل التعارض القائم بني الشق اإلسباين لنفس هذه الظاهرة وبني شقها الفرنسي اجملاور‪ .‬ومع أن‬
‫سلوكاً من هذا القبيل ليس بالشيء اهلني يف حد ذاته‪ ،‬إال أن الواقع يشهد بأنه سوف يندمج بفعالية‬
‫ملحوظة يف إطار املخطط العام للحركة التحررية مبجموع الرتاب الوطين‪ .‬ولسوف يتضح من خالل‬
‫أعمال هذه الندوة أن هذا االندماج بالذات قد أفضى يف النهاية إىل تطويق اجملال املركزي اجملاور‬
‫بأواسط البالد‪ ،‬وذلك سواء قبل انفجار األزمة بني رمز السيادة وواقع التسلط االستعماري أو بعد‬
‫إقدام اإلقامة العامة على ما أقدمت عليه بالرباط من مساس ُم ْقرِف بامللك الشرعي‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وباإلضافة إىل ما سوف يقف عليه القارئ من دقائق تتصل هبذا املسلسل البطيء‬
‫املؤطر‪ ،‬فلرمبا اقتضت حيثيات املكاشفة أن نسجل هنا عنصراً هاماً من العناصر الداعية لعقد‬ ‫ِّ‬
‫هذا اللقاء وإن ظل مسكوتاً عنه أو مهموساً به من قِبل بعض املشاركني حىت اآلن‪.‬‬
‫ما نقصد إليه هنا أن هلذا اللقاء بعداً مواطناً ال يقل أمهية عن بقية احملفزات املعرفية‪ .‬وبعبارة‬
‫أوضح‪ ،‬لنقل إن هذه الندوة قد برجمت إىل حد ما هبدف اإلسهام يف رد االعتبار جملال يتحتم‬
‫احتساب أمهيته التارخيية بعد أن قُوبِل ببعض االستخفاف وكثري من العقوق غداة حترر البالد‬
‫وكأنه مل يقم بكل ما سوف يتبني عرب النصوص املوالية من تضامن مستمر وتضحيات مضنية‬
‫بشهادة كل قارئ منصف لألحداث‪.‬‬
‫ذ‪ .‬حممد القبلي‬
‫مدير املعهد امللكي للبحث يف تاريخ املغرب‬
‫اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻘﺪﳝﻴﺔ‬
‫من بني ما ترتب على تنظيم املعهد امللكي للحلقة اخلاصة مبوضوع املقاومة املغربية فيما‬
‫بني سنة ‪ 1944‬وسنة ‪ 1961‬أن تبينت ضرورة ختصيص حلقة ثانية من حلقات الذاكرة لشمال‬
‫املغرب ورصد التحوالت األساسية اليت عرفتها املنطقة كلها طوال الفرتة الفاصلة بني هناية‬
‫املقاومة الريفية ووفاة حممد اخلامس‪.‬‬
‫يستمد موضوع هذه احللقة خصوصيته من طبيعة النظام االستعماري الذي خضع له‬
‫مشال املغرب واملتمثل يف االحتالل اإلسباين والنظام الدويل وما كان هلذين النوعني من أنواع‬
‫االستعمار من انعكاس على مستوى التحوالت اليت شهدهتا هذه املنطقة من ناحية أوىل وعلى‬
‫الكيفية اليت حتقق هبا استقالهلا‪ ،‬مث على املالبسات اليت أحاطت باندماجها يف بقية الرتاب‬
‫الوطين من جهة أخرى‪.‬‬
‫أما اللقاء فيهدف إىل التعرف على خمتلف التطورات اليت شهدهتا املنطقة الشمالية أثناء‬
‫خضوعها ألشكال استعمارية خمتلفة عما عرفه اجلنوب‪ ،‬وذلك من خالل حماورة أناس عاشوا‬
‫بعض أطوار تلك املرحلة وشاركوا يف صنع أحداثها أو كتبوا عنها‪ .‬مث إنه يسعى إىل رصد‬
‫الكيفية اليت استطاع هبا أهل الشمال جتاوز وضعهم االستعماري املعقد وحماولة استغالله‬
‫لتحقيق مكتسبات كانوا سباقني إليها كإنشاء األحزاب السياسية وإعداد أول وثيقة للمطالبة‬
‫باالستقالل باإلضافة إىل ما أحرزوه ‪ -‬يف وقت مبكر‪ -‬من جناح يف النهوض حبركة التعليم‬
‫واخنراط يف النهضة الثقافية الطموحة املتوثبة اليت عرفتها املنطقة‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن شهادة الشهود والفاعلني سوف متكننا من الوقوف على الطريقة اليت‬
‫تفاعل هبا أهل الشمال مع خمتلف األحداث والتطورات اليت عرفتها منطقة احلماية الفرنسية‬
‫وكذا على درجة تأثرهم هبذه األحداث‪ .‬وعليه‪ ،‬فلسوف تكون هذه احللقة مناسبة لرصد موقف‬
‫مشال املغرب من تطورات القضية املغربية ومسامهته يف التعريف هبا والدفاع عنها يف احملافل‬
‫العربية والدولية كما أهنا سوف حتاول إبراز الدور األساسي الذى اضطلع به الشمال بغية‬
‫حتقيق االستقالل قبل الوقوف عند بعض ما أعقب االستقالل من تطورات وأحداث‪ .‬ذلك‬
‫أن منطقة الشمال قد وفرت عمقا إسرتاتيجيا للمقاومة املغربية ومسحت بوجود هامش فسيح‬
‫استغله الوطنيون للمراوغة السياسية واملطالبة باالستقالل عندما أمدت نضال املغاربة ببعد متميز‬
‫قام على مفهوم الوحدة كشرط الستقالل البالد واسرتجاع سيادهتا‪ .‬ونفس املنطقة قد عاشت‬
‫الورقة التقدميية‬

‫مرحلة االنتقال إىل زمن االستقالل بإيقاع خمتلف وبأسئلة وقضايا سوف تنعكس على ما عرفه‬
‫الشمال من أحداث وتطورات ظلت تداعياهتا ملموسة يف احلاضر املمتد وأوضاع املعاش‪.‬‬
‫وهكذا فإن القضايا اليت سوف تثار يف هذه احللقة كثرية ومتنوعة؛ ولرمبا أمكن توزيعها‬
‫بني حمورين اثنني أساسيني ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬حمور سياسي يشتمل على القضايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬احلركة الوطنية يف مشال املغرب ‪ :‬خصوصية التكوين واهليكلة وطبيعة العالقة مع‬
‫اإلدارة االستعمارية‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بني احلركة الوطنية يف الشمال واحلركة الوطنية يف املنطقة السلطانية‪:‬حدود‬
‫التنسيق بني احلركتني واالستقالل يف النضال‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة مطلب االستقالل يف مشال املغرب واملوقف من عريضة ‪ 11‬يناير ‪.1944‬‬
‫‪ -‬الزيارة امللكية لطنجة وأثرها يف الدفع بالقضية املغربية ‪-‬انطالقا من مشال املغرب‪-‬‬
‫يف اجتاه اجملموعة العربية واملنتظم الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬مشال املغرب وأزمة العرش‪ :‬جتديد البيعة للسلطان وإحباط مؤامرة السلطات‬
‫اإلسبانية الرامية إىل استغالل تلك األزمة لفصل املنطقة عن بقية الرتاب الوطين‪.‬‬
‫‪ -‬ظروف استقبال مشال املغرب لالجئني من بني مقاومي املنطقة السلطانية وعالقة‬
‫هؤالء املقاومني بالسكان والوطنيني بالشمال وكذا بالسلطات اإلسبانية‪.‬‬
‫‪ -‬مشال املغرب كقاعدة جليش التحرير وكمحور لتقاطع عدة متدخلني يف القضية‬
‫املغربية من القاهرة واجلزائر ومدريد‪.‬‬
‫‪ -‬إدماج حزب اإلصالح الوطين يف حزب االستقالل‪ :‬موقف وطين أم خطأ‬
‫سياسي‪ ،‬وتأثريه على األوضاع السياسية بشمال املغرب بعد االستقالل‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف اليت أحاطت بعودة مشال املغرب إىل حظرية الوطن وما ترتب عنها من‬
‫مشاكل وصعوبات‪.‬‬
‫‪ )2‬حمور ثقايف ينكب على القضايا اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬أمهية قضية التعليم وترسيخ اللغة العربية ونشر املعرفة يف برنامج احلركة الوطنية‬
‫بشمال املغرب‪.‬‬
‫‪ -‬الصحافة العربية واألجنبية بشمال املغرب‪.‬‬
‫‪ -‬اجلمعيات الثقافية واملعاهد العلمية والنوادي الفكرية والفرق املسرحية بشمال‬
‫املغرب‪.‬‬
‫ ‪ -‬أمهية البعثات الطالبية إىل املشرق العريب ودورها يف متتني العالقات الثقافية مع املشرق‬
‫والتعريف بقضاياه السياسية وخاصة منها القضية الفلسطينية يف األوساط املغربية‪.‬‬

‫‪XX‬‬
‫ﻛﻠﻤﺔ اﻻﻓﺘﺘﺎح‬
‫ضيوفنا األعزاء‪ ،‬سيدايت‪ ،‬ساديت‪،‬‬
‫يسعدين أن أرحب بكم مجيعا بامسي الشخصي وباسم أسرة املعهد امللكي للبحث يف‬
‫تاريخ املغرب؛ كما يسعدين أن أشكركم على التفضل باحلضور وتشريف هذه احللقة الدراسية‬
‫املخصصة لشمال املغرب إبان فرتة احلماية وبداية عهد االستقالل‪ .‬وبالنسبة ملن شرفنا اليوم‬
‫للمرة األوىل‪ ،‬سوف أكتفي باإلشارة إىل أن هذه احللقة قد تفرعت عن لقاء منهجي عقد يف‬
‫مطلع الصيف املاضي‪ ،‬وذلك هبدف وضع مؤلف شامل يتعلق بتاريخ املغرب يف القرن العشرين‪.‬‬
‫ومن أبرز ما متخض عن هذا اللقاء أن أمكن حتديد خمطط يرمي إىل جتديد طرق التعامل مع‬
‫الفرتة املعنية والقضايا املتصلة هبا‪ .‬وهكذا مت اعتماد صيغة تقضي بعقد جمموعة من احللقات‬
‫املمهدة إلجناز املشروع املؤسس ومنها هذه احللقة املخصصة لشمال املغرب وعالقته‬ ‫القطاعية ِّ‬
‫ببقية البالد أثناء الفرتة احملددة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق مبادة كل حلقة من هذه احللقات‪ ،‬جتدر اإلشارة إىل أن اللقاء املنهجي املشار‬
‫إليه قد أوصى باألخذ مببدإ استحضار الذاكرة الشفهية جبانب األرشيف والدراسات األكادميية‬
‫والشهادات املنشورة‪ .‬أما املقاربة اليت من شأهنا أن تساعد على تطويق الثغرات وتعمل على إبراز‬
‫املعامل الدالة والوقائع‪ ،‬فلقد مت االتفاق حوهلا هي األخرى من قبل اجلميع‪ .‬وأهم ما تتميز به هذه‬
‫املقاربة أهنا تعتمد أسلوب التكامل بني الفاعل احملتك بالواقع وبني الباحث املؤرخ املستطلع‪،‬‬
‫وهي مقاربة مشروعة من الناحية النظرية إن مل نقل إهنا أصبحت إلزامية لدى اهليآت املنكبَّة‬
‫على دراسة الزمن الراهن بوجه عام‪ .‬وجتدر اإلشارة هبذا الصدد إىل أن وقائع احللقة التطبيقية‬
‫األوىل قد أكدت جناعة هذا النوع من التعامل اجلديد‪ .‬لقد عرفت احللقة األوىل جوا من احلوار‬
‫املفضي إىل الرتيث واالعتدال والتالقح‪ .‬وإذا تذكرنا أن األمر يتعلق يف احللقة السابقة‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة هلذه احللقة‪ ،‬مبقاربة فرتة قريبة وزمن حاضر يف الواقع‪ ،‬فلرمبا أمكننا أن نقدر مدى‬
‫أمهية هذا النوع من التعامل بالنسبة ملن يروم التجرد والرصانة عند حتمل مسؤولية كتابة التاريخ‬
‫مبعناه العلمي الصرف‪.‬‬
‫لقد سبق أن خصصت احللقة التطبيقية األوىل ملوضوع املقاومة املغربية؛ وإذا كانت حلقة‬
‫اليوم قد اختارت أن تقف عند مشال املغرب يف نفس هذه الفرتة‪ ،‬أي يف نفس فرتة املقاومة‪،‬‬
‫كلمة االفتتاح‬

‫فلعل السر يف هذا غري خاف على أحد‪ .‬وقد يكفي أن نتصفح الورقة التقدميية للقاء لنتعرف‬
‫على أبرز مربرات هذا االختيار‪ ،‬وال بأس من أن نضيف من جهة أخرى أن بقية املخطط‬
‫املعتمد هبذا املعهد تقتضي أن خنصص بعد هذه احللقة الثانية حلقات أخرى ملختلف اجلهات‬
‫املغربية‪ .‬أملنا أن نسهم من خالل جممل هذه احللقات يف دعم منهجية التكامل بني الذاكرة‬
‫والتاريخ؛ وأملنا أيضا أن تسمح هذه احللقات بإخراج مؤلف جامع حول تاريخ املغرب يف القرن‬
‫العشرين‪.‬‬
‫ودون أن أطيل‪ ،‬فإنين أود أن أغتنم هذه الفرصة ألنوه بروح التعبئة اليت طبعت أعمال‬
‫اللجنة املنظمة للقاء؛ كما أود أن أشكر سائر أعضاء هذه اللجنة وكذا الزمالء املنسقني ألعمال‬
‫نفس هذا اللقاء على العناية واجملهود املتواصل؛ والشكر بصفة خاصة إىل األستاذ اجلليل‬
‫السيد حممد العريب املساري على الدور احملوري الذي أىب إال أن يضطلع به من أجل ربط‬
‫االتصال وإقناع اجلميع جبدوى احلضور واإلسهام‪ .‬وأخريا فلتسمحوا يل أن أتوجه بالشكر إىل‬
‫كل من أسهم يف اإلعداد املادي والتنظيم من بني األطر اإلدارية ومساعديهم املنتمني إىل هذه‬
‫املؤسسة؛ وشكرا على اإلصغاء واالهتمام‪ ،‬والسالم عليكم مجيعا ورمحة اهلل‪.‬‬

‫‪2008‬‬ ‫الرباط‪ 05 ،‬أبريل‬


‫ذ‪ .‬حممد القبلي‬
‫مدير املعهد امللكي للبحث يف تاريخ املغرب‬

‫صورة تذكارية للمشاركني يف الندوة‬

‫‪XXII‬‬
‫مشال املغرب إبان فرتة احلماية وبداية عهد االستقالل‬

‫محمد الخامس يلقي خطابا بطنجة أثناء زيارته التاريخية لها سنة ‪ 1947‬مؤكدا على‬
‫الوحدة المغربية واالنتماء العربي اإلسالمي والتشبث بحق المغرب في الحرية واالستقالل‬

‫السلطان محمد الخامس يستعرض أعضاء من جيش التحرير‬


‫الشمال وحركة املقاومة وسريورة االندماج‬

‫صورة تذكارية للسلطان محمد الخامس مع أعضاء من جيش التحرير‬

‫السلطان محمد الخامس أثناء إزالة العالمة الحدودية بين منطقتي االستعمار اإلسباني والفرنسي‬
‫ﻛﻠﻤﺔ ﺧﺘﺎﻣﻴﺔ‬
‫ذ‪ .‬حممد القبلي‬
‫مدير املعهد امللكي للبحث يف تاريخ املغرب‬

‫كنا بصدد تأليف كتاب ترﻛﻴﻲﺒ لتاريخ املغرب منذ ما قبل التاريخ إىل اليوم فتقدمنا يف كتابة‬
‫هذا املؤلَّف يف األول‪ ،‬ولكن عندما وصلنا إىل القرن العشرين استوقفتنا عدة تساؤالت مل جند هلا‬
‫جواباً‪ ،‬ومل نستطع اإلجابة على عدد من النقط الغامضة فعقدنا لقاء منهجياً طرحنا فيه مشكل‬
‫معاجلة هذه الفرتة‪ .‬انعقد اللقاء مبحضر ثلة من الفاعلني واملناضلني والرموز التارخيية احلاضرة معنا‬
‫اليوم‪ ،‬وذلك يوم ‪ 14‬يوليوز ‪ .2007‬يف هذا اللقاء حتدد املنهج‪ ،‬وحتددت كذلك املراحل والوسائل‬
‫ملعاجلة هذه النقط الغامضة واإلجابة على هذه االستفهامات والتساؤالت‪ .‬ومن مجلة الوسائل‬
‫األولية األساسية‪ ،‬هنالك انعقاد حلقات قطاعية حول قضايا ونواحي وفضاءات معينة‪.‬‬
‫انعقدت احللقة األوىل حول قضية املقاومة بصفة عامة‪ ،‬وانعقدت منذ أربعة أشهر يف يوم‬
‫فاتح دجنرب من سنة ‪ .2007‬وهتييء هذه احللقة استغرق أربعة أشهر‪ ،‬ولكن احلمد هلل‪ ،‬مجيع‬
‫أعضاء اللجنة تعبأوا وجتندوا واتصلوا وكاتبوا ووصلنا بفضل جمهوداهتم إىل هذه النتيجة‪ .‬وكان‬
‫املوضوع هو هذا الذي عاجلتموه خالل هذين اليومني‪ .‬فهذه احللقات إذن موقعها مركزي وهو‬
‫موجه مللء الثغرات‪ ،‬فهناك نقط غامضة‪ ،‬نقط ِظ ّل كان ينبغي أن نضيئها‪ .‬فنحن نضيئها اآلن‬
‫وبالفعل أضيئت أشياء كثرية‪ ،‬وإن كانت تبدو لبعض الشهود وبعض املناضلني والفاعلني أهنا‬
‫جزئيات‪ .‬فقد استعملت هذه املفردة عدة مرات‪ ،‬قيل إنه ال ينبغي أن نقف عند اجلزئيات‪.‬‬
‫هنا ينبغي أن أشري إىل بعض األجبديات املتعلقة بكتابة التاريخ‪ .‬املؤرخ ال يهمل أي شيء‪،‬‬
‫يستعمل كل شيء‪ .‬ما يبدو جزئياً لغري املؤرخ قد يكون أساسياً بالنسبة للمؤرخ‪ .‬هذه أشياء‬
‫معروفة‪ .‬املؤسس األول للتاريخ مبعناه احلديث كان يستعمل لفظ التاريخ مبعىن االستطالع‪.‬‬
‫وهلذا‪ ،‬فاالتصال بالفاعلني والشهود يدخل يف صلب التاريخ‪ .‬من هنا ينطلق التاريخ‪ ،‬وهلذا‪،‬‬
‫فنحن نرجو منكم أن تستمعوا جلميع األسئلة ومجيع اإلحلاحات‪ ،‬وأمتنىَّ أن ال تؤاخذونا على‬
‫هذا اإلحلاح ألن هذه هي قواعد املهنة‪.‬‬
‫اآلن السؤال األساسي هو إىل مىت كل هذا االستطالع؟ هذا السؤال مطروح‪ ،‬طرح علينا‬
‫يف اللقاء املنهجي الذي حتدثت عنه‪ ،‬أي يف يوليوز املاضي‪ .‬قلنا آنئذ أننا سنخصص هذه‬
‫السنة لالستطالع وسنعقد لقاء ثانياً يف يوليوز املقبل الستخالص نتائج هذه االستطالعات‪.‬‬
‫كلمة ختامية‬

‫وحنن خنطط ونتوقع أننا سندخل مرحلة التحرير مباشرة بعد استئناف الدراسة‪ ،‬يعين يف اخلريف‬
‫املقبل‪ ،‬ونتوقع أن ننشر املؤلَّف الرتﻛﻴﻲﺒ إما يف هناية سنة ‪ 2010‬أو مطلع سنة ‪ 2011‬إن شاء‬
‫اهلل‪ ،‬هذا لإلجابة‪ .‬حنن ال ننسى املواعيد‪ ،‬ولكن نأخذ االحتياطات‪ .‬من مجلة القيود اليت تقيد‬
‫املؤرخ أنه حيرص على أن يكون حمايداً وأن يكون متجرداً‪ .‬فمهنة املؤرخ تشبه إىل حد بعيد‬
‫مهنة قاضي التحقيق‪ .‬قاضي التحقيق ينصت للجميع ولكن حيتفظ لنفسه يف األخري باملقارنة‬
‫واملقابلة والتقاطعات‪ ،‬وبعدها يفرتض ويرجح‪ .‬وحقيقة التاريخ كما أشار إليها أحد الزمالء اليوم‬
‫هي دائماً حقيقة مؤقتة‪ ،‬حقيقة قابلة للمراجعة باستمرار‪ ،‬فالتاريخ مدرسة حلرية التعبري وحرية‬
‫التفكري واملناقشة وبالتايل مدرسة للمواطنة يف احلقيقة‪ ،‬وشكراً لكم‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬

‫‪XIII‬‬ ‫تصدي ر‬
‫‪XV‬‬ ‫حول مادة املؤلف ومقتضيات التأليف ‬
‫‪XIX‬‬ ‫الورقة التقدميية ‬
‫‪XXI‬‬ ‫كلمة االفتتاح ‬
‫‪1‬‬ ‫الجلسة األولى ‬
‫احلركة الوطنية بالشمال‪ :‬املراحل والصالت‬
‫‪3‬‬ ‫رئيس اجللسة ‪ :‬ذ‪ .‬حممد العريب املساري ‬
‫احلركة الوطنية بالشمال ‪ :‬خصوصية الوضع وأمهية الصالت‬
‫‪4‬‬ ‫بوبكر بوهادي‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة شعيب الدكايل‪ ،‬اجلديدة ‬
‫احلركة الوطنية يف الشمال وتداعيات أزمة العرش‬
‫‪8‬‬ ‫عبد الرحيم‪ ‬برادة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش ‬
‫املقاومة السياسية ‪ :‬احلركة الوطنية بشمال اململكة‬
‫‪13‬‬ ‫شهادة السيد أبو بكر بنونة ‬
‫منطقة الشمال املغريب ومشروع الثورة املغاربية‬
‫‪22‬‬ ‫شهادة السيد اهلامشي الطود ‬
‫‪32‬‬ ‫نقاش عام ‬
‫‪40‬‬ ‫تعقيب املتدخلني ‬
‫‪51‬‬ ‫الجلسة الثانية ‬
‫الصحافة والفضاءات الثقافية‬
‫‪53‬‬ ‫رئيس اجللسة‪ :‬ذ‪ .‬إبراهيم ياسني ‬
‫سباق بني اإلدارة واجملتمع على تأطري الفضاء املدين‬
‫‪54‬‬ ‫حممد العريب املساري‪ ،‬صحفي وباحث‪ -‬الرباط ‬
‫الصحافة الوطنية ودورها يف التوعية‬
‫‪61‬‬ ‫جامع بيضا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬الرباط أگدال ‬
‫‪1961‬‬ ‫الصحافة بطنجة من هناية القرن التاسع عشر إىل سنة‬
‫‪64‬‬ ‫شهادة السيد عبد الصمد العشاب ‬
‫فضاءات تطوان الثقافية على عهد احلماية‪ :‬الثقافة‪ ،‬املسرح‪ ،‬الصحافة‬
‫‪85‬‬ ‫شهادة السيد رضوان احدادو ‬
‫‪97‬‬ ‫نقاش عام ‬
‫‪106‬‬ ‫تعقيب املتدخلني ‬
‫‪111‬‬ ‫الجلسة الثالثة ‬
‫الشمال وحركة املقاومةسريورة االندماج‬
‫‪113‬‬ ‫رئيس اجللسة‪ :‬ذ‪ .‬بوبكر بوهادي ‬
‫من تأسيس جيش التحرير إىل أحداث الريف‪ ،‬مظاهر الوحدة وإشكالية االندماج‬
‫‪114‬‬ ‫املعطي منجب‪ ،‬معهد الدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬الرباط السويس ي‬
‫احلركة الوطنية والعمل املسلح‪ :‬التقاطعات واالمتدادات‬
‫املوساوي العجالوي‪ ،‬معهد الدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪،‬‬
‫‪121‬‬ ‫الرباط السويسي ‬
‫مشال املغرب خالل مرحلة الكفاح الوطين وبداية عهد االستقالل‪:‬‬
‫رؤوس أقالم حول فرتة ‪1956-1947‬‬
‫‪125‬‬ ‫شهادة السيد الغايل العراقي ‬
‫من حزب االستقالل إىل املقاومة وجيش التحرير‬
‫‪130‬‬ ‫شهادة السيد حممد أجار املعروف بسعيد بونعيالت ‬
‫حمطات بلورت اختيار الكفاح املسلح‬
‫‪143‬‬ ‫شهادة السيد حممد بن سعيد أيت إيدر ‬
‫‪169‬‬ ‫نقاش عام ‬
‫‪189‬‬ ‫تعقيب املتدخلني ‬
‫‪201‬‬ ‫الجلسة الرابعة ‬
‫قضايا التعليم واجملتمع والنخب‬
‫‪203‬‬ ‫رئيس اجللسة‪ :‬ذ‪ .‬املصطفى بوعزيز ‬
‫السياسة التعليمية للحماية اإلسبانية وإنتاج النخب‬
‫‪204‬‬ ‫أمحد بوجداد‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬الرباط أگدال ‬
‫النخب والعمل الوطين بالشمال‬
‫حممد معروف الدفايل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية عني الشق‪،‬‬
‫‪216‬‬ ‫جامعة احلسن الثاين‪ ،‬الدار البيضاء ‬
‫السياسة التعليمية يف الشمال إبان احلماية وأوائل االستقالل‬
‫‪220‬‬ ‫شهادة ذ‪ .‬املصطفى أخريف ‬
‫حول التعليم واملكتبات بالشمال‬
‫‪227‬‬ ‫شهادة السيد إدريس خليفة ‬
‫‪235‬‬ ‫نقاش عام ‬
‫‪238‬‬ ‫تعقيب املتدخلني ‬
‫‪243‬‬ ‫كلمة ختامية ‬
‫‪245‬‬ ‫خالصات الندوة ‬

You might also like