‫التحول الديمقراطي في أمريكا الالتينية ‪ -‬حالة البرازيــــل‬

‫‪ -‬جامعةـ الجزائر ‪3 -‬‬

‫كلية العلوم الساسيةـ و اإلعالم‬

‫قسم العلــوم السياسية و العالقات الدولية‬
‫سنـــة أولى ماستـــر – دراســـات إقليميـــة‬

‫التحول الديمقراطي في أمريكا الالتينية‬

‫حالة البرازيــــل‬
‫أستاذ المقيــــاس‪ • :‬د‪ .‬مصطفى صايـــج‬

‫مع إعداد الطالبـــة ‪ • :‬بوعنــــاني سميحـــة‬

‫‪ :‬الموقع الجغرافي‬

‫تقع البرازيل في الشمال الشرقي من أمريكا الجنوبية ‪ ،‬لها حدود سياسية مع كل دول أمريكا الجنوبية ماعدا الشيلي و اإلكوادور و‬
‫تحدها شماال غويان الفرنسية وسورينام و جمهورية غويانا و فنزويال و غربا كولومبيا و البيرو و بوليفيا و جنوبا باراغواي‬
‫واألرجنتين و أوروغواي ‪ ،‬و لها واجهة بحرية واسعة شرقا على المحيط األطلسي ‪ ،‬و البرازيل بلد تتنوع فيه المظاهر الطبيعية ‪ ،‬و‬
‫‪.‬فيها نمو سريع لسكان و ساللتهم البشرية متعددة و متنوعة و معظم السكان يتمركز في السواحل األطلسية خاصة الجنوبية الشرقية‬

‫‪ :‬تطور النظام السياسي‬

‫يبرز تاريخ الديناميكيات السياسية في البرازيل ظاهرة أساسية ترتبط بطبيعة الفاعل السياسي الذي استولى على السياسة في‬
‫البرازيل ‪ ،‬حيث يبين لنا هذا التاريخ أن السياسة البرازيلية قد تمت مصادرتها لصالح نخبة صغيرة تتشكل أكبر المالك الريفينيغر أن‬
‫التحول الكبير الذي عرفته البرازيل انطالقا من الثالثينيات من القرن الماضي بوصول جوتيليو فرقاص أدى إلى بروز دولة‬
‫بيروقراطية و تدخله قد سمح لطبقات الوسطى من االستيالء على مناصب شغل في اإلدارات العمومية ‪ ،‬لكن مع حلول سنة ‪1964‬‬
‫أصبح النظام السياسي قائم على االقصاء و تضيق المشاركة السياسية ‪ ،‬غير أن انسحابـ العسكريين من السلطة و الدخول في مسار‬
‫التحول الديمقراطي قد أدى الى تحول كبير في طبيعة النظام السياسي البرازيلي من كونه نظام قائم على االقصاء الى نظام تسلطي‬
‫قائم على االدماج و ذلك من خالل دستور ‪ ، 1988‬فهو قائم على قطع العالقة مع التقليد األليغارشي و النخبوي في االحتكار‬
‫السياسي ‪ ،‬لقد وضع دستور ‪ 1988‬آليات لمحاربة الرشوة بحيث وضع لجان تحقيق برلمان لمراقبة و رصد سلوك السياسة على‬
‫المستوى الفدرالي و كان الرئيس ديميليو الذي أنتخب عام ‪ 1989‬أول رئيس تمت تنحيته بشكل دوستوري في أمريكا الالتينية بعد‬
‫‪.‬محاكمتهـ من طرف مجلس الشيوخ‬

‫‪ :‬صعود و تحوالت الحركة العمالية في البرازيل‬

‫تعد البرازيل واحدة من دول أمريكا الالتينية التي استطاعت التحول من ديكتاتورية عسكرية ‪ ،‬إلى ديمقراطية برلمانية كما أن‬
‫التحركات العالمية و االستقالل النقابي الذي شهده البلد في هذه الفترة من السبعنيات الى التسعنيات و سميت بالحركة النقابية الجديدة‬
‫‪ .‬قد أنتج العمال و هو الحزب الذي جاء منه رئيس البرازيل الحالي ‪ ،‬لوال داسيلفا‬

‫البداية منذ بداية السبعينات بدأت البرازيل تشهد توجها جديدا فقد شهدتـ عددا ضخما من االظطرابات شاركت فيها العديد من‬
‫القطاعات ‪ :‬عمال الصناعة ‪ ،‬موظفو الحكومة ‪ ،‬العمال الزراعيون و في مارس ‪ 1989‬حدثت اظرابات عامة على مستوى البالد‬
‫بأكملها و شارك فيه ‪ 35‬عامل ‪ ،‬و كان األكبر من نوعه في تاريخ البرازيل الحدثان الرمزيان اللذان أشار الى ظهور السياسي لهذه‬
‫الحركة النقابية الجديدة ‪ ،‬عامي ‪1977‬و ‪ ، 1978‬ففي أغسطس ‪ 1977‬أفرت الحكومة العسكرية بحذوت تالعب في األرقام‬
‫الرسمية التي استخدمت لحساب زيادة األجور فقد نظم اتحاد عمال الصناعات المعدنية في ساوبرناردو ‪ ،‬بزعامة لوال داسيلفا ‪ ،‬حملة‬
‫أجبرت الحكومة على أن تدفع للعمال ما سبق و أن خسره بفعل التالعب في االحصاءات كانت هذه الحملة هي نقطة البداية التي‬
‫دفعتـ العمال لتخلب عن حقوقهم و عجزهم و كان الحدث التالي هو ‪ :‬المؤتمر الوطني لعمال الصناعة في نهاية ‪ 1978‬و بحلول‬
‫‪ .‬نهاية التمانينات ‪ ،‬ارتفع عدد النقابات‬

‫‪ .‬و من بين أهداف الحركة العمالية التركيز على الديمقراطية و عالقة العمل الداخلية و تمثيل نقابات المصانع‬

‫‪ :‬عوامل و مؤشرات التحول الديمقراطي في البرازيل‬

‫‪ :‬عوامل التحول الديمقراطي‬

‫عوامل داخلية ‪ :‬مرحلة حكم الرئيس عمار دوسوه ساهمت بشكل كبير في استقرار النظام السياسي البرازيلي و هو ما أدى بالطبقية‪1.‬‬
‫السياسية و الناخبين الى قبول بفتح اللجنة السياسية ‪ ،‬بعد تطور حزب العمال نفسه قد ساهم في ازالة الكثير من الشكوك حوله من‬
‫خالل رسالة للبرازيليين في جوان ‪ 2002‬أبرز السيد لوال تخليه عن منطق القطيعة الذي حكم مواقف حزبه لفترة قصيرة و أبرز‬
‫الوجه الجديد للسار البرازيلي المتمثل أساسا في نيته عدم قلب النظام االقتصادي بالحفاظ على محاربة التضخم و التشدد في االنفاق‬
‫الحكومي و احترام االتفاقيات و بالتالي الوفاء بالديون الخارجية تجاه صندوق النقد الدولي ‪ ،‬الثقافة السياسية البرازيلية المتمثلة في‬
‫‪ .‬الرشوة السياسية‬

‫العوامل الخارجية ‪ :‬إنهيار المنظومة الشعبية االشتراكية و تفكك االتحاد السوفياتي ‪ ،‬ضغوطات المؤسسات الدولية النقدية من خالل‪2.‬‬
‫تقديم قروض بشرط التوجه الديمقراطية ‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية خاصة بعد أحداث ‪ 11/09/2001‬حيث دعت الى نشر‬
‫‪.‬الديموقراطية من خالل تقديم المساعداتـ‬

‫‪ :‬مؤشرات التحول الديمقراطي‬

‫النظام االنتخابي و الحزبي ‪ :‬ان طريقة تنظم األحزاب السياسية في البرازيل ضعيفة و هو ما يعطي لممثلي الدولة كل الهامش الالزم‬
‫من أجل المناورة العادة صياغة القواعد و تقوية سلطة الرئيس فحسب المفكر باري أيمس النظام االنتخابي البرازيلي يدفع بقوة‬
‫المنتخبين تجاه البحث عن تمويل حمالتهم في القطاع الخاص ‪ ،‬حيث يترشح األفراد من خالل قائم مفتوحة وفق قواعد التمثيل النسبي‬
‫بشكل تصبح معه كل والية من الواليات البرازيلية عبارة عن دائرة انتخابية ضخمة ‪ ،‬كما نشير الى محفز اخر أن القانون االنتخابي‬
‫يسمح لكل حزب تقديم عدد مرتفع من المرشحين في االنتخابات بحيث يصبح عنصر المال هو أساس النجاح ‪ ،‬و بالتالي الوصول الى‬
‫‪ .‬الديمقراطية البد من وضع آليات للقضاء على أشكال شراء األصوات‬

‫المجتمع المدني ‪ :‬ان تنظيمات المجتمع المدني تزداد قوة و ديناميكية و في بعض األحيان تلجأ الى توظيف العنف أثناء التعبير عن‬
‫مطالبها لحل المشاكل و لقد كان رد الحك ومة البرازيلية المتعاقبة على المظاهرات التي كانت تظمنها مختلفالحركات كالقمع والعنف‬
‫الذي دفع بممثل هذه الحركات كل توزيع نشاطها ووسائل التعبير عن مطا لبها حتى وصل الى أن تحل محل الدولة في بعض المجا‬
‫الت كاحمايةـ االشخاص وممتلكاتهم‪،‬مسائل االمن في التسعيناتـ ظهرت حركات االجتماعية منضمة من طرف قادة الرئي السود في‬
‫محاولة تنضيم السود ضد انواع التمييز العنصري والالمساواة االجتماعية‪،‬ومظاهر الحركات النقابية تعبر عن مطالب اقتصادية من‬
‫‪.‬اجل احداث انفتاح اكبر عن السكان السود في البرازيل‬