Professional Documents
Culture Documents
المراهقين
المراهقين
و ازرة التعليم
جامعة الملك عبد العزيز
كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية
الماجستير النوعي للخدمة االجتماعية
إعداد
-2الطالب /علي أحمد بن عفتان -1الطالب /فايز علي ال فرج
-4الطالب /طالل محمد الزبيدي -2الطالب /علي إدريس عسيري
-5الطالب /محمد صالح ال رزق
اشراف
أ.د/أحمد فرغلي
1
الفهرس
رقم الصفحة الموضوع الترتيب
3 المقدمة 1
4 تحديد المفاهيم 2
5 الفرق بين الم ارهقة والبلوغ 3
5 اقسام الم ارهقه 4
6 اإلتجاهات المفسرة لمرحلة المراهقة 5
8 أنماط المراهقة 6
10 معالم النمو 7
18 النمو اإلدراكي /المعرفي وسلوك المراهقين 8
نظرية بياجيه-نظرية تشغيل المعلومات
2
المقدمة
تعتبر مرحلة المراهقة من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها اإلنسان ضمن أطوار حياته
المختلفة التي تتسم بالتجديد المستمر ،وهي من أكثرها تأثي اًر على سلوكياته المختلفة ،وتعتبر أساساً
لما يتبعها من مراحل ُعمرية أخري ،فهي تستحوذ على أهتمام كثير من الناس فهي تهم مهماً َّ
المراهقين أنفسهم ليتفهموا على أنفسهم ،وتهم اآلباء واألمهات والمربيين ليفهموا طبيعة المرحلة وكيفية
التعامل معها ،فاآلباء واألمهات يعانون في هذه المرحلة ،وذلك لشيوع عدد من األنماط السلوكية التي
التمرد،
تعتبر سمة ُمميزة للمراهقين في هذه المرحلة ،مثل الرغبة في اإلستقاللية ،والمغامرة ،والعناد ،و َّ
والرغبة في اإلختالف ،وغيرها من السلوكيات التي ليس من السهل التعامل معها.
المراهقة من المراحل الخ ِطرة التي يعيشها اإلنسان ،بل قد تكون األخطر من وتُعتبر مرحلة ُ
الرشد ،ضمن تغييرات جديدة ُمتعّلقة طفولة إلى ُّاإلنسان فيها من مرحلة ال ّ
ُ ينتقل
ُ بين ُك ّل المراحل ،إذ
الداخلية.
صراعات الخارجية و ّ ِ
اإلنسان فيها للكثير من ال ّ
ُ يتعرض
النمو المختلفة ،كما ّ
بجوانب ّ
يرتبط بمرحلة الم ارهقة العديد من القضايا والعناصر التي يحاول هذا البحث المرور عليها
وتعريفها وتوضيحها ،حيث يتناول الباحث تعريف المراهقة ،وأقسامها ،وأهم معالمها وسمات النمو لها
جسمياً ،ومعرفياً ،وعاطفياً ،وأخالقياً ،وروحياً ،ويتناول تكوين الهوية لدي المراهق في هذه المرحلة،
ومختلف العوامل التي قد يكون لها تأثير عليها مثل األقران ،واألسرة ،وغيرهم ،ويتناول أبرز المشاكل
المراهقون؟ مثل سلوك العنف أو الجنوح الذي قد يظهر عند بعض المراهقين ،والمشاكل
التي يواجهها ُ
المتعلقة بالتغذية مثل فقدان الشهية ،والشره المرضي العصبي ،وقضية صورة الجسد ،والهوية .ألخ.
تُعتبر مرحلة المراهقة مرحلة هامة وحساسة من الناحية االجتماعية ،كونها هي المرحلة التي
يتعلم فيها المراهق تحمل المسؤوليات االجتماعية وتكوين أفكاره عن الحياة األسرية ،فضالً عن أنها
المرحلة التي يبحث فيها المراهق لنفسه عن مكان مهم في المجتمع ليصبح شخصاً ُمستقالً إجتماعياً،
لذلك يبرز دور الخدمة االجتماعية لبذل أفضل الجهد وأصدقه من أجل إعداد المراهق لمرحلة
المراهقة ومساعدته في التغلب على مشكالتها بحيث تجعله يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه.
3
الطالب /فايز بن علي ال فرج
تحديد المفاهيم:
/1الم ارهقة :فترة من الحياة الفرد التي تبدأ في نهاية طفولته وتنتهي عند بداية بلوغه وهي فترة
انتقالية ،فيبدأ المراهق خالل هذه الفترة باالستقالل عن أسرته إلى أن يصبح شخصا مستقال يكفي
ذات ــه ،فالم ارهـ ــقة لها فترة تخ ــتلف من ف ــرد ألخر( .برناند1996 .م.)50 .
والمراهقة هي (:مرحلة النمو المتوسطة ما بين سن البلوغ وسن الرشد ،وتحيط بها أزمات ناشئة عن
(العمار1972 .م .ص.)362
َّ التغيرات الفسيولوجية والتأثيرات النفسية واإلجتماعية.
/2البيئة :يعرفها أحمد شفيق على أنها تلك العوامل الخارجية التي يستجيب لها الفرد أو المجتمع
بأسره استجابة عقلية أو اجتماعية ،كالعوامل الجغرافية والمناخية من سطح ونبات وموجودات وح اررة
ورطوبة والعوامل الثقافية التي تسود المجتمع والتي تؤثر في حياة الفرد والمجتمع وتشكلها وتطبعها
بطابع معين( .جمال الدين2003 .م.)57 .
/3التربية البيئية :جهد تعليمي موجه أو مقصود نحو التعرف ،وتكوين المدركات لفهم العالقات
المعقدة بين اإلنسان وبيئته ،بأبعادها االجتماعية والثقافية واالقتصادية والبيولوجية( .أحمد1986.م.
.)46
وهي مجموعة الجهود المنظمة والمتكاملة التي تبذلها األجهزة المعنية في دولة ما في قطاع
التربية والتعليم ،أو قطاع اإلعالم والتوعية ،أو جمعيات النفع العام التي تسهم في عملية التربية سواء
في شكلها المقصود أو غير المقصود( .على واالنصاري2009 .م.)201.
/4السلوك البيئي :هو كل ما يصدر من الفرد من أفعال وتصرفات وممارسات ،الظاهرة والباطنة،
عقلية معرفية ،مزاجية انفعالية ،نفسية حركية ،حيوية ،عصبية ،وفيزيولوجية استجابة للسياق الذي
يعمل أو يتفاعل معه ،أو يعيش فيه( .أحمد2014 .م.)43.
4
-الفرق بين المراهقة والبلوغ:
يمكننا فهم المراهقة ( )Adolescenceبشكل واضح إذا ميزناها عن البلوغ (،)Puberty
عندما نتحدث عن سن البلوغ ،فإنه يشير إلى التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية التي تحدث في
األفراد ،فالبلوغ يشير إلى نضج الوظائف الجنسية ،ويحدث في متوسط الثالثة عشر تقريباً عند
الفتيات يصحبه ظهور الثديين ،ويحدث عند الفتيان بعد ذلك بعام تقريباً يصحبه تغيرات في الصوت
وظهور شعر الوجه ،في حين أن جذور الم ارهقة ال تكمن في النمو البيولوجي لإلنسان ،ولكن الجانب
المهم حقيقة في المراهقة هو اإلتجاهات ( ،)Attitudesوالسلوك ،فهذا نتاج للثقافة السائدة في
المجتمع( .عبد هللا1996 .م .ص.)274-273
:أقسام المراهقة:
قسم العلماء سن المراهقة لثالثة أقسام هي كما يلي:
لمبكرة (Early Adolescenceاألولي) :وهي التي تنحصر بين الفئة العمرية من /1المراهقة ا ُ
( 11إلى 14عاماً) ،وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة ،وتتزامن هذه المرحلة مع النمو السريع الذي
يصاحب البلوغ ،وفي هذه المرحلة يهتم المراهق أهتماماً كبي اًر بمظهر جسمه ،وليس بمستغرب أن
تسمع من المراهق تعليقات تدل على أنه يكره نفسه ،وفي هذه المرحلة يمثل ضغط األقران أهم ما
يشغل بال المراهق.
/2مرحلة المراهقة المتوسطة (الوسطي) :وهي التي تنحصر في الفئة العمرية من ( 14إلى 18
ويالحظ فيها أستمرار النمو في جميع مظاهره، عاماً) ،وهي مرحلة إكتمال التغيرات البيولوجيةُ ،
وتُسمي أحياناً هذه المرحلة بمرحلة التأزم ،وذلك ألن المراهق يعاني فيها صعوبة فهم محيطه وتكييفه
مع حاجاته النفسية البيولوجية ،ويجد أن كل ما يرغب في فعله ُيمنع باسم العادات والتقاليد دون أن
يجد توضيحاً لذلك.
المتأخرة :وهي المرحلة التي تنحصر في الفئة العمرية من ( 18إلى 21عام)،
/3مرحلة المراهقة ُ
حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات ،وتعرف هذه المرحلة غالباً بسن
اللياقة ،وذلك ألن المراهق في هذه الفترة يحس أنه محل أنظار الجميع ،ويبدأ المراهق في هذه
المرحلة باإلتصال بالعالم الجديد ،عالم الكبار وتقليد سلوكهم( .ربيع2011 .م .ص.)44-43
5
المفسرة لمرحلة المراهقة:
االتجاهات ُ
من أبرز اإلتجاهات التي فسرت مرحلة المراهقة نجد ما يلي:
/1اإلتجاه البيولوجي النفسي :يتزعم هذا ستانلي هول ( ،)Stanley Hallوفرويد (،)Freud
ويستند على التغيرات البيولوجية وعالقتها بالنضج في المراهقة كمرحلة نمائية تعرف تغيرات بيولوجية
عميقة وواضحة تنعكس بشكل كبير على سلوك المراهق ،وعلى نظرة اآلخرين إليه ،إنها ميالد جديد
يتسم بالحيرة والضغوط والتغيرات السريعة ،كما يري هول ،وهي إعالن ببداية الوظيفة الجسمية
التناسلية حسب رأي فرويد.
فبالنسبة لهول فإن المراهقة هي مرحلة مهمة جداً ،قادرة على تغيير مسار الحياة المستقبلية،
فهي الوقت الذي تتحدد فيه األدوار االجتماعية ،وتنمو فيه القيم من جديد ،بحيث تنمو قدرته على
التفكير ويصبح التفاعل مع األفراد اآلخرين أكثر وعياً ونضجاً.
ونجد أن هذا اإلتجاه يركز على المحددات للسلوك ،ويشير إلي مخطط التطور للنوع البشري
ينعكس في التركيبة الوراثية لكل فرد ،التطور يكون من مرحلة التصور إلي مرحلة ُ
النضج ،والمراحل
التي مرت البشرية بها منذ بداية تطورها ،والتي تركت أثر جيني ،وهي تعرف بنظرية الشدة والمحن،
حيث تقوم على أساس أن الفرد (اإلنسان) ،يلخص في حياته تجربة البشرية كلها -من البدائية إلى
فترات المعاناة واآلالم والجهد ،مرحلة إلى التي تحققت بالمدينة األوربية الغربية ،وتعتمد هذه النظرية
على أساس بيولوجي ،وتستند إلي وراثة الخصائص البيولوجية للجنس البشري التي تكمن في تركيب
أما
الموروثات ،فالطفل حتى الرابعة يمثل المرحلة البدائية (شبه الحيوانية) ،في تاريخ اإلنسانّ ،
المراهقة فهي مرحلة التحول الصعب من البدائية إلى التمدن ،ومن هنا تأتي العاصفة والمعاناة.
(حجازي1985 .م .ص.)40-39
/2اإلتجاه الثقافي اإلجتماعي :يتزعم هذا اإلتجاه بندكت وميد ،ويركز هذا اإلتجاه على النمطية
االجتماعية وأثر األشكال الثقافية السائدة ،فمراهق المجتمعات المتحضرة يحتاج إلى فترة زمنية ليست
بهينة بغية التوافق مع عالم الراشدين كذات إجتماعية فاعلة ومندمجة ،وتتقلص هذه المدة الزمنية
كلما كان المجتمع أقل تحض اًر ،وال تتطلب عملية التكيف واإلندماج من المراهق مجهوداً كبي اًر وذلك
تبعاً لتشابه وتقارب توقعات المجتمع لكل من أدوار األطفال والمراهقين والراشدين على حد سواء من
حيث التحديد والوضوح ،في حين أن أدوار المراهقين في المجتمعات المتحضرة فهي أكثر تحديداً
وتعقيداً ،األمر الذي يجعل مرحلة المرهقة تطول أكثر ،حتى يتسنى للمراهق الحصول على الدور
6
المناسب ،مما يمنح األشكال الثقافية دو اًر وأهمية أقوي حدة وأكثر تأثي اًر عن التأثير الفطري والنضج
الجنسي في تحديد شخصية المراهق( .حجازي1985 .م .ص.)42-41
/3اإلتجاه المجالي :يتزعم هذا اإلتجاه كيرت ليفين ( ،)Kurt Levinوهذه النظرية ليست خاصة
بالتعلم فحسب ،أو بعلم النفس وحده ،وإنما هي نظرية عامة ترتبط بأكثر من فرع من فروع العلم
والفلسفة وعلوم االجتماع وغيرها ،وترتبط هذه العلوم كلها بحقائق الكون ونظامه العام ،ونظرية
المجال اهتمت بدارسة سلوك الفرد على أساس أنه محصلة عدد كبير من العوامل والقوي ،والفروض
التي أقام ليفين عليها نظريته هي:
* أن جميع الحوادث والمعارف في هذا الكون تحث دائماً في مجال معين.
* كل مجال له خصائص وتركيب خاص تفسر الحوادث المحلية في نطاقه.
* خصائص أي عنصر من عناصر مجال معين ترجع إلى قوي المجال المؤثرة عليها.
* الحاضر أهم في الواقع من الماضي والمستقبل ،حيث أن تجارب الماضي وخبراته في الموقف
الحاضر على صورة تذكر والتذكر واإلسترجاع بدوره يتأثر بحالة الفرد الحالية وقت التذكر.
* المجال الحيوي للفرد نتيجة تفاعل قوي ناتجة من طبيعة تركيب الموقف نفسه ،وتنظيم ما به من
عالقات ،ثم القوى الدافعة عند الفرد التي تتمثل في حاجاته وميوله واتجاهاته وقيمه( .ملحم2004 .م.
ص.).345
7
(زهران1999 .م .ص.)234 أنماط المراهقة
لقد قسم زهران المراهقة إلى أربعة أنماط وهي أربعة أشكال عامة للمراهق:
/1المراهقة المتكيفة :تتسم هذه المراهقة المتكيفة باالعتدال والهدوء واإلستقرار فهي تميل إلى
اإلت ازن والخلو من العنف والتوترات واإلنفعاالت ويكون المراهق فيها متزنا عاطفياً متكامالً متفقاً مع
الوالدين واألسرة وكذلك لديه حالة من التوافق اإلجتماعي لديه ثقة في النفس ورضا عن اآلخرين لديه
إعتدال في كل شيء حتى في خياالته متزن دينياً.
وتعود هذه المرحلة بسماتها المعتدلة إلى معاملة األسرة السمحة التي تقوم على الحب
والمودة وتوفير الحرية واإلحترام للمراهق كذلك توفير فرصة لإلختالط بالجنس اآلخر ولكن في حدود
الدين واألخالق إن توفير الوالدين لهذا الجو الذي يقوم على احترام ذات المراهق يجعله يشعر بالثقة
في نفسه وثقة الوالدين فيه فيلجأ إليهما عندما تواجهه أي مشكلة إلحساسه بتقدير والديه له واعتزازهما
به .كما أن الحالة االقتصادية األسرة وتمتعهم بحال ميسور يوفر للمراهق فرصة لشغل أوقات فراغه
بمجموعة من النشاطات الرياضية واالجتماعية األمر الذي يشعره بقيمة الحياة فيحافظ على صحته
كذلك يؤدي االنشغال بالرياضة إلى االنصراف عن النواحي الجنسية ،ويواظب على تحقيق التفوق
والنجاح المدرسي كل هذه األمور تشكل شخصيته االجتماعية ويصبح له قيمة في المجتمع.
/2المراهقة اإل نسحابية المنطوية :ويميز هذه المرحلة أن صاحبها يميل إلى العزلة واالنطواء
والخجل وشعوره الدائم بالنقص ويظل تفكيره متركز حول ذاته وهو دائم الثورة على الوالدين يعيش
مرحلة المراهقة مستغرقا في أحالم اليقظة يميل إلى التطرف في الديني معتقدا أن فيه الخالص من
الشعور بالذنب.
ويرجع هذا النمط إلى عدة عوامل تؤثر في سماته أن المشكالت األسرية والجو النفسي في
األسرة فقد يميل الوالدين الستخدام التسلط أو العنف أو الحماية ال ازئدة يركز الوالدين على التفوق
الدراسي دون التركيز على شخصية المراهق – افتقار الم ارهق إلى اإلحساس بالحب والمودة والحرية
من قبل األسرة ،كذلك فإن قلة الدخل وضعف مستوى األسرة االقتصادي قد يؤدي إلى سوء الحالة
الصحية واالضطراب في الجسم.
/3المراهقة العدوانية المتمردة :تتسم هذه المرحلة بالتمرد والثورة ضد األسرة والمدرسة فالمراهق ال
يحتاج إلى اإلحساس بالسلطة عليه وتتسم هذه المرحلة باالنحرافات الجنسية والعدوان على اآلخرين
من اإلخوة والزمالء يميل المراهق إلى العناد ويحتاج إلى األموال لإلنفاق كما أنه ال يهتم بالدراسة لذا
فيعاني المراهق في هذا النمط إلى التأخر والفشل الدراسي .وقد يرجع هذا النوع إلى التسلط والقسوة
8
المستخدمة في تربية المراهق من قبل الوالدين اهتمام األسرة الزائد بالدراسة فقط دون االهتمام
بالنواحي النفسية واالجتماعية يؤدي إلى نشأة هذا النمط .كذلك افتقاد المراهق إلى التوجيهات من
الوالدين وإشباع حاجاته بسبب ضعف المستوى االقتصادي.
/4الم ارهقة المنحرفة :وهذا النوع قد ذكر في سماته نوري الحافظ أن من سماته :يميل المراهقين
إلى فعل السلوكيات المنحرفة كالسرقة والهروب من المدرسة أو البيت التعدي على اآلخرين بالضرب
واإليذاء ،الكذب ،مخالفة القوانين ،شرب السجائر والمخدرات ،الميل إلى االنحرافات الجنسية ،إن
كثير من هذه السلوكيات المنحرفة تنم عن اضطراب في نفوس أصحابها ،فيتسم المراهقين في هذا
النمط بالتوتر واالنفعال والقلق ويرجع السبب في هذه االضطرابات السلوكية للمراهق إلى الخالفات
األسرية والمستوى االقتصادي المنخفض( .الحافظ1981 .م .ص)205
9
الطالب /علي بن احمد عفتان
-معالم النمو في مرحلة المراهقة:
10
العديد من اآلباء والمتخصصين إلى أي مدي تؤدي الزيادة في هرمون التستوستيرون إلى السلوك
العدواني عند الذكور؟ وبالمثل ،ما مدي تأثير هرمون األستروجين عند اإلناث على زيادة أعراض
اإلكتئاب؟ وفي هذا اإلطار تشير األبحاث الحديثة إلى عدم وجود عالقة واضحة كسبب ونتيجة بين
الهرمونات والسلوك .ومع ذلك تشير عدد من األدلة األخرى إلى أن هناك إرتباط بين اإلثنين .على
سبيل المثال ،أشارت دراسات إلى أن هناك إرتباط بين الزيادة في هرمون األندروجين وزيادة سلوك
العدوان بين الذكور( .عوض2020 .م .ص.)271
أن المراهقة مرحلة يتم فيها تكوين الجسم بأجهزته العظيمة والعصبية والتناسلية ،فهي تدرج
طبيعي يؤدي إلى التكامل البدني ،ومرحلة إنتقال من جسم طفولي إلى جسم ناضج ،إالَّ أن هذا
التغير والنمو السريع ال يتم بشكل تدريجي مستمر ومتصل ،حيث يتجلى من هذا اإلنتقال أزدياد
الطول لدي الجنسين ،وأتساع بعض أجزاء الجسم كالكتف والصدر والحوض وضخامة الصوت
ونضجه...ألخ ،فهذا النمو السريع يسبب أرتباكاً في حركة المراهق من ذلك يمكن معرفة أن هذا
التغير في هيئة المراهق له األثر البعيد والكبير في التكوين اإلنفعالي ،مما يسبب القلق واإلرباك
ويجعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة نتيجة لثورة داخلية تؤثر بشكل مباشر فيه ،لذا فإن
االهتمام بالعنصر البشري بأي مرحلة من مراحل حياته البد وأن يكون أهتمام شامل بما يملكه من
قدرات عضلية وفكرية معرفية تمكنه من أستغالل الفرص المتاحة و َّ
الحد من التحديات
والتطورات(.قاسم وآخرون2006 .م .ص.)257
فاألخصائيين اإلجتماعيين لهم دور رئيس في عملية اإلرشاد والتوجيه ،بالرغم من وجود
العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال ،إالَّ أن مهنة الخدمة االجتماعية من أكثر مهن
الرعاية االجتماعية تعامالً مع األفراد بنظرة شمولية متكاملة( .قاسم وآخرون2006 .م .ص.)257
كما أن الوالدين لهما دور كبير في عملية اإلرشاد والتوجيه ،وذلك من خالل العناية بالتربية
الصحية والجانب الوقائي وبزيادة اإلهتمام بالتغذية وعادات النوم والراحة والنظافة ،وتهيئة المراهق
لقرءة المشتركة وعمل
للنضج الجسمي والتغيرات الجسمية التي تط أر في هذه المرحلة (بالحوا ارت وا ا
األبحاث ،)....كذلك يجب عدم التركيز على النمو العقلي على حساب النمو الجسمي (في اإلهتمام
بالدراسة والمواد الدينية عن الرياضة وغيرها)( .غباري1989 .م .ص.)174-173
كذلك يجب على المربيين إعداد برامج تربوية مخططة إلعداد المراهقين لمرحلة النضج
الجسمي والتغيرات الجسمية توضح معناها والفروق الفردية فيها وتقبلها والتوافق معها ،وأستثمار طاقة
11
المراهق في أوجه النشاطات الرياضية والثقافية والعلمية واإلجتماعية داخل المدارس( .نجم1989 .م.
ص.)269
12
كل القوى
يتم في هذا ظهور ّجداً في هذا الدور ،إذ ّ في سائر القوى والعمليات العقلية تغيرات ّ
هامة ّ
ظم ،ويصبح الولد شرها
ظم ينقلب إلى إصالح علمي من ّ الكامنة ،فتعجب الطفولة الغريزي غير المن ّ
ويشتد فيه الميل إلى كشف األسباب والعلل والعالقات الخفية
ّ بالنسبة إلى المعرفة وحب اإلطالع
التي بين األشياء وخواصها لمجرد المعرفة"( .نجم1989 .م .ص.)275
وتدل
أن الذكاء هو المحصلة للنشاط العقليّ ، ويبرز في هذه المرحلة الذكاء والقدرات حيث ّ
كل قدرة طائفية على نوع من أنواع هذا النشاط العقلي ،وتهدأ سرعة نمو الذكاء في المراهقة ويستقر ّ
استق ار اًر تاماً في الرشد ،ويرتبط الذكاء بالقدرة التي ترافق العملية العقلية ونوع مثيرها وأشكالها المختلفة
الستجاباتها ،فهي تمثل الناحية العقلية البحتة ،فهي تؤّكد نوع المثير ومادته وشكل االستجابة.
ويرتبط بالذكاء الميول الذي "هو شعور يصاحب انتباه الفرد واهتمامه في موضوع ما ،وهو في جوهره
معين ،أو في ميدان خاص فاالنتباه أهم عنصر من
يتميز بتركيز االنتباه في موضوع ّاتجاه نفسي ّ
عناصر الميل" ،ويتركز النمو العاطفي في العمليات التالية:
موه العضوي الفسيولوجي العقلي االنفعالي االجتماعي ،ولهذا
* عملية اإلدراك :يتأثّر إدراك الفرد بن ّ
نموها من خالل إدراك المراهق للعالم المحيط
يختلف إدراك المراهق عن إدراك الطفل بتفاوت مظاهر ّ
يمتد عقلياً للمستقبل ،في حين يكون إدراك
النمو العقلي للمراهق الذي ّ
ألن ذلك مظهر من مظاهر ّ به ّ
الطفل فقط لألشياء الملموسة المحيطة به.
تتميز عملية التذ ّكر في المراهقة ،وتنمو معها قدرة الفرد على االستدعاء والتعرف* عملية التذكرّ :
وتقوى المحافظة ويتسع المدى الزمني الذي يقدم بين التعلم والتذكير فيزداد تبعاً لذلك التذ ّكر ويبلغ
قوته ،وترتبط عملية
جدد في سرعته و ّ
ثم يضعف ويت ّ
ذروته في السنة الخامسة عشرة لميالد الفردّ ،
التذ ّكر بنمو قدرة الفرد على االنتباه.
وحل
* عملية التفكير :يتأثر تفكير المراهق بالبيئة تأث اًر يحفزه إلى ألوان مختلفة من االستدالل ّ
تكيفاً صحيحاً لبيئته المعقدة المتشابكة المتطورة مع
المشاكل ،حتى يستطيع الفرد أن يكيف نفسه ّ
ألنها تسفر في جوهرها عن نوع ومدى نموه ،وتؤّكد البحوث على أهمية البيئة في نمو التفكير ،وذلك ّ
وشدة المشكلة التي يعالجها المراهق ،وترتبط هذه الظاهرة بنمو الذكاء ولهذا يستمتع المراهق بالنشاطّ
ِ
كل ما يحيط به.
العقلي ويل ّذ له أن يمضي وقتاً طويالً في فهمه الفكر العميق ل ّ
قوياً خالل مراحل النمو المختلفة ويزداد هذا االرتباط
* عملية التخيل :يرتبط التخيل بالتفكير ارتباطاً ّ
ويتميز أسلوب المراهق بطابع فني جمالي( .نجم.
ّ كّلما اقترب الفرد من الرشد ،وكمال النضج،
1989م .ص.)277
13
ومن المهم أن يضع األخصائي االجتماعي في أعتباره أن نظريات النمو المعرفي لديها قيود
ومحددات ،وأن هنالك تباين كبير في المهارات المعرفية المعقدة التي لدي األشخاص ،حيث ال يمتلك
كل األشخاص نفس المهارات في نفس الوقت أو المرحلة ،حيث أنه على سبيل المثال بعض البالغين
(أي بعد مرحلة المراهقة) ،قد ال يمتلكون المهارات المعرفية الموضحة في مرحلة العمليات الرسمية.
(عوض2020 .م .ص.)272
14
الداخلية ،مثل المشاعر
ّ عملية نمو األعضاءّ هناك مجموعة من االنفعاالت التي ترافق
ائية ،باإلضافة إلى تأثيرات العالم الخارجي ،والبيئة المحيطة
يولوجية والكيم ّ
ّ التغيرات الفس
دانية ،و ّ
الوج ّ
أن المراهقين
بالمراهقين في هذه االنفعاالت ،حيث تعتبر من أكثر المثيرات النفعاالته ،فضالً عن ّ
بشكل عام يكونون أكثر عنفاً خالل مرحلة المراهقة ،ومن أكثر العوامل أ ّ
همية في التأثير على هذه
اإلمكانيات
ّ الجسمانية التي تحصل للمراهق .نمو
ّ التغيرات
ّ االنفعاالت أثناء فترة المراهقة ما يأتي:
وردة أفعاله .شعور المراهق بالتوتّر والحرج أثناء مخالطته
العقلية ،وتأثيرها على انفعاالت المراهق ّ
ّ
للجنس اآلخر .تأثير طبيعة العالقات األسرّية الموجودة بين األبوين واألخوة واألقارب ،ونوع التفاعل
فيما بينهم أثناء فترة الطفولة ومرحلة المراهقة ،على النمو االنفعالي للمراهق .أحياناً يظهر نمو
الدينية ،مع زيادة مشاعر تأنيب الضمير،
ّ مما يدفعهم للتشكيك بالقيم
انفعالي ديني لدى المراهقينّ ،
الدينية( .نجم1989 .م.
ّ والشعور باإلثم والخطيئة بسبب ما يقوم به من أخطاء قد تكون معارضة للقيم
ص.)281-279
قد تسيطر على المراهق فكرة أن أنظار الناس تتجه إليه ،وأنهم ينظرون إليه ما ينظر هو
إلى نفسه ،وهذا ناتج عن فقدان التوازن االنفعالي لديه ،والحساسية ال ازئدة تجاه النقد ،نتيجة خيبة أمله
فيما كان يعتقده عن أري اآلخرين نحوه أحالم اليقظة وخياالته تضفي عليه قوة وكماال وقيمة ،
ولكن هذه ليس لها رصيد عند الناس ،فهو عندهم مازال صغي ار حقي ار وغير قادر على تحمل
المسؤولية ،لذا يصبح في بعض األحيان ناقما على والديه وعلى الناس والمجتمع ويطلق بعض
العبارات مثل(:ال أحد يفهمني) ،ومثل (ما يدريكم عني) ،ومثل (أنا أفهم منكم) ،ومثل(ال أريد أن
أجلس إالَّ مع أصحابي الذين يفهمونني) ،ومثل هذه العبارات ،نقصان الثقة بالنفس ،حيث يصبح
أقل ثقة بنفسه ،وذلك راجع لعدة أسباب:
(أ) نقص المقاومة الجسمية ،وال ـقــاب ـل ـيـة لل ـتــعب.
(ب) الضغوط االجتماعية التي تطلب منه أكثر مما يؤديه.
(ت) نقد الكبار لطريقته بالعمل.
وقد يعتري المراهق أحيانا مظاهر اليأس والقنوط والكآبة ،وقد يستبد به اليأس ف ـي ـقـدم ع ـلـى
االن ـت ـحــار ،واإلهتمام بمسائل الزواج (الجنس) ،ف ـهــو ي ـشـغــل م ـع ـظـم وقته وتفكيره ،كما يدرك المراهق
أن عجزه المالي هو الذي يحول دون تحقيق رغباته ،وآماله ويقف ذلك دون استقالله( .مكي2007 .م.
ص.)148
15
وفي هذا اإلطار ساعدت التطورات الحديثة في علم األعصاب في شرح سبب بعض
السلوكيات المندفعة المقترنة بمرحلة المراهقة ،ودخل علم األعصاب حتى قاعة المحكمة لتقديم أدلة
على أن المراهقين المفترض أن يتم لومهم بدرجة أقل على األعمال اإلجرامية من البالغين في مراحل
أخرى ،وكانت حجتهم منشقة من أدلة من تصوير بالرنين المغنطيسي ( ،)MRIتوثق الفروق في
صور الدماغ المرتبطة بالعمر في منطقة الفص الجبهي ،حيث يؤثر هذا الفص الجبهي على
السلوك( .عوض2020 .م .ص.)273
/5النمو األخالقي:
مر
يتبع المراهق في معتقداته األخالقية التي أكتسبها خالل ما مضى من سنوات عمره وما ّ
ويبدي رأيه في مدى صواب السلوك .وفي
به من خبرات وما تعلمه من معايير السلوك األخالقيُ ،
بعض األحيان نجد تباعداً بين السلوك الفعلي للمراهق وبين ما يعرفه من المعايير المثالية ،وربما
يرجع ذلك أحياناً الى ضيقه بسلطة الكبار ومحاولته تحقيق استقالله ونقص مستوى نضجه
االجتماعي أو العقلي ...ومع وصول المراهق الى الم ارهقة يكون قد تعّلم المشاركة الوجدانية
والتسامح واألخالقيات العامة المتعلقة بالصدق والعدالة والتعاون والوالء ،والمودة وتحمل المسؤولية...
الخ ،وتزداد هذه المفاهيم عمقاً مع النمو .وتتضح للمراهق معاني القيم الوطنية واإلنسانية وأهميتها.
ولكن ُيالحظ أن المراهق يزداد تسامحه وتساهله بالنسبة لبعض محددات السلوك األخالقي ،فمثالً قد
يغش في االمتحان ويبرر ذلك بغير حجة ،وقد تتعدد معايير السلوك األخالقي وقد تتعارض .فقد
يقبل المراهق أن ُيصادق زميلته ويرفض رفضاً باتاً أن تُصادق أخته زميلها .وقد يقوم في بعض
األحيان بسلوك ُينافي األخالق ،وهو يعرف أنه كذلك ،وقد يكون ذلك من باب التجربة أو لفت
األنظار أو إجبار اآلخرين على االعتراف بشخصيته وكيانه .وبسبب معرفة المراهق لمعايير السلوك
األخالقي ،وخروج بعض جوانب سلوكه عن هذه المعايير يشعر بالذنب والقلق أو حتى اإلكتئاب،
وإذا عوقب على سلوكه الخارج على األخالق فإنه ُيعارض ويثور .ومن أمثلة السلوك الخارج على
األخالق في هذه المرحلة ،الخروج على القانون والثورة على القواعد السلوكية والغش وارتياد األماكن
غير المرغوبة وبعض أشكال الجناح ،وبعض السلوكيات المضادة للمجتمع ...وعلى العموم ،فإن
المراهق في هذه المرحلة يثق في أنه يعرف ماذا يفعل وكيف يفعله .وفي نهاية مرحلة المراهقة تصل
المفاهيم األخالقية لديه الى مستوى المفاهيم األخالقية للراشدين ،وتكاد تتطابق مع المفاهيم األخالقية
اإلجتماعية السليمة ،حتى وإن لم تصادف اتفاقاً مع ما يريده هو شخصياً ..في هـذا المجـال يجـب
مراعاة ما يلـي:
16
-العمل على نمـو السلوك األخالقي لدى الم ارهـق ومن أبرز دعائمه :االستقامة ،وضبط النفس
واألمانة ،والتواضع ،ومعاشرة األخيار ،واحترام الغير ،وأدب المخاطبة ،واإلصالح بين الناس ،وحسن
الظن ،والتعاون ،واإلعتدال ،واإلحسان والضمير..
-العمل على مقاومة أنماط السلوك غير األخالقي التي قد ُيمارسها الشباب مثل انتشار ظاهرة
المخل أدبياً ،وذلك بالتركيز على التمسك بالمعايير اإلجتماعية والتعاليم
ّ الغش في االمتحان ،والسلوك
الدينية والقيم األخالقية( .مكي2007 .م .ص.)156
17
الطالب /علي بن ادريس عسيري
النمو اإلدراكي /المعرفي وسلوك المراهقين ( :سليمان1986،م،ص)165
يتعامل الطفل عند دخوله إلى مرحلة المراهقة مع مجموعة من المفاهيم المعقدة التي تؤثر في وجهة
نظره نحو العالم الذي يعيش فيه والتغيرات االجتماعية واالقتصادية والسياسية والتكنولوجية التي
يشاهدها ويعيش واقعها ,لذلك فإن قدرته على تفهم هذه الظروف وتفسيرها وتفهم كيفية التعايش
معها تتعلق بمستوى ومعدالت النمو اإلدراكي /المعرفي الذي يصل إليه في هذه المرحلة ,وهناك
نظريتان رئيستان تتعرضان لمفاهيم النمو اإلدراكي /المعرفي :
18
تنصب على سبب واحد مثل ( ألنهم تالميذ أذكياء ) العمليات المجردة يستطيع المراهق أن يقدم
مجموعة من األسباب مثل الذكاء – االستذكار الواعي – الحرص على متابعة الدروس – اإلعداد
الجيد .لذلك فإن " بياجه " يعتقد أن في مرحلة المراهقة المبكرة يتم نمو إدراك المراهق واالنتقال إلى
مرحلة العمليات المجردة التي تنتهي مع نهاية الدراسة الثانوية .وتتضمن هذه المرحلة قدرة المراهق
على التفكير المجرد الذي استخدامه بشكل علمي لحل المشكالت التي يواجهها في ذلك الوقت .
ان العمليات العقلية تعتبر مثل المستودع المعقد للمعلومات التي يمكن استدعائها عن طريق نظام
التحكم التنفيذي الذي يحول المعلومات من الذاكرة متوسطة المدى الى الذاكرة طويله المدى وفقا
الهميه وفائدة هذه المعلومات عندما يصل االطفال الى مرحله المراهقة المبكرة فانهم يصبحون
قادرين على تنميه استراتيجيات تساعدهم على تلقي كم كبير من المعلومات ثم تبدا عمليه تنظيمها
وترتيبها وايداعها في احد انواع الذاكرة بحيث تسهل عمليه استدعائها واستخدامها ,فطالب الصف
االول الثانوي الذي يدرس مجموعه من العلوم العملية والنظرية يتعامل مع كم كبير من المعارف و
المعلومات باإلضافة للخبرات الخاصة و المعلومات الشخصية لذلك فان قدرته على تفهم وحفظ
وايداع هذه المعلومات تتطلب مجهودا كبي ار في تلقيها وفرزها وتنظيمها وتذكرها لذلك فان نظريه
تشغيل المعلومات توضح مستوى نمو قدرات المراهق على التعامل مع المعلومات بترتيبها وتحليلها
وربطها ببعض واستخدامها في حل مشكالت الحياه اليومية او حل تمرين او تدريب معين في ماده
الرياضيات مثال ,ولذلك نجد ان هناك فروقا بين المراهقين في كيفيه اتخاذهم لق اررات تتعلق في
سلوكياتهم وقدراتهم على التعامل مع مؤثرات البيئة وضغوط الرفاق ,وهناك نوع اخر من الفروق
التباينية والتي تظهر في النتائج التي يحصل عليها المراهق االختبارات بالمقارنة بدرجات الزمالء من
الطالب .
طبيعة التفكير النقدي :
لقد ظهرت برامج جديدة تشجع المراهقين على التدريب على التفكير النقدي هو ما عرف بالتفكير
اإلنعكاسي حيث يتعامل المراهق مع مجموعة من األفكار المعقدة من أجل التوصل إلى حلول "
نقدية " تساعده على الوصول إلى نوع من التبصر الذي يعتبر قاعدة مهمة لالختيارات الذكية .ولقد
19
بدأ هذا المفهوم يغزو الجامعات فنظمت المحاضرات ونشرت الكتب بل خصصت شعبا دراسية لتفهم
وتنمية التفكير النقدي لدى الطالب لما له من تأثير على تنمية االنفتاح الذهني والمهارات العملية
التي تساعد الفرد على تحليل موقف معين أو كتابة تقرير علمي بشكل متطور أو حل صراع أو توتر
متعلق بالعالقات الشخصية أو باختيار مجال للعمل يتالئم مع مواهب وقدرات الشخص وهناك
خصائص محددة للتفكير النقدي منها :
التنظيم العملي للتفكير :لكي يفكر الفرد تفكي ار ناقدا فإن عليه أن يصنف ويعمم -1
ويستخلص النتائج ويقوم بعمليات إدراكية وعقلية أخرى مثل االستنباط والتحليل .
المعلومات المتخصصة :لكي يتعامل الفرد مع مشكلة ما فإن عليه معرفة بعض -2
العلوم والمعارف األساسية عن المجال الذي يتعلق بمشكلة ما ,فإذا ما طلب على
سبيل المثال من الفرد تحليل نظام أو برنامج كمبيوتر جديد فإن عليه أوالً أن يلم
بأنظمة وأنواع برامج تشغيل الكمبيوتر .
العلوم اإلدراكية /المعرفية األعم :ويتطلب ذلك معرفة الكيفية التي يفكر بها اإلنسان -3
في موضوع معين ومتى سيحتاج إلى معلومات معينة ألن ذلك سيتيح لنا أن نتوقع
كيف يقوم اإلنسان بجمع معلوماته وعرض أفكاره في نسق واتجاهات معينة .
القيم والمعتقدات والميول :إن التفكير النقدي يعني كيفية حكم الفرد على موضوع -4
بطريقة عادلة وموضوعية ويعني ذلك الثقة في أن هذا التفكير سوف يؤدي بالضرورة
إلى حلول األمر الذي يوضح كيفية تدخل القيم والميول في تسلسل عمليات التفكير .
وهناك ضرورة للتعرف على مفاهيم التفكير النقدي ألن الطفل عندما يصل إلى مرحلة
المراهية يصبح مستعدا لتعلم وتجريب عمليات عقلية وإدراكية /معرفية معقدة
ومتطورة .لذلك فإن هناك ضرورة للمعلمين واالباء على تشجيع الطفل في هذه
المرحلة على هذا النوع من التفكير حتي ينمي ملكاته وقدراته ويمكنه من أداء
عمليات اكثر تطو اًر
20
(محمد2009 .م .ص)10-9 حاجات المراهقين في السلوك اإلنساني:
إن التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة تصحبها تغيرات في حاجات المراهقين ،فتبدوا
في بعض األحيان هذه الحاجات قريبة من حاجات الراشدين ،إالَّ أن علماء اإلجتماع يجدون فروقاً
واضحة ،خاصة في مرحلة المراهقة ويمكن تلخيصها كما يلي:
21
/4الحاجة إلى اإلشباع الجنسي:
-الحاجة إلى التربية الجنسية.
-الحاجة إلى التوافق الجنسي الغيري.
-الحاجة إلى أهتمام الجنس اآلخر وحبه.
-الحاجة إلى التخلص من التوتر.
22
الطالب /طالل محمد الزبيدي
بعض مشكالت المراهقين في بيئتهم اإلجتماعية( :محمد2009.م .ص.(15-14
تنبثق مشكالت المراهقة من تضافر عوامل عديدة ،ومن تشابك عمليات النمو وتأثيرها على
المراهق وكيفية تعامل األسرة معها ،هذا وتتميز المراهقة بمشكالت متفاوتة الحدة واألثر على
المراهق ،فمنها ما تكون مرحلية ما تلبث أن تتالشى بمجرد مرور هذه المرحلة ،ومنها ما تكون
مرحلية مع درجة أكبر من الحدة والمتعلقة بالصراع الطبيعي بين معتقدات المراهق ومفرزات الشعور
بالمسؤولية من طرف الوالدين ،ومنها أيضا المشكالت الحادة التي يستمر تأثيرها على حياة المراهق
في المستقبل وحتى أثرها على المجتمع وأهدافه.
فالمراهقة فترة مليئة بالمشكالت ،ألنها فترة تيقظ الشعور والميالد النفسي الذي يتم بالتمييز
بين األنا واألبوين ،وتختلف مشكالت المراهقة من فرد آلخر وتختلف عند الفرد الواحد من موقف
آلخر ،فقد يكون لدى فرد مشكالت في أسرته ،ولدى فرد آخر مشكالت في مدرسته ،ولدى فرد ثالث
مشكالت في عمله ،...ونحن نعرف أن المراهقين يتغير سلوكهم بتغير معارفهم وخبراتهم ،ومفتاح
الصحة النفسية هو أن يحول اإلنسان مشكالت تسيطر عليه إلى مشكالت يسيطر هو عليها،
وتنحصر المشكالت في اآلتي:
/1مشكالت بسيطة:
* مشكالت تتعلق بالصحة والنمو الجسمي :تتمثل في اآلتي:
-عدم تناسق الجسم ،وظهور حب الشباب أو تأخر النمو مقارنة باألقران.
-الشعور بالتعب ،واإلرهاق وحاالت اإلغماء المتكرر ،والغثيان.
والشيء الذي يزيد من تفاقم المشكلة عدم الوعي األسري ،ووصف المراهق بما يكره ،وخاصة
إذا وجد نفس الشيء من أقرانه.
* مشكالت نفسية :حيث يتعرض المراهق لالضطراب النفسي بسبب الدوافع النفسية المتضاربة التي
ال يتم التناسق والتكامل بينها مما يسبب له مشاعر "التناقض الوجداني أو ثنائية المشاعر
Ambivalenceالتي تتلخص في التذبذب وعدم استقرار مشاعره ،كأن يشعر باالنجذاب والنفور
والحب والكره والرضا والسخط إزاء الموضوعات والمواقف( .معوض1994.م .ص.(370
ويتأتى الضغط النفسي من تصاعد التوتر الناتج عن عدم قدرة المراهق على اتخاذ الق اررات
المناسبة إذ يبقى متأرجحا بين نزعة طفولية تتسم بالتنصل من المسؤولية وبين نزعة راشدة تحاول
23
إجباره على القيام بما هو مناط به ،ومن بين األمراض النفسية التي تؤثر على حياة بعض المراهقين
هي:
** حالة االكتئاب :وهي حالة مرضية تصيب الكبار ،كما تصيب الصغار وال تختلف أعراض هذا
المرض النفسي عند المراهقين عنه عند البالغين ،ومن أعراض هذا المرض هي:
-الحزن الشديد والنوم الدائمين.
-النظرات التائهة (دون النظر إلى شيء معين).
-كذلك عدم اإلحساس والشعور بمتع الحياة وملذاتها.
-قلة التركيز واإلحباط والفشل في الحياة.
-عدم القدرة على التعبير عن الرأي.
-عدم التمكن من اتخاذ الق اررات.
-روح التشاؤم والقلق والخوف.
-ضعف الذاكرة وفقدان الشهية.
** انفصام الشخصية :وهو مرض نفسي خطير لديه ثالث أع ارض هي:
-تشتت األفكار بحيث يصبح المراهق ال يتحكم في الربط بين األفكار.
-الهذيان :بحيث يتخيل وجود أشياء ليست في الواقع ويقتنع بها كخوفه من شخص يالحقه.
-األوهام :كرؤية شخص ما غير موجود في الواقع ،بحيث يصعب إقناعه بعدم وجوده.
* مشكالت اجتماعية :وتتمثل في:
-عجز المراهق عن إقامة عالقات خارج األسرة ،وقد أشارت الدراسات إلى نقص القدرة واالرتباك
في المواقف االجتماعية.
-الخوف من ارتكاب األخطاء.
-الخوف من مقابلة الناس" نقص القدرة على االتصال باآلخرين ونقص القدرة على إقامة وصداقات
جديدة.
-الوحدة ونقص الشعبية ورفض الجماعة له ،وغيرها من المشكالت االجتماعية األخرى.
كما قد يلجأ المراهق إلى اإلسراف في االهتمام بمظهره وتغير لهجته من أجل الحصول على
القبول االجتماعي ،أو يقدم على التدخين ،وقد يسوء األمر أكثر عندما يتحول إلى إدمان المخدرات
"فقد يكون الشخص مجامال أو خجوال لدرجة أنه قد يتورط في قبول األشياء التي يقدمها إليه أصدقاؤه
في الحفالت والمناسبات االجتماعية أو في الزيارات"( .معوض1994.م .ص.(377
24
/2مشكالت متوسطة:
* المشكالت األسرية :حين يتعرض المراهق للمشكالت السابقة فإن األسرة تعمل على مساعدته
لتخطي الوضع ،وفي أحيان أخرى قد ال تكون األسرة واعية بهذا الدور أو أنها غير قادرة على تقديم
المساعدة ،إذ يعمل المراهق كي يبرهن على أنه قد أصبح راشدا قاد ار على االستقاللية وأنه لم يعد
بحاجة إلى مساعدة اآلخرين" فكل مساعدة منهم وخصوصا من األهل يعتبرها تدخال في شؤونه
الخاصة ،فيصبح األهل بخاصة أمام مأزق حقيقي ،إذ كيف يمكنهم مساعدة أبنائهم إذا كانت
المساعدة غير مقبولة؟ وكيف يمكن التواصل معهم إذا كانت كل التفاتة منهم تعتبر إهانة؟" وفي
الحالة التي ال تكون فيها األسرة واعية بالدور الذي ينتظرها في مرحلة مراهقة أبنائها ،نجدها تدخل
في صراع محتدم بينها وبينهم ،ويرى أنصار مدرسة التحليل النفسي أن الصراع مع األهل في هذه
المرحلة من الخصائص النفسية للنمو وأن األسرة تعتقد أن أبناءها قد تمردوا عليها وقابلوها بالعصيان
والعقوق.
دراسة مثل ذويهم مع الشباب المراهقين ص ارعات تناولت دراسات وهناك
الندز ) ،)Landies1960وياما مو ار ( ،)Yama muraوآدمز ( ،)Adamds 1964وأشارت نتائج
هذه الدراسات إلى:
-شعور المراهق الشاب باإلغتراب الشديد عن الوالدين.
-كراهية المراهق لسلوك الوالدين الذي يتعلق بالعقاب والتسلط والالمباالة ،وتجدر اإلشارة هنا إلى
مشاعر اآلباء ،ومستوى نضجهم وتعليمهم وطريقة معيشتهم من األمور الهامة التي يمكن تسبب
الصراعات أو تعمل على تجنبها.
"كما أن الصراع الذي يحدث بين المراهقين وبين جيل الكبار "اآلباء ،األمهات والمدرسين"
ظاهرة صحية وليست تقويضية ،وليس معنى الصراع أن األسرة زلزلت زلزالها ،أو أنها معرضة
للخطر بل معناه أن الجيل الجديد يتدرب عن طريق هذا الصراع النتقاء أفضل خبرات للجيل القادم،
ونبذ الخبرات التي ال تصلح"( .محمد2009.م .ص.(57-56
* مشكالت مدرسية :تمثل المدرسة المحيط االجتماعي الخصب للتفاعل بين المراهقين للتنفيس عن
ضغط السيطرة الوالدية ،لكنها في نفس الوقت وجه آخر لصراع األجيال بين المعلمين والمدراء
والقائمين على التربية والتعليم ،وفي غالب األحيان نجدهم يتعاملون بسلبية مع التمرد الطبيعي
للمراهق لينتهي به األمر إلى اإلنذارات المتوالية ،والتوبيخ المستمر ،على مرأى زمالئه ،وحتى الطرد
واإلقصاء ونظ اًر لحساسيته المتزايدة فإن تحصيله يرتبط مباشرة بالتحفيز والتشجيع فيكون التحصيل
25
إيجابياً ،وبالتحقير واإلهانة فيكون التحصيل مترديا خاصة إذا ربطنا ذلك بتزايد ميول المراهق إلى
استيقاء المعلومات من خارج المقرر المدرسي ،ويمكن حصر أسباب مشكالت المراهقة في المدرسة
فيما يلي
-انعدام العالقات الحميمة بين المراهق والمدرس.
-مشاعر الخوف واتخاذ موقف الدفاع عن الذات.
-فقدان التوجيه السليم.
-احساس المراهق بنقص الكفاءة للتحصيل المناسب.
-عدم االستقرار األسري.
-ضعف ذكاء التلميذ.
-نقص النشاط الترويحي المنظم في المدرسة( .حجازي2001 .م .ص.)127
* مشكالت حادة :ال تفصل المراهق عن احتالل الدور االجتماعي المناسب إالَّ خطوات قليلة،
ويتحول بذلك من المفعول به إلى الفاعل الحقيقي وهذا يقودنا إلى تجاوز الحديث عن اكتمال النمو
الجسمي والعقلي وسالمة جهازه النفسي والصراع المفاهيمي بين األهل وبينه ،إلى الحديث عن مشكلة
الهوية عند المراهق ،وهي قدرته على االنجاز وتحقيق أهداف مجتمعه أو االنحراف عنها ،والشعور
باالغتراب ،فإذا واجه هذه المشكلة ومثيالتها ،وبخاصة إذا كانت مشكالت أغلب المراهقين في
مجتمع ما ،فإنها تصبح أكثر من مشكالت مرحلية تتعلق بفترة من محددة ،ومما الشك فيه أنها
ناتجة عن التنشئة غير السوية القائمة على العقاب والترهيب واإلساءة اللفظية للمراهق وكبت رغباته
وعدم تشجيعه على اكتشاف ذاته وإمكانياته وبالتالي التنصل من قوميته وإنكاره لهويته ،وفي التحليل
التالي نحاول معرفة مدى اتساع الهوة الثقافية ومدى الف ارغ الوجداني الذي يعانيه المراهق ومن هذه
المشكالت ما يلي:
-أزمة الهوية :حين تكلم اريكسون عن اكتساب المراهق للهوية نتيجة لعمليات النمو ،فإنه نوه إلى
المشكالت الحادة والتي تتعلق بفقدانه للهوية مقابل ذلك ،حيث يعجز عن اإلجابة عن التساؤالت التي
من شاكلة :من أنا؟ وما هو موقعي من أسرتي؟ وزمالئي؟ ومحيطي؟ ولمن أنتمي؟ وكثي اًر ما تتناقض
فكرة المراهق عن ذاته جسديا ونفسيا واجتماعيا ودينيا ،عن فكرة اآلخرين عنه ،ال بل عن الصورة
المثالية التي رسمها لنفسه في المستقبل .األمر الذي يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الهوية ،وربما إلى
فقدانها ،ومن ثم حدوث األزمة التي تنطوي بدورها على أزمات فرعية ،ولهذه المشكلة سبع محددات
وفق ما يراه ايريكسون:
26
(أ) المنظور الزمني مقابل االنتشار الزمني :أي أن المراهق ال يحس بقيمة الوقت وال يستطيع
استثماره في اكتشاف هويته ،وبالتالي يحدث انتشار الزمن وبمعنى آخر أنه ال يوجد وقت محدد
ومنظم يستغل فيها المراهق مهاراته الخاصة والتي تميزه عن اآلخرين
(ب) الثقة بالنفس مقابل البالدة الوجدانية :تحدث البالدة الوجدانية أو عدم الثقة بالنفس إذا كان
هناك تناقض بين ما يدركه المراهق عن ذاته وإدراك اآلخرين له ،فمثال إذا وبخ أحد المعلمين تلميذه
ب قوله ":شخص مثلك ال يستطيع إتمام المرحلة المتوسطة فإن التلميذ المراهق سيفقد ثقته في نفسه ،إذ
أنه كان يرى ذاته قادرة على التحصيل بينما يرى معلمه العكس ،وبعبارة أخرى فإنه يترك معرفة
هويته إلى اآلخرين ويتخلى هو عنها (ماذا يمكن أن تحقق؟ ماذا لديها من إمكانيات؟) وينجر عن
ذلك شعور بالالمباالة وعدم االكتراث والبالدة الوجدانية.
(ت) تجربة األدوار مقابل الهوية السلبية :نتيجة عدم إدراك المراهق ذاته فإنه يعمد تجريب أدوار ال
تليق به فيميل إلى التطرف وإلى األدوار غير الناجحة ،أو إلى األدوار الطموحة جدا بحيث ال
يتناسب مع إمكانياته.
(ث) توقع االنجاز مقابل شلل العمل :ماهي نتيجة تجريب دور سلبي ال يليق بالمراهق نفسه إالَّ شلل
العمل والمردودية الضعيفة ،إذ يتوقع أنه سيحقق أهداف باهرة بتأثير أحالم اليقظة لتبرير ق ارراته غير
الصائبة لكن سرعان ما يتالشى الحلم ويصطدم بالواقع ،ومن أمثلة ذلك أن كثير من تالميذ المرحلة
المتوسطة والثانوية يتخلون عن الدراسة ويتوقعون أنهم سوف يحققون نجاحا باه ار في سوق العمل
وأن ذلك هو الدور المناسب لهم ولكنهم في النهاية يفشلون في ذلك إذ أنهم يربطون بين النجاح وبين
المثابرة والجهد والتصميم.
(ج) الهوية الجنسية مقابل االنتشار الجنسي أو األثنية الجنسية :يعيش بعض المراهقين حالة من
الصراع بين األنوثة والذكورة ،حيث يرغب الذكر في أن يكون أنثى والعكس وينجم عن اإلعجاب
بالدور ،ومتطلبات الدور بالنسبة للجنس اآلخر وتمثل هذه عقبة أخرى تحول دون تشكيل مفهوم
إيجابي عن الذات وتمنعه من اكتشاف هويته.
(ح) االستقطاب القيادي مقابل انتشار السلطة :إن إبداء الرأي والحوار والمناقشة في األسرة مثال -
أمر إيجابي -وال يختلف عليه اثنين ولكن أمر السلطة ال يمكن أن يكون محل نزاع وأن يكون بيد
لوالدين أمر مفروغ منه إذ أنها تعبر عن شكل تنظيمي ال غير ،وهو ما يفرضه بعض المراهقين
ويرون بأنهم غير ملزمين بأي ضبط ،وال يجب أن تحكمهم أي حدود وال قوانين ،إذ أن تمركز
السلطة بيد الوالدين ال يعني التزمت والقهر ،بل هو خدمة معنوية ألهداف المجتمع ":فما يدين به
27
األبوان من قيم وما يلتزمان به منها سيكون له أثر بالغ في حياة األبناء والمراهقين ،فاآلباء الذين
يلتزمون بمعايير سامية ،ويعتزون بقيم راسخة إنما يؤلفون معينا ال ينضب من القوة الروحية بالنسبة
للمراهق.
(خ) االستقطاب االيديولوجي مقابل انتشار المثل :كما سبق وأن ذكرنا أن المراهق يميل إلى النقد
والتساؤل ويبني فلسفة حياة خاصة به ،والمشكلة التي تحدث لبعض المراهقين أنهم ال يستطيعون
تبني مواقف خاصة ،فتتسم أفكارهم بالتشتت والضياع ،فقد نجد مراهقا يميل إلى التطرف الديني مرة،
ومرة أخرى نجده ملحدا أو عصريا يسرف في التأنق وهذا يدل على عدم وقوفه على هوية محددة،
بل هي هوية مائعة وغير متماسكة( .الجسماني1994 .م .ص.)230-229
28
الطالب /محمد بن صالح رزق
(معوض1994 .م .ص.)114-113 رعاية المراهق من جانب إنساني:
باعتبار أن االبن المراهق يكون أكثر حساسية ويظهر تمرداً وثورة ضد أسرته وكذا مدرسته،
وذلك لتوهمه أن كل من األب والمربي يمارسان سلطة عليه ،ويقيدان حريته ويقفان كحاجز أمام
إثبات ذاته ،وأمام هذه التوهمات ال بد على كل أفراد األسرة والمدرسة تفهم االبن المراهق في هذه
الفترة وتقديم رعاية خاصة تجعل هذه المرحلة تمر بسالم.
/1في األسرة :األسرة هي المحيط األول الذي ينشأ ويعيش فيه المراهق ،وال يمكن االنفصال عنه،
على الرغم من محاولة ذلك ،لتحقيق االستقاللية الفردية والقضاء على القيود األسرية ،ولكي تستطيع
األسرة السيطرة على األبناء خالل هذه الفترة وتوجيههم ،ال بد أن توفر الجو األسري المالئم ،وذلك
من خالل توفر ما يلي:
* الكيان العضوي :المراهق بصورة عامة بحاجة إلى وجود كيان عضوي متماسك لألسرة ،يسمح له
بمواجهة مطالبه النفسية واالجتماعية ،واألسرة التي تتسم بالكيان العضوي تسعى جاهدة إلى شخصية
أبنائها بصورة مستقلة .وتتميز األسرة ذات الكيان العضوي بالصفات التالية- :
-يجب أن يسود األسرة ذات الكيان العضوي الوئام :وهذا ال يعني بأن هذه األخيرة خالية من
الخالفات ،ولكنها من نوع خاص ،هي خالفات في وجهات النظر ،وتعمل األسرة على تفادي
نشوبها ،وكذلك تفادي التيارات المتصارعة لكي تحافظ على استم ارريتها.
-قضاء أكثر األوقات مع بعضهم البعض ،الشيء الذي يزيد من توثيق وتوطيد العالقة بين أفرادها،
وكذلك تمسكها بنفس القيم واألخالق.
* اجتماعات األسرة :األسرة لكي تحقق تماسكها وكيانها البد لها من أجتماعات تقوم بها بصورة
منتظمة ومتقاربة حيث تضم هذه االجتماعات كل أفراد األسرة ،حيث تعمل هذه االجتماعات على
تنمية أفكار األبناء وتغرس فيهم الثقة بالنفس والتخلص من الخوف والخجل ،بحيث تكون هذه
االجتماعات بمثابة تدريب وتعويد لألبناء على مواجهة مختلف المواقف.
* ثقافة األسرة :وهي تضم عاداتها وتقاليدها وقيمها ومعتقداتها ،ومن واجب األسرة نقل هذه الثقافة
ألبنائها عن طريق التلقين والمحاكاة ،واألسرة المثقفة هي التي لديها قدر كبير من الثروات الثقافية،
وباستطاعتها تقديم أكبر قدر من الخبرات ألبنائها عن طريق توفير الجرائد والمجالت والكتب
لتدريبهم على اإلطالع ،وتنمية روح المناقشة والنقد من خالل أراء الكتاب والصحفيين ،وتوفير وسائل
اإلعالم في المنزل مع ضرورة مراقبتها حيث تلعب هذه الوسائل دو ار كبي ار في تنمية المعارف
29
وتوجيهها ،من خالل ما تقدمه من معلومات علمية وثقافية ،إلى جانب زيارة الوالدان للمدرسة ومتابعة
أبنائهم مدرسيا من خالل مقابلة المدرسين الذين يواجه أبنائهم معهم مشاكل معينة ،ومحاولة إيجاد
أسباب إخفاق األبناء في بعض المواد الدراسية.
* الجو الديموقراطي :إن مصطلح الديمقراطية أو الجو الديمقراطي يوحي بصورة آلية إلى الحرية،
أي حرية التعبير والتصرف ،إذا ما حاولنا إسقاط هذا المصطلح على الجو األسري ،فإننا نجد أن
هذه األسرة تلقائية ومتفتحة ومتقبلة آل ارء أبنائها ،حيث يحاول األبناء وهم في سن المراهقة إبداء
آرائهم والمشاركة في اتخاذ الق اررات ،ولذلك كان لزاما على األسرة احترام أبنائها باإلنصات إليهم
ومحاولة توجيه أفكارهم وتنويرهم إذا لم تكن صائبة ،دون اإلساءة إليهم أو توبيخهم ،إذا ما قاموا
بتصرف أو أبدوا أريا معينا مخالفا لعرف األسرة وتقاليد المجتمع ،ومن السمات التي تتميز بها األسرة
الديمقراطية نذكر:
-حرية النق د :فاألسرة تحاول أن تشجع األبناء على التعبير عن مشاعرهم بالرضا أو الرفض ألي
موقف ،فتعبير المراهق عن رفضه أو قبوله لما يدور حوله هو تدريب على المناقشة وتوضيح سبب
الرفض والقبول وكذا الشجاعة في المواجهة.
-إعطاء فرصة لألبناء للتصرف إلبراز قدراتهم واحترام اختالف األمزجة الفردية خاصة وأن المراهق
يحاول اإلبداع لكي يبين لمن حوله أنه قادر على تحمل المسؤولية( .معوض1994 .م .ص.)115
* الروح الدينية :لكل أسرة عقيدة تؤمن بها ،سواء كانت هذه العقيدة موروثة أو اعتنقتها األسرة،
فكلما قامت األسرة بتشجيع أبنائها وتأصيل الروح الدينية لديهم ،كلما كانت تنشئتهم تنشئة صالحة،
وهذا التشجيع يكون عن طريق ممارسة الشعائر الدينية من طرف الوالدين لتنتقل بعد ذلك وعن
طريق التقليد والمحاكاة إلى األبناء ،وكذلك اقتناء الكتب الدينية وتركها في متناول المراهق
ومصاحبته إلى دور العبادة مما يجعله أكثر اعتيادا على التردد عليها ،والمواظبة على الصالة ،إلى
جانب مناقشة المشكالت الدينية "فالتربية الدينية لها أهمية بالغة في فترة المراهقة حيث أن المراهقين
في هذه المرحلة يلبسون المثل العليا ،ولهذا ال بد على األسرة أن تستغل الفرصة لبث الروح الدينية
ودعمها في نفس ية المراهق ،كما أن هذه الفترة هي فترة التشكيك في الدين ،حيث يحاول كل من
المراهقين والمراهقات التشكيك في كل شيء ال يقبله عقلهم" ،وما يمكن قوله عن األسرة وأدوارها
المتنوعة أنها ال بد أن تأخذ موضع االعتدال ،فال إفراط وال تفريط ،فانعدام الجو المالئم لألبناء
المراهقين داخل األسرة يؤدي بهم إلى االنحراف نتيجة للضغوطات الموجودة داخل األسرة ،ويتجسد
ذلك في التمرد عليها والخروج عن نظمها وقواعدها ،ومنه الخروج عن القوانين والضوابط المجتمعية.
(معوض1994 .م .ص.)116
30
/2في المدرسة :تعد المدرسة المحيط الثاني بعد األسرة التي يتفاعل معها المراهق ،كما تعتبر
الهدف الثاني بعد األسرة في تمرده وثورته ضد السلطة المدرسية واألستاذ ،بحيث يالحظ عموما
وجود حساسية كبيرة في التعامل بين األستاذ والتلميذ المراهق الذي يجد صعوبة في التكيف نتيجة
وجود بعض المشاكل النفسية واالجتماعية ،حيث تظهر مشاعر المعارضة والكره والعناد ،باعتبار أن
األستاذ هو مصدر السلطة ،ذلك أنه ولقيامه بواجبه وأدائه لدوره على أكمل وجه ،وجب عليه التحكم
في القسم والسيطرة على زمام األمور ،ولذلك فإن على األستاذ وبالرغم من وجوب فرض هذه السيطرة
يجب عليه أن يتصف بجملة من الصفات تجعل تالميذه يثقون به و يحبونه ،ومن هذه الصفات
نذكر:
-إخالص المعلم وثقته بنفسه ،على أنه قادر على مساعدة التالميذ جميعهم ،وإشعارهم بأنه يحبهم،
دون تفريق وإخفاء المشاعر السلبية اتجاه تالميذه األكثر شغباً.
-تجنب استخدام العقاب االنتقامي خاصة العقاب الجماعي عند خطأ ارتكبه عدد قليل من التالميذ،
فالعقاب الذي يستهدف إظهار أن المدرس هو السيد ،هو الذي له أثر كبير في ثورة التالميذ ضد
المدرس وإشعال نار االنحراف السلوكي والعنف داخل القسم.
-عدم السخرية من التلميذ أو إضحاك اآلخرين عليه ،مما يؤدي بالتلميذ إلى اإلصابة بمشاكل
نفسية.
-إشراك التلميذ في كل النشاطات المدرسية ،كالمساهمة في تحضير وشرح الدرس ،أو القيام بأي
نشاط جماعي ،بحيث يحقق األستاذ هدفين ،هما مساعدة التلميذ على إبراز مواهبه وكذلك تدريبه
على التعاون.
-السماح للتلميذ التكلم بكل حرية واتخاذ موقف ايجابي وودي بحيث يجعل التلميذ يفكر بأن المعلم
يحبه ويحترمه( .خان1412 .ه .ص.)117
31
المراهق والسلوك العدواني:
إن المراهقة هي إحدى الحلقات في دورة النمو النفسي ،وهي كما تخضع في جزء كبير منها
للحلقات السابقة تؤثر بدورها في المراحل الالحقة ،ويدرك المرشدون النفسانيون أنه رغم أن المراهقة
هي المرحلة المثالية لآلمال والطموح ،والنمو الشخصي وتحقيق الهوية الذاتية ،إالَّ أنها المرحلة التي
يقل فيها اإلحساس بالرضا ويظهر فيها القلق واالكتئاب ويزداد معدل المشاغبة والجنوح وتظهر فيها
محاوالت االنتحار وتشهد بداية التدخين وإدمان العقاقير والخوف من فقد الحب ،والمشاعر العدوانية
واألحاسيس الجنسية غير المقبولة والشعور بعدم الكفاية وانعدام اإلحساس بالهوية الذاتية ،كما يكون
السلوك المضاد للمجتمع أكثر شيوعا في منتصف المراهقة ويأخذ شكل الهروب والتأخر خارج المنزل
وتدمير األشياء وسرقة أشياء تافهة في البداية ثم تتحول إلى سرقة أشياء قيمة والكذب والتخريب
المتعمد لممتلكات الغير واإلعتداء الجسماني واإلغتصاب الجنسي ،ويعد العداء والعدوان وعدم
الصبر من أكثر األنماط شيوعا في هذه المرحلة.
كما يعتبر الغضب من األنماط الشائعة لدى المراهقين ،فيغضب عندما يؤنب أو يوبخ أو
ينتقد ،أو يكرر له النصح والموعظة كدرس أو محاضرة ،وفي فترة المراهقة أيضا يميل الشخص إلى
السلوك العدواني ،وهذا ما يتضح في سلوكه نحو الكبار المحيطين به من أبوين ومصادر السلطة
في المجتمع ،ولكونه في مرحلة ال هو فيها رجل وال هو طفل فإن المراهق يتحرك ضد الناس ،وذلك
في بحثه عن الدور الذي يرغب في تحقيقه في الرشد ،وقد يغالي في استخدام العدوان في عالقته
باآلخرين فيصبح عدوانيا بشكل ظاهر ويميل إلى االنتقام لنفسه من هؤالء الذين نبذوه ،وترى هورني
أن هناك بعض النقاط ألبرز وأوضح مبررات هذا النوع من العدوان:
* إنه يبدأ من مسلمة هي :أن العالم الذي نعيش فيه عالم عدواني ،ولذا فعليه شعوريا أو ال شعورياً
أن يقاوم العدوان ويحاربه.
* االحساس أو الرغبة األولى لدى المراهق من هذا النمط هي الرغبة في أن يكون قويا يسيطر على
اآلخرين ويهزم أعداءه أيا كانوا ،وبسبب حالة عدم الثقة في اآلخرين فإن دفاعاته تكون في حالة
استعداد ،وفلسفته السائدة هي أنه" ليس هناك حق دون قوة تحميه" ،وهو تفكير العقالني يدعم فكرة
العدوان لديه ،كما يدعم هذا المعتقد بأن العدوان يعمل على ارتفاع تقدير الذات.
* الميل إلى السيطرة قد يكون في صورة ضمنية أو في شكل مساعدة للغير وبطريقة إنسانية وفي
ثنايا هذه المساعدة للغير تكمن الرغبة في القوة والسيطرة على اآلخرين( .خان.)120 .
32
الخاتمة
خالصة القول بأن هذا البحث تناول كل ما هو متعلق بالمراهق ومرحلة المراهقة وتأثيرات
السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية فيها ،حيث أن لمرحلة المراهقة تأثير كبير على تغير سلوكيات
المراهقين والتأثير على انفعاالتهم.
أتحدت مجموعة من الوحدات التي ساهمت بشكل كبير جداً في تكوين تلك التأثيرات وأثرها
على حياة المراهقين ،ومدي تأثرهم بالسلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية المحيطة بهم.
ويقع العبء األكبر على األسرة ،فهي المصدر األول لبروز هذه الظاهرة ،والحل األوحد
للقضاء عليها ،وهذا من خالل رعاية أطفالها وتنشئتهم تنشئة سليمة ،وتوفير الجو المالئم لنمو
شخصياتهم وتوافقها مع البيئة االجتماعي.
33
المصادر والمراجع
34