Professional Documents
Culture Documents
التشريع أول الشرك و أصله
التشريع أول الشرك و أصله
غير ذلك فجعل بذلك عقله الذي حكمه مقدما على الحمد لله وحده و الصالة و السالم على من ال نبي بعده
األصنام و الكواكب و غير ذلك مما يعبد من دون الله هو هذا حكم الله حاكما عليه ،فكان إعطاء نفسه حق التشريع هو سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم ممن عبد الله
الشرك بعينه "شرك التشريع" ،فإن أول من جعل الصالحين اإلستكبار الذي خرج به عن اإلسالم و قارنه كفر القدح في فوحّده في عبادته و حكمه و أشهد أن ال إله إال الله وحده
تستحق أن تعبد قد صير نفسه مشرعا مع الله بجعله ذاك، كمال حكمة الله و علمه و جعله أهال ألن يسأل عما يفعل و ال شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .أما بعد :
فهو أول من أصدر حكم كونها تستحق العبادة ،و شرع من هو كفر تمثيل الخالق بالمخلوق قال تعالى واصفا نفسه "ال
الدين ما لم يأذن به الله ،قال تعالى مبينا حال المشركين " : يسأل عما يفعل و هم يسألون" و قال "ليس كمثله شيء و إعلم رحمك الله أن أول شرك حصل في األرض هو شرك عبادة
أَم لَهُم شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِنَ الدِّينِ مَا لَم يَأذَن بِهِ اللَّهُ "، هو السميع البصير" مع علمه التام بأنه "ال إله إال الله" و أن الصالحين ذلك أنه بعد بعشرة قرون من موت آدم عليه
فتشريعهم لكونها آلهة تستحق العبادة هو الذي جعل الله هو ربه و هو ربه كل شيء و مليكه ...،فإن اإلستكبار السالم كان الناس يترددون على خمسة رجال صالحين أخذا
األتباع باتزامهم لهذا التشريع مشركين بالله في الطاعة و هو إعطاء النفس ما هو حق لله وحده من الحكم و التشريع من علمهم و خلقهم فكانوا معظمين فيهم إلى أن ماتوا
مشركين به في عبادتها ،فكان شرك التشريع أصل شرك أو الربوبية أو األلوهية او سائر ما يختص به الله وحده فمن في شهر فلم يترك إبليس هذا المنفذ فأوحى إلى الناس أن
الصالحين و األصنام و النجوم و القبور. جعل لنفسه شيئا من ذلك اعتقادا مجردا أو قوال مجردا أو صوروا أكابر صالحيكم الخمس في مجالسهم لتتذكروهم و
إذا تبين هذا فاعلم أن شرك التشريع ينقسم إلى قسمين عمال مجردا فهو مستكبر كافر من روؤس الطوغيت ... تتذكروا خلقهم و صالحهم فيكون ذلك أدعى لتذكيركم
خبيثين : فهكذا كان شرك التشريع مع الله هو أول شرك حصل في بربكم ففعلوا ،فصارت هذه الصور ال تزيدهم إال تعظيما
األول :تشريع مشاركة و هو إعطاء النفس حق التشريع قوال السماء جعل من إبليس رأس الطواغيت جميعا ،لذا كان للصالحين فلم يزالوا يعظمونهم جيال بعد جيل حتى قالوا :
أو فعال من دون نفيه عن الله ،و هو على ضربين: معلوما باإلضطرار في دين اإلسالم و في سائر الملل أن "لم يعظم آباؤنا هؤالء إال ألنهم يشفعون عند الله"
تشريع مع الله و إضافة ذلك لله كمن يحل ما حرم - التشريع مع الله هو الملة اإلبليسية التي يصير بها صاحبها فاتخذوهم شفعاء مع الله و عبدوهم بذلك –عبادة
الله و يجعل ذلك من شرع الله. طاغوتا مستكبرا ،و من ذلك كان كفر فرعون إذ أعطى نفسه اإلستشفاع بالصالحين -و كان هذا أول شرك حصل بعد نزول
تشريع مع الله و عدم إضافة ذلك لله كتشريع - حق تسمية نفسه إلها و ربا و زاد في كفره فوصف الله آدم إلى األرض و إعالن إبليس و آله العداوة على آدم و آله
إبليس إذ قال "أنا خير منه" و لم يجعل قوله ذاك بالنقائص حتى نفى عن الله الوجود فجعل نفسه منفردا و كان هذا الشرك الذي حصل في األرض نتيجة ألول شرك
من حكم الله. باأللوهية و الربوبية و قال "أنا ربكم األعلى" و قال "ما حصل في السماء و هو شرك اإلستكبار ،إذ أمر الله المالئكة
الثاني :تشريع انفراد و هو أخبث أنواعه و هو إعطاء حق علمت لكم من إله غيري" ،فأصدر من نفسه أحكاما نازع بها بالسجود آلدم تشريفا له فسجدوا إال إبليس أبى و استكبر و
التشريع للنفس و نفيه عن الله و عن غيره قوال أو فعال الله في خصائصه بأنه هو اإلله و الرب وحده لذا كان فرعون كان من الكافرين ،ذلك بأنه قال "أأسجد لمن خلقت طينا ؟"
كتشريع فرعون إذ قال "ما علمت لكم من إله غيري" أي ما من أطغى أهل األرض عند سائر الملل بل كان كفره أشد و قال "أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين" مع
لكم من إله غيري فتؤمنوا به و لن تؤمنوا به حتى آذن لكم، من كفر إبليس فإن إبليس لم ينف األلوهية و الربوبية عن علمه بأن الله هو الذي شرع وجوب السجود آلدم و أصدر حكم
كما قال للسحرة الذين تابوا " آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم"، الله تعالى. ذلك الوجوب بقوله " :اسجدوا آلدم" فما لبث إبليس إال أن
فجعل نفسه هو اإلله و هو الذي يشرع وجود إله معه ،تعالى إعلم أرشدك الله لطاعته أن شرك التشريع بإصدار األحكام مع جعل نفسه ندا لله في إصدار األحكام فأصدر حكم "أنا خير
الله عما قال علوا كبيرا. الله هو أصل الشرك و أوله و أشد أنواعه و صاحبه مشرك منه" و شرع تشريعا وضعيا يمثله و ينازع به تشريع الله و
و ال شك في كفر من شرع بأي صورة من صوره بإجماع مستكبر كافر من رؤوس الطواغيت بإجماع المسلمين ،بل يشارك به ربه في التشريع معطيا لنفسه حق التشريع ،ثم
المسلمين سواء شرع في األحكام الوضعية بتصحيح باطل أو بإجماع أهل سائر الملل ،و ال يرد جهل كثير من الناس بهذا جعل يسأل ربه فقال "أأسجد لمن خلقت طينا ؟" جاعال الله
وضع أو إزالة شرط أو مانع أو رخصة أو إبطال حق أو غير ذلك األمر كونه معلوما من دين الرسل باإلضطرار. أهال ألن يسأل عما يفعل واصف بذلك ربه بما يتصف به
من تشريع أحكام وضعية ،أو شرع في األحكام التكليفية المخلوق من نقص في الحكمة القاصرة و الخطأ الممكن
أنهم ينصرون دين الله و كال و ألف كال ،فإنهم أشركوا لما بتحليل حرام أو كفر أو إيجابه أو تحريم حالل أو واجب أو
شرك التشريع
فمجرد استعمال هذا الحق هو التزام و إقرار بحكم و أجمع المسلمون على كفر من التزم بطاعة تشريع الطاغوت
الديمفراطية الذي يعطي حق الكفر بالتشريع ،وهو كفر بحد سواء كان تشريعه تشريع مشاركة أو انفراد لقوله تعالى " :
ذاته ،فال فرق بين جعل البرلمان الشركي وسيلة للتقرب وَلَا تَأكُلُوا مِمَّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللَّهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسق وَإِنَّ
أول الشرك و أصله إلى الله بتحكيم شرعه و بين عبادة األولياء و جعلها وسيلة
للتقرب إلى الله فقد جعلهم الله مشركين إذ قال " :وَالَّذِينَ
الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَولِيَائِهِم لِيُجَادِلُوكُم وَإِن أَطَعتُمُوهُم
إِنَّكُم لَمُشرِكُونَ (." )121
اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاءَ مَا نَعبُدُهُم إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ و من أقبح صور التشريع ما نراه اليوم و نسمعه من مجالس
زُلفَى " تشريعية يعطى فيها حق التشريع ألعضائها النواب عن
(تهدى و ال تباع) فاعلم رحمك الله أن الله أرسل رسله بتوحيده حتى يكون الشعب ،فيشرعون فيها تشريعات و قوانين لتكون منهاجا
الدين كله لله و ال يتلقى إال عنه و ال يعبد إال إياه و بإذنه و يسير عليه أهل البلد و يلتزمونه بناءا على قولهم "إن الحكم
[شارك في نشرها لنيل أجرها] فقط بما شرعه و ال يرجى إال وجهه و مرضاته ،فاألمر كله للشعب ،و يمثل الشعب حقه في التشريع عن طريق انتخابه
من الله و بالله و لله فبدل الذين كفروا قوال غير الذي قيل لمن ينوب عنه في البرلمان" و يريدون بالبرلمان :المجلس
لهم فقالوا :من الشعب و بالشعب و للشعب ،فكان شرك الذي يشرعون فيه القوانين التي تحكم البالد و تسير عليها
التشريع مباشرة و نيابة هو شرك اآلخرين مع انتسابهم من دون حكم الله ،و قولهم "الحكم للشعب" هو حقيقة
ال ينبغي لمسلم الجهل به لإلسالم و كان هو شرك إبليس مع انتسابه لإلسالم و علمه الديمقراطية و تعريفها ،فهم ال يجعلون التشريع فقط
بأنه ال إله إال الله و يقينه به حق اليقين ...،فإن كنت ترجوا للطواغيت أعضاء البرلمان ،بل يدخلون كل الشعب في
الجنة و تخاف من النار فاحفظ نفسك من مقاربة هذا الشرك إعطائه حق التشريع و يجعلونهم رعية لهم ،فمن انتخب نائبا
مزاولة أو طاعة أو التزاما ،فإنه ال عذر بالجهل فيه و تبرأ ممن عنه يشرع محله فقد جعل لنفسه مشرعا طاغوتا ينوب عنه
إعداد :
ارتكبه و خرج من دين ربه فكفر به و قل اللهم يا مقلب في شرك التشريع ،و من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين
أبو الفداء محمد بن إلياس المغربي
القلوب ثبت قلبي على دينك ،فإنها ال تعمى األبصار و على أن اإلستنابة في ارتكاب الكفر كفر ،و كذا من اتخذ
لكن تعمى القلوب التي في الصدور. الطاغوت المشرع أو المحكم للقانون وليا ألمره فقد رضي به
نسأل الله العظيم أن يجعل لهذه األمة مخرجا من هذه الفتنة و آمن بالطاغوت و كفر بالله و هذا الكفر البواح قد بلغ آفاق
-دار التوحيد - الدهيماء التي ربي فها الصغير و هرم عليها الكبير إنه ولي األرض مشرقا و مغربا و لم يسلم من هذه الردة التي ال عذر
ذلك و القادر عليه ،إنه هو السميع البصير. بالجهل فيها إال أقل القليل.
هذه المطوية تحتوي على ألفاظ الجاللة وآيات قرآنية و أحاديث سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك و و مما زاد في األمر فتنة قوم دخلوا في البرلمانات التي
احذر من تركها في مكان مهين أتوب إليك. تعطي للمرء حق التشريع و استعملوا هذا الحق في تشريع
ما يوافق حكم الله و سموا أنفسهم "إسالميين" و ظنوا