Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫نعم ‪ ،...

‬هذا هو اإلسالم‪ ،‬هذا هو الدين الحق‪ ،‬دين قيم كامل ال‬ ‫و قال تعالى ‪ " :‬وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا‬ ‫الحمد لله وحده و الصالة و السالم على من ال نبي بعده سيدنا‬
‫نقص فيه بوجه من الوجوه‪ ،‬هو الصراط السوي المستقيم فال عوج‬ ‫جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ‬ ‫محمد و على آله و صحبه و من تبعهم ممن عبد الله و وحّده و‬
‫فيه و الهدي القويم فال ضالل فيه و ال ذل و ال مهانة ألهله‪ ،‬دين‬ ‫الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ َوفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ‬ ‫أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له و أشهد أن محمدا عبده و‬
‫العمل األحسن‪ ،‬دين الحكم األحسن‪ ،‬هذا هو دين الفطرة‪ ،‬هو دين‬ ‫وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ‬ ‫رسوله‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫العزة بالتوحيد‪ ،‬هو دين اإلِالص و السالمة من الشرك و التنديد‪،‬‬ ‫وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (‪")78‬‬ ‫قال الله تعالى ‪ " :‬وَمَا أَرْسَلْنَا ِمنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ‬
‫هو دين إفراد الله في العبادة‪ ،‬في الحكم و التشريع‪ ،‬في الوالية‬ ‫و قال ‪ " :‬فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ‬ ‫لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (‪")52‬‬
‫و الحب‪ ،‬هو دين إِالص الوجه لله و إسالم األمر له وحده‪ ،‬حنيفية‬ ‫عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ال َّلهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا‬ ‫و قال ‪ :‬وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا‬
‫سمحة‪ ،‬رشد ال يرغب عنه إال من سفه نفسه‪.‬‬ ‫يَعْلَمُونَ (‪")31‬‬ ‫الطَّاغُوتَ"‬
‫و قال ‪ " :‬أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ"‬ ‫و قال ‪َ " :‬ويَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ‬
‫أيها الحريص على دينه أينما كنت‪ ،‬أعر سمعك وأنصت لما يقال لك‬ ‫و قال ‪ " :‬هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى‬ ‫الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (‪")25‬‬
‫فإن األمر في غاية الخطورة‪...‬‬ ‫الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (‪")58‬‬ ‫و قال ‪ " :‬الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‬
‫إعلم –رحمك الله‪ -‬أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ارتد‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَا أُمِرُوا إِ ّلَا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ‬ ‫وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"‬
‫غالب من أسلم و حصلت فتنة عظيمة‪ ،‬ثبت الله فيها من أنعم‬ ‫وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ ُيؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ َذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (‪")2‬‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى‬
‫عليهم بالثبات‪ ،‬و افترقت العرب في ردتها‪ ،‬فطائفة رجعت إلى‬ ‫و قال ‪ " :‬الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْ َزلَ َعلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ‬ ‫ظَالِمِينَ (‪ )7‬يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ‬ ‫الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْ َقوْمَ ال ّ‬
‫عبادة األصنام و قالوا ‪ :‬لو كان نبيا لما مات‪ ،‬و فرقة قالت نؤمن‬ ‫عِوَجًا (‪ )0‬قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ‬ ‫بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (‪ )8‬هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ‬
‫بالله و ال نصلي‪ ،‬و أِرى أقروا باإلسالم و صلوا و لكن منعوا‬ ‫يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (‪")5‬‬ ‫ظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ َلوْ كَرِهَ‬ ‫رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُ ْ‬
‫الزكاة‪ ،‬و أِرى أقروا بالشهادتين و لكن صدقوا مسيليمة أن النبي‬ ‫و قال ‪ " :‬إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَ ْرضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ‬ ‫الْمُشْرِكُونَ (‪")9‬‬
‫أشركه معه في النبوة‪ ،‬بسبب حملته اإلعالمية و الشهود الذين‬ ‫عَمَلًا (‪")7‬‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْخآِِرَةِ‬
‫أقاموهم و الذين شهد عليهم رجال معروفون بالعلم و العبادة‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ‬ ‫مِنَ الْخَاسِرِينَ (‪")82‬‬
‫فصدقوهم ألجل ما عرفوا عنهم‪ ،‬و كذلك صدقوا األسود العنسي‬ ‫مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ َِلِيلًا (‪" )052‬‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ‬
‫في ادعائه للنبوة و قوم صدقوا طليحة األسدي‪.‬‬ ‫و قال ‪ " :‬أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ‬ ‫اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْخآِِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (‪ )031‬إِذْ قَالَ لَهُ‬
‫و لم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا‪ ،‬و وجوب‬ ‫يُوقِنُونَ (‪" )21‬‬ ‫رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (‪ )030‬وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ‬
‫قتالهم‪ ،‬إال مانع الزكاة في بادئ األمر ثم بعد ذلك أجمعوا على‬ ‫و قال ‪ " :‬وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ‬ ‫وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ‬
‫قتالهم جميعا‪ ،‬فقاتلوهم و نصرهم الله عليهم‪ ،‬و قد أجمع‬ ‫إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (‪")33‬‬ ‫مُسْلِمُونَ (‪")035‬‬
‫العلماء على تصويب أبي بكر رضي الله عنه في ذلك و عدوه من‬ ‫و قال ‪ " :‬فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا‬ ‫" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ‬
‫أكبر فضائله مع أن المسألة موضحة في القرآن و السنة‪ ،‬أما القرآن‬ ‫هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (‪ )037‬صِبْغَةَ‬ ‫بِالطَّاغُوتِ وَ ُيؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ‬
‫فقوله تعالى ‪ " :‬فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيُُْ‬ ‫اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (‪ )038‬قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا‬ ‫لَهَا وَال َّلهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (‪" )522‬‬
‫وَجَدْتُمُوهُمْ وَُِذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ‬ ‫فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ‬ ‫و قال ‪" :‬يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ‬
‫تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ " و أما السنة ففي‬ ‫مُخْلِصُونَ (‪")039‬‬ ‫أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ "‬
‫الصحيحين أن انبي صلى الله عليه و سلم قال ‪ " :‬أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ‬ ‫و قال ‪ " :‬أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (‪ )32‬مَا لَكُمْ كَيْفَ‬ ‫و قال يوسف عليه السالم ‪" :‬يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ‬
‫الناس حتى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إال الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ‬ ‫تَحْكُمُونَ (‪ )32‬أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (‪ )37‬إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا‬ ‫َِيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (‪ )39‬مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً‬
‫وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ ُيؤْتُوا الزَّكَاةَ فإذا فَعَلُوا ذلك عَصَمُوا مِنِّي‬ ‫تَخَيَّرُونَ (‪ )38‬أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا‬ ‫سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا‬
‫تَحْكُمُونَ (‪ )39‬سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (‪ )01‬أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا‬ ‫دِينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا‬
‫لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِ ّيَاهُ ذَلِكَ ال ّ‬
‫بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (‪")00‬‬ ‫يَعْلَمُونَ (‪")01‬‬
‫"ال تكفروا المسلمين‪ ،‬من كفر المسلمين فهو أولى بوصف‬ ‫دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إال بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ على اللَّهِ "‪ .‬فهذا‬

‫إنذار المسلمين‬

‫[معلوم من الدين بالضرورة]‬


‫الكافرين" فيصفونه بالكافر تارة و يقولون ال ينبغي لنا أن نتصف‬ ‫كتاب الله الصريح‪ ،‬للعامي البليد‪ ،‬و هذا كالم رسول الله صلى الله‬
‫باإلسالموفوبيا و يصفونه بالخارجي تارة أِرى و في كال الحالين‬ ‫عليه و سلم‪ ،‬و هذا إجماع العلماء الذي ذكرت لك في أن اإلسالم‬

‫بغياب‬ ‫يستحلون دمه و يجعلون قتله من أعظم القربات إلى الله‪ ،‬أما‬
‫المسلم عندهم هو الذي ليس معه من اإلسالم شعرة إال أنه يقول‬
‫ينقض بمجرد منع الزكاة فكيف بأشد من ذلك‪.‬‬
‫فاعلم أن الظالمين اليوم ‪ -‬و هم أولى بوصف الخوارج‬
‫بلسانه "ال إله إال الله"‪ ،‬و هو أبعد الناس عن فهمها و تحقيق‬ ‫ممن رموا به ‪ -‬قد حرفوا في دين الله و جعلوا له المثل السوء و‬

‫حقيقة دين‬ ‫مطلوبها علما و عقيدة و عمال‪.‬‬


‫و هذا المنهج تلقته عامتهم عن علمائهم و ذلك أن علماءهم‬
‫شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله‪ ،‬و أقاموا الدنيا على هدم‬
‫الدين من أصله ثم سموا أنفسهم ِير أمة أِرجت للناس‪.‬‬
‫أقاموا حمالت علمية و شهودا ادعائية أنفقوا فيها أموال‬ ‫و ليت المسألة كانت في منع الزكاة التي أجمع العلماء على‬

‫المرسلين‬ ‫السعودية فخدعوهم بحملتهم الدعوية و بعلمهم و أنساكهم‬


‫التعبدية فشهدوا لهم بالعلم و الزهد و العدالة كما شهد األولون‬
‫تصويب أبي بكر في قتال مانعيها و الحكم عليهم بالردة‪،‬بل‬
‫األمر أطم من هذا كله فقد جعلوا المسلم هو ذاك الذي يشرك‬
‫على شهود مسيليمة بالعلم و الثقة و العدالة ‪ ،‬فما لبثوا إال أن‬ ‫بالله هو ذاك الذي يعبد غيره فيدعوه و يطوف به و يتوكل عليه و‬
‫الفرقان بين إسالم األنبياء و المرسلين‬ ‫بدلوا في دين الله و شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله‪ ،‬فأية‬ ‫يستغيُ به و يذبح و ينذر له‪ ،‬جعلوا المسلم هو ذاك الذي يجعل‬
‫و بين دين أدعياء السلفية المجرمين‬ ‫طامة فوق هذه الطامة‪ ،‬و أي عار على أمة المليار فوق هذا العار‪.‬‬ ‫مع الله شريكا في علم الغيب أو شريكا في تدبير أمر الكون أو‬
‫فلتعلم ‪-‬رحمك الله‪ -‬أن هذه المسألة ‪ :‬أهم األشياء كلها‬ ‫ندا في المحبة‪ ،‬جعلوه ذاك الذي جعل الولي أفضل من سيد‬
‫عليك‪ ،‬ألنها هي الكفر و اإلسالم‪ ،‬فإن صدقتهم فقد كفرت بما‬ ‫المرسلين‪ ،‬هو ذاك الذي جعل الروح األمين ِائنا لرسالة رب‬
‫أنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم‪ ،‬كما ذكرنا لك من‬ ‫العالمين‪،‬جعلوا المسلم هو ذاك الذي يسب الله و يسب الدين و‬
‫(تهدى و ال تباع)‬ ‫القرآن و السنة و اإلجماع‪ ،‬و إن صدقت الله و رسولك عادوك و‬ ‫يلعن الصحابة و يقذف أم المؤمنين‪ ،‬جعلوا المسلم هو كل أفاك‬
‫كفروك و سموك ِارجيا‪ .‬و هذا الكفر الصريح بالقرآن و الرسول في‬ ‫أثيم الذي يقدح في أعراض المخلصين و يصفهم باإلرهابيين‬
‫[شارك في نشرها لنيل أجرها]‬
‫هذه المسألة ‪ :‬قد اشتهر في األرض مشرقها و مغربها‪ ،‬و لم‬ ‫الذين ال ِالق لهم و ال دين‪ ،‬جعلوا المسلم هو كل من يستهزئ‬
‫يسلم منه إال أقل القليل‪.‬‬ ‫بالسنة و الدين و القرآن الحكيم‪ ،‬جعلوه هو هو ذاك الذي يشرع مع‬
‫ال ينبغي لمسلم الجهل به‬ ‫فإن رجوت الجنة و ِفت من النار‪ ،‬فاطلب هذه المسألة‪ ،‬وادرسها‬ ‫رب العالمين و لسان حاله "أنا رب العالمين"‪ ،‬جعلوه هو ذاك الذي‬
‫من الكتاب و السنة و حررها‪ ،‬و ال تقتصر في طلبها‪ ،‬ألجل شدة‬ ‫يستعبد الناس بما شرعه من القوانين التي استبدلها بالدين و‬
‫الحاجة إليها‪ ،‬و ألنها اإلسالم و الكفر‪ .‬و قل اللهم ألهمني‬ ‫يقول "ال تدِل في حياتك دين المرسلين فقد شرعت لك قوانين‬
‫إعداد ‪:‬‬ ‫رشدي‪ ،‬و فهمني عنك‪ ،‬و علمني منك‪ ،‬و أعذني من مضالت‬ ‫تغنيك عن حكم رب العالمين و استمتع بقصص النبيين و بحفظ‬
‫أبو الفداء محمد بن إلياس المغربي‬ ‫الفتن ما أحييتني‪.‬‬ ‫القرآن العظيم و اجعل التزامك بالدين ِادما مزينا لمنهجنا نحن‬
‫و أكثر من الدعاء بالدعاء الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه‬ ‫الديمقراطيين حتى نكون عن بعضنا راضين"‪ ،‬جعلوا المسلمين هم‬
‫و سلم أنه كان يدعو به في الصالة و هو ‪ " :‬اللهم رب جبريل‬ ‫أوالئك الذين ال صالة يقيمون و ال الزكاة يؤتون و ال الله يوحدون‬
‫وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات واألرض عالم الغيب‬ ‫و ال للنبي يتبعون و دأبهم سب رب العالمين و اإلستهزاء بدينه‬
‫‪ -‬دار التوحيد ‪-‬‬ ‫والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني‬ ‫القويم‪ ،‬هم الذين كانوا من الذين آمنوا يضحكون و إذا مروا بهم‬
‫لما اِتلف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‬ ‫يتغامزن و إذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين و إذا رأوهم قالوا‬
‫"‪ ،‬اللهم قد بلغت اللهم فاشهد يا رب العالمين‪...‬‬ ‫إن هؤالء لضالون‪ ،‬كل هؤالء جعلوهم مسلمين و هم يعترفون‬
‫هذه المطوية تحتوي على ألفاظ الجاللة وآيات قرآنية و أحاديُ‬
‫سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك و أتوب‬ ‫بأنه ما في هذه األوصاف من اإلسالم شعرة و إنما فقط ألجل أن‬
‫احذر من تركها في مكان مهين‬
‫إليك‪.‬‬ ‫أهلها يقولون بألسنتهم "ال إله إال الله"‪ ،‬ثم يقولون لمن كفرهم‬

You might also like