ينقسم التفسير باعتبار أساليبه إلى أربعة أقسام

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫‪ :‬ينقسم التفسير باعتبار أساليبه إلى أربعة أقسام‬

‫التفسير التحليلي ‪ :‬وهو الغالب على التفاسير ‪ ،‬وهو أن يعمد المفسر إلى تحليل اآلية ببيان سبب نزولها ‪ ،‬وبيان غريبها! ‪ ،‬وإعراب )‪1‬‬
‫‪ .‬مشكلها ‪ ،‬وبيان مجملها ‪ ،‬وما إلى ذلك‬
‫‪.‬ومن أمثلته ‪ :‬تفسير ابن عطية ‪ ،‬واآللوسي ‪ ،‬والشوكاني ‪ ،‬وغيرهم‬
‫ق‬ ‫اب الثِّقَا َل (‪َ )12‬ويُ َسبِّ ُح ال َّر ْع ُد بِ َح ْم ِد ِه َو ْال َمالئِ َكةُ ِم ْن ِخيفَتِ ِه َويُرْ ِس ُل ال َّ‬
‫ص َوا ِع َ‬ ‫ئ ال َّس َح َ‬ ‫مثال‪ :‬هُ َو الَّ ِذي ي ُِري ُك ُم ْالبَرْ َ‬
‫ق َخوْ فًا َوطَ َمعًا َويُ ْن ِش ُ‬
‫ال (‪ } )13‬من سورة الرعد‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫ُ‬
‫ُصيبُ بِهَا َم ْن يَشَا ُء َوهُ ْم يُ َجا ِدلونَ فِي ِ َوهُ َو َش ِدي ُد ال ِم َح ِ‬ ‫‪ .‬فَي ِ‬
‫فأبدأ أوالً بذكر سبب النزول ‪ ،‬ثم أوضح معاني بعض ألفاظ اآليات ‪ ،‬ثم أذكر إعراب الجمل التي لها محل من التفسير ‪ ،‬وأخيراً أذكر‬
‫‪ .‬تفسير اآليات ‪ ،‬وليس لي سوى النقل من بطون أمهات التفسير ‪ ،‬والتعليق اليسير ‪ ،‬أو الترجيح في بعض المسائل‬
‫‪ :‬سبب نزول اآليات‬
‫‪---------------------------‬‬
‫عن أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ ، -‬قال ‪ :‬بعث رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬رجالً من أصحابه إلى رجل من عظماء! الجاهلية يدعوه‬
‫إلى هللا تبارك وتعالى فقال ‪ :‬أيش ربك الذي تدعو إليه ؟ من نحاس هو ؟ من حديد هو ؟ من فضة هو ؟ من ذهب هو ؟ فأتى النبي ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فأخبره ‪ ،‬فأعاده! النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬الثانية ‪ ،‬فقال ‪ :‬مثل ذلك ‪ ،‬فأتي النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫فأخبره ‪ ،‬فأرسله إليه الثالثة ‪ ،‬فقال ‪ :‬مثل ذلك ‪ ،‬فأتى النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فأخبره فأرسل هللا تبارك وتعالى عليه صاعقة‬
‫فأحرقته ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ (( : -‬إن هللا تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقة! ‪ ،‬فأحرقته )) ‪ ،‬فنزلت‬
‫ال } (‪)1‬‬ ‫ُصيبُ بِهَا َم ْن يَشَا ُء َوهُ ْم يُ َجا ِدلُونَ فِي هَّللا ِ َوهُ َو َش ِدي ُد ْال ِم َح ِ‬ ‫ق فَي ِ‬‫ص َوا ِع َ‬ ‫‪.‬هذه اآلية ‪َ { :‬ويُرْ ِس ُل ال َّ‬
‫توضيح بعض معاني اآليات‬
‫‪------------------------------‬‬
‫ب ‪ ...‬وبَ َرقَت‬ ‫ُروق السحا ِ‬ ‫ق ‪ :‬مفرد ‪ ،‬وجمعه ‪ :‬بُروق ‪ ،‬وهو اللّمعان! المنقدح من السحاب ‪ ،‬جاء في القاموس المحيط ‪ (( :‬وواح ُد ب ِ‬ ‫ْالبَرْ َ‬
‫ق ‪ ...‬والشي ُء بَرْ قا ً ‪ ،‬وبَريقا ً ‪ ،‬وبَ َرقانا ً ‪ :‬لَ َم َع )) (‪)2‬‬ ‫ت ببَر ٍ‬ ‫ت ‪ ،‬أو جا َء ْ‬ ‫‪ .‬السما ُ!ء بُروقا ً ‪ ،‬وبَ َرقانا ً ‪ :‬لَ َم َع ْ‬
‫المثقَلَة بِ ِه (‪)4‬‬‫اب الثِّقَا َل‪ :‬جمع سحابة ؛ فلهذا نُ ِعتَ بالثِّقال (‪ ،)3‬وهي ‪ :‬ال ُموقَّ َرةَ بالما ِء ْ‬ ‫‪.‬ال َّس َح َ‬
‫‪ِ .‬خيفَتِ ِه ‪ :‬من هيبته وإجالله (‪)5‬‬
‫ال ‪ :‬العقوبة ‪ ،‬والمكر ‪ ،‬والنكال (‪ ، )6‬أو القوة (‪)7‬‬ ‫‪َ .‬ش ِدي ُد ْال ِم َح ِ‬
‫‪ :‬والذي يترجح عندي ‪ :‬المكر ‪ ،‬لألمور التالية‬
‫‪ .‬السياق يدل على ذلك ‪1-‬‬
‫‪ .‬وصف سبحانه نفسه بذلك في عدة مواضع من القرآن ‪2-‬‬
‫‪ .‬يؤدي الغرض من االنتصار للحق ‪3-‬‬
‫‪ .‬والمراد بالمكر هو ‪ :‬إيصال العقوبة إلى الكافر من غير أن يشعر بها‬
‫وقد قرأ األعرج والضحاك ‪َ (( :‬ش ِدي ُد ال َمحال )) ‪ ،‬بفتح الميم ‪ ،‬وهي قراءة شاذة ‪ ،‬وال َم َحال هنا َم ْف َعل من الحيلة ‪ ،‬حال ‪ ،‬يحول ‪،‬‬
‫ْث اَل يَ ْعلَ ُمونَ } [ سورة األعراف ‪،‬‬ ‫محاالً ‪ ،‬إذا احتال ‪ ،‬فيكون تقديره ‪ :‬شديد الحيلة ‪ ،‬وتفسيره قوله سبحانه ‪َ { :‬سنَ ْستَ ْد ِر ُجهُ ْم ِم ْن َحي ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اآلية (‪ ، ] )182‬وقوله ‪َ { :‬و َم َكرُوا َو َم َك َر هَّللا ُ } ‪ [ ،‬سورة آل عمران! ‪ ،‬اآلية (‪ ] )54‬وقوله ‪ { :‬يَحُو ُل بَ ْينَ ال َمرْ ِء َوقلبِ ِه } ‪ [ ،‬سورة‬
‫َ‬
‫‪ ( .‬األنفال ‪ ،‬اآلية (‪] )24‬‬
‫‪ :‬اإلعراب‬
‫‪-----------‬‬
‫‪َ :‬خوْ فًا َوطَ َمعًا ‪ :‬اختلف في نصبهما‬
‫‪ .‬فقيل ‪ :‬على المصدرية ؛ أي ‪ :‬لتخافوا خوفا ً ‪ ،‬ولتطمعوا طمعا ً‬
‫‪ .‬وقيل ‪ :‬هما حاالن من الكاف في (ي ُِري ُك ُم)! ؛ أي ‪ :‬حال كونكم خائفين وطامعين (‪)9‬‬
‫فأجاز الزمخشري! ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬أن يكونا حال ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬ويجوز أن يكونا منتصبين! على الحال من البرق ‪ ،‬كأنه في نفسه خوف‬
‫‪ .‬وطمع ‪ ،‬أو على ذا خوف ‪ ،‬وذا طمع ‪ ،‬أو من المخاطبين ؛ أي ‪ :‬خائفين! وطامعين! )) (‪)10‬‬
‫ويجوز أن يكونا مفعوالً لهما (‪ ، )11‬اختاره أبو القاء! ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬خوفا ً وطمعا ً مفعول ألجله )) (‪ ، )12‬ومنعه الزمخشري ‪ ،‬فقال ‪(( :‬‬
‫ال يصح أن يكونا مفعوالً لهما ؛ ألنهما ليسا بفعل فاعل الفعل ال ُمعَّلل إال على تقدير حذف المضاف ‪ ،‬أي ‪ :‬إرادة خوف وطمع ‪ ،‬أو‬
‫‪ .‬على معنى إخافة وإطماعا ً )) (‪)13‬‬
‫وهذا الذي ذكره الزمخشري من شرط اتحاد الفاعل! فيهما! ليس مجمعاً! عليه (‪ ، )14‬فمنعه هذا فيه تعسف ‪ ،‬فيمكن أن يكونا مفعوالً‬
‫‪ .‬لهما‬
‫أن الفعل له في مثل هذا الفعل ‪ ،‬فاعل في المعنى ؛ ألنه إذا‬ ‫قال ابن المنير ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬متعقباً! الزمخشري ‪ (( :‬ومفعوالً لهما ‪ ،‬على ّ‬
‫أراهم فقد رأوا ‪ ،‬واألصل ‪ :‬وهو الذي يريكم البرق ‪ ،‬فترونه خوفا ً وطمعا ‪ ،‬أي ‪ :‬ترقبونه وتتراؤونه ‪ ،‬تارة ألجل الخوف ‪ ،‬وتارة‬
‫ً‬
‫‪ .‬ألجل الطمع ‪ ،‬وهللا أعلم )) (‪)15‬‬
‫بِ َح ْم ِد ِه ‪ :‬اختلف النحاة والمعربون في الباء من قوله ‪َ ( :‬ويُ َسبِّ ُح ال َّر ْع ُد بِ َح ْم ِد ِه) ‪ ،‬فقيل ‪ :‬هي للمصاحبة ‪ ،‬أو باء الحال ‪ ،‬أي ‪ :‬يسبحه‬
‫حامداً له ‪ ،‬أي ‪ :‬ينزهه عما ال ليق به ‪ ،‬ويثبت لم ما يليق به ‪ ،‬وضابط هذه الباء أن يغني عنها ‪ ،‬وعن مصحوبها الحال ‪ ،‬كما رأيت ‪.‬‬
‫‪ .‬أو يحسن في موضعها (( مع ))‬
‫‪ .‬وقيل ‪ :‬هي لالستعانة ‪ ،‬أي ‪ :‬يسبحه بما حمد به نفسه ‪ ،‬فيكون الحمد مضافا ً إلى الفاعل! (‪)16‬‬
‫‪ :‬إذاً ‪ :‬الباء في ‪ :‬بحمده‬
‫‪ .‬إما للمصاحبة! ‪1-‬‬
‫‪ .‬أو هي باء الحال ‪2-‬‬
‫‪ .‬أو هي في موضع (( مع )) ‪3-‬‬
‫‪ .‬أو هي لالستعانة ‪4-‬‬
‫‪ .‬والذي يترجح عندي ‪ :‬أنها في موضع (( مع )) ‪ ،‬أي ‪ :‬يسبح الرعد مع حمده ‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫َوهُ ْم يُ َجا ِدلُونَ ‪ :‬يجوز أن تكون الجملةُ مستأنفة! ‪ ،‬أخبر عنهم بذلك ‪ ،‬ويجوز أن تكون حاالً(‪ ، )17‬فجعلها الزمخشري حا ٌل ِمن مفعول ‪:‬‬
‫حال ِجدالِهم)) (‪ ، )18‬وجعلها غيره حاالً من مفعول ‪ (( :‬يَشا ُء )) (‪، )19‬‬ ‫(( يُصيبُ )) ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬أي فيصيبُ بها من يشاء في ِ‬
‫ومفعول يشاء محذوف تقديره ‪ :‬يشاء إصابته‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫التفسير اإلجمالي ‪ :‬وهو أن يعمد المفسر إلى بيان المعنى العام لآلية دون التعرض للتفاصيل! ؛ كاإلعراب واللغة والبالغة والفوائد )‪2‬‬
‫‪ .‬وغيرها‬
‫ومن أمثلته ‪ :‬تفسير السعدي ‪ ،‬وتفسير الناصري! ‪ ،‬ويوجد كذلك في تفسير المراغي وتفسير الجزائري تحت عنوان "المعنى‬
‫‪" .‬اإلجمالي‬
‫‪:‬مثال‬
‫لغو وباطل الغية القيامة الغاشية‬
‫أقدار ال عرى! لها أكواب ذليلة خاشعة‬
‫وسائد نمارق بالدنيا بالمعاصي والكفر والفساد عاملة‬
‫بسط عراض فاخرة زرابي متعبة في النار بالعذاب ناصبة‬
‫مبسوطة ومفرقة في المجالس مبثوثة شديدة الحرارة حامية‬
‫طعام كالشوك مر ونتن ضريع متناهية في الحرارة آنية‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪.‬التفسير المقارن ‪ :‬وهو أن يعمد المفسر إلى قولين أو أكثر في التفسير ويقارن! بينها مع ترجيح ما يراه راجحا )‪3‬‬
‫ومن أمثلته ‪ :‬تفسير الطبري ‪ ،‬وغيره ممن! يذكر أقوال المفسرين! ويرجح بعضها على بعض‬
‫‪:‬مثال‪ . :‬جاء في تفسير الجاللين‬
‫‪”.‬أخرجت األرضُ كنو َزها وموتاها فألقَ ْتها على ظهرها“‬
‫خر ج الكرة األرضية الموتى وتلقيهم على سطحها!! وكأن الجثث ال زالت جثثًا!! إن جثث الناس الذين‬ ‫يعني أنه في يوم القيامة ستُ ِ‬
‫ماتوا قبل عشرات آالف السنين قد تحللت وتغذت عليها! الديدان واألشجار‪ ،‬وهذه األشجار أكل منها الحيوان واإلنسان قبل آالف‬
‫السنين‪ ،‬ثم مات وتحلل‪ ،‬ثم تغذت على جثته األشجار‪ ،‬وهكذا‪ ..‬فأي جثث هذه التي ستُلقى؟ ثم ماذا نستفيد من إلقائها إن كانت ستُلقى؟‬
‫وما العبرة من إلقائها؟! وما الدرس الذي نستفيده من إلقائها؟ وهل ستُلقى جثث األنبياء والصديقين والشهداء والصالحين جميعا في‬
‫العراء؟‬
‫‪:‬وأما سيد قطب فيقول‬
‫”!وتُخرج األرض ما يُثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويالً‪ .‬وكأنها! تتخفف من هذه األثقال‪ ،‬التي حملتها طويالً“‬
‫قلت‪ :‬ولماذا تُخرج األرض المعادنَ يوم القيامة؟ ال شك أن األثقال تتضمن! المعادن‪ ،‬لكن هذا اإلخراج حاصل اآلن‪ ،‬وحصل منذ مئات‬ ‫ُ‬
‫‪.‬السنين‪ ،‬وليس هو من أحداث يوم القيامة‬
‫‪:‬ثم ما معنى األثقال؟ هل الجثث هي أثقال األرض؟ تعالوا نتتبع الكلمة في القرآن الكريم‬
‫س}‪ ..‬فاألثقال هنا األمتعة‪ .‬ويقول تعالى { َولَيَحْ ِملُ َّن أَ ْثقَالَهُ ْم َوأَ ْثقَااًل‬ ‫ق اأْل َ ْنفُ ِ‬ ‫يقول هللا تعالى { َوتَحْ ِم ُل أَ ْثقَالَ ُك ْم إِلَى بَلَ ٍد لَ ْم تَ ُكونُوا بَالِ ِغي ِه إِاَّل بِ ِش ِّ‬
‫ت َح ْماًل خَ فِيفًا فَ َمر ْ‬
‫َّت بِ ِه فَلَ َّما‬ ‫َم َع أَ ْثقَالِ ِه ْم َولَيُسْأَلُ َّن يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َع َّما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ } واألثقال هنا الخطايا‪ .‬ويقول تعالى {فَلَ َّما تَ َغ َّشاهَا َح َملَ ْ‬
‫صالِ ًحا } وأثقلت هنا يعني حملت جنينها في بطنها‬ ‫ت َد َع َوا هَّللا َ َربَّهُ َما لَئِ ْن آتَ ْيتَنَا َ‬ ‫‪.‬أَ ْثقَلَ ْ‬
‫فأين كانت األثقال بمعنى الجثث؟ األثقال هي ما يُحمل من أمتعة أو ذنوب أو الجنين الذي تحمله المرأة‪ .‬واألرض تحمل المعادن‬
‫والكنوز والبترول والمياه الجوفية والغاز وحجارة البناء واإلسمنت والفحم الحجري‪ ،‬فهذه هي األثقال‪ ،‬أما الجثث فهي تتحلل وتتغدى‬
‫‪.‬عليها كائنات! أخرى وتصبح جزءا من بِ ْنيَتهم‬
‫وإذا كانت األرض قد أخرجت كثيرا من أثقالها! وال زالت تُخرج‪ ،‬فما هي الزلزلة في اآلية ]إذا زلزلت األرض زلزالها[؟‬
‫الزلزلة هي االرتجاف‪ ،‬وهذا ناتج عن قصف الطائرات والقاذفات والقنابل الرهيبة‪ ،‬والمتفجرات والديناميت‪ ،‬والقطارات العظيمة‬
‫!التي كلما مرت ه ّزت األرض ه ًّزا‪ ،‬وما أكثر مرورها‬
‫كما يمكن أن تكون األرض بمعنى أهل األرض‪ ،‬كما في ¬¬]واسأل القرية[‪ ،‬والمعنى هنا‪ :‬ستتزلزل أخالق الناس وأديانهم وأنظمتهم‬
‫السياسية واالقتصادية‪ .‬وليس الحديث هنا عن زلزال يوم القيامة‪ ،‬ألن الدمار في يوم القيامة سينتج عن أمور أعظم من مجرد زلزال‪،‬‬
‫‪.‬والزلزال ال شيء مقارنة بتلك‬
‫فإن الصُّ حف تَ ْن ُشر أخبار السياسيين وفضائحهم‪ ،‬وأخبار الفنانين! وعريهم‪ ،‬ولم يَعُد ]‬ ‫وقال اإلنسان مالها[‪] ..‬يومئذ تحدث أخبارها[‪َّ ..‬‬
‫‪.‬شيء مخفيًّا‬
‫هذه اآليات وهذه السورة ترسم أحداث القرون التي نعيشها‪ ،‬وعلينا أن نأخذ منها ال ِعبَر‪ ،‬ثم هي تش ّكل نبوءات تد ّل على صدق سيدنا‬
‫‪.‬أما لو كانت تتحدث عن القيامة فال عبرة فيها‪ ،‬عدا عن أنها تستخدم ألفاظا غير دقيقة المعاني ‪ r.‬محمد‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫التفسير الموضوعي ‪ :‬بيان موضوع (ما) من خالل آيات القرآن الكريم في جميع القرآن‪ /‬أو في سورة واحدة‪ ، /‬أو بيان! معاني )‪4‬‬
‫‪.‬لفظة ‪ ،/‬أو جملة قرآنية‬
‫وأمثلته ‪ :‬أ) األيمان في القرآن‬
‫ب) النعم في سورة النحل‬
‫ج) لفظ(األمة) في القرآن‬
‫‪.‬د) جملة ( الذين في قلوبهم مرض) في القرآن‬
‫مثال‪ :‬ما رواه البخاري وغيره من قول الرسول‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬مفاتح الغيب خمس‪ :‬إِ َّن هَّللا َ ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم السَّا َع ِة‪َ ،‬ويُن َِّز ُل ْال َغي َ‬
‫ْث‪،‬‬
‫وت‪ ،‬إِ َّن هَّللا َ َعلِي ٌم َخبِيرٌ"‪ .‬والالفت هنا أنّ‬ ‫َويَ ْعلَ ُم َما فِي األرْ َحام‪َ ،‬و َما تَ ْد ِري نَ ْفسٌ َما َذا تَ ْك ِسبُ َغدًا‪َ ،‬و َما تَ ْد ِري نَ ْفسٌ بِأَيِّ أَرْ ٍ‬
‫ض تَ ُم ُ‬
‫أن خاتمة سورة لقمان! هي‬ ‫الرسول‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قد تال اآلية ‪ 34‬من سورة لقمان‪ ،‬والتي هي خاتمة السورة‪ .‬وهذا يعني ّ‬
‫‪.‬تفسير لمطلع اآلية ‪ 59‬من سورة األنعام‬
‫‪.‬عمل الطاب‪ :‬محمد شعبان عوض‬
‫الصف ‪1/3 :‬‬

You might also like