Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 19

‫حيث عرفه ا االنس ان من ذ‬ ‫ُ‬ ‫عرف االنس ان الس ياحة من ذ زمن بعي د‪،‬‬

‫نشأته األولى‪ .‬وقد وردت في القرآن الكريم‪ ،‬فق ال تع الى في س ورة‬


‫ُوا فِي‬ ‫ين ٰ َعهَدتُّم ِّم َن ۡٱل ُم ۡش ِر ِك َ‬
‫ين‪ ١‬فَ ِسيح ْ‬ ‫التوبة ﴿بَ َرٓا َء ‪ٞ‬ة ِّم َن ٱهَّلل ِ َو َرسُولِ ِٓۦه إِلَى ٱلَّ ِذ َ‬
‫ٱعلَ ُم ٓو ْا أَنَّ ُكمۡ َغ ۡي ُر ُم ۡع ِج ِزي ٱهَّلل ِ َوأَ َّن ٱهَّلل َ ُم ۡخ ِزي ۡٱل ٰ َكفِ ِر َ‬
‫ين‬ ‫ض أَ ۡربَ َعةَ أَ ۡشه ُٖر َو ۡ‬ ‫أۡل‬
‫ٱ َ ۡر ِ‬
‫‪ ،)1(﴾٢‬ولق د ح ّققت الس ياحة مرك ز ه ام كأح د عوام ل التنمي ة‬
‫حيث تس اهم في ال دعم اإليج ابي‬‫ُ‬ ‫اإلقتص ادية واإلجتماعي ة الهام ة‪،‬‬
‫لم يزان الم دفوعات وفي توف ير ف رص عم ل ع ّدة في أنش طة‬
‫اقتصادية مختلفة‪ ،‬ولها تأثير كبير في تط وير البني ة التحتي ة للدول ة‬
‫وتعت بر أيض ا ع امالً هام ا ً في حماي ة المع الم التاريخي ة والط راز‬
‫العمراني المميز؛ وعلى الرغم من أهمية السياحة‪ ،‬إالّ أن ليبيا بقيت‬
‫خارج السوق الس ياحي ب الرغم من ت و ّفر المقوم ات المختلف ة به ا‪،‬‬
‫حيث ظ ّل اإلقتصاد الليبي أحادي الجانب معتمداً على مصدر النف ط‬ ‫ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫بالدرجة األولى‪.‬‬

‫المقومات السياحية في ليبيا‪:‬‬


‫ُ‬
‫حيث‬ ‫يعتمد قيام أي نش اط س ياحي على ت وفر المقوم ات الس ياحية‪،‬‬
‫تنقسم هذه المقومات إلى مقوم ات طبيعي ة وتش مل الموق ع والمن اخ‬
‫وأشكال سطح األرض‪ ،‬ومقومات بشرية وتشمل الجوانب التاريخية‬
‫والثقافية ومدى تطور البنية التحتي ة‪ .‬لك ل مق وّ م مزاي اه في الج ذب‬
‫السياحي ومع هذا تعمل جميع المقومات معا ً في إطار واحد لتحقي ق‬
‫(‪)3‬‬
‫برنامج سياحي ناجح‪.‬‬

‫عائشة عبد السالم العالم & رحاب محمد بن سعود‪ ،‬السياحة في ليبيا ومتطلبات تنميتها‪ ،‬دراسة تحليلية‬ ‫‪1‬‬

‫باستخدام نموذج بورتر للقوى الخمسة‬


‫مقومات التنمية السياحية في ليبيا‪ ،‬دراسة في الجغرافيا السياحية‪ ،‬إعداد‪ :‬سعيد صفي الدين الطيب‬ ‫(‪) 2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬
‫أوالً‪ :‬المقومات الطبيعية‪:‬‬

‫الموقع‪:‬‬
‫تقع ليبيا في الجزء األوسط من الساحل الجن وبي للبح ر المتوس ط‪،‬‬
‫بواجهة بحري ة تبل غ ح والي ‪1900‬كم‪ ،²‬وتش غل األراض ي الليبي ة‬
‫مساحة تقدر بحوالي ‪1759400‬كم‪ ²‬من شمال القارة األفريقية‪.‬‬
‫وتمتلك ليبيا حدوداً مترامية األطراف‪ ،‬يبلغ طوله ا ‪4434‬كم‪ ،‬منها‬
‫‪ 1494‬كم لح دودها الش رقية م ع مص ر والس ودان‪ ،‬وح والي‬
‫‪1590‬كم لحدودها الجنوبي ة م ع تش اد وال نيجر ح تى مدين ة غ ات‬
‫الليبية‪ ،‬وحوالي‪1350‬كم لحدودها الغربية مع تونس والجزائر‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث تحدي د موقعه ا الفلكي‪ ،‬فتمت د األراض ي الليبي ة بين‬ ‫أم ا من‬
‫دائرتي عرض֯‪ 18֯ ،45‬و֯‪ 33‬شماالً وخطي ط ول ֯‪ 9‬و֯‪ 25‬ش رقاً‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫موقع ليبيا الجغرافي والفلكي منحها أهمية بالغة يمكن استثمارها في‬
‫تنمية السياحة‪ ،‬فقد أعطاها مزايا جغرافية وتاريخية وعرقية وثقافية‬
‫تمثل عوامل لجذب السياح؛ وتمثل ليبي ا هم زة وص ل بين المش رق‬
‫والمغرب العربي والصحراء اإلفريقي ة؛ نظ راً لعالقاته ا التاريخي ة‬
‫واإلقتصادية واإلجتماعية مع دول الجوار‪ ،‬ومع دول حوض البح ر‬
‫المتوسط عبر التاريخ‪ ،‬وكذلك توس طها الق ارة األفريقي ة وإمتالكه ا‬
‫واجهة بحرية عريضة يجعله ا مرك زاً هام ا ً للمواص الت ولس ياحة‬
‫العبور‪ ،‬أما موقعها الفلكي ووقوعه ا على س واحل البح ر المتوس ط‬
‫جعل ساحل البالد يتمتع بمناخ البح ر المتوس ط بينم ا يس ود المن اخ‬
‫الصحراوي معظم البالد‪.‬‬

‫مقومات التنمية السياحية في ليبيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫خصائص المناخ‪:‬‬
‫يتأثر المن اخ في ليبي ا بموقعه ا بين دائ رتي ع رض֯‪ 18֯ ،45‬و֯‪33‬‬
‫شماالً‪ ،‬األمر الذي جعل أغلب األراضي الليبية واقعة في العروض‬
‫المدارية الحارة ماعدا المناطق المحاذية للبحر المتوس ط‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى وقوع البالد عرضة للري اح التجاري ة الش مالية الش رقية الجاف ة‬
‫القادمة من اليابس‪ ،‬هذه الظروف ساهمت في جعل أغلب األراضي‬
‫الليبية خاضعة للمناخ الصحراوي بإستثناء شمال البالد بسبب ت أثير‬
‫مناخ البحر المتوسط‪ ،‬والذي يمتد ت أثيره إلى ح والي‪ 40‬كم جنوب اً‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أهم عناصر المناخ تأثيراً في قيام صناعة سياحية في ليبيا‪:‬‬


‫أ‪ -‬درجة الحرارة‪:‬‬
‫تعت بر درج ة الح رارة من العناص ر األك ثر ت أثيراً على حرك ة‬
‫الس ياحة‪ ،‬وي رغب الس ياحيون ع اد ًة في درج ة ح رارة معتدل ة‬
‫مصحوبة برطوبة نسبية مناسبة؛ ألنهما معا ً أكثر العناصر المناخية‬
‫تأثيراً على مدى راحة اإلنسان وعدمها‪ ،‬ومدى قدرت ه على مزاول ة‬
‫النشاطات الترويجية‪ ،‬ويُشير‪Krzysztof Mieszowski1991‬‬
‫إلى أن المناخ المناسب للنشاط البش ري ذو ح رارة ت تراوح م ا بين‬
‫‪20‬درج ة مئوي ة‪ ،‬ورطوب ة نس بية ت تراوح م ا بين درج ة مئوي ة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ورطوبة نسبية تتروح ما بين‪ 30%‬إلى ‪.%70‬‬
‫وتختلف درجة الحرارة من مك ان آلخ ر ومن فص ل آلخ ر؛ بس بب‬
‫ُ‬
‫حيث يلعب البح ر دوراً‬ ‫تأثير الموقع واإلرتفاع والقرب من البح ر‪،‬‬
‫هاما ً في تلطيف درجة حرارة الصيف على المدن الساحلية ويُس اهم‬
‫البح ر في إعت دال درج ة ال برودة في فص ل الش تاء‪ ،‬وب الرغم من‬

‫محمد المبروك المهدوي‪ ،‬جغرافية ليبيا البشرية‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪Mieozkowski , Z . , OP , Cit . , p , 231 (2‬‬


‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫التأثيرات المحدودة للمرتفعات الش مالية على درج ة الح رارة لكنه ا‬
‫ذات أهمية بالغة في خفض الحرارة في فص ل الش تاء وتلطيفه ا في‬
‫فصل الصيف‪ ،‬كما في الجبل األخضر شرق البالد والجبل الغ ربي‬
‫غربها‪ ،‬أما اإلقليم الصحراوي جن وب البالد فتظه ر علي ه الص فات‬
‫المناخية القارية‪.‬‬
‫حيث أن مناخ البح ر المتوس ط‬‫ُ‬ ‫يستقطب مناخ ليبيا المتنوّ ع السياح‪،‬‬
‫أكثر مالءمة لحركة السياحة في أغلب فترات السنة‪ ،‬ما ع دا ش تاؤه‬
‫القصير‪ .‬أم ا الص حراء الليبي ة فتج ذب الس ياح ش تاءً؛ نتيج ة ل ذلك‬
‫يحدث التكامل بين األقاليم المناخية المختلفة لبعضها البعض‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرطوبة النسبية‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫هي نسبة بخار الماء العالق في الهواء "تشبع الجو ببخار الماء"‪.‬‬
‫وتختلف هذه النسبة من شهر إلى آخر ومن فصل إلى آخر وتختلف‬
‫كذلك من منطقة إلى أخرى‪ ،‬وذلك بسبب اختالف درجات الح رارة‬
‫والق رب أو البع د من البح ر واإلرتف اع عن س طح البح ر وانع دام‬
‫الغطاء النباتي‪.‬‬
‫حيث ترتفع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية في أشهر الص يف؛‬ ‫ُ‬
‫بس بب ت أثيرات البح ر‪ ،‬أم ا المن اطق الص حراوية فتنخفض فيه ا‬
‫الرطوبة النسبية بسبب اإلبتع اد عن البح ر وانع دام الغط اء النب اتي‬
‫وشدة الحرارة‪.‬‬

‫ت‪ -‬األمطار‪:‬‬
‫تس قط األمط ار ش تا ًء في ليبي ا؛ بس بب الري اح الش مالية الغربي ة‪،‬‬
‫وتسقط أكبر كميات من األمط ار على الس واحل وتق ل كلم ا ابتع دنا‬
‫عن الساحل حتى تنع دم في إقليم الص حراء الشاس ع‪ ،‬واألمط ار في‬
‫ليبي ا ال تس قط بص ورة مس تمرة ولكنه ا تس قط في ف ترات متقطع ة‬
‫خالد رمضان ‪،‬الترب الليبية‪ ،‬ص‪96‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫ابت داء من ش هر أكت وبر وح تى ش هر أبريل(‪ ،)1‬وه ذه الظ روف‬
‫المناخية تعتبر ميزة للجذب السياحي ويمكن استغاللها عند ال ترويج‬
‫السياحي‪.‬‬

‫ث‪ -‬الرياح‪:‬‬
‫تقع ليبيا عرضة للرياح الشمالية‪ ،‬والشمالية الشرقية الجافة القادم ة‬
‫من الضغط المرتفع المتركز على جب ال األوراس في أغلب ف ترات‬
‫الس نة‪ ،‬بإس تثناء أش هر الش تاء عن دما تك ون البالد عرض ة لهب وب‬
‫الري اح الش مالية الغربي ة الممط رة في أغلب األحي ان والقادم ة من‬
‫(‪)2‬‬
‫منطقة الضغط المرتفع المحيطة بالبحر المتوسط‪.‬‬
‫كما تهب على البالد رياح من الجه ات األخ رى ولكنه ا في ف ترات‬
‫متقطعة‪ ،‬أما الرياح األكثر شدة تحدث في فصل الش تاء والخري ف‪،‬‬
‫وخاص ة ح ول ش حات ودرن ه حيث تتج اوز س رعتها ‪14‬كم في‬
‫بعض األحيان‪.‬‬
‫أما بقية السنة فتسود البالد الرياح ذات الحرارة المعتدل ة والس رعة‬
‫(‪)3‬‬
‫الهادئة التي ال تتجاوز‪14‬كم في الساعة في أشد أحوالها‪.‬‬
‫هذه الظروف المناخية للرياح تمثل وض عا ً إيجابي ا ً لحرك ة الس ياحة‬
‫ولمزاول ة النش اطات الترويحي ة المختلف ة‪ ،‬لكن يس تثنى من ه ذه‬
‫الظروف اإليجابية بعض الت أثيرات الس لبية ال تي ق د يح دثها نش اط‬
‫الرياح المحلي ة المعروف ة باس م "ري اح القبلي" على حرك ة النش اط‬
‫السياحي والتي تتميز بالطبيعة الح ارة والجاف ة والمحمل ة باألترب ة‪.‬‬
‫عالو ًة على ما تحدثه هذه الرياح من مضايقات وقلق لإلنسان‪ ،‬فإنها‬
‫تس بب في تعطي ل حرك ة النق ل ال بري والج وي؛ إلنع دام الرؤي ة‬

‫محمد المبروك المهدوي‪ ،‬ص‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبو القاسم محمد العزابي ‪ ،‬الطرق والنقل البري والتغيير اإلجتماعي واإلقتصادي في الجماهيرية العربية‬ ‫( ‪)2‬‬
‫الليبية‪ ،‬ص‪50‬‬
‫خالد رمضان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪103-102‬‬ ‫( ‪)3‬‬

‫‪5‬‬
‫وتح رك الرم ال على الط رق(‪ ،)1‬ولكن ه ذه الري اح غ ير دائم ة‬
‫وتح دث في ف ترات متقطع ة من الس نة‪ ،‬ولم دة زمني ة قص يرة ال‬
‫تتجاوز األس بوع؛ ل ذلك ف إن تأثيراته ا الس لبية على حرك ة النش اط‬
‫السياحي تعتبر محدودة ويمكن التحكم فيها‪.‬‬

‫أشكال سطح األرض‪:‬‬


‫تمتلك ليبيا مظاهر طبيعية جاذبة للسياح‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .1‬الشواطئ‪:‬‬
‫تتميّز الشواطئ الليبية برصيف قارّ ي ليس عميقا ً في أجزاء كث يرة‬
‫حيث يالحظ أن خط عمق ‪100‬متر يبتع د إلى ح والي ‪20‬كم‬ ‫ُ‬ ‫منه‪،‬‬
‫في خليج البمب ا وخليج س رت وأغلب الس واحل الغربي ة‪ ،‬في حين‬
‫ن راه يق ترب من الش اطئ في بعض األم اكن‪ ،‬كم ا ه و الح ال في‬
‫حيث يبلغ ‪8‬كم‪ .‬أم ا في خليج‬ ‫ُ‬ ‫السواحل المطلة على الجبل األخضر‬
‫طبرق ورأس التين فإن العمق يقترب إلى حوالي‪5‬كم(‪ ،)2‬يستفاد من‬
‫ه ذا النط اق ب إجراء كاف ة النش اطات المائي ة ك الغطس والتج ديف‬
‫ورياضة القوارب الشراعية ورياضة التزلج على الماء‪ ،‬ويوج د في‬
‫هذا النطاق المائي مجموعة من الجزر الصغيرة مثل جزي رة ف روه‬
‫بالقرب من أبي كم اش في ش مال غ رب البالد‪ ،‬ومجموع ة الج زر‬
‫الواقعة في شمال خليج البمبا في شمال شرق البالد مث ل أم ال ترابي‬
‫والبرذعه ومصراته‪ ،‬وال تتج اوز حجم بعض ها الكيلوم تر الواح د‪،‬‬
‫وهي خالية من أي نشاط بشري في الوقت الح الي فيم ا ع دا كونه ا‬
‫(‪)3‬‬
‫ملجأ لبعض سفن الصيد عندما تشتد الرياح‪.‬‬
‫ويتك ون الش اطئ اللي بي من إرس ابات رملي ة وحص وية في أغلب‬
‫أجزائه‪ ،‬فيما عدا األماكن التي تقترب فيها حواف الهضاب من ه ذه‬

‫خالد رمضان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪156‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫محمد المبروك المهدوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪22‬‬

‫‪6‬‬
‫الش واطئ؛ ول ذلك تص بح ص خرية‪ ،‬كم ا يتم يز الش ريط الس احلي‬
‫بإستقامته ماعدا في بعض األم اكن مث ل‪ :‬مص بات األودي ة الجاف ة‪،‬‬
‫واأللسنة الصخرية والرؤوس التي تدخل في البح ر كم ا ه و الح ال‬
‫في رأس ال تين ورأس الهالل وررأس ع امر ورأس الن وف ورأس‬
‫المس ن ورأس اج دير(‪ ،)1‬ويمض ي الس ائحون في ه أغلب أوق ات‬
‫فراغهم ومن هنا ت أتي أهميت ه القص وى لحرك ة النش اط الس ياحي‪،‬‬
‫ويتك ون الج زء المح اذي للش واطئ من س هول أو هض اب أو‬
‫صحراء‪ ،‬وهو الذي يعيش فيه السكان المحليون وتت وفر ب ه مراك ز‬
‫العم ران والخ دمات الالزم ة للس ياحة مث ل مراف ق اإلي واء والنق ل‬
‫والمواصالت‪.‬‬
‫وتتميز الشواطئ الليبية بمناخها المعتدل أغلب فص ول الس نة وتق ل‬
‫بها الرياح العاصفة‪ ،‬عالو ًة على شواطئها الرملية الطويلة‪ ،‬إال ّ أنه ا‬
‫بدأت تفقد أهميتها بسبب التلوث النفطي والتلوث الن اجم عن تخلص‬
‫المراكز العمرانية من مي اه الص رف الص حي في البح ر باإلض افة‬
‫إلى تخلص المصانع من نفاياتها في البحر‪.‬‬

‫‪ .2‬الجبل األخضر‪:‬‬
‫يقع الجبل األخض ر في الج زء الش مالي الش رقي للبالد ويمت د فيه ا‬
‫بين خليج البمب ا ش رقا ً إلى خليج س رت غرب ا ً بمس افة تبل غ ح والي‬
‫‪ 300‬كم(‪ ،)2‬ويتك ون ك ذلك من ثالث درج ات متم يزة(‪ ،)3‬ويعت بر‬
‫الجبل األخضر غني بالمقومات السياحية الطبيعي ة بس بب قرب ه من‬
‫ُ‬
‫حيث تنتش ر في ه‬ ‫الس واحل وطبيعت ه المناخي ة والنباتي ة المم يزة‪،‬‬
‫مجموعة من الظ واهر الكارس تيه ذات الجاذبي ة الفري دة للس ائحين؛‬
‫بسبب تكويناتها الجيولوجية المميزة‪.‬‬

‫‪)1(1‬‬
‫فتحي أحمد الهرام‪ ،‬الجماهيرية دراسة في الجغرافيا‪ ،‬ص‪101-99‬‬
‫‪)2(2‬‬
‫محمد المبروك المهدوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪36‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جودة حسنين جودة‪ ،‬أبحاث في جيمورفولوجية األراضي الليبية‪ ،‬ص‪43‬‬
‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .3‬الصحراء‪:‬‬
‫تمث ل الص حراء إقليم ا ً آخ ر ذا خصوص ية طبيع ة مم يزة للنش اط‬
‫السياحي؛ لما تنفرد به من بيئة جافة وأشكال مورفولوجي ة متباين ة‪،‬‬
‫ومناخ دافئ شتاءً‪ُ ،‬ج ّل ذلك يعتبر عوامل جذب سياحية وخاصة في‬
‫ُ‬
‫حيث تج ذب اإلختالف ات البيئي ة له ذا اإلقليم‬ ‫مجال السياحة الدولية‪،‬‬
‫الس ياح‪ ،‬عالو ًة على نم ط الحي اة المم ّي ز والغ ني ب التراث لس كان‬
‫الواحات المتناثرة بإقليم الصحراء‪.‬‬
‫تمتد الصحراء الليبية إلى الجنوب من المرتفعات الشمالية وجن وب‬
‫خليج سرت حتى الحدود الليبية الجنوبية مع تشاد والنيجر(‪)1‬؛ وعلى‬
‫الرغم من شدة تجانسها مناخ ًّيا إال أنه ا تتب اين في أش كال س طحها‪،‬‬
‫حيث تنقسم الصحراء الليبية إلى الوحدات التضاريسية اآلتية‪:‬‬ ‫ُ‬
‫المنخفض ات‪ :‬وهي مجموع ة من األح واض المنخفض ة والمختلف ة‬
‫األحجام‪ ،‬وتوجد بها مجموعة من الواحات المأهولة بالس كان نظ راً‬
‫لت وافر المي اه‪ ،‬كم ا توج د ك ذلك به ا بعض البح يرات الض حلة‬
‫والسبخات‪ ،‬مثل منخفض الكفرة وفزان والجغب وب وج الو وأوجل ه‬
‫(‪)2‬‬
‫وأجخره ومراده‪.‬‬
‫الهضاب الص خرية‪ :‬تتك ون الص حراء الليبي ة من هض بة مترامي ة‬
‫األط راف ومتوس طة اإلرتف اع تنح در ت دريجيا ً من الجن وب إلى‬
‫الشمال بصفة عامة‪ ،‬وقد ش ّكلت عوام ل التعري ة ه ذه الهض اب في‬
‫ثالث مظاهر طبيعي ة مختلف ة‪ ،‬فيظه ر بعض ها على ش كل هض اب‬
‫صخرية مثل هضبة الحم ادة الحم راء وحم ادة م رزق‪ ،‬كم ا يغطي‬
‫جزء من هذه الهضبة مساحات شاسعة من التكوينات الحصوية مثل‬
‫سرير كالنشيو‪ ،‬ويكسو أجزاءاً كبيرة منه ا الكثب ان الرملي ة الهائل ة‬
‫(‪)3‬‬
‫مثل بحر الرمال العظيم وادهان مرزق واوباري‪.‬‬
‫محمد المبروك المهدوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪2‬‬

‫‪)1(3‬‬
‫فتحي أحمد الهرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪139‬‬

‫‪8‬‬
‫المرتفع ات الص حراوية‪ :‬توج د ه ذه الجب ال على ح واف الهض بة‬
‫الجنوبية‪ ،‬والجنوبية الشرقية والجنوبي ة الغربي ة وك ذلك في الوس ط‬
‫مث ل جب ل اله روج األس ود وجب ل الس وداء وجب ال تبس تي وجب ال‬
‫اكاكوس وجبل العوينات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقومات البشرية‪:‬‬


‫تنقسم المقومات البشرية إلى قسمين‪:‬‬
‫قسم تاريخي ثقافي ويشمل التراث الت اريخي اإلنس اني ومع الم تل ك‬
‫الحضارات‪ ،‬وقس م آخ ر يتمث ل في البني ة التحتي ة والخدمي ة وال تي‬
‫تعتبر هامة لقيام السياحة ونجاحها‪.‬‬

‫المقومات التاريخية والثقافية‪:‬‬


‫تنتشر في ليبيا معالم تاريخية كثيرة تمتد من عصور ماقب ل الت اريخ‬
‫م روراً بالعص ور الفنيقي ة واألغريقي ة والروماني ة واإلس المية‪،‬‬
‫وتعتبر هذه المعالم من أهم مصادر الجذب السياحي في ليبيا‪.‬‬
‫فمن المع روف ب أن الس ياحة التاريخي ة تعت بر من بين أهم أنم اط‬
‫ُ‬
‫حيث تتد ّفق سنو ًّيا أعداد هائلة من‬ ‫السياحة إنتشاراً في العالم بأسره‪،‬‬
‫سائحي العالم في مختلف أنح اء الع الم قاص دة المن اطق ذات مع الم‬
‫(‪)1‬‬
‫جذب تاريخية‪.‬‬

‫مقومات البنية التحتية‪:‬‬


‫اإلقبال على أية منطقة سياحية يظ ّل مح دوداً مهم ا ك انت جاذبيته ا‬
‫الس ياحية‪ ،‬إذا لم تت وفر به ا خ دمات البني ة التحتي ة من نق ل‬
‫ومواصالت وتسهيالت ض يافة‪ ،‬واإلخف اق في تق ديم خ دمات كه ذه‬
‫‪)2(1‬‬
‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪70-66‬‬

‫‪9‬‬
‫والتسهيالت بالشكل والكيف اللذان يتناسبان مع متطلب ات الس ائحين‬
‫المختلف ة ي ؤدي إلى فش لها في الغ الب؛ فعناص ر الج ذب الطبيعي ة‬
‫والتاريخية البد وأن تؤازرها عناص ر ج ذب لبني ة تحتي ة متط ورة‬
‫تساهم في تحقيق أهداف العملية السياحية وتزيد الرغب ة في التوج ه‬
‫إلى تلك األماكن السياحية أكثر من مرة‪.‬‬
‫تأثرت البني ة التحتي ة لليبي ا ب الظروف السياس ية واإلقتص ادية ال تي‬‫ّ‬
‫ُ‬
‫حيث ع انت البالد كث يراً من التبعي ه‬ ‫هيمنت عليها لف ترات طويل ة‪،‬‬
‫الخارجية سواء لإلدارة التركية أو اإلستعمار اإليطالي‪ ،‬والتي أولت‬
‫قدراً يسيراً لتطوير البنية التحتية‪.‬‬
‫عالو ًة على مس اهمة بعض العوام ل الطبيعي ة المحلي ة‪ ،‬مث ل قل ة‬
‫الموارد األولية والمعدنية وقل ة نس بة األراض ي الص الحة للزراع ة‬
‫وندرة المي اه‪ ،‬ك ل ه ذه الظ روف س اهمت في التخل ف اإلقتص ادي‬
‫(‪)1‬‬
‫واإلجتماعي للمجتمع الليبي‪.‬‬

‫معالم ليبيا السياحية‪:‬‬


‫جامع ة بنغ ازي الش هيرة موطن ا ً للبحث العلمي في‪ 23‬كلي ة‬
‫تضم ‪ 30‬مجموعة مخطوطات من بينها أعم ال ديني ة وثقافي ة‬

‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪70‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫وأدبية وعلمية بعضها حديث وبعضها عمره ا أك ثر من ‪600‬‬
‫عام‪.‬‬
‫مقبرة أثري ة في جب ل نفوس ة غ رب ليبي ا يع ود تاريخه ا إلى‬
‫القرن الثاني الميالدي‪.‬‬
‫تادرارت أكاكوس المعروفة باسم جبال أك اكوس وهي عب ارة‬
‫عن مسار جبلي في مدين ة غ ات في ليبي ا تحت وي على العدي د‬
‫من الحفري ات والص خور بأنم اط مختلف ة وتعت بر أح د مواق ع‬
‫التراث العالمي لليونسكو‪.‬‬
‫مين اء ص براتة الق ديم ال ذي ب ني ع ام ‪ 500‬قب ل الميالد ولم‬
‫يتبقى منه حتى الي وم س وى مس رح من ‪ 3‬طواب ق من آواخ ر‬
‫القرن الثالث وع دد من المالجئ كم ا توج د كنيس ة قديم ة من‬
‫العصر جستنيان‪.‬‬
‫مستوطنة سيرين اليونانية "شحات" التي بنيت في ع ام ‪630‬‬
‫قب ل الميالد وتح ولت إلى مدين ة روماني ة في ع ام ‪ 96‬قب ل‬
‫الميالد تحتوي على عدد قليل من الهياك ل الرائع ة ال تي تض م‬
‫مالجئ ألبولو وديميتر وزيوس‪.‬‬
‫تع د لب دة الك برى أك بر مدين ة روماني ة في ليبي ا تأسس ت في‬
‫القرن العاشر قبل الميالد‪ ،‬وتضم مسرح وحمامات االس تحمام‬
‫كما أنها تجذب العديد من السياح سنويا ً وهي واحدة من أفضل‬
‫أماكن السياحة في ليبيا‪.‬‬
‫القلع ة الحم راء تتم يز بالس احة الواس عة والعدي د من اآلب ار‬
‫والتماثيل منذ الفترة العثمانية‪.‬‬
‫قوس ماركوس أوريليوس القديم آخر م ا تبقى من مدين ة أوي ا‬
‫الرومانية القديمة‪.‬‬
‫برج الس اعة من أش هر المع الم التاريخي ة في ط رابلس حيث‬
‫بن اه علي رض ا باش ا في ع ام ‪ 1870‬على الط راز ال تركي‬
‫بارتفاع ‪ 18‬متراً في وسط مدينة طرابلس‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مدين ة غ دامس تتم ّي ز بالمن ازل المبني ة من الط وب المج ّف ف‬
‫بالش مس ب اللون األبيض ومزين ة بش كل جمي ل من ال داخل‪،‬‬
‫وعادة ما تكون مغطاة بالزخارف‪.‬‬
‫مدينة درج التي تعكس الثقاف ة الليبي ة التقليدي ة بطريق ة أك ثر‬
‫وضوحا ً من العديد من المدن القديمة في ليبيا‪.‬‬
‫ج امع ق رجي ب ني في ع ام ‪ 1833‬متم ّي زاً بمئذنت ه المثمن ة‬
‫والديكورات القرميدية‪.‬‬
‫متحف الس رايا الحم راء يحت وي على كمي ة كب يرة من اآلث ار‬
‫التي تكون موجودة في ليبيا‪ ،‬والتي تجسّد تاريخ ليبي ا العري ق‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أنماط السياحة في ليبيا حسب الهدف منها‪:‬‬


‫‪ ‬السياحة الترفيهية‪ :‬هي محاولة األشخاص اإلستمتاع والترفي ه‬
‫عن النفس وكس ر المل ل وروتين الحي اة اليومي ة كمحاول ة‬
‫للتغيير وإلستعادة النشاط واإلستجمام‪ ،‬عن طريق التوج ه إلى‬
‫األماكن الخلوي ة أو الس واحل أو المن اطق الخض راء وته دف‬
‫السياحة الترفيهية إلى زيارة أماكن األث ار وبقاي ا الحض ارات‬
‫القديمة والمتاحف والمعارض وتهدف كذلك إلى التعرف على‬
‫طرق معيشة الشعوب‪.‬‬
‫‪ ‬الس ياحة العالجي ة‪ :‬وهي تعتم د على المقوم ات الطبيعي ة‬
‫والمت وفرة بالبيئ ة مث ل ين ابيع المي اه المعدني ة أو الكبريتي ة و‬
‫حمام ات الطين والرم ل المش عّ ون افورات المي اه الس اخنة‬
‫واألعشاب الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬الس ياحة الديني ة‪ :‬ال تي ته دف إلى التع رف على المعتق دات‬
‫الديني ة‪ ،‬وزي ادة أواص ر المحب ة والتف اهم بين الش عوب‪،‬‬
‫واإلهتمام المتزايد باإلرث الديني الحضاري‪.‬‬
‫‪sa2eh.com (1) 1‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬الس ياحة الرياض ية‪ :‬وهي انتق ال الس ائحين إلى بالد أخ رى؛‬
‫لممارس ة رياض تهم كص يد األس ماك ‪،‬والرياض ة المائي ة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والتخييم في الغابات‪.‬‬

‫الحركة السياحية في ليبيا‪:‬‬


‫عانت الحركة السياحية الدولية في ليبيا قد عانت من ع ّدة مش كالت‬
‫داخلية وخارجي ة أ ّدت إلى تخل ف ه ذا القط اع‪ ،‬م ّم ا ك ان ل ه األث ر‬
‫الس لبي على مس اهمته في التنمي ة اإلقتص ادية واإلجتماعي ة للبالد‪،‬‬
‫ومن هذه المشكالت‪ :‬إهمال الدولة لتنمية وتطوير هذا القطاع لف ترة‬
‫طويلة؛ ممّا تر ّتب عليه انخف اض ال وعي الس ياحي على المس تويين‬
‫الرسمي والشعبي‪ ،‬بسبب عدم وجود مؤسسات وكوادر بش رية ذات‬
‫ُ‬
‫حيث يُع ّد‬ ‫خبرة قادرة على تسيير وإدارة قطاع السياحة وترس يخه‪،‬‬
‫ُ‬
‫بحيث تم ّكن‬ ‫إح دى أهم العناص ر ال تي تعتم د عليه ا الس ياحة‪،‬‬
‫السائحين من اإلستمتاع برحالتهم‪ ،‬وتطيل م ّدة إق امتهم‪ ،‬عالو ًة على‬
‫تراوح مستوى الخدمات األخرى ما بين المتوسط والض عيف مث ل‪:‬‬
‫خ دمات مراف ق اإلي واء‪ ،‬أو وس ائل اإلتص ال أو مي اه الش رب‪،‬‬
‫والتغذية أو وسائل التسلية والترفي ه أو الخ دمات الص حية‪ ،‬يُض اف‬
‫يش وب الم زارات الس ياحية‬ ‫على ذل ك اإلهم ال الواض ح ال ذي ُ‬
‫والمت احف التاريخي ة وع دم تجهيزه ا بوس ائل الراح ة الالزم ة أو‬
‫بالكتيب ات والخرائ ط الس ياحية‪ ،‬عالو ًة على قلّ ة الس ياحيين‬
‫المتخصص ين‪ ،‬وب الرغم من ت و ّفر المقوم ات الطبيعي ة والبش رية‬
‫المتعددة إال ّ أن السياحة في ليبيا ال تزال تع اني من مش اكل أساس ية‬
‫(‪)2‬‬
‫تعيق تطورها‪.‬‬

‫استراتيجية تنمية المقومات السياحية والتخطيط‪ R‬لها‪:‬‬

‫عائشة عبد السالم العالم & رحاب محمد بن سعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪8‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪186‬‬
‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫تهدف الخطة التصويرية لتنمية المقومات السياحية في ليبيا إلى‪:‬‬
‫تنمي ة قط اع الس ياحة في إط ار تنمي ة إجتماعي ة وإقتص ادية‬ ‫‪‬‬
‫وبيئي ة للرف ع من مس توى المعيش ة‪ ،‬من خالل توف ير ف رص‬
‫للعمل والدخل والمساهمة في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫تطوير بنية تحتي ة وتوف ير خ دمات س ياحية جي دة للس ائحين‬ ‫‪‬‬
‫الدوليين والمحليين‪.‬‬
‫الحفاظ على التراث الثقافي واإلجتماعي والبيئي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زي ادة ف رص التالحم الوط ني واإلجتم اعي من خالل تنمي ة‬ ‫‪‬‬
‫السياحة الداخلية‪ ،‬وكس ب التع اطف ال دولي للقض ايا الوطني ة‬
‫(‪)1‬‬
‫العادلة عن طريق اإلنفتاح على السياحة الدولية‪.‬‬

‫مراحل الخطة المقترحة‪:‬‬


‫يتكون هذا التصور من مرحلتين‪ ،‬إحداهما متوس طة األج ل وم دتها‬
‫‪5‬س نوات‪ ،‬واألخ رى طويل ة األج ل وم دتها‪ 10‬س نوات‪ ،‬وهات ان‬
‫المرحلتان تسيران في خطين متوازيين في تزامن تنفيذهما‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬مرحلة متوسطة األجل ‪ )5‬سنوات)‪:‬‬

‫يتم التركيز في ه ذه المرحل ة على تنمي ة وتط وير الطلب الس ياحي‬
‫الداخلي والخدمات المتصلة به‪ .‬أما فيما يخص السياحة الدولي ة فيتم‬
‫الترك يز في ه ذه الف ترة على اإلع داد والتجه يز للبني ة التحتي ة‬
‫والبش رية‪ ،‬واإلعالم الس ياحي وتحس ين ص ورة البالد دول ًّي ا‪،‬عالو ًة‬
‫على ذل ك يتم الترك يز على األس واق الحالي ة من ذوي ال دخول‬
‫المرتفعة‪ ،‬ويتم التركيز على السياحة الداخلية لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫وجود طلب سياحي داخلي كبير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪200‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫ي ّتص ف الطلب الس ياحي بإس تقرار نس بي أك ثر من الطلب‬ ‫‪‬‬
‫الدولي‪ ،‬كم ا أن ه ال يت أثر بتذب ذبات دوري ة وموس مية الطلب‬
‫الدولي‪.‬‬
‫يمكن التحكم في المش كالت الداخلي ة ال تي تواج ه الطلب‬ ‫‪‬‬
‫ال داخلي ببعض اإلج راءات الحكومي ة ال تي تنش ط وتش جع‬
‫حركة السياحة الداخلية‪.‬‬
‫تؤدي تنمية السياحة الداخلية وإحياء الحس السياحي ال داخلي‬ ‫‪‬‬
‫إلى تطوير حركة السياحة الدولية‪.‬‬
‫دمج السياحة الداخلية والسياحة الدولية يجع ل من اإلس تثمار‬ ‫‪‬‬
‫في قطاع السياحة مميّزا وله جاذبية‪.‬‬
‫تطوير الس ياحة الداخلي ة يقل ل من تس رب العمالت الص عبة‬ ‫‪‬‬
‫خارج البالد وذل ك عن طري ق قض اء ج زء كب ير من الطلب‬
‫السياحي الداخلي لعطالتهم داخل البالد‪.‬‬
‫تساهم السياحة الداخلية في توزي ع ال دخل الس ياحي في بقي ة‬ ‫‪‬‬
‫األقاليم‪.‬‬
‫تساهم السياحة الداخلية في اإلن دماج اإلجتم اعي واإلع تزاز‬ ‫‪‬‬
‫الوطني وتقدير المساهمات المحلية في التراث العالمي‪.‬‬
‫تط وير الس ياحة الداخلي ة يرف ع من الحس البي ئي وإح ترام‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الفروقات الثقافية المحلية‪.‬‬

‫ويتم الترك يز في ه ذه الف ترة على الخط وات التالي ة‪ ،‬وال تي تخص‬
‫تنمية السياحة الداخلية بالدرجة األولى‪:‬‬
‫‪ ‬رف ع الحس الس ياحي بين أف راد المجتم ع عن طري ق اإلعالم‬
‫الس ياحي والتعري ف بأهمي ة الس ياحة الداخلي ة اقتص اديا ً‬
‫واجتماعيا ً وبيئياً‪.‬‬
‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪201‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫التعريف بعوامل الجذب السياحية الطبيعية والبش رية والبيئي ة‬ ‫‪‬‬
‫وتوزيعها الجغرافي وكيفية الوصول إليها‪.‬‬
‫تط بيق ق وانين حماي ة البيئ ة في الق رى والم دن الليبي ة‬ ‫‪‬‬
‫والش واطئ واألم اكن الخلوي ة وتقلي ل الملوث ات بأنواعه ا‪،‬‬
‫والقيام بإصالح شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب‪.‬‬
‫تطوير تسهيالت الضيافة القائمة وتزويدها بكل ما تطلب ه من‬ ‫‪‬‬
‫خدمات للراحة والترفيه‪.‬‬
‫تحسين خ دمات النق ل الحالي ة وتطويره ا لإليف اء بمتطلب ات‬ ‫‪‬‬
‫حركة السياحة‪.‬‬
‫اإلهتم ام بتوس يع وتط وير األم اكن الخض راء داخ ل الم دن‬ ‫‪‬‬
‫وإم دادها ببعض الخ دمات المناس بة ل ذوي اإلحتياج ات‬
‫الخاصة‪ ،‬واإلهتمام كذلك ببرامج التشجير خارج المدن‪.‬‬
‫الش روع في تص ميم وتنفي ذ بعض األم اكن لبن اء المخيم ات‬ ‫‪‬‬
‫الخاص ة في بعض األم اكن ذات الحاس ية الخاص ة مث ل‬
‫الش واطئ والمن اطق الغني ة بالحي اة النباتي ة مث ل إقليم الجب ل‬
‫األخض ر؛ ويه دف ذل ك إلى حماي ة الش واطئ من التل وث‪،‬‬
‫والغاب ات والنبات ات الطبيعي ة من التل ف والحرائ ق وانتش ار‬
‫الملوث ات البيئي ة‪ ،‬عالو ًة على أنه ا تش جع ذوي ال دخول‬
‫المنخفضة خاصة فئات الشباب على ممارسة النشاط السياحي‬
‫بأسعار أقل تكلفة‪.‬‬
‫إعداد هيئ ات إداري ة مؤهل ة لتنمي ة وتط وير وإدارة الس ياحة‬ ‫‪‬‬
‫وتش مل‪ :‬إع داد وتط وير الم وارد البش رية‪ ،‬وإع داد ب رامج‬
‫للتسويق والدعاية‪ ،‬واإللمام بلوائح اإلستثمار المحلية والل وائح‬
‫الخاصة بالبيئة الطبيعية واإلجتماعية‪.‬‬
‫دعم بعض الش رائح اإلجتماعي ة ذات ال دخول المنخفض ة من‬ ‫‪‬‬
‫خالل بعض ال برامج ال تي تس هم في زي ادة مش اركتهم في‬

‫‪16‬‬
‫حركة السياحة مثل التخفيضات في وسائل النق ل وفي مراف ق‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقامة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬مرحلة طويلة األمد ‪)10‬سنوات)‪:‬‬


‫يس تمر في ه ذه المرحل ة التوج ه إلى تنمي ة ال وعي الس ياحي بين‬
‫المواطنين عن طريق اإلعالم السياحي في المناهج المدرس ية‪ ،‬كم ا‬
‫تستمر برامج التسويق وتحسين صورة البالد في األس واق العالمي ة‬
‫عن طريق المساهمة في النشاطات اإلعالمي ة المختلف ة على جمي ع‬
‫األص عدة والمحاف ل‪ ،‬كم ا يس تمر الترك يز على الس ائحين ذوي‬
‫الدخول المرتفعة والتوس ع في إس تقطاب إع داد الس ائحين ال دوليين‬
‫ت دريجيًا بق در يتالءم م ع أفض ل خ دمات يمكن توفيره ا‪ ،‬واإلدارة‬
‫الجيّدة لهذه الفترة يضمن بيئ ة مالئم ة للنش اط الس ياحي تزام ًن ا م ع‬
‫(‪)2‬‬
‫الحفاظ على الموارد البشرية والطبيعية والثقافية في البالد‪.‬‬

‫تتطلب ه ذه المرحل ة اتخ اذ ع دة خط وات لتط وير اإلمكاني ات‬


‫السياحية ألغراض السياحة الداخلية والخارجية معا ً منها‪:‬‬
‫تنمية وتنشط سياحة الشواطئ في األماكن الصالحة لذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تط وير س ياحة الغطس على ط ول الس احل اللي بي وت دريب‬ ‫‪‬‬
‫المتخصصين في هذا المجال داخل ًّيا ودول ًّيا‪.‬‬
‫التوسع في تطوير السياحة الص حراوية في الواح ات والق رى‬ ‫‪‬‬
‫المناسبة وفي األماكن التي توجد به ا رس ومات إنس ان ماقب ل‬
‫التاريخ‪ ،‬وتجهيزها بالخدمات الخاصة كالنقل واإليواء‪.‬‬
‫التوسع في إقام ة المنتزه ات والمحمي ات الطبيعي ة في أنح اء‬ ‫‪‬‬
‫متفرقة من البالد؛ لغرض تطوير السياحة البيئية‪.‬‬

‫‪ )1(1‬سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪202-201‬‬


‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪203‬‬
‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫تط وير المواق ع الس ياحية التاريخي ة والتوي ع في التنقيب‬ ‫‪‬‬
‫وال ترميم‪ ،‬وبن اء مت احف في ه ذه المواق ع وفي غيره ا من‬
‫المدن المهمة‪.‬‬
‫دراس ة إمكاني ة تط وير أنم اط س ياحية أخ رى مث ل س ياحة‬ ‫‪‬‬
‫المعارض وسياحة اإلستشفاء وسياحة اإلكتشاف والمغامرة‪.‬‬
‫تنمية السياحة البيئية وتشجيعها بين أقطار الدول العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير وس ائل المواص الت المختلف ة واس تخدامها في حرك ة‬ ‫‪‬‬
‫السياحة مثل سكك حديدية‪ ،‬واس تخدام النق ل البح ري للرك اب‬
‫وتطوير األسطول الجوي‪.‬‬
‫التركيز على شرائح الفئات الشبابية وتنمية األنم اط الس ياحية‬ ‫‪‬‬
‫التي تجذبهم كالنشاطات الرياضية بأنواعها والمغامرة‪.‬‬
‫تط وير مس اهمة اإلس تثمارات المحلي ة واس تقطاب بعض‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫_‪ 1‬أبو القاس م محم د الع زابي‪ ،)1981( ،‬الط رق والنق ل ال بري‬
‫والتغبير اإلجتم اعي واإلقتص ادي في الجماهيري ة العربي ة الليبي ة‪،‬‬
‫المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع واإلعالن‪ ،‬طرابلس‪.‬‬

‫سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪205-204‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫_‪ 2‬جودة حسنين جودة‪ ،)1973( ،‬أبحاث في جيمورفولوجية‬
‫األراضي الليبية‪ ،‬منشورات الجامعة الليبية‪ ،‬كلية اآلداب بنغازي‪.‬‬
‫_‪ 3‬خالد رمضان‪ ،)1995( ،‬الترب الليبية (مكوناتها‪ ،‬تصنيفها‪،‬‬
‫خواصها‪ ،‬إمكانيتها الزراعية)‪ ،‬الهيئة القومية للبحث العلمي‪،‬‬
‫طرابلس‪.‬‬
‫_‪ 4‬سعيد صفي الدين الطيب‪ ،‬مقومات التنمية السياحية في ليبيا‪،‬‬
‫دراسة في الجغرافية السياحية‪ ،‬إشراف األستاذ الدكتور ‪ /‬أحمد‬
‫علي إسماعيل‪.‬‬
‫_‪ 5‬عائشة عبد السالم العالم & رحاب محمد بن سعود‪ ،‬السياحة‬
‫في ليبيا ومتطلبات تنميتها‪ ،‬دراسة تحليلة بإستخدام بورتر للقوى‬
‫الخمسة‪.‬‬
‫_‪ 6‬فتحي أحمد الهرام‪ ،)1995( ،‬الجماهيرية دراسة في‬
‫الجغرافيا‪.‬‬
‫_‪ 7‬محمد المبروك المهدوي‪ ،)1990( ،‬جغرافية ليبيا البشرية‪،‬‬
‫منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪.‬‬
‫_‪ 8‬موقع سائح ‪https://www.sa2eh.com‬‬
‫‪Mieozkowski, Z., (1990), World Trend in _9‬‬
‫‪.Tourism and Recreation., New York : Peter lang‬‬

‫‪19‬‬

You might also like