Professional Documents
Culture Documents
الديوث
الديوث
2
الديوث
إعداد
الدكتور أبو فاطمة عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
3
4
5
يا ناظ ًرا في َما عمدتُ لجمعـــــــــ ِه * عذ ًرا فإنَّ َ
أخا البصير ِة يعـــــــــذ ُر
لو بل َغ المـــ َدى * في العُم ِر القَى الموتَ وه َو مق ِّ
ص ُر واعل ْم بأنَّ المر َء ْ
باب التَّجاو ِز فالتَّجاو ُز أجـــــــــــد ُر فإذا ظفرتَ بزلَّ ٍة فا ْف ْ
تح لــــــــــ َها * َ
ِّ ()1
ومن المحا ِل بأن ن َرى أح ًدا ح َوى * ُكن َه ال َكما ِل و َذا ه َو المتعــــــــــــذ ُرَ
- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- --- -- --- -- --- -- --- --- --
6
ِِ
أَعُوذُ بِاهلل م َ
ن الشَّيْطَا ِن
الرحِي ِم
الر ْحمَ ِن َّ الرجِي ِم بِس ِم ِ
اهلل َّ َّ
ْ
ض َو ِب َما أَنفَقُوا ضهُ ْم َعلَى بَ ْع ٍ ّللاُ بَ ْع َض َل َّ سا ِء بِ َما فَ َّ
ون َعلَى النِّ َ ال ِّر َجا ُل قَ َّوا ُم َ
ّللاُ ۚ َو َّ
الَّلتِي ب بِ َما َح ِفظَ َّ
ظات لِّ ْل َغ ْي ِ صالِ َحاتُ قَانِتَات َحا ِف َ ِمنْ أَ ْم َوا ِل ِه ْم ۚ فَال َّ
اض ِربُوهُنَّ ۚ فَإِنْ ضا ِج ِع َو ْ ون نُشُو َزهُنَّ فَ ِعظُوهُنَّ َواه ُْج ُروهُنَّ فِي ا ْل َم َ ت ََخافُ َ
ان َعلِيًا َكبِي ًرا[النساء.]43 : سبِ ًيَّل ۚ إِنَّ َّ
ّللاَ َك َ أَطَ ْعنَ ُك ْم فَ ََّل تَ ْبغُوا َعلَ ْي ِهنَّ َ
7
اإلهداء
أهدي هذا العمل البسيط إلى كل رجل مسلم غيور على دينه وأهله
وعرضه.
أهدي هذا العمل البسيط إلى المتشبهين بسلفنا الصالح.
أهدي هذا العمل البسيط إلى أهل السنَّة والجماعة عا َّمة.
أهدي هذا العمل البسيط إلى كل امرأة عرفت قدرها وصانت بعلها،
وسمعت وأطاعت في ما يرضي ّللا تعالى ،وأدت حقوق زوجها على قدر
طاقتها ،واتقت ّللا فيه ،وعلمت أن ال سبيل إلى مرضاة ّللا تعالى َّإال عن
طريق مرضاة بعلها.
8
ِّ
مقدمةٌ
ونعوذ باهللِ منْ شرو ِر أنفسنَا ُ إنَّ الحم َد هللِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ
ي لهُ، فَّل هاد َ فَّل مض َّل لهُ ومنْ يضل ْل َ ت أعمالنَا ،منْ يهد ِه ّللاُ َ ومنْ سيِّئا ِ
وأشه ُد أنَّ َال إلَهَ َّإال ّللاُ وحدهُ َال شري َك لهُ وأشه ُد أنَّ مح َّم ًدا عبدهُ
ورسولهُ .
ون
سلِ ُم َّللاَ َحق تُقَا ِت ِه َو َالتَ ُموتُنَّ إِ َّال َوأَنتُم ُّم ْ يَا أَيُّ َها الَّ ِذين آ َمنُوا اتَّقُوا َّ
[آل عمران.]101 :
ق ِم ْن َها َز ْو َج َها س َّوا ِح َد ٍة َو َخلَ َ اس اتَّقُوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي َخلَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ يَا أَ ُّي َها النَّ ُ
سا َءلُون بِ ِه َو ْاألَ ْر َحا َم إِنَّ ّللاَ الَّ ِذي تَ َ سا ًء َّواتَّقُوا َّ ث ِم ْنهُ َما ِر َجا ًال َكثِي ًرا َّونِ َ و بَ َّ
ان َعلَ ْي ُكم َرقِيبًا[النساء.]1 : َّ
ّللاَ َك َ
ّللاَ َوقُولُوا قَ ْو ًال َ
س ِدي ًدا ين آ َمنُوا اتَّقُوا َّ صلِ ْح لَ ُك ْم أَ ْع َمالَ ُكم *يَاأَيُّ َها الَّ ِذ َ يُ ْ
ظي ًما[األحزاب- 00 : سولَهُ فَقَ ْد فَا َز فَ ْو ًزا َع ِ َويَ ْغفِ ْرلَ ُكم ُذنُوبَ ُك ْم َو َمنْ ُّي ِط ِع َّ
ّللاَ َو َر ُ
.]01
ي مح َّم ٍد الهدي هد ُ
ِ كتاب ّللاِ تعالَى ،وخي ُر
ُ ث
ق الحدي ِ أ َّما بعدُ" :فإنَّ أصد َ
وشر األمو ِر محدثات َها ،وك َّل محدث ٍة بدع ٍة ،وك َّل بدع ٍة ضَّلل ٍة ،وك َّل ُّ ،
ضَّلل ٍة فِي النَّا ِر(.)1
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
9
وبعد :فإنَّ الفطرة السليمة والجبلَّة األصليَّة في اإلنسان هي الغيرة على
أهله ،فقد كان سلفنا الصالح أشد الناس غيرة على نسائهم ،وكيف ال
وغيرة الرجل على نسائه هي مظهر من مظاهر الرجولة ألنَّها تتجلَّى في
صيانة العرض وحفظ الحرمات ،فضَّل على أنَّ الغيرة مأمور بها شرعا
تصريحا وتلويحا ،فقد كان سلفنا الصالح يتباهون بغيرتهم ،بل كانت
نساؤهم تتباهى بغيرة رجالهم عليهم ،وكان الحال كذلك حتى ترك
المسلمين دينهم بتقليدهم لدول االستعمار ،الذي ما انف َّك يهاجم اإلسَّلم
بحجة المساوات بين فلم يجد له سبيَّل َّإال عن طريق نساء المسلمينَّ ،
الذكر واألنثى في الحقوق ،فما خرج االستعمار من بعض دول المسلمين
حتى ر َّكز فيهم عقائده المنحطَّة التي تتمحور في حريَّة المرأة الذي
بدورها انج َّر عنها تع ِّري النساء بكل معنى الكلمة ،فابتدروا بنزع النقاب
وذلك عن طريق مشايخ الضَّلل الذين أفتوا في ذلك في عصر الفتنة،
والصحيح أنَّه حتَّى ولو كان في وجوب النقاب خَّلف فهو في وقت الفتنة
ضرورة ،ث َّم كان بعد ذلك طلب استقَّلل المرأة عن تبعيَّة ال َّرجل،واجب بال َّ
فمنع من أمرها ونهيها ،فقد كان الرجال حينها فيهم شيأ من الغيرة
ولكنَّهم قيِّدوا بالتخويف والترهيب ،ثم كان بعد ذلك منع الحجاب الشرعي
جملة وتفصيَّل ،بل أصبح القانون يعاقب عليه وال زال األمر إلى اآلن في
بعض الدول ،فع َّرت المرأة شعرها ،فكان األمر كذلك حتى دخل عليهم ما
يُس ُّمون بالفنَّانين ،فزادوا الطين بلَّة ،فأرادت المرأة المسلمة تقليد
الفنانين في اللباس ،بدعم من زعم ح َّرية المعتقد واللباس والمساوات
بين الجنسين ،ومعاقبة القانون على نهي المرأة بالعنف ،فنشأ بعد ذلك
جيل جديد لم يرى أصل المرأة الحييَّة الديِّنة ،فضاعت جبَّلته وفطرة
السليمة ،بين بحور ضَّلالت التقليد ،وبين مجتمع ال ينكر على المرأة
شيأ ،فكان األمر ع نده سيان ،بل وصل األمر إلى التنكير على المرأة
الرجال في بعض المحجبة الساترة لبدنها ،وبقى الحال كذلك حتَّى صار َِّّ
الدول اإلسَّلميَّة ال يهت ُّمون بلباس زوجاتهم وبناتهم ،بل يشترون لهم
ذلك اللباس المغري الفتَّان للرجال ويتباهون بذلك ،بل يحملون بناتهم
للبحار كي يسبحن عراة ،وال حول وال ق َّوة إلى باهلل العلي العظيم ،ونسوا
10
للديوث ،بقوله" :ثَّلث ال يدخلون الجنةَ وال ينظ ُر وعيد رسول ّللا
ق وال َديه والمرأةُ المترجلةُ المتشبهةُ بالرجا ِل
ّللاُ إليهم يو َم القيام ِة العا ُّ
والديوث ،)1("...فيا ويح هؤالء من غضب ّللا تعالى ،فهذا داء عضال ُ
وال يصاب به َّإال عديم المروءة فيعجب المرء حين يرى هؤالء من أشباه
الرجال يشترون لنسائهم الثياب التي تكشف أكثر مما تستر ،وتشف
وتصف مفاتن الجسد وهو فرح باطَّلع الناس على عورات نسائه ومن
واله ّللا أمرهن ،مفاخر بتحررهنَّ من العفة والفضيلة وسيرهنَّ في
طريق الفاحشة والرذيلة ،ومثل هذا ميت في لباس األحياء ،ول َّما كثر هذا
األمر في بلد المسلمين حتى اعتادوه ونبَّه المشايخ على األمر حتَّى
نسوه ،ث َّم تهاونوا في هذا الموضوع حتَّى أضاعوه ،فأردت تجديد الذكر
لعلَّهم يتداركون ما وراء أظهرهم رموه ،فكتبت هذه الصفحات في غضب
وسرعة وحرقة في القلب تكاد تقتلني ودمع حبسه الغضب على حال
المسلمين ،حتَّى أنَّه وّللا العظيم إنَّ إماما أعرفه يصلي بالناس وابنته
شبه عارية متبرجة ،فَّل نهاها وال تب َّرأ منها ،فمن المعلوم أنَّه يوجد في
هذا الزمان رجال مستضعفون لكن ّللا لم يجعل لنا في الدين من حرج،
سع برحمة من ّللا تعالى ،فإن كان الرجل مستظعفا فكل ما ضاق األمر ُو ِّ
تحت وطأة القوانين الفسقيَّة ،فله أن يتبرأ بقلب مخلص ،ولكن هيهات
هيهات ،إنَّ البراءة ال تكون َّإال من قاوم وجاهد وحاول مرارا وتكرارا،
حتَّى انقطعت به السبل ،فهذا مأجور على في سعيه ،وال يتصف بأي
وصف من أوصاف الديَّاثة ،فنسأل ّللا تعالى العفو والعافية والسَّلمة في
الدنيا واآلخرة ،وأسأله سبحانه أن يقبل مني هذا العمل البسيط فإنَّه جواد
كريم رحيم.
11
فصول الكتاب:
– 1تعريف الديوث لغة واصطَّلحا.
– 1أحاديث وأخبار في ذم الدياثة.
. – 4غيرة رسول ّللا
– 3غيرة الصحابة رضوان ّللا عليهم.
– 3غيرة المسلمين.
– 0هل الديوث مؤمن؟
– 0كيفيَّة استحَّلل الدياثة.
– 1أنواع الديوث.
– 9الفرق بين الديوث والشاذ.
– 10هل للديوث بأنواعه من توبة؟
– 11عذاب الكاسيات العاريات.
12
الديوث لغة:
الديوث :صفة مشبه من اسم الفاعل للفعل َ
داث.
والديُّوث :صفة مشبَّهة تدل على الثبوت من َ
داث.
والدِّياثة :مصدر داث.
وداث يديث ديثا إذ الن وسهل.
سهُ َل وا ْنقاد.ث فَّلنا :ذلَّـلَهُ حتى الن و َ
تقولَ :دي َ
واإلنسان :ذلـَلَهُ بعض التَّ ْذلِيل(.)1
َ يوان
الح َ ث َ و َدي َ
والديوث ملقَّب بالقنذع :والقنذع والقنذوع كله :الديوث ،وهي سريانية
ليست بعربية محضة ،وقد يقال بالدال المهملة.
وفي حديث وهب :ذلك القنذع هو الديوث الذي ال يغار على أهله.
قال األزهري :وهذا راجع في المخازي والقبائح(.)1
فلو تَّلحظ أنَّ كلمة الديوث في اللغة تجمع معاني الذل واالنقياد والخزي
والقبح ،وال يبعد التعريف اللغوي عن التعريف االصطَّلحي.
الديوث اصطَّلحا:
الديوث :أخذ شهرته من تعريفه الشرعي في اإلسَّلم ،ويتصور كثيرون
أنه يكافئ القواد ،وهو ليس كذلك ،فالقواد هو من يدير عمل العاهرة
سواء كانت قريبة له أم ال ،أما الديوث فهو شرعا" :من يرضى الفجور
في أهله حتى لو لم يكن هذا الفجور زنا ،وقال ابن منظور :الديوث هو
الذي ال يغار على أهله(.)4
----------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( )1المعجم الوسيط مادة داث ،معجم اللغة العربية المعاصر ،جامع المعاني ،القاموس المحيط،
( )1لسان العرب .191
( )4لسان العرب .330/3
13
فالدَّيوث اختصارا هو :من رضى بفجور أهله ،وقد أخطأ البعض في
تعريفهم الدياثة حيث قيَّدوها بممارسة الجنس صراحة مع رضائه ،وهذا
غير صحيح فالديوث هو الراضي بفجور أهله بأي نوع من أنوا الفجور،
فقد وصف الشرع المتبرجة بالزانية فقد قال النبي " :أيما امرأ ٍة
قوم ليجدوا من ري ِحها فهي زانية"(.)1
استعطرتْ فمرتْ على ٍ
يصف المرأة المتعطِّرة قصد جلب اتنباه الرجال بالزنا، فها هو النبي
ومن المعلوم أنَّ األلفاظ الشرعيَّة تؤخذ على ظاهرها ،فلو قلت إنَّها زانية
على الحقيقة لصدقت ،ولو قلت أنَّها ستحاسب على الزنا يوم القيامة مع
أنَّها لم تزنا حقيقة لصدقت ،ولو قلت أنَّ من رضا من أهلها بذلك فهو
ديوث لصدقت.
وعلى هذا فإن كانت المتعطِّرة زانيَّة فمن باب أولى المتبرجة ،ومن باب
أولى من ع َّرت من جسمها أكثر مما سترت ،فلو حق القول على الراضي
طر أهله والخروج كذلك بأنَّ فيه من الدياثة ،فمن باب أولى من رضى بتع ُّ
بتبرج أهله وعدم اإلنكار عليهم ،فهذا النوع هو ديوث خالص.
14
شي َر ،ما فَقُ ْل َن :وبِ َم ذل َك يا َرسو َل َّ
ّللاِ؟ قَا َل :تُ ْكثِ ْر َن اللَّ ْع َن ،وتَ ْكفُ ْر َن ال َع ِ
إح َدا ُكنَّ "(.)4الحا ِز ِم ِمن ْ ب لِلُ ِّب ال َّر ُج ِل َ ت َع ْق ٍل و ِدي ٍن ْأذ َه َ َرأَ ْيتُ ِمن نَاقِ َ
صا ِ
صحابيَّات وهن من خيرة خلق ّللا تعالى، فلو تَّلحظ أنَّ الكَّلم هنا عن ال َّ
الرجا ِل َكثِير ،ولَ ْم يَ ْك ُم ْلفما بالك بمن هن دونهن ،وبه قال َ " :ك َم َل ِم َن ِّ
شةَ ض ُل عائِ َ سيَةُ ا ْم َرأَةُ فِ ْر َع ْو َن ،وفَ ْ
ران ،وآ ِ ِم َن النِّسا ِء َّإال َم ْريَ ُم ب ْنتُ ِع ْم َ
عام"(.)3 ض ِل الثَّ ِري ِد علَى سائِ ِر الطَّ ِ علَى النِّسا ِء َكفَ ْ
وفي روايات أخرى ذكر معهما خديجة وفاطمة ،وعلى العموم فقد انتفى
الكمال عن المرأة َّإال عن عدد قليل منهم ،وت َّم الكمال عند كثير من
الرجال إال عن عدد قليل منهم ،والكمال المقصود هنا هو كمال الدين،
فالواجب على العاقل أنْ يهت َّم بنسائه بالتأديب كي يقي نفسه وإيَّاهن من
النَّار.
فقد قال النبي " :ثَّلثة قد ح َّرم ّللاُ عليه ُم الجنةَُ ،مدمنُ الخم ِر،
ث"(.)3 قر في أهل ِه الخبَ َ وث الذي يُ ُّ والعاقُّ ،والد ُّي ُ
ق لوالِ َدي ِه،ّللاُ ع َّز وج َّل إليهم يو َم القيام ِة؛ العا ُّ وقال :ثَّلثة ال ينظ ُر َّ
ق لوالِ َدي ِه، لون الجنَّةَ؛ العا ُّيدخ َ وث ،وثَّلثة ال ُ المترجلةُ ،وال َّديُّ ُ
ِّ والمرأةُ
والمد ِمنُ على الخم ِر ،والمنَّانُ بما أعطى"(.)0
وقال في ما يرويه عن ربه ،قال تعالى :وعزتى ال يسكنها مدمن خمر
وال ديوث قالوا :يا رسول ّللا وما الديوث؟ قال :من يقر السوء في
أهله(.)0
------------------------ -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
15
فهذا ك ُّله وعيد للدَّيوث بالخزي والعار في الدنيا وفي اآلخرة ،حتَّى أنَّ
بعض المجتمعات من غير المسلمين كانوا ال يرضون بهذا ،فها هي
الصين ترفض كل أوجه الدياثة ،ففي الثقافة الصينية ،ترمز القبعة
الخضراء للديوث ،فقد كان في السابق لزاما ً على أسرة العاهرات ارتداء
القبع الخضراء لتمييزهم عن غيرهم ،لذا ال زال الصينيون يمتنعون تماما ً
عن ارتداء القبع التي يوجد بها أي أثر للون األخضر ،حتى عند
اشترائهم األزياء الغربية ،فهذا الحال عند الصينيَّين ،بل كان أهل
الجاهليَّة تملؤهم الغيرة فيدفنون بناتهم في التراب خشية السبي ،حتَّى
سئِلَتْ أنزل ّللا تعالى فيهم بعد اإلسَّلم آياته فقال تعالىَ " :وإِ َذا ا ْل َم ْو ُءو َدةُ ُ
ب قُتِلَتْ "[التكوير ،]9 – 1 :فقد كانوا يدفنون بناتهم أحياء خشية أن ي َذن ٍ * بِأ َ ِّ
ق بسبب دين أبيها أو تسبى بسبب الحرب ،فغيرةً على عرضه كان تُستر َّ
يدفنها ،نعم هذا العمل غاية في البشاعة ،وقد جاء اإلسَّلم ومنع هذا
اإلجرام ،ولكن مع ذلك أ َّكد الشارع الحنيف وجوب طاعة النساء لبعولهنَّ
والبنات ألبائهن ،وأكد على غيرة الرجال على أعراضهم فقد قال النبي
ُون ِدينِ ِه فه َو شَهيد ،و َمنْ ُون مالِ ِه فه َو شَهيد ،و َمنْ قُتِ َل د َ َ " :منْ قتِ َل د َ
ُون أهلِ ِه فه َو شَهيد"(.)1 ُون َد ِم ِه فه َو شَهيد ،و َمنْ قُتِ َل د َ قُتِ َل د َ
وهذا تشجيع على فضيلة الغيرة بأن أهداه ّللا تعالى فضل الشهادة إن
مات دون عرضه.
ون نُشُو َزهُنَّ الَّلتِي ت ََخافُ َ وقد أمر ّللا تعالى بتأديب النساء فقال تعالىَ " :و َّ
اض ِربُوهُنَّ ۚ فَإِنْ أَطَ ْعنَ ُك ْم فَ ََّل تَ ْبغُوا ضا ِج ِع َو ْفَ ِعظُوهُنَّ َواه ُْج ُروهُنَّ فِي ا ْل َم َ
ان َعلِيًا َكبِي ًرا"[النساء ،]43 :فقد أمر ّللا المسلم أن سبِ ًيَّل ۚ إِنَّ َّ
ّللاَ َك َ َعلَ ْي ِهنَّ َ
يعض زوجته فإن أبت يهجرها في المضجع ،فإن أبت يضربها ،وكل هذا
لمج َّرد النشوز وهو االستعَّلء ،قال الطبري في شرح اآلية :استعَّلءهن
على أزواجهن ،وارتفاعهن عن فرشهم بالمعصية منهن ،والخَّلف
عليهم فيما لزمهن طاعتهم فيه ،بغضا منهن وإعراضا عنهم ،وأصل
النشوز االرتفاع ،ومنه قيل للمكان المرتفع من األرض نشز ونشاز(.)1 ------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
16
وقال النبي " :فإنْ ف َع ْل َن ذلك فاض ِربوهنَّ ضربًا غي َر ُمبَ ِّر ٍ
ح ،ولهنَّ
بالمعروف"(.)1
ِ عليكم ِرزقُهنَّ و ِكسوتُهنَّ
فكل ما سبق ذكره هو لمج َّرد النشوز أال وهو استعَّلء المرأة على زوجها
فما بال أقوام تخرج نساؤهم أنصاف عاريات وال يحرك ساكنا وال يغار،
ورب األرباب سبحانه وتعالى يغار ،وخير خلقه ،وخير الخلق بعد
األنبياء والرسل صحابة الرسول يغارون ،والمؤمنون الصادقون
يغارون.
17
س ْع ُد بنُ ُعبَا َدةَ :لو َرأَ ْيتُ َر ُج ًَّل مع ا ْم َرأَتي وقال المغيرة بن شعبة :قا َل َ
ح ع ْنه ،فَبَلَ َغ ذل َك َرسو َل ّللاِ ،فَقا َل: ف َغ ْي ُر ُم ْ
صف ِ ٍ س ْي ِ لَ َ
ض َر ْبتُهُ بال َّ
ّللاُ أَ ْغيَ ُر ِمنِّي(.)1
ّللاِ ألَنَا أَ ْغ َي ُر منهَ ،و َّ
س ْع ٍد ،فَ َو َّ
ون ِمن َغ ْي َر ِة َ أَتَ ْع َجبُ َ
غيرة الصحابة:
عن جابر بن عبد ّللا رضي ّللا عنهما قال :قال النبي :رأيتني دخلت
شفَةً( ،أي :حركة)
صاء امرأة أبي طلحة ،وسمعت َخ َ بالر َمي َ
الجنة فإذا أنا ٌّ
فقلت :من هذا؟ فقال :هذا بَّلل ،ورأيت قص ًرا بفنائه جارية ،فقلت :لمن
هذا؟ فقالوا :لعمر ،فأردت أن أدخله فأنظر إليه ،فذكرت غيرتك ،فوليت
ُمدبِ ًرا ،فبكى عمر وقال :بأبي وأمي يا رسول ّللا ،أعليك أغار؟! أي:
أعليها أغار منك؟(.)1
وعن المغيرة قال سعد بن عبادة :لو رأيت رجَّلً مع امرأتي لضربته
بالسيف غير مصفح ،فبلغ ذلك رسول ّللا فقال :تعجبون من غيرة
سعد! وّللا ألنا أغير منه ،وّللا أغير مني ،ومن أجل غيرة ّللا حرم
الفواحش ما ظهر منها وما بطن(.)4
وفي رواية :قالوا :يا رسول ّللا ،ال تلمه؛ فإنه رجل غيور ،وّللا ما تزوج
امرأة قط إال بكراً ،وما طلق امرأة له قط ،فاجترأ رجل منا على أن
يتزوجها من شدة غيرته(.)3
فأخبر صلى ّللا عليه وسلم بأن سعداً غيور ،وأنه أغير منه ،وأن ّللا
أغير منه صلى ّللا عليه وسلم ،وأنه من أجل ذلك حرم الفواحش ،فهذا
تفسير لمعنى غيرة ّللا تعالى أي :أنها منعه سبحانه وتعالى الناس من
الفواحش(.)3
-------------------------------------------------------------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
18
غيرة المؤمنين:
إنَّ اإليمان يحمل صاحبه على أن يكون غيوراً ال يرضى بالسوء في دينه
وال في حرماته؛ وذلك أن أصل الدين الغيرة ،ومن ال غيرة له ال دين له،
فالغيرة تحمي القلب ،فتحمي له الجوارح ،فتدفع السوء والفواحش،
وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح ،فَّل يبقى عندها دفع البتة،
ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ،فإذا ذهبت
القوة وجد الداء المحل قابَّلً ولم يجد داف ًعا فتمكن فكان الهَّلك ،ومثلها
مثل صياصي الجاموس (أي :قرونها) التي تدفع بها عن نفسه وعن
ولده ،فإذا تكسرت طمع فيها عدوه(.)1
فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته ،ومن وافق ّللا في
صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه ،وأدخلته على ربه ،وأدنته
منه ،وقربته من رحمته ،وصيرته محبوبا ً له؛ فإنه سبحانه رحيم يحب
الرحماء ،كريم يحب الكرماء ،عليم يحب العلماء ،قوي يحب المؤمن
القوي وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف ،حيي يحب أهل الحياء ،جميل
يحب أهل الجمال ،وتر يحب أهل الوتر( ،)1وبه كذلك فإنَّ ّللا تعالى غيور
يحب كل غيور.
ُّ
ويذكر أن رجَّلً يقال له :األشجعي بلغ من فرط غيرته أنه منع زوجته
الحج خشية رؤيتها الناس ،وهذا وإن كان غير مقبول ،لكنه يدل على
مبلغ غيرته على زوجته .فإنه لما حج بامرأته نظر إلى الناس يوم
التروية فهاله كثرتهم فقال :إن رجَّلً يُدخل امرأته وسط هؤالء لمجنون!
وضرب وجه راحلته وعاد ولم يحج وقال:
سط زوجـــةً * له بين أهل الموسم المتقصـــ ِد
وليس بحر من يو ِّ
طرف كثي ٍر وأمر ِد(.)4
ٍ وفيهم رجال كالبدور وجوهُهم * ف ِمن بين ذي
-------------------------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
19
وذكر اإلمام مالك في موطئه قصة فتى من األنصار كان حديث عهد
بعرس ،فخرج مع النبي إلى الخندق ،ثم استأذن رسول ّللا أن
يرجع إلى أهله ،فلما رجع وجد زوجته على باب منزله ،فأهوى إليها
بالرمح ليطعنها وأدركته غيرة -يعني -حينما رآها خارج البيت على
الباب -فقالت :ال تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك ،فدخل فإذا هو بحية
منطوية على فراشه(.)1
قال بعض أهل العلم :ولعمري إن الغيرة لتوج ُد في الحيوان بالخلقة،
فكيف وقد أكدتها عندنا الشريعة؟! وما بعد هذا مصاب(.)1
هل الديوث مؤمن:
إنَّ الديوث صاحب منكر عظيم وجرم كبير ،وجرمه هو إقراره للفاحشة
في أهله ،والنبي بين أن هذا الصنف ال يدخل الجنة ،وال ينظر ّللا
إليه ،فيما أخرج النسائي عن ابن عمر رضي ّللا عنهما ،قال :قال رسول
ّللا " :ثَّلثة ال ينظر ّللا عز وجل إليهم يوم القيامة :العاق لوالديه،
والمرأة المترجلة ،والديوث" وأخرج أحمد عن ابن عمر أيضا ً بلفظ :أن
رسول ّللا قال" :ثَّلثة قد حرم ّللا تبارك وتعالى عليهم الجنة :مدمن
الخمر ،والعاق ،والديوث الذي يقر في أهله الخبث" وهذه األحاديث
تحمل على معنيين:
األول :أنه ال يدخل الجنة مطلقاً ،وذلك فيمن استحل ذلك ،ألن استحَّلله
للفاحشة يخرجه من اإلسَّلم ،وبذلك يحرم عليه دخول الجنة.
الثاني :أن الجنة يحرم عليه دخولها ابتداء ،فقد يدخل النار فيجازى على
ذنوبه ،ثم بفضل ّللا يدخل الجنة ،أو قد يغفر ّللا له فَّل يدخل النار ،لكن ال
يكون من السابقين في دخول الجنان .وهذا الوعيد في حق من مات من
المسلمين قبل أن يتوب من هذا المنكر العظيم.
وعلى هذا فمن استح َّل الدياثة ،فهو كافر قوال واحد الستحَّلله ما ح َّرم ّللا
تعالى ،ومن لم يستحل الدياثة فهو مذنب بكبير الذنوب فإن مات على تلك
الحال نرى أنَّه موعود بالعذاب المحالة ث َّم إن شاء ّللا تداركه برحمته
ألنَّه من أهل التوحيد.
20
كيفيَّة استحَّلل الدياثة:
الكثير من الرجال هم في غيابات الدياثة وال كنَّهم ال يعلمون ذلك ،ومنهم
من يظنُّ أنَّه فعله مكروه ال أكثر ،مثل ؤالء الذين يشترون لبناتهم ثيابا ال
تحمل من الثياب َّإال االسم ،وهو يظنُّ أنَّه مواكب للعصر ،أو أنَّ كل
النساء في العصر الحاضر يلبسن مثل هذا اللباس فَّل بأس بذلك ،ومنهم
بحجة الدراسة إال بلد غريب ال رقيب عليها وال حسيب، من يرسل بناته َّ
طر المرأة لجذب االنتباه يجعلها فعلى هؤالء أنْ يعلموا؛ أنَّ مج َّرد تع ُّ
قوم ليج ُدوا تتصف بالزنا لقوله " :أيَّ َما امرأةً استعطرتْ فم َّرت علَى ٍ
منْ ريح َها فه َي زانية"( ،)4فإن كان هذا الخطاب على مج َّرد العطر فما
بالك بحال النساء اليوم؟ وهل يرضى رجل أن تتصف زوجته أو ابنته أو
أمه بالزنا؟
كما أنَّ علَّة الحديث هو جذب انتباه الرجال ،والرجل مأمور بالتعطر على
والطيب ،وجعلتْ ق َّرةَ ُ وجه الندب لقوله " :حبِّب إل َّي منْ دنياك ُم النسا ُء
صَّلة"( ،)3والمعنى من هذا أنَّ المرأة مع اعتياد الرجال على عينِي في ال َّ
العطور يمنع عليها فعله لجلب انتباههم ،فيفهم من هذا أنَّ الغاية ليست
صة بل في جلب انتباه الرجال بأي شكل كان ،وإن كان أدناه في العطر خا َّ
هو العطر ،فإن كان عقابها على العطر على هذا الحال فكيف بما هو أكثر
طر ،وإن كان الساكت على تع ُّطر أهله وخروجهنَّ متعطرات من التع ُّ
يوصف بالديَّاثة ،ألنَّ المتعطرة وصفت بالزنا ،والبعل أو األب أو األخ
المقر لزنا أهله ديوث ،وقد وعد بحرمانه من الجنَّة ،فكيف الحال بمن هو ُّ
أسوء منه حاال ،كالذي ال يرفع بالغيرة رأسا ،وال يسأل أهله عن شيء،
والواجب عليه أن يسأل أهله عن كل شيء ولو كانت من أولياء ّللا تعالى
ألنَّ سؤالها والغيرة عليها عبادة ،هذا ألن المسلم مأمور به ،فهاهو
زكريا يدخل على مريم العذراء وهي من سيدات النساء في الدنيا
واآلخرة ،فيسألها عن الرزق من أين لها ،قال تعالىُ " :كلَّ َما َد َخ َل َعلَ ْي َها
ه َذا"[آل عمران: اب َو َج َد ِعن َد َها ِر ْزقًا ۚ قَا َل يَا َم ْريَ ُم أَنَّى لَ ِك ََز َك ِريَّا ا ْل ِم ْح َر َ
،]40فهاهي العذراء الشريفة أم نبي ورسول من أولي العزم تُسأل،
21
والسائل نبي كريم ،مع علمه أنَّها طاهرة ظاهرا وباطنا ،ولكنَّه يسأل
لتعلم أنَّها مسؤولة أمام ّللا تعالى وأمام من كفلها ،فإن كان هذا الحال مع
مريم البتول ،فما بالنا تركنا نساءنا بَّل رقيب وال حسيب ،أما عملت أنَّ
صغير يلعب أمام النار ليحرقنَّ نفسه، المرأة كالطفل الصغير ،فإن تركت ال َّ
وإن تركت المرأة لحالها لتحرقنَّ نفسها بنار جهنَّم ،فإن رضيت بفعلها
كنت شريكا لها ،وصدق من قال :أنْ للمرأة ثَّلثة أبواب في الدنيا ال رابع
لها ،فإن خرجت تخرج لباب واحد في اآلخرة على حسب صبرها على
أبواب الدنيا الثَّلثة؛ فأ َّما الباب األ َّول :باب بيت أبيه فَّل تتعدَّاه خارجا،
والثاني :فإن خرجت فتخرج لباب بيت بعلها فَّل تتعداه خارجا ،الثالث:
فإن خرجت فتخرج لباب المقبرة ،فَّل تتعداه خارجا ،وأ َّما الباب الذي في
اآلخرة ،فأ َّما باب الجنَّة وإ َّما باب النَّار ،فإن عصت وأبت في الدُّنيا،
فتخرج من باب المقبرة إلى باب جهنَّم ال تعدَّاه خارجا َّإال أن يشاء ّللا
تعالى ،وإن صبرت واحتسب فتخرج من باب المقبرة إلى باب الجنَّة ال
تتعداه خارجا ،فعلى العاقل أن يقي نفسه وأهله من عذاب ّللا تعالى ،بأن
يمنع أهله ويسأل عن كل كبيرة وصغيرة ويمنع كل أسباب الفسق
والفجور ،من لباس ضيق وتعطر ،وأن يُشغلهم بالعلم النافع فإنه نور
يقي اإلنسان مصائب الدنيا واآلخرة ،وليعلم أنَّ الساكت على هذا هو مقر
على الفعل والمقر شريك إن كان بيده أن يمنع.
--------------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
22
أنواع الديوث:
يقر على أهله فعل الفواحش ،فهذا – 1الديوث الخالص :وهو الذي ُّ
مستح ٌّل للدياثة حقيقة أو حكما ،وحكمه الخروج من الملَّة.
– 1الديوث المستهتر :وهو الذي ال يهتم بما يدور حوله وال يسأل أهله
عن شيء ،وحاله حال سابقه.
– 4الديوث الجاهل :وهو الذي ال يعلم أنَّ هذا الفعل كبيرة ،فهو أيضا
ديوث وال ينفعه جهله ،والسبب أنَّ الشهامة والرجولة والغيرة جبلَّة
فطريَّة خلقها ّللا تعالى في قلوب الرجال ،حالها حال التوحيد المفطور في
قلوب الناس كافَّة ،ولكنَّهم انحرفوا "فَطَا َل َعلَ ْي ِه ُم ْاألَ َم ُد فَقَ َ
ستْ قُلُوبُ ُه ْم"
سوا َحظًا ِّم َّما ُذ ِّك ُروا بِ ِه" فَّل ينفعهم جهلهم ،ألنَّ العلم حاصل والحق "فَنَ ُ
بيِّن بيان الشمس.
– 3المغلوب على أمره :وهذا فيه كَّلم:
إن كان المغلوب على أمره بأن خاف من تهديد أهله بالسجن إن منعهنَّ
من هذا اللباس وأمرهم بالمعروف ونهاهن عن المنكر ،فيجب عليه
استعمال القواعد التي نبهنا عليها ّللا تعالى حيث قال" :فَ ِعظُوهُنَّ
اض ِربُوهُنَّ ۚ"[النساء ،]43 :فيبدأ بالموعضة، ضا ِج ِع َو ْ َواه ُْج ُروهُنَّ فِي ا ْل َم َ
فإن كانت المسيئة زوجته فليهجرها في المضجع ،فإن أبت الرجوع
فليضربها ضربا غير مبرح ،فإن أبت فَّل يجب عليه أن يرضى بالدياثة،
ويجب عليه الطَّلق لقوله تعالى " :فَان ِك ُحوهُنَّ بِإِ ْذ ِن أَ ْه ِل ِهنَّ َوآتُوهُنَّ
ن"[النساء: ت أَ ْخ َدا ٍ
ت َو َال ُمتَّ ِخ َذا ِ ت َغ ْي َر ُم َ
سافِ َحا ٍ صنَا ٍ أُ ُجو َرهُنَّ بِا ْل َم ْع ُر ِ
وف ُم ْح َ
ت َوال سافِ َحا ٍ ت َغ ْي َر ُم َ صنَا ٍ ،]13قال الطبري :القول في تأويل قوله ُ " :م ْح َ
ت أَ ْخ َدا ٍن" يعني بقوله :محصنات ،عفيفات ،غير مسافحات ،غير ُمتَّ ِخ َذا ِ
مزانيات وال متخذات أخدان ،يقول :وال متخذات أصدقاء على السفاح.
سهن على الخليل وقال أيضا :و المتخذات األخدان :اللواتي قد حبسن أنف َ
سرا دون اإلعَّلن بذلك(.)1 والصديق ،للفجور بها ً
----------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
23
فالمسافحة :هي المعلنة بالفجور ،والم تخذة :هي التي اتخذت خليَّل واحدا
تفسق معه سرا ،ولو تَّلحظ أنَّ المسافحة هي المجاهرة وهي أشد من
المتَّخذة ،فلو نظرت إلى أحوال البنات أشباه العاريات المتعطرات إلغواء
الرجال ،فترى أنَّهن من جنس المسافحات ،فهذا النوع من النساء ال
يجوز الزواج منهن ابتداء ،فإن حصل وت َّزوج بها بجهل ث َّم فتح ّللا عليه
بتوبة تنجيه من عذاب ّللا تعالى ،فليعضها كما قلنا سابقا ،فإن أبت
فليهجرها في الفراش وهجره لها واجب ،فإن أبت فليضربها ،فإن أبت
فَّل يح ُّل له العيش معها وال وطأها ،بل الطَّلق ،وأ َّما بالنِّسبة إلى ضربها
إن علم أنَّه لن يفيد ابتداء وأنَّ ضربه لها سيقوده إلى التَّهلكة فليحفظ
نفسه وليطلقها بعد الوعظ واإلرشاد والتأني في ذلك ثم الهجر ث َّم ينتقل
مباشرة للطَّلق ،فإ ٍن استُضعف في الطَّلق بأن تفرض عليه غرامة ال
يقدر عليها فينجر عنها السحن ،فإ َّما أن يصبر على ذلك ،أو ليتب َّرأ ،وهو
الحال نفسه بالنِّسبة للبنت ،إن أبت النصح فَّل تيأس أعد الك َّرة سرا
وجهرا ،وحببها في تقوى ّللا تعالى ،واحملها للمساجد وعرفها
بالصالحات وحاول أقصى جهدك في ذلك ،فإن أبت فالبراءة ،وال ترضى
لنفسك الدياثة ،وال ترضى لنفسك الخزي وال تبع رجولتك وال مروءتك
بأي ثمن.
24
وعلى هذا فليعلم من يتهاون في شؤون أهله أنَّه ال فرق كبير بينه وبين
الشاذ فليحذر ،وليعد إلى ّللا تعالى عن عجل.
هل للديوث من توبة:
نقول له :يا طالب التوبة أبشر فربك الغفور ذو الرحمة ،وهو الت َّواب
صالِ ًحا ال َّرحيم ،فقد قال وقوله الحقَ " :وإِنِّي لَ َغفَّار لِّ َمن ت َ
َاب َوآ َم َن َو َع ِم َل َ
ثُ َّم ا ْهتَ َدى"[طه ،]11 :فاشترط سبحانه شروطا وهي :التوبة أوال ،وتكون:
باإلقَّلع عن الفعل ،والندم عليه ،واإلصَّلح ما استطعت ،وقبل كل شيء
النيَّة الخالصة ،ثم اإليمان وهو أن يؤمن باهلل ومَّلئكته وكتبه ورسله
واليوم اآلخر والقدر خيره وشره ،فإيمانه باهلل تعالى ،باإلنقياد إلى
أوامر ه واإلنتهاء عند نواهيه وطاعته سبحانه ظاهرا وباطنا ،وإيمانه
بمَّلئكته أن يعتقد أنَّهم رسل ّللا تعالى وكل منهم مكلَّف بمهام ،وإيمانه
بكتبه أن يصدق بكل ما جاء من الكتب وأن يعلم أن القرآن هو المهيمن
عما سبق من الكتب ،وأن يأتمر بأوامر القرآن ويصدق أخباره ،وإيمانه
برسله بأن يؤمن بكل نب ِّي وال يف َّرق بين أحد منهم وأن يعلم أن سيدَّهم
وخاتمهم هو محمد بن عبد ّللا الهاشمي القرشي وأنَّ شريعته ناسخة
لكل شرائع من قبله ،وأن يستسلم لحكم رسول ّللا في كل أحواله،
وإيمانه باليوم اآلخر أن يعتقد بأنه مردود إلى ّللا يوم القيامة بعد الموت
وأنَّ يؤمن بكل ما أخبر به ّللا تعالى ونب ُّيه عن أخبار ما بعد الموت
ويصدَّق بها تصديقا نافيا للشك ،وإيمانه بالقدر خيره وشره أن يعلم أنَّ
كل شيء بأمر ّللا تعالى ،وأنَّ ما أصابه ما كان ليخطئه ،وأنَّ ما أخطأه ما
كان ليصيبه ،وأنَّ الحكم واألمر هلل أ َّوال وآخرا ،وأنَّه لو اجتمعت اإلنس
والجن على أن ينفعوه بشيء ما نفعوه َّإال بشيء قد كتبه ّللا له ،وأنهم
لو اجتمعوا على أن يضروه بشيء ما استطاعوا إال بشيء قد كتبه ّللا،
ويعلم أنَّ قدر ّللا تعالى مكتوب منذ األزل فليرح باله فقد ُرفعت األقَّلم
وجفَّت الصحف.
وهذه الشروط سهلة ففيها حَّلوة القرب ،ونور التعرف إلى ّللا تعالى،
واالشتياق إلى الزيادة من العلم والقرب.
25
س َرفُوا َعلَى ين أَ ْ
ي الَّ ِذ َ ويُبشر ّللا تعالى التائبين ويقول" :قُ ْل يَا ِعبَا ِد َ
وب َج ِمي ًعا ۚ إِنَّهُ ُه َو
الذنُ َ ّللاَ يَ ْغفِ ُر ُّ
ّللاِ ۚ إِنَّ َّ أَنفُ ِ
س ِه ْم َال تَ ْقنَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة َّ
ا ْل َغفُو ُر ال َّر ِحي ُم"[الزمر ،]34 :ففي هذه اآلية لم يستثى ّللا تعالى أحدا ،فكل
حي تاب من ذنبه يتوب ّللا عليه ولو كان شركا باهلل ،والتائب من الذنب
ذنب
ب كمن ال َ الذن ِ ائب من َّ كما ال ذنب له ،قال رسول ّللا " :التَّ ُ
له"(.)1
26
األعناق ،واللَّفظةُ ِ ت َوبَخاتي ،وهي ِجمال ِطوا ُل واألُنثى بُختِيَّة ج ْم ُع بُ ْخ ٍ
ُمع َّربَة ،أي :يُعظِّ ْمنَها ويُكبِّرنَها بِلفِّ ِعصاب ٍة ونح ِوها ،وقي َل :يَط َم ْح َن إلى
صفة سهنَّ " ،المائل ِة" ِ س َن رؤو َ ضضنْ ِمن أبصار ِهنَّ ،وال يُن ِّك ْ ال ِّرجا ِل ال يَغ ُ
نام يَمي ُل س ِ يل؛ ألنَّ أ ْعلَى ال َّ نام ،والمائلةُ ِم َن ا ْل َم ِ س ِ سنِ َم ِة ،وهي ج ْم ُع ال َّ لِأل ْ
يحها لَتُوج ُد ِمن يحها ،وإنَّ ِر َ دخ ْل َن الجنَّةَ وال يَجد َْن ِر َ شح ِمه ،ال يَ ُ لِكثر ِة ْ
مثَّل ،ومعناه :أنَّهنَّ ال يَدخ ْلنَها وال يجد َْن عام ً َمسير ِة كذا وكذا ،أي :مئ ِة ٍ
يحها ال َعفائفُ ا ْل ُمتو ِّرعاتُ ،ال أنَّهنَّ ال دخلُها ويَج ُد ِر َ حين ما يَ ُ يحها َ ِر َ
دخ ْل َن أب ًدا.يَ ُ
فهذا النوع من النساء لهن أضعاف مضاعفة من العذاب ،األ َّول :أنَّها
فاجرة ،الثاني :أنَّها فعلت فعل الشيطان بإغراء الرجال ،الثالث :أنها
كانت سببا في جعل الرجال من أهلها ُديَّثا ،فَّل يحسبنَّ هؤالء أنَّهن بمفازة
ب ۚ َولَهُ ْم َع َذاب سبَنَّهُم بِ َمفَا َز ٍة ِّم َن ا ْل َع َذا ِ من العذاب وّللا يقول " :فَ ََّل ت َْح َ
أَلِيم"[آل عمران ،]811 :ولن ينفعها يوم القيامة شيء فقد نصح ّللا تعالى
تفأكثر النصح وأمرهنَّ ووعدهنَّ وتوعدهنَّ فقال تعالىَ " :وقُل لِّ ْل ُم ْؤ ِمنَا ِ
ظ َه َر ين ِزينَتَهُنَّ إِ َّال َما َ وجهُنَّ َو َال يُ ْب ِد َ صا ِر ِهنَّ َويَ ْحفَ ْظ َن فُ ُر َ ض َن ِمنْ أَ ْب َ ض ْيَ ْغ ُ
ين ِزينَتَهُنَّ إِ َّال ض ِر ْب َن بِ ُخ ُم ِر ِهنَّ َعلَى ُجيُو ِب ِهنَّ ۚ َو َال يُ ْب ِد َ ِم ْن َها ۚ َو ْليَ ْ
لِبُ ُعولَ ِت ِهنَّ أَ ْو آبَائِ ِهنَّ أَ ْو آبَا ِء بُ ُعولَتِ ِهنَّ أَ ْو أَ ْبنَائِ ِهنَّ أَ ْو أَ ْبنَا ِء بُ ُعولَتِ ِهنَّ أَ ْو
سائِ ِهنَّ أَ ْو َما َملَ َكتْ إِ ْخ َوا ِن ِهنَّ أَ ْو بَنِي إِ ْخ َوا ِن ِهنَّ أَ ْو بَنِي أَ َخ َواتِ ِهنَّ أَ ْو نِ َ
ين لَ ْم اإل ْربَ ِة ِم َن ال ِّر َجا ِل أَ ِو الطِّ ْف ِل الَّ ِذ َ ين َغ ْي ِر أُولِي ْ ِ أَ ْي َمانُهُنَّ أَ ِو التَّابِ ِع َ
ين ِمن ض ِر ْب َن بِأ َ ْر ُجلِ ِهنَّ لِيُ ْعلَ َم َما يُ ْخفِ َ سا ِء ۚ َو َال يَ ْ ت النِّ َ يَ ْظ َه ُروا َعلَى َع ْو َرا ِ
ون"[النور،]41 : ّللاِ َج ِمي ًعا أَيُّهَ ا ْل ُم ْؤ ِمنُ َ
ون لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُح َ ِزينَتِ ِهنَّ ۚ َوتُوبُوا إِلَى َّ
قال السعدي :لما أمر المؤمنين بغض األبصار وحفظ الفروج ،أمر
صا ِر ِهنَّ } عن ض َن ِمنْ أَ ْب َ ض ْ ت يَ ْغ ُ المؤمنات بذلك ،فقالَ { :وقُ ْل ِل ْل ُم ْؤ ِمنَا ِ
النظر إلى العورات والرجال ،بشهوة ونحو ذلك من النظر الممنوع،
وجهُنَّ } من التمكين من جماعها ،أو مسها ،أو النظر { َويَ ْحفَ ْظ َن فُ ُر َ
ين ِزينَتَهُنَّ } كالثياب الجميلة والحلي ،وجميع المحرم إليهاَ { ،و َال يُ ْب ِد َ
البدن كله من الزينة ،ولما كانت الثياب الظاهرة ،ال بد لها منها ،قال{ :إِ َّال
َما ظَ َه َر ِم ْن َها} أي :الثياب الظاهرة ،التي جرت العادة بلبسها إذا لم يكن
27
ض ِر ْب َن بِ ُخ ُم ِر ِهنَّ َعلَى ُجيُوبِ ِهنَّ } في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بهاَ { ،و ْليَ ْ
وهذا لكمال االستتار ،ويدل ذلك على أن الزينة التي يحرم إبداؤها ،يدخل
فيها جميع البدن ،كما ذكرنا ،ثم كرر النهي عن إبداء زينتهن ،ليستثني
منه قوله{ :إِ َّال لِبُ ُعولَتِ ِهنَّ } أي :أزواجهن {أَ ْو آبَائِ ِهنَّ أَ ْو آبَا ِء بُ ُعولَ ِت ِهنَّ }
يشمل األب بنفسه ،والجد وإن عَّل{ ،أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن}
ويدخل فيه األبناء وأبناء البعولة مهما نزلوا {أَ ْو ِإ ْخ َوانِ ِهنَّ أَ ْو بَنِي
سائِ ِهنَّ } أي: إِ ْخ َوا ِن ِهنَّ } أشقاء ،أو ألب ،أو ألم{ .أَ ْو بَنِي أَ َخ َواتِ ِهنَّ أَ ْو نِ َ
يجوز للنساء أن ينظر بعضهن إلى بعض مطلقا( ،في الحدود الشرعيَّة).
(أَ ْو َما َملَ َكتْ أَ ْي َمانُهُنَّ ) فيجوز للمملوك إذا كان كله لألنثى ،أن ينظر
لسيدته ،ما دامت مالكة له كله ،فإن زال الملك أو بعضه ،لم يجز النظر
وإال فَّل يجوز فالعلَّة هي الفتنة سواء (إن أمنت عليه سيِّدته من الفتنة َّ
اإل ْربَ ِة ِم َن ال ِّر َجا ِل} أي :أو ين َغ ْي ِر أُولِي ْ ِكانت لحر أو عبد) {أَ ِو التَّابِ ِع َ
الذين يتبعونكم ،ويتعلقون بكم ،من الرجال الذين ال إربة لهم في هذه
الشهوة ،كالمعتوه الذي ال يدري ما هنالك ،وكالعنين الذي لم يبق له
شهوة ،ال في فرجه ،وال في قلبه ،فإن هذا ال محذور من نظره( ،في
حدود ما شرع ّللا).
سا ِء) أي :األطفال الذين دون ين لَ ْم يَ ْظ َه ُروا َعلَى َع ْو َرا ِ
ت النِّ َ (أَ ِو الطِّ ْف ِل الَّ ِذ َ
التمييز ،فإنه يجوز نظرهم للنساء األجانب ،وعلل تعالى ذلك ،بأنهم لم
يظهروا على عورات النساء ،أي :ليس لهم علم بذلك ،وال وجدت فيهم
الشهوة بعد ودل هذا ،أن المميز تستتر منه المرأة ،ألنه يظهر على
عورات النساء.
ين ِمنْ ِزينَتِ ِهنَّ ) أي :ال يضربن ض ِر ْب َن بِأ َ ْر ُج ِل ِهنَّ لِيُ ْعلَ َم َما يُ ْخفِ َ( َو َال يَ ْ
األرض بأرجلهن ،ليصوت ما عليهن من حلي ،كخَّلخل وغيرها ،فتعلم
زينتها بسببه ،فيكون وسيلة إلى الفتنة.
ويؤخذ من هذا ونحوه ،قاعدة سد الوسائل ،وأن األمر إذا كان مباحا،
ولكنه يفضي إلى محرم ،أو يخاف من وقوعه ،فإنه يمنع منه ،فالضرب
بالرجل في األرض ،األصل أنه مباح ،ولكن لما كان وسيلة لعلم الزينة،
منع منه.
28
ولما أمر تعالى بهذه األوامر الحسنة ،ووصى بالوصايا المستحسنة،
وكان ال بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك ،أمر ّللا تعالى بالتوبة،
ون} ألن المؤمن يدعوه إيمانه ّللاِ َج ِمي ًعا أَ ُّيهَ ا ْل ُم ْؤ ِمنُ َ
فقالَ { :وتُوبُوا إِلَى َّ
إلى التوبة ثم علق على ذلك الفَّلح ،فقال{ :لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُح َ
ون} فَّل سبيل إلى
الفَّلح إال بالتوبة ،وهي الرجوع مما يكرهه ّللا ،ظاهرا وباطنا ،إلى :ما
يحبه ظاهرا وباطنا ،ودل هذا ،أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة ،ألن ّللا
خاطب المؤمنين جميعا ،وفيه الحث على اإلخَّلص بالتوبة في قوله:
ّللا} أي :ال لمقصد غير وجهه ،من سَّلمة من آفات الدنيا، { َوتُوبُوا إِلَى َّ
أو رياء وسمعة ،أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة(.)4
فنسأل ّللا سبحانه وتعالى التوبة لنا ولجميع المسلمين ،وأن يهدي
نساءنا وبناتنا إلى صراطه المستقيم ،وصلى ّللا على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم والحمد هلل رب العالمين.
----------------------------------------------------------------------------------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( )1أخرجه ابن ماجة ( ،) 3130والطبراني في ((المعجم الكبير )) ( 10111( )130 /10والقضاعي
في ((مسند الشهاب)) .101
( )1رواه مسلم .1111
( )4تفسير السعدي.
29