Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 98

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة الدكتور " الطاهر موالي" ‪ -‬سعيد ة‪-‬‬

‫كلية اآلداب و اللغات و العلوم االجتماعية و اإلنسانية‪.‬‬


‫قسم العلوم االجتماعية‪.‬‬
‫شعبة ‪:‬علم النفس العيادي‪.‬‬

‫تخصص‪ :‬اضطرابات الشخصية‪.‬‬

‫مذكر تخرج لنيل شهادة ماستر (‪ )02‬علم النفس العيادي‬


‫تخصص اضطرابات الشخصية‬
‫الموضوع‬

‫الضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية‬


‫دراسة حالة عيادية في المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة"‬
‫بوالية سعيدة‬
‫تحت إشراف‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬
‫األستاذة ‪:‬‬

‫‪ -‬عثماني‬ ‫‪ -‬عبد الحاكم فاطيمة الزهراء‪.‬‬


‫نعيمة‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2014/2013 :‬‬

‫أشكر هللا العلي القدير الذي أنعم علي بنعمة العقل و الدين القائل في محكم التنزيل‪:‬‬
‫﴿ و فوق كل ذي علم عليم ﴾‬
‫(سورة يوسف)‬
‫صدق هللا العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬فالشكر هلل الذي أعانني على إتمام عملي هذا‪ ،‬و يسر لي من أعانني على تخطي كل‬
‫عقبة واجهتني و قدم لي النور الذي اهتديت به طيلة فترة بحثي و عملي‪ ،‬و أخص‬
‫بهذا األستاذة الفاضلة "عثماني نعيمة" التي أشرفت على هذا العمل البحثي و أتقدم‬
‫لها بعظيم الشكر و االمتنان على نصائحها و توجيهاتها القيمة التي كانت عونا لي في‬
‫إتمام هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -‬هذا و أتقدم بشكري أيضا إلى كل من‪:‬‬
‫* مهدوا لنا طريق العلم و المعرفة‪.‬‬
‫* إلى جميع أساتذتنا األفاضل قسم علم النفس الذين لم يبخلوا علينا بالمعلومات و‬
‫التوجيهات طوال السنوات الماضية‪.‬‬
‫* و ال يفوتني أن أشكر اللجنة المناقشة‪.‬‬
‫* كما أتقدم بالشكر و العرفان للحالة على تعاونها في إنجاز هذه المذكرة‪.‬‬
‫‪ -‬و في األخير أشكر كل من ساعدني من قريب أو بعيد و لو بكلمة‪.‬‬

‫أقدم عملي المتواضع هذا‪:‬‬


‫‪ -‬إلى الذين أناروا حياتنا بحبهم‪ ،‬و أسكنوا السعادة في قلوبنا بحنانهم‪ ،‬فكانوا‬
‫مصباحا ينير دربنا للعلم و المعرفة إلى أغلى الناس‪:‬‬
‫* أمي و أبي األعزاء‪.‬‬
‫* إلى إخوتي األحباء‪.‬‬
‫* إلى عائلتي الكريمة‪.‬‬
‫* إلى صديقاتي األوفياء‪.‬‬
‫* إلى جميع أساتذة قسم علم النفس‪.‬‬
‫* إلى كل طلبة السنة الثانية ماستر علم النفس العيادي دفعة ‪.2014‬‬
‫* إليكم جميعا أهدي ثمرة جهدي عرفانا و حبا و تقديرا‪........‬‬
‫‪ -‬و في األخير أسئل هللا أن يجعل عملي هذا منطلقا يستفيد منه جميع الطلبة‬
‫المقبلين على التخرج لمواصلة البحث في هذا المجال‪.‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫تناول هذا البحث موضوع "الضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية"‪،‬‬
‫باعتبار هاتين الظاهرتين من مواضيع علم النفس ذات األهمية الكبيرة في الحياة‬
‫المعاصرة‪ ،‬التي نالت إهتمام العديد من الباحثين‪ ،‬وذلك بحكم أن االهتمام في العصر‬
‫ال حالي يزداد بالفردية والشكل والتنافس واإلنجاز الذي قد يساهم في ظهور مشكالت‬
‫نفسية واجتماعية والتي قد تؤدي بدورها إذا استمرت لفترة طويلة إلى إعاقة الفرد‬
‫عن تكيفه واختالل سلوكه وسوء توافقه النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫فجاء البحث الحالي جامع بين ما هو نظري تطلب تقديم صورة واضحة‬
‫ومفهوم مبسط من خالل التعمق أكثر في ظاهرتي الشخصية النرجسية والضغط‬
‫النفسي‪ ،‬وما هو إجرائي تمثل في اختيار حاالت الدراسة والتي كانت عبارة عن حالة‬
‫واحدة تبلغ من العمر ‪ 23‬سنة تم اختيارها بالجامعة المركزية للدكتور " الطاهر‬
‫موالي " بوالية سعيدة‪.‬‬
‫وقد تم استخدام المنهج العيادي المتمثل في دراسة الحالة‪ ،‬والمقابالت العيادية‪،‬‬
‫والمالحظة اإلكلينيكية‪ ،‬وكذا محك اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اختبار الرورشاخ الذي تم تطبيقه على الحالة‪.‬‬
‫وبناءا على الفرضية المعتمدة توصلت نتائج البحث إلى أن‪ :‬الشخصية‬
‫النرجسية لديها ضغط نفسي‪.‬‬

‫فهرست المحتويات‬
‫الصفح‬ ‫المحتوى‬
‫ة‬
‫أ‬ ‫‪ -‬الشكر و التقدير‪.‬‬
‫ب‬ ‫‪ -‬اإلهداء‪.‬‬
‫ج‬ ‫‪ -‬ملخص البحث‪.‬‬
‫د‬ ‫‪ -‬فهرست المحتويات‪.‬‬
‫ه‬ ‫‪ -‬فهرست الجداول‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬فهرست األشكال‪.‬‬
‫ز‬ ‫‪ -‬فهرست المالحق‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬مقدمة‪.‬‬
‫‪04‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪ -1‬إشكالية البحث‪.‬‬
‫‪06‬‬ ‫‪ -2‬فرضية البحث‪.‬‬
‫‪06‬‬ ‫‪ -3‬أسباب اختيار الموضوع‪.‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -4‬أهداف البحث و أهميته‪.‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -1-4‬الهدف من البحث‪.‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -2-4‬أهمية البحث‪.‬‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -5‬منهجية البحث‪.‬‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -6‬التعاريف اإلجرائية لمفاهيم البحث‪.‬‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -7‬حدود البحث‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -8‬صعوبات البحث‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬الضغط النفسي‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم الضغط‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2‬مفهوم الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -3‬أنواع الضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -4‬النظريات المفسرة للضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -5‬مؤشرات الضغوط النفسية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪ -6‬أعراض الضغط النفسي‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫‪ -7‬طرق قياس الضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -8‬الضغط النفسي و الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -9‬عالج الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -1‬مدخل إلى الشخصية‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -1-1‬تعريف الشخصية‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -2-1‬تعريف اضطراب الشخصية‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬تعريف اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -3‬المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -4‬أصل مصطلح النرجسية و تطوره العلمي‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -5‬مدى انتشار الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -6‬أسباب اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -7‬خصائص اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -8‬المعايير السلوكية التي تميز الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -9‬ميكانيزمات الدفاع المستخدمة لدى الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -10‬االضطرابات النفسية المصاحبة الضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -11‬النظريات المفسرة الضطراب الشخصية النرجسية‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -12‬التشخيص الفارقي‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -13‬عالج اضطراب الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -1-13‬العالج‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -2-13‬كيفية التعامل مع هذه الشخصية‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬منهجية الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1‬الدراسة االستطالعية‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1-1‬الغرض من الدراسة االستطالعية‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -2-1‬تحديد حالة الدراسة‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -3-1‬مكان وزمان إجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -4-1‬تحديد المنهج واألدوات المستعملة في الدراسة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -5-1‬االستنتاجات الخاصة بالتصور العام للدراسة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -2‬الدراسة األساسية‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -1-1‬حالة الدراسة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -2-1‬أدوات الدراسة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفصل الخامس‪:‬دراسة الحالة‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -1‬عرض الحالة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -2‬التشخيص‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -3‬الدراسة القياسية‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -4‬ملخص حول الحالة‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬عرض النتائج و مناقشتها في ضوء الفرضية‬
‫والدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -1‬عرض النتائج‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -2‬تحليل النتائج ومناقشتها في ضوء الفرضية‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪ -3‬تحليل النتائج ومناقشتها في ضوء الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -‬مستخلص‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪ -‬التوصيات واالقتراحات‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ -‬قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪ -‬المالحق‪.‬‬
‫فهرست الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪52‬‬ ‫ملخص حالة الدراسة‬ ‫‪01‬‬
‫(يوضح خصائص الحالة وفق السن و‬
‫الجنس)‬
‫‪67‬‬ ‫ملخص مقابالت الحالة‪.‬‬ ‫‪02‬‬

‫فهرست األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪17‬‬ ‫حدوث الضغوط النفسية وفقا‬ ‫‪01‬‬
‫لنظرية "هانز سيلي"‬
‫فهرست المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫الرقم‬


‫‪89‬‬ ‫دليل المقابلة النصف موجهة‬ ‫‪01‬‬
‫(للضغط النفسي لدى الشخصية‬
‫النرجسية)‬
‫‪93‬‬ ‫محك اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪94‬‬ ‫استمارة تسجيل االستجابات على‬ ‫‪03‬‬
‫اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫بطاقات اختبار الرورشاخ‪.‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫تتشكل شخصية الفرد من السمات البيولوجية للشخص‪ ،‬وكذا السلوك العام‬
‫والخاص في المواقف المختلفة‪ ،‬وفي هذا الجانب يظهر أثر المجتمع والبيئة المحيطة‬
‫والتنشئة االجتماعية (أي تربية الفرد منذ الطفولة)‪ ،‬وحتى نتحدث عن الشخصية ال بد‬
‫أن نتطرق إلى السلوك‪ ،‬فكل ما يصدر عنا من أفعال أو أفكار أو حديث إنما يدل على‬
‫شخصيتنا‪ ،‬فشخصية الفرد هي محصلة النظام المتحد والمتكامل والمتفاعل من‬
‫عوامل جسمية ونفسية واجتماعية‪ ،‬واألصل في الشخصية أن تكون طبيعية‪ ،‬إال إذا‬
‫حدث خلل ما في أحد أو بعض هذه المكونات‪ ،‬فتصاب الشخصية باضطراب مرضي‬
‫الذي يعرف بأنه نمط من الشخصية التي يصعب علينا إيجاد تفسير لبعض تصرفاتها‪،‬‬
‫باعتبارها شخصية غير مرنة وغير متكيفة وينشأ عنها فشل اجتماعي أو وظيفي أو‬
‫معاناة ذاتية‪ ،‬ومن أنماط الشخصيات غير المتكيفة نجد الشخصية النرجسية‪ ،‬فصفتها‬
‫األساسية هي األنانية‪ ،‬باعتبار أن النرجسي يهتم كثيرا بمظهره وأناقته ويدقق كثيرا‬
‫في اختيار مالبسه‪ ،‬ويعنيه كيف يبدو في عيون اآلخرين‪ ،‬وكيف يثير إعجابهم‪،‬‬
‫ويستفزه التجاهل والنقد وال يعنيه إال المديح وكلمات اإلعجاب‪ ،‬فحب الذات هو‬
‫ضروري للفرد لتعزيز ثقته بنفسه‪ ،‬أما حب النفس الزائد عن الحد فهو سبب قد يساهم‬
‫في ت كوين شخصية نرجسية غير قادرة على التكيف االجتماعي‪ ،‬وعلى الدخول في‬
‫عالقات مشبعة مع المحيط الخارجي خوفا من تنشيط العالم الداخلي المبني على‬
‫التوتر والقلق والضغط النفسي‪ ،‬بحيث يرى النرجسي أن مشاكله والظروف الخارجة‬
‫عن دائرة سيطرته هي بسبب اآلخرين ‪ ،‬لذا يوجه لومه دائما إليهم‪ ،‬وتقوده هذه الحالة‬
‫إلى التوتر والضغط النفسي المتكرر‪ ،‬ومن خالل هذا البحث تطرقنا إلى موضوع‬
‫الضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية‪ ،‬وقمنا بتقسيم هذه الدراسة إلى جانبين‪:‬‬
‫الجانب النظري والجانب التطبيقي‪.‬‬
‫الجانب النظري‪ :‬يضم ثالث فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‪ :‬الذي خصصناه لإلطار العام لإلشكالية‬
‫والفرضية‪ ،‬وأسباب البحث وأهدافه وتحديد مصطلحات الدراسة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضغط النفسي‪ :‬وتم التطرق فيه إلى متغير الضغط النفسي من حيث‬
‫اختالف مفهومه كمصطلح في مختلف مجاالت العلوم بصفة عامة‪ ،‬ومن تم مفهومه‬
‫في علم النفس بصفة خاصة‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وأهم النظريات المفسرة له‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مؤشراته وأعراضه وطرق قياسه‪ ،‬ومن تم بحث العالقة بينه و بين الشخصية‬
‫ال نرجسية‪ ،‬وكذا أهم الطرق والتقنيات العالجية المساعدة على تخفيف وإزالة الضغط‬
‫النفسي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الشخصية النرجسية‪ :‬ويتضمن مدخل إلى الشخصية من خالل إعطاء‬
‫صورة مبسطة عن الشخصية واضطراباتها‪ ،‬لنشير بعد ذلك إلى تعريف اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية‪ ،‬وتحديد المعايير التشخيصية لها‪ ،‬ومن تم أصل المصطلح‬
‫وتطوره العلمي‪ ،‬ومدى انتشاره‪ ،‬وأسباب حدوثه‪ ،‬وخصائصه‪ ،‬وكذا المعايير‬
‫السلوكية التي تتميز بها هاته الشخصية‪ ،‬ومختلف ميكانيزمات الدفاع المستخدمة من‬
‫طرفها‪ ،‬واالضطرابات النفسية المصاحبة لهذا النوع من الشخصيات المضطربة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أهم النظريات المفسرة لها‪ ،‬وكذا التشخيص الفارقي‪ ،‬وأهم الطرق‬
‫العالجية ‪ ،‬موضحين في األخير كيفية التعامل معها‪.‬‬
‫‪ -‬أما فيما يخص الجانب الثاني الجانب التطبيقي فقد تطرقنا فيه إلى ثالث فصول‪:‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‪ :‬ويضم الدراسة االستطالعية والدراسة‬
‫األساسية‪ ،‬واإلجراءات المنهجية المتعلقة بالدراسة الميدانية‪ ،‬والمنهج المتبع والمكان‬
‫والزمان الذي أجري فيه البحث‪ ،‬وأهم األدوات المستعملة منها دراسة الحالة والمقابلة‬
‫العيادية والمالحظة اإلكلينيكية‪ ،‬ومحك اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬دراسة الحالة‪ :‬ويتضمن عرض الحالة ومواصفاتها‪ ،‬والتشخيص‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الدراسة القياسية‪ ،‬وملخص عن الحالة‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬عرض النتائج ومناقشتها في ضوء الفرضية والدراسات السابقة‪:‬‬
‫والذي تم التطرق فيه إلى عرض النتائج الخاصة بالحالة‪ ،‬ومن تم مناقشتها في ضوء‬
‫الفرضية والدراسات السابقة‪.‬‬
‫وفي األخير ختمنا هذا العمل البحثي بمجموعة من التوصيات واالقتراحات‬
‫والمراجع والمالحق‪ ،‬وذلك وفقا للنتائج المقدمة‪.‬‬

‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‪.‬‬

‫‪ -)1‬إشكالية البحث‪.‬‬
‫‪ -)2‬فرضية البحث‪.‬‬
‫‪ -)3‬أسباب اختيار الموضوع‪.‬‬
‫‪ -)4‬أهداف البحث وأهميته‪.‬‬
‫‪ -)1-4‬الهدف من البحث‪.‬‬
‫‪ -)2-4‬أهمية البحث‪.‬‬
‫‪ -)5‬منهجية البحث‪.‬‬
‫‪ -)6‬التعاريف اإلجرائية لمفاهيم الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)7‬حدود البحث‪.‬‬
‫‪ -)8‬صعوبات البحث‪.‬‬
‫‪ -)1‬تحديد إشكالية البحث‪:‬‬
‫يزداد االهتمام في العصر الحالي بالفردية والشكل والتنافس واإلنجاز بأنواعه‬
‫المختلفة األكاديمي والمهني والتكنولوجي‪ ،‬ذلك االهتمام الذي ربما يساهم في زيادة‬
‫انتشار نمط الشخصية النرجسية فالثقافة الفردية تركز على الذات وأهدافها وبالتالي‬
‫فقدان العالقات مع اآلخرين ذلك لكونها منشغلة بتحقيق ما تصبو إليه دون االهتمام‬
‫واالكتراث لمطالب الجماعة‪ ،‬وهذا سيقضي بها إلى تكوين سلوكيات مرفوضة‬
‫اجتماعيا تضعف من قدرتها على التفاعل مع األفراد‪ ،‬وبالتالي فإن نقد الجماعة لها‬
‫وعدم اكتراثهم بها قد يسبب لها نوع من الضغط النفسي ذلك العتبارها منشغلة دائما‬
‫بأوهام النجاح غير المحدود واألمور االستعراضية لجلب االنتباه واإلعجاب الدائم‬
‫من قبلهم‪ ،‬وبالرغم أنه ال توجد دراسات تتناول مدى انتشار اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية حسب ما جاء في )‪ (Debbert,2007:94‬إال أن جمعية األطباء النفسانيين‬
‫األمريكيين تقدر مدى انتشار الشخصية النرجسية بــــ ‪ 1%‬من مجموع السكان في‬
‫العالم‪.‬‬
‫وترى ( أنسام مصطفى السيد بظاظو‪ )87: 2011 ،‬أن هناك العديد من‬
‫الدراسات التي تناولت الشخصية النرجسية منها دراسة قام بها "رونينجستام‬
‫وآخرون ‪ "Ronning Stam. Et al‬سنة (‪ )1995‬بعنوان " التغيرات في النرجسية‬
‫المرضية "‪ ،‬كان الهدف من الدراسة استخدام برنامج العالج النفس اجتماعي لمعرفة‬
‫التغيرات ومدى التحسن الحادث في النرجسية المرضية لدى عينة تتكون من (‪)20‬‬
‫مريضا نرجسيا تتراوح أعمارهم من (‪ )22 – 20‬سنة‪ ،‬وكان قد أجري معهم عدة‬
‫مقابالت إكلينيكية‪ ،‬وأظهرت نتائج الدراسة تناقصا هاما في مستوى اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية لدى أفراد العينة ما عدا ثالثة فقط أظهروا عدم قابليتهم للتحسن‪،‬‬
‫حيث يرتفع لديهم اضطراب العالقات البين شخصية‪ ،‬وكذلك حدوث تغيرات عدة لهم‬
‫في أحداث حياتهم‪.‬‬
‫في حين هدفت دراسة أخرى إلى معرفة العالقة بين مصادر الضغوط التي‬
‫يعاني منها الطلبة ومفهوم الذات لديهم‪ ،‬التي قام بها "داود‪ ،‬وحمدي" سنة (‪)1997‬‬
‫وذلك حسب ما جاء في ( إعتماد يعقوب محمد الزيناتي‪ )112: 2013 ،‬تحث عنوان‬
‫" العالقة بين مصادر الضغوط التي يعاني منها الطلبة ومفهوم الذات "‪ ،‬اشتملت‬
‫الدراسة على عينة قوامها (‪ )320‬طالبا وطالبة‪ ،‬استخدم الباحثان قائمة مفهوم الذات‬
‫التي طورها "الكيالني وعباس" سنة (‪ )1981‬وقائمة الضغوط التي طورتها "نسمة‬
‫داود" سنة (‪ .)1995‬أظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباطات سالبة ذات داللة بين‬
‫الدرجة الكلية لمفهوم الذات وكل من الدرجة الكلية لمصادر الضغوط والدرجات‬
‫الفرعية لمجاالت مصادر الضغط كل على حدا‪.‬‬
‫من خالل عرض الدراسات السابقة واإلطالع عليها في مجال متغيرات‬
‫الدراسة يتضح أن هناك اهتمام بموضوع الشخصية النرجسية والضغط النفسي لدى‬
‫الباحثين في الدول العربية واألجنبية خاصة في السنوات األخيرة‪ ،‬لكن هذا ال ينفي‬
‫وجود ندرة في الدراسات والبحوث التي تناولت هاذين المتغيرين في دراسة تجمع‬
‫بينهما‪ ،‬حيث تم التطرق إليهما ودراستهما مع متغيرات أخرى‪ ،‬لذلك جاءت هذه‬
‫الدراسة الحالية انطالقا من هذه الدراسات السابقة ‪ ،‬من أجل البحث عن ما إذا كان‬
‫الشخص النرجسي لديه ضغط نفسي‪ ،‬إللقاء الضوء على هذا الموضوع البحثي‬
‫وكتغطية لجانب تم إهماله من طرف البحوث األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬و على ضوء ما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل التالي‪:‬‬
‫هل الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي ؟‬
‫‪ -)2‬فرضية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬انطالقا من التساؤل المطروح سابقا تأتي هذه اإلجابة المبدئية كحل مؤقت‬
‫وضعناه كما يلي‪:‬‬
‫الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي‪.‬‬
‫‪ -)3‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬إن لكل موضوع بحثي أسباب ودواعي اختياره‪ ،‬واختياري لهذا الموضوع‬
‫المعنون بــــ " الضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية " هو أن اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية يعد واحدا من أهم اضطرابات الشخصية المتداخلة األبعاد‬
‫والمعقدة في تكويناتها المعرفية‪.‬‬
‫‪ -‬التعمق أكثر في اضطراب الشخصية النرجسية من خالل التعرف على‬
‫تكويناتها ‪.‬‬
‫‪ -‬كوننا في السنة الثانية ماستر علم النفس العيادي تخصص اضطرابات‬
‫الشخصية فنحن مطالبين بإعداد مذكرة تخرج‪ ،‬وقد كانت وجهتي على فئة المصابين‬
‫باضطراب الشخصية النرجسية من خالل التعرف على ما إذا كانت هذه الفئة لديها‬
‫ضغط نفسي‪ ،‬لذلك ارتأيت أن يكون هذا الموضوع كمذكرة لنيل شهادة الماستر‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى إثراء البحوث العلمية في هذا الميدان "علم النفس العيادي‬
‫تخصص اضطرابات الشخصية" الفتقار مكتبتنا الجامعية لمثل هاته االضطرابات‬
‫والمواضيع‪.‬‬
‫‪ -‬قلة البحوث والدراسات السابقة التي تطرقت لدراسة الشخصية النرجسية‬
‫والضغط النفسي وكتغطية لجانب تم إهماله من طرف الدراسات األخرى‪.‬‬
‫‪ -)4‬أهداف البحث وأهمية‪:‬‬
‫‪ -)1-4‬الهدف من البحث‪ :‬هناك الهدف العلمي والهدف العملي‪.‬‬
‫* الهدف العلمي‪ :‬من بين األهداف العلمية األساسية لهذا الموضوع البحثي‬
‫نجد‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على ما إذا كانت الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن معاناة واآلالم اليومية التي يعيشها المصاب باضطراب الشخصية‬
‫النرجسية وإذا ما كان بإمكانه المواجهة والتغلب على تلك الضغوطات والمؤثرات‬
‫العالئقية واالجتماعية والنفسية التي يعيشها‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء الضوء على ظاهرة الضغط النفسي وكذا على الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫* الهدف العملي‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة تقديم التوجيهات واإلرشادات للشخصية النرجسية وذلك بعد التعرف على‬
‫هذه الظاهرة ومحاولة تغيير نمط حياة هذه الفئة‪.‬‬
‫‪ -‬الخروج بخالصات تتضمن أن الشخصية المصابة تتبلور في عدم تحقيق التوازن‬
‫المطلوب بين ذاته والظروف الخارجية‪.‬‬
‫‪ -)2-4‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث في‪:‬‬
‫‪ -‬أن موضوع الضغط النفسي من المواضيع المهمة التي أثارت اهتمام العديد من‬
‫الباحثين‪ ،‬باإلضافة إلى موضوع اضطراب الشخصية النرجسية ‪.‬‬
‫‪ -‬من المتوقع أن تسهم نتائج الدراسة في تقديم فهم نظري لطبيعة الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن اإلستفاذة من نتائج الدراسة في التخطيط ووضع البرامج لعمليات اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي لألفراد الذين ال يبدون إدراكا إيجابيا لضغوط الحياة والذين‬
‫يواجهونها من خالل استراتيجيات سلبية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر هذه الدراسة إضافة للتراث النظري الذي قد يثير الكثير من التساؤالت لدى‬
‫الباحثين لمواصلة البحث في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -)5‬منهجية البحث‪:‬‬
‫إن المنهج المعتمد في هذه الدراسة هو المنهج العيادي الوصفي إذ أنه الطريقة‬
‫التي غالبا ما يتجه إليها المختص اإلكلينيكي في عمله البحثي‪ ،‬معتمدا على دراسة‬
‫واالختبارات النفسية‪.‬‬ ‫الحالة‪ ،‬المقابالت العيادية‪ ،‬المالحظة اإلكلينيكية‪،‬‬
‫‪ -)6‬التعاريف اإلجرائية لمفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫‪ -)1-6‬الضغط النفسي‪ :‬الضغط النفسي هو كل تغير داخلي أو خارجي يحدث‬
‫اضطرابا جسميا أو نفسيا في جسد الفرد أو عقله‪.‬‬
‫‪ -)2-6‬الشخصية النرجسية‪ :‬النرجسية تعني حب الذات وهي توجد لدى جميع‬
‫األفراد ولكن بدرجات متباينة ومتفاوتة‪ ،‬وعندما يكون الشخص يتميز بالغرور‬
‫والتعالي‪ ،‬والشعور باألهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب اآلخرين فهنا يكون‬
‫لديه اضطراب في الشخصية‪ ،‬والذي يعرف باضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)7‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫أجريت الدراسة الميدانية مع الحالة خالل الفترة الممتدة من تاريخ ‪ 04‬جانفي‬
‫‪ 2014‬إلى غاية ‪ 17‬أفريل ‪ ،2014‬حيث دامت حوالي (‪ )03‬أشهر‪.‬‬
‫ومكان إجراء هذه الدراسة هو الجامعة المركزية للدكتور "الطاهر موالي"‬
‫والمؤسسة اإلستشفائية "حمدان بخثة" بوالية سعيدة‪.‬‬
‫‪ -)8‬صعوبات البحث‪:‬‬
‫أثناء القيام بأي عمل بحثي قد يواجه الباحث مجموعة من الصعوبات طيلة‬
‫فترة الدراسة والتي قد تفسر على أنها نظرية وأخرى تطبيقية‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬قلة المراجع التي تناولت اضطرابات الشخصية وبالخصوص اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات السابقة التي تطرقت لدراسة موضوع "الضغط النفسي لدى‬
‫الشخصية النرجسية"‪.‬‬
‫‪ -‬الرفض من قبل الحاالت وعدم موافقتهم على إجراء المقابالت والعمل معنا نظرا‬
‫لعدم تقبل الغاية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الضغط النفسي‪.‬‬

‫‪ -)1‬مفهوم مصطلح الضغط‪.‬‬


‫‪ -)2‬مفهوم الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪ -)3‬أنواع الضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪ -)4‬النظريات المفسرة للضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪ -)5‬مؤشرات الضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪ -)6‬أعراض الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪ -)7‬طرق قياس الضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪ -)8‬الضغط النفسي والشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)9‬عالج الضغط النفسي‪.‬‬

‫ال تخلو الحياة التي يعيشها اإلنسان من الضغوطات والمثيرات التي تحدث في‬
‫البيئة الداخلية والخارجية‪ ،‬والتي قد تكون سبب في ظهور المشكالت النفسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬إذ أنها تعد من الظواهر الشائعة في حياتنا اليومية التي تنتشر في جميع‬
‫مجاالت الحياة‪ ،‬والتي تؤدي إذا استمرت لفترة طويلة إلى إعاقة الفرد عن تكيفه‬
‫واختالل سلوكه وسوء توافقه النفسي واالجتماعي‪ ،‬فهي حالة من التوتر النفسي‬
‫الشديد‪ ،‬ت حدث بسبب عوامل خارجية تضغط على الشخص‪ ،‬وتخلق عنده حالة من‬
‫اختالل التوازن واضطراب في الشخصية‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه بـ "الضغوط النفسية"‬
‫في علم النفس‪.‬‬
‫و في هذا الفصل سوف نتطرق إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -)1‬مفهوم مصطلح الضغط‪:‬‬


‫ال يمكن دراسة وفهم ظاهرة ما دون تحديد مفهومها أو تعريفها‪ ،‬فحسب ما‬
‫(عز الدين غطاس‪ ،‬علية محجوجة‪ )14 :2012 ،‬أن التعريف‬ ‫جاء في‬
‫الدقيق للظاهرة والمفاهيم األخرى المرتبطة بها يسهل من عملية فهمها ويساعد على‬
‫قياسها والتعامل معها بفاعلية وإيجابية‪ ،‬ونظرا لشيوع مصطلح الضغط من حيث أنه‬
‫يستخدم على نطاق واسع في مجاالت مختلفة كالطب والفيزياء وعلم النفس والصحة‬
‫النفسية وغيرها من المجاالت‪ ،‬فقد تعددت اآلراء حول تعريفه‪ ،‬ومن ثم ال يوجد‬
‫تعريف جامع متفق عليه في تعريف الضغط‪.‬‬
‫ويشير (المعجم الوجيز‪ 381 :1999 ،‬بالتصريف) إلى أن األصل اللغوي‬
‫لكلمة الضغط هي "ضغطة‪ ،‬ضغطا " والكالم بالغ في إيجازه وعليه شدد وضيق‪،‬‬
‫والضغط في الطب هو ضغط الدم الذي يحدثه تيار الدم على جدران األوعية الدموية‪،‬‬
‫وفي الهندسة هو القوة الواقعة على وحدة المساحات في االتجاه العمودي عليها‪ ،‬وفي‬
‫طبيعة الضغط الذي يرتكز على نقطة معينة بفعل الثقل الذي يحدثه عمود الهواء على‬
‫هذه النقطة ويؤثر عليها في جميع االتجاهات‪.‬‬
‫في حين يرجع " سميث ‪ )1993( " Smith‬المعنى االشتقاقي للمصطلح إلى‬
‫األصل الالتيني‪ ،‬فكلمة الضغط "‪ "Stress‬مشتقة من الكلمة الالتينية "‪"Stictus‬‬
‫وهي تعني الصرامة‪ ،‬وهي تدل ضمنيا حسب (عز الدين غطاس‪ ،‬علية محجوجة‪،‬‬
‫‪ )15 :2012‬على الشعور بالتوتر وإثارة الضيق ‪،‬والذي يرجع في أصله إلى الفعل‬
‫"‪ " Stringere‬والذي يعني يشد‪ ،‬ومعنى هذا أن الضغط يشير إلى مشاعر الضيق‬
‫الداخلية التي يتعرض لها الكثيرون في ظروف ما‪ ،‬ولقد اشتق الضغط من الكلمة‬
‫الفرنسية "‪ "Estress‬وهي تعني الضيق أو القمع واالضطهاد‪ ،‬والتي يبدو أنها تدل‬
‫ضمنيا على الحبس والقيد والظلم والحد من الحرية‪.‬‬
‫نستنتج من خالل ما سبق أن هذا االختالف بين العلماء في تعريف الضغط‬
‫أدى إلى جعل بعضهم يستخدم هذه الكلمة أحيانا ليشير بها إلى القوة التي تقع على‬
‫الفرد وتسبب له الشعور بعدم االرتياح والضيق‪ ،‬ويعني ذلك أن الضغط يحدث عندما‬
‫تكون مطالب الموقف أو الحدث الضاغط تتجاوز مهارات المواجهة لدى الفرد‪،‬‬
‫والمطالب هي عبارة عن مواقف وأحداث تتطلب االنتباه واإلدراك من الفرد‪،‬‬
‫والحدث يكون ضاغطا عندما يعتقد الفرد أن قدرته على المواجهة غير كافية وغير‬
‫مالئمة‪.‬‬
‫‪ -)2‬مفهوم الضغط النفسي‪:‬‬
‫يعد مفهوم الضغط كمصطلح أساسي في العديد من العلوم والتخصصات‬
‫كالطب وعلم النفس وعلم االجتماع والفيزياء وغيرها من العلوم األخرى‪ ،‬وإن كلمة‬
‫الضغط النفسي هي من الكلمات الشائعة والمتداولة بين األفراد‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق تعددت وتباينت تعريفات الضغط النفسي وفقا لالنتماءات‬
‫الفكرية ألصحاب هذه التعريفات‪ ،‬فحسب (سمية طه جميل‪ )39 :1998 ،‬أن من بين‬
‫األوائل الذين ساهموا في األبحاث عن الضغط هو العالم الفيزيولوجي "هانز سيلي‬
‫‪ "Hans. Selly‬سنة (‪ ،)1939‬حيث كانت مناقشته في البداية لمفهوم الضغط من‬
‫منظور تجريبي طبي‪ ،‬انصب اهتمامه على ردود الفعل الجسمية للضغوط الخارجية‪.‬‬
‫والتطرق إلى مفهوم الضغط النفسي يجعلنا نعرض مجموعة من التعاريف‪،‬‬
‫ونذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -)1-2‬يعرف "هانز سيلي ‪ )1979( "Hans. Selly‬الضغط‪" :‬على أنه استجابة‬
‫غير نوعية يقوم بها الجسم ألي مطلب أو حدث خارجي لحدوث تكيف مع متطلبات‬
‫البيئة عن طريق استخدام أساليب جديدة لجهاز المناعة " وذلك حسب ما جاء في‬
‫(سمية طه جميل‪.)40 :1998 ،‬‬
‫‪ -)2-2‬كما يعرفه ( الزاروس ‪ )167 :1969 ،Lazarus‬بأنه ‪" :‬حالة تنتج عن عدم‬
‫حدوث توازن بين المطالب البيئة الخارجية والداخلية والمواد التكيفية للفرد"‪.‬‬
‫‪ -)3-2‬ونظيف في نفس السياق تعريف )‪ (David, 1993 : 3‬للضغط على أنه‪" :‬‬
‫حالة نفسية تنشأ من إدراك الفرد لعدم قدرته على إحداث توازن بين المتطلبات‬
‫واإلمكانيات "‪.‬‬
‫‪ -)4-2‬أما )‪ (Rita,2001 :3‬تعرفه بأنه‪ ":‬كمية االنفعاالت السلبية والصعوبات‬
‫المعرفية التي تتولد لدى الفرد عندما يدرك المواقف الحياتية كعوامل مهددة أو‬
‫متغيرة‪.‬‬
‫‪ -)5-2‬تعريف (هارون توفيق الرشيدي‪ " :)16 :1999 ،‬الضغط النفسي هو حالة‬
‫تحدث من خالل صيغة التفاعل بين المتغيرات البيئية والمتغيرات الذاتية"‪.‬‬
‫‪ -)6-2‬ويشير (كوليمان وموريس وجالروس‪،Coleman, Morris et Gloras‬‬
‫‪ )31 :1987‬إلى أن الضغوط النفسية هي أي مطلب توافقي يتضمن قدرا من التوتر‬
‫أو التهديد وهذه المطالب تتغير أو تتعدل‪.‬‬
‫‪ -)7-2‬في حين يعرف "علي إسماعيل علي"‪ :‬الضغط النفسي على أنه‪" :‬استجابة‬
‫داخلية لما يدركه الفرد من مؤثرات داخلية أو خارجية تسبب تغيرا في توازنه‬
‫الحالي‪ ،‬فحسب (عز الدين غطاس‪ ،‬علية محجوجة‪ )16 :2012 ،‬هناك نوعان من‬
‫الضغوط هما‪:‬‬
‫‪ -)1-7-2‬الضغط االيجابي‪ :‬ويتمثل في مستوى االستجابة الداخلية التي تحرك أداء‬
‫الفرد السليم لوظائفه‪ ،‬ويوجد في جميع أشكال النشاط البيولوجي‪ ،‬وهو مفيد في زيادة‬
‫نشاط الفرد في أسلوب الحياة والمحافظة على حياته وزيادة سعادته‪.‬‬
‫‪ -)2-7-2‬الضغط السلبي‪ :‬ويتمثل في مستوى االستجابة الداخلية التي تجعل الفرد أقل‬
‫قدرة على أداء وظائفه‪.‬‬
‫‪ -)8-2‬يرى )‪ (Shirley,1994 :1‬أن حالة الضغط النفسي تظهر في الحاالت التالية‬
‫عندما‪:‬‬
‫‪ -)1-8-2‬يتعرض الفرد ألحداث بيئية سالبة (مثل‪ :‬االنفصال‪ ،‬الفقدان‪ ،‬الخسارة‪،‬‬
‫اضطرابات العالقة مع اآلخرين)‪.‬‬
‫‪ -)2-8-2‬يعتقد الفرد بنقص قدرته على التحكم‪.‬‬
‫‪ -)3-8-2‬يشعر الفرد بعدم قدرة إمكانياته على تلبية حاجاته‪.‬‬
‫‪ -)9-2‬بينما يشير )‪ :(Joe et al,1999 :1008‬إلى أن االستثارة االنفعالية للضغوط‬
‫تظهر لدى الفرد عندما يشعر بعجز قدراته الشخصية (مثل السلوك التوكيدي‬
‫والصالبة) عن إشباع حاجاته االجتماعية التي تحدد مكانته بين اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -)10-2‬أما "وولتر جملش ‪ "Gamelch‬يرى بأن الضغط النفسي هو عبارة عن‪" :‬‬
‫التوقع الذي يوجد لدى الفرد حيال عدم القدرة على االستجابة المناسبة لما قد يتعرض‬
‫له من أمور أو عوارض قد تكون نتائج استجاباتنا لها غير موفقة وغير مناسبة "‪.‬‬
‫وهذا حسب ما جاء في (عبد الرحمن بن سليمان الطريري‪.)10 :1994 ،‬‬
‫انطالقا من هاته التعاريف نستنتج أنه بالرغم من االختالف والتباين في إدراج‬
‫تعريف واحد للضغط النفسي‪ ،‬وذلك كون أن البعض ركز على المثيرات أو الظروف‬
‫الخارجية في تعريفهم للضغوط النفسية‪ ،‬في حين ركز البعض اآلخر على‬
‫االستجابات الفيزيولوجية والنفسية‪ ،‬لكن هذا ال ينفي أن هاته التعاريف السابقة تشترك‬
‫في ثالث عناصر رئيسية في فهم وتحليل حالة الضغوط النفسية لدى الفرد وهي‪:‬‬
‫* مواقف البيئة الخارجية ومتطلباتها‪.‬‬
‫* إدراك الفرد وتفسيره (التقييم المعرفي على أساس اإلدراك والتوقع)‪.‬‬
‫* استجابة الفرد على تلك المواقف‪.‬‬

‫‪ -)3‬أنواع الضغوط النفسية‪:‬‬


‫إن الضغوط النفسية تتعدد تبعا لتعدد مدارس علم النفس‪ ،‬فحسب ( أحمد بن‬
‫عبد هللا محمد العيافي‪ )30 :2011،‬أن هناك عدة أنواع للضغوط النفسية منها‪:‬‬
‫‪ -)1-3‬ضغوط غير حادة‪ :‬وينتج عنها استجابات طفيفة مع مجموعة عالمات الضغط‬
‫وأعراضه التي من السهولة مالحظتها‪.‬‬
‫‪ -)2-3‬ضغوط حادة‪ :‬وينتج عنها استجابات شديدة القوة لدرجة أنها تتجاوز قدرة‬
‫الفرد على المواجهة‪.‬‬
‫‪ -)3-3‬ضغوط متأخرة‪ :‬وهي ال تظهر دائما أثناء وقوع الحدث‪.‬‬
‫‪ -)4-3‬ضغوط بعد الصدمة‪ :‬وهي ناتجة عن حوادث عنيفة‪ ،‬وتترك آثارها على الفرد‬
‫بشكل طويل المدى‪.‬‬
‫بينما أشار "هانز سيلي ‪ "Hans Selye‬حسب ما جاء به (أحمد عبد هللا محمد‬
‫العيافي‪ )36 :2011،‬إلى نوعين من الضغط النفسي هما‪:‬‬
‫‪ -)1-3‬الضغط النفسي السيئ‪ :‬وهذا يزيد من حجم المتطلبات على الفرد ويسمى‬
‫كذلك "‪ "Distress‬مثل فقدان العمل‪ ،‬أو فقدان عزيز‪.‬‬
‫‪ -)2-3‬الضغط النفسي الجيد‪ :‬وهذا يؤدي إلى إعادة التكيف مع البيئة المحيطة كسفر‬
‫في العمل أو بعثة دراسية‪.‬‬
‫وهناك تصنيف آخر للضغوط كما يلي‪:‬‬

‫‪ -)1-3‬الضغوط المؤقتة والضغوط المزمنة‪:‬‬


‫‪ -)1-1-3‬الضغوط المؤقتة‪ :‬هي التي تحيط بالفرد لمدة وجيزة‪ ،‬مثل الضغوط الناشئة‬
‫عن االمتحانات‪ ،‬أو مواجهة موقف صعب مفاجئ‪ ،‬إلى غير ذلك من الظروف‬
‫المؤقتة التي ال يدوم أثرها لفترة طويلة‪ ،‬ومثل هذه الضغوط تكون سرية في معظمها‪،‬‬
‫إال إذا كان الموقف الضاغط أشد صعوبة من مقدرة الفرد على التحمل مثلما يحدث‬
‫مع المواقف الشديدة الضاغطة التي تؤدي إلى الصدمة العصبية‪.‬‬
‫‪ -)2-1-3‬الضغوط المزمنة‪ :‬تتمثل في الضغوط التي تحيط بالفرد لفترة طويلة نسبيا‪،‬‬
‫مثل تعرض الفرد آلالم مزمنة‪ ،‬أو وجود الفرد في أجواء اجتماعية واقتصادية غير‬
‫مالئمة بشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ -)2-3‬الضغوط االيجابية والضغوط السلبية‪:‬‬
‫‪ -)1-2-3‬الضغوط اإليجابية‪ :‬هي تلك الضغوط التي تحدث توترا يؤدي إلى الشعور‬
‫بالسعادة والرضا‪ ،‬أي االتزان النفسي كأن يدعوك رئيسك في العمل لتستلم مكافأة‬
‫نتيجة نجاحك في عمل ما‪.‬‬
‫‪ -)2-2-3‬الضغوط السلبية‪ :‬فهي األحداث التي تؤدي بدورها إلى الشعور بالتعاسة‬
‫واإلحباط وعدم السرور أي عدم االتزان النفسي‪ ،‬كأن تفقد مفاتيح منزلك فتتأخر عن‬
‫موعد هام‪ ،‬وفي كال الموقفين يشعر الفرد بالتوتر‪ ،‬ولكن مع اختالف تأثير الموقف‬
‫على الفرد‪.‬‬
‫ومن خالل عرض األنواع المتعددة للضغوط النفسية‪ ،‬نستنتج أن أحداث الحياة‬
‫الضاغطة التي يواجهها الفرد عبر مراحل نموه المختلفة تتنوع وتتشكل‪ ،‬وقد تسبب‬
‫له بعض االضطرابات النفسية والجسمية في حالة ما إذا لم تكن لديه القدرة على‬
‫التحمل والمواجهة بشكل فعال‪.‬‬
‫‪ -)4‬النظريات المفسرة للضغوط النفسية‪:‬‬
‫يعتبر الضغط النفسي من المسائل التي أصبحت تؤرق المجتمع من كبار‬
‫وصغار وخصوصا لما يسببه من أثار على صحة الفرد والجماعة‪ ،‬لذا حظي‬
‫بالدراسة والتحليل منذ أربعة عقود‪ ،‬وتزداد أهمية دراسته مع كل تحول تكنولوجي‬
‫وعلمي وبيئي‪ ،‬وقد عولج هذا المفهوم من عدة مناحي‪ :‬بيولوجي‪ ،‬عقلي ونفسي‪،‬‬
‫وسلوكي‪ ،‬واجتماعي‪ ،‬ومنها تعددت التفسيرات العلمية التي تناولته‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الضغوط النفسية تعد من الظواهر اإلنسانية المعقدة‪ ،‬التي تفسر‬
‫على أسس بدنية‪ ،‬بيولوجية‪ ،‬عقلية‪ ،‬معرفية‪ ،‬سيكولوجية وأخرى اجتماعية‪ ،‬وقدمت‬
‫في مجالها كثيرا من القواعد والمبادئ النظرية التي كشفت عن بعض من طبيعتها‬
‫وديناميكيتها والنتائج التي تنتج عن آثارها وذلك حسب (يمينة خرفي ‪ ،‬الزهرة‬
‫فطيمي‪ ،)27 :2012 ،‬وفيما يلي سوف نتطرق إلى النظريات التي فسرت هذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -)1-4‬النظريات الفيزيولوجية‪ :‬ومن بين رواد هذه النظرية نجد "هانز سيلي"‬
‫و"كانون" حيث تطرقنا إلى نظرية الضغوط من خالل اهتمامهم باستجابة الجسم‬
‫الفيزيولوجي للضغط‪.‬‬
‫‪ -)1-1-4‬نظرية "هانز سيلي ‪ :"1956‬يعتبر "هانز سيلي" من أشهر الباحثين الذين‬
‫ارتبطت أسماؤهم بموضوع الضغوط‪ ،‬وتنطلق نظريته من مسلمة ترى ‪ :‬أن الضغط‬
‫متغير غير مستقل‪ ،‬وهو استجابة لعمل ضاغط يميز الشخص ويضعه على أساس‬
‫استجابته للبيئة الضاغطة‪ ،‬وأن هناك استجابة أو أنماط معينة من االستجابات‪ ،‬يمكن‬
‫االستدالل منها على أن الشخص يقع تحث تأثير بيئي مزعج‪ ،‬ويعتبر "هانز سيلي" ‪:‬‬
‫أن أغراض االستجابة الفيزيولوجية للضغط عالمية وهدفها المحافظة على الكيان‬
‫والحياة وقد حدد ثالث مراحل للدفاع ضد الضغط‪.‬‬
‫وتتمثل هذه المراحل في أعراض التكيف العامة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة الفزع‪ :‬وفيه يظهر الجسم تغيرات واستجابات تتميز بها درجة التعرض‬
‫المبدئي للضغط‪ ،‬ونتيجة لهذه التغيرات تقل مقاومة الجسم‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة المقاومة‪ :‬وفيها يحاول الفرد مقاومة مصدر التهديد بكل ما يملك من طاقة‬
‫نفسية وجسمية ليقود الجسم إلى حالة االتزان‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة اإلجهاد‪ :‬وفيها تستنزف طاقة الفرد ويصبح عرضة لإلصابة باألمراض‪.‬‬

‫فحسب ( يمينة خرفي‪ ،‬الزهرة فطيمي‪ )28 :2012 ،‬أن " هانز سيلي" قد‬
‫قدم رسما توضيحيا لنظريته‪ ،‬والشكل التالي يوضح حدوث الضغوط النفسية طبقا‬
‫لنظرية "هانز سيلي"‪:‬‬

‫العوامل‬ ‫الضاغط‬
‫الوسيطة‬

‫عدم التكيف‬ ‫الضغوط‬ ‫التكيف‬

‫استجابات عدم‬ ‫استجابات التكيف‬


‫التكيف‬

‫شكل رقم (‪ :)01‬توضيح عام لنظرية " هانز سيلي ‪" Selye.H‬‬
‫‪ -‬تعليق على المخطط‪:‬‬
‫نستنتج من خالل هذا الرسم التوضيحي لنظرية "هانز سيلي" أنه باإلمكان‬
‫مالحظة ورصد ما يحدث لإلنسان من تغيرات وتطور الضغوط البيوكميائية أثناء‬
‫تعرض الفرد لمواقف مثيرة للضغط‪ ،‬وبالتالي على كيفية ونمو وتطور الضغط‬
‫النفسي‪ ،‬مما يسهل علينا عملية فهمه‪ ،‬وتفسيره ونذكر هنا أن االتجاه الفيزيولوجي‬
‫ينطلق من رد الفعل الفيزيولوجي الذي تترتب عليه تغيرات بيولوجية‪.‬‬
‫‪ -)2-1-4‬نظرية "والتر كانون ‪ :"1920‬يعتبر "كانون" من أوائل الباحثين الذين‬
‫استخدموا عبارة الضغط‪ ،‬وعرفه برد الفعل في حالة الطوارئ‪ ،‬وقد بينت دراسته‬
‫بأن مصادر الضغط االنفعالية كاأللم والخوف والغضب تسبب تغيرا في الوظائف‬
‫الفيزيولوجية للكائن الحي‪ ،‬ويرجع إلى التغيرات في إفرازات عدد من الهرمونات‪،‬‬
‫وقد كشفت أبحاثه أيضا وجود آلية في جسم اإلنسان تساهم في احتفاظه بحالة من‬
‫االتزان الحيوي‪ ،‬والرجوع لمواجهة المواقف الضاغطة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل ما سبق أن النظرية الفيزيولوجية ترتكز على الدوافع‬
‫الفيزيولوجية لتغير اآلليات المستعملة في حالة الضغط والتكيف معه‪ ،‬وتعد تفسيرا‬
‫آليا لضغط ينجم عن مؤثر ما يولد بدوره استجابة فيزيولوجية‪ ،‬وبهذا تكون هذه‬
‫النظرية قد أغفلت جانب مهم وهو الجانب النفسي للضغط‪ ،‬حيث اعتبرت أن مصدر‬
‫هذا األخير عامل خارجي‪ ،‬والمعروف أن االستجابة للضغط عملية معقدة تدخل فيها‬
‫عوامل نفسية قد تكون مؤثرات معينة له‪ ،‬وعليه فإنه بالرغم من أهمية هاته النظرية‬
‫إال أنها ال تزال عرضة لنقد الكثير من الباحثين‪.‬‬
‫‪ -)2-4‬النظريات النفسية‪:‬‬
‫‪ -)1-2-4‬نظرية "سبيلبرجر ‪ :"1990‬تعتبر نظرية "سبيلبرجر" في القلق‪ ،‬مقدمة‬
‫ضرورية لفهم الضغوط عنده‪ ،‬فقد أقام هذه النظرية على أساس التمييز بين القلق‬
‫كسمة والقلق كحالة‪ ،‬والقلق كحالة هو قلق موضوعي أو موقفي يعتمد على الظروف‬
‫الضاغطة‪ ،‬وعلى هذا األساس يربط "سبيلبرجر" بين الضغط وقلق الحالة‪ ،‬وهو‬
‫يعتبر الضغط الناتج ضاغطا مسببا لقلق الحالة‪.‬‬
‫ويهتم "سبيلبرجر" في اإلطار المرجعي لنظريته‪ ،‬بتحديد طبيعة الظروف‬
‫البيئية المحيطة والتي تكون ضاغطة وتميز بين حاالت القلق الناتجة عنها‪ ،‬ويحدد‬
‫العالقة بينها وبين ميكانيزمات الدفاع التي تجنب تلك النواحي الضاغطة أو يستدعي‬
‫سلوك التجنب الذي يسمح له بالهروب من الموقف الضاغط‪.‬‬
‫ومن خالل هاته النظرية نالحظ أن للسمات عامل مؤثر في إحداث الضغوط‬
‫لسمة القلق‪ ،‬والتي هي ناتج من نواتج الضغوط‪ ،‬وبالتالي تؤدي إلى إنشاء حالة‬
‫االنضغاط التي يعانيها الفرد‪ ،‬فحسب (بوزقاق سميرة‪ )58 :2006 ،‬أن األفراد‬
‫يختلفون في تعاملهم مع الضغوط نتيجة اختالف سماتهم وخصائصهم‪.‬‬
‫‪ -)2-2-4‬نظرية "هنري موراي"‪ :‬يعتبر "هنري موراي" أن مفهوم الحاجة‬
‫ومفهوم الضغط هما مفهومان أساسيان ومتكافئان في تفسير السلوك اإلنساني‪،‬‬
‫والحاجة في حوار‬ ‫والفصل بينهما يعد تحريفا خطرا كما يلتقي كل من الضغط‬
‫دينامي على اعتبار أن مفهوم الحاجة يمثل المحددات الجوهرية للسلوك ومفهوم‬
‫الضغط بأنه خاصية لموضوع بيئي أو تعوق جهود الفرد للوصول إلى هدف معين‪،‬‬
‫وحسب ذكر (يمينة خرفي‪ ،‬الزهرة فطيمي‪ )30 :2012 ،‬أن "موراي" يميز بين‬
‫نوعين من الضغوط‪:‬‬
‫‪ -‬ضغط بيتا‪ :‬وهي دالالت الموضوعات البيئية كما يدركها األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬ضغط ألفا‪ :‬وهي خصائص الموضوعات البيئية كما توجد في الواقع أو كما‬
‫يظهرها البحث الموضوعي‪.‬‬
‫األول‪ ،‬ويؤكد على أن‬
‫ويوضح " موراي" أن سلوك الفرد مرتبط بالنوع َ‬
‫الفرد بخبرته يصل إلى ربط موضوعات معينة بحاجة بعينها‪ ،‬ويطلق على هذا‬
‫المفهوم تكامل الحاجة‪ ،‬أما عندما يحدث التفاعل بين الموقف الحافز والضغط‬
‫والحاجة الناشطة‪ ،‬فهذا ما يعبر عنه بمفهوم ألفا‪.‬‬
‫كما يرى "موراي"‪ :‬الحاجة من محددات السلوك والضغوط هي القوى التي‬
‫تعترض هذا السلوك لبلوغ أهدافه‪ ،‬وتتم عملية الربط بينهما من خالل ما يحدث بين‬
‫كليهما من تفاعل دينامي ويعبر عنه "موراي" بمفهوم التفهم أو الفكرة‪.‬‬
‫من خالل هاته النظرية نستنتج أن "موراي" استمد تفسيره من نظرية التحليل‬
‫النفسي‪ ،‬لكنه أحل محل "الغرائز" التي قال عنها "فرويد" "الحاجات"‪ ،‬وأكد أن فهم‬
‫السلوك ينبغي أن يتضمن تحليال للظروف البيئية التي أطلق عليها الضغوط‪،‬‬
‫والضغط هو خاصية البيئة التي تساعد الفرد على الوصول إلى غرض معين أو‬
‫تمنعه عنه‪.‬‬
‫‪ -)3-4‬النظريات المعرفية‪:‬‬
‫‪ -)1-3-4‬نظرية ريتشارد الزاروس‪ :‬إن اهتمام "ريتشارد الزاروس" انصب على‬
‫التقييم الذهني ورد الفعل من جانب الفرد للمواقف الضاغطة‪ ،‬واتفق مع "والتر‬
‫كانون" على أن الضغط يحدث نتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة‪ ،‬فحسب‬
‫(يمينة خرفي‪ ،‬الزهرة فطيمي‪ )32 :2012 ،‬أنه أكد بصورة خاصة على التقييم‬
‫الذهني من جانب الفرد ومن ثم الحكم على الموقف المواجه وتصنيفه‪.‬‬
‫ويعرف " الزاروس" التقدير المعرفي (التقييم الذهني)‪ :‬بأنه " مفهوم أساسي‬
‫يعتمد على طبيعة الفرد‪ ،‬حيث أن تقدير كم التهديد ليس مجرد إدراك مبسط للعناصر‬
‫المكونة للموقف ولكنه رابطة بين البيئة المحيطة بالفرد وخبراته الشخصية مع‬
‫الضغوط‪ ،‬ويعتمد تقييم الفرد للموقف على عدة عوامل منها‪ :‬العوامل الشخصية‪،‬‬
‫العوامل الخارجية الخاصة بالبيئة االجتماعية والعوامل المتصلة بالموقف نفسه‪،‬‬
‫فحسب ( فاروق السيد عثمان‪ 101 :2001 ،‬بالتصريف) أن نظرية "الزاروس"‬
‫تعرف الضغوط بأنها ‪ :‬تنشأ عندما يوجد تناقض بين متطلبات الشخصية للفرد‬
‫ويؤدي ذلك إلى تقييم التهديد وإدراكه في مرحلتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬وهي ذلك اإلدراك الذي يستخلص منه اإلنسان أن بعض األحداث‬
‫هي في حد ذاتها شيء يسبب له الضغوط‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬وهي عبارة عن الخطوات التي يتبعها الفرد في مواجهة‬
‫المشكالت التي تظهر في الموقف والتغلب عليها‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس نستنتج أن اهتمام "ريتشارد الزاروس" انصب على التقييم‬
‫الذهني ورد الفعل من جانب الفرد للمواقف الضاغطة‪ ، ،‬إذ أكد بصورة خاصة على‬
‫التقدير المعرفي من جانب الفرد ومن ثم الحكم على الموقف المواجه وتصنيفه‪ ،‬كما‬
‫أنه اتفق مع "والتر كانون" على أن الضغط يحدث نتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة‬
‫المحيطة‪.‬‬
‫‪ -)5‬مؤشرات الضغوط النفسية‪:‬‬
‫يرى بعض علماء النفس أن للضغوط النفسية بعض المؤشرات وذلك حسب‬
‫(السيد محمود الطواب‪ )108: 2008 ،‬والتي يمكن إيجازها‬ ‫ما جاء في‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -)1-5‬المؤشرات الجسمية‪ :‬وهي عبارة عن الشعور بالتعب واإلجهاد وتشنج‬
‫العضالت والشعور باآلالم الجسمية‪ ،‬وارتفاع ضغط الدم مع زيادة تناول األدوية‬
‫والمهدئات‪.‬‬
‫‪ -)2-5‬المؤشرات العقلية‪ :‬وهي عبارة عن ضعف القدرة على التركيز‪ ،‬والنسيان‬
‫وصعوبات اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -)3-5‬المؤشرات النفسية العاطفية‪ :‬وهي عبارة عن الغضب واالكتئاب‪،‬‬
‫والالمباالة‪ ،‬النظرة السلبية للذات مع كثرة التبرير واإلنكار‪.‬‬
‫‪ -)4-5‬المؤشرات االجتماعية‪ :‬وهي عبارة عن العزلة االجتماعية‪ ،‬اضطراب‬
‫العالقات األسرية نتيجة االهتمام بالعمل على حساب الذات واألسرة‪.‬‬
‫ووفقا لما جاء في مؤشرات الضغوط النفسية فإننا نرى أن هذه المؤشرات‬
‫تعتبر كعالمات لتعرض الفرد لعدة ضغوطات جسمية منها وعقلية واجتماعية‪،‬‬
‫وكذلك نفسية‪ ،‬وهذا ما يشعر الفرد بالتشاؤم ورفضه للحياة‪ ،‬وبالتالي الشعور بسوء‬
‫التوافق مع نفسه ومع محيطه‪.‬‬
‫‪ -)6‬أعراض الضغط النفسي‪:‬‬
‫إن التعرض المفرط للضغط النفسي ينتج عنه انفعاالت هرمونية فحسب‬
‫(سمير شيخاني‪ )18 :2003 ،‬أن هاته االنفعاالت الهرمونية يمكن أن تحدث‬
‫مجموعة من األعراض نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -)1-6‬األعراض الجسمية‪:‬‬
‫‪ -‬التعرق الزائد‪.‬‬
‫‪ -‬التوتر العالي‪.‬‬
‫‪ -‬الصداع بأنواعه‪.‬‬
‫‪ -‬ألم في العضالت‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في النوم‪.‬‬
‫‪ -‬آالم الظهر‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة األدرينالين في الدم‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة نبضات القلب مع خطأ في النبضات‪.‬‬
‫‪ -)2-6‬األعراض االنفعالية‪:‬‬
‫‪ -‬سرعة االنفعال‪ ،‬تقلب المزاج‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة الغضب والعصبية‪.‬‬
‫‪ -‬العدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة التوترات الطبيعية والنفسية حيث تقل القدرة على االسترخاء‪.‬‬
‫‪ -‬نفاد الصبر‪.‬‬
‫‪ -)3-6‬األعراض المعرفية (الفكرية)‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف في التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات التفكير المنطقي‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة في التفكير‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار أحكام غير صائبة‪.‬‬
‫‪ -)4-6‬األعراض الخاصة بالعالقات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬تجاهل اآلخرين والتفاعل معهم بشكل آلي‪.‬‬
‫‪ -‬التهكم والسخرية من اآلخرين ونسيان المواعيد‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الثقة غير المبررة باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تبني سلوك واتجاه دفاعي في العالقات‪.‬‬
‫‪ -)5-6‬األعراض السلوكية‪:‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في األكل‪ ،‬تغيرات في الشهية‪ ،‬األكل قليال أو كثيرا‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة في تناول الكحول وسائر العقاقير‪ ،‬اإلفراط في التدخين‪.‬‬
‫‪ -‬التملل‪ ،‬القلق المتميز بحركات عصبية‪ ،‬قضم األظافر‪.‬‬
‫‪ -)7‬طرق قياس الضغوط النفسية‪:‬‬
‫ال شك أن غموض وتباين تعريفات الضغوط بين العلماء أدى إلى تنوع‬
‫(طه عبد العظيم حسين‪ ،‬سالمة عبد العظيم حسين‪،‬‬ ‫القياس لها‪ ،‬فحسب‬
‫وتوجد عدة طرق‬ ‫‪ )47 :2006‬أن الضغوط متغير معقد ومتعدد العوامل‪،‬‬
‫تستخدم في دراستها وقياسها منها المالحظة والمقابالت واالستبيانات‪ ،‬وتعد‬
‫االختبارات أكثر الطرق استخداما في دراسات الضغوط‪.‬‬
‫حيث تعددت محاولة قياس الضغط النفسي من خالل معرفة ما يعيشه الفرد‬
‫ومدى شدة الضغط عليه‪ ،‬والتي تظهر في صفات‬ ‫من حالة انضغاط‬
‫فيزيولوجية ونفسية وسلوكية‪ ،‬ويعتبر "ثاير ‪ "Thayer‬من األوائل الذين نبهوا إلى‬
‫إمكانية قياس تلك الحاالت (وذلك عن طريق الصفات المزاجية التي يظهرها الفرد‬
‫في تقريره الذاتي)‪.‬‬
‫كما توجد مقاييس نفسية أخرى تستعمل في قياس الضغط النفسي منها ما هو‬
‫شفوي أو كتابي عن طريق اإلجابة على بعض األسئلة‪ ،‬ثم تسحب اإلجابات لتستخرج‬
‫نسبة اإلجهاد أو كمية الضغوط الواقعة على الفرد‪ ،‬أو يقاس بواسطة أجهزة عملية‬
‫تقيس التوازن الحركي‪ -‬العقلي‪ ،‬أو قوة االنفعاالت وشدتها‪.‬‬
‫و عليه فإن وسائل و طرق قياس الضغط تختلف باختالف المجتمعات‬
‫والمجال الذي تعد له المقاييس‪ ،‬فهناك مقاييس تستهدف قياس الضغوط المهنية‬
‫ومقاييس أخرى أعدت لقياس الضغوط األكاديمية لدى الطالب ومقاييس أعدت لقياس‬
‫الضغوط األسرية ‪......‬الخ‪ ،‬وبالتالي يمكننا القول أن المقاييس التي استخدمت في‬
‫قياس الضغوط هي كثيرة ومتنوعة سواء كان على مستوى البيئة األجنبية أو العربية‪.‬‬
‫‪ -)8‬الضغط النفسي والشخصية النرجسية‪:‬‬
‫الشخص المصاب بداء النرجسية دائما يعتقد بأنه يقطن في برج عال ينظر‬
‫منه على باقي األشخاص وال يكترث بمشاعرهم بل يح ِقر من شأنهم‪ ،‬ونجد وراء هذا‬
‫الزعم بالثقة المفرطة بالذات التي يبدى عليها حسب )‪ (www.feedo.net‬شخصية‬
‫هشة ال تتوافر لها مقومات تقدير الذات وال تقبل أي نقذ يوجه إليها بل وتتأثر به إذا‬
‫سمعته تأثرا سلبيا يصيبها بالضغط النفسي‪.‬‬
‫فحسب (رياض العاسمي‪ )269 :2011 ،‬أن هناك دراسة لـ "والس وكاس‬
‫‪ "Wallace et Kass‬تشير إلى أن تعديل مفهوم الذات يؤدي إلى تخفيف الضغوط‬
‫النفسية‪ ،‬ويالحظ من هذه الدراسة أن هناك عالقة إرتباطية بين مفهوم الذات والضغط‬
‫النفسي‪ ،‬فعندما يكون الضغط النفسي مرتفعا فإن مفهوم الفرد عن ذاته يكون‬
‫مضطربا أو مشوها أو محرفا أو خياليا وغير واقعي‪ ،‬وكلما انخفض الضغط النفسي‬
‫نتج عنه تحسن في مفهوم الذات‪ ،‬وأن إدراك الفرد لذاته والوعي بها واكتشافها على‬
‫حقيقتها يؤدي به إلى مواجهة الظروف بحكمة واتزان انفعالي‪ ،‬وهذا ما تفتقده‬
‫الشخصية النرجسية‪ ،‬فالصورة التي يكونها النرجسي عن ذاته هي مختلة وغير‬
‫واقعية بحيث تكون لديه أفكار وتصورات خاطئة عن ذاته‪ ،‬ومفهوم النرجسية حسب‬
‫ما جاء في )‪ (www.rthmc.net‬فهو يعني تضخم مفهوم الذات عند الشخص‬
‫واإلفراط باالعتزاز بها فيعجب بنفسه وقدراته وصفاته وهذا ما يعرف بالعظمة أي‬
‫وصول مستوى الثقة بالنفس لدرجة الكمال والعياذ باهلل‪ ،‬كما يعرفها كامبل وآخرون‬
‫(‪ )2007‬حسب ما ذكر في (آمال عبد القادر جودة‪ ) 555 :2012 ،‬على أنها "سمة‬
‫من سمات الشخصية ترتبط بمفهوم ذات متضخم"‪.‬‬
‫‪ -)9‬عالج الضغط النفسي‪:‬‬
‫الشعور بالقلق واالنفعال والضغط النفسي والعصبية هو شعور طبيعي يحدث‬
‫لكل األشخاص بين وقت وآخر إال أنه في بعض الحاالت يصبح حالة خطيرة تؤدي‬
‫إلى ظهور العديد من األعراض‪ ،‬وهنا يشكل الضغط النفسي مشكلة أو مرضا قائما‪،‬‬
‫لذلك ال بد و أن يكون له العالجات واألدوية التي تمنعه أو تحد من وطأته على‬
‫اإلنسان‪ ،‬وأهم هذه العالجات حسب ما جاء في (سمير شيخاني‪65 :2008 ،‬‬
‫بالتصريف) نجد‪:‬‬
‫‪ -)1-9‬العالج باألدوية النفسية‪ :‬قد يحتاج المريض لدواء كيميائي مثل مضادات‬
‫القلق واالكتئاب ليخفف عليه أعراض القلق والتوتر وليساعده على النوم‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون ذلك تحث إشراف الطبيب حتى ال يقوم المريض من تلقاء نفسه بزيادة الجرعة‬
‫أو إضافة دواء آخر لزيادة المفعول‪ ،‬إذ أن هناك تشكيلة من العقاقير المهدئة أو‬
‫المسكنة تعمل على قمع الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬مخفضة بذلك القلق وسائر‬
‫األعراض المتعلقة بالضغط‪ ،‬فالبنزوديازيبين‪ ،‬من مثل الفاليوم‪ ،‬أو الليبريوم‪ ،‬أو‬
‫التيقان هي المهدئات الثانوية الموصوفة على نحو عام‪ ،‬وألن لهذه المنتجات القليل‬
‫من التأثيرات الجانبية‪ ،‬وهي نسبيا آمنة‪ ،‬إذا ما أخد منها جرعات مفرطة فقد حلت‬
‫محل البربيتورتات‪ ،‬وهي أحد مشتقات حامض البربيتوريك‪ ،‬وكانت توصف‬
‫كمسكنات أو منومات‪.‬‬
‫‪ -)2-9‬عالج نفسي سلوكي معرفي‪ :‬يمكن تخفيف الضغط النفسي والتوتر بالتدريب‬
‫وجلسات الـتأمل أو اليوجا‪ ،‬أما األفكار السلبية التي تنتج‬ ‫على التنويم الذاتي‬
‫عنها األعراض فيمكن السيطرة عليها أو إعادة تشكيلها لتعطي نتائج ايجابية وذلك‬
‫بأساليب سلوكية معرفية فعالة مع تدريب المريض على ممارستها بانتظام في‬
‫المنزل‪ ،‬وكذلك تدريب المريض على السيطرة على نوبات الغضب والتحكم في‬
‫سرعة االنفعال‪.‬‬
‫‪ -)3-9‬عالج نفسي تحليلي‪ :‬هذا األسلوب يساعد المعالج على كشف كل الصراعات‬
‫واإلحباطات الداخلية أو الرغبات والنزاعات المكبوتة التي ينتج عنها ضغوط نفسية‬
‫داخلية‪.‬‬
‫‪ -)4-9‬االسترخاء‪ :‬إن الطريقة الفعالة لتخفيض الضغط في الجسم هي عبر بعض‬
‫األنظمة التي تأتي تحت عنوان تقنيات االسترخاء‪ ،‬ففي حالة االسترخاء تنعكس جميع‬
‫األحداث الفيزيولوجية في رد الفعل الضغطي‪ ،‬يبطئ النبض‪ ،‬وينخفض ضغط الدم‬
‫الشرياني‪ ،‬ويغدو التنفس أبطأ‪ ،‬وتسترخي العضالت‪ ،‬فتقنيات االسترخاء هي طريقة‬
‫ممتازة لتخفيض مستوى الضغط في الجسم‪ ،‬من طرائق القيام بها نجد الجلوس بهدوء‬
‫في حديقة عامة‪ ،‬االستلقاء فوق األريكة‪ ،‬وإن حالة االسترخاء العميق تحقق بواسطة‬
‫التأمل أو التنويم المغناطيسي الذاتي وهي فعال مريحة أكثر من النوم‪ ،‬من الناحية‬
‫الفيزيولوجية‪.‬‬
‫وعليه فإننا نستخلص من خالل هذا الفصل أن الضغط النفسي هو من‬
‫المواضيع التي أثارت اهتمام العديد من الباحثين‪ ،‬وذلك بحكم اعتباره من مواضيع‬
‫علم النفس ذات األهمية الكبيرة في الحياة المعاصرة‪ ،‬فللضغط النفسي عالقة مباشرة‬
‫بحياة الشخص وتأثيره فيها‪ ،‬فهو عامل سيكولوجي يؤثر على كيان الفرد البنيوي‬
‫والنفسي حيث يحد من قدرته على القيام بأعماله وواجباته على أكمل وجه‪ ،‬إذ أنه‬
‫حالة نفسية وبدنية وشعورية تنتاب الفرد من حيث أن هذا األخير يختبرها عندما‬
‫يشعر بوجود خطر أو سبب يعترض استقراره أو وجوده االجتماعي‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬

‫‪ -)1‬مدخل إلى الشخصية‪.‬‬


‫‪ -)1-1‬تعريف الشخصية‪.‬‬
‫‪ -)2-1‬تعريف اضطراب الشخصية‪.‬‬
‫‪ -)2‬تعريف اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)3‬المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)4‬أصل مصطلح النرجسية وتطوره العلمي‪.‬‬
‫‪ -)5‬مدى انتشار الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)6‬أسباب اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)7‬خصائص اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)8‬المعايير السلوكية التي تميز الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)9‬ميكانيزمات الدفاع المستخدمة لدى الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)10‬االضطرابات النفسية المصاحبة الضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)11‬النظريات المفسرة الضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)12‬التشخيص الفارقي‪.‬‬
‫‪ -)13‬عالج اضطراب الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها‪.‬‬

‫إن لدراسة الشخصية أهمية كبيرة في تنمية المعرفة بالطبيعة البشرية إلحداث‬
‫التوازن بين النمو المعرفي في الجانب اإلنساني وبين نموه في الجانب الطبيعي‪،‬‬
‫وهذه األهمية تتجلى في أن اإلنسان إذا فهم ذاته أمكنه السيطرة عليها وضبطها‬
‫وتوجيهها توجيها سليما ومناسبا ‪ ،‬بحيث أستثار موضوع الشخصية باهتمام العديد‬
‫من كبار علماء النفس وهذا ما جعلها مادة مستقلة في الدراسات النفسية‪ ،‬وعلم النفس‬
‫اإلكلينيكي يتناول الشخصية في توافقها واضطراباتها‪.‬‬
‫إذ أن اضطرابات الشخصية هي أنماط طويلة األمد من التفكير والسلوك فيما‬
‫يخص العمل والعالقات مع اآلخرين‪ ،‬ويجد المصابون بها صعوبة في التعامل مع‬
‫مشكالت الحياة اليومية‪ ،‬تبدأ بشكل نموذجي في مرحلة المراهقة وتستمر حتى سن‬
‫الرشد‪ ،‬واضطراب الشخصية النرجسية مثاال على ذلك‪ ،‬من سمات أصحاب هذا‬
‫النوع الغرور والتعالي ‪ ،‬ومحاولة الكسب ولو على حساب اآلخرين‪ ،‬واإلفراط في‬
‫حب الذات والتفاخر وقبل ذلك يجب أن نعطي مفهوم مبسط حول الشخصية‪.‬‬
‫‪ -)1‬مدخل إلى الشخصية‪:‬‬
‫إن دراسة الشخصية تعتبر من أهم مجاالت الدراسة في علم النفس الحديث‬
‫ألنها تتناول اإلنسان كله فهي تمثل المجموع المركز والمتجدد للتكوين النفسي طيلة‬
‫الحياة في مراحلها‪ ،‬فاألفراد هم المكون األساسي في كل األنساق االجتماعية‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫‪ -)1-1‬تعريف الشخصية‪:‬‬
‫إن للشخصية عدة تعاريف حسب (عبد هللا محمد‪ )11 :2000 ،‬ومن الجدير‬
‫بالذكر أن كثرة التعريفات يرجع إلى كثرة االتجاهات العلمية واآلراء التي يتبعها‬
‫علماء النفس الشخصية‪ ،‬فكل يعرفها استنادا إلى نظريته أو موقفه النظري‪.‬‬
‫‪ -)1-1-1‬فألبورت يعرف الشخصية حسب (فرج‪ )345 :1978 ،‬بأنها "التنظيم‬
‫الدينامي داخل الفرد لتلك النظم السيكوفيزيقية التي تحدد أسلوبه الفريد في التوافق مع‬
‫البيئة"‪.‬‬
‫ثم أدخل تعديال على هذا التعريف متخلص من عبارة "التي تحدد أسلوبه‬
‫وأثبت في موضعها "التي تحدد للفرد طابعه‬ ‫الفريد في التوافق مع البيئة"‬
‫(جابر عبد الحميد‬ ‫المميز في السلوك والتفكير" وهذا حسب ما جاء به‬
‫جابر‪.)251 :1990 ،‬‬
‫‪ -)2-1-1‬ويرى (زهران حامد‪ )55 :1997 ،‬الشخصية بأنها‪" :‬هي جملة السمات‬
‫الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية التي تميز الشخص عن غيره"‪.‬‬
‫‪ -)3-1-1‬ويعرف (عالء الدين محمد الخليل‪ )48 :2002 ،‬الشخصية بأنها‪" :‬بنية‬
‫دينامية داخلية تنتظم فيها جميع األجهزة العضوية والنفسية بحيث تحدد ما يميز أو‬
‫يمتاز به الفرد من سلوك وأفكار"‪.‬‬
‫ومن خالل هاته التعاريف المختلفة للشخصية‪ ،‬ورغم اختالفها إال أنه يتضح‬
‫لنا أن الشخصية هي تنظيم ثابت نسبيا‪ ،‬أي أنها ال تبقى على حالها بشكل مطلق بل‬
‫تتغير نتيجة للتفاعل بين العوامل الشخصية والمادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬فهي‬
‫تنقسم إلى منظومات جسمية وفيزيولوجية‪ ،‬ومنظمات معرفية أو فكرية‪ ،‬ومنظومات‬
‫مزاجية وأخرى بيئية واجتماعية وثقافية‪.‬‬
‫‪ -)2-1‬تعريف اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫إن شخصية الفرد تتميز بسمات معينة‪ ،‬وهي عبارة عن طريقة تفكير الشخص‬
‫وتصرفاته المعتادة التي تجعل كل فرد منا فريدا من نوعه‪ ،‬وهذه السمات قد تتحول‬
‫والتصرف حده األقصى‬ ‫إلى اضطرابات الشخصية عندما يبلغ نمط التفكير‬
‫ويصبح متصلبا وغير قابل للتأقلم‪ ،‬فتؤثر حينها سلبا في حياة الشخص وتكون إجماال‬
‫سببا أساسيا لشعور الفرد نفسه ومن حوله بضيق شديد‪.‬‬
‫‪ -)1-2-1‬تعرف الجمعية األمريكية للطب النفسي اضطراب الشخصية على أنه ‪:‬‬
‫"نمط من سلوك منحرف عن ثقافة الوسط االجتماعي للشخص‪ ،‬له بداية في المراهقة‬
‫أو بداية البلوغ‪ ،‬مستقر عبر الزمن ويقود إلى حالة خطيرة أو مقلقة"‪.‬‬
‫‪ -)2-2-1‬في حين يعرف (ضيف هللا محمد خلف الشمري‪ )20 :2009 ،‬اضطرابات‬
‫الشخصية على أنها‪" :‬مجموعة من اإلختالالت الثابتة نسبيا وغير المرنة من الخبرة‬
‫الذاتية والس لوك‪ ،‬وتختلف هذه األنماط بشكل واضح عن اإلطار العام للثقافة التي‬
‫يعيش فيها الفرد‪ ،‬وتظهر فيها اضطرابات معرفية‪ ،‬وجدانية واجتماعية مما قد يؤدي‬
‫إلى ألم نفسي للفرد أو للمحيطين به‪ ،‬كما يترتب عليها اضطراب في األداء المدرسي‬
‫أو (الوظيفي) واالجتماعي للفرد‪ ،‬وتبدأ هذه اإلختالالت في مرحلة المراهقة أو‬
‫الرشد‪ ،‬وفي بعض الحاالت قد تظهر في مرحلة الطفولة في شكل اضطرابات‬
‫سلوكية"‪.‬‬
‫ونظرا لكون هذه االضطرابات مؤثرة ومزمنة حسب (مصطفى‬
‫شكيب‪ )02 :2007،‬فقد تفضي إلى زعزعة الحياة اليومية والمهنية والنفسية‬
‫لألشخاص المضطربين‪ ،‬ومتمثال ذلك في تدهور إنتاجية الفرد الوظيفية أو الزوجية‬
‫أو االجتماعية أو الدراسية‪ ،‬والشخص المضطرب يمتاز بطريقة تفكير مختلفة عن‬
‫اآلخرين‪ ،‬أي أن له تقييم خاص للناس واألحداث حوله‪ ،‬لينتج عن ذلك انعدام االتزان‬
‫والتناسق في المشاعر والعواطف‪ ،‬كما قد تعوزه القدرة على إستعاب حاجاته‬
‫ومسؤولياته اتجاه مجتمعه ليضطرب تعامله مع محيطه ويتميز بصفات شخصية‬
‫سلبية اتجاههم‪ ،‬كالحساسية الشديدة والمفرطة وافتقاد التعاطف مع اآلخرين‬
‫واستغاللهم‪ ،‬وهذا ما يظهر في سياق اعتقادات وسلوكيات اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)2‬تعريف اضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫حظيت الشخصية النرجسية بعدة تعاريف حسب تعدد الباحثين ومرجعياتهم‬
‫النظرية‪ ،‬وسوف نعرضها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -)1-2‬يعرف )‪ (Davison et Neale, 1994 :268‬اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية بأنه‪" :‬اضطراب يكشف عن المظاهر المرضية المتمثلة في اإلحساس‬
‫بالتمييز وتضخيم الذات والعظمة المبالغ فيها (على مستوى الخيال والسلوك)‪،‬‬
‫وتوهمه إعجاب اآلخرين به واستغاللهم لتحقيق ما يريد‪ ،‬مع االفتقار إلى التعاطف‬
‫معهم وعدم االهتمام بمشاعرهم والتعالي عليهم واالعتقاد بأنه متفرد‪ ،‬وله مكانة‬
‫خاصة تتجاوز البشر العاديين واالعتقاد بأنه فوق القوانين والقواعد التي يخضع لها‬
‫البشر العاديون"‪.‬‬
‫‪ -)2-2‬ويعرف اضطراب الشخصية النرجسية وفقا للدليل التشخيصي الرابع‬
‫لألمراض النفسية والعقلية ‪ DSM4‬حسب (تيسير حسون‪ )152 :2004 ،‬على أنه‪:‬‬
‫"طراز تابت من العظمة (في الخيال أو السلوك) والحاجة إلى التقدير واالفتقار إلى‬
‫القدرة على التفهم العاطفي‪ ،‬يبدأ في فترة مبكرة من البلوغ ويتظاهر في مجموعة‬
‫متنوعة من السياقات"‪.‬‬
‫‪ -)3-2‬تعرف (مجلة الثقافة النفسية‪ )150 :1991 ،‬الشخصية النرجسية على أنها‪:‬‬
‫"المبالغة في تقدير الذات واالهتمام المحموم لتحقيق نجاحات غير محدودة ورغبة‬
‫استعراضية في جلب االهتمام واإلعجاب"‪.‬‬
‫‪ -)4-2‬بينما يعرف (األتروشي عماد إبراهيم‪ )120 :2004 ،‬النرجسية بأنها‪" :‬حب‬
‫الذات أي اتجاه الطاقة العاطفية نحو الذات واتخاذها موضوعا للحب واللذة بمعنى أن‬
‫االنفعاالت تتركز حول الشخص نفسه بدال من العالم الخارجي"‪.‬‬
‫‪ -)5-2‬وفي نفس السياق يعرف (عيد إبراهيم‪ )200 :1997 ،‬النرجسية على أنها‪:‬‬
‫والتمركز عليها‪ ،‬على نحو يٌوثن فيه اإلنسان نفسه وال يقدر‬ ‫"االلتصاق بالذات‬
‫تجاوزها إلى اآلخرين متسامحا ومتقبال لتناقضات الحياة وإحباطاتها‪ ،‬ومن ثم يحتاج‬
‫لمدح نرجسي من اآلخرين يردٌ إليه اإلحساس بتقدير الذات"‪.‬‬
‫‪ -)6-2‬وتعرف النرجسية في قاموس " كامبرج " لعلم النفس حسب ما جاء به‬
‫)‪ (Matsumoto, 2009 :326‬على أنها‪" :‬تقييم الفرد المتضخم للذات‪ ،‬واالنشغال‬
‫بخياالت النجاح والقوة‪ ،‬واإلحساس بالصدارة‪ ،‬والميل إلى استغالل اآلخرين"‪.‬‬
‫‪ -)7-2‬في حين يعرف (كامبل وآخرون ‪ )45 :2007 ،Campbell et al‬النرجسية‬
‫على أنها‪" :‬سمة في الشخصية ترتبط بمفهوم ذات متضخم‪ ،‬ونقص في المودة واأللفة‬
‫في العالقات الشخصية المتبادلة مع اآلخرين"‪.‬‬
‫‪ -)8-2‬أما (عادل عبد هللا محمد‪ )359 : 2000،‬يعرف اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية على أنه "اضطراب يتسم صاحبه بشعور مفرط بالعظمة وعلو الشأن‬
‫وشعور متعاظم باألهمية‪ ،‬واألنانية واستغالل اآلخرين لتحقيق مآرب خاصة‪ ،‬وشعور‬
‫مفرط بالجدارة واألهلية‪ ،‬وتوقع أن ينساق اآلخرين له وطاعته طاعة عمياء ومعاملته‬
‫بشكل خاص وذلك بوصفه شخص متميز وأنه يتسم بانخفاض في مستوى التعاطف‬
‫معهم‪ ،‬إلى جانب الغطرسة والعجرفة التي تسيطر على سلوكه‪ ،‬وهو ما يرتبط‬
‫بطبيعة الحال بشعوره المتعاظم باألهمية والعظمة"‪.‬‬
‫‪ -)9-2‬كما يعرفها" العنزي ‪ " 1998‬بأنها ‪ ":‬اإلحساس بالعظمة وبأهمية الذات‬
‫والتفرد واالنشغال بأوهام النجاح غير المحدود‪ ،‬والحاجات االستعراضية لجلب‬
‫االنتباه واإلعجاب الدائم"‪.‬‬
‫من خالل عرض تعاريف اضطراب الشخصية النرجسية نستنتج أن الشخص‬
‫النرجسي يتسم بشعور غير عادي بالعظمة وحب وأهمية الذات‪ ،‬وهو يعتقد أنه‬
‫شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص وفريد وال يمكن أن يفهمه إال خاصة‬
‫الناس‪ ،‬ينتظر من اآلخرين احتراما من نوع خاص لشخصه وأفكاره‪ ،‬وهو استغاللي‪،‬‬
‫ابتزازي‪ ،‬وصولي يستفيد من مزايا اآلخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه‬
‫الشخصية‪ ،‬وهو غيور‪ ،‬متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب‬
‫ال لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية‪.‬‬
‫‪ -)3‬المعايير التشخيصية الضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫نعتمد في تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية حسب (تيسير حسون‪،‬‬
‫‪ )152 :2004‬على المعايير التشخيصية الواردة في الدليل التشخيصي الرابع‬
‫لالضطرابات النفسية والعقلية ‪ DSM4‬المتمثلة في نموذج واضح ومستمر من‬
‫اإلحساس باألهمية والعظمة والرغبة في إبهار اآلخرين‪ ،‬وعدم االكتراث بمشاعرهم‪،‬‬
‫وهذا النموذج النفسي يبدأ في مرحلة مبكرة من البلوغ‪ ،‬ويتميز بتوفر خمس (‪)05‬‬
‫خصائص أو أكثر من الخصال النفسية التالية وهي‪:‬‬
‫‪ -)1‬لديه شعور العظمة بأهمية الذات (مثال يبالغ في االنجازات والمواهب ويتوقع أن‬
‫يعترف به كمتفوق دون أن يحقق إنجازات مكافئة)‪.‬‬
‫‪ -)2‬مستغرق في خياالت عن النجاح الالمحدود أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب‬
‫المثالي‪.‬‬
‫‪ -)3‬يعتقد أنه "متميز" وفريد ويمكن فهمه أو يٌحب‪ ،‬أو يصاحب فقط من قبل أناس‬
‫مميزين أو من طبقة عليا أو من قبل مؤسسات خاصة‪.‬‬
‫‪ -)4‬يتطلب تقديرا مفرطا‪.‬‬
‫‪ -)5‬لديه شعور بالصدارة (التخويل) أي توقعات غير معقولة عن معاملة تفضيلية‬
‫خاصة أو االمتثال التلقائي لتوقعاته‪.‬‬
‫‪ -)6‬استغاللي في عالقاته الشخصية‪ ،‬أي أنه يستغل اآلخرين لتحقيق مآربه‪.‬‬
‫‪ -)7‬يفتقر إلى القدرة على التفهم العاطفي‪ :‬يرفض االعتراف أو التماهي بمشاعر‬
‫وحاجات اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -)8‬غالبا ما يكون حسودا لآلخرين أو يعتقد أن اآلخرين يكنون له مشاعر الحسد‪.‬‬
‫‪ -)9‬يبدي سلوكيات أو مواقف متعجرفة ومتعالية‪.‬‬
‫‪ -)4‬أصل مصطلح النرجسية وتطروه العلمي‪:‬‬
‫ارتبط مصطلح النرجسية باألسطورة اإلغريقية الخاصة بقصة الشاب نرجس‬
‫فحسب (آمال عبد القادر جودة‪ )553 :2012 ،‬ذلك الشاب الذي عشقه اآلخرون‪،‬‬
‫ولكنه لم يستطع أن يحب أو يعشق أحدا غير نفسه‪ ،‬مما كان له آثار سلبية عليه وعلى‬
‫من حوله‪.‬‬
‫ظهرت البدايات األولى الستخدام مصطلح النرجسية في علم النفس على يد "‬
‫إليس ‪ "Ellis‬في عام ‪ ،1898‬ولكنه استخدم المصطلح في ذلك الوقت ليدل على أنه‬
‫الميل على االنفعاالت الجنسية‪ ،‬ثم لبث أن تغير كليا ليشير إلى اإلعجاب بالذات‪،‬‬
‫واستخدمه بعد ذلك "ناكيه ‪ "Nacke‬في عام ‪ 1899‬ليشير إلى االنحراف الجنسي‪،‬‬
‫حيث يتعامل الفرد مع جسمه على أنه موضوع جنسي‪ ،‬وبالرغم من أن "ناكيه‬
‫‪ "Nacke‬كان طبيبا نفسيا ألمانيا غير معروف في ذلك الوقت إال أنه يرجع له الفضل‬
‫في لفت انتباه "فرويد ‪ "Freud‬لمصطلح النرجسية‪ ،‬ذلك المصطلح الذي ترك‬
‫انطباعا قويا لدى "فرويد ‪ "Freud‬عام ‪ ،1914‬أصبح مفهوما محوريا في تفكيره‬
‫اإلكلينيكي والميتاسيكولوجي‪ ،‬فأول من سلط الضوء على مفهوم النرجسية في االتجاه‬
‫التحليلي النفسي هو"فرويد ‪ "Freud‬كما ساهم في تطوره وذلك حسب ما جاء به‬
‫‪ ، h,2006 :245) (André f,Julien d et Patrick‬حيث أن "فرويد ‪" Freud‬‬
‫نظر إلى النرجسية كقوة ليبيدية تشبه الهرمون القادر على االنتقال إلى أجزاء مختلفة‬
‫من جسم اإلنسان‪ ،‬واالستقرار والتمركز والتثبت في تلك األماكن‪ ،‬فحسب‬
‫)‪ (Evans,2006 :122‬أن " فرويد ‪ " Freud‬عرف النرجسية في ذلك الوقت على‬
‫أنها "استثمار وتوظيف لليبيدو في األنا بدال من استثماره في الموضوع الخارجي"‪،‬‬
‫ويرى "فرويد ‪ " Freud‬أن انسحاب الليبيدو واستثماره بدرجة كبيرة في األنا بدال‬
‫من استثماره في الموضوع الخارجي يعتبر شكال من أشكال النرجسية المرضية‬
‫وذلك حسب ما جاء به )‪.(Kernberg,2004 :10‬‬
‫‪ -)5‬مدى انتشار الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫تتراوح نسبة انتشار اضطراب الشخصية النرجسية حسب (أنسام مصطفى‬
‫السيد بظاظو‪ )16 :2011 ،‬في العينات اإلكلينيكية وفقا للدليل التشخيصي الرابع‬
‫لألمراض النفسية و العقلية المعدل بين (‪ )16% - 02‬فعدد األفراد الذين يظهر لديهم‬
‫سمات شخصية نرجسية في الواليات المتحدة األمريكية يقدر بكونه نسبة عالية‬
‫بالنسبة لعدد السكان الكلي‪.‬‬
‫وينتشر اضطراب الش خصية النرجسية لدى طالب الجامعة بنسبة أعلى منها‬
‫في أي مرحلة عمرية أخرى‪ ،‬وذلك ألن طالب ممن تتطور لديهم األعراض أثناء‬
‫دراستهم الجامعية يريدون ألناهم أن تثبت عند محاور معينة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون لديهم مركز االهتمام‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكونوا أشخاص لهم مكانة خاصة مثل نجوم السينما المشهورين‪.‬‬
‫‪ -‬وألنهم يحلمون في هذه السن أيضا بالمثالية والخلود‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا بالطبع له جذوره التي تمتد إلى الطفولة‪ ،‬تلك المرحلة التي ال بد أن يتوقف‬
‫فيها اآلباء عن ترديد كلمة "أنت طفل له خصوصية" على مسامع أطفالهم طوال‬
‫الوقت‪.‬‬
‫إن اضطراب الشخصية النرجسية حسب (أنسام مصطفى السيد بظاظو‪،‬‬
‫‪ )16 :2011‬هو االضطراب الرابع في نسبة انتشاره بين اضطرابات الشخصية في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث أنه من خالل دراسة إحصائية أجراها "سكايفون"‬
‫وآخرون عن نسبة انتشاره لدى مرضى العيادات الخارجية وصلت إلى (‪.)20.5%‬‬
‫ويشير محمد عبد الرحمن إلى أنه اضطراب محدود االنتشار وتقل نسبته عن‬
‫(‪ )1%‬في أي مجتمع من مجموع السكان في العالم‪ ،‬وتصل نسبته في العينات‬
‫(سماح فاطنة نصيرة‪:2013 ،‬‬ ‫المدروسة إكلينيكيا حوالي (‪ ،)6%‬فحسب‬
‫‪ )67‬أن اضطراب الشخصية النرجسية يشيع بين الذكور أكثر من اإلناث‪ ،‬وقد يرجع‬
‫ذلك إلى عوامل التنشئة االجتماعية من جانب وإلى ما يصاحب سمات وأعراض هذا‬
‫االضطراب من استمتاع من جانب المريض من ناحية أخرى‪.‬‬
‫أما عن انتشاره في العيادات الخارجية لدى المرضى ممن يخضعون للعالج‬
‫(‪ )75% - 50‬ومعظمهم من الذكور‪.‬‬ ‫فإنه يتراوح بين‬
‫‪ -)6‬أسباب اضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫تختلف األسباب حسب (بن عودة لويزة‪ )16 :2013 ،‬في ظهور هذه‬
‫الشخصية ونموها وتطورها‪ ،‬منها النفسية واالجتماعية والتكوينية‪ ،‬يمكن تلخيص‬
‫هاته األسباب كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -)1-6‬األسباب العضوية‪ :‬تشير بعض األبحاث إلى أن السبب هو ما يحدث من‬
‫خالل النواقل العصبية بين خاليا المخ التي تنقل اإلشارات من البيئة الخارجية‬
‫بواسطة الحواس إلى مراكز االنفعاالت الكائنة في المخ والرد عليها بما يناسبها إن‬
‫كانت تلك النواقل سليمة‪ ،‬أما إن حدث اختالل فيها فإن الرد هو اآلخر يكون مختال‬
‫وهذا ما يحدث للنرجسي‪.‬‬
‫‪ -)2-6‬األسباب التربوية‪ :‬وهي الناتجة من طبيعة التنشئة االجتماعية التي يتعرض‬
‫لها الفرد في مراحل النمو المختلفة وخاصة مرحلة الطفولة‪ ،‬فالتعزيز للتمركز على‬
‫الذات الذي يمارسه الطفل يساعد في أن يستمر معه للمراحل األخرى‪ ،‬ويلعب دورا‬
‫مهما في ذلك‪ ،‬على سبيل المثال يحاول الطفل في بعض األحيان االستحواذ على كل‬
‫ما يحيط به ويترك الوالدين المجال له في ذلك‪ ،‬فإنه بالتالي يتعود على ذلك ويسير‬
‫على هذا المنوال في المراحل العمرية األخرى‪ ،‬عندها يصبح أناني في سلوكه‪ ،‬وإذا‬
‫حصل على اإلطراء والمديح المتطرف من الوالدين والذي يأتي في غير مكانه‬
‫المناسب في كل ما يعمل فإنه أيضا يتعود عليه ويترعرع لديه ويرغب المزيد‬
‫والمزيد واألمثلة كثيرة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -)3-6‬األسباب النفسية‪ :‬يعاني الشخص النرجسي صراعا نفسيا بين الغضب‬
‫والسلوك العدواني واالنتقام‪ ،‬ويعتبر المحللون النفسانيون هذه الحالة على أنها وسيلة‬
‫دفاعية غير مدركة‪ ،‬وأن هذا الصراع نتج عن جراء تعرض الطفل إلى نوع من‬
‫السيطرة والقسوة أثناء مرحلة من مراحل الطفولة التي مر بها بحيث زرعت في‬
‫واإلحباط والشعور بالتخاذل والصيغة الداخلية التي يعبر عنها‬ ‫نفسه الضعف‬
‫بالتعالي والشعور بالعظمة هي كردة فعل لما أصابه من اآلخرين‪ ،‬كما أن هناك‬
‫دراسات أشارت إلى أن انتقادات الوالدين والمعلمين التي يتعرض لها الطفل التي‬
‫تنبع من غرضهم ورغبتهم في رفع مستوى أبنائهم أو طلبتهم بالقوة أو تحقيق‬
‫رغباتهم أحيانا في أطفالهم ودفعهم إلى األعمال واألفعال التي تأتي فوق قدراتهم‬
‫وطاقاتهم وبالتالي تكون النتائج عكسية بحيث يصاب هؤالء بالعجز واإلحباط وفقدان‬
‫الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -)4-6‬األسباب المعرفية‪ :‬فحسب (عبد الرقيب البحيري‪ 210 :2007 ،‬بالتصريف)‬
‫أن السبب يتمثل في أن النرجسيين تكون لديهم أفكار واعتقادات خاطئة تساهم في نمو‬
‫وتطورها وهاته التصورات الخاطئة‬ ‫هذا النوع من اضطرابات الشخصية‬
‫والمختلة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االعتقاد بآراء المثالية عن ذواتهم وبأن لهم الحق في السيطرة والتسلط على‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬التفكير الغير واقعي لذاتهم والتمركز حولها والحفاظ على تقديرها بصورة غير‬
‫منطقية‪ ،‬وعدم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بصراحة‪.‬‬
‫‪ -‬التصورات الخاطئة التي تتمثل في كون أن من يحيطون بهم يتميزون بصفات‬
‫نرجسية‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق نستنتج أنه إذا أردنا التحدث عن األسباب المؤدية‬
‫الضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬فهي مثلها في ذلك مثل بقية األمراض النفسية ال‬
‫يمكن الوقوف على أسباب محددة بعينها‪ ،‬ولكن كلها مجرد اقتراحات تصادفت مع‬
‫الحالة‪ ،‬فعلى سبيل المثال وجد العامل الوراثي الذي أهمل ضمن هاته األسباب‬
‫المذكورة يؤدي إلى اإلصابة بهذه الحالة بنسبة ‪ 50%‬حسب ما جاء في ‪(www.‬‬
‫)‪ ،Alyaqza. Com‬ولكن وجد أن العوامل االجتماعية والنفسية والمعرفية هي‬
‫األخرى تبدو مؤثرة‪ ،‬وعليه أستنتج أنه حتى العوامل هذه األخيرة تأتي متأثرة بشدة‬
‫بالعامل الوراثي‪ ،‬أي أن هناك عالقة ترابطية ما بين هاته األسباب فمثال تأثر الجانب‬
‫المعرفي بالجانب الوراثي كقول الحالة "أنا جذابة وجميلة ولذلك أستحق معاملة‬
‫خاصة"‪ ،‬فالجاذبية و الجمال أمور وراثية ولدت أفكار مختلة لدى النرجسي‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أنه يمكن للعامل الوراثي أن يسهم في ظهور العامل النفسي‪ ،‬بمعنى إذا كان أحد‬
‫الوالدين يعاني من صراع نفسي أو من اضطراب الشخصية النرجسية مثال فإنه غالبا‬
‫ما يرث أو يحمل االبن هذا االضطراب‪.‬‬
‫‪ -)7‬خصائص اضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫حسب (يوب أسماء‪ )74 :2013 ،‬هناك عدة خصائص الضطراب الشخصية‬
‫النرجسية وهي‪:‬‬
‫‪ -)1-7‬الخصائص العامة‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور بالعظمة وحب الذات الشديد‪.‬‬
‫‪ -‬المثالية وارتفاع تقدير الذات المرضي‪.‬‬
‫‪ -‬التمركز الشديد حول الذات‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة الملحة لطلب اإلعجاب‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور سلوكات مضطربة كالعدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬نقص التعاطف الوجداني واألنانية الشديدة مع االنسحاب‪.‬‬
‫‪ -‬الحساسية الشديدة للنقد والهزيمة وعدم القابلية للتسامح‪.‬‬
‫‪ -)2-7‬الخصائص التشخيصية‪:‬‬
‫يوجد العديد من الخصائص لتشخيص اضطراب الشخصية النرجسية وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -)1-2-7‬من الناحية السلوكية‪:‬‬
‫تظهر سلوكيات األفراد النرجسيين من خالل كونهم متوهمين ومتفاخرين‬
‫وطبقيين ومغرورين‪ ،‬بحيث أنهم يكرهون األقل منهم في الطبقة االجتماعية ويعجبون‬
‫بمن هم ذو طبقة راقية‪ ،‬إلى جانب تصرفهم بأسلوب التباهي واالستعراض ويظهرون‬
‫غير صبورين‪ ،‬ومتعجرفين وزائدون في حساسيتهم‪ ،‬متمركزين حول أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -)2-2-7‬من الناحية البين شخصية‪:‬‬
‫على مستوى البين شخصي فإنهم إندفاعيون واستغالليون ويستخدمون‬
‫اآلخرين لكي يحققوا رغباتهم الشخصية‪ ،‬وعالقتهم االجتماعية سطحية‪ ،‬ويتميزون‬
‫بشعور االعتزاز بأنفسهم وغير قادرين على التعاطف مع اآلخر‪ ،‬وعندما يواجهون‬
‫مواقف ضاغطة يرفضونها بدال من مواجهتها وال يتحملون مسؤولية تصرفاتهم‪.‬‬
‫‪ -)3-2-7‬من الناحية المعرفية‪:‬‬
‫يصنف أسلوب التفكير لديهم بالمبالغة والتوسع المعرفي فهم يميلون إلى‬
‫التركيز على الخيال وعلى ذواتهم أكثر من الصور الواقعية‪ ،‬وخداعهم لذواتهم من‬
‫أجل االحتفاظ باألوهام وتأسيس أهداف غير واقعية‪.‬‬

‫‪ -)4-2-7‬من الناحية الوجدانية‪:‬‬


‫من الناحية الوجدانية أو االنفعالية فهم يتصفون بالثقة بالذات والالمباالة‬
‫باآلخرين ومشاعرهم اتجاه اآلخرين تبدو متقلبة بين المثالية الالمحدودة ألنفسهم وبين‬
‫نقص التقدير لغيرهم‪.‬‬
‫‪ -)8‬المعايير السلوكية التي تميز الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫إن المعايير السلوكية التي تميز الشخصية النرجسية حسب (مخطاري هجيرة‪،‬‬
‫‪ )15 :2013‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المعنى المتعاظم ألهمية الذات واالنفراد (كالمبالغة في المواهب واالنجازات‬
‫والتركيز على أهمية االنجازات الشخصية)‪.‬‬
‫‪ -‬االنشغال بأوهام النجاح غير المحدودة والقوة واأللمعية‪.‬‬
‫‪ -‬االستعراضية وحب الظهور‪ :‬كطلب الفرد االنتباه إليه واإلعجاب به بصفة مستمرة‬
‫من اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬الالمباالة الباردة أو المشاعر المميزة للدونية والضحالة في االستجابة للنقد وعدم‬
‫االهتمام باآلخرين ومشاعر الهزيمة‪.‬‬
‫‪ -‬توقع الفرد أن يكون المفضل دائما بغض النظر عن تحمل المسؤوليات الملقاة على‬
‫عاتقه‪ ،‬مثال ذلك الدهشة أو الغضب من أن الناس ال يفعلون ما يرغبه‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل العالقات بين األشخاص‪ :‬كاالستفادة من اآلخرين في إشباع رغباته أو‬
‫تعظيم ذاته‪ ،‬وعدم االكتراث بالتكامل الشخصي وحقوق اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تذبذب العالقات على نحو مميز بين اإلفراط في المثالية وتبخيس الذات‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقار إلى التعاطف‪ :‬كعدم القدرة على التعرف على ما يشعر به اآلخرون‪.‬‬
‫‪ -)9‬ميكانيزمات الدفاع المستخدمة لدى الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫تفرض الطبيعة المرضية الضطراب الشخصية النرجسية حسب (يوب‬
‫أسماء‪ )88 :2013 ،‬اإلسراف في استخدام ميكانيزمات الدفاع لتصبح اتجاها أساسيا‬
‫لدى أغلبية المرضى‪ ،‬وفيما يلي توضيح لهذه الميكانيزمات بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -)1-9‬اإلنكار‪ :‬يستخدم ميكانيزم الدفاع بصورة مرضية ألن طبيعة االضطراب تعبر‬
‫عن خياالت ومتطلبات هادفة إلى الحفاظ على تقدير الذات المرتفع وعدم وضع‬
‫اآلخرين في االعتبار‪ ،‬واالعتماد على كل ما هو مثالي ألنفسهم وإثبات قدرتهم على‬
‫التواجد في كل موقف بعرض أوامرهم والتمادي في توهمهم بالقوة‪ ،‬ويقومون‬
‫بالتوحد مع نرجسيين مثلهم لالستمرار في التقليل من قيمة اآلخرين وإنكار كل ما هم‬
‫غير قادرين على سيادته أو السيطرة عليه سواء كانت أفراد أو أنشطة‪.‬‬
‫‪ -)2-9‬اإلسقاط أو االنسحاب‪ :‬يستخدم النرجسي كل من اإلسقاط واالنسحاب ليحمي‬
‫نفسه من العالم السيئ‪ ،‬والمتمثل في تجاهل والديه له منذ الطفولة وشعوره بالغضب‬
‫و الكراهية اتجاههما‪ ،‬وهذا يعني فقدانه ألناه وعجزه على التفريق بين الجوانب الفعلية‬
‫والمثالية لذاته و األشياء المحيطة به‪ ،‬والذي يتحول إلى الشعور بعظمة الذات مما‬
‫يجعله ينسحب من ذاته األساسية أو الصحية لتنشأ لديه ذاتا أخرى مرضية‪.‬‬
‫بينما يرى (عبد الرحمن إبراهيم‪ )101 :2006 ،‬أن اآلليات النفسية واآلليات‬
‫النفسية الحركية المستعملة من قبل األشخاص المصابين باضطراب الشخصية‬
‫النرجسية هي‪:‬‬
‫‪ -)1-9‬اإلنكار‪ :‬اعتراض نفسي على حقائق غير مقبولة حول الواقع‪.‬‬
‫‪ -)2-9‬االستبدال‪ :‬نقل المشاعر من شخص أو موقع غير مقبول إلى قابل للتحمل‪.‬‬
‫‪ -)3-9‬أداء سيئ لألنا‪.‬‬
‫‪ -)10‬االضطرابات النفسية المصاحبة الضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫تتزامن بعض االضطرابات النفسية مع اضطراب الشخصية النرجسية‪،‬‬
‫وتكون مصاحبة له مما يزيد من صعوبة التعامل مع النرجسيين‪ ،‬ويجعل العالقة‬
‫العالجية في حاجة إلى تكثيف الجهد مع التقلبات النفسية والمعرفية والسلوكية لديهم‪،‬‬
‫وفيما يلي يمكن التوضيح لبعض هذه االضطرابات في عالقتها باضطراب الشخصية‬
‫النرجسية حسب ما جاء في (سماح فاطنة نصيرة‪.)68 :2013 ،‬‬
‫‪ -)1-10‬االكتئاب‪ :‬يرتبط االكتئاب باضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬حيث يتذبذب‬
‫الفرد بين حاالت العظمة واالبتهاج وحاالت الشعور بالدونية مقترنة باالكتئاب‬
‫واالستنزاف‪ ،‬كما أنه عندما ينهار مفهوم الذات العظيمة أو يتوقف الحب واإلعجاب‪،‬‬
‫ربما يمر الشخص النرجسي بأحداث اكتئابية قصيرة أو حتى طويلة المدى‪.‬‬
‫‪ -)2-10‬القلق‪ :‬هناك عالقة إرتباطية بين اضطراب الشخصية النرجسية واضطراب‬
‫القلق‪ ،‬حيث تخضع الجوانب االنفعالية والعاطفية لدى النرجسي للعديد من‬
‫االستجابات المعرفية والسلوكية والنفسجسمية‪.‬‬
‫‪ -)3-10‬فقدان الشهية العصبي‪ :‬يرتبط فقدان الشهية العصبي باضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪ ،‬حيث أن النرجسيين لديهم انشغال شديد بالوزن‪ ،‬وتقديرهم لذاتهم في‬
‫الحقيقة منخفض‪ ،‬فهم يشعرون بأن وزنهم ليس مثاليا‪ ،‬وفي حاجة إلى النقصان لكي‬
‫يكون جذابا وإال فلن يكون راضيا عن صورته الجسدية‪.‬‬
‫وقد يتزامن اضطراب فقدان الشهية العصبي لدى النرجسيين مع مشاعر‬
‫اليأس واالكتئاب‪ ،‬والشعور بالذل‪ ،‬والرفض وواإلنجراح النرجسي إذا لم يهتموا‬
‫بمظهرهم حيث يشعرون بتدقيق اآلخرين على أناقتهم وأوزانهم‪ ،‬إذا وجه لهم النقد‬
‫ينسحبون اجتماعيا حتى تصبح عالقتهم البين شخصية مجزأة ومعارضة للمجتمع‪،‬‬
‫وإنهم قد يرتكبون الجرائم في بعض األوقات‪.‬‬
‫‪ -)4-10‬المخاوف االجتماعية‪ :‬ترتبط المخاوف االجتماعية باضطراب الشخصية‬
‫النرجسية لذلك يلجئون إلى إساءة استعمال المواد المخدرة مثل " الكوكايين" الذي‬
‫يجذب العديد من الشباب النرجسيين نظرا لما يساهم به في إشعارهم بالسعادة وأهمية‬
‫الذات‪ ،‬والقوة والتمييز عن األصدقاء‪ ،‬وتنشأ لديهم المخاوف االجتماعية بعد شعورهم‬
‫بالنبذ االجتماعي ويكون الحصاد في النهاية هو هروبهم من واقع يؤرقهم باستعمال‬
‫المخدرات‪.‬‬
‫‪ -)11‬النظريات المفسرة الضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬
‫من بين النظريات المفسرة لهذا النوع من اضطرابات الشخصية نجد‪:‬‬
‫‪ -)1-11‬النظرية المعرفية‪ :‬من وجهة نظر "بيك " و " فريمان" فإن اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية ينشأ من تكون عدة مخططات عن الذات والمستقبل ومخطط‬
‫معرفي خاص يرجع إلى األشخاص المهمين في حياة النرجسي باإلضافة إلى خبراته‬
‫المعرفية الخاصة التي تدعم معتقداته من تفرده وأهمية ذاته واعتقاده بالهو واألفضلية‬
‫عن اآلخرين‪ ،‬وتغذية رجعية سالبة تمكنه من االحتفاظ بمعتقداته وتأثر على سلوكه‪،‬‬
‫ومن بين تلك المعتقدات الخاطئة حسب ذكر (يوب أسماء‪ )85 :2013 ،‬فهي تتمثل‬
‫عن ذواتهم المنظمة وعن مكانتهم الرفيعة التي تسمو بهم فوق اآلخرين ويستحقون‬
‫التفوق‪ ،‬وكل هذه المخططات المعرفية ألجل الحصول على الغايات والكماليات‪.‬‬
‫‪ -)2-11‬النظرية االجتماعية والبين شخصية‪ :‬تشير أفكار هذه النظرية حسب (عبد‬
‫الرقيب البحيري‪ )44 :2007 ،‬بأن للبيئة تأثير على ظهور اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪ ،‬ويتمثل دورها في التقدير المبالغ من طرف اآلباء نحو نمط تربية أبنائهم‬
‫من خالل تعليمهم سلوك استغالل الغير ومبدأ األفضلية في جميع أمور الحياة‬
‫ومعاملتهم على أنهم أشخاص مهمين ومختلفين عن اآلخرين مع إعطائهم كثير من‬
‫االهتمام ألجل أن يشعروا بأنهم محبوبين وال يعنيهم أحد وهكذا يصبحون متصفين‬
‫بعدم قدرتهم على التكيف والتوافق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -)3-11‬نظرية "مورينو" في السيكودراما‪ :‬يؤكد "مورينو" على أهمية التلقائية في‬
‫إحداث تغيير سلوكي لألفراد من خالل إحداث تنفيس انفعالي للخبرات والمواقف‬
‫اآللية في حياتهم وعلى تجسيد المشكالت والصراعات الفردية والجماعية التي يعانيها‬
‫المضطرب‪ ،‬باإلضافة فإن السيكودراما حسب (يوب أسماء‪ 85 :2013 ،‬بالتصريف)‬
‫تفيد في الحد من الشعور بالعزلة التي تعوق االتصال والتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وتغيير‬
‫قيود الذات الجسمية والنفسية‪ ،‬كما تفيد النرجسي المضطرب بعملية التحويل التي‬
‫تزيل عنه الحساسية المفرطة بالذات وتعطيه مرونة التفكير‪.‬‬
‫‪ -)4-11‬نظرية التحليل النفسي‪ :‬يشير "فرويد" إلى اضطراب الشخصية النرجسية‬
‫من خالل نظرية الليبيدو ‪ ،Libido‬حيث أن هذه النظرية أصبحت أكثر النظريات‬
‫إثارة للجدل فقد استدعى ذلك بعض التفسير‪ ،‬كما أن األفكار النفسية التأملية لليبيدو‬
‫والموضوع والنرجسية األولية سبب صعوبات ال تعد وال تحصى‪.‬‬
‫واألصل في كلمة "ليبيدو ‪ " Libido‬الرغبة أو الشهوة أو الطاقة الجنسية‪،‬‬
‫و يسمى الليبيدو أحيانا باسم الموضوع الذي يتجه إليه‪ ،‬فحسب (عبد الرقيب البحيري‪،‬‬
‫‪ 17 :1987‬بالتصريف) إذا كان موضوع الحب هو الذات سمي ذلك ليبيدو الذات‬
‫و إذا كان موضوع الحب شيئا خارجيا أو شخصا آخر‪ ،‬كان ذلك ليبيدو الموضوع‪،‬‬
‫فالليبيدو عند "فرويد" هو الطاقة الغريزية الموجودة في النفس منذ الوالدة قبل أن‬
‫يتميز الذات عند الهو‪ ،‬وعند تكوين الذات تتجمع شحنات كبيرة من هذه الطاقة فيه‪،‬‬
‫وذلك ما يسمى الليبيدو الذاتي‪ ،‬وهي مرحلة نرجسية تتسم باالهتمام المفرط بالنفس‬
‫ونقص االهتمام باآلخرين‪ ،‬ثم تنبعث فيما بعد الشحنات الليبيدية من الذات إلى‬
‫الموضوعات‪ ،‬ولليبيدو موارد بدنية‪ ،‬إذ ينبثق من مناطق جسمية تغذيه بالطاقة‬
‫وتعرف بالمناطق الشبقية‪.‬‬
‫و مما هو جدير بالذكر أن هذه الشحنات الليبيدية إذا استمرت مع الفرد رغم‬
‫تخطيه التطور الليبيدو الطفولي (المراحل الفمية والشرجية والقضيبية‪ ،‬األوديبية) أي‬
‫أنه ثبت عليها فإن الفر د عندئذ يتسم بحب الذات المرضي وهو ما يسمى بالنرجسية‬
‫الباثولوجية أو المرضية‪.‬‬
‫ويرى "فرويد" أن انفصال الليبيدو عن موضوعاته مصدر لحالة باثولوجية‪،‬‬
‫في حين أن تحول ليبيدو الموضوع إلى ليبيدو الذات عملية نفسية سوية تتكرر بصفة‬
‫مستمرة‪ ،‬أي أن انسحاب ليبيدو الموضوع إلى األنا ال يولد المرض مباشرة‪ ،‬ولكن‬
‫في حين يرغم الليبيدو على االنفصال عن موضوعاته أثر موقف انفعالي على جانب‬
‫كبير من القوة والتأثير عندئذ ال يتسنى لليبيدو (وقد أصبحت نرجسية) أن تعود إلى‬
‫موضوعاتها‪ ،‬وهذه اإلعاقة التي تعنى بها الحركة الحرة لليبيدو هي ما يولد المرض‬
‫دون شك ‪.‬‬
‫كما يذكر "فرويد" أن اختيار الموضوع أو تطور الليبيدو بعد مرحلة نرجسية‬
‫قد يتخذ شكلين أو طرازين مختلفين هما‪ :‬الطراز النرجسي وفيه يختار اإلنسان‬
‫شخصا يشبهه ما أمكن ذلك كبديل لألنا نفسه كموضوع للحب‪ ،‬والطراز الكفلي وفيه‬
‫ينصب االختيار على أشخاص ال يستغني عنهم الفرد ألنهم يكفلونه ويقومون على‬
‫إرضاء حاجاته اليومية‪ ،‬والرأي لديه أن تثبيت الليبيدو تثبيتا قويا على الطراز‬
‫النرجسي في اختيار الموضوع سمة يتميز بها االستعداد الصريح‪.‬‬
‫ومن خالل عرض نظرية "فرويد" نرى بأنها تعرضت لتحديات كثيرة حيث‬
‫وصفت على أنها "أثر باق من أخطاء مفارقة تاريخية من القرن التاسع عشر‪ ،‬فهو‬
‫مفهوم بيولوجي غير صحيح"‪ ،‬ولكن هذا ال ينفي وجود مؤيدين ومدافعين عنها وأكثر‬
‫الدفاعات العنيفة للنظرية أتت من "رابابورت ‪ " Rappaport‬حيث ذكر أن مفهوم‬
‫"فرويد" لليبيدو مفهوم نوعي بصورة أساسية‪.‬‬
‫يشير الوصف الضطراب الشخصية النرجسية حسب التحليل النفسي إلى‬
‫تقدير الوالدين المبالغ فيه والغير الحقيقي مما يتثبت لديهم موضوع الحب في مرحلة‬
‫الطفولة وكنتيجة لهذا التثبيت تبدأ المرحلة النرجسية في النمو‪ ،‬وأكد "فرويد" حسب‬
‫ما جاء في (أنسام مصطفى السيد بظاظو‪ )49 :2011 ،‬على أن النرجسيين غير‬
‫قادرين على تكوين عالقات دائمة‪ ،‬نتيجة لإلشباع الغير كاف لالحتياجات النرجسية‬
‫الطبيعة في الطفولة‪ ،‬أو أنه ينتج من اإلشباع النرجسي الزائد أثناء مرحلة الطفولة‪،‬‬
‫وهذا التثبيت يتداخل مع النضج الطبيعي لألنا األعلى مؤديا لصعوبات في تنظيم‬
‫و ضبط تقدير الذات‪ ،‬أما التفسير الثاني هو أن االضطراب ينتج من التربية الخطأ أو‬
‫العالقات الموضوعية المضطربة التي تعد عامال هاما يقوي بشكل غير واقعي‬
‫صورة الفرد عن نفسه وبالتالي يتبعها االضطراب النرجسي‪.‬‬
‫ويركز "كوهت" و"كيرنبرج" في تحليل النرجسية المرضية حسب (يوب‬
‫أسماء‪ 87 :2013 ،‬بالتصريف) على أنها دمج مرضي لثالث مجموعات من‬
‫التمثالت التي تؤلف الذات العظمة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الموضوع المثالي‪ :‬وهي الصورة الخيالية ألحد الوالدين المحب والراضي‪.‬‬
‫‪ -‬الذات المثالية‪ :‬وهي الصورة الخيالية للطفل عن نفسه كشخص قوي وجميل‪.‬‬
‫‪-‬الذات الحقيقية‪ :‬وهي الجوانب المستحسنة للطفل والمدعمة بالخبرات المبكرة‪.‬‬
‫ويفسر "كيرنبرج" نشأة اضطراب الشخصية النرجسية حسب ذكر (يوب‬
‫أسماء‪ )88 :2013 ،‬بالعودة إلى مرحلة الطفولة حيث تكون مشاعر األم اتجاه طفلها‬
‫باردة وال تتسم بالتعاطف معه فيشعر بأنه غير محبوب‪ ،‬ويصيبه اإلحباط والشعور‬
‫بعدم التوافق والحرمان والفقدان ثم الغضب والكراهية التي يلحقها القلق والضجر‬
‫والخوف مما يتسبب في تحطيم العالقات الحميمية مع أقرب الناس إليه (أمه وأبوه)‪،‬‬
‫والتي تتطور إلى عدوانية اتجاههما ثم لعدوانية اتجاه العالم الخارجي‪ ،‬وعليه ستصبح‬
‫ذاته مرضية متضمنة جوانب الطموح المفرط وامتصاص الذات واالعتماد على‬
‫المدح وفراغ النفس وعدم الثقة بالذات وعدم التأكد من الهوية الشخصية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تعرض الطفل إلى بيئة غير مالئمة ومفككة‪.‬‬
‫وفقا لما سبق نستنتج أن "فرويد" وصف النرجسية بأنها مرحلة انتقالية لحب‬
‫الذات وشذوذ وانحراف ونمط الختيار الموضوع وخلص إلى أن النرجسية بالنسبة له‬
‫هي حب الذات المبالغ فيه‪ ،‬وبالتالي فإنه من خالل وصف مدرسة التحليل النفسي‬
‫الضطراب الشخصية النرجسية نجد أن النرجسية هي مؤشر مهم للثقة بالنفس‬
‫واالعتزاز بالذات واحترامها ولكن بحدود معينة وأن مسألة تجاوز الحدود باتجاه‬
‫الزيادة يؤدي إلى الغرور و بدوره الغرور المستمر يؤدي إلى النرجسية المرضية‪،‬‬
‫والعكس من ذلك صحيح إذ أن انخفاض درجة النرجسية يعني عدم ثقة الفرد بقدراته‬
‫وإمكاناته واحتقاره لنفسه مقارنة باآلخرين‪ ،‬وبهذا فإن أفضل مستويات النرجسية هي‬
‫المستوى المتوسط كما هو الحال في درجة حرارة جسم اإلنسان‪ ،‬زيادتها عن ‪37‬‬
‫درجة مئوية وانخفاضها عن ذلك المستوى يعتبر مؤشرا لحالة مرضية معينة وقولنا‬
‫لشخص ما أنه نرجسي يعني أن درجتها لديه عالية‪ .‬وقد طرح "كوهت"‬
‫و"كيرنبرج" تفاصيل عن مفهوم النرجسية المرضية من وجهة نظر تحليلية‬
‫معتبرينها نتيجة لعالقة باردة غير متعاطفة وغير ثابتة مع األبوين في مرحلة الطفولة‬
‫األولى ‪ ،‬وأنها تعويض مرضي على تلك المرحلة‪ ،‬وبين "كيرنبرج" أن اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية الشديد أو الخبيث ال يمكن عالجه بينما يمكن عالج الحاالت‬
‫المتوسطة أو الخفيفة‪.‬‬
‫من خالل العرض السابق للنظريات المفسرة الضطراب الشخصية النرجسية‪،‬‬
‫وكما هو الحال عند تفسير غالبية االضطرابات النفسية نجد أن كل نظرية حاولت‬
‫تفسير االضطراب وفقا لألساس الذي اعتمدت عليه في بناء نظريتها‪ ،‬حيث نجد أن‬
‫بعض النظريات ركزت على أهمية الخبرات المعرفية الخاصة التي تدعم معتقدات‬
‫النرجسي الخاطئة والمتمثلة في تفرده وأهمية ذاته وذلك كله من أجل الحصول على‬
‫غايات العلو والكمالية‪ ،‬في حين ركزت نظريات أخرى على أهمية البيئة والتنشئة‬
‫اال جتماعية الخاطئة المتبعة من طرف الوالدين اتجاه أوالدهم‪ ،‬كما فسرته نظريات‬
‫أخرى على أنه نتيجة لعالقة باردة غير متعاطفة وغير ثابتة مع األبوين فهو مرحلة‬
‫انتقالية لحب الذات المبالغ والشذوذ واالنحراف‪ ،‬صحيح أن كل نظرية فسرت‬
‫االضطراب على حدا إال أن هذا ال ينفي أنه ال يمكن االعتماد على نظرية واحدة‬
‫وإغفال النظريات األخرى‪ ،‬ألن ذلك ال يعطي مفهوما كامال وواضحا عن‬
‫االضطراب وكذا األسباب المؤدية إليه‪ ،‬لذلك فإنه من الضروري اإلطالع واالهتمام‬
‫بكل اآلراء والوجهات المعتمدة في تفسيره من أجل تحقيق فهم أفضل له‪.‬‬
‫‪ -)12‬التشخيص الفارقي‪:‬‬
‫حسب ذكر (عبد الرحمن إبراهيم‪ )101 :2006 ،‬أن الشخصية النرجسية‬
‫تتشابه فيما بينها مع شخصيات أخرى ‪ ،‬موضحا أن لكل من هاته الشخصيات كينونته‬
‫المنفصلة ‪ ،‬بحيث يفرق اضطراب الشخصية النرجسية عن االضطرابات التالية‪:‬‬
‫‪ -)1-12‬اضطراب الشخصية الهستيرية‪ « :‬الذي يتميز بعدم االستقرار واالنفعالية »‬
‫‪ -)2-12‬اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية‪ « :‬الذي يتميز بمشاعر عدم‬
‫الكمال »‪.‬‬
‫وقد حدد "برستين" في تصنيفه للشخصيات النرجسية حسب (عبد الرقيب‬
‫أحمد البحيري‪ 51 :1987 ،‬بالتصريف) أربع أنواع مختلفة من اضطرابات‬
‫الشخصية توجد لديها صفات الشخصية النرجسية موضحا أنه لكل منها خصائصه‬
‫وصفاته الفعلية وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -)1-12‬اضطراب الشخصية البارانويديا‪ « :‬الذي يتميز بالهوس وجنون العظمة‬
‫الكاذبة وتوقع االحتيال والخداع من اآلخرين »‪.‬‬
‫‪ -)2-12‬اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‪ « :‬والذي يتصف بالغش والخداع مع‬
‫نقص في مشاعر الذنب »‪.‬‬
‫‪ -)3-12‬اضطراب الشخصية االعتمادية‪ « :‬والذي يتسم بالنفوس الضعيفة‪ ،‬والتفكير‬
‫بطريقة ضعيفة ونقص المبادرة واالستقالل »‪.‬‬
‫‪ -)4-12‬اضطراب الشخصية االنعزالية‪ « :‬والذي يتميز بتقييم ذات منخفض‬
‫وتحقيرها »‪.‬‬
‫وعليه فإن "برستين" يرى بأنه يمكن أن نالحظ صفات الشخصية النرجسية‬
‫في أنماط الشخصية التالية‪ :‬الشخصية البارانويديا‪ ،‬المضادة للمجتمع‪ ،‬االعتمادية‬
‫واالنعزالية‪ ،‬وكل منها تختلف عن األخرى في شدة النرجسية من خالل اإلحساس‬
‫بالذات‪.‬‬
‫وفي نفس السياق يشير (عبد العزيز حدار‪ 84 :2013 ،‬بالتصريف) أن‬
‫الشخصية النرجسية تنتمي للمجموعة الثانية للمحور الثاني وفقا للدليل التشخيصي‬
‫الرابع لألمراض النفسية والعقلية رفقة الشخصية البينية والمضادة للمجتمع‬
‫والهستيرية‪ ،‬حيث تتقاطع معا في عدة سمات مرضية غير أن النرجسية تتميز عن‬
‫شخصيات م جموعتها بقدرتها على التحكم االنفعالي ما يجعلها قادرة على تحقيق‬
‫النجاح االجتماعي‪ ،‬كما ذكر أن الشخصية النرجسية والشخصية الهستيرية تتشابهان‬
‫في سمة حب الظهور وشد انتباه اآلخرين‪ ،‬موضحا أن التشخيص التفريقي بينهما‬
‫يكمن في كون أن النرجسية تتميز بالحاجة إلى التفوق والتعالي مقارنة بالهستيرية‪.‬‬
‫‪ -)13‬عالج اضطراب الشخصية النرجسية وكيفية التعامل مع هذه الشخصية‪:‬‬
‫‪ -)1-13‬العالج‪:‬‬
‫عادة ال يلجأ المصاب بالشخصية النرجسية للطبيب أو المختص طلبا للعالج‬
‫إال حال إصابته بأحد األمراض المصاحبة الضطراب شخصيته مثل القلق واالكتئاب‬
‫أو من مشاكل في عالقته مع اآلخرين وبالذات المقربين منه ‪.‬‬
‫فحسب (مصطفى شكيب‪ )28 :2007 ،‬قد يكون العالج النفسي فعاال رغم‬
‫صعوبته البالغة‪ ،‬ألن الشخصية النرجسية ال تعترف أصال بمرضها كي تزور‬
‫المعالج‪ ،‬لذلك غالبا ما تأتي إلى العالج بواسطة التدخالت العائلية‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يكون العالج اإلدراكي السلوكي فعاال لتغير طرق التفكير الهدامة وخلق صورة ذاتية‬
‫واقعية‪ ،‬إضافة إلى المعالجة النفسية الفردية الهادفة لالستبصار أو التحليل النفسي‬
‫والمعالجة الجماعية‪ ،‬ويشير أيضا إلى أنه قد يستدعي دخول المريض المستشفى حين‬
‫يبدي اكتئابا شديدا أو ذهانا‪ ،‬أما عن األدوية فهي ليست فعالة على المدى الطويل‪،‬‬
‫ولكن تستعمل لعالج أعراض القلق واالكتئاب‪.‬‬
‫أما (أنسام مصطفى السيد بظاظو‪ 81 :2011 ،‬بالتصريف) تذكر أن الطرق‬
‫العالجية النفسية المعاصرة لهذا النوع من الشخصيات ترتكز بشكل أساسي على‬
‫تقنيات العالجات التالية‪:‬‬
‫‪ -)1-1-13‬العالج التحليلي‪ :‬يشير هذا النوع من العالجات إلى مدى شدة وقوة‬
‫دفاعات التحويل لدى النرجسي‪ ،‬وأنه يمكن مساعدة المريض للتغلب على الحفزات‬
‫العدوانية والليبيدية بدفع المحلل في عالقة مع المريض حتى يترك حالة االنفراد‬
‫باالرتباط بالمحلل من خالل تفسير قوة التدمير التي يعاني منها المريض‪ ،‬وتكون‬
‫سببا في شعوره باالنعزال وعدم االستقرار مما يسهل مشاعر الحب تجاه المحلل‪.‬‬
‫كما يمكن اإلشارة إلى أنه رغم ارتباط النرجسية بتاريخ إكلينيكي عريق‬
‫متأصل في التحليل النفسي وأسلوبه العالجي في التعامل مع النرجسية كاضطراب‪،‬‬
‫إال أنه ال ي زال بحاجة إلى عالجات أخرى ترتبط بالتعامل مع النرجسية والصعوبات‬
‫البين شخصية بها‪ ،‬والمداخل الوظيفية واالجتماعية واألسرية لها‪ ،‬حيث أن في‬
‫التحليل النفسي يمكن تعريف عظمة النرجسي بأنها قناع يختفي وراءه مشاعر نقص‬
‫الثقة بالذات التي تدفعه دائما إلى انشغاله بالحفاظ على مفهوم ذات إيجابي وتقدير ذات‬
‫مرتفع‪.‬‬
‫‪ -)2-1-13‬العالج البين شخصية‪ :‬يرى "بينجامين" أن التدخل العالجي الضطراب‬
‫الشخصية النرجسية يتوقف على إذا ما كان النرجسيون يظهرون االستعداد لتعلم‬
‫وتساعدهم على أن يشاركوا‬ ‫النماذج التي تجعلهم أكثر تكيفا مع الناس‪،‬‬
‫اآلخرين وجدانيا‪ ،‬ولتصبح ذواتهم أكثر تنظيما‪ .‬وكذلك فإن العالج البين شخصي‬
‫يساعدهم على أن تنعكس صورة اآلخرين لديهم‪ ،‬ومن ثم يصبحون قادرين على‬
‫تثبيت التعاطف بداخلهم مع الناس‪ ،‬وتقل لديهم العظمة‪ ،‬والشعور بالكمال‪ ،‬وحسد‬
‫اآلخرين على نجاحهم ويكون أيضا لديهم تأكيد ذاتي إيجابي وتعلم المشاركة‬
‫الوجدانية من خالل توظيف وانعكاس الكلمات والسلوكيات الفعلية للفرد إلظهار ما‬
‫لديه من مشاعر غضب وانسحاب‪.‬‬
‫‪ -)3-1-13‬العالج األسري و الزواجي‪ :‬يشمل العالج األسري الوصول إلى الدوافع‬
‫التي تحرك رغبة الفرد لالنفراد بذاته‪ ،‬وتوجيه استجابات وردود أفعال األسرة اتجاه‬
‫أبنائها ليكون هناك فرصة لالتصال والتدعيم الجيد المشترك بينهم وبين المعالج‪ ،‬وهو‬
‫أيضا يهدف إلى عالج النظام األسري وتحديد األزمات التي تواجهها‪ ،‬وضرورة‬
‫مساعدة المعالج في إيجاد المشاركة الوجدانية وتتحدد جلسات العالج األسري‬
‫أسبوعيا‪ ،‬ولمدة (‪ )90‬دقيقة للجلسة مع جميع أفراد األسرة‪ ،‬ويستمر العالج لمدة عام‬
‫أو أكثر‪ ،‬أما العالج الزواجي للنرجسيين من األزواج فيصفه "بيركويتز" بأنه مبني‬
‫على رؤية "كوهت" عن القابلية لإلصابة باالضطراب النرجسي‪ ،‬واحتياجات الذات‬
‫وتوحدها‪ ،‬ويأتي الزوجان معا في جلسات أسبوعية تتراوح من (‪ 75‬إلى ‪ )90‬دقيقة‪،‬‬
‫حيث تصمم الجلسات العالجية في محيط بيئي مستقر ويشير "سولومون" إلى‬
‫االتصال المشوه باآلخرين لدى النرجسيين سواء الذي بوعي منهم أو بدون وعي هو‬
‫أساس للصراع الزوجي بينهما‪ ،‬كما يؤكد على الذات التعاطفية للمعالج مع المرضى‬
‫كأداة أساسية لنجاح العالج‪.‬‬
‫في حين يرى (عبد الرحمن إبراهيم‪ )103 :2006 ،‬أن عالج اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية يرتكز على‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المعالجة النفسية الفردية الموجهة ديناميا أو التحليل النفسي هي المعالجات‬
‫المستطبة لمرض هذا االضطراب‪.‬‬
‫‪ -2‬تستطب معالجة المريض في المشفى حين يبدي اكتئابا شديدا أو مرضا نفسيا أو‬
‫ذهانيا‪.‬‬
‫‪ -3‬المعالجة الجماعية (على الرغم من أن الشخصيات النرجسية غالبا ما تتجنب‬
‫ذلك)‪.‬‬
‫‪ -)2-13‬كيفية التعامل مع هذه الشخصية‪:‬‬

‫على حسب (وليد بن سالم القرشي‪ 100 :2013 ،‬بالتصريف) أن التعامل مع‬
‫الشخص النرجسي يجب أن يكون حازما في حالة ما إذا تعدى حدوده ‪ ،‬ومدح مواطن‬
‫القوة لديه‪ ،‬وعدم إنقاذه ولكن يجب توجيهه برفق‪ ،‬كما ذكر أيضا أنه من األسلم‬
‫االبتعاد عن التعامل مع مثل هذه الشخصية‪.‬‬

‫وعليه نستخلص من خالل ما سبق في هذا الفصل أن اضطراب الشخصية‬


‫النرجسية هو حالة نفسية تتجسد لدى الفرد باألنانية وحب الذات وعشقها وتضخيمها‪،‬‬
‫بحيث يعاني من إحساس مرضي بأهميته وحاجاته الدائمة إلى إطراء اآلخرين على‬
‫ما يقوم بفعله وأنه مثال لإلعجاب‪ ،‬وهذا النوع من اضطرابات الشخصية متعلق‬
‫بأسباب عدة تساهم في ظهوره ونموه وتطوره‪ ،‬أهمها التنشئة االجتماعية في مراحل‬
‫النمو المختلفة خاصة مرحلة الطفولة‪ ،‬إضافة إلى األفكار واالعتقادات الخاطئة وغير‬
‫واقعية التي تسيطر على المصاب به‪ ،‬فهاته الشخصية تعرف على أنها شخصية‬
‫عنيدة ال تعترف بأخطائها وال تتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الرابع‪ :‬منهجية الدراسة الميدانية‬

‫‪ -)1‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬
‫‪ -)1-1‬الغرض من الدراسة االستطالعية‪.‬‬
‫‪ -)2-1‬تحديد حالة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)3-1‬مكان وزمان إجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)4-1‬تحديد المنهج واألدوات المستعملة في الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)5-1‬االستنتاجات الخاصة بالتصور العام للدراسة‪.‬‬

‫‪ -)2‬الدراسة األساسية‪:‬‬
‫‪ -)1-2‬حالة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)2-2‬أدوات الدراسة‪.‬‬
‫‪ -)1-2-2‬دراسة الحالة‪.‬‬
‫‪ -)2-2-2‬المقابلة العيادية‪.‬‬
‫‪ -)3-2-2‬المالحظة اإلكلينيكية‪.‬‬
‫‪ -)4-2-2‬اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫إن القيام بأي بحث علمي يتطلب تتبع مجموعة من الخطوات العلمية‬
‫والمنهجية من أجل الوصول إلى نتائج أكثر مصداقية‪ ،‬ولعل أهم خطوة من هذه‬
‫الخطوات أن نقوم بدراسة أولية مبدئية ودراسة أساسية على عينة الدراسة والتي‬
‫سيتم تناولها في هذا الفصل‪ ،‬والدراسة المبدئية هي ما تسمى بالدراسة االستطالعية‪،‬‬
‫وذلك بعرض الهدف من الدراسة االستطالعية‪ ،‬تحديد حالة الدراسة‪ ،‬مكان وزمان‬
‫إجراء الدراسة‪ ،‬وتحديد المنهج وأدوات الدراسة‪ ،‬أما الدراسة األساسية فتعتبر خطوة‬
‫ضرورية في البحوث العلمية‪ ،‬فمن خاللها يتمكن الباحث من جمع المعلومات‬
‫و البيانات عن عينة بحثه أو موضوعه‪ ،‬مع االعتماد على بعض الخطوات للوصول‬
‫إلى نتائج دقيقة ومعتمدة منها‪ :‬دراسة الحالة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬المالحظة واالختبارات‬
‫النفسية‪ ،‬وفيما يلي عرض مفصل لكل دراسة على حدا‪.‬‬
‫‪ -)1‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬
‫‪ -)1-1‬الغرض من الدراسة‪:‬‬
‫تعتبر الدراسة االستطالعية أمر جد مهم في بناء البحث‪ ،‬فإهمالها يفقده أحد‬
‫العناصر األساسية فيه‪ ،‬من حيث أنها تكتسي أهمية بالغة في البحث العلمي‪ ،‬فهي‬
‫تعتبر دراسة أولية له‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق الفرضية المطروحة‪ ،‬وذلك من خالل جمع‬
‫المعلومات حول الحالة المراد دراستها أو موضع الدراسة‪:‬‬
‫كون أن موضوع بحثنا هذا هو الشخصية النرجسية‪ ،‬فإن دراستنا‬
‫االستطالعية تم إجرائها في المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة" وكذا‬
‫في الجامعة المركزية للدكتور "الطاهر موالي" بوالية سعيدة‪.‬‬
‫وقد دامت هذه الدراسة االستطالعية حوالي (‪ )02‬شهرين‪ ،‬حيث بدأت منذ‬
‫شهر جانفي ‪ 2014‬إلى غاية شهر مارس ‪ ،2014‬وكانت عبارة عن البحث عن‬
‫الحالة المناسبة للدراسة والتي تتوفر على المتغيرات المراد دراستها في البحث‪،‬‬
‫و المتمثلة في الحالة المصابة باضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬حيث تمكنا من إيجاد‬
‫حالتين (‪ )02‬تخدمان موضوع البحث‪ ،‬وذلك من خالل توزيع مجموعة من‬
‫االستمارات عن الشخصية النرجسية المأخوذة من الدليل التشخيصي الرابع‬
‫لالضطرابات النفسية والعقلية ‪ DSM4‬على مجموعة من العمال في المؤسسة‬
‫اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة"‪ ،‬وكذا على مجموعة من طلبة الجامعة‬
‫تخصص لغات أجنبية‪ ،‬وتمكنت من جمع المعلومات عنهما من طرف صديقاتهما‬
‫وكذلك من الحالتين نفسهما‪ ،‬وذلك عن طريق المنهج العيادي المتمثل في المقابلة‬
‫العيادية والمالحظة اإلكلينيكية‪ ،‬ثم تطبيق اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -)2-1‬تحديد حالة الدراسة‪:‬‬
‫يتطلب أي بحث علمي تحديد حالة الدراسة المراد إجراء البحث عليها‪ ،‬حيث‬
‫أجريت الدراسة الحالية على الحاالت بالجامعة المركزية للدكتور "الطاهر موالي"‬
‫وكذا المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة" بوالية سعيدة‪ ،‬وكانت حالتين‬
‫فقط نظرا لعدم إيجاد حاالت تنطبق عليها متغيرات البحث الحالي‪ ،‬والمتمثلة في حالة‬
‫تعاني من اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)3-1‬مكان وزمان إجراء الدراسة‪:‬‬
‫‪ -)1-3‬مكان الدراسة‪:‬‬
‫طبقت هذه الدراسة في مكانين مختلفين األول كان في جامعة الدكتور "طاهر‬
‫موالي"‪ ،‬و الثاني في المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة" بوالية سعيدة‪،‬‬
‫وكان الهدف من هذا اإلجراء األولي هو تطبيق محك اضطراب الشخصية النرجسية‬
‫المأخوذ من الدليل التشخيصي الرابع لألمراض العقلية والنفسية ‪ ،DSM4‬وذلك من‬
‫أجل إيجاد حالة تعاني أو لديها سمات هذا النوع من اضطرابات الشخصية أال وهو‬
‫اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)2-3‬زمان الدراسة‪:‬‬
‫بدأت هذه الدراسة بتاريخ ‪ 04‬جانفي ‪ 2014‬وانتهت بتاريخ ‪ 10‬مارس‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -)4-1‬تحديد المنهج واألدوات المستعملة في الدراسة‪:‬‬
‫‪ -)1-4-1‬منهج البحث‪:‬‬
‫يعتبر المنهج المستخدم في البحث هو أساس لكل دراسة علمية فهو يكسب‬
‫البحث طابعه العلمي‪ ،‬من حيث أنه هو الذي يحدد مدى موضوعية البحث العلمي‪،‬‬
‫والباحث هو الذي يعي ويعرف كيف يختار المنهج المناسب لموضوعه ألن نتائج‬
‫بحثه تقوم أساسا على نوعية المنهج المستعمل‪ ،‬وعليه فإن المنهج المتبع في الدراسة‬
‫الحالية هو المنهج العيادي الوصفي‪ ،‬إذ أنه هو الطريقة التي غالبا ما يتجه إليها‬
‫المختص اإلكلينيكي في دراسته معتمدا على طريقة دراسة الحالة‪ ،‬المقابالت‬
‫العيادية‪ ،‬المالحظة اإلكلينيكية‪ ،‬واالختبارات النفسية‪ ،‬باعتباره المنهج الذي يستهدف‬
‫تشخيص ووصف وكذا عالج أو توجيه من يعانون من مشكالت سلوكية‬
‫واضطرابات نفسية‪ ،‬أو اضطرابات في الشخصية‪ ،‬حيث أتبت بالفعل أن الحالة لديها‬
‫اضطراب في الشخصية والمتمثل في اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬وذلك ألن عدد‬
‫إجاباتها على المحك المأخوذ من الدليل التشخيصي الرابع لالضطرابات النفسية‬
‫والعقلية ‪ DSM4‬كانت فوق الخمسة (‪" )05‬نعم" أي ‪.09/07‬‬
‫‪ -)2-4-1‬تقنيات وأدوات البحث‪:‬‬
‫التقنيات المعتمدة في هذا البحث لجمع المعلومات حول عينة الدراسة هي‪:‬‬
‫دراسة الحالة والمقابالت العيادية‪ ،‬والمالحظة اإلكلينيكية‪ ،‬وكذا محك اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية‪ ،‬باإلضافة إلى اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -)5-1‬االستنتاجات الخاصة بالتصور العام للدراسة‪:‬‬
‫بعد التطرق لإلجراءات المنهجية للدراسة االستطالعية وانطالقا من التعرف‬
‫على خصائص الحالة يمكن القول أن مكان الدراسة االستطالعية هو نفس مكان‬
‫الدراسة األساسية والمتمثل في المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة"‪،‬‬
‫بحيث أننا استعملنا نفس االختبار (الرورشاخ) ونفس المحك ألنه يساعدنا في الكشف‬
‫عن اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬

‫‪ -)2‬الدراسة األساسية‪:‬‬
‫‪ -)1-2‬حالة الدراسة‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬ملخص حالة الدراسة‬
‫التخصص‬ ‫مكان الدراسة‬ ‫المستوى‬ ‫السن‬ ‫الجنس‬ ‫االسم‬
‫التعليمي‬
‫المؤسسة اإلستشفائية لغات أجنبية‬ ‫السنة الثالثة‬ ‫‪23‬‬ ‫أنثى‬ ‫(ن)‬
‫(لغة‬ ‫المتخصصة "حمدان‬ ‫جامعي‬ ‫سنة‬
‫فرنسية)‬ ‫بخثة"‬
‫‪ -‬التعليق على الجدول‪:‬‬
‫تم إجراء الدراسة األساسية مع الحالة (ن) التي تبلغ من العمر ‪ 23‬سنة‪ ،‬أنثى‬
‫تدرس في الجامعة المركزية للدكتور " الطاهر موالي" تخصص لغة فرنسية في‬
‫المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة" كونه مكان هادئ وال يحتوي على‬
‫أي مثيرات أو ضجيج‪ ،‬حيث دامت هذه الدراسة حوالي شهر (‪ ،)01‬بدأت بتاريخ ‪16‬‬
‫مارس ‪ 2014‬وانتهت في يوم ‪ 17‬أفريل ‪.2014‬‬
‫‪ -)2-2‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -)1-2-2‬دراسة الحالة‪:‬‬
‫إن دراسة الحالة ساعدتنا على جمع المعلومات والبيانات ‪ ،‬وكذا في إعطائنا‬
‫صورة واضحة عن الشخصية باعتبارها وسيلة شاملة ودقيقة بحيث توفر معلومات‬
‫تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫حيث تضمنت الموضوعية في اختيار الحالة وفي جمع المعلومات والبيانات‬
‫الالزمة ومن ثم تحليلها وتفسيرها‪ ،‬فهي تكشف عن واقع حياة الحالة‪ ،‬أي منذ الميالد‬
‫حتى الوقت الحالي‪.‬‬
‫والهدف من دراسة هذه الحالة هو تسهيل التشخيص‪.‬‬

‫‪ -)2-2-2‬المقابلة العيادية‪:‬‬
‫هي تقنية ذات فعالية لنيل وجمع المعلومات المرغوب فيها‪ ،‬وتتمثل في‬
‫التفاعل والثقة المتبادلة بين األخصائي والحالة وهي تتم وجها لوجه‪ ،‬من حيث أنها‬
‫تتيح للحالة التعبير عن آرائها وأفكارها‪ ،‬واتجاهاتها وإعطائها الحرية التامة في‬
‫اإلفصاح عن ما يدور في تفكيرها‪ ،‬وكذا تهدف إلى جمع المعلومات من أجل‬
‫الوصول إلى حل للمشكلة‪ ،‬والتحقق من صحة الفرضية‪ ،‬كما أنها تساعد األخصائي‬
‫من حيث مالحظة ردود أفعال المفحوص من إيماءات وسلوكات وفيها‪:‬‬
‫أ)‪ -‬المقابلة الموجهة‪:‬‬
‫وهي ترتكز على نمط سؤال جواب أي أن المفحوص يكون ملزما على‬
‫اإلجابة حسب السؤال فقط‪ ،‬فهي تعتمد على فقرات مرتبة‪ ،‬وثابتة‪ ،‬ومعدة مسبقا بحيث‬
‫يكون المفحوص مقيد باإلجابة على السؤال يا إما بـــــــــ "نعم" أو يا إما بــــــــــ‬
‫"ال"‪ ،‬والتي استعملنا فيها محك يحتوي على أسئلة تم تحديدها مسبقا‪ ،‬وهي متعلقة‬
‫باضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫ب)‪ -‬المقابلة النصف موجهة‪:‬‬
‫يرتكز هذا النوع من المقابالت على نمط سؤال جواب‪ ،‬ولكن اإلجابات تكون‬
‫موسعة‪ ،‬تدفع بالفاحص للمناقشة‪ ،‬وهي تستخدم أسئلة مقيدة وأخرى مفتوحة حسب‬
‫طبيعة الموضوع‪ ،‬إذ يتطلب ه ذا األخير بيانات واضحة معروفة سابقا في حين يبقى‬
‫الجزء المتبقي من مجموعة األسئلة المراد تجميعها غير خاضع للسيطرة‪ ،‬والتي قمنا‬
‫فيها بإعداد دليل المقابلة والذي يحتوي على خمس (‪ )05‬محاور هي‪:‬‬
‫‪ -‬المحور األول‪ :‬خاص بالمعلومات الشخصية ( البيانات األولية)‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني و الثالث و الرابع و الخامس‪ :‬خاص بالفرضية المطروحة‬
‫(الصياغة) (أنظر الملحق ‪.)01‬‬
‫فالمقابلة النصف موجهة فيها أسئلة متعددة‪ :‬منها المغلقة‪ ،‬المفتوحة‪ ،‬والنصف‬
‫مفتوحة‪.‬‬

‫ج)‪ -‬المقابلة غير موجهة (الحرة أو المفتوحة)‪:‬‬


‫أكثر ما يميز هذا النوع من المقابالت أنها أكثر ليونة وحرية في طرح األسئلة‬
‫وكذلك في اإلجابة عنها‪ ،‬فالفاحص يتكلم أقل قدر ممكن وبذلك يترك الحرية‬
‫للمفحوص في اختيار الموضوع والتعبير عن آرائه واتجاهاته‪ ،‬وكذا التفريغ والكشف‬
‫عن مشاعره وأحاسيسه‪ ،‬واألخصائي يكون كمصغي بدون تدخالت‪ ،‬وذلك عند‬
‫إجراء اختبار "الرورشاخ" الذي يتطلب التعبير حول محتوى لوحات االختبار بكل‬
‫حرية ومن دون تدخل من قبل الفاحص‪.‬‬
‫‪ -)3-2-2‬المالحظة اإلكلينيكية‪:‬‬
‫تعتبر المالحظة اإلكلينيكية من التقنيات المساعدة في عملية الحصول على‬
‫المعلومات والمعطيات وهي تتطلب الدقة والموضوعية في مالحظة السلوكات‬
‫واإليماءات التي تصدر عن الحالة وتسجيلها مباشرة كما هي في الواقع‪.‬‬
‫فهي تعين وتساعد في فهم طبيعة األعراض‪ ،‬وكذا اإلحاطة بالموضوع‪ ،‬وقد‬
‫تستعمل أثناء المقابلة أو عند تطبيق االختبارات النفسية‪.‬‬
‫‪ -)4-2-2‬االختبارات النفسية‪:‬‬
‫تم االعتماد في هذه الدراسة على اختبار "الرورشاخ"‪ ،‬الذي يهدف إلى قياس‬
‫وتحديد طبيعة ومستوى بعض جوانب شخصية المفحوص وتشمل‪ :‬الجوانب المعرفية‬
‫والعقلية‪ ،‬والجوانب الوجدانية واالنفعالية‪ ،‬وفاعلية األنا‪.‬‬
‫أ)‪ -‬تعريف اختبار الرورشاخ‪:‬‬
‫هو اختبار من بقع الحبر‪ ،‬اكتشفه (رورشاخ هرمان ‪Hermann,‬‬
‫‪ )Rorschach‬عام ‪1920‬م‪ ،‬والذي يسمح ليس فقط بدراسة الخيال ولكن بإقامة‬
‫تشخيص نفسي للشخصية عند الطفل‪ ،‬المراهق والراشد‪ ،‬تجعل دقة األداء من الممكن‬
‫الكشف عن مؤشرات خفية تظهر سيرورات لم تتمكن المالحظة والمقابلة من‬
‫إظهارها عند الفرد‪ ،‬سواء تعلق األمر بسيرورات مرضية في طريق التكوين أو‬
‫بعناصر تحمل تطورا جيدا على مستوى الشخصية‪ ،‬هذا االختبار يسمح إذا بتقييم‬
‫دينامي للموارد الحالية والخفية للفرد ونقاط ضعفه‪.‬‬
‫فحسب (جياللي سليمان‪ )79 :2012 ،‬أن اختبار "الرورشاخ" يدخل ضمن‬
‫االختبارات اإلسقاطية التي تسهل التفريغ في مادة االختبار لكل ما يرفض الفرد أن‬
‫يكون‪ ،‬وكل ما يحس به أنه سيئ أو من نقاط ضعفه‪ ،‬وأنها تجعل الفرد ينتج‬
‫بروتوكول إجابة حيث أن بنية هذا البروتوكول تطابق بنية الشخصية‪ .‬وتسمح المادة‬
‫اإلسقاطية المتحصل عليها من فهم نوعية العالقة مع الواقع‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫بالوقوف على إمكانية الفرد إلدماج واقعه النفسي في نظامه الفكري‪ ،‬إذ يجد هذا‬
‫األخير نفسه أمام ضغوط داخلية وخارجية فيتبين لنا كيف يواجه عالمه الداخلي‬
‫ومحيطه الخارجي‪.‬‬
‫ب)‪ -‬مادة االختبار‪:‬‬
‫اختبار "الرورشاخ" عبارة عن عشر (‪ )10‬بقع من الحبر مطبوعة على‬
‫بطاقات من الورق المقوى من قياس ‪ 17‬في ‪ 24‬سم‪ ،‬بعض هذه البطاقات ملون‬
‫وبعضها أسود وأبيض على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬البطاقات (‪ )07 ،06 ،05 ،04 ،01‬ليست ملونة وهي عبارة عن درجات مختلفة‬
‫من اللون األسود والرمادي‪.‬‬
‫‪ -‬البطاقات (‪ )03 ،02‬مطبوعة باللون األحمر واألسود‪.‬‬
‫‪ -‬البطاقات (‪ )10 ،09 ،08‬مطبوعة بألوان متعددة‪.‬‬
‫ج)‪ -‬تطبيق االختبار‪:‬‬
‫‪ -‬شروط التطبيق‪:‬‬
‫جاء في (جياللي سليمان‪ )80 :2012 ،‬أن شروط تطبيق اختبار "الرورشاخ"‬
‫تتحدد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب توفير جو هادئ للمفحوص‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الفاحص يقظا‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة وعدم التدخل إال للضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب معرفة سبب الفحص‪.‬‬
‫‪ -‬في إطار حصيلة الفحص النفسي أو مجموعة من االختبارات‪ ،‬ال يجرى اختبار‬
‫"الرورشاخ" بعد اختبار "تفهم الموضوع" ألن التعليمة في هذا األخير تتعلق بتكوين‬
‫قصة قد يحتفظ بها الفرد في ذهنه عند تطبيق اختبار "الرورشاخ"‪.‬‬
‫‪ -‬إن شيوع االختبارات النفسية جعل بعض األشخاص يظنون أنهم يعرفون ما يعنيه‬
‫االختبار خاصة أنهم قد يعتبرونه للمجانين لهذا يستحسن أخد الوقت الضروري‬
‫لتعديل هذه الوضعية بدال من تطبيق االختبار والفرد يعمل بهذه الفكرة‪.‬‬
‫‪ -‬و من المستحسن إقامة عالقة جيدة أو اتصال جيد مع الفرد وكسب ثقته من خالل‬
‫مقابلة قصيرة‪ ،‬مع الطفل يمكن استعمال اللعب أو نطلب منه رسم حر‪ ،‬ويجب تجنب‬
‫الحديث معه عن االضطراب أو المشاكل التي يعاني منها‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية التطبيق‪:‬‬
‫يطبق اختبار "الرورشاخ" على األطفال و المراهقين والراشدين ويتم ذلك‬
‫خالل مرحلتين أو ثالثة في بعض األحيان‪.‬‬
‫األولى وهي مرحلة التطبيق وتتمثل في تقديم لوحات االختبار للمفحوص‬
‫الواحدة تلوى األخرى إلى أن تنتهي كل اللوحات ويقوم الفاحص بتدوين ومالحظة‬
‫كل سلوك صادر عن هذا األخير مع تسجيل زمن الرجع الخاص بكل لوحة والمدة‬
‫المستغرقة فيها‪.‬‬
‫ثم تأتي بعدها مرحلة التحقيق وهي ال تقل أهمية عن سابقتها حيث يعيد‬
‫الفاحص فيها تقديم اللوحات الواحدة تلوى األخرى للمفحوص أو تلك التي يحتاج فيها‬
‫إلى توضيحات معينة بهدف تحديد العناصر ذات األهمية في التنقيط وتحليل‬
‫البروتوكول‪ ،‬إذ يساعد التحقيق على حصر الدينامية النفسية للشخصية التي دفعت‬
‫الفرد إلعطاء تلك االستجابات‪.‬‬
‫أما المرحلة الثالثة للتطبيق فهي اختبار الحدود والتي ينتقل إليها الفاحص‬
‫عندما ينعدم أو ينقص نمط معين من اإلجابات في البروتوكول كقلة اإلجابات الشائعة‬
‫أو انعدام التصورات البشرية أو انعدام نمط معين من طرق التناول أو حتى غياب‬
‫االستجابات اللونية في اللوحات الثالثة األخيرة‪.‬‬
‫و في األخير ينتقل الفاحص إلى اختبار االختيارات حيث يطلب من الفرد أن‬
‫يريه اللوحتين اللتين تعجبانه أكثر واللوحتين اللتين ال تعجبانه‪ ،‬كما يطلب منه تبرير‬
‫اختياره‪.‬‬
‫إن تطبيق اختبار "الرورشاخ" عملية متواصلة وليست متقطعة‪ ،‬فالفاحص‬
‫منشغل منذ ب داية التطبيق باإلنصات للمفحوص وتدوين استجاباته وتسجيل زمن‬
‫الرجع وزمن اللوحة وزمن الكلي للبروتوكول‪ ،‬كما أنه يالحظ سلوك وإيماءات‬
‫المفحو ص باستمرار‪ ،‬فال تكاد تنتهي مرحلة حتى تبدأ مرحلة التي تليها دون أن يكون‬
‫هناك حاجز زمني يفصل بين مرحلة وأخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تعليمة االختبار‪:‬‬
‫تقدم تعليمة اختبار "الرورشاخ" تبعا لكل مرحلة من مراحل التطبيق‬
‫(جياللي سليمان‪ )82 :2012 ،‬أنه على اختالف أنواع‬ ‫المذكورة سابقا فحسب‬
‫تعليمة اختبار "الرورشاخ" فهي تنبه المفحوص لإلدالء بما يراه في لوحات االختبار‪.‬‬
‫وهناك عدة تعليمات نذكر منها‪" :‬سوف أريك عشر لوحات‪ ،‬عليك أن تقول‬
‫فيما تجعلك تفكر فيه‪ ،‬وما الذي يمكن أن تتخيله انطالقا من هذه اللوحات"‪.‬‬
‫‪ -‬األدوات‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقات الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -‬مصور لبقع الحبر لتحديد المواقع التي تستثير استجابات المفحوص‪.‬‬
‫‪ -‬ساعة توقيت‪.‬‬
‫‪ -‬استمارة تسجيل االستجابات‪.‬‬
‫‪ -‬صحيفة التقييم حي ث تفرغ بها تقديرات االستجابات ومجاميع التقديرات المختلفة‬
‫ونسبها المختلفة إلى بعضها وفق قواعد بنيت على نتائج الدراسات وهذا حسب ما‬
‫جاء في (حسين عبد الفتاح‪.)09 :2003 ،‬‬
‫‪ -‬التنقيط‪:‬‬
‫‪ -)1‬التقييم الكيفي‪ :‬كل إجابة على لوحات "الرورشاخ" يجب أن تقيم حسب‬
‫ثالث معايير تصنيف رئيسية‪ ،‬وذلك على أساس األسئلة التالية وفق ما جاء في‬
‫(جياللي سليمان‪:)82 :2012 ،‬‬
‫‪ -‬ما هو نمط إدراك البقعة؟ هل أدركت كلها أو جزء منها؟‬
‫‪ -‬ما هو المحدد الذي أثار اإلجابة؟ الشكل‪ ،‬اللون‪ ،‬الحركة؟‬
‫‪ -‬ما هو محتوى اإلجابة؟ إنساني‪ ،‬حيواني‪ ،‬تشريحي‪ ،‬جغرافي‪......‬؟ هل هي إجابة‬
‫شائعة أم أصلية؟‬
‫يقوم الفاحص في هذه المرحلة بترجمة استجابات المفحوص إلى رموز و‬
‫وضع ما يقوله هذا األخير في صورة مختصرة متفق عليها‪ ،‬ولم تدخل تعديالت‬
‫كبيرة على الرموز التي وضعها (هارمان رورشاخ ‪)Hermann, Rorschach‬‬
‫بنفسه ومعظم هذه الرموز تشكل الحرف األول أو مجموعة من األحرف األولى من‬
‫الكلمة التي تصنف نمط االستجابة والتي تمثل مكون من مكونات االختبار‪.‬‬
‫‪ -)2‬التقييم الكمي‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من تقييم االستجابات يقوم المصحح بجمع عدد اإلجابات المتعلقة‬
‫بكل معيار ثم يعد مختلف النسب وينشأ مجموعة العالقات مختصرة في صيغة خاصة‬
‫للمفحوص التي نجد منها نمط اإلدراك‪ ،‬نمط الرجع الداخلي‪ ،‬النسبة المئوية لإلجابات‬
‫الحيوانية‪ ،‬كل هذه التقييمات العددية والتي تضاف إليها مجموعة معايير دالة رقمية‬
‫(الصدمة‪ ،‬الرفض‪ ،‬المثابرة‪ ،‬المالحظات الوصفية) تكتب على جدول من خالله يقوم‬
‫الفاحص بتكوين المخطط النفسي‪.‬‬
‫انطالقا من الدراسة الميدانية يمكننا القول أننا‪:‬‬
‫‪ -‬اعتمادنا في دراستنا على حالة واحدة بعدما كانت حالتين وذلك نظرا لعدم تقبل‬
‫إحداهما العمل معنا‪.‬‬
‫‪ -‬المكان الذي قامت عليه الدراسة األساسية هو المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة‬
‫"حمدان بخثة" كونه مكان مناسب للدراسة‪ ،‬وخالي من المثيرات‪ ،‬ويتوفر على جو‬
‫هادئ ومهيأ للحالة أثناء الدراسة وذلك أثناء إجراء المقابالت‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا لمختلف جوانب الشخصية التي يهدف اختبار "الرورشاخ" إلى تحديد‬
‫طبيعتها ومستواها سوف نعتمد عليه في الدراسة األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬باعتبار تطبيق الرورشاخ عملية متواصلة وغير متقطعة تم االعتماد عليه وتطبيقه‬
‫مرتين على الحالة وذلك من أجل الوصول إلى توضيحات تساعدنا في عملية تحديد‬
‫العناصر ذات األهمية في التنقيط وتحليل البروتوكول‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬دراسة الحالة‪.‬‬

‫‪ -)01‬عرض الحالة‪.‬‬
‫‪ -)02‬التشخيص‪.‬‬
‫‪ -)03‬الدراسة القياسية‪.‬‬
‫‪ -)04‬ملخص حول الحالة‪.‬‬

‫‪ -)1‬عرض الحالة‪:‬‬
‫‪ -)1-1‬تقديم الحالة‪:‬‬
‫‪ -‬االسم‪( :‬ن)‪.‬‬
‫‪ -‬الجنس‪ :‬أنثى‪.‬‬
‫‪ -‬السن‪ 23 :‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬السكن‪ :‬مع العائلة بوالية سعيدة‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة المدنية‪ :‬عزباء‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى المعيشي‪ :‬فوق المتوسط (جيد)‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة المرضية‪ :‬اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬وصف الحالة‪:‬‬
‫* الهيئة‪ :‬تمتاز الحالة بقامة طويلة‪ ،‬ونحافة الجسم‪ ،‬ذات بشرة بيضاء‪ ،‬وعينان‬
‫بنيتان‪.‬‬
‫* اللباس ‪ :‬مالبسها نظيفة وأنيقة‪ ،‬وهي مثيرة نوعا ما‪ ،‬تهتم بمظهرها كثيرا‪.‬‬
‫* المالمح‪ :‬تظهر على الحالة مالمح التكبر والتفاخر والغرور‪ ،‬تحب التباهي أمام‬
‫الناس‪ ،‬وجذب انتباههم‪.‬‬
‫* االتصال‪ :‬كان االتصال سهال مع الحالة‪ ،‬حيث أبدت تفهمها لنا منذ المقابلة األولى‪،‬‬
‫ووافقت على إجراء المقابالت وذلك بعد شرح موضوع الدراسة لها‪.‬‬
‫* البنية األسرية‪ :‬تنتمي الحالة إلى أسرة غنية‪ ،‬تمتاز بالترابط‪ ،‬األب مهندس بناء‪،‬‬
‫واألم مدرسة‪ ،‬وتتميز بعالقة جيدة مع األهل‪.‬‬
‫‪ -)2-1‬تاريخ الحالة‪:‬‬
‫‪ -‬الوالدين‪ * :‬األب على قيد الحياة‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 52‬سنة‪.‬‬
‫* األم كذلك على قيد الحياة‪ ،‬تبلغ من العمر ‪ 48‬سنة‪.‬‬
‫* ال توجد قرابة بين الوالدين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخوة‪ * :‬اإلناث (‪.)01‬‬
‫* الذكور (‪.)02‬‬
‫‪ -‬الترتيب العائلي‪ :‬تحتل الحالة المرتبة األولى من بين إخوتها‪ ،‬فهي تعتبر االبنة‬
‫واألخت الكبرى‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى الدراسي‪ :‬السنة الثالثة جامعي‪.‬‬
‫‪ -‬السوابق المرضية‪ :‬ال تعاني الحالة (ن) من أي مرض عضوي‪.‬‬
‫‪ -)2‬الدراسة النفسية‪:‬‬
‫‪ -)1-2‬عرض مقابالت الحالة‪:‬‬
‫‪ -‬المقابلة األولى‪ :‬أجريت هذه المقابلة في يوم (‪ )2014/03/16‬في المؤسسة‬
‫اإلستشفائية المتخصصة "حمدان بخثة" بوالية سعيدة‪ ،‬والتي دامت لمدة (‪ )30‬دقيقة‪،‬‬
‫وكان الهدف من هذه المقابلة التعرف على الحالة من خالل جمع البيانات األولية‬
‫الخاصة بها‪ ،‬حيث أبدت تفهمها لي بضرورة هاته المعلومات‪ ،‬وذلك بعد شرح‬
‫وتوضيح مضمون الدراسة لها وتبسيط هدف هذه الدراسة‪ ،‬بغرض وضع نوع من‬
‫الثقة المتبادلة معها‪ ،‬وذلك من أجل تسهيل العمل البحثي‪.‬‬
‫‪ -‬المقابلة الثانية‪ :‬كانت بتاريخ (‪ ،)2014/03/20‬دامت (‪ )30‬دقيقة‪ ،‬وكان‬
‫الغرض منها التعرف على الحالة فيما إذا كانت تعاني من اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪ ،‬من خالل تطبيق المحك الذي أعد من طرفنا اعتمادا على الدليل‬
‫التشخيصي الرابع لالضطرابات العقلية والنفسية ‪ ،DSM4‬وذلك من أجل مواصلة‬
‫الدراسة معها‪ ،‬وقد تبين لنا من خالل تطبيق هذا المحك أن الحالة لديها اضطراب في‬
‫الشخصية والمتمثل في اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬ألن معظم إجاباتها على‬
‫األسئلة كانت بـــــــــ "نعم"‪ ،‬فقد أجابت على أكثر من (‪ )05‬أسئلة بنعم ‪.09/07‬‬
‫وفيما يلي عرض لهذا المحك المعد و المعتمد وفقا للدليل التشخيصي الرابع‬
‫لألمراض النفسية والعقلية ‪:DSM4‬‬
‫يحتوي هذا المحك على (‪ )09‬فقرات‪ ،‬واإلجابة على (‪ )05‬من هذه الفقرات‬
‫على األقل أو أكثر بــــــ "نعم" يدل على أن الحالة تعاني من اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫الجنس‪ :‬أنثى‪.‬‬ ‫االسم‪( :‬ن)‪.‬‬
‫المستوى الدراسي‪:‬‬ ‫السن‪ 23 :‬سنة‪.‬‬
‫السنة الثالثة جامعي‪.‬‬
‫‪ -‬التعليمة‪:‬‬
‫هذا المحك يحتوي على مجموعة من الفقرات‪ ،‬والمطلوب منك وضع عالمة‬
‫(‪ )x‬أمام الفقرة أو االختيار الذي ترين أنه ينطبق عليك ويحمل حقيقة ما تشعرين به‪.‬‬
‫‪ -‬اقرئي كل فقرة على حدا‪.‬‬
‫‪ -‬أرجو منك اإلجابة عن كل هذه الفقرات‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد إجابات صحيحة وإجابات خاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬الفقرات‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫‪X‬‬ ‫‪ -‬لدي شعور بالعظمة وأهمية الذات‪.‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪X‬‬ ‫‪ -‬يسيطر علي الخيال الذي يدور حول‬ ‫‪02‬‬


‫نجاحي وقدراتي الخارقة‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أشعر بأني أحسن الناس‪.‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أحب المديح وأستحق كل التقدير والصدارة‬ ‫‪04‬‬


‫من اآلخرين‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أحب أن ينظر إلي اآلخرون بإعجاب‬ ‫‪05‬‬
‫وإنبهار‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أتخذ شتى الوسائل للحصول على منصب‬ ‫‪06‬‬
‫رفيع‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أرفض اإلعراف بمشاعر وحاجات‬ ‫‪07‬‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أميل إلنقاذ اآلخرين‪.‬‬ ‫‪08‬‬

‫‪X‬‬ ‫‪ -‬أنا عبقري وناجح في كل شيئ‪.‬‬ ‫‪09‬‬


‫‪ -‬المقابلة الثالثة‪ :‬كانت بتاريخ (‪ ،)2014/03/30‬دامت لمدة (‪ )45‬دقيقة‪،‬‬
‫هدفت للتعرف على طفولة الحالة وظروف حياتها وعالقتها األسرية‪ ،‬حيث تطرقت‬
‫إلى تاريخ الحالة‪ ،‬بدأت الحديث عن نفسها منذ صغرها وعالقتها بوالديها وكيف‬
‫كانت طفلة مدللة من كليهما‪ ،‬وعندما كانت تسترجع ذكرياتها الماضية الحظت عليها‬
‫الت باهي والتفاخر لما عاشته في طفولتها‪ ،‬حيث قالت أنها عاشت طفولة رائعة‪ ،‬ولدت‬
‫في ظروف جيدة مع والديها في وسط عائلة كبيرة تغمرها السعادة‪ ،‬لم تكن تعاني من‬
‫أي مشاكل أو توترات‪ ،‬وأنها كانت محور اهتمام جميع أفراد العائلة‪ ،‬كانت تعامل‬
‫على أساس أنها معجزة‪ ،‬باعتبار أنها الطفلة األولى بعد طول انتظار‪ ،‬فاألم تأخرت‬
‫في اإلنجاب لعدد من السنوات وذلك بعد تعرضها المستمر لإلجهاض‪ ،‬كما تعتبر‬
‫الحفيدة األولى لعائلة األب‪ ،‬المستوى التعليمي واالقتصادي للعائلة فوق المتوسط‪،‬‬
‫فالحالة كانت تعامل كأنها شيء ثمين ونادر جدا‪ ،‬وكل حركة كانت تتعلمها تصبح‬
‫مدار حديث األسرة كلها‪ ،‬وكانت تنال التعزيز الغير مباشر عن طريق إعطائها‬
‫اإلحساس بالرضا عن الذات وعززت سمات األنانية لديها‪ ،‬وتروي الحالة أنها في‬
‫مرحلة المراهقة وحتى اآلن تهتم كثيرا بأناقتها ومظهرها الخارجي‪ ،‬وهذا ما لوحظ‬
‫عليها فعال من خالل أنها ترتدي مالبس ملفتة لألنظار‪ ،‬وذكرت أن عالقتها بزميالتها‬
‫تفتقر إلى التودد نتيجة للتعارض الدائم بين أفكارهم وأفكارها‪ ،‬وهي ترى أن ذلك‬
‫راجع إلى غيرتهن منها‪ ،‬كون أن الناس يالحظونها عند دخولها مكان عام ألنها حسنة‬
‫الهيئة جدا‪ ،‬وكونها شخصية قوية لديها القدرة على حل أي مشكلة تواجهها‪ ،‬وهي‬
‫تصف نفسها بأنها تسيطر على أي حديث‪ ،‬حيث أن من حولها يصمتون لالستماع‬
‫فقط إلى ما تقوله وإلى النظر إليها‪ ،‬كما قالت أنها تحب النظر إلى جسمها كثيرا‪ ،‬ولو‬
‫سمحت لها الفرصة أن تعرضه مثال كعارضة أزياء فإنها ستفعل‪ ،‬وال أحد يستطيع‬
‫أن يمنعها‪.‬‬
‫‪ -‬المقابلة الرابعة‪ :‬أجريت هذه المقابلة في يوم (‪ )2014/04/09‬وقد دامت‬
‫لمدة (‪ )45‬دقيقة‪ ،‬وكان الغرض من هذه المقابلة التعرف على التاريخ الدراسي للحالة‬
‫وطموحاتها ونظرتها المستقبلية‪ ،‬حيث تحدثت عن مشوارها الدراسي‪ ،‬من حيث أنها‬
‫تلميذة متفوقة أكاديميا وأنها تتمتع بمستوى ذكاء عالي‪ ،‬تحصلت على شهادة‬
‫البكالوريا بتفوق ونجاح‪ ،‬بالنسبة لطموحاتها فهي تحتفظ ببعض اآلمال المستقبلية‬
‫المتمثلة في الوصول إلى مراكز مرموقة‪ ،‬والتمتع باحترام الجميع لها‪ ،‬لذلك توجهت‬
‫إلى مجال اللغات األجنبية تخصص لغة فرنسية‪ ،‬من أجل الحصول على شهادة‬
‫تمكنها من أن تكون أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة‪ ،‬أو أن تشغل منصب ذو‬
‫سلطة بغرض توجيه األوامر إلى الغير‪ ،‬والتمتع بتلبية متطلبتها‪.‬‬
‫‪ -‬المقابلة الخامسة‪ :‬أجريت بتاريخ (‪ )2014/04/17‬دامت (‪ )45‬دقيقة‪،‬‬
‫وكان الغرض منها تطبيق اختبار "الرورشاخ" على الحالة‪ ،‬حيث كانت جد متحمسة‬
‫لمعرفة ما يحتويه االختبار‪ ،‬وقبل تقديم البطاقات شرحت لها كيفية القيام به‪ ،‬وكذا ما‬
‫يحتويه من حيث أنه يتكون من عشر (‪ )10‬بطاقات‪ ،‬وتحتوي كل منها على بقعة‬
‫مشابهة لبقعة الحبر متناظرة الجانبين تقريبا‪ ،‬والكثير من الناس يرون في هذه البقع‬
‫أشياء كثيرة ومختلفة‪ ،‬حدثيني عما ترينه أنت‪ ،‬وماذا يمكن أن تعني بالنسبة لك‪،‬‬
‫وبماذا تجلك تفكرين؟‪ ،‬وبعد ذلك أخبرتها بأنه ال توجد في هذا االختبار إجابة‬
‫صحيحة أو خاطئة‪ ،‬وأنها حرة في االستجابة والتعبير عن بقع البطاقات العشر‬
‫(‪ ،)10‬وعند أخذها للبطاقات أبدت استفهام من حيث أنها وجدت بعض الصعوبة‬
‫خاصة في البطاقة رقم (‪ )04‬لكن عبرت عنها في األخير‪ ،‬أما البطاقة رقم (‪ )06‬فقد‬
‫امتنعت عن اإلجابة عنها‪.‬‬
‫‪ -)2-2‬ملخص المقابالت‪:‬‬
‫إن عرض المقبالت التي تم إجراءها مع الحالة ونتائج اختبار "الرورشاخ"‬
‫الذي تم تطبيقه عليها‪ ،‬سمحت لنا بالحصول على المالحظات والحقائق التي نلخصها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في أن تكون مركز اهتمام الجميع وأن ال تهمش جانبا‪ ،‬ويجب أن يمدحها‬
‫كل األشخاص بدون استثناء‪ ،‬وأن ال تقارن بأحد‪ ،‬فهي ال مثيل لها‪ ،‬وفريدة من‬
‫نوعها‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في التألق والمثالية‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز باالندفاعية والحساسية المفرطة والعدائية‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل اآلخرين واالستمتاع بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعرف كيف تواجه مواقف النقد والتجاهل فتتصرف بعدوانية أو باالنسحاب‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز بالعناد وتتشبث بآرائها حتى لو كانت خاطئة وحتى لو نقذها الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬الميل إلى القيادة بحيث تحاول أن تكون القائد على جميع األفراد‪ ،‬وتعتبر آرائها‬
‫وأفكارها خارقة وعبقرية‪ ،‬وال أحد يستطيع أن يبدي مثلها وعلى هذا األساس‬
‫يحسدونها لعدم قدرتهم على أن يكونوا في مستواها‪.‬‬
‫‪ -‬ترى بأنها مميزة في أغلبية الجوانب‪ ،‬وخاصة الجوانب المهمة‪ ،‬وكأنها تحفة فنية‬
‫نادرة‪ ،‬وال مثيل لها‪.‬‬
‫‪ -‬تنظر إلى اآلخرين على أنهم أقل منها ولذلك ال تستشيرهم أو تأخذ بنصائحهم إال‬
‫األشخاص الذين يشبهونها أو من مستواها المادي واالقتصادي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)02‬ملخص مقابالت الحالة‪.‬‬
‫الهدف‬ ‫المدة‬ ‫التاريخ‬ ‫المقابلة‬
‫‪ 30‬دقيقة ‪ -‬أخذ البيانات األولية‬ ‫‪2014/03/16‬‬ ‫األولى‬
‫التي تخص الحالة‪.‬‬
‫محك‬ ‫تطبيق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 30‬دقيقة‬ ‫‪2014/03/20‬‬ ‫الثانية‬
‫الشخصية‬ ‫اضطراب‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على التاريخ‬
‫العائلي للحالة وظروف‬ ‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫‪2014/03/30‬‬ ‫الثالثة‬
‫حياتها‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على التاريخ‬ ‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫‪2014/04/09‬‬ ‫الرابعة‬
‫الدراسي للحالة ومستوى‬
‫طموحها من خالل‬
‫نظرتها المستقبلية‪.‬‬
‫اختبار‬ ‫تطبيق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫‪2014/04/17‬‬ ‫الخامسة‬
‫الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -)3-2‬اللوحة العيادية‪ :‬انطالقا من األعراض التي تعاني منها الحالة والدليل‬
‫التشخيصي الرابع لالضطرابات النفسية والعقلية ‪ ،DSM4‬يمكننا القول‪:‬‬
‫‪ -‬أنها تحب التباهي وجذب االنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬تمتاز بالحساسية والتعجرف‪.‬‬
‫‪ -‬تبدي آماال مستقبلية حول النجاح والتألق‪.‬‬
‫‪ -‬تتشبث بآرائها حتى ولو كانت خاطئة‪ ،‬وتتصرف بعدوانية وانسحاب عند مواجهة‬
‫مواقف النقد أو التجاهل‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الذهنية‪ * :‬اللغة‪ :‬لدى الحالة لغة سليمة وواضحة ومفهومة‪ ،‬تعبيرها‬
‫مفهوم ويتمحور جل كالمها حول تقدير الذات وتعظيمها‪ ،‬وهذا ما إلتمسناه من خالل‬
‫إجراء المقابالت‪.‬‬
‫* محتوى التفكير‪ :‬من خالل إجراء مجموعة المقابالت لوحظ على الحالة أن جميع‬
‫أفكارها تدور أو تتمركز حول الذات والمظهر الخارجي‪ ،‬والمثالية واآلمال‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫* الذاكرة‪ :‬تتميز الحالة (ن) بذاكرة جيدة‪ ،‬وهذا ما إلتمسناه أثناء إجراء المقابالت من‬
‫خالل استرجاعها لذكريات طفولتها واألحداث الماضية بطريقة متسلسلة ‪ ،‬مما يدل‬
‫على قدرتها العقلية‪.‬‬
‫* الحركية‪ :‬هي كثيرة الحركة و النشاط‪ ،‬وهذا ما لوحظ عليها من خالل المقابالت‪.‬‬
‫* السلوكية‪:‬‬
‫‪ -‬المزاج‪ :‬لديها مزاج متقلب‪ ،‬تتميز باالندفاعية والحساسية الزائدة‪ ،‬والتعجرف‬
‫والعناد‪ ،‬وهي غير صبورة‪ ،‬وأحيانا تكون عدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬العدوانية‪ :‬تتصرف الحالة بالعدوانية أو باالنسحاب عندما تواجه أو تتعرض‬
‫لمواقف النقد والتجاهل‪.‬‬
‫* العالقات االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬مع األهل‪ :‬تتميز الحالة بعالقة جيدة ومترابطة مع األهل واألقارب‪.‬‬
‫‪ -‬مع المحيط الخارجي‪ :‬نوعا ما جيدة فهي تتميز بالسطحية‪ ،‬و ذلك راجع لعدم‬
‫معاملة الناس لها بالشكل المطلوب‪ ،‬وكذا لعدم قدرتهم على أن يكونوا في مستواها‬
‫وهذا حسب رأيها‪.‬‬
‫‪ -)4-2‬تشخيص الحالة‪:‬‬
‫من خالل المقابالت التي تم إجرائها مع الحالة وكذا نتيجة لمحك اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية الذي تم تقديمه لها في المقابلة الثانية تبين لنا أنه لديها مجموعة‬
‫من األعراض مستوحاة من استجاباتها وهي متمثلة في وجود اضطراب في الجانب‬
‫السلوكي من حيث تميزها بمزاج متقلب وكذا االندفاعية والحساسية الزائدة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى كونها تتصرف بأسلوب التباهي واالستعراض‪ ،‬وعدم الصبر والتمركز حول‬
‫نفسها‪ ،‬كما يظهر لديها خلل في الناحية المعرفية من حيث أن أسلوب التفكير لديها‬
‫يتصف بالمبالغة والتركيز على الذات والخيال أكثر من الصور الواقعية‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للجانب االنفعالي الوجداني فهي تتصف بالتعظيم المبالغ للذات لدرجة تقديسها‪ ،‬أما‬
‫من الناحية البين شخصية فلديها خلل في العالقات‪ ،‬فعالقتها نوعا ما غير جيدة مع‬
‫األصدقاء باعتبارهم ال يفهمونها وأفكارهم وأفكارها تختلف لذلك تعتبر عالقة‬
‫سطحية‪.‬‬
‫وكلها مؤ شرات تدل وتندرج في نفس الوقت ضمن أعراض الشخصية‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)3‬الدراسة القياسية‪ :‬استعملنا في هذه الدراسة اختبار "الرورشاخ" وإجابات الحالة على‬
‫بقع الحبر كانت كالتالي‪:‬‬

‫المالحظا‬ ‫إدراك البقع‬ ‫الزمن‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫الرق الوضعي‬


‫ت‬ ‫ة‬ ‫م‬
‫استجابة‬ ‫‪GF+A/Ban‬‬ ‫‪ 1.30‬د‬ ‫كل اللوحة‬ ‫خفاش‬ ‫˄‬ ‫‪01‬‬
‫شائعة‬
‫شائعة‬ ‫‪GF+A/Ban‬‬ ‫‪ 1.30‬د‬ ‫كل اللوحة‬ ‫فراشة‬ ‫˄‬ ‫‪02‬‬
‫استمرارية‬ ‫‪GFclob/A‬‬ ‫‪ 1.00‬د‬ ‫كل اللوحة‬ ‫قط‬ ‫˄‬ ‫‪03‬‬
‫استمرارية‬ ‫‪Choc clob‬‬ ‫‪ 0.50‬ث‬ ‫كل اللوحة‬ ‫ال أرى أي‬ ‫˄‬ ‫‪04‬‬
‫شيئ‬
‫يمكن عالمات‬
‫الخوف‬
‫شائعة‬ ‫‪GF+c’A/Ban‬‬ ‫‪ 1.30‬د‬ ‫كل اللوحة‬ ‫غراب‬ ‫˄‬ ‫‪05‬‬
‫بومة‬
‫خفاش‬
‫‪/‬‬ ‫‪Refus‬‬ ‫‪ 0.30‬د‬ ‫امتناع‪.‬‬ ‫ال أعرف‬ ‫˄‬ ‫‪06‬‬
‫‪ DF+A‬استمرارية‬ ‫‪ 0.50‬ث‬ ‫الجزء األوسط‪.‬‬ ‫زوج كالب‬ ‫˄‬ ‫‪07‬‬
‫‪ DF+A‬استمرارية‬ ‫الجزءان األعلى‬ ‫فراشة‬
‫و المتوسط‪.‬‬
‫‪ DF+A‬استمرارية‬ ‫‪ 1.00‬د‬ ‫الجزء الجانبي‬ ‫زوج قطوطا‬ ‫˄‬ ‫‪08‬‬
‫‪ DF+A‬استمرارية‬ ‫القرنفلي‪.‬‬ ‫فراشة‬
‫الجزء السفلي‬
‫باللونيين القرنفلي و‬
‫البرتقالي‪.‬‬
‫‪ D FC/Elèm‬استمرارية‬ ‫‪ 1.00‬د‬ ‫الجزء الصغير‬ ‫نار‬ ‫˄‬ ‫‪09‬‬
‫المرتبط بالجزء‬
‫و‬ ‫األخضر‬
‫البرتقالي‪.‬‬
‫شائعة‬ ‫‪DF+A/Ban‬‬ ‫‪ 1.00‬د‬ ‫الجزء الخارجي‬ ‫عقرب‬ ‫˄‬ ‫‪10‬‬
‫استمرارية‬ ‫األزرق و األخضر‪.‬‬ ‫ثنين‬
‫‪ DF+A‬استمرارية‬ ‫الجزء األسفل‬ ‫رثيال‬
‫‪DF-A‬‬ ‫األخضر‬
‫الجزء األعلى‪.‬‬

‫المقررات (المحددات)‬ ‫إدراك البقع (أنماط اإلدراك)‬


‫المضامين (المحتويات)‬
‫‪A‬‬ ‫‪F+ = 09 S.deF= 10‬‬ ‫‪G = 04‬‬
‫‪= 11‬‬
‫‪Elèm‬‬ ‫‪F- = 01‬‬ ‫‪D = 08‬‬
‫‪= 01‬‬
‫= ‪R‬‬ ‫‪C’ = 01 S.deC= 02‬‬ ‫‪R = 12‬‬
‫‪12‬‬
‫‪FC = 01‬‬
‫‪Clob = 01‬‬
‫‪Fclob =01‬‬
‫‪R = 14‬‬

‫‪ -‬حساب النسب المؤوية‪:‬‬


‫‪ -)1‬إدراك البقع‪:‬‬
‫‪G% = 04 × 100 ÷ 12 = 33,33%‬‬
‫‪D% = 08 × 100 ÷ 12 = 66,67%‬‬
‫‪ -)2‬حساب المقررات‪:‬‬
‫‪F+% = 09 × 100 ÷ 14 = 64,29%‬‬
‫‪F-% = 01 × 100 ÷ 14 = 07,14%‬‬
‫‪S.deF% = 10 × 100 ÷ 14 = 14,71%‬‬
‫‪C’% = 01 × 100 ÷ 14 = 07,14%‬‬
‫‪FC% = 01 × 100 ÷ 14 = 07,14%‬‬
‫‪S.deC% = 02 × 100 ÷ 14 = 14,29%‬‬
‫‪Clob% = 01 × 100 ÷ 14 = 07,14%‬‬
‫‪FClob% = 01 × 100 ÷ 14 = 07,14%‬‬
‫‪ -)3‬حساب المضامين‪:‬‬
‫‪A% = 11× 100 ÷ 12 = 91,67%‬‬
‫‪Elèm% = 01 × 100 ÷ 12 = 08,33%‬‬

‫المخطط النفسي الختبار الرورشاخ‬


‫الخالصة‬ ‫أنماط اإلدراك‬ ‫المحددات‬ ‫المحتويات‬
‫(إدراك البقع)‬ ‫(المقررات)‬ ‫(المضامين)‬
‫‪R = 10‬‬ ‫‪G = 04‬‬ ‫‪F+ = 09‬‬ ‫‪A = 11‬‬
‫‪R.Compl = 07 G% = 33,33%‬‬ ‫‪F- = 01‬‬ ‫‪Elèm = 01‬‬
‫‪Refus = 01‬‬ ‫‪D = 08‬‬ ‫‪S.deF = 10‬‬
‫‪T.Total = 45‬‬ ‫‪D% = 66,67%‬‬ ‫‪C’ = 01‬‬
‫‪m‬‬ ‫‪FC = 01‬‬
‫= ‪RC%‬‬ ‫‪S.deC = 02‬‬
‫‪14,29%‬‬ ‫‪Clob = 01‬‬
‫‪Ban = 04‬‬ ‫‪FClob = 01‬‬
‫‪F% = 71,43%‬‬
‫= ‪F+%‬‬
‫‪64,29%‬‬
‫‪A% = 91,67%‬‬
‫‪Chocs : 01‬‬
‫‪ -‬تحليل االختبار‪:‬‬
‫قبلت الحالة (ن) إجراء االختبار بكل سهولة‪ ،‬وقد تراوحت إجاباتها بعدد ال‬
‫بأس به )‪ (R= 10‬إضافة إلى اإلجابات اإلضافية (‪ ، )R.Compl = 07‬ظهرت‬
‫طرق التناول الجزئية بكثرة في بروتوكول الحالة )‪ ،(D% = 66,67%‬مقابل‬
‫عدد مقبول به من اإلجابات الشاملة )‪ ،(G% = 33,67%‬هذا اللجوء إلى تقسيم‬
‫اللوحات إلى إجابات جزئية كان عبارة عن وسيلة للتحكم في التوتر والقلق اللذان‬
‫أحست بهما الحالة أثناء إجراء االختبار‪ ،‬واقتصرت المحددات عند الحالة على‬
‫المحددات الشكلية )‪ (F% = 71,43%‬والتي كانت في معظمها إيجابية = ‪(F+%‬‬
‫)‪ ،64,29%‬من أجل التحكم في الحياة النفسية والمحيط الخارجي‪ ،‬وحضور كاف‬
‫للعواطف المتمثلة في اإلجابات اللونية التي تمثلت في ظهور محدد واحد )‪(C’ = 01‬‬
‫ومحدد فاتح قاتم واحد )‪ (Clob= 01‬ومحدد شكلي حسي واحد )‪(FC = 01‬‬
‫ومحدد شكلي فاتح قاتم )‪ ،(Fclob=01‬ما يشير إلى حساسيتها اتجاه مثيرات‬
‫وضغوط العالم الخارجي‪ ،‬ولقد اقتصر البروتوكول على المحتويات الحيوانية‬
‫)‪ ،(A% = 91,67%‬مع ظهور محتوى عنصري واحد )‪ ،(Elèm= 01‬مع اإلشارة‬
‫إلى غياب المحتوى اإلنساني‪ ،‬ما يعبر عن عالم داخلي مبني على الخوف والتوتر من‬
‫الصورة اإلنسانية‪ ،‬وعلى صعوبة في العالقات اإلنسانية وذلك من أجل تجنب التهديد‬
‫وتفادي الضغوطات والتوترات الخارجية‪ ،‬وعليه فإن الشخصية النرجسية لديها‬
‫خوف وتوتر من المحيط الخارجي وفي نفس الوقت لديها رغبة في التحكم فيه‪ ،‬ولكي‬
‫تتجنب هذا الضغط والتوتر النفسي فهي تفضل االنسحاب والتجنب‪.‬‬
‫‪ -)4‬ملخص حول الحالة‪:‬‬
‫الحالة (ن) أنثى تبلغ من العمر ‪ 23‬سنة تمتاز بقامة طويلة ونحافة الجسم‪،‬‬
‫مالبسها مثيرة نوعا ما وهي نظيفة ومرتبة‪ ،‬تظهر عليها مالمح التفاخر والتعالي‬
‫تحب التباهي وجذب االنتباه‪ ،‬تنتمي إلى أسرة ذات مستوى معيشي فوق المتوسط‪،‬‬
‫األب مهندس بناء واألم مدرسة‪ ،‬عدد إخوتها (‪ )03‬وهي األخت الكبرى‪ ،‬تدرس في‬
‫السنة الثالثة جامعي تخصص لغات أجنبية‪ ،‬وهي ال تعاني من أي مرض عضوي‪،‬‬
‫لوحظ عليها من خالل المالحظات والمقابالت التي تم إجرائها معها‪ ،‬وكذا المحك‬
‫المعد وفقا للمعايير التشخيصية الواردة في الدليل التشخيصي الرابع لألمراض‬
‫النفسية والعقلية ‪ DSM4‬الذي تم تطبيقه عليها أنها تتميز بالحساسية المفرطة‪،‬‬
‫والرغبة في التألق والمثالية‪ ،‬والميل إلى القيادة‪ ،‬وهي ترى نفسها مميزة ولذلك‬
‫تستحق أن تكون مركز اهتمام جميع الناس‪ ،‬ال تعرف كيف تواجه مواقف النقد‬
‫والتجاهل والهزيمة فتتصرف بعدوانية أو باالنسحاب وهي تتحاشى الدخول في‬
‫عالقات مشبعة مع المحيط الخارجي خوفا من التهديدات والضغوطات والتوترات‬
‫المسببة للقلق لذلك هي تتسم بنقص التعاطف االنفعالي وهذا ما تؤكده استجاباتها على‬
‫اختبار "الرورشاخ"‪ ،‬من حيث أنها تميل إلى التمركز الشديد حول الذات‪ ،‬فهي تجد‬
‫صعوبة في تجاو ز ذاتها إلى اآلخرين‪ ،‬لذلك هي تفضل االبتعاد وتفادي المؤثرات‬
‫التي ترى بأنها تمثل مصدر تهديد وتسبب لها التوتر والضغط نفسي‪.‬‬
‫الفصل السادس ‪ :‬عرض النتائج و مناقشتها في ضوء‬
‫الفرضية‬
‫والدراسات السابقة‬

‫‪ -)1‬عرض النتائج‪.‬‬
‫‪ -)2‬تحليل النتائج و مناقشتها في ضوء الفرضية‪.‬‬
‫‪ -)3‬تحليل النتائج و مناقشتها في ضوء الدراسات السابقة‪.‬‬

‫بعد التغطية النظرية لموضوع الدراسة في الجانب النظري‪ ،‬وبعد القيام‬


‫بإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية والتعرف على خصائص الحالة‪ ،‬فإننا في هذا‬
‫الفصل سنقوم بعرض نتائج الفرضية المدرجة في تقديم الدراسة‪ ،‬واإلجابة عليها‬
‫باإلثبات أو النفي ومناقشة النتائج المتحصل عيها في ضوء الفرضية والدراسات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -)1‬عرض النتائج‪:‬‬
‫من خالل االعتماد على األدوات المنهجية المتبعة في دراسة الحالة والمتمثلة‬
‫في إجراء مجموعة المقابالت العيادية والمالحظات اإلكلينيكية واختبار "الرورشاخ"‬
‫‪ ،‬وانطالقا من الفرضية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬نص الفرضية‪:‬‬
‫الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي‪.‬‬
‫‪ -‬فإن نتائج الفرضية المدرجة في تقديم الدراسة تم اإلجابة عليها باإلثبات أي‪:‬‬
‫الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي‪.‬‬
‫‪ -)2‬تحليل النتائج ومناقشتها في ضوء الفرضية‪:‬‬
‫والتي تنص على أن‪" :‬الشخصية النرجسية لديها ضغط نفسي"‪.‬‬
‫انطالقا من نص الفرضية وبعد االنتهاء من اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫الميدانية وإخضاعها للمنهج العيادي من خالل (المقابالت العيادية‪ ،‬والمالحظات‬
‫اإلكلينيكية‪ ،‬ومحك اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬وكذا اختبار الرورشاخ)‪ ،‬التي تم‬
‫إجراءها مع الحالة‪ ،‬والتي كانت عبارة عن حالة واحدة (‪ ،)01‬توصلنا إلى أنها تعاني‬
‫من اضطراب في الشخصية أال وهو اضطراب الشخصية النرجسية‪ ،‬وذلك من حيث‬
‫أن عالقتها مع األصدقاء والمحيط الخارجي نوعا ما غير جيدة وسطحية ‪ ،‬وأنها‬
‫تحب التباهي وتمتاز بجذب انتباه اآلخرين‪ ،‬وهذا انطالقا من األعراض والمعايير‬
‫الواردة في الدليل التشخيصي الرابع لألمراض العقلية والنفسية ‪ ،DSM4‬إضافة‬
‫إلى اختبار "الرورشاخ" الذي أوضح أن الحالة لديها شخصية متمركزة حول نفسها‪،‬‬
‫لدرجة شديدة ومفرطة بحيث أنها تجد صعوبة بالغة في تجاوز ذاتها إلى اآلخرين‪،‬‬
‫لذلك فهي تمتاز باألنانية‪ ،‬إلى جانب وجود بعض التوترات والضغوطات التي تسبب‬
‫لها التهديد والمخاوف‪ ،‬لذلك هي تفضل االنسحاب قصد تخفيف هذا التوتر والضغط‬
‫النفسي التي قد تشعر به وهذا ما يؤكد صحة الفرضية‪.‬‬
‫‪ -)2‬تحليل النتائج ومناقشتها في ضوء الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هناك دراسات عديدة تناولت موضوع الضغط النفسي ومن بين هذه الدراسات‬
‫نجد دراسة قام بها )‪ (Richard,et al, 1999‬والتي أجريت للتعرف على العوامل‬
‫التي تشكل ضغوطا نفسية على مجموعة من الطالب خدمة المجتمع‪ ،‬توصلت‬
‫الدراسة إلى بعض عوامل البيئة الدراسية والتي أدركت من قبل الطالب على أنها‬
‫ضاغطة مثل (عبئ الدراسة‪ ،‬الصعوبات الدراسية‪ ،‬االنفعال ‪ ،‬صعوبات التعامل مع‬
‫اآلخرين)‪ ،‬كما أشارت نتائج الدراسة إلى ارتفاع إدراك الضغوط لدى الطالب‪ ،‬وهذا‬
‫ما توافق مع الدراسة الحالية من حيث أن الفئة المستهدفة هي فئة الطالب ومن حيث‬
‫صعوبات التعامل مع اآلخرين إذ أن عالقة الحالة مع األصدقاء والمحيط الخارجي‬
‫هي سطحية وهذا ما أوضحه اختبار الرورشاخ‪،‬في حين توصلت نتائج دراسة‬
‫)‪ (Marjorie, 2000‬إلى أن المخاوف الصحية والعالقات األسرية شكلت أهم‬
‫مصادر الضغط لدى الطالب عينة الدراسة‪ ،‬وأن إستراتيجيات مواجهة الضغوط‬
‫تمثلت في تجنب االنفعاالت السالبة‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع نتائج دراستنا من حيث أن‬
‫الحالة تفضل االنسحاب والتجنب خوفا من التوترات والضغوطات النفسية لذلك‬
‫تتفادى كل المؤثرات التي ترى بأنها تمثل مصدر تهديد انفعالي بالنسبة لها‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته دراسة أخرى أجراها كل من )‪ (Neale, et al, 1997‬التي تهدف إلى الكشف‬
‫عن أساليب مواجهة ضغوط الحياة‪ ،‬وعالقتها ببعض االضطرابات االنفعالية لدى‬
‫طلبة الجامعة في قطر‪ ،‬وتكونت العينة من (‪ )244‬طالبا وطالبة وقد أسفرت النتائج‬
‫عن وجود عالقة إيجابية بين أسلوبي التوجه االنفعالي والتوجه نحو التجنب‪،‬‬
‫واالضطرابات االنفعالية‪ ،‬ولم تسفر الدراسة عن وجود فروق في أساليب مواجهة‬
‫ضغوط الحياة باختالف الجنس‪ ،‬والتخصص‪ ،‬والحالة االجتماعية والعمر‪ .‬وهناك‬
‫دراسات تناولت موضوع الشخصية النرجسية كدراسة (منال عبد الخالق جاب هللا‪،‬‬
‫‪ ) 2005‬والتي تناولت في دراستها العالقة بين النرجسية بأبعادها المختلفة (السوية‪،‬‬
‫الظاهرة‪ ،‬الخفية) والعدائية بأبعادها لدى كل من الذكور واإلناث‪ ،‬لدى عينة تكونت‬
‫من (‪ )250‬من طالب الجامعة‪ ،‬تم تقسيمها إلى (‪ )150‬من اإلناث‪ ،‬و(‪ )100‬من‬
‫الذكور‪ ،‬وتتراوح أعمارهم من (‪ )18-22‬عام بمتوسط عمري ‪ ،20.9‬وقد استخدمت‬
‫كل من أدوات مقياس النرجسية ومقياس العدائية‪ ،‬وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود‬
‫فروق بين الذكور واإلناث على مقياس النرجسية في بعديه النرجسية السوية‬
‫والنرجسية الظاهرة لصالح الذكور‪ ،‬كما أنه توجد فروق بين الذكور واإلناث على‬
‫السلوكية لصالح الذكور‪ ،‬وكذلك وجود عالقة إرتباطية دالة بين درجات النرجسية‬
‫السوية لدى اإلناث والعدائية في بعديها اإلدراكي واالنفعالي‪ ،‬أما العالقة بين‬
‫النرجسية الظاهرة والعدائية في بعديها فكانت إيجابية دالة لدى كل الجنسين‪ ،‬وأيضا‬
‫وجود عالقة إيجابية دالة بين النرجسية الخفية والعدائية بمختلف أبعادها لدى كل من‬
‫الجنسين‪ ،‬تتفق هذه الدراسة مع الدراسة الحالية في كون أن الحالة تتصرف بعدوانية‬
‫وبانسحاب عند تعرضها ألي نقد أو تجاهل وهذا يعني أن هناك عالقة دالة بين‬
‫النرجسية والعدائية‪ .‬بنما قام )‪ (Hark Hilsenroth, 1997‬بدراسة تهدف إلى‬
‫إجراء تقييم ألبعاد اضطراب الشخصية النرجسية لدى عينة من مرضى توهم‬
‫المرض مكونة من (‪ )100‬فرد من الذكور واإلناث‪ ،‬يعانون من اضطراب الشخصية‬
‫النرجسية‪ ،‬كما تهدف الدراسة إلى تقييمها للفعالية اإلكلينيكية الختبار الذكاء في هذا‬
‫التقييم‪ ،‬كما استخدم الباحث في هذه الدراسة مقياس الشخصية النرجسية‪ ،‬وتم تقسيم‬
‫سمات االختبار إلى خمسة (‪ )05‬أبعاد هي العدوان‪ ،‬واالندفاع‪ ،‬واالستغراق في‬
‫الذات‪ ،‬واالتكال‪ ،‬والموضوعات الشفهية‪ ،‬وأظهرت النتائج إمكانية توظيف متغيرات‬
‫كال من اختبار الذكاء ومقياس الشخصية النرجسية في تقييم أبعاد اضطراب‬
‫الشخصية النرجسية والفصل بينهما وبين اضطراب توهم المرض‪ .‬في حين وجدت‬
‫دراسات جمعت بين الضغط النفسي وبعض سمات الشخصية كدراسة ‪(Patrie et‬‬
‫)‪ Rotherman, 1982‬التي تهدف إلى التعرف على العالقة بين الضغط النفسي‬
‫وبعض متغيرات الشخصية مثل (تقدير الذات‪ ،‬والميل إلى التوكيدية)‪ ،‬وأوضحت‬
‫النتائج بأن تقدير الذات والميل إلى التوكيدية ارتبط بشكل دال بالضغط النفسي‪،‬‬
‫فبارتفاعها انخفضت استجابة الضغط النفسي‪ ،‬حيث أن الميل إلى التوكيدية كان‬
‫مؤثرا على تقدير الذات‪ ،‬بينما تقدير الذات ارتبط بشكل مباشر مع الضغط‬
‫النفسي‪ ،‬وهذا ما توصلنا إليه في الدراسة الحالية من حيث أن للضغط النفسي عالقة‬
‫بتقدير الذات حيث أن الحالة لديها تصور خاطئ عن ذاتها في كونها شخصية فريدة‬
‫من نوعها وال أحد من مستواها وبالتالي فإن نظرتها السلبية لذاتها ولدت لديها تصور‬
‫خاطئ عن اآلخرين وكذا عن المحيط الخارجي الذي تعتبره تهديا لها ومسببا‬
‫للضغوطات والتوترات النفسية‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه‬
‫)‪ (Wallace et Kass,1980‬في دراستهما التي أشارت إلى أن تعديل مفهوم الذات‬
‫يؤدي إلى تخفيف الضغوط النفسية‪ ،‬ويالحظ من هذه النتيجة أن هناك عالقة إرتباطية‬
‫دالة داللة إحصائية موجبة بين مفهوم الذات والضغط النفسي‪ ،‬فعندما يكون الضغط‬
‫النفسي مرتفعا فإن مفهوم الفرد عن ذاته يكون مضطربا أو مشوها‪ ،‬وكلما انخفض‬
‫الضغط النفسي نتج عنه تحسن في مفهوم الذات‪ ،‬فوعي الفرد بذاته وإدراكها على‬
‫حقيقتها يؤدي به إلى مواجهة الظروف بحكمة واتزان انفعالي‪.‬‬
‫لقد تناولت الدراسات التي تم عرضها العديد من المتغيرات كان الهدف‬
‫منها‪:‬‬
‫* الكشف والتعرف على األساليب واإلستراتيجيات في مواجهة الضغوط‪ ،‬والفروق‬
‫بين الذكور واإلناث رغم اختالف البيئات العربية واألجنبية‪ ،‬كما أن هناك اختالف‬
‫في الفئة الم ستهدفة حيث أن هناك بعض الدراسات ركزت على الطالب والطالبات‪،‬‬
‫والبعض اآلخر كانت الفئة المستهدفة هي من المرضى‪.‬‬
‫* اإلحاطة بموضوع الضغط النفسي في عالقته ببعض متغيرات الشخصية‪.‬‬
‫* التعرف على اضطراب الشخصية النرجسية في عالقتها ببعض المتغيرات‬
‫كالعدائية‪.‬‬
‫* الكشف عن أثر مفهوم الذات وعالقته بالضغط النفسي‪ ،‬من حيث توضيح عالقة‬
‫األفكار المختلة والمضطربة بارتفاع الضغط النفسي‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه الدراسات السابقة التي اهتمت بالعوامل الخارجية والعوامل‬
‫الداخلية كالمتغيرات النفسية‪ ،‬وتناست موضوع "الضغط النفسي لدى الشخصية‬
‫النرجسية " جاءت دراستنا الحالية من أجل البحث عن ما إذا كان الشخص النرجسي‬
‫لديه ضغط نفسي‪ ،‬وذلك نظرا ألهمية كال المتغيرين‪ ،‬بحيث أن هذه الدراسة توافقت‬
‫مع الدراسات السابقة في تناولها لكال المتغيرين على حدا‪ ،‬لكن هذا ال ينفي وجود‬
‫ندرة من الدراسات التي تناولت هاذين المتغيرين في دراسة تجمع بينهما حيث تم‬
‫التطرق إليها ودراستهما مع متغيرات أخرى‪ ،‬لذلك جاءت هذه الدراسة كتغطية‬
‫لجانب تم إهماله من طرف الدراسات األخرى‪ ،‬وتم فيها استخدام المنهج العيادي‬
‫الوصفي لدراسة الحالة المتمثلة في المقابالت العيادية والمالحظات اإلكلينيكية وكذا‬
‫االختبار النفسي‪ ،‬ووفقا للدراسات السابقة التي تناولت هذا المنهج‪ ،‬بحيث تم إثبات‬
‫صحة فرضية دراستنا‪ ،‬والتي مفادها أن صاحب اضطراب الشخصية النرجسية لديه‬
‫ضغط نفسي ‪.‬‬

‫‪ -‬مستخلص‪:‬‬
‫إن اضطراب الشخصية النرجسية يعد من المواضيع التي نالت االهتمام‪،‬‬
‫باعتباره من أكثر االضطرابات انتشارا في المجتمع‪ ،‬فالشخصية النرجسية تتخذ‬
‫مالمح مختلفة فقد تكون صريحة أو قد تكون ضمنية‪ ،‬وأهم الميزات التي تالزم هذا‬
‫النوع من اضطرابات الشخصية تضخيم اعتبار الذات‪ ،‬واالنشغال بخياالت النجاح‪،‬‬
‫والبحث المستمر عن القوة‪ ،‬وعدم القدرة على الثقة في اآلخرين‪ ،‬وعليه يمكننا القول‬
‫أن احترام الذات والسعي إلى تقويتها‪ ،‬وإبراز عناصر القوة فيها‪ ،‬وإزالة عناصر‬
‫الضعف من المالمح األساسية للصحة النفسية السليمة‪ ،‬شريطة أن يتطابق احترام‬
‫الذات وتقديرها مع سمات الشخصية والعقلية واالجتماعية للفرد‪ ،‬أما إذا كان تعظيم‬
‫الذات على حساب المحيط الخارجي‪ ،‬وعلى حساب قدرات الفرد التي ال تتناسب مع‬
‫هذا التضخيم المبالغ فيه للذات‪ ،‬فهنا تصبح الحالة مرضية تحتاج إلى التدخل العالجي‬
‫أو اإلرشادي لتصحيح الصورة المختلة والمضطربة وغير واقعية عن الذات‪ ،‬و من‬
‫خالل هذه الدراسة والضوابط المنهجية العلمية المتبعة‪ ،‬وبعد عرضنا لإلشكالية التي‬
‫وجدت لمعرفة ما إذا كان لدى الشخصية النرجسية ضغط نفسي‪ ،‬وانطالقا من كل‬
‫التوضيحات السابقة توصلنا إلى إثبات فرضيتنا المتمثلة فيما يلي‪ :‬الشخصية‬
‫النرجسية لديها ضغط نفسي‪ ،‬وهذا استنادا على مجموع اإلجراءات المنهجية المتبعة‬
‫في الدراسة الحالة وكذا ما كشفه لنا االختبار النفسي "اختبار الرورشاخ"‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتوافق أيضا مع دراسة (‪ )1980 ،Wallace et Kass‬ودراسة ( ‪Patrie et‬‬
‫‪.)1982 ،Rotherman‬‬

‫‪ -‬التوصيات واالقتراحات‪:‬‬
‫انطالقا من الجوانب المختلفة التي تم التطرق إليها في الجانب النظري‬
‫والتطبيقي‪ ،‬ومن خالل النتائج المتوصل إليها في دراستنا الميدانية ارتأينا تقديم‬
‫بعض التوصيات واالقتراحات المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بإجراء دراسات أخرى مشابهة لهذه الدراسة على فئات عمرية مختلفة‪،‬‬
‫وفي أماكن أخرى والتعرف على أثر اضطراب الشخصية النرجسية على متغيرات‬
‫أخرى ذات أهمية في حياة الناس‪ ،‬كالتحصيل والدافعية والطموح وغيرها‪ ،‬حتى‬
‫يتسنى لنا معرفة المزيد عن اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام باإلرشاد النفسي في المدارس والجامعات‪ ،‬وإنشاء مراكز لها‪ ،‬للحد من‬
‫وكذا الضغوط النفسية‪ ،‬وذلك من خالل توفير‬ ‫انتشار الشخصية النرجسية‬
‫أخصائيين نفسانيين قصد تقديم مختلف المساعدات واإلرشادات الالزمة لتصحيح‬
‫وتعديل صورة الذات الخيالية وغير الواقعية لدى هذا النوع من الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يشجع هذا البحث باحثين آخرين لدراسة العالقة بين أنواع اضطرابات‬
‫الشخصية والضغوط النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء دراسات مماثلة لهذا البحث مع استخدام أدوات قياس مقننة ومتنوعة‬
‫واإلكثار منها‪ ،‬واالستفادة من نتائج هذه الدراسة في التخطيط ووضع البرامج‬
‫لعمليات اإلرشاد والعالج النفسي لألفراد الذين ال يبدون إدراكا إيجابيا لضغوط‬
‫الحياة‪ ،‬والذين يواجهونها من خالل استراتيجيات سلبية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التحكم في التقنيات التي يتضمنها المنهج اإلكلينيكي‪ ،‬وذلك لكونه أداة‬
‫مهمة في العمل البحثي لدى الباحث والمختص النفساني العيادي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة العمل على اكتشاف أعراض االضطرابات النفسية المصاحبة الضطراب‬
‫الشخصية النرجسية والتي يمكن أن يندرج ضمنها الضغط النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء دراسات أخرى حول هذا الموضوع بصورة أوسع انطالقا من هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬توعية ولفت أنظار الناس واألهل خاصة الوالدين بمختلف أنواع اضطرابات‬
‫الشخصية واألسباب التي تساهم في ظهورها‪ ،‬وذلك من أجل الحث على تنشئة‬
‫اجتماعية سليمة‪ ،‬لتفادي ظهور مثل هذه االضطرابات‪.‬‬
‫و في األخير نتمنى أن تسهم نتائج هذه الدراسة في تقديم فهم نظري لطبيعة‬
‫الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫* قائمة المصادر‪:‬‬
‫‪ -)1‬القرآن الكريم حسب رواية ورش‪.‬‬
‫* قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫* الكتب العربية‪:‬‬
‫‪ -)1‬السيد محمود الطواب (‪ :)2008‬الصحة النفسية و اإلرشاد النفسي‪ ،‬األزاريطة‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)2‬العنزي فريج عوير (‪ :)1998‬علم النفس الشخصية‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -)3‬أنسام مصطفى السيد بظاظو (‪ :)2011‬برامج عالجية في تخفيف حدة‬
‫اضطراب الشخصية النرجسية لدى الراشدين‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫‪ -)4‬جابر عبد الحميد جابر (‪ :)1990‬نظريات الشخصية (البناء‪ ،‬الديناميات‪ ،‬النمو‪،‬‬
‫و التقويم)‪ ،‬دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫طرق البحث‬
‫‪ -)5‬هارون توفيق الرشيدي (‪ :)1999‬الضغوط النفسية‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)6‬وجيه األسعد (‪ :)2000‬النرجسية (دراسة نفسية)‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‬
‫مكتبة األسعد‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ -)7‬وليد بن سليم القرشي (‪ :)2013‬اضطرابات الشخصية الخمسة عشر‪ ،‬دار‬
‫الوجوه للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -)8‬زهران حامد (‪ :)1997‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ،‬ط‪ ،3‬عالم الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)9‬حسين عبد الفتاح (‪ :)2003‬تكنيك الرورشاخ‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ -)10‬طه عبد العظيم حسين‪ ،‬سالمة عبد العظيم حسين (‪ :)2006‬إستراتيجيات إدارة‬
‫الضغوط التربوية والنفسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -)12‬محمد منير حجاب (‪ :)2000‬األسس العلمية لكتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)13‬مصطفى شكيب (‪ :)2007‬األنواع العشرة الضطرابات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -)14‬سمير شيخاني (‪ :)2003‬الضغط النفسي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -)15‬سمير شيخاني (‪ :)2008‬الضغط النفسي ‪( Stress‬طبيعته‪ ،‬أسبابه‪ ،‬المساعدة‬
‫الذاتية‪ ،‬المداواة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -)16‬سميه طه جميل (‪ :)1998‬التخلف العقلي وإستراتيجيات مواجهة الضغوط‬
‫األسرية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -)17‬عادل عبد هللا محمد (‪ :)2000‬العالج المعرفي السلوكي (أسس وتطبيقات)‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مكتبة أنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)18‬عبد هللا محمد (‪ :)2000‬الشخصية (إستراتيجياتها‪ ،‬نظرياتها‪ ،‬تطبيقاتها‬
‫اإلكلينيكية والتربوية‪ ،‬الشخصية والعالج النفسي)‪ ،‬دار المكتبي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪ -)19‬عبد العزيز حدار(‪ :)2013‬تشخيص اضطرابات الشخصية (مرجع في علم‬
‫و االرشاد النفسي)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫النفس العيادي‬
‫المحمدية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)20‬عبد الرحمن إبراهيم (‪ :)2006‬اضطرابات الشخصية (فكرة وجيزة)‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،04‬إصدارات شبكة العلوم النفسية العربية‪.‬‬
‫‪ -)21‬عبد الرحمن بن سليمان الطريري (‪ :)1994‬الضغط النفسي (مفهومه‪،‬‬
‫تشخيصه‪ ،‬طرق عالجه)‪ ،‬ط‪ ،1‬مطابع شركة الصفحات الذهبية‪ ،‬المملكة السعودية‪.‬‬
‫‪ -)12‬عبد الرقيب أحمد البحيري (‪ :)1987‬الشخصية النرجسية (دراسة في ضوء‬
‫التحليل النفسي)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)23‬عبد الرقيب أحمد البحيري (‪ :)2007‬الديناميات الوظيفية للشخصية‬
‫النرجسية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة أنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)24‬عيد إبراهيم (‪ :)1997‬النرجسية و عالقتها باالكتئاب لدى الشباب المدمن في‬
‫مصر‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)25‬فاروق السيد عثمان (‪ :)2001‬القلق وإدارة الضغوط النفسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)26‬فرج (‪ :)1978‬نظريات الشخصية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الشايع للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -)27‬تيسير حسون (‪ :)2004‬الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع لالضطرابات‬
‫النفسية والعقلية ‪ ،DSM4‬جمعية الطب النفسي األمريكية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫* الكتب األجنبية‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب الفرنسية‪:‬‬
‫‪1)- André Féline, Julien Daniel guelfi, Patrick Hardy (2006) :‬‬
‫‪les troubles de la personnalité (02 ème tirage), Flammarion‬‬
‫‪médcine- sciences.‬‬
‫‪ -‬الكتب اإلنجليزية‪:‬‬
‫‪1)- Campbell. W, Bosson.J , Goheen. T, and Kemis.M (2007) :‬‬
‫‪do narcissism dislike themselves "deep down inside".‬‬
‫‪2)- Colmean. J, Morris. C, et Gloras. G (1987) : contmporary‬‬
‫‪psychology and affective behavior, 06𝑡ℎ ed seott, forman and‬‬
‫‪comp.‬‬
‫‪3)- David.F (1993) : managing stress, published the british‬‬
‫‪psychological society and ruthledge LT.d.‬‬
4)- Davison.G and Neale. J (1994) : abnormal psychology, new
york, jhn wiley and sons.
5)- Dobbert. D (2007) : understanting personnality disorders,
an introduction. An imprint of grreen woo publishing group, Inc.
6)- Joe.T et al (1999) : assertivenss predicts threat and
challenge reactions to potential stress psychology.
7)- Kernberg. O(2004) : aggressivity narssism, and self
destructiveness in the psychotherapeutic ralationship, yale
university press.
8)- Lazarus. R (1969) : patterns of adjustment and human
effectiveness, mc grow hill, bouk.
9)- Rita.A (2001) : stress in life and at work, respose bouks a
division of sage publications, london.
10)- Shirley.F (1994) : stress in academic life (the mental
assenbly line), the society for resarch into higher education and
open university press, london.
:‫ المعاجم‬-
:‫* المعاجم العربية‬
،‫ دار الشروق للنشر والتوزيع‬،‫ المعجم الوجيز‬:)1999( ‫ إبراهيم مدكور‬-)1
.‫بيروت‬
.)‫فرنسي‬/ ‫ معجم مصطلحات علم النفس (عربي‬:)2010( ‫ عبد الرحمن الوافي‬-)2

:‫* المعاجم األجنبية‬


1)-Evans . D (2006) : an introductory dictionary of lacanian
psychoanalysis. New york.
‫‪2)- Matsumoto.D(2009): the cambridge dictionnary‬‬
‫‪psychology, new york.‬‬
‫‪ -‬قائمة مذكرات و رسائل التخرج‪:‬‬
‫‪ -)1‬أحمد بن عبد هللا محمد العيافي (‪ :)2011‬الصالبة النفسية وأحداث الحياة‬
‫الضاغطة لدى عينة والطالب األيتام والعاديين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أم القرى‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -)2‬إيمان صادق عبد الكريم‪ ،‬طالب عبد سالم (‪ :)2012‬الشخصية النرجسية‬
‫وعالقتها بالسلوك اإلثاري لدى الطلبة المتميزين في الثانويات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ -)3‬األتروشي عماد إبراهيم (‪ :)2004‬الشخصية النرجسية وعالقتها بالتفاعل‬
‫االجتماعي لدى طالب الجامعة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية ابن الهيثم‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪-)4‬إعتماد يعقوب الزيناتي (‪ :)2003‬أنماط الشخصية الصبورة وعالقتها بالضغوط‬
‫النفسية لدى طالبات الجامعة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية كلية التربية علم‬
‫النفس‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪-)5‬بن عودة لويزة (‪ :)2013‬الجرح النرجسي عند المرأة العقيم‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫جامعة طاهر موالي بسعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)6‬جياللي سليمان (‪ :)2012‬اإلنتاج اإلسقاطي عند المراهق (دراسة لعينة من‬
‫مراهقين يطلبون مساعدة نفسية باستعمال اختباري الرورشاخ وتفهم الموضوع‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)7‬يوب أسماء (‪:)2013‬التوظيف النرجسي عند المصاب باالكتئاب السوداوي‪،‬‬
‫مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة الطاهر موالي سعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-)8‬يمبنة خرفي‪ ،‬الزهرة الفطيمي (‪ :)2012‬الضغوط النفسية لدى الطلبة الجامعيين‬
‫المقبلين على التخرج‪ ،‬مذكرة ليسانس‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-)9‬مخطاري هجيرة (‪ :)2013‬الجرح النرجسي عند المرأة العقيم‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫جامعة الطاهر موالي سعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)10‬سماح فاطنة نصيرة (‪ :)2013‬تقدير الذات عند الشخصية النرجسية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر‪ ،‬جامعة الطاهر موالي سعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)11‬سميرة بوزقاق (‪ :)2006‬عالقة الضغوط نفس اجتماعية بتقدير الذات لدى‬
‫المدمنين المسجونين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -)12‬عالء الدين محمد خليل األشقر (‪ :)2002‬الخدمات المقدمة لألطفال الصم‬
‫وعالقتها بسمات الشخصية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المجالت‪:‬‬
‫‪ -)1‬المجلة الثقافية النفسية(‪ :)1991‬الشخصية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬أفريل‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -)2‬رياض العاسمي (‪ :)2011‬فاعلية برنامج إرشادي قائم على اإلرشاد المتمركز‬
‫على العميل والتغذية الراجعة البيولوجية في تخفيف درجة الضغط النفسي والقلق‬
‫كسمة‪ ،‬وتحسين مفهوم الذات لدى عينة من المعلمين‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد‬
‫(‪ ،)27‬العدد (األول ‪ +‬الثاني)‪.‬‬
‫‪ -)3‬آمال عبد القادر جودة (‪ :)2012‬النرجسية وعالقتها بالعصابية لدى عينة من‬
‫طلبة جامعة األقصى‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية‪ ،‬المجلد‬
‫(‪ ،)20‬العدد (الثاني)‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ -‬مواقع األنترنت‪:‬‬
‫‪1)- www.feedo.net.‬‬
‫‪2)- www.rthmc.net.‬‬
‫‪3)- www.alyaqza.com.‬‬
‫المــــــالحـــــــق‬

‫‪ -)1‬دليل مقابلة العيادية النصف موجهة‬


‫(للضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية)‪.‬‬
‫‪ -)2‬محك اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫‪ -)3‬استمارة تسجيل استجابات اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -)4‬بطاقات اختبار الرورشاخ‪.‬‬
‫‪ -‬دليل المقابلة العيادية النصف موجهة‬ ‫الملحق رقم ‪:01‬‬
‫(للضغط النفسي لدى الشخصية النرجسية)‬
‫‪ -)1‬المحور األول‪ :‬البيانات األولية‪.‬‬
‫–‬ ‫‪ -‬االسم‪.‬‬
‫المستوى الدراسي‪.‬‬
‫–‬ ‫‪ -‬السن‪.‬‬
‫الحالة المدنية‪.‬‬
‫–‬ ‫‪ -‬الجنس‪.‬‬
‫السكن‪.‬‬
‫–‬ ‫‪ -‬الترتيب العائلي‪.‬‬
‫المستوى المعيشي‪.‬‬
‫–‬ ‫‪ -‬عدد اإلخوة‪.‬‬
‫الحالة المرضية‪.‬‬
‫‪ -)2‬المحور الثاني‪ :‬الشخصية النرجسية‪.‬‬
‫* دعينا نتكلم عن مفهوم و تقدير الذات‪.‬‬
‫‪ -‬هل أنت راضية عن نفسك؟‬
‫‪ -‬هل تهتمين بأناقتك كثيرا لدرجة الوقوف لساعات طويلة أمام المرآة؟‬
‫‪ -‬هل تتباهين بمظهرك؟‬
‫‪ -‬ما هي جوانب القوة و الضعف لديك؟‬
‫‪ -‬كيف تشعرين عند دخول مكان عام؟‬
‫‪ -‬هل تعتقدين أن الناس يحسدونك على ما تملكين؟‬
‫‪ -‬ما هو شعورك وأنت محط أنظار الناس؟‬
‫‪ -‬هل تستمتعين بلفت أنظار اآلخرين؟‬
‫‪ -‬ما هو تصورك الذهني عن ذاتك؟‬
‫‪ -‬هل تستطيعين السيطرة على أي شيء أو أي شخص عندما تودين ذلك؟‬
‫‪ -)3‬المحور الثالث‪ :‬عالقة الشخصية النرجسية بالضغط النفسي‪.‬‬
‫* في رأيك‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي العوامل المسببة والمساهمة في حدوث التوتر والضغط النفسي؟‬
‫‪ -‬هل سبق وأحسست أنك قلقة ومتوترة؟ لو كان نعم فما هي التغيرات الجسمية التي‬
‫صاحبت هذا القلق والتوتر لديك؟‬
‫‪ -‬كيف تتصرفين لو واجهتك مشكلة ما واعترضت طريقك؟‬
‫‪ -‬هل لديك القدرة على حل أي مشكلة تواجهك؟‬
‫‪ -‬ما هي العوامل التي قد تثير انزعاجك وتجعلك تتوترين؟‬
‫‪ -‬هل سبق وشعرت باإلعياء واإلنهاك؟‬
‫‪ -‬ما هي أكثر المواقف التي ترين بأنها تمثل مصدر خطورة وتهديد بالنسبة لك؟‬
‫‪ -‬كيف تنامين‪ ،‬وكيف هي شهيتك للطعام؟‬
‫‪ -‬كيف هي ردة فعلك عند حدوث شيء ال ترغبين فيه؟‬
‫‪ -‬هل دائما تحصلين على ما تردين؟ وإن لم تحصلي عليه ماذا تفعلين؟‬
‫‪ -‬كثيرا ما يشعر الناس بالخوف والتوتر والقلق إثر حدث خارجي أو من أشياء‬
‫معينة‪ ،‬ماذا بالنسبة لك؟‬
‫‪ -‬هل تشعرين باالنزعاج والتوتر عند تعرضك للنقد أو التجاهل من شخص معين‬
‫حتى وإن كان هذا الشخص من عامة الناس وال تعرفينه؟‬

‫‪ -)4‬المحور الرابع‪ :‬العالقات البين شخصية‬


‫* في رأيك‪:‬‬
‫‪ -‬لو أن هناك شخص أخطأ في حقك‪ ،‬فهل تتسامحين معه؟ و و كان العكس فماذا‬
‫ستفعلين معه لو سمحت لك الفرصة؟‬
‫‪ -‬هل يوجد أشخاص يستحقون مصاحبتك؟‬
‫‪ -‬باعتبار أنك تنتمين إلى عائلة ذات مستوى تعليمي واقتصادي جيد‪ ،‬هل تحبين‬
‫االختالط مع ناس على عكس ذلك؟‬
‫‪ -‬ما هو تصورك ونظرتك لآلخرين؟ هل هم متساوين أو مختلفين؟‬
‫‪ -‬هل سبق وأن استفدت من صداقة أحد أو صحبته؟‬
‫‪ -‬هل تحبين أن تسيطري على من حولك؟‬
‫‪ -‬هل أنت مستعدة للعمل بنصيحة شخص آخر‪ ،‬أم تتشبثين برأيك وتصرين عليه؟‬
‫‪ -‬هل أحسست مرة بأنك أخطأتي في حق أحد ما؟ لو حصل ذلك فهل اعتذرت منه؟‬
‫‪ -‬هل هناك من يود أن يكون في مكانك؟ وهل أنت تتمنين أن تكون في مكان شخص‬
‫معين؟‬
‫‪ -‬هل يوجد شخص ما تودين االقتراب منه؟ وفي المقابل هل هناك شخص آخر تودين‬
‫االبتعاد عنه؟ ولماذا؟‬
‫‪ -‬ما هي أكثر األشياء التي تستمتعين بها؟‬
‫‪ -)5‬المحور الخامس‪ :‬مستوى الطموح و اآلمال المستقبلية‪.‬‬
‫* حدثيني عن‪:‬‬
‫‪ -‬سبب توجهك إلى مجال اللغات األجنبية تخصص لغة فرنسية؟ وهل كان بإرادتك‬
‫أو بدون إرادتك؟‬
‫‪ -‬ما ترغبين في الحصول عليه في المستقبل؟‬
‫‪ -‬هل تستعملين كل الوسائل لبلوغ أهدافك؟ وحتى لو كان من حق شخص آخر؟‬
‫‪ -‬هل أنت مستعدة للتخلي عن أقرب الناس إليك من أجل الحصول إلى ما تصبين‬
‫إليه؟‬
‫‪ -‬ما هو أكثر شيء تتمنين بلوغه في المستقبل؟‬
‫‪ -‬هل تتمنين التمتع باحترام الجميع لك؟ ولماذا؟‬
‫‪ -‬كيف ترين الحياة المستقبلية؟‬

‫الملحق رقم (‪ :)02‬محك اضطراب الشخصية النرجسية‪.‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬

‫‪ -‬لدي شعور بالعظمة وأهمية الذات‪.‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ -‬يسيطر علي الخيال الذي يدور حول‬ ‫‪02‬‬


‫نجاحي وقدراتي الخارقة‪.‬‬

‫‪ -‬أشعر بأني أحسن الناس‪.‬‬ ‫‪03‬‬


‫‪ -‬أحب المديح وأستحق كل التقدير والصدارة‬ ‫‪04‬‬
‫من اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬أحب أن ينظر إلي اآلخرون بإعجاب‬ ‫‪05‬‬


‫وإنبهار‪.‬‬
‫‪ -‬أتخذ شتى الوسائل للحصول على منصب‬ ‫‪06‬‬
‫رفيع‪.‬‬
‫‪ -‬أرفض اإلعراف بمشاعر وحاجات‬ ‫‪07‬‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬أميل إلنتقاذ اآلخرين‪.‬‬ ‫‪08‬‬

‫‪ -‬أنا عبقري وناجح في كل شيئ‪.‬‬ ‫‪09‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)03‬استمارة تسجيل االستجابات على اختبار‬


‫الرورشاخ‪.‬‬

‫المالحظا‬ ‫إدراك البقع‬ ‫الزمن‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫الوضعية‬ ‫الرق‬


‫ت‬ ‫م‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪03‬‬
‫‪04‬‬

‫‪05‬‬

‫‪06‬‬

‫‪07‬‬

‫‪08‬‬

‫‪09‬‬

‫‪10‬‬

‫اختبار‬ ‫بطاقات‬ ‫(‪:)04‬‬ ‫رقم‬ ‫الملحق‬


‫الرورشاخ‪.‬‬

‫بطاقة رقم‬ ‫بطاقة رقم (‪) 01‬‬


‫(‪)02‬‬
‫بطاقة‬ ‫بطاقة رقم (‪)03‬‬
‫رقم(‪)04‬‬

‫بطاقة رقم‬ ‫بطاقة رقم (‪)05‬‬


‫(‪)06‬‬
‫بطاقة رقم‬ ‫بطاقة رقم (‪) 07‬‬

‫(‪)08‬‬

‫بطاقة رقم‬ ‫بطاقة رقم (‪)09‬‬


‫(‪)10‬‬

You might also like