Professional Documents
Culture Documents
املخص لانظمة القانونية 04 (1) 2
املخص لانظمة القانونية 04 (1) 2
املخص لانظمة القانونية 04 (1) 2
عنوان المحاضرة:
2ػ مضمون المحاضرة :رقم 4الفصل الرابع (النظام اإلسالمي) الشريعة اإلسالمية
يعتبر النظاـ اإلسالمي أو بما يعرؼ أيضا بالشريعة اإلسالمية ،مف األنظمة القانونية الدينية التي شيدت
وال تزاؿ اىتماما بار از مف قبؿ الباحثيف ال سيما الغربييف منيـ بالنظر إلى مميزاتيا وخصائصيا باعتبارىا
شريعة مرنة ،شاممة وكاممة وصالحة لكؿ زماف ومكاف ،ومتميزة عف غيرىا مف الشرائع والقوانيف الوضعية،
وأصيمة وغير مستمدة مف غيرىا مف الشرائع األخرى ،تشكؿ مصد ار مف مصادر التشريع.
ىي خاتمة الشرائع السماوية ،عقائدية ،أخالقية ،وعممية ،وشريعة عالمية ،وىي ما أنزلو اهلل تعالى عز
وج ّؿ عمى رسولو الكريـ محمد صمى اهلل عميو وسمـ في القرآف الكريـ ،تنطوي عمى مجموعة األوامر
والنواىي التي شرعيا اهلل عز وجؿ عمى عباده المؤمنيف باعتبارىا منياج لحياتيـ.
تعريف الشريعة اإلسالمية الشريعة لغة ىي الطريقة المستقيمة ،ومورد الماء الذي يقصد لمشرب.
أما اصطالحا ف يي ما شرعو اهلل سبحانو وتعالى لعباده مف أحكاـ عف طريؽ أحد رسمو ،سواء كانت ىذه
األحكاـ اعتقادية (كتمؾ المتعمقة بذات اهلل وصفاتو ،واإليماف باهلل ورسمو ومالئكتو ،واليوـ اخآخر،
البر ،) ...أو أحكاـ
والحساب والعقاب والثواب) ،أو أحكاـ أخالقية (كالصدؽ ،الصبر ،األمانة ،األمانةّ ،
عممية ليؤمنوا بيا وتكوف سعادتيـ في الدنيا واخآخرة ،سواء تعمؽ األمر منيا بالعبادات (كالصالة والصياـ،
الزكاة والحج) ،أو بالمعامالت (كالبيوع ،الرىاف) .وتندرج الغاية مف الشريعة اإلسالمية في تنظيـ عالقة
الناس بخالقيـ مف جية ،وببعضيـ البعض مف جية ثانية بالنظر إلى ما تتضمنو مف أحكاـ وقواعد ونظـ
إلقامة الحياة العادلة وتحقيؽ المساواة ،وضماف الحريات وصوف الحقوؽ ،األمف ،وغيرىا مف المبادئ
السامية في الدنيا ،وتحقيؽ السعادة األبدية في اخآخرة.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
تمييز الشريعة اإلسالمية عن بعض المفاهيم األخرى
عمى نحو آخر تختمؼ الشريعة اإلسالمية عف الفقو مف حيث المصدر ،فالفقو يصدر مف العباد أي مف
الفقياء ،في حيف أف الشريعة اإلسالمية صادرة مف اهلل سبحانو وتعالى عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو
وسمـ ،فيي إذف األحكاـ الموجودة في القرآف والسنة النبوية ،ومنو فالفقو يعد جزء مف أحكاـ الشريعة
اإلسالمية ،فيو خاص ،كما أنو قد يحتمؿ الخطأ ،في حيف أف الشريعة عامة ،وجؿ أحكاميا صحيحة.
يقصد بأحكاـ الشريعة اإلسالمية مجموعة القواعد التي سنيا اهلل سبحانو وتعالى لعباده وبمغت عف طريؽ
أحد رسمو سواء لتنظيـ حياة اإلنساف أو عالقتو بغيره ،ىي إذف النظـ التي شرعيا اهلل تعالى أو شرع
أصوليا لإلنساف نفسو وفي عالقتو بغيره مف أجؿ تحقيؽ السعادة في الدنيا واخآخرة ،أما المبادئ اإلسالمية
فيعتبرىا البعض مجرد مبادئ عامة كمبدأ العدالة ،مبدأ ال ضرر وال ضرار ،مبدأ حفظ النفس والماؿ ،مبدأ
ال إكراه في الديف ،وال يقصد بيا أحكاـ الشريعة نفسيا.
وحتى ال نغوص أكثر في اختالؼ االجتيادات بخصوص مسألة التمييز بيف الشريعة اإلسالمية ومبادئ
الشريعة اإلسالمية ،نشير بأف األعماؿ التحضيرية لمقانوف المدني المصري كاف قد أورد بأف المقصود
بمبادئ الشريعة كمياتيا التي ليست محؿ خالؼ بيف الفقياء ،فمبادئ الشريعة ىي القواعد الكمية المشتركة
1
ػ لمزيد مف التفاصيؿ أنظر :ناتاشا عيسى ،نفس المرجع السابؽ.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
بيف الفقو اإلسالمي ،وعميو فإف مبادئ الشريعة ىي األحكاـ العامة الكمية األساسية التي ال تكوف محال
Université de Boumer des
وفي الوقت الذي ال يميز فيو البعض بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ ويستخدميا كمرادفات لبعضيا
البعض أمثاؿ الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري 2،ىناؾ مف يرى بأف مصطمح مبادئ الشريعة يختمؼ عف
مصطمح أحكاـ الشريعة ،بدليؿ أف المشرع الدستوري أورد "مبادئ الشريعة اإلسالمية" وليس " أحكاـ
الشريعة اإلسالمية" ،فمبادئ الشريعة بحسبو تمثؿ المقاصد العميا الثابتة ،في حيف أف األحكاـ منيا ما ىو
متغير يخضع لالختالؼ الفقيي مف حيث استنباطيا ،وميما يكف مف أمر فنحف نؤيد الرأي الذي يرى بأف
كال مف المصطمحيف مختمفيف مف حيث المدلوؿ ،عمى غرار الفقو اإلسالمي الذي يقسـ أحكاـ الشريعة
اإلسالمية إلى قسميف ،قسـ األحكاـ القطعية مف حيث الثبوت والداللة التي ال اجتياد فييا بحكـ ثبوتيا
مف حيث النص ،واألحكاـ غير القطعية مف حيث الثبوت أو الداللة أو كمييما معا ،والتي تحتمؿ التفسير
واالجتياد حسب األصوؿ العامة ،وىي تمثؿ معظـ أحكاـ الشريعة اإلسالمية ،وتسمى جميا أحكاـ الشريعة
اإلسالمية ،أما مبادئ الشريعة اإلسالمية فيي أحكاـ قطعية الثبوت والداللة ،ما يعني بأف مبادئ الشريعة
ىي جزء مف أحكاـ الشريعة وليس العكس.
2
ػ نشير بأف الدكتور عبد الرزاؽ السنيوري ال يميز بيف مصطمحي األحكاـ والمبادئ ،ويستخدميا كمرادفات لبعضيا البعض ،ولكنو يفرؽ بيف
المبادئ أو األحكاـ الشرعية الكمية القطعية التي مصدرىا األصوؿ ( القرآ ف والسنة ) ،ويطمؽ عمييا "المبادئ العامة" ،التي ال يجوز مخالفتيا ،وبيف
المبادئ أو األحكاـ التي مصدرىا مذاىب الفقو اإلسالمي ،والتي يمكف التقيد بخصوصيا بأي مف أي المذاىب األربعة ،لمزيد مف التفاصيؿ بيذا
الخصوص أنظر :محمد رفيؽ الشويكي ،أحكاـ الشريعة اإلسالمية ومبادئيا والفرؽ بينيما ،دار ناشري لمنشر االلكتروني 2 ،يناير ،2015المنشور
عمى الموقع االلكتروني ،.www.nashiri.net :تاريخ اإلطالع .2020/8/21
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
الفرع الخامس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية أحكام مرنة:
كإباحة التيمـ عند فقداف الماء عندما يتعذر استعمالو ،كقولو تعالى ":واف كنتـ مرضى أو عمى سفر أو
جاء أحد منكـ مف الغائط أو لمستـ النساء فمـ تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكـ وأيديكـ
إف اهلل كاف عفوا غفورا( ".النساء ،)43واباحة اإلفطار في رمضاف بالنسبة لممريض والمسافر ،لقولو جؿ
فعدة مف أياـ أخر يريد اهلل بكـ اليسر وال يريد بكـ العسر( ".البقرة
وعمى ":ومف كاف مريضا أو عمى سفر ّ
. )184
الفرع السادس ـ أحكام الشريعة اإلسالمية قائمة عمى مبادئ العدل المطمق و المساواة:
ـ الشريعة اإلسالمية ومبادئ العدل :حيث أوجب اإلسالـ عمى الحكاـ أف يقيموا العدؿ بيف الناس بغض
النظر عف لغاتيـ أو أوطانيـ أو أحواليـ االجتماعية فتحقيؽ العدؿ المطمؽ بيف المتخاصميف يعد مف
أقدس الواجبات وأىميا التي دعا إلييا اإلسالـ ،والدعامة الرئيسية في إقامة الحكـ اإلسالمي ،فال وجود
قواميف هلل
في اإلسالـ لمجتمع يسوده الظمـ وال يعرؼ العدؿ ،لقولو تعالى ":يا أييا الذيف آمنوا كونوا ّ
شيداء بالقسط وال يجرمنكـ شنآف قوـ عمى أال تعدلوا اعدلوا ىو أقرب لمتقوى واتقوا اهلل إف اهلل خبير بما
تعمموف" (المائدة .)8
الفرع السابع ـ أحكام الشريعة اإلسالمية تجمع بين نوعين من جزاء الدنيا واآلخرة:
الفرع األول ـ أحكام اعتقادية :وىي مجموعة األحكاـ االعتقادية الخاصة بتنظيـ بالعبادات والتي تأمرنا
بعبادة اهلل وحده ال شريؾ لو ،وعدـ الشرؾ باهلل ،اإليماف بالمالئكة والكتب السماوية والرسؿ ،واليوـ اخآخر،
كقولو سبحانو وتعالى ":واعبدوا اهلل وال تشركوا بو شيئا" (النساء ،)36وقولو تعالى أيضا ":يا أييا الذيف
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
آمنوا أمنوا باهلل ورسولو والكتاب الذي نزؿ عمى رسولو والكتاب الذي أنزؿ مف قبؿ ومف يكفر باهلل
Université de Boumer des
ومالئكتو وكتبو ورسمو واليوـ اخآخر فقد ض ّؿ ضالال بعيدا" (النساء . )136
الفرع الثاني ـ أحكام أخالقية :وىي األحكاـ التي تأمر باألخالؽ الصالحة ،كالصدؽ ،وقد وردت بشأنيا
العديد مف اخآيات القرآنية ،كقولو تعالى ":مف المؤمنيف رجاؿ صدقوا ما عاىدوا اهلل عميو فمنيـ مف قضى
نحبو ومنخـ مف ينتظر زما بدلوا تبديال ليجزي اهلل الصادقيف بصدقيـ( "...االحزاب ،)23،24وقولو عز
وجؿ ":يا أييا الذيف آمنوا اتقوا اهلل وكونوا مع الصادقيف" (التوبة ، 3.)119واألمانة ،والوفاء بالعيود كقولو
4
عز وجؿ ":الذيف يوفوف بعيد اهلل وال ينقضوف الميثاؽ (الرعد .)20
ّ
وىي األحكاـ المتعمقة بأعماؿ اإلنساف تجاه الغير ،وقد وردت في القرآف الكريـ عمى نحو عاـ وكمبادئ
وكميات ،في حيت ترؾ أمر تفصيميا لتتالئـ بحسب الزماف والمكاف.
وىو المصدر األساسي واألوؿ لمشريعة اإلسالمية ،وىو ما جاء بو اهلل سبحانو وتعالى مف آيات أنزليا
عمى نبيو محمد صمى اهلل عميو وسمـ لقولو تعالى " :الحمد هلل الذي أنزؿ عمى عبده الكتاب ولـ يجعؿ لو
عوجا" (الكيؼ ،)1
3
ػ أنظر أيضا سورة األحزاب ،35الزمر ،33،35البقرة ،177المائدة ،119يوسؼ ،51الشعراء ،84العنكبوت ،3األحزاب ،8الحجرات ،15
الحديد ،19الحشر .8
4
ػ أنظر أيضا :سورة البقرة ،177 ،40آؿ عمراف ،76،77المائدة ،7األنعاـ ،152النحؿ ،95 ،91الحديد .8
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
Université de Boumer des
3ـ جرائم التعزير:
وىي المصدر الرسمي واألصمي الثاني لمشريعة اإلسالمية بعد القرآف الكريـ ،وتشتمؿ عمى أقواؿ وأفعاؿ
النبي صمى اهلل عميو وسمـ لتفسير ما تضمنو واشتمؿ عميو القرآف الكريـ ،المطمب الثاني ـ المصادر
الفرعية (االحتياطية):
بوفاة الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ عرفت الشريعة اإلسالمية مصادر احتياطية أو بما يعرؼ أيضا
بالمصادر الفرعية تمثمت في االجتياد ،وىي عمى النحو التالي:
إلى جانب ىذه المذاىب ،ظيرت مذاىب أخرى ،كمذىب الشيعة الذي يستند إلى اإلماـ وحده كمرجع ،ما
جعمو ييمؿ األخذ باإلجماع أو القياس ،ومذىب الظاىرية ،الذي يعتمد عمى ظاىر الكتاب والسنة ثـ
اإلجماع ويرفض القياس ،وغيرىا.
عرؼ النظاـ اإلسالمي نمطيف قضائييف ،نمط القضاء العادي ،ونمط القضاء المتخصص.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
أقامت الدولة اإلسالمية نظاما قضائيا يستند عمى أسس ومبادئ العدالة واإلنصاؼ والمساواة ،حيث تولى
Université de Boumer des
الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ومف بعده الخمفاء الراشدوف كقضاة في حؿ النزاعات بيف الناس ،ليتطور
األمر بعدىا إلى جياز قضائي مستقؿ ،وكاف يشترط في تولي ميمة القضاء جممة مف الشروط كاإلسالـ،
الذكورة ،البموغ ،سالمة العقؿ والبدف ،االجتياد ،وىو ما تضمنتو العديد مف اخآيات القرآنية وأكدت عميو،
كقولو تعالى ":إف اهلل يأمركـ أف تؤدوا األمانات إلى أىميا واذا حكمتـ بيف الناس أف تحكموا بالعدؿ أف اهلل
نعما يعظكـ بو إف اهلل كاف سميعا بصيرا( ".النساء ،)58وقولو عز وج ّؿ " :إف اهلل يأمر بالعدؿ
واإلحساف" (النحؿ ،)90وقولو أيضا ":واذا قمتـ فاعدلوا ولو كاف ذا قربى (األنعاـ ،)152بالمقابؿ توعد
اهلل تعالى الظالميف بعقاب شديد لقولو تعالى ":فتمؾ بيوتيـ خاوية بما ظمموا (اخآية النمؿ ،)52وعف أنس
بف مالؾ عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أنو قاؿ" ال تزاؿ ىذه األمة بخير ما إذا قالت صدقت ،واذا
حكمت عدلت ،واذا استرحمت رحمت.".
كاف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ ىو القاضي األوؿ والمسؤوؿ الوحيد عف القضاء ،وكاف يحكـ بيف الناس
وفقا لمقرآف ،وقد مارس الخمفاء الراشديف أيضا القضاء في حؿ النزاعات بيف المسمميف ،حيث أسند الخميفة
أبو بكر ميمة القضاء في المدينة إلى عمر بف الخطاب الذي عرؼ بحزمو ،وبتوسع حدود الدولة
اإلسالمية تـ تعييف قضاة ينوبوف عف الخميفة في الواليات البعيدة ،وقد تميز القضاء في عصرىـ بالحكـ
وفقًا ألحكاـ القرآف الكريـ والسنة النبوية ،وتكريس طرؽ إثبات الحؽ كاعتماد البينة وشيادة الشيود
ومراجعة األحكاـ ،والتحذير مف الظمـ ،ليتطور األمر فيما بعد بظيور جياز قضائي مستقؿ ،يفرض عمى
ممارسي القضاء شروط معينة ،كالذكورة ،واإلسالـ ،والبموغ ،والحرية ،والسالمة البدنية ،والتشبع الفقيي في
شؤوف العباد والمعامالت ،وقد تنوعت مياـ القاضي بيف فصمو في المسائؿ المدنية والجنائية ،وتوليو
إلدارة أمواؿ اليتامى ،وعديمي األىمية ،وتنفيد الوصايا ،وغيرىا مف األمور ذات الصمة بالقضاء.
كاف القضاة في العصر األموي يرجع إلى القراف اؿ كريـ والسنة النبوية واإلجماع والقياس ليفصؿ في
الخصومات بيف الناس .وتميز بتسجيؿ أحكاـ القضاة في سجالت خاصة ،أما في العصر العباسي فقد
شيد النظاـ القضائي تطو ار بارزا ،فكاف يأخذ بالقضاء الجماعي ،حيث كاف يعتمد تعدد القضاة في
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
المسألة الواحدة وبتعاونيـ في إيجاد الحموؿ لممسائؿ االجتيادية ،كما كانوا يستشيروف أىؿ الفتوى ال سيما
Université de Boumer des
في المسائؿ التي لـ يرد بشأنيا نص قرآني وال سنة نبوية ،وكاف القضاة يستعينوف بالخبراء ،المترجميف،
لممساىمة في األعماؿ الفنية كوضع الحدود في األمالؾ العقارية عمى الشيوع ،وبأمناء بيت الماؿ لحفظ
الماؿ كحفظ أمواؿ القصر وناقصي األىمية وتسييرىا.
إلى جانب نظاـ القضاء العادي ،عرؼ اإلسالـ وجود نمط قضائي متخصص تمثؿ كنظاـ قضاء المظالـ
ونظاـ الحسبة ،نظاـ الشرطة.
عرفت الدولة اإلسالمية إنشاء ما يسمى بنظاـ قضائي متخصص يعرؼ بقضاء أو نظاـ المظالـ،
يختص بالنظر في الدعاوى المتعمقة بالمنازعات بيف الحاكـ والمحكوـ والمنازعات التي يعجز عف حمّيا
المحتسب كاالعتداء عمى أمواؿ الخزينة ،وأخطاء الوالة ،وأصحاب المراكز السياسية ،وقد انتقؿ ىذا
االختصاص مف الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ إلى الخمفاء الراشديف ،ومنو إلى ديواف المظالـ.
ومف أبرز صالحيات قاضي المظالـ ،النظر في تعدي الوالة عمى الرعية ،ظمـ العماؿ فيما يجبونو مف
األمواؿ ،كتاب الدواويف ،أمناء المسمميف عمى ثبوت أمواليـ فيما يستوفونو منو ،تنفيذ أحكاـ القضاة
لضعفيـ عف تنفيذىا لعجزىـ أماـ المحكوـ عميو.
وىي مف األنظمة التي أوجدتيا الشريعة اإلسالمية لتسوية المنازعات المتعمقة بمعاقبة المخالفيف لممسائؿ
المتعمقة باألمف العاـ ،راحة السكاف ،النظافة ال سيما ما تعمؽ منيا بنظافة األسواؽ ونظافة الشوارع ضمف
إطار األمر بالمعروؼ والنيي عف المنكر ،واستنادا لقولو تعالى" :والمؤمنوف والمؤمنات بعضيـ أولياء
بعض يأمروف بالمعروؼ وينيوف عف المنكر ( ".التوبة .)71
ويتمتع المحتسب بصالحيات واسعة كالنظر في بعض المسائؿ التي يالحظ فييا تجاوزات مف دوف أف
ترفع إليو ،أو بتمؾ التي تعرض عميو كدعاوى الغش والتدليس في الميزاف ،وفي البيع والشراء ،األسعار،
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس
الجمـهـــوريـة الجـزائـريــــة الديمـقراطـية الشـــعـبيـــة
République Algérienne Démocratique et Populaire
Ministère de l’enseignement supérieur
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
et de la recherche
جـــامـعة بومـــرداس
scientifique
كلـــــــــية الحقـــــــــوق و العلوم السياسية
تماطؿ المدينيف عف الدفع مع القدرة ،مراقبة أداء التجار وعمميـ عمى الوجو الشرعي والصحيح ،مراقبة
Université de Boumer des
األخالؽ العامة كشرب الخمر عمنا ،ممارسة السحر والشعوذة ،مراقبة أماكف العبادات كالحفاظ عمى
النظافة كنظافة المساجد والحفاظ عمييا ،مراقبة األبنية والطرقات ،النيي عف الكذب ولخيانة ،وتأديب
مرتكبييا ،....كما يتولى أخد الرسوـ مف أصحاب السفف ،والحكـ عمى أصحاب المباني اخآيمة لالنييار،
وتنفيذ األحكاـ.
وىو نظاـ مساعد لمقضاء ميمتو حفظ األمف ،وتنفيذ األحكاـ التي يصدرىا القضاة بالنسبة لمقضايا التي
ينظر فييا القضاء العاـ والتي ال يتمتع بصالحية التنفيذ المباشر ،عكس القضاء الخاص (الحسبة) الذي
يقوـ بتنفيذ األحكاـ الصادرة عنو.
جميع الحقوق محفوظة 0202/0202 *** كلية الحقوق والعلوم السياسية *** جامعة أمحمد بوقرة – بومرداس