Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫غياب اآلباء وأثره علي السلوك العدواني لدى األطفال‬

‫د‪.‬صديق محمد أحمد يوسف‬


‫رئيس قسم علم النفس كلية اآلاب – جامعة النيلين‬

‫أ‪.‬ندى عثمان علي‬


‫أستاذ علم النفس جامعة النيلين‬

‫المستخلص‬

‫هدفت هذه الدراسة للتعرف علي تأثير غياب اآلباء علي السلوك العدواني لألطفال وعالقة ذلك‬
‫ببعض المتغيرات مثل نوع الطفل وعمر الطفل‪ ،‬واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي‪ ،‬وشملت عينة‬
‫الدراسة عدد ( ‪ )150‬طفل غائبين ابائيم ‪ ،‬منيم ( ‪ )75‬ذكور و(‪ )75‬اناث‪،‬تم اختيارىم من بعض مدارس‬
‫األساس وحدة الخرطوم وسط بوالية الخرطوم‪ ،‬تشمل (‪ )8‬مدارس‪ )4( ،‬مدراس بنين‪ ،‬و(‪ )4‬مدارس بنات‪.‬‬
‫تم اختيار عينة البحث ىذ ا بالطريقة االحتمالية البسيطة ‪ ،‬وقد تراوحت اعمارىم ما بين ( ‪ )15 – 6‬سنة ‪،‬‬
‫واستخدم في ىذه الدراسة مقياس السموك العدواني‪ .‬وقد استخدمت االختبارات االحصائية المالئمة لفحص‬
‫‪SPSS‬ممثمة في اختبار (ت) عينة واحدة واختبار (ت)‬ ‫المتغيرات والمضمنة في الحزمة االحصائية‬
‫عينتين مستمقتين‪.‬وقد ابرزت نتائج الدراسة أن السموك العدواني لدى األطفال الغائبين ابائيم يتسم‬
‫باالرتفاع الدال احصائيا‪ ،‬وتوجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين‬
‫ابائيم تعزى لمتغير النوع لصالح الذكور‪ ،‬وال توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين‬
‫األطفال الغائبين ابائيم تعزى لمتغير العمر‪ .‬وفي الختام قدم الباحثان بعض التوصيات تتمثل اىميا في‬
‫أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية والحكومية عمى تخفيف آثار غياب األب عمى‬
‫األسر التي غاب عنيا األب ألي سبب كان‪.‬‬

‫‪173‬‬
GCNU Journal ISSN: 1858-6228 ‫م‬2016/12/1 )25‫(ع‬،)7‫ جامعة النيلين (مج‬-‫مجلة الدراسات العليا‬

Abstract

This study investigated the effect of father absence on aggressive behavior


among children and it is relationship to some variables such as sex and age of
children, the study used the descriptive method, the sample consisted of (150)
children whom their fathers are absence, the number of males are equal to
females, they are selected from school of Khartoum center area in Khartoum
State. The sample selected by simple random method, their age range is (6-
15) years. The data collected by aggressive behavior test. The data analyzed
by suitable statistical tests in Statistical Package for Social Sciences (SPSS)
including T-test for one sample and T-test for two independent samples. The
study revealed that the aggressive behavior among absence fathers children is
significant statistically is high, there are significant statistical differences in
aggressive behavior between absence fathers children according tovariable of
sex in favor of males, and there are no significant statistical differences in
aggressive behavior between absence fathers children according to variable of
age. In conclusion the researchers presented some recommendations, the
appropriate one is; the institutions of civil society and non-government and
government organizations must work to reduce the effects of father absence
among children who their father are absence for any reason.

174
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫المقدمة‪-:‬‬

‫لموالد دور جوىري وأساسي في عممية تنشئة الطفل‪ ،‬حيث تتشكل وتتطبع شخصية الطفل من خالل‬
‫تعامل الوالدين ‪ ،‬وال تتم تنشئة الطفل بشكل سميم إال بوجود الوالد‪ ،‬وغياب األب تترتب عميو بعض األثار‬
‫السالبة عمي سموك الطفل‪ ،‬حيث أن معرفة الطفل لمعالم الخارجي ومعرفتو لدوره االجتماعي في الحياة‬
‫وادراكو لما صواب وخطأ يتعممو من الوالدين‪ .‬ولكل من األب واألم دور ميم في تنشئة الطفل عمي‬
‫السموك القويم‪ ،‬وغياب احدىما يجعل التنشئة األسرية منقوصة ‪.‬‬

‫ويمثل األب نموذجا لمطفل يحتذي بو‪ ،‬فيتعمم من خاللو الكثير عن أمور الحياة وتدبيرىا بما في ذلك‬
‫ما ىو صواب وما ىو خطأ‪ ،‬و كذلك المعايير ‪ ،‬وتمييز الدور االجتماعي لمذكر واألنثى‪.‬‬

‫ويعتبر السموك العدواني لدى األطفال ىو مظير من مظاىر االضطراب النفسي‪ ،‬وىو سموك مدفوع‬
‫بالغضب والكراىية والمنافسة الزائدة ويتجو إلى االيذاء أو التخريب أو ىزيمة األخرين (عبد الحميد‬
‫وكفافي‪ ،1)1998 ،‬وفي غياب األب يتوقع حدوث بعض المشكالت السموكية‪ ،‬ألن ما تقوم بو األم من‬
‫دور يعكس في االساس طبيعة عاطفة األم الحنونة‪ ،‬فإذا غاب األب فيحتم عمييا ذلك القيام ببعض ميام‬
‫األب في تنشئة الطفل مما يتطمب تنوعا في معاممتيا لمطفل‪ ،‬مما يؤدي الى ازدواجية وتداخل في نيج‬
‫األم في تربية الطفل‪.‬‬
‫يسعي الباحثان من خالل الدراسة إلي الوقوف عمي مدى انتشار السموكالعدواني وسط التالميذ‬
‫الغائبين ابا ئىم‪،‬وكذلك الوقوف عمى طبيعة الفروق بين األطفال الغائبين ابائيم تبعا لبعض المتغيرات‬
‫ممثمة في نوع الطفل وعمره وسنوات غياب األب‪.‬‬
‫مشكمة الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر وجود األب أمر جوىريا في حياة األطفال‪ ،‬فيو يمثل القدوة‪ ،‬وىو رمز السمطة في األسرة‪ ،‬وىو‬
‫الذي يأمر وينيى‪ .‬مشكمة الدراسة الحالية تتمحور حول ما ىي عالقة غياب اآلباء بالسموك العدواني‬
‫لمطفل‪ ،‬وأيضا يتناول طبيعة الفروق بين التالميذ الغائبين ابائيم تبعا لمتغيرات النوع والعمر‪ .‬فالبحث‬
‫يحاول اإلجابة عمي التساؤالت األتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما مدى انتشار السموك العدواني وسط األطفال الغائبين ابائيم؟‬
‫‪ .2‬ىل توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين ابائيم تبعا لمتغير‬
‫النوع؟‬

‫‪1‬عبد الحميد‪ ،‬جابر‪ ،.‬وكفافي‪ ،‬عالء الدين‪.)1998( .‬معجم عمم النفس والطب النفسي‪ .‬دار النيضة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .3‬ىل توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين ابائيم تبعا لمتغير‬
‫العمر؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تنعكس أىمية ىذه الدراسة من جانبين‪ ،‬جانب نظري وجانب تطبيقي‪ ،‬فالجانب النظري يتمثل في أنيا‬
‫تمثل إضافة لممعرفة النظرية حول موضوع السموك العدواني وتأثره بغياب األب عن الطفل‪ ،‬كذلك توضيح‬
‫العالقة بين السموك العدواني وبعض المتغيرات الديمغرافية المتعمقة بالطفل مثل النوعوالعمر‪ .‬بينما‬
‫األىمية التطبيقية لمدراسة تتمثل في أنيا تتصدى لواحدة من المشكالت السموكية ذات الطابع االجتماعي‬
‫واالقتصادي التي تجابو بعض األسر نتيجة غياب األب‪ ،‬لتكشف عن الجوانب المختمفة من أجل فيم‬
‫الواقع ليعين ذلك في معالجة المظير السمبي لغياب اآلباء‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تيدف الدراسة الحالية إلى الوقوف عمى السمة العامة لمسموك العدواني لدى األطفال الغائبين ابائيم‪،‬‬
‫والكشف عن عالقة ىذاالسموك ببعض المتغيرات المرتبطة باألطفال مثل النوع والعمر‪ .‬فالدراسة تيدف‬
‫إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬معرفة مدى انتشار السموك العدواني وسط التالميذ الغائبين ابائيم‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة طبيعة الفروق في السموك العدواني بين التالميذ الغائبين ابائيم تبعا لمتغيرات نوع الطفل‪.‬‬
‫‪ .3‬معرفة طبيعة الفروق في السموك العدواني بين التالميذ الغائبين ابائيم تبعا لمتغيرعمر الطفل‪.‬‬
‫فروض الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬يتسم السموك العدواني لدى التالميذ الغائبين ابائيم باالرتفاع‪.‬‬
‫ابائيم تبعا لمتغير‬ ‫‪ .2‬توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين‬
‫النوع‪.‬‬
‫ابائيم تبعا لمتغير‬ ‫‪ .3‬توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين‬
‫العمر‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫مصطمحات الدراسة‪:‬‬

‫السموك العدواني‪:‬‬

‫اصطالحا‪:‬يقصد بو إيذاء األخرين جسميا أو لفظيا أو تحطيم الممتمكات واألشياء عن قصد‪ ،‬وىو نزعة‬
‫أو مجمل نزعات تتجسد في تصرفات حقيقية أو خيالية وقد يكون ظاى ار أو خفيا‪ ،‬لفظيا أو غير لفظي‬
‫(العيسوي‪.2)2000 ،‬‬

‫اجرائيا‪ :‬ىو الدرجة التي يحصل الطفل من خالل االجابة عمى مقياس السموك العدواني‪.‬‬
‫غياب األب‪:‬‬
‫ىو عدم إقامة األب مع األسرة لفترة من الزمن بسبب الوفاة أو الحصول عمى عمل لتحسين معيشة‬
‫األسرة‪.‬‬
‫االطار النظري لمدراسة‬

‫أوالً‪ :‬السموك العدواني لألطفال‪:‬‬

‫ينظر إلي العوان عمى أنو سموك ييدف إلي إيذاء الغير أو الذات أو ما يحل محميا من رموز‪ ،‬وىو‬
‫تعبير عن الحرمان الذي يشعر بو الطفل‪ ،‬ويأخذ العدوان شكمين أما أن يكون مباش ار وموجو نحو مصدر‬
‫االحباط أو أن يكون غير مباشر ومتحوال وموجو إلي غير مصدر االحباط (بدوي‪ ،3)1997 ،‬والعدوان‬
‫قد يستيدف األخرين وكذلك قد يتجو إلي ذات الشخص نفسو‪.‬‬

‫أن العدوان الموجو نحو األخرين ىو سموك يقصد بو إيذاء األخرين جسميا أو لفظيا أو تحطيم‬
‫الممتمكات واألشياء عن قصد (عبد الخالق‪ .)1991 ،‬كذلك يعتبرالعدوان بأنو نزعة أو مجمل نزعات‬
‫تتجسد في تصرفات حقيقية أو خيالية وقد يكون ظاى ار أو خفيا‪ ،‬لفظيا أو غير لفظي (عسكر‪،‬‬
‫‪،4)1988‬واالستجابات العدوانية تتضمن استجابات حركية تصدر عن عضالت الجسم وكذلك استجابات‬
‫غدية تصدر من الغدد وتؤثر في الحالة االنفعالية لمشخص (العيسوي‪.5)1980 ،‬‬

‫‪ 2‬القوصي‪ ،‬عبد العزيز‪ .)2000( .‬أسس الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪3‬بدوي‪ ،‬أحمد‪ .)1997( .‬معجم مصطمحات العموم االجتماعية‪ .‬مكتبة البيان‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫عسكر‪ ،‬عبد اهلل ‪ .)1988(.‬االكتئاب النفسي بين النظرية والتشخيص‪ .‬مكتبة األنجمو المصرية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫أي إن كان طبيعة العدوان سموك أو نزعة فإنو يكون عن قصد شعوري أو الشعوري يستيدف األشياء‬
‫أو األشياء‪ ،‬ولو خصائص أخري في أنو مباشر أو غير مباشر‪ ،‬يستيدف الشخص نفسو أو األخرين‪،‬‬
‫وغاية العدوان ىو األذى والتحطيم واالتالف والتدمير واالفناء‪.‬‬

‫أشكال السموك العدواني‪:‬‬

‫يأخذ العدوان عدة أشكال مثل ما يأتي (الجسماني‪:6)1999 ،‬‬

‫عدوان لفظي‪ :‬االكثار من االصوات العالية والضجيج والصياح والشتائم وااللفاظ النابية‪.‬‬

‫عدوان مباشر ضد األشياء‪ :‬ضرب االبواب والقاء األشياء ورمييا بعنف وتحطيم االثاث‪.‬‬

‫عدوان ضد النفس‪ :‬خرمشة الجمد أو تقطيعو أو تجريحو بألة حادة أو األظافر‪ ،‬السقوط أرضا بقوة‬
‫والدحرجة واالرتطام قصدا بالحائط‪.‬‬

‫عدوان نحو األخرين‪ :‬ضرب ورفس االخرين وجرحيم والتحرش بيم والتيجم عمييم‪.‬‬

‫النظريات المفسرة لمعدوان‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النظرية الفسيولوجية‪:‬‬

‫تعتبر الموزة في الجياز الطرفي أحد األجزاء االساسية في المخ‪ ،‬وىي تتكون من مجموعة من‬
‫التالفيف المخية التي تقع في السطح الداخمي لمفص الصدغي وليا عالقة وطيدة باالنفعال ونوعو وشدتو‪،‬‬
‫وتنبيو الموزة يؤدي إلي ظيور ميول واستجابات عدوانية تصل إلي حد القتل‪ ،‬وفي بعض حالت الصرع‬
‫تكون البؤرة األساسية واقعة في الموزة مما يجعل بعض أعراض العدوان تصاحب موجات الصرع دون‬
‫وعي من المريض (عبد القوي‪.7)2001 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية االحباط‪:‬‬

‫‪6‬الجسماني‪ ،‬عبد العمي‪ .)1999( .‬العناية بالعقل والنفس‪ .‬دار الفرقان‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪7‬عبد القوي‪ ،‬سامي‪ .)2001( .‬عمم النفس العصبي‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫وتقوم نظرية االحباط (دوالر وميمر‪)1939 ،‬عمي أن العدوان ىو أحد االثار المترتبة عن االحباط‪،‬‬
‫عمي اعتبار أن السموك العدواني يسبقو دائما احباط لدى الفرد‪ ،‬بمعنى أن العدوان ىو استجابةلإلحباط‬
‫(جميل‪.8)2003 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية التعمم االجتماعي‪:‬‬

‫وترى ىذه النظرية أن الثقافات المختمفة تعمل عمى تعميم السموك العدواني‪ ،‬وأن خبرات التعمم األولى‬
‫التي يتعرض ليا األطفال توجو نحو أو إلي العدوان‪ ،‬وأن األبوين ىما المصدر األساسي لتعمم األطفال‪،‬‬
‫فالطفل يتعمم من المحيطين بو العدوان وأيضا يتعمم كيف يسيطر عمي غضبو وعدوانو‪ ،‬وخاصة من قبل‬
‫األبوين (جميل‪.9)2003 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية التعمم بالمالحظة والتقميد‪:‬‬

‫يذكر (باندورا‪ )1973 ،‬أن الطفل يتعمم العدوان عن طريق مالحظة نماذج العدوان المتوفرة في البيئة‬
‫المحيطة بو‪ ،‬وأن بيئة الفرد المحيطة بو سواء كانت األسرة أو المدرسة أو االصدقاء أو وسائل االعالم‬
‫خاصة المرئية تزوده بنما ذج عدوانية‪ ،‬وىذه النماذج يتمقاىا الطفل ويتعمم منيا ويقمدىا في العدوان‬
‫(العيسوي‪.10)2000 ،‬‬

‫ويالحظ من النظريات التي ذكرت أنيا تفسر العوان لدى االفراد وخاصة األطفال من خالل عدة‬
‫محاور‪ ،‬ىي‪ :‬أن لمعدوان أساس عصبي يؤدي إليو‪ ،‬وأن العدوان ىو نتيجة لإلحباط الذي يتعرض لو‬
‫الطفل‪ ،‬وأن العدوان ىو نتاج تعمم اجتماعي‪ ،‬وأن العدوان يتم تعممو من النماذج الموجودة في بيئة الطفل‬
‫من الجماعات واألفراد المحيطين بو‪.‬‬

‫وأي كانت وجيات نظر المنظرين من عمماء النفس أو عمماء االجتماع‪ ،‬فإن البيئة الحالية المحيطة‬
‫باألطفال تذخر بنماذج وصور وتجارب مميئة بصراعات عدوانية مفرطة‪ ،‬منيا الحروب الدائرة في مختمف‬
‫أرجاء العالم‪ ،‬وحاالت التشرد والنزوح الجماعي ألسباب عديدة ال حصر ليا‪ ،‬ووسائل االعالم الموجية‬
‫لألطفال وما تتضمنو من صور محاربين بأشكال مختمفة يحاربون الخير أو الشر عمي االرض أو في‬

‫‪8‬جميل‪ ،‬عز الدين‪ .)2003( .‬األوىام المرضية أو الضالالت في األمراض النفسية والعنف‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪9‬جميل‪ ،‬عز الدين‪ .)2003( .‬األوىام المرضية أو الضالالت في األمراض النفسية والعنف‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪10‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمنمحمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫الفضاء‪ ،‬كذلك ألعاب الكمبيوتر والتي تحاكي المجرمين‪ ،‬وكذلك انتشار شعبية ابطال المصارعة الحرة‬
‫والمالكمة‪ ،‬يضاف إلي كل ىذا غياب القدوة المثمى من واقع الحياة المعاش لمطفل في محيطو‪ ،‬وسيطرة‬
‫وسائل االعالم عمى اذىان األطفال والراشدين والتي صارت المصدر االساسي لنموذج السموك من خالل‬
‫ما تظيره من رونق وصور جذابة عمي ابطال المصارعة وافالم األكشن وشخصيات الفضاء الكرتونية‪.‬‬

‫اساليب تعديل السموك العدواني‪:‬‬

‫ىنالك عدد من االستراتيجيات التي يستفاد منيا في خفض السموك العدواني (مفمح وأخرين‪،‬‬
‫‪ 11)2003‬منيا ما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬التعزيز التفاضمي‪ :‬تعزيز السموكيات االجتماعية المرغوب فييا وتجاىل السموكيات غير‬
‫المرغوب فييا‪.‬‬
‫‪ .2‬العزل‪ :‬ابعاد الطفل عن البيئة المثيرة لمسموك العدواني لديو لفترة من الزمن‪.‬‬
‫‪ .3‬التصحيح‪ :‬بإرغام الطفل عمى اصالح ما قام بأتالفو ذلك مباشرة بعد السموك العدواني‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم نموذج‪ :‬تقدم نماذج الستجابات غير عدوانية لمطفل يتعامل بيا في مواقف االحباط‬
‫والمثيرة لمعدوان‪.‬‬

‫‪ :122000‬العناني‪،‬‬ ‫أما في جانب العالج النفسي المتخصص فيمكن اتباع اآلتي (حسين‪،‬‬
‫‪:)132000‬‬

‫‪ .1‬توفير طرق لمتنفيس االنفعالي وتفريغ الشحنات العدوانية‪ ،‬وبذلك يتم توفير فرص تنفيس‬
‫وتفريغ لالنفعاالت والتوترات من خالل مثال ممارسة االنشطة الرياضية‪ ،‬وبذلك يتيح لمطفل‬
‫فرصة تصريف العدوان بصورة مشروعة ومقبولة‪.‬‬
‫‪ .2‬تعزيز السموكيات االجتماعية المرغوب فييا وتجاىل السموكيات غير المرغوبة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعميم الطفل ميارات اجتماعية بالتدريب عمي استجابات توكيدية نموذجية‪.‬‬

‫‪11‬مفمح‪ ،‬تيسير وأخرون‪ .)2003( .‬عمم نفس النمو‪ .‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪.‬‬
‫‪12‬حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪ .)2000( .‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪13‬العناني‪ ،‬حنان عبد الحميد‪ .)2000( .‬الطفل واألسرة والمجتمع‪ .‬دار صفاء عمان‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .4‬التقميل من تعرض الطفل لنماذج عدوانية داخل األسرة‪ ،‬أو ألعاب الكمبيوتر العدائية‪ ،‬وافالم‬
‫العنف‪ ،‬والعاب المصارعة والمالكمة التي انتشرت شعبيتيا في اآلونة األخيرة خاصة بين‬
‫األطفال‪.‬‬
‫‪ .5‬تجنب االساليب والممارسات الخاطئة في تنشئة الطفل من خالل عزل مؤثرات العدوان في‬
‫البيت والمدرسة‪.‬‬
‫‪ .6‬تعزيز السموك المرغوب فيو‪ ،‬وتعميم ميارات اجتماعية كآداب الكالم والحديث والجموس‬
‫واألكل والمشرب‪ ،‬عدم االستجابة لمطالب الطفل التي تعود أن يحصل عمييا من خالل‬
‫العدوان‪.‬‬

‫انياً‪ :‬غياب اآلباء‪:‬‬

‫تتعدد اسباب غياب اآلباء عن أسرىم وأطفاليم وأغمب األسباب ىي الطالق والموت وظروف العمل‪،‬‬
‫وأكثر التأثيرات الصدمية عمي الطفل ىي بسبب افتراق الوالدين ألمدطويل ‪ ،‬ولكن غياب األب المؤقت‬
‫يمكن تالفي اثاره‪ .‬ويتفاوت تأثير غياب األب بحسب المرحمة العمرية لمطفل‪ ،‬فالمراحل المبكرة لمطفولة‬
‫إلي ما قبل المراىقة ىي األكثر تأث ار مقارنة بمن ىم في مرحمة المراىقة‪ ،‬وذلك سببو ىو مجموعات‬
‫‪(Sigle-Rushton‬‬ ‫األقران الصالحة التي تحيط بالمراىق فيي تخفف عنو اآلثار السالبة‬
‫‪.&McLanahan, 2002)14‬‬

‫عالقة الطفل بالوالدين ‪:‬‬

‫يتأثر سموك الفرد خالل مراحل حياتو بخبرات الطفولة المبكرة‪ ،‬وبما أن بيئة الطفل في باكورة حياتو‬
‫ال تخرج عن محيط البيت واألسرة‪ ،‬فإن تمك البيئة تمعب دورىا الرئيس في تكوين شخصيتو وما ستصير‬
‫إليو تمك الشخصية في حياتيا المقبمة‪ ،‬لذلك يتحدد نمط الشخصية واتجاىيا نحو األخرين ونحو األشياء‬
‫بصورة عامة نتيجة لنوع عالقة الطفل بوالديو وأخوتو واقاربو‪ ،‬وبالرغم من أن شخصية الفرد تخضع فيما‬

‫‪14‬‬
‫‪Sigle-Rushton, W., &McLanahan, S. (2002). Father absence and child well-being: a‬‬
‫‪critical review. Center for Research on Child Wellbeing Working Paper Series.‬‬
‫‪181‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫بعد لمؤثرات مختمفة عندما يكبر ويتسع نطاق بيئتو االجتماعية وتزداد خبرتو إال أن جوىر شخصيتو يظل‬
‫كما ىو تكون في الطفولة المبكرة محركا اساسيا (السيد‪.15)2000 ،‬‬

‫ى اشباع حاجاتو‬ ‫وفي الطفولة المبكرة يرتبط الطفل ارتباطا لصيقا بأمو ألنيا ىي التي تقوم عل‬
‫األساسية من غذاء ودف وحنان‪ ،‬وبمرور الوقت يتعود الطفل عمي رؤية بقية افراد األسرة‪ ،‬وبتقدمو في‬
‫العمر تتوسع دائرة معارفو لتشمل اشخاص من خارج األسرة من األقارب واألصدقاء والجيران ولكنيا‬
‫محدودة‪ .‬وفي بداية ىذه المرحمة يفضل المعب وحده‪ ،‬ثم يبدأ في المعب مع غيره من األطفال‪ ،‬ويقيم‬
‫عالقات اجتماعية معيم نتيجة المشاركة في النشاط الجماعي‪ .‬أما في مرحمة الطفولة المتأخرة فإن الطفل‬
‫يفضل االندماج مع جماعات الرفاق‪ ،‬ويرجع ذلك لنضجو العقمي والوجداني وقناعاتو بالجماعة في تحقيق‬
‫أىدافو‪ ،‬وبذلك يبدأ في الشعور بالوالء لمجماعة‪ ،‬وبذلك تتسع دائرة الطفل بعد أن كانت محدودة في نطاق‬
‫األسرة لتشمل جماعات األصدقاء والزمالء في المدرسة والنادي والحي (العيسوي‪.16)2000 ،‬‬

‫عموما فإن اعتماد الطفل عمي والديو كبير جدا في السنوات األولى‪ ،‬وخاصة األم فيي التي تطعمو‬
‫وتدفئو وتقضي حاجاتو وتوفر راحتو وتيدئو في بكائو وغير ذلك‪ ،‬كذلك تتجاىل اخطائو وال تعاقبو إذا‬
‫اتمف شيئا‪ ،‬فتكون حياة الطفل سعيدة مفعمة باألمن والطمأنينة‪ ،‬ويمثل ىذا بدء الشعور بالثقة بالنفس‬
‫واالنتقال تدريجيا من ىذه المرحمة إلي ما بعدىا (القوصي‪.17)2000 ،‬‬

‫دور األب‪:‬‬

‫لقي دور اآلب اىتماما أقل من دور األم في االبحاث‪ ،‬ويظير تأثير غياب األب عمي الطفل منذ‬
‫مرحمة الرضاعة‪ .‬وتعتبر مسئولية تربية األبناء مشاركة بين األب واألم عمي حد سواء‪ ،‬ويمعب األب دو ار‬
‫ميم في حياة ابنائو‪ ،‬فيو مصدر السمطة في المنزل وىو الذي يصدر األوامر والنواىي ويفرض الثواب‬
‫والعقاب‪ ،‬ويظير تأثير شخصية األب في ابنائو عندما يبمغوا الثانية من عمرىم‪ ،‬وتغمصيم لشخصية‬

‫‪15‬السيد‪ ،‬أحمد‪ .)2005( .‬مشكالت الطفل السموكية وأساليب معاممة الوالدين‪ .‬دار الفكر‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪16‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪17‬القوصي‪ ،‬عبد العزيز ‪ .)2000( ،‬أسس الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫والتأثر بيا‪ ،‬وعمي الرغم من أن األطفال يتخذون مثميم األعمى من أبطال التاريخ إال أن لألب دور في‬
‫تربية ابنائو عمى ضوئو يتحدد طبيعة النموذج الذي يختاره الطفل (العيسوي‪.18)2000 ،‬‬

‫فاألب الدكتاتور ىو أب ضعيف يريد أن يبرىن عمى نفسو باتباع اسموب الخشونة والعنف مع زوجتو‬
‫وأطفالو‪ ،‬ويميل ابنائو إلي القمق والشعور بالكبت وعدم القدرة عمي افكارىم وشخصياتيم بوجو عام‪ .‬وقد‬
‫يمجا األطفال إلي الثورة والتمرد في وجو ىذه السمطة األبوية‪ ،‬وفي الغالب قد يكون األب نفسو قد عانى‬
‫في طفولتو من مشكالت انفعالية تركت في نفسو ترسبات جعمتو يرغب في أن يكون سعيدا في كل شيء‬
‫(الديب‪.19)2000 ،‬‬

‫أما األب الضعيف فيحكمو ضعفو‪ ،‬والمثال الذي يقدمو لطفمو ال يكون من القوة بحيث يسمح لمطفل‬
‫أن يتقمص شخصيتو أو يحذو حذوه ويتمثل بو في فكره وسموكو‪ ،‬فالطفل يعاني من الحرمان من المثال‬
‫الذي يقتدي بو ومن ثم فانو يشعر بالقمق‪.‬‬

‫وبالرغم من التنوع في انماط شخصية اآلباء إال أن تغيب اآلباء يعتبر مشكمة بالنسبة لألطفال‪ ،‬وفي‬
‫غيابو تمارس األم سمطتيا عمى األبناء حيث تتولى إدارة شؤون األسرة‪ ،‬وىنا يظير الصراع بينيا وبين‬
‫األبناء‪ ،‬مما يخمق شعو ار بالقمق عند الطفل الذكر‪ ،‬والذي ينتج من احساسو بفقدان أمو لبعض صفاتيا‬
‫األنثوية‪ ،‬وفي الحاالت التي يعود فييا األب الي األسرة بعد غيبة طويمة كما في حالة أسرى الحرب‪ ،‬فإن‬
‫صراعا سينشأ بينو وبين زوجتو من أجل االستحواذ عمي السمطة (معوض‪.20)1999 ،‬‬

‫وىنالك نمط األب الطفل ويكون ىذا متعمقا بأمو فترة شبابو‪ ،‬حاصال منيا عمي الحنان الزائد والعطف‬
‫المفرط‪ ،‬وفي الغالب ما تكون األم ديكتاتورية متسمطة‪ ،‬ومثل ىذا الشاب يتوقع من زوجتو أن تكون مثل‬
‫أمو‪ ،‬يمقى منيا العطف والتدليل والرعاية والحماية والسمطة‪ ،‬وفي بعض الحاالت تختار األم زوجة ألبنيا‬
‫بحيث تكون ضعيفة الشخصية لتطغى عمييا‪ ،‬وفي الغالب يعاني األب الذي نشأ في أسرة كيذه من‬
‫الشعور بعدم األمان وعدم الثبات واالستقرار‪.‬‬

‫‪18‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪19‬الديب‪ ،‬محمد مصطفى‪ .)2000( .‬عمم النفس االجتماعي التربوي‪ .‬عمم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪20‬معوض‪ ،‬عباس محمود ‪ .)1999(.‬عمم نفس النمو‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫ومن الخطأ ظن أن مسؤولية تربية النشء تقتصر عمي دور األم وحده وأن ما يقوم بو األب ىو دور‬
‫ثانوي ينحصر في توفير احتياجات المنزل‪ ،‬بل الوالدان شريكين في بناء شخصية الطفل‪ ،‬والي جانب‬
‫توفير االحتياجات المادية فألب دور في تعزيز األمن النفسي والحنان األبوي متضامنا مع ما تقدمو األم‬
‫من عطاء (عبد العزيز‪.21)2005 ،‬‬

‫إن الشخص المفضل لدى األطفال من كال الجنسين في كثير من الحاالت في سن الثانية إلي الرابعة‬
‫ىو األب‪ ،‬ويفضل األطفال المعب معو‪ ،‬واذا ما أخذنا في االعتبار أىمية المعب في نمو الطفل في مرحمة‬
‫ما قبل المدرسة (محمد‪.22)2002 ،‬‬

‫إن األب ىو مزيج من الجدية والحنان فال يكون قاسيا حازما بصفة دائمة وال يكون مفرطا في الحنان‬
‫إلي درجة التدليل والالمباالة‪ ،‬فالحزم لو اوقاتو والشدة ليا اوقاتيا‪ ،‬والقسوة مطموبة عندما يكون الموقف‬
‫حرجا (السيد‪.23)2005 ،‬‬

‫يمثل األب السموك النموذجي‪ ،‬ويخمق غيابو فجوة ال تستطيع األم ممئيا‪ ،‬وبغيابو يصبح ىنالك مربي‬
‫واحد‪ ،‬وبغياب األب تختفي سطمتو المتمثمة في السيطرة والتحكم في سموك األبناء وتالفي الصفات السمبية‬
‫مثل العناد ومرافقة السيئين من األصحاب وتعاطي السجائر والتبول الالإرادي والقمق وعدم الشعور باألمن‬
‫والطمأنينة وفقدان الدفء والعطف من قبل األب‪.‬‬

‫إذا فاألب لو دور جوىري في حياة أبنائو‪ ،‬فيو الذي يوفر االحتياجات الضرورية لمحياة من مأكل‬
‫ومشرب وممبس‪ ،‬إضافة ألنو يمثل السمطة في األسرة من حيث احداث التوازن في عممية التنشئة‪ ،‬فيو‬
‫يوفر األمن النفسي ألطفالو‪ ،‬ويمثل القدوة‪ ،‬وىو الذي يحض عمي السموك القويم وينيى عن األخطاء التي‬
‫قد يقع فييا أبنائو‪ ،‬ويعتبر دوره ىذا ميما جدا ومكمل لدور األم‪ ،‬واذا غاب األب عن األسرة لفترة طويمة‬
‫فإن ما يقوم من دور وما يمثمو من نموذج يكون غائبا عن أطفالو‪ ،‬وبالتالي توقع أن يكون لغيابو أثا ار‬
‫سمبية عمي سموك وشخصية وحياة األطفال‪.‬‬

‫‪21‬عبد العزيز‪ ،‬ميا‪ .)2005( .‬مشاكل الطفل الطبية والصحية والتربوية‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪22‬محمد‪ ،‬أنسى‪ .)2002( .‬أطفال بال أسر‪ .‬مركز االسكندرية لمكتاب‪ .‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪23‬السيد‪ ،‬فؤاد البيي‪ .)2000( .‬األسس النفسية لمنمو من الطفولة إلي الشيخوخة‪ .‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫انياً‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة سعيد (‪ ،24)1988‬بعنوان اغتراب االزواج وأثره النفسي واالجتماعي لدى طالب الصف الثامن‬
‫بوالية الخرطوم‪.‬‬

‫بحثت الدراسة األثر النفسي واالجتماعي الغتراب األزواج عمى طالب الصف الثامن بوالية‬
‫الخرطوم‪ ،‬شممت الدراسة عينة قواميا ( ‪ )300‬تمميذ من الجنسين‪ )150 ( ،‬تمميذ و( ‪ )150‬تمميذة في‬
‫الصف الثامن‪ ،‬واستخدمت الدراسة المنيج الوصفي‪ ،‬ومقياس التوافق النفسي واالجتماعي‪ .‬وتوصمت نتائج‬
‫الدراسة إلي أن األثر النفسي واالجتماعي الغتراب االزواج ينتشر بين تالميذ وتمميذات الصف الثامن‬
‫بدرجة دون الوسط ‪ ،‬وتوجد فروق دالة احصائيا بين التمميذات والتالميذ في األثر النفسي واالجتماعي‪،‬‬
‫ووجود عالقة ارتباطية عكسية بين األثر النفسي واالجتماعي واغتراب االزواج‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة الفارح ( ‪ ،25)2002‬بعنوان السموك العدواني لدى تالميذ الصف الثامن بمرحمة األساس‬
‫بمحافظة القضارف وعالقتو بمفيوم الذات والضبط الوالدي وترتيب الميالد‪:‬‬

‫ىدفت الدراسة لبحث السموك العدواني لدى تالميذ مرحمة االساس وعالقتو ببعض المتغيرات ىي‬
‫مفيوم الذات والضبط الوالدي وترتيب الميالد‪ ،‬واعتمدت عمي المنيج الوصفي‪ ،‬واجريت الدراسة عمي‬
‫عينة شممت (‪ )300‬تمميذ وتمميذة بالتساوي‪ .‬وتوصمت الدراسة إلي أن السموك العدواني ينتشر بدرجة دون‬
‫الوسط‪ ،‬وتوجد عالقة ارتباطية عكسية بين السموك العدواني وأساليب الضبط الوالدي‪.‬‬

‫‪24‬سعيد‪ ،‬سموى أحمد‪ .)1988 ( .‬اغتراب األزواج وأثره النفسي واالجتماعي لدى طالب الصف الثامن بوالية الخرطوم‪.‬‬
‫رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة النيمين‪.‬‬
‫‪25‬الفارح‪ ،‬وليد عبد اهلل‪ .)2002 ( .‬السموك العدواني لدى تالميذ الصف الثامن مرحمة األساس بمحافظة القضارف‬
‫وعالقتيا بمفيوم الذات و الضبط الوالدي و ترتيب الميالد‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬أم درمان اإلسالمية‪ ،‬كمية التربية‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .3‬دراسة دحالن ( ‪ ،26)2003‬العالقة بين مشاىدة بعض برامج التمفازوالسموك العدواني لدى األطفال‬
‫بمحافظات غزة‪:‬‬

‫ىدفت الدراسة إلى إظيار العالقة بين مشاىدة برامج التمفاز والسموك العدواني لدى األطفال في ضوء‬
‫بعض المتغيرات وىي معدل مشاىدة التمفاز‪،‬ومتغير الجنس ومنطقة السكن ‪ .‬تم سحب عينة عشوائية من‬
‫المجتمع األصمي والذي يتكون من( ‪)١٦٥٥٣‬طالب طالبة يمثمون طمبة محافظات غزة بالصف الخامس‬
‫االبتدائي‪،‬وبمغ عدد أفراد العينة‪٨٨٠‬طالب وطالبة‪.‬‬

‫وقد تم تطبيق أدوات الدراسة عمى عينة الدراسة‪،‬وىي مقياس السموك العدواني لألطفال‪،‬واستبيان‬
‫نوعية البرامج المفضمة لألطفال من إعداد الباحث‪ ،‬وتوصمت الدراسة إلى وجود عالقة ارتباط طردية دالة‬
‫إحصائياً بين معدل المشاىدة التميفزيونية والسموك العدواني لألطفال‪ ،‬بأبعاده المختمفة‪،‬اختالف نسبة شيوع‬
‫السموك العدواني لدى األطفال ‪،‬حيث احتل العدوان المادي المرتبة األولى‪،‬ثم العدوان المفظي‪،‬فالعدوان‬
‫السمبي‪،‬وأخي اًر السموك السوي‪ .‬وجود فروق ذات داللة إحصائية في السموكا لعدواني لدى األطفال‬
‫المشاىدين لبرامج التمفاز تعزى إلى متغير الجنس(ذكور‪،‬إناث) لصالح األطفال الذكور في كل من‬
‫العدوان المادي والمفظي‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة الحسن ( ‪ :27)2009‬بعنوان السموك العدواني لدى تالميذ صعوبات التعمم بمدارس األساس‬
‫وعالقتو ببعض المتغيرات‪:‬‬

‫بحثت الدراسة السموك العدواني لدى تالميذ صعوبات التعمم بمدارس األساس‪ ،‬واستخدمت المنيج‬
‫الوصفي‪ ،‬وشممت عينة قواميا ( ‪ )558‬تمميذ ( ‪ )631‬تمميذة‪ ،‬واستخدمت مقياس السموك العدواني كأحد‬
‫أدوات جمع البيانات‪ .‬وتوصمت الدراسة إلي أن السموك العدواني يتسم بدرجة وسط لدى ذوي صعوبات‬
‫التعمم‪ ،‬وتوجد فروق في السموك العدواني بين الذكور واالناث لصالح الذكور‪.‬‬

‫‪26‬دحالن‪ ،‬أحمد محمد عبد اليادي‪ .)2003 ( .‬العالقةبينمشاىدةبعض برامجالتمفازوالسموكالعدوانيمدى األطفال بمحافظات‬
‫غزة‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ -‬غزة ‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬قسم عمم النفس‪ .‬حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪.‬‬
‫(‪ .)2000‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪27‬الحسن‪ ،‬سناء محمد‪ .)2009( .‬السموك العدواني لدى التالميذ ذوي صعوبات التعمم بمدارس مرحمة األساس‬
‫وعالقتو ببعض المتغيرات‪ .‬رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫ال ا‪ :‬الدراسات االجنبية‪:‬‬

‫دراسة قرشي وأحمد ‪ : (Qureshi and Ahmad, 2014)28‬وهي بعنوان‬


‫‪Effects of Father Absence on Children’s Academic Performance‬‬
‫فحصت الدراسة أثر غياب األب عمي األداء األكاديمي لألطفال‪ ،‬وشممت الدراسة ( ‪ )45‬طفال تم‬
‫اختيارىم من مجتمع ذو وضع اقتصادي اجتماعي متماثل ضمن مقاطعة بونر ‪ Buner‬وليس بينيم فوارق‬
‫ثقافية‪ ،‬وىم من الجنسين‪ ،‬ويدرسون في المستويات السادس السابع والثامن والتاسع والعاشر‪ ،‬وتم اختيارىم‬
‫من ثالث أنواع من األسر‪ ،‬ىي اسر موجودة األب وأسر متوفات األب وأسر مطمقة األب‪ ،‬وقد تم جمع‬
‫البيانات باستخدام استبيان تقدير ذاتي حول تقديرات األعوام الدراسية ‪ 2010‬إلي ‪ . 2012‬وقد أبرزت‬
‫نتائج الدراسة أن األطفال الموجود أباىم قد حققوا أداء أكاديمي أفضل مقارنة باألطفال الغائبين ابائيم ‪،‬‬
‫بينما أظير األطفال المتوفى ابائيم والمطمق ابائيم أداء أكاديمي متشابو‪ ،‬وتؤكد نتائج ىذه الدراسة عمي‬
‫الدور األساسي والجوىري لوجود األب عمي األداء األكاديمي لألطفال‪.‬‬

‫منهج واجراءات الدراسة‪:‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫اعتمدت ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي باعتباره من أنسب أساليب البحث العممي لدراسة الظواىر‬
‫النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫مجتمع الدراسة‪:‬‬

‫مجتمع الدراسة ىو األطفال الغائبين ابائيم بسبب الوفاة أولمزاولة عمل لتحسين معيشة األسرة‪ ،‬وىؤالء‬
‫األطفال يدرسون في مدراس مرحمة األساس بوالية الخرطوم‪ .‬وال توجد احصائيات عن اآلباء الغائبين عن‬
‫أسرىم لظروف العمل‪ ،‬ولكن يالحظ من خالل الوقائع العامة أن ىنالك اعداد كبيرة من اآلباء الغائبين‪،‬‬
‫ويزيد من ذلك الظروف االقتصادية لمسودان‪.‬‬

‫‪28Qureshi,‬‬‫‪M. S., and Ahmad, A. (2014). Effects of Father Absence on Children’s‬‬


‫‪Academic Performance. Journal of Educational, Health and Community Psychology, (3) 1,‬‬
‫‪1-5.‬‬

‫‪187‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬

‫شممت عينة الدراسة الحالية عدد ( ‪ )150‬طفل غائبين ابائيم‪ ،‬منيم ( ‪ )75‬ذكور و( ‪ )75‬اناث‪.‬‬
‫وتتراوح اعمارىم ما بين ( ‪ )15 – 6‬سنة‪ .‬تم اختيار عينة الدراسة ىذه من بعض مدارس األساس بوحدة‬
‫الخرطوم وسط بوالية الخرطوم‪ ،‬تشمل ( ‪ )8‬مدارس‪ )4 ( ،‬مدراس بنين‪ ،‬و( ‪ )4‬مدارس بنات‪ .‬تم اختيار‬
‫ابائيم بالمدارس التي‬ ‫عينة البحث ىذه بالطريقة االحتمالية البسيطة‪ ،‬حيث تم حصر لألطفال الغائبين‬
‫‪ )1‬يوضح اسماء مدارس‬ ‫شممتيا الدراسة ثم اجراء قرعة الختيار عينة الدراسة‪ .‬والجدول التالي رقم (‬
‫العينة وعدد التالميذ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح أسماء المدارس وعدد التالميذ‬

‫عدد التالميذ الغائبين ابائهم‬ ‫عدد التالميذ‬ ‫اسم المدرسة‬ ‫م‬


‫‪19‬‬ ‫‪46‬‬ ‫النور خضر النور بنين‬ ‫‪1‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الديم شرق ‪ 5‬بنين‬ ‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫البروفسير عبد اهلل الطيب بنين‬ ‫‪3‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪41‬‬ ‫االتحاد بنين‬ ‫‪4‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المايقوما المزدوجة بنات‬ ‫‪5‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪45‬‬ ‫شريفة سالم بنات‬ ‫‪6‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪38‬‬ ‫رقية عبد الوىاب بنات‬ ‫‪7‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الديوم الجديدة بنات‬ ‫‪8‬‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬

‫‪ ،29)2009‬وقد اجرى عميو الباحثان‬ ‫استخدم في ىذه الدراسة مقياس السموك العدواني (الحسن‪،‬‬
‫بعض التعديالت الضرورية حتى يتناسب مع عينة الدراسة الحالية‪ .‬وقد اشتمل عمى ( ‪ )35‬فقرة‪ ،‬وخيارات‬
‫االجابة (دائما‪ ،‬أحيانا‪ ،‬ال يحدث)‪ ،‬وقد تم عرض المقياس عمي ثالثة محكمين من المختصين في عمم‬
‫النفس‪ ،‬وذلك البدا مالحظاتيم واقتراحاتيم حول المقياس‪ .‬والتي التزم بيا الباحثان‪ .‬بعدىا تم تطبيق‬
‫المقياس عمى عينة استطالعية عددىا ( ‪ )30‬طفل من الغائبين ابائيم وذلك لمتأكد من الخصائص‬

‫‪29‬الحسن‪ ،‬سناء محمد‪ .)2009( .‬السموك العدواني لدى التالميذ ذوي صعوبات التعمم بمدارس مرحمة األساس وعالقتو‬
‫ببعض المتغيرات‪ .‬رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫القياسية ‪ Psychometrics properties‬ممثمة في معامالت الصدق والثبات‪ .‬وقد بمغ معامل ثبات‬
‫المقياس بعادلة ألفاكرونباخ ( ‪ ،)0.79‬بينما بمغ الصدق الذاتي ( ‪ ،)0.89‬وقد تم حذف بعض العبارات‬
‫سالبة االرتباط وضعيفة االرتباط مع بنود المقياس ككل‪ ،‬والبالغ عددىا (‪ )7‬فقرات‪.‬‬

‫عرض ومناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪ .1‬عرض ومناقشة نتيجة الفرض األول‪:‬‬


‫يتسم السموك العدواني لدى التالميذ الغائبين ابائيم باالرتفاع‪.‬‬

‫استخدم اختبار (ت) لعينة واحدة لمجتمع وذلك لمكشف عن السمة العامة لمسموك العدواني لدي‬
‫االطفال الغائبين ابائيم‪ ،‬وقد ابرزت النتائج أن المتوسط الحسابي لمسموك العدواني لدى األطفال قد بمغ‬
‫(‪ )60.3‬بينما نجد المتوسط المحكي ىو ( ‪ )56‬بفارق ( ‪ )3.7‬درجة‪ ،‬بينما بمغت قيمة (ت) المحسوبة‬
‫(‪ )5.06‬وىي دالة عند مستوى ( ‪ )0.001‬مما يشير إلي أن السموك العدواني لدى األطفال الغائبين‬
‫ابائيم يتسم باالرتفاع الدال احصائيا‪ ،‬والجدول رقم (‪ )1‬يوضح نتائج التحميل‪.‬‬

‫جدول ( ‪ ) 1‬يوضح تحميل اختبار (ت) لمجتمع واحد لمكشف عن السمة العامة لمعدوان وسط األطفال الغائبين ابائيم‬
‫االستنتاج‬ ‫مستوى داللة‬ ‫درجة الحرية‬ ‫قيمة ت‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المتوسط‬ ‫حجم العينة‬
‫الفروق‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المحكي‬
‫يتسم السموك‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪5.06‬‬ ‫‪10.40‬‬ ‫‪60.3‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪150‬‬
‫العدواني‬
‫باالرتفاع‬

‫تتفق نتيجة هذا الفرض معدراسة دحالن ( ‪ .30)2003‬التي بحثت العالقة بين مشاىدة بعض برامج‬
‫التمفاز والسموك العدواني لدى األطفال بمحافظات غزة والتي أبرزت إلي شيوع السموك العدواني بأبعاده‬
‫المختمفة بين األطفال المشاىدين لمبرامج التميفزيونية‪ .‬وتتفق كذلك والي حد ما مع ما أبرزتو دراسة قرشي‬

‫‪30‬دحالن‪ ،‬أحمد محمد عبد اليادي‪ .)2003 ( .‬العالقةبينمشاىدةبعض برامجالتمفازوالسموكالعدوانيمدى األطفال بمحافظات‬
‫غزة‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ -‬غزة ‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬قسم عمم النفس‪ .‬حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪.‬‬
‫(‪ .)2000‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫وأحمد ‪ (Qureshi and Ahmad, 2014)31‬والتي برىنت عمى ضعف األداء األكاديمي لمتالميذ‬
‫الغائبين ابائيم مقارنة بالحاضرين ابائيم‪.‬‬

‫إن لألب دور جوىري في تنشئة األطفال‪ ،‬وىو يمثل نموذجا يحت ذي بو ومن خاللو يدرك األطفال‬
‫أدوارىم‪ ،‬وىو يمثل السمطة في األسرة من حيث الخطأ والصواب‪ ،‬وغيابو يمقي بظالل سالبة عمي سموك‬
‫األطفال‪ ،‬فينجرف األطفال إلي سموكيات غير حميدة مثل السموك العدواني‪.‬‬

‫ويمعب األب دو ار ميم في حياة ابنائو‪ ،‬فيو مصدر السمطة في المنزل وىو الذي يصدر األوامر‬
‫والنواىي ويفرض الثواب والعقاب‪ ،‬وبشكل عام يظير تأثير غياب األب عمي الطفل منذ مرحمة الرضاعة‪،‬‬
‫ويظير تأثير شخصية األب في ابنائو بشكل واضح عندما يبمغوا الثانية من عمرىم‪ ،‬وتغمصيم لشخصيتو‬
‫والتأثر بيا‪ ،‬وعمي الرغم من أن األطفال يتخذون مثميم األعمى من أبطال التاريخ إال أن لألب دور في‬
‫‪.32)2000‬إن الوالدان‬ ‫تربية ابنائو عمى ضوئو يتحدد طبيعة النموذج الذي يختاره الطفل (العيسوي‪،‬‬
‫شريكين في بناء شخصية الطفل‪ ،‬والي جانب توفير االحتياجات المادية فألب دور في تعزيز األمن‬
‫النفسي والحنان األبوي متضامنا مع ما تقدمو األم من عطاء (عبد العزيز‪.33)2005 ،‬‬

‫واذا نظرنا إلي تفسير العدوان لدى األطفال من خالل النظريات المختمفة نجد عدة محاور‪ ،‬ىي أن‬
‫لمعدوان أساس عصبي يؤدي إليو‪ ،‬وأن العدوان ىو نتيجة لإلحباط الذي يتعرض لو الطفل‪ ،‬وأن العدوان‬
‫ىو نتاج تعمم اجتماعي‪ ،‬وأن العدوان يتم تعممو من النماذج الموجودة في بيئة الطفل من الجماعات‬
‫ذج يؤدي إلي مثل ه ذا الحال من‬ ‫واألفراد المحيطين بو‪ ،‬فغياب دور األب المتمثل في السمطة والنمو‬
‫السموكيات غير المرغوبة‪.‬‬

‫بغياب األب تختفي سطمتو المتمثمة في السيطرة والتحكم في سموك األبناء وتالفي الصفات‬
‫السمبية‪،‬ويتوقع أن تظير سموكيات أخري غير مرغوبة مثل العناد ومرافقة السيئين من األصحاب وتعاطي‬
‫السجائر والتبول الالإرادي والقمق وعدم الشعور باألمن والطمأنينة وفقدان الدفء والعطف من قبل األب‪.‬‬

‫‪31Qureshi,‬‬‫‪M. S., and Ahmad, A. (2014). Effects of Father Absence on Children’s‬‬


‫‪Academic Performance. Journal of Educational, Health and Community Psychology, (3) 1,‬‬
‫‪1-5.‬‬

‫‪32‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪33‬عبد العزيز‪ ،‬ميا‪ .)2005( .‬مشاكل الطفل الطبية والصحية والتربوية‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .2‬عرض ومناقشة نتيجة الفرض ال اني‪:‬‬


‫توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين ابائيمتبعا لمتغير النوع‪.‬‬
‫استخدم اختبار (ت) لعينتين مستقمتين لمكشف عن طبيعة الفروق فيالسموك العدواني بين االطفال‬
‫الغائبين ابائيم تبعا لمتغير النوع‪ ،‬وقد ابرزت النتائج أن المتوسط الحسابي لمسموك العدواني لدى‬
‫الذكوريبمغ ( ‪ )63.6‬بينما المتوسط الحسابي لإلناث ىو ( ‪ )61.2‬بفارق ( ‪ )4.2‬درجة‪ ،‬بينما بمغت قيمة‬
‫(ت) المحسوبة ( ‪ )2.24‬وىي دالة عند مستوى ( ‪ )0.03‬مما يشير إلي وجود فروق ذات داللة احصائية‬
‫عند مستوى أقل من (‪ )0.05‬لصالح الذكور ‪ ،‬والجدول رقم (‪ )2‬يوضح نتائج التحميل‪.‬‬
‫جدول ( ‪ ) 2‬يوضح تحميل اختبار (ت) لعينتين مستقمتين لمكشف عن الفروق بين األطفال الغائبين ابائيم في السموك‬
‫العدواني تبعا لمتغير النوع‬
‫االستنتاج‬ ‫مستوى‬ ‫درجة‬ ‫قيمة ت‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العدد‬ ‫المجموعة‬
‫الداللة‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫توجد فروق‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪10.11‬‬ ‫‪63.6‬‬ ‫‪75‬‬ ‫الذكور‬
‫دالة‬ ‫‪10.32‬‬ ‫‪61.2‬‬ ‫‪75‬‬ ‫االناث‬

‫اتفقت نتيجة ىذا الفرض معدراسة الحسن ( ‪ ،34)2009‬والتي برىنت عمي وجود فروق في السموك‬
‫العدواني بين الذكور واالناث لصالح الذكور‪ ،‬وكذلك اتفقت مع دراسة دحالن ( ‪35)2003‬والتي أظيرت‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية في السموك العدواني لدى األطفال المشاىدين لبرامج التمفاز تعزى إلى‬
‫متغير الجنس(ذكور‪،‬إناث) لصالح األطفال الذكور في كل من العدوان المادي والمفظي‪.‬وكذلك اتفقت والي‬
‫حد ما مع دراسة سعيد ( ‪ ،36)1988‬التي تناولت األثر النفسي واالجتماعي الغتراب االزواج لدى طالب‬
‫الكور واإلناث لصالح الذكور‪.‬‬
‫الصف الثامن بوالية الخرطوم والتي وجدت فروقا في التأثير بين ذ‬

‫وتفسير ذلك أن قدوة البنت موجودة وىي متمثمة في أميا‪ ،‬ووجود األب يعزز أكثر من قدوة األم‬
‫لمبنت‪ ،‬بخالف الولد فإن قدوتيونموذجو ىو األب‪ ،‬واألم دورىا معزز لدور األب في تنشئة الولد‪ ،‬فيتوقع‬

‫‪34‬الحسن‪ ،‬سناء محمد‪ .)2009 ( .‬السموك العدواني لدى التالميذ ذوي صعوبات التعمم بمدارس مرحمة األساس وعالقتو‬
‫ببعض المتغيرات‪ .‬رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬
‫‪35‬دحالن‪ ،‬أحمد محمد عبد اليادي‪ .)2003( .‬العالقةبينمشاىدةبعض برامجالتمفازوالسموكالعدوانيمدى األطفال بمحافظات‬
‫غزة‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ -‬غزة ‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬قسم عمم النفس‪ .‬حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪.‬‬
‫(‪ .)2000‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪36‬سعيد‪ ،‬سموى أحمد‪ .)1988( .‬اغتراب األزواج وأثره النفسي واالجتماعي لدى طالب الصف الثامن بوالية الخرطوم‪.‬‬
‫رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة النيمين‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫أن يؤثر غياب األب أكثر عمي الولد‪ ،‬خاصة أن تربية الولد تحتاج إلي غمظة وىذه قد ال تتوفر لكثير من‬
‫األميات‪ ،‬ويحدث ازدواج في شخصية األم لتقمبيا بين دورىا الحنون ودورىا الغميظ‪ .‬واالوالد ىم أكثر‬
‫احتكاكا باألفراد األخرين خارج األسرة‪ ،‬وغياب األب يجعميم يتصرفون بطريقة غير مضبوطة نتيجة‬
‫لغياب األب‪ ،‬وقد يرافقوا أفراد عدوانيين أو قد يتعرضوا لمعدوان نتيجة ىذه الصحبة‪ ،‬أو ممارستيم أللعاب‬
‫عدائية دون رقيب‪.‬ويتوقع في حالة غياب األبأن تمارس األم سمطتيا عمى األبناء حيث تتولى إدارة شؤون‬
‫األسرة‪ ،‬وىنا يظير الصراع بينيا وبين األبناء‪ ،‬مما يخمق شعو ار بالقمق عند الطفل الذكر‪ ،‬والذي ينتج من‬
‫احساسو بفقدان أمو لبعض صفاتيا األنثوية (معوض‪.37)1999 ،‬‬
‫‪ .3‬عرض ومناقشة نتيجة الفرض ال الث‪:‬‬
‫توجد فروق ذات داللة احصائية في السموك العدواني بين األطفال الغائبين ابائيم تبعا لمتغير العمر‪.‬‬
‫تم استخدم اختبار (ت) لعينتين مستقمتين لمكشف عن طبيعة الفروق في السموك العدواني بين‬
‫االطفال الغائبين ابائيم تبعا لمتغير العمر‪ ،‬وقد ابرزت النتائج أن المتوسط الحسابي لمسموك العدواني لدى‬
‫الفئة ( ‪ )10-5‬يبمغ ( ‪ ،)65.2‬بينما المتوسط الحسابي لمفئة العمرية ( ‪ )15-11‬ىو ( ‪ )67.2‬بفارق ( ‪)2‬‬
‫درجة‪ ،‬بينما بمغت قيمة (ت) المحسوبة ( ‪ )1.49‬وىي غير دالة عند مستوى ( ‪ ،)0.05‬مما يشير إلي‬
‫‪ ،)0.05‬والجدول رقم ( ‪ )3‬يوضح نتائج‬ ‫عدم وجود فروق ذات داللة احصائية عند مستوى أقل من (‬
‫التحميل‪.‬‬
‫جدول ( ‪ ) 3‬يوضح تحميل اختبار (ت) لعينتين مستقمتين لمكشف عن الفروق بين األطفال الغائبين ابائيم في السموك‬
‫العدواني تبعا لمتغير العمر‬
‫االستنتاج‬ ‫مستوى‬ ‫درجة‬ ‫قيمة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العدد‬ ‫المجموعة‬
‫الداللة‬ ‫الحرية‬ ‫ت‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪1.49‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪65.2‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ 10-5‬سنة‬
‫دالة‬ ‫‪10.7‬‬ ‫‪67.2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪15-11‬‬
‫سنة‬

‫الدراسات التي تم مراجعتيا لم تتناول مغير العمر‪ ،‬وعدم وجود فروق بين المجموعتين العمريتين قد‬
‫يكون ناتج من تعرض كل الفئات العمرية ل ذات المتغيرات المترتبة عمى غياب األب‪ ،‬مما يجعل الفئات‬
‫العمرية لمرحمة الطفولة معرضة لنفس الظروف‪ ،‬لذلك ال يكون ىنالك اختالفا بينيا في السموك العدواني‪.‬‬

‫‪37‬معوض‪ ،‬عباس محمود ‪ .)1999(.‬عمم نفس النمو‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية والحكومية عمى تخفيف آثار غياب األب‬
‫عمى األسر التي غاب عنيا األب ألي سبب كان‪ ،‬الوفاة أو اليروب أو الطالق أو النزوح أو التشرد أو‬
‫اليجرة‪ ،‬وذلك من خالل الدعم المادي والمعنوي لألميات واألطفال‪.‬‬

‫‪ .1‬مراعاة أن يقوم الوالد الذي يغيب عن أسرتو لفترات طويمة أن يستفيد من ميزة المجتمع السوداني‬
‫المتمثمة في األسرة الممتدة (الجد والعم والخال) في األشراف عمى أبناءه فترة غيابو وخاصة‬
‫الطويمة منيا‪ ،‬وباألخص المياجرين خارج البالد بالسنوات الطوال‪.‬‬
‫‪ .2‬قيام وسائل األعالم بتنوير المجتمع بشكل عام لدور األب وما يترتب عمى غيابو من أثار سالبة‬
‫وكيفية تعامل األميات واألطفال مع وضع غياب األب‪.‬‬
‫‪ .3‬قيام وحدات اإلرشاد النفسي بمدارس األساس بمتابعة المستوى العام لسموك التالميذ وما يتضمنو‬
‫من عدوان‪ ،‬بيف الحد منو مبك ار وعدم انتشاره بين التالميذ في الفصل نتيجة احتكاك األطفال‬
‫مع بعضيم البعض‪.‬‬

‫المقترحات‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة تأثير غياب األب عمي السموك العدواني لألطفال من خالل مجموعات المقارنة (أطفال‬
‫ابائيم حاضرين وأطفال ابائيم غائبين)‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة المشكالت السموكية لدي األطفال الغائبين ابائيم‪ ،‬ممثل الكذب والسرقة والتبول الالإرادي‬
‫والمشي أثناء النوم‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة المخاوف المرضية لدى األطفال الغائبين ابائيم‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة القمق واالكتئاب لدى المراىقين الغائبين ابائيم‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسة األداء األكاديمي والتربوي لألطفال الغائبين ابائيم‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫بدوي‪ ،‬أحمد‪ .)1997( .‬معجم مصطمحات العموم االجتماعية‪ .‬مكتبة البيان‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجسماني‪ ،‬عبد العمي‪ .)1999( .‬العناية بالعقل والنفس‪ .‬دار الفرقان‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جميل‪ ،‬عز الدين‪ .)2003 ( .‬األوىام المرضية أو الضالالت في األمراض النفسية والعنف‪ .‬عالم‬ ‫‪.3‬‬
‫الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫الحسن‪ ،‬سناء محمد‪ .)2009 ( .‬السموك العدواني لدى التالميذ ذوي صعوبات التعمم بمدارس‬ ‫‪.4‬‬
‫مرحمة األساس وعالقتو ببعض المتغيرات‪ .‬رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة‬
‫الخرطوم‪.‬‬
‫حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪ .)2000( .‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دحالن‪ ،‬أحمد محمد عبد اليادي‪ .)2003( .‬العالقةبينمشاىدةبعض برامجالتمفازوالسموكالعدوانيمدى‬ ‫‪.6‬‬
‫األطفال بمحافظات غزة‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ -‬غزة ‪ ،‬كمية التربية‪،‬‬
‫قسم عمم النفس‪.‬حسين‪ ،‬طو عبد العظيم‪ .)2000( .‬الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫الديب‪ ،‬محمد مصطفى‪ .)2000( .‬عمم النفس االجتماعي التربوي‪ .‬عمم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫السيد‪ ،‬أحمد‪ .)2005( .‬مشكالت الطفل السموكية وأساليب معاممة الوالدين‪ .‬دار الفكر‪ ،‬القاىرة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫سعيد‪ ،‬سموى أحمد‪ .)1988 ( .‬اغتراب األزواج وأثره النفسي واالجتماعي لدى طالب الصف‬ ‫‪.9‬‬
‫الثامن بوالية الخرطوم‪ .‬رسالة ماجستير كمية اآلداب‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة النيمين‪.‬‬
‫‪ .10‬السيد‪ ،‬فؤاد البيي‪ .)2000 ( .‬األسس النفسية لمنمو من الطفولة إلي الشيخوخة‪ .‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .11‬عبد الحميد ‪ ،‬جابر‪ ،.‬وكفافي‪ ،‬عالء الدين‪.)1998 ( .‬معجم عمم النفس والطب النفسي‪ .‬دار‬
‫النيضة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .12‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد‪ .)1991( .‬أسس عمم النفس‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ .‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .13‬عبد العزيز‪ ،‬ميا‪ .)2005 ( .‬مشاكل الطفل الطبية والصحية والتربوية‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫‪ .14‬عبد القوي‪ ،‬سامي‪ .)2001( .‬عمم النفس العصبي‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .15‬العناني‪ ،‬حنان عبد الحميد‪ .)2000( .‬الطفل واألسرة والمجتمع‪ .‬دار صفاء عمان‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪(،)7‬ع‪2016/12/1 )25‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .16‬عسكر‪ ،‬عبد اهلل ‪ .)1988 (.‬االكتئاب النفسي بين النظرية والتشخيص‪ .‬مكتبة األنجمو المصرية‪،‬‬
‫القاىرة‪.‬‬
‫‪ .17‬العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ .)2000( .‬دراسات في السموك االنساني‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .18‬الفارح‪ ،‬وليد عبد اهلل‪ .)2002 ( .‬السموك العدواني لدى تالميذ الصف الثامن مرحمة األساس‬
‫الوالدي و ترتيب الميالد ‪ .‬رسالة دكتوراه‬ ‫بمحافظة القضارف وعالقتيا بمفيوم الذات و الضبط‬
‫غير منشورة‪ ،‬أم درمان اإلسالمية‪ ،‬كمية التربية‪.‬‬
‫‪ .19‬القوصي‪ ،‬عبد العزيز ‪ .)2000( ،‬أسس الصحة النفسية‪ .‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .20‬محمد‪ ،‬أنسى‪ .)2002( .‬أطفال بال أسر‪ .‬مركز االسكندرية لمكتاب‪ .‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪ .21‬معوض‪ ،‬عباس محمود ‪ .)1999(.‬عمم نفس النمو‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .22‬مفمح‪ ،‬تيسير وأخرون‪ .)2003( .‬عمم نفس النمو‪ .‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪.‬‬

‫المراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪1. Sigle-Rushton, W., &McLanahan, S. (2002). Father absence and child‬‬


‫‪well-being: a critical review. Center for Research on Child Wellbeing‬‬
‫‪Working Paper Series.‬‬
‫‪2. Qureshi, M. S., and Ahmad, A. (2014). Effects of Father Absence on‬‬
‫‪Children’s Academic Performance. Journal of Educational, Health and‬‬
‫‪Community Psychology, (3) 1, 1-5.‬‬

‫‪195‬‬

You might also like