‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬

‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬

‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬

‫أ‪ .‬جبلي حسيبة‬ ‫أ‪ .‬لواج منري‬ ‫د‪ .‬خالد قاشي‬

‫جامعة جيجل‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫جامعة البليدة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن مبدأ اإلصالح اإلداري واحلكومي يف إطار معطيات القرن احلادي‬
‫والعشرين يقوم على تعميق مشروع احلكومة اإللكرتونية من منطلق اإلصالحات‬
‫اإلسرتاتيجية‪ .‬حيث شوهدت يف هذا اجلانب أعمال جادة صرحت ﺑﻬا خمتلف‬
‫احلكومات خبصوص تبين مشروع احلكومة اإللكرتونية‪ .‬واليت تتطلب توافر‬
‫مقومات عديدة‪ ،‬تتقدمها اإلرادة السياسية‪ ،‬والوعي لدى املواطن‪ ،‬وتوافر التقنيات‬
‫واملهارات‪ ،‬وكذلك النية الصادقة والعزم على بناء عقد جديد بني احلكومة‬
‫واملواطن‪ .‬ويف هذا السياق فإن احلكومة اإللكرتونية ليست وصفة جاهزة‬
‫لإلستخدام‪ ،‬وإمنا تستلزم التهيئة املناسبة ملقوماﺗﻬا العديدة‪ ،‬ألن العوامل البيئية‬
‫الداخلية واخلارجية تلعب دوراً حامساً يف ترسيخها وتعزيزها‪.‬‬
‫وإذا كان البعض يستخدم عبارة "احلكومة اإللكرتونية" للحديث عن‬
‫عملية استخدام وسائل اإلعالم واإلتصال وتقنياته احلديثة لتطوير أداء اإلدارة‪،‬‬
‫والسيما تلك اليت لديها عالقة مباشرة باملواطن فإن البعض اآلخر ال يرى داعياً‬
‫الستعمال مثل هذه العبارة ويقرتح اإلكتفاء باستخدام عبارة "اإلدارة اإللكرتونية"‬
‫لتأدية املعنى ذاته‪ .‬على اعتبار أن اإلدارة اإللكرتونية هي اجلزء‪ ،‬وختتص بتحويل‬
‫مجيع املعلومات والوظائف اإلدارية ذات الطبيعة الورقية إىل عمليات ذات طبيعة‬
‫إلكرتونية‪ ،‬وتعمل على تطوير البنية املعلوماتية داخل املؤسسة وال خيرج ذلك عن‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫حدود اإلدارة‪ ،‬أما احلكومة اإللكرتونية فهي متثل الكل‪ ،‬وتعين العمليات‬
‫اإللكرتونية اليت من خالهلا يتم الربط بني اإلدارات اليت تطبق اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬
‫ويف سبيل التوفيق بني مفهوم احلكومة اإللكرتونية واخلدمات اليت تقدمها‬
‫إدارات الدولة‪ ،‬نتبنى الرأي الذي مفاده أن تعبري اإلدارة اإللكرتونية هو املصطلح‬
‫األقرب لتحقيق ذلك التوافق على أساس أن املراد ليس ممارسة سلطة احلكم‬
‫بطريقة إلكرتونية‪ ،‬وإمنا املقصود إدارة األمور بطريقة إلكرتونية سواء على املستوى‬
‫احلكومي أو الشعيب‪.‬‬
‫ويف ظل اعتماد الكثرية من دول العامل على سياسات عمومية إلدخال الرقمنة‬
‫إىل مجيع امليادين اإلقتصادية منها والطبية واإلجتماعية واإلدارية ورفع شعار "املواطن‬
‫زبون احلكومة" سعت اجلزائر كغريها من الدول إىل تبين إسرتاتيجية "اجلزائر‬
‫اإللكرتونية ‪ (Stratégie e-Algérie 2013( "3102‬وهي إحدى املشاريع‬
‫الكربى اليت أعدتها وزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬بداية من عام‬
‫‪ 9002‬يف إطار مشاورات مشلت مؤسسات وإدارات عمومية إضافة إىل متعاملني‬
‫اقتصاديني عموميني وخواص‪ ،‬كما مشلت اجلامعات ومراكز البحث واجلمعيات‬
‫املهنية اليت تنشط يف جمال العلوم وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ .‬ويهدف املشروع‬
‫أساساً إىل عصرنة اإلدارة العمومية وتقريبها من املواطن والعمل على إدخال‬
‫التكنولوجيات احلديثة يف كل مؤسسات الدولة‪ ،‬وتنحصر أهدافه يف ثالثة عشر‬
‫(‪ )31‬حموراً رئيسياً سطرت على مدى مخس سنوات‪.‬‬
‫وحنن يف عام ‪ 9031‬موعد اكتمال مشروع ''اجلزائر اإللكرتونية''‪ ،‬ال نرى‬
‫أي من مالحمه تتضح على أرض الواقع‪ ،‬وحسب السيد‪ :‬غرار يونس‪ ،‬خبري يف‬
‫تكنولوجيات اإل تصال ومستشار سابق بوزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واإلتصال‪ ،‬فقد عجزت اهليئة الوصية عن إطالق كل الربامج اليت كانت مقرتحة يف‬
‫إطار مشروع القرن "اجلزائر اإللكرتونية ‪ ،"9031‬مما جعل املشروع ال يتخطى عتبة‬
‫اإلعالن ليبقى التنفيذ بعيداً عن الواقع‪ .‬لذلك سنحاول من خالل هذه املداخلة‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫الكشف عن املشاكل والصعوبات اليت عرقلة سري هذا املشروع‪ .‬من خالل طرح‬
‫التساؤل الرئيسي التالي‪ :‬ما هي النقائص والتحديات اليت واجهة جتسيد مشروع‬
‫"اجلزائر اإللكرتونية ‪ "3102‬وأبقته بعيداً عن أرض الواقع؟‬
‫وسنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬مؤشرات قياس اجلاهزية اإللكرتونية يف اجلزائر‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬مضمون إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪."9031‬‬
‫ثالثًا‪ -‬معوقات تنفيذ إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪."9031‬‬
‫رابعًا‪ -‬متديد إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬إىل نهاية ‪.9032‬‬

‫أوالً‪ -‬مؤشرات قياس اجلاززية اإللكرتونية يف اجلزائر‬

‫تنطلق خطوات التطوير األوىل يف التأسيس ملشروع احلكومة اإللكرتونية‪،‬‬
‫حنو إجياد واقع وبيئة مناسبة إلحداث حتول ناجح‪ ،‬وانطالقاً من ذلك هناك جمموعة‬
‫من اإلستعدادات والتجهيزات‪ ،‬اليت تشكل األرضية األساسية‪ ،‬وتعرب عن مستوى‬
‫اجلاهزية اإللكرتونية‪ ،‬كمرحلة أولية ضمن خطوات التحول اإللكرتوني‪ .‬ويتوقف‬
‫حتديد اجلاهزية اإللكرتونية يف اجلزائر على مجلة من املؤشرات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤشر الوصول إىل الشبكة‪:‬‬
‫ميثل انتشار االنرتنت كتقنية حمورية يف إسرتاتيجية التحول اإللكرتوني‬
‫مرحلة هامة يف إرهاصات اإلنتقال حنو تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬والتحول‬
‫للخدمات اإللكرتونية يف املؤسسات احلكومية باجلزائر‪ ،‬وبالنظر إىل درجة وصول‬
‫األفراد إىل الشبكة‪ ،‬ميكن القول أن دخول االنرتنت إىل اجلزائر يف مارس‬
‫‪1994‬عن طريق مركز )‪ (cerist‬وهو مركز لألحباث تابع للدولة‪ ،‬قد أعطى‬
‫إمكانية جديدة إلعادة صياغة إسرتاتيجية حديثة‪ ،‬وتنظيم اخلدمات واملهام بسرعة‬
‫ويف وقت وجيز‪ ،‬وبالتالي فبيئة التكنولوجيا احلديثة تسيطر عليها شبكة االنرتنت‬
‫كشبكة ميكن الوصول إليها من طرف فئة كبرية من أفراد اجملتمع‪ ،‬فبالرغم من‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫البدايات احملتشمة لتطور الشبكة مع أول دخول هلا‪ ،‬ويف السنوات األوىل من انطالق‬
‫خدماتها يف اجلزائر‪ ،‬إال أنه يف الوقت احلالي أصبحت شبكة أساسية يف تقديم‬
‫خدمات اإلتصال‪ ،‬حيث كانت استفادة األفراد يف البداية من خدمات شبكة‬
‫‪3‬‬
‫االنرتنت داخل نطاق املراكز العلمية والبحثية لتنتقل بعدها إىل جهات أخرى‪.‬‬
‫وبعد عامني من دخول االنرتنت إىل اجلزائر‪ ،‬بلغ عدد اهليئات املشرتكة‬
‫باالنرتنت حوالي ‪ 310‬هيئة‪ ،‬ويف سنة ‪ 1999‬قدر عدد اهليئات املشرتكة يف‬
‫الشبكة ‪ 800‬هيئة‪ ،‬منها ‪ 100‬يف القطاع اجلامعي‪ 50 ،‬يف القطاع الطيب‪500 ،‬‬
‫يف القطاع اإلقتصادي‪ 150 ،‬يف القطاعات األخرى‪ ،‬وكانت بداية الربط باالنرتنت‬
‫قد عرفت تركيزًا على املؤسسات العمومية‪ ،‬واخلاصة قبل أن تنتقل إىل األفراد يف‬
‫املنازل‪ ،‬وتضطلع مؤسسة اتصاالت اجلزائر بالدور األساسي يف عمليات الربط‬
‫باالنرتنت‪ .‬ونتج عن تطور االنرتنت يف اجلزائر ما يعرف باملقاهي اإللكرتونية‪ ،‬واليت‬
‫ال ميكن إغفال دورها األساسي يف إتاحة الوصول إىل شبكة االنرتنت‪ ،‬حيث‬
‫ميكن تربيره باخنفاض التكلفة اليت يدفعها املواطن نتيجة استخدامه للشبكة‪،‬‬
‫كما إرتفع عدد مقاهي االنرتنت من حوالي ‪ 3603‬مقهى سنة ‪ 2003‬إىل ‪4297‬‬
‫سنة ‪ 2004‬ووصل هذا العدد إىل ‪ 5000‬مقهى يف نهاية ‪ 9 .9002‬كما هو موضح يف‬
‫اجلدول املوالي‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)03‬عدد مقاهي االنرتنت يف اجلزائر خالل الفرتة (‪)9002 -9001‬‬
‫‪3112 3110 3112 3112 3112 3112‬‬ ‫السنة‬
‫عدد‬
‫‪5000 5000 4867 4820 4297 3603‬‬ ‫مقاهي‬
‫االنرتنت‬
‫‪Source : ARPT,"Rapport Annuel 08", site visite le: 18/03/2013, disponible sur:‬‬
‫_‪http://www.arpt.dz/publications/ Rapport_ Annuel / Rapport‬‬ ‫‪Annuel‬‬
‫‪_FR_2008.pdf, p: 73.‬‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫وحسب األرقام اليت نشرها املوقع اإللكرتوني "إحصاءات اإلنرتنت العاملية" يف‬
‫‪ 10‬جوان ‪ 9030‬فإن عدد مستخدمني االنرتنت يف اجلزائر وصل إىل ‪.4,700,000‬‬
‫واجلدول املوالي يوضح تطور عدد مستعملي االنرتنت يف اجلزائر بني سنيت‪9000‬‬
‫و‪ 9030‬حسب اإلحصائيات املعلن عنها من طرف اإلحتاد الدولي لإلتصاالت‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)09‬عدد مستعملي االنرتنت يف اجلزائر خالل الفرتة (‪)9030 -9000‬‬
‫‪3101‬‬ ‫‪3112‬‬ ‫‪3112‬‬ ‫‪3110‬‬ ‫‪3112‬‬ ‫‪3111‬‬ ‫السنة‬
‫مستعملي‬
‫‪4, 700,000‬‬ ‫‪4, 100,000‬‬ ‫‪3, 500,000‬‬ ‫‪2, 460,000‬‬ ‫‪1, 920,000‬‬ ‫‪50,000‬‬
‫االنرتنت‬
‫‪Source: Internet world stats, Algerian Internet Usage and Population Growth, site‬‬
‫‪visite le: 18/03/2013, disponible sur: www .internet world stats.com/stats.ntm‬‬

‫‪ .2‬مؤشر التعليم عرب الشبكة‪:‬‬

‫إن حتليل مؤشر التعليم عرب الشبكة يدعو إىل ضرورة الكشف عن واقع‬
‫وأثر تكنولوجيا اإلعالم واإلتصاالت يف جمال التعليم‪ ،‬وحمدداته ومدى اإلستفادة‬
‫منه‪ ،‬وتبيني حلوله والعقبات اليت حتد من نشره وتعميمه‪ ،‬إذ تعمل تكنولوجيا‬
‫االنرتنت على توجيه جمال التعليم والبحث العلمي‪ ،‬خدمة ملصاحل الطلبة واألساتذة‪.‬‬
‫وكمحاولة مهمة يف هذا اجملال ميثل مشروع شبكة البحوث األكادميية‬
‫)‪(academic research net work‬أحد التوجهات اليت توفر خدمات التكوين‪،‬‬
‫والتعليم والبحث وفق شبكة تكنولوجية تضطلع مبهام توفري األساسيات يف جمال‬
‫اإلتصاالت‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬وهو ما ميهد إلقامة مشروع اجلامعة اإلفرتاضية‬
‫‪3‬‬
‫باجلزائر‪.‬‬
‫‪ .8‬مؤشر انتشار الشبكة يف اجملتمع‪:‬‬
‫ميكن اإلنطالق من السياسة احلكومية ملعرفة مدى وجود مبادرة نشر‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬واليت يف مقدمتها متكني املواطنني من الوصول إىل‬
‫االنرتنت‪ ،‬والتزود بتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬إذ ميثل برنامج جهاز كومبيوتر لكل‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫أسرة يف اجلزائر أحد املنطلقات األساسية الرامية إىل توسيع إستخدام الشبكات‪،‬‬
‫ونشر التكنولوجيا بني أفراد اجملتمع‪ .‬إضافة إىل حماولة تعميم الربط باالنرتنت‪،‬‬
‫اليت أصبحت اليوم تتوفر يف املنازل واملكاتب اخلاصة‪ ،‬إذ تقوم اجلزائر يف إطار‬
‫تعميم استخدام احلاسوب الشخصي "أسرتك" )‪(OSRATIC‬كومبيوتر لكل‬
‫أسرة بتحقيق الوصول إىل عدد مشرتكني يقدر ب ‪ 700‬ألف مستفيد‪ ،‬وتستورد‬
‫‪4‬‬
‫‪50‬ألف كومبيوتر و‪ 950‬ألف آلة نسخ سنويا‪.‬‬
‫وهنا جتدر اإلشارة إىل أن مشروع رئيس اجلمهورية "عبد العزيز بوتفليقة"‬
‫حاسوب لكل أسرة أو ما يعرف بإسم "أسرتك" والذي انطلق يوم ‪ 22‬أكتوبر ‪2005‬‬
‫من أجل الوصول إىل تسويق مليون حاسوب بنوعيه مكتيب وحممول‪ ،‬يف أجل أقصاه‬
‫‪12‬شهراً‪ ،‬عرف فشالً ذريعاً ومل يعمر طويالً لعدة أسباب شائكة ومعقدة صعبت‬
‫من مهمة الكشف عن هوية املتسبب يف فشله‪ ،‬حيث يتنصل كل مشارك يف املشروع‬
‫عن املسؤولية عنه خبصوص فشل املشروع وحيملها لالخر‪.‬‬
‫ففيما حيمل املتعاملون األربعة املساهمون يف املشروع وهم‪ :‬كورتي‬
‫أنفورماتيك‪ ،‬ساكومي‪ ،‬الفرتون‪ ،‬وكينغ الين كمبيوتر‪ ،‬البنوك العمومية مسؤولية‬
‫فشل مشروع رئيس اجلمهورية‪ ،‬ويتهمونها بالتماطل يف دراسة ملفات الزبائن الراغبني‬
‫يف احلصول على قروض إلقتناء احلاسوب‪ ،‬تدفع البنوك العمومية املسؤولية إجتاه‬
‫هؤالء املتعاملني وتؤكد أنهم ينقصون من قيمة خدماتها‪ ،‬ويفضلون خدمات البنوك‬
‫األجنبية مثل‪ :‬سوسييت جنرال وسيتيالم‪ ،‬أما شركتا إنتاج الربامج املعلوماتية إنتال‬
‫وميكروسوفت فتؤكدان على أنه ال دخل هلما ال من بعيد وال من قريب يف عدم بلوغ‬
‫اهلدف املسطر يف املشروع مشددة على أن دورها الوحيد هو ضمان تسويق شرائح‬
‫احلاسوب‪ .‬وبعد مرور عدة سنوات مل يتحقق املشروع‪ ،‬وبغض النظر عن اجلدال‬
‫القائم حول مسؤولية فشله بني مجيع األطراف‪ ،‬مت إختاذ قرار بتوقيف القروض‬
‫اإلستهالكية من طرف احلكومة يف قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬وهنا احتد‬
‫مجيع املشاركني يف املشروع ومحلوا احلكومة مسؤولية الفشل ؟!‬

‫‪33‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫ولعل هذا ما يربر إعادة إحياء وإحتواء إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية‬
‫‪ "9031‬ملشروع "أسرتك ‪ "9‬مع توسيع الفئات اليت ستستفيد منها لتشمل قطاع‬
‫الرتبية‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬الصحة‪ ،‬املهن احلرة‪ ،‬وفئة املعاقني‪ ،‬مع حتديد إسرتاتيجية متعلقة‬
‫‪5‬‬
‫خبطة التنفيذ لكل فئة‪.‬‬
‫‪ .8‬إنتشار الشبكة يف اإلقتصاد‪:‬‬
‫وفق هذا املؤشر عملت اجلزائر على حماولة اإلستفادة من شبكة االنرتنت يف‬
‫اجملال اإلقتصادي‪ ،‬حيث ميثل مشروع السداد اإللكرتوني‪ ،‬والصريفة اإللكرتونية‬
‫اليت تقدمها البنوك أحد اخلدمات اليت تتم من خالل شبكات إتصال إلكرتونية‬
‫تقتصر صالحية الدخول إليها على املشاركني فيها‪ ،‬وفقاً لشروط العضوية احملددة‬
‫‪6‬‬
‫من طرف البنك‪.‬‬
‫وميكن القول أن اإلقتصاد الرقمي يف اجلزائر بدأ مع ظهور التعامالت‬
‫اخلاصة ببطاقة السحب اإللكرتوني اليت كانت بدايتها مع ‪ ، 1997‬غري أنه‬
‫وبالرغم من أن هذه البطاقات متثل خطوة متطورة حنو اإلنتقال لإلقتصاد الرقمي‪،‬‬
‫حبكم أنها متثل طريقة السداد والسحب يف العامل‪ ،‬فهي مل حتقق إىل حد اآلن‬
‫واقعًا ملموساً يف اجلزائر‪ ،‬إذ أن استعمال بطاقة السحب اإللكرتوني يف تونس‬
‫يضاعف مثيله يف اجلزائر خبمسة عشر مرة‪ ،‬غري أنه وعلى صعيد التنبؤ باملستقبل‬
‫ميكن القول أن مبادرة اجلزائر للعمل ببطاقات السحب اإللكرتونية‪ ،‬وإمكانية‬
‫إيقاف حماوالت القرصنة بنسبة ‪ 22‬باملائة حسب تصريح الشركة‪ ،‬هو مؤشر‬
‫‪7‬‬
‫اجيابي ميكن أن حيقق تقدم يف مراحل اإلقتصاد الرقمي باجلزائر‪.‬‬
‫وهنا يرى بعض الباحثني ‪-‬اعتماداً على مؤشرات البيئة الرقمية‪ -‬أن اجلزائر ال‬
‫تزال بعيدة حتى على الدول العربية يف جمال إدماج التكنولوجيا احلديثة لإلعالم‬
‫واإلتصال يف اإلقتصاد‪ .‬كما أن الواقع يبني أن التكنولوجيا احلديثة لإلعالم‬
‫واإلتصال يف اجلزائر هي حبيسة قطاعات قليلة وأشخاص حمددين‪ ،‬وهذا غري‬

‫‪38‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫كاف إلقامة إقتصاد معريف فعال‪ ،‬ويكرس الفشل يف اإلعتماد على وسائل‬
‫التكنولوجيا احلديثة يف تدارك التخلف اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ .8‬مؤشر سياسة الشبكة‪:‬‬
‫املخطط‬ ‫انطالقاً من‬ ‫بالنسبة للجزائر ميكن حتديد سياسة الشبكة‬
‫حتويل‬ ‫ودعم ترقية‬ ‫اإلسرتاتيجي اإللكرتوني ‪ ،2013‬الرامي إىل تثمني‪،‬‬
‫التكنولوجيا واملعرفة يف جمال تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال احلديثة‪ .‬أما دعم نشر‬
‫تكنولوجيا املعلومات وسياسة حترير اإلتصاالت فيالحظ هناك حرية كبرية يتمتع‬
‫بها مستعملي االنرتنت يف اجلزائر‪ ،‬ودون مضايقات على نطاق واسع من السلطة‪،‬‬
‫حيث وبالرغم من غياب رقابة مركزية على تصفح شبكة االنرتنت‪ ،‬تقع املسؤولية‬
‫القانونية على احملتوى الذي يتم نشره مباشرة على مزودي اخلدمة‪ ،‬حيث تنص املادة‬
‫‪14‬من مرسوم اإلتصاالت الصادر سنة ‪ 3222‬على مسؤولية مزودي خدمات االنرتنت‬
‫عن املادة املنشورة‪ ،‬واملواقع اليت يقومون باستضافتها‪.‬‬
‫كما ترصد بعض التقارير أنه يف الفرتة األوىل الستخدام شبكة االنرتنت يف‬
‫اجلزائر شهدت بعض املدن تشديداً على عمل مقاهي االنرتنت‪ ،‬من خالل طلب‬
‫الشرطة من أصحاب املقاهي اإلحتفاظ باملعلومات الكاملة عن الزوار‪ ،‬وتسليم‬
‫القوائم يومياً لقسم الشرطة‪ 2.‬وتذهب بعض اآلراء إىل أن التشديد على استخدام‬
‫االنرتنت‪ ،‬والرقابة الدورية على مقاهي االنرتنت‪ ،‬يدخل ضمن باب التضييق على‬
‫احلريات وانتهاكها‪ ،‬غري أن بعض اجلهات املهتمة بقضايا األسرة طالبت بضرورة‬
‫سن تشريع قانوني ينظم العمل يف مقاهي االنرتنت‪ ،‬لتفادي التأثري السليب هلذه‬
‫الشبكة على األطفال‪ ،‬من خالل إقامة رقابة أمنية عليها‪ ،‬مع حتديد السن القانوني‬
‫الالزم لدخوهلا‪ ،‬وفرض عقوبات صارمة على أصحاب مقاهي االنرتنت إذا مل تطبق‬
‫‪2‬‬
‫هذا القانون‪.‬‬
‫أما تقييم سياسة الوصول إىل شبكة االنرتنت يف اجلزائر‪ ،‬فيمكن القول أن‬
‫أهم العراقيل اليت حتد من استفادة املواطن احلقيقية من شبكة االنرتنت هي سوء‬

‫‪89‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫اخلدمات اليت تقدمها الشبكة‪ ،‬واليت تنتج عن اإلنقطاع املتكرر يف اخلدمات‬
‫وتواصل ذلك أحياناً ليوم كامل‪ ،‬مما يؤثر سلبًا على بعض األعمال‪ ،‬ويؤدي إىل‬
‫اضطرابات يف اجناز املهام‪.‬‬
‫ومما سبق ميكن القول أن إجياد بيئة مساعدة على عملية التحول ملفاهيم‬
‫اإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬واحلكومة اإللكرتونية‪ ،‬وما تتطلبه من حتضريات تقتضي‬
‫اإلهتمام بالقدرات اجملتمعية وتنميتها‪ ،‬وبالتالي العمل على اإلرتقاء مبجتمع املعلومات‬
‫وتطويره كمنطق تفرضه مرحلة التحول للحكومة اإللكرتونية‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬مضمون إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪"9031‬‬
‫‪ .1‬تعريف إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪"9031‬‬
‫بقى مصطلح اإلدارة اإللكرتونية إىل مرحلة متأخرة مفهوم يكتنفه الغموض‬
‫يف أذهان املسؤولني واملختصني والقائمني على قطاع تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‬
‫يف اجلزائر‪ ،‬حيث يتضح من خالل النقاشات املختلفة إحنصار املفهوم يف ما يقوم به‬
‫قطاع وزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬ويبقى تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكرتونية مهمة هذا القطاع بشكل إنفرادي‪ ،‬إىل غاية صدور إسرتاتيجية‬
‫"اجلزائر اإللكرتونية ‪ ،(E–Algérie 9031( "9031‬وهي الوثيقة اليت صدرت يف‬
‫ديسمرب ‪ 2008‬واليت متثل حسب ما ورد فيها أول وثيقة رمسية حتمل معامل برنامج‬
‫إدارة إلكرتونية متكاملة يف اجلزائر‪ .‬وهو عبارة عن إسرتاتيجية تهدف إىل تعميم‬
‫استخدام التكنولوجيات املتطورة يف أغلب اإلدارات العامة‪ ،‬وجماالت النشاط‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬كما مت التخطيط لتعميم مشروع التحول اإللكرتوني وحماولة توسيعه‬
‫ليشمل كافة املواطنني مع ‪ ،9031‬وهو ما يرمي إىل تعميم النفاذ للخدمات العامة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬والوصول إىل جمتمع املعرفة‪ ،‬حيث تعكس إسرتاتيجية اجلزائر‬
‫اإللكرتونية سياسة احلكومة يف اإلعداد إلسرتاتيجية املعلوماتية‪ ،‬حيث كانت‬
‫انطالقة املشروع مع ‪ 9002‬وينتظر حتقيق نتائجه يف آفاق ‪.9031‬‬

‫‪81‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫وحسب ما جاء على لسان وزير الربيد وتكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬فإن‬
‫الوثيقة إن مل تكن هي مشروع اإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬فإن األكيد أن اإلدارة‬
‫اإللكرتونية هي جزء من هذه الوثيقة‪ ،‬حسب ما جاء على لسان الوزير نقال عن‬
‫جريدة صوت األحرار قائال ‪ ":‬إن مشروع اجلزائر اإللكرتونية ‪ 2013‬الذي يضم عدة‬
‫حماور‪ ...‬يهدف إىل بناء جمتمع املعلومات وحتريك اإلقتصاد وجعله رقمي‪ ،‬إضافة إىل‬
‫‪30‬‬
‫تقليص البريوقراطية والوصول إىل سرعة إختاذ القرارات‪".‬‬
‫وتهدف هذه الوثيقة إىل النهوض باإلقتصاد الوطين‪ ،‬وحتسني مكانة املواطن‬
‫من خالل تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬وتطوير ودعم املؤسسات اإلدارية‬
‫واإلقتصادية‪ ،‬وحتسني مستوى معيشة املواطنني عن طريق إستعماهلم لتكنولوجيا‬
‫املعلومات واإلتصال‪ ،‬إضافة إىل تسهيل عملية التسيري عرب توفري املعلومات والسرعة‬
‫يف العمل‪ ،‬وتوفري خدمات نوعية للمؤسسات واملواطنني‪ .‬وعليه فإن جتسيد مشروع‬
‫‪33‬‬
‫اجلزائر اإللكرتونية يكتسي أهمية كبرية للمواطن واملؤسسة‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمواطن‪ :‬إن جتسيد إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية سينقص عناء‬
‫املواطنني يف الكثري من جوانب احلياة اليومية‪ ،‬فاإلدارة اإللكرتونية ستوفر عن‬
‫املواطن مشقة التنقل الستخراج وثائقه أو اإلستفسار حول انشغاالته‪ ،‬وسيكون‬
‫كافياً أن يدخل كل مواطن بياناته الشخصية على الشبكة املعلوماتية ليتحصل على‬
‫وثائقه الضرورية‪ ،‬وهذا فيه ربح كبري للوقت واملال وحتى إقتصاد للمجهود البشري‪،‬‬
‫وهو باملثل يعود باإلجياب على إقتصاد البالد‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمؤسسات‪ :‬إن جتسيد إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية ميكن‬
‫املؤسسات العمومية وحتى اخلاصة من سرعة انتشار املعلومات وحتسني عملية‬
‫اإل تصال مع املواطنني‪ ،‬وال خيفى على أحد أننا يف اجلزائر نعاني من أزمة اتصال‬
‫كبرية بني املواطن وخمتلف مؤسسات الدولة‪ .‬كما أن هذا املشروع سيضيف‬
‫ديناميكية وفعالية أكثر إىل املؤسسات اإلقتصادية وسيشجع اإلستثمارات الداخلية‬
‫واخلارجية‪.‬‬

‫‪82‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫وعليه فإن إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "2013‬تتمحور حول فكرة‬
‫أساسية مفادها ربط املواطن واإلدارات العمومية بنسق إلكرتوني موحد يتيح إجراء‬
‫خمتلف املعامالت بني هذه األطراف بالسهولة والسرعة الالزمة‪ ،‬مما يوفر اجلهد‬
‫والوقت والتكاليف وحيقق مزايا يف غاية األهمية ترفع من مستوى أداء وظائف‬
‫اإلدارة العامة ضمن اإلستخدامات املتميزة لإلدارة الرقمية‪ .‬مزايا وفوائد ينتظر‬
‫املواطن حتقيقها بشرط اإلستثمار الفعال يف تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬وتوفري‬
‫البنية التحتية الالزمة لبناء إدارة إلكرتونية قوية األركان‪ ،‬وهذا يتطلب إنتشار‬
‫االنرتنت‪ ،‬توفري التشريعات الراعية هلذه التكنولوجيا‪ ،‬وتنمية وتأهيل العنصر‬
‫البشري للتكفل مبجمل القضايا التقنية املتولدة عن اإلستخدامات الرقمية ضمن‬
‫هذا الفضاء اإللكرتوني املتميز‪.‬‬
‫‪ .2‬حماور إسرتاتيجية "اجلزائر االلكرتونية ‪"9031‬‬
‫تتضمن إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية ثالثة عشر(‪ )31‬حموراً رئيسياً‪،‬‬
‫حيث حتدد هذه احملاور األهداف الرئيسية واخلاصة‪ ،‬واملزمع إجنازها إىل غاية سنة‬
‫‪( 2013‬انظر امللحق رقم ‪ ،)03‬أما عن مضمون أو حمتوى هذه احملاور فيمكن‬
‫‪39‬‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)A‬تسريع تطبيق تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال يف اإلدارات العمومية‬
‫اهتمت احملاور الرئيسية إلسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬مبا‬
‫سيحدثه إدخال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال وتعزيز استخدامها يف اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬من حتول كبري يف األساليب التنظيمية واألعمال احلكومية بشكل يعيد‬
‫النظر يف كيفية سريها وتنظيمها وتكييف اخلدمة املقدمة للمواطنني بشكل‬
‫أنسب‪ .‬إذ ترمي اجلزائر يف حتوهلا للحكومة اإللكرتونية إىل إعطاء األولية‬
‫لتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال ويف مقدمتها شبكة االنرتنت اليت تسمح بإنشاء‬
‫فضاء اتصال مستقل عن التموقع املادي‪ ،‬ويتيح توفر املعلومات يف أي وقت ويف أي‬
‫مكان‪ ،‬وهو ما يوجب ضرورة فك مركزية تسيري املعلومات‪ ،‬بهدف حتسني نوعية‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫عملية صنع القرار‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن حماولة اجلزائر تسريع تطبيق تكنولوجيا‬
‫املعلومات واإلتصال يف اإلدارة العمومية يعرف مراحله األوىل‪ ،‬ولذلك وضعت أهداف‬
‫‪31‬‬
‫خاصة وأحيانا مشرتكة لكل دائرة وزارية ختص اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استكمال البنى األساسية املعلوماتية‪ ،‬ووضع نظم إعالم مندجمة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الكفاءات البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير اخلدمات اإللكرتونية لفائدة املواطنني والشركات والعمال واإلدارات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إستكمال الشبكات واملنظومات على مستوى الشبكات الداخلية والشبكات‬
‫احمللية‪ ،‬واليت ختص إقامة دعامات تراسل املعلومات اجلغرافية‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)B‬تسريع إستعمال تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال يف الشركات‬
‫متثل وسائل التسيري واإلدارة املتطورة الضامن الوحيد لبقاء إدارتنا يف ظل‬
‫العوملة‪ ،‬فبفضل االنرتنت أصبحت السوق عاملية يف إقتصاد يعتمد على املعرفة كقيمة‬
‫أساسية‪ ،‬وهلذا مت حتديد اهلدف األساسي املتمثل يف إدماج تكنولوجيات اإلعالم‬
‫واإلتصال يف القطاع اإلقتصادي‪ ،‬ودعم إمتالك تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال من‬
‫قبل الشركات‪ ،‬وترتتب عن ذلك أهداف ثالثة تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬دعم تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال من قبل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير التطبيقات من أجل حتسني أداء الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير عرض خدمات إلكرتونية من طرف الشركات‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)C‬وضع آليات وتدابري تشجيعية تتيح نفاذ املواطنني إىل جتهيزات وشبكات‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‬
‫فمن الضروري مواصلة عملية تعميم الوصول إىل االنرتنت‪ ،‬إذ جيب أو ًال‬
‫توسيع هذا النفاذ من أجل السماح لكل مواطن‪ ،‬أينما وجد عرب الرتاب الوطين‬
‫باإلستفادة من اخلدمات العمومية اإللكرتونية‪ ،‬من قاعدة املعارف والعلم اهلائلة‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫املتمثلة يف االنرتنت‪ .‬وتشكل عملية تعميم الوصول إىل االنرتنت هدفاً رئيسياً يتفرع‬
‫بدوره إىل ثالثة أهداف خاصة تشمل يف‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة بعث مشروع "أسرتك" عن طريق توفري حواسب شخصية وخطوط توصيل‬
‫ذات التدفق السريع مع توفري التكوين‪ ،‬ومضامني متميزة لفائدة كل فئات اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة بشكل معترب يف عدد الفضاءات العمومية اجلماعية وحمالت االنرتنت‬
‫واحلظائر املعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع اخلدمة العامة لتشمل النفاذ إىل االنرتنت‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)D‬دفع تطوير اإلقتصاد الرقمي‬
‫يتمحور اإلقتصاد الرقمي حول ثالث مكونات أساسية هي‪ :‬الربجمية‪،‬‬
‫اخلدمات والتجهيز‪ ،‬ولذلك وجب العمل على تشجيع إنشاء الشركات يف جمال إنتاج‬
‫املضامني احمللية بصفتها حمركاً لإلبتكار رغم ما يعانيه هذا اجملال من نقائص‪،‬‬
‫فمن املمكن تفعيل خربات ومهارات املؤسسات اجلزائرية العاملة يف ميدان‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال وتصديرها حنو أسواق أخرى‪ .‬لذلك يكمن اهلدف‬
‫األساسي املسطر ضمن هذا احملور يف‪:‬‬
‫‪ -‬تهيئة الظروف املناسبة لتطوير صناعة تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال تطويرًا‬
‫مكثفاً‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة احلوار الوطين بني احلكومة والشركات والذي متت مباشرته يف إطار‬
‫إعداد إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪."9031‬‬
‫‪ -‬توفري كل الظروف املالئمة لتثمني الكفاءات العلمية والتقنية والوطنية يف جمال‬
‫إنتاج الربجميات وتوفري اخلدمات والتجهيز‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه النشاط اإلقتصادي يف جمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال حنو‬
‫التصدير‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)E‬تعزيز البنية األساسية لإلتصاالت ذات التدفق السريع‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫جيب أن تكون شبكة اإلتصاالت ذات التدفق السريع قادرة على توفري اخلدمات‬
‫الضرورية عرب أرجاء الوطن بنوعية وأمان يستجيبان للمقاييس الدولية‪ ،‬ويف هذا‬
‫الصدد فإن اهلدف الرئيسي هلذا احملور يتمثل يف إجناز بنية حتتية لإلتصاالت ذات‬
‫التدفق السريع والفائق السرعة‪ ،‬تكون مؤَمَنة وذات خدمات عالية اجلودة عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬تأهيل البنية التحتية الوطنية لإلتصاالت‪.‬‬
‫‪ -‬تأمني الشبكات‪.‬‬
‫‪ -‬التسيري الفعال إلسم نطاق "‪."dz‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)F‬تطوير الكفاءات البشرية‬
‫إن تعزيز البين التحتية وتعميم النفاذ إىل تكنولوجيات املعلومات واإلتصال‬
‫جيب أن يصاحبه إجراءات ملموسة يف جمال التكوين وتطوير الكفاءات البشرية‪،‬‬
‫وهذا يتطلب إعادة النظر يف جمال التكوين وتطوير الكفاءات اإلجتماعية‪ .‬حيث أن‬
‫رفع كفاءة القوى العاملة التقنية والفنية‪ ،‬اليت تطرح كضرورة ومطلب أساسي يف‬
‫التحول الناجح حنو اإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬أصبحت مهمة قبل التفكري يف شكل‬
‫التحول اإللكرتوني لإلدارة العامة املراد إتباعه‪ ،‬وضمن هذا اإلطار تركز احملاور‬
‫الرئيسية إلسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية على تطوير الكفاءات البشرية‪ ،‬وترقية‬
‫البنى واهلياكل التحتية ‪ -‬وما تشمله من مبادرات تعميم النفاذ إىل تكنولوجيا‬
‫اإلعالم واإلتصال ‪-‬بإجراءات ملموسة يف جمال التكوين وتطوير املوارد البشرية‪،‬‬
‫بهدف تعميم أفضل وكامل لتكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪ ،‬وكذا ضمان‬
‫متلكها على مستويات عدة وخمتلفة‪ ،‬حيث يتجه املشروع اإللكرتوني اجلزائري‬
‫لتحقيق التطوير يف جمال الكفاءات البشرية حنو هدفني أساسيني هما‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف برامج التعليم العالي والتكوين املهين يف جمال تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬تلقني تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال جلميع الفئات اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫وعليه فإن القدرة على اإلستخدام اجليد للتقنية يطرح ضرورة تزويد اإلدارات‬
‫اليت تشهد عملية حتول إلكرتوني مبوارد بشرية مؤهلة يف جمال التقنية احلديثة‪،‬‬
‫تضطلع داخل اإلدارة مبهام التدريب‪ ،‬الصيانة التقنية لتسهيل مراحل التحول‬
‫اإللكرتوني‪ ،‬والتمكن من ختفيض حدة مقاومة التغيري التكنولوجي داخل‬
‫اإلدارات‪ .‬وإذا كانت بطاقة السحب املغناطيسية اخلاصة مبؤسسة بريد اجلزائر‬
‫ستعوض الصك الربيدي ‪ ،‬فان األمر يتطلب أن حتظى بقدر أكرب من اإلهتمام من‬
‫قبل اجلمهور‪ ،‬الذي جيب حتسيسه هو االخر وحثه على ضرورة‪ ،‬وأهمية استخدام‬
‫هذه الوسيلة املالية اجلديدة‪ ،‬وهي املهمة اليت توكلها املؤسسة إىل أعوان بريد‬
‫‪34‬‬
‫اجلزائر وباخلصوص أعوان الشبابيك‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬إقرتح بريد اجلزائر عملية التكوين عن بعد املسماة‬
‫"تراينبوست" واليت أشرف عليها اإلحتاد الربيدي العاملي‪ ،‬وهدفها حتسني معلومات‬
‫ومعارف أعوان الربيد حسب ما ورد يف تعلمية اإلحتاد‪ ،‬وللتقدم للمشاركة‬
‫واإلستفادة من هذه الدروس يكفي أن يكون لدى العون جمموعة من املعارف‬
‫األساسية والقاعدية‪ ،‬إمتالك جهاز حاسوب‪ ،‬وخط ربط بشبكة االنرتنت وعنوان‬
‫الربيد اإللكرتوني‪ ،‬تكوين يضم يف املتوسط مخس ساعات أسبوعياً على إمتداد‬
‫مثانية أسابيع إلستكمال مجيع الوحدات التعليمية وينتهي بتسليم شهادة من اإلحتاد‬
‫الربيدي العاملي‪ ،‬ويشمل التكوين عدة ختصصات منها‪ :‬اإلصالح والضبط اإلداري‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫العمل الربيدي‪ ،‬املوارد البشرية‪ ،‬والتكنولوجيات الربيدية‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)G‬تدعيم البحث التطوير واإلبتكار‬
‫إن اإلقتصاد القائم على املعرفة يستلزم تفاعالً قوياً بني البحث والتطوير‬
‫وعامل اإلقتصاد‪ ،‬فاإلبتكار هو الذي يضمن تطوير املنتجات واخلدمات ذات القيمة‬
‫املضافة يف جمال التكنولوجيا وهلذا الغرض خيتص اهلدف الرئيسي هلذا احملور‬
‫بتطوير اخلدمات ذات القيمة املضافة يف جمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬عن‬
‫طريق‪:‬‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪ -‬تعزيز نشاط البحث‪ ،‬التطوير واإلبتكار‪ ،‬وذلك عن طريق التنظيم والربجمة‬
‫وتثمني نتائج البحث‪.‬‬
‫‪-‬حشد الكفاءات وتنظيم نقل التكنولوجيا واملهارات‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)H‬تطوير اإلطار القانوني )التشريعي والتنظيمي( الوطين‬
‫إن الرتتيبات والتشريعات القائمة ال تغطي كل املسائل القانونية املرتتبة عن‬
‫إستخدام وتطوير تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال وتشييد جمتمع املعلومات‪ ،‬وعليه‬
‫البد من ضبط مستوى اإلطار القانوني متاشياً مع املمارسات الدولية‪ ،‬ومتطلبات‬
‫جمتمع املعلومات‪ ،‬وبالتالي فإن اهلدف األساسي هلذا احملور يتمثل يف تهيئة مناخ من‬
‫الثقة يشجع على إقامة احلكومة اإللكرتونية‪ ،‬وهو ما يتطلب حتديد إطار تشريعي‬
‫وتنظيمي مناسب‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)I‬اإلعالم واإلتصال‬
‫يلعب اإلعالم واإلتصال دورًا هام ًا يف اإلقتصاد القائم على املعرفة‪ ،‬حيث‬
‫يشكل اإلعالم قيمة أساسية تتحول عند حتصيلها إىل معرفة يضفي عليها اإلتصال‬
‫ثراء وأهمية أكرب‪ ،‬لذلك تهدف إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية" يف هذا الشق إىل‬
‫التحسيس بدور التكنولوجيا واإلتصال يف حتسني معيشة املواطن والتنمية‬
‫اإلجتماعية واإلقتصادية للبلد‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد وتنفيذ خمطط إتصال حول جمتمع املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة نسيج مجعوي كإمتداد للمجهود احلكومي‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)J‬تعزيز التعاون الدولي‬
‫يتصف التعاون الدولي مع البلدان األخرى يف جمال تكنولوجيات اإلعالم‬
‫واإلتصال بعدد هائل من املشاريع‪ ،‬ال سيما مع اإلحتاد األوروبي يف إطار مشروع‬
‫"ميدا‪ ،"9‬ويهدف تعزيز التعاون الدولي إىل امتالك التكنولوجيات واملهارات وحتسني‬
‫صورة البلد خارجياً‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل املشاركة يف احلوار واملبادرات الدولية‪.‬‬

‫‪83‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪ -‬إقامة شراكة إسرتاتيجية بهدف امتالك التكنولوجيات واملهارات‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)K‬آليات التقييم والتابعة‬
‫يتضمن هذا احملور ضرورة حتديد نظام مؤشرات متابعة وتقييم تسمح بقياس‬
‫مدى تأثري تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال على التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية من‬
‫جهة‪ ،‬وبإجراء تقييم دوري لتنفيذ املخطط اإلسرتاتيجي" اجلزائر اإللكرتونية "من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وذلك إعتماداً على اإلطار التصوري لنظام مؤشرات نوعية وإعداد‬
‫مؤشرات مالئمة‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)L‬اإلجراءات التنظيمية‬
‫يتطلب تنفيذ إسرتاتيجية تطوير جمتمع املعلومات دعماً مؤسساتياً هاماً‪،‬‬
‫يأخذ بعني اإلعتبار الطابع املتعدد األبعاد لتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬ويف إطار‬
‫حتضري السياسة املوجهة لرتقية جمتمع املعلومات واإلقتصاد الرقمي‪ ،‬مت تشكيل‬
‫جلنة وزارية تدعى "اللجنة اإللكرتونية" )‪ (E- Commission‬برئاسة رئيس‬
‫احلكومة وتضم الوزراء املعنيني بهذا اجملال‪ ،‬كما مت تشكيل جلنة تقنية لتوفري‬
‫الدعم التقين هلذه اللجنة اإللكرتونية‪.‬‬
‫ويتمثل اهلدف الرئيسي هلذا احملور يف وضع تنظيم التنفيذ الفعلي للمخطط‬
‫اإلسرتاتيجي "اجلزائر اإللكرتونية" بفضل تأطري فعال ومتابعة دائمة وتنسيق‬
‫منسجم بني خمتلف الفاعلني املعنيني‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تدعيم اإلنسجام والتنسيق وطنيًاوبني القطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم قدرات التدخل على مستوى القطاعات واهليئة املتخصصة‪.‬‬
‫احملور الرئيسي (‪ :)M‬املوارد املالية‬
‫يستلزم تنفيذ إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية" موارد مالية معتربة يستحيل‬
‫توفريها من مصدر واحد وبالتالي البد من إستغالل مجيع مصادر التمويل املتاحة‬
‫إستغالالً جيداً‪ ،‬كما أنه جيب أن تكون اإلجراءات التشريعية أو املادية مقرونة‬

‫‪88‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫بتقييم مالي دقيق إىل أبعد حد ممكن‪ ،‬ويستلزم األمر كذلك ترتيب هذه‬
‫اإلجراءات حسب تأثريها على التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أن اآلليات العملية التفصيلية اخلاصة باحملاور اليت‬
‫تتضمنها إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬تتمثل يف إدخال تكنولوجيات‬
‫املعلومات واإلتصال يف اإلدارات‪ ،‬وتعزيز إستخدامها‪ ،‬ووضع خمتلف خدماتها على‬
‫شبكة األنرتنت وتوفري املعلومات يف أي وقت وأي مكان‪ ،‬ومت يف هذا اإلطار وضع‬
‫أهداف خاصة وأخرى مشرتكة لكل دائرة وزارية إلستكمال البنى األساسية‬
‫املعلوماتية ونشر تطبيقات قطاعية متميزة وتنمية الكفاءات البشرية وتطوير‬
‫اخلدمات اإللكرتونية لفائدة املواطنني والعمال واإلدارات األخرى‪.‬‬
‫ومن خالل مضمون الوثيقة اليت تعترب متأخرة مقارنة حبجم وأهمية احلكومة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬فهو مشروع طموح إذا مت تطبيقه بعناية ودقة‪ ،‬عن طريق توفري مقومات‬
‫النجاح احلقيقية كالقيادة الراشدة والتخطيط اإلسرتاتيجي على املدى البعيد‪،‬‬
‫وتوفري الكفاءات البشرية واملوارد املالية الالزمة مع التسيري العقالني هلا وتزويد‬
‫املشاريع بآليات املتابعة والتقييم احلقيقي ألهداف املشروع‪.‬‬
‫ثالثًا‪ -‬معوقات تنفيذ إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪"9031‬‬
‫بعد مرور عدة سنوات على انطالق إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية‬
‫‪"9031‬مل تتحقق أهم احملاور الرئيسية واألهداف اليت من أجلها وجد املشروع‬
‫باعرتاف القائمني على املشروع يف حد ذاتهم‪ ،‬وذلك بفعل جمموعة املعوقات اليت‬
‫‪36‬‬
‫حالت دون تقدم املشروع‪ .‬واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود عدد غري كايف من الكفاءات التقنية املتخصصة يف تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪:‬‬
‫بالرغم من اجملهودات املبذولة من أجل تنمية الكفاءات يف هذا اجملال‪ ،‬إال‬
‫أنّها تبقى غري منظمة مقارنة مع حتديد احلاجيات اهلائلة والضرورية لتشييد جمتمع‬
‫املعلومات‪ ،‬واليت تقدر ب ‪ 100‬ألف مستخدم‪ .‬وهذا ما دفع القائمني على املشروع‬
‫بالتشاور مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إىل إعادة تنظيم اإللتحاق بالتكوين‬

‫‪199‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫العالي يف جمال املعلوماتية واإلتصاالت وحتديد إجراءات ومعايري توجيه جديدة‬
‫لإللتحاق بشعب تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬للوصول إىل خترج ‪ 15‬ألف‬
‫مهندس أو شهادة معادلة (ماسرت مهين) يف سنة‪ 2011‬والوصول بهذا الرقم إىل ‪20‬‬
‫ألف سنة ‪ ،9031‬وإنشاء مؤسسة دولية للتكوين العالي يف ميدان تكنولوجيا‬
‫اإلعالم واإلتصال‪ ،‬حتديد املهن املتعلقة بتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال وتكثيف‬
‫‪37‬‬
‫التكوين املهين فيها بصفة ملموسة‪.‬‬
‫‪ .2‬تأخر إستكمال البنية التحتية لإلتصاالت وتباينها‪:‬‬
‫يتجلى ذلك يف ضعف مؤشر البنية التحتية ملشروع التحول لإلدارة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬حيث يطرح تساؤل اليوم حول التأخر احلالي يف اجلزائر‪ ،‬وتدهور‬
‫واقع استخدام تكنولوجيا املعلومات واإلتصال باملقارنة مع جريانها يف املغرب‬
‫العربي‪ ،‬وقد حاولت بعض اآلراء اإلجابة على هذا التساؤل‪ ،‬بالقول أن اجلزائر‬
‫كانت أوىل الدول األفريقية‪ ،‬يف جمال استخدام تقنيات احلاسب اآللي خالل فرتة‬
‫السبعينيات وبداية الثمانينات‪ ،‬وأول بلد عربي يستخدم جهاز الكومبيوتر يف‬
‫اإلدارة‪ ،‬إال أن السنوات الصعبة اليت قوضت اإلقتصاد بأكمله أدت إىل التأخر يف‬
‫‪32‬‬
‫اإلستثمار (اإلستثمار يف التكنولوجيا احلديثة) وضعف برامج التنمية‪.‬‬
‫باإلضافة إىل أن هناك تباينً ا يف توفر التكنولوجيات بني الشمال واجلنوب‬
‫وحتى بني مناطق الشمال ذاتها هناك تأخر يف اهلياكل القاعدية لإلتصاالت‬
‫‪32‬‬
‫السلكية والالسلكية لسببني‪:‬‬
‫‪ -‬أوهلا أن تكنولوجيا اإل تصاالت الرقمية تتطور بسرعة فائقة أكثر منها عندما‬
‫كنا يف عصر التكنولوجيا التماثلية‪ ،‬لذلك جيب بذل جمهودات كبرية للحاق بها‪،‬‬
‫وهذا ممكن ألنه بقدر سرعة تطورها فهي أيضا تتميز بسهولة إدراكها؛‬
‫‪ -‬والسبب الثاني هو أن هذه التكنولوجيا عبارة عن سلسلة للرقمنة‪ ،‬أجزاؤها‬
‫مرتبطة ارتباطاً وثيقاً‪ .‬لذلك فإن هذا املشروع يتطلب جمهودات كبرية فيما خيص‬
‫توفري اهلياكل القاعدية الضرورية‪.‬‬

‫‪191‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪ .8‬ضعف جمتمع املعلومات‪:‬‬
‫تعاني اجلزائر من األمية التعليمية وبشكل أكرب األمية اإللكرتونية‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إىل اعتبارات عديدة منها اخنفاض معدل الدخل‪ ،‬ضعف الربامج التعليمية يف‬
‫أطوار تعليمية خمتلفة‪ ،‬وهو ما أثر سلباً على تكوين جمتمع قادر على مواكبة‬
‫التحول اإللكرتوني‪ ،‬ويساهم يف ثقافة التغيري داخل اإلدارات‪ ،‬إذ أن اجلزائر‬
‫وبالرغم من تداول مصطلح جمتمع املعلومات يف العديد من اخلطابات الرمسية‪ ،‬إال‬
‫أنها ال تزال تعاني من مشكل بناء اإلطار العام هلذا اجملتمع‪.‬‬
‫ومثال ذلك حمدودية إستخدام األنرتنت يف اجلزائر‪ ،‬فنسبة إستخدام هذه‬
‫التقنية الواسعة اإلنتشار عاملياً الزال ضعيفاً يف اجلزائر مقارنة بدول اجلوار‪ ،‬إذ تبلغ‬
‫يف املغرب مثال نسبة ‪ 34‬باملئة يف حني أنّها ال تتعدى نسبة ‪ 5.5‬باملئة فقط يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬حيث صنف تقرير (‪ )9030/9002‬صادر عن املنتدى اإلقتصادي الدولي‬
‫اجلزائر يف املرتبة (‪ )331‬عاملياً يف جمال تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال من بني‬
‫(‪ )311‬دولة يف العامل‪ ،‬مشرياً إىل أن اجلزائر تراجعت خالل سنة واحدة ب(‪)6‬‬
‫مراتب كاملة‪ ،‬حمتلة بذلك املرتبة (‪ )31‬على املستوى العربي‪ .‬كما أشار التقرير‬
‫إىل أن اجلزائر يف تراجع مستمر يف ميدان التكنولوجيات احلديثة واستعماهلا‪ .‬كما‬
‫يوضحه اجلدول املوالي‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)01‬ترتيب اجلزائر يف استعمال تكنولوجيا اإلتصال (‪)9030/9002‬‬
‫ترتيب اجلزائر من قبل املنتدى اإلقتصادي العاملي من جمموع ‪ 022‬بلد‬
‫‪21‬‬ ‫اإلستخدامات الشخصية‬
‫‪66‬‬ ‫املشرتكني يف اهلاتف النقال‬
‫‪333‬‬ ‫مالكي أجهزة كمبيوتر شخصية‬
‫‪23‬‬ ‫مشرتكي يف شبكة االنرتنت‬
‫‪23‬‬
‫مستخدمي االنرتنت‬
‫‪391‬‬
‫استخدام االنرتنت يف املدارس‬
‫‪311‬‬ ‫اإلستخدامات يف جمال األعمال‬
‫‪396‬‬
‫‪192‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪310‬‬ ‫استخدام الرخص التكنولوجية اخلارجية‬
‫‪392‬‬ ‫قدرة أو درجة اإلستيعاب للتكنولوجيا لدى املؤسسات‬
‫‪311‬‬ ‫القدرة على اإلبداع واالبتكار‬
‫‪306‬‬ ‫مدى التوسع يف استخدام االنرتنت‬
‫‪390‬‬
‫تصدير الصناعات اإلبتكارية‬
‫تصدير التكنولوجيا العالية‬
‫‪392‬‬ ‫استخدامات التكنولوجيا من قبل احلكومة‬
‫‪339‬‬ ‫مدى جناح احلكومة يف الرتويج لتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‬
‫‪390‬‬ ‫مؤشر خلدمات حكومية على الشبكة‬
‫‪397‬‬ ‫مدى فعالية استخدام احلكومة لتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‬
‫‪336‬‬
‫تواجد تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال يف الوكاالت احلكومية‬
‫املشاركة اإللكرتونية مؤشر عام ‪9002‬‬
‫املصدر‪ :‬اجلزائر واستعمال تكنولوجيا اإلتصاالت‪:‬‬
‫‪http://4algeria.com/ib/showthread.php?t=215900‬‬
‫‪ .8‬تأخر التعامالت املالية اإللكرتونية‪:‬‬
‫ال تزال التعامالت املالية اإللكرتونية بالنسبة للجزائر يف بدايتها‪ ،‬رغم مرور‬
‫عدة سنوات على شروع السلطات اجلزائرية تعميم التعامالت املالية اإللكرتونية على‬
‫مستوى خمتلف املؤسسات املالية والتجارية إال أن هذه التجربة ال تزال متعثرة‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل املثال هناك فئات واسعة من املتعاملني اإلقتصاديني وكذا املواطنني يتخوفون‬
‫من إستعمال البطاقة املغناطيسية يف سحب أمواهلم‪ ،‬بسبب كثرة األخطاء النامجة‬
‫عن السحب اإللكرتوني والتأخري الكبري يف حتيني حساباتهم‪.‬‬
‫‪ .8‬حمدودية اجلانب التشريعي‪:‬‬
‫إن غياب التشريع اإللكرتوني وحمدودية اإلطار القانوني املنظم للمعلومات‬
‫يضع مرحلة التحول اإللكرتوني أمام العديد من اإلشكاالت‪ ،‬اليت تتعلق بتداول‬
‫املعلومات‪ ،‬ونوعية هذه املعلومات املتداولة وحمتواها‪ ،‬واىل عنصري اخلصوصية‬
‫واهلوية‪ ،‬وعلى وجه التحديد تلك املتعلقة باألشخاص‪ ،‬حيث أصبحت هذه‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫اإلشكاالت القانونية حاج ًزا أمام التحول حنو اجلزائر اإللكرتونية‪ ،‬إذ وإىل حد‬
‫اآلن تفتقر اجلزائر إىل نص قانوني يعاجل مواضيع مرتبطة حبفظ املعلومات‪ ،‬وطريقة‬
‫‪90‬‬
‫التعامل معها عن طريق التكنولوجيا احلديثة‪.‬‬
‫حيث أن املواطن أثناء تفضيله للتعامالت اإللكرتونية على حساب التعامالت‬
‫التقليدية هو حباجة إىل وجود بيئة تشريعية ضامنة ملا يقوم به من تعامالت‪ ،‬وهنا‬
‫تكمن أهمية القواعد القانونية يف مشاريع احلكومة اإللكرتونية انطالقاً من‬
‫كونها ختلق ثقة‪ ،‬وأمان لدى األفراد واملتعاملني‪ ،‬ضمن دائرة اخلدمات اإللكرتونية‪.‬‬
‫ولقد ظل قطاع الربيد واملواصالت إىل غاية سنة ‪ 2000‬خاضعاً أساساً ألحكام األمر‬
‫رقم ‪ 22 -75‬الصادر سنة ‪ 1975‬حيث كانت وزارة الربيد واملواصالت متارس يف‬
‫ظل نظام اإلحتكار وظائف متعامل الربيد ومتعامل املواصالت‪ ،‬إىل غاية إقامة‬
‫احمليط التنافسي املقرر يف القانون رقم ‪ 01 - 2000‬عرب مراحل‪ ،‬وفقاً إلعالن‬
‫السياسة القطاعية الذي مسح بإعادة صياغة اإلطار القانوني والتنظيمي أوالً‪ ،‬ثم‬
‫بوضع آليات ضبط متميزة من أجل إصطحاب ومواكبة حتوالت القطاع‪ ،‬لكن‬
‫املالحظ رغم ذلك أن الرتسانة القانونية ال تغطي إال جزئياً القضايا القانونية املرتتبة‬
‫عن إستعمال وتطوير تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬وبناء جمتمع املعلومات‪.‬‬
‫‪ .8‬املعوقات اإلجتماعية والثقافية‪:‬‬
‫وهي تلك اليت تتصل بالقيم والعادات اإلجتماعية والثقافية السائدة يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬فالتكوين الثقايف ميثل جمموعة القيم واإلجتاهات السائدة يف اجملتمع‪،‬‬
‫ويف هذا السياق فإن شيوع قيم جودة احلياة تدفع بإجتاه تكوين أمناط ثقافية‬
‫وسلوكية معينة‪ ،‬كاإلجتاه حنو جمتمع اإلعالم واملعلومات الذي مييز خمتلف‬
‫التجمعات السكانية اليوم‪93.‬حيث أن الثقافة السائدة يف اجلزائر ليست متفتحة على‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال بالقدر الذي يساير تنفيذ حماور إسرتاتيجية "اجلزائر‬
‫اإللكرتونية ‪ "9031‬بفعالية وسرعة‪ ،‬ولعل نسبة ‪ 5.5‬باملئة دليل على درجة التأخر‬
‫التكنولوجي الذي يعانيه املواطن اجلزائري‪ ،‬وهنا يطرح السؤال التالي‪ :‬هل مت تهيئة‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫قاعدة ثقافية بني أوساط املواطنني قبل إطالق املشروع بإعتبارها الضمان الوحيد‬
‫لنجاح املشروع ؟‪.‬‬
‫‪ .8‬احلواجز اجلغرافية والسكانية‪:‬‬
‫متثل احلواجز اجلغرافية والسكانية عائق ًا كبري ًا يف وجه إسرتاتيجية‬
‫"اجلزائر اإللكرتونية ‪ ،"9031‬ويتعلق اإلشكال بالرتكيبة اجلغرافية اليت تعيق‬
‫توزيع البنية التحتية التكنولوجية بني القرى واألرياف وما يرتتب عن ذلك من جهود‬
‫مضاعفة وأعباء إضافية‪ ،‬وكذلك عنصر التوزيع السكاني الغري املتوازن بني‬
‫املناطق من الشرق إىل الغرب‪ ،‬ومن الشمال إىل اجلنوب خاصة‪ .‬وتشكل اللغة حتدي ًا‬
‫خاصاً بالنسبة للجزائر من حيث احملتوى املعلوماتي فالزالت اللغة اإلجنليزية هي‬
‫سيدة املوقف على مستوى الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وهنا تطرح إشكالية تتعلق بعدم‬
‫قدرة اهليئات املختصة يف اجلزائر على تطوير حمتوى معلوماتي عربي طاملا أن‬
‫التكنولوجيا ليست حملية الصنع على مستوى اجلزائر‪ ،‬وذلك ما خيلق مشكلة‬
‫تتعلق بالتكيف مع هذه التكنولوجيا اليت ال تتوافق مع اللغة العربية خاصة الربامج‪.‬‬
‫وبالتالي فإن تطوير تكنولوجيا املعلومات اليت تتوافق مع حمتوى اللغة العربية يعترب‬
‫أمراً ضرورياً لتطبيق اإلدارة اإللكرتونية يف اجلزائر‪ ،‬والتعامل بفعالية مع هذه‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬ويتضمن ذلك على األقل وكحد أدنى من اخلدمة مواقع الويب‬
‫اخلاصة بالوزارات احلكومية‪ ،‬وخمتلف اإلدارات العامة الكربى يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .3‬العوائق التقليدية‪:‬‬
‫واليت أصبحت عرفاً من األعراف اإلدارية يف اجلزائر‪ ،‬فالبريوقراطية املوجودة‬
‫يف جممل اإلدارات واهليئات أصبح هلا جذور عميقة يف كل املصاحل واإلدارات‪ ،‬وهو‬
‫ما نتج عنه الشّلل التام هلذه األخرية وتردي اخلدمة املقدمة وإخنفاض املردودية‪.‬‬
‫باإلضافة إىل شبح الفساد‪ ،‬الرشوة واحملسوبية‪ ،‬وهي مظاهر أصبحت مرادفة للعمل‬
‫اإلداري‪ ،‬وهو ما يربر وصف تقرير منظمة الشفافية الدولية اجلزائر بالدولة الغارقة‬
‫يف الفساد‪ ،‬ففي سّلم تقرير املنظمة لسنة ‪ 2010‬إحتلت اجلزائر املرتبة (‪ )305‬عاملياً‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫بعد حصوهلا على (‪ )9.2‬نقطة من عشرة نقاط‪ ،‬وهي نقطة ضعيفة جداً بالنسبة‬
‫ملنظمة الشفافية الدولية‪ ،‬فهي تعترب أن حصول أي دولة على أقل من ثالثة نقاط هو‬
‫‪99‬‬
‫مرادف إلنتشار الفساد بشكل واسع يف دواليب وأجهزة وإدارة تلك الدولة‪.‬‬
‫وهذا ما أكده ضمنياً نص خطاب رئيس اجلمهورية يف‪ 97‬أفريل ‪..." 3222‬إن‬
‫الدولة مريضة معتلة يف إدارتها‪ ،‬مريضة مبمارسة احملاباة‪ ،‬مريضة باحملسوبية‪،‬‬
‫والتعسف والنفوذ بالسلطة‪ ،‬وعدم جدوى النفوذ والتظلمات مريضة باإلمتيازات اليت‬
‫ال رقيب هلا وال حسيب‪ ،‬مريضة بتبذير املوارد العامة‪ ،‬ونهبها بالناه‪ ،‬وال رادع كلها‬
‫أعراض أضعفت الروح املدنية لدى األفراد واجلماعات‪ ،‬وأبعدت القدرات وهجرت‬
‫الكفاءات ونفرت أصحاب الضمائر احلية‪ ،‬واإلستقامة‪ ،‬وحالت بينهم‪ ،‬وبني‬
‫اإلسهام يف تدبري الشؤون العامة وشوهت مفهوم الدولة‪ ،‬وغاية اخلدمة العمومية ما‬
‫‪91‬‬
‫بعده تشويه‪"...‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أنه وأمام كل هذه الصعوبات‪ ،‬تربز احلاجة إىل‬
‫ضرورة إعادة النظر يف صياغة إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية مع توفري املتابعة‬
‫الدورية خلطوات التحول اإللكرتوني‪ ،‬داخل اإلدارات واملؤسسات العمومية‪ ،‬وحماولة‬
‫وضع حلول دقيقة ملختلف ما يعرتض تطوير برامج تكنولوجيا املعلومات واإلتصال‪،‬‬
‫خاصة فيما يتعلق بتطوير احملتوى الرقمي‪ ،‬وتوفري األطر القانونية والتشريعية‬
‫الضامنة حلماية عملية التحول‪.‬‬
‫رابعًا‪ -‬متديد إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬إىل نهاية ‪9032‬‬
‫قال األمني العام لوزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال‪ ،‬حممد‬
‫بعيط‪ ،‬أن نسبة تقدّم أشغال إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية جتاوزت نسبة ‪55‬‬
‫باملئة‪ ،‬مضيفاً‪ ،‬أن حكومة بالده قررت متديد مشروع اجلزائر اإللكرتونية إىل نهاية‬
‫‪ ،9032‬أي ملدة مخس سنوات إضافية‪ ،‬حيث لن يتم اختتام تنفيذ إسرتاتيجية‬
‫"اجلزائر اإللكرتونية" خالل سنة ‪ 9031‬وإمنا سيتواصل جتسيد املشروع لسنوات‬
‫أخرى‪ .‬مشريًا إىل أن احلكومة أقرت اإلستعانة بشركات أمريكية لتعميم استعمال‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال يف اجلزائر ضمن املشروع اإللكرتوني‪ .‬كما أنه مت‬
‫اإل تفاق مع السفري األمريكي يف اجلزائر هنري منشر‪ ،‬على أن تقدم الواليات املتحدة‬
‫األمريكية ملفًا كامالً بأمساء الشركات املعنية بدخول السوق اجلزائرية‪،‬‬
‫‪94‬‬
‫واقرتاحاتها لتطوير إسرتاتيجية "اجلزائر االلكرتونية"‪.‬‬
‫يف حني كشف عضو مشارك يف إعداد النسخة األصلية إلسرتاتيجية اجلزائر‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬يونس قرار يف تصريح لـجريدة "الفجر"‪ ،‬أن ما يتداوله املسؤولون بوزارة‬
‫الربيد وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال بشأن إجناز ‪ 55‬باملئة من املشروع كذبة ال‬
‫أساس هلا من الصحة‪ ،‬معترباً أن املشروع جممد منذ اقرتاحه سنة ‪ ،9002‬أين مت‬
‫طرحه على اجمللس اإلقتصادي واإلجتماعي (كناس) إلثرائه‪ ،‬حيث دامت العملية‬
‫شهرين كاملني‪ ،‬ليتم نقل النسخة الرئيسية للربنامج واملتضمنة يف ‪ 600‬صفحة إىل‬
‫الوزارة األوىل‪ ،‬يف انتظار املصادقة عليه عرب جملس الوزراء والتوقيع على الغالف‬
‫املالي الذي ستخصصه الدولة للمشروع املقدر بـ ‪ 4‬مليار دوالر‪ ،‬وهذامل يتم حلد‬
‫الساعة‪ .‬وهو ما حيول حسب رأيه "اجلزائر اإللكرتونية" إىل جمرد مشروع وهمي‬
‫بقيمة ‪ 4‬مليار دوالر‪ ،‬كما مت تعيني مسؤولني بوزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واإل تصال لإلشراف على سري العملية اليت مل تنطلق أساساً‪ ،‬وهو ما يطرح العديد من‬
‫التساؤالت‪ ،‬السيما أن الوزارة كثريًا ما تتواصل مع املواطنني وحتى مع رئيس‬
‫اجلمهورية‪ ،‬وتؤكّد أنها جسّدت العديد من األهداف املسطرة يف برنامج اجلزائر‬
‫إلكرتونية املمتد من ‪ 9002‬إىل ‪ ،9031‬حيث مل يبق إال سنة واحدة على انقضاء‬
‫‪95‬‬
‫آجال تنفيذ املشروع‪.‬‬
‫وعليه فإن عدم قدرة اجلزائر على تنفيذ إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية‬
‫حيتم عليها إعادة النظر يف مشروعها اإللكرتوني‪ ،‬انطالقاً من توفري منهجية دقيقة‬
‫للتعامل مع فجوة النظرية والتطبيق اليت تعين اختالف مسات النموذج املقرتح‪ ،‬مع‬
‫الواقع الذي يعملون فيه‪ ،‬فهم يطرحون منوذجاً طموحاً‪ ،‬ويشرعون يف تنفيذه إال أن‬
‫‪96‬‬
‫الواقع ال يستجيب لطموحاتهم‪ .‬وميكن معاجلة فجوة النظرية والتطبيق بطريقتني‪:‬‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫الطريقة األوىل‪ :‬تعديل النظرية والنموذج املقرتح ليصبح أكثر توافقاً مع الواقع‬
‫وذلك من خالل الرتكيز على اخلدمات اإللكرتونية يف املناطق ذات البنية‬
‫األساسية املناسبة‪ ،‬أو الرتكيز على عدد أقل من اخلدمات العامة الضرورية‪ ،‬بدالً‬
‫من توزيع اجلهود يف رقم اخلدمات اليت ال ميكن التعامل معها طبقًا لإلمكانات‬
‫املتاحة يف الواقع‪ .‬وحسب اخلرباء فإن أهم ما كان وراء تعطيل إسرتاتيجية اجلزائر‬
‫اإللكرتونية ‪ ،‬هو خوضه يف العديد من التفاصيل اليت تستلزم أكثر من مخس‬
‫سنوات لتنفيذها‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬تغيري الواقع ليصبح أكثر توافقاً مع النظرية والنموذج املقرتح‬
‫وذلك حبل مشكلة نقص التمويل‪ ،‬من خالل إدخال قطاع حكومي أخر‬
‫أكثر قدرة مالية ومتويلية‪ ،‬ليساهم يف عملية التطوير والبناء‪ .‬حيث كشف خرباء أن‬
‫سبب فشل إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية هو عدم مشاركة القطاعات الوزارية‬
‫املختلفة بالتنسيق مع وزارة الربيد وتكنولوجيات اإلعالم واإلتصال يف جتسيد‬
‫املشروع‪ ،‬باعتبار أن املشروع كان واسعاً جداً وتضمن تفاصيل صغرية تسببت يف‬
‫تعطيل تنفيذه‪ ،‬مشريين إىل أن مشروع بضخامة "اجلزائر اإللكرتونية" ال جيب أن يتم‬
‫تسليمه إىل وزارة الربيد لوحدها وإمنا كافة القطاعات معنية بالتنفيذ‪.‬‬

‫‪193‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫متثل إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬أول وثيقة رمسية حمددة‬
‫ملالمح التحول حنو اإلدارة اإللكرتونية يف اجلزائر‪ ،‬وهو مشروع مخاسي ميتد من‬
‫سنة ‪ 9002‬إىل غاية سنة ‪ 2013‬يضم ثالثة عشر حمورًا رئيسي ًا متثل العناصر‬
‫الرئيسية لعملية التحول حنو اإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬ويهدف هذا املشروع إىل تعزيز أداء‬
‫اإلقتصاد الوطين والشركات واإلدارة‪ .‬كما يهدف إىل حتسني قدرات التعليم‬
‫والبحث واإلبتكار وإنشاء كوكبات صناعية يف جمال تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واإلتصال ورفع جاذبية البلد وحتسني حياة املواطنني من خالل تشجيع نشر واستخدام‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪.‬‬
‫وإىل غاية اليوم ال زالت سريورة عملية التحول حنو اإلدارة اإللكرتونية يف‬
‫إطار إسرتاتيجية "اجلزائر اإللكرتونية ‪ "9031‬تسري ببطء مقارنة مع ما كان‬
‫مربجماً‪ ،‬يف ظل بروز عدة معوقات تقف حائالً أمام تسريع وترية هذه العملية‪ .‬حيث‬
‫أشار تقرير لوزارة الربيد وتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال مع مطلع سنة ‪ 9002‬إىل أن‬
‫الوزارة عجزت عن انتهاج إسرتاتيجية واضحة ومنسجمة‪ ،‬من شأنها جتسيد مشروع‬
‫اجلزائر اإللكرتونية‪ ،‬وينطلق التقرير الوزاري من حتديد مكامن الضعف من خالل‬
‫التأخر يف جتسيد مشروع اجلزائر اإللكرتونية بدليل ضعف استخدام االنرتنت‬
‫وتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪ ،‬عرب كامل القطر اجلزائري‪ ،‬ويؤكد أن اجلزائر‬
‫حباجة إىل إعادة النظر يف صياغة خطة حتول إلكرتونية‪ ،‬وكذا حاجتها إىل تنفيذ‬
‫إسرتاتيجية ذات أهداف كمية ونوعية حمددة بوضوح‪ ،‬بناءًا على تطوير املؤشرات‬
‫املتعلقة باجلدوى‪ ،‬النفاذ‪ ،‬التحضري الرقمي إضافة إىل تعميم نشر تكنولوجيا‬
‫اإلعالم واإلتصال‪ ،‬والتحضري اجلدي فيما يتعلق بربنامج احلكومة اإللكرتونية‪.‬‬
‫وعليه فإن إعادة تفعيل إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية جيب أن ينطلق من عدة‬
‫اعتبارات أهمها‪:‬‬

‫‪198‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪ -‬إن جناح إسرتاتيجية اجلزائر اإللكرتونية‪ ،‬مرهون بوجود ما يصطلح عليه اسم‬
‫''املواطن اإللكرتوني'' الذي حبوزته جهاز كمبيوتر‪ ،‬وبإمكانه النفاذ إىل الشبكة‬
‫املعلوماتية بالسرعة الفائقة‪ ،‬وبأسعار معقولة‪ ،‬وهو ما يتطلب تطوير املنشآت‬
‫القاعدية اإللكرتونية‪ ،‬تزامنا واالستكمال التدرجيي لتنفيذ مشروع التحول‬
‫اإللكرتوني خالل السنوات القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التنسيق بني خمتلف الفاعلني من هيئات عمومية وخاصة‪ ،‬فمشروع بهذا‬
‫احلجم يتطلب تنسيقاً على مستوى عال لدى السلطات العمومية اليت تكون هي‬
‫مركز وموقع القرار والسلطة‪ ،‬فيستحيل على وزارة واحدة أن تأخذ على عاتقها‬
‫مشروعًا بهذا احلجم ميس كل القطاعات‪ ،‬فاملشروع يتطلب إسرتاتيجية واضحة‬
‫املعامل واآلجال وإرادة سياسية على مستوى عال‪.‬‬
‫‪ -‬إن العجز عن تنفيذ خمططات تعود لسنة ‪ 9002‬يتطلب تنصيب مرصد وطين‬
‫لتقييم املشاريع ومرافقتها رغم الوعود املتكررة من الوصية بتنصيب هذه اهليئة‬
‫املشكلة من كل الفاعلني‪ ،‬األمر الذي يرهن حتقيق مشاريع كربى على غرار‬
‫"التجارة اإللكرتونية"‪" ،‬الرتبية اإللكرتونية" و"الصحة اإللكرتونية"‪ ،‬كما طالب‬
‫اخلرباء بضرورة التفكري يف حلول ومشاريع جديدة عوض إعادة بعث مشاريع قدمية‬
‫ثبت فشلها‪ ،‬يف إشارة منهم ملشروع "أسرتك ‪ ،"9‬الذي تقرر إعادة بعثه سنة ‪.9033‬‬
‫ويف اخلتام نشري إىل أنه هناك مبادرات يف جمال اخلدمة اإللكرتونية عرفتها بعض‬
‫التجارب القطاعية على غرار قطاع الربيد واإلتصاالت‪ ،‬التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬قطاع العدل‪ ،‬قطاع البنوك وقطاع التكوين املهين والرتبية الوطنية‪ .‬ويعترب ما‬
‫مت تسطريه من مشروع يهدف إىل عصرنة وثائق اهلوية والسفر واحلالة املدنية أهم‬
‫خطوة يف تفعيل اجلزائر اإللكرتونية حيث مت الشروع يف جتريب جواز السفر‬
‫البيومرتي اإللكرتوني يف عينة من البلديات‪ ،‬وإطالق منوذج لشهادة ميالد خاصة‪،‬‬
‫وعملية تصوير سجالت احلالة املدنية بواسطة السكانري على مستوى عدد من‬
‫البلديات النموذجية‪ ،‬يف حني يرتقب رقمنة السجل الوطين للحالة املدنية سنة ‪.9031‬‬

‫‪119‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬

‫املراجع واهلوامش‪:‬‬
‫‪ :3‬عشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة اإللكرتونية يف ترشيد اخلدمة العمومية يف الواليات‬
‫املتحدة األمريكية واجلزائر‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة يف العلوم السياسية والعالقات‬
‫الدولية‪ :‬ختصص الدميقراطية والرشادة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،9030 ،‬ص‪.395 :‬‬
‫‪ :9‬نفس املرجع السابق والصفحة‪.‬‬
‫‪1:‬‬
‫‪Kamel benelkadi, les craintes des providers, El watan du 30‬‬
‫‪septembre 2002.‬‬
‫‪ :4‬سهام بلقمري‪ ،‬التعليم اإللكرتوني‪ :‬رؤية مستقبلية جديدة (اجلزائر منوذجًا)‪ ،‬جملة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬جانفي ‪ ،2007‬متوفر يف‪www.ulum.nl :‬‬
‫‪ :5‬رافيق بن مرسلي‪ ،‬األساليب احلديثة للتنمية اإلدارية بني حتمية التغيري ومعوقات التطبيق‪،‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشورة يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬ختصص‪ :‬تنظيمات‬
‫سياسية وعالقات دولية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،9033 ،‬ص ص‪361،364. :‬‬
‫‪ :6‬عمار عماري وآخرون‪ ،‬واقع اإلقتصاد اجلديد يف العامل العربي واإلسالمي‪ ،‬جملة‬
‫الباحث‪ ،‬العدد اخلامس‪،‬جامعة ورقلة‪ ،2007 ،‬ص ص‪313. ،310 :‬‬
‫‪ :7‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.314 ،311 :‬‬
‫‪ :2‬احلجب والرقابة واملصادرة‪ ،‬متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/35‬على الساعة ‪35:00‬‬
‫متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http// www.openarab.net/reports/net2006/algeria html‬‬
‫‪ :2‬حنو رقابة شديدة على مقاهي االنرتنت‪ ،‬متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/30‬على‬
‫الساعة ‪ 30:10‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http// www.el-bilad.com/article.php ? codear =4010‬‬
‫‪ :30‬ف‪ .‬بعيط‪ ،‬احلكومة اإللكرتونية هدفها تقليص البريوقراطية وحتريك اإلقتصاد‪ ،‬متت‬
‫زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/09‬على الساعة ‪ 30:00‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.saut-ahrar.net/online/mudules/php?name=news file=article8sid=7371‬‬
‫‪ :33‬مشروع اجلزائر اإللكرتونية حتمية اقتصادية حباجة إىل إرادة سياسية عالية‪ ،‬اجلزائر‬
‫نيوز‪ ،‬متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/09‬على الساعة ‪ 30:00‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.djazairnews. info/dialogue/49-2009-03-26-18-36-48/39339-2012-05-‬‬
‫‪27-17-0805.html‬‬
‫‪ :39‬موقع وزارة الربيد وتكنولوجيات املعلومات واإلتصال‪" :‬اجلزائر اإللكرتونية ‪،"9031‬‬
‫متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/39‬على الساعة ‪ 32:00‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http:// www.mptic.dz/fr/?E-Algerie-2013‬‬

‫‪111‬‬
 ‫العدد الرابع‬ ‫إسرتاتيجية " اجلزائر اإللكرتونية ‪ : " 3102‬فجوة النظرية والتطبيق‬
‫جمةل "اإلدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"‬
‫‪31:‬‬
‫‪31:‬‬
‫‪République Algérienne Démocrat ique et Populaire, e-COMMISSION : e-‬‬
‫‪Algérie 2013, Synthés, décembre 2008 , p7,8‬‬
‫‪34:‬‬
‫‪34:‬‬
‫‪Utilisat ion de la carte CCP, Le facteur, Direct ion de la cmmunicat ion d’Algérie‬‬
‫‪poste, N° 63, Janvier 2009, p: 09.‬‬
‫‪35:‬‬
‫‪35:‬‬
‫‪centre national des imprimés, Revue le Facteur, Volume 76, Alger, février 2010,‬‬
‫‪p: 07.‬‬
‫‪ :36‬أمحد بن عيشاوي‪ ،‬أثر تطبيق اإلدارة اإللكرتونية على مؤسسات األعمال‪ ،‬جملة‬
‫الباحث‪ ،‬العدد السابع‪ ،9030 ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬ص ص‪.929،921 :‬‬
‫‪:37‬‬
‫اإللكرتونية ‪ ،"9031‬واإلتصال‪" :‬اجلزائر املعلومات وتكنولوجيات الربيد وزارة موقع‬
‫متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/09/92‬على الساعة ‪ 35:00‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http:// www.mpt ic.dz/fr/?E-Algerie-2013‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪e-Algérie 2013 donnera un nouveau souffle pour le développement des‬‬
‫‪TIC et des entreprises du secteur, site visite le: 03/03/2013, disponible sur :‬‬
‫‪http://www.cio-mag.co m/algerie-2013,page‬‬
‫‪ :32‬مشروع اجلزائر اإللكرتونية حتمية اقتصادية حباجة إىل إرادة سياسية عالية‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪.‬‬
‫‪ :90‬فريق حبث اإلدارة العامة‪ ،‬ملتقى احلكم الراشد يف اإلدارة العمومية‪ ،‬املدرسة الوطنية‬
‫لإلدارة‪ ،2006 ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪ :93‬قاسم حجاج‪ ،‬التنشئة السياسية يف اجلزائر يف ظل العوملة‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫‪ ،9001‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ :99‬تقرير منظمة الشافية الدولية‪9030. ،‬‬
‫‪ :91‬عماد صالح عبد الرزاق داود‪ ،‬الفساد واإلصالح‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪،‬‬
‫دمشق‪ ،9001 ،‬ص‪.371 :‬‬
‫‪ :94‬إميان كيموش‪ ،‬متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/93‬على الساعة ‪ 34:00‬متوفر على‬
‫الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.zawya.co m/ar/story/ZAWYA20120722084926/‬‬
‫‪ :95‬إميان كيموش‪ ،‬جريدة الفجر‪ ،‬متت زيارة املوقع يوم ‪ 9031/01/93‬على الساعة‬
‫‪ 34:00‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.al-fadjr.co m/ar/econo mie/221475.ht ml‬‬
‫‪ :96‬ريتشارد هيكس‪ ،‬احلكومة اإللكرتونية من البريوقراطية إىل اإللكرتوقراطية (نشرة‬
‫خالصات كتب املدير واألعمال)‪ ،‬الشركة العربية لإلعالم العلمي‪ ،‬العدد ‪،952‬‬
‫القاهرة‪ ،9001 ،‬ص‪.7 :‬‬

‫‪112‬‬