لقد عرف القرار 829المؤرخ في 13نوفمبر 1991المقتصد و وظيفته في المواد من 02 إلى ،09كما بين القرار 830المؤرخ في نفس اليوم كيفية تنصيب المقتصد المعين من طرف مدير التربية. وبناءً على ما ذُكِر ،فإن المقتصد إطارٌ من إطارات المؤسسة التعليمية ،يعين بقرار من مدير التربية وهو مسؤولٌ عن المصالح االقتصادية ،حيث يتولى التسيير المالي والمادي للمؤسسة التربوية وبالتالي فهو يجتهد باستمرارٍ لتحسين أحوال حياة التالميذ والموظفين وتوفير األمن لهم وهو مكلفٌ -تحت سلطة المدير دائمًا -بتسخير الوسائل المالية والمادية لتحقيق األهداف المرسومة للمؤسسة .وبهذه الصفة فهو يتلقى التعليمات والتوجيهات من رئيس المؤسسة ويقدم له تقريرًا يوميًا عن الوضعية في المؤسسة ،كما أنه -إذا اقتضت الضرورة -يمكن استدعاؤه في أي وقتٍ من الليل والنهار ،ونظرًا ألهميته داخل المؤسسة فهو عضوٌ شرعيٌ في جميع المجالس القائمة بها باستثناء مجالس األقسام ،والتي يمكن حضوره فيها بصفةٍ استشارية. وانطالقًا من المادة 03 من القرار 829 المذكور أعاله ،والتي جاء فيها بأن المقتصد يقوم بوظيفة العون المحاسب في المؤسسة ،هذا القرار المبني على مجموعة من القوانين واألوامر والمراسيم السيما القانون 90/21 المؤرخ في 15 أوت ،1990 فإن المقتصد هو محاسبٌ عمومي. ولقد حدّد المرسوم التنفيذي رقم 91/311 المؤرخ في 07 نوفمبر ،1991 كيفيات تعيين المحاسبين العموميين واعتمادهم ،حيث نصت المادة 06 منه على أنه ":يعتمد األعوان المحاسبون العاملون في المؤسسات التابعة للتربية والتكوين من قبل أمين خزينة الوالية المختص إقليميًا بناءً على تفويضٍ من الوزير المكلف بالمالية .ويمنح هذا االعتماد لألعوان الذين تتوفر فيهم من وجهة القانون األساسي صفة العون المحاسب وإن لم يوجدوا فاألعوان الذين تتوفر فيهم المؤهالت المطلوبة ،بناءًا على اقتراح من اآلمر بالصرف أو السلطة التي لها صالحية التعيين ". وبعد تعيين المحاسب العمومي في المؤسسة التربوية ومباشرة مهامه ،فإنه يصبح مسؤوالً مسؤوليةً شخصيةً وماليةً على العمليات الموكلة إليه ،وعلى جميع عمليات القسم الذي يديره منذ تاريخ تنصيبه فيه إلى تاريخ انتهاء مهامه ،وال يأخذ بمسؤوليته إال الوزير المكلف بالمالية أو مجلس المحاسبة وفقًا للشروط التي حددها المرسوم التنفيذي 91/312 المؤرخ في 1991 الخاص بمحاسبة المحاسبين العموميين. * أحكـ ــام عـ ــامة خاصة بالم ـقـتـصـد: * وبمقتضى المرسوم التنفيدي رقم 49-90المؤرخ في 90-02-06و المتضمن القانون األساسي لعمال التربية *وبمقتضى القرار رقم 1006المؤرخ في 1983-09-15الدي يحدد صالحيات المتصرف المالي في مؤسسات التعليم الثانوي. المادة األولى :يهدف هدا القرارطبقا ألحكام المرسوم رقم 49-90المدكور أعاله إلى تحديد مهام المقتصدين أو من يقوم بمهامهم من نواب المقتصدين المسيرين ومن نواب المقتصدين ومساعدي المصالح اإلقتصادية المسيرين في مؤسسات التعليم والتكوين المادةالثانية :يكلف المقتصد تحت سلطة مدير المؤسسة بتسيير الوسائل المادية والمالية وتسخيرها لتحقيق األهداف المرسومة للمؤسسة. المادة الثالثة :يتولى مدير المؤسسة مسؤولية اآلمر بالصرف ويقوم المقتصد بوظيفة العون المحاسب فيها طبقا لالحكام القانونية والتنظيمية السارية المفعول. المادة الرابعة :يعتبر المقتصد من المساعدين المباشرين لمدير المؤسسة في كل ما يتعلق بتوفير الشروط المادية والمالية الضرورية لتنظيم حياة الجماعة التربوية في المؤسسة. المادة الخامسة :يتلقى المقتصد التعليمات والتوجيهات من مدير المؤسسة ويقدم إليه يوميا تقريرا عن الوضعية في المؤسسة. المادة السادسة:يلزم المقتصد بالحضور الدائم في المؤسسة ويمكن في إطار تأدية مهامه أن يستحضر في أي وقتمن الليل والنهار. المادة السابعة :يكون المقتصد عضوا شرعيا في جميع المجاس القائمة في المؤسسة بإستثناء األقسام حيث يمكن إستدعاؤه للمشاركة في إجتماعاتها بصفة استشارية عند الضرورة. المادة الثامنة :يشارك المقتصد في عمليات التكوين وتحسين المستوى وتجديد المعارف وفي المسابقات واإلمتحانات التي تنظمخها السلطة السلمية. المادة التاسعة :يمارس المقتصد نشاطات إدارية وتربوية ومالية ومحاسبية المهام االدارية و القيادية تحت سلطة مدير المؤسسة يقوم المقتصد بتسيير الوسائل المادية والمالية وتسخيرها لتحقيق األهداف المسطرة للمؤسسة ،و يتلقى التعليمات والتوجيهات من المدير ويقدم إليه تقريرا يوميا مفصال عن الوضعية في المؤسسـة ،كما انه يلزم بالحضور الدائم في المؤسسة ،ويمكن في إطار تأدية مهامه أن يستحضر في أي وقت من الليل أو النهار و في ضوء ذلك يكون للمقتصد مهام ادارية نظرا لكونه العنصر االساسي في المصالح االقتصادية التي تسهر على تطوير المؤسسة و الرقي بها لتقديم اعلى الخدمات للتالميذ كما ان له مهام قيادية تفرضها عليه هذه المهنة -/1المهــــام االداريــة : -يكون المقتصد عضوا شرعيا في جميع المجالس القائمة في المؤسسة باستثناء مجالس األقسام حيث يمكن استدعاؤه للمشاركة في اجتماعاتها بصفة استشارية عند الضرورة. وتشمل المهام اإلدارية التي يمارسها المقتصد تحت إشراف مدير المؤسسة ومسؤوليته على : اعداد مشروع الميزينية :مرحلة اإلعداد تعني تحضير الميزانية عن وضع تقدير اإليرادات لتغطية النفقات المقدرة حسب احتياجات المؤسسة لفترة مقبلة ،و بما أن هذه المرحلة مبنية على التقدير فيجب التزام الدقة إلى إقصى حد ممكن ،حتى ال تقع المؤسسة في عجزأو فائض ،و الذي ينتج عن الخطأ في تقدير اإليرادات ،أو في تقدير النفقات. فقد يحدث خطأ في تقدير اإليرادات و عدم تطابق في بعض بنودها ،بما ال يؤثر على المجموع اإلجمالي لها ألن العجز في بند يغطيه فائض في بند آخر وهذا لعدم تخصيص اإليرادات ،و لكنه يعتبر سوء تقدير.و قد تكون زيادة في اإليرادات الفعلية عن المقدرة ،أي فائض في اإليرادات المحصلة عن المصروفات ،و بالتالى فائض يؤول إلى المال اإلحتياطي المتراكم. تحضير القررات المعدلة للميزانية :تعتمد المؤسسة في إعداد مشروع ميزانيتها على جملة من المعطيات و الوثائق تتمثل في : -1قرار فتح اإلعتماد: هو القرار الذي يحدد للمؤسسة التربوية اإلعتمادات الممنوحة من طرف الدولة خالل السنة ،و يشمل إعتمادات الدولة للتغذية و اإلعتماد الخاص بالمصالح المشتركة و أيضا اإلعانة المخصصة لتالميذ التعليم التقني في حالة ميزانية متقنة و اعتماد وحدة الكشف و المتابعة في المؤسسات التى تحتوي عليها.
-2التعليمات و المناشير الوزارية :
هي نصوص تشريعية تنظيمية تصدر عن وزارة التربية سنويا توضح وتضبط طرق تقدير اإليرادات و النفقات . -3الخريطة اإلدارية : هي وثيقة صادرة عن مديرية التربية تحدد لنا عدد المناصب الماليةالمفتوحة في المؤسسة لسلك الموظفين اإلداريين والعمال. الخريطة التربوية البيداغوجية 4 -: مماثلة لسابقتها ولكن تحدد لنا المناصب المالية التربوية أي عدد األساتذة واألفواج التربوية المسموح بفتحها في المؤسسة. كشف التالميذ الحاضرين في 01أكتوبر5-: تنجز هذه الوثيقة من طرف نائب مدير الدراسات للتعليم الثانوي والتقني ،أو مستشار التربية في التعليم المتوسط ويقدمها للمسير المالي ،وتقف عند تاريخ أول أكتوبر من طرف رئيس المؤسسة وتعتبر سند لتحصيل اإليرادات الخاصة بنفقات التمدرس والتي يجب تسجيلها في الميزانية. -6البطاقة الوصفية : هي وثيقة رسمية يعدها رئيس المؤسسة بمساعدة المسير المالي في نهاية شهر أكتوبر ويحدد فيها العدد اإلجمالي للتالميذ وعدد األفواج مع التخصصات المتواجدة وتحديد نوعية وصفة التالميذ ( داخلي ؛ 1/2داخلي ؛ خارجي ) وعلى ضوئها تمنح الدولة اعتمادات التغذية والمصالح المشتركة. -7ميزانيةالسنة السابقة : وهذا لتجنب الوقوع في أخطاء التقدير كاللجوء إلى التحويالت مثال لتغطية عجز بند ما. -8وضعية السكنات الوظيفية في 30نوفمبر: يتم فيها تمييز المستفيدون من السكن لضرورة الخدمة والمستفيدين لمنفعة الخدمة وهذا لتحديد تقديرات في اإليجار وأعباء السكنات. -/9قائمة الموظفين والعمال المسموح لهم باإلطعام بالمؤسسة -/10التزامات المؤسسة المتوقعة إلى غاية 20ديسمبر من السنة المالية بعد انجاز مشروع الميزانية يقدم إلى مجلس التربية والتسير على مستوى المتوسط ،ومجلس التوجيه والتسير على المستوى الثانوي والتقني لمناقشة بندا ببند ،واإلدالء ببعض اإلقتراحات والمالحظات إلعطاء الصبغة الرسمية للمشروع ،وإعداد محضر لإلجتماع من طرف كاتب الجلسة حيث يذكر فيه جدول األعمال ،وأسماء الحاضرين والغائبين مع تحديد الوظيفة واإلمضاء ،وذكر سبب الغياب لألعضاء الغائبين. القيام بعمليات التحقيق و التصفية في مجال االيرادات:وهي المرحلة اإلدارية إلعداد مشروع الميزانية. اإلثبات هو اإلجراء الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي التصفية هو اإلجراء الذي يتم بموجبه تحديد مبلغ الدين الواقع على المدين لفائدة الدائن . القيام بعمليات االلتزام و التصفية في مجال النفقات: اإللتزام هو عقد إداري يقوم به اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي وينشئ بذلك دينا على المؤسسة ،ويتم االلتزام بالنفقات عن طريق العقود اإلدارية ،ويجب مراعاة مايلي : -مطابقة العملية مع القوانين واألنظمة المعمول بها -شرعية عمليات تصفيةالنفقات -توفر اإلعتمادات -أن الديون لم تسقط آجالها أو أنها محل معارضة -الطابع اإلبرائي للدفع -تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين واألنظمة المعمول بها اعداد الصفقات و العقود :يقوم المقتصد بوصفه المسير المالي للمؤسسة التربوية باإلعداد لعقد عقود إدارية داخل المؤسسة التربوية ،عن طريق مجلس التنسيق اإلداري إلختيار متعاقد أو مجموعة من المتعاقدين( ،حسب الحاجة) الذين يقدمون أفضل الشروط المالية أو الفنية ،وال يتم اختيار المتعاقدين إال بمصادقة كافة أعضاء المجلس ،عن طريق محضر يذكر فيه األعضاء الحاضرين مدعما بتوقيعاتهم ليصبح اختيار الممونين أكثر شرعية. ضمان التموين و متابعة االستهالك :من المهام اإلدارية للمقتصد أثناء تسييره للمؤسسة التربوية ضمان التموين الدائم في جميع المواد خاصة منها المواد الغذائية ،لضمان صيرورة التغذية المدرسية وما توفره من خدمة للتالميذ وخاصة ظاهرة التهرب المدرسي .كذلك مراقبة تواجد المواد البيداغوجية بطريقة دورية ،لعدم تعطيل تلقين الدروس للتالميذ ،هذا من جهة أما من جهة أخرى يجب مراقبة طريقة استهالك هذه المواد وترشيد استعمالها من تالميذ وأساتذة ...وكذا استعمالها بطريقة منطقية لضمان بقاءها في عمرها االفتراضي . مسك الجرد العام و الجرد الدائم :الجرد هو عملية محاسبية مدققة في نهاية الفترة المالية ،لما تملكه المؤسسة التربوية من أمالك ثابتة ومنقولةً ،وكل ماتلزم به اتجاه الغير .ويكون اآلمر بالصرف مسؤوال مدنيا وجزائيا على صيانة واستعمال الممتلكات ،وتتمثل مسؤولية المقتصد في انجاز ومسك سجل الجرد العام .ونميز بين نوعين من الجرد : -الجرد العام ويتضمن الجرد المادي المفصل لألموال الثابتة ،والمتمثلة في كل المعدات المنقولة والتي ال تستهلك من االستعمال األول .يجب أن يرقم سجل الجرد العام من أول ورقة إلى آخر ورقة ،ويؤشر من طرف مدير المؤسسة قبل استعماله . إن األشياء الموجودة أو المجرودة وإن لم تستهلك من االستعمال األول فإن لها مدة حياة ،حيث تصبح غير مفيدة لسد احتياجات المؤسسة ووجب التخلص منها أو اسقاطها.1وتخضع عملية اإلسقاط إلجراءات قانونية وتنظيمية -الجرد الدائم :هو التكفل بكل األشياء القابلة لالستهالك لالستعمال األول ،والتي ال يفوق ثمنها 500دج ،وتشمل الورق ،الوقود ،المحروقات ،المواد الغذائية ،مواد التنظيف ،المواد الصيدالنية ،المواد المستخدمة في المخابر والورشات ...... تتمثل األهمية الحقيقية للجرد الدائمفي التحكم في استهالك هذه المواد والوسائل ومتابعة استعمالها، 1ـ المرسوم 454/91المؤرخ في 23/11/91الذي ينظم إدارة األمالك العمومية . -مسك ملفات الموظفين :يقوم المقتصد بجمع الملفات المالية للموظفين العاملين بالمؤسسة التربوية وكافة المؤسسات التابعة لها داخل مكتبه ،بحيث يكون المقتصد على إطالع على مستجدات الحالة العائلية للموظفين ن مع مراعاة الحفاظ على األسرار المهنية وعدم اإلدالء بها ألي كان . -ويتكون الملف المالي للموظف من : -استمارة معلومات -نسخة من قرار التعيين )03( -نسخ من محضر التنصيب -شهادة المؤهل العلمي مصادق عليها -شهادة الميالد أو شهادة شخصية للحالة المدنية. -شهادة عائلية (بالنسبة للمتزوجين ). -صورة شمسية . -صك بريدي مشطب . -نسخة من بطاقة الضمان اإلجتماعي . -/2المهـــــــام القياديـــــة : ال شك أن القيادة ال تأتي بالتنصيب أو االعتبارات الخاصة ،كما أنها ال تأتي بالمال أيضًا ،بل هي قدراتٌ خاصةٌ ومواهبَ يعتمد عليها القائد ،وتضفي عليها التجارب وقوة التفكير وسعة األفق ورحابة الصدر ،مهاراتٍ رائعةً تجعله يمسك بزمام األمور بثقةٍ واقتدار. كما للمدير مهام قيايدة كذلك للمقتصد مثل هذه المهام التي من شانها تبين كفاءة المسير الناجح و تنظم عالقاته مع بقية االسرة التربوية سيما فئة العمال لهذا عليه أن يتولى مهامًا أساسيةً في المؤسسة التي يزاول فيها وظيفته حتى يصلح ألن يكون في هذا المقام .وتنقسم مهامه القيادية إلى قسمين: المهام الرسمية :وتتلخص في مراعاة تنفيذ مبادئ التنظيم اإلداري في المؤسسة لكي تسير األمور بانضباط وجدية ،وأبرز هذه المهام ما يلي: * التخطيط :وهو أول وظيفةٍ في اإلدارة المدرسية ،وله أولويةٌ على جميع وظائف اإلدارة األخرى فال يمكن تنفيذ أي عملٍ ناجحٍ إال بالتخطيط له ،فهو مرحلة التفكير التي تسبق تنفيذ أي عملٍ وينتهي باتخاذ القرارات بما يجب عمله .ولكي يتمكن المقتصد من إنجاز مهامه بشكل فاعلٍ وناجحٍ عليه أن يقوم بتوضيح أهداف المؤسسة للعاملين معه ،واالستماع إلى آرائهم حول القضايا كي يُشعِرَهم بأن تحقيق أهداف المؤسسة هو تحقيقٌ ألهدافهم وطموحاتهم أيضًا. هذا ويعتبر التخطيط وظيفةً أساسيةً من وظائف المديرين ،ويتم بمراعاة ما يلي: -تحديد أهداف الخطة المطلوبة وتحقيقها بمجهود جماعي. -وضع برنامجٍ زمنيٍ لألعمال المطلوب إنجازها. -تعيين الموظفين المكلفين بالتنفيذ وتحديد مهامهم بدقة ،وهي نقطةٌ متعلقةٌ بوظيفة التنظيم. -توفير الشروط المادية المتعلقة بأماكن العمل واألثاث والتجهيزات الضرورية وغيرها. -تنفيذ الخطة في حدود االعتمادات المالية المسموح بها في ميزانية المؤسسة. -القيام بأعمال المتابعة والتقويم ودراسة ظروف الخطة لمواجهة االحتماالت الممكنة وتقديم الحلول البديلة. * التنظيم :إن وجوب التالزم والتناسب بين السلطة والمسؤولية يعتبر قاعدةً عامةً في العمل وبالتالي يجب أن تسير السلطة والمسؤولية معًا في جميع المستويات ،وقد أبرز هذه القاعدة المهندس األمريكي "تايلور – ،Taylor" (1856،1915) وعند التحليل الدقيق لهذه القاعدة نجد أنه ال يجوز تحميل الموظف بمسؤولياتٍ تفوق ما خُوِّل من سلطاتٍ وما بين يديه من وسائل ،وهو ما ذهب إليه الباحث سليمان محمد الطماوي (،1969ص ص )143،144من أن" :حسن التنظيم اإلداري يقتضي أن تكون السلطة والمسؤولية متالزمتين ومتناسبتين في كافة المستويات اإلدارية في المنظمة ". وانطالقًا مما تقدم ،فإن التنظيم هو تصنيف المتطلبات واالحتياجات بعد ضبط المعطيات وتحديد وترتيب األولويات وفق معايير :األهمية ،اإلستعجالية ،المالئمة ،...وعلى هذا فإن المقتصد عند قيامه بمهامه التنظيمية يقوم بما يلي: -تقسيم العمل وتوزيع المهام بعدالةٍ وتحديدها بدقةٍ ،بحيث يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. -تنظيم المصلحة الداخلية بمختلف تشكيالتها ،والتأكيد على حسن التعامل بين الجميع. -تنظيم السجالت اإلدارية والحفاظ عليها بطريقة إداريةٍ ومتقنة. -تنظيم أعمال الدخول وكذا الخروج المدرسي. -تنظيم نشاط المؤسسة أثناء العطل المدرسية (المداومة). * التنسيق :يرتبط التنسيق ارتباطًا وثيقًا بالتنظيم؛ فهو مكملٌ له ،ذلك أنه يؤدي إلى التزامن في اإلجراءات وتوحيد الجهود وصهرها في بوتقةٍ واحدة .فالتنسيق الجيد يعتمد أساسًا على تنظيمٍ جيدٍ يسبقه ،وعندما يكون التنظيم منسقًا ينشأ االحترام والتعاون بين أعضاء الجماعة داخل المؤسسة .وعليه فإن التنسيق كما عرفه سليمان محمد الطماوي ( ،1969ص )208هو "التوفيق بين نشاط الجماعة التي تعمل على تحقيق غرضٍ مشتركٍ وبث االنسجام بين أفرادها بحيث يبذل كلٌ منهم قصارى جهده في تحقيق الغاية المشتركة" و يمكن أن نورد فيما يلي بعض وسائل التنسيق التي يلجأ إليها المقتصد ،وهي: -التنظيم الجيد للعمال يجعل العمل المتعلق بالتنسيق سهالً وفعاالً. -التوجيهات والتعليمات التي يصدرها المقتصد بهدف تنسيق أعمال المصلحة الداخلية. -المشاركة في مختلف المجالس المنعقدة في المؤسسة ،السيما مجلس التنسيق اإلداري الذي يرأسه المدير ،حيث تدرس المشاكل وتقدم الحلول المنسقة وتتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب. -الزيارات الميدانية المفاجئة لمواقع العمل لمالحظة النقائص. * التوجيه :هو إصدار األوامر والنواهي والتعليمات والتوجيهات إلرشاد العمال لكيفية أداء مهامهم ويعتبر التوجيه وظيفةً مرتبطةً بشخص المدير؛ فهو من يوجه مرؤوسيه .وتحت التوجيهات العامة التي يعطيها المدير للمقتصد ،فإن هذا األخير -وبتفويضٍ من األول -يقوم بإعطاء التوجيهات لمختلف العمال الذين يعملون تحت سلطته ،وهذا عن طريق المقابالت الشخصية للمرؤوسين أو القيام بزيارتهم في مواقع العمل أو من خالل االجتماعات المختلفة، وكذلك عن طريق مذكرات عملٍ داخليةٍ تتضمن تعليماتٍ وتوجيهاتٍ توضح ما ينبغي عمله على أفضل وجهٍ ممكن. ولكي يكون هذا التوجيه فعاالً ،يتعين على المقتصد مراعاة ما يلي: -أن تكون توجيهاته واضحةً وموضوعيةً وقابلةً للتنفيذ. -إتِّبَاع مبدأ الشورى في التسيير وإقامة عالقاتٍ إنسانيةٍ سليمةٍ لتنمية روح التعاون. * االتصال :يرى سليمان محمد الطماوي ( ، 1969ص )262أن " االتصال هو عملية نقل المعلومات والفهم من شخصٍ إلى آخر " واعتبره " األداة التي تربط بين كافة أرجاء الجهاز اإلداري سواء في عالقاته الداخلية أو الخارجية " ،وعلى هذا فإن المقتصد يقوم بهذه المهمة بعدة وسائل من أهمها: -المقابالت الشخصية مع العمال. -مذكرات العمل الداخلية. -اجتماعات المجالس التربوية المختلفة ،السيما مجلس التنسيق اإلداري. -التقارير اإلدارية اليومية التي يقدمها لرئيس المؤسسة ،على أن تكون هذه التقارير محررةً بلغةٍ دقيقةٍ وواضحةٍ وموضوعية. * الرقابة و المتابعة و االشراف :تعني الرقابة والمتابعة تفقد وتصحيح أداء المرؤوسين، والتأكد من إنجازهم للمهام المكلفين بها وفقًا لما تم التخطيط له ،وكما نصت عليها التعليمات الصادرة في شأنها من أجل تحقيق األهداف والتعرف على جوانب الضعف واألخطاء لمعالجتها ومنع تكرار حدوثها .وتشمل المراقبة السلوك واألشياء ،وبما أن المراقبة تنطوي ضمنيًا على الخطة واألهداف فإنها تكون على ما إذا كانت المهام التي تم التخطيط لها من أجل بلوغ أهدافٍ محددةٍ تسير سيرًا حسنًا أم ال ،وبالتالي فإنه ال يمكن ألي مسؤول القيام بالمراقبة دون أن يتوفر على خطةٍ للعمل وأهدافٍ واضحة. ويلجأ المقتصد -عند قيامه بوظيفة الرقابة -إلى استخدام وسائل مختلفة للرقابة نذكر منها: -المالحظات المباشرة ،حيث ينتقل المقتصد إلى أماكن العمل ويتصل بالمرؤوسين لالطالع شخصيًا على سير أعمالهم وطرق تنفيذهم لها والنتائج المحصل عليها ،والمشاكل التي تعترض سبيلهم. -التقارير المقدمة -سواء كانت شفويةً أو كتابيةً -من طرف أعوان المصالح االقتصادية. -ميزانية المؤسسة باعتبارها أداة تخطيطٍ وتقدير ،وهنا ال ينبغي تجاوز االعتمادات المالية الممنوحة ،كما ال يجوز التأخر في صرفها. المهام غير الرسمية :وهناك مهامٌ غير رسميةٍ أخرى تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على شخصية المقتصد وأسلوبه في التعامل مع اآلخرين ومشاركتهم وإشراكهم في التخطيط وغير ذلك من الوظائف ،وهذا يقودنا إلى مصطلح "القيادة التشاركية" والتي تتمثل في إقامة العالقات اإلنسانية الطيبة بين المقتصد والعاملين معه ،السيما العاملين تحت قيادته ،بحيث يجب أن يحسن معاملتهم ويحسًمئاد مهلعجيف ،هتياعرو هبلق نم مهعقومو مهتيمهأب مهسّا ينعمون بالراحة والطمأنينة والثقة به ،كما يجب أن يشركهم صنع القرارات وبحث المشكالت في العمل ومعالجتها ،و وضع الحلول الناجحة لها بروحٍ جماعيةٍ موحدة هذه الروح لها دورٌ كبيٌر في تحقيق أهداف المؤسسة وتطوير العاملين بها وتماسكهم. ومن بين المهام غير الرسمية؛ مهارة تبصر األهداف العامة للمؤسسة وربطها بأهداف المجتمع ،وهذا يتطلب من المقتصد معرفةً جيدةً بالسياسة العامة للدولة .ومنها كذلك المهارة في تنظيم الوقت وإدارته في تحديد المهمات المطلوب إنجازها ،وكذا تحديد األولويات وتتابعها اإلنجازي على مراحل الزمن. إضافة إلى ذلك فمن أهم المهام غير الرسمية ،نجد األهمية البالغة التي يبديها المقتصد للقيم والمثل اإلنسانية واألخالقية في التعامل ،كقيمة الوفاء والستر على النواقص والصفح والكرم وغيرها من صفاتٍ إنسانيةٍ نبيلةٍ تجعله قدوةً وأسوةً يحتذيها الجميع ،ويسعى لتقمص شخصيتها. وخالصة القول فإن هذه المهام غير الرسمية ترجع إلى شخصية المقتصد ،وهو ما يقودنا للحديث عن الشخصية النموذجية للمقتصد الناجح.