Professional Documents
Culture Documents
مدخل الي الصورة والسينما
مدخل الي الصورة والسينما
ISSN: 2617-989X
مدخل إلى الصورة والسينما
الدكتور لؤي الزعبي
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode.ar
يحق للمستخدم بموجب هذه الرخصة نسخ هذا الكتاب ومشاركته وإعادة نشره أو توزيعه بأية صيغة وبأية وسيلة للنشر وألية غاية تجارية
أو غير تجارية ،وذلك شريطة عدم التعديل على الكتاب وعدم االشتقاق منه وعلى أن ينسب للمؤلف األصلي على الشكل اآلتي حصرا:
لؤي الزعبي ،اإلجازة في اإلعالم واالتصال ،من منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،الجمهورية العربية السورية2020 ،
متوفر للتحميل من موسوعة الجامعة https://pedia.svuonline.org/
Loay Alziebi
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode
تعريف الصورة
الصورة في الالتينية ىي من imago, imaginisوتعني أخذ مكان شيء ما qui signifie qui
prend la place deحيث كان القدماء يستعممون مرادفات عديدة ليا مثل effigieأو .simulacre
"تمتد الصورة imageإذن بجذورىا إلى الكممة اليونانية القديمة أيقونة والتي تشير إلى التشابو أو
المحاكاة والتي ترجمت إلى imagoفي الالتينية ولقد لعبت ىذه الكممة ودالالتيا دو ار ميما في فمسفة
أفالطون وكذلك في تأسيس كثير من أنظمة التمثيل أو التمثل لألفكار والنشاطات في الغرب.
أما في المغة العربية فتعني كممة صورة ىيئة الفعل أو األمر وصفتو ومن معانييا أيضاً كما جاء
()1
في لسان العرب وتصورت الشيء توىمت صورتو"
فالصورة "ىي الشكل والييئة والحقيقة ،وقد تستعمل الصورة بمعنى النوع والصفة كما ترد في كالم
العرب عمى ظاىرىا وعمى معنى حقيقة الشيء وىيئتو وعمى صفتو ،ومن أسماء اهلل الحسنى "المصور"
()2
الذي صور جميع الموجودات ورتبيا فأعطى كل شيء منيا خاصتو وىيئتو منفردة".
بأنيا :إعادة إنتاج طبق األصل أو تمثيل مشابو لكائن أو
تعرف ّ
وفي قاموس "روبير" ّ ROBERT
شيء.
بأنيا »تمك الظالل ،أضف إلييا البريق الذي نراه في الماء أو عمى
ويعرفيا أفالطون – بدءاّ -
سطوح األجسام الجامدة التي تممع وتضيء ،وكل نموذج من ىذا الجنس «).(3
"لقد كانت الصورة ىي أول شيء لجأ إليو اإلنسان البدائي لمتعبير عن نفسو وعن أفكاره ،بدليل أن
أول الحروف اليجائية في المغة اإلنسانية األولى اتخذت شكل األشياء والطيور والحيوانات المحيطة
()4
باإلنسان األول مثمما حدث في المغة الييروغميفية وغيرىا من لغات الشرق القديم".
"الرسم والكتابة استخدميا القدماء كوسيمة لتسجيل ما مر بيم من أحداث ،وىو ما دفع بالمصريين
القدماء إلى استخدام ىذه الوسائل في الكتابة والرسم عمى جدران كيوفيم ومعابدىم القديمة ،وبقيت ىذه
()5
الصور والكتابات والمنحوتات إلى يومنا الحاضر خير داللة عمى تمك الحضارة العظيمة "
"ومعروف بأن قبل اختراع الصورة الفوتوغرافية كان الفنانون ىم الذين يقومون بعمل التصوير
اليدوي وذلك باالنتقال إلى مكان الحادث أو الخبر ورسم صور تخطيطية لو ،ثم تنقل إلى الخشب الذي
يعد لمحفر ثم الطبع وعرفت الصحف تمك الطريقة في القرن الماضي حيث كانت الصور عمى شكل
خطوط تحفر في كتل خشبية ثم تغمس في الحبر وتضغط عمى الصفحات إلى جانب المتن أو النص.
1
وىذا ما كان يحدث في طباعة الكتب منذ اختراع آلة الطباعة في القرن الخامس .لكن من الواضح أن
()6
ىذه الطريقة بطيئة وعقيمة ".
وحتى أوائل القرن الثامن عشر كانت الصورة وما تزال ترسم يدوياً بالقمم أو بالفرشاة عمى الورق
وعمى الحوائط وألواح الخشب أو القماش أو غيرىا من المسطحات.
واستمر اإلنسان باستخدام الصور في التعبير حتى ظير فنانون عمالقة تميزوا بقدرات وميارات
فائقة عمى التعبير بالصورة رسماً باليد فكانت تؤدي ثالث وظائف أساسية:
"أوالً -تسجيل مظاىر الحياة وظواىرىا.
ثانياً– التعبير عن اإلحساسات والمعتقدات التي لم يختبرىا اإلنسان في واقعو المادي لكنو تصورىا.
ثالثاً -توضيح معاني الكممات ،خاصة الجديدة عمى السامع أو القارئ"(.)7
مفهوم الصورة
إن استراق لحظة من الزمن واالحتفاظ بيا بعيداً عن مرور الوقت ،وخمق عوالم إبداعية تعبيرية من
حضور المون وغيابو ،إلى جنب تحنيط الضوء وحبسو إلى الالنياية ،كمّيا إطارات انتفت عنيا صفة
االستحالة مع والدة الصورة التي تحكي في ثناياىا ليس عن إحداثياتيا فقط ،بل عن أبعاد الضوء وزوايا
الكامي ار مش ّكمة لغة خاصة بيا ،ذات إشارات ورموز "بصرية" صرفة.
تعرفوا عمى المبادئ األساسية لصناعة ىذه المغة المرئية ،التي ال تخرج من الثابت ،أن اإلغريق ّ
مضامينيا عمى دالالت النسخ أو المحاكاة أو إعادة اإلنتاج ،مع العمم أن الفراعنة خمدوا ،من قبميم بمئات
السنين ،ذكراىم برسوم عمى جدران الكيوف وأوراق البردي .ويرى البعض أن الصورة موجودة تقريباً منذ
بداية وعي اإلنسان بنفسو وبالكون .فمعنى "كممة صورة ( )imageالتي تمتد بجذورىا إلى الكممة اليونانية
القديمة ( ،)iconال يتجاوز حدود التشابو والمحاكاة ،ىذه الحدود التي ترجميا الالتينيون إلى ( )imago
واالنكميز فيما بعد إلى (.)8(")image
إن الصورة ،بمعنى أدق" ،ىي العالم المتوسط بين الواقع والفكر ،بين الحس والعقل" ( .)9فعندما نفكر
فنحن نستعمل صو اًر ذىنية ،وال يمكن القيام بعممية التفكير بدون ىذه الصور ،ذلك أنيا ىي التي تدفعنا
عما ىو غير موجود بشكل عيني ،وكما يقول أرسطو" :التفكير مستحيل من دون صور" .فمنذ لمتعبير ّ
أيام اإلنسان البدائي ،والصورة تقوم بالتعبير عن النفس واألفكار والمحيط من حولو.
2
إن اإلنسان ،ما يزال مستم اًر في استخدام الصورة في التعبير بقدرات وميارات فائقة ،سواء من
خالل التعبير رسماً باليد أو بالفرشاة ،أو االتخاذ منيا وسيمة تعبيرية ،وفي بعض األحيان وسيمة وحيدة،
عن األفكار ووجيات النظر أو رؤى خاصة بحدث أو فكرة ما ،كما يفعل كتّاب السيناريو والمخرجون..
بناء عمى ما سبق ،إن البحث عن مفيوم جامع مانع لمصورة ،في ضوء تعدد أنماطيا وأنواعيا ،والتي
ً
منيا عمى سبيل المثال ال الحصر :الصورة الثابتة ،المتحركة ،الصورة الشعرية ،الصورة الرقمية ،الصورة
الخطية ،والصورة الذىنية ،ليس بالمحال ،خصوصاً مع تعاظم دور اإلعالم الجديد الذي م ّكن كالً منيا،
االستفراد بخصائص داللية معينة " تُغني الواحدة منيا عن ألف كممة" كما يقول المثل الصيني الشائع.
"يرجع تاريخ الصور الفوتوغرافية باستخدام الضوء إلى عيد قدماء اإلغريق ،فقد وصف الفيمسوف
()10
"أرسطو" الموجات الضوئية وكيفية تحوليا عند مرورىا عبر فتحة صغيرة"
جرب
"وفي قرون الحقة عكف العالم العربي الحسن بن الييثم عمى تحقيق حمم إنتاج الصورة حين ّ
()11
انعكاس الضوء بالصور المقولبة داخل صندوق مظمم"
"ويسجل التاريخ تطبيقاً ليذا المبدأ في العصور الوسطى عندما استخدم "فرانسيس بيكون" غرفة
مظممة بيا فتحة صغيرة تسمح بدخول الضوء من الخارج وعكس صورة عمى الجدار المقابل ،وقد أسميت
()12
ىذه التجربة بـ (الحجرة المظممة)"
"كمنا نعرف قصة الحجرة المظممة مكتبة تاريخ التصوير الضوئي ,تاريخ السينما حيث يسرد ذلك
الحدث الذي وقع في فمورنسا (في القرن السادس عشر) وعمى التحديد عام ,1588عندما دخل الرسام (
جوفاني باتيستا ديال بورتا) حجرتو وكانت مغمقة تماماً لكن ما إن فتح الباب حتى وجد نفسو أمام ظاىرة
مذىمة عمى الجدار المواجية لمنافذة ارتسمت صورة حقيقية لما في الحديقة من شجر وجزء من سور
وجدار إال أن ما شاىده "ديال بورتا" ىو أنو رغم أن األلوان ىي ىي والحجوم ىي ىي فالصورة المنعكسة
عمى الجدار كانت مقموبة ,فما تفسير ذلك؟
بدأ (ديال بورتا) بسؤال عن سبب تكوين الصورة بينما ىناك رسامون من قبمو اكتشفوا نفس ما
اكتشف رسامنا الفمورانسي ,لكنو بدل البحث عن القوانين المتحكمة في ظاىرة االنعكاس الضوئي اكتفوا
3
بالموقف البراجماتي ,استخدموا خيماً سوداء تغمق تماماً ويعمل بأحد أطرافيا ثقب صغير مماثل لمثقب
ديال بورتا ) .من يوميا الذي نفذت منو األشعة الساقطة عمى صور األشجار لحديقة بيت الرسام (
أصبحت الخيام آلية لنقل صور الطبيعة كما ىي ,ألن الرسام يضع لوحة القماش المشدة عمى الخشب
داخل الخيمة في مواجو الثقب وعندما تنعكس صورة المرئيات خارج الخيمة يمسك بفرشاة ويجرييا فوق
()13
خطوط الصورة المنعكسة ,ثم يعدل الموحة بعد أن ينفش المنظر".
"ويروى أن العديد من الفنانين بما فييم (ليوناردو دافنشي) قد استخدموا فكرة الغرفة المظممة إلسقاط
صور داخل الغرفة حيث يقبع الفنان ويقوم برسم الخطوط حول الصورة ،وتطورت إلى الكامي ار البدائية
()14
الحقاً"
إن ما شاىده " ديال بورتا" من صورة مقموبة منعكسة عمى الجدار دفعت الرسام اإليطالي (جاردانو)
ليقول فيما بعد " أن الحجرة المظممة التي انعكست منو الصورة المقموبة يمكن تصغيرىا لتصبح صندوقاً
(جاردانو) ماذا لو وضعنا عدسة محدبة في مغمقاً ينفذ عميو الضوء إال من خالل ثقب وبعد ذلك فكر
مكان الثقب؟ وكان عمم البصريات قد تطور في ذلك الوقت وكانت العدسات تستخدم في تكبير الكتابة
()15
في المخطوطات أو التفاصيل الموجودة عمى الخرائط"
"لكن فضل تطوير ىذه الفكرة يرجع إلى (جاردانو) الذي استخدم بدالً من الفتحة التقميدية عدسة
()16
الوجيين ثم (دانيال باربارو) عام "1568
وبالرغم من االستعماالت المتعددة لمكامي ار الغامضة من قبل الفنانين لم يتمكنوا من التقاط صور
دائمة ،واستمر ذلك إلى أن اكتشف العالم األلماني (يوىان شولز) 1727أمالح الفضة الحساسة لمضوء،
وكانت الطريقة التي استعمميا "يوىان" غير ثابتة وعمى ذلك فإن الصور التي التقطيا كانت بدائية ولم
يتمكن من االحتفاظ بيا لمدة طويمة ،وبعد التدقيق في ىذه الطريقة اكتشف (كارل دبميو) بأن الصور
المأخوذة عمى أمالح الفضة يمكن أن تحتفظ بيا لمدة أطول إذا أضيفت إلييا مادة األمونيا ،وكان التقدم
في ىذا المجال بطيئاً.
"وعندما بدأ التصوير الفوتوغرافي في عام 1772كانت الصور تصنع من خميط من نترات الفضة
وشريط والطباشير ومع السنين أدى التطور التكنيكي إلى طبع الصور عمى المعدن والزجاج ،والورق،
()17
الفيمم".
4
وفي العام 1822أجرى الفرنسي جوزيف نيسيفور نايبس أول تجربة تصوير ،وتم التقاط أول صورة
،1827من قبل ضابط متقاعد في الجيش الفرنسي ،أطمق عمييا فوتوغرافية في صيف العام
()18
(أنظر الصورة رقم )1 (ىيميوغراف) أي (صورة شمسية) ،استغرق تظييرىا ثماني ساعات.
()19
الذي رد عمى زميمو بآلة "بعد ذلك بثالث سنوات جاء رجل فرنسي آخر ىو (لويس داجير)"
أكثر تطو اًر ىي مطبعة "داجير" حيث قسم الحجرة المظممة إلى قسمين:
-1قسم أمامي توضع فيو الحدقة ومكان وضع العدسة.
-2القسم الخمفي فمزود بزجاج مضفر وىو األوسع ويسمح بذلك بنشر األشعة التي حصرىا الجزء
()20
األمامي وتنزلق األشعة عمى لوح حساس".
المعرض لبخار اليود،
و"الذي كان يحاول أيضاً إنتاج صور دائمة مستعمالً النحاس المغمف بالفضة و َ
كانت ىذه الطريقة أسرع وتعطي نوعية إنتاج أفضل من تمك الطريقة التي استخدميا (جوزيف ن ا يبس)،
أصبحت ىذه الطريقة التي سميت (داو جورتيب) معروفة في أوروبا وأمريكا واستعممت من قبل رسامي
الموحات ولم يمض وقت طويل حتى استعممت من قبل بعثات المكتشفين في تصوير المناظر الطبيعية
والمناطق غير المكتشفة.
5
كان العيب الوحيد في الكامي ار ىو إنتاج صورة واحدة فقط من النيجاتيف ،ولم تكن ىناك طريقة
()21
يمكن فييا إنتاج أكثر من صورة واحدة مثل إنتاج عدة طبقات من نفس النيجاتيف.
،1839حين سمع العالم عن شيء ما ميول .فقد لم تبدأ الصورة من الناحية الواقعية إال سنة
استغرق تظييرىا نصف اخترع لويس دا جير طريقة تحميض الصورة الثابتة الممساء عمى لوح فضي،
الساعة .وفي العام نفسو ،أعمنت األكاديمية العممية الفرنسية ىذا االختراع العممي ،حيث اعتبر ىذا العام
تاريخاً الكتشاف فن التصوير الطباعي .وفي العام التالي ،اكتشف اإلنجميزي وليام تالبوت آلية الحصول
االكتشاف خطوة ىامة باتجاه عممية االيجابي ـ سمبي مثبتة عمى ورق تصوير ،وكان ىذا عمى صورة ّ
()22
(تصوير سمبي ـ نيجاتيف).
وفي العام 1846أقام األلماني كارل تسايس في مدينة (إيانا) أول مصنع لمبصريات وتكنولوجيا
()23
التصوير.
"ومع أن التاريخ سجل لـ (ىانيبال جودوين) عظمة اختراعو لفيمم السيميمويد؛ إال أن (جورج إيستمان)
-مؤسس شركة إيستمان كوداك – سيبقى بار اًز كأعظم مؤثر عمى التصوير الفوتوغرافي واألفالم
السينمائية ،وكان ذلك في عام 1877عندما بدأ إيستمان اىتمامو بالتصوير ،واكتشف بأن ج أًز من ىذه
الحرفة ذو طابع كيميائي ،وآخر ذو طابع فني ،وثالث ميكانيكي ،وبدأ إيستمان الذي كان في ذلك الوقت
يعمل في بنك (روشيستر) بإجراء التجارب عمى تصنيع "صفائح جافة" وقد اخترع ليذا الغرض آلة
خاصة ،ثم افتتح مكاناً لبدء أعمالو في تصنيع الصفائح الجافة ،وافتتحت شركة إيستمان لمصفائح الجافة
أعماليا في كانون الثاني .1881بعد ذلك بثالث سنين أعمن إيستمان عن اختراعو لفائف الفيمم الممفوف
()24
مع مجموعة من االسطوانات التي تتحكم فيو والتي تتناسب مع أي كامي ار تستعمل ()Roll Adapter
الصفائح الجافة ،وفي عام 1888قدم إيستمان الكامي ار الخفيفة القابمة لمعمل لقاء 25دوال اًر ،وتستطيع أن
()25
تحمل مائة صورة ".
"وفي سنة 1895بدأ تاريخ جديد لمصورة ،مع ظيور أول صورة متحركة ،أطمق عمييا ريجيس
المصور ادوارد موي بريدج ( )1904-1830البريطاني األصل قد تم
ّ دوبريو الصورة السائمة .وكان
اختايره من قبل حاكم كاليفورنيا اللتقاط صور متحركة لسباق الخيل المفضل ،حيث تم المقاء مع توماس
6
أديسون ( )1931-1847مخـترع الفونوغـراف ،وقد تـأثر بريدج بو ،فاخـترع فيما بعـد (زوبراكسكوب)،
والذي ميّد في وقت الحق إلنتاج أفالم سينمائية بوتيرة متسارعة.
مصور فرنسي من التقاط صورة أحد الوطنيين وىو يطمق الرصاص ّ في 9أكتوبر سنة 1934تم ّكن
عمى الممك اسكندر ممك يوغسالفيا في مرسيميا ،فأدى إلى مقمتو ومقتل رئيس الجميورية الفرنسية ،ثم
بعث رجل الكامي ار بالصورة من مرسيميا إلى باريس ،واستطاع القراء أن يشاىدوا الصورة في شوارع باريس
عمى الصفحة األولى بعد 43دقيقة من مصرع الممك .وكان ىذا الرقم القياسي في سرعة التقاط الصورة
وتحميض الفيمم وطبعو وبثّو بالتمفون ثم تحويل الصورة إلى كميشيو وطبعيا في الجريدة ،ىي حالة فريدة
من نوعيا حينذاك.
7
عمى أن تمك القصة رغم كونيا مازالت تحتفظ بقدر كبير من اإلثارة ،ولكن ثورة االتصاالت الكبرى
الحاصمة في العالم قممت كثي اًر من ش أ ن تمك المغامرات النادرة بالوسائل البدائية ،لكثرة البدائل التقنية
()26
المعقدة التي تقوم مقام طاقم كبير من الموظّفين.
لعبت آلة التصوير الصغيرة "اليكا" دو اًر ىاماً في تطور فن التصوير ،وكان مخترع ىذه اآللة
أوسكار بارناك من كبار الباحثين األلمان الذين أجروا بحوثا عميقة عن الميكروسكوبات .وقد عنى لو أن
يجري أبحاثا أخرى عن آالت التصوير الحديثة القتصاد األفالم باستخدام أشرطة السينما المتبقية في
عمل أفالم تصويرية بدالً من األلواح الزجاجية التي كانت تستعمل في آالت التصوير الكبيرة .ثم توقفت
أبحاث بارناك عدة سنوات أثناء الحرب العالمية األولى واستؤنفت بعد الحرب إلى أن كممت بالنجاح
.1925 الباىر سنة ،1924وأنتجت آالت التصوير من طراز "اليكا" عمى نطاق تجاري واسع سنة
واستطاعت الصحافة أن تستغل ىذه اآللة الحديثة أعظم استغالل لما تتوافر فييا من مميزات كثيرة؛ فيي
()27
صغيرة الحجم ،خفيفة الوزن ،سيمة الحمل واالستعمال.
وقد بمغ طموح الباحثين إلى حد أنيم أرادوا الحصول عمى صور مجسمة ذات أبعاد ثالثة ممونة
باأللوان ،وقد تحقق ليم ذلك سنة ،1940عندما اكتشف دوجالس ونيك طريقة خاصة لمعالجة الفيمم
بالعدسات المقعرة ،بحيث تساعد عمى تصوير الموضوعات لمحصول عمى نتائج مجسمة بأبعادىا الثالثة
في الصور الممونة وغير الممونة .أما عن إمكانية التقاط الصور وتحميضيا وطبعيا في وقت واحد فيو
اختراع يرجع إلى سنة ،1947عندما ابتكر إدوين النت آلة تصوير تمتقط الصورة وتحمضيا عمى ورق
حساس خاص ،وتعدىا لمطبع مباشرة عندما يضغط المصور عمى زناد معين يجعل سائل التحميض
يغمر السالبية ثم ترسب الفضة المعدنية بعد ذلك عمى ورق خاص فتخرج الصورة مبتمة نوعا ما ،حيث
()28
تجف بعد برىة وجيزة.
1925وسنة .1935 "تطور فن التصوير من المرحمة الجمالية إلى المرحمة اإلعالمية بين سنة
وقد رأينا أن فن التصوير كان قد بدأ في االنتشار عمى نطاق واسع في مدينة باريس سنة ،1839عندما
أخذ المصورون يمتقطون صو اًر فنية جميمة عمى غرار الموحات الزيتية أو المائية التي كانت معروفة منذ
8
العصور الوسطى ،ويتضح ذلك بوجو خاص في المدرستين الكالسيكية والرومانسية في فن التصوير.
وفي عام 1940بدأت مرحمة التصوير الفوتوغرافي التسجيمي واإلخباري ،بمعنى أنو ظير ألول مرة فريق
من المصورين الذين وجيوا عنايتيم إلى الموضوعات التسجيمية أكثر من الموضوعات الجمالية ،وتعتبر
()29
ىذه المدرسة األخيرة نواة فن التصوير الصحفي".
"في العقد السادس من القرن العشرين حصل التحول الدراماتيكي في التقانة اإلعالمية ،مع انطالق
،1962وكان يحتوي عمى شبكة اتصاالت ضخمة أول قمر صناعي من الواليات المتحدة في العام
عرفت باسم ( ،)Telestarيتجاوز إرسالو حدود الواليات المتحدة ليغطي قارات العالم تقريباً ،بعد إدخال
جممة من التحسينات والتعديالت الفنية العام .1964
الثورة التقنية العارمة في نظام االتصاالت ألغت الحاجة إلى القوى البشرية ،وأطاحت العديد من
االعتماد بدرجة أكبر عمى الكمبيوتر وسائل اإلعالم التقميدية ،وأنماط العمل اإلعالمي السائدة ،وبات
واألجيزة االلكترونية ،ففي عام 1993بدأ الحديث عن الكتاب االلكتروني الذي أضحى اآلن حقيقة.
ويخوض الكمبيوتر في الوقت الراىن حرباً ضروس في مجال إنتاج الصورة وتوزيعيا ،بعد أن أصبح
احتواء تكنولوجيا تطور التكنولوجيا الصورية المسؤول عن انفجار صوري كوني ،ويتجو إلى
بفضل ّ
التمفزيون لالندماج في كمبيوتر مرئي ،بما يبشر بثورة عارمة في مجال الصورة ،تحقيقاً لفكرة (حضارة
()30
الصورة).
وىكذا "بدأ اإلنسان حياتو بمنافسة حقيقية مع نفسو بتقديم الجديد والمفيد لو أحياناً ليتم استخدامو في
حياتو اليومية ,ويكون عامالً مساعداً لو عمى التغمب عمى مشاكل الحياة التي تصادفو ومنذ التفكير في
اختراع التصوير الفوتوغرافي الصورة الثابتة كان عميو أن يتغمب عمى المصاعب التي تقابمو بفكره وعقمو
ويقوم بتحريك ىذه الصورة وجعميا متحركة ولكن بدون صوت إلى أن توصل إلى صناعة الشريط الذي
يسجل عميو الصوت ويكون مصاحباً لمصورة المتحركة حتى استطاع بعد ذلك أن يضع الصورة والصوت
عمى شريط واحد ويتوج ىذا في األفالم السينمائية وبعد ذلك جاء ليتوج عصر الصورة بأشكاليا المختمفة
من األبيض واألسود وصوالً إلى الصورة الممونة حتى اليوم في القرن الواحد والعشرين والصورة
()31
(أنظر الصورة رقم )4 الرقمية".
9
الصورة رقم ()4
صورة رقمية
"في 1987شقت الصورة الفوتوغرافية االلكترونية طريقيا إلى الصفحة األولى في الصحف
األمريكية لتكتمل بذلك دائرة التكنولوجيا التي تم تطبيقيا في الصحافة ,وتتيح أنظمة التصوير االلكترونية
عدداً من المزايا أىميا:
1ـ يمكن لممصور إرسال الصور التي التقطيا عمى الفور إلى صحيفتو عبر خطوط التمفون العادية,
وحتى في األماكن المنعزلة ,يمكن لممصور إرسال الصور بالتميفون المحمول أو تميفون األقمار
الصناعية.
2ـ لن يصبح ىناك وجود لمسح الصور الورقية أو الفيممية عمى أجيزة المسح الضوئي لتحويميا إلى
بيانات رقمية بل أصبحت العممية كميا تتم في شكل رقمي.
3ـ يمكن االستغناء عن استخدام األفالم الحساسة والمواد الكيماوية إلظيار ىذه األفالم ,وورق التصوير,
والغرفة المظممة التقميدية.
4ـ إمكانية استقبال صور الخدمات السمكية ووكاالت األنباء ورؤيتيا عمى الشاشة قبل طبعيا.
5ـ سوف يؤدي تخزين الصور عمى قرص إلى تكوين مكتبة لمصور تصمح فيما بعد كأرشيف الكتروني
لمصور.
6ـ الحصول عمى الصور من التمفزيون يمكن أن يقدم قد اًر كبي اًر من الصور الفوتوغرافية غير المتاحة من
()32
خالل أي مصدر آخر"
10
الصورة والبث المباشر
يشكل اختراع آلة التصوير حدثاً عظيماً في حياة اإلنسانية والمجتمعات ،فقد أحدث انقالباً ميماً في
كميةُ الحضور
حديث ّ
ُ تاريخ اإلعالم واالتصال .ففي فترة زمنية قصيرة نسبياً وبشكل مذىل باتت الصورة
وتعددت استخداماتيا وأصبحت تتواجد في شتى المجاالت :في الصحافة والسينما والتمفزيون واإلعالنات،
وكان لمتكنولوجيا الدور واحتمت الصورة مكانيا بين الفنون بأنواعيا وأدوات التعبير بمختمف أشكاليا،
األعظم واألىم في ىذا التطور.
واليوم يزداد استخدام الصورة بكل أشكاليا وأنواعيا في عمميات البث المباشر التي افتتحتو األقمار
الصناعية والقنوات الفضائية ،فيما يعتبر تجسيداً قوياً الزدىار وتقدم عصر الصورة.
وبطبيعة الحال فإن توظيف التكنولوجيا الحديثة في زمن الصورة لن يتوقف عند عصر البث
المباشر حيث الصورة آتية مباشرةً إلى المتمقي .ومن المنطقي أن نقول أننا سوف نرى مستقبالً وقريباً ما
ىو أسرع وأفضل السيما مع تطور منظومة اإلعالم الجديد أو اإلعالم اإللكتروني.
( -)2شاىد عمى الرابط التالي Photography Timeline :مجموعة من الصور التاريخية ذات األىمية
الخاصة… خصوصا لناشرتيا مجمة الناشونال جيوغرافيك ،تتدرج ىذه الصور من أول صورة تم التقاطيا
بالعالم إلى أول صورة يتم التقاطيا بواسطة المصيدة الفوتوغرافية االلكترونية:
http//www.photography.nationalgeographic.com
11
الخالصة
تطورت المفاىيم المتعمقة بالصورة عبر الوقت حتى أصبحنا نالحظ حتمية العالقة بين
ىذه الثورة التكنولوجية الحاصمة في مجال التصوير والصورة كمدخالت أساسية انعكست عمى
12
تمارين
.1أفالطون
.2ليوناردو دافنشي
.3روبير
.4أرسطو
ثانياً .ظمت الصورة ترسم يدوياً بالقمم والفرشاة عمى الورق والحوائط حتى أوائل:
13
رابعاً .تاريخ الصور الفوتوغرافية باستخدام الضوء يرجع إلى عهد:
.1العرب
.2الفراعنة
.3اإلغريق
.4االنكميز
.1يمكن لممصور إرسال الصور التي التقطيا عمى الفور إلى صحيفتو
.2إمكانية استقبال صور الخدمات الالسمكية ووكاالت األنباء ورؤيتيا عمى الشاشة قبل وضعيا
.3اإلجابتان 1و 2صحيحتان
.4كل ذكر خطأ
1588 .1
1568 .2
1578 .3
1558 .4
14
.4كل ما ذكر خطأ
.1جاردانو
.2ليوناردو دافنشي
.3ديال بورتا
.4يوىان شولز
عاش ارً .إن أعظم مؤثر عمى التصوير الفوتوغرافي واألفالم السينمائية هو:
.1جورج ايستمان
.2ىانيبال جودوين
.3وليام تالبوت
.4كارل تسايس
15
المراجع
16
-19نور الدين أحمد النادي وآخرون ،التصوير الفوتوغرافي ،مرجع سابق ،ص .24
-20منصور شاىين ،عصر الصورة من الفوتوغرافيا إلى األقمار الصناعية ,مرجع سابق ،ص .12
-21نور الدين أحمد النادي وآخرون ،التصوير الفوتوغرافي ،مرجع سابق ،ص .24
-22فؤاد إبراىيم ،ثقافة الصورة ..التحدي واالستجابة ،وعي الصورة ..صورة الوعي ،مرجع سابق.
-23المرجع السابق.
–24المقصود ىنا فيمم السيميمويد.
-25نور الدين أحمد النادي وآخرون ،التصوير الفوتوغرافي ،مرجع سابق ،ص .24
-26فؤاد إبراىيم ،ثقافة الصورة ..التحدي واالستجابة ،وعي الصورة ..صورة الوعي ،مرجع سابق.
-27إبراىيم إمام ،دراسات في الفن الصحفي ،مكتبة األنجمو المصرية ،القاىرة ،1972 ،ص 279-
.278
-28المرجع السابق ،ص .279
-29المرجع السابق ،ص .293
-30فؤاد إبراىيم ،ثقافة الصورة ..التحدي واالستجابة ،وعي الصورة ..صورة الوعي ،مرجع سابق.
-31منصور شاىين ،عصر الصورة من الفوتوغرافيا إلى األقمار الصناعية ,مرجع سابق ،ص .9
-32شريف درويش المبان ،تكنولوجيا النشر الصحفي ,االتجاهات الحديثة ,الدار المصرية المبنانية،
القاىرة ,2001 ,ص 149 ،ومابعدىا.
17
أنواع وتصنيفات وخصائص الصورة الوحدة التعميمية الثانية
أنواع الصورة
اء جسدت تتعدد أنواع الصورة بتعدد موضوعاتيا إال أنيا تشترك بكونيا تحمل لغة مرئية ،وسو ً
عبرت عن واقع موجود أصالً ،فإن ما تثيره ال يكمن في وجودىا بل فيما تحمموإنتاجاً تخيمياً محضاً أم ّ
من أفكار وقيم وفيما تريد إبالغو ،وىذه الصورة نوعان:
-صورة ثابتة :الموحة الفنية ،الصورة الرسم ،الرسم التوضيحي ،والصورة الفوتوغرافية.
-صورة متحركة :كالشريط السينمائي ،الصورة التمفزيونية ،الرسوم المتحركة ،وصورة الفيديو.
تُنتَج الصور إذاً بغرض تبميغ رسالة ما ،تُنقل عبرىا جممة من األفكار تخاطب المتمقي" .فأثر
الصورة يتوقف عمى ُمستقبِ ْل الرسالة اإلعالمية ،وقدرتو عمى استيعاب مغزاىا وفيم أبعادىا والقدرة عمى
()1
تأويميا وفك رموزىا بدقة .فيي عممية تتأثر بتجربتو السابقة وخمفيتو السابقة".
وثمة أنواع أخرى لمصورة" :الصورة البصرية وىي الممموسة لمعيان ،والصورة بوصفيا تعبي اًر عن التمثيل
العقمي لمخبرة الحسية ،حيث يتش ّكل الوعي بالصورة ،والصورة الذىنية وىي ليست حرفية أو مماثمة لمصورة
الحسية ،بل بدرجة أعمى"( .)2ثم الصورة التي تشير إلى المؤسسات أو األفراد أو الشعوب،
وصور"عناصر الحمم والتخيل" .أما "الصورة اإلرتسامية فيي نوع من الصور الشبيية باإلدراك ،ثم صور
الذاكرة التي تعد نوعاً من التفكير المألوف لنا في عمميات التفكير"( ،)3وغيرىا من األنواع...الخ.
"ىناك تنوعات وتباينات ميمة في استخدام ىذا المصطمح بعضيا يرتبط بالصور اإلدراكية الخارجية
أو الصور العقمية الداخمية أو الصور التي تجمع بين الداخل والخارج ( )...وفيما يمي أمثمة من ىذه
الصور:
-1الصورة البصرية :وىي أكثر االستخدامات العيانية (الممموسة المحسوسة) لممصطمح ويشير ىذه
االستخدام بشكل خاص إلى انعكاس موضوع ما ،عمى مرآة أو عمى عدسات أو غير ذلك من األدوات
البصرية ويجري االمتداد باستخدام السابق فتتحدث عن الصورة الشبكية.
18
-2الصورة الذىنية (التي في الدماغ) :والتي ىي في درجة أعمى من مجرد إعادة البناء لمخبرة الحسية
ومع تشابو ىذا االستخدام مع كثير من األفكار الشائعة حول مفيوم الصورة الذىنية أو العقمية إفن بعض
التحذيرات يجب أن توضع في الحسبان أن الصورة ليست مجرد صورة حرفية من الخبرة األساسية وأن
الصورة ىنا لم يعد ينظر ليا بالضرورة باعتبارىا مجرد إعادة إنتاج لواقعة أو حادثة وىذه الصورة التي في
الدماغ يبدو أنيا قابمة لمتكيف أو لمتحكم.
-4الصورة التي تشير إلى االتجاه العام :نحو بعض المؤسسات أو األفراد مثل صورة الصينين في
أذىان الشعوب الغربية وصورة الشرق في أذىان الغربيين والتي تمثمت في النزعة االستشراقية بعيوبيا
المعروفة وىكذا المعنى من معاني الصور ىو ما يرتبط بما يسمى اآلن في الدراسات االجتماعية والنقدية
باسم صورة الذات وصورة اآلخر ،صورتي الذىنية عن النفس الفردية الجماعية وصورتي عن اآلخر
وصورتو عني..
-5صورة الخيال :ويشير المصطمح إلى نشاط غير محكوم أو غير متحكم فيو أو ال يمكن توجييو
بواسطة الفرد الذي ينغمس فيو كبديل لمواقع وىو يرتبط بأحالم اليقظة ويفضل بعض الباحثين التمييز بين
التخيل لو صفة ال شعورية غالباً وأن أحالم اليقظة ليا صفة شعورية
ّ التخيل وأحالم اليقظة باعتبار أن
ّ
غالبة عمى صفاتيا الالشعورية.
-6الصورة االرتسامية :وىي نوع من الصور الشبيية باإلدراك وىي تستمر فترة طويمة كما أنيا ال
تتطمب تركيز النظر أو االنتباه المكثف كي تتكون يمكن أن تحدث من خالل عالقتيا بنمط معقد من
()4
التنبيو"
وىي نوعان رئيسان بحسب طريقة إنتاجيا وتقسم إلى :الصور الثابتة والصور المتحركة ،وىي التي
تعنينا ىنا.
تحتل الصورة المسماة "ثابتة" مجاالً أقل تحديداً من الصورة المتحركة رغم قدميا ،والتسمية المعطاة
ليا مستمدة أساساً من تعارضيا مع نظيرتيا المتحركة ،وىذا يعني الشيء الكثير :إن الثبوت ال يصبح
19
سمة مميزة إال إذا كانت ىناك في المقابل حركة .وىكذا فالصورة عبرت قرونا -حوالي الثالثين -دون أن
تُدرك باعتبارىا مجموعة موحدة؛ وكان من الضروري انتظار اختراع السينما لتحصل ،ظاىرياً عمى األقل،
()5
عمى وحدة.
والصورة الثابتة ثالث أنواع ىي:
-1الصورة الفوتوغرافية:
وىي الصورة التي تُمتقَط بواسطة آلة التصوير المعروفة -أي الكامي ار -وقد تكون صورة لشخص
أو منظر طبيعي أو أي شيء يحويو اإلنسان أو يستخدمو في حياتو وقد تكون الصورة غير ذلك.
وكممة فوتوغرافي مشتقة من المغة اليونانية وتعني الكتابة بالضوء ،وعميو فإن الضوء ىو أساس
عممية التصوير ،كما أشرنا في بداية الفصل األول ،كما أنو عنصر رئيسي في الرؤية ومن ىنا يأتي
التشابو الكبير بين العين البشرية وآلة التصوير ،كما ذكرنا سابقاً.
والصور الفوتوغرافية :تستخدم الكاميرات المختمفة اللتقاطيا ويمكن أن تأخذ الصور الفوتوغرافية في
الصحف أحد المضامين التالية:
-1صور إخبارية.
-2صور الموضوعات أو األحداث الخفيفة ،صور إخبارية ذات ُبعد إنساني.
-3صور شخصية ،صور تمثل شخصية ما تكون محور الموضوع (البورتريو).
-4صور جمالية وتعبيرية.
- 2جودة الصورة الفنية من نواحي االستنساخ ،الطباعة ،السحب والحفاظ عمى خاصيات لونييا
األبيض واألسود ،أو الصورة ذات المون المائل لمبني ،والتي شاعت مدة من الزمان وحتى الصورة
الممونة.
20
- 4مقاس الصورة ومدى بعدىا المكاني.
وىذا النوع من الصور التي تعنينا دراستيا في ىذا المقرر ،إضافة إلى الصورة الرقمية الثابتة والصورة
المتحركة (صورة السينما والتمفزيون والفيديو).
-2الصور الخطية:
التقيد بكل التفاصيل الموجودة إذ تركز عمى الخطوط
وىي تمثيل حر بالخطوط لفكرة ما من دون ّ
األساسية وتظير بنسبيا العادية.
وتستخدم الصحف الرسوم ألسباب عديدة أبرزىا:
. -1جذب انتباه القراء
. -2تقديم تصور مبالغ فيو لمشخص المرسوم
. -3تركيا قد ار من البياض حوليا مما يخمص الصفحة من رماديتيا
. -4إذا تعذر الحصول عمى الصور الفوتوغرافية
. -5تقدم معمومات بصرية
-6تضفي بعض المرح.
21
االنترنت .حيث أدى تطور الصور الرقمية منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين إلى تحوالت جذرية
بالغة األىمية في إنتاج ومعنى الصورة.
والمقصود ىنا صورة التمفزيون وصورة السينما .إن مشاىدة فيمم عمى شاشة التمفزيون في المنزل
تشبو إلى ٍ
حد معين مشاىدتو في قاعة عرض سينمائي غير أن الطبيعة الخاصة بصورة التمفزيون أو
الفيديو تختمف عن طبيعة صورة السينما.
-1صورة التمفزيون:
الصورة التمفزيونية ليست صورة أبداً مقارنةً بالصورة الفوتوغرافية ألن وجود الصورة التمفزيونية يكون
لحظياً ومؤقتاً فيي موجودة فقط عند حضورىا أمامنا لحظة عرضيا ثم تختفي بعد ذلك ،السيما في حال
البث المباشر لمتمفزيون .لكن تأثيرىا المذىل والواسع يفوق كثي اًر تأثير الصورة الفوتوغرافية.
ث حيةً عمى اليواء .وفي منتصف خمسينيات القرن العشرين وعند ظيور التمفزيون كانت البرامج تَُب ُ
خد َمت شرائط التسجيل والمونتاج وصور الفيديو التناظرية والرقمية التي تبدو متشابية تغير األمر واستُ ِ
عمى الشاشة من حيث الشكل واإلنتاج ،غير أن قابمية الخداع والتزييف موجودة أكثر في الصورة الرقمية.
-2صورة السينما:
الصورة السينمائية ىي التي تشكل الفيمم السينمائي ،وىذا األخير عبارة عن سمسمة من الصور
الثابتة المتوالية عن موضوع ما أو مشكمة أو ظاىرة معينة ،مطبوعة عمى شريط ممفوف عمى بكرة،
وتتراوح مدتو عادة من 10دقائق إلى ساعتين وربما أكثر حسب موضوعو وظروف إنتاجو.
والفكرة الجوىرية التي قام عمييا مبدأ السينما ىي تحقيق اإلييام بالحركة .فبقاء الرؤية عمى شبكية
عين اإلنسان لفترة أقل من تدفق الصور السينمائية الموجودة عمى شريط السميمويد (الشريط السينمائي)
الذي يمر أمام نافذة العرض يجعل الصور المختمفة والمتعددة تبدو وكأنيا تمر في حركات طبيعية
انسيابية كما تراىا العين في الواقع.
22
تتجمى الصورة السينمائية في الصيغ المتعددة لفنون التصوير المغوي والبصري وتمتاز بقدرتيا عمى
التواصل بأكثر من لغة ،فيي تقوم باألساس عمى استثمار مجمل الوسائط واإلمكانيات التعبيرية ،المرئي
منيا والذىني ،المحسوس والمجرد ،الواقعي والخيالي.
تنطوي الصورة السينمائية عمى كم كبير من الثراء التعبيري مما يساعدىا عمى تشكيل آلية فريدة
لتحقيق اإلمتاع الذىني وجاذبية وفتنة الحواس وتمرير الرسائل الفكرية والجمالية واألخالقية( .سنتطرق في
القسم الثاني من الكتاب إلى الحديث عن السينما والصورة السينمائية بتفصيل أكبر)
حيث ينطبق مصطمح الصورة الرقمية المتحركة عمى نحو مماثل أيضاً بالنسبة إلى التمفزيون
والسينما ،بما في ذلك الرسوم المتحركة واإلعالنات والصور ثالثية األبعاد وغير ذلك .وسنعرض في
مكان الحق من الكتاب ألنواع الصورة بالتفصيل وعالقة كل نوع بوسائل اإلعالم.
23
أوالً -بالنسبة لممضمون:
-1الصور الشخصية :ىي المقطات التي تظير الوجو محور الموضوع أو من يرد ذكره في سياق القصة
الخبرية أو من أسيم في تطوير الحدث ألن الخمفية قد تحمل من المعاني التي تضيف شيئاً لموضوع
الحدث.
-2الصور الموضوعية :وىي المقطات التي تجسد موضوعاً ما وتعبر عنو وقت حدوثو.
24
مصادر الصور
وتتمثل بأعمال المصورين اليواة أو الميتمين أثناء ممارسة ىواياتيم أو أنشطتيم الخاصة ،حيث
ٍ
صور فوتوغرافية ويمدون الوسائل اإلعالمية بيا ،ومنيم: يقوم ىؤالء بالتقاط
بيوت األزياء ،المعارض العامة ،األندية ،الرحالة ،العمماء ،دور النشر ،األفراد (البومات الصور
الشخصية)...الخ
في كال التقسيمين السابقين ،تعالج الصور بطرق متماثمة في إعدادىا لمنشر ،إما أن تُصور
لمحصول عمى سالبة تركب في مونتاج يدوي ،أو تُمسح لتوضع في مكانيا في اإلعداد اإللكتروني
لمصفحة.
25
ب .أبرز مصادر الصور:
-1وكاالت األنباء :إضافةً إلى الخدمات اإلخبارية (أخبار ،تقارير إخبارية ،مقاالت ،تحميالت...الخ)،
ثمة خدمات حديثة لوكاالت األنباء العالمية واإلقميمية والمحمية ،وىي ما تعرف بخدمات الصور الثابتة
والمواد السمعية البصرية (مواد فيديو ،أشرطة وثائقية ،أفالم).
-2مصادر إعالمية ورقية أو مطبوعة :كالمجالت والصحف ومطبوعات العالقات العامة ،والمنشورات
بمختمف أنواعيا وأشكاليا.
-3مصادر إعالمية بصرية أو سمعية – بصرية :ومن أىميا التمفزيون وأشرطة العرض التمفزيونية
وأشرطة العرض المرئي الفيديو" .ويمكن أن نحصل منيا عمى صور يطمق عمييا الصور التمفزيونية ،وان
كان من الممكن أن نوقف العرض في أشرطة العرض المرئي ونمتقط صو اًر لكن ىذه الصور ستبدو أقل
وضوحاً مما لو تم تصويرىا في أثناء العرض .والصور التمفزيونية :ىي الصور التي يتم الحصول عمييا
من التمفزيون يتم التقاطيا بما يعرف بالكامي ار التمفزيونية التي توضع عمى حامل ذو ثالث قوائم .وقد
صمم ليذه الكاميرات أسموب تعريض يستطيع ضبط سرعة الفالق بما يتيح التقاط الصور مباشرة دون
الحاجة لتسجيل واعادة بث وتثبيت الكادر ،وىذا الجيل من الكاميرات يسجل الصور عمى شريط
مغناطيسي وتطبع الصور الممتقطة بيذه الطريقة عمى طابعات ح اررية وعمى ورق تصوير خاص .وفيما
تم تطوير جيل جديد من الكاميرات التمفزيونية يتيح الحصول عمى صور رقمية مباشرة تكون جاىزة
بعد ّ
()7
لممعالجة بواسطة برامج معالجة الصور تمييداً لنشرىا".
-1مصادر الكترونية حديثة :يقصد بيا المصادر التي تمد الصحف بالصور الرقمية الممتقطة من قبل
المصادر المعنية أو الميتمة بالتصوير الصحفي ولكنيم يقدمون خدمة الصور في ىذه الحالة مصورة
بالطريقة الرقمية أو مخزنة عمى أحد وسائط التخزين (األقراص المرنة – األقراص المدمجة – األقراص
26
الصمبة – – DVDالشرائط المغناطيسية...الخ ).أو المرسمة لمقر الصحيفة عبر الشبكات أيا كان
()8
نوعيا .وكذلك مكتبات الصور االلكترونية".
-1شبكة اإلنترنت ،ما ُينشر ىنا من صور وأشرطة فيممية خاصة بصفحات النت .وىي من المصادر
الغنية في تزويد وسائل اإلعالم المختمفة بالصور من خالل البوابات والمواقع اإللكترونية العديدة التي
تنشر صو اًر ،والكثير من المواقع مزودة بأرشيف يمكن لممستخدمين الرجوع إليو والنقل من محتوياتو
باالتفاق مع الموقع سواء باالستفادة المجانية أم عن طريق االشتراك.
-2البوابات والمواقع اإللكترونية المتنوعة.
-3الصحفيون المواطنون المجيزين بكاميرات عادية أو بكاميرات الياتف المحمول.
المعاد إنتاجيا بمساعدة برامج الكمبيوتر المختمفة.
-4الصور المصنوعة أو ُ
خصائص الصورة
-1عالمية لغة الصورة :جميع البشر يفيميا باختالف لغاتيم وانتماءاتيم ،وحتى األميون الذين يجيمون
القراءة والكتابة.
-2الغنى بالمعمومات :قياساً بالنص المكتوب أو المقروء المذان يعجزان عن تقديميما بنفس الدرجة من
الوضوح والتكامل واالختصار.
-3الشمولية :شمول الصور عمى مالمح عامة وتفاصيل دقيقة ،حيث تق أر العين بدايةً الكل الموجود في
الصورة أما قراءة التفاصيل فتأتي بالتزامن مع تفحص البصر ألجزائيا.
-4اختراق حدود الزمان والمكان :مثل الصور الفوتوغرافية األولى الممتقطة بأولى أجيزة التصوير ،أو
وتعبر عن حوادث مضى عمى وجودىا
صور الحرب العالمية األولى أو الثانية التي تمثل أشخاصاً ّ
عشرات السنين.
27
-5الفورية وسرعة القراءة :الوقت الذي يستغرقو اإلنسان في قراءة الصور أقصر بكثير من الوقت الذي
يقضيو في قراءة النص المكتوب.
-7تعدد القراءات والتأويالت :حيث تختمف القراءات والتأويالت باختالف مشاىدي أو قراء الصورة
وتباين مستوياتيم الفكرية واالجتماعية واختالف انتماءاتيم الدينية والعقائدية والجغرافية (وباختالف
معنى مغاي اًر تماماً لمتأويل
ً العديد من المتغيرات األخرى) ،حتى أن البعض قد يعطي الصورة أحياناً
والمعنى الذي أرادىما ممتقطيا.
المص َّور)
َ المصور (أو الشيء
َّ -8إمكانية تغيير الحقيقة :من خالل عممية اختيار وانتقاء الموضوع
المصور واغفال
َّ واستبعاد موضوعات أخرى ،أو من خالل التركيز عمى جانب معين من الموضوع
المصور .فالصورة الفوتوغرافية أو التمفزيونية تقدم لنا ما تراه عين
َّ جانب آخر يعبر عن حقيقة الشيء
ممتقط الصورة ،أي أنيا تشير إلى ما اىتم بو صاحبيا.
-9التشابو أو االقتراب من الموضوع :الصورة تشبو أو تقترب من الموضوع المصور (أو الشيء
المص َور) ويكون ذلك بدرجة كبيرة أو قميمة ،عمى خالف المغة المنطوقة.
َ
–10االرتباط بالنص :قد تحتاج الصورة إلى نص توضيحي كي نتمكن من فيميا أكثر ،فالنص يضفي
معنى معيناً يريده صاحبيا أو ممتقطيا أو ناشرىا.
ً عمى الصورة
28
عناصر الصورة المثالية
لكي تكون الصورة الفوتوغرافية (أو الصورة المشتقة من صور متحركة) مثالية ال بد أن تحتوي عمى
أربعة عناصر تجعميا:
-1جاذبة لمنفس :أي أنيا تثير في نفس المشاىد اإلحساس أو الشعور الذي يقصده المصور (السعادة،
الحزن ،الغضب ،الفخر ،القمق ،الجوع...الخ)
-2جاذبة لمعقل :أي أن يكون ليا معناً وغرضاً (تعميمياً ،فنياً ،دعائياً ،تسجيمياً...الخ).
-3جاذبة لمعين والبصر :بأن تحتوي عمى بؤرة حدث تركز عميو العين من بين جميع أجزاء وتفاصيل
الصورة.
-4جاذبة لمتمعن والتفكير :أن تكون ذات حرفية وتقنية عالية حتى يسيل عمى المشاىد التمعن بأجزاء
الصورة وقراءة وادراك العناصر السابقة.
29
الخالصة
وثمة أنواع أخرى لمصورة :الصورة البصرية ،والصورة بوصفيا تعبي اًر عن التمثيل العقمي لمخبرة الحسية،
والصورة الذىنية ،ثم الصورة التي تشير إلى المؤسسات أو األفراد أو الشعوب ،وصور عناصر الحمم
والتخيل ،وأيضاً الصورة اإلرتسامية ثم صور الذاكرة ،وغيرىا من األنواع...الخ.
30
تمارين
أوالً .من أنواع الصور اإلدراكية والعقمية الشبيية باإلدراك والتي تستمر لفترة طويمة:
.1الصورة الذىنية
.2الصورة البصرية
.3الصورة االرتسامية
.4صورة الخيال
.1صور إخبارية
.2صور شخصية
.3صور جمالية وتعبيرية
.4كل ما ذكر صحيح
.1صور ثابتة
.2صور متحركة
.3صور ثابتة ومتحركة
.4صور إخبارية
31
رابعاً .تختمف الصورة الرقمية الثابتة عن الصورة الفوتوغرافية في أن األولى (الصورة الرقمية) صورة
ُمنتَجة بواسطة:
.1الكامي ار
.2الكمبيوتر
.3التمفاز
.4كل ما سبق صحيح
.1اإلمكانيات التعبيرية
.2المحسوس والمجرد
.3الواقعي والخيالي
.4كل ما سبق صحيح
.1صورة جماعية
.2صورة شخصية
.3صورة سمسمة الصور
.4صورة موضوعية
32
سابعاً .لوسائل اإلعالم التقميدية عدة مصادر منيا:
.1الغنى بالمعمومات
.2الشمولية
.3اإلجابتان 1و 2صحيحتان
.4كل ما سبق خطأ
تاسعاً .لكي تكون الصورة الفوتوغرافية مثالية ال بد أن تحتوي عمى عدة عناصر منيا:
33
عاش ارً .معيار قيمة الصورة الفوتوغرافية يتجمى في عناصر عدة منيا:
.1مدة الصورة
.2مقاس الصورة
.3جودة الكامي ار
.4حجم الصورة
34
المراجع
( -)1محمد نبيان سويمم ،التصوير والحياة ،عالم المعرفة ،المجمس الوطني لمثقافة والفنون واآلداب،
الكويت ،العدد ،1984 ،75ص .104
( -)2شاكر عبد الحميد ،عصر الصورة -اإليجابيات والسمبيات ،عالم المعرفة ،المجمس الوطني لمثقافة
والفنون واآلداب ،الكويت ،العدد ،2005 ،311ص .10
( -)4أحمد بدر ،عصر الصورة ،دار قباء ،القاىرة ،2000 ،ص .37
(5)- Guy GAUTHIER, Vingt leçons sur l'image et le sens, ed. edilig, Paris,
.1986, p. 5
( -)6حسين عمر حمادة ،الصورة الفوتوغرافية من أدوات األرشيف والتوثيق العممي والتاريخي،
،2008عن موقعwww.alarabiclub.org/index.php :
( -)7محمود عمم الدين ،الصورة الصحفية ،دراسة فنية ،العربي لمنشر والتوزيع ،القاىرة( ،د ت)،
ص.36-35.
35
وظائف الصورة واستخداماتها األساسية الوحدة التعميمية الثالثة
مقدمة
لكل صورة سبب لوجودىا ،ولذلك فكل صورة تؤدي وظيفة معينة تبعاً لسبب الوجود أو وظيفة
مستوحاة من وجود الصورة .ففي التمفزيون والسينما ،البد من وجود الصورة المتحركة ألنيا عماد المادة
السمعية البصرية ،أما في الصحافة المطبوعة فاألمر مختمف حيث أن الصورة الفوتوغرافية أو الثابتة
مرتبطة بالمادة المطبوعة (خبر ،مقال ,تحقيق صحفي ،)...فإن خدمت وأغنت مضمون ىذه المادة
المطبوعة فيذا سبب لنشرىا وبالتالي سبب وجودىا ىنا وان لم تقم بذلك فال معنى لنشرىا وبالتالي ال
وظيفة ليا في ىذا المطبوع.
ولمصورة مجموعة وظائف البد أن تحقق كل صورة منها واحدة أو أكثر:
36
الوظيفة االتصالية البصرية
يرى الباحث جورج لندبرج George Lundbergأن كممة اتصال تُستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة
العالمات والرموز وتكون الرموز عبارة عن حركات أو صور أو لغة أو أي شيء آخر يعمل كمنبو
لمسموك.
ويتعين النظر إلى االتصال البشري من خالل خمسة مناظير ،فاالتصال:
-1عممية عصبية :يتم فييا تسجيل معان ورموز معينة في ذاكرة األشخاص ،ويساعد الجياز العصبي
لإلنسان في حفظ وتخزين ىذه الرموز والمعاني.
-2عممية نفسية :أي أن المعاني والرموز عن شخص ما أو شيء ما يتم اكتسابيا عن طريق التدرب
والتعمم.
-3عممية داللية :تقوم عمى الرموز والقواعد والدالالت المتنوعة.
-4عممية ثقافية :باعتبار أن المغة التي يتم بواسطتيا االتصال ىي حزمة من التقاليد واألعراف
والممارسات الثقافية.
-5عممية اجتماعية :فاالتصال ىو الوسيمة الرئيسة التي من خالليا يصبح البشر قادرون عمى التفاعل.
37
إذاً العممية االتصالية في جوىرىا ىي إرسال واستقبال إشارات ورموز ،والرموز عمى نوعين رئيسين:
رموز لغوية (لغة منطوقة أو لغة مكتوبة) والرموز غير المغوية وىي كثيرة (مثل :لغة الجسد أو حركات
الجسد -األلوان -رموز حيوانات – رايات...الخ)
وعميو ،تقوم الصورة بإيصال المعمومات واألفكار بصرياً بواسطة عناصر الرؤيا المختمفة واإليحاءات
المتعددة والمتنوعة التي تعتمد عمييا.
وال أحد يستطيع أن يجادل في المكانة التي أصبحت تحتميا الصورة لدى اإلنسان المعاصر ،فيي
تحيطو من كل جانب ،وباتت إحدى وسائل التعبير والتواصل والترفيو الميمة في زماننا إلى درجة صارت
فييا من الوسائل الضرورية التي يسعى اإلنسان المتالكيا والسيطرة عمييا والتحكم فييا.
وباتت الصورة تُنتَج من أجل اإلعالم ،أو بغرض الترفيو كاألفالم واألغاني المصورة ،أو لمتأثير
واالنطباع عموماً ،وىذه النوايا تؤثر في كيفية صنع الصورة وتحدد الطريقة التي ستنجز بيا ،ويظير ذلك
جمياً عند قراءتيا ومحاولة تحميميا سواء بطريقة شعورية أو ال شعورية .وبحسب ريجيس دوبري" :سواء
كانت الصورة موحشة أو مخففة عن النفس ،أو كانت مدىشة أو فاتنة ،أو كانت يدوية أو آلية ،ثابتة أو
متحركة ،باألبيض واألسود ،صامتة أو ناطقة ،فإنيا تمارس الفعل وتحث عمى رد الفعل ،وىو الشيء
األكيد منذ عشرات السنين"(.)1
في الحقيقة ،تعتبر الصورة عامالً أساسياً وفعاالً في عممية التواصل اإلنساني خاصة في عصرنا
ىذا الذي يعتبر عصر الصورة واالنترنت والقنوات الفضائية حيث ليا تأثير قوي عمى مشاعر وأحاسيس
الناس ،وبالتالي فقد أصبحت الصورة ىي األساس وليس الواقع ،بل باتت تسابقو وتميد لو ،وبقدر ما ىي
المفارق
ة مرآة ليذا الواقع فإنو يمكن توظيفيا لتزييف أو تشكيل أو إثارة الرأي العام تجاه قضية معينة" ،و
اآلن أننا نعيش في عالم أصبح فيو مصطمح مفيوم المصداقية مفيوماً يعاد إنتاجو ،ويغمف ويباع ويشترى
عمى نحو روتيني ،نحن نعيش في مجتمع تييمن عميو الصورة المنتجة عمى نحو وافر وجماىيري"( ،)2من
ىنا تتجمى ميارة صانع الصورة وقدرتو الضرب عمى الوتر الحساس وايصال ىدفو إلى الجميور بكل
وضوح وسيولو.
إذاً ،ال شك أن الصورة أصبحت من أكثر وسائل االتصال تعبي اًر عند اإلنسان ,بل إن العصر الحديث ىو
عصر الصورة حقاً ،وتتساوى في ىذا الصورة الثابتة والصورة المتحركة.
38
الوظيفة التعميمية
لعل المجالت المتخصصة أو الموجية لألطفال أو كتب األطفال المميئة بالصور خير دليل عمى
أىمية الوظيفة التعميمية لمصورة ،فالتعرف عمى الشخصيات واألشياء بصورىا أفضل من التعرف عمييا
بالكممات والعبارات ،فالصورة أداة لشرح وتوضيح المعاني واإلشارات والرموز الواردة في النصوص
المطبوعة (الصورة الفوتوغرافية) أو السمعية البصرية (الصورة المتحركة) .ويمكن أن تؤدي الصور
الوظيفة التعميمية من خالل تسمية األشياء المصورة.
وتقوم الصور بالمقارنة بين األشياء وغالباً ما نقارن األشياء التي ال ندرك أبعادىا تماماً بأشياء
أخرى نعرفيا مثالً:
لمن ال يمكنو تخيل حجم برج إيفل في باريس ،تأتي اإلجابة من إحدى الصور الثابتة أو المتحركة التي
تجمع البرج وبجانبو عدد من السائحين أو إحدى حافالت النقل .ومن خالل معرفة حجم اإلنسان أو حجم
حافمة النقل نستطيع أن ندرك حجم البرج.
وعمى صعيد الصورة المتحركة ،ثمة صنف من أصناف الفيمم الوثائقي يسمى الفيمم التعميمي الذي
ب
يصع ُ
ُ يعرض الحقائق والمعمومات بطريقة سمعية بصرية شيقة تعين التالميذ عمى فيم واستيعاب ما
عمييم فيمو من المواد والعموم.
وغالباً ما تستخدم ىذه األفالم نوعاً من الكاميرات والعدسات الخاصة خالل التصوير يمكن
بواسطتيا الحصول عمى صور ميكروسكوبية أو تميسكوبية وتضخم أشياء أو أجزاء دقيقة وتقريب أشياء
بعيدة واظيار األشياء غير الواضحة.
وقد نبعت الحاجة لمفيمم التعميمي من احتياج المدرسين لالستعانة بمواد مساعدة لمتقديم ولمشرح مما
كان يستدعي أن يصطحبوا تالميذىم إلى المتاحف أو األماكن التاريخية أو القرى البعيدة لمشاىدتيا .من
ىنا يبرز دور الصورة في الفيمم التعميمي كعنصر مساعد وميم في عممية التعميم.
إن عرض مجموعة صور متحركة عمى شكل فيمم من عدة دقائق عن كيفية إجراء عممية تحميل
التعرف عمى المواد الكيماوية ونسبيا وكيفية اختالطيا والنتائج المستخمصة أدعى إلى
كيميائي و ّ
االستيعاب والفيم والحفظ من االعتماد عمى المعمومات النظرية الواردة في الكتب.
39
ويمكن تمخيص فوائد الصورة في مجال التعميم فيما يمي:
-1تركيز االنتباه والتشويق واثارة االىتمام.
-2توفير الوقت لمتعمم بشكل أكثر وزمن أقصر.
-3تعميم قميمي االستيعاب.
-4إطالة مدة التذكر وتقوية الذاكرة.
"ال ريب ،وانصافاً في القول ،أن الصورة ساعدت في تسييل استيعاب الطالب لمنظريات العممية
المعقّدة ،وأن حضور الصورة في العموم التطبيقية والنظرية والطبية واليندسية وحتى العموم اإلنسانية ساعد
في جعل المادة العممية سيمة اليضم ذىنياً .فقد شغمت الصورة حي اًز ىاماً في مناىج التعميم المدرسي،
تقدمو الصورة في إكمال وظيفة
عمى حساب مساحة النص المكتوب ،الذي بات مرىوناً لمعون الذي ّ
التعميم .يحمل إيريك ىوبزباوم ذلك بما نصو (فمن يقرؤون الكتب ألغراض جدية ،خال األغراض المينية
أو التعميمية أو األغراض المشابية األخرى ،كانوا قمة قميمة .ومع أن الثورة التعميمية قد زادت من أعدادىم
عمى نحو مطمق ،فإن سيولة القراءة تراجعت في دول ذات تعميم شامل نظرياً ،حيث توقفت الطباعة عن
أن تكون البوابة الرئيسية إلى العالم فيما وراء االتصال ما بين الفم واألذن .ففي أعقاب الخمسينات لم يعد
حتى أطفال الطبقات المثقفة في عالم الغرب الغني ُيقبِمون عمى القراءة عن طواعية كما كان يفعل
()3
آباؤىم)".
وظيفة تربوية
40
تسعى كل منظومة تربوية إلى تحقيق مجموعة من القيم لدى المتعمم ،الذي سيصبح فيما بعد ،رجل
الغد .إن حضور الصورة في المناىج التربوية والتعميمية ُيشير إلى أىمية القيم التي تنيض عمييا الصورة
والى أىمية نشرىا كأداة لتربية وتكوين التمميذ وفق قيم فنية وثقافية وحضارية السيما وأننا نعيش في
عصر وحضارة الصورة.
ومن الضروري إعطاء المكانة المناسبة لمصورة في منظومتنا التربوية والقيمية ،فالصورة واحدة من
األدوات الميمة المساىمة في تحقيق قيم األفراد والمجتمعات والحفاظ عمييا.
إن الحضور الكثيف لمصورة في عصرنا عبر مضامين وأشكال تربوية عديدة ومتنوعة يجب أن يساىم في
تطوير مؤىالت وقدرات التالميذ والطالب بما يساعدىم عمى االنفتاح وادراك ما تقوم عميو ىذه الصورة
من أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية وفنية ،وبالتالي إدراك ما يجري في المحيط العام المحمي والعالمي،
ومساعدتيم عمى االنتقال من مرحمة التمقي والتفسير إلى مرحمة اإلبداع واإلرسال لخطاب الصورة.
"كسرت ثقافة الصورة احتكارية مصادر التربية التقميدية ،فمم تعد األم مصد اًر مييمناً لمتربية ،فقد
أصبح الطفل يخضع لمصادر تربوية أخرى .فمم يعد الطفل يمبس ويتصرف ويف ّكر كما تشاء أمو ،فقد
لتبدالت تربوية دراماتيكية تستجيب لطبيعة الصور التي تتسمل إليو بدون انقطاع عبر
أصبح منيوباً ّ
()4
الشاشة".
"يرى الدكتور محسن خضر ،أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس ،بأن ثمة ما يدعو لمقمق إزاء
طغيان ثقافة الصورة عمى شخصية أطفالنا ومراىقينا ،فمم يعد المثل األعمى لمطفمة األم التي معيا في
سابق تحاول تقميد دورىا في المطبخ ،وفى رعاية األطفال ،فتقوم بنفس الدور مع
اً المنزل ،والتي كانت
عروستيا ،ولم يعد المثل المعممة أو األخوات الكبار ،بل أصبحت القدوة والمثل األعمى نماذج غير سوية
وتروج ليا ليل نيار.
تفرضيا ثقافة الصورةّ ،
وألن التقميد ىو منتج بصري بدرجة أساسية ،فإن تعدد الوسائط البصرية يزيد في مساحة التقميد
وأشكالو .فقد كان الطفل الرضيع يقمّد والدتو واخوانو في البيت ،ولكن حين يكبر يشاىد التمفزيون ،ويذىب
إلى الروضة والمدرسة ،ويذىب إلى السينما ويمضي وقتاً طويالً نسبياً في األلعاب االلكترونية ويخرج إلى
41
السوق ،وتقع عينو عمى شريط طويل من الصور المتدفقة التي بالتأكيد ستنطبع في ذىنو وتنعكس في
()5
سموكو جزئياً أو كمياً".
الوظيفة التدريبية
42
وعميو تولي الصور التدريبية اىتماميا بالجوانب التطبيقية – العممية فتقدم قواعد وأساليب اكتساب
الميارات اليدوية وتتوجو إلى الراغبين بتعمم مينة أو حرفة ما أو لعموم الجميور .كما تعممنا الصور
وتدربنا عمى إدراك وفيم البيئة المحيطة بنا وكيفية التعامل معيا واالستمرار فييا.
الوظيفة اإلرشادية
ىذا النوع من الصور – وغالباً ما تكون صو اًر متحركةً – تتناول تقديم معمومات صحيحة عن
موضوع معين وتوجييات وارشادات معينة لفئة خاصة أو لمجميور عموماً.
مشوقة
ويراعى دائماً في إعداد ىذه الصور أن تكون ّ
وج ّذابة كي ُيقبِ َل الجميور عمى مشاىدتيا بحيث ال تكون
وتقدم صور
ُ جافة أو غامضة أو مممّة فينفض عنيا.
التوعية واإلرشاد لمجميور اإلرشادات الالزمة في مختمف
المجاالت ،ففي مجال الزراعة عمى سبيل المثال ،يمكن
إنتاج صور لتوضيح اإلرشادات الالزمة لمقاومة دودة
القطن ،أو لمقاومة اآلفات الزراعية األخرى ،أو الصور
التي ترشد الفالح لمخطوات السميمة لزراعة محصول
معين .كذلك الصور التي تُنتَج من أجل اإلرشاد الصحي
لتوعية الجميور لموقاية من األمراض المختمفة مثل اإليدز
أو الوقاية من اإلدمان ،أو فيمم عن قواعد المرور أو فيمم عن الوقاية من أخطار الحرب.
43
الصور المستخدمة في اإلعالنات مثالً ترشد الجميور أو المستيمك إلى طبيعة السمع والخدمات المعمن
عنيا وأماكن تواجدىا...الخ.
الوظيفة اإلخبارية
الوظيفة التوثيقية
44
تعتبر الصورة من أىم الوثائق التي يمكن أن تتوفر عن موضوٍع معين .فالصور تعكس التطور اإلنساني
في شتى المجاالت وفي مختمف المجتمعات ،وال تكتفي أن تكون مجرد جممة من العناصر والمكونات
التقنية والفنية ولكنيا صياغة لعالقات ىادفة بين ىذه العناصر والمكونات ،بحيث ال يمكن دراستيا
والبحث فييا بمعزل عن داللتيا ومعانييا.
وفوق ذلك تمنح الصورة الموضوع المنشور أو المعروض كثي اًر من الوثائقية أو التوثيق وبالتالي ربما كثي اًر
من المصداقية وتشعر القارئ أو المشاىد بمعايشتو لمخبر والحدث ،وتمعب المقطات وزوايا التصوير
واإلضاءة دو اًر في ذلك.
والتساؤل عن ماىية التوثيق والتاريخ يثير العديد من القضايا ،حول ضرورتو وحتميتو وكيفية كتابتو
وتسجيمو ،ولكن ما ييمنا ىنا -في مجال الصورة كفن بصري – ىو التاريخ الذي سجمتو وتسجمو الكامي ار
وتوثقو ،أي التاريخ المصور؛ التاريخ الذي دخل دائرة التحقق البصري بعد مروره بدائرة التدوين.
وعميو ،نجد أن الصورة بشقييا الثابت والمتحرك (كالفيمم الوثائقي) تمعب دو اًر أساسياً وميماً في
مجال التوثيق والتسجيل التاريخي.
إن االىتمام الشديد بالفيمم الوثائقي ،نشأ بعد نياية الحرب العالمية الثانية ،ولكنو في العقود الثالثة
األخيرة أخذ يحتل مكانة استثنائية ،بسبب الرغبة اإلنسانية العارمة في المعرفة وفي اإلحاطة بدوافع
التحول في مجتمعاتيم.
ّ ووقائع األحداث المتصمة بحياة الناس وظروف
وكثيرةٌ ىي األفالم الوثائقية التي طرحت مواضيع الحرب العالمية الثانية التي كان ليا الدور األكبر
في ازدياد أىمية الوثيقة السينمائية .فمن خالل الفيمم يمكن تسجيل جميع األحداث والوقائع التي ُيراد
االحتفاظ بيا كمستند تاريخي .فيتم توثيقيا سينمائياً بأساليب التصوير السينمائي أو تمفزيونياً بأساليب
التصوير اإللكتروني.
المصورة مصد اًر أرشيفياً مذىالً ومنبعاً ال ينضب ينيل منو ويستثمره المؤرخون
ّ اليوم ،غدت الوثائق
لكتابة أحداث ووقائع التاريخ الحديث .ومنذ ذلك الحين إلى المحظة الراىنة ارتبطت عالقة الناس
بماضييم وتاريخيم ارتباطاً عضوياً بيذا األرشيف المرئي والسمعي-البصري.
45
المصورة ىي الذاكرة المرئية والفيممية لمشعوب وأصبحت
ّ وبذلك أصبحت تمك الوثائق واألشرطة
المراكز التي تحوي ىذه األشرطة ىي مركز ىذه الذاكرة وعصبيا .وغالباً ما تشمل الصورة أو الوثيقة حدثاً
ذو محتوى ال يمكن تك ارره.
الوظيفة السيكولوجية
نعبر من خالل الصورة عن جو نفسي وحالة معينة حسب الفكرة التي نرغب في إيصاليا
يمكن أن ّ
لمن نتوجو إلييم وذلك من خالل نوع المقطات التي نأخذىا فالصورة القريبة يمكن أن تعبر إما عن حالة
عاطفية أو حالة حزن أو غيرىا وكذلك المقطة العالية أو المرتفعة التي نعبر من خالليا عن الشموخ أو
الرفعة وفي بعض األحيان عن التكبر وغيرىا من الوظائف.
"الصورة العاطفة ىي لقطة قريبة والمقطة القريبة ىي الوجو وقد ألمح إيزنشتاين بأن المقطة القريبة لم
تكن فقط نموذجاً لصورة بين غيرىا من الصور لكنيا قدمت قراءة عاطفية لكل فيمم وتكمن حقيقة الصورة
– العاطفة إنيا في آن معاً نموذج لمصورة بأي معنى تكون المقطة القريبة مطابقا لمصورة العاطفة عامة.
ولماذا سيكون الوجو مطابقا لمقطة القريبة طالما أن ىذه المقطة تقوم فقط بتكبير الوجو وكيف بإمكاننا أن
نحرر من الوجو أقطابو "محاورة نقاطو" القادرة عمى أن تقودنا في تحميل الصورة – العاطفة .المقطة
()6
القريبة ليست فقط محصورة في الوجوه".
فالمقطة القريبة تمنح اإلحساس باأللفة واالقتراب النفسي ،وزاوية التصوير األفقية (زاوية البصر)
تمنح اإلحساس بموضوعية الطرح واالتصال المتكافئ ولذلك سميت ىذه الزاوية بالزاوية الموضوعية.
وكذلك اإلضاءة ليا دورىا الميم ،فالصورة المعتمة أو المميئة بالظالل توحي بالتشاؤم واالنكفاء عمى
الذات والصورة المشرقة أو المميئة باأللوان توحي باالندفاع والفرح ،في حين أن وضع مسحة من الظالل
ٍ
بشعور من االرتياب والتوجس أو عدم االستقرار .كميا أمثمة عمى أو المزج بين اإلعتام واإلشراق يسمح
حاالت تدفع إلييا الصورة ممارسةً بذلك وظيفتيا النفسية.
"الصورة تجيب عمى حاجة سيكولوجية لدى اإلنسان وتسد كذلك بعض المتطمبات العقمية أو النفسية
وقد برىنت العديد من الدراسات التي قام بيا عمماء النفس أننا نفكر بالصورة العقمية ( .)...يمكن شحن
ذاكرة القراء الذين ينتمون إلى النوع البصري وتقويتيا بإضافة صورة إلى النص اإلعالم ي واإلعالني
46
فمعظميا تسيطر عميو ,إن لم تكن تمتمكو العقمية المصورة فعندما نتحدث نحاول أن نستعمل كممات
تجعل السامع يرى.
عندما نستمع نشكل األفكار التي وصمتنا ونحوليا إلى صورة ذىنية شائعة لدينا ,وعندما نق أر نحاول
()7
بشكل ال شعوري تصوير الكممات والعبارات بشكل مقبول عمى شاشات عقولنا".
و"غالبا ما ندرك األشياء ونستدعييا من الذاكرة عمى شكل صور وخالل مراحل تعممنا ال تختزن
()8
الصور مجردة بل مع مزيج من خبراتنا وتجاربنا ألنيا تتفاعل مع مخزوننا المعرفي والوجداني".
"فالصور التي تبقى في الذاكرة وتُستدعى ،بصورة دائمة ،ىي تمك التي تنطوي عمى صدمة ،أو
تحدث ىمعاً ،فيذه الصور تبقى معنا ،وتترك بصمة في عقولنا ،وتربض في ذاكرتنا .بكممات أخرى ،أن
قابمية استدعاء الصورة يكمن في سطوتيا ،في خمق انطباع بصري يوقظ شيئاً ما في الشخص الذي
ينظر إلييا ،قد يكون إحساساً بالخطر ،أو إحساساً بالحنان والرقّة .وبالطبع ،فالبد أن تبعث الصورة رد
الفعل العاطفي بداخميا الذي يتممَّكنا ويدفع بنا لمتفكير".
()9
الوظيفة االقناعية
47
وظيفة طباعية-إخراجية
48
وظيفة جمالية
وظيفة تعبيرية
وىي التي تقوم بيا الصورة كرسالة اتصالية تسمح ليا بتمرير ما
المشاىد الذي
تريد من مواقف ومشاعر وتفاعل مع الجميور القارئ أو ُ
يتعامل معيا .ىذه القدرة االتصالية والتمميحية واإليحائية لمصورة تمارسيا
ىذه األخيرة من خالل مختمف اإلشارات والرموز والدالالت غير المفظية،
وأحياناً المفظية في حالة المادة السمعية البصرية ،التي تشكل مفردات
لغة الصورة .وعمى اعتبار ،أن الصورة ىي العنصر األكثر غ ازرة إلنتاج
49
المعنى ،فإن الداللة البصرية أسيمت في توصيل المعنى لممشاىد مباشرة .ألن "الصورة ىي في الدرجة
األولى ،وسيمة إعادة عرض لكل ما تم تسجيمو أمام الكاميرا ،وما ىو قابل لإلدراك بصرياً"(.)10
الوظيفة النقدية
يمكن لمصورة التي نجحت بتحجيم الكممة ،أن تقوم أيضاً بوظائف أخرى مثل:
50
الخالصة
لكل صورة سبب لوجودىا ،ولذلك فكل صورة تؤدي وظيفة معينة تبعاً لسبب الوجود أو وظيفة مستوحاة
من وجود الصورة .ففي التمفزيون والسينما ،البد من وجود الصورة المتحركة ألنيا عماد المادة السمعية
البصرية ،أما في الصحافة المطبوعة فاألمر مختمف حيث أن الصورة الفوتوغرافية أو الثابتة مرتبطة
بالمادة المطبوعة (خبر ،مقال ,تحقيق صحفي ،)...فإن خدمت وأغنت مضمون ىذه المادة المطبوعة
فيذا سبب لنشرىا وبالتالي سبب وجودىا ىنا وان لم تقم بذلك فال معنى لنشرىا وبالتالي ال وظيفة ليا في
ىذا المطبوع.
51
تمارين
.1عممية اجتماعية
.2إرسال إشارات ورموز
.3إرسال واستقبال إشارات ورموز
.4عممية لغوية
ثالثاً .يجب النظر إلى االتصال البشري من خالل عدة مناظير منها:
52
رابعاً .لمصورة مجموعة وظائف ال بد أن تحقق كل صورة منها واحدة أو أكثر:
.1وظيفة تدريسية
.2وظيفة سيكولوجية
.3وظيفة (طباعية -إخراجية)
.4كل ما سبق صحيح
.1فيمم ارشادي
.2فيمم عممي
.3فيمم تعميمي
.4فيمم اجتماعي
53
.4اإلجابتان 1و 3صحيحتان
ثامناً .صور تهدف إلى شرح وتوضيح المعمومات والبيانات الضرورية لتحصيل واكتساب التقنيات
والمهارات:
54
المراجع
( -)1ريجيس دوبري ،حياة الصورة وموتها ،ترجمة فريد الزاىي ،الدار البيضاء ،أفريقيا الشرق،2002 ،
ص 10
( -)2شاكر عبد الحميد ،عصر الصورة -اإليجابيات والسمبيات ،عالم المعرفة – المجمس الوطني
لمثقافة والفنون الكويت ،واآلداب ،العام ،2005ص .36
( -)3فؤاد إبراىيم ،ثقافة الصورة..التحدي واالستجابة ،وعي الصورة..صورة الوعي ،مؤتمر فيالدلفيا
عمان 26-24 ،نيسان (إبريل)2007.
الدولي الثاني عشر( ثقافة الصورة) ،األردنّ ،
( -)4المرجع السابق.
( -)5المرجع السابق.
( -)6جيل دولوز ,الصورة الحركة أو فمسفة الصورة ,المؤسسة العامة لمسينما ,ترجمة ،حسن عودة,
دمشق ,الفن السابع ،1997 ,17ص .88
( -)7محمود عمم الدين ,الصورة الفوتوغرافية في مجال اإلعالم ,الييئة المصرية العامة لمكتاب ,القاىرة,
،1981ص .61
( -)8أحمد بدر،عصر الصورة ،دار قباء ،القاىرة ،2000 ،صفحة .39
( -)9فؤاد إبراىيم ،ثقافة الصورة..التحدي واالستجابة ،وعي الصورة..صورة الوعي ،مرجع سابق.
( -)10قيس الزبيدي ،مونوغرافيات في تاريخ ونظرية صورة الفيمم ،المؤسسة العامة لمسينما ،دمشق،
،2010ص .166
55
الصورة الصحفية الوحدة التعميمية الرابعة
56
كيصمح ىذا النكع مف الصكر لتقارير الشخصيات كالمقابالت كمقاالت الرأم كغيرىا( .أنظر الصكر رقـ
5ك)6
كىي الرسكـ المرافقة ؿلمكاد الصحفية المنشكرة كالتي يجب أف تساعد عمى إيضاح المعمكمات
المتضمنة في ىذه المكاد كتسيّؿ عممية فيميا كاستيعابيا مف قبؿ القارئ ،مثؿ الخرائط كالرسكـ البيانية
كاألشكاؿ البيانية.
تعمد الصحؼ (كحاليان التمفزيكف كالمكاقع اإللكتركنية) إلى استخداـ الرسكـ التكضيحية إلضفاء قدر
مف الحيكية كالجاذبية عمى المكاد الصحفية الجادة كاألخبار كالتحميالت السياسية كاالقتصادية كالعسكرية.
ككؿ ذلؾ كي تتمكف الصحؼ مف أداء رسالتيا الـ تمثمة في كصكؿ مكادىا الصحفية إلى عمكـ القراء
بأبسط كأكضح الكسائؿ.
57
إضاف ًة إلى ما تقدم ،يمكن أن تؤدي الرسوم التوضيحية عدة ميام منيا:
– 1التدخؿ في الصكرة اؿفكتكغرافية ال لمتعديؿ أك التحريؼ كلكف لكضع آثار تكضيحية مثؿ اؿسياـ أك
اإلشارات أك الكممات كالعبارات التي تدؿ عمى أحداث أك مكاقع أك تشير إلى أشخاص أك مجتمعات
كذلؾ بيدؼ تكضيح المعاني المتضمنة في الصكرة.
- 2تكضيح ما ال تستطيع الصكرة اؿفكتكغرافية عرضو أك ما تعجز الصكرة عف تكضيحو ،حيث يقكـ
الرساـ أك مصمـ الصفحة في حاالت المعارؾ كاالقتتاؿ مثالن باستخداـ الرسكـ التكضيحية لمداللة
عمى مكاقع تمركز الجنكد أك مخازف األسمحة أك مخابئ اؿصكاريخ...الخ.
- 3التعكيض عف الصكرة اؿفكتكغرافية في حاؿ كاف مف المتعذر التصكير أك الحصكؿ عمى الصكر
58
الصور الفوتوغرافية
كىي الصكر التي يتـ التقاطيا كصنعيا بطريقة آلية تمامان باستخداـ آالت التصكير المعركفة بالكاميرات
كبمساعدة آالت خاصة بالطبع كالتحميض.
"أشارت نتائج األبحاث أف % 75مف قراء الصحؼ يالحظكف الصكرة كأكثر مف % 50يالحظكف
العناكيف الرئيسية ,كأف % 29يمفت نظرىـ تعميقات الصكر بينما ال تمفت المادة التحريرية سكل انتباه 25
%مف القراء ,مما يعني أف الصكرة ىي أفضؿ كسيمة لجذب انتباه القراء حيث يتطمع القارئ دائما إلى
اإلثارة كالتشكيؽ في الصكر الصحفية فيشاىدىا أكالن ,ثـ يشرع في اإللماـ بالتفاصيؿ ,كما أف الصكر
المصاحبة لألخبار تعزز كتقكم مستكل تذكر مكضكعات األخبار .كقد أدل تطكر استخداـ الصكر
الصحفية إلى الكصكؿ إلى عصر الصحافة المصكرة التي تعتمد أساسا عمى الصكرة الصحفية ,كتعطي
أكلكية كبيرة لممصكريف الذيف يشكمكف غالبية محررييا ,كىكذا أصبحت عدسة المصكر تسبؽ قمـ المحرر
في الصحؼ المصكرة "(.)1
59
"فميس غريبان أف تنشأ مجالت إخبارية جديدة تعتمد عمى الفف الصحفي المصكر مثؿ مجمة تايـ سنة
()2
،1923كمجمة نيكزكيؾ سنة ،1933كمجمة اليؼ سنة ،1936كمجمة لكؾ سنة ".1937
"غالبان ما تككف الصكرة ىي أىـ عنصر تيبكغرافي في الجريدة بأكمميا ,فبكسعيا أف تعطي
المضمكف أك اليدؼ اإلخبارم بسرعة أكبر كبكضكح أفضؿ مف التعبير المفظي ,كأف تظير في كثير مف
األحكاؿ لحظة خاصة مف كقائع األنباء بشكؿ مرئي كمفصؿ كمستفيض ,كباإلضافة إلى بعض النكاحي
الفنية كالحركة كالحيكية كالكضكح كالقابمية لمطبع ,فإف المعايير التي تبني عمييا اختيار الصكر دكف
غيرىا ىي نفس معايير اختيار األخبار لمنشر ,كىي المعايير التي يعتمد عمييا في المقارنة كتقدير
األىمية النسبية ,كتقرير الصالحية لمنشر ,كتحديد مكاف النشر عمى صفحات الصحؼ كبالتالي تتحكـ في
المعرفة التي تصؿ إلى الجميكر عف األحداث المختمفة.
كتتمثؿ محاكلة فيـ طبيعة معايير االنتقاء أىمية كبيرة لمدراسات اإلعالمية ,سكاء مف حيث الكشؼ
عف الخطكط العامة لنظاـ إعالمي معيف كأسمكب أدائو ,كمحددات النشر فيو كعالقتو بمؤسسات
المجتمع ,كالعكامؿ المؤثرة في تقميؿ المضمكف اإلعالمي ,كتمثؿ الصكرة اإلخبارية بأىميتيا ككظائفيا
محك ار تمتقي عنده اىتمامات الجميكر كالمصكريف كالمخرجيف ,حيث يرل المتخصصكف أف التصكير
الصحفي بقدرتو عمى الكشؼ عف التفصيالت الدقيقة في الحدث ,كثي ار ما يتفكؽ عمى مشاىدة الحدث
الكاقع فعال .كما عيكف القراء في العصر الحديث إال تمؾ العدسات المركبة في آالت التصكير التي
يكجييا المصكركف الصحفيكف كؿ يكـ اللتقاط األخبار كتسجيؿ األنباء ,كعرضيا عمى القراء في أسرع
كقت كبأدؽ التفاصيؿ.
كما تعد الصكرة بالنسبة لممخرج كسيمة إلضفاء قيمة الحركة كالتنكع عمى الصفحة كينبغي أف يككف
استخداميا ىدؼ صحفي فكظفتيا ليست زخرفيو ,كانما لتكضيح األخبار التي تصاحبيا ,أك أف تككف جزءا
مف المكضكع المصكر .كبالتالي فإف االستخداـ الناجح لمصكر اإلخبارية يتطمب العناية بكيفية معالجتيا
مف جانب المصكريف كالمخرجيف بما يساعد القراء عمى مكاصمة القراءة عبر ما تقدمو ليـ مف إيضاحات
حكؿ المشاىد الماثمة أماميـ ,حتى يستطيعكا استيضاح الرسالة الصحفية مف خالؿ الفيـ الكامؿ لما
()3
تحتكم عميو مف فنكف كصكر".
60
"الصكر اإلخبارية بما تممكو مف مزايا كما تؤديو مف كظائؼ تجعميا في محكر اىتمامات الجميكر
كالمصكريف كالمخرجيف ,حيث يتابعيا الجميكر إلشباع حاجتو إلى رؤية كمعرفة ما يدكر في العالـ مف
أحداث ,كيسعى إلييا المصكركف لتسجيؿ الكقائع التي تيـ الجميكر ,كالتي قد تمثؿ سبقان أك انفرادان
()4
صحفيان ,كيعمؿ المخرجكف عمى إبرازىا مف أجؿ جذب اىتمامات الجميكر".
كىي الصكر التي تقدـ الشخصيات ذات العالقة بالمضاميف التحريرية المنشكرة كتعبر عنيا ،أم
أنيا تمثؿ شخصيات محاكر المكضكعات المنشكرة .كقد تقدـ الصكر أكثر مف شخصية ذات عالقة بيذه
المضاميف .كتتميز غالباَ بصغر أحجاميا قياسان لمصكر اإلخبارية أك صكر المكضكعات .تتناكؿ ىذه
الصكر مالمح الشخصيات الميمة كغير الميمة ،غير أف ىذه الشخصيات يجب أف تتمتع بالحركة
كاالنفعاؿ كالحضكر.
يمكف أف تنشر الصحيفة ىذا النكع مف الصكر عمى عمكد كاحد أك عمى نصؼ عمكد عندما تبدك
أصغر .لكف في حاالت معينة تبالغ الصحيفة بإعطاء الصكرة مساحةن أكبر لتشغؿ أكثر مف عمكد في
المكضكعات الميمة أك الكبيرة مثؿ األحاديث كالتحقيقات الصحفية.
ظيكر شخصية الحاكـ أك الرئيس أك القائد مثالن في الصكرة الصحفية ىك غالبان تعبير عف قيمة
سياسية أك إنسانية أك عف حزب أك جماعة أك تيار معيف .كمثؿ ىذا الظيكر في كسائؿ اإلعالـ ىك بحد
ذاتو رسالة إعالمية ميمة حاممة ألفكار كمضاميف ىادفة .فال غرابة أف يتكرر ظيكر ىذا النكع مف
الشخصيات( .أنظر الصكر رقـ 12ك 12/ Bك 13ك)14
61
ج .صور الموضوعات:
كىي الصكر التي تسعى إلى نقؿ أك تقديـ صكر عف تفاصيؿ ألحداث أك كقائع حكؿ النشاط
اإلنساني أقؿ سرعةن مف الصكر اإلخبارية .كيمكف تأجيؿ صكر المكضكعات يكمان أك بضعة أياـ أك شي انر
كما يرتئي المحرر أك المصكر بحيث تُنشر في أم كقت مع المكضكع الخاص بيا ألنيا ال ترتبط بتكقيت
كاقعة معينة أك حدث إخبارم طارئ ،بخالؼ الصكر اإلخبارية التي تتسـ بخاصية الجدية أك اآلنية
كالحالية( .أنظر الصكر رقـ 15ك)16
62
الصحفية أك الثابتة كالمتحركة أك التمفزيكنية كالسينمائية ،ألىميتيا في عصرنا الراىف كفي التخصصات
األكاديمية).
كؿ أنكاع الصكر تحمؿ في طياتيا معاني كمقاصد دعائية مباشرة كغير مباشرة ،لكف ىذا النكع
يتميز بمقصده الدعائي الكاضح كالمباشر .تكتسب ىذه الصكر أىميتيا مف تراكميا عمى المدل البعيد،
فيي أداة ميمة في تككيف الصكرة الذىنية أك النمطية عف األشخاص كاألشياء مثؿ المنظمات كالمنشآت.
كىي مف أعقد أنكاع الصكر حيث تحتاج في التقاطيا كعرضيا عمى مصكر كمصمـ قادريف عمى تكفير
كؿ العناصر كالمستمزمات التي تستطيع القياـ بدكر في المجاؿ الدعائي ككؿ.
"الحقائؽ تؤكد أف البصر يمعب دك انر رئيسيان في عممية اإلدراؾ حيث يمد اإلنساف بكمية غير
محدكدة مف المعمكمات عف البيئة المحيطة بو كلذلؾ يعتبره الكثيركف الحاسة المييمنة عند اإلنساف ،حيث
يميؿ اإلنساف غالبان إلى تصديؽ ما يراه إذا ما تعارضت المعمكمات الحسية ،كلذلؾ فقد تزايدت مكانة
الصكرة الصحفية كأداة إعالمية ألسباب عديدة أكدتيا األبحاث التي أشارت إلى أف % 75مف قراء
63
الصحؼ يالحظكف الصكرة ،كأكثر مف % 50يالحظكف العناكيف الرئيسية كأف % 29يمفت نظرىـ
تعميقات الصكر بينما ال تمفت المادة التحريرية سكل انتباه % 25مف القراء مما يعني أف الصكرة ىي
أفضؿ كسيمة لجذب انتباه القراء ،كىك ما جعؿ المسئكليف في الصحؼ ال ينظركف إلى الصكر باعتبارىا
مجرد عنصر إلضفاء الجاذبية عمى الصفحات ،كإنما لمساعدة القراء عمى فيـ المكضكعات كحثيـ عمى
قراءة أكثر عمقان بتقديـ معمكمات مصكرة كاضحة بتأثير درامي يكفر إحساسان بالقرب كيقدـ دعكة لمقارئ
كي يأخذ مكانو في الحدث كيزيد مف معناىا الذم تكتسبو أيضا مف خالؿ عالقتيا باألطر التي تكضع
بيا كالتي تشتمؿ خمفيات كجذكر المكضكعات كاستخداـ الصكر في أداء مياـ خاصة ،كالمساحات
المخصصة ليا ككيفية إبرازىا كعالقتيا بالنصكص التحريرية كعالقتيا بالعناصر الصحفية األخرل التي
()5
تسيـ في تشكيؿ كتحديد المفاىيـ اإليديكلكجية لمصحيفة".
"كتعد الصكر الصحفية مف الرمكز االتصالية األساسية التي تعتمد عمييا الصحؼ في صياغة
رسائميا التي تتفؽ كخصائص الجميكر المتمقيف ،فيي ال تعتمد فقط عمى الرمكز المفظية كلكنيا تعتمد
أيضان عمى رمكز أخرل غير لفظية لتأكيد المعاني كاألفكار التي تعكسيا الرمكز المفظية ،أك تنفرد بنقؿ
معاف كأفكار أك معاف مستقمة كرسائؿ خاصة بيا ،ال يقؼ دكرىا عند كظيفة جذب انتباه القارئ أك إثارة
اىتمامو كلكف يتـ قراءة الرمكز التي تتككف منيا الصكرة كما تحممو مف أفكار أك معاف أك ما يجسد أبعادان
()6
مضافة أك يركز عمى شخصيات ككقائع معينة كغيرىا مف الكظائؼ االتصالية".
"أدت التطكرات التكنكلكجية المتتابعة في صناعة كسائؿ اإلعالـ إلى الدخكؿ في عصر جديد يتميز
بتدفؽ إخبارم متالحؽ في مختمؼ أنحاء العالـ كقد اتخذت الصكرة الصحفية في ىذا المجاؿ مكانان متمي انز
في نقؿ ما يدكر مف أحداث لما تتميز بو مف قدرة فائقة عمى نقؿ المعاني كالتعبيرات كالمشاعر بأسمكب
تعبر عنو الكممات.
يصعب أف ّ
كقد أدل ىذا التطكر في عصر الصحافة المصكرة إلى تنامي الحكار حكؿ المعايير التي تحكـ
انتقاء الصكرة الصحفية كتكظيفيا كتحديد أكلكيات النشر كمكقعيا في الصفحة كغيرىا مف المعايير التي
أصبحت تنعكس بالتالي عمى كـ المعمكمات كاألخبار كقيمتيا.
64
( )...الصكرة الصحفية بما تممكو مف مزايا متعددة تجعميا محك انر الىتماـ العديد مف أطراؼ العممية
الصحفية يتمقاىا الجميكر لتمبي احتياجاتو في معرفة ما يدكر مف أحداث في العالـ بعد أف يتسابؽ إلى
التقاطيا المصكركف سعيان كراء انفراد صحفي أك تغطية صحفية أكثر حيكية كيسعى المخرجكف مف
()7
خالليا إلضفاء مزيد مف الجاذبية عمى صفحاتيـ كلمتعبير عف سياسات الصحؼ كاتجاىاتيا.
مف الميـ كالمفيد معرفة اؿمعايير كالضكابط التي تدفع الصحيفة كالقائـ باالتصاؿ إلى اختيار صكرة
صحفية دكف غيرىا كتكظيفيا كاستخداميا كما يحكـ ىذا االختيار كاالستخداـ مف أبعاد تقنية كفنية
م.
كأخالقية كقانكفة
"تشير دراسة جاف سنجر J. Singerإلى أف رؤية الصحفييف لدكرىـ ال تقتصر عمى جمع
المعمكمات كنشرىا بؿ تتعداه إلى صياغة الكجداف كالفكر كصنع التغيير ،كمف ىنا تبدك الحاجة إلى
صحافة إبداعية تعتمد عمى المصداقية كادراؾ الدكر الذم ينبغي القياـ بو (J. 1997: 2-18
،)Singerكيرل الباحثكف أف ىناؾ تأثيرات خارجية عديدة تؤثر عمى ىذا الدكر الذم ينبغي أف تقكـ بو
المؤسسات الصحفية تتمثؿ في التأثيرات الحككمية بمستكياتيا المتعددة كتأثيرات النظاـ التشريعي
كالقضائي عمى طريقة اختيار المضمكف الصحفي كتأثير المساىميف في ىذه المؤسسات .ككذلؾ تأثير
()8
القيـ كالتقاليد كالممارسات التي تشكؿ الصحفي اجتماعيا".
عمكمانُ ،يظ ِير القائـ باالتصاؿ التزامو بسياسات المؤسسة الصحفية مف خالؿ ما يقكـ بو سكاء
بالحذؼ أـ التعديؿ أـ اإلضافة بما يؤكد كجكد التحيز في انتقاء الصكر الصحفية لخدمة أىداؼ
كسياسات المؤسسة .وفيما يمي أبرز معايير انتقاء الصورة الصحفية:
-1يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بكجكد إطار إيديكلكجي -سياسي كفكرم يحكـ اختيار الصكرة
الصحفية.
65
-2يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بكجكد االتجاىات المختمفة الداعمة أك غير الداعمة لمسياسة كاالقتصاد
كالثقافة في المجتمع.
-3يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بالعكامؿ الخارجية في البيئة المحيطة أك السياؽ االجتماعي.
-4يتأثر انتقاء الصكر الصحفية أيضان بالقكل المؤثرة في المؤسسات الصحفية ،مثؿ العالقة بيف
الخصائص الشخصية لمقائـ باالتصاؿ (المصكر أك رئيس التحرير...الخ) سكاء العامة مثؿ الدخؿ
كالطبقة كالنكع كالمستكل الثقافي كالتعميمي ،أـ خصائص مكضكعية فكرية أك عقائدية كالمحتكل
الذم يقكـ القائـ باالتصاؿ بإعداده.
-5يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بالممارسات التقميدية كاإلحساس الذاتي عف اإلعداد كالنشر كىذا ما
يسمى عممية التنشئة داخؿ الجماعة التي تؤثر في القائـ باالتصاؿ.
-6يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بحراس بكابة اختيار الصكر الصحفية ،كىـ مف العناصر الفاعمة في
نظاـ المؤسسة الصحفية ،كالذيف يصعب أف يككنكا مكضكعييف في عممية االنتقاء ألنيـ ليسكا أفرادان
كانما ىـ جزء مف مجمكعة مف أصحاب القرار في اختيار الصكر في المؤسسات الصحفية.
-7يتأثر انتقاء الصكر الصحفية بالضغكط السياسية كاالجتماعية كالدينية كالرقابية كالضغكط االقتصادية
مما يؤثر في نياية المطاؼ عمى محتكل الرسائؿ ،في النصكص كما في الصكر.
-8تتأثر عممية اختيار الصكر الصحفية بتكقعات القائـ باالتصاؿ مف جميكر المتمقيف كتصكراتو عف
العالقة بيف خصائص ىذا الجميكر كأنماط السمكؾ المستيدفة ،كىذه التكقعات كالتصكرات تؤثر
أيضان ككثي انر في انتقاءه ألنكاع الصكر كمحتكياتيا كأشكاليا.
-9تتأثر عممية اختيار الصكر الصحفية بمدل انتماء القائـ باالتصاؿ إلى الجماعات المرجعية التي
تعتبر عنص ار ميمان كمحركان مف محركات الشخصية فيك يؤثر في أسمكب التفكير أك طريقة التفاعؿ
مع العالـ كالبيئة المحيطة بالفرد.
-10تتأثر عممية اختيار الصكر الصحفية بمختمؼ التأثيرات المجتمعية كخاصةن تمؾ التي فرضتيا
التطكرات التكنكلكجية المتسارعة.
66
-11تتأثر عممية اختيار الصكر الصحفية بالرغبة في اختيار األفضؿ مف جانب العامميف في
أداء اتصاليان
المؤسسات الصحفية ،فمـ تعد الصكر الصحفية مجرد عمؿ ميني كانما أصبحت ن
بامتياز.
-12تتأثر عممية انتقاء الصكر الصحفية باإلجراءات اإلدارية كالتنظيمية مثؿ تأثيرات مجالس كادارة
التحرير كالتأثيرات الفنية كالتقنية ،كعامؿ الكقت ،كالمتابعة اإلخبارية مما يؤثر عمى صياغة كتشكيؿ
القيـ اإلخبارية كترتيبيا في مؤسسة ما ،كالتي قد تتعارض مع ما يحدث في العالـ الخارجي أك مع
تكقعات الجميكر.
-13يتأثر اختيار الصكر الصحفية أيضان بالعالقة بمصادر الصكر كالمعمكمات كاف كاف مف غير السيؿ
كضع ضكابط أك محددات خاصة لمعالقات بيف القائـ بانتقاء الصكر كمصادرىا.
تضمف ىذه المعايير الشركط الكاجب تكفرىا في الصكرة كي تككف صالحة لمنشر دكف ضعؼ تقني أك
ميني أك مخالفات قانكنية:
أف تتمتع الصكرة بدرجة عالية مف الكضكح كالدقة ،كأف تخمك مف العيكب المادية كالتآكؿ كاإلىتراء
كالخدكش...الخ ،كأف تتميز بالتبايف بيف ظالليا ،كأف يككف سطح الصكرة المعان نسبيان لعكس الضكء
بشكؿ ٍ
كاؼ .كبما أف نسخة الصكرة المطبكعة ليست مساكية لألصؿ في اإلتقاف ،لذلؾ يجب تجنب إعادة
تصكير النسخ األصمية لمصكرة المرشحة لمنشر ألف ذلؾ يضعفيا فنيان.
كعميو يجب أف تتمتع الصكرة بالحركة كالكضكح كالحيكية كأف تككف قابمة تقنيان لمطبع ،فال يمكف إتماـ
عمميات التصكير كالحفر كما ينبغي دكف أف تككف تفاصيؿ األصؿ كاضحة كدقيقة.
67
-2من حيث شكل الصورة:
شكؿ الصكرة ىي المساحة التي تأطرىا الحكاؼ الخارجية لمصكرة كيككف لممخرج الصحفي دك انر
كبي انر في تحديده .كبما أف لشكؿ الصكرة دك انر كبي انر في زيادة إمكانية جذب انتباه كاىتماـ القارئ – المتمقي
كتحفيزه عمى اقتناء أك قراءة الصحيفة ،لذلؾ يتفنف المخرجكف كالناشركف في تحديد شكؿ الصكرة.
إف "عممية التكبير تفسد الصكرة كتعطي نتائج رديئة فيجب تجنبيا بقدر اإلمكاف ،أما عممية
التصغير فيي عمى العكس مف ذلؾ تعطي نتائج طيبة .كمعظـ الصكر التي ترد إلى الصحؼ تككف
كبيرة الحجـ مصقكلة السطح كاضحة المعالـ كالتفاصيؿ متباينة الظالؿ لكي تصمح لمطبع .كالقاعدة
()9
المتبعة عادة ىي أف تككف الصكرة كبيرة كاضحة المعالـ كالتفاصيؿ ثـ تصغر إلى المساحة المطمكبة".
مضمكنيا .كىذا يتطمب الحفاظ عمى الجزء الميـ في الصكرة الذم يحمؿ معانييا كمقاصدىا كي يركز
-أف تككف فكرة الصكرة الصحفية جديدة كأصيمة كأف تككف كاضحة كمفيكمة مف بداية النظر إلييا.
معدة مسبقان. -أف تتمتع الصكرة بالبساطة كالتلقائية بحيث ال تُ ِ
شعر القارئ بأف الصكرة ّ
-أف تتناغـ الصكرة مع مضمكف المادة الصحفية المنشكرة مف حيث اؿتككيف كالتكقيت كاالتجاه.
-أف تشكؿ الصكرة إضافة بحد ذاتيا لممضمكف التحريرم لممادة الصحفية ال أف تككف تك ار اَر ممجكجان
لما يقدمو مضمكف المادة.
68
- 6من حيث النص أو التعميق المرافق لمصورة:
أف تككف الصكرة مرتبطة ارتباطان كثيقان ككاضحان بالحدث أك المكضكع الذم يدكر حكلو النص
الصحفي المكتكب ،كأف تتكافر فييا صفة اآلنية أك الحالية بالنسبة لممكضكع محكر الحدث.
عرض الصحيفة
مراعاة الناشر لكافة الجكانب األخالقية كالقانكنية كمحظكرات النشر كي ال ُي ِّ
يجب عمى الناشر مثالن تحديد َم ْف
لممساءلة األخالقية أك القانكنية أك الجنائية مف جراء نشر الصكرة .ؼ
صاحب الحؽ في الصكرة؟ كلمف ترجع ممكيتيا؟ كرفض أم تحايؿ أك استنساخ أك قرصنة أك تشكيو أك
تغيير أك تعديؿ معالـ الصكرة األصمية دكف أذف أك تبرير قانكني.
كمف القضايا األخالقيػة كالقانكنية المثارة حكؿ الصكرة الصحفية مراعاة حؽ األفراد في
الخصكصية ،كالتي ينبغي أال يتعدل عمييا المصكر أك الناشر .كأيضان ،التفريؽ بيف حؽ الرأم العاـ في
المعرفة كخصكصية األفراد( .أنظر الصكرة رقـ )21
"مما ال شؾ فيو أف أىـ كسيمة لتحسيف شكؿ الصحؼ كمحتكاىا ىي استخداـ الصكرة الفكتكغرافية
بفعالية أكبر ،فالصكر يمكف أف تجذب القراء إلى الجريدة كتساعد في دعـ مكقؼ الصحيفة في المنافسة
مع التمفزيكف ،ككسائؿ اإلعالـ األخرل التي تتنافس مف أجؿ االستحكاذ عمى كقت القارئ .فالصكر الجيدة
يمكف عف طريقيا تكصيؿ المعمكمات إلى القراء حيث تجذبيـ إلى متكف القصص الخبرية التي تحتكم
69
()10
عمى اتصاؿ قد أصبح أحد القكل البصرية األكلية مف حياتنا ...أصبح ميمان كالكممة المطبكعة تمامان".
ويمكن تناول موضوع الصورة الصحفية واإلخراج الصحفي من حيث الشكل والمضمون:
الشكل:
كبما أف الصكرة كالعنكاف ىما أىـ العناصر الطباعية أك التيبكغرافية في اإلخراج الصحفي ،نجد أف
"الصكرة إما أف تكضع قبؿ المكضكع أك بعده أك إلى جكاره كيمكف أف يأتي العنكاف أعمى الصكرة أك
أدناىا .كعند تعدد الصكر يمكف ترتيبيا طكليا أك أفقيا بشرط أال تكضع كسط المكضكع .كعند نشر
الصكر الصغيرة التي ال يزيد عرضيا عف نصؼ عمكد ،كالتي يككف عرض األسطر المجاكرة ليا عمكد
كنصؼ عمكد أك نصؼ عمكد فقط ،يستحسف أف تعرض بالتبادؿ ،فإذا كانت الصكرة عمى يميف العمكد
كالكالـ إلى يسارىا ،فيجب أف تككف الصكرة التالية إلى اليسار كالكالـ إلى يمينيا كىكذا.
كلكؿ صكرة شرح أك بياف ينشر معيا بالكممات – captionكما ذكرنا آنفان -التي قد تأتي فكؽ
الصكرة أك تحتيا أك إلى جكارىا ،أك أنيا قد تحفر مع الصكرة نفسيا ،كالكممات المصاحبة لمصكرة تككف
عادة أكبر أك أثقؿ مف حركؼ المتف .كيراعى عادة كضع الصكرة في النصؼ األعمى مف الصفحة ألنيا
أكثر لفتا لألنظار مف العناكيف ،كال بأس مف نشر الصكر في أسفؿ الصفحة بحيث ال تطغم عمى
النصؼ العمكم"(.)11
كبما أف الصكرة تساىـ في إحداث التكازف عبر الصفحة مع العناصر الطباعية األخرل كالعناكيف
مما يساعد عمى تثبيت أركاف الصفحة ،لذلؾ يجب:
◄ أال تطغى الصكرة بثقميا التيبكغرافي عمى بقية العناصر األخرل مثؿ العناكيف كالفكاصؿ البيضاء،
كالخطكط ،كي ال تستأثر الصكرة باىتماـ الؽارئ لذاتيا دكف خدمة اؿمادة الصحفية الـ رتبطة بيا.
70
◄ استخداـ عدة صكر فقط ،أم ثالث أك أربع صكر كبيرة كعدـ المجكء إلى أكثر مف ذلؾ ،مع
التركيز عمى صكرة كاحدة يمكف أف تييمف عمى بقية الصكر كتككف مكضكعة في الجزء األىـ
مف الصفحة ،كىك القسـ العمكم اليـ يني بالنسبة ؿلصحؼ المنشكرة بالمغة العربية.
المضمون:
نشير إلى بعض المزايا التي تتمتع بيا الصكرة كتمنحيا األىمية مف ناحية المضمكف كعالقة ذلؾ
بمكضكع اإلخراج الصحفي:
-1تستكقؼ القيـ الجمالية المكجكدة في الصكرة نظر القارئ مما يثير فيو اإلحساس بالبيجة ،الشيء
الذم يساىـ في تقريب المضاميف المنشكرة إلى نفسو كبالتالي إمكانية التأثر بيا.
-2تستطيع الصكر أف تضفي العديد مف المعاني لممادة الصحفية المنشكرة مما يمكف أف ي ِ
كسبيا ُ
مصداقية أكبر مف خالؿ قدرتيا عمى التفاعؿ مع الكممات المعبرة عف الكاقع الذم ييـ القارئ تفيـ ق
كاستيعابو.
-3يمكف لمصكرة أف تقدـ معمكمات كأفكار ميمة كمتعددة في حيز صغير كبذلؾ تقمؿ الجيد المطمكب
بذلو مف القارئ لإلحاطة بالمكاد المنشكرة.
-4لدل الصكرة القدرة عمى تخزيف كتثبيت المعمكمات في ذاكرة القارئ مما يجعميا أكثر قربان مف الذىف
نسبةن إلى غيرىا مف المكاد أك النصكص غير المصكرة.
وباختصار فإن عمى المخرج الصحفي أن يحقق قاعدتين أساسيتين عند استخدامو لمصورة وه ما:
71
الصكرة رقـ ()1
رسـ كاريكاتير عف مكقع:
http://www.almstba.com/vb/t55850.html
72
الصكرة رقـ ()2
رسـ كاريكاتير عف مكقع:
http://www.almstba.com/vb/t55850.html
73
الصكرة رقـ ()4
رسـ كاريكاتير عف مكقع:
http://www.trteb.com/ar
74
الصكرة رقـ ()6
رسكـ يدكية لبعض الممثميف المشاىير,عف مكقع:
arabic.news.cn
75
http://www.123esaaf.com/Atlas%20Main%20Page.html
76
الصكرة رقـ ()9
رسـ تكضيحي لحركة األسيـ
77
الصكرة رقـ ()11
صكرة إخبارية
صكرة لطفؿ صيني قُتِؿ في زلزاؿ تعرضت لو مدينتو بينما كاف في مدرستو ،أخرجكه مف تحت األنقاض
ماسكان بقممو.
78
الصكرة رقـ ()12/ B
صكرة شخصية لمرئيس األمريكي باراؾ أكباما
( - )13صور شخصيات زعماء من الصغر حتى الكبر ،عمى الرابط/http://mz-mz.net/8890 :
79
الصكرة رقـ ()15
صكرة مكضكعات -صراع طفمة لمكصكؿ إلى معسكر اإلطعاـ في إفريقيا
ىذه الصكرة تعد مف أشير الصكر العالمية التي صكرت المأساة الحقيقية التي يعيشيا سكاف جنكب
إفريقيا ,المصكر ىككيفيف كارتر نالت ىذه الصكرة جائزة بكليتزر كأفضؿ صكرة التقطت لعاـ 1994في
مجاعة السكداف.
ىذه الصكرة تصكر نضاؿ فتاة صغيرة لمحياة كالكصكؿ إلى مخيـ لإلطعاـ أقامتو األمـ المتحدة
مكجكد عمى بعد عدة كيمكمترات ,كما يظير في الصكرة نسر ينتظر نياية ىذه الفتاة لينقض عمى جثتيا
كيغذم نفسو.
ىذه الصكرة تتكمـ عف نفسيا بنفسيا ىي تصكر نقائض الحياة كالمكت كالنضاؿ مف أجؿ الحياة.
شكمت الصكرة صدمة لمعالـ كلـ يعرؼ أحد مصير ىذه الطفمة إف كانت قد نجحت في النجاة أـ ال حتى
فك ِجدت عمى قيد الحياة.
كقت قريب حيث نشرت النيكيكرؾ تايمز الخبر كأرسمت مبعكثيف لمبحث عنيا ُ
ىذا شكؿ نقيضان آخر حيث ترؾ المصكر مكاف التصكير فكر التقاط الصكرة كجمس لساعات تحت
شجرة يدخف كيبكي كبعد ذلؾ بثالثة أشير كجد منتح انر بالسـ في مكقع قريب مف المكاف فالمصكر انتحر
كنجت الفتاة كلـ يتسف لممصكر كيفيف استالـ جائزتو العالمية فاستمميا كالده الذم تكمـ بصكرة مؤثرة
كاصفان كلده بالمبدع ككيؼ اختار إنياء حياتو عندما لـ يستطع أف يساعد كلكنو ترؾ كراءه ىذا األثر
الكبير كالذم ىز ضمير العالـ.
80
الصكرة رقـ ()16
صكرة مكضكعات -قنبمة ىيركشيما 6آب 1945
الصكرة تعتبر كثيقة رسمية لمكارثة التي ىزت العالـ سنة 1945كالتي راحت ضحيتيا مدينة بكامميا ىي
مدينة ىيركشيما اليابانية .يقاؿ أف التكقيت العالمي لمكارثة كاف الساعة 10ك 10دقائؽ صباحان كقد
جمدت الساعات عمى ىذا التكقيت احتجاجان عمى اليمجية األمريكية.
81
الصكرة رقـ ()18
صكر جمالية -عف مكقع:
http://www.fazza3.com/vb
82
الصكرة رقـ ()20
83
نشرت المجالت قبؿ فترة صكرة لمرئيس الفرنسي نيككالس سارككزم كىك عمى متف قارب في ثياب البحر،
لكف الصكرة كانت تنقصيا بعض التفاصيؿ .كفي أكائؿ الشير الحالي أعادت مجمة "بارم ماتش" نشر
الصكرة مع تفاصيؿ أضيفت عمييا بممسات رقمية أدت إلى تشكيييا .غير أف المجمة زعمت بعد ذلؾ
عمى سبيؿ التكضيح أف مكقع القارب الذم كاف فيو الرئيس الفرنسي بالغ مف ىذا التشكيو قبؿ أف تأتي
مجمة "ؿ إكسبريس" لتفضح أف التشكيو حصؿ بسبب التصحيحات الرقمية التي بكلغ فييا أثناء عممية
الطباعة.
(المصدر :خدمة يك أس أيو تكدام -الشرؽ األكسط-27 ،سبتمبر)2007-
84
الخالصة
لكؿ صكرة سبب لكجكدىا ،كلذلؾ فكؿ صكرة تؤدم كظيفة معينة تبعان لسبب الكجكد أك كظيفة مستكحاة
مف كجكد الصكرة .ففي التمفزيكف كالسينما ،البد مف كجكد الصكرة المتحركة ألنيا عماد المادة السمعية
البصرية ،أما في الصحافة المطبكعة فاألمر مختمؼ حيث أف الصكرة الفكتكغرافية أك الثابتة مرتبطة
بالمادة المطبكعة (خبر ،مقاؿ ,تحقيؽ صحفي ،)...فإف خدمت كأغنت مضمكف ىذه المادة المطبكعة
فيذا سبب لنشرىا كبالتالي سبب كجكدىا ىنا كاف لـ تقـ بذلؾ فال معنى لنشرىا كبالتالي ال كظيفة ليا في
ىذا المطبكع.
85
تمارين
ال اً .تقسم الصورة الخطية إلى عدة أنواع بحسب طبيعة كل نوع:
.1الكاريكاتير
.2الصكر اإلخبارية
.3الصكر المكضكعية
.4الصكر اإلعالنية
86
اإلجابة الصحيحة رقم 1
.1الصكر التعبيرية
.2الصكر التكضيحية
.3الكاريكاتير
.4الصكر الدعائية
87
.2صفحاتيا األكلى
.3صفحاتيا اإلخبارية المحمية
.4االجابتاف 2ك 3صحيحتاف
88
المراجع
) -)1السيد بينسي حسف ,معايير انتقاء الصور اإلخبارية ,المجمة المصرية لبحكث الرأم العاـ ,العدد
األكؿ ,يناير /مارس ,2000ص159.
( -)2إبراىيـ إماـ ،دراسات في الفن الصحفي ،مكتبة األنجمك المصرية ،القاىرة ،1972 ،ص292.
( -)3السيد بينسي حسف ,معايير انتقاء الصور اإلخبارية ,مرجع سابؽ ،ص160.
( -)5جكف ؿ .ىاتمنج ،أخالقيات الصحافة ،ترجمة كماؿ عبد الرؤكؼ ،الدار العربية لمنشر كالتكزيع،
القاىرة( ،دت) ،ص.70
( –)6عبد الجبار محمكد عمي ،التصوير الصحفي ،دار المعرفة ،القاىرة ،طبعة أكلى ،ص109.
( -)7محمد عبد الحميد ،السيد بينسي ،تأ يرات الصورة الصحفية ،النظرية كالتطبيؽ ،دارعالـ الكتب،
القاىرة ،ط ،2004 ،1ص .234
( -)8صالح فضؿ ،قراءة الصورة وصورة القراءة ،دار الشركؽ ،القاىرة ،1997 ،ص98.
المباف ،تكنولوجيا النشر الصحفي (اوتجاىات الحدي ة) ،الدار المصرية المبنانية،
( -)10دركيش شريؼ ّ
القاىرة ،ط ،2001 ،1ص .61-60
89
الصورة التمفزيونية الوحدة التعميمية الخامسة
الصورة التمفزيونية :ىي صكر متحركة إطارىا المامة التمفزيكنية ,كاف الصكرة التمفزيكنية" ,ليست
صكرة عمى اإلطالؽ كما يقكؿ بعضيـ بالمعنى الذم تككف عنده الصكرة الفكتكغرافية ىي صكرة؛ كذلؾ
مزيكنية يككف لحظيان كمؤقتان ,فيي تكجد فقط عندما تحضر أمامنا لحظة عرضيا ثـ
ألف كجكد الصكرة التؿف
()1
تختفي بعد ذلؾ".
"بمركر الكقت رسخت قابمية الناس لالتصاؿ بعضيا البعض ،ككاف اختراع الكامي ار كاحدان مف أىـ
خطكات تطكر كسائؿ االتصاؿ ،كعمى مدل 22عامان ،استعمؿ الناس الكامي ار لتسجيؿ الصكر )...(.كلـ
يكف التصكير الفكتكغرافي ىك التطكر الكحيد الذم غير طريقة الناس في تسجيؿ العالـ مف حكليـ ،فمك
نظرنا في تاريخ كسائؿ االتصاؿ ،سنجد أنو في سنة 1877اخترع (إميؿ برلز) الميكركفكف كفي نفس
90
الكقت قدـ (تكماس أديسكف) الفكنكجراؼ ،كبعد عدة سنكات أم في سنة 1893اخترع أديسكف جياز
الصكر الفكتكغرافية الثابتة التي تتحرؾ ،كمف ثـ تـ تطكير قدرة الكامي ار عمى التقاط الصكر المتحركة.
كذلؾ اكتمفت طرؽ جديدة لتطكيع الحركة كالصكت عمى الفيمـ إلنتاج المريط السينمائي .كىكذا مكننا
جياز أديسكف لمصكر المتحركة مف تسجيؿ آالؼ الصكر عمى مريط ضيؽ مف السمكلكيد كاعادة عرضيا
()2
عمى المامة.
ك"في سنة 1906اخترع (لي دينكرست) الصماـ الثالثي كالذم أدل إلى اختراع الراديك ،كمع أف
الراديك أكصؿ األخبار كاألحداث كالتسمية كالتعميـ لممالييف مف الناس في منازليـ؛ إال أنيـ كانكا يريدكف
رؤية األمياء التي يسمعكنيا في الراديك".
()3
"في سنة 1925عمؿ ج .بيرد في إنكمترا ،ك س .جنكيز في أمريكا كفي كقت كاحد تقريبان عمى
اختراع ما يسمى بالتمفزيكف ،كالذم يعتبر ثكرة في عالـ كسائؿ االتصاؿ ،كقد استمدت ىذه التسمية مف
المغة اليكنانية كالالتينية ،فالكممة اليكنانية Teleتعني بعيدان ،كالكممة الالتينية Videreتعني نرل ،إذان
كممة تمفزيكف تعني نرل بعيدان To see farكىك ما يعني أف نصكر الصكرة كالصكت في مكاف ما
كنحمميا في نفس المحظة إلى مكاف آخر.
كىكذا فالصكر كاألصكات تسافر خالؿ اليكاء أك خالؿ األسالؾ ،تمامان بنفس الطريقة التي تسافر
بيا أصكات الراديك".
()4
ككانت بريطانيا أكؿ دكلة تبدأ في البث المنتظـ لمتمفزيكف في عاـ 1936كبعد ثالث سنكات ،أم في عاـ
1939رأل عدد كبير مف األمريكييف التمفزيكف ألكؿ مرة في معرض العالـ بنيكيكرؾ.
في عاـ 1941بدأ البث التجارم لمتمفزيكف في الكاليات المتحدة.
كفي عاـ 1946بدأ استخداـ التمفزيكف الممكف مف خالؿ مبكتي CBSك .NBC
ككاف عاـ 1948ىك عاـ االنطالقة العمالقة لمتمفزيكف في الكاليات المتحدة حيث بدأت مبكتا CBSك
NBCفي تقديـ األخبار كالترفيو بمكؿ منتظـ مف خالؿ التمفزيكف.
كفي عاـ 1956بدأ بث الدراما الحية عمى التمفزيكف كبدأت التغطية المكثفة النتخابات الرئاسة األمريكية.
كاستمر التمفزيكف بالتطكر التقني إلى أف كصؿ إلى التطكر الكبير في أنظمة البث ،البث الفضائي كالبث
عبر الكابؿ كالبث األرضي ،أيضان البث المسجؿ كالبث المبامر.
91
كما كاف الستخداـ األلكاف في التمفزيكف تأثير كبير عمى الجميكر الذم كاف يتزايد باستمرار.
كحاليان ،يتربع التمفزيكف عمى عرش كسائؿ اإلعالـ الجماىيرية بفضؿ التطكر العظيـ الذم ميده في
مجاالت الصكرة البث كاأللكاف كغير ذلؾ.
عممية االتصاؿ ىي نقؿ األفكار كالمعمكمات مف عقؿ مخص إلى عقؿ مخص آخر ،كقد تتخذ ىذه
األفكار كالمعمكمات مكؿ فكرة أك فعؿ أك إحساس أك صكرة أك قصة ،كقد تككف مكتكبة (خطية أك
إلكتركنية) أك منطكقة (مفيية) أك مرسكمة أك حركة راقصة أك أغنية أك محاكاة مخص أخر.
كعميو فالتمفزيكف ليس إحدل كسائؿ االتصاؿ الجماىيرم غير المبامرة (حيث ال يتكاجد المرسؿ
كالمتمقي في مكاف كاحد أثناء عممية االتصاؿ) فحسب ،بؿ إنو وسيمة اتصال جماهيري بامتياز ألنو
ككسيمة سمعية بصرية يقدـ مكاده كمعمكماتو المتنكعة عف طريؽ جميع أمكاؿ ككسائؿ التعبير اآلنفة
الذكر .إضافةن إلى قدرتو عمى االتصاؿ بأعداد كبيرة مف األمخاص في ذات الكقت ،السيما كأف التكمفة
المادية لمرسالة بالنسبة لممخص المتمقي منخفضة جدان.
"يقكؿ( :رينيو كمير) -في كتابو سينما األمس كسينما اليكـ – في الكاقع أف التمفزيكف يتمتع بميزتيف
"الفكرية" أم إمكاف بث حدث ما بثان مبام انر" ،كالمكدة" أم إمكاف تقديـ عرض ،عمى ما يبدك ،لمماىد
كاحد كمف أجمو كحده بينما يراه في الحقيقة مالييف المماىديف المتفرقيف في المحظة ذاتيا .كىكذا نرل أف
قكة التمفزيكف تنحصر في االتصاؿ البصرم المبامر السريع مع المماىد في بيتو ،بؿ أنو يمثؿ ثكرة في
()5
ميداف االتصاؿ البمرم".
"كمف كجية النظر الجمالية ،يحتؿ التمفزيكف مكانان خاصان في منظكمة كسائؿ االتصاؿ الجماىيرم،
فمقد ظير الراديك كلـ يطرح أحد سؤاالن جديان حكؿ كالدة فف جديد ،أما اليكـ فإف الكثير مف المنظريف
()6
يميمكف إلى اعتبار التمفزيكف فنان مستقالن جديدان بؿ إف بعضيـ أطمؽ عميو" الفف الثامف".
92
خصائص التمفزيون كوسيمة اتصال جماهيري
َّ
مكؿ التمفزيكف منذ بثو نقمة نكعية في العمؿ اإلعالمي اإلعالني كعمميو بث الصكرة كمان كنكعان
فالتمفزيكف يمكنو البث 24/24ساعة ،كذلؾ نستطيع تكجييو لكافة فئات المجتمع مف األطفاؿ إلى
المباب إلى األمييف إلى المثقفيف ككبار السف ،كامكانية التأثير فيو كبيرة كخطيرة إذا أُسيء استخدامو
فكما ىك كسيمة تعميـ كتثقيؼ كتكعية فيك أيضان كسيمة لغزك العقكؿ كزرع األنماط.
93
كؿ يكـ عمرات القنكات الجديدة كعمرات
المضاميف الجديدة كالمقمدة كالمحدثة ،كاالبتكار في كؿ
االتجاىات كاف بدا المضمكف السيي كبي انر ككثي انر.
فالتمفزيكف أكثر اختراع تقني نالو النقد كاليجكـ فيما
يخص الصكرة المرسمة مف خاللو.
قكة تكجينا أكثر مما
كالصكرة التمفزيكنيةّ ،
نكجييا ،تؤثر فينا أكثر مما نؤثر فييا ،كىي ال تعممنا
فقط ،كانما تحرضنا .كالتأثير السحرم لمصكرة
التمفزيكنية ،تجعؿ مف كؿ عرض مادة قابمة لمتصديؽ.
مف جانبو ،المماىد يفتش في كؿ القنكات المتاحة
عف تسمية صكرية بديمة ،لقد صار كائنان ُمستعم انر
بالتسمية الصكرية ،كىذا ىك الكىـ الكبير كىـ التسمية
التي يكفرىا الكسيط الساخف ،الذم لف يحد مف تأثيره بالتأكيد إال ما ىك أقكل منو كتحديدان االنترنت.
يمكؿ ثنائي الصكت كالصكرة عنصرم تككيف الصكرة التمفزيكنية ،حيث يتميز التمفزيكف بجمعو بيف
خصائص اإلذاعة كخصائص التمفزيكف كىذه الميزة منحتو تفكقان مبو مطمؽ بيف كسائؿ اإلعالـ
الجماىيرم كقدرةن فريدةن أساسيا اعتماده عمى قكة تأثير الصكت كالصكرة كما تحتكيو مف حركة كألكاف
كتمكيؿ.
كبالتالي الصكرة التمفزيكنية تساعد عمى رسكخ كفيـ محتكل التمفزيكف عف طريؽ الجاذبية البصرية
التي تتمتع بيا كتستخدميا لمد انتباه جميكر التمفزيكف ،فمف المعركؼ أف لغة البصر تجعؿ الصكرة
تصؿ إلى مراكز اإلدراؾ العقمية ،كأف لغة السمع المتمثمة بالصكت تكسع أفؽ ىذه الصكرة كتتكامؿ معيا
في إيصاؿ الرسالة التمفزيكنية إلى الجميكر بمكؿ كاضح كسيؿ.
94
كتأتي الحركة في الصكرة التمفزيكنية مف خالؿ تكرار عرض الصكر الثابتة في التمفزيكف بمعدؿ 25
مرة في الثانية (أم 25صكرة ثابتة) في نظاـ palك 29.9مرة في الثانية في نظاـ NTCكىذا ما
يؤدم إلى ظيكرىا بمكؿ مستمر كمتصؿ فتظير الحركة في الصكرة.
طبيعة التقنية ىذه انعكست عمى طبيعة المكاد التمفزيكنية حيث ارتبطت كؿ صكرة بالصكرة التي
تمييا بتناغـ تقني كفني ممزكجة بالصكت كالحركة كالمكف مما فرض عمى أعماؿ التمفزيكف أف يككف ليا
طبيعة مركبة تحتاج إلى تعاكف اختصاصات مختمفة كمتعددة إلنجاز ميمتيا ،كأم خمؿ في سمسمة ىذا
التركيب ال بد كأف يترؾ آثا انر سمبية عمى العمؿ التمفزيكني.
ففي العمؿ التمفزيكني يعمؿ المصكر كميندس الصكت كميندس اإلضاءة إلى جانب ميندس
الديككر كالقائـ عمى الماكياج كالمختص باألزياء كاإلكسسكارات كغيرىا مف االختصاصات في عممية
تكاممية لممساىمة في فاعمية كنجاح الصكرة التمفزيكنية كبالتالي المنتَج التمفزيكني .كفي ىذه الحالة ال بد
لفريؽ العمؿ التمفزيكني مف معرفة األىداؼ العامة مف البرنامج التمفزيكني الذم يقكـ عمى إنتاجو ،كالبد لو
مف أف يتقف استخداـ األدكات كالتجييزات المكضكعة بيف يديو حتى يضمف النجاح في عممو.
إف أىمية الصكرة التمفزيكنية تكمف في الدكر الذم تمعبو في جذب أعداد كبيرة مف فئات الجميكر
المختمفة لمتمفزيكف ،ىذه الكسيمة اإلعالمية التي تربعت عمى عرش كسائؿ اإلعالـ الجماىيرم دكف منازع
في كثير مف أصقاع األرض.
فالتطكر التقني الذم كاكب كسائؿ اإلعالـ كثكرة االتصاالت كالبث الفضائي كسع دائرة كصكؿ
الصكرة التمفزيكنية ،فانتمرت األطباؽ الالقطة كالنار في اليميـ ،ككسرت الحكاجز الرقابية ،لتفتح المجاؿ
أماـ القنكات الفضائية المتنكعة بالدخكؿ لبيكتنا ،فأحدثت تغي ار ممحكظا في طريقة ممارستنا لحياتنا
اليكمية ،كطريقة تفكيرنا ،ككذلؾ ساىمت بمكؿ إيجابي تارة كسمبي تارة أخرل في تغيير نمط حياتنا
االجتماعية كالسياسية كاالقتصادية ،كفتحت نافذة عمى العالـ كحضارة معكب كثقافات كنا نسمع أك نق أر
عنيا فنحسبيا مف صنع الخياؿ.
95
الخصائص البصرية لمصورة التمفزيونية
ثمة العديد مف الخصائص البصرية التي تتمتع بيا الصكرة التمفزيكنية كالتي تمدىا بالجاذبية كالقدرة
عمى الكصكؿ إلى الجميكر كالتأثير فيو ،كأىـ ىذه الخصائص ما يمي:
-1الصكرة محككمة بخصائص زمانية كمكانية :حيث تتطمب الصكرة (أك الكادر) بعض الكقت
(كىك أجزاء باأللؼ مف الثانية) لتمر عبر المامة ،فالكادر ىك طكؿ الزمف الذم تبقى فيو الصكرة ظاىرةن
عمى المامة.
-Cلغة المامة لغة جذابة ،ساحرة كجـ مؿة ،ما يمنحيا قدرة إستثنائية عمى التأثير كاإلقناع إضافةن
لما تعرضو مف كقائع كحقائؽ.
-3آلة التصكير ال تكذب لكنيا تنتقي ما تريد :الكامي ار كما ذكرنا سابقان ىي امتداد لمبصر،
فالتصكير يعكض اإلنساف عف قصكر أدكاتو كحكاسو كالتذكير المستمر كاإلبقاء عمى الحدث مدكنان
بطريقة يجب أف تككف صادقة ال كذب فييا ،تحافظ عمى الكاقع كما ىك ،كىذه مسألة جدلية.
-4المامة التمفزيكنية لغة مرئية تتسـ غالبان بتبسيط األمياء بخمكىا مف التكمؼ ،كأكثر ما يعبر عف
ذلؾ استخداـ الصكرة فييا ألنكع محددة مف زكايا التصكير كحركة الكامي ار كغير ذلؾ.
96
الخصائص االتصالية لمصورة التمفزيونية
"ما إف بدأ السينمائيكف يركف األفالـ في التمفزيكف حتى تبينكا أمك انر معينة .تبينكا أف عمييـ في
األفالـ المعدة لمتمفزيكف أف يزيدكا مف اعتمادىـ عمى المقطة القريبة المكبرة كأف يقممكا مف المقطات البعيدة،
كأف يستعينكا بعدد أصغر مف الممثميف ،كأف ينسكا ما في اإلضاءة مف سحر كدىاء .كعمى الفكر ،تقريبان
بدأ الفيمـ السينمائي ينفصؿ عف الفيمـ التمفزيكني ،فقد اتخذ الفيمـ السينمائي المامة العريضة ،كاىتـ
97
بالمناظر ،كطمب مف المؤلفيف قصصان يمثميا سبعة أك ثمانية نجكـ .أما التمفزيكف فركز األىمية عمى قرب
الصكرة مف المتفرج كما فييا مف عناصر األلفة Intimacyمطالبان المؤلفيف بقصص ال تحتاج إلى أكثر
مف ثالث مخصيات رئيسية .كلذلؾ قاؿ أرفنج جتميف ،أحد مخرجي التمفزيكف :التمفزيكف ميكرك سككب ال
()8
تمسككب".
"يمكف أف نذكر مع مارماؿ ماكمكىاف كمارتف مالكني بعض األمكر التي تخص الصكرة التمفزيكنية
السيما مف النكاحي التقنية -التكنكلكجية كمنيا:
-1أف الصكرة في التميفزيكف تتككف مف مجمكعة مرسكمة مف النقط الضكئية تظير عمى المامة
بكاسطة معاع الكتركني ،ك ىي لذلؾ ليست كالصكرة السينمائية أك الصكرة الفكتكغرافية ،ك إنما يمكف أف
تمبو -طبقان لتككينيا -بنكع مف الحفر ذم المكف النصفي
-2أف الصكرة التمفزيكنية تختمؼ عف الصكرة الفنية في أنيا ليست ثابتة,ك لكنيا تتككف كتتغير بصفة
مستمرة ,ك الصكرة بيذه الطريقة تصبح مفصمة بقدر تزايد عدد النقط الراسمة فمك أننا أردنا رسـ مكؿ
لزىرة مثالن باستخداـ عمر نقط ,فإف الرسـ سكؼ يككف مجردان ,كفي غاية البساطة,ك قد ال يدؿ عمى
مكؿ الزىرة عمى اإلطالؽ ,في حيف أننا لك استخدمنا عمرة آالؼ نقطة مثالن ,فإننا سنصؿ إلى مكؿ
يمثؿ صكرة الزىرة نظ انر لتفاصيمو الكثيرة .كيذكر ماكمكىاف أف التمفزيكف يقدـ صكرة مف ىذا النكع العاـ,
كأف التفاصيؿ قد تختمؼ عمى نطاؽ ضيؽ.
-3مف أىـ مالحظات ماكمكىاف التي تستند إلى ىذه النظرية التكنكلكجية مالحظتاف:
(أ) -أف التمفزيكف ,بالرغـ مف أنو يبدك ككسيمة مرئية ,إال أنو يزكدنا بالقميؿ مف المعمكمات المرئية ،كأف
الصكرة التمفزيكنية تعتبر مف المرئيات محدكدة المعمكمات ,كأنيا ال تعتبر عمى أم كجو صكرة
فكتكغرافية ,نظ انر ألنيا عبارة عف تمكيؿ مجتمع مف األمياء (كسيمة لمتفاىـ).
(ب) -أف الصكرة التمفزيكنية ،حتى إذا حاكلنا تحديدىا إلظيارىا بمكؿ تفصيمي أكبر ،فإنيا بصرؼ
النظر عف التغيرات التكنكلكجية ,لف تصبح كالصكرة السينمائية مثالن أك حتى كصكرة مقارنة ليا,
كىنا يذكرنا ماكمكىاف بأف الصكرة التمفزيكنية تعتبر حاليان بمثابة قطعة مف المكزايؾ التي تتككف مف
98
نقط مضيئة كأخرل معتمة ,كأنيا ال ترقى إلى مستكل الصكرة الفكتكغرافية ميما تكف رداءة ىذه
()9
الصكرة".
كؿ ىذا يؤدم بنا إلى فكرة ماكمكىاف عف الصكرة التمفزيكنية كصكرة مخطكطة أك رديئة النكع ,كأف
مظيرىا يتسـ باالنطباع أكثر مما يتسـ بالرؤية الحقيقية ,كإلبراز ىذه النقطة ناقش المستكل الضئيؿ
لممعمكمات كالصكرة المكزاييكية التي يككف ليا تأثير سقيـ أك عديـ القيمة ,في حيف أنو ال بد لممماىد مف
أف يرل المعمكمات في صكرة دقيقة ككاضحة ,بحيث يصبح التمفزيكف كسيمة فعالة كالكرقة المطبكعة التي
تحتكم عمى قدر كبير مف المعمكمات كاألمياء بطريقة سريعة مؤثرة.
كعمى الرغـ مف ذلؾ كمو ,فإف ماكمكىاف ذكر أف التمفزيكف يقمؿ المجاؿ ,فيك يجعؿ المناظر صغيرة
كقريبة ,كيجعؿ الغريب مألكفان ,كيجعؿ الساخف باردان ,كأنو يقدـ تجربة نمطة كبناءة لمغاية.
كقاؿ إف التمفزيكف يعتبر فتحان جديدان في عالـ المبتكرات التعميمية ,كمف جية أخرل فإف كتاباتو قد
عمقت أىمية كبرل عمى ىذا االكتماؼ ,كأنو مف الممكف أف تحدث فيو تطكرات ىادفة تمكنو مف تأدية
(10(.
دكره عمى خير كجو
"التمفاز كقد احتؿ رأس اليرـ بيف كسائؿ اإلعالـ ،بات يفرض نزكاتو كمزاجيتو الخاصة عمى الكسائؿ
كيسكؽ تمؾ الفكرة التي مكمت أساسان لمتكجو اإلعالمي
ّ األخرل ،كبالدرجة األكلى افتتانو كىكسو بالصكرة.
الجديد ،كفحكاىا :إف المرئي فقط ىك الجدير باإلعالـ؛ كؿ ما ىك غير مرئي كليس لو صكرة ليس قابالن
لمتمفزة ،كبالتالي ال كجكد لو إعالميان.
كىكذا صارت األحداث المنتِجة لمصكر القكية – عنؼ ،حركب ،ككارث ،معاناة – تحتؿ مكاف
الصدارة في األخبار :إنيا تفرض نفسيا كتتقدـ المكاضيع األخرل ،حتى كاف كانت أىميتيا ثانكية ،في
المطمؽ ،مقارنة بتمؾ المكاضيع .فالصدمة االنفعالية التي تكلدىا الصكر التمفزيكنية – خاصة تمؾ التي
99
تُظير األلـ كالمعاناة كالمكت – أمد بما ال يقاس مف تمؾ التي يمكف أف تكلدىا كسائؿ اإلعالـ األخرل،
()11
بما فييا الصكرة الفكتكغرافية".
يدرؾ السياسيكف كرجاؿ الماؿ كاألعماؿ قدرة كخطكرة الصكرة التمفزيكنية كما الستغالؿ ىذه الصكرة
مف أىمية بالغة في تمكيؿ كتغيير الرأم العاـ المحمي كالعالمي كاحداث الفركؽ السياسية كاإليديكلكجية
كجني المكاسب االقتصادية.
كال يقتصر األمر عمى صناعة الصكرة التمفزيكنية كتزييفيا أك تصيدىا بؿ إف استغالؿ كتكظيؼ
الصكر التي تثير كتؤثر في العالـ أك إعاقة نمرىا أصبحت مف الممارسات المعتادة في أكساط الكاعيف
لتجارة العقكؿ.
كنذكر ىنا كـ استغمت الكاليات المتحدة صكر برجي مركز التجارة العالمي كالطائرات التي تخترقيما
كصكر انييارىما كالجثث التي تترامى مف الطكابؽ الماىقة ،ككظفت تمؾ الصكر لتحقيؽ مصالحيا ككـ
ىك الحجـ الذم احتمتو مف مساحة ككقت كسائؿ اإلعالـ العالمية بمختمؼ أنكاعيا كانتماءاتيا.
كعالكةن عمى استغالؿ الصكر إليصاؿ رسائؿ معينة ،ثمة جكانب كثيرة ككبيرة لإلثارة ،فصكر القتؿ
كالدمار الناتج عف الككارث كالحركب كالحكادث المدبرة أك الطبيعية كغيرىا كالتي قد تجمب األلـ لممماىد
تحمؿ في طياتيا – كلكثير مف الناس -متعة خفية ال تتردد القنكات التمفزيكنية في إثارتيا كتغذيتيا
كالسعي كراء استغالليا كتصيد المناسبات إلمباعيا كتكظيفيا .كحسب االحتياجات قد يتجاكز األمر
االستغالؿ كالتكظيؼ إلى تزييؼ الصكر كفبركتيا.
لكؿ صكرة اليكـ عمكمان أكجو متعددة تجعؿ منيا غالبان مادةن إعالميةن كفكريةن صعبة القراءة كالتأكيؿ.
حمالةُ أكجو .كمثاؿ عمى تعدد األكجو لمصكرة
فمف المتعارؼ عميو أف الصكرة أيان كانت طبيعتيا فيي ّ
طفة لبرجي مركز التجارة العالمي في نيكيكرؾ
طَ
التمفزيكنية ،نقكؿ إف لصكر اختراؽ الطائرات المدنية المخ َ
خمسة كجكه:
100
-1انطباع بمدل عنؼ ككحمية مف قاـ بيذا العمؿ كمف يقؼ كراءه،
-2استغراب بكيفية قتؿ المدنييف بيذه الطريقة الميكلة،
-3داللة ىذا الفعؿ عمى ضعؼ كىمامة منظكمة األمف األميركي ،الذم مف الكاضح أنو سيؿ
االختراؽ.
–4الدافع الكامف كراء الذيف قامكا بيذا العمؿ الخطير ليقكمكا بما قامكا بو.
–5االستغراب مف سيكلة أف ينتقـ أمخاص عادييف غير مسمحيف ألنفسيـ كبطرقيـ الخاصة إذا أصركا
عمى ذلؾ.
"بكاسطة الصكرة ،بات باإلمكاف استعماؿ الحكاس كافة (المـ ،كالسمع ،كالنظر ،كالممس) ..فقد
أسقطت الصكرة الدكر المحايد لممتمقي ،كأممت عميو ميمة أخرل ليصبح متفاعالن ،إذ لـ تعد الصكرة
التقنية كدخمت في عممية الصياغة الذىنية كلعبة ٍ
لمحظة مرئية في مكاف ما ،إذ تجاكزت كظيفتيا ّ تسجيالن
الحقيقة كالزيؼ .فالصكرة كاف باتت قادرة عمى فضح الحدث ،كلكنيا صالحة أيضان لإلستعماؿ مف أجؿ
إخفاء حقائؽ كثيرة ،حيف تمارس فعالن ضديان .كطالما أف أىـ جزء في الصكرة ىك إيصاليا ،فإنيا ،كمنجز
غربي بسبب تقنياتيا المتقدمة كتجربتيا الطكيمة ،تدخؿ في لعبة التنميط كالقكلبة كالنمذجة في أبعادىا
)12(.
اإلعالمية كالسياسية كالثقافية"
التصوير التمفزيوني
"فالتصكير ليس مجرد نقؿ لممماىد التي تدكر أماـ الكامي ار
بؿ ىك إحساس بالحركة كالتعبير عنيا بإظيار العالقات بيف
التفاصيؿ المختمفة التي تظير عمى المامة كذلؾ لتحقيؽ اإلقناع
كالتأثير مع الجاذبية كالمتعة كلتحقيؽ ذلؾ ال بد لممخرج مف
إحساس فني كمعرفة كيفية إعداد المقطات كترتيبيا مع إتقاف
()13
لحركات الكامي ار"
101
التسمسل المنطقي لمصورة التمفزيونية
فالمكضكعية الكاممة في بث الصكرة كىـ كخطأ إعالمي مف ىنا عمى المحرر أف يعي ضركرة
التتابع المنطقي في الصكر عمى الرغـ مف أف ىذا يندرج في إطار مياـ فني المكنتاج فالتقرير التمفزيكني
عميو الحفاظ عمى تسمسؿ منطقي في الصكر المستخدمة فيو ،فمثالن سيظير الخمؿ جميان عندما تظير
صكرة يدخؿ فييا مخص قاعة اجتماعات ثـ تتبعيا صكرة نفس المخص كىك يممي خارج القاعة ثـ
تتبعيا صكرة ليذا المخص مرة ثالثة كىك يتحدث داخؿ القاعة.
تكخي الحذر مف التسمسؿ المنطقي لمصكرة بالنسبة لمزمف الذم تـ فيو التصكير
ككذلؾ ال بد مف ّ
ليالن أك نيا انر فال ُيجكز أف تككف لقطة نيارية تتبعيا لقطة ليمية ثـ تتبعيا لقطة نيارية..
"اإلطار :كسيمة تعبير قائمة عمى عزؿ األمياء كالمكضكعات المكانية كانتقاء جزء منيا أم أنو فعؿ
الستخراج ما ىك جزئي مما ىك كمي كمامؿ فيك يستخمص مف تمؾ المكضكعات كاألمياء ما يتناسب
كينسجـ مع طبيعة العممية اإلبداعية في فف المريط السينمائي ,فاإلطار يخضع المكضكعات المنتمرة في
المكاف إلى حدكده المكضكعية الثابتة كمف ثـ يجعؿ ليا امتدادان مرئيان محددان باإلطار ذاتو ,كفضالن عف
ذلؾ فإف اإلطار يحدد األمكاؿ كيحقؽ طابعيا المرئي إذ تظير اتجاىاتيا سكاء كانت عمكدية أك أفقية أك
مائمة .أك مستكية أك منحرفة أك غيرىا مف االتجاىات التي تتخذىا فاإلطار عنصر أساسي بمكؿ مطمؽ
إذا أريد عرض الصفات الجمالية قي الصكرة كليس عمى اإلنساف إال اف ينظر إال إلى طريقة ممي الصكرة
كتخصيص المكاف فاإلطار يرافؽ المكضكع كيحدد بعضان مف خكاصو األكثر تعبي انر كالتي تغني المتفرج
كتقدـ إليو الصكرة المتكاممة كالمنسقة مف عناصرىا المرئية الخاضعة المتراطات العممية اإلبداعية في فف
المريط كفي ىذا الصدد يقكؿ "اندريو بازاف" أنو بإمكاننا أف نفرغ الصكرة السينمائية مف أم حقيقة إال مف
حقيقة كاحدة ىي حقيقة المكاف ,كلعؿ "بازاف" يتجو إلى تأكيد الترابط العضكم بيف المكاف كاإلطار ألف
102
اإلطار تدعيـ لبناء المكاف كتجذير لو ,فاإلطار إذ يحدد المخصية عمى المامة فإف ذلؾ ال يمنح تمؾ
()14
المخصية عمقان كتأثي انر ما لـ يكف اإلطار قد حدد المكاف الذم ينتمي إليو كالذم يحيط بيا".
"مثالن لك سرنا في طريؽ ككانت أمعة الممس حادة فنحف نتحامى فتح حدقة العيف عف آخرىا كبيف
الحيف كاآلخر نزـ عيكننا كي نبصر بكضكح بما أمامنا مف مرئيات لكف إذا كانت أمعة الممس مكزعة
تكزيعان منسجمان نسميو بالتكزيع الناعـ .فنحف ال نبصر بالمرئيات فحسب بؿ نسفر بيا كأجساـ ليا نسيجيا
كنستمعر بأف أسطحيا ممساء كانت أك خمنة كنميز تناغـ ألكانيا.
الكاقع ىك ما تحدثو كثافة الضكء مف تأثير ىك بالفعؿ ما يحدث عمى مريط الفيديك فمك كانت
اإلضاءة حادة بدت المرئيات ككأنيا غارقة في ضكء ابيض ناصع إلى درجة إزعاج العيف أك كمما قمت
()15
حدة الضكء كمما برزت جسيمات المرئيات ككصمنا عمى صكرة ناعمة متناغمة الخطكط كاأللكاف".
-3الصورة والمكان:
"ثنائية تمكؿ جزئا رئيسيان في العممية اإلبداعية في الفنكف المرئية تتصؿ مككناتيا بعدد مف
الترابطات التي تقدـ المكاف عمى أنو منظكمة ميئية متكاممة كلقرب ىذا المكاف منا كالتصاقو بنا فإننا
نتناكلو فيك معطى يكتسب طابع االستم اررية لكف العممية اإلبداعية تعيد تنظيـ ىذا المكاف كتعيد تركيبو
إنيا العبقرية التي تحمؿ ىذا المكاف ببعده الجماعي كتحمو بالدكاؿ كالرمكز كتحممو األثر الذم سيتجمى
عبر الصكرة.
إنيا عبقرية المبدع أف يقدـ الصكرة التي يصبح في المكاف فاعالن كمؤث انر.
إنساف الصكرة ىك اليكـ إنساف آخر تتركو المامات محمالن بالدىمة كالعجب ال نممؾ إزاءه سكل
التعاطي كاالنسجاـ كأم ظمأ ىذا الذم يجتاحنا في تمقي المزيد كالمزيد في سبيؿ الصكرة الرقمية ,إنو
االكتفاء كنزكع األخالؽ لتعمؿ ماكينة الصكرة بال انتياء كتدفؽ في البيكت كالمخادع كالمكارع كاألماكف
كميا .كأم إنساف خالؽ ىك الذم نراه كاليكـ كقد طكع التقنيات كحقؽ لمصكرة كجكدان مجنحان ال سبيؿ إال
التسميـ كالتفاعؿ معو.
103
لعؿ الصكرة اليكـ أداة معرفة ككسيمة إلدراؾ المعطيات ,معرفة تمتمؾ اليكـ أدكاتيا الخاصة
لمكصكؿ ,كتخمت تمؾ المعرفة عف معضالتيا المتعمقة بأدكات الكصكؿ إلى اآلخر ,صارت الصكرة أداة
عقمنة كتمكيؿ قصدم لرؤانا كأفكارنا في كؿ حاؿ فإف دخكلنا في تمريح الصكرة كتفكيؾ مككناتيا سيتسع
المزيد مف القكؿ .لكف الصكرة إذا كانت تحمؿ مقكمات يقؼ عمى رأسيا اإلنساف ,المخصية فإنو ثمة
مقكمات كمككنات مكممة كمكازية يقؼ في مقدمتيا كالمكاف الذم نراه مقركنان بسؤاؿ "أيف" فتبدأ مف الخبر
انتياء بالمريط الفيممي ثمة أسئمة تتعمؽ بالمخصية مف كبالمكاف أيف
البسيط الذم تحممو الصكرة ك ن
()16
كبالزماف متى".
فالصكرة ليست كما نتخيؿ بمجرد أف تمتقطيا عدسة الكامي ار تتمكؿ لكحدىا بؿ ىناؾ عدة عكامؿ
تساعد عمى بنائيا فال يمكف أف تتككف الصكرة بدكف مكاف لتصكره كبنفس الكقت ريمكف أف تصكر
الكامي ار كؿ ميء بؿ ال بد مف إطار تغطيو كما أف لإلضاءة الدكر الذم ال غنى عنو في تمكيؿ الصكرة,
مع كؿ ىذه العكامؿ كغيرىا أصبح عالمنا اليكـ يدعى بعالـ الصكرة.
104
صور وأشكال وروابط تفاعمية لموحدة التعميمية الخامسة
105
الخالصة
لعؿ الصكرة اليكـ أداة معرفة ككسيمة إلدراؾ المعطيات ,معرفة تمتمؾ اليكـ أدكاتيا الخاصة لمكصكؿ,
كتخمت تمؾ المعرفة عف معضالتيا المتعمقة بأدكات الكصكؿ إلى اآلخر ,صارت الصكرة أداة عقمنة
كتمكيؿ قصدم لرؤانا كأفكارنا في كؿ حاؿ فإف دخكلنا في تمريح الصكرة كتفكيؾ مككناتيا سيتسع المزيد
مف القكؿ .لكف الصكرة إذا كانت تحمؿ مقكمات يقؼ عمى رأسيا اإلنساف ,المخصية فإنو ثمة مقكمات
كمككنات مكممة كمكازية يقؼ في مقدمتيا كالمكاف الذم نراه مقركنان بسؤاؿ "أيف" فتبدأ مف الخبر البسيط
انتياء بالمريط الفيممي ثمة أسئمة تتعمؽ بالمخصية مف كبالمكاف أيف كبالزماف متى.
الذم تحممو الصكرة ك ن
فالصكرة ليست كما نتخيؿ بمجرد أف تمتقطيا عدسة الكامي ار تتمكؿ لكحدىا بؿ ىناؾ عدة عكامؿ تساعد
عمى بنائيا فال يمكف أف تتككف الصكرة بدكف مكاف لتصكره كبنفس الكقت ريمكف أف تصكر الكامي ار كؿ
ميء بؿ ال بد مف إطار تغطيو كما أف لإلضاءة الدكر الذم ال غنى عنو في تمكيؿ الصكرة ,مع كؿ
ىذه العكامؿ كغيرىا أصبح عالمنا اليكـ يدعى بعالـ الصكرة.
106
تمارين
1939 .1
1948 .2
1941 .3
1946 .4
ثانياً .يتمتع التمفزيون بالفورية والمودة كما ورد في كتاب سينما األسس وسينما اليوم لـ:
.1إميؿ برلز
.2لي دينكر ست
.3ج .بيرد
.4رينيو كمير
107
.1المامة التمفزيكنية لغة مرئية تتسـ غالبا بتبسيط األمياء
.2الصكرة ليست محككمة بخصائص زمانية كمكانية
.3الصكرة التمفزيكنية عامة
.4آلة التصكير ال تنتقي ما تريد
108
اإلجابة الصحيحة رقم 3
.1الصكرة كالمكاف
.2دكر اإلضاءة في تمكيؿ الصكرة التمفزيكنية
.3الصكرة كسائؿ التعبير ,بناء المكاف
.4كؿ ما سبؽ صحيح
109
المراجع
( -)1ماكر عبد الحميد ,عصر الصورة اإليجابيات والسمبيات ,عالـ المعرفة ,العدد ,311الككيت,
المجمس الكطني لمثقافة كالعمكـ كاآلداب ،2005 ,ص .26
( -)2منى الصباف ،فن المونتاج في الدراما التمفزيونية ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،1995 ،ص
.11
( -)11ايناسيك رامكنو ،الصورة وطغيان االتصال ،ترجمة نبيؿ الدبس ،منمكرات الييئة العامة السكرية
لمكتاب ،ك ازرة الثقافة السكرية ،دممؽ ،2009 ،ص.37-36
( -)12فؤاد إبراىيـ ،ثقافة الصورة..التحدم كاالستجابة ،كعي الصكرة..صكرة الكعي ،مؤتمر فيالدلفيا
عماف 26-24 ،نيساف (إبريؿ)2007.
الدكلي الثاني عمر( ثقافة الصكرة) ،األردفّ ،
110
( -)13عمار الطرزم ،فن التصوير التمفزيوني لمهواة ،مركز الراية لمتنمية الفكرية ،جدة ،2004،ص
.43
عماف,2002 ,
( -)14طاىر عبد مسمـ ،عبقرية الصورة – المكان .الغير .التأويل .النقد ,دار المركؽّ ,
ص .66
( -)15منصكر ماىيف ،عصر الصورة من الفوتوغرافيا إلى األقمار الصناعية ,الييئة المصرية العامة
لمكتاب ,القاىرة ,2006 ,ص .93
( -)16طاىر عبد مسمـ ،عبقرية الصورة – المكان .الغير .التأويل .النقد ,مرجع سابؽ ،ص109.
111
نشوء وتطور السينما الوحدة التعميمية السادسة
تعريف السينما
الصكرة
يمكف تعريؼ السينما عمى أنيا فف الصكر المتحركة ،ؼ
السينمائية ىي في جكىر طبيعتيا حقيقة متحركة .فالحركة كاالستمرار
في الصكرة السينمائية مشكالف جزءان أصيالن مف مفيكـ السينما ذاتو,
عرض الحركة كاالستمرار بيا ىك سبب كجكد السينما كاؿسمة العميا
ؼ
ليا ,كالتعبير األىـ عف إبداعيا كعبقريتيا .فالسينما عممية إيجاد كىـ
الصكرة المتحركة ،كيتـ ذلؾ بمرحمتيف ىما مرحمة التقاط الصكرة
كمرحمة عرض ىذه الصكرة بكاسطة جياز عرض ضكئي.
الفيمـ السينمائي عبارة عف سمسمة مف الصكر الثابتة المتتابعة أك المتكالية ،تعبر عف مكضكع أك
ظاىرة أك مشكمة ما .كىذه السمسمة مف الصكر مطبكعة عمى شريط ممفكؼ عمى بكرة (شريط السميمكيد)
تقاس باألمتار كتتراكح مدة عرضو مف دقائؽ إلى ساعتيف كربما أكثر ،بحسب مكضكعو كظركؼ صنعو.
كمعد الفيمـ السينمائي كسيمة ميمة جدان مف كسائؿ االتصاؿ
السمعي البصرم التي يمكف تكظيفيا ؿتقديـ كشرح كتفسير النشاطات
كالعالقات اإلنسانية المتنكعة كالمتغيرة ،كاستخداميا في مجاالت
كأغراض متعددة كالترفيو كالتثقيؼ كالتعميـ كاإلعالـ...الخ.
112
"()1
لترجمة النصكص بصريان أك لتسجيؿ الظكاىر الحياتية المختمفة بصريان.
اؿصكر في األشرطة السينمائية كالمكاد التمفزيكنية كأشرطة الفيديك عبارة عف مجمكعة صكر ثابتة
غير متحركة .لكف نظرية بيتر مارؾ ركجيت Peter Mark Rogetكىي نظرية خاصية استم اررية
فسرت مكضكع إيياـ المشاىد باستمرار الحركة أك بالحركة
م العيف التي كضعيا عاـ ٌ ،1824
الرؤية ؼ
المستمرة .كجاء ىذا التفسير عمى النحك التالي :إف العيف تحتفظ بانطباع عف الصكرة لمدة 10/1ثانية.
كبالتالي فإف عرض مجمكعة مف الصكر الثابتة المختمفة بحركة مكضكع الصكرة (مثؿ حركة شخص ما)
بشكؿ بسيط كسطحي (أم أف الحركة في الصكرة التي تمي صكرة ما ال تختمؼ عنيا جكىريان بؿ ىي
متماثمة في األصؿ كمختمفة شكميان) أماـ العيف تعطي االنطباع بصريان بالحركة كىك ما يسمى اإليياـ
بالحركة .ؼبقاء الرؤية عمى شبكية العيف لفترة أقؿ مف تدفؽ الصكر المكجكدة عمى شريط السميمكيد
(الشريط السينمائي) الذم يمر أماـ نافذة العرض يجعؿ الصكر المختمفة تمر في حركات طبيعية انسيابية
كما تراىا عيف اإلنساف في الكاقع.
وقبل ذلك كان الفمؾم اإلغريقي بطميمكس قد اكتشؼ في القرن الثاني الميالدم مبدأ حركة الصور
أو الصور المتحركة ،وقال إن عين اإلنسان تحتفظ بالصكر عمى شبكية العيف لمحظة بعد اختفائيا،
كتستمر ىذه اؿعممية مع استمرار الرؤية أك اإلبصار.
ويبدو أن عيباً في قرنية العين كان لو الفضل في فيم مبدأ الحركة في األفالم السينمائية ،إذ إن
أية صورة نراىا تبقى مطبوعة عمى القرنية لبضعة ثوان بعد اختفائيا من أمام العين ،ومبدأ الصورة
السينمائية ىو مرور 24صورة في الثانية أمام العين فتظير الصورة التالية قبل أن تغيب الصورة
السالفة ،مما يعطي وىم الحركة في الصورة ،إذاً فمرور عدة صور تتالحق بسرعة أمام أعيينا تعطينا
()2
الوىم بأن الصور تتحرك ،فمبدأ السينماتوغراف ىو إعادة توليد الحركة التي التقطيا عند التصوير
113
ظيور السينما
يعكد ميالد السينما إلى عاـ ،1895ككاف نتيجة اجتماع ثالثة اختراعات سابقة ىي :المعبة
البصرية كالفانكس السحرم كالتصكير الفكتكغرافي .كاف أكؿ عرض سينمائي عاـ في العالـ في أكاخر
القرف التاسع عشر عبارة عف مجمكعة أفالـ قصيرة عرضت فييا لقطات مف الكاقع اليكمي :خركج العماؿ
مف المصنع ،أناس ينتظركف كصكؿ القطار في المحطة ،طفؿ يتناكؿ طعاـ اإلفطار .كىذه األفالـ األكلى
ىي ما جعؿ الناس يعتقدكف أف السينما ىي تسجيؿ لمكقائع .لكف ىذه األفالـ كانت مخادعة نكعان ما ،إذ
أنيا أخفت بيف طياتيا احتماالت نشأة السينما الركائية ،إذ أف المخرج عندما صكر منتظرم كصكؿ
القطار إلى المحطة كضع بينيـ كالدتو التي مثمت دكر المنتظر ،كما أنو ىيأ عائمتو مف أجؿ تصكير
إفطار طفمو ،أما العماؿ الذيف خرجكا مف المصنع فكانكا عماؿ المصنع الذم يممكو .إلى جانب ىذه
االحتماالت المخفية في طيات الكثيقة تضمف العرض أيضان فيممان قصي انر ىك الفيمـ الذم يمكف اعتباره
الفيمـ الركائي كالككميدم األكؿ في تاريخ السينما ،كالذم يبيف بستانيان يسقي الكركد كيدكس رجؿ آخر
عمى البربيش فيتكقؼ سيؿ الماء كعندما ينظر البستاني مف خالؿ فتحة البربيش يرفع اآلخر قدمو فيندفع
الماء نحكه .ىكذا تجاكر في أكؿ عرض سينمائي جماىيرم عاـ كبشكؿ عفكم ،نكعاف مف السينما لـ يكف
الكعي بيما متاحان ألحد في ذلؾ الكقت ،نكع تسجيمي كآخر ركائي( ،)3كذلؾ في الثامف كالعشريف مف
كانكف األكؿ عاـ 1895عمى يد األخكيف الفرنسييف لكم كأكغست لكميير.
114
حاجات اختراع السينما
يرل الباحث الفرنسي edgar morinأف التصكير السينمائي إنجاز عممي كاف ذلؾ بمثابة الركيزة
األكلى في بناء ىذا العمـ كتطكره إلى ما يعرؼ اليكـ بالفف السابع.
كالسينما نفسيا اختراع حضارم تتصؿ جذكره باألدب كالمسرح كالفف كالسياسة كالمجتمع ،فمـ تكف مجرد
صدفة أف تجيء كالدة السينما في عاـ 1895كالمجتمع الغربي يشيد تطكرات كتغييرات جذرية تتمخص
في زكاؿ العيد اإلمبراطكرم كمجيء الجميكرية الثالثة.
كقد شيدت نياية القرف التاسع نشاطان عمميان كبي انر رافقو تطكر تقني أدل إلى اختراعات عممية
كبيرة لـ تكف السينما إال كاحدة منيا.
فيناؾ اختراع الياتؼ مف قبؿ الفيزيائي األميركي بيؿ 1876 bellثـ اختراعات أديسكف في
مجاؿ الكيرباء كمحرؾ ديمؿمر 1898كغيرىا.
115
إذان دائرة كاسعة مف العمكـ كالتقنيات كالصناعة بدأت تنشأ كتزدىر فكاف مف الطبيعي أف تككف
السينما حمقة منيا كأف يككف اإلخراج السينمائي عممان يبحث عف الحركة كيستخدميا.
أليست دراسة الحركة مترابطة بتطكر المجتمع الحديث؟
إف أكثر المجتمعات القديمة ذات الطابع المحافظ كانت تعتمد عمى المفاىيـ التقميدية حتى عصفت
بيا رياح التغيير بالتطكر العممي كالتقدـ التقني كىذا ما قدمتو السينما لممجتمع عندما أضافت عنصر
الحركة إلى الفف.
الحطورات الحقنٍة الحً حصلث فً مخحلف المجحمعات والغزبٍة خصوصا ساهمث فً نشوء وجطور
السٍنما كمخحَزع جقنً ....والحطورات السٍاسٍة واالجحماعٍة فً هذه المجحمعات أدت إلى جطور السٍنما
كصورة مححزكة...أي دخول الحزكة إلى الفن (الحشكٍلً الجامذ)
ألٍسث دراسة الحزكة محزابطة بحطور المجحمع الحذٌث؟
عمى أية حاؿ كانت األفالـ األكلى أفالمان تسجيمية حتى أف l.
lumiereك georges Melliesقاما بجكلة حكؿ العالـ
لتصكير بعض األفالـ كقد أرسؿ lumiereمصكريو إلى كؿ
مف الجزائر كتكنس كبمجيكا كالسكيد كانكمت ار كاسبانيا كايطاليا كاستراليا كالياباف كاليند .فكانت مشاىدة
مناظر ىذه البمداف كما يجرم فييا متعة ال تكصؼ لممتفرج كىك جالس في مكانو مف القاعة أك الصالة.
كىنا دخؿ عامؿ المتعة كالمتعة البصرية في صناعة السينما مف أجؿ المشاىد الذم دخؿ ىك أيضان طرفان
في عممية إنجاز الفيمـ ،كمف ىنا تطرؽ g. melliesؿفكرة إنشاء األستكديك ككضع ديككرات تطابؽ
116
الكاقع ليجرم التصكير فييا باعتبار أنو مف الصعب جدان التنقؿ دائمان كنقؿ المشاىدة كالمناظر الخارجية
()5
كتـ االىتماـ شيئان فشيئان بالديككرات لتضفي مسحة كلمسة جمالية عمى المناظر المصكرة.
كىكذا تطكرت السينما مف أداة عممية إلى أداة صناعية ،إلى أف تكصمت لمرحمة أصبحت فييا
تعبي انر فنيان ككاف g. melliesصاحب الفضؿ في كصكليا إلى ىذه المرحمة.
الناس ,األشياء ,الحياة ،المجتمع ...أصبح كؿ ذلؾ في متناكؿ الكامي ار كفي متناكؿ اليد يمكف
عرض كؿ ذلؾ كامالن عمى الشاشة الساحرة كأماـ العيكف الفضكلية كالمندىشة كالمستمتعة ...إنيا رؤية
جديدة لألشياء كالكائنات ,عالـ جديد بدأ يفتح أبكابو أماـ دائرة جديدة مف دكائر الحضارة ...إنيا دائرة
المرئيات.
كالحقيقة أف لمتصكير الفكتكغرافي كالسينما الفضؿ في اإليحاء بالتمفزيكف كاختراعو ،إذ لكال كجكد
الشيء المصكر الثابت أك المتحرؾ ىؿىما فكر عمماء االتصاؿ كاالتصاالت كعمماء الكسائؿ كخبرائيا في
إرسالو عبر األسالؾ مف نقطة إلى أخرل كلما فكر زارككيف zxarokynفي اختراع األنبكب الذم ينقميا
الكتركنيان بدالن مف النقؿ الميكانيكي كلكال كجكد الشيء المصكر الثابت أك المتحرؾ لما قامت صناعة
التمفزيكف كالفيديك كالطباعة المصكرة التي تعتمد عمى الصكرة ،كلما تمكف األطباء مف تشخيص الكثير
مف األمراض عف طريؽ أشعة ،x rayكلما تمكف العمماء مف دراسة الجيكلكجيا كالثركات المعدنية التي
تصدرىا أقمار االستشعار عف بعد.
كىكذا ،فإف مكلد مجمكعة مف االختراعات التقنية اإللكتركنية في النصؼ الثاني مف القرف 19
عميؽ في كجكد
التاسع عشر ،أدل إلى ظيكر مالمح تقنيات إعالمية كاتصالية جديدة لعبت دك انر كبي انر ك ان
االتصاؿ الجماىيرم( ،انظر الجدكؿ رقـ .)1
117
االختراعات العام
اختراع الياتؼ لػ )(bell 1876
اختراع الفكتكغراؼ 1878
التمغراؼ الطابع لػ )(baudot
تحسيف عدسات آالت التصكير كتطكير (- pellicule en roulاألفالـ الخاـ) 1884
تقديـ أكؿ Kodakلػ )(eastman 1888
اختراع السينماتكغراؼ كىي أساس السينما 1892
أكؿ عرض سينمائي في باريس كبرليف 1895
اختراع الراديك) (radio communicationلػ )( Marconi 1896
أكؿ إرساؿ السمكي ( مارككني )Marconi 1901
أصبح الراديك حقيقة كاقعة 1920
(الجدكؿ رقـ )1
تبدأ ىذه المرحمة باختراع أجيزة التصكير كالعرض كىي مرحمة الصناعة البدائية حيث اعتمدت
الصناعة في تسكيؽ منتجاتيا عمى مجرد حداثة اختراع السينما كتمثؿ نشاطيا الرئيسي في تركيج األجيزة
السينمائية ...ككاف يكفي تجار األجيزة تصكير أم شيء متحرؾ حتى يطبعكا كيحمضكا الفيمـ كيعرضكه
في أم مكاف أك أم زاكية في الطريؽ كلذلؾ عرفت صناعة السينما بالنشأة المتكاضعة ككانت نسخة
الفيمـ تباع نيائيان مف المنتج إلى المستثمر الذم كاف يستغميا حتى تيمؾ ماديان كلذلؾ تمثؿ الشكؿ الرئيسي
لالستثمار السينمائي في ىذه المرحمة فيما يسمى (بالعركض المتجكلة).
118
المرحمة الثانية -تبمور المراحل الرئيسية لمصناعة (:)1919-1903
119
السينمائي لخكض الحرب التي اشترؾ فييا سائر الدكؿ األكربية مما دفع الكاليات المتحدة األمريكية
النتياز الفرصة كانتزاع السمادة الدكلية عمى السكؽ السينمائية.
كلـ تنتو الحرب العالمية حتى كانت الكاليات المتحدة تغطي % 90مف مجمكع الطمب العالمي
لمصكر المتحركة كبذلؾ تككف البنياف العاـ لمصناعة السينمائية العالمية القائمة عمى صناعة أمريكية
ضخمة كمسيطرة تستند إلى استثمارات مالية ىائمة كالى النفكذ الدكلي لمكاليات المتحدة األمريكية.
كلـ تتعرض صناعة السينما األمريكية لمنافسة جدية في سكقيا المحمية إال باختراع التمفزيكف ٍبي ىد أف
ىذه الصناعة لـ تقؼ ساكنة إزاء ىذا المنافس القكم كما سنرل فيما بعد.
منذ بداية عيد السينما ،تنبو الكثيركف إلى أىميتيا كحساسية كخطكرة الدكر الذم يمكف أف تمارسو
في تكجيو أفكار كسمكؾ الناس كتعديؿ قيميـ االجتماعية كاألخالقية كتغيير أسمكب حياتيـ .كثمة مف
اعتبرىا أقكل كأبعد الفنكف ككسائؿ االتصاؿ أث انر كفاعميةن في تشكيؿ العقؿ البشرم كالثقافة اإلنسانية .كقد
أ ٌكد بعضيـ -كمنذ بدايات السينما كالتي كانت تسجيمية( -)7أف مف يممؾ السينما يسيطر عمى أقكل
كسيمة لمتأثير في الشعكب.
"يقكؿ (اركيف بنكفسكي) مؤرخ الفنكف كاألستاذ بجامعة برنستكف األميركية :إف السينما ,سكاء أحببنا
أـ لـ نحب ,ىي القكة التي تصكغ اآلراء ,كاألذكاؽ ,كالمغة كالزم ,كالسمكؾ بؿ حتى المظير البدني
لجميكر يضـ أكثر مف % 60مف سكاف األرض .كذلؾ معناه أف السينما سالح خطير ذلؾ أنيا تممؾ
مف اإلمكانيات التأثيرية اليائمة ما ال يممكو المسرح كما ال تممكو أم أداة أخرل"(.)8
ييطمؽ عمى السينما تعبير الصناعة القائمة عمى الحمـ ،ككنيا أكثر كسائؿ االتصاؿ اىتمامان كاعتمادان
ات التي تصؿ بيف الكاقع كالحمـ ،الكاقع بعنفو كقسكتو حقائقو
عمى الخياؿ .فالسينما تحقؽ أقصر اؿمساؼ
المتنكعة كالحمـ بنعكمتو كعفكيتو كانطالقاتو الالمحدكدة .كتتمثؿ فييا ،أم السينما ،كؿ األبعاد االتصالية،
فيي مف أىـ كسائؿ االتصاؿ الجماىيرية ،التي تدعـ كتعزز ثقافة االتصاؿ كالتمقي البصرم لدل اإلنساف
المعاصر.
120
منيجي التعبير الفني السينمائي
م الكاقع المرئي.
نظ ـ
األول :يقكـ بتحديد كت
كفؽ ؿمحاكاة فكرية كفنية.
الثاني :يعيد بناء ىذا الكاقع المرئي ان
كتشتمؿ السينما المعاصرة عمى أشكاؿ كأنكاع فنية عديدة ليذيف المنيجيف في التعبير السينمائي
التسجيمي أك الركائي.
كفي ىذا الصدد ،قاـ الناقد السينمائي ريتشارد برساـ Richard Barsamبتقسيـ أك تصنيؼ
اإلنتاج السينمائي (السينما) بشكؿ عاـ إلى قطاعيف رئيسيف ،األكؿ حدده بالصبغة الخيالية ،أما الثاني
فيك نقيض األكؿ مف حيث إنو يرتبط بالكاقع ،كلقد بمكر برساـ تقسيمو بالشكؿ التالي:
كيشمؿ الفيمـ الركائي ،كىك الذم يعتمد في سرده السينمائي عمى بناء ركائي أك ابتكارم يتـ كضعو
مف قبؿ مؤلفو ،كيستخدـ كصكالن لذلؾ الممثميف المحترفيف لتجسيد شخصياتو كتمثيؿ أحداثو كمكاقفو،
صكر عادةن داخؿ األستكديك حيث يش ٌكؿ الديككر عنص انر أساسيان مف عناصر البناء الفيممي بجانب بقية
كي ى
ي
العناصر.
كيندرج تحت قائمة األفالـ الركائية أك الخيالية :األفالـ الركائية الطكيمة كالقصيرة ،كالمسمسالت
المصكرة سينمائيان لتعرض عمى شاشة التمفزيكف.
كيمر الفيمـ الركائي أك الخيالي بمراحؿ إنتاج طكيمة معقدة يمزميا كقت طكيؿ كمراحؿ تكزيع ذات
نظاـ دقيؽ ،كاليدؼ منيا في أغمب األحياف تحقيؽ الربح المادم لممنتجيف .فاألفالـ الركائية أك بمعنى
آخر السينما الركائية صناعة قائمة عمى الربح كالخسارة.
كيطمؽ عميو برساـ أيضان الفيمـ غير الخيالي كغير الركائي( .)9كىك نقيض القطاع األكؿ ،فيك ال
يعتمد في سرده السينمائي عمى بناء ركائي مف إعداد صانعو ،كما ال يستخدـ الديككرات كال يمجأ إلى
121
االستكديكىات أك إلى الممثميف المحترفيف ،بؿ يتـ تصكيره في مكاقع األحداث الحقيقية كبعناصرىا الكاقعية
الطبيعية مف أشخاص كأماكف .كىك ال ييدؼ إلى الربح المػادم السريع المباشر.
كىكذا ،فإف مخترعي السينما كمف بعدىـ السينمائيكف الركاد كالمؤرخكف كالمختصكف ٌين ًكعكف
كيطكعكف المناىج كاألساليب كالتصنيفات التي يستخدمكنيا حسب المكاقؼ الجديدة التي يكتشفكنيا أك
ٌ
يصنعكنيا.
السينما الروائية
حتى السنكات األكلى مف القرف العشريف ظمت تقنية السينما شبيية بتقنية المسرح ككانت الكامي ار
تنصب أماـ الممثميف الذيف يتحرككف أماـ الكامي ار الثابتة في مكاف محدد ككانت ىذه الكسيمة عممية نقؿ
لمكاقع المسرح إلى أف جاء المخرج األميركي أدكيف بكرتر) (Edwin porterالذم حكؿ مجرل كظيفة
الكامي ار الثابتة إلى الكامي ار المتحركة تذىب إلى المكضكع كتبحث عف الشيء المراد التركيز عميو ككاف
أكؿ فيمـ أيشتير بو ىك فيمـ سينمائي يركم قصة (سرقة القطار الكبرل) كذلؾ عاـ 1903كيعد ىذا الفيمـ
122
بداية مف استخدامات مختمفة لمتقنية السينمائية
كىي مرحمة ميمة جدان مف مراحؿ تطكر
السينما فنيان كتقنيان.
كبعد ذلؾ أتى الفناف األمريكي (ديفيد غريفت – )d.w.griffithكيعتبر أبك السينما في أميركا ،فقد انتقؿ
مف ممثؿ في السينما الصامتة إلى اإلخراج كأحدث انقالبان في تكظيؼ السينما في مجاؿ اإلخراج كخاصة
مف خالؿ فيممو األكؿ (ميالد أمة )Birth of Nation -عاـ .1915
كيعتبر ىذا الفيمـ ميالد فترة جديدة في عمر السينما حيث استخدـ ) (Griffithالكامي ار استخدامان ح انر
مف حيث االقتراب كاالبتعاد عف المكضكع كحركة متتابعة كاستخدـ أحجاـ المقطات المختمفة كمف زكايا
متعددة ككصؿ إلى نتيجة ىي أف عممية إيصاؿ لقطة لمقطة أخرل كالقفز مف لحظة إلى أخرل ،كمف زمف
123
معف آخر لممشيد كىذه ىي عممية التركيب التي كانت بداية المكنتاج
إلى آخر يعطي مدلكالن جديدان أك ان
السينمائي الذم يعد عممية إخراج ثانية لمفيمـ.
كذلؾ طكر) (Griffithمدة الشريط السينمائي التي كانت ال تزيد عمى سبعة دقائؽ حيث كانت مدة فيمـ
يعتبًر ذلؾ حدثان ـ ىمان في المجاؿ اإلعالمي كاالتصالي .كابتدع
(ميالد أمة) حكالي ساعة كاممة كأ ي
المشاىد في حدث مف) (Griffithطريقة جديدة سميت طريقة اإلنقاذ في النياية كىي عممية تشكيؽ ي
أحداث الفيمـ كيجعمو متميفان لمعرفة ماذا سيحدث فيضع بطؿ الفيمـ في دائرة مف األخطار كالمشاكؿ حيث
تتـ عممية إنقاذه في النياية .كبذلؾ حطـ ) (Griffithكؿ القكاعد كاألسس المتبعة في صنع الفيمـ ككضع
عرفان سينمائيان جديدان ما زاؿ متبعان حتى اليكـ مف قبؿ السينمائييف.
كيندرج تحت أصناؼ األفالـ الركائية :األفالـ الركائية القصيرة كالمتكسطة كالطكيمة كالتجريبية،
إضافةن إلى مثيالتيا المصنكعة في التمفزيكف كلو.
124
السينما التسجيمية (الوثائقية)
في تعريؼ الفيمـ التسجيمي ،ال يتفؽ التسجيميكف مف ممارسيف كمنظريف عمى تعريؼ مكحد ،حيث
تعددت اآلراء ككجيات النظر حكلو.
كاف اإلنكميزم جكف جريرسكف -أبك السينما التسجيمية ككاضع قكاعدىا كنظرياتيا -أكؿ مف حاكؿ
كضع تعريؼ لمفيمـ التسجيمي فكصفو بأنو "المعالجة الخالقة لمكاقع أك معالجة األحداث الكاقعية الجارية
()10
ناك هؿ لمكاقع في معالجة إبداعية ،ذلؾ ألنو كاف يعتقد أف مصطمح تسجيمي
بأسمكب فيو خمؽ فني" ،أك تى ي
الذم استخدمو قد ال يككف كافيان إلعطاء معنى محددان ككاضحان .كمف ىنا فإنو ال يعتمد عمى السينما كأداة
فحسب بؿ كفف أيضان .كلذلؾ فالمفيكـ اإلفؾليزم ليذا النكع مف األفالـ التسجيمية الكثائقية
Documentary Filmال يكتفي بتسجيؿ الحقيقة كحدىا ،كانما يضيؼ إلييا الرأم أيضان.
كمف الثابت أف مصطمح الفيمـ التسجيمي Documentary filmقد ظير ألكؿ مرة في تاريخ الفف
السينمائي في مقالة نشرىا جكف جريرسكف في مجمة نيكيكرؾ صف New york sunعاـ 1926حكؿ
فيمـ مكانا الذم أخرجو شاعر السينما التسجيمية ركبرت فالىرتي نقالن عف المصطمح الفرنسي
Documentaireالذم كاف ييطمؽ عمى أفالـ الرحالت.
أما معجم الفن السينمائي فقدـ تعريفان لمفيمـ التسجيمي جاء فيو أنو" :نكع مف األفالـ غير الركائية ال
يعتمد عمى القصة كالخياؿ ،بؿ يتخذ مادتو مف كاقع الحياة سكاء أكاف بنقؿ األحداث مباشرة كما جرت في
()11
الكاقع أـ عف طريؽ إعادة تككيف كتعديؿ ىذا الكاقع بشكؿ قريب مف الحقيقة الكاقعية".
يو بحسب البمد كبحسب المدرسة الفنية
ؼؼ كال بد مف التأكيد أف مصطمح (تسجيمي) يمختىمى ه
السينمائية؛ فبعض السينمائييف كالمعمقيف يستخدـ التعبير العاـ (فيمـ غير خيالي) ،كيستخدـ بعضىـ
مصطمح (الحقائقي) ،كيفضؿ غيرىـ مف النقاد استخداـ مصطمح (الكثائقي) لكصؼ تمؾ األفالـ التي
تحتكم عمى تقديـ كتفسير خالَّؽمف لممكاد الكاقعية.
125
أبرز اتجاىات ومدارس السينما التسجيمية
السينما قادرة عمى أف تككف كاقعية ،ألنيا تستطيع أف تسجؿ صكرة الكاقع ،كتقدمو بأمانة كبيرة إلى
المتمقي ،كىي قادرة أيضان عمى أال تككف كاقعية ألنيا تستطيع أف تتالعب بصكرة كمضمكف الكاقع
الحقيقي كتغير فيو ،حتى قد تخمؽ كاقعان جديدان.
كيستمد االتجاه الكاقعي في مجاؿ السينما التسجيمية مادتو مف الكاقع المباشر لممدف كاؿقرل كاألزقة
يكمف تحت السطح كما
ي كالمصانع كاألسكاؽ -أم مناطؽ التجمعات البشرية -في محاكلة إلبراز ما
تخفيو تفاصيؿ الحياة.
كقد برز االتجاه الكاقعي في السينما التسجيمية بالفيمـ الفرنسي ال شيء غير الزمف Rein que les
heuresعاـ 1926مف إخراج ألبرتك كافالكانتي ( Alberto Cavalcantiمنتج كمخرج سينمائي
ب ارزيمي األصؿ) كىك أكؿ فيمـ سينمائي عف حياة مدينة باريس اكستطاع بأسمكبو المتميز أف يقدـ حياة
و
بشكؿ خالٌؽ كأف يكشؼ إمكانية التعبير عف كاقع المدينة بكؿ متناقضاتو. مدينة
يمثؿ االتجاه الكاقعي في مجاؿ الفيمـ التسجيمي -كالذم يتمخص بعالقة اإلنساف باإلنساف -أنقى
درجات الكاقعية ألنو يصكر اإلنساف كمشكالتو كقضاياه في مكاجية الحياة.
126
ب .االتجاه الرومانسي (الرومانتيكي الطبيعي):
كيعتبر المخرج األمريكي ركبرت فالىرتي رائد االتجاه الركمانسي كىك األب الحقيقي ليذا االتجاه
-كالذم يتمخص بعالقة اإلنساف بالطبيعة ،-حيث تمسؾ بتصكير كؿ مشاىد أفالمو في المكاقع
األصمية لألحداث ككاف اىتماـ ق مرٌك انز عمى النشاط الطبيعي األساسي إلؿ نساف في عالقتو مع الطبيعة
ملمو األكؿ نانكؾ رجؿ الشماؿ Nanook of the northعاـ 1922كىك مف
مف حكلو .بدأ فالىرتي بؼ
أشير أفالمو كأفالـ االتجاه الركمانتيكي كالذم يتناكؿ فيو صراع اإلنساف في القطب الشمالي ضد
الطبيعة مف أجؿ كسب قكتو كالحياة في ظركؼ قاسية ،كذلؾ مف خالؿ قصة أسرة مف اإلسكيمك كمتابعة
نشاطيا.
تتمثؿ فمسفة االتجاه السيمفكني في النظر إلى السينما كفف يشبو المكسيقى مف حيث قياـ كؿ منيما
عبر عنو بأنو حركة الصكت في الزماف،
عمى عنصر الحركة ،فإذا كاف عنصر الحركة في المكسيقى يي ى
127
فإف الحركة في السينما ىي حركة الضكء في الزماف كالمكاف ،كعمى ىذه المشابية بيف كؿ مف المكسيقى
كالسينما يقكـ أساس االتجاه السيمفكني.
128
تعد سينما الحقيقة ثكرة عمى الطرؽ التقميدية في السينما .كاعتمادان عمى ىذقاؿثكرة،
كليذا كمو ،ي
ظير في أمريكا أكاخر الستيفمات نكع مميز مف األفالـ التسجيمية أطمؽ عميو المخرج األمريكي ألبرت
مايسمز Albert Mayssilsاسـ السينما المباشرة Cinema Directكقد تأثرت تمؾ اؿسينما أساسان
بالتصكير الصحفي الفكتكغرافي أكثر مف تأثرىا باالتجاىات التسجيمية التقميدية .كالسينما المباشرة ال
تعتمد عمى سيناريك يم ىعد قبؿ التصكير كال تستخدـ عادة أسمكب التعميؽ أك المكنتاج التقميدم ،ألف اليدؼ
األساس ىك البحث كاإلمساؾ بما يحدث بالفعؿ خالؿ كقائع حقيقية دكف تزييؼ أك تدخؿ.
لعب ظيكر نظريات الفف السينمائي دك انر بالغ األثر كالفاعمية في نشكء أساليب إخراج سينمائي تتميز
بامتالكيا أسسان فكرية كقكاعد أسمكبية متنكعة مما ساىـ في ظيكر كاغناء االتجاىات كالمدارس السينمائية
المختمفة كالمتنكعة.
-1التعبيرية األلمانية:
بدأ تيار السينما التعبيرية في ألمانيا مف خالؿ فيمـ خزانة الدكتكر كاليجارم لممخرج األلماني ركبرت
كايف" .إف التعبيرية تنشأ عف محاكلة الفناف التعبير عف المعنى الذم يكمف كراء الكاقع كتككف النتيجة
تشكييان مدركسان .ففي الدراما التعبيرية التي تطكرت كشكؿ فني في ألمانيا عند نياية الحرب العالمية
األكلى يتمثؿ ىذا التشكيو بطرؽ شتى ,شخصيات نمطية "غير عادية" أك حتى تجريدية ,تسمسؿ متنكع
لمحكادث ,حكار غير كاقعي ,استخداـ صريح لمحديث الجانبي كالمنجاة ,المكنكدراما (التي يقكـ بتمثيميا
شخص كاحد) كالرمزية كالتصكير التمسككبي لألشخاص"(.)14
مف خالؿ فيمـ (السيطرة) لممخرج (فسككنتي) بدت أكلى مالمح حركة جديدة في السينما مف خالؿ
اكؿ كمعالجة مكضكع الفيمـ ،فكانت الكامي ار تتجكؿ في شكارع إيطاليا كتسجؿ لقطات طكيمة
أسمكب تىىن ي
متحركة تصكر ىمكـ الناس الفقراء البسطاء.
129
ىذه الحركة الجديدة في السينما كضعت الفف السينمائي في خضـ الحياة الكاقعية البسيطة كعمى
مقربة كبيرة منيا كجعمت مف الكاقع الذم يحياه اإلنساف العادم منبعان لمكضكعات أفالميا مبتعدةن عف كؿ
ما مف شأنو تزييؼ الصكرة.
شكمت ىذه المالمح األكلى بكادر الكاقعية اإليطالية الجديدة في السينما التي شقت طريقيا فيما بعد
سينمائي ميـ كمؤثر عمى السينما العالمية.
و إلى أف تبمكرت و
كتيار
أثرت الكاقعية اإليطالية الجديدة عمى السينما الفرنسية فظيرت المكجة الجديدة في فرنسا كالتي
المعاش لإلنساف بمختمؼ مجاالتو االجتماعية كالسياسية كالنفسية،
عممت عمى عكس كتصكير الكاقع ي
دكف تكظيؼ أم بيرجة أك إكسسكار أك ديككر ال ينتمي إلى حقيقة المكاف كالزماف.
فعممت المكجة الجديدة عمى "تحطيـ الشكؿ القديـ لمفيمـ المفتعؿ (الجيد الصنع) كتفجير أسمكب آخر مف
اإلخراج يعتمد عمى التداعي الحر كعدـ االلتزاـ بالترتيب الزمني لألحداث كاستخداـ معدات إضاءة خفيفة
()15
كاستخداـ الكامي ار المحمكلة الحاكية عمى جياز تسجيؿ الصكت"
كلذلؾ كاف مف الكاجب البحث في األحياء كالشكارع ،المجيكلة كالميممة بالنسبة ألغمب الناس ،عف
أفكار ألفالميـ ،أفكار تصكر اإلنساف كسط ىذه البيئات المتخمة بالتخمؼ كالظمـ كالفقر .ككاف أف
ضت ىذه المكضكعات أساليب إخراجية جديدة تعبر عف جكىر كحقيقة المبادئ التي يك ًج ىدت مف أجميا فى ىر ى
المكجة الجديدة الفرنسية .ككاف ىناؾ الكثير مف األسباب التي دفعتيـ إلى ذلؾ ،أىميا قمة النفقات التي
كانت مكرسة إلنتاج الفيمـ ،كلـ يمنع ذلؾ ركاد ىذه المكجة مف إنتاج الكثير مف األفالـ معتمديف عمى
أفكارىـ كما يكتبكنو ىـ بأنفسيـ.
كفي مقدمة األفالـ التي رسمت مالمح المكجة الجديدة الفرنسية :فيمـ (المقابالت السخيفة) عاـ
1955لممخرج الكسندر استركؾ ،كفيمـ (سرج جميؿ) لممخرج كمكد شابركؿ.
ارتبطت المكجة الجديدة في السينما بالمجكء إلى تقنية حركة آلة التصكير التي تحكلت إلى ما يشبو
القمـ بيد المخرج السينمائي ،كلذلؾ نشأ مذىب (المخرج – المؤلؼ) أك ( ،)Camera - Styloالذم
تحكؿ فيو المخرج إلى كاتب قصة الفيمـ كالمسؤكؿ عنيا.
كىكذا أصبحت المكجة الجديدة الفرنسية تيا نرا سينمائينا لو قاعدة فكرية كفنية مؤثرة في العديد مف
سينمات العالـ.
130
الخالصة
تعرفنا في ىذه الكحدة التعميمية عمى مختمؼ التعريفات المتعمقة بالسينما كميزنا بيف ىذه المفاىيـ بحكـ
التخصص .كمف ثـ عرضنا المراحؿ الرئيسة لتطكر السينما ،مف األشرطة الكثائقية األكلى كحتى السينما
الرقمية ،كأبعاد ىذا التطكر كأثره في مجاؿ اإلعالـ كاالتصاؿ المعاصر.
ىنالؾ عالقة كثيقة بيف التطكر التقني التكنكلكجي كبيف ظيكر السينما حيث بدأت السينما كمخترع تقني
بناء عمى حاجات تقنية مثؿ معدات التصكير كفنية مثؿ العرض كالتقديـ .كمع
كمف ثـ فني اتصالي ن
الكقت أصبح ىناؾ تكظيؼ لمسينما في العمؿ االتصالي اإلعالمي كخاصة عمى المستكل الدكلي .فيناؾ
دكرىا في اإلعالـ كالدعاية كالتسكيؽ االجتماعي ناىيؾ عف أىميتيا في اإلعالـ الدكلي ،كدكرىا في
تشكيؿ الرأم العاـ كفي االتصاؿ بيف الشعكب.
كأخي انر تطرقنا إلى أبرز اتجاىات كمدارس السينما التسجيمية كالسينما الركائية كخصائص كؿ كاحدة منيا.
131
تمارين
1895 .1
1890 .2
1900 .3
1889 .4
ثالثاً .تتميز مرحمة تبمور المراحل الرئيسية لصناعة السينما بعدة سمات:
132
رابعاً .قام الناقد السينمائي ريتشارد برسام بتصنيف السينما إلى:
.1الفيمـ الكاقعي
.2الفيمـ الخيالي
.3اإلجابتاف 1ك 2صحيحتاف
.4كؿ ما سبؽ خطأ
خامساً .يعتبر فيمم ميالد أمة ميالد فترة جديدة في عمر السينما لمخرجو:
.1أدريف بكرتر
.2جمبير
.3ديفيد غريفث
.4أركيف بنكفسكي
133
.4الراديك لمخترعو مارككني
134
المراجع
( -)1قيس الزبيدم ،المرئي والمسموع في السينما ،منشكرات ك ازرة الثقافة ،سمسمة الفف السابع ،112
سكرية ،دمشؽ ،2006 ،ص .193
) -)2لينا قندلفت ،لوي لوميير رجل يضبط الضوء فيولد الفن السابع ،كتاب األلفية ،دار الصياد،
بيركت ، 2000/1/1،ص .91
( -)3عدناف مدانات ،عدسات الخيال ،منشكرات ك ازرة الثقافة ،الفف السابع ،129دمشؽ ،سكرية،
،2007ص.23-22
( -)4محمد سيد محمد ،وسائل اإلعالم من المنادي إلى االنترنت ،دار الفكر العربي ،الطبعة األكلى،
،2009ص 91-90
( -)5رياض فكؽ العادة ،بدايات الفن السينمائي ،مجمة الحياة السينمائية ،العدد ،9منشكرات ك ازرة
الثقافة ،دمشؽ ،نيساف ،1981 ،ص 83كما بعدىا (بتصرؼ)
( -)6محمد العشرم ،صناعة السينما ،دراسة اقتصادية مقارنة ،ناشر خاص ،القاىرة ،مصر( ،د ت)،
ص 13كما بعدىا (بتصرؼ).
( –)7الفيمـ التسجيمي ىك نفسو الفيمـ الكثائقي ،لو ذات السمات كالخصائص كتختمؼ التسمية باختالؼ البمد.
( -)8ركبرت فكلتكف ،السينما وآلة وفن ,تطور فن السينما منذ عيد األفالم الصامتة إلى عصر
التمفزيون ,ترجمة صالح عز الديف كفؤاد كامؿ ,مكتبة مصر ,ص.11
(9)- Richard Barsam: Nonfiction film, George Allen and Unvin, London, 1974.
ك - Richard Barsam: Nonfiction film: Theory and Criticism, New York E. P.
Dutton & Co, Inc 1975.
( -)10فكرسيث ىاردم ،السينما التسجيمية عند جريرسون ،ترجمة صالح التيامي ،المؤسسة المصرية
العامة لمتأليؼ كاألنباء ،القاىرة ،1965 ،ص .111
135
( -)11أحمد كامؿ مرسي كمجدم كىبي ،معجم الفن السينمائي ،الطبعة األكلى ،الييئة المصرية العامة
لمكتاب ،القاىرة.1973 ،
,Paris ,Seghers , cinémas club ,(12)- Jean Epstein: Ecrits sur le cinéma
p. 9. ,1974
P. 14. ,1976 , London ,Penguin books ,(13)- Perkins F.P: Film as film
( -)14ركبرت فكلتكف ،السينما وآلة وفن ,تطور فن السينما منذ عيد األفالم الصامتة إلى عصر
التمفزيون ,ترجمة صالح عز الديف كفؤاد كامؿ ,مكتبة مصر ,ص .187
( -)15رعد عبد الجبار ،الفن السينمائي بين النظرية والتطبيق ،مطبعة المعارؼ ،بغداد ،1991 ،ص
91
136
تقنيات التصوير السينمائي الوحدة التعميمية السابعة
الكامي ار :آلة تصوير قادرة عمى تسجيل عدد محدد من الصور وفق نسق منتظم وتبمغ سرعة التقاط
المشاىد 24صورة /ث.
الشريط السينمائي (الفيمم) :عرض شريط التقاط المشاىد 35مم ،وما تزال دعامة الشريط حتى اليوم من
نترات السيمولوز.
الكادر السينمائي :ىو صورة مستطيمة تتكرر بانتظام عمى شريط الفيمم السينمائي وتحيط بيا من
الجانبين عدد من الثقوب تختمف وفقاً لنسبة ارتفاع عرض الكادر ,Aspect ratioويفصل كل كادر عن
الكادر الذي يميو خط ضيق .Inter lineبينما يتكون الكادر التميفزيوني من مجالين متشابكين من الفيديو
.Tow interlaced fields of videoفالكامي ار تمتقط صو اًر فوتوغرافية منفصمة تنطبع كل واحدة منيا
صورت بيا يتولَّد
عمى كادر منفصل ،وعند عرض ىذه الصور واحدة بعد األخرى وبذات السرعة التي ُ
عند المشاىد الشعور بحركة متصمة ومستمرة وىذه الحركة ىي جوىر فن السينما واألساس الذي يقوم
عميو.
137
التقاط الصور :يتحقق التقاط المشيد بعد مجموعة من عمميات أكثر تعقيداً ،فتقنية استعمال الكامي ار
تتوقف عمييا توقفاً شبو كمي ألن زوايا التقاط المشيد والبحث عن قيمة األشياء تستدعي التعاون
الذكي لممصور.
التوليف والمزج :لقد قيل في التوليف أنو من التأليف بالمقص ،حيث يولد أفكا اًر وأحاسيس بامتزاج أفكار
ص َل صورة بالصورة التالية شريطة أن تكون سرعة انتقال الشيء داخل الصورة
بأخرى ،ولكن الميم أن تُ ْو َ
متساوية نسبياً(.)1
138
الصورة وفن التصوير السينمائي
تعتبر حرفة التصوير السينمائي من أكثر حرفيات صناعة السينما تعقيداً ،حيث تركز عمى المحتوى
الجمالي والتكنولوجي لمصورة .ولكي يكون التصوير السينمائي ناجحاً ،يجب أن و يقتصر عمى مجرد
تسجيل المقطات ,بل يجب أن يكون قاد اًر عمى توصيل المشاعر والجو النفسي العام لممشيد ،وتوجيو
اىتمام المتفرج إلى ما يحتويو الكادر ،إضافة إلى التأكيد عمى المتغيرات في الم َش ِ
اىد كالمكان ,والحقبة َ
الزمنية أو الزمن اليومي .بالتأكيد ،أن ما سبق ،و يمكن أن يتم بافتعال ،إنما من خالل المحافظة عمى
قاعدة التتابع من لقطة ألخرى .كما يتضمن فن التصوير أيضاً متابعة تكوين الصورة ،وغالباً ما تكون تمك
مسئولية المخرج أووً في مرحمة تصميم المقطات.
يتكون من سمسة من الصور الثابتة ،أو الكادرات التي تقوم بتصويرىا الكامي ار
إن شريط أي فيممّ ،
السينمائية ،وىذا ىو شريط الفيمم منذ اختراع أول كامي ار سينمائية في معامل إديسون ،وحتى أكثر
الكاميرات تعقيداً.
فالصورة في السينما كما يرى الفيمسوف والناقد والسينمائي الفرنسي جيل دولوز " Gilles
"Deleuzeليست صورة تضاف إلييا الحركة ،بل صورة في حركة ،بصورة مباشرة ،في المقطة التي
كو ُن المخرج صوره ،ويجمع
ط ْع متحرك لمديمومة أو لالستم اررية .ومن رحم القطع ىذاُ ،ي ُّ
تعرف بأنيا قَ ْ
ّ
لقطاتو ،ويبني مشاىده ،ذلك أن «الكامي ار ىي عين المخرج» ،كما يقول مخرج األفالم والمؤلف والممثل
والمنتج األمريكي "أورسن ويمز" .لذلك ،من الضروري أن نعرف بأي عين ينظر المخرج إلى ما يريد
تقديمو أو تصويره .فالدراما تُ ِّ
عدل وتغير كثي اًر في أشكال تقديم الواقع ،بل قد تعبث بصورتو.
إن السينما قائمة إذاً عمى مبدأ الحركة ،وقد سبق لألخوين لوميير أن وصفا السينما في براءة
اختراعيما عام ،1895عمى أساس خاصية الحركة ،وقاو بأن السينما ىي آلة إلعادة إنتاج الحياة
الحقيقية ،ألن تسجيل وتمثيل الحركة ىو قدرة ىذه السينما عمى رسم العالم المرئي الذي تُعيد إنتاجو.
في األفالم الدرامية (الروائية) كما في األفالم الواقعية (الوثائقية -التسجيمية) الكامي ار ىي التي
تصف .فالكامي ار ىي أىم آلة في صناعة الصورة السينمائية وبالتالي صناعة السينما ،وتُعتبر النافذة التي
ُيطل من خالليا المشاىد عمى ما في األفالم من إبيار ومتعة بصرية واثارة وعمى كل ما في ىذه الدنيا
من شخصيات وأحداث ومعالم.
139
اء كان مموناً أم غير ممون ،تناظرياً أم رقمياً ،أصبح يرقى في بعض
والتصوير السينمائي ،سو ً
األفالم إلى مستوى اإلبداع التشكيمي الخالّق.
التسجيمي ترتكز عمى المادة الحياتية وعمى الظواىر والمواد الموجودة
ة وانطالقاً من أن السينما
موضوعياً وأن المادة الخا م فييا ىي الواقع ،تأتي آلة التصوير في الفيمم التسجيمي لتكون مجرد جياز يقوم
بتسجيل وقائع الحياة المحيطة بنا .وبالتالي فإن التحكم بآلة التصوير وطرق استخداميا ىو في نفس
الوقت تَ َح ُك ٌم بالحياة ووقائعيا حيث يستشف منيا السينمائي التسجيمي كل ما يريده من جديد وطريف
ومجيول نائياً بنفسو عن أن يقبل بنسخ الواقع وتقديمو وعرضو كما ىو .و"منذ المحظة األولى لمتصوير،
كون لنفسو فكرة
يتم العمل في الفيمم انطالقاً من تصوير لمواقع ،وو يستطيع المخرج أن يمنع نفسو من أن ُي ّ
مسبقة عن موضوعو .وعندما و يعرف جيداً ما الذي يصوره ،وو كيف يتم التصوير ،فإن الوصف لن
يكون جيداً ،وذلك ألن الصور تفتقد القدرة عمى التعبير الواضح ،والسبب أن الكامي ار – البريئة – (بكل
()3
فظروف التصوير ىي نفسيا التي تولد القدرة عمى توليد معنى لمكامي ار. معاني الكممة) و تصور جيداً".
َّورة
المص َ
التسجيمي تقوم السينما الروائية عمى التحكم بالموضوعات ُ
ة وعمى النقيض من السينما
والتحكم بأدق التفاصيل الفنية والتقنية المؤدية إلى إنتاج الصورة السينمائية الروائية.
واذا جاز الحديث عن التأليف في الفيمم التسجيمي ،فيناك دائماً ىامش لمتحرك والتمقائية فيو .أفضل
ٍ
شيء مختمف ،فيناك أشياء ٍ
شيء آخر... شيء لدى السينمائيين التسجيميين ىو انجذابيم الدائم لتصوير
و تَِرُد عمى الخاطر تَظوَ ُر أو تُكتَشف وتفرض نفسيا .وباختصار ،فإن التمقائية والمرونة ىي التي تعطي
الحيوية لمفيمم التسجيمي ،عمى العكس من السينما الروائية المحكومة بتفاصيل السيناريو المدروس مسبقاً
من قبل المؤلف السينمائي (السينارست) والمخرج.
فضل في الفيمم التسجيمي استخدام كامي ار 16مم وخام سريع ألن ذلك يعطي لمصورة ،من خالل
ُي َ
المعاصرة .ومقاس 16مم ىو المقاس األكثر استعماوً في األفالم
َ قوة الحبيبات ،إحساساً شديداً بالواقعية و
التسجيمية وخاصةً التعميمية والصناعية وفي بعض األعمال اإلعالنية أو التجارية التمفزيونية ،باإلضافة
إلى استعمالو في الخارج لتصوير األفالم ذات الميزانيات الصغيرة.
140
المصور السينمائي
141
-5الحصول عمى التصريح بالتصوير ،ألن ذلك يجنب المصور أو المخرج الكثير من المشاكل في حال
التصوير في أماكن لم يتم الحصول عمى التصريح الالزم لمتصوير فييا.
أ .اإلضاءة:
نؤكد بدايةً عمى أن المصدر األساس لإلضاءة في الفيمم الروائي ىي اإلضاءة اوصطناعية
باستخدام المعدات الكيربائية ،وأن المصدر األساس لإلضاءة في الفيمم التسجيمي ىو الطبيعة مثل :أشعة
الشمس ،وضوء القمر ،وضوء النيار ،وعتمة الميل...الخ ،إضافةً إلى اإلضاءة الموجودة في الحياة والعالم
الحقيقي والواقعي .وفي حال استخدام اإلضاءة اوصطناعية ،تتوقف صفات الضوء عمى طريقة استعمالو،
ويمكن تنفيذ أي نوع من أنواع اإلضاءة بأي نوع من مصادر الضوء ،ويأتي الخالف فقط في طريقة
اوستعمال.
142
-5تحقيق جمال الصورة.
-6اإلييام بالبعد الثالث أو العمق ،أي ُبعد األشياء أو قربيا.
مصدرىا ،مدى شدتيا ونوعيا ،من حيث النعومة أو الخشونة" .كان مدير التصوير الكبير عبد
العزيز فيمي ،يرى أن الضوء ىو األساس األول في بناء الصورة ...وأن المصادر الضوئية ليست مجرد
أدوات أو أجيزة لإلنارة ،وانما ىي أشبو بالحروف ،فيمكن استخداميا في تكوين جمل ضوئية ،أشبو
()4
بالجمل الكالمية ،أو الجمل الموسيقية ،وىي بذلك تعتبر أىم وسيمة في يد مدير التصوير".
المشاىد في السينما والتمفزيون و يرى المناظر مباشرة كما ىو الحال في المسرح وانما يراىا من ُ
خالل كامي ار فتكون زاوية الرؤية بالنسبة لو ىي زاوية اولتقاط بالنسبة لمكامي ار .وقد تطور توظيف زوايا
التصوير بما يخدم القيم الدرامية والجمالية واإلعالمية أكثر إلتاحة التعمق في األحداث ،بحيث لم تعد
الصورة مجرد تسجيل موضوعي عادي لألحداث ،بل أصبحت أكثر من ىذا ،فيي تستطيع أن تعبر عن
وجيات نظر ذاتية .حيث تستطيع بواسطة الكامي ار رؤية األشياء من جميع زواياىا بشكل يثير اإلبيار
البصري والشجن كما يحرك الذاكرة الفكرية.
وتوصف الزاوية بأنيا ذاتية ،إذا كانت آلة التصوير تأخذ مكان عين أحد شخصيات الحدث،
وتوصف بأنيا موضوعية ،إذا كانت الكامي ار تعبر عن وجية نظر المشاىد الخارجي لمحدث .ونظ اًر ألن
اختيار زاوية التصوير قد أصبح في حد ذاتو عنص اًر لو وظيفتو التعبيرية ،يجب عدم المجوء إلى استخدام
زوايا غير عادية و يكون وستخداميا أي مدلول أو ىدف ،وانما لمجرد تحقيق لقطة غريبة تثير المشاىد
ويعتَقد بعبقرية المخرج الذي ابتدع مثل ىذه المقطة.
أو تبيرهُ ،
إن استخدام الكامي ار ىو طريقة لمعبور والنفاذ إلى األشياء" ،وو تستطيع المقطات المقربة أن تحل
أبداً محل المقطة المتحركة .والمقطة المتحركة في الزاوية أو المقطة المتحركة الجانبية ىي السبيل الحق
()5
وكتشاف العالم".
143
وأىم زوايا التصوير السينمائي من األسفل إلى األعمى ىي كما يمي( :الشكل رقم )22
-1الزاوية السفمى جداً (المنخفضة جداً):
تكون فييا الكامي ار أسفل الشيء أو الشخص المصور لتظيره أكثر طووً وجالوً وقوةً.
-2الزاوية السفمى (المنخفضة):
تكون فييا الكامي ار أسفل الشيء أو الشخص المصور لتظيره طويالً وجميالً وقوياً.
-3لقطة مستوى العين (مستوى النظر):
المراد
تكون الكامي ار عمى ارتفاع ما بين 175-150سم عن األرض (بحسب طول الشخص ُ
ِ
المصور) أي عمى نفس مستوى عين شخص عادي ينظر إلى الشيء المصور وىي تصويره وحسب طول
بمثابة الزاوية القياسية لبقية الزوايا ،فيي زاوية التصوير الموضوعية أو الحيادية.
-4الزاوية العميا (المرتفعة):
تصوير الشيء أو الشخص المراد من أعمى لتقربو ولتجعمو أقل من حجمو الطبيعي بيدف تحجيمو
أو تقزيمو واظياره في موقف الضعيف أو الذليل.
-5الزاوية العميا جداً أو (المرتفعة جداً):
تصوير الشيء أو الشخص المراد من أعمى لتقربو أكثر ولتجعمو أقل بكثير من حجمو الطبيعي
ٍ
بشكل صارخ واظياره في موقف الضعيف جداً. بيدف تحجيمو أو تقزيمو
-6زاوية عين الطائر (زاوية الييميوكبتر):
وىي زاوية عمودية تيدف إلى تصوير منظر شامل وبانورامي لمشيء أو الشخص أو المكان من
السماء أو من مكان مرتفع.
أنواع المقطات:
تعتمد المقطة وحجميا وأنواعيا عمى عدة معايير منيا :المسافة الفعمية التي تفصل الكامي ار عن
الشخص أو الشيء الذي يتم تصويره ونوع عدسات الكامي ار المستخدمة أثناء التصوير وحركة الكامي ار
144
وعدد األشخاص داخل المقطة .فكل حجم ونوع لمقطات يقوم بتوصيل معمومات تختمف عن األحجام
واألنواع األخرى وتحقق أث اًر مختمفاً لدى المشاىد.
المصور:
َ أوالً -أنواع المقطات حسب المسافة بين الكامي ار والشيء
المصور ،مثل عين أو فم
َ -1المقطة القريبة جداً :تصوير جزء صغير جداً من الشيء أو الشخص
شخص أو حيوان ما.
-2المقطة القريبة :تصوير شخص من أعمى رأسو حتى كتفيو ،أو جزء تفصيمي ما من ش ٍ
يء معين.
-3المقطة المتوسطة القريبة :تصوير شخص من أعمى رأسو حتى صدره.
-4المقطة المتوسطة :تصوير شخص من أعمى رأسو حتى وسطو.
-5المقطة المتوسطة البعيدة :تصوير شخص من أعمى رأسو إلى ركبتيو وتسمى أيضاً المقطة األمريكية
لضرورة إظيار السالح الموضوع عمى جانب فخذ الشخص أو الممثل وخاصةً في أفالم الويسترن
أو الكاوبوي (رعاة البقر).
-6المقطة البعيدة :تصوير شخص بكامل قوامو من أعمى الرأس إلى أسفل القدم مع جزٍء كبير من
المكان الذي حولو.
ٍ
مسافة بعيدة لعرض المناظر الطبيعية أو محيط أو بيئة -7المقطة البعيدة جداً :تصوير مكان ما من
لممشاىد.
موضوع الفيمم ،وتتضمن ىذه المقطة أكبر كمية من المعمومات التي يمكن إيصاليا ُ
وتستعمل ىذه المقطة مثالً في تصوير المقطة اوفتتاحية أو التأسيسية في بداية المشيد لتقديم
وتوضيح المكان الذي يتم تصويره أو التصوير فيو ووضع كل شخصية أو ممثل داخمو بيدف
معرفة مكان كل شخصية في بقية لقطات المشيد وفي البيئة العامة لمفيمم.
145
-6لقطة أمريكية.
-7لقطة أمريكية واسعة.
-8لقطة متوسطة /عامة محكمة.
-9لقطة متوسطة /عامة.
-10لقطة متوسطة واسعة.
تتحرك الكامي ار ىنا لتظير الصورة وكأنيا تتحرك أو تغير من اتجاىيا أو تتغير من منظور
شاىد .وتسمح ىذه األنواع من المقطات لمم ِ
شاىد أن يتابع حركة ممثل أو قطار أو سيارة مثالً أو أن الم ِ
ُ ُ
يشاىد الشيء المصور من وجية نظر الشخصية أو الممثل أثناء حركتو وىو ما يزيد انتباه الم ِ
شاىد عمى ُ
ِ
المصور أو المخرج أن يمفت نظره إلييا ،ومن ىذه األنواع: األجزاء التي يريد
-1لقطة التتبع:
وفييا تكون الكامي ار مثبتة عمى منصة بعجالت تسمى ( )dollyتتحرك عمى قضيبين متوازيين كي
تساعد عمى سيولة وانسيابية حركة الكامي ار أثناء متابعة حركة الشيء أو الشخص المراد تصويره.
-2لقطة الرافعة:
الكامي ار ىنا مثبتة عمى ذراع رافعة (كرين )Crane -لتتحرك رأسياً أو أفقياً وفي جميع اوتجاىات
ٍ
بشكل درامي ومفعم. حتى تقترب وتبتعد عن الشيء أو الشخص المراد تصويره
-3المقطة البانورامية:
ٍ
بشكل أفقي إلى اليمين أو إلى اليسار وىي ثابتة في مكانيا أو لتمقي تتحرك الكامي ار في ىذه المقطة
نظرة بانورامية أو شاممة عمى مكان ما.
-4لقطة التمت:
ٍ
بشكل رأسي إلى أعمى أو أسفل وىي ثابتة في مكانيا إما لتتبع شخص يصعد تتحرك الكامي ار فييا
أو ييبط أو لتصوير وجية نظر شخص ينظر إلى أعمى أو إلى أسفل.
146
رابعاً -تقسيم أنواع المقطات حسب عدد األشخاص داخل المقطة:
-1لقطة واحدة :أي المقطة التي تصور شخصاً واحداً.
-2لقطة االثنين أو( لقطة ثنائية) :أي المقطة التي تصور شخصين.
-3المقطة الثالثية أو ( لقطة ثالثية) :أي المقطة التي تصور ثالث شخصيات(.أنظر األشكال من رقم
1إلى رقم )17
147
عمى صانع الفيمم إيجاد عالقة ِ
منتجة ومنطقية بين ترتيب المشيد وترتيب المقطة .وتشتمل الخطوط
الرئيسة المحددة لترتيب المقطة عمى:
-وضع آلة التصوير،
-حركة آلة التصوير،
-مقياس المقطة،
-فترة استمرار المقطة الواحدة،
-إيقاع المونتاج.
148
صور وأشكال وروابط تفاعمية لموحدة التعميمية السابعة
http://dvd4arab.maktoob.com/f977/2003033.htmlالمصدر:
المقطة الطويمة ) (LONG SHOTويتم من خالليا التقاط منظر عام بمساحة مفتوحة غير محددة شكل رقم ()1
المقطة المتوسطة ) (MEDIUM SHOTوىي لقطة تكشف المكان وتغطيو وتعرف بو شكل رقم)(2
المقطة الكبيرة ) (CLOSE SHOTوىي لقطة مقربو ال براز تفاصيل دون أخرى شكل رقم(3).
149
- 2حجم المقطة وفقاً لألشخاص فييا
المقطة الجماعية ألربعة أشخاص فما فوق ) ( GROUP SHOTشكل رقم ()7
150
- 3حجم المقطة وفقا لحجم الشخص المراد تصويره
لقطة متناىية الكبر -تفاصيل ) ( EXTRME CLOSE UPوتختصر ب ) (ECUشكل رقم ()8
لقطة مقربة جدا لمشخص ) ( VERY CLOSE UPوتختصر ب ) (VCUشكل رقم ((9
151
لقطة قريبو لمشخص ) ( CLOSE UPوتختصر ب ) (CUشكل رقم ()11
لقطة متوسطة قريبو لمشخص ) ( MEDIUM CLOSE UPوتختصر ب ) (MCUشكل رقم ((12
152
لقطة الركبة لمشخص ) (KNEE SHOTوتختصر ب ) (KSشكل رقم ((14
لقطة متوسطة طويمة لمشخص ) ( MEDIUM LONG SHOTوتختصر ب ) (MLSشكل رقم ()15
153
لقطة طويمة جدا لمشخص ) (EXTRM LONG SHOTوتختصر ب ) (ELSشكل رقم ()17
154
الشكل رقم ()18
155
( -)20لالطالع عمى حركات الكامي ار أنظر الروابط التالية:
http://www.youtube.com/watch?v=kys0pf5NfCc
http://www.forum.topmaxtech.net/t2169.html#ixzz2NpmOlIRP
( -)21موقع الفنون الجميمة مفيد لقراءة المزيد حول التصوير التمفزيوني والسينمائي وتقنياتو
المصدرhttp://www.alfnonaljamela.com/topic_show.php?id=107 :
156
الخالصة
في ىذه الوحدة التعميمية تعرفنا عمى المصطمحات والمفاىيم الخاصة بالتصوير السينمائي وتقنياتو وطرقو
وتطرقنا إلى بعض الميارات النظرية واألولية حول مبادئ التصوير السينمائي.
ولممصور السينمائي دور وميام في عممية اإلنتاج السينمائي ناىيك عن مكونات وأدوات عممية التصوير
وفيم أدوارىا في إنتاج الفيمم مثل :اإلضاءة ،زوايا التصوير ،المقطات السينمائية .فالمقطات السينمائية،
ليا أحجام وأنواع وتقسيمات مختمفة ،وليا دور ميم باعتبار أن المقطة السينمائية ىي وحدة بناء الفيمم
السينمائي.
وأخي اًر تعرفنا عمى كيفية استخدام فنون وتقنيات صنع وانتاج الصورة السينمائية.
157
تمارين
ثالثاً .يعتمد المصور السينمائي في عممية التصوير عمى أدوات أساسية ىي:
.1المخرج
.2الكادر السينمائي والتكوين
.3المقطات واإلضاءة
.4اإلجابتان 2و 3صحيحتان
158
رابعاً .تمعب اإلضاءة عدة وظائف ميمة بالنسبة لمصورة تتمخص في:
خامساً .لدى المقطات حسب المسافة بين الكامي ار والشيء المصور أنواع عدة:
159
سابعاً .الخطوط الرئيسة المحددة لترتيب المقطة تشتمل عمى:
.1زمنيا
.2حجميا
.3مدى شدتيا ونوعيا
.4كل ما سبق خطأ
.1الزاوية الموضوعية
.2لقطة مستوى النظر
.3كل ما ذكر صحيح
.4كل ما ذكر خطأ
.1لقطة متوسطة
.2لقطة متوسطة قريبة
.3لقطة قريبة
160
.4لقطة متوسطة بعيدة
161
المراجع
21. ص,1972،1 ط، لبنان، بيروت، دار منشورات عويدات، تقنية السينما، لو دوكا-)1(
، دمشق، سورية،114 سمسمة الفن السابع، منشورات و ازرة الثقافة، لغة السينما، عمي أبو شادي-)4(
.85 ص،2006
162
الصورة السينمائية الوحدة التعميمية الثامنة
يجتاح العالم طوفان من الصور ،وىذه حقيقة ال مراء فييا ،فمممرة األولى في تاريخ البشرية الطويل
عمى ىذه األرض )...( ،بات في مقدور الماليين من البشر ،الذين يعيشون في ظل الثورة االتصالية ،أن
يغنموا دفعات متصمة من الصور ذات األشكال الفنية والثقافية والتعبيرية .فالتقنية الحديثة لم تجعل الصورة
تعززت ،بدرجة أكبر ،في التجميات
حولتيا إلى قوة إقناعية ناشطة ّ
منتشرة في كل مكان فحسب ،بل ّ
البصرية ليذه التقنيات.
إن الصورة ،وبخالف وسائل التواصل الثقافي األخرى ،أسقطت عامل الزمن ،ورأينا كيف تالشت
تسيد عصر التمفزيون الذي اختزل
عذابات الروتين الطويل لمرسم والتموين بانتصار آلة التصوير ،ومن ثم ّ
عمى شاشتو عوالم الماليين في عالم (ضيف فضولي) أصبح حاض اًر في كل بيت وبدون استئذان .وبذلك
أحدثت الصورة انييا اًر متسارعاً في حدود الزمان والمكان ،توطدت مع حمول الفيمم السينمائي ،الذي
ساعدىا في العثور عمى موطئ قدم ليا في الذاكرة الجمعية ،التي بدأت تتمقف نحو ( )%80من
معموماتيا عبر حاسة البصر.
لقد سمح الفيمم السينمائي بمجال أعظم لمموىبة اإلبداعية الفردية ،ووضع الكثيرين أمام اختبار
صعب يتمحور حول مدى المقدرة اإلنسانية عمى االستمرار في مجاراة الصورة ،في رحمة الخضوع ليا أو
إخضاعيا خشية أال تفضي الصورة ،التي غدت أداة إعادة تشكيل لموعي ،إلى قطيعة مع الثقافة المكتوبة
التحول
ّ وتكوينيا العقالني ،وتستوعبيا في دورة اتصالية بالغة الثراء ،وفق شروط ثقافية قيرية ،ال تراعي
االتصالي التدريجي .فالصورة ككل والسينمائية كجزء ،تفرضان أنماطاً معينة عمى سموك اإلنسان وتحددان
توجيو في الحياة .وتتميز الصورة السينمائية بأنيا ثالثية األبعاد والسيما بعدىا الثالث (العمق) الذي يمنح
المتفرج القدرة عمى التفاعل ،وىو جالس في الصالة.
بالتأكيد ،ثمة نوع من العالقة التكاممية بين الصورة والفيمم والسينما ،فالسينما تتشكل من لحظة المقاء
بين صور الفيمم وعيون المشاىدين .فقبل أن يعرض الشريط السينمائي عمى الشاشة ،يتخذ شكل حضوره
المادي كفيمم يتكون من سمسمة من صور ،وبعد العرض عمى الشاشة يحوز عمى طبيعتو السينمائية ليغدو
جزءاً من نتاج ومن تاريخ .فالصورة تؤدي إلى الفيمم ،والفيمم يؤدي إلى السينما.
163
تقوم الكاميرات السينمائية ،في اليوم الواحد ،بفمترة اآلالف من الصور عبر برامج مونتاج بأنظمة
ثنائية وثالثية األبعاد ،تؤثر في الوجدان مباشرة ،من خالل تقديم وجبات بصرية تستنطق مواطن الضعف
في الشخصية .فنحن ال نتأثر بالصور الواقعية بقدر ما نتأثر بالصور المعروضة عمى الشاشة السينمائية.
ض وفقاً لزوايا ورؤية
عر ُ
وأنى لنا ،أن نتخيل فيمماً وثائقياً يتطرق لظاىرة التسول في مدينة دمشقُ ،ي َ
إخراجية فنية تحدد الشكل وتالياً المضمون ،أي تحديد المضمون عبر الشكل (صورتو) بقصد التأثير في
العمق .بالتأكيد ،لن يكون تأثيره مثل تأثير صور فوتوغرافية تُعدم فييا الحركة .بمعنى آخر ،ما من أحد
يستطيع تجاىل دور األفالم الوثائقية ،التي تعتمد عمى الصورة كأبرز محدداتيا ،وغالباً ما يتم عرض
تعبر .كما تأتي األفالم
الصورة لوحدىا دون االستعانة بالموسيقى أو التعميق ،ألن الصورة بحد ذاتيا ّ
الروائية ضمن سمسمة التأثير األقوى في مجرى العرض ،ويدخل العمق ُمضفيا ذاك الرونق الساحر ،أىم
السمات الدرامية .إذاً ،السينما باعتبارىا نتاج مركب ال يقتصر حضورىا عمى المادي فقط ،إنما الالمادي
أيضاً ،فإن الفيمم حين يعرض عمى الشاشة أمام أعين المتفرجين ،يمج لحظة العرض ليصبح جزءاً من
ص ِّوَر بعين روائية. ص ِّور ٍ
بعين تسجيمية ،وتخييمي ُ واقع جديد ،يستمد شرعيتو من حقيقي ُ
164
إن عالم السينما مقسم إلى قطع ،لكل قطعة درجة من االستقالل تمتمك ،نتيجة ليا ،قدرة عمى
التجميعات المركبة ،ال تتاح لنا في العالم الحقيقي ،ويصبح العالم عالماً فنياً مرئياً قوامو ووحدتو األساسية:
الصورة الفيممية.
كما تعتبر الصورة المادة األساسية لمغة السينمائية أو المادة الخام الفيممية ،وان كانت مع ذلك حقيقة
معقدة لمغاية ،ذلك أن تكوينيا يتميز بتراكيب عميقة قادرة عمى نقل الواقع الذي يعرض عمييا نقالً دقيقاً،
لكن ذلك النشاط موجو من الناحية الجمالية في االتجاه المحدد الذي يريده المخرج ،والصورة التي تحصل
عمييا بيذه الطريقة تدخل في عالقة جدلية مع الجميور الذي تقدم لو ،وأثرىا السيكولوجي عميو يحدد عدداً
من الخصائص ،ينبغي تحديدىا بدقة.
وقد تم ّكن مارسيل مارتان Marcel Martinمن أن يضع لمصورة الفيممية قواعد تؤسس ىويتيا،
()1
وتحدد معالميا الداللية ،وندرج فيما يمي تمك القواعد والخصائص:
ّ
أووًال :إ ّن الصورة الفيممية واقعية ،أي تتمتع بمظاىر كثيرة لمواقع وبطبيعة الحال تأتي الحركة في طبيعة
ىذه المظاىر ،والتي أثارت في الماضي دىشة المتفرجين األوائل الذين ىزتيم رؤية أوراق الشجر
خافقة مع النسيم أو قطار ييجم في اتجاىيم قادماً من األفق البعيد ،فضالً عن مكون الصوت الذي
يضفي عمى الصورة الفيممية بعداً تصوير اًي يعكس الجو المحيط باألشخاص واألشياء.
ثانياًال :إ ّن الصورة الفيممية دائمة في الحاضر ،فيي بوصفيا شريحة من الواقع الخارجي ،تتقدم من
الحاضر تصوره .فعدم التوازن الزمني ال يحدث إال بتدخل التقدير ،إذ أنو ىو الوحيد القادر عمى
تحديد عدة مستويات زمنية في أحداث الفيمم.
تكون "واقعاً فنياً" ،أي أنيا رؤية مختارة لمطبيعة ،مكونة ومصفاة .واذا كانت قوانين
ثالثاًال :كما أن الصورة ّ
تكوين الصورة تظل من الناحية العممية كما ىي في الموحة الفنية ،فإنو ينبغي مع ذلك أن نحترس من
الجمود ،ووسائل التخمص من ذلك الجمود ىي الحركة وعمى األخص استخدام العمق في الصورة،
فالسينما ألنيا مبنية عمى االختيار والتنظيم ،ككل فن ،تستطيع التصرف كما تشاء في الطريقة التي
تعرض بيا لممشاىد شرائح الواقع.
165
رابعاًال :كما أن الصورة ليا دورىا "الدال" ،فكل ما يظير عمى الشاشة لو معنى في الحقيقة ،وفي إمكانيا أن
تكون كذلك بطريقة ليست مباشرة وتصويرية فحسب ،إنما بطريقة رمزية أيضا.
خامساًال :لمصورة خاصية التعبير األوحد ،فيي بحكم واقعيتيا العممية ال تمتقط في الحقيقة إال مظاىر دقيقة
ومحددة تماماً لطبيعة األشياء.
سادساًال" :قابمية الصورة الفيممية لمتشكل أي مرونتيا ،وىذا ال يتعارض مع خاصية التعبير األوحد ،ألن
()2
الصورة في ذاتيا في الحقيقة ىي ذات معنى محدد واحد ،وال يمكن أن تكون مبيمة أو غام ضة".
إن قابمية الصورة لمتشكيل ،إنما تعني مقابمتيا بالصور األخرى إلعطاء المضمون أو (المعنى) ،وىذا
يبين ما لمصورة الفيممية من قدرة عمى المرونة العتبارىا عنص اًر حيوياً من عناصر التكوين داخل
البنية الفيممية المتشابكة والغنية بالتفاعالت والتفسيرات.
إن الصورة السينمائية ،وسيمة من وسائل التعبير عن طريق عرض الواقع من خالل السرد بالمونتاج
وتَ َغيُّر المناظر .وتتسم بخصائص تفتقد إلييا الفنون التشكيمية والفوتوغرافية ،منيا :الشاشة العريضة،
األلوان ،الحركة ،الواقعية ،األثر التعبيري ،وحدة المعنى ،تشكيمية الصورة .ويمكن إضافة إلى ما سبق،
فناً زمانياً أمثال
الصوت والمرونة والحميمية ،أما من ناحية الزمن فمنيم من يعد السينما مثل الموسيقى ّ
(مارسيل مارتن) ،ومنيم من يعتبره مكانياً حيث يتم تنظيم الشكل الخاص بالصورة عبر المكان والزمان
ومنيم (شاكر عبد الحميد).
فحتى المعنى الذي تنتجو الصورة السينمائية ،ليس نقالً لمواقع بل إحساس بو ،وثمة فارق جمي بين النقل
واإلحساس ،فالنقل عممية ميكانيكية تخمو من أي إحساس بالجمال والمتعة .في حين أن اإلحساس بالواقع
أن ىناك لغة خاصة بالصورة ومقترنة بالجمال تخمق اإلبيار ،فوظيفتيما (أي الصورة والجمال) ىو
يعني ّ
التعبير.
الكادر السينمائي يقدم (صورة فييا إيقاع بصري وذبذبة خطوط ،واتجاىات ،وتكوينات وانشاءات
مرئية جذابة )...( .إن الموحة التشكيمية تقوم بدور مشابو لما تقوم بو (الصورة) السينمائية في ىذا
166
الخصوص ،ألنيا من خالل (إطارىا) تقطع شريحة من
الحياة وتترك الباقي خارج إطارىا المرسوم ،ولكن بشرط واحد
ىو أن تجمد (صورة) المقطة.
167
ينبغي أال يؤخذ عمى أنو أكثر من مجرد وسيمة لإلضافة إلى لوحة األلوان تبعاً لفطرة وتدبير الفنان ،وأن
المون مثمو كمثل باقي الوسائل عبارة عن رصيد مدخر لدى الفنان يصبح عظيم الفائدة إذا استطاع اإلفادة
أن السينمائي يستطيع استخدام األلوان من أجل الحصول منو في توفير المزيد من التحكم في إنتاجو .إذ ّ
عمى تأثير معين عمى الصورة السينمائية بدالً من أن يستخدميا باألسموب الطبيعي ،أي أن يرتبيا طبقاً
ألثرىا الدرامي بدالً من أن يكتفي بمجرد تسجيميا كما
ىي .ومن جية أخرى يقول (أرنست لندجرن) عن
تأثير المون عمى الصورة السينمائية أن إضافة المون
إلى صورة الشيء أو الحسم سيسبب كسباً من ناحية
الواقعية ولكنو ال يضيف شيئاً لمصفات التعبيرية في
الصورة حيث أن أكثر األفالم تأثي اًر تمك التي
تخاطب العين في المقام األول عمى أن تأتي األذن
()4
بعد ذلك في المقام الثاني
كما ىاجم مونتاجي االستخدام غير المدروس والمفرط لأللوان ،نجد أن أرنست لندجرن قد ىاجم
اإلفراط في استخدام الصوت بقولو :إن الكسب المقابل لألفالم الناطقة مائة في المائة من ناحية تطابق
الصوت والصورة كان محدد القيمة .لقد كان في وسع الفيمم الصامت أن يعرض عمينا صورة كمب ينبح،
واضافة صوت نباحو ىو بال ريب كسب من ناحية الواقعية ولكنو ال يخبرنا بشيء جديد أكثر مما كنا
نعرفو من قبل ،فيو ال يضيف شيئاً لمصفات التعبيرية في
الصورة فيي مازالت مجرد صورة كمب ينبح.
168
التأثير الداخمي لمصوت والمون
إن الصوت لم يتأصل في الفيمم الصامت وانما نبع منو .حيث جاىد الفيمم الصامت لكي ينقل إلى
الناس كل من الصورة التشكيمية والصورة الصوتية ،إضافةً أيضاً إلى قياميا بنقل تعبير قوي إلى المتمقي.
169
تمت في السينما الممونة عدة محاوالت ناجحة الستخدام
ّ
األلوان في إنتاج تأثيرات مرئية بيدف نقل المتفرج إلى حالة
سيكولوجية معينة في أحد األفالم ،أدى الميب والوىج المذان
يفرقعان عمى الشاشة إلى إصابة الجميور بنوبة مفاجئة من
()5
االنفعال واالبتياج
تتجمى الصورة السينمائية كإمكانية تمثيمية موازية لإلمكانيات المتاحة في الصيغ المتعددة لفنون
التصوير المغوي والبصري ،غير أنيا تمتاز عنيا بكونيا تمتمك القدرة عمى التواصل بأكثر من لغة ،فيي
تنيض باألساس عمى استثمار مجمل الوسائط واإلمكانيات التعبيرية ،المرئي منيا والذىني ،المحسوس
والمجرد ،الواقعي والتخييمي .ولما كانت الصورة السينمائية تنطوي عمى ىذا الثراء التعبيري فقد شكمت آلية
فريدة لتحقيق المتعة الذىنية وفتنة الحواس وتمرير الرسائل الفكرية واألخالقية بالنحو الذي يكسب الصور
السينمائية بعداً نورانياً ،سواء بالمعنى الحسي الذي تورف فيو الصفحات الحياتية "المشخصة" وارفة عمى
الشاشة البيضاء ،أو بالمغزى الجمالي الذي تروي فيو الصور الفيممية ظمأ الكائن إلى "المحتمل"
()7
اإلنساني
170
جاذبية الصورة السينمائية
المرحمة األولى :التي يصب فييا المخرج كل طاقتو اإلبداعية من أفكار وأساليب تقنية ،لكي تكون الصورة
الفيممية بمستواىا الفني المرموق ونصوعيا ،ودقة ألوانيا واشراقيا.
المرحمة الثانية :ونرى في ىذا السياق أن الجميور يحضر منذ المرحمة األولى في مخاطر المخرج حين
يشكل وكادره الفني والتقني أبعاد صورتو الفيممية القادمة ،ألنو يتخيل ويحقق تخيمو وفق االعتبار اآلتي:
إلى أي مدى سيستطيع المتفرج فيم ىذه الصورة ويتذوقيا؟
ويقوم عمل المونتير بكاممو عمى ىذا االعتبار .إن المونتاج حين يصوغ تصوراتو عن حجم الفيمم وطولو
()8
وعمقو ومحتواه وايقاعو ،فإنو يفرض تصو اًر مركزياً لمصورة السينمائية واتجاىاتيا في مخاطبة اآلخر.
لم يكن أمام ىؤالء السينمائيين العرب إال تمقف ىذا االبتكار الغربي والتعاطي معو بوصفو قيمة
وضعية ال سبيل لمخروج عمييا ،وذلك منذ بدايات ظيور السينما في الوطن العربي حتى اآلن وما يعترض
عميو أحد النقاد العرب في قولو "لننظر في قضية تأطير الصورة (كادراج) وقضية البناء الدرامي ومفاىيم
الزمن ،نكتشف أن السينمائيين العرب استعاروا من الغرب مفيومو لحدود الصورة استعماليم لمقطة المكبرة
سينما تعتمد المنمنمات العربية عمى المقطة الجماعية ذلك أن السينما فن ابتكره األوروبيون وقد نما وتطور
في مناخ ثقافي واقتصادي معين .ىذا يعني أن الفن السينمائي السائد ىو الشكل ( )33و( )66وىذه
النسبة تعطي لمصورة حجميا الحالي وىو حجم أفقي ومتوازن مستميم من التراث التشكيمي الغربي الذي
يستند أساساً إلى فن عصر النيضة ،وىذا الحجم ليس محايداً إذ أنو يتضمن رؤية العالم ،فأحجام الصورة
()9
في الفنون التشكيمية العربية واآلسيوية مربعات ،ولو اختُرعت السينما في إفريقيا لكانت الصورة عمودية
171
الكادر السينمائي والتكوين
فاألىمية األولى عند المخرج التسجيمي ليست في كيفية وضع الجسم في الكادر -المقطة -وكيفية
تحريكو ،بل إن عميو أن يعطي األىمية األولى لمحتوى الكادر في حد ذاتو ،وليذا نجده يرتبط بالمعنى
الداخمي وبالمضمون الذي يريد توصيمو إلى المشاىد ،وأي حالة نفسية يجب أن يوحي بيا الكادر عند
()10
تكون الفيمم.
عرضو في وسط الكل المتكامل في مجموع الفصول التي ّ
172
التكوين في الصورة السينمائية
اإلطار السينمائي يمثل النموذج األسمى لمصورة النابضة بالحياة ،فالحركة ىي الوىم
الممفت لالنتباه .إذاً حركة الصورة منبعيا التتابع الذي ُي َّ
قدر بأربع وعشرين صورة في الثانية
حوالً الصورة الثابتة إلى صورة متحركة مما يوحي بحقيقتيا وواقعيتيا ،وا ّن عممية مزج الصوت البشري
ُم ّ
بالصورة في الفيمم ىي عممية ربط التصوير الفني بالواقع .فالصوت الذي يصدره الشريط الحقيقي المتجسد
من خالل الممثل يغدو لغة حقيقية ،غير أن الصورة المتحركة في المجال السينمائي تحمل دالالت دقيقة
إذا ُمزجت بحاالت من الصمت في مواقف معينة مساعدةً عمى إثارة التشويق ،وىذا ما نطمق عميو بالغة
()11
الصمت
()12
ب .وضع الصورة:
نقصد بوضع الصورة تعيين المكان المناسب لمادة الموضوع داخل الصورة أو بمعنى آخر ترتيب
الصورة ،وىناك الكثير من المناظر التي تتضمن حركة ممثل أو حركة كامي ار مما يتطمب ألحدىما أو
كمييما معاً عممية تكوين مستمرة عمى طول استمرار الحدث .وفي حالة وجود شخصية متحركةُ ،يراعى أن
تكون المسافة الممتدة أماميا أكبر قميالً من المسافة الممتدة خمفيا ،وبالنسبة ألوضاع التصوير الثابت
تكون المسافة الممتدة في اتجاه نظر الشخصية ىي األكبر قميالً ،ذلك أن الفراغ الممتد خمف الشخصية
ىو فراغ أقل أىمية من الفراغ أمام الشخصية وخمفيا.
ومما يجب مراعاتو أيضاً عدم تماس الممثمين مع اإلطار الخارجي لمصورة ،بالوقوف أو الجموس
مثالً عمى الخط السفمي لمصورة تماماً أو أن يميموا أو يصطفوا في محاذاة دقيقة لجانبي الصورة .كما يجب
مراعاة عدم مرور الخط السفمي إلطار الصورة عند مفاصل الممثل حتى ال يقطعيا عند الركب أو
الخصر أو المرفقين أو الكتفين ،فمرور خط اإلطار لمصورة عند مفصل المرفقين مثالً يعطي شعو اًر لدى
المشاىد بأن يد ىذا الم مثل مقطوعة ،وكذلك بالنسبة لممفاصل األخرى في جسد الممثل ويجب أن يمر
173
خط إطار الصورة في المسافة الواقعة بين مفصمي الممثل ،ففي حالة اليدين يمكن أن يمر خط اإلطار
عمى الساعد أو العضد أي فوق أو أسفل مفصل المرفقين.
واذا كان لتكوين الصورة في السينما ىذه األىمية ،فإن ترتيب الصورة في المقطات المتحركة أيضاً
لو أىمية التكوين في المقطات الثابتة ،فالممثل أو الجسم أو الحدث األكثر أىمية يوضع عادة عمى
الجانب األيمن .وتعود ىذه األىمية لميمين عمى اليسار في أن حركة العين في المغات الالتينية تتجو من
اليسار إلى اليمين ،حيث يكون اليمين ىو األكثر جاذبية .وكون المغة العربية تبدأ من اليمين لميسار
عكس المغات الالتينية ،فينا يحتل الجانب األيسر في ىذه الحالة األىمية األكبر.
واذا كان المطموب مفاجأة الجميور أو صدمو ،فيمكن أن يتم ذلك بدخول ممثل جديد فجأة من
مما يدفع المتفرج إلى تغيير انتباىو فجأة من اليمين إلى اليسار ومن ثم يمكن أن ييجم الشرير
اليسار ّ
عمى البطل من يسار الصورة أو أن يظير جسم أو حدث ميم في يسار الصورة فجأة لجذب االنتباه
ويكون ذلك التأثير أكثر نجاحاً إذا تم بعد فترة سكون مؤقتة لمحدث حتى نفاجئ المشاىد.
إن وضع الكتل الضخمة عمى يمين الصورة يفقد توازنيا ،ولكن من الممكن أن يقف الممثل الميم
ّ
عمى اليمين وينظر إلى قمة جبل ضخمة عمى اليسار واذا انعكست الصورة فمن المحتمل أن يضيع
الممثل عمى اليسار ويطغى الجبل عمى التكوين تماماً ومن ثم يجب عمى المصور والمخرج أن يعي كل
منيما مزايا األوضاع المختمفة داخل الصورة.
إن تصوير شخص بجانب عمود كيرباء مثالً يجعل المشاىد يتعرف عمى الطول الواقعي ليذا الشخص
ّ
مقارنة بعمود الكيرباء الذي يعرف المشاىد طولو .ولكن ماذا لو أردنا أن ُنظير الشخص أكبر من حجمو
174
إن إظيار ممثل أطول من حقيقتو يتم فقط
الحقيقي ،وىل نمجأ إليو في كل األفالم الروائية وغير الروائية؟ ّ
في األفالم الروائية ويتم ذلك بميارة وعمى األخص في المقطات المتوسطة والقريبة ،بوقوف الممثل فوق
كتمة ما أو بوصفو أمام اآلخرين مع إمالة زاوية الكامي ار حتى يبدو أطول منيم ،ويمكن لميندس المناظر
في األفالم الروائية أن ُيصمم المناظر بحيث تتالقى في العمق مما يخمق منظو اًر خاصاً يسمح بظيور
الممثل ذي الحجم الطبيعي في المقدمة والممثل ذي الحجم الضئيل أو حتى القزم في المؤخرة دون أن
يظير الفارق بينيما.
وال يتم المجوء إلى ىذه األساليب في األفالم غير الروائية ،بل كل شيء يظير وفق حجمو الحقيقي.
وعند الرغبة في إبراز أو تصوير مجموعة كبيرة من الناس (مظاىرات -اعتصامات -تجمعات
جماىيرية) ،فيتم من خالل تقريب الكامي ار ،فتبدو مجموعة صغيرة من الناس أو األشياء أو اآلالت أكبر
من حجميا إذا مألت الصورة حتى تجاوزت حدودىا.
ىذا في حالة إظيار األحجام والتالعب بيا .ولكن ماذا عن المؤثرات النفسية ،كيف نظيرىا من
خالل األحجام؟
صور
تؤدي الجوانب النفسية الناتجة عن الحجم المناسب لألجسام في الصورة واختيار الزاوية التي تُ ّ
منيا إلى استجابة انفعالية لدى المشاىد أقوى مما ينتج عن
ظيورىا دون مراعاة الختيار الحجم والزاوية.
175
بحيث يتداخمون معاً ،تحريك الممثمين وتحريك الكامي ار إلى األمام والى الخمف في اتجاه المتفرج أو بعيداً
عنو ،اختيار زوايا الكامي ار والعدسات التي تخمق خطوطاً متالقية حتى نحصل عمى منظور جذاب ،تحقيق
مستويات مختمفة من اإلضاءة تكون فييا إضاءة األجسام األمامية أقل من إضاءة األجسام في الخمف
إن تصوير األجسام داخل الصورة ،أي وضع
حتى ينتج عنيا تأثيرات ظمية (سمويت) أو نصف ظميةّ .
الكامي ار أمام وحول الديكور أمر غير مرغوب أحياناً بل ال بد من أن تكون الكامي ار وسط الديكور في
بعض األحيان لمحصول عمى اإلحساس بالتجسيم بدالً من وضعيا في الخمف خارج المجال تط ّل عميو
من بعيد ،فيجب االىتمام كثي اًر بالعمق ألنو يخمق التأثيرات القوية لإلحساس باألبعاد الثالثة.
ه .البساطة:
176
177
الخالصة
في ىذه الوحدة التعميمية تعرفنا عمى خصائص الصورة الفيممية كأساس لإلنتاج السينمائي وعمى أوجو
العالقة بين الصورة السينمائية والفنون التشكيمية.
فينالك تأثيرات لمون والصوت عمى الصورة السينمائية وعمى مستواىا الفني كما أنو لكل صورة سينمائية
إمكانيات فنية وتعبيرية وعناصر جاذبية .وقد درس كل من السينمائيين الغربيين والشرقيين تأطير الصورة
السينمائية.
ىنالك طرق عديدة لتكوين الكادر السينمائي والتكوين في الصورة السينمائية وذلك من خالل اإلطار
والحجم والوضع والعمق في الصورة.
كما تعرفنا عمى كيفية استخدام فنون وتقنيات صنع وانتاج الصورة السينمائية ،بحيث يصبح الطالب قاد اًر
عمى إنتاج فيمم سينمائي تسجيمي كمشروع تخرج.
178
تمارين
.1خيالية
.2مؤقتة في الحاضر
.3تكون واقعاً فنياً
.4ليست مرنة
.1الشكل واإليقاع
.2الطول
.3الزمن
.4اإلجابتان 2و 3صحيحتان
179
رابعاًال .يقصد بوضع الصورة السينمائية:
.1ترتيب الصورة
.2التكوين في العمق
.3بساطة الصورة
.4حركة الصورة
خامساًال .يقول (ايفور مونتاجي) أن هناك تأثير عمى المستوى الفني لمصورة السينمائية هو:
.1الصوت
.2المون
.3االتجاه
.4اإليقاع البصري
سادساًال .يقول (أرنست لندجرن) أن هناك تأثير عمى المستوى الفني لمصورة السينمائية هو:
.1اإليقاع البصري
.2الصوت
.3المون
.4الزمن
180
.4السينما تؤدي إلى الصورة
181
المراجع
) -(1مارسيل مارتان ،المغة السينمائية والكتابة بالصورة ،ترجمة فريد المزاوي ،المؤسسة العامة لمسينما،
و ازرة الثقافة ،دمشق ،2009 ،ص .16
( -)3عقيل ميدي يوسف ،جاذبية الصورة السينمائية ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،ط ،1ص .29 ،28
( -)4سعد عبد الرحمن قمج ،السينما الممونة ،الييئة المصرية العامة لمكتب ،ط ،1971 ،1ص – 102
.103
( -)7شرف الدين ماجدولين ،الصورة السردية في الرواية والقصة والسينما ،رؤية لمنشر والتوزيع،
القاىرة ،ط ،2006 1ص .130 ،129
( -)8عقيل ميدي يوسف ،جاذبية الصورة السينمائية ،مرجع سابق ،ص .124
( -)9محمود عمم الدين ،الصورة الفوتوغرافية في مجال اإلعالم ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،القاىرة،
،1981ص .101
( -)10منى سعيد الحديدي وسموى إمام عمي ،أسس الفيمم التسجيمي ،اتجاهاته واستخداماته في
السينما والتمفزيون ،دار الفكر العربي ،القاىرة ،إصدار ،2004ص .242
( -)11أحمد بميمة ،الترجمة بين سيميائية الرواية -الفيمم ،دار المغرب ،ط ،2008 ،1ص .28
( -)12جوزيف ماشيممي ،التكوين في الصورة السينمائية ،ترجمة ىاشم النحاس ،مطابع الييئة المصرية
العامة لمكتاب ،القاىرة ،1983 ،ص 93وما بعدىا (بتصرف).
182
الصوت في السينما الوحدة التعميمية التاسعة
السينما الناطقة
بدأت مالمح الصوت السينمائي األولى في معامؿ ( إديسوف )Edisonعاـ 1889حيث رافقت
الفيمـ بعض التمتمات .وأدخؿ ( Lumièreو Méllièsلوميير وميمييو) وغيرىما الصوت إلى األفالـ عف
طريؽ لفظ الكممات مف وراء الشاشة ،ونظـ شارؿ باتيو ) ،(C. Pathéقبؿ بداية القرف العشريف ،حفالت
قدـ فييا أفالماً غنائية قصيرة مستفيداً مف اختراعات األجيزة الصوتية المختمفة.
وفي أواخر العشرينيات مف القرف العشريف قؿ اإلقباؿ عمى األفالـ السينمائية بعد أف ظير ليا
منافساف قوياف ىما الراديو والسيارة ،فما كاف مف الشركات الكبرى إال أف أخذت تبحث عف وسيمة جديدة
تستعيد بيا األمواؿ التي خسرتيا وقد وجدت ضالتيا في أفالـ الفيتافوف والناطقة والغنائية القصيرة ،وقد
ُعرض أوؿ فيمـ مف ىذا النوع سنة .1926ويقوؿ بعض الباحثيف أف أ وؿ فيمـ ناطؽ ُعرض في العالـ
عاـ 1927ىو الفيمـ األمريكي مغنى الجاز.
وزادت الحاجة االحتكارية لمصوت السينمائي فكانت دافعاً كبي اًر لمشركات السينمائية لتطويره وفي
النياية وصمت مجموعة (روكفمر) (صاحب المصرؼ القومي األمريكي لتصنيع الراديو) إلى طريقة
التصوير الصوتي ،ولكي تستطيع استثماره أسست شركة خاصة لمتابعة العمؿ إلى أف ظير الفيمـ الناطؽ
%100األوؿ وىو (أضواء مدينة نيويورؾ) سنة .1929
وقد تعرض اختراع الفيمـ الناطؽ إلى رفض ميني وتجاري فقد رأى بعض المخرجيف أنو سيقتؿ
الفيمـ الصامت وسيحوؿ إلى مسرح مصور .فقد رفض تشارلي شابمف مثالً الصوت في السينما ورأى فيو
وبيناً عف طريؽ
ىادماً خطي اًر لجمالية الصورة السينمائية ،وتوضيحاً لكثير مما يجب أف يكوف موضحاً ّ
الصورة ،ألف السينما ،كما يرى شابمف ،ىي صورة.
أما الرفض التجاري فيعود إلى أف البنوؾ والمصارؼ دفعت مبالغ طائمة لالستثمار في أفالـ ىوليود
وىي أفالـ صامتة حيث برزت مشكمة الممثميف والترجمة وأساليب التمثيؿ مع النطؽ بظيور الفيمـ الناطؽ
،غير أف بيوت الماؿ مما جعؿ ىوليود تتردد كثي اًر تفاعالً مع تردد بيوت الماؿ في متابعة االستثمار
واؿمصارؼ واؿبنوؾ رجحت الكفة لصالحيا عندما بدأت بتمبية مطمب الجماىير بإحضار ممثميف يتكمموف
183
،األمر الذي وضع اإلنتاج لغتيا عبر عممية اإلبداؿ الصوتي وىو ما تطمب تغطية مالية ضخمة
السينمائي تحت سمطة ووصاية اؿمؤسسات المالية والتجارية.
وفي بداية الثالثينيات ،أصبح الفيمـ الناطؽ ُينتَج وينتشر في كؿ أنحاء العالـ.
ومف جانب آخر ،فمع أف الفيمـ المموف عرؼ منذ بداية القرف العشريف إال أنو لـ يثبت إال بعد سنة
.1929
الصوت
يشكؿ الصوت العنصر الثاني مف عناصر الوحدة األساسية لمفيمـ السينمائي ،ويشمؿ المغة المفظية
(الحوار) والمؤثرات الصوتية والموسيقى والتعميؽ والصمت والمونولوج الداخمي ،وعناصر شريط الصوت
ىذه تندمج جميعاً بطريقة متكاممة لتكوف الصوت في الصور المتحركة .حيث يمكف استخداـ الصوت
بحسب لورينتز ،كما رأينا سابقاً ،استخداـ اً إبداعياً يزيد مف التأثير اإلقناعي لمفيمـ ،ويضاعؼ مف
مصداقيتو بما يحقؽ أىدافو.
-1األصوات الطبيعية :وىذه األصوات يمكف إدراكيا في الطبيعة ذاتيا ،مثؿ أصوات الرياح ،والرعد،
والمطر ،واألمواج ،والماء الجاري ،وتغريد الطيور ،وصراخ الحيوانات المختمفة...الخ.
-2األصوات البشرية :وىي تمؾ األصوات التي يصدرىا البشر ،أو التي يشارؾ البشر في صنعيا.
(الحوار ،الضجة ،الموسيقى والموسيقى التصويرية ،المؤثرات.)...
-1الصوت يزيد اإلحساس بالواقعية( .أصوات الرياح ،والرعد ،والمطر ،واألمواج ،وبكاء طفؿ).
184
-3الصوت يربط بيف الصور المتتابعة والم َش ِ
اىد المتقطعة ،فبينما يستطيع المتفرج أف ينقؿ عيناه بيف َ
أشياء مختمفة ،فإف أذناه تسمع نفس الصوت .وىكذا ،فإذا كانت عدسة التصوير تقوـ بالتقطيع ،فإف
الميكروفوف يقوـ بالربط.
-5الصوت يساعد الحدث ،ال يعيؽ تطوره وتقدمو وال يبطئ مف سرعتو.
ٍ
بشكؿ تعبيري .وشريط ٍ
بشكؿ واقعي أو يمكف استخداـ ىذه األصوات مع بعضيا أو بصورة مستقمة
الصوت النيائي يتكوف مف األشرطة السابقة حيث يتـ مزجيا مع بعضيا ،وأىـ ىذه األشرطة ىو الذي
يتـ تسجيمو أثناء تنفيذ الفيمـ مصاحباً لمتصوير أي التسجيؿ المباشر مثؿ شخصية في الفيمـ تتحدث عف
ٍ
شيء ما أو آلة تعمؿ وتصدر صوتاً معيناً .أما الموسيقى أو األغاني فتُ َس َجؿ قبؿ أو بعد التصوير
وتَُركب عمى الصورة عند المونتاج.
ومف الميـ أف تكوف األصوات منسجمة ومتزامنة مع الصور ،أي أف تنطمؽ ىذه األصوات في نفس
المحظة التي تنطمؽ فييا الحركة وتتوافؽ معيا.
المؤثرات الصوتية
المؤثرات الصوتية ىي أصوات األحداث التي تعرض عمى الشاشة ،أي األصوات التي تمثؿ كؿ ما
يحيط بنا في حياتنا اليومية مف أصوات سيارات في الشوارع أو أبواب تغمؽ أو تميفونات تدؽ أو بواخر أو
يعبر عف حقيقة المكاف الذي
حيوانات أليفة أو شرسة أو إطالؽ رصاصة أو فرممة سيارة ،وغير ذلؾ مما ّ
يدور فيو الحدث أو يتحرؾ فيو الممثؿ .وقد تأتي ىذه األصوات مف مكاف آخر بعيد عما ُيعرض عمى
الشاشة أو مف خارج الشاشة مثؿ صوت سفينة تأتي مف بعيد بينما تعرض الشاشة الناس عمى الشاطئ
أو صوت قطار قادـ بينما يرى المشاىد أمامو تجمعاً لممسافريف المنتظريف في المحطة.
ولممؤثرات الصوتية أىمية كبيرة حيث تساعد عمى ازدياد إحساس المتفرج بالمشيد وما يدور فيو،
وىي تقدـ وتقوؿ لو ما ال يراه ،وتعطيو معمومات أكثر مما يمكنو رؤيتو.
185
إف جزءاً كبي اًر مف المؤثرات الصوتية يمكف أف ُيسمى الضجة ،فأية حركة يصحبيا غالباً نوع مف
الصخب ،ومف البدييي أال نرى عمى الشاشة طائرة تقمع دوف أف نسمع ىدير محركاتيا .وعميو يمكف
لمضجة أف تميز وتحدد المكاف اؿ ذي يجري فيو الحدث وزمانو .وكما ىو الصوت والمؤثرات الصوتية،
فإف الربط مف أىـ وظائؼ الضجة.
تضاؼ المؤثرات الصوتية إلى الفيمـ بعد االنتياء منو ،حيث مف الصعب التحكـ فييا لو أنيا
ُسجمت مع الحوار.
الموسيقى
الموسيقى والمؤثرات الصوتية في الفيمـ ليست إضافة بسيطة إلى الصورة ،ولكنيا عنصر ميـ مف
عناصر الفيمـ السينمائي ألنيا تعبر تعبي اًر قوياً واضحاً عف حوادث الفيمـ .وىي عامؿ ميـ يمد الفيمـ
بالعواطؼ المصاحبة أو اإليقاع األساسي لمتصاعد الدرامي بحيث يشعر المتفرج أنيا جزء ال يتج أز مف
الفيمـ فيي تساعده عمى المزيد مف التركيز والتفاعؿ مع المادة التي يشاىدىا.
والموسيقى ىي ،أيضاً ،عامؿ مساعد في التعبير عف المواقؼ وسير األحداث ،فمف خالليا يستطيع
المتفرج أف يتعايش مع أحداث الفيمـ ويستطيع إدراؾ مشاعر شخصياتو .والمتفرج يستوعب الموسيقى
التصويرية والمؤثرات الصوتية ال شعورياً ،وبالرغـ مف أف المؤلؼ الموسيقي أو المخرج الذي يختار
الموسيقى يستطيع أف يمفت المتفرج إلى وجودىا ،إال أنيا إذا غابت شعر المتفرج بغيابيا بشكؿ ممفت.
ويمكف اعتبار الموسيقى مصد اًر لممعمومات في الفيمـ ،لكف المعمومات التي تنقميا ليست مباشرة كما
في القصة أو الصورة ،فيي تعبر عف المعمومات في ٍ
بعد ثالث أي باألحاسيس والعواطؼ واألجواء.
أما الموسيقى في السينما التسجيمية ،ؼتعتبر إحدى مفردات التعبير التي يمكف استخداميا بإبداع مف
المشاىد ببعضيا وخمؽ جو مناسب ،وبحيث ال تكوف
قبؿ المخرجيف اؿموىوبيف ،بحيث تكوف ميمتيا ربط َ
الموسيقى بديالً عف أي شيء في الفيمـ الوثائقي.
186
ٍ
بشكل خاص): ومن أىم وظائف الموسيقى في السينما عموماً (والسينما التسجيمية
أي أنيا تكوف لحناً لكممات أغنية ما أو لقصيدة ما ،أو أف تكوف موسيقى لرقصة أو دبكة ما ،أو
مقطوعة موسيقية ُم َؤلفَة سابقاً.
-2موسيقى تصويرية:
الموسيقى التصويرية ىي جزء مف شريط الصوت ،غير أنيا ليست جزءاً مف القصة فال أحد
يستشير مؤلفي الموسيقى عند كتابة السيناريو .لكف ال ُب َد لمؤلؼ الموسيقى التصويرية ألي فيمـ أف يطمع
عمى السيناريو بعد كتابتو كي يستطيع استمياـ موسيقاه التصويرية .وىي تصويرية ألنيا تالزـ تصوير
الشخصية أو الحدث ،وبذلؾ تمتمؾ الموسيقى التصويرية القدرة وقوة السبر والكشؼ عف أفكار وعواطؼ
الممثميف في الفيمـ الروائي والشخصيات وتصرفاتيا وعواطفيا في الفيمـ التسجيمي.
ورغـ أف الموسيقى التصويرية قميالً ما تُ َؤلَؼ خصيصاً لمفيمـ التسجيمي إال أنيا إضافة جميمة وميمة
إلى الصورة تعبِّر بشكؿ قوي عف حوادث الفيمـ ،حيث يشعر المشاىد أنيا جزء ال يتج أز مف الفيمـ وال
يمكف فصميا عنو .فيي ،أيضاً ،تعبير عف الحالة النفسية في أجزاء الفيمـ المختمفة ،فتؤثر في األذف كما
تؤثر الصورة في العيف .فأجزاء الفيمـ المثيرة لمفرح والبيجة يجب أف تصاحبيا موسيقى تصويرية مرحة
المشاىد الحزينة التي يجب أف تصاحبيا موسيقى رصينة وسمسة وانسيابية ،والعكس في المقطات و َ
وحزينة ...وىكذا .يضاؼ إلى ذلؾ أف التحوؿ واالنتقاؿ مف نغمة سريعة مميئة بالحيوية واالندفاع
187
والحماسة إلى نغمة أخرى بطيئة يييمف عمييا السكوف واالرتخاء وبالعكس ىو ما ُيسبغ اإليقاع والتنوع
عمى الفيمـ وما يمنحو االنسجاـ والتآلؼ.
ٍ
بشكل وىذه بعض المالحظات التي أبداىا أندريو تاركوفسكي حول استخدام الموسيقى في السينما
عام:
-1يمكف استخداـ الموسيقى مف أجؿ إحداث تحريؼ ضروري لممادة البصرية في إدراؾ الجميور لجعميا
أكثر كثافة وثقالً أو أكثر خفة واحتماالً ،أكثر شفافية ،وأكثر لطفاً أو عمى العكس ...أكثر خشونة.
-2بتوظيؼ الموسيقى ،يمكف لممخرج أف يحث انفعاالت الجميور في اتجاه معيف ،وأف يوسع نطاؽ
إدراكيـ لمصورة البصرية أف معنى الشيء ال يتغير ،لكف الشيء نفسو يتخذ مظي اًر جديداً.
-3عندما تكوف الموسيقى موظفة عمى نحو الئؽ فإنيا تممؾ القدرة عمى تغيير النبرة االنفعالية لممشيد.
-4يجب أف تكوف الموسيقى متحدة تماماً مع الصورة البصرية بحيث إذا تـ انتزاعيا مف جزء معيف فإف
الصورة لف تكوف ضعيفة في فكرتيا وتأثيرىا فحسب ،بؿ ستكوف مختمفة نوعياً.
-5الموسيقى لـ تكف أبداً توضيحاً مسطحاً لما يحدث عمى الشاشة ،بؿ ىي محسوسة كنوع مف التعبير
العاطفي حوؿ األشياء المعروضة ،مف أجؿ دفع الجميور إلى رؤية الصورة بالطريقة التي يريدىا
المخرج.
-6الموسيقى في السينما ىي جزء طبيعي مف عالمنا الرناف ،جزء مف الحياة اإلنسانية .مع ذلؾ ،ممكف
جداً في فيمـ كامؿ ومتماسؾ ،والذي يتحقؽ بمتانة واتساؽ تاـ ،أف ال يكوف فيو موضع لمموسيقى.
188
مف أجؿ جعؿ الصورة السينمائية موثوقة عمى نحو جدير بالتصديؽ ،في تناغميا الكمي ،ربما ينبغي
التنازؿ عف الموسيقى وعدـ استخداميا .فالعالـ الذي يتحوؿ عف طريؽ السينما ،والعالـ الذي يتحوؿ
عف طريؽ الموسيقى ،ىما متوازياف ومتعارضاف مع بعضيما بعضاً .إذا كاف العالـ منظماً عمى نحو
الئ ٍ
ؽ في الفيمـ فإنو يكوف موسيقياً في جوىره وماىيتو ،وتمؾ ىي الموسيقى الحقيقية لمسينما.
-7عمى النغمات الموسيقية أف توصؿ حقيقة أف الواقع مشروط ،وفي الوقت نفسو أف تُنتج حاالت ذىنية
()2
دقيقة وتولد أصوات العالـ الداخمي لشخص ما.
دور الموسيقى:
فتحت الموسيقى أفاقا رحبة أماـ الصورة الفيممية ،وقامت بدور تكويني وانشائي في صنع جو المقطة
ومعنى المشيد السينمائي ،وأصبحت لغة سينمائية بديمة عف األصوات الحقيقية في الواقع ،وأكممت المعنى
المألوؼ بتحويالتيا النغمية .فممذكرى صداىا ،ولمصرخة نغماتيا الممتدة التي تقوـ الموسيقى بتأديتيا بدالً
عف الشخصية التي تصرخ.
إننا نطمب مف الموسيقى أف تعمؽ فنياً إحساساً بصرياً ،وال نطمب منيا أف تفسر لنا الصور بؿ أف
تضيؼ إلييا رنة ذات طبيعية نوعية مغايرة .نحف ال نطمب منيا أف تكوف تعبيرية وتضيؼ إحساسيا إلى
إحساس الشخصيات أو المخرج ،بؿ أف تكوف زخرفية.
إف الموسيقى مثؿ التقطيع والتوليؼ والديكور واإلخراج ينبغي ليا أف تساىـ بنصيبيا في جعؿ
الحكاية الجميمة التي يقوـ عمييا كؿ فيمـ واضحة ومنطقية وحقيقية.
189
دور األغنية:
"يمكف لألغنية كما في فيمـ (المصير) لػ (يوسؼ شاىيف) ،عندما تكوف بمستوى فني راؽ أف تمعب
دو اًر مرموقاً في نجاح الفيمـ ،وليس الغناء الفردي فحسب ،بؿ حتى األغاني الجماعية ،أي أغاني
الكورس ،حيث استخدمت ومازالت في األفالـ بنسب عالية مف الحذاقة والنجاح ،كما في فيمـ (تايتانيؾ)
()4
عمى سبيؿ المثاؿ .وحتى األشعار (المرتمة) و(المغناة)".
التعميق
بدايةً نقوؿ :إف ىذا الجزء مف شريط الصوت خاص بالفيمـ الوثائقي أو التسجيمي في حاؿ وجدت
الحاجة إليو.
َّ
إف التعميؽ ىو أ حد عناصر المغة الفيممية والتي منيا أيضاً (الصورة والتتابع والحركة
واألصوات )...،التي تعبر عف مضموف الفيمـ .وىو أحد مفردات الصوت إضافةً إلى الموسيقى والمؤثرات
صوت يأتي مف خارج الكادر ويصاحب الصورة أو
ٌ الصوتية والحوار والصمت .والمعمؽ (أو الراوي) ىو
يمحؽ بيا.
إف عمى كاتب التعميؽ أف تتوفر
والتعميؽ ىو أحد أشكاؿ الكتابة األدبية أو الصحفية الصعبة ،إذ ّ
فيو بعض الخصائص والميزات األساسية وأىميا معرفتو بالوسيمة التي يكتب ليا وخصوصاً في المجاؿ
الفني وامتالكو حس وافر بالموسيقى وبمجمؿ المراحؿ الفنية لمعمؿ.
ٍ
وبشكؿ كثيؼ أحياناً ،لضرورة توافر المعمومات فيو يتـ المجوء إلى التعميؽ في الفيمـ التسجيمي،
خاصة عند صنع الفيمـ لحساب مؤسسة أو جياز تنموي ،حينيا يضطر السينمائي أو الفناف لالستجابة
طفولة وابداع حيث ليذه الضرورات رغـ شعوره أحياناً بالقيود .كما فعؿ المخرج عمي الغزولي في فيمـ
استخدـ التعميؽ بخالؼ جميع أفالمو السابقة ،فقد تـ صنع الفيمـ بتكميؼ مف مؤسسة تنموية اشترطت
توافر المعمومات فيو.
أف يتمتع بيا كاتب سيناريو الفيمـ التسجيمي ىي موىبة كتابة التعميؽ.
ليذا ،فإف أىـ صفة يجب ْ
ويندر أف يوجد فيمـ تسجيمي ال يستخدـ التعميؽ بشكؿ أو آخر .ومع ذلؾ يتـ االستغناء أحياناً عف التعميؽ
ويكتَفى بالصورة التي يجب أف تكوف قادرة وكافية لتوصيؿ رسالة الفيمـ لممشاىديف .فإذا كانت الصورة
ُ
190
معبرة عف المعنى المطموب فإنيا ال تحتاج ألي تعميؽ صوتي مصاحب ويمكف عندىا االكتفاء بالمؤثرات
الصوتية أو الموسيقى.
ىناك عدة سمات أو خصائص يتسم بيا (ويجب أن يتسم بيا) التعميق في الفيمم التسجيمي:
أ ّف شعار الفيمـ -2الفيمـ التسجيمي صورة تعبر عف نفسيا والكالـ تكممة لمصورة ال أكثر ،حيث
التسجيمي ،ربما كجميع البرامج والمواد البصرية ،ىو :صورة أفضؿ ،أحياناً كثيرة ،مف ألؼ كممة.
- 6يجب أف ال يكرر التعميؽ شيئاً كانت الصورة قد عرضتو ،أو أف يكوف شارحاً لسرياف ما يجري في
الصورة مف إنسيابية في الفعؿ.
-7يجب أال يحدث التطابؽ بيف الصورة والصوت ،أي أف الصورة تصؼ الموضوع والصوت عنصر
تابع لمصورة في طرح اؿفكرة أو اؿمشكمة.
–8يجب أف يتطابؽ مضموف التعميؽ مع الصورة ،أي أف يتوافؽ ما يعرض مف صور مع ما يقاؿ مف
كممات بحيث ينصب الكالـ عمى الصورة المعروضة فيكمؿ أحدىما اآلخر .ففي حاؿ اختالؼ
مضموف الكممات (النص) مع مضموف الصورة (الفيمـ) يتشتت المشاىد بيف ما يسمعو وما يراه ،وىي
مسألة ال يمكف أف تستمر طويالً ،ميما كانت قدرتو عمى التركيز مما يدفعو لعدـ المتابعة.
191
–9يجب أف يتزامف التعميؽ مع إيقاع وسرعة الصورة ،فمثالً إذا كانت ىناؾ حركة مثيرة في المشيد فإف
التعميؽ يجب أف يسبقيا ويميد ليا ويدخؿ إلييا شارحاً داللتيا قبؿ حدوثيا أو أف يتبعيا بالتعميؽ
عمييا ويشرح مغزاىا.
–10أف يتـ االستغناء عف التعميؽ في أوقات مناسبة مف زمف الفيمـ وايجاد مساحات زمنية صامتة بدوف
تعميؽ ،وىي بمثابة تيوية أو فراغ مفيد ُيمأل بالمؤثرات الصوتية أو الموسيقية بدالً مف الكالـ ،وبذلؾ
يتحقؽ نوع مف التوازف بيف الكممات وبيف المؤثرات الصوتية والموسيقى ،وكؿ ىذا يؤدي إلى ارتياح
المشاىد ومساعدتو عمى التركيز.
الحوار
الحوار ىو عنصر مف العناصر التي تنضوي تحت مفيوـ الصوت ويتـ المجوء إليو في بعض
األفالـ حسب أنواعيا وأشكاليا وحسب الموضوعات المطروحات.
وىذا العنصر يوجد في الفيمـ الروائي ،فاؿحوار مكتوب بتفاصيمو إذ أف الشخصيات الموجودة في
الفيمـ تحفظ عف ظير قمب ما يجب أف تقولو وفي أي مناسبة ،فيي شخصيات تشبو أجيزة التسجيؿ
الصوتي.
ال يوجد حوار مكتوب ،إذ ال توجد شخصية في واقعنا تحفظ عف ظير قمب
أما في الفيمـ التسجيمي ؼ
ما يجب أف تقولو في أي مناسبة .وال توجد أيضاً الشخصيات التي تشبو أجيزة التسجيؿ الصوتي كما
يحدث في كثير مف األفالـ المسماة بسذاجة أفالـ تسجيمية أو وثائقية .وعمى خالؼ ما ُيقاؿ ،ال يتسبب
وجود الحوار في الفيمـ التسجيمي بفقداف أي شيء مف أىمية الصورة ،بؿ عمى العكس ،فالحوار ،إضافةً
إلى العناصر األخرى كالصمت والمؤثرات الصوتية والموسيقى وغيرىا ،يقوي مف مدلوالت ومعاني الصورة
السينمائية (الروائية والتسجيمية) و يمنحىا المزيد مف العمؽ والحيوية كو احدة مف وظائؼ الحوار في
السينما.
192
الصمت
إف الصمت في العمؿ السمعي البصري الناطؽ يجذب النظر إلى نفسو مثؿ الوقوؼ المطمؽ لمعمؿ،
وأي مساحة صامتة في الفيمـ تعطي عادةً إحساساً بوجود شئ ما معمؽ عمى وشؾ الحدوث أو عمى وشؾ
االنفجار .والصمت "يدؿ عمى الغياب أو الخطر أو القمؽ أو الموت أو االحتراـ ،وقد يدؿ السكوت
معف جديداً لمضموف الصورة المتحركة .ويمكف التأكيد عمى أف الصوت والصورة ال
المفاجئ عمى فكرة أو اً
يمثالف إذاً شيئيف متجانسيف ،بؿ منفصميف ويتكامالف في تجسيد الفكرة العامة ،فميما قوانيف تحكميما
()5
ولكنيما يتكامالف لمتعبير عف الدالالت والرموز الفكرية المرتبطة بالفكر".
والعالـ الخالي مف األصوات عالـ غير حقيقي .وقد استخدـ بعض المخرجيف الصمت كوسيمة
سيريالية لإليحاء بحاالت الغرابة والحمـ .وخصوصية الرؤية السينمائية لمحظة الصمت يمكف أف تصؿ
إلى درجة عالية مف التأثير .فالصمت إذاً ىو لحظات ـ ىمة عمى شريط صوت الفيمـ التسجيمي قد تؤدي
دو اًر درامياً قوياً.
دور الصمت:
أي أف الصمت في حالة "كذلؾ لمصمت قيمة جمالية فذة إف أُحسف استخدامو وتوظيفو درامياً،
استخداـ الصوت يعتبر قوة إيجابية ،ودوره الدرامي حينما يمعب دو اًر كرمز لمموت ،والغياب ،ولمخطر،
ولمقمؽ ،ولمعزلة .إن لمصمت أو األصوات الصغيرة اليامسة :تأثي اًر تأسيساً عمى مبدأ التبايف ،فطنيف ذبابة
أو نباح كمب مف بعيد أو صدى خطوات األرجؿ في مجاري مدينة في فيينا فيمـ (الرجؿ الثالث) يعطي
()6
لتمؾ األفالـ مذاقيا"
المونولوج الداخمي:
ستخدـ ىذه التقنية القديمة لمتعبير عف األفكار واأل حاسيس اؿداخمية لإلنساف ولكف بصوت مرتفع
ت َُ
أو مسموع .و ُّ
يقؿ استخداـ ىذه الوسيمة نتيجة التطور التكنولوجي والصناعي والفني الذي ساعد عمى زيادة
إمكافيات كامي ار التصوير السينمائي والتمفزيوني في التقاط الزوايا المتعددة والمقطات المتنوعة التي تعبر
عف األحداث والمواقؼ بسيولة واتقاف.
193
صور وأشكال تفاعمية وروابط لموحدة التعميمية التاسعة
يمكن لمطالب متابعة األفالم التسجيمية (الوثائقية) عمى الروابط والقنوات التالية:
-موسوعة الكنوز الوثائقيةwww.aflamw.com/ :
/http://www.arabsciences.com -
-القناة التمفزيونية الفضائية :ناشيوناؿ جيوغرافيؾ أبو ظبي
-القناة التمفزيونية الفضائية :الجزيرة الوثائقية
أنظر فيمم روائي لممخرج اإليطالي الشيير فيمميني (في الوثائق المرفقة)
194
الخالصة
تعرفنا في ىذه الوحدة التعميمية عمى أىمية نشوء وتطور الصوت في السينما ،وأىمية ذلؾ في المواد
المصورة التي أصبح الجزء األىـ منيا ىو المواد السمعية البصرية مف حيث التقسيمات الدقيقة
لمصوت وىي :المؤثرات الصوتية ،الموسيقى ،التعميؽ ،الحوار ،الصمت.
كما أنو ىناؾ أنواع مختمفة لألصوات الطبيعية والبشرية يمكف توظيفيا واستخداميا في المواد السمعية
والسمعية البصرية في السينما والتمفزيوف والفيديو.
ثـ تعرفنا عمى أنواع الموسيقى في السينما والتمييز فيما بينيا ،وكيفية االستثمار والتوظيؼ األمثؿ ليا
في األفالـ السينمائية الروائية والوثائقية ،وخصائص وأنواع وتقسيمات الفيمـ التسجيمي.
195
تمارين
.1المؤثرات الصوتية
.2الموسيقى
.3اإلجابتاف خاطئتاف
.4اإلجابتاف صحيحتاف
.1التعميؽ
.2الصورة والصوت
.3التتابع والحركة
.4كؿ ما ُذكر صحيح
196
رابعاً .من سمات التعميق في الفيمم التسجيمي:
عدة:
خامساً .تعود أىمية الصوت في السينما إلى عوامل ّ
سادساً .من وظائف الموسيقى في السينما عموماً والسينما التسجيمية بشكل خاص:
197
ُ .4يكتَب ليتناسب مع الفيمـ وليس العكس
تاسعاً .من المالحظات التي أبداىا (أندريو تاركوفسكي) حول استخدام الموسيقى في السينما:
198
المراجع
( -)1عمي أبو شادي ،لغة السينما ،سمسمة الفف السابع ،114منشورات و ازرة الثقافة ،سورية ،دمشؽ،
،2006ص .149
( -)2أندريو تاركوفسكي ،حول استخدام الموسيقى واألصوات في السينما ،ترجمة أميف صالح ،جريدة
األياـ 12 ،ديسمبر كانوف األوؿ.2004 ،
( -)3عقيؿ ميدي يوسؼ ،جاذبية الصورة السينمائية ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،ط ،1ص-122
124
( –)5نسمة البطريؽ ،الداللة في السينما والتمفزيون في عصر العولمة ،دار غريب ،القاىرة،2004 ،
ص .256
( -)6عقيؿ ميدي يوسؼ ،جاذبية الصورة السينمائية ،مرجع سابؽ ،ص.124-122
199
الصورة في اإلعالن ..الصورة ووكاالت األنباء الوحدة التعميمية العاشرة
ىي مادة إعالمية تبميغية تتمثؿ في صكرة ثابتة أك متحركة بحسب الكسيمة التي تنشرىا أك كسيمة
التعبير التي تعرضيا ,كليا عدة كظائؼ– ىي ذاتيا تقريبان كظائؼ اإلعالف نفسو -تتمخص في لفت
انتباه المتمقي كجذبو ذىنيان ككجدانيان كحركيان ,كمحاكلة التأثير فيو حسيان كعاطفيان ,كأيضان محاكلة إقناعو
منطقان كفك انر ,بيدؼ دفعو لممارسة مجمكعة أفعاؿ كتصرفات سمككية أىميا الشراء كاالستيالؾ.
اإلعالف مف أىـ المكاد اإلعالمية المطبكعة كالسمعية البصرية في العصر الحديث كالتي تقكـ عمى
نشر معمكمات كبيانات معينة عف سمع كخدمات كأفكار كأشخاص ,كالتعريؼ بكؿ ذلؾ عبر كسائؿ
اإلعالـ المختمفة مقابؿ أجر محدد بيدؼ إيجاد حالة مف القبكؿ كالرضا النفسي مف الجميكر تجاىيا,
كربما تبني سمكؾ معيف لشرائيا أك إلستخداميا.
كيمثؿ اإلعالف أىـ األنشطة كالفعاليات التسكيقية في مختمؼ المشركعات في المجتمعات الحديثة,
كيستخدـ أساليب ككسائؿ متعددة كمتنكعة لمكصكؿ إلى ىدفو كىك التعريؼ بالسمع كالخدمات التي يرغب
بتقديميا ,كاالحتفاظ بمستيمكي ىذه السمعة كالخدمات كالعمؿ عمى زيادة أعدادىـ كمان كنكعان.
ارتبطت الصكرة اإلعالنية بالمطبعة منذ اخترعيا غكتنبرغ سنة 1436ـ ,فظيرت عمى شكؿ
إعالنات كارشادات .كانتشرت في المجتمعات الرأسمالية الغربية في القرف ,19كازدىرت في القرنيف 20
ك ,21فأصبحت قكة ضاربة إعالميان كاقتصاديان كاجتماعيان كثقافيان .كساعد في ذلؾ ارتباطيا العضكم
بتطكر كسائؿ البث كاالتصاؿ الكرقي كاإللكتركني كالرقمي كبتقدـ كانتعاش اقتصاد السكؽ كنمك
المجتمعات االستيالكية.
أكالن -المرسؿ (المنتًج ,األفراد ,الشركات ,المقاكلكف ,المؤسسات اإلنتاجية أك المركجة سمعيان كخدميان.)...
200
ثانيان -ىك المتمقي ,كالذم يتمثؿ في الجميكر بكؿ أنكاعو.
-1وثيقة الصمة بالموضوع :فكمما كانت الصكرة شديدة االرتباط بمكضكعيا ,استطاعت في يسر
أف تجذب انتباه المتمقي إلييا ,كمف ثـ إدخالو في عالقة كثيقة بالمكضكع الذم تصاحبو ,كتكمؿ اتصالو
بعناصر المكضكع بشكؿ جيد ,كعمى ضكء ىذه النقطة فإف نشر الصكرة التقميدية قد ال مضيؼ لممكضكع
أم جديد .كأم انتقاص مف اىتماـ المتمقي بالمكضكع قد يؤدم في الكاقع النصرافو عنو.
أف
-3التمقائية :كيقصد بيا أال يشعر المتمقي بأف الصكرة تتسـ بالرسمية كأال ينتابو االحساس ب
طبيعي أك
ة شؾالن أك مكاقؼ غير
األشخاص المكجكديف في الصكرة استعدكا مسبقان لمتصكير كاتخذكا أ ا
()1
عفكية ,بؿ أف يشعر أف كالن منيـ يتصرؼ عمى طبيعتو أك يقؼ بشكؿ طبيعي.
201
وجود الصورة اإلعالنية
تتكاجد الصكرة اإلعالنية في العديد مف الكسائؿ كالمجاالت كأماكف اإلنتاج اإلنساني عمكمان ,كمنيا:
الصحافة (جرائد كمجالت), -
الدكريات المتخصصة, -
المنشكرات عمى اختالؼ أنكاعيا كالتي تستعيف بالصكرة اإلعالنية, -
يدكر السينما, -
التمفزيكف ,بما فيو مف قنكات فضائية, -
المكحات اإلعالنية الجدارية كالطرقية سكاء المكحات اإلعالنية الثابتة أـ اإللكتركنية, -
مكاقع االنترنت بمختمؼ أصنافيا كأشكاليا, -
اإلعالف في الكتيبات كالكتالكجات المصكرة, -
نكافذ العرض. -
مما تقدـ ,نستطيع القكؿ أف الصكرة يمكف كجكدىا في كافة أنكاع اإلعالف بحسب الكسيمة
المستخدمة ,عدا الراديك الذم يتميز باعتماده عمى الصكت دكف الصكرة .كال يمكف لإلعالف تحقيؽ
النجاح إال بتحسيف الصكرة المتكاجدة فيو ,كالتكافؽ بيف ما ىك تقريرم تصريحي كما ىك مقصدم إيحائي.
يي ُّد
عد التمفزيكف مف أكثر الكسائؿ اإلعالنية نجاحان ,فيك أداة إخبار كتسمية لكافة فئات الجماىير عمى
اختالؼ مستكياتيا التعميمية كاالجتماعية كاالقتصادية ,كاختالؼ انتماءاتيا ,كىك قادر عمى استخداـ
اإلعالف باستثمار كافة المؤثرات الصكتية كالمرئية كالتشكيالت البصرية.
فالصكرة في التمفزيكف تسيٌؿ ميمة المعمف أك المرسؿ ,إذ تتيح لو إمكانية االستفادة مف النكاحي
الفنية كالتقنية ,مف حيث األشخاص كالحركة كالمكف كالصكت كالصكرة ,الشيء الذم يساعد كثي انر عمى
التأثير في المتمقي .خاصةن كأف اإلعالنات الفيممية المتحركة ىي إحدل أنكاع اإلعالف التمفزيكني ,حيث
يعتمد ىذا النكع مف اإلعالنات أساسان عمى الصكر المتحركة ,ما جعميا تكتسب قدرة إقناعية كبيرة قياسان
باإلعالف الثابت.
202
وظائف الصورة في اإلعالن
المعمًف غسالة أكتكماتيكية قد ال يحقؽ المراد في إقناع ربة المنزؿ بضركرة اقتنائيا
أف يعرض ي
باعتبارىا أحد أركاف كمكمالت البيت الحديث ,لكف تقديـ ىذه الغسالة عمى أنيا جزء مف أثاث المنزؿ
كتصكيرىا في ركف أساسي مف مطبخ عصرم متكامؿ إلى جانب الثالجة الحديثة كفرف الطبخ الحديث
كغيرىا مف األدكات المنزلية يككف أكثر كاقعية .كتصكير الغسالة أثناء االستعماؿ كاظيار مدل فعاليتيا
كسرعتيا بتنظيؼ الغسيؿ كتسييؿ المياـ المنزلية ,كبالتالي مدل الصعكبات التي تكاجو ربة المنزؿ في
حاؿ عدـ اقتناء مثؿ تمؾ الغسالة ىك أسمكب أفضؿ كأقكل تأثي انر في المتمقي مف مئات الكممات كالعبارات
التي تصؼ ىذه السمعة ,كبالتالي أكثر تعبي انر عف فكرة اإلعالف األساسية.
كما أف استخداـ الصكر المتحركة في اإلعالف التمفزيكني أك السينمائي يساعد المعمف عمى إبراز
كتجسيد األفكار المطمكب إيصاليا لمجميكر المتمقي أكثر مف الصكر الثابتة في اإلعالف المطبكع
المستخدـ في الصحؼ أك في اإلعالنات الطرقية أك المناشير المختمفة.
ي
تساعد الصكرة عادةن عمى جذب انتباه القراء كالمشاىديف عمكمان لإلعالف كالميتميف بسمع معينة
بشكؿ خاص .فأم إعالف عف أجيزة كخدمات الحكاسيب كالمعمكماتية سيشاىده جميع المتابعيف لقناة أك
برنامج تمفزيكني معيف كسيطمع عميو جميع قراء صحيفة معينة كمنيـ األشخاص الذيف ال ييتمكف
بالمعمكماتية أك الذيف ال يممككف حكاسيب ,كلكف اإلعالف عند نشره يتعمد مخاطبة الجميكر الميتـ
كالمعني بالحكاسيب كالمعمكماتية.
يساعد استخداـ الصكرة في اإلعالف عمى إثارة فضكؿ كاىتماـ المتمقي– القارئ أك المشاىد– بما
المعبرة كالممفتة لمنظر مف حيث الشكؿ كاأللكاف كالحجـ...الخ
ٌ يتضمنو مف أفكار كمعمكمات ,فالصكرة
تجذب انتباه المتمقي أكالن ثـ تدفعو إلى قراءة اإلعالف باىتماـ كالتمعف فيو.
203
–4إضفاء نوع من الواقعية والتجسيد عمى اإلعالن:
عكضان عف كصؼ السمعة شفاىةن كتعداد ميزاتيا كأكصافيا كما يمكف أف تككف عميو مف جكدة كقدرة
كتفكؽ ,يمكف استخداـ الصكرة لتقديـ نفس األفكار كالمعمكمات كبطريقة أكثر كضكحان كجاذبيةن بالنسبة
لممتمقي .كيمعب اإلعالف ذك الصكرة المتحركة– التمفزيكني كالسينمائي -في ىذه الحالة ,دك انر كبي انر في
تجسيد السمعة كمنح اإلعالف الكثير مف الكاقعية مف خالؿ إمكانية تصكير السمعة أك الخدمة بمكاقؼ
مختمفة كبزكايا كلقطات متنكعة تعمؿ عمى ترسيخ ما تيدؼ إليو الرسالة اإلعالنية كالمعمف.
كبذلؾ ,يستطيع المتمقي مشاىدة شكؿ السمعة كحجميا ,أك رؤية نكع الخدمة كيسمع عنيا تعميقان مميئان
بالمعمكمات كالمعطيات التي تشرح خصائصيا كميزاتيا كآلية استعماليا ,دكف أف يكمؼ الجميكر نفسو
عناء الذىاب إلى مكاف عرضيا أك بيعيا إلجراء معاينة ليا كاالستفسار عنيا .فعرض مشاىد لسيارة
تعبر السيكؿ الخضراء كالطرقات الصحراكية كالطرؽ الكعرة بانسياب كاندفاع كثقة أكثر جدكل مف
الحديث عنيا كعف أكصافيا كقكتيا كمتانتيا.
المكف األخضر
ملجأ مصممك اإلعالفات إلى استخداـ األلكاف في منطؽ دالالت كؿ لكف كرمزيتو ,ؼ
مثالن يعبر عف اليدكء كالسكينة ,كالمكف األصفر مدؿ عمى الكضكح كالصراحة ,كالمكف األحمر يدؿ عمى
الح اررة كربما الغضب ,كاأللكاف الفاتحة كاألبيض كاألزرؽ تدؿ عمى البركدة كاالتساع ,عمى عكس األلكاف
الدافئة كالبرتقالي كالبني عمى سبيؿ المثاؿ.
مف ىنا ,يستثمر مصممك اإلعالفات خكاص األلكاف كدالالتيا ؿتمكيف اإلعالنات حسب طبيعة
المراد تحقيقيا في حدكد المساحة اإلعالنية المتاحة.
المعمىف عنيا كحسب األىداؼ ي
السمعة أك الخدمة ي
-المكف يجذب انتباه القارئ أك المشاىد ,كىي الكظيفة الجكىرية ألم لكف.
-يعطي المكف مشيدان جماليان ال تضفيو النصكص أبدان عمى أىميتيا.
204
-تضيؼ األلكاف إلى صكرة السمعة أك شكميا قدرة عالية عمى التعبير تفكؽ كممات كعبارات نص
اإلعالف.
م األلكاف عمى المادة اإلعالنية كاقعية كمحاكاة لمطبيعة.
-تضؼ
المعمىف عنيا.
-يضفي المكف الدقة كيحقؽ الجماليات في عرض تفاصيؿ المادة ي
-تنمية كتطكير ارتباطات ذىنية كعقمية بيف األلكاف كالسمع أك الخدمات .فاألحمر مقبكؿ استخدامو
مناسبة عيد الحب ,كأيضان لسجاد التشريفات عند استقباؿ رجؿ دكلة في زيارة و
لبمد ً لمفريز كذلؾ لمبيعات
ي
ما .كال نستطيع استخداـ لكف آخر لكؿ ذلؾ إال إذا أردنا إحداث صدمة لدل المشاىد أك القارئ .لذلؾ
يعمد المصممكف -عمى سبيؿ المثاؿ -إلى االختيار الجيد كالذكي أللكاف المكغك (الشعار) لشركة ما إلنيا
تستدعي أفكا انر كانطباعات عديدة عف الشركة أك منتجاتيا.
-1تخمؽ األلكاف االتصاؿ مع القراء كالمشاىديف عمى أساس معاني اإلعالف كحقائقو.
-2تخمؽ األلكاف االتصاؿ بالمتمقيف عمى أساس الرمكز التي تعبر عنيا األلكاف أك إيحاءات كدالالت
ىذه األلكاف ,ألف كؿ لكف يحمؿ نسبيان فكرةن أك أفكا انر معينةن.
تأثير سيككلكجي ,فيي تؤثر عمى نفسية المتمقي الذم يمكف أف يصدؽ كيقتنع بالمادة -3لأللكاف ه
اإلعالنية ألنيا تزخر باأللكاف ,خاصةن كأف األلكاف تصنع صك انر مريحةن لمنفس.
-4تنقؿ األلكاف انفعاالت حسية داخمية لدل المتمقي الذم يميؿ إلى الربط بينيا كبيف تجاربو الخاصة ما
ينعكس عميو إيجابان أك سمبان.
-5تحقؽ األلكاف نكعان مف التكاصؿ بيف الفرد كالمؤسسة المعمً ىنة ,حيث تستدعي معاف كايحاءات خاصة
ً
المعم ىنة. بمعمكمات سابقة ,اؿشيء الذم يبني أك يكرس شخصية أك ىكية الشركة
205
عالقة الصورة بنظريات اإلعالن
بحسب نظرية القيمة في اإلعالف فإف الصكرة كمككناتيا -باعتبارىا كسيطان فنيان كجماليان -تصبح
عنص انر ثانكيان أك تزينيان (ديككريان) ألف السمعة الجيدة ذات القيمة مف حيث صناعتيا كمكاصفاتيا قادرة
لكحدىا أف تقنع مشاىد اإلعالف بمككناتيا الذاتية القائمة عمى الجكدة.
كبحسب النظرية السمككية في اإلعالف فإف الصكرة كمككناتيا ىي عنصر رئيسي في اإلعالف ألنيا
تمعب دكر المحفٌز كالدافع لم ً
شاىد اإلعالف إلى االستجابة الفكرية كبالتالي إلى تبني سمكؾ الشراء. ي
ككذلؾ األمر بالنسبة لمنظرية النفسية ,التي تقكـ عمى إثارة المشاعر كالغرائز لدل المتمقي مف أجؿ
جذب م ً
شاىد اإلعالف عاطفيان كنفسيان بالشعكر كالالشعكر كي يتعكد عمى سمكؾ االستيالؾ كاالقتناء ,فإف ي
الصكرة تمعب دك انر ميمان في ذلؾ ,خاصة كأنيا تخاطب كتدغدغ المشاعر بما تمتمؾ مف حركة كألكاف
كتشكيؿ...الخ.
إف الصكرة اإلعالنية تحمؿ بيف ثناياىا نكايا كمقاصد كرؤية القائـ باالتصاؿ أك المرسؿ ,كتقكـ بما
تستطيع لمتأثير في المتمقي قارئان كاف أـ مشاىدان عبر استمالتو كاقناعو معتمدان عمى معادلة الحافز
كاالستجابة .كالصكرة اإلعالنية تستعيف بصيغ أسمكبية مختمفة كمتنكعة :كالتشبيو كاالستعارة كالمجاز
كاألسطكرة كالرمز كالتكرار كالسخرية كالتشكيؿ البصرم...الخ ,باإلضافة إلى تقطيع الجمؿ كالعبارات مف
حيث اإليقاع كالمحف…الخ.
يمكف لصكرة ما في إعالف أف تغرم المتمقي دكف أف تقنعو ,لكف يمكنيا أف تدفعو إلى شراء السمعة
أك الخدمة بدافع ىذا اإلغراء بحد ذاتو.
الصكرة اإلعالنية إييامية كمضممة فيي تعتمد عمى البالغة كالمجاز كاإلنشاء .كتمارس أساليب
االستغالؿ المادم كالنفسي كأحيانان غير الشرعي لمجميكر المتمقي الساذج كالبسيط في أغمب األحياف.
206
الصورة اإلعالنية والثقافة االستيالكية
إف الصكرة اإلعالنية أداة أساسية لتعزيز ثقافة االستيالؾ أك الثقافة االستيالكية ,خاصة في
المجتمعات الميبرالية كالتي تتبنى سياسة االقتصاد الحر المرتكز عمى المزيد مف اإلنتاج ,كالكثير مف
التسكيؽ ,كالتعدد في طرؽ التكزيع ,كالتنافس بكؿ أكجيو كصنكفو ,كاالحتكار بكؿ األساليب ,كتحصيؿ
األرباح القصكل ,كلك كاف ذلؾ عمى حساب األخالؽ كالمبادئ كالقيـ( .أنظر الصكر رقـ 1ك 2ك.)3
كمف أبرز الباحثيف الغربييف في الصكرة اإلعالنية عمى المستكل السيميائي ,ركالف بارت R.
Barthesالذم اىتـ كثي انر ببالغة الصكرة اإلعالنية ,كرأل أف دراسة الصكرة تتطمب التركيز عمى دراسة
قيمة كما في
الرسالة المغكية ,كالصكرة التقريرية ,كبالغة الصكرة .قاـ بارت بتخصيص اإلعالف بدراسات ٌ
كتابو (عناصر السيميكلكجيا) ,ككتاب (المغامرة السيميكلكجية).
كما ذكرنا في فصؿ سابؽ ,تيعد ككاالت األنباء -إضافةن إلى الخدمات اإلخبارية التي تقدميا -مف
المصادر الميمة لمصكرة كىي ما تعرؼ بخدمات الصكر الفكتكغرافية كالصكر المتحركة (المكاد السمعية
البصرية) .بؿ ثمة ككاالت خاصة بالصكر كالرسكـ معظميا ككاالت لتصكير المكاد اإلخبارية (تصكير
إخبارم) ,كأيضان ككاالت لصكر الشخصيات العامة كالخاصة ,كأخرل لصكر المكضكعات كالممفات,
كالككاالت المتخصصة في الكسائؿ اإليضاحية كالصكر كالخرائط كالرسكـ البيانية كغيرىا مف الفنكف.
تقدـ ىذه الككاالت العديد مف الخدمات المتعمقة بالصكر بمختمؼ أنكاعيا كمضامينيا ,مثؿ
األسكشيتدبرس كاإلنترناشيكناؿ برس بكتشكرز سرفيس كككالة يكنايتد برس كككالة غاما ( Gammaكىي
207
ككالة فرنسية لمصكر تأسست عاـ ,)1966ىذا فضالن عف الككاالت اإلقميمية كالمحمية التي تتبادؿ
الصكر مع الككاالت العالمية كفيما بينيا أيضان.
كتستعيف ككالة األنباء ,في عممية استقباؿ الكسيمة اإلعالمية لمصكر ,بالعديد مف األجيزة التقنية
الخاصة في مجاؿ نقؿ الصكرة كالتي يكفرىا التقدـ التكنكلكجي المستمر .أثناء تنصيب الرئيس جكرج
بكش األب في يناير 1989التقط ركف ادمكند Ron Edmondsمصكر اسكشيتدبرس لقطات االحتفاؿ
بكامي ار الكتركنية كأمكنو إرساؿ الصكر الى مختمؼ أنحاء العالـ مباشرةن ,ككصمت الصكر إلى الصحؼ
في أقؿ مف دقيقتيف بعد أداء الرئيس لميميف ,في حيف أف الصكر التي استخدمت الكامي ار التقميدية في
التقاطيا قد تأخرت عف ىذا الحدث ػب 25دقيقة كاممة مما أسفر عف كجكد اختالفات في تغطية الصحؼ
المسائية األمريكية ليذا الحدث ,حيث كانت مرتبطة بمكعد نيائي لتبدأ طبعاتيا .ككانت ىذه ىي
المحاكلة األكلى مف نكعيا لمنقؿ المباشر كالحي لمصكر الصحفية اإللكتركنية مف مكقع الحدث ليبدأ
عصر جديد في تاريخ الصحافة المصكرة(.)2
ككانت ككالة األنباء األمريكية اسكشيتيدبرس ىي التي سبقت إلى تطكير كاستثمار ما يسمى بنظاـ
الغرفة المظممة اإللكتركنية ,حيث يعمؿ ىذا النظاـ عمى استقباؿ كمعالجة الصكر الفكتكغرافية الكاردة إلى
مقر الككالة كتحكيميا إلى معطيات كبيانات رقمية تككف متاحة لممشاىدة عمى شاشات عرض لمقياـ
بمعالجتيا في الغرفة المظممة قبؿ تكزيعيا عمى المشتركيف.
كقدمت ككالة (يكنيتدبرس إنترناشيكناؿ) نظامان متطك انر لنقؿ الصكر الفكتكغرافية إلكتركنيان كىك ما
يعرؼ بنظاـ (بيكسز) كيستطيع ىذا النظاـ القياـ بمعالجة الصكر الفكتكغرافية بشكؿ رقمي كيقكـ بزيادة
سرعة نقؿ الصكر الفكتكغرافية كارتفاع جكدتيا .كيستخدـ ىذا النظاـ األقمار الصناعية كالكسائؿ
االلكتركنية لنقؿ البيانات الرقمية كيعتبر أيضان غرفة مظممة الكتركنية لمعالجة الصكر الفكتكغرافية.
كيستكعب نظاـ بيكسز الصكر الفكتكغرافية الممتقطة عمى أفالـ كالمنقكلة مف خالؿ غرفة مظممة محمكلة
باستخداـ خطكط التمفكف إلى الغرفة المظممة اإللكتركنية الرئيسية المكجكدة بمقر ككالة يكنيتدبرس ,حيث
208
يتـ تحكيؿ ىذه الصكر إلى بيانات رقمية كيتـ تحريرىا كذلؾ قبؿ ربطيا بالقمر الصناعي لنقميا إلى
أطباؽ استقباؿ األقمار الصناعية المكجكدة لدل الجرائد المشتركة كالتي تستطيع بدكرىا أف ترل ىذه
الصكر المستقبمة قبؿ القياـ بطبعيا عمى كرؽ .كقد كانت ككالة (اسكشيتدبرس) تقكـ مف خالؿ جياز
(ليزرفكتك) بإرساؿ الصكر الفكتكغرافية العادية في تسع دقائؽ كالصكر الممكنة في ثالثيف دقيقة .كقد أتاح
نظاـ (فكتكستريـ) ضغط كقت اإلرساؿ إلى أقؿ مف دقيقة بالنسبة لمصكرة العادية كأقؿ مف ثالث دقائؽ
بالنسبة لمصكر الممكنة(.)3
209
صور وأشكال تفاعمية وروابط لموحدة التعميمية العاشرة
210
الصكرة رقـ ()2
صكرة إعالنية صحفية
211
الخالصة
أىـ
ككناتيا ,ك ٌ
كم ٌ
كتطكرىا ي
ٌ تعرفنا في ىذه الكحدة التعميمية عمى مفيكـ الصكرة اإلعالنية مف حيث ظيكرىا
المقكمات الكاجب تكافرىا في الصكرة اإلعالنية.
ٌ
كما أنو لتكاجد الصكرة اإلعالنية ,سكاء األمكنة أـ الكسائؿ االتصالية ,السيما التمفزيكف ,أـ المكاد
اإلعالمية كظائؼ مثؿ التعبير عف أفكار اإلعالف كجذب انتباه الجميكر كاثارة فضكلو كاىتمامو بمكضكع
أىـ
كمضمكف اإلعالف كاضفاء الكاقعية عميو ,ناىيؾ عف كظائؼ األلكاف في اإلعالف ككاحد مف ٌ
المؤثرات فيو ,كانعكاسات كتأثيرات األلكاف عمى الجميكر.
كما أنو ىناؾ عالقة بيف ك ٌؿ مف الصكرة كاإلعالف ,كالصكرة اإلعالنية كالثقافة االستيالكية ,كباإلمكاف
أىـ الخدمات
تكظيؼ الصكرة اإلعالنية في العمؿ االتصالي اإلعالمي عمى اعتبار الصكرة كاحدة مف ٌ
الحديثة لككاالت األنباء كلمتكنكلكجيا ,كخاصةن تكنكلكجيا االتصاؿ ,أىمية في عممية إنتاجيا.
212
تمارين
.1ذىنيان
.2ذىنيان ككجدانيان
.3حركيان
.4اإلجابتاف 2ك 3صحيحتاف
.1الخطاب المغكم
.2الخطاب الشفيي
.3الخطاب السمعي
.4الخطاب المكتكب
.1التمقائية
.2التكرار
.3الرسمية
.4ليس مف الضركرة ارتباطيا بالمكضكع
213
رابعاًال .تتواجد الصورة اإلعالنية في وسائل وأماكن اإلنتاج اإلنساني عموماًال ومن ذلك:
.1الدكريات العامة
.2نكافذ العرض
.3المكحات الثابتة كااللكتركنية
.4اإلجابتاف 2ك 3صحيحتاف
.1ركف ادمكند
.2ركالف بارت
.3غكتنبرغ
.4السيد بينسي
.1أمريكية
.2فرنسية
.3بريطانية
214
.4دكلية
215
المراجع
( -)1مركة شبؿ عجيزة ,تكنولوجيا اإلعالن عمى اإلنترنيت ,دار العالـ العربي ,القاىرة ,2010 ,الطبعة
األكلى ,ص ( 200بتصرؼ).
( -)2محمد عبد الحميد كالسيد بينسي ,تأثيرات الصورة الصحفية ,النظرية والتطبيق ,دارعالـ الكتب,
القاىرة ,ط ,2004 ,1ص .61
( -)3شريؼ دركيش المباف ,تكنولوجيا النشر الصحفي ,االتجاىات الحديثة ,الدار المصرية المبنانية,
القاىرة ,2001 ,ص .80 – 79
216
أىمية واستخدامات الصورة الوحدة التعميمية الحادية عشر
إن الصورة اإلعالمية (الثابتة والمتحركة) بقدر ما ىي مرآة لمواقع ،يمكن أن توظف لتزييف ىذا
الواقع ،فقد تكون الصورة سبباً في تشكيل الرأي العام أو حتى إثارتو تجاه قضية معينة ،كما أنيا ال تعكس
في كل األحوال حقيقة قضية ما بطريقة موضوعية ،وانما تقدميا من وجية نظر صانع الصورة .وىذا ما
أقره رئيس الوزراء الماليزي السابق مياتير محمد في كممة لو أمام الجمعية العامة لألمم المتحدة ،حين
قال في الثاني من أكتوبر :1993إن ما نسمعو أو نشاىده ىو في الواقع ما قررت وسائل اإلعالم
الغربية أننا يجب أن نسمعو أو نشاىده.
وىذا يقودنا إلى القول إن َم ْن يممك التكنولوجيا في عصرنا ىذا ىو من يصنع الواقع من خالل
استخدام الصورة .فالشمال (دول النصف الشمالي من الكرة األرضية التي تتمتع بالغنى المادي
والتكنولوجيا مقارنةً بدول الجنوب) اليوم ىو المسيطر عمى حركة اإلنتاج اإلعالمي العالمي وىو الذي
يرى ويدفع العالم لمشاىدة الواقع بعيونو ىو ،فدول الشمال ىي التي تممك األقمار الصناعية القائمة بالبث
وأجيزة االستقبال والكابل والكاميرات ،وبالتالي ىي َم ْن يتحكم بما نرى ونشاىد مما يحدث بالعالم.
من جية أخرى فإن الصورة ال تستطيع أن تنقل لنا كل شيء يحدث اآلن وفي ذات المحظة ،فيي ال
مشاىد محددةً وأفراداً مختارين وفي سياقات معينة ،لذلك فصانع الصورة يبدأ
َ تستطيع إال أن تُظ ِي َر
بالبحث عن الموضوع الذي يريد إيصالو لممتمقي في ىذه المحظة بالذات.
ومع المآسي التي تتراكم في جميع أنحاء العالم من حروب ودمار وقتل وغيرىا ،باتت الحكومات
تبحث عن وسائل لتغطية ىذا كمو عن شعوبيا ،واليائيم بأشياء أخرى تعمي أبصارىم وتسيطر عمى
عقوليم وتبعدىم عن التفكير بكل تمك المآسي واليموم ،فبدأت وسائل اإلعالم تنزع نحو تحويل التعاسة
االجتماعية إلى فرجة بيدف تغيير الصورة السائدة" ،وىكذا لعبت ما سميت ببرامج (تمفزيون الواقع) قبل
بضعة سنوات دو اًر تنفيسياً عندما كانت بمثابة جرعات من الترفيو واإلمتاع ،بدائل عن الكوابيس اليومية
التي تسببيا األزمة االقتصادية وضيق ذات اليد ،حيث تغمب عمى برامج التمفزة األفالم والرياضة وبرامج
المسابقات التي تسمى برامج القمامة ،حيث يطمق العنان لمسوقية والبذاءة الصريحين لتكونا بمثابة روابط
االتصال األساسية مع الجميور"(( .)1أنظر صور وأشكال تفاعمية وروابط رقم )1
217
وبقدر الخطر الذي يشكمو استخدام صورة لمتغطية عمى صورة أخرى ،فإن الخطر األكبر ىو بتزوير
الصورة نفسيا لتعبر عن شيء ليست لو في الواقع الحقيقي" ،فالضرورة الممحة لمحصول عمى صورة
أخذت تقود إلى اختالق صور مزورة أو المجوء إلى األرشيف واستخدام صوره بطريقة غير دقيقة (كما
معروف بأنو من طيور منطقة بريتاني الفرنسية عمى أنو نورس من منطقة
ٌ طائر
حدث حين ُعرض ٌ
الخميج ،ضحية بقعة النفط السوداء التي تعمد حسين صدام نشرىا)"(.)2
واذا كانت الصورة بمختمف أشكاليا وسيمة لمتواصل اإلنساني ،فيذا ال يمغي حقيقة أن الصورة ال
تقول الحقيقة كاممة .فالصورة تستطيع ،إن أرادت ،اختيار ما ترغب قولو واخفاء ما ال تريد قولو .كما
يمكن التالعب بالكادر داخل الصورة مثل تغيير بعض عناصر ىذا الكادر أو إخفاءىا أو تغيير الخمفيات
أو عمق الميدان ،وكل ىذا يسيم في تغيير مضمون الرسالة التي تحمميا ىذه الصورة( .أنظر صور
وأشكال تفاعمية وروابط ،مثال رقم ،2كولومبيا :التالعب االلكتروني بالصور)
وما يعطي لمصورة أىميتيا كونيا ال تحتاج ،في حاالت كثيرة ،إلى خبرة ومعرفة خاصة لفك رموزىا
فيي تتوجو إلى الجميع حاممةً إلييم مضامين معينة وعندىا تحقق ما ُيعرف بعمومية المعرفة .يساعد في
ذلك كون الصورة لغة عالمية ال يحتاج اإلنسان إلى لغة ليفيميا ،مما جعل ليا قاعدة عريضة من
جميور المتأثرين الذين تجمعيم لغة البصر (العين) العالمية .كل ىذا يجعل من الصورة مادة إعالمية
واتصالية ميمة جداً في عصرنا ،عصر الصورة ،حيث أصبحت الحقيقة مقترنة بيا ،فما تصوره الكامي ار
يكون قد حدث حتى وان لم يحدث وما لم تصوره الكامي ار ال يكون قد حدث حتى وان حدث.
ُي ِقر عالم االجتماع الفرنسي بيير بورديو في كتابو التمفزيون وآليات التالعب بالعقول أن القنوات
التمفزيونية الفضائية غدت وسائل وأدوات لمضبط ولمتحكم السياسي واالجتماعي في المجتمعات الراىنة.
وبات واضحاً لمقاصي والداني أن الصورة التمفزيونية تشكل حالياً فاعالً رئيسياً في المعارك والحروب ،بل
أكثر من ذلك ،فيي تعادل وربما تتفوق عمى كثير من األسمحة الذكية المستخدمة في الحروب.
يتحدث نائب رئيس نقابة المصورين الصحافيين في لبنان وأستاذ مادة التصوير في كمية اإلعالم في
الجامعة المبنانية عزيز طاىر عن أىمية الصورة في التأثير عمى الرأي العام ،ويقول "أنا من قرية اسميا
218
حوال في جنوب لبنان ،ارتكب اإلسرائيميون فييا مجزرة بشعة في العام 1948المجزرة لم تعمق في
األذىان .والسبب غياب الصورة واليوم عندما نقول قانا يتذكر جميع الناس ماذا حصل ،ألن الصورة
أرشفت ىذه المجزرة ...الصورة ىي حالياً الحقيقة الصارخة والدليل الحي عمى الذي يجري في
()3
(أنظر الصور رقم 3و)4 الحروب".
"وىذا ما حدث أيضا في حرب فيتنام ،فقد كشفت صور اإلعالميين الذين غطوا الحرب حقيقة
(الحرب الشفافة والشرعية) التي كانت تروج ليا الحكومة األمريكية" ،يقول المصور والمنتج الوثائقي
روجيو بيك( :أثناء حرب فيتنام رأينا في أمريكا كما في فرنسا وغيرىا من الدول األوروبية ،ردة فعل
الجميور حول مدى شرعية التدخل األمريكي وسموك القوات األمريكية عمى األرض ،وال نغالي إذا قمنا أن
()4
تنامي وعي الناس من خالل ما شاىدوه ىو ما حرض الرأي العام لمتحرك لمناىضة ىذه الحرب".
(أنظر الصور رقم 5و)6
والصورة أيضاً ىي التي ساىمت بتغيير وجو العالم الجيوسياسي واالقتصادي ،بل بتغيير حركة
التاريخ ،في 11سبتمبر ،2001لحظة شاىد العالم ،وعبر الصور المباشرة ،صدمة وىمع المارد
األمريكي وىو يتابع تدمير وسقوط برجي التجارة العالميين في نيويورك ،بكل ما يشكالنو من رمز لمتفوق
والييمنة( .أنظر الصورة رقم 7و 7 / Bوالروابط رقم 8و)9
219
إذاً ،أصبحت الصورة في عصر تكنولوجيا االتصال والمعمومات جزءاً أصيالً من الخطط
اإلستراتيجية العسكرية ،وتعتبر من أىم المؤشرات والدالئل عمى االنتصار أو اليزيمة في المعارك
العسكرية .فقد تم خوض حرب غزة عام ،2008عمى سبيل المثال ،عمى جبيتين :األولى عسكرية
والثانية إعالمية ،حيث قامت وسائل اإلعالم المطبوعة (الصحف) والمسموعة والمرئية (شاشات
التمفزيون) واإللكترونية (عبر شبكة اإلنترنت) بنشر آالف الصور التي لعبت دو ارً مؤث ارً في تحريك
الشارع العربي والرأي العام العالمي(.أنظر الصور رقم 10و)11
كان لمصور التي نشرتيا وكالة أسوشييتد برس Associated Pressعن مجازر (صب ار وشاتيال)
أثرىا البالغ في إيقاظ الضمير العالمي -بغض النظر عن حاجز المغة -لدرجة جعمت الجمعية العامة
لألمم المتحدة تدين ىذه المجزرة في شير سبتمبر ،1982ونددت بإسرائيل وطالبت في قرارىا مجمس
()5
وىكذا يمكن لصورة واحدة أن تتسبب في أحداث وق اررات مصيرية...فقد األمن بالتحقيق في المذبحة.
كانت الصورة التي التقطيا سائق صومالي مع طاقم صحفي بريطاني السبب الرئيس الذي اضطر اإلدارة
األمريكية إلى إصدار قرارىا بسحب قواتيا من الصومال .وكانت الصورة تمثل عدداً كبي اًر من الصوماليين
وىم يمثمون بجثة جندي أمريكي في أحد أزقة مقديشو ،مما كان لو وقع الصدمة في كل بيت أمريكي
()6
وجعل غالبية الشعب األمريكي تدعو إلى سحب القوات األمريكية من الصومال دون إبطاء.
مجمة النيوز ويك News Weekاألمريكية وفي عددىا بتاريخ 19فبراير-شباط ،2002وضعت
عنواناً لغالفيا ىو ) (Terror Goes globalفي إشارة إلى شبكة أسامة بن الدن ،لكن تحت ىذه
الكممات كانت صورة لفمسطيني يرتدي كوفية تخبئ معظم وجيو ويمسك في يده بندقية أوتوماتيكية .قد
يفترض القارئ أن ىذا الشاب عضو في خمية إرىابية ،وىذا ما قصدت المجمة إظياره ،لكن صحفيون
220
غربيون آخرون كشفوا أن ىذه الصورة التقطيا مصور فنمندي لوكالة ناسا في الضفة الغربية .كان الشاب
طت صورتو يسير في جنازة صديقو الفمسطيني الذي قُتِ َل برصاص إسرائيمي ليتحول بعد ذلك
الذي التُِق َ
()7
عمى غالف النيوز ويك إلى رمز إرىابي مرتبط بالقاعدة.
-1قراءة ذاتية وقصيرة لمتاريخ ألنيا قراءة مقتصرة عمى المرحمة الزمنية التي ولدت فييا السينما
التي ميزت القرن العشرين والذي اتسم بحضارة الصورة وما ييمنا في مجال الصورة والسينما ىو التاريخ
الذي سجمتو وتسجمو الكامي ار وتوثقو ،أي التاريخ المصور؛ التاريخ الذي دخل دائرة التحقق البصري بعد
المصور).
ّ مروره بدائرة التدوين ،أي (التاريخ
-2قراءة تاريخية لمسينما تربط وجودىا بأحداث التاريخ التي سجمتيا السينما .وىنا ستشكل السينما
المعاد كتابتو وتصويره).
بكل أنواعيا مادة لمدراسة سواءاً كانت سينما روائية أم تسجيمية (التاريخ ُ
إن االىتمام الشديد بالصورة وبالفيمم ،وخاصة الفيمم الوثائقي ،نشأ بعد نياية الحرب العالمية الثانية،
ولكن الفيمم الوثائقي – كمادة أساسيا الصورة -أخذ في الوقت الحالي ،ومنذ عدة عقود ،يحتل مكانة
التحول في
ّ استثنائية ،بسبب قدرتو عمى توثيق وحفظ وقائع األحداث المتعمقة بحياة الناس وظروف
المجتمعات البشرية .وأثناء الحرب العالمية الثانية ،صنع الحمفاء المنتصرون بالحرب الكثير من المواد
المصورة والطافحة بالدعاية والتي كان ليا الفضل في تنبيو االنسانية ألىمية وخطورة التسجيل والتوثيق
المصور والفيممي .وكثيرةٌ ىي األفالم التي طرحت مواضيع الحرب العالمية الثانية التي كان ليا الدور
األكبر في ازدياد أىمية الوثيقة السينمائية .فمن خالل الفيمم التسجيمي يمكن تسجيل جميع األحداث
والوقائع التي ُيراد االحتفاظ بيا كمستند تاريخي .فيتم توثيقيا سينمائياً بأساليب التصوير السينمائي أو
اء دخل ىذا أم
تمفزيونياً بأساليب التصوير اإللكتروني .وىذه الوظيفة طبيعية يقوم بيا الفيمم التسجيمي سو ً
ال في تخطيط من ُي ِع ّدون ىذه األفالم أو المواد المصورة.
وىذه الوظيفة تؤدي غرضين في غاية األىمية ...فمن خالل ىذا التسجيل التاريخي الذي يحفظ لنا
أحداث وواقع أية فترة زمنية بالصور الثابتة أو المتحركة يمكن لمدارسين تقويم ىذه الفترة لالستفادة من
221
خبراتيا بما يخدم الحاضر والمستقبل .كما أن التسجيل يفيد كثي اًر في حفظ ذاكرة الشعوب والربط بين
األجيال ونقل التراث والوصل بين الماضي والحاضر بما يساعد عمى عممية التطبيع والتنشئة االجتماعية.
وال يقتصر التصوير الفوتوغرافي عمى تسجيل الخطابات الدالة من النواحي الشخصية ولكن من
النواحي االجتماعية والسياسية واالقتصادية أيضاً ،لذلك فيو ،أي التصوير الفوتوغرافي ،من أبرز وأىم
الوسائل وأكثرىا لتسجيل وتوثيق التاريخ االجتماعي لممستقبل ولكل ألجيال القادمة.
وقد "رافق العبور إلى عام 2000باتجاه األلفية الثالثة إصدار ممفات وبرامج موسوعية شاممة كتابية
ومرئية تُ ِّ
ذكر بأىم المعالم اإلنسانية والمحطات العممية التي مرت في سنين القرن العشرين المئة ،وكان
()8
لمصورة القابضة عمى المحظات التاريخية العابرة الفضل في إزالة األدران عن بعض مساحات النسيان"
ولكن ،في تعاممنا مع الوثائق ،يجب عمينا أال نحكم عمى صور الماضي ىذه عمى ضوء معموماتنا
تعبر عن اآلخرين ،عمن قام بالتقاطيا وربما حفظيا وكذلك عن األفكار
ومعرفتنا الحالية .ألن الصور ّ
تعبر عن وجودىم
والسموكيات التي كانت سائدة عند الناس في العصر الذي تم أخذ الصور فيو ،فيي ّ
في العالم وعن عالقاتيم باآلخرين ،عن حياتيم وحياة اآلخرين( .أنظر الصور رقم 12و 13و13/ B
و 14و 15و 16و 17و)18
يمعب الفيمم السينمائي دو اًر ميماً في حركة اإلعالم الدولي ويحتل فييا مكاناً بار اًز ،ويستمد أىميتو
في ىذا المجال من الخصائص التي تميزه عن وسائل اإلعالم األخرى ومن مجمل اإلمكانيات والميزات
التي يتمتع بيا الفيمم كوسيمة إعالم واتصال دولية ،والتي ترتبط ارتباطاً متيناً بإمكانية تخطي الفيمم لمحدود
الوطنية لمبمد المنتج وانتشاره في مناطق العالم المختمفة ووصولو إلى جماىير المشاىدين في ىذه المناطق
والتأثير فييم ،السيما وأننا نستطيع ترجمة أو دبمجة الفيمم إلى لغات مختمفة ،ومن ىذه اإلمكانيات
والميزات أيضاً:
222
-2أن الفيمم التسجيمي وسيط مرئي مسموع يعتمد أساساً عمى الصورة كوسيمة لمتعبير وىي لغة يفيميا
المتعمم واألمي وىي لغة عالمية.
َ -4ي ْسيُ ْل نقل وتوصيل الفيمم السينمائي إلى أي مكان عن طريق الشركات أو األفراد ،فيو إما أن يكون
مسجالً عمى أسطوانات تقميدية (بونبينة -بكرة) أو عمى شريط فيديو ،وحالياً يمكن نقمو عن طريق
النسخ عمى أقراص ممغنطة ومدمجة أو إرسالو عبر شبكات االتصال والمعمومات مثل اإلنترنت.
َ -5ي ْسيُ ْل عرض الفيمم عن طريق آالت وأجيزة عرض خفيفة ومتنوعة كجياز الفيديو وقارئ DVDأو
CDأو ...Diskالخ ،إضافةً إلى أماكن العرض التقميدية مثل دور العرض السينمائي والمراكز
والمؤسسات...الخ.
-6الفيمم السينمائي وسيط عرض جماعي وىذا يساىم في تحقيق صفة الجماىيرية لو.
وتعتبر الميرجانات السينمائية من أىم المناسبات والفرص التي تُعرض فييا األشرطة السينمائية
والتي تؤكد حقيقة أن الفيمم من أفضل وسائل اإلعالم واالتصال الدولي ،إضافةً إلى اتفاقيات التبادل
الثقافي الدولي واستثمار التمفزيونات األجنبية والمعارض الدولية المتنوعة.
وباختصار ،تعتبر األفالم السينمائية ،والتسجيمية خاصةً ،وسيمة اتصال دولية بامتياز بحكم انتشارىا
وتوزيعيا وعرضيا وتأثيرىا عمى المستوى الدولي.
تُعتبر السينما وسيمة من وسائل االتصال الحضاري والثقافي .والفيمم السينمائي يعمل في ىذا االتجاه
فعال ومؤثر في نشر الثقافة العامة لمختمف فئات الشعب بمختمف أعمارىم والثقافة الخاصة
ولو دور ّ
لمصفوة ولممتخصصين .وتمثل السينما جسور لقاء بين الشعوب ووسيمة من وسائل اتصال ثقافة أو
المتصل ِ
المتصل أو حضارة بثقافة أخرى أياً كان مستوى الثقافة أو درجة التطور الفكري والحضاري لدى
َ
بو .ومفيوم الثقافة ىنا يعني البيئة العامة والشاممة لحضارٍة من الحضارات ،ويعني أيضاً أسموب ومنيج
223
حياة شعب من الشعوب .وجسور المقاء ىذه يمكن أن تتجسد في السينما من خالل التعاون السينمائي بين
مختمف البمدان حيث يمكن أن تمعب المؤسسات السينمائية وىيئات التمفزيون والمؤسسات الرسمية
والدبموماسية والمراكز الثقافية في البمدان األخرى دو اًر ميماً بتبادل اإلنتاج السينمائي خاصة ما يتعمق
ادل والتعريف بيوية كل بمد وتكوين رؤية
المتََب َ
بإنتاج األفالم التسجيمية بما يساىم في الحوار الحضاري ُ
صحيحة ذات مصداقية ،لدرجة أن البعض يعتبر السينما الوثائقية -كما الصورة عموماً -ركناً أساسياً
من الحضارة الحديثة والفكر الراىن ،وليا دور ميم في عكس روح العصر.
كما تساىم الميرجانات السينمائية -التي تتزايد كماً ونوعيةً -عاماً بعد عام في بناء جسور لقاء
بين السينمائيين من جية ،وبين الشعوب بعضيا ببعض من جية ثانية بما يساىم في النيوض بالسينما
يرسخ الفكر السينمائي ويخمق اتجاىات في الحياة السينمائية ،كما يساعد
وتبادل التجارب والخبرات بما ّ
عمى اكتشاف االتجاىات الموجودة ويتيح لنا رؤية السينمائيين ألفالم بعضيم بعضاً .لقد أصبح من
الميسور آلالف المشاىدين في الغرب ،وبفضل الفيمم اإلثنوجرافي ،أن يتعرفوا عمى الثقافات اليامشية أو
البعيدة .فالفيمم اإلثنوجرافي ىو عبارة عن صور ومشاىد لعادات وطقوس وسموكيات وحركات فنية غير
مألوفة وفي الغالب غريبة ،وزينة وحمي لمجسد وطالء متنوع األلوان لموجو ،وتقاليد لم تتغير عبر الزمن.
وفي بعض األحيان تدخل ىذه الصور في موضوعات أشمل وأعم :القطب المتجمد الشمالي ،الصحراء
الكبرى ،البالد غير الصناعية ،العالم الثالث ،الرقص في أمريكا الالتينية...،الخ .ومن الناحية التاريخية
والعممية طورت السينما اإلثنوجرافية لنفسيا موضوعاً ىو :المجتمعات البدائية والنائية ،ومنيجاً ىو :السرد
والوصف الموضوعي .واليدف األسمى لذلك ىو تسييل وتيسير عممية فيم الثقافات األخرى.
وثمة وسائل كثيرة تشارك وتساند السينما في ىذا االتصال الثقافي والحضاري ،السيما تقنيات
االتصال الحديثة ،التي تعتمد كثي اًر عمى بث الصورة بمختمف أشكاليا ،مثل اإلرسال التمفزيوني الفضائي
الذي يتخذ في كل يوم أبعاداً وآفاقاً جديدة ،وأيضاً شبكات االتصاالت والمعمومات وفي مقدمتيا حالياً
شبكة اإلنترنت.
224
الصورة كرمز وكأيقونة
استمر استخدام الصورة كنوع من التأليو حتى يومنا ىذا تحت مسميات أخرى ،فمنذ أيام الصنم
كانت تعبي اًر عن اآللية كما عند الفراعنة الذين قاموا بتمثيل آليتيم بمنحوتات كإيزيس وغيرىا ،وكل
عصر كان يقضي عمى آلية العصر السابق ليمثل آليتو ،وىو ما قام بو األقباط المسيحيون حين حطموا
وسط مصر منحوتات اآللية الفرعونية قصد تحويل معابدىا إلى كنائس" .فالصورة ليست غاية في ذاتيا
وانما وسيمة لمتأليو والدفاع والفتنة واإلشفاء والتعميم ،إنيا تدخل المدينة في النظام الطبيعي ،والفرد في
()9
التراتبية الكونية ،إنيا روح العالم وتناغم الكون ،باختصار فيي وسيمة حقة لمبقاء عمى قيد الحياة".
وبالرغم من سطوة الصورة الفضائية خصوصاً عمى الشاشات الرقمية المبيرة ،إال أن الصورة من
حيث ىي تمتمك طاقة رمزية ليا سطوتيا في نفس المشاىد .فالكثير من معاني الوالء والحب واإلعجاب
والعديد من المعاني اإلنسانية تتجسد في طريقة عرض الصور وتصبح إحدى المعاني الرمزية حتى في
الجداريات التي يعمقيا المعجبون أو األتباع في صاالت العرض ،أو عمى المالبس وحتى في غرف
النوم ،لمكثير من الزعماء والنجوم ،والقادة .وما صورة الثائر أرنستو تشي غيفا ار التي التقطيا المصور
الكوبي ألبيرتو كوردا دياز في الخامس عشر من آذار -مارس 1960وانتشرت عبر العالم وعبر االجيال
إال دليالً عمى قوة نفوذ الصورة كرمز (أنظر الصورة رقم .)19
واليوم يقوم الناس والحكومات بالتعبير عن معاني الوالء والحب واإلعجاب وربما التأليو بطريقة
رسمية وذلك بتغيير الصورة المعمقة عمى الجدار عند حمول االنتخابات الرئاسية الجديدة أو زرع المئات
من صور الزعيم حيثما أمكن.
الصورة واإلقناع
نعرف اإلقناع عبر وسائل اإلعالم بأنو محاولة لعممية التأثير عمى الفرد المتمقي من
نستطيع أن ّ
خالل مخاطبة عقمو وشعوره واحساسو بمغة وأسموب متوازنين يجمعان المنطق والعاطفة وذلك باستخدام
أعمال إعالمية تدمج فنون وتقنيات الصورة والصوت والنص يقوم بإنتاجيا فرق متخصصة ومينية
متحمسة ألفكارىا ومفعمة بقوة ذاتية ،وكل ذلك بيدف إيصال رسائل لممتمقي تساىم بإيجاد انطباعات
قوية لديو يمكن أن تحفزه عمى تغيير أو تعديل أو تعزيز مواقفو وآراءه .ويمكن القول" :إن اإلقناع في
225
أدبيات االتصال يرتبط ببناء الرسالة وأسموب تقديميا ..وعمى الرغم مما يشار إليو دائماً من تأثيرات
لعناصر أخرى في عممية االتصال ،إال أن الرسالة وخصائصيا تظل ىي المتغير األساس والحاسم في
ويعتبر تخطيط الرسالة اإلعالمية وبناؤىا
تحقيق ىدف اإلقناع في الحصول عمى استجابات مواليةُ ..
()10
البداية الناجحة لزيادة التوقعات بنجاح الرسالة العممية اإلقناعية"
الصورة تستثمر وظائفيا المتنوعة والمتعددة من إخبار بآخر األحداث والتطورات وترفيو
ف
وتعميم...الخ ،لجذب الجميور وبالتالي إلى إقناع الجميور بوجيات نظر وآراء معينة.
وكل الوظائف واألىداف التي تحققيا الصورة – والتي استعرضناىا في فصل سابق -تؤكد مدى
أىميتيا في عصر سيطرت فييا الصورة عمى جميع شؤون وجوانب حياتنا ،وبتنا نشاىدىا في كل مكان،
ما يستدعي منا أن نعي لغتيا وأىميتيا في حياتنا وفي الدفاع عن قضايانا وتعزيز انتماءنا لثقافتنا،
فالصورة أبمغ من الكممات وأكثر إقناعاً.
وبما أن الصورة قد ال تكذب فيي األكثر قدرة عمى اإلقناع .اإلنسان ال يقتنع في األغمب إال بما
يرى ،فالصورة وسيمة لإلدراك الحسي ومضمونيا وسيمة لإلدراك الذىني.
كل تقنيات التصوير ،كما ذكرنا سابقاً ،من زوايا التصوير والمقطات إلى حركة وتموضع الكاميرا،
تساىم بجذب اىتمام القارئ أو المشاىد وتحريك أحاسيسو تجاه الشيء المصور وبالتالي تساعد في
عممية اإلقناع برسالة الصورة الثابتة والمتحركة وبالتالي بالموضوع أو بالنص المرافق لمصورة.
وتمعب المقطات وزوايا التصوير واإلضاءة أيضاً دو اًر في إشعار القارئ أو المشاىد بمعايشتو لمخبر
والحدث المنشور أو المعروض مما يساىم أيضاً في عممية اإلقناع .وكمما استطاع المصور إنتاج صورة
مستخدماً فييا تقنيات التصوير وبأقل العناصر البصرية الممكنة وبوضوح ودون أي نوع من التشويش،
قدم عمالً فنياً واتصالياً واحترافياً مقنعاً.
226
صور وأشكال تفاعمية وروابط لموحدة 11
تعرف من خالل الموقع التالي عمى أشير برامج تمفزيون الواقع والتي لعبت الصورة فيو دو اًر ميماً
)ّ -)1
في الترويج ألفكار مستحدثة في مجتمعات ذات ثقافات مختمفة ومتنوعة.
http://www.actionha.net/articles/10423-%D8%A3
227
لم تتوقف المجمة عند ذلك ،ففي التالعب الثاني ,بدأ الفنيون بصورة لصندوق اقتراع في ميدان خال
وكمب كسول ينام أمام الصندوق ،ثم بعد ذلك أضافوا ليذا المشيد صورة اثنين مسمحين من رجال حرب
العصابات ,رجل وامرأة ,في الغابة .قاموا بتركيب ىذه الصورة عمى صورة الصندوق الموجود في الميدان
الخالي حتى أنيم أضافوا ظالً خمف أفراد حرب العصابات ( .انظر الصورتين قبل وبعد أسفل الصفحة).
في الحالة األولى ,لم تكن ىناك أي داللة في المجمة عمى أن الصورة قد تم تغييرىا .في الحالة الثانية
كان ىناك عالمة صغيرة تحت الصورة تدل عمى أنيا "مونتاج صورة ".
228
فيما عدا ذلك ,لم تكن ىناك تعميقات أخرى تشرح ما الذي تظيره الصور ,مارتا روبت مديرة مؤسسة
أنطونيو نارينيو في كولومبيا التي تساعد الصحفيين الذين يواجيون أي خطر ,تقول إنو أمر شائع أن
يمجأ اإلعالم في بمدىا إلى استخدام صور فوتوغرافية أو لقطات فيديو خداعية وباإلضافة لمصور التي
يتم التالعب بيا اليكترونيا فاإلصدارات ومحطات التمفيزيون غالباً ما "تفبرك" لمجميور صو اًر أو لقطات
فيديو".
عن كتاب :أخالقيات الصحافة الجدل العالمي ,قام بجمع وتحرير ىذا الكتاب باتريك بوتمر (مدير
التدريب في مركز الصحفيين الدولي) ,حقوق الطبع والنشر لمركز الصحفيين الدولي ,واشنطن دي سي,
,2003ص 46وما بعدىا.
229
الصورة رقم ()5
صورة شييرة ليروب المدنيين وخاصة األطفال من النابالم األمريكي في حرب فيتنام
230
(الصورة رقم )7
سقوط أحد ضحايا ىجمات 11أيمول من نوافذ أحد البرجين
231
(الصورة رقم )7 / B
ىجمات 11أيمول 2001
( -)8صور ألحداث أيمول ،2001اليجمات عمى برجي التجارة في نيويورك ،أنظر الروابط:
http://www.ok-iraq.com/vb/showthread.php?t=116260
http://twitmail.com/email/22692723/10/%D8
( -)9فيديو يمخص اليجمات عمى برجي التجارة في نيويورك عمى الرابط التالي:
www.social-news.net/2012/09September-11
232
الصورة رقم ()10
الحرب عمى غزة 2008
233
الصورة رقم ()12
صورة انفجار القنبمة النووية عى اليابان
234
الصورة رقم ()13
نموذج من صور توثق المجاعة في قارة إفريقيا
235
الصورة رقم ( )13/ B
صور توثق المجاعة في قارة إفريقيا – الصومال
لإلطالع عمى المزيد من الصور الصحفية االستثنائية لممصور الصحفي Don McCullinعمى الرابط:
http://www.contactpressimages.com/artop/index.html
236
الصورة رقم ()14
صورة أشير قبمة في التاريخ.
الممرضة األمريكية إديث شاين ،صاحبة أشير صورة فوتوغرافية لمترحيب بالجنود العائدين من الحرب
في نياية الحرب العالمية الثانية أق أر تاريخ الصورة ومعمومات كثيرة عنيا عمى الرابط:
http://forum.z4ar.com/f91/t150776.html
237
الصورة رقم ()15
شاب في الصين يقف أمام الدبابات خالل احتجاجات لالصالحات الديمقراطية -بكين -ساحة تيان
إينمن 1989-
اشير صور تاريخية في العالم
http://forum.arabia4serv.com/t20486.html#ixzz2NtmzjtSN
238
اشير صور تاريخية في العالم
http://forum.arabia4serv.com/t20486.html#ixzz2NtmzjtSN
صورة لكاىن بوذي فيتنامي ىو (ثيش كوانغ دوك) التقطت عام 1963وىو يحرق نفسو حتى الموت
تنديداً بالتعذيب الذي يتعرض لو البوذيون واحتجاجاً عمى سياسة الحكومة والتعذيب ضد الكينة .شاىد
صو اًر أخرى لنفس الواقعة عمى الرابط:
http://forum.arabia4serv.com/t20486.html
غيرت العالم
( )18مجموعة صور ّ
Images_That_Changed_The_World.zip
239
(الصورة رقم )19
صورة لمثائر العالمي ارنستو تشي غيفا ار ( )1928-1967وىي أشير صورة في التاريخ الفوتوغرافي من
ناحية القولبة واعادة اإلنتاج والتفسير حيث أنيا تحولت إلى رمز وأيقونة.
240
الخالصة
تعرفنا في ىذه الوحدة التعميمية كيف تصنع الصورة الواقع وتغذيو بأفكار صانع الصورة أو ناشرىا ،وعمى
أىمية ودور الصورة الكبير وقت األزمات والحروب ،ومدى تأثيرىا عمى اتخاذ الق اررات الدولية فيما يخص
المسائل والقضايا المطروحة عمى الصعيد الدولي.
ناىيك عن الدور بالغ األىمية لمصورة في توثيق أحداث التاريخ وحفظ ذاكرة الشعوب .من حيث مكانة
صورة الفيمم السينمائي في اإلعالم الدولي ،ومكانتيا ودورىا في االتصال الحضاري والثقافي ،وفي صنع
الرمز لمعديد من األشياء والشخصيات.
وانتقمنا إلى مفيوم اإلقناع من خالل الصورة وربط ذلك بالمواد اإلعالمية ككل ،والربط المنيجي بين
تقنيات التصوير (من زوايا التصوير والمقطات إلى حركة...الخ) وبين آليات اإلقناع.
241
تمارين
.1اإلعالم
.2االتصال الدولي
.3االتصال الحضاري والثقافي
.4كل ما سبق صحيح
ثالثاً .ليكون الفيمم السينمائي فعاالً في تأثيره عمى المشاىدين أين ما كانوا ،ال بد أن يمنح:
242
رابعاً .يقول بيير بورديو إن القنوات التمفزيونية الفضائية غدت وسائل وأدوات لمضبط والتحكم:
.1االجتماعي
.2الدولي
.3الحضاري والثقافي
.4السياسي واالجتماعي
خامساً .إن الفيمم التسجيمي وسيط مرئي مسموع يعتمد أساساً عمى:
.1اإلعالم واإلخبار
.2التوثيق
.3الدعاية السياسية
.4كل ما ذكر صحيح
.1تكنولوجيا االتصال
.2الفيمم الوثائقي أو التسجيمي
.3القادر عمى صنع واستخدام الصورة
243
.4االجابتان 1و 3صحيحتان
ثامناً .يمكن أن تمعب دو ارً ميماً في تبادل اإلنتاج السينمائي بين الشعوب:
.1المراكز الثقافية
.2المؤسسات الرسمية والدبموماسية
.3المؤسسات السينمائية وىيئات التمفزيون
.4كل ما ذكر صحيح
244
المراجع
( -)1ايناسيو رامونو ،الصورة وطغيان االتصال ،ترجمة نبيل الدبس ،منشورات الييئة العامة السورية
لمكتاب ،و ازرة الثقافة السورية ،دمشق ،2009 ،ص .106
( -)4ريجيس دوبري ،حياة الصورة وموتيا ،ترجمة فريد الزاىي ،الدار البيضاء ،أفريقيا الشرق،2002 ،
ص.115
( )5محمد نبيان سويمم ،التصوير اإلعالمي ،دار المعارف ،القاىرة ،ط ،1985 ،1ص .65
( )7عاطف حميدي ،العمل اإلذاعي والتمفزيوني ،مفاتيح النجاح وأسرار اإلبداع ،دار مجدالوي لمنشر
والتوزيع ،أبو ظبي ،ط ،2004 ،1ص .251
) -)8عبد الرحمن مينا ،موىبة القبض عمى المحظات العابرة ،الشرق األوسط ،العدد ، 7703الجمعة
،1999/12/31ص 12
( -)9ريجيس دوبري ،حياة الصورة وموتيا ،مرجع سابق ،ص .25
) - (10محمد عبد الحميد ،نظريات اإلعالم واتجاىات التأثير ،عالم الكتب ،القاىرة ، 2000 ،ط،2
ص.321
245