Professional Documents
Culture Documents
بحث عن محمد صلى الله عليه وسلم
بحث عن محمد صلى الله عليه وسلم
ب بن عبد عبد ال ّمطلب بن ها ِشمِ ،من قبيلةَ قُريش ،وأ ّمه آمنة بنتُ وه ٍ
عبدهللا بن َ
هو مح َّمد بن َ
أشرف ِنساء م ّكة نسباًُ ،و ِلد صلى هللا عليه وسلّم في الثاني عشرمناف بن زهرة بن كالب ،من َ
عام الفيل ،وقد ُو ِلد يتيما ً فقد مات والده عبدهللا عند عودتِه من رحلتِه ،ودفن
من َربيع األول من ِ
في المدينة المنورة.
الفاضلة من
ِ لقد نشأ صلى هللا عليه وسلّم بحماي ٍة من هللا تعالى؛ حيث كان يتّصف بجميع األخال ِ
ق
بالحكمة والذكاءمنكر أبداً ،كما أنّه اتّصف ِ
ٍ الصدق واألمانة ،وإكرام الضَّيف ،ولم يَدخل في ِّ
عمل عندها وأدار تزوج صلى هللا عليه وسلّم من السيدة خديحة بنت خويلد ،بعد أن ِ وال ِفطنةّ .
تجارتها ون ّماها ،وبَعد أن شاه َدت نُبل أخالقِه وأمانت َه خطبته إلى نف ِسها من خالل صديقتِها نفيسة
بنت منبه.
البعثة:
ي صلى هللا عليه وسلّم ي ِ ُّحب االختالء في غار حراء عدة ليا ٍل ،يتف ّكر في َخ ْلق هللا تعالى كان النّب ّ
وخا ِلق الكون ،ومرة ً من المرات عندما كان عمره أربعين عاماً ،وبينما كان يتعبّد كعاد ِته في
ت القرآن الكريم وهي " :اقرأ باسم غار حراء نَزَ ل عليه ِجبريل عليه السالم ،وعلَّمه أول آيا ِ
علق ،اقرأ وربّك األكرم ،الذي علّم بالقلم" ،ور َجع النبي صلى ربك الذي خَلق ،خَلق اإلنسان من َ
وقص
َّ رتجف وقال لها" :ز ّملوني ز ّملوني"، هللا عليه وسلّم بعدها إلى زوجت ِ
ِِه خديجةَ خائفا ً َي ِ
بدعوة الناس
َ عليها ما حدث ،وطمأنته بأن سيكون له شأن عظيم .وبدأ النبي صلى هللا عليه وسلّم
سرا ً إلى عبادة هللا تعالى وح َده دون اإلشراك به ،واست ّمرت الدعوة ثالث سنواتٍ؛ حيث كانت
الرجال أبو بكروأول من أسلم معه من ِ ّ تُعقَد االجتماعات سرا ً في دار األَرقَم بن األَرقَمّ ،
ي بن أبي طالب. صديق ،ومن النِّساء زوجته خديجة بنت خويلد ،ومن الصبيان عل ّ ال ّ
َّعوة:
ال َجهْر بالد َ
أمر هللا تعالى لسيِّدنا محمد بإظهار عبوديّة هللا تعالى وحده ،وأ َم َره أن يدعو عشيرته
أتى ُ
ق لها باالً ،ثم أ َخ َذت تستخدِم ّ
األقربين ،واستهزأت قريش بدعوة محمد صلى هللا عليه وسلم ولم تل ِ
ك ّل الوسا ِئل لتردّه عن دعوته ،وخاصةً بعد أن شاهدت األعداد ال َكبيرة التي اتّبعته فخافت على
وإال وسلكته في ُمحاربتِه صلى هللا عليه وسلّم هو وأصحابه ،ولكنهم نف ِسها ،ولم تترك طريقا ً ّ
1
الموحدين هلل تعالى.
ِّ صابِرين
كانوا ال ّ
الهجرة إلى المدينة :
أعوام على الدعوة الجهريّة ِلرسالة اإلسالم ،وتح ّمل الرسول صلى هللا عليه ٍ وبعد ُمرور عشرةِ
المنورة
ّ وسلّم والصحابة ألذى قريش ومعاداتِهم للدين؛ جاء أ ْمر هللا تعالى بال ِهجرة إلى المدينة
َ
لتأسيس دعائِم الدولة اإلسالميّة التي انتشرت إلى ِبقاع األرض جميعاً .وأ َ َمر النبي صلى هللا
صديق ،حيث المنورة ،ثم تبِعهم هو وصديقُه أبو بكر ال ّ ّ عليه وسلّم الصحابة بال ِهجرة إلى المدينة
ق ،وتم في المدينة بناء قوا ِعد الدولة اإلسالميّة. ب وش َْو ٍ
صدر رح ٍ
ٍ استقبلهم األنصار بكل
وفاته صلى هللا عليه وسلّم :
المنورة في العام الحادي عشر من ال ِهجرة في شهر
ّ توفي النبي صلى هللا عليه وسلّم في المدينة
َربيع األول ،بعد أن أصا َبه ال َمرض ،وكان عمره ثالثة وستين عاما ً.
معجزاته:
يؤمن المسلمون جميعًا بأن المعجزة الكبرى للنبي محمد والتي تحدّى بها الناس هي القرآن [.ثم
أثبت أغلبهم معجزات حسيّة أخرى لمحمد منسوبة إليه في كتب الحديث ،وقد عارضها قو ٌم ِل َما
بأن محمدًا لم يُؤتَ معجزات إال القرآن ،في آية َو َما َمنَ َعنَا أ َ ْن نُ ْر ِس َل بِ ْاْلَ َيا ِ
ت نزل في القرآن ّ
ظلَ ُموا بِ َها َو َما نُ ْر ِس ُل بِ ْاْلَيَا ِ
ت إِ َّال ْص َرة ً فَ َ إِ َّال أ َ ْن َكذَّ َ
ب بِ َها ْاأل َ َّولُونَ َوآَت َ ْينَا ث َ ُمو َد النَّاقَةَ ُمب ِ
صد بها التحدّي وإقامة الح ّجة على
سك األخرون بإثباتها باعتبار أنه لم يُق َ بينما تم ّ ت َْخ ِويفًا.
صدق محمد ،بل كانت تكري ًما له وتأييدًا ،وعناية به.
القرآن:
بحسب اعتقاد المسلمينَّ ،
فإن القرآن هو معجزة النبي محمد األساسية التي لم يستطع أحد على
مر العصور أن يأتي بمثله بالرغم من تحدّيه بذلك ،حيث ورد في القرآن قُ ْل لَئِ ِن اجْ ت َ َم َع ِ
ت
ض علَى أ َ ْن يَأْتُوا بِ ِمثْ ِل َه َذا ْالقُ ْرآ َ ِن َال يَأْتُونَ بِ ِمثْ ِل ِه َولَ ْو َكانَ بَ ْع ُ
ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ س َو ْال ِج ُّن َ ِْ
اإل ْن ُ
ويتمثل إعجاز القرآن بشكل أساسي في بالغته وفصاحته ،فكان اإلعجاز اللغوي يرا . َ
ظ ِه ً
هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن ،والذي يشمل عدة أوجه ،منها حسن تأليفه والتئام كلمه
وفصاحته ،ومنها صورة نظمه العجيب واألسلوب الغريب المخالف ألساليب
كالم العرب ومنهاج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت إليه فواصل
كلماته ولم يوجد قبله وال بعده نظير له .ومن وجوه اإلعجاز األخرى ما انطوى عليه من
األخبار بالمغيبات وما لم يكن فوجد كما ورد ،وما أنبأ به من أخبار القرون الماضية والشرائع
السالفة .وحديثًا ظهر تيار يعتقد بوجود إعجاز علمي في القرآن ،حيث تفسر بعض اْليات على
أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إال بعد فترة طويلة جدًا من ظهور القرآن.
2
السنة:
ت ُ َع ُّد اإلشارات العلمية الواردة في السنة النبوية من أبرز الدالئل على أن محمدًا رسول
هو خاتم األنبياء والمرسلين؛ ألن سبقه العلمي من قبل ألف وأربعمئة سنة ،وفي بيئة هللا
بدائية ال تملك مفاتيح العلم والمعرفة ،باإلضافة إلى أميّته يقطع الطريق أمام القائلين بأن محمدًا
قد تلقَّى هذا العلم من بحيرا ،أو ورقة بن نوفل ،أو من غيرهم ،كما أنه يُثبت بما رسول هللا
تعاليمه هو هللا ِّ
للشك أن المصدر الوحيد الذي اصطفى منه محمد رسول هللا ال يدع مجاالً
[]372
ج َّل في عاله.
وللتعامل مع قضية اإلعجاز العلمي في السنة النبوية ضوابط يجب أن تراعى؛ منها:
اختيار األحاديث المحتوية على إشارات إلى الكون ومكوناته وظواهره ،والتثبُّت من معرفة
درجة الحديث ،واستبعاد كل األحاديث الموضوعة ،وكذلك جمع األحاديث الواردة في الموضوع
الواحد؛ ألن بعضها يفسر بعض ،وفهم النص أو النصوص النبوية وفق دالالت األلفاظ في اللغة
العربية ،ووفق قواعدها ،وفهم النص النبوي في ضوء سياقه ومالبساته ،وفهمه في نور القرآن
شارحة لكتاب هللا ،ومبيِّنة لدالالت آياته ..كما أنه ينبغي أالَّ الكريم؛ ألن أحاديث رسول هللا
الشك والصواب ،ولكن يجب التعامل َّ إلثبات نظرية علمية تحتمل ي َُؤ َّول حديث لرسول هللا
فقط مع الحقائق العلمية الثابتة.
انشقاق القمر:
جمع المفسرون وأهل السنة من المسلمين على وقوع معجزة انشقاق القمر ألجل النبي
محمد ،كإحدى المعجزات الباهرات ،وكان ذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة .قال عبد هللا بن
فرقتين؛ فرقة فوق الجبل ،وفرقة دونه ،فقال مسعود« انشق القمر على عهد رسول هللا
سحر سحركم ابن أبي كبشة ،ولكن انظرواٌ رسول هللا « :اشهدوا ».وقال المشركون :هذا
إلى من يقدم من السفّار فسلوهم ،فقدِموا ف َ
سألوهم فقالوا :رأيناه قد انشق ».وفي ذلك نزلت آية
يرى معظم المؤرخين الغربيين عدم مصداقية عةُ َوا ْنش ََّق ْالقَ َم ُر.
سا َ من القرآن ا ْقت ََربَ ِ
ت ال َّ
هذه المعجزة محتجين إنكار القرآن نفسه بحدوث معجزات .كما ينكر علماء الفضاء وجود دليل
علمي على حدوث انشقاق في القمر.
إخباره عن الغيب:
من ذلك إخباره يوم غزوة بدر بمصارع قريش ،فلم يحد أحد منهم مصرعه الذي عيّنه ،وإخباره
عن الحسن بن علي بن أبي طالب أن هللا سيُصلح به بين فئتين من المسلمين .وإخباره أن
ابنته فاطمة أول أهله لحوقًا به بعد موته ،وإخباره بشأن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى
أهل مكة يخبرهم بنية المسلمين بفتح مكة ،ومن ذلك إخباره عن فتح القسطنطينية ،ومن ذلك ما
مقا ًما فما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام قاله حذيفة بن اليمان« قام فينا رسول هللا
من قائد فتنة الساعة إال حدثه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ..وهللا ما ترك رسول هللا
إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثالثمئة فصاعدًا إال قد سماه لنا باسمه واسم أبيه وقبيلته».
3
نبوع الماء من بين أصابعه:
تروي كتب الحديث والسيرة وقوع معجزة نبوع الماء من بين أصابع النبي محمد ولم تكن ألحد
قبله ،والتي قد تكررت في عدة مواطن ،حتى ع ّد فقهاء المسلمين أن ذلك الماء أشرف أنواع
وحانت صالة العصر، المياه .يروي أنس بن مالك أحد تلك الحوادث قائالً« رأيت رسول هللا
يده في ذلك بوضوء ،فوضع رسول هللا فالتمس الوضوء فلم يجدوه ،فأتي رسول هللا
اإلناء ،فأمر الناس أن يتوضؤوا منه ،فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ،فتوضأ الناس من عند
الناس جميعًا».
ُ آخرهم ،أي :حتَّى ت ََوضَّأ َ
حياته الشخصية
زوجاته:
زوجات محمد يُعرفن في اإلسالم بأمهات المؤمنين ،وقد اختُلف في عدد زوجات النبي الالتي
أنهن إثنتا عشر أو إحدى عشر ،وسبب االختالف هو في مارية القبطية، ّ َدخَل ّ
بهن على قولين؛
ّ
منهن ست، هل هي زوجة له أم ملك يمين .فالمتَّفق عليه من زوجاته إحدى عشرة .القرشيات
هن :خديجة بنت خويلد ،وسودة بنت زمعة ،وعائشة بنت أبي بكر ،وحفصة بنت عمر بن
الخطاب ،وأم سلمة ،وأم حبيبة.والعربيات من غير قريش أربع ،هن :زينب بنت
جحش ،وجويرية بنت الحارث ،وزينب بنت خزيمة ،وميمونة بنت الحارث .وواحدة من
غير العرب وهي صفية بنت حيي من بني إسرائيل .وتبقى مارية القبطية وهي من مصر .
4
وتوفِّيت اثنتان من زوجات النبي محمد حال حياته ،وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت
خزيمة ،وتُوفي هو عن تسع نسوة.
أسباب تعدد زوجات النبي:
اعترض بعض المسيحيين الذين يكتبون سيرة النبي بتعدد زوجاته وزعموا بأنه كان شهوانيا ً
ولكن كما ورد في سيرة الرسول ،كان له مقاصد آخر كتقوية الصلة مع أصحابه وكبار قومه
بواسطة المصاهرة ألن ذلك كان مما يساعده للدفاع ونشر الدعوة إلى اإلسالم ،كما أنقذ بعض
النساء من تعذيب عائلتهن عن طريق الزواج.
أوالده:
كان لمحمد من األوالد ثالثة بنين وأربع بنات ،جميعهم من زوجته خديجة إال إبراهيم فهو
من مارية ،وكل أوالده ماتوا في حياته إال فاطمة فإنها توفيت
بعده ]404[.وأوالده البنين هم :القاسم( وبه يُكنّى ،توفي وعمره عامان) وعبد هللا( ّ
الطيّب
الطاهر )وإبراهيم( عاش في المدينة سنة ونصف) ،وأما البنات ّ
فهن :زينب ورقية وأم
كلثوم وفاطمة .أما زينب فقد تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل الهجرة ،وأما رقية وأم
كلثوم فقد تزوجهما عثمان بن عفان الواحدة بعد األخرى ،وأما فاطمة فتزوجها علي بن أبي
طالب بين بدر وأحد ،وليس في بناته من كانت لها ذرية إال ما كان من ذرية فاطمة ]59[،فكان
لها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
مواليه وخدامه:
امتلك محمد عددًا من الموالي ،منهم :زيد بن حارثة الكلبي (وكان قد تبنّاه قبل اإلسالم قبل إلغاء
التبني) وابنه أسامة ،وثوبان بن بجدد وأبو هند ،وأبو لبابة ،وأبو
رافع ]59[.ومن اإلماء امتلك مارية القبطية( على خالف في أنه هل أعتقها فتزوجها أم
ال) ،وريحانة بنت زيد( إحدى سبايا بني قريظة ]405[).وأما خدامه ،فكان ألزمهم خدمة للنبي
ضا بالل بن رباح الحبشي ،وعبد هللا بن محمد أنس بن مالك الخزرجي ،وكان يخدمه أي ً
مسعود الهذلي ،وأبو ذر الغفاري الكناني ،وغيرهم.
أسماؤه:
ورد في التراث اإلسالمي أنه كان لمحمد عدّة أسماء ،فكان يقول عن نفسه« إن لي أسماء :أنا
محمد ،وأنا أحمد ،وأنا الماحي الذي يمحو هللا بي الكفر ،وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على
ضا« أنا نبي الرحمة ،ونبي التوبة ،ونبي الملحمة[».وقد اختلف
قدمي ،وأنا العاقب»[،وقال أي ً
علماء الدين اإلسالمي في أسماء كثيرة أخرى ،فجعلها بعضهم كعدد أسماء هللا الحسنى تسعة
وتسعين اس ًما ،وع ّد منها الجزولي في" دالئل الخيرات " 200اسم ،وأوصلها ابن دحية إلى 300
اسم .وقد كان من أهم أسباب الخالف أن بعضهم رأى كل وصف ُوصف به النبي في القرآن من
أسمائه .في حين قال آخرون إن هذه أوصاف وليست أسماء أعالم [.قال النووي« :بعض هذه
المذكورات صفات ،فإطالق األسماء عليها إنما هو مجاز».
5
صفته الشكلية:
جمع المسلمون ما توارثوه عن الصحابة من وصف خلقة نبيّهم في كتب كثيرة عرفت بكتب
الشمائل ،وأشهر هذه الكتب هو" الشمائل المحمدية" ،للترمذي .حيث ذكر فيه أحاديث كثيرة في
وصفه ،وكان مما جاء فيه مفرقًا:
عا ليس بالطويل وال بالقصير ،وكان إلى الطولجسمه :كان فخ ًما مفخ ًما ،مربو ً
أقرب ،ولم يكن يماشي أحدًا إال طاله .وقد كان أزهر اللون ،ليس باألبيض األمهق ،وال
باألسمر.
رأسه وشعره :كان ضخم الرأس ،عظيم الهامة ،شديد سواد الشعر ،ولم يكن شعره شديد
الجعودة وال مرسل ،بل كان فيه تثن قليل.وقد كان ّ
كث اللحية ،تُوفي وليس في رأسه
ولحيته 20شعرة بيضاء،
ذراعاه ويداه :كان طويل الذراعين كثيرا الشعر ،رحب الراحة غليظ الكفين
والقدمين،طويل األطراف ،ضخم المفاصل.
إبطاه :كان أبيض اإلبطين ،وهي من عالمات نبوته بحسب المسلمين.
منكباه وصدره وبطنه :كان منكباه واسعين ،كثيري الشعر ،وكذا أعالي الصدر .وكان
عاري الثديين والبطن ،سواء البطن والصدر ،عريض الصدر ،طويل المسربة موصول
ما بين اللبة (النقرة التي فوق الصدر) والسرة بشعر يجري كالخيط.
خاتم النبوة :هي ُ
غدّة حمراء مثل بيضة الحمامة ،أو مثل الهالل ،فيها شعرات
مجتمعات كانت بين كتفيه .وهي من عالمات نبوته بحسب المسلمين.
مستديرا غاية التدوير ،وكان
ً وجهه وجبينه :كان مستو الوجه سهل الخدين ،ولم يكن
واسع الجبين مستويًا.
عيناه وحاجباه :كان طويل ِشق العينين ،شديد سواد العينين ،في بياضها حمرة ،وكانت
مقوسين ،متّصلين اتصاالً
عيناه واسعتين ذات أهداب طويلة كثيرة .وكان حاجباه قويين َّ
خفيفًا ،بينهما عرق ّ
يدره الغضب.
أنفه :كان أنفه مستقي ًما ،أقنى (طويالً في وسطه بعض ارتفاع) ،مع دقة في أرنبته
(طرف األنف).
فمه وأسنانه :كان واسع الفم ،في أسنانه رقة وتحدد ،يقول واصفه «إذا تكلّم رؤي
كالنور يخرج من بين ثناياه».
قدماه :كان ضخم القدمين ،يطأ األرض بقدمه كلها ليس لها أخمص (الجزء المرتفع عن
األرض من القدم)[ ،وكان منهوس العقبين (قليل لحم العَ ِقب).
6
مقتنياته وآثاره:
كان من عادة النبي محمد تسمية دوابّه وسالحه ومتاعه[،فكان اسم رايته «العقاب» ،واسم
سيفه الذي يشهد به الحروب «ذو الفقار» ،وكان له سيوف غيره مثل «الرسوب»
و«القضيب» ،وكانت قبضة سيفه محالة بالفضة ،وكان اسم قوسه «الكتوم» .واسم ناقته
«القصواء» ،واسم بغلته «دُلدُل» ،واسم حماره «يعفور» ،واسم شاته التي يشرب لبنها
«عينة» .وكان له مطهرة من فخار يتوضأ فيها ويشرب منها ،فيرسل الناس أوالدهم
الصغار فيدخلون عليه فإذا وجدوا في المطهرة ماء شربوا منه ومسحوا على وجوههم
وأجسادهم يبتغون بذلك البركة .وقد احتفظ المسلمون ببعض هذه المقتنيات عبر التاريخ،
فكانت في مصر في مسجد أثر النبي في جنوب القاهرة .وقد ظلّت هناك حتى وقت الفتح
العثماني عام 1517م حين دخل القاهرة السلطان العثماني سليم األول فأخذ معه كل أثر النبي
إلى إسطنبول ،وبقيت هناك محفوظة إلى اْلن في متحف الباب العالي.
أما ما يتعلق بالمشاهد واْلثار في المدينة المنورة ومكة ،فقد قام المسلمون بالحفاظ عليها إلى
وقت ظهور الحركة الوهابية في نجد في عصر الخالفة العثمانية ،إذ أقدمت الوهابية بعد
سيطرتها على الحجاز على هدم معظم اْلثار النبوية بدعوى خوف الشرك وسدا ً للذريعة ،ما
جعل كثير من علماء السنة والشيعة ينادون بضرورة المحافظة على ما تبقى منها وعدم السماح
بهدمها.من هذه اْلثار التي ُهدمت« :مسجد بني قريظة» ،الذي صلى فيه محمد أثناء حصار بني
قريظة ،و«مسجد أبي بكر الصديق» ،الذي رابط عنده أبو بكر أثناء غزوة الخندق .ومكان
والدة النبي محمد ،ومكان عيشه في مكة ،وبستان الصحابي سلمان الفارسي حيث كانت هناك
نخلة غرسها محمد ،وبيت الصحابي أبو أيوب األنصاري ،وبئر العين الزرقاء ،وبئر أريس
(بئر الخاتم) ،وبئر حاء.
جانب من حياته:
يروي صحابته عنه أنه كان أحلم الناس وأشجع الناس وأعدل الناس وأعف الناس وأسخى
الناس ،ال يبيت عنده دينار وال درهم ،وكان يخصف النعل ويرقع الثوب ،وما عاب مضجعًا ،إن
ُفرش له اضطجع على األرض ،يمزح وال يقول إال حقًا ،يضحك من فرشوا له اضطجع وإن لم ي َ
غير قهقهة .وكان ال يثبت بصره في وجه أحد ،وكان يقبل الهدية ويكافيء عليها ،وال يأكل
الصدقة ،يجيب الوليمة ،ويعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم ،ويجالسهم ويؤاكلهم ،ويتبع
جنائزهم ،وال يصلي عليهم أحد غيره ،وكان يمشي وحده بين أعدائه بال حارس ،يقبل معذرة
شت َم أحدًا من المؤمنين ،وكان ال يصارح أحدًا بما يكرهه ،وما ضرب شيئًا قط المعتذر إليه .وما َ
بيده ،وال امرأةً ،وال خاد ًما ،إال أن يجاهد في سبيل هللا ،وما انتقم من شيء ُ
صنع إليه قط إال أن
تُنت َهك حرمة هللا ،وما ُخيّر بين أمرين ّ
قط إال اختار أيسرهما إال أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم.
يمر على الصبيان ضا .وكان يبدأ من لقيه بالسالم ،وكان ّوكان أبعد الناس غضبًا وأسرعهم ر ً
فيسلم عليهم ،وكان ال يقوم وال يجلس إال على ذكر هللا ،وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه
قط مادًا رجليه بين أصحابه إال أن يكون جميعًا ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة ،وما ُرؤي ّ
المكان واسعا ً ال ضيق فيه ،وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة ،ولم تكن تُرفَع في مجلسه
األصوات ،وكان ال يدعوه أحد من أصحابه وغيرهم إال قال "لبيك" ،وال يُسأل شيئًا إال أعطاه،
7
طا بهم كأنه أحدهم ،وكان أصحابه ال يقومون له لما عرفوا من وكان يجلس بين أصحابه مختل ً
كراهته لذلك ،وكان أكثر الناس تبس ًما وضح ًكا في وجوه أصحابه .وكان يأكل مما يليه ويأكل
بأصابعه الثالث وربما استعان بالرابعة ،وكان أحب الفواكه إليه البطيخ والعنب ،وكان أكثر
طعامه الماء والتمر ،وكان أحب الطعام إليه اللحم ،وكان يحب من الشاة الذراع ،وكان ال
يأكل الثوم وال البصل ،وما عاب طعا ًما قط ،إن اشتهاه أكله ،وإن كرهه تركه.وكان يلعق
تحمر ،وكان يشرب في ثالث دفعات وله فيها ثالث تسميات وفي ّ أصابعه من الطعام حتى
أواخرها ثالث تحميدات ،وكان في بيته ال يسألهم طعا ًما وال يتشهاه عليهم إن أطعموه أكل وما
أعطوه قبل وما سقوه شرب.وكان يعصب الحجر على بطنه مرة من الجوع .كان يتكلم بجوامع
الكلم ال فضول وال تقصير ،وكان جهير الصوت ،ال يتكلم في غير حاجة وال يقول المنكر ،وال
يقول في الرضا والغضب إال الحق ،ويكنّي عما اضطره الكالم إليه مما يكره.
وجهات النظر حول محمد:
سنِ ِه
يك في محا ِ
َـن ش َِر ٍ ُمـنَ َّ
ـزهٌ ع ْ غير ُم ْنقَ ِ
س ِم فَـ َج ْـو َه ُر ال ُح ْ
س ِن فيه ُ
وقد وردت نصوص في كتب الحديث تفيد بأنه كان يَرى من خلفه كما يرى من أمامه ،وأنه يرى
في الليل كما يرى بالنهار ،وأنه لم يكن له ظ ّل ،وأنه أُعطي مفاتيح خزائن األرض ،وأن كل
سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إال سببه ونسبه ،وأنه يشفع للمسلمين يوم القيامة في
سالم على من يسلّم عليه ،وأن أعمال المسلمين تُعرض ي في قبره ،ير ّد ال ّ [
إدخالهم الجنة ،وأنه ح ّ
عليه فيستغفر لسيئها ويستحسن حسنها ،وأن الصالة في مسجده تعدل 1000صالة ،وقد اعتبر
عدد من علماء أهل السنة زيارة َ قبره من أقرب القُ ُربات إلى هللا ،وأن قبره هو أفضل بقعة على
األرض باإلجماع كما نقله القاضي عياض،ويعتقد بعض المسلمين بأن هللا قد خلق العالم كله من
أجله .وكذلك انتشر بين المسلمين التوسل به في دعائهم ،معتقدين أن ذلك أرجى الستجابة
دعائهم من هللا لما لمحمد من جاه ومكانة عند هللا ،وبعض هذه األقوال رفضها علماء السلفية،
8
حيث ينكر ابن تيمية وابن عبد البر اإلجماع الذي حكاه القاضي عياض في فضل قبر النبي على
سائر البقاع وينحصر اعتقادهم في أن القبر قد شرف بمقام النبي ،كما ال يرون جواز تخصيص
قبر النبي بالزيارة مستندين ألقوال لإلمام مالك وعدد من علماء المالكية والشافعية والحنابلة على
حرمة السفر لزيارة القبور .فيما يرى ابن باز القول بأن هللا خلق الخليقة ألجل النبي من أقوال
العامة وهو كالم باطل فاسد ال أساس له ،وأن هللا ما خلق الخليقة إال ألجل عبادته.
المسلم
َ ويعتبر اإلسالم محبّةَ محم ٍد أصالً من أصول اإلسالم ،وأح َد شروط صحة اإليمان ،وأن
اإليمان حتى يحبّ محمدًا أكثر من أي شيء آخر ،يقول عن نفسه« ال يؤمن أحدكم ِ ال يبل ُغ كما َل
حتَّى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والنَّاس أجمعين[».لذلك أحبه أصحابه والمسلمون حبًا
سئل علي بن أبي طالب يو ًما عن حبّهم لمحمد فقال« كان وهللا أحبَّ إلينا من أموالنا شديدًا ،حتى ُ
الظمأ» ،ولما احتضر بالل بن رباح أخذ يقول وهو وأوالدنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على َّ
يموت« واطرباه ،غدًا ألقى األحبّة ،محمدًا وحزبه» ،وكان أصحابه بعد موته ال يذكرونه إال
خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا ،حبًا وشوقًا له.وكان يقول محمد عن محبة أتباعه له من بعده
ناس يكونون بعدي ،يو ّد أحدهم لو رآني بأهله وماله».
«من أش ّد أ ّمتي لي ُحبًاٌ ،
عا
ثم إن المسلمين قد دأبوا على تعظيم محمد وإجالله وإكرامه وتوقيره اتبا ً
ألوامر اإلسالم [،فكانوا في حياته ال ينادونه باسمه مجردًا[،وال يرفعون أصواتهم فوق
صوته ،وكانوا في مجلسه كأنما على رؤوسهم الطير من الهيبة.وكان من مظاهر تعظيمهم له أن
وبمس
ّ كانوا يتبركون به وبآثاره ،فكانوا يتبركون بفضل ماء وضوءه ،وبعرقه ،وبثيابه ،وآنيته،
جسده ،وبموضع قدمه وبماء جبّته ،وبشعراته ،وكانوا يستشفون بها من المرض .وكان خالد بن
الوليد يحتفظ بشعرات للنبي محمد في مقدمة قلنسوته ،وكانت أسماء بنت أبي بكر تحتفظ بجبّته
يلبسها ،فنحن نغسلها للمرضى يُستشفى بها ».وكان عبد هللا بن بعد موته وتقول« كان النبي
عمر يتتبع األماكن التي كان يصلي بها النبي محمد ،فيصلي فيها.
ويُكثر المسلمون من تسمية أبناءهم باسم« محمد» ،إذ تشير اإلحصائيات بأن اسم« محمد »هو
عا في العالم ،وأكثر األسماء للمواليد الجدد في بريطانيا سنة .وقد اعتاد معظم االسم األكثر شيو ً
المسلمين في كل البالد اإلسالمية منذ القرن السادس الهجري ،الثاني عشر الميالدي ،على
مجالس لسماع سيرته ،والصالة والسالم عليه ،وسماع المدائح َ االحتفال بمولد محمد ][،فيقيمون
في حقه ،وذلك في كل أوقات العام وعند كل فرصة يقع فيها فرح أو سرور ،ويزداد ذلك في
شهر مولده ربيع األول ،وفي يوم مولده وهو اإلثنين ،فيما ينكر أتباع السلفية مثل هذه
االحتفاالت باعتبارها بدعة دخيلة على اإلسالم .وكذلك انتشر بين المسلمين لون من ألوان الشعر
عرف بالمديح النبوي، العربي الخاص بمدح محمد وذكر خصائصه وفضائله ونظم سيرته ،ما ُ
حيث يُرجع الباحثون نشأته في حياة محمد ،إذ كان يمدحه أصحابه مثل حسان بن ثابت وكعب
بن زهير ،ولكنه ازدهر مع الشعراء المتأخرى وخاصة مع البوصيري في القرن السابع
انتشارا ،وقد ازدادت
ً الهجري بقصيدته البردة [،والتي تُعد من أهم قصائد المديح ،وأكثرها
شهرتها إلى أن صار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن .ويعمل المسلمون على
تمييز اسم محمد عند حديثهم عنه ،فعادة ما يُشار إليه "رسول هللا" أو "سيّدنا محمد" أو "النبي"،
ويتبعون اسمه بالصالة والسالم عليه بقولهم "عليه الصالة والسالم" أو "صلّى هللا عليه وسلّم" أو
عا ألمر قرآني بالصالة عليه "صلى هللا عليه وآله وسلم" وغيرها من الصلوات األخرى ،اتبا ً
9
تحث على ذلك وتحذّر من تركها ،قال« أولى الناس بي يوم
ّ فضالً عن وجود أحاديث
ي صالة».القيامة أكثرهم عل ّ
وجهة نظر اليهودية:
يوجد تقليد في اليهودية يعترف بوجود أنبياء غير يهود أرسلهم هللا من أجل هداية شعوبهم،
ومنهم مثلً بلعام وأيوب الذين لم يكونا من العبرانيين .وقد اختلفت وجهات نظر كبار علماء
الدين اليهود في محمد بدرجة كبيرة ،فرأى العالم اليهودي اليمني نثنائيل بن الفيومي في كتابه
"بستان العقول" أن هللا قد يرسل أنبياء ال تتفق رسالتهم مع المعتقدات التي أتى بها األنبياء
اليهود .ويعتبر الفيومي محمد نبيا ً صادقا ً غير أن رسالته موجهة إلى العرب بشكل خاص
وليست لليهود وذلك لتعارضها مع التوراة .غير أنه من الملحظ أن نظرة الفيومي لم تلق
قبوال ً واسعا ً بين اليهود في عصره.
ويرى موسى بن ميمون أهم اللهوتيين اليهود في العصور الوسطى أن محمدا قد انتقى بعض
التعاليم اليهودية في رسالته وأضاف إليها عبادات أخرى .ويرى ميمون أن محمدا ً كان نبيا ً
كاذبا ً ويعتبر ادعاءه النبوة غير ذي مصداقية ألنه يخالف التقليد التوراتي اليهودي .كما يرى
أن كون الرسول أميا ً يمنعه من الوصول لمرتبة األنبياء.
10