ملخص مشجر لباب القياس

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫اململكة العربية السعودية‬

‫و ز ار ة الت ر بي ة و الت ع ل ي م‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫ك ل ي ة ال ش ر ي ع ة‬

‫باب القياس‬
‫من كتاب روضة الناظر‬

‫العام اجلامعي‬
‫‪۱٤٤۱-۱٤٤۰‬‬
‫‪ -۱‬حمل فرع على أصل في حكم بجامع بينهما ‪- .‬الراجح عند ابن قدامة‪-‬‬

‫القياس ش ر عاً ‪:‬‬


‫وقيل‪ :‬حكمك على الفرع مبثل ما حكمت به في األصل ؛ الشتراكهما في العلة التي اقتضت ذلك في‬
‫األصل‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬حمل معلوم على معلوم في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما بجامع بينهما من إثبات حكم أو صفة‬
‫لهما‪ ،‬أو نفيهما عنهما ‪.‬‬

‫وهو خطأ ؛ فإن االجتهاد قد يكون بالنظر في عمومات األدلة وسائر طرق األدلة وليس بقياس‪.‬‬
‫ثم ال ينبني في العرف إال عن بذل املجهود ؛ إذ من حمل خردلة ال يقال ‪ " :‬اجتهد" ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬االجتهاد‬
‫وقد يكون القياس جلّيًا ال يحتاج إلى استفراغ الوسع وبذل اجلهد‪.‬‬

‫‪ -۲‬الفرع ‪.‬‬ ‫‪ -۱‬األصل ‪.‬‬

‫إطالق القياس على املقدمتني اللتني يحصل منهما نتيجة‬

‫*‬
‫أركان القياس ‪:‬‬
‫)القياس املنطقي ( ‪ :‬فليس بقياس ؛ ألن القياس يستدعي‬
‫أمرين يضاف أحدهما إلى اآلخر ويقدر به‪ ،‬فهو اسم إضافي بني‬
‫شيئني على ما ذكرنا في اللغة‪.‬‬ ‫‪ -٤‬احلكم ‪.‬‬ ‫‪ -۳‬العلة ‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫ما الفرق بني القياس الشرعي واملنطقي ؟‬
‫القياس املنطقي‬ ‫القياس الشرعي‬
‫مقدمتني إذا سّلمت يلزم منها نتيجة ‪.‬‬ ‫حمل فرع على أصل في حكم بجامع بينهما ‪.‬‬ ‫من حيث التعريف ‪:‬‬
‫القراءة نافعة وكل نافع مطلوب = القراءة مطلوبة ‪.‬‬ ‫قياس املخدرات على اخلمر بجامع اإلسكار ‪.‬‬ ‫من حيث املثال ‪:‬‬
‫قطعي ‪.‬‬ ‫ظني ‪.‬‬ ‫من حيث النتيجة ‪:‬‬
‫ليس بحجة ؛ ألنه مستند إلى العقل املحض ‪.‬‬ ‫حجة ؛ ألنه مستند إلى نص وثابت بالكتاب والسنة واإلجماع‬ ‫من حيث احلجية ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫مستنده العقل ‪.‬‬ ‫مستنده الشرع ‪.‬‬ ‫من حيث املستند ‪:‬‬

‫الفرع ‪ :‬اخليل ‪.‬‬ ‫احلكم ‪ :‬ال يلتقط ‪.‬‬


‫األصل ‪ :‬كاإلبل ‪.‬‬ ‫العلة ‪ :‬ألنه ميتنع بنفسه‪.‬‬ ‫‪ -۱‬ال يلتقط اخليل ألنه ميتنع بنفسه كاإلبل ‪.‬‬

‫أمثلة على‬
‫الفرع ‪ :‬الصبي ‪.‬‬ ‫احلكم ‪ :‬ال يصلح‬ ‫‪ -۲‬ال يصلح اإليالء من الصبي ألن القلم مرفوع عنه كاملجنون ‪.‬‬
‫األصل ‪ :‬كاملجنون‪.‬‬ ‫العلة ‪ :‬ألن القلم مرفوع عنه‪.‬‬ ‫القياس‬
‫الفرع ‪ :‬األسهم ‪.‬‬ ‫احلكم ‪ :‬جتب الزكاة ‪.‬‬
‫‪ -۳‬جتب الزكاة في األسهم ألنه مال مُعدٌّ للنماء كبهمية األنعام ‪.‬‬ ‫الشرعي‪:‬‬
‫األصل‪ : .‬كبهيمة األنعام ‪.‬‬ ‫العلة ‪ :‬ألنه مال معد للنماء ‪.‬‬

‫‪٣‬‬
‫سميت علة ؛ ألنها غيرت حال‬ ‫الع لة ‪ :‬ه ي‬
‫املحل؛ أخذًا من علة املريض ؛‬
‫ألنها اقتضت تغير حاله ‪.‬‬ ‫مناط احلكم‪.‬‬

‫االجتهاد في العلة على ثالثة أضرب ‪:‬‬

‫‪ -۳‬ت خ ر ي ج ه ‪.‬‬ ‫‪ -۲‬ت ن ق ي ح ه ‪.‬‬ ‫‪ -۱‬حتقيق مناط احلكم ‪.‬‬


‫مبعنى ‪ :‬أن العلة غير موجودة في‬ ‫مبعنى ‪ :‬توجد العلة ومعها أوصاف‬ ‫مبعنى ‪ :‬وجود العلة منصوصة بدون‬
‫النص ‪.‬‬ ‫أخ رى زائد ة ‪.‬‬ ‫أوص اف ‪.‬‬

‫‪٤‬‬
‫الضرب األول‪ :‬حتقيق املناط ‪،‬‬
‫نوعان ‪:‬‬

‫الثاني ‪ :‬ما عرف علة احلكم فيه‬


‫بنص ‪ ،‬أو إجماع ‪ ،‬فيبني‬ ‫األول ‪ :‬ال نعرف في جوازه خالفًا ‪.‬‬
‫املجتهد وجودها في الفرع‬
‫باجتهاده ‪.‬‬

‫معناه ‪ :‬أن تكون القاعدة الكلية‬ ‫هذا النوع ليس بقياس ؛ ألنه متفق‬
‫مثل ‪ :‬قول النبي ﷺ في الهر ‪ ) :‬إنها ليست‬
‫متفقًا عليها ‪ ،‬أو منصوصًا عليها ‪،‬‬ ‫عليه ‪ ،‬والقياس مختلف فيه ‪.‬‬
‫بنجس ‪ ،‬إنها من الطوافني عليكم والطوافات ( ‪.‬‬
‫ويجتهد حتقيقها في الفرع ‪.‬‬
‫‪ -‬جعل "الطواف" علة فيبني املجتهد باجتهاده‬
‫وجود الطواف في احلشرات من " الفأرة " وغيرها‬
‫ليلحقها بالهر في الطهارة ‪.‬‬

‫أمثلة أخرى ‪:‬‬ ‫املثال الثاني ‪ :‬االجتهاد في القبلة‬ ‫املثال األول ‪ :‬قولنا ‪ :‬في حمار الوحش ‪ :‬بقرة ؛ لقوله‬
‫وجوب تعيني اإلمام لألمة ‪ ،‬و وجوب‬ ‫فنقول ] وجوب [ التوجه إلى القبلة‬ ‫تعالى ‪ } :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم {‪.‬‬
‫تعيني العدل في الشهادة ‪ ،‬ومقدار‬ ‫معلوم بالنص‪ ،‬أما أن هذه جهة القبلة‬ ‫‪ -‬املثل ‪ :‬واجب ‪ ،‬والبقرة مثل فتكون هي الواجب ‪.‬‬
‫هذا قياس جلي قد أقرَّ به‬ ‫الكفاية في النفقات ‪ ،‬ونحوه ‪.‬‬ ‫فـ ُيعلم باالجتهاد ‪.‬‬
‫‪ -‬فاألول معلوم بالنص ‪ ،‬واإلجماع ‪ ،‬وهو ‪:‬وجوب‬
‫جماعة ممن ينكر القياس ‪.‬‬ ‫املثلية‪.‬‬
‫‪ -‬أما حتقيق املثلية في " البقرة " فمعلوم بنوع من‬
‫االجتهاد‬

‫‪٥‬‬
‫الضرب الثاني والثالث ‪ :‬تنقيح املناط وتخريجه ‪.‬‬

‫تخريج املناط ‪:‬‬ ‫‪ -‬تنقيح املناط ‪:‬‬

‫وهو ‪ :‬أن يضيف الشارع احلكم إلى سببه‬


‫وهو ‪ :‬أن ينص الشارع على حكم في‬
‫فيقترن به أوصاف ال مدخل لها في اإلضافة ‪،‬‬
‫ال ‪.‬‬
‫محل وال يتعرض ملناطه أص ً‬
‫فيجب حذفها عن االعتبار؛ ليتسع احلكم ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬قوله ﷺ لألعرابي الذي قال ‪ :‬هلكت يا رسول اهلل ‪:‬‬


‫مثل ‪ :‬حترميه شرب اخلمر ‪،‬‬
‫)ما صنعت؟ ( قال ‪ " :‬وقعت على أهلي في نهار رمضان "‬
‫والربا في البر‪.‬‬
‫قال ‪ ) :‬أعتق رقبة ( ‪.‬‬

‫يستنبط املناط هنا بالرأي والنظر ‪.‬‬


‫فيقول ‪ُ :‬حِّرم اخلمر لـ كونه مسكرًا فيقيس عليه النبيذ ‪.‬‬ ‫وكون املوطوءة منكوحة ‪:‬‬ ‫ويلحق به ‪ :‬من أفطر بوقاع في‬ ‫نقول ‪ :‬كونه أعرابيًا ‪ :‬ال أثر له فيلحق به " التركي " و‬
‫ال أثر له ؛ فإن الزنا أشد‬ ‫رمضان آخر ؛ لعلمنا أن املناط ‪:‬‬ ‫" العجمي " ؛ لعلمنا أن مناط احلكم ‪ :‬وقاع مكلف ال‬
‫وُحِّرم الربا في البر ؛ لكونه مكيل جنس فيقيس عليه األرز ‪.‬‬ ‫حرمة رمضان ‪ ،‬ال حرمة ذلك‬
‫في هتك احلرمة ‪.‬‬ ‫وقاع أعرابي ؛ إذ التكاليف تعم األشخاص على ما‬
‫الرمضان ‪.‬‬ ‫مضى ‪.‬‬

‫هذا هو االجتهاد القياسي الذي وقع فيه اخلالف مع‬


‫الظاهرية ‪ ،‬واملذاهب األربعة متفقة على حجيته ‪.‬‬
‫هذه إحلاقات معلومة تبنى على مناط احلكم بحذف ما علم بعادة الشرع في مصادره وموارده وأحكامه أنه ال مدخل له في التأثير ‪.‬‬
‫‪-‬وقد يكون بعض األوصاف مظنونًا فيقع اخلالف فيه كـ " الوقاع " ؛ إذ ميكن أن يقال ‪ :‬مناط الكفارة ‪ :‬لكونه مفسدًا للصوم‬
‫املحترم ‪ ،‬واجلماع آلة اإلفساد ‪ ،‬كما أن السيف آلة للقتل املوجب للقصاص ‪ ،‬وليس هو املناط ‪ .‬كذلك هاهنا‪.‬‬
‫‪-‬وميكن أن يقال ‪ :‬اجلماع مما ال تنزجر النفس عنه عند هيجان شهوته مبجرد وازع الدين فيحتاج إلى كفارة وازعة بخالف‬
‫األكل ‪.‬‬
‫* واملقصود ‪ :‬أن هذا نظر في تنقيح املناط بعد معرفته بالنص‪ ،‬ال باالستنباط ‪ ،‬وقد أقًّر به أكثر منكري القياس ‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫•إثبات القياس على ُمنكريه‪:‬‬
‫‪-‬حترير محل النزاع ‪:‬‬

‫‪ -۱‬اتفق العلماء في حجية حتقيق املناط وتنقيحه‪.‬‬

‫‪ -۲‬اختلفوا في حجية تخريج املناط ‪.‬‬

‫ال وال شرعًا‪.‬‬


‫القول الثاني ‪ :‬ال يجوز التعبد به عق ً‬ ‫ال وشرعًا‬
‫القول األول ‪ :‬يجوز التعبد بالقياس عق ً‬
‫•وهو قول أهل الظاهر والنظام ‪.‬‬ ‫وهو الراجح عند ابن قدامة وهو عليه املذاهب األربعة‪.‬‬
‫•لقول أحمد ‪ -‬رحمه اهلل ‪ " : -‬ال يستغني أحد عن القياس"‬
‫* أدلتهم الشرعية ‪:‬‬
‫•أدلتهم العقلية ‪:‬‬
‫‪ -۱‬احتجوا بقوله تعالى ‪ } :‬ما فرطنا في الكتاب من‬
‫‪ -۱‬براءة الذمة باألصل معلوم قطعًا فكيف يرفع بالقياس املظنون ؟‬
‫شيء { وقوله ‪ } :‬تبيانًا لكل شيء {‬ ‫أدلتهم العقلية ‪:‬‬
‫‪ -۲‬كيف يتصرف بالقياس في شرع مبناه على " التحكم " و " التعبد " و "‬
‫وجه الداللة ‪ :‬فما ليس في القرآن ‪ :‬ليس مبشروع ‪،‬‬
‫الفرق بني املتماثالث " و " اجلمع بني املختلفات " ؟‬
‫فيبقى على النفي األصلي فال نحتاج للقياس ‪.‬‬
‫إذ قال ‪ " :‬يغسل بول اجلارية ‪ ،‬وينضح بول الغالم "‬ ‫‪ -۲‬أن العقل يدل‬ ‫‪ -1‬أن تعميم احلكم واجب ولو لم‬
‫‪ -۲‬قوله تعالى ‪ } :‬وأن احكم بينهم مبا أنزل اهلل‬ ‫‪ -۳‬ألننا نستفيد‬ ‫يستعمل القياس ‪ :‬أفضى إلى خلو كثير من‬
‫و " يجب الغسل من املني واحليض ‪ ،‬دون املذي والبول "‬ ‫على العلل‬
‫{وهذا حكم بغير املنزل‪.‬‬ ‫بالقياس ظنًا غالبًا‬ ‫احلوادث عن األحكام ؛ لقلة النصوص ‪،‬‬
‫الشرعية ويدركها‬
‫‪ -۳‬قوله ‪ } :‬فرُّدوه إلى اهلل والرسول { وأنتم تردونه‬ ‫في إثبات احلكم ‪،‬‬ ‫وكون الصور ال نهاية لها فيجب ردهم إلى‬
‫؛ إذ مناسبة احلكم‬
‫إلى الرأي ‪.‬‬ ‫والعمل بالظن‬ ‫االجتهاد ضرورة‪.‬‬
‫عقلية مصلحية‬
‫األجوبة على األدلة العقلية ‪:‬‬ ‫الراجح متعني ‪.‬‬
‫يقتضي العقل‬
‫•اجلواب على الدليل األول ‪ :‬كما ترفعونه بـ " الظواهر " و "‬ ‫•اجلواب على أدلتهم الشرعية ‪:‬‬ ‫حتصيلها وورود‬
‫اعتراض ‪ :‬ميكن التنصيص على املقدمات الكلية ‪،‬‬
‫العموم " و " خبر الواحد " و " حتقيق املناط في آحاد الصور "‬ ‫الشرع بها كالعلل‬
‫أما قوله تعالى } ما فرطنا في الكتاب من شيء { فإن القرآن قد دل على جميع‬ ‫ويبقى االجتهاد في املقدمات اجلزئية ‪ ،‬فيكون من‬
‫ثم ال نسلم لكم أننا نرفع القاطع بالظن ‪ ،‬بل نرفعه بقاطع‬ ‫العقلية ‪.‬‬
‫اآلحكام لكن ‪:‬‬ ‫حتقيق املناط ‪.‬‬
‫مثله‬
‫إما بتمهيد طريق االعتبار } فاعتبروا يا أولي األبصار {‬ ‫ص على‬
‫•وليس ذلك بقياس ‪ ،‬وذلك مثل ‪ :‬أن ين ّ‬
‫•اجلواب على دليلهم الثاني ‪:‬‬ ‫" أن كل مطعوم ربوي " وهذه املقدمة الكلية‬
‫وإما بالداللة على اإلجماع والسنة وهما قد دال على القياس ‪.‬‬
‫قولهم " مبنى احلكم على التعبدات "‬ ‫فيبقى االجتهاد في " أن هذا مطعوم أم ال ؟ "‬
‫وإال ‪ :‬فأين في الكتاب مسألة " اجلد واإلخوة " و " العول " و " املبتوتة " و "‬
‫نقول ‪ :‬نحن ال ننكر التعبدات في الشرع ‪ ،‬فال جرم قلنا ‪:‬‬ ‫•وهذا ال خالف في جوازه ‪.‬‬
‫املفوضة " و " التحرمي " ‪ ،‬وفيها حكم هلل شرعي ‪.‬‬
‫األحكام ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫ثم إنكم حرمتهم القياس ‪ ،‬وليس في القرآن حترميه ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم ال يعلل )تعبدي (‪.‬‬ ‫جواب االعتراض ‪ :‬إن تصور فليس بواقع ؛ فإن أكثر‬
‫‪ -۲‬وقوله تعالى } وأن احكم بينهم مبا أنزل اهلل {‬
‫ال كـ " احلجر على الصبي ؛ لضعف‬
‫‪ -‬قسم يعلم كونه معَّل ً‬ ‫احلوادث ليس مبنصوص على مقدماتها الكلية كـ "‬
‫قلنا ‪ :‬القياس ثابت باإلجماع والسنة وقد دل عليهما القرآن املنزل‪.‬‬ ‫ميراث اجلدة " وأشباهه ‪ ،‬فيقتضي العقل ‪ :‬أن ال‬
‫عقله "‬
‫وال يرده املجتهد إال إلى العلة املستنبطة من كتاب اهلل تعالى ونص رسوله‪.‬‬ ‫يخلو عن حكم ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم يتردد فيه ‪.‬‬
‫فالقياس ‪ :‬تفهم معاني النصوص بتجريد مناط احلكم‪ ،‬وحذف احلشو الذي ال‬
‫ال ‪.‬‬
‫* وال نقيس ما لم يقم دليل على كون احلكم معل ً‬
‫أثر له ‪.‬‬
‫ثم أنتم رددمت القياس بال نص وال رّد إلى معنى نص ‪.‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪ -۲‬األدلة الشرعية على حجية القياس ‪:‬‬

‫‪ -٤‬قول النبي ‪-‬ﷺ‪ ) : -‬إذا حكم‬ ‫‪ -۳‬قول النبي ‪-‬ﷺ‪ -‬ملعاذ ‪َ :‬مب تقضي‬ ‫‪ -۲‬قوله تعالى ‪ } :‬فاعتبروا يا أولي‬ ‫‪ -۱‬إجماع الصحابة ‪ -‬رضي اهلل عنهم‬
‫‪ -٥‬قول النبي ‪-‬ﷺ‪ -‬للخثعمية ‪) :‬‬
‫احلاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا‬ ‫؟ قال ‪ " :‬بكتاب اهلل " قال ‪ :‬فإن لم‬ ‫األبصار {‬ ‫‪ -‬على احلكم بالرأي في الوقائع اخلالية‬
‫أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيتيه‬
‫أخطأ فله أجر ( رواه مسلم ‪.‬‬ ‫جتد ؟ قال ‪ " :‬بسنة رسول اهلل ﷺ "‬ ‫عن النص ‪.‬‬
‫أكان ينفعه ؟( قالت‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫وحقيقة االعتبار ‪ :‬مقايسة الشيء‬
‫ويتجه عليه أنه ‪ :‬يجتهد في حتقيق‬ ‫قال ‪ :‬فإن لم جتد ؟ قال " أجتهد برأيي‬
‫)فدين اهلل أحق أن يقضى (‪ .‬فهو‬ ‫بغيره كما ُيقال ‪ " :‬اعتبر الدينار‬
‫املناط دون تخريجه ‪.‬‬ ‫" قال ‪ :‬احلمدهلل الذي وفق رسول‬
‫تنبيه على قياس دين اهلل على دين‬ ‫بالصنجة " وهذا هو القياس ‪.‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ‪.‬‬
‫اخللق‪.‬‬
‫مثال ‪ : ۱‬حكمهم بإمامة أبي بكر ‪-‬‬
‫‪ -‬وقوله عليه السالم لعمر ‪ -‬حني سأله‬ ‫رضي اهلل عنه ‪ -‬باالجتهاد مع عدم‬
‫عن القبلة للصائم ‪ ) : -‬أرأيت لو‬ ‫اعترض الظاهرية ‪:‬‬ ‫اعتراض من القائلني بعدم حجية‬ ‫النص ؛ إذ لو كان ثَّم نص ‪ :‬لنقل‬
‫متضمضت ( فهو‪ :‬قياس للقبلة على‬ ‫القياس ‪ :‬املراد به االعتبار بحال من‬ ‫سك به املنصوص عليه‪.‬‬ ‫ومت َّ‬
‫‪ -۱‬قالوا ‪ :‬أن هذا احلديث يرويه‬
‫املضمضة بجامع ‪ :‬أنها مقدمة الفطر ‪،‬‬ ‫عصى أمر اهلل وخالف رسله لينزجر‪.‬‬
‫احلارث بن عمرو عن رجال من أهل‬
‫وال يفطر ‪.‬‬
‫حمص و " احلارث " و " الرجال "‬ ‫وذلك ال يحسن أن يصرح بالقياس ‪-‬‬ ‫مثال ‪ : ۳‬موافقتهم أبا بكر ‪ -‬رضي اهلل‬
‫مجهولون ‪.‬‬ ‫هاهنا‪ -‬فيقول ‪ " :‬يخربون بيوتهم‬ ‫عنه ‪ -‬في قتال مانعي الزكاة‬
‫حلقوا الفروع‬
‫بأيديهم وأيدي املؤمنني فأ َ‬ ‫باالجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬احلديث ُمرسل ‪-‬‬
‫باألصول لتعرف األحكام " ‪.‬‬
‫‪ -۲‬ثم إن هذا احلديث ليس بصريح‬
‫في القياس ؛ إذ يحتمل ‪ :‬أنه يجتهد‬ ‫مثال ‪ : ۲‬قياسهم العهد على العقد ؛‬
‫في حتقيق املناط ‪.‬‬ ‫إذ عهد أبو بكر إلى عمر ‪ -‬رضي اهلل‬
‫اجلواب على االعتراض ‪:‬‬
‫عنهما ‪ -‬ولم يرد فيه نص ‪ ،‬لكن قياسًا‬
‫أن لفظ االعتبارعام ‪ ،‬والعبرة بعموم‬ ‫لتعيني اإلمام على تعيني األمة ‪.‬‬
‫اللفظ ال بخصوص السبب ‪.‬‬
‫اجلواب ‪:‬‬
‫‪ -۱‬هذا احلديث تلقته األمة بالقبول‬
‫ال ‪.‬‬
‫فال يضره كونه ُمرس ً‬ ‫مثال ‪ : ٤‬قولهم في السكران ‪ " :‬إذا‬
‫‪ -۲‬ال يصح ؛ ألنه بني أنه يجتهد فيما‬ ‫سكر هذى ‪ ،‬وإذا هذى افترى ‪،‬‬
‫ليس فيه كتاب وال سنة ‪.‬‬ ‫فحُّدوه حد املفتري "‬
‫‪-‬قياس السكران على القاذف بجامع‬
‫االفتراء ‪ ،‬واحلكم ثمانني جلدة ‪.‬‬

‫‪٨‬‬
‫اعتراضات أهل الظاهر والنظام التي وردت على دليل إجماع الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬على‬
‫احلكم بالرأي في الوقائع اخلالية عن النص‪:‬‬

‫اعتراض ثاِن ‪:‬‬ ‫االعتراض األول ‪:‬‬

‫فإن قيل ‪ :‬فلعّلهم عّولوا في اجتهادهم على " عموم " أو " أثر " أو " استصحاب حال "‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فقد نقل عنهم ذم الرأي وأهله ‪:‬‬
‫أو " مفهوم " أو " استنباط معنى صيغة من حيث الوضع واللغة في جمع بني اثنني أو‬ ‫‪ -۱‬فقال عمر ‪-‬رضي اهلل عنه‪" : -‬إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن ‪ ،‬أعيتهم‬
‫خبرين " أو " يكون اجتهادهم في حتقيق مناط احلكم ‪ ،‬ال في استنباطه "‬ ‫األحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضُّلوا وأضُّلوا " ‪.‬‬
‫فقد علموا أنه ال بّد من إمام ‪ ،‬وعرفوا باالجتهاد من يصلح للتقدمي ‪ ،‬وهكذا في بقية‬ ‫‪ -۲‬قال علي ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ " : -‬لو كان الدين بالرأي ‪ :‬لكان أسفل اخلف أولى باملسح من‬
‫الصور ‪.‬‬ ‫أعاله " ‪.‬‬

‫اجلواب ‪ :‬نسلم لكم هذا لكن الذم ملن استعمل الرأي والقياس في غير موضعه ‪ ،‬أو بدون‬
‫اجلواب ‪ :‬لم يكن اجتهاد الصحابة مقصورًا على ما ذكروه ‪ ،‬بل قد حكموا بأحكام ال‬
‫تصح إال بالقياس ‪ :‬كعهد أبي بكر إلى عمر ؛ قياسًا للعهد على العقد بالبيعة ‪.‬‬ ‫شرطه ‪-:‬‬

‫وقياس الزكاة على الصالة ‪.‬‬ ‫فذم عمر ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬ينصرف إلى من قال بالرأي من غير معرفة للنص ‪ :‬أال تراه قال ‪" :‬‬
‫أعيتهم األحاديث أن يحفظوها " وإمنا يحكم بالرأي في حادثة ال نص فيها ‪ ،‬فالذم على ترك‬
‫وقياس عمر الشاهد على القاذف في حد أبي بكرة ‪.‬‬
‫الترتيب ال على أصل القول بالرأي ‪ ،‬ولو قدم إنسان القول بالسنة على ما هو أقوى منها ‪ :‬كان‬
‫وإحلاق السكر بالقذف ألنه مظنته ‪.‬‬ ‫مذمومًا ‪.‬‬
‫ال لالجتهاد والرأي ‪.‬‬
‫‪ -۲‬أنهم ذموا الرأي الصادر عن اجلاهل الذي ليس أه ً‬

‫نوع اخلالف في مسألة حجية القياس ‪ :‬معنوي ‪.‬‬


‫ثمرة اخلالف ‪:‬‬
‫‪ -١‬جريان الربا في األصناف الستة ‪ :‬فإن جمهور العلماء يرون جريان الربا في غير األصناف الستة إذا وجدت العلة الربوية في الفرع ‪.‬‬
‫والظاهرية ال يرون جريان الربا في غير األصناف الستة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬مسألة الظهار في األلفاظ التي يثبت بها فقد اختلف العلماء في الصيغ التي تشبه قول الرجل ] أنتي علي كظهر أمي [ ] أنتي علي كظهر أختي [‬
‫فإن جمهور العلماء يقولون أنه يحصل به الظهار ‪ ،‬والظاهرية يقولون ال يحصل ‪.‬‬

‫‪٩‬‬
‫يتطرق اخلطأ إلى القياس من خمسة أوجه ‪:‬‬

‫‪ -٥‬أ ن ي خ ط ئ ف ي و ج و د ه ا‬
‫‪ -٤‬أ ن ي ج م ع إ لى ال ع ل ة‬ ‫‪ -۳‬أ ن ي ق ص ر ف ي ب ع ض‬ ‫‪ -۲‬أن ال يصيب علته‬ ‫‪ -۱‬أن ال يكون احلكم‬
‫ف ي ال ف ر ع ف ي ظ ن ه ا م و ج و د ة‬
‫و ص ف اً لي س م ن ه ا ‪.‬‬ ‫أو ص اف الع لة ‪.‬‬ ‫عند اهلل تعالى ‪.‬‬ ‫معلالً ‪.‬‬
‫‪ ،‬وال يكون كذلك ‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬من يظن بأن التفاح مكيل‬ ‫مثل ‪ :‬حد القصاص ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬حد القصاص ‪ .‬ففي‬ ‫معناه ‪ :‬ليس مثل العلة التي‬ ‫مثل ‪ :‬أن يكون تعبدي ال تعقل‬
‫فيلحقه بالبر في حترمي الربا وهذا‬ ‫النقص يقول املجتهد ‪ :‬قتل‬ ‫قصدها اهلل عزوجل ‪.‬‬ ‫له علة ‪.‬‬
‫في الزيادة يقول املجتهد ‪ :‬قتل‬
‫خطأ؛ ألن التفاح ليس مكيل ‪.‬‬ ‫عمد‪ ،‬والعلة الصحيحة ‪ :‬قتل‬ ‫مثل ‪ :‬كأن يقول الشارع حرمت‬ ‫فلو قال املجتهد ‪ :‬حلم اجلزور‬
‫عمد وعدوان بآلة محددة ‪،‬‬
‫إذ علة األصل وهو البر ليست‬
‫عمد وعدوان‬ ‫الربا في البر فيقول املجتهد ‪ :‬علة‬ ‫خ للجوف واألمعاء فيكون‬ ‫ُمر ٍ‬
‫فيكون كل من قتل بدون هذه‬
‫موجودة في الفرع وهو التفاح ‪.‬‬ ‫هذا التحرمي كون البر مطعومًا ثم‬ ‫سبب خلروج احلدث ثم قاس عليه‬
‫اآللة ال يطبق عليه حد القصاص‪.‬‬
‫يقيس عليه كل مطعوم‬ ‫خ في انتقاض‬ ‫كل طعام ُمر ِ‬
‫كاخلضروات وغيرها ‪ .‬بينما العلة‬ ‫الوضوء بأكله لكان ذلك القياس‬
‫الصحيحة هي ‪ " :‬الكيل " ‪.‬‬ ‫خاطئ ؛ ألن القائس عّلل حكمًا‬
‫تعبديًا ‪.‬‬
‫فيكون القياس هنا خاطئ لعدم‬
‫موافقة املجتهد للعلة الصحيحة ‪.‬‬

‫‪١٠‬‬
‫القياس من حيث‬
‫الصحة ‪:‬‬

‫الق ياس الص ح يح ‪:‬‬


‫خاطئ‬ ‫صحيح‬

‫ظني‬ ‫قطعي‬
‫املقطوع )جلي( ‪،‬‬
‫املظنون )اخلفي(‪:‬‬
‫ضربان ‪:‬‬
‫قياس املساوي‬ ‫قياس األولى‬

‫‪ " -۲‬قياس املساوي "‬ ‫‪ " -۱‬قياس األولى "‬


‫ماعدا ذلك من األقيسة‪.‬‬ ‫أن يكون املسكوت مثل املنطوق كـ " سراية العتق في العبد"‬ ‫أن يكون املسكوت أولى باحلكم من املنطوق ‪ ،‬وهو‬
‫املفهوم‪.‬‬
‫ضابطه‪ :‬إذا كانت علته موجودة فهو‬ ‫ضابطه‪ :‬يرجع إلى العلم بأن الفارق ال أثر له في احلكم وإمنا‬
‫ظني‪.‬‬ ‫يعرف ذلك باستقراء أحكام الشرع في موارده ومصادره في‬ ‫ضابطه ‪ :‬ال يكون مقطوعاً حتى يوجد فيه املعنى الذي في‬
‫ذلك اجلنس"القطعي"‪.‬‬ ‫املنطوق وزيادة‪.‬‬
‫مثل‪ :‬قولنا ‪ " :‬إذا قبل شهادة اثنني فثالثة أولى " ؛ فإن‬
‫الثالثة ‪ ،‬اثنان وزيادة‪.‬‬
‫• ﺿﺎﺑﻂ اﻟﻘﻄﻌﻲ‪:‬‬ ‫وقولنا‪ :‬إذا نهى عن التضحية بالعوراء فالعمياء أولى فإن‬
‫ﻣﺎﻻ ﳛﺘﺎج ﻓﻴﻪ إﱃ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻌﻠﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ‪.‬‬ ‫العمى عور مرتني‪.‬‬

‫‪ /١‬ﳛﺘﺎج إﱃ ﻧﻔﻲ اﻟﻔﺎرق اﳌﺆﺛﺮ‪.‬‬


‫‪ /٢‬أن ﻳﻜﻮن اﻟﻔﺎرق ﻣﺆﺛﺮ ﻗﻄًﻌﺎ‪.‬‬ ‫أمثلة ظنية قد يتوهم أنها قطعية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا وجبت الكفارة في اخلطأ ففي العمد أولى‪.‬‬

‫‪١١‬‬ ‫‪-‬إذا ردت شهادة الفاسق فالكافر أولى‪.‬‬


‫كيف نلحق الفرع باألصل ؟‬

‫‪ /2‬أن يتعرض للجامع‬ ‫‪" /1‬نفي الفارق"‬


‫فيبينه ويبني وجوده في الفرع‬ ‫كأن يقول ‪ :‬ال فارق إال كذا فهذه‬
‫" العلة"‪.‬‬ ‫م ق د م ة أ و لى ‪.‬‬
‫طريقة القياس بالعلة‪:‬‬ ‫واملقدمة الثانية ‪ :‬ال مدخل لهذا الفارق‬
‫في التأثير‪.‬‬

‫وهذا املتفق على تسميته‬


‫قياساً‪.‬‬
‫متى حتسن هذه الطريقة ؟‬
‫أن يثبت وجود العلة في الفرع‬ ‫‪ -۱‬ثبوت العلة في األصل‪،‬‬ ‫إذا ظهر التقارب بني الفرع واألصل ‪،‬‬
‫ك ثبو ت الس ك ر في النبيذ ‪.‬‬ ‫كالسكر علة التحرمي في اخلمر‪.‬‬ ‫فال يحتاج إلى التعرض للعلة اجلامعة‬
‫لكثرة مافيه من االجتماع‪.‬‬

‫تثبت بـ " احلس"‬


‫وهذه العلة ال تثبت إال بدليل‬
‫و " د ل يل الع ق ل " و " الع رف "‬ ‫ش رع ي ‪.‬‬
‫و " أد لة ال ش ر ع " ‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
‫م س ا ل ك الع ل ة‬

‫‪ -۳‬االستنباط‬ ‫‪ -۲‬اإلجماع‬ ‫‪ -۱‬ا ل ن ص‬

‫الد و ر ان‬ ‫السبر والتقسيم‬ ‫املناسبة‬ ‫كااإلجماع على تأثير " الصغر "‬ ‫التنبيه واإلمياء‬ ‫الظاهر‬ ‫الصريح ‪.‬‬
‫في الوالية ‪.‬‬
‫وكاإلجماع على أن علة منع‬
‫هو أن يوجد احلكم‬ ‫القاضي من القضاء وهو غضبان‬
‫" اشتغال القلب أو العقل عن‬ ‫وهو ستة أنواع ‪:‬‬
‫بوجودها‪ ،‬ويعدم‬ ‫تعريفه‪ :‬أن يكون‬ ‫لفظة إن ‪ -‬فإن ‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬لفظ ‪/‬‬
‫الوصف املقرون باحلكم‬ ‫الفكر والنظر ‪.‬‬ ‫‪ -۱‬أن يذكر الوصف ثم احلكم مقترن‬
‫بعدمها ‪.‬‬ ‫كي ‪ -‬باء السببية ‪ -‬الالم ‪-‬‬
‫مناسبًا ‪.‬‬ ‫بالفاء ‪.‬‬
‫وكتأثير تلف املال حتت اليد‬
‫من أجل ‪ -‬املفعول له ‪.‬‬
‫تعريف آخر ‪ :‬استخراج‬ ‫املتعّدية في الضمان فإنه يؤثر‬ ‫‪ -۲‬ترتيب احلكم على الوصف بصيغة‬
‫*هذا مسلك عقلي منطقي‬ ‫في الغصب إجماعًا فيقيس‬ ‫اجلزاء يدل على التعليل به ‪.‬‬
‫العلة من األصل بإبداء‬
‫وهو أضعف املسالك ‪،‬‬ ‫معنى مناسب من غير‬ ‫السارق ‪ -‬وإن قطع ‪ -‬على‬
‫‪ -۳‬أن ُيسأل النبي ‪-‬ﷺ‪ -‬عن أمر‬
‫ورد فيه خالف كبير‬ ‫أن يدل عليه نص أو‬ ‫الغاصب؛ التفاقهما في العلة‬
‫حادث ‪ ،‬فيجيب بحكم فيدل على أن‬
‫والراجح ‪ :‬أنه حجة ‪،‬‬ ‫إجماع ‪.‬‬ ‫املؤثرة في محل الوفاق إجماعًا‪.‬‬
‫املذكور في السؤال علة ‪.‬‬
‫ودليله ‪ :‬أنه يغلب على‬
‫الظن ثبوت احلكم مستندًا‬ ‫‪ -٤‬أن يذكر مع احلكم شيئًا لو لم يقدر‬
‫إلى ذلك الوصف؛ فإننا لو‬ ‫التعليل به ‪ :‬كان لغوًا غير مفيد‪.‬‬
‫ال جالسًا فدخل‬ ‫رأينا رج ً‬ ‫العالقة بني مسلك املناسبة‬ ‫تعريف الوصف املناسب ‪:‬‬
‫‪ -٥‬أن يذكر في سياق الكالم شيئًا لو لم‬
‫رجل فقام عند دخوله ‪ ،‬ثم‬ ‫واملقاصد ‪ :‬ال يكون‬ ‫أن يترتب على ربط احلكم‬ ‫يعلل به ‪ :‬صار الكالم غير منتظم‪.‬‬
‫جلس عند خروجه ‪ ،‬وتكرر‬ ‫الوصف مناسبًا حتى يترتب‬ ‫بالوصف مقصد شرعي‪.‬‬
‫منه ‪ :‬غلب على ظننا ‪ :‬أن‬ ‫‪ -٦‬ذكر احلكم مقرونًا بوصف مناسب‬
‫عليه مقصد شرعي ‪ ،‬فال‬
‫العلة في قيامه ‪ :‬هو‬ ‫فيدل على التعليل به ‪.‬‬
‫ميكن استعمال مسلك‬
‫دخوله‪.‬‬ ‫املناسبة دون معرفة مقاصد‬
‫الشريعة‪.‬‬

‫‪١٣‬‬
‫النص‬

‫‪ -۱‬الصريح‬
‫التنبيه واإلمياء‬ ‫الظاهر‬
‫وذلك أن يرد فيه لفظ التعليل‪.‬‬

‫‪ -٤‬أن يذكر مع احلكم‬ ‫‪ -۳‬أن ُيسأل النبي ‪-‬‬ ‫‪ -۲‬ترتيب احلكم‬ ‫‪ -۱‬أن يذكر الوصف‬ ‫مثل ‪ :‬لفظة " إن"‬ ‫ما يفيد التعليل ‪ :‬كي ‪ -‬باء السببية ‪-‬من أجل ‪-‬‬
‫‪ -٦‬ذكر احلكم مقرونًا‬ ‫‪ -٥‬أن يذكر في سياق‬ ‫شيئًا ‪-‬صفة أو حكاية ‪ -‬لو‬ ‫على الوصف بصيغة‬ ‫مثل قول الرسول ‪-‬‬
‫ﷺ‪ -‬عن أمر حادث ‪،‬‬ ‫ثم احلكم مقترن‬ ‫الالم ‪ -‬املفعول له‬
‫بوصف مناسب فيدل على‬ ‫الكالم شيئًا لو لم يعلل به‬ ‫لم يقدر التعليل به كانت‬ ‫اجلزاء يدل على‬ ‫ﷺ‪ -‬ملا ألقى الروثة‬
‫فيجيب بحكم فيدل‬ ‫بالفاء ‪.‬‬
‫التعليل به ‪.‬‬ ‫‪ :‬صار الكالم غير منتظم‪.‬‬ ‫هذه الصفة لغوًا غير مفيد‪.‬‬ ‫على أن املذكور في‬ ‫التعليل به ‪.‬‬ ‫‪) :‬إنها رجس(‬
‫كقوله تعالى ‪ } :‬كيال يكون دولة {‬
‫السؤال علة ‪.‬‬ ‫} لكيال تأسوا { } ذلك بأنهم شاقوا اهلل ورسوله{‬
‫‪ -‬ك ق و له ت ع ا لى ‪:‬‬ ‫‪ -‬كقوله تعالى ‪ } :‬قل هو أذى فاعتزلوا‬ ‫}من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل { } لنعلم‬
‫كقوله تعالى ‪ } :‬يا‬ ‫فيجب تقدير الكالم على وجه‬
‫كقوله تعالى ‪ } :‬والسارق‬ ‫كما روي أن أعرابيًا‬ ‫} م ن ي أ ت م ن ك ن بف اح ش ة‬ ‫النساء{‬ ‫من يتبع الرسول { } ليذوق وبال أمره { ‪ ،‬وقول‬
‫أيها الذين آمنوا إذا‬ ‫مفيد؛ صيانًة لكالم النبي ﷺ‬
‫والسارقة فاقطعوا أيديهما { و‬ ‫أتى النبي ﷺ فقال‬ ‫م ب ي ن ة ي ض ا ع ف ل ه ا ال ع ذ ا ب‬ ‫الرسول ﷺ ‪ ) :‬إمنا جعل االستئذان من أجل البصر‬
‫نودي للصالة من يوم‬ ‫عن اللغو‪.‬‬ ‫فالوصف هنا ‪ :‬األذى ‪ ،‬واحلكم ‪ :‬اعتزلوا‪.‬‬
‫} إن األبرار لفي نعيم وإن الفجار‬ ‫‪ " :‬هلكت‬ ‫ضعفني {‬ ‫( ‪ ،‬وذكر املفعول له ؛ ألنه يذكر للعلة والعذر كقوله‬
‫اجلمعة فاسعوا إلى‬
‫لفي جحيم {‪ .‬أي ‪ :‬لبرهم‬ ‫‪ -‬كما ُسئل عن بيع الرطب‬
‫ذكر اهلل وذروا البيع {‬ ‫وأهلكت " قال ‪:‬‬ ‫فا لو ص ف ه نا ‪ :‬م ن ي أت‬ ‫‪ } -‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما {‬ ‫تعالى ‪} :‬ألمستكم خشي َة اإلنفاق { ‪،‬‬
‫وفجورهم ‪.‬‬ ‫بالتمر فقال‪ ) :‬أينقص الرطب‬ ‫)ماذا صنعت؟ (‬ ‫م ن ك ن بف اح ش ة م بي نة ‪.‬‬
‫* إذا فصلنا احلكم )‬ ‫إذا يبس ؟ ( قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال‬ ‫‪ -‬وقول النبي ‪-‬ﷺ‪ ) : -‬من بدل دينه‬ ‫} يجعلون أصابعهم في أذانهم من الصواعق حذ َر‬
‫فإنه يسبق إلى األفهام التعليل به‪.‬‬ ‫قال ‪ " :‬واقعت أهلي‬
‫وذروا البيع ( يكون‬ ‫‪ ) :‬فال إذًا ( ‪.‬‬ ‫اجلزاء أو احلكم ‪ :‬يضاعف‬ ‫فاقتلوه ( و )من أحيا أرضًا ميتة فهي له(‬
‫في رمضان " فقال‬ ‫املوت { ‪ .‬وما جرى هذا املجرى من صيغ التعليل ‪.‬‬
‫الكالم غير منتظم مع‬ ‫‪ -‬و ق و له ت ع ا لى ‪ } :‬م ن ي تق‬
‫* لو لم يقدر التعليل به ‪ :‬كان‬ ‫عليه السالم ‪:‬‬
‫أحكام الشريعة ألن‬ ‫اهلل يجعل له مخرجاً {‬ ‫فإن قام دليل على أنه لم يقصد التعليل نحو ‪ :‬أن‬
‫االستكشاف عن نقصان‬
‫كما لو قال ‪ " :‬أكرم‬ ‫البيع غير منهي‬ ‫)أعتق رقبة(‬ ‫يضاف إلى ما ال يصلح علة ‪ :‬فيكون مجازًا ‪ ،‬كما لو‬
‫الرطب غير مفيد لظهوره ‪.‬‬ ‫‪ -‬و ق و ل الن ب ي ﷺ ‪ ) :‬م ن‬ ‫هذا يفهم منه السببية وإن‬
‫العلماء وأهن الفساق "‬ ‫مطلقًا ‪.‬‬ ‫فيدل على أن الوقاع‬ ‫قيل ‪ " :‬لم َ فعلت هذا ؟ " قال ‪ " :‬ألني أردت"‬
‫اتخذ كلباً إال كلب ماشية‬ ‫انتفت املناسبة نحو قوله ‪) :‬‬
‫يفهم منه ‪ :‬أن إكرام‬ ‫‪ -‬روي أنه ملا سألته اخلثعمية‬
‫سبب ؛ ألنه ذكره‬ ‫أو ص ي د ‪ :‬نق ص م ن أج ر ه‬ ‫من مس ذكره فليتوضأ (‬ ‫فهذا استعمال اللفظ في غير محله ‪.‬‬
‫العلماء ؛ لعلمهم ‪ ،‬وإهانة‬ ‫عن احلج عن الوالدين فقال‬
‫جوابًا له والسؤال‬ ‫ق ي ر اط ا ن (‬
‫الفساق ؛ لفسقهم‪.‬‬ ‫عليه السالم ‪ ) :‬أرأيت لو‬ ‫‪ -‬ويلحق بهذا القسم ‪ :‬ما‬
‫كاملعاد في اجلواب‬
‫كان على أمك دين فقضيتيه‬ ‫رتبه الراوي بالفاء كقوله "‬
‫فكذلك في لفظات‬ ‫فكأنه قال ‪" :‬‬
‫أكان ينفعها ؟( قالت ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫سهى رسول اهلل ﷺ فسجد‬
‫الشارع؛ فإن الغالب منه‬ ‫واقعت أهلك فأعتق‬
‫قال ‪ ) :‬فدين اهلل أحق‬ ‫"و " رضخ يهودي رأس‬
‫اعتبار املناسبة‪.‬‬ ‫رفبة " ‪.‬‬
‫بالقضاء ( ‪.‬‬ ‫جارية فأمر به رسول اهلل ﷺ‬
‫أن يرض رأسه بني حجرين "‬
‫* فُيفهم منه ‪ :‬التعليل بكونه‬
‫دينًا تقريرًا لفائدة التعليل ‪.‬‬

‫‪١٤‬‬
‫أنواع الوصف املناسب‬

‫غريب‬ ‫مالئم‬ ‫مؤثر‬

‫هو ما ظهر تأثير جنس الوصف في جنس ذلك احلكم‪.‬‬ ‫هو ما ظهر تأثير جنس الوصف في‬ ‫هو ما ظهر تأثيره في احلكم بنص أو إجماع ‪.‬‬
‫عني احلكم ‪.‬‬ ‫وهو شيئان‪:‬‬
‫كتأثير جنس املصالح في جنس األحكام ‪.‬‬

‫اﻷﺻﻞ ‪ :‬اﳊﺮة‪.‬‬
‫‪ -۱‬ما يظهر تأثير عني الوصف في عني احلكم‪.‬‬ ‫اﳊﻜﻢ ‪ :‬ﺳﻘﻮط ﻗﻀﺎء‬
‫مثال ‪:‬‬ ‫مثال ‪:‬‬ ‫اﻟﺼﻼة‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬قياس األمة على احلرة في سقوط الصالة باحليض ؛ ملا فيه من‬
‫األصل ‪ :‬املسافر‬ ‫األصل ‪ :‬حال السفر‬ ‫مشقة التكرار ؛ إذ قد ظهر تأثير عينه في عني احلكم باإلجماع‪،‬‬ ‫اﻟﻌﻠﺔ‪ :‬ﻣﺸﻘﺔ اﻟﺘﻜﺮار‪.‬‬
‫احلكم ‪ :‬جمع الصالة‬ ‫لكن في محل مخصوص فعّديناه إلى محل آخر‬ ‫اﻟﻔﺮع ‪ :‬اﻷﻣﺔ ‪.‬‬
‫احلكم ‪ :‬يجمع الصالة ‪.‬‬
‫العلة ‪ :‬مشقة السفر‬ ‫وهذا ال خالف في اعتباره عند القائلني بالقياس ‪.‬‬ ‫ﺣﻜﻤﻪ ‪ :‬ﺳﻘﻮط ﻗﻀﺎء‬
‫العلة ‪ :‬مشقة السفر ‪.‬‬
‫وهو الذي يقال ‪ :‬إنه في معنى األصل ‪.‬‬ ‫اﻟﺼﻼة ‪.‬‬
‫الفرع ‪ :‬املريض ‪.‬‬ ‫الفرع ‪ :‬حال املطر ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻠﺔ ‪ :‬ﻣﺸﻘﺔ اﻟﺘﻜﺮار‪.‬‬
‫احلكم ‪ :‬جمع الصالة ‪.‬‬ ‫ورمبا يقّر به منكرو القياس ؛ إذ ال يبقى بني "الفرع" و " األصل"‬
‫احلكم ‪ :‬يتيمم في الصالة ‪.‬‬
‫مباينة إال تعدد املحل كقولنا ‪ " :‬إذا ثبت أن الكيل علة في حترمي‬
‫العلة ‪ :‬مشقة املرض ‪.‬‬ ‫العلة ‪ :‬مشقة املطر ‪.‬‬ ‫الربا في البر ‪ :‬فالزبيب ملحق به " ‪.‬‬
‫ويكون هذا كظهور أثر الوقاع في إيجاب الكفارة على األعرابي‬
‫فالتركي والهندي في معناه ‪.‬‬
‫*منكرو القياس يقّرون به من باب نفي الفارق وال يسمونه قياسًا بل‬
‫يسمونه مفهوم املوافقة ‪.‬‬
‫اﻷﺻﻞ ‪ :‬اﳌﲑاث‪.‬‬
‫ﺣﻜﻤﻪ ‪ :‬اﻟﺘﻘﺪﱘ ﰲ اﻹرث‪:‬‬
‫اﻟﻌﻠﺔ ‪ :‬اﻷﺧﻮة اﻷﺷﻘﺎء ‪.‬‬
‫‪ -۲‬أن يظهر أثر عني الوصف في جنس ذلك احلكم‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺮع ‪ :‬وﻻﻳﺔ اﻟﻨﻜﺎح ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ظهور أثر األخّوة من األبوين في التقدمي في امليراث فيقاس عليه والية‬ ‫ﺣﻜﻤﻪ ‪ :‬اﻟﺘﻘﺪﱘ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺔ ‪.‬‬
‫النكاح؛ فإن الوالية ليست هي عني امليراث ‪ ،‬لكن بينهما مجانسة‬ ‫اﻟﻌﻠﺔ ‪ :‬اﻷﺧﻮة اﻷﺷﻘﺎء ‪.‬‬

‫‪١٥‬‬
‫السّبر‬

‫قال أبو اخلطاب ‪ :‬وال يصح إال أن جتتمع األمة على تعليل أصل‬
‫شروط السبر ‪:‬‬
‫‪ ،‬ثم يختلفون في علته ‪ ،‬فيبطل جميع ما قالوه إال واحدة فيعلم‬
‫صحتها ؛ كيال يخرج احلق عن أقاويل األمة‪.‬‬
‫فنقول ‪ :‬احلكم معلل وال علة إال كذا ‪ ،‬أو كذا ‪ ،‬وقد بطل‬
‫‪ -۱‬أنه ال بد من علة ‪،‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬تعني اآلخر‪.‬‬
‫‪-۳‬إبطال أحد القسمني ‪.‬‬ ‫‪ -۲‬أن يكون سبره حاصرًا‬
‫ودليله ‪ :‬اإلجماع على أن‬
‫وله في ذلك طريقان ‪:‬‬ ‫جلميع ما يعّلل به ‪.‬‬
‫احلكم معلل‪.‬‬

‫مثاله ‪ :‬الربا يحرم في البر بعلة ‪ ،‬والعلة ‪" :‬‬


‫الكيل" ‪ ،‬أو " القوت ‪ ،‬أو " الطعم " ‪.‬‬
‫‪ -۲‬يبني أن الوصف غير معتبر في الشريعة مثل وصف ‪" :‬‬
‫األعرابي ‪ ،‬الطول ‪ ،‬القصر‪ ،‬البياض ‪ ،‬السواد " فتحذف هذه‬ ‫‪ -۱‬أن يبني املجتهد أن احلكم‬
‫كيف يعرف أنه حصر ؟‬
‫األوصاف الطردية لعدم اعتبار الشارع بها ‪.‬‬ ‫يبقى بعد حذف العلة فيظهر‬
‫بذلك أن ما حذفه ليس من العلة‬ ‫‪ -۱‬إما مبوافقة خصمه ‪.‬‬ ‫وقد بطل التعليل بالقوت والطعم ‪ :‬يثبت أن‬
‫أو عهد منه اإلعراض عنه في جنس األحكام املختلف فيها‬ ‫‪ ،‬إذ لو كان من العلة ‪ :‬لم يثبت‬ ‫العلة الكيل ‪.‬‬
‫‪ -۲‬وإما بأن يسبر حتى يعجز عن إبراز غيره‪.‬‬
‫كالذكورية واألنوثة في سراية العتق ‪.‬‬ ‫احلكم بدونه ‪.‬‬

‫• طرق ال تصح في إبطال العلل ‪:‬‬


‫‪ -1‬النقض ‪.‬‬
‫ملاذا ال يصح ؟ الحتمال أن يكون جزءًا من العلة ‪ ،‬أو شرطًا فيها ‪ ،‬فال يستقل باحلكم ‪ .‬وال يلزم‬
‫من عدم استقالله‪ :‬صحة علة املستدل بدونه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وال يكفيه أن يقول ‪ :‬بحثت في الوصف الفالني فما عثرت فيه على مناسبة فيجب‬
‫إلغاؤه‪ ،‬فإن اخلصم يعارضه مبثل كالمه فيفسد ‪.‬‬

‫‪١٦‬‬
‫م س ل ك الط ر د ‪.‬‬
‫هو استمرار وجود احلكم عند وجود الوصف مع عدم وجود مناسبة بينهما ‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬والذي قال به أكثر األصوليني‬ ‫القول األول ‪ :‬أنه حجة وغير‬
‫وهو الراجح ‪ :‬أنه فاسد‪.‬‬ ‫فاسد ‪.‬‬

‫وجه فساده ‪:‬‬ ‫د لي له م ‪:‬‬


‫إذ ال معنى له إال سالمتها عن مفسد واحد وهو النقض ‪.‬‬ ‫ألنه يسلم من النقض‪.‬‬
‫وانتفاء املفسد ليس بدليل على الصحة ؛ فرمبا لم يسلم من مفسد آخر ‪.‬‬
‫ال على‬
‫ولو سلمت من عدم وجود املفسدات األخرى لم يكن دلي ً‬
‫صحتها بل البد من قيام دليل على الصحة ‪.‬‬
‫رد ابن قدامة ‪:‬‬
‫أن سالمة الطرد من النقض ال‬
‫يصحح املسلك ‪.‬‬
‫من األقيسة الفاسدة التي قاسها من أثبت هذا املسلك ‪:‬‬
‫قالوا ‪ :‬أن علة طهارة األغنام وجود الصوف ‪ ،‬فإننا ال جند الغنم إال وجند عليه صوفاً إذ الصوف هو العلة ‪.‬‬
‫ثم قاس وه على الك لب ‪ ،‬فقالوا إنه ط اهر؛ لوج ود العلة فيه وهو " الص وف " ‪.‬‬

‫‪١٧‬‬
‫قياس الشَّبه‬

‫اختلف في تفسيره ‪.‬‬


‫ثم في حجيته ‪.‬‬
‫أما في تفسيره فقيل ‪:‬‬

‫‪ -۱‬قال القاضي يعقوب ‪ :‬هو أن يتردد الفرع بني أصلني ‪" :‬‬
‫‪ -۲‬التعريف الثاني وهو األشهر البن قدامة‪: .‬‬
‫حاظر " و " مبيح " ويكون شبهه بأحدهما أكثر ‪.‬‬
‫اجلمع بني األصل والفرع بوصف يحتمل وجود‬
‫نحو ‪ :‬أن يشبه املبيح في ثالثة أوصاف ‪ ،‬ويشبه احلاظر في‬
‫املناسبة فيه ‪.‬‬
‫أربعة فنلحقه بأشبههما به ‪.‬‬

‫مثاله ‪ :‬ال جتوز إزالة النجاسة بغير املاء ألنها طهارة تراد ألجل الصالة فال جتوز‬ ‫مثال ‪ :‬تردد العبد بني " احلر" وبني " البهيمة‬
‫بغير املاء‪.‬‬
‫" في أنه ميلك !‬
‫كطهارة احلدث ‪.‬‬
‫فمن لم ميلكه قال ‪ :‬حيوان يجوز بيعه ‪،‬‬
‫فاألصل هنا ‪ :‬الطهارة من احلدث ‪.‬‬ ‫ورهنه ‪،‬و هبته ‪ ،‬وإجارته ‪ ،‬وإرثه أشبه الدابة ‪.‬‬
‫الفرع ‪ :‬إزالة النجاسة من الفرش والثوب ‪.‬‬ ‫ومن ميّلكه قال ‪ :‬يثاب ‪ ،‬ويعاقب ‪ ،‬وينكح ‪،‬‬
‫احلكم ‪ :‬تعيني املاء ‪.‬‬ ‫ويطلق ‪ ،‬ويكلف ‪ ،‬أشبه احلر ‪.‬‬
‫الوصف اجلامع بني األصل والفرع ‪ :‬طهارة تراد ألجل الصالة ‪.‬‬
‫‪ -‬ومناسبة تعيني املاء فيها بعد البحث غير ظاهرة ‪ ،‬وبالنظر إلى كون الشارع‬
‫اعتبرها في بعض األحكام كمس املصحف والصالة والطواف يوهم اشتمالها‬
‫على املناسبة ‪.‬‬

‫‪١٨‬‬
‫األوصاف تنقسم ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫‪ -۳‬بني القسمني األولني ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما يتوهم اشتماله على‬ ‫ال ؛ لعدم الوقوف عليها‬‫‪ -۲‬قسم ال يتوهم فيه مناسبة أص ً‬
‫مصلحة احلكم ‪ ،‬ويظن أنه مظنتها وقالبها من غير اطالع‬ ‫بعد البحث التام من إلفنا من الشارع أنه ال يلتفت إليه‬ ‫‪ -۱‬قسم يعلم اشتماله على املناسبة ؛ لوقوفنا عليها بنور‬
‫على عني املصلحة ‪ ،‬مع عهدنا اعتبار الشارع له في بعض‬ ‫في حكم ما كـالطول ‪ ،‬والقصر ‪ ،‬والسواد ‪،‬والبياض ‪،‬‬ ‫البصيرة كمناسبة الشدة للتحرمي ‪ .‬وهذا يسمى بـ ) قياس‬
‫األحكام ‪.‬‬ ‫وكون املائع ال تبنى عليه القناطر‪.‬‬ ‫العلة (‬
‫هذا ما يسمى بـ ) قياس الشبه ( ‪.‬‬ ‫وهذا يسمى بـ ـ القياس الطردي ( ‪.‬‬

‫مثاله ‪ :‬اجلمع بني مسح الرأس ومسح اخلف في نفي التكرار‬


‫بوصف ‪ :‬كونه مسحًا ‪.‬‬ ‫و ه و قي اس باط ل ‪.‬‬ ‫و ه و قي اس ص ح ي ح ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬اجلمع بني مسح الرأس وبني األعضاء املغسولة في‬
‫ال في الطهارة ‪.‬‬
‫التكرار بكونه أص ً‬
‫‪ -‬فالوصف هنا شبهي أي أنه يحتمل فيه وجود املناسبة وإن لم‬
‫نقف على عني املناسبة ‪.‬‬

‫مختلف فيه ‪:‬‬


‫فروي ‪ :‬أنه صحيح وحجة ‪.‬‬
‫وروي أنه ‪ :‬غير صحيح ‪.‬‬
‫‪ -‬ووجه كونه حجة ‪ :‬أنه يثير ظنًا غالبًا يبنى على االجتهاد ‪ ،‬فيجب أن يكون مّتبعًا‬
‫كاملناسب ‪.‬‬
‫دليل آخر ‪ :‬قياس الشبه داخل في عموم األدلة الدالة على حجية القياس‪ ،‬لقوله تعالى ‪:‬‬
‫} فاعتبروا يا أولي األبصار{ ‪.‬‬

‫‪١٩‬‬
‫أقس ام الق ياس م ن ح يث التص ر يح بالع لة ‪:‬‬

‫‪ -۳‬قياس الداللة ‪ :‬هو أن يجمع بني األصل‬ ‫‪ -۲‬القياس في معنى األصل ‪:‬‬ ‫‪ -۱‬قياس العلة ‪:‬‬
‫والفرع بدليل العلة ال بذات العلة ‪.‬‬
‫هو قياس من دون ذكر للعلة ‪.‬‬ ‫هو ما ُجمع فيه األصل والفرع‬
‫ليدل اشتراكهما فيه على اشتراكهما في‬ ‫بالعلة صراحًة ‪.‬‬
‫العلة ‪.‬‬

‫كقياس األولى‬
‫مثل ‪:‬‬
‫) القياس بنفي الفارق (‬
‫اﻷﺻﻞ ‪ :‬إﺟﺒﺎر اﻟﺒﻜﺮ اﻟﺼﻐﲑة‪.‬‬ ‫مثاله ‪ :‬قولنا ‪ -‬في جواز إجبار البكر‪ : -‬جاز تزويجها‬
‫اجلمع بني النبيذ واخلمر بعلة‬
‫اﻟﻔﺮع ‪ :‬إﺟﺒﺎر اﻟﺒﻜﺮ اﻟﻜﺒﲑة ‪.‬‬ ‫وهي ساكتة ‪ :‬فجاز وهي ساخطة كالصغيرة ؛ فإن إباحة‬ ‫فال فرق بني األصل والفرع إال كذا ‪ ،‬وهو فرق‬
‫اإلسكار‪.‬‬
‫تزويجها مع السكوت يدل على عدم اعتبار رضاها؛ إذ لو‬ ‫غير مؤثر‪ ،‬كسراية العتق في العبد فتكون‬
‫اﳊﻜﻢ ‪ :‬ﺟﻮاز اﻹﺟﺒﺎر ‪.‬‬ ‫اعتبر العتبر دليله وهو ‪ :‬النطق‪.‬‬ ‫األَمة كذلك ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻠﺔ ‪ :‬ﻋﺪم اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺮﺿﺎ‪.‬‬

‫أنو اع أد لة الع لة ‪:‬‬

‫‪ -۳‬حكم العلة ‪.‬‬ ‫‪ -۲‬أثر العلة ‪.‬‬ ‫‪ -۱‬الزم العلة‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬قياس قطع اجلماعة بالواحد‬


‫مثل ‪ :‬قياس القتل باملثقل على القتل‬ ‫مثل ‪ :‬قياس شراب الشمبانيا على‬
‫على قتل اجلماعة بالواحد بجامع‬
‫باملحدد بجامع اإلثم ‪.‬‬ ‫اخلمر بجامع العلة‪.‬‬
‫وجوب الدية في احلالني ‪.‬‬

‫‪٢٠‬‬

You might also like