Professional Documents
Culture Documents
قواعد الممارسات التجارية
قواعد الممارسات التجارية
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
: :
أ .د.
ا
ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ﻗﺸﺎ
)أ (
2016/05/12 :
ﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
: :
أ .د.
ﺎ
ا
ـ
)أ (
2016/05/12 :
ـ : ــ ـ ـ
اﻟﺪﻛﺘﻮر
.
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات
: ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
= ﺻﻔﺣﺔ ص
= طﺑﻌﺔ ط
= ﺟزء ج
= ﻣﺟﻠد ﻣﺞ
= ﺟرﯾدة رﺳﻣﯾﺔ جر
= ﻋدد ع
= ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق مس
ب س ن = ﺑدون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر
= اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ قم
= ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ قإج
ق إ م إد = ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
: ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
Art. = Article
Bull.civ. = Bulletin civil
B.U.F. = Bibliothèque Universitaire Française
Cass.civ. = Cassation civile
Cass.com. = Cassation commerciale
Civ. = Civil
Com. = Commercial
Chr. = Chronique
Ch. = Chambre
C.E. = Conseil d'Etat
D. = Dalloz
Deb. = Débat
D.H. = Dalloz hebdomadaire
Doc. = Doctrine
éd. = édition
Gaz. Pal. = Gazette du Palais
I.R. = Information Rapides
J.C.P. = Juris classeur périodique
J.O. = Journal officiel
JP. = Jurisprudence
L.G.D.J. = Librairie Général de Droit et de Jurisprudence
L. = Loi
n°. = Numéro
Obs. = Observations
P. = Page
rec. = recueil
R.T.D.civ. = Revue trimestrielle de droit civil
R.T.D.com. = Revue trimestrielle de droit commercial
R.I.D.C. = Revue International de droit comparé
s. = suivant(e) (s)
Som. = Sommaire
T.G.I. = Tribunal de Grande Instance
ﻣﻘدﻣــــــــــــــــﺔ
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
ﺷﻬدت اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطو ار ﻣﻠﺣوظﺎ ،ﺑررﺗﻪ اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﺗﻬﺎ اﻟﺑﻼد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻻﻧﻔﺗﺎح
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟذي اﺳﺗدﻋﻰ ﺳن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف ﻣﻧظوﻣﺗﻧﺎ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻌزﯾز اﻧدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
وﯾﻌد اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم 1ﻣن ﺑﯾن
أﻫم اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳوق ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﻋﺻرﻧﺔ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر اﺗﺳﺎﻗﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل،
ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺟﺎء ﻓﻲ وﻗت ﺗﺗﻬﯾﺄ ﻓﯾﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ
ﻣن ﺧﻼل إﺑرام اﺗﻔﺎق اﻟﺷراﻛﺔ اﻷورﺑﯾﺔ واﻟﺳﻌﻲ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة.2
وﻟﻘد اﺳﺗﻣد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻋن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12 -89اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 05ﺟوﯾﻠﯾﺔ
1989اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،3إو ﺛر إﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺧﯾر ،وﺑﻐﯾﺔ ﺗدارك اﻟﻔراغ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
اﻹﻟﻐﺎء ،ﺗﻘرر آﻧذاك إدراج ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺻﻔﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣر رﻗم 06 -95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟوﯾﻠﯾﺔ
1995اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ .4وﺑذﻟك ﺗﻣﺣورت أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻷﻣر ﺣول ﺟﺎﻧﺑﯾن :اﻷول ﺣدد ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻛذا اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )اﻟﺑﺎﺑﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث( ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣدد ﻗواﻋد ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )اﻷﺑواب اﻟراﺑﻊ واﻟﺧﺎﻣس واﻟﺳﺎدس(.
إﻻ أﻧﻪ وﺑﻌد ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺗطﺑﯾق اﻷﻣر 06 -95ﺑدا ﻣن اﻟﺿروري ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﻧص ﺑﻬدف
ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻗﺗﺿﺗﻬﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻛذا اﺳﺗدراك اﻟﻌراﻗﯾل واﻟﻧﻘﺎﺋص
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾﻘﻪ .5وﻋﻠﻰ ذﻟك وﻗﺻد اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬذﻩ اﻻﻧﺷﻐﺎﻻت ﺗم إﻟﻐﺎء اﻷﻣر 06-95واﺳﺗﺑداﻟﻪ
ﺑﺗﺷرﯾﻌﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن:
2
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
-اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-04ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ،اﻟذي ﻛرس ﻗواﻋد اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
وﻟﻘد ﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04إﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﺣﻠﯾﻼت وﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗطﺑﯾق اﻷﻣر
06/95ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺷﻔت ﻋن ﻗﺻور ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ،ﺑﺳﺑب
ﻋراﻗﯾل ﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺿﻣوﻧﻪ وأﺧرى ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻧﻪ ،ﺣﯾث ﺑﯾﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص ﻓﻲ ﻣﺣﺗوى
اﻟﻧص وﺷروط ﺗطﺑﯾﻘﻪ أدت إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧت ﻋﺟز ﻗواﻋدﻩ ﻋن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺑﺳﺑب ﺗﺣرﯾر اﻗﺗﺻﺎدﻧﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﺣذا ﺑﺎﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد
ﺣﻠول ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗﺻد ﺗﺟﺎوز ذﻟك اﻟﻘﺻور.2
وﺑﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون "ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ
ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺑﯾن ﻫؤﻻء واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻛذا
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إو ﻋﻼﻣﻪ" .وﺑذﻟك ﻓﻘد أﺳس ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
واﻟﻧزاﻫﺔ ،وﻫﻣﺎ رﻛﯾزﺗﺎن ﻣن رﻛﺎﺋز اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻣﺎ ﻟﻬﻣﺎ ﻣن دور ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟوﺿوح ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ أطراﻓﻬﺎ ،ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﻋواﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن أم ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ أﻋﻼﻩ ،أن أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺳﺗﻬدف ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت:
اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗوﻟت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺻﻔﺗﻲ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ اﻟﺻﻔﺗﺎن اﻟﻠﺗﺎن ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﻣﺎ ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺷﺧﺎص.
ﻓﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو "ﻛل ﻣﻧﺗﺞ أو ﺗﺎﺟر أو ﺣرﻓﻲ أو ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻌﺎدي أو ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳس ﻣن أﺟﻠﻬﺎ" .أي أن ﺻﻔﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻠﺣق ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،ﯾﺣﺗرف ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻧظﻣﺎ ﺑﻐرض اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟﺗوزﯾﻊ
3
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎرﯾﺎ أم ﻣدﻧﯾﺎ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺷراﺳﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻗد ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺗﻧﺎﻓﻰ واﻷﻋراف اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،ﻓﻘد ﺟﻌل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
02 -04ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﻣدﺧﻼ ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾﻧﻬم ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑرر إﻟﺣﺎق ﺟﺎﻧب ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﻧظوﻣﺔ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري.
أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻬو" ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻘﺗﻧﻲ ﺳﻠﻌﺎ ﻗدﻣت ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧدﻣﺎت
ﻋرﺿت ،وﻣﺟردة ﻣن ﻛل طﺎﺑﻊ ﻣﻬﻧﻲ" .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك – وﻋﻠﻰ ﻧﻘﯾض ﺻﻔﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي -ﺗﻠﺣق ﻛل ﺷﺧص ﯾﺗﺻرف ﻟﻐرض ﻏﯾر ﻣﻬﻧﻲ ،أي ﻟﺳد ﺣﺎﺟﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ .1ﻟذا
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻔﺗﻘر –ﺑﺣﻛم ﻋدم اﺣﺗراﻓﻪ -ﻟﻠﻘدرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل
ﻋﻼﻗﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﻔﺗﻘر ﻟﻠﺗوازن ﺑﯾن أطراﻓﻬﺎ ،ﻣﺎ ﺑرر ﻟﻠﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗدﺧل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑرر إﻟﺣﺎق ﻗواﻋد
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﻧظوﻣﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري.
أﻣﺎ ﻋن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ -وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛل اﻷﺣﻛﺎم اﻷﺧرى اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ -ﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ وﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣواﺷﻲ ،وﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ وﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﺳﺗوردوا اﻟﺳﻠﻊ
ﻹﻋﺎدة ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ واﻟوﻛﻼء ووﺳطﺎء ﺑﯾﻊ اﻟﻣواﺷﻲ وﺑﺎﺋﻌوا اﻟﻠﺣوم ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ،وﻛذا ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ أي ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻪ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﯾﺷﻣل ﻣﺧﺗﻠف ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن إﻧﺗﺎج
وﺗوزﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ أي ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﻛﺎن ﻣن أﺷﺧﺎص
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص أم اﻟﻌﺎم ،وﻫو ﻧطﺎق واﺳﻊ ﯾﻌﻛس أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
ﻫذا وﯾﻛﺗﺳﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
02 -04أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣن ﺟواﻧب ﻋدة؛ ﻣن ذﻟك أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﺟﺎء ﻟﺗدارك ﻓراﻏﺎت وﻧﻘﺎﺋص
ﻧﺻوص ﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﺳﺎﯾرة واﻗﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﯾد ،ﯾﻔﺗرض أﻧﻪ ﻗد ﺗﺿﻣن ﺣﻠوﻻ ﺟدﯾدة وﻣﺗطورة ﺗﺳﺗدﻋﻲ
-1وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 02-04اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻀﯿﻖ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،اﻟﺬي ﯾﻘﺼﺮ ھﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﯾﻘﺘﻨﻲ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻐﺮض ﻏﯿﺮ ﻣﮭﻨﻲ ،ﻣﺘﻔﺎدﯾﺎ
ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ اﻟﺬي ﯾﺒﺴﻂ ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﻘﺘﻨﻲ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻏﺮﺿﮫ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﻨﺎء.
4
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
اﻟدراﺳﺔ ،ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺗﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻣن إﺿﺎﻓﺎت ﺳواء ﻓﻲ إطﺎر ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﻛﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣن ﺛراءﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺣﯾث وﻓﺿﻼ ﻋن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﻪ
اﻟواﺳﻊ ،ﺗﺿﻣن أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷﺑﻌﺎد ،ﻣن ﺧﻼل إﯾرادﻩ ﻷﺣﻛﺎم ﺟزاﺋﯾﺔ وأﺧرى إدارﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ أﺑﻌﺎدﻩ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻪ اﻋﺗﻧﻰ ﺑﺗﻧظﯾم ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،إﺣداﻫﻣﺎ ﺑﯾن
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻷﺧرى ﺑﯾن ﻫؤﻻء واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻗد ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺻورﺗﯾن آﻟﯾﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﺄﻟﻔﻬﺎ
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﺑﻌدا آﺧر ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﺟدﯾ ار ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ،ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺷرع
ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾرﺻد أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘود.
ﺛم وﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ أﺣﻛﺎﻣﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أورد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-04أﺣﻛﺎﻣﺎ إﺟراﺋﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ،ﺗﺿﻣﻧت
آﻟﯾﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ ،ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻟذﻟك
ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻛرﯾﺳﻪ ﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،ﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﻣﻧظوﻣﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ.
ﻫذا إو ذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺑﯾن ﻫؤﻻء واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻓﺈن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون واﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف.
ﻛﻣﺎ أن ﻣﺿﻣون اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﯾﺛﯾر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻋﻼﻗﺔ ﻗواﻋدﻩ ﺑﺎﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت
ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻗد اﻋﺗﻧت ﻓﻲ ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺗُرى ﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻣﺎ ﻣﺑررات ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ 1رﻏم
ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳوق ؟ وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى إذا ﻛﺎﻧت ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
ﺗرﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
5
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،ﺗُرى ﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،وﻣﺎ ﻣﺑررات ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك 1رﻏم ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺷﺎرﻛﻪ ذات اﻟﻬدف ؟
وﺳوف ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل وﻏﯾرﻫﺎ وﻓق ﻣﻧﻬﺞ ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،ﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﺷرح وﺗﺣﻠﯾل ﻣﺧﺗﻠف
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﺑﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﺎﻛﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳوق ،ﺑﻐﯾﺔ إدراك ﻣﻐزاﻫﺎ وﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾر ﻣﺳﻠك اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ.
وﻗد ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﺑﺎﺑﯾن :ﺗﻧﺎول اﻷول اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻﻠﯾن ﺧﺻص أوﻟﻬﻣﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺿوﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﺧﺻص اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺿوﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .أﻣﺎ
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺗﻧﺎول اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻗد ﻗُﺳم
ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ﺗﻧﺎول أوﻟﻬﻣﺎ اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة ﻟﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ
ﺗﻧﺎول اﻟﺛﺎﻧﻲ إﺟراءات ﺿﺑط وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺧرق.
- 1ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 03 -09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2009/02/25اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻗﻤﻊ اﻟﻐﺶ ،ج ر ع ،15 :س .2009
6
اﻟﺑـﺎب اﻷول
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺳس ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
واﻟﻧزاﻫﺔ ،1وﻫﻣﺎ رﻛﯾزﺗﺎن ﻣن رﻛﺎﺋز اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،2ﻛرﺳﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺿﻣﻧﻬﻣﺎ اﻟﺑﺎﺑﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ إﺿﻔﺎء اﻟوﺿوح
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ أطراﻓﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﻋواﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن أم ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺳﻠك اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺿوﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺑدأ
ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )اﻟﻔﺻل اﻷول( ﺛم اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺿوﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
)اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
- 1ﯾﻌﺮف اﻟﻔﻘﯿﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻧﮫ "ﻓﻜﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﮭﺎ ارﺗﺒﺎطﺎ ﻣﻨﻄﻘﯿﺎ" ،وھﺬا
اﻟﻤﻔﮭﻮم ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأي اﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ واﻟﻨﺰاھﺔ ﻛﻤﺎ أوردھﻤﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ، 02 -04ﺣﯿﺚ ﯾﻈﮭﺮان ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻓﻜﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻨﺪرج ﺗﺤﺘﮭﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ .أﻧﻈﺮ
ﺣﻮل ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻌﺎم :
- AI sanhoury (A . A.), Le standard juridique , in Recueil d'études sur les sources du droit en l'honneurs de F.
Geny, t.2, 1935, p.145.
- 2ﺣﻮل دور اﻟﻨﺰاھﺔ واﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق أﻧﻈﺮ :
- Cédric Montfort, La loyauté des pratiques commerciales en droit communautaire de marché, Université Jean
Moulin- Lyon 3, 2004, p. 69 et s.
اﻟﻔﺻل اﻷول
- 1اﻟﻤﻨﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷﻋﻼم ،ط ،20دار اﻟﻤﺸﺮق ،ﺑﯿﺮوت ،1986 ،ص .394
- 2ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﺎم ﻣﺤﻤﻮد ﻟﻄﻔﻲ ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻔﺎوض ،اﻟﻨﺴﺮ اﻟﺬھﺒﻲ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1995 ،ص .26
- 3ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ ﺑﻤﺒﺪأ ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ أﻧﻈﺮ :ﺷﯿﺮزاد ﻋﺰﯾﺰ ﺳﻠﯿﻤﺎن ،ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ ﻓﻲ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد ،ط ، 2008 ،1دار دﺟﻠﺔ ،اﻷردن ،ص .148
- Le Tourneau (Ph) et Poumarède (M), Bonne foi, Dalloz, Rep. civ., Janvier 2009, n° 72.
- 4أﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة 2ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 4ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 03 -03اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 9ﯾﻮﻟﯿﻮ 2003اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ.
- 5أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 3ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ 236 -10اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 7أﻛﺘﻮﺑﺮ 2010اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﺘﻢ.
- 6أﻧﻈﺮ اﻟﻤﻮاد 3ﺑﻨﺪ 1و 4و 9و 11و 13ﺑﻨﺪ 3و 15و 20ﺑﻨﺪ 1ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 01-06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 20ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2006اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ
اﻟﻔﺴﺎد وﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮫ.
7
- Voir : Jérôme Philippe, La transparence, source d’accroissement et facteur de réduction de la concurrence,
RLC, n° 13, Octobre – Décembre 2007, p. 169.
8
- Voir : Martine Béhar-Touchais, Vice et vertus de la transparence, RLC, n° 13, Octobre – Décembre 2007,
p. 168.
10
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﺳﻌر ﻫو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،واﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌدد ﻣﻌﯾن ﻣن وﺣدات اﻟﻧﻘود ،وﯾﺗﺣدد اﻟﺳﻌر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺳوق اﻟﺣرة طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻌرض واﻟطﻠب.1
إذن ﻓﺎﻟﺳﻌر ﻫو ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﯾﻣﺛل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻟذا ﯾﻌد ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﻌر أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺻراع اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول
أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﺗﺑر أﺣد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻠزم اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺳﺧرة ،أي ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ،
وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر.2
إو ذا ﻛﺎن ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﺧول اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻣﺎرس ،ﻓﺈن ﻫذﻩ
اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺿﺑط ﺑﻘﯾود واﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺿﻣن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﺳوق وﺗﺣﻣﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وأﻋوان اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن .وﻫو ﻣﺎ ﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﻓرض
اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺟﺎﻋﻼ إﯾﺎﻩ ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
واﻷﺻل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻣﺳﺑق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،إﻧﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد
اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻔﺎوض .3اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن،
اﻟذﯾن ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺟﻬﻠﻬم ﺑواﻗﻊ اﻟﺳوق ﺗﻘدﯾر اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﻫو وﺿﻊ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻐﻠﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﻟﻔرض أﺳﻌﺎر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ .إﻻ أن ﻣﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻧﺣو ﺗﻛرﯾس اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺟﻌﻠﻪ ﯾرﺗﻘﻲ
ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن وراء ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء.
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم أﺑﻮ ﻗﺤﻒ ،أﺳﺎﺳﯿﺎت اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻄﺒﻊ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،2002 ،ص .17
- 2ﺗﯿﻮرﺳﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،دار ھﻮﻣﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2013 ،ص .105
- 3ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ھﻨﺎ ﺑﯿﻦ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺴﺒﻖ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ وﺑﯿﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪه ،ﻓﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﺴﻌﺮ ھﻮ ﻋﻤﻞ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ واﻹﯾﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ،وﻗﺪ ﯾﺮﺗﻘﻲ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻮد ﻛﺎﻟﺒﯿﻊ ﻣﺜﻼ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻋﺘﺒﺎره ﺷﺮطﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻻ ﯾﻘﻮم اﻟﻌﻘﺪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺪﯾﺪه أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﻌﺪ وﺿﻊ أﺳﺲ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪه ،إﻻ أﻧﮫ ﻓﻲ
ﻏﺎﻟﺐ اﻟﻌﻘﻮد ﻛﺎﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ واﻹﯾﺠﺎر ﻻ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ،إذ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺮك ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪه إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ ،وإذا اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺣﺪده
اﻟﻘﺎﺿﻲ.
11
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺳوف ﻧﺻدّر دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗطرق ﻟﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
)اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،ﻟﻧﻘف ﺑﻌدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﺛم
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺳﻌر ﻣﺣل اﻹﻋﻼم )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗطور ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻊ ،ﻓﻔﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣوﺟﻪ ﺳﯾطرت اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟل وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻫﻲ
ﺑذﻟك اﻟﻣﺣدد اﻟوﺣﯾد ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ،ﻓﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر .إﻻ أﻧﻪ
وﻣﻧذ اﻟﺗﺣول اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑدﺳﺗور 1989وﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣن ﻗواﻧﯾن ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر
ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﻧﺢ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘﻧﯾن أﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو اﻟﺣد ﻣن ارﺗﻔﺎع ﺳﻌرﻫﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ .ﻟذا ﺳوف ﻧﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر وﻫو اﻷﺻل )اﻟﻔرع اﻷول( ،ﺛم إﻟﻰ ﻧظﺎم
ﺗﻘﻧﯾن اﻷﺳﻌﺎر وﻫو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟذي اﺗﺟﻬت ﻧﺣوﻩ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ
ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،واﻟذي ﺗﻛرس ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 37ﻣن دﺳﺗور 1996ﺑﻧﺻﻬﺎ "ﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ وﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون".
إو ذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻗر ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻘد أوﺟد ﺿواﺑط ﯾﺟب أن ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎرﻫﺎ ﺣرﯾﺔ
اﻷﺳﻌﺎر ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺳوق وﺿﻣﺎن ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ.
أوﻻ -ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر :ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﺑداﯾﺔ
ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 06-95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟذي أﻟﻐﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12-89اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر،
ﺛم ﺗﻛرس ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 03 -03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟذي ﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة
4ﻋﻠﻰ أن "ﺗﺣدد أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﺣرة وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة واﻟﻧزﯾﻬﺔ".
12
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾﻘﺻد ﺑﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻪ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗﺣدد اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر أﻫﻣﻬﺎ :
-ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
وﯾﺗوﻗف ﻧطﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ ظروف اﻟﺳوق وﻣﻬﺎرة اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻣرﻛزﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﺛﻣن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺛﻣن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻓﯾﺷﻣل ﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑل ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ .وﻟذﻟك
إذا ﻛﺎن اﻟﺛﻣن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﯾﻌطﻰ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن أن ﯾﻛون اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻘﺎﺻﺔ
ﺑﯾن دﯾون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري وﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،أو أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل دﻓﻊ دﯾن ﻟﻠﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ.1
ﻫذا وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﻌر -ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر ﺟودة اﻟﻣﻧﺗوج -أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣددة
ﻟﻠﺻراع اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﺗﺑر أﺣد أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻠﻌﺑﺔ
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻠزم اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد
اﻟﻣﺳﺧرة )أي ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ( ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ – ﺿواﺑط ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر :إذا ﻛﺎن اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،ﻓﺈن
ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻓرض اﻟﻣﺷرع ﺿواﺑط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ،ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺳوق ،وﻫو ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ
اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻷﻣر 03-03اﻟﺗﻲ ﺑﻌد أن أﻗرت ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر أوردت ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط ﯾﺟب
ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣراﻋﺎة ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة واﻟﻧزﯾﻬﺔ وﻛذا ﻗواﻋد
اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻹﻧﺻﺎف ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم اﺣﺗرام أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ.
-1ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة :ﻓﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻌد ﻣن ﺑﯾن أﺳس ﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق .واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺗﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﺣﺗﻔظ ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎرﻩ
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺧﺗﻠف ﻣﻊ ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ ،وﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﺗﻼﺷﻰ ﻛﻠﻣﺎ ﻗﯾدت إرادة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر،3
- 1ﻧﺒﯿﻞ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻌﺪ ،اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺴﻤﺎة ) ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ( ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،2004ص. 149
- 2أﻧﻈﺮ :ﺗﯿﻮرﺳﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،م س ،ص .105
3 e
- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, Droit de la consommation, Dalloz, 5 éd., 2006, p. 358.
13
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛﺄن ﯾﻛون ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى ﺗﻣﻠﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺷروطﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻗواﻋد ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﻌﺎر ﻟﯾﺄﺧذ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻣﺟراﻩ اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
وﻫو ﻣﺎ ﺗرﺟﻣﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻷﻣر 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟذي ﺣظر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :
-ﺣظر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣدﺑرة واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺻرﯾﺣﺔ أو اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ أو اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻟﺣد ﻣﻧﻬﺎ أو اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳوق أو ﻓﻲ ﺟزء
ﺟوﻫري ﻣﻧﻪ ،ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻋرﻗﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب ﻗواﻋد اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺻطﻧﻊ ﻻرﺗﻔﺎع
اﻷﺳﻌﺎر أو ﻻﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ.1
-ﺣظر ﻛل ﺗﻌﺳف ﻧﺎﺗﺞ ﻋن وﺿﻌﯾﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق أو اﺣﺗﻛﺎر ﻟﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺻد
ﻋرﻗﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب ﻗواﻋد اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺻطﻧﻊ ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر أو ﻻﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ.2
-ﺣظر ﻛل ﺗﻌﺳف ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ زﺑوﻧﺎ أو
ﻣﻣوﻧﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟك ﯾﺧل ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻣن ذﻟك اﻹﻟزام ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر أدﻧﻰ.3
-ﺣظر ﻋرض اﻷﺳﻌﺎر أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﺑﯾﻊ ﻣﺧﻔﺿﺔ ﺑﺷﻛل ﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺣوﯾل واﻟﺗﺳوﯾق إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌروض أو اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﻬدف أو ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ
إﺑﻌﺎد ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻋرﻗﻠﺔ أﺣد ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق.4
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﻫﺗم ﺑﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺣداث ظروف أو أوﺿﺎع ﻗد ﺗؤدي
إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد وﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﻣن ﺛم اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺳﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرض
واﻟطﻠب ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ظل اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻫﻲ ﺣرﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ،وﻫذا ﻫو ﺣﺎل اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ .5
14
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-2ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ :ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ،ﯾﺟب أن ﯾﻣﺎرس ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ
اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗرام ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺣظر اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
-ﻣﻧﻊ أي ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﻔوذ ﻋﻠﻰ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ،أو أن ﯾﺣﺻل ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ
أﺳﻌﺎر أو آﺟﺎل دﻓﻊ أو ﺷروط ﺑﯾﻊ أو ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺑﯾﻊ أو ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺗﻣﯾﯾزي ﻻ ﯾﺑررﻩ ﻣﻘﺎﺑل ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ
ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺷرﯾﻔﺔ.1
-ﻣﻧﻊ إﻋﺎدة ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺳﻌر أدﻧﻰ ﻣن ﺳﻌر ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة.2
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺗﻌد ﻗﯾدا ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ.
-3ﻗواﻋد اﻹﻧﺻﺎف واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻷﻣر 03 -03ﯾﺟب أن
ﺗﻣﺎرس ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ظل اﺣﺗرام أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ ،وﻛذا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗواﻋد
اﻹﻧﺻﺎف واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ وﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت واﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ.3
-ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .ﺣﯾث أورد اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﺗزاﻣﯾن ﯾﺗﺻﻼن ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﯾﺟب
ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،وﻫﻣﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،4واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔوﺗرة.5
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 4أﻋﻼﻩ أن ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر
ﺳواء ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ أو اﻟﻧزاﻫﺔ ﺗﻌد ﻗﯾدا ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
15
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻧظﺎم ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر )اﻟﺗﺳﻌﯾر(
إذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻫو اﻷﺻل ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻻ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ إذ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗدﺧل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 5
ﻣن اﻷﻣر 03-03ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدد ﻫواﻣش وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻣن
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو ﺗﺳﻘﯾﻔﻬﺎ أو اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم".
وﻗد ﺣددت اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ آﻟﯾﺎت ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ،وﻛذا ﺣﺎﻻﺗﻪ ،ﻓﯾﻣﺎ ﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون
02-04اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻ -آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳﻌﯾر :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ ﻓﺈن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم
ﺑﺈﺣدى اﻵﻟﯾﺎت اﻷرﺑﻊ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر :وذﻟك ﺑﺄن ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة.
-2ﺗﺣدﯾد ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ :وذﻟك ﺑﺄن ﯾﺗم ﺗﺣدد ﻫﺎﻣش ﻟﻠرﺑﺢ ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ .وﻫﺎﻣش
اﻟرﺑﺢ ﻗد ﯾﺣدد ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
-3ﺗﺳﻘﯾف اﻟﺳﻌر أو ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ :وذﻟك ﺑﺄن ﯾﺣدد ﺳﻘﻔﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻠﺳﻌر أو ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻻ
ﯾﺟوز ﺗﺟﺎوزﻩ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺟوز اﻟﻧزول ﻋﻠﯾﻪ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗرط ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 06-10أن ﯾﺗم
اﻟﺗﺳﻌﯾر ﺑﻣوﺟب ﻣراﺳﯾم ،ﺑﺎﺗت ﺗﺟﯾز اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﺗوﺳﻌﺎ ﺑﺷﺄن
اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر ،ﺣﯾث ﯾﺟوز اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺻورﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟوﻻت.1
- 1ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 119/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 28آﻓﺮﯾﻞ 1995اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﺼﻨﯿﻒ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻷﺳﻌﺎر
اﻟﻤﻘﻨﻨﺔ )ج ر ع ، 25س (1995ﻛﺎن ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮارات وزارﯾﺔ أو ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ اﻟﺤﻀﺮي
ﺑﺎﻟﺤﺎﻓﻼت ،ﻟﻜﻦ وﺑﺼﺪور اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 31/96اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﯾﻨﺎﯾﺮ 1996اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻌﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت
اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ )ج ر ع ، 04س ،(1996ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﺘﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺑﻤﺮﺳﻮم ،ﺣﯿﺚ ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 2ﻋﻠﻰ أن ﯾﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻌﺎر و/أو ﺣﺪود
اﻟﺮﺑﺢ اﻟﻘﺼﻮى ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﺑﻤﺮﺳﻮم اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻟﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06/95اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻤﻠﻐﻰ .
16
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺳﻌﯾر :ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺗدﺧل ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ،وذﻟك
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎدﯾﺔ :ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗﺧذ ﺗداﺑﯾر
ﺗﺣدﯾد ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو ﺗﺳﻘﯾﻔﻬﺎ أو اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻗﺗراﺣﺎت
اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ :
-ﺗﺛﺑﯾت اﺳﺗﻘرار ﻣﺳﺗوﯾﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ أو ذات اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ ﺣﺎل
اﺿطراب ﻣﺣﺳوس ﻟﻠﺳوق.1
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ،
ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻘﺻر ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،وﻫﻲ اﻟﻣﻘﺻودة
ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ أو ذات اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟواﺳﻊ .ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أطﻠق ﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗدﺧل ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد ﯾﺷﺗرط اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.3
-2ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻷﻣر 03-03ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن
اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو ﺗﺳﻘﯾﻔﻬﺎ ﺣﺳب اﻷﺷﻛﺎل ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ اﻟﻣﻔرط وﻏﯾر اﻟﻣﺑرر ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﺿطراب ﺧطﯾر ﻟﻠﺳوق أو ﻛﺎرﺛﺔ أو ﺻﻌوﺑﺎت ﻣزﻣﻧﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾن داﺧل ﻗطﺎع ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن أو ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
- 1وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر ﺻﺪرت ﻋﺪة ﻣﺮاﺳﯿﻢ ﺗﺤﺪد أﺳﻌﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮭﺎ:
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 39/96اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﺟﺎﻧﻔﻲ 1996ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺮﯾﻔﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺮﻛﺎب ﺑﺮا.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 132/96اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 13آﻓﺮﯾﻞ 1996ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﺪﻗﯿﻖ واﻟﺨﺒﺰ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻮزﯾﻊ.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 44/98اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1ﻓﯿﻔﺮي 1998ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺪود اﻟﺮﺑﺢ اﻟﻘﺼﻮى ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﻮﺿﯿﺐ واﻟﺘﻮزﯾﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ
ﻋﻠﻰ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺸﺮي.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 50/01اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 12ﻓﯿﻔﺮي 2001ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﺤﻠﯿﺐ اﻟﻤﺒﺴﺘﺮ واﻟﻤﻮﺿﺐ ﻓﻲ اﻷﻛﯿﺎس ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺘﺎج
وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻮزﯾﻊ.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 448/02اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 17دﯾﺴﻤﺒﺮ 2002ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﯾﻔﺎت اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻨﻘﻞ اﻟﺮﻛﺎب ﻓﻲ ﺳﯿﺎرات اﻷﺟﺮة )طﺎﻛﺴﻲ(.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 17/05اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 12ﯾﻨﺎﯾﺮ 2005ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﺎم اﻟﻤﺼﻔﺎة وﺣﺪود اﻟﺮﺑﺢ
ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻮزﯾﻊ وأﺳﻌﺎر ﺑﯿﻊ اﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ ﻟﻼﺳﺘﮭﻼك ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﻮطﻨﯿﺔ.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 13/05اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 09ﯾﻨﺎﯾﺮ 2005ﯾﺤﺪد ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺴﻌﯿﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﻠﺘﺰوﯾﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮب
واﻟﺘﻄﮭﯿﺮ وﻛﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮫ.
-اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 14/05اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 09ﯾﻨﺎﯾﺮ 2005ﯾﺤﺪد ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺗﺴﻌﯿﺮ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ وﻛﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮫ.
- 2وھﻲ ﺣﺎﻟﺔ أﺿﺎﻓﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 05 -10اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻏﺸﺖ .2010
- 3أﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 03 -03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﯾﻠﮭﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 05-10اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻏﺸﺖ .2010
17
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑررﻫﺎ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤدي ﻻرﺗﻔﺎع ﻓﺎﺣش ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻣﺎ
ﯾﺗطﻠب ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ،واﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ اﻟظرﻓﯾﺔ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗراﺟﻊ ﻋن ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺳﻌﯾر ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣدة
ﺳﺗﺔ ) (06أﺷﻬر ،1واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺄن ﯾﻛون اﻟﺗدﺧل ﻣؤﻗﺗﺎ .ﻛﻣﺎ اﺳﻘط ﺷرط اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ .وﻫو ﻣﺎ
ﯾﻌﻛس إطﻼﻗﺎ ﻟﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾر أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
ﻫذﻩ ﻫﻲ أوﺟﻪ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺧروﺟﺎ ﻋن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،و ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﺣﺗرام ﻫذا اﻟﺗﺣدﯾد ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،إذ ﺗﻌد ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﻏﯾر
ﺷرﻋﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ – ﺟزاء ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر :ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻷﻣر 03/03ﻫو اﻟذي ﺗﺿﻣن ﻧظﺎم
اﻷﺳﻌﺎر إﻻ أن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻣن
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻧﻪ ﺗﺣت ﻋﻧوان "ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ" .اﻟذي ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 22ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗطﺑﯾق ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ واﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣددة أو اﻟﻣﺳﻘﻔﺔ أو
اﻟﻣﺻدق ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ".2
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻣزﯾﻔﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻗﺻد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ و أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺣددة أو اﻟﻣﺳﻘﻔﺔ .ذﻟك ﻷن اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻗد ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ ﻫﺎﻣﺷﺎ
ﻣﺣددا ﻟﻠرﺑﺢ ،3ﻟذا ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﻌض إﻟﻰ ﺗﺿﺧﯾم ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟزﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ.
-ﻋدم ﺗﺟﺳﯾد أﺛر اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺟل ﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﯾراد واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﯾﻊ
واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
- 1أﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 03 -03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﯾﻠﮭﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 05-10اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻏﺸﺖ .2010
- 2وﻗﺪ أﻋﺎد اﻟﻤﺸﺮع ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻤﺎدة 22ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 06 -10ﺑﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ واﻟﺼﯿﺎﻏﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 03 -03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
اﻟﻤﻌﺪﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن .05 -10
- 3أﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 2و 3ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 44/98اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1998/02/01اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺪود اﻟﺮﺑﺢ اﻟﻘﺼﻮى ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺘﺎج
واﻟﺘﻮﺿﯿﺐ واﻟﺘﻮزﯾﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﺒﺸﺮي )ﺟﺮﯾﺪة رﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد .(1998/05
18
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-ﻋدم إﯾداع ﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﻘررة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ .وﻫو اﻟﺗزام اﺳﺗﺣدﺛﻪ اﻟﻣﺷرع
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 22ﻣﻛرر ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .102-04
وﻟﻘد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺎدة 36ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 22و 22ﻣﻛرر و 23ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻷﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ) 20,000د.ج( إﻟﻰ ) 10,000,000د.ج(.
راﺑﻌﺎ -ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر :رﺻد اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﻌﯾوب ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺣد ﻣن ﺟﺷﻊ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﺳﺗﻐﻼﻟﻬم ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺟرﯾﺎ وراء اﻟرﺑﺢ.
-ﺗوﻓﯾر اﻟﺛﺑﺎت واﻻﺳﺗﻘرار ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺗﺧطﯾط إﻧﻔﺎﻗﻪ
ﻓﻲ ﺣدود دﺧﻠﻪ.
-ﺟﻌل ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻟدى اﻟﻛﺎﻓﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺣﺗﺟﺎج ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠوم ،إو ن ﻛﺎن اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻟرﺑﺢ ﯾﺗطﻠب اﻟرﺟوع
ﻟﻠﻔواﺗﯾر.
-ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻛذا اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
-أن ﺗﻘﻧﯾن أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق اﻟدوﻟﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗرﺷﯾد اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.
-أن ﺗﻘﻧﯾن اﻷﺳﻌﺎر وﺳﯾﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ وﺗﺳﯾﯾر اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
- 1ﺣﯿﺚ ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 22ﻣﻜﺮر ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04اﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن 06-10ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺠﺐ أن ﺗﻮدع ﺗﺮﻛﯿﺒﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ
واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻞ ﺗﺪاﺑﯿﺮ ﺗﺤﺪﯾﺪ أو ﺗﺴﻘﯿﻒ ھﻮاﻣﺶ اﻟﺮﺑﺢ أو اﻷﺳﻌﺎر طﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﮭﻤﺎ،ﻟﺪى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ
ﻓﺒﻞ اﻟﺒﯿﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ .ﯾﻄﺒﻖ ا[ ﺿﺎ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺈﯾﺪاع ﺗﺮﻛﯿﺒﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﺿﻤﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺮوط ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻣﺤﻞ
ﺗﺪاﺑﯿﺮ ﺗﺼﺪﯾﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﻮاﻣﺶ واﻷﺳﻌﺎر."...
-2أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻒ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،2005 ،ص .115
19
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-اﻟﺗﺳﻌﯾر ﯾﺧﺎﻟف ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ،ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗوازن اﻟﻌرض واﻟطﻠب.
-اﻟﺗﺳﻌﯾر ﯾؤدي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌرض إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺳوق اﻟﺳوداء واﺧﺗﻔﺎء
ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﺳوق ،ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻟو ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣن ﺛﻣﻧﻬﺎ.
-إن اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻷرﺑﺎح اﻟﻘﺻوى ﻗد ﯾﺟﻌل اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﺗﻼﻋﺑون ﻓﻲ
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﯾراد ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت.
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺧﻠص ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر أن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻟﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳوق اﻟﻘﺎﺋم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻟم ﯾﺣل دون ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وذﻟك إﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘواﻋد اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إو ﻣﺎ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ أﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون .وﻫو ﻣﺳﻠك ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺣداﺛﺔ ﺗوﺟﻪ
اﻟﺟزاﺋر ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق .ﻓﺗﻘﯾﯾد ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻌد أﻣ ار ﻻزﻣﺎ ،وﻟﯾس ﻓﻲ ذﻟك اﻧﺗﻘﺎﺻﺎ ﻣن ﻫذا
اﻟﻣﺑدأ ،ﺑل أن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﺳوق وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﯾر اﻟﻌﺎدي ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﯾﺗطﻠب ﺿﺑط واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ
ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗوﻟت اﻟﻣواد 5و 6و 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺗﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت،
ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣواد أن اﻟﻣﺷرع اﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣظﺎﻫر ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻻﻟﺗزام ،ﻛﻣﺎ ﺣدد اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻧﻔذ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر .ﻟذﻟك ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺳﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل
دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟوﺳﺎﺋل.
20
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ﺧﺻﺎﺋص اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
إن ﻫدف اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻫو أن ﯾﺣﺻل ﻟدى اﻟزﺑون اﻟﻌﻠم ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻣﻌروﺿﺔ دون أن ﯾﺿطر إﻟﻰ ﺳؤال اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻟذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺷﻬﺎر أﺳﻌﺎرﻩ ﺑﺷﻛل
واﺿﺢ ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻪ ﯾﺳﻬل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻣﻛن إدراﻛﻪ ﺑﺳﻬوﻟﺔ .وﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧرج ﺧﺎﺻﯾﺗﯾن
ﻣﻬﻣﺗﯾن ،ﯾﺟب أن ﺗﺗﺟﺳدا ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟوﺿوح.
أوﻻ -اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺣﻘﺎ ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗري ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ
أو ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أن ﻫذا اﻟﺣق ﯾﺛﺑت ﻟﻌﻣوم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن دون أن ﯾطﻠﺑوﻩ ﻣن
اﻟﺑﺎﺋﻊ ،1ﻓﻲ ﺣﯾن رﺑط اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬذا اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺷرط اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻪ.2
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﺟب أن ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أي أن ﯾﻛون
ﻣوﺟﻬﺎ ﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﺑﺣﯾث أن ﻛل ﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟوﺻول إﻟﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ وﺑطرﯾﻘﺔ آﻟﯾﺔ ودون
أن ﯾﻛون ﻣﺿط ار ﻓﻲ ﻛل ﻣرة أن ﯾﺳﺄل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ .3ذﻟك أن اﻷﺳﻌﺎر إذا ﻟم ﺗﻛن
ﻣﻌروﺿﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﻣوﻣﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري أو طﺎﻟب اﻟﺧدﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﯾﻘﻊ ﺿﺣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز
اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﻋﺎرض اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻐل ﻋدم ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻟﯾطﺑق
أﺳﻌﺎر ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺟﺎﻧب واﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻌرﺿﯾﯾن.4
21
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﯾﺗطﻠب ﻋﻧﺻر اﻹﺷﻬﺎر أي اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣوم ،وﻟﻌل ذﻟك ﻣﺎ ﺟﻌل
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻷﻣر 06-95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )اﻟﻣﻠﻐﻰ( ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﺻطﻠﺢ "إﺷﻬﺎر اﻷﺳﻌﺎر" ،ﻗﺑل أن ﯾﺗﺣول
ﻋﻧﻪ وﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر" ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون .102-04
وﯾﻼﺣظ أن ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻣﻘﺻورة ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون
اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ذﻟك أن اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم
ﻻ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ إﻻ إذا طﻠﺑﻪ اﻟزﺑون ،وﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﯾﺑررﻩ ﻛون اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﺟﻬل واﻗﻊ اﻟﺳوق ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ ﻷﺳﻌﺎر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑرر ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌزﯾز ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وذﻟك ﺑﺧﻼف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺷﺧﺻﺎ ﻣﺣﺗرﻓﺎ ﯾﻔﺗرض ﺑﻪ
اﻟﻌﻠم ﺑواﻗﻊ اﻟﺳوق وﺗﻘدﯾر ﻣدى ﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻣﺎرس وﻣن ﺛم ﯾﺻﻌب ﺧداﻋﻪ ،ﻟذا ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟوﺿوح :ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻋرض اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑطرﯾﻘﺔ
واﺿﺣﺔ ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﺗﺑﯾن
اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻣرﺋﯾﺔ وﻣﻘروءة".
وﻋﻧﺻر اﻟوﺿوح ﯾﺛﯾر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ،وطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،واﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ،واﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب
دﻓﻌﻪ ،وﻛذا ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺷﻔﻬﻲ.
-1اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر :ﺗﻠﻌب اﻟﻠﻐﺔ دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض ﻣن
اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ﺣﯾث ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻺﻋﻼم إذا ﺗم ﺑﻠﻐﺔ ﻻ ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓرض اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرﻛﻬﺎ ﻋﻣوم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن
أﻻ وﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 65-09اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ أن "ﺗﺣرر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت...ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻐﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﺿﺎﻓﺔ".
و ﻫذا اﻟﻧص ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
وﻗﻣﻊ اﻟﻐش 2اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺟب أن ﺗﺣرر ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟوﺳم وطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﺧدام ودﻟﯾل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
- 1ﯾﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 65 -09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 7ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2009اﻟﻤﺤﺪد ﻟﻠﻜﯿﻔﯿﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣﻮل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻨﺸﺎط أو ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ ،ﻗﺪ ﻋﺎد واﺳﺘﺨﺪم ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻹﺷﮭﺎر ﺣﻮل اﻷﺳﻌﺎر" )أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 2ﺑﻨﺪ 1واﻟﻤﺎدة .(3
-2اﻟﻘﺎﻧﻮن 03 -09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2009/02/25اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻗﻤﻊ اﻟﻐﺶ ،ج ر ع ، 15س ، 2009ص .12
22
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺷروط ﺿﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗوج وﻛل ﻣﻌﻠوﻣﺔ أﺧرى ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
أﺳﺎﺳﺎ .وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﺿﺎﻓﺔ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻐﺔ أو ﻋدة ﻟﻐﺎت أﺧرى ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻔﻬم ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣرﺋﯾﺔ وﻣﻘروءة وﻣﺗﻌذر ﻣﺣوﻫﺎ" .وﻫو ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ ﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 378-13اﻟﻣﺣدد
ﻟﻠﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.1
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳطر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 05-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
1991/01/16اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌﻣﯾم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوﺑﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻐﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺎ.
واﻟواﻗﻊ أن اﺷﺗراط اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻐﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرض ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗوج ﻣوﺿوع اﻹﻋﻼم ﺑﺎت ﺗوﺟﻬﺎ ﻋﺎﻣﺎ
ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،ﻣن ذﻟك اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب R.112-8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك ،وﻛذا اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻗﺎﻧون 4أوت 1994
اﻟﻣﻌروف ﺑﻘﺎﻧون " "Toubonاﻟﺗﻲ ﻓرﺿت اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن أو
ﻋرض أو ﺗﻘدﯾم أو دﻟﯾل اﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﺷروط ﺿﻣﺎن ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺷﻬﺎر ﺳواء ﻛﺎن
ﻣﻛﺗوﺑﺎ أو ﺷﻔوﯾﺎ أو ﺳﻣﻌﯾﺎ ﺑﺻرﯾﺎ.2
-2اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ :أوﺟﺑت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04أن ﺗﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
ﺑﺻﻔﺔ ﻣرﺋﯾﺔ و ﻣﻘروءة.
وﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع أﺣﺟﺎﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺣروف واﻷرﻗﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗب ﺑﻬﺎ اﻹﻋﻼم ،ﻟﻛن وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎ ار ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم ﻟﻠرؤﯾﺔ واﻟﻘراءة ،وﻫو ﻣﻌﯾﺎر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻗواﻣﻪ ﻣﻘدرة اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي ،أي ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻋﻣوم
اﻟﻧﺎس رؤﯾﺗﻪ وﻗراءﺗﻪ .وﺗﻘدﯾر ﻣدى وﺿوح وﻣﻘروﺋﯾﺗﻪ اﻹﻋﻼم ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﺗﻘدﯾرﻫﺎ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع.
-3اﻟﻌﻣﻠـﺔ :وﻫﻲ اﻟورﻗﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ واﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﻣﻠﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟﻠﻐﺔ ﻣظﻬ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾﺎدة ،ﻟذﻟك ﺗﺣرص ﻛل اﻟﺑﻠدان ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﺑﻌﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ.
-1اﻟﻤﺮﺳﻮم رﻗﻢ 378 -13اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2013/11/09اﻟﻤﺤﺪد ﻟﻠﺸﺮوط واﻟﻜﯿﻔﯿﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ج ر ع ، 58س ، 2013ص .08
2
- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, op.cit., p. 65.
23
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘرض واﻟﻧﻘد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻫﻲ
اﻟدﯾﻧﺎر ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻷوراق اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﻘطﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻫﻲ
اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ .1وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻷﺣﻛﺎم أﻟزﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺑﺿرورة
اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻧد إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ أداءات ﻣﺎﻟﯾﺔ.2
ﻛﻣﺎ ﻋﺎﻗﺑت اﻟﻣﺎدة 451ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻣن 100إﻟﻰ 500دج ﻣﻊ ﺟواز اﻟﺣﺑس
ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 5أﯾﺎم ﻛل ﻣن ﻗﺑل أو ﺣﺎز أو اﺳﺗﻌﻣل وﺳﺎﺋل ﻟﻠدﻓﻊ ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻛﻣل أو ﺗﺣل
ﻣﺣل اﻟﻌﻣﻠﺔ ذات اﻟﺳﻌر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ )ﻓﻘرة ،(6ﻛﻣﺎ ﻋﺎﻗﺑت ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻛل ﻣن رﻓض ﻗﺑول اﻟﻌﻣﻠﺔ واﻟﻧﻘود
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣزورة أو ﻏﯾر اﻟﻣزﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ )اﻟﻔﻘرة .(7ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 452ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدرة وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻛﻣﻠﺔ أو اﻟﻘﯾﺎم ﻣﻘﺎم اﻟﻌﻣﻠﺔ ذات اﻟﺳﻌر
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
وﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟم ﯾﺻرح ﺑذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻠزم ﺑﺄن
ﯾﺣدد اﻟﺳﻌر ﻣﺣل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 451و 452ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
-4اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب دﻓﻌﻪ :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 65 -09اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻛﯾﻔﯾﺎت
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣول اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ أن ﯾطﻠﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗﺑل إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص
ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟواﺟب دﻓﻌﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟدﻓﻊ،
وﻛذا ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،ﻛل اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت أو اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت أو اﻻﻧﺗﻘﺎﺻﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ واﻟرﺳوم اﻟﻣطﺑﻘﺔ".
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺳﻌر ﻣﺣل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟواﺟب دﻓﻌﻪ،
وﻫو اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺳوم .ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺛﻼ ﺑﺈﻋﻼن ﺳﻌر ﻣﻌﯾن ﻓﯾﻔﺗرض أﻧﻪ ﻣﺗﺿﻣن ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟرﺳوم ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ أﺧرى ﺑدﻋوى أﻧﻬﺎ رﺳوم.
- 1اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 11 -03اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2003/08/26اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮض واﻟﻨﻘﺪ ،ج ر ع ، 52س ، 2003ص . 03
- 2ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺒﺤﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﻣﺆرخ ﻓﻲ ، 2011/02/03ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ،714048ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﻌﺪد اﻷول ،2011 ،ص
.232
24
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
ﻣﯾز اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺑﺷﺄن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺟﻬﺔ ،واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
أوﻻ -وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك :
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﯾﻛون إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎت أو وﺳم أو ﻣﻌﻠﻘﺎت أو ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ .ﯾﺟب أن ﺗﺑﯾن
اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻣرﺋﯾﺔ وﻣﻘروءة" .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟذﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﺗرك اﻟﻣﺟﺎل
ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﺧﺗﯾﺎر وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت ﻓﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت .و ﻫو ﺟدول
ﯾﻌﻠق ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻗﺗراح اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺿم أﺳﻌﺎرﻫﺎ و طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣﻘروءة و ﻣرﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﺗﺿم
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك اﻟرﺳوم واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ و ﻛذا
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل ...إﻟﺦ .1
أﻣﺎ اﻟوﺳم ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-09ﺑﺄﻧﺔ "ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت أو اﻹﺷﺎرات أو
اﻟﻌﻼﻣﺎت أو اﻟﻣﻣﯾزات أو اﻟﺻور أو اﻟﺗﻣﺎﺛﯾل أو اﻟرﻣوز اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ ﻏﻼف أو وﺛﯾﻘﺔ أو
ﻻﻓﺗﺔ أو ﺳﻣﺔ أو ﻣﻠﺻﻘﺔ أو ﺑطﺎﻗﺔ أو ﺧﺗم أو ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻣرﻓﻘﺔ أو داﻟﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻧﺗوج ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ أو
ﺳﻧدﻫﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طرﯾﻘﺔ وﺿﻌﻬﺎ" .وﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟوﺳم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﻣل ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﺎﻟف
ذﻛرﻫﺎ.
1
- Francis Lefebvre, Mémento pratique : Droit des affaires (concurrence consommation), 2001, p.576.
25
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-2وﺳﺎﺋل أﺧرى ﻟﻺﻋﻼم :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال ﺣﺻر وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻣﺎت أو اﻟوﺳم أو اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت ،ﻓﻘد أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل
أﺧرى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻹﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ.
ﻓﺎﻟﻌﺑرة إذن ﻟﯾس ﺑﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،إو ﻧﻣﺎ اﻟﻌﺑرة ﺑﻘدرة ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض ﺑﺷﻛل ﻣﻼﺋم
وﻣﻘﺑول .ﻓﻌﺑﺎرة "أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻼﺋﻣﺔ" ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
وﻗد أورد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 65 -09ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟدﻋﺎﺋم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
ﻟﻺﺷﻬﺎر واﻻﺗﺻﺎل .وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 3ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن "ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر
واﻹﻋﻼن ﻋن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻧﺷﺎط واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﺑر
دﻋﺎﺋم اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ )ﺗﯾﻠﯾﻣﺎﺗﯾك( واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ واﻟﻠوﺣﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟدﻻﺋل
واﻟﻧﺷرات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ أو أي وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻼﺋﻣﺔ".
ﺛﺎﻧﯾﺎ -وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن :ﺑﺧﻼف اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻣﻘروﻧﺎ ﺑطﻠب اﻟزﺑون ،وﻫذا ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺗﻪ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
02-04ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن "ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺈﻋﻼم اﻟزﺑون ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر
واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻧد طﻠﺑﻬﺎ" .ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻸﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-1ﺟداول اﻷﺳﻌﺎر أو اﻟﻧﺷرات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ أو دﻟﯾل اﻷﺳﻌﺎر :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 7
اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﻓﺈن اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﻛون ﺑواﺳطﺔ ﺟداول اﻷﺳﻌﺎر أو
اﻟﻧﺷرات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ أو دﻟﯾل اﻷﺳﻌﺎر.
ﻓﺟداول اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻧﺷرات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺛﺎﺋق ﯾﻌدﻫﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺗﺿﻣن ﺟدوﻻ ﺑﻪ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ واﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ،وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑوﺿوح ،ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻘراءة،
ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺷك ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺔ و ﺳﻌرﻫﺎ.
أﻣﺎ دﻟﯾل اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻬو وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺧﯾﺎرات اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠزﺑون ﺑﺷﺄن اﻟﺳﻠﻊ أو
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،ﻛﺎﻟدﻟﯾل اﻟﺧﺎص ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﯾﺎرات ﻣن ﻧﻔس اﻟﻧوع واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﺳﻌر ﻛل ﺻﻧف ﻣﻧﻬﺎ
26
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ،أو اﻟدﻟﯾل اﻟذي ﺗﻌدﻩ وﻛﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن أﺳﻌﺎر ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠزﺑون.1
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ
اﻟطﻠب اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ اﻟزﺑون أو وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك ﺧدﻣﺎت اﻟﺗرﻛﯾب أو اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن
وﺿﻊ ﺳﻌر ﻣوﺣد ﻟﻛل اﻟزﺑﺎﺋن و ﻟﻛن ﺗﺧﺗﻠف ﻣن طﻠب ﻵﺧر .ﻟذا ﯾﺣدد اﻟﺳﻌر ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﯾن ،ﻣﺛل ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل أو ﺳﻌر اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗر اﻟﻣرﺑﻊ ،ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻛﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﻧﻘل .2ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ﯾﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺛﻣن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﺎع أو اﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم إﺷﻬﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳﻌﺎر ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺣﺳﺎب اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.3
- 2اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ واﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌرف اﻟﻣﻬﻧﻲ :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺗﻌذر ﺣﺻر اﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻣﺣددة ،ﻓﻘد أﺟﺎزت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 7اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑواﺳطﺔ "أي وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ".
ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﺑﺎرة ﺗدل ﻋﻠﻰ أن وﺳﺎﺋل اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ
اﻟﺣﺻر ،و أن اﻟﻣﺷرع أراد ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ
ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ﻫذا وﯾﺛﯾر ﺗرك اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺟﺎل ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﺳواء ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم أو ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﻗﺑول اﻹﻋﻼم اﻟﺷﻔﻬﻲ؟
إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط أن ﺗُﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ "ﻣرﺋﯾﺔ
وﻣﻘروءة" ﯾظﻬر أن اﻹﻋﻼم اﻟﺷﻔوي ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع .وﻣﻊ ذﻟك ﻗد ﯾﺑدو اﻹﻋﻼم اﻟﺷﻔوي وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎر اﻟﺟﺎﺋﻠﯾن اﻟذﯾن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﻣﻛﺑرات اﻟﺻوت
ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر.
1
- LAMY économiques (concurrence-consommation-distribution), 1999, p. 447.
2
- Ibid.
- 3وھﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻲ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺎﻟﻤﺰاد اﻟﻌﻠﻨﻲ وﻛﺬا اﻟﻤﺤﻀﺮﯾﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﯿﻦ واﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ إذ ﯾﺘﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺗﻌﺎﺑﮭﻢ ﺑﻨﺴﺐ ﺗﺘﻔﺎوت ﺑﺤﺴﺐ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﻮﺿﻮع
اﻟﺒﯿﻊ.
27
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ﻓرض اﻟﻘﺎﻧون 02- 04
ﺿواﺑط ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ وﺟوب ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن،
وﻛذا وﺟوب ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣدﻓوع ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن
إن ﺗﺣدﯾد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ إو ﻋﻼﻧﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻌﺔ
اﻟذي ﯾﻘﺎﺑل اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻪ ،إو ﻻ ﻓﻼ ﺟدوى ﻣن إﺷﻬﺎر اﻟﺳﻌر ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن إذا ﻟم ﯾﺣدد ﻟﻬم ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻬذا اﻟﺳﻌر ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬم اﻹﻋﻼم اﻟذي ﯾﺗوﺧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع.
ﻟذا ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﺄﻧﻪ" :ﯾﺟب أن ﺗوزن أو ﺗﻌد أو ﺗﻛﺎل
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟوﺣدة أو ﺑﺎﻟوزن أو ﺑﺎﻟﻛﯾل أﻣﺎم اﻟﻣﺷﺗري .وﻋﻧد ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ
ﻣﻐﻠﻔﺔ أو ﻣﻌدودة أو ﻣوزوﻧﺔ أو ﻣﻛﯾﻠﺔ ﯾﺟب وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟوزن أو اﻟﻛﻣﯾﺔ أو
ﻋدد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن".
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة أﻧﻬﺎ ﺗﺧص اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎع ﺑﺎﻟﻣﻘﺎدﯾر ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻟﻌد ﻛﻘواﻟب
اﻹﺳﻣﻧت أو اﻵﺟر ﻣﺛﻼ ،أو ﻋن طرﯾق اﻟوزن ﻛﺎﻟﺧﺿر واﻟﻔواﻛﻪ واﻟﺣﺑوب ،أو ﻋن طرﯾق اﻟﻛﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺳواﺋل أو ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻘﺎس ﻛﺎﻟﻘﻣﺎش واﻟﺧﯾوط واﻷﻧﺎﺑﯾب .ﻓﺈذا ﺗﻌﻠق اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻬذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻧﻛون
ﺑﺻدد "اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر" ،وﻫو اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﯾﺳﺗﻠزم ﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﯾﻪ ﻋد أو وزن أو ﻛﯾل أو ﻣﻘﺎس ،وﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘدﯾر اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻷن ﺑﻪ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺑﯾﻊ.1
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ أن ﯾﺗم اﻟﺗﻘدﯾر )اﻟﻔرز( أﻣﺎم اﻟﻣﺷﺗري ،أو
ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﺗﺳﻬﯾﻼ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن
اﻟﺗﻘدﯾر ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ أو ﻋﻧد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري.2
28
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﻛن ﺗﺳﻬﯾﻼ ﻟﻠﻌﻣل ﯾﻘوم ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺧﺎرج أوﻗﺎت اﻟﺑﯾﻊ ﺛم ﯾﺗم ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻣﺣددة اﻟﻣﻘدار ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ ،وﻫﻧﺎك ﺳﻠﻊ ﺗﺳوق ﻣﺣددة اﻟﻣﻘدار ﻣﻧذ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﺷروﺑﺎت واﻟﻣﯾﺎﻩ
اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟﻣواد اﻟﻣﻌﻠّﺑﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر أو اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﻣﺻﻧﻊ وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻐﻼف أو اﻟﻌﺑوة ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟوزن أو اﻟﻛﻣﯾﺔ أو ﻋدد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 365ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺳﻌر
اﻟﻣﻌﻠن ،أﻧﻪ إذا وﺟد ﻧﻘص ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﻫذا اﻟﻧﻘص ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻪ
اﻟﻌرف ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻧﻘص ﺟﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺣﯾث ﻟو ﻋﻠﻣﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻣﺎ أﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟوز
ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد.
أﻣﺎ إذا ﺗﺑﯾن أن ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻌﺔ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗم ﺗﺣدﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف وﻛﺎن اﻟﺳﻌر ﻣﻘد ار ﺑﺣﺳب
اﻟوﺣدة ﻣﻊ ﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم أﺻﻼ أو ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﺿرر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻛﻣﺎل اﻟﺛﻣن ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﻟو ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺷراء ﻟﻣﺎ أﺗم اﻟﻌﻘد ﺣﯾث
ﯾﺟوز ﻟﻪ ﻋﻧدﺋذ طﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد .أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم ،ﻓﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻘدر اﻟﻣﺑﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﯾس وﯾﺗرك اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إﻟزام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻛل اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻛﯾس ﻣﻘﺎﺑل
زﯾﺎدة اﻟﺳﻌر ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز أﯾﺿﺎ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟزام اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑذﻟك ﻣﻊ اﻟزﯾﺎدة .1ﻟذﻟك ﻓﺈن إﻟزام
اﻟﻣﺷرع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﯾﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد.2
ﻟﻛن ﻣﺎذا ﻟو ﺗم وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺳﻌر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻛن دون ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدارﻫﺎ؟ إن ﻋدم ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﺣددا ﺑذاﺗﯾﺗﻪ دون ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدارﻩ ،إذ ﻧﻛون ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﺻدد
"اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟزاف" ،وﻫو ﺑﯾﻊ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ أﺷﯾﺎء ﻣﺛﻠﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘدﯾر ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺗم ﺑﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء إو ﻧﻣﺎ ﯾﺗم
ﺟزاﻓﺎ ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن أو ﺣﯾز ﻣﻛﺎﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن واﺣد ﺑﻘطﻊ اﻟﻧظر ﻋن
اﻟﻌدد أو اﻟﻛﯾل أو اﻟوزن ،ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌض ﺗﺟﺎر اﻟﺧﺿر واﻟﻔواﻛﻪ ﻣن ﺑﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﺷﻛل أﻛوام
ﻣﺣددة ﺑذاﺗﻬﺎ ﻻ ﺑﻣﻘﺎدﯾرﻫﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻌر ﻣﺣدد ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻣﺎ ﯾوزن
29
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
أو ﯾﻌد أو ﯾﻛﺎل أو ﯾﻘﺎس إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾر أو ﻓرز ،ﺑل ﻫو ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣﯾز اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ.1
إو ذا ﻛﺎن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟزاف ﺟﺎﺋ از ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
02/04ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻘدﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ وﺗﺑﯾﯾن اﻟﻣﻘدار اﻟﻣﻘﺎﺑل
ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ،ﺗﻛون ﺑذﻟك ﻗد اﺳﺗﺑﻌدت ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟزاف ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .وﻫذﻩ إﺣدى ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون ،02/04وﻓﻲ
ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻧظ ار ﻟﻛون ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟزاف ﻗد ﺗﺿﻠل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي.2
ﻫذا وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺣﻛم اﻟﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ ﯾﺧص اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎع ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﻘدﯾر ،أﻣﺎ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎع ﺑذاﺗﯾﺗﻬﺎ ﻛﺎﻷﺟﻬزة واﻵﻻت ﻣﺛﻼ ﻓﺈن وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺳﻌر
ﻋﻠﯾﻬﺎ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺛﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺣددة ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ .ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ دون اﻟﺧدﻣﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺧدﻣﺎت ﻫﻲ اﻷﺧرى ﯾﺧﺿﻊ ﻣﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم أﺳﻌﺎرﻫﺎ وﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﻷن
ﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أداء وﻟﯾس ﺷﯾﺋﺎ .ﻋﻠﻰ أن ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﻘﺗﺿﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘدار اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ،ﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن إﻟزام ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻷﺳﻌﺎر أو اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ﻗد ﯾﺛﯾر
إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﻠف اﻷداء واﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑذول ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺣﺳب اﻟظروف،
ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧدﻣﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ وﺗﻘدﯾر اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑذول ﻓﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد
ﺳﻌرﻩ إو ﻋﻼﻧﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ،وﻟﻌل ذﻟك ﻣﺎ اﺳﺗدرﻛﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 5أﻋﻼﻩ
اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﺣدﯾد اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻧﺷﺎط أو ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.3
30
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣواﻓﻘﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣدﻓوع ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﺗواﻓق اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ اﻟزﺑون ﻣﻘﺎﺑل اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ".
ﺣﯾث ﯾﻘﻊ أﺣﯾﺎﻧﺎ أن ﯾﺗم إﻋﻼن أﺳﻌﺎر أو ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺛم ﯾﻔﺎﺟﺄ اﻟزﺑون ﻋﻧد
ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻧظﯾر ﺑﻌض اﻟﻣﻠﺣﻘﺎت أو ﻣﻘﺎﺑل أﺷﯾﺎء أو أداءات ﺗرﺗﺑط ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺳﻠﻌﺔ أو
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣﻣﺎ ﯾوﻗﻊ اﻟزﺑون ﻓﻲ إﺣراج ،ﻣﺛﺎل
ذﻟك ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻛﯾﺎس اﻟﺗﻲ ﯾوﺿﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،أو أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓر دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻟﺣﻣل أﻣﺗﻌﺗﻪ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓوق ﺗذﻛرة اﻟﺳﻔر اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ،أو أن ﯾطﻠب اﻟطﺑﯾب ﻗﯾﻣﺔ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟراﺣﯾﺔ
ﻓوق اﻟﺛﻣن اﻟﻣﻌﻠن ﻟﺗﺄدﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﯾﺟد اﻟزﺑون ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ إﺣراج ﺣﯾث ﯾﺻﻌب
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن اﻟﻌﻘد إﻣﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرات أدﺑﯾﺔ أو واﻗﻌﯾﺔ.
وﻻ ﺷك أن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣﺧﺎدع ﻷن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﺗﺑدو ﻟﻠزﺑون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﯾدﻓﻊ
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف أﻛﺛر ﻣﻣﺎ أﻋﻠن ﻻﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ
أﺳﻠوﺑﺎ ﻟﻠﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر ،ﺣﯾث ﯾظﻬر اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻟﻠﺟﻣﻬور وﻫﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣواﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺣددﻩ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ إﻻ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻔوق اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻪ.1
ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟذﻟك أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 6أﻋﻼﻩ ،أن ﺗﻛون اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ
ﺗﺷﻣل ﻗﯾﻣﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟزﺑون ،أي أن اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن
أو اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ ﺗﺷﻣل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ وﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻬﺎ وﻣﺎ ﯾﻠزم ﻻﻗﺗﻧﺎﺋﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ،وﻣﺎ
ﯾﺗطﻠﺑﻪ أداؤﻫﺎ ﻣن أدوات وﻣواد ﻻزﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﻛرس اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 56-09اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻛﯾﻔﯾﺎت
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ أوﺟﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣول اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ أن ﯾطﻠﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗﺑل إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ
31
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
واﻟﺧدﻣﺎت وﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟواﺟب دﻓﻌﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟدﻓﻊ ،وﻛذا ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء
ﻛل اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت أو اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت أو اﻻﻧﺗﻘﺎﺻﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ واﻟرﺳوم اﻟﻣطﺑﻘﺔ.
ﻛﻣﺎ ﻓرﺿت اﻟﻣﺎدة 6ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﺳﻠﯾم
ﻛﺷف ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻗﺑل إﻧﺟﺎز اﻟﺧدﻣﺎت ﯾوﺿﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﻔﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺎت
واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻣﻛﯾن اﻟزﺑون ﻣن اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ
وﻓق اﻟﺳﻌر أو اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ،دون أن ﯾطﺎﻟﺑﻪ ﺑﺄي إﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻌر ،وﻓﻲ ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟرﺿﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻓﺣوى اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
02/04ﻟﻠزﺑون ،ذﻟك أن إﻋﻼن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﯾﺟﺎب ﻣﺗﻰ ﺻﺎدﻓﻪ ﻗﺑول ﻣطﺎﺑق ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد ،وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 107ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻪ وﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻘﺗﺻر
اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إﻟزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺎ ورد ﻓﯾﻪ ﻓﺣﺳب ﺑل ﯾﺗﻧﺎول أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون
واﻟﻌرف واﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام.1
ﻟذا ﻓﺈن ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻪ ﻣﺿﻣون
ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻋﺗﺑﺎر ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻊ إﻋﻼن ﺳﻌرﻫﺎ ﯾﻌد إﯾﺟﺎﺑﺎ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻪ
اﻟﻌﻘد ﻣﺗﻰ ﺻﺎدﻓﻪ ﻗﺑول ﻣطﺎﺑق ﻣن طرف اﻟﺟﻣﻬور ،وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻟذي ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ،دون أن ﯾﻠزم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄي زﯾﺎدة ﺑداﻋﻲ أن اﻟﺳﻌر أو اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﻻ ﺗواﻓق
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﻼزم ﻻﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ.
وﻗد ﯾﺛور اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻟزﺑون واﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣول ﻣدى اﻋﺗﺑﺎر ﺷﻲء أو أداء ﻣﻌﯾن ﯾدﺧل
ﺿﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ اﻟزﺑون ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟﺳﻌر
اﻟﻣﻌﻠن ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺷﺗرط اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺿﺎﻓﺔ ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻟﯾس ﻛذﻟك .ﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟب اﻟرﺟوع ﻟﻠﻌرف
اﻟﺟﺎري واﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺣﺳب اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ
ذﻟك.
-1ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺣﺎل ﻛﻮﻧﮫ ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻣﻠﺰﻣﺎ طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﯿﻦ 364و 367ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﺘﺴﻠﯿﻢ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻟﻠﺰﺑﻮن ،وذﻟﻚ ﺑﺄن ﯾﻀﻌﮭﺎ ﺗﺤﺖ
ﺗﺼﺮﻓﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﺣﯿﺎزﺗﮭﺎ واﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﮭﺎ دون ﻋﺎﺋﻖ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﯾﺘﻔﻖ وطﺒﯿﻌﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺒﯿﻊ ،واﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﯾﺸﻤﻞ أﺻﻞ اﻟﻤﺒﯿﻊ وﻣﻠﺤﻘﺎﺗﮫ ،واﻟﻤﻠﺤﻘﺎت
ﺗﺸﻤﻞ ﺑﺪورھﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﻜﺘﻤﻞ اﻧﺘﻔﺎع اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﺎﻟﻤﺒﯿﻊ ﻣﻦ دوﻧﮭﺎ.
32
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﺗﻘدم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟذي ﺻﺎر ﯾطﺑﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت وﻣﺎ واﻛﺑﻪ ﻣن ﺗطور
ﻟﻔن اﻟﺗﻌﺎﻗد رﺗب ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋدت اﻟﻬوة ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺻﺎﺣب اﻟﺧﺑرة
واﻻﺣﺗراف وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺑﺳﯾط ،وﻟﺗدارك ﻫذﻩ اﻟﻔﺟوة أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺻرﻩ وﺗﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗ اررﻩ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد.
وﯾﺟد ﻫذا اﻻﻟﺗزام أﺳﺎﺳﻪ ﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 02/04اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﻠزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄﯾﺔ
طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت وﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ،ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج أو
اﻟﺧدﻣﺔ وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس وﻛذا اﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ".
واﻟواﻗﻊ أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 8أﻋﻼﻩ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗﻛرﯾس ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﻧظم ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل
اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش وﻛذا اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 387 -13اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .1ﻏﯾر أن اﻟﻣزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺳب
ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 8أﻋﻼﻩ أﻧﻬﺎ وﺳﻌت ﻣن ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻣﺎرس وﻛذا اﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﯾﻣﺎ اﻗﺗﺻر ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون 03 -09ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣوﺿوع ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك.2
ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻘف اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻧد إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،إﻧﻣﺎ أورد ﻛذﻟك أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺗﺧص ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،ﺣﯾث وﺑﻌد أن ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 4ﻋﻠﻰ
وﺟوب إﻋﻼم اﻟزﺑون )ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ ﻛﺎن أو ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ( ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ،ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻋﻠﻰ وﺟوب أن
ﺗﺗﺿﻣن ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟدﻓﻊ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﺣﺳوم
واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت واﻟﻣﺳﺗرﺟﻌﺎت .ﻋﻠﻰ أن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺗظل أﻛﺑر ﻣن ﺣﺎﺟﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل اﻟﺗرﻛﯾز ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛداﺋن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم.
- 1اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 387 -13اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2013/10/09اﻟﻤﺤﺪد ﻟﻠﺸﺮوط واﻟﻜﯿﻔﯿﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ج ر ع ،58س .2013وﻗﺪ
ﺻﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة 17ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن .03 -09
- 2ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 17ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 03 -09ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺘﺪﺧﻞ أن ﯾﻌﻠﻢ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﺑﻜﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻨﺘﻮج اﻟﺬي ﯾﻀﻌﮫ ﻟﻼﺳﺘﮭﻼك ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻮﺳﻢ ووﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت أو ﺑﺄي وﺳﯿﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ".
33
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻣـﺎﻫﯾﺗﻪ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﺛم ﺗﻧﻔﯾذﻩ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣـﺎﻫﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
درﺳﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺣظﻬﺎ ﻣن اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم إﻻ ﻣﻧذ وﻗت ﻗرﯾب،
ﻟم ﺗﻧل ا
وذﻟك ﻟﺗﻌﺎظم اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗدر ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺻورة ﺟﺎدة وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر
اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗطورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ،
وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺈرادة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟدى إﻗﺑﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد واﻟﺗﻲ ﺗﺟد ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وذﻟك ﻓﻲ ﺿوء ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ واﻟﻣؤﺛرة ﺑﻣﺿﻣون اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،واﻟﻼزم ﺗواﻓرﻫﺎ
ﻟﺻﺣﺔ اﻟرﺿﺎ اﻟﻼزم ﻟﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ اﻹرادة.
وﻓﻲ ﺿوء اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ،اﻋﺗﻧﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث ﺑﺈﯾﺿﺎح
ﻣدﻟوﻟﻪ وﻣﺣدداﺗﻪ ،ذﻟك ﻣﺎ ﻧﺳﺗﻌرﺿﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق ﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون . 02/04
اﻟﻔـرع اﻷول
ﺗﻌرﯾف اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
ﻋرف ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻣﺿﻣوﻧﻪ اﻟﺗزام أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
ﺑﺄن ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻷﺧر ﻋﻧد ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﯾﺟﺎد رﺿﺎ ﺳﻠﯾم ﻛﺎﻣل وﻣﺗﻧور ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﻠم
ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺗﻔﺻﯾﻼت ﻫذا اﻟﻌﻘد ،وذﻟك ﺑﺳﺑب ظروف واﻋﺗﺑﺎ ارت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد أو ﺻﻔﺔ أﺣد
طرﻓﯾﻪ أو طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺣﻠﻪ أو أي اﻋﺗﺑﺎر أﺧر ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ أﺣدﻫﻣﺎ أن ﯾﻠم ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أو
ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻧﺢ ﺛﻘﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠطرف اﻷﺧر ،اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹدﻻء
ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت.1
- 1ﻧﺰﯾﮫ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺎدق اﻟﻤﮭﺪي ،اﻻﻟﺘﺰام ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺒﯿﺎﻧﺎت وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﻌﻘﻮد ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة،1982 ،
ص .15
34
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ آﺧرون ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻧﺑﯾﻪ أو إﻋﻼم طﺎﻟب اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺻورة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ ﻣﺎ
أو ﻋﻧﺻر ﻣﺎ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻟﻣزﻣﻊ إﺑراﻣﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺧذ اﻟﻘرار
اﻟذي ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﺣﺎﺟﺗﻪ وﻫدﻓﻪ ﻣن إﺑرام اﻟﻌﻘد.1
واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺟل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي أﻧﻬﺎ اﺳﺗﺧدﻣت اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﺗﻌددة
اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻟﻸﺧر ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻺﻋﻼم ﻧﺟد ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻹﻓﺿﺎء،
اﻟﺗﺑﺻﯾر ،اﻟﻧﺻﺢ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن ﺑﻌﺿﻬم اﺧﺗﺎر ﻋﺑﺎرات داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺛل اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت .وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺷراح اﻟﻔرﻧﺳﯾون اﻟذﯾن اﺳﺗﺧدﻣوا
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣﺗﻌددة ﻛـ " "Renseignementو " "Informationﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ
2
ﺗﻌرف ﺑﺷﺧص أو ﺷﻲء ﻣﺎ ،و " "Conseilﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻣﯾﯾز ﺑﻌض اﻟﺷراح ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺷدﯾد ﻫذا اﻻﻟﺗزام
وطﺑﯾﻌﺗﻪ )اﯾﺟﺎﺑﻲ أو ﺳﻠﺑﻲ( وﻣﻌﯾﺎرﻩ )ﻣوﺿوﻋﻲ أو ﺷﺧﺻﻲ( وﻏﯾر ذﻟك ﻣن أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ،إﻻ أن
اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﯾرى أن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻣﺗرادﻓﺎت ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ واﻟﺧﻼف ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻟﻐوي أو ﻧظري ﻓﻘط ،ﻻ
ﯾرق ﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن ﺗداﺧل و ﺗراﺑط .وﻣن ﻫﻧﺎ رأى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻫذﻩ
اﻟﻌﺑﺎرات واﻷﻟﻔﺎظ ﻻ ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺟود اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﻌددة إو ﻧﻣﺎ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗزام واﺣد ،ﯾﺳﺗﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ
واﺣدة وﻫﻲ أن ﯾﺗﻌﺎﻗد اﻟﺷﺧص ﻋن ﺑﺻﯾرة ﺗﺟﻌل رﺿﺎﻩ ﺣ ار ﻣﺳﺗﻧﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﻓﺿل ،وﺗﺟﻌل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻗﺎﺋﻣﺎ
3
ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺑﯾن اﻷطراف.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻓﻘﻬﺎءﻫﺎ ﻋﺎﻟﺟوا اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻣن
ﺧﻼل ﺣدﯾﺛﻬم ﻋن اﻟﺗدﻟﯾس ،ﺣﯾث ذﻫب أﻛﺛر اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗدﻟﯾس ﺑﺄﻧﻪ :ﻛﺗﻣﺎن ﻋﯾب اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋن
اﻟﻣﺷﺗري.4
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن ﻫذا اﻟﺗﻌدد اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻗد أﻟﻘﻰ ﺑﺿﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻬذا اﻻﻟﺗزام ،ﻓﺿﻼ
ﻋن ﺗﺑﺎﯾن اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ .ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﺗﺄﺛر ﺑﺄﺻل ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔرﻗﺔ اﻟﻠﻔظﯾﺔ
ﺑﯾن اﻹﻋﻼم واﻹﺧﺑﺎر ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻷول ذو أﺻل ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺛﺎﻧﻲ ذو أﺻل ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وﻣن ﺛم ﯾﻌرف
- 1ﺳﮭﯿﺮ ﻣﻨﺘﺼﺮ ،اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﺒﺼﯿﺮ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1990 ،ص .41
2- Jack Bussy, Droit des affaires, Presses de Science PO et Dalloz, 1998, p. 387.
- 3ﺣﻤﺪي أﺣﻤﺪ ﺳﻌﺪ ،اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻹﻓﻀﺎء ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ اﻟﺨﻄﺮة ﻟﻠﻤﺒﯿﻊ ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻺﺻﺪارات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،1999 ،ص .43
- 4ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻄﺎل اﻟﺮﻛﺒﻲ ،اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻤﺴﺘﻌﺬب ﻓﻲ ﺷﺮح ﻏﺮﯾﺐ اﻟﻤﺬھﺐ ،ج ،1ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﯿﺴﻰ اﻟﺒﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒﻲ ،ب س ن ،ص . 283
35
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻹﻋﻼم ﺑﺄﻧﻪ اﻟواﺟب اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟذي أوﺟدﻩ اﻟﻘﺿﺎء واﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻠﺗزم اﻟطرف اﻷﻛﺛر ﺗﺧﺻﺻﺎ واﻷﻓﺿل
ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺈﺑﻼغ اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد .1ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻌرف اﻹﺧﺑﺎر ﺑﺄﻧﻪ واﺟب ﻓرﺿﻪ
اﻟﻘﺎﻧون ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾواﺟﻬوﻧﻬﺎ ﺑوﺳﺎﺋل ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﺑﯾﺎﻧﺎت إﺧﺑﺎرﯾﺔ أو إﻋﻼﻧﯾﺔ.2
إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ ﺑﻌض اﻟﺷراح ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻛﺎن ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻧﻘد ،ﻣن ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﺗﺄﺻﯾل
ﻟﯾس دﻗﯾﻘﺎ ﺑل اﻟﺗزاﻣﯾن ﻟﻬﻣﺎ ﻧﻔس اﻷﺻل وﻣﺿﻣوﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻣﺎﺛل إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،إذ اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ
إﺑﻼغ اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﻌﻧﺻر ﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺟردة ،ﻓﻲ ﺣﯾن رﻛزت ﺗﻌرﯾﻔﺎت أﺧرى ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﺎت وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺧطرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗﻧﺑﯾﻪ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ واﻟﺗﺣذﯾر ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺧﺎطرﻫﺎ.
وﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻌرﯾف
اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺑﺄﻧﻪ :اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳﺑق اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻘوم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟﻣدﯾن( ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك )اﻟداﺋن( ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس وﻛذا اﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ
ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺧﺻﺎﺋص اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻧﺟد أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﯾﺟد ﻣﺟﺎﻟﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ
ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷوء اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﯾﻼد اﻟرﺿﺎ وﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ،وﻫو اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺟد
ﻣﺟﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻗﺑل أو أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد .3ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻣد وﺟودﻩ ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﺟﺎﻧب اﻟﺻدق واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﻣﺎ ﺗﺷﻣﻠﻪ ﻣن واﺟب اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ وﻋدم اﻟﻐش.
وﺗظﻬر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻣن اﻟﻣدﯾن واﻟداﺋن ﺑﻪ ،وﻛذا
وﻗﺗﻪ وﻣﺣﻠﻪ وﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻪ وطرﯾﻘﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ.
-1ﻧﻌﯿﻢ ﻣﻐﺒﻐﺐ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻷﻋﻤﺎل ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،2000 ،ص.51
-2ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻜﺮي ﺳﺮور ،ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﮭﺎ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﮫ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ اﻟﺨﻄﺮة ،ط ،1دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1983 ،ص .22
-3ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،ط ،2008 ،2ص.189
36
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
أوﻻ -اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :أﺛﺎر اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﺗﺳﺎؤﻻت ﺛﻼث :
اﻷول ﯾدور ﺣول ﺗﺣدﯾد وﻣﻌرﻓﺔ اﻟطرف اﻟذي ﯾﻠزم ﺑﻪ ﻣن ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣزﻣﻊ إﺑراﻣﻪ ،ﻫل ﻫو
طرف ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات ﻣن ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﺣﺗل داﺋﻣﺎ وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾن ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
اﻟطرف اﻷﺧر ،أم أن ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻣرﻛز ﻣوﺿوﻋﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﺻور ﻋﻠﻰ طرف
ﻣﺣدد ﺑذاﺗﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﯾﺣﺗﻠﻪ وﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟطرف اﻷﻛﺛر ﺧﺑرة ودراﯾﺔ ﺑﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،واﻟذي ﯾﺣوز ﺑﺣﻛم
ﺧﺑرﺗﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ أﯾﺎ ﻛﺎن ﻣرﻛزﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
أﻣﺎ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺷﻐل طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ ﻣرﻛز اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻓﻲ وﻗت واﺣد ،ﻓﯾﻠﺗزم ﺑﻪ ﻛل طرف ﺗﺟﺎﻩ اﻵﺧر ﺑﺷﺄن ﻣﺎ ﯾﺣوزﻩ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺟوﻫرﯾﺔ
ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣزﻣﻊ إﺑراﻣﻪ ؟
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺻور اﻟﺗزام اﻟﻐﯾر اﻟذي ﻟﯾس طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ
ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ 1؟
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳﺎؤل اﻷول ،ﯾذﻫب رأي ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻠزم أن ﯾﻘﻊ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
اﻟﻌﻘدي ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرف ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟذات ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ داﺋﻣﺎ
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﺗري ،ﻓﻘد ﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﺣﯾث ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑوﺻﻔﻪ اﻷﻛﺛر دراﯾﺔ
وﺧﺑرة ،ﻓﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋق اﻟطرف اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﻬﻧﻲ أو اﻟﻣﺣﺗرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺣﺎﺋز
ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ ،وذﻟك أﯾﺎ ﻛﺎن ﻣرﻛزﻩ أو ﺻﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،أي ﺳواء أﻛﺎن
ﻫو اﻟﻣﺗﺻرف أو اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﻪ.2
واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻫذا اﻟرأي ﻓﻠﯾس ﺛﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻓرض ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣزﻣﻊ
إﺑراﻣﻪ ،ﻓﯾﺣﺗل اﻟواﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣرﻛزي اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟطرف اﻵﺧر ،ﻣﺎدام ﻛل
طرف ﯾﺣوز ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺟوﻫرﯾﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷداء اﻟذي ﺳﯾﻘدﻣﻪ ﯾﺟﻬﻠﻬﺎ اﻟطرف اﻷﺧر ،ﻓﯾطﺎﻟب ﻛل طرف
ﺑﺑذل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ اﻵﺧر ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﯾر ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ داﺋﻧﺎ وﻣدﯾﻧﺎ ﺑﺎﻹﻋﻼم .وﻫذا اﻟﻔرض ﯾﻣﻛن
-1ﺧﺎﻟﺪ ﺟﻤﺎل أﺣﻤﺪ ،اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،2003 ،ص .354
2
- V. MALINVAUD, De l'erreur sur la substance, Dalloz, 1972, p. 215.
37
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﺻورﻩ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺳﺗﻌﻼم ﺑوﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺣل اﻟﻌﻘد.1
أﻣﺎ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻷﺧﯾر ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ ﻧﺻوص اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرﯾف أن
"اﻟﺑﯾّﻌﺎن ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔرﻗﺎ ﻓﺈن ﺻدﻗﺎ وﺑﯾﻧﺎ ﺑورك ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﻌﻬﻣﺎ إو ن ﻛذﺑﺎ وﻛﺗﻣﺎ ﻣﺣﻘت ﺑرﻛت ﺑﯾﻌﻬﻣﺎ"،
وﻟم ﺗﻘﺻر اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻧطﺎق ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻘط ،ﺑل أوﺟﺑﺗﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل ﺷﺧص ﻣن
اﻟﻐﯾر ﺣﺎز ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺗﻬم طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد أو أﺣدﻫﻣﺎ ،وﻋﻠم ﺑﺣﺎﺟﺗﻬﻣﺎ أو ﺣﺎﺟﺔ أﺣدﻫﻣﺎ إﻟﯾﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻣﻼ ﺑﻘوﻟﻪ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم "ﻻ ﯾﺣل ﻷﺣد أن ﯾﺑﯾﻊ ﺷﯾﺋﺎ إﻻ ﺑﯾّن ﻣﺎ ﻓﯾﻪ وﻻ ﯾﺣل ﻷﺣد ﯾﻌﻠم ذﻟك إﻻ ﺑﯾﻧﻪ" ،ﻓﻬذا
اﻟﺣدﯾث ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻣن ﯾﺑﯾﻊ ﻓﻘط ،ﺑل
وﯾﻠﺗزم ﺑﻪ أﯾﺿﺎ ﻛل أﺣد ﯾﻌﻠم ﺑﻬذا اﻟﺑﯾﻊ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟداﺋن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي اﻟﺗزام
ﻗﺻد ﺑﻪ اﻟﺣد ﻣن اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺟواﻧب اﻟﻌﻘد
وﻣﺷﺗﻣﻼﺗﻪ ،ﻓﺎﻟداﺋن ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام ﻫو ﻋﺎدة ﺷﺧص ﺑﺳﯾط ﺳﺎذج ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺧﺑرة واﻟدراﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﯾن ﻟﻠﻌﻠم واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻋﻘود ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻔﺗﻘر
إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻼم ﻋن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،أو ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ أﺳﺑﺎب وﻣﺑررات ﺷﺧﺻﯾﺔ أو
ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺳوغ ﻟﻪ ﻋدم اﻻﺿطﻼع ﺑواﺟب اﻟﺗﺣري واﻻﺳﺗﻌﻼم.
وﺑ ــﺎﻟرﺟوع إﻟ ــﻰ اﻟﻣ ــﺎدة 8ﻣ ــن اﻟﻘ ــﺎﻧون 02 -04ﻧﺟ ــدﻫﺎ ﻋﺑ ــرت ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــدﯾن ﺑ ــﺎﻹﻟﺗزام ﺑ ــﺎﻹﻋﻼم ﺑ ـ ـ
"اﻟﺑــﺎﺋﻊ" ،واﻟﻣﻘﺻــود ﺑﺎﻟﺑــﺎﺋﻊ ﻫﻧــﺎ اﻟﻌــون اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﺣــﺎل ﻛوﻧــﻪ ﺑﺎﺋﻌــﺎ ﻟﺳــﻠﻊ أو ﺧــدﻣﺎت ،وذﻟــك اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن
اﻟﻧطﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﺧص ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻋﻼﻗـﺔ
ﻫؤﻻء واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .2ﻛﻣﺎ أن ﻫـذا اﻟﺗﻔﺳـﯾر ﯾﺗﻣﺎﺷـﻰ ﻣـﻊ ﻛـون اﻟﻌـون اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻫـو ﺷـﺧص ﻣﻬﻧـﻲ ﯾﻔﺗـرض
ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺎﻟﺳـﻠﻊ أو اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺳ ّـوﻗﻬﺎ ﻣـن ﺣﯾـث ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬـﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻـﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾـﺔ اﺳـﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ واﻷﺧطـﺎر اﻟﺗـﻲ
ﺗﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو اﻟﻣﻧﺗﺞ ذاﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻫـو اﻟـذي ﯾﺣـدد
ﺑﻧــود اﻟﻌﻘــد وﺷــروطﻪ وﯾﻧﺣﺻــر دور اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك ﻋﻠــﻰ اﻟﺗوﻗﯾــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــد ﺑﺷــﻛل آﻟــﻲ ،ﻛــل ذﻟــك ﯾﺑــرر أﺛﻘــﺎل
ﻛﺎﻫﻠﻪ ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام.
38
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺎﻟﺛﺎ -وﻗت اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :ﯾذﻫب ﺟﺎﻧب ﻣن ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻘول
ﺑﺎن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻫو اﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﻌﻘد ،و ﯾﺗﻌﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﺑراﻣﻪ ،وﻣن
ﺛم ﻓﻬو اﻟﺗزام ﻗﺑل ﺗﻌﺎﻗدي .1وﯾﺳﺗﻧد ﻫؤﻻء ﻟﺗدﻋﯾم وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم ﻟﻸﺳﺎﻧﯾد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:2
-1ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺻﺎﻧﻊ وﻫو أول اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑﻬذا اﻹﻟﺗزام اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ﻗﺑل طرح اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،ﺣﺗﻰ ﯾﺑﺻر اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﻬم.
-2اﻟﻌﻠم ﺑﻣﺧﺎطر اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟرﺿﺎ اﻟﻣﺷﺗري ووﺳﯾﻠﺔ
ﻹﯾﺟﺎد رﺿﺎ ﺣر وﺳﻠﯾم ﻟدﯾﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻬذا اﻻﻟﺗزام.
-3أﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻘﺎﻧون ﻫو اﻟذي ﯾﻔرض ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻣﻧﺗﺞ أو ﺑﺎﺋﻊ اﻷداوت واﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﯾدﻟﻲ اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺿﻊ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ ﻛﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻵﺛﺎر
اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ وﻣدة اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ.
-4ﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻋﻠﻰ اﻹﻓﺿﺎء ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﺧداﻣﻪ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ ،ﺑل ﻗد ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر ﺗدﺧل اﻟﻣدﯾن ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﺷﺗري ﻧﺣو اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻲء
اﻷﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎﺗﻪ إو ﺷﺑﺎﻋﺎ ﻟرﻏﺑﺎﺗﻪ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﻘد اﺳﺗﺧدﻣت ﻋﺑﺎرة " ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ " ،إو ن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟﻌﺑﺎرة ﺗﺑدو ﻏﺎﻣﺿﺔ ،ﻓﻬل ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻗﺑل ﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ،أو ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ؟ وﻣﻊ ذﻟك إذا ﻣﺎ اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﯾﻬدف أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ إرادة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗﺑﺻﯾرﻩ
ﻓﺈن وﻗت ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول اﻟﻠذان ﯾﻧﺑرم ﺑﻬﻣﺎ اﻟﻌﻘد .ﻟذا ﻛﺎن
ﯾﺳﺗﺣﺳن ﻟو اﺳﺗﺧدﻣت اﻟﻣﺎدة 8أﻋﻼﻩ ﻋﺑﺎرة أﻛﺛر دﻗﺔ ﻛـ " ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد " أو " ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد" ،وﻫﻲ
اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻧد ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻻﻟﺗزام.
راﺑﻌﺎ -ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :ﯾﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم إﻟﻰ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء وأﺧرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑظروف اﺳﺗﺧداﻣﻪ:3
1
- Y. BOYER, l'obligation de renseignement dans la formation du contrat , thèse, Univ. Aix en Provence, 1978,
p. 282.
-2ﺣﻤﺪي أﺣﻤﺪ ﺳﻌﺪ ،م س ،ص .137
-3ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،م س ،ص .229
39
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-1اﻹﻋﻼم ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء :إن ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺈﺣﺎطﺔ اﻟداﺋن ﺑﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﻪ إﻋﻼﻣﻪ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺷﻲء
ﻣن أﻋﺑﺎء وﺗﻛﺎﻟﯾف ،أي ﻣدى ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺑﺄﯾﺔ ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ أو ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺣول دون اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻣﺣل
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﺄﻣول .وﻗد ذﻫب ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ 1إﻟﻰ أن اﻹﻋﻼم ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء ﯾﻘﺻد
ﺑﻪ اﻟﻌﻠم اﻟﻔﻌﻠﻲ اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺣدود اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻣون
اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
-2اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء :ﺗﻣﺛل اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺣﯾث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﺗطﺎﺑق ﻣﻊ رﻏﺑﺗﻪ ﻣن أوﺻﺎف
ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺧص اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،ﻟذﻟك وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺷﻲء ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻹدﻻء ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص واﻷوﺻﺎف اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻣﻛن اﻟداﺋن ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام ﻣن اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎ اﻟﻌﻘد وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ
وﻣدى ﺟدواﻩ وﻣﻼءﻣﺗﻪ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻬدف إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن وراء اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻟﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
ﻗ اررﻩ ﺑﺎﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻋدﻣﻪ.2
-3اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﺷﻲء :ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام
اﻟﺷﻲء أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﺻﺎﺣب إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت،
ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﯾﺟﻬل اﻟطرق اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺧدام اﻟذي ﯾﺣﻘق ﻟﻪ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ﻣن اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد،
وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻣﺑﺗﻛ ار أو ﺣدﯾث اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﺣﯾث ﯾﺗﺣﻘق ﺣﯾﻧﺋذ ﻣﻧﺎط ﻗﯾﺎم اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي وﻫو ﺟﻬل اﻟداﺋن ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣؤﺛرة ﻓﻲ إرادﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺟﻬﻠﻪ ﻫذا
ﻣﺷروﻋﺎ ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻬﺎ .3ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺧطورة ﻣﺎ ،ﻟذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم إﺣﺎطﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣﺻﺎدر ﻫذﻩ اﻟﺧطورة وأﺑﻌﺎدﻫﺎ وطرق ﺗﻼﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻼ ﻋﻠﻰ
ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ .4ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك -وﻫو
اﻷﻣر اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ -أن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﺷﻲء ﻗد ﺗﻣﺛل ﺑﻌدا ﻣؤﺛ ار ﻓﻲ رﺿﺎ اﻟﻣﻘﺑل ﻋﻠﻰ
40
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻧظ ار ﻷن اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺧطرة ﻟﻠﺷﻲء إن وﺟدت ﯾﻌد ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟواﺟب اﻹﻋﻼم ﺑﻬﺎ
ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻧﺟد أن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي وﻓق
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﺟواﻧب ،ﻫﻲ ﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ،وﻛذا ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻣﺎرس ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ .وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر
ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻻﺣﻘﺎ.
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :ﯾﺗﻣﺛل ﻣﺿﻣون ﻫدا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ،ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗوج ﺧط ار ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾدﻟﻲ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﺗوج ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎﻣن اﻟﺧطر ﻓﯾﻪ
وﺗﺣذﯾر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﻬﺎ.
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة 8رﻛزت ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج وﺗﺟﺎﻫﻠت طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻬﺎ أﺛر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ،ﻓﺎﻟطﺑﯾب ﻣﺛﻼ ﯾﺗﻐﯾر ﻣدى اﻟﺗزاﻣﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺧطورة
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟراﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻬﺎ .ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة ﺿﺑطت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺎﻟﺻدق واﻟﻧزاﻫﺔ وﻫو
أﻣر ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ واﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟداﺋن ﻻﻟﺗزاﻣﻪ ﻣرﻫون ﺑﺗﻘدﯾم
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺻدق واﻟﻧزاﻫﺔ إو ﻻ ﻋد ﻣﺧﻼ ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم.
ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻔﻘﻪ ﻣﺧﺗﻠف ﺣول ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺧﺗﻼﻓﻪ ﺑﺷﺄن
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺑﯾﺎن ،ﻓﺑﻌﺿﻬم ﯾرى أن دور اﻟﻣدﯾن ﻫو دور ﺳﻠﺑﻲ و ﻣوﺿوﻋﻲ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻟداﺋن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﺟواﻧب اﻟﻌﻘد وﯾﻧﯾر رﺿﺎﻩ ،ﻓﻲ
ﺣﯾن ﯾرى آﺧرون أن دور اﻟداﺋن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﯾﺗﻌدى ذﻟك ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻪ دور إﯾﺟﺎﺑﻲ
وﺷﺧﺻﻲ ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻘدم اﻟﻧﺻﺢ واﻟﺗﺣذﯾر ﻟﻠداﺋن ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب وظروف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣرة.1
ﺳﺎدﺳﺎ -طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
اﻟﻌﻘدي ﺑﯾن ﻗﺎﺋل ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ وﻗﺎﺋل ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ:
41
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-1اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ :ﯾذﻫب اﻟرأي اﻟﺳﺎﺋد ﻟدى اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻫو اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،1وﯾﺳﺗﺷﻬد أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟرأي ﻟﺗدﻋﯾم
وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت وﻣﺧﺎطر اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ ﯾﺗواﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﺷراح
ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻻﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،و ﻫﻲ أن ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزام اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻣؤﻛدة اﻟوﻗوع،
وأن ﯾﻛون ﻟﻠداﺋن دور ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أو ﻣﻧﻌﻬﺎ.2
ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺑﺗﻐﺎة ﻣن اﻻﻟﺗزام ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن اﻓﺗراض أن ﻧﯾﺔ اﻟطرﻓﯾن
ﻗد اﺗﺟﻬت إﻟﻰ ﻋدم ﺿﻣﺎن اﻟﻣدﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،إﻻ أن اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﺄﺑﻰ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣدﯾن ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻ
ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﻛﺗﻧﻔﻬﺎ ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت .3وﻣن ﺛم ﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا
اﻟرأي أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﯾﺳﺗﺟﻣﻊ اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﯾﻬدﻓﺎن ﻣن وراء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ أو اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻹدﻻء ﺑﻬﺎ ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ إﻟﻰ ﺗﺟﻧﯾب اﻟداﺋن
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻲء ﻟﻠﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ وﺿﻣﺎن إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻣﻧﻪ دون ﺿﻣﺎن اﻟوﺻول ﻟﻬذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.
-2اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ :ذﻫب ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم إﻟﺗزام
ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ وﻟﯾس ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،واﺳﺗﻧدوا ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :4
-اﻟﻘول ﺑﺄن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻓﺿﺎء اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﻐﺎﯾرة ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺗﻠك اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺣراﺳﺔ
اﻷﺷﯾﺎء ﻏﯾر اﻟﺣﯾﺔ .ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﺷﺄ ﺑﻣﺟرد إﺛﺑﺎت أن اﻟﺿرر ﻗد ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗدﺧل
اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﺷﻲء ،إو ذا ﻣﺎ أﻗﯾم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن دﻓﻊ ﻫذﻩ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إﻻ ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب اﻷﺟﻧﺑﻲ .أﻣﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻣﺛﻼ
ﻓﺈن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض إﻻ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺧطﺄ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻟﯾﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﻓﻲ وﺿﻊ أﺳوأ ﻣﻣﺎ
ﻟو أﺗﯾﺣت ﻟﻪ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠرﺟوع ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻓﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﺣراﺳﺔ.5
42
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗري وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ
اﻟﻣﻬﻧﻲ ذو اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﺈن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺗﺗرﺗب ﺑﻣﺟرد ﺛﺑوت ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻻ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إﻻ إذا أﻗﺎم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺳﺑب اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﺣﺎل دون ﺗﺣﻘق
اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.1
-اﻟﻘول ﺑﺄن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﻘدي ﻫو اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣزاﯾﺎ ﻋدﯾدة ،ﻣﻧﻬﺎ
ﺗوﺣﯾد اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻷﺿرار ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن وﺟود ﻋﯾب ﻓﯾﻬﺎ أو ﻗﺻور ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﻣﺧﺎطرﻫﺎ.
-اﻋﺗﺑﺎر اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ أﻛﺛر ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻌداﻟﺔ ،ﻷﻧﻪ ﯾراﻋﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷﺗري ﺑل
ﯾﺟﻌل ﻛﻔﺗﻪ ﻫﻲ اﻟراﺟﺣﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ.
وﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺟزم ﺑﺄن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ﻫو اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ أو ﺗﺣﻘﯾق
ﻧﺗﯾﺟﺔ ،إو ن ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻗﻬﺎ اﻟﻔرﯾق اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺗﺑدو اﻷﻗوى .ذﻟك أﻧﻪ إذا
أﺧدﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدى ﻣﺎ ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻟﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ،ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻪ ﻻ
ﯾﻣﻛن اﻟﺟزم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻛوﺟوب إﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ
ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﯾن ﻟﻘﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ .وﻛذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘطﻊ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟدﻗﯾق ،أي اﻟﺗزام
اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑدون ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﺎﻻت ،2إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ
اﻟﺗزام أﻗوى ﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻫﻧﺎك أﻣور ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،وأﻗل ﻣن اﻻﻟﺗزام
ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﺣﯾث ﻫﻧﺎك أﻣو ار ﻻ ﺗدﺧل ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟﻣدﯾن ﺑل ﯾﺗرك اﻷﻣر ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠداﺋن .ﻣن ﻫﻧﺎ رأى
ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺧﻔف ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.3
ﺳﺎﺑﻌﺎ -طرﯾﻘﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي :ﻟم ﺗﺣدد اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04طرﯾﻘﺔ ﻣﺣددة
ﯾﻧﻔذ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﺣﯾث اﻛﺗﻔت ﺑﻌﺑﺎرة "ﺑﺄﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت" ،وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن اﻟﻣدﯾن ﯾﻣﻛﻧﻪ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺷﻔوﯾﺎ أو ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻧﺷرﯾﺎت أو ﺑﺄي طرﯾق أﺧرى ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐرض .ﻟﻛن
ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺣدد اﻟﻣﺷرع وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻓﯾﺟب اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻐﻧﻲ
ﻋﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى.
43
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﻋن طرﯾق اﻟوﺳم ،واﻟوﺳم ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 2009/02/25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ﯾﺷﻣل " ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت أو اﻹﺷﺎرات
أو اﻟﻌﻼﻣﺎت أو اﻟﻣﻣﯾزات أو اﻟﺻور أو اﻟﺗﻣﺎﺛﯾل أو اﻟرﻣوز اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ ،ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ ﻛل ﻏﻼف أو
وﺛﯾﻘﺔ أو ﻻﻓﺗﺔ أو ﺳﻣﺔ أو ﻣﻠﺻﻘﺔ أو ﺑطﺎﻗﺔ أو ﺧﺗم أو ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻣرﻓﻘﺔ أو داﻟﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
ﺷﻛﻠﻬﺎ أو ﺳﻧدﻫﺎ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طرﯾﻘﺔ وﺿﻌﻬﺎ ".
ووﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼم ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣل اﻹﻋﻼم وﻛذا طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج أو
اﻟﺧدﻣﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗوج ﺧطﯾ ار ﻓﺈن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺧﺎطرﻩ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻔﺗرة ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﯾﺟب أن ﺗﻛون واﺿﺣﺔ وﻣﺗﻣﯾزة وﻟﺻﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد
اﻹﻋﻼم اﻟﺷﻔوي ﺑﻬﺎ أو طﺑﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗوج ،وذﻟك ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
وﺿرورة اﻟﺗذﻛﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﻬﺎ.
ﻫذا وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻗد ﺗﺗﺿﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗُﻌﻠَن ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن
اﻹﺷﻬﺎر وﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 102-04ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﻋﻼن ﻣوﺟﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑوﺟﻪ
ﻋﺎم ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم وﻓق ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺧص اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺗﻘدم
ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد .ﻛﻣﺎ أن اﻹﺷﻬﺎر ﯾﻬدف أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،و ذﻟك ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﻣﯾزات اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺣل اﻹﺷﻬﺎر واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن ﻣﺣﺎﺳﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻏض
اﻟطرف ﻋن ﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗزوﯾد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺻﺎدﻗﺔ
واﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺻرﻩ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ وﻣﺣﻠﻪ دون ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أو ﺗﺣرﯾض أو إﻏراء ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ
اﻹﻓﺿﺎء ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ و ﻛذا اﻟﺟواﻧب اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ إن وﺟدت.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋــﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘـــدي
ﻣن ﻣوﺟﺑﺎت ﺗﻘرﯾر اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﻗﯾﺎم أﺣد اﻟطرﻓﯾن اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت
وﺑﯾﺎﻧﺎت ﺣول ﻣﺿﻣون وﺗﻔﺻﯾﻼت اﻟﻌﻘد اﻟﻣزﻣﻊ إﺑراﻣﻪ إﻟﻰ اﻟطرف اﻵﺧر ،ﻟﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ وﻫو
ﺑﺻدد ﺗﻘرﯾر أﻣر ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد .وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق و ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزم إﻣداد اﻟداﺋن
-1اﻹﺷﮭﺎر ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﺎدة 3ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ھﻮ " ﻛﻞ إﻋﻼن ﯾﮭﺪف ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﺗﺮوﯾﺞ ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻠﻊ أو اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن
اﻟﻤﻜﺎن أو وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ".
44
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﻬﺎ ،وﻛذﻟك اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﯾﻛون ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻗد ﺗم اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن أﻫﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺗﻌﺎﻗد ﻵﺧر.1
وﻫﻧﺎ ﯾﺛور اﻟﺗﺳﺎؤل ،ﻫل ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺻف ﺧﺎص أو طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أم أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺣددة
اﻟوﺻف؟
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﺣددت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي ،وﻫﻲ اﻟﻣﻣﯾزات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج )اﻟﻔرع اﻷول( وﻛذا ﺷروط اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻣﺎرس واﻟﺣدود
اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻹﻋﻼم ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ
ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
اﻟﻔرع اﻷول
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺧﺑر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت وﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج.
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟم ﺗﺣدد ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ إﻧﻣﺎ أﻧﺎطﺗﻬﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ .وﻣﻊ ذﻟك
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟرﺟوع ﻟﻠﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣوﺿوع
اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج .ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻣﺗدﺧل أن ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج اﻟذي ﯾﺿﻌﻪ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﺑواﺳطﺔ اﻟوﺳم ووﺿﻊ
اﻟﻌﻼﻣﺎت أو ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ".
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺻدر اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 378 -13اﻟذي ﺣدد اﻟﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .2ﺣﯾث أورد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﺗﻲ ﯾﺟب إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﻬﺎ ،ﻣﻣﯾ از ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﯾن اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ )أوﻻ( وﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ( وﻛذا اﻟﺧدﻣﺎت )ﺛﺎﻟﺛﺎ(.
أوﻻ -اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺎدة اﻟﻐذاﺋﯾﺔ " ﻛل ﻣﺎدة ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ﺟزﺋﯾﺎ أو ﺧﺎم ،ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن أو اﻟﺣﯾوان ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺷروﺑﺎت وﻋﻠك اﻟﻣﺿﻎ ،وﻛل اﻟﻣواد
45
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻊ اﻷﻏذﯾﺔ وﺗﺣﺿﯾرﻫﺎ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺷﻛل أدوﯾﺔ أو
ﻣواد اﻟﺗﺟﻣﯾل أو ﻣواد اﻟﺗﺑﻎ".1
وﻟﻘد ﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 387 -13ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣون وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺑﺄة ﻣﺳﺑﻘﺎ أم ﻻ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك أو ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت.2
ﺣﯾث أوردت اﻟﻣﺎدة 12اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻟﻠوﺳم ،3اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
46
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-اﻟﻣﻛوﻧﺎت واﻟﻣواد اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 378 -13وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب
ﺣﺳﺎﺳﯾﺎت أو ﺣﺳﺎﺳﯾﺎت ﻣﻔرطﺔ واﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﺻﻧﻊ أو ﺗﺣظﯾر اﻟﻣﺎدة اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﻣﺎزاﻟت ﻣوﺟودة ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ وﻟو ﺑﺷﻛل ﻣﻐﺎﯾر؛
-اﻟوﺳم اﻟﻐذاﺋﻲ1؛
-ﺑﯾﺎن "ﻧﺳﺑﺔ ﺣﺟم اﻟﻛﺣول اﻟﻣﻛﺗﺳب" ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷروﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﻣن % 1.2
ﻣن اﻟﻛﺣول ﺣﺳب اﻟﺣﺟم؛
-إﺷﺎرة إﻟﻰ رﻣز إﺷﻌﺎع اﻷﻏذﯾﺔ اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 378-13
ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺑﯾﺎن "ﻣؤﯾن أو ﻣﺷﻊ" ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺎدة اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﺎﻻﺷﻌﺔ اﻷﯾوﻧﯾﺔ ،وﯾﺟب أن ﯾﺑﯾن
ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن إﺳم اﻟﻐذاء.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻗد ﺗﺗطﻠب ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت
إﺿﺎﻓﯾﺔ ،3وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗد ﯾُﻛﺗﻔﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﺑﻌض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣﻌﯾﻧﺔ.4
وﺑذﻟك ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع أوﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣول اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ،ﻧظ ار ﻻﺗﺻﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺣﺳﺎس ﺑﺻﺣﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ :ﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
رﻗم 387-13ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣون وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،5اﻟﻣوﺟﻬﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎص و/أو اﻟﻣﻧزﻟﻲ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت أداة أو وﺳﯾﻠﺔ أو ﺟﻬﺎز أو آﻟﺔ أو ﻣﺎدة .6ﺣﯾث
أوﺟﺑت اﻟﻣﺎدة 38أن ﯾﺷﻣل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
- 1طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 3ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 378 -13ﻓﺈن اﻟﻮﺳﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ھﻮ "وﺻﻒ ﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻐﺬﯾﺔ ﻟﻤﺎدة ﻏﺬاﺋﯿﺔ ﻗﺼﺪ إﻋﻼم اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ" .وﻗﺪ ﻧﺼﺖ
اﻟﻤﺎدة 14ف 1ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺳﻮم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﺠﺐ أن ﯾﻘﺪم اﻟﻮﺳﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻀﻤﻮن اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻐﺬﯾﺔ ﻟﻠﻤﺎدة اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ".
- 2وﻗﺪ ﺻﺪر ﻗﺮار وزاري ﻣﺸﺘﺮك ﻣﺆرخ ﻓﻲ 17ﻣﺎرس 2014ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻘﻨﻲ اﻟﺬي ﯾﺤﺪد اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ
"ﺣﻼل" )ج ر.(2014/15 :
- 3ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة 13ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 378 -13ﺑﺸﺄن اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ اﻟﻤﺤﻼة.
- 4أﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻤﺎدة 16ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .378 -13
- 5إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﮫ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 378 -13وإﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎت ﻣﻦ إﻋﻼم ﺧﺎص ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 50ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻋﻠﻰ
ﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮاد ﻏﯿﺮ اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ ،ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ،ﺑﻘﺮارات ﻣﻦ اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻗﻤﻊ اﻟﻐﺶ و/أو
ﺑﺎﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻊ اﻟﻮزﯾﺮ أو اﻟﻮزراء اﻟﻤﻌﻨﯿﯿﻦ.
- 6أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 37ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم .378 -13
47
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 39ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺣﺗوي وﺳم اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﺑﻣوﺟب
اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻠرﺧﺻﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣراﺟﻊ اﻟرﺧﺻﺔ.
ﻫذا وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣن اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 37أﻋﻼﻩ ،ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 41ﻣن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 378 -13ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺣﺗوي اﻹﻋﻼم ﺣول اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻣﺗﺧذة ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣذﯾرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺧطﺎر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ،ﺛم ﺗﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 48وﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺧطﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ واﻷﻣن اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺗوج .ﻛل ذﻟك ﯾﻌﻛس اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﺧﺎص
اﻟذي ﯾوﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻣن اﻟﻣﻧﺗوج واﻟﺗﺣذﯾر ﻣن أﺧطﺎرﻩ.
- 1ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺘﺴﻤﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﻮج :إﺳﻢ ﯾﺼﻒ اﻟﻤﻨﺘﻮج وﻋﻨﺪ اﻟﻀﺮورة اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ،وﯾﻜﻮن واﺿﺤﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﻜﻔﻲ ﻟﺘﻤﻜﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺘﮫ
اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ وﺗﻤﯿﯿﺰه ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺸﻜﻞ إﻟﺘﺒﺎﺳﺎ ﻣﻌﮫ )اﻟﻤﺎدة 3ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .(378 -13وﯾﺠﺐ أن ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﺴﻤﯿﺔ اﻟﺒﯿﻊ
ﻟﻤﻨﺘﻮج ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ أو ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺼﻨﻊ أو اﻟﺘﺴﻤﯿﺔ اﻟﺨﯿﺎﻟﯿﺔ ،وﯾﺠﺐ أن ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻨﺘﻮج ﺑﺪﻗﺔ )اﻟﻤﺎدة 40ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
اﻟﻤﺮﺳﻮم(.
- 2وﯾﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﻮج طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻤﺘﺮي اﻟﺪوﻟﻲ :ﺑﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺤﺠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ ،وﻣﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﻮزن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت
اﻟﺼﻠﺒﺔ أو اﻟﻌﺠﯿﻨﯿﺔ ،وﻋﺪد اﻟﻮﺣﺪات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﻮﺟﺎت اﻟﻤﺒﯿﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﻌﺔ ،وﻛﻞ ﻗﯿﺎس آﺧﺮ ﺧﺎص )اﻟﻤﺎدة 43ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .(378 -13
- 3أﻧﻈﺮ ﺑﺸﺄن ﻛﯿﻔﯿﺔ وﺷﺮوط ﺑﯿﺎن اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ اﻟﻤﻮاد 20و 21و 22ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .378-13
48
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻟﻘد ذﻫب اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرن إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋص ﯾﺟب أن ﯾﺳﺗﺟﻣﻌﻬﺎ اﻟﺗﺣذﯾر ﺣﺗﻰ ﯾؤدي
وظﺎﻫر
ا دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺑﺻﯾر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣﺧﺎطر اﻟﻣﻧﺗوج وﺳﺑل ﺗﺟﻧﺑﻬﺎ ،وﻫﻲ أن ﯾﻛون ﺗﺣذﯾ ار واﻓﯾﺎ وﻣﻔﻬوﻣﺎ
وﻟﺻﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،1وﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺟﻣل ﻣﺎ أوردﻩ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت :ﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم -13
387ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣون وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣﻘﺎﺑل أو ﻣﺟﺎﻧﺎ.2
ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺗزوﯾد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑواﺳطﺔ اﻻﺷﻬﺎر أو اﻹﻋﻼن أو أي طرﯾﻘﺔ أﺧرى
ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ و اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘدﯾم
اﻟﺧدﻣﺔ.3
-2ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد ،أو ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻧد ﻋدم وﺟود ﻋﻘد ﻣﻛﺗوب،
إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ.4
-3ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ أن ﯾﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺻﻔﺔ واﺿﺣﺔ ودون ﻟﺑس اﻹﺳم
أو ﻋﻧوان اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﻌﻧوان واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ،وﻛذا اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد.5
د -ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺔ،
ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: 6
-إﺳم ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ وﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻋﻧواﻧﻪ ،إو ذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﻧوان ﺷرﻛﺗﻪ
وﻣﻘرﻫﺎ ،وﻋﻧوان اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﺧدﻣﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺷﺧﺻﺎ آﺧ ار.
-رﻗم اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري أو ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف.
-رﻗم وﺗﺎرﯾﺦ اﻟرﺧﺻﺔ إو ﺳم وﻋﻧوان اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻠﻣﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ.
-ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺗرﻛﯾب.
-ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟدﻓﻊ.
1
- Voir: J.-F. Overstake, La résponsabilité du fabricant des prodouits dangereux, RTD civ., 1972, p. 492 et s.
أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 51ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي . 378-13 -
2
49
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﻬﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 03 -09وﻧﺻﻪ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗم 378-13اﻟﻣذﻛور
أﻋﻼﻩ .وﻫﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﺣول ﺟدوى إﻟزام اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج ﻓﻲ وﻗت ﻓرض اﻟﻘﺎﻧون 03 -09ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗدﺧل ﻧﻔس اﻹﻟﺗزام ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﺻﻔﺔ
"اﻟﻣﺗدﺧل" اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗ ازم ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون 03-09ﺗﺷﻣل "اﻟﺑﺎﺋﻊ" اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04؟
ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻧﺎ أن اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 8أﻋﻼﻩ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻛرﯾس ﻟﻺﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻣﻧﺗوج ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ،وﻫو ﺗﻛرﯾس ﯾﺗﺣﻣﻠﻪ ﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺗوج دون ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن ﻓﻲ ﻋرﺿﻪ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ،ﯾﺑررﻩ ﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻫو اﻟﻣﺗدﺧل اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣوﺟب
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،وﻣن ﺛم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻬﻣﺔ ﺿﻣﺎن وﺻول اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
اﻟ ُﻣﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد رﻏم ﻛوﻧﻬﺎ ﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗوج ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺳم ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟوﺳم ﻟوﺣدﻩ ﻗد ﻻ ﯾﻛﻔﻲ
ﻟﺗﺣﻘق اﻹﻋﻼم ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻋدﯾدة ﻛﻌدم ﻗدرة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ إد ارك ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ،وﻣن ﺛم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺷرح أﻫم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت )ﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج( إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ذﻟك ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت وﻟو ﺷﻔﺎﻫﺔ
وﻫو اﻟﻐﺎﻟب .ﻓﻣﺛﻼ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾدﻟﻲ أن ﯾﺷرح ﻟﻣﺷﺗري اﻟدواء ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ وأوﻗﺎت ﺗﻧﺎوﻟﻪ واﻵﺛﺎر
اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ رﻏم ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ وﻋﺎء اﻟدواء أو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻪ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم وﻓﻲ ظل ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04ﻓﺈن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻛﺎﻣل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﻣدى وﻓﺎء اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺗ ازﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم ،وذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗوج أو
اﻟﺧدﻣﺔ وﻣدى ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺻدﻗﻬﺎ وﻧزاﻫﺗﻬﺎ ،وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺑﻬﺎ اﻹﻋﻼم.
50
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺧﺑر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس )أوﻻ( وﻛذا اﻟﺣدود
اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ -إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس :ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻹﺳﺗﻬﻼك طﺎﺑﻊ اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد دون اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ
ﺷروطﻪ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﻬدﻫﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺳﺑﻘﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋدﯾدة ﯾوﻗﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد دون أن
ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﺑﻔرض ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﻧدات وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻗراءة اﻟﻌﻘد ﻓﺎن
ﻛﺛرة ﺑﻧود اﻟﻌﻘد وﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻣﺎط ﯾﺻﻌب ﻗراءﺗﻬﺎ ﯾﺣول دون ﻋﻠﻣﻪ واﻛﺗﻣﺎل إرادﺗﻪ ﻋﻧد إﺑداء رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺑل وﺣﺗﻰ إذا ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﻗراءة ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌﻘد واﻻطﻼع ﻋﻠﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻧودﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﺑﯾن ﺧطورﺗﻬﺎ أو أﺛﺎرﻫﺎ ورﺑﻣﺎ ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن أن ﯾﻧﺎﻗﺷﻬﺎ أو أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ.1
ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟدى اﻟﻔﻘﻪ
واﻟﻘﺿﺎء ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺣق أﺻﺑﺢ ﻣﻘر ار ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع .
-1إﻗرار اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻟﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﻌﻘد :وﻟﻘد اﻫﺗم اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻣﻘﺎرﻧﯾن ﺑﺿرورة ﺗﺑﺻﯾر اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة وﻗدرة ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﺑﺷروط اﻟﻌﻘد ﻣﻣﯾزﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑﯾن اﻟﺷروط
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ واﻟﺷروط ﻏﯾر اﻟواردة ﺑﻬﺎ.
أ -اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘدﯾﺔ :اﻧﻪ ورﻏم ﺗطور اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد واﻻﺗﺻﺎل
ﺑﯾن اﻟﻣﻬﻧﻲ وﻏﯾر اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﺎﺟر واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﺎن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻌد ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟراﺋد اﻷول وﻗﻣﺔ اﻟﻬرم اﻟذي
ﯾﺿم طرق اﻹﺛﺑﺎت ﺟﻣﯾﻌﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻌد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﻛﻣل واﻷﻓﺿل ﻟﻺﺛﺑﺎت ،ﺑﯾد أن إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟن ﯾﺗﺄﺗﻰ
ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ إﻻ ﺑورق ﻣﻛﺗوب ،وﺗﻔﺳﯾر ﻗوﻟﻲ واﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻏﯾر ﻫذا ﻓﻣن اﻟﺻﻌب
- 1ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﺟﻤﯿﻌﻲ ،أﺛﺮ ﻋﺪم اﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1996ص .155
51
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻻﻟﺗزاﻣﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻣن ﺛم ﯾﻌد اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أﻛﺛر
اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد واﺿﺢ وﻣﻛﺗﻣل اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛﻣﺎ ﯾﻛﺗب ﺻﻔﺔ اﻟدوام.1
وﻷﻧﻬﺎ ﻛذﻟك ﻓﻬﻲ ﻣن ﺗﺣوي اﻟﺷروط اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣﻠزﻣﺔ
ﻟﻠطرﻓﯾن إذ أن اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻘراءة اﻟﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب
ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﺛﺑت أﻧﻪ ﻟم ﯾواﻓق أو ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ وﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺻﺎر ﯾﻔرض رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر اﻟرﺿﺎ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد
إو ﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻣوﻧﻪ واﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ اﻷطراف
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة ،ﺣﯾث اﻋﺗﻣد ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻧﻔﺎذ اﻟﺷروط اﻟواردة ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘدﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة وﻫﻲ:2
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷرط ﺑﺷﻛل ﯾﻣﻛن ﻣﻌﻪ ﻗراءﺗﻪ ﺑﯾﺳر ،ﻓﺎن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد ﺗﺻدى ﻟﻠطرﯾﻘﺔ
اﻟﻣﻌﻘدة واﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﺎرت ﺗﻣﯾز اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟﻣﺣﺗرﻓون ،وأﺻﺑﺢ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﻌدم ﻧﻔﺎذ اﻟﺷروط
اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب ﻗراءﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻘﺑل ﺑﻣﺎ
ﻟم ﯾﻛن ﺑﻣﻘدورﻩ اﻟﻌﻠم ﺑﻪ.
ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ BOURGESﻣن أن " :إﻋﻣﺎل اﻟﺷرط اﻟﻣﻌدل ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﯾﻔﺗرض ﻗﺑول اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻪ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷرط ﻗد ﻛﺗب ﺑﺷﻛل ﻫﺎﻣﺷﻲ وﺑﺧط ﻻ ﯾﻛﺎد
ﯾﻘ أر ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷرط ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
3
اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻟزاﻣﻪ ﺑﻪ.
وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﻟزم أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﯾﺳﻣﺢ
ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،ﺣﯾث أن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎرﯾس ﻗﺿت ﺑﻌدم ﻧﻔﺎذ اﻟﺷرط اﻟوارد ﺑﻌد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
- 1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮوﺻﻲ ،اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ،ط ، 2ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺳﺠﻠﻤﺎﺳﺔ اﻟﺰﯾﺘﻮن ،ﻣﻜﻨﺎس . 2012ص ص.146 -145
- 2ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﺟﻤﯿﻌﻲ ،م س ،ص .161
- 3ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ BOURGESﻓﻲ 14ﻓﯿﻔﺮي ، 1963أﺷﺎر وﻋﻠﻖ ﻋﻠﯿﮫ :ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﺟﻤﯿﻌﻲ ،م س ،ص . 162
52
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﺷرط ﻗد ورد ﻓﻲ ذات اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﺟزء ﻣن
اﻟﺻﻔﺣﺔ ﺗﺎل ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻷطراف وﺑدون أي إﺷﺎرة ﻣﺳﺑﻘﺔ إﻟﻰ ورودﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟذات ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫﻧﺎ اﻋﺗﺑرت ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة ﻗﺑوﻻ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم دون أن ﺗﻔﺗرض
ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾﻧﺋذ أن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗواﻓر اﻟرﺿﺎ ﺑﺻدد
ﻛل ﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺣدة .
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ اﻟﺷرط ﻓﺈن أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻋدﯾدة ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺟﻌﻠت ﻣن ﻋدم ﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ اﻟﺷرط
ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺑول اﻟطرف اﻷﻗل ﺧﺑرة وﻗدرة ﺑﻪ ،وﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗواﻓق إرادﺗﻪ ﻣﻊ إرادة اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ
اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻟﺷرط ،ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻧﺿم إﻟﻰ ﻋﻘد ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻗﺑوﻻ
ﻟﻠﺷروط ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻋﻠﻣﻪ اﻟﻛﺎﻓﻲ
ﺑﺷروطﻪ أو ﺳوء ﻓﻬﻣﻪ ﻟﻬﺎ ،وﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﺑول ﺑوﺟود ﻗﺑول ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌدم ﻧﻔﺎذﻫﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت إدراك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻣﻧوطﺔ
ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻣﺿﻣون اﻟﺷرط ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻔﺗرض ﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﺗوﺳﻌﺎ ﻋدم ﻋﻠم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻬذﻩ
اﻟﺷروط ،وﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘﯾد ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن ذات اﻟﻣﻬﻧﺔ أو اﻟﺣرﻓﺔ.1
ب -اﻟﺷروط ﻏﯾر اﻟواردة ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ :وﻫﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣرر اﻟذي
ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان وﻟﻛن اﻟﻣﺣﺗرف ﯾﻌﺗزم اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ،ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ اﻟﺷروط
اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎري أو اﻟﺗﺣﻔظﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﺻﺎت أو
ﻓواﺗﯾر اﻟﺷراء اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌﻣﯾل إﻻ ﺑﻌد اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺷروط ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺣل ﻧزاع ﺑﯾن
اﻟﻣﺣﺗرف اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ واﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﺳﺗﻌﺑﺎدﻫﺎ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠﺻﻘﺎت اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺣﺗرف وﺣدﻩ دون أن ﯾﻠزﻣﻪ ﺑﻬﺎ ﺗﺷرﯾﻊ أو ﻻﺋﺣﺔ،
ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺷروط وﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺟﻣﻬور اﻟﻌﻣﻼء
واﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻷﻗل ﺧﺑرة ،ﻣﺑر ار ذﻟك ﺑﻐﯾﺎب رﺿﺎ ﻫؤﻻء ،وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ " "BORDEAUXأن
ﻣﺟرد ﺗﻌﻠﯾق ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺷروط اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻓﺗراض ﻋﻠم
اﻟﻣﺗرددﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻬذﻩ اﻟﺷروط أو ﻗﺑوﻟﻬم ﻟﻬﺎ .2
53
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻔﺗرض ﻗرﯾﻧﺔ ﻋدم اﻟﻌﻠم ﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت ،إذ ﻻ ﯾوﺟد أي إﻟﺗزام ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻘراءة اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت ،ﻟذﻟك ﯾﺟب إﻋﺎدة ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷروط واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،وأن ﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻣﺣﻼ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟرﺿﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻟﺗﺗﺣﻘق ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ
اﻹﻟزام.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت ﺗﻛون ذات أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد إذا اﺳﺗوﻓت ﺛﻼث ﺷروط:
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔواﺗﯾر اﻟﺷراء ﻓﻘد ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ
ﻓواﺗﯾر اﻟﺷراء ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﻟذا ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌد ﻧﺎﻓذة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﺗري ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرد ﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻘد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى أن ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻠﻔﺎﺗورة وﻋﻠﻣﻪ ﺑﺷروطﻬﺎ دون أن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺑول ﺿﻣﻧﻲ ﻟﻣﺎ ورد ﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﻌدﯾل أو إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺑﻧود اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘود
ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺗورة ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌدل ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘد.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻬذا اﻟرأي اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر إﻻ أن اﻻﻧﺗﻘﺎدات
اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺟﻬت إﻟﯾﻪ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﻗف واﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺿرورة ﻗﯾﺎم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻋﻠم اﻟﻣﺷﺗري
ﺑﺎﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة وﻗﺑوﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ذات أﺛر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ
" "RIONﺑﺄﻧﻪ ﺣﯾﺛﻣﺎ ﯾﺛﺑت أن اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺷرط اﻟﻣﻌدل ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﻠم
ﻓﺎﺗورة اﻟﺷراء اﻟﺗﻲ ورد اﻟﺷرط ﻋﻠﻰ ظﻬرﻫﺎ وﺑﻌد إﺑرام اﻟﻌﻘد وﺗوﻗﯾﻌﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻓﺗراض أن اﻋﺗراﺿﻪ
اﻟﺻرﯾﺢ اﻟذي اﻧﺻب ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﻗﺑوﻻ ﺿﻣﻧﯾﺎ
ﺑﺎﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ،ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﯾﺟب أن ﻧﻔﺗرض أن اﻟﻣﺷﺗري ﻗد اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﻛل
ﻣﺎ ورد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت اﻟذي اﻋﺗرض ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ .1
- 1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ RIONﻓﻲ 1964/12/16و أﺷﺎر إﻟﯿﮫ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص . 179
54
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻫذا اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟذي ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ
اﻟﻣﺎدة 08ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02 -04ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺻﺎدﻗﺔ ﺣول
ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن دون أن ﯾﺣدد إن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،ﻓﻛﺄﻧﻪ
ﯾﻔﺗرض ﺟﻬل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻬﺎ وﻋدم إدراﻛﻪ ﻟﺷروطﻬﺎ ،ﻟذا أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻹﻋﻼم ﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق إﺟﻼﺋﻬﺎ
وﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ ﺑﻛل ﺻدق وﻧزاﻫﺔ ،إو ن ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻷﺛر اﻹﺧﻼل ﺑﻬذﻩ
اﻟﺷروط واﻛﺗﻔﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 32ﻣﻧﻪ ﺑﺗﺟرﯾم ﻫذا اﻹﺧﻼل واﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،دون أن ﯾﺑﯾن ﻣدى ﺻﺣﯾﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺎداﻣت ﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﺧﺑر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺳﺋول ﻋن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗوج ﻣن أي
ﻋﯾب ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺧﺻص أو أي ﺧطر ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺿﻣﺎن ،وﺗﺗﺟﻠﻰ
أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ﻛون ﻧطﺎق اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﺿرار اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻘط ﻣﺎ
ﻟم ﯾرﺗﻛب اﻟﻣدﯾن ﻏﺷﺎ أو ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 182اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري
ﻋﻠﻰ " :ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣﺻدرﻩ اﻟﻌﻘد ﻓﺎﻻﻟﺗ ازم اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻟم ﯾرﺗﻛب ﻏﺷﺎ أو ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ إﻻ
ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﻌﻪ ﻋﺎدة وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد ،"..وذﻟك ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻣل اﻟﺿرر اﻟﻣﺗوﻗﻊ وﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻊ.
وﺗﺑرﯾر ذﻟك أن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﯾﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﻌﻘد ذاﺗﻪ ﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ أن
ﯾﺗﺣدد وﻓﻘﺎ ﻹرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻗت اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻌرض أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت ﺳوى اﻷﺿرار
اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﻣﺎ ﻓﺎن ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﺿرار ﯾﺳﺗﺑﻌدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻗدان ﺿﻣﻧﺎ ﻣن ﻣﺟﺎل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻷﺿرار ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ،وﺣﯾث اﻧﻪ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐش أو اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم ﻓﺎن اﻟﻣدﯾن اﻟﻌﻘدي ﯾﺳﺄل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺿرار ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ .1
وﻣن ﺛم ﻓﺎن ﻧﻔس اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﺣﯾث ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن
ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺣدود اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎدي وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺿوء
اﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﻋﻼم.
-1أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام – أﺣﻜﺎم اﻻﻟﺘﺰام واﻻﺛﺒﺎت ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،2004 ،ص45
55
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈذا ﻧزﻟت ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻋن ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف ﻓﺎن ذﻟك ﻻ ﯾﺣول دون ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎدي ﻓﺿﻼ ﻋن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳؤوﻻ ﺟزاﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻹﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم.
–2إﻗرار اﻟﻣﺷرع ﻟﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﻌﻘد :ﺳﺑق وأن ﺑﯾﻧﺎ ﻣرﻛز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ
ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗﻲ رأﯾﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود إذﻋﺎن ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗﻔﻧن ﻣﺣرروﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻘﯾد أﺳﻠوب ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﻛﺎد ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ ﻏﯾرﻫم أو ﺗﺣرر ﺑﺣروف ﺻﻐﯾرة ﯾﺻﻌب ﻗراءﺗﻬﺎ أو ﯾﺗم ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺷروط ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ
ﻣن وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻛل ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋزوف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن ﻗراءة اﻟﻌﻘد.
واﻟﻣﺣﺻﻠﺔ أن ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘ أر وان ﻗرأت ﻻ ﺗﻔﻬم ،وﻫو ﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﺑﺎن
أﻟزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺈﺧﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻣﺎرس ،وذﻟك ﺑﺎن ﯾﺷرح وﯾوﺿﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وأﺛﺎرﻫﺎ واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ
ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺣول اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘد دون
أن ﯾﻔﺎﺟﺄ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن إدراﻛﻪ ﻟﻣداﻫﺎ و أﺛرﻫﺎ .
و ﻟﻘد رﺑط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 53
ﻣن اﻷﻣر ، 06/95وﻛﺎن ﯾﺣﺳن ﻓﺻﻠﻪ واﻋﺗﺑﺎرﻩ إﻋﻼﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ )اﻟﻣﻧﺗوج( أو
اﻟﺧدﻣﺔ وﻋن اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺳﻌر ،وﻣﻌﻧﺎﻩ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد أو ﺣﺗﻰ
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫذا ﻣﺎ ﺣﺎول ﺗدارﻛﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓﺻل ﺑﯾن اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر وﺑﯾن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ،وﺣﯾﻣﻧﺎ أﻓرد أﯾﺿﺎ ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻧﺻﺎ
ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺑﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺿﻣون ﻫذا اﻻﻟﺗزام ،ﺣﯾن أﻟزﻣت اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﻣﺣﺗرف ﺑﺈﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﻟﺳﻌر وﺣدﻩ ﻟﯾس اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺣﺎﺳم أو اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻬﺎ أﺛرﻫﺎ
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗرار اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷراء اﻟﻣﻧﺗوج أو ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ﻣﺛل ﺷرط اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،وﺷرط
ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﻋﻣل اﻟﻣﻧﺗوج.
وﻗد ﺗﻛﻔﻠت اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺑﯾﺎن ﺑﻌض ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ وذﻛرت ﻣﻧﻬﺎ :ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟدﻓﻊ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت و اﻟﺣﺳوم واﻟﻣﺳﺗرﺟﻌﺎت ﻏﯾر أن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧﯾرة ﻫﻲ أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺳﻌر ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ
ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ .1
- 1ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮداﻟﻲ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺤﺪﯾﺚ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2008ص.87
56
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
واﻟﻐﺎﻟب أن ﯾﻔرض اﻟﻣﺷرع إﺑراز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﻋﻼن إﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﺗرف،
إو ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ذاﺗﻪ . 1
وﯾﻌطﻲ اﻟﻣﺷرع أﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ﻗد ار ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺗرف ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺛﻼ ،اﻟﺷروط
اﻟﻣطﺑوﻋﺔ واﻟﺑﺎرزة ﺑﺷﻛل ظﺎﻫر واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺑطﻼن أو اﻟﺳﻘوط ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺗﺄﻣﯾن ،وﻋﻘد اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻷﺳﻔﺎر .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺣدود اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ :إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻣﺎرس ﻓﻘد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -047ﺑﺄن ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ) (L.113-3ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
واﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ )اﻟﻌﻘدﯾــﺔ( ﻫــﻲ ﺟ ـزاء اﻹﺧــﻼل ﺑــﺎﻟﺗزام ﻋﻘــدي ﯾﺗرﺗــب ﻋﻧﻬــﺎ ﺗﻌــوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد
اﻵﺧــر ﻋﻣــﺎ ﻟﺣﻘــﻪ ﻣــن ﺿــرر ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻫــذا اﻹﺧــﻼل ،ﻟــذا ﻓﻬــﻲ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺛﻼﺛــﺔ أرﻛــﺎن :اﻟﺧطــﺄ اﻟﻌﻘــدي وﻫــو
اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻋﻘدي ،اﻟﺿرر ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر.
وﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن أﺳــﺎس اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﻫــو اﻟﺿــرر اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن اﻹﺧــﻼل ﺑــﺎﻟﺗزام ﻋﻘــدي ﻓــﺈن اﻹﻋــﻼم
ﺑﺎﻟﺣــدود اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻟﻠﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﯾﻘﺗﺿــﻲ ﻣــن اﻟﻌــون اﻻﻗﺗﺻــﺎدي أن ﯾﺑــﯾن ﻟﻠﻣﺳــﺗﻬﻠك اﻟﺣــدود اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ
ﻟﻸﺿـرار اﻟﺗــﻲ ﯾﻠﺗــزم ﺑﺗﻌوﯾﺿــﻬﺎ .ﻓﻣــﺛﻼ ﯾﻠﺗــزم اﻟﻧﺎﻗــل ﺑــﺈﻋﻼم اﻟﻣﺳــﺎﻓر أﻧــﻪ ﻏﯾــر ﻣﺳــؤول ﻋــن اﻷﻣﺗﻌــﺔ اﻟﯾدوﯾــﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺳﺎﻓر أﺛﻧﺎء اﻟﻧﻘل.
وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓـﻲ ﻛـون ﻧطـﺎق اﻟﺗﻌـوﯾض ﻓـﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﺿرار اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻘط ،ﻣﺎ ﻟم ﯾرﺗﻛـب اﻟﻣـدﯾن ﻏﺷـﺎ أو ﺧطـﺄ ﺟﺳـﯾﻣﺎ ،2وذﻟـك
ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺿرر اﻟﻣﺗوﻗﻊ وﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻊ.
وﺣﺻر ﻧطﺎق اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻷﺿـرار اﻟﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻣـردﻩ أن اﻟﺗـزام اﻟﻣـدﯾن
ﺑــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾــﺔ ﯾﻧﺷــﺄ ﻣــن اﻟﻌﻘــد ذاﺗــﻪ ،ﻟــذا ﯾﻧﺑﻐــﻲ أن ﯾﺗﺣــدد وﻓﻘــﺎ ﻹرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن وﻗــت
اﻟﻌﻘــد ،وﺣﯾــث أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﺣﺿــر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدان ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟوﻗــت ﺳــوى اﻷﺿـرار اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻣــن ﺟﺎﻧﺑﻬﻣــﺎ ﻓــﺈن ﻏﯾــر
ذﻟك ﻣن اﻷﺿرار ﯾﺳﺗﺑﻌدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻗدان ﺿﻣﻧﺎ ﻣـن ﻣﺟـﺎل اﻻﻟﺗـزام ﺑـﺎﻟﺗﻌوﯾض ،ﻣـن ﻫﻧـﺎ ﻓـﺈن اﻟﻌﻘـد ﯾﻧطـوي ﻋﻠـﻰ
- 1اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 07/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﯿﻨﺎت ،ج ر ع ، 13س ، 1995ص .03
- 2ﺗﻨﺺ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 182ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ " :ﻏﯿﺮ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺼﺪره اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻼ ﯾﻠﺘﺰم اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺮﺗﻜﺐ ﻏﺸﺎ أو ﺧﻄﺄ
ﺟﺴﯿﻤﺎ إﻻ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﮫ ﻋﺎدة وﻗﺖ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ".
57
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
إﻋﻔﺎء اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻷﺿرار ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ .وﺣﯾث ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐش أو اﻟﺧطﺄ
اﻟﺟﺳﯾم ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن اﻟﻌﻘدي ﯾﺳﺄل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋن اﻷﺿرار ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ.1
وﺗﺣدﯾد اﻟﺿرر اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻻ ذاﺗـﻲ ،إذ اﻟﻌﺑـرة ﺑﺎﻟﺿـرر اﻟـذي ﻛـﺎن ﯾﻣﻛـن
ﺗوﻗﻌﻪ ﻋﺎدة ،أي اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺗوﻗﻌﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﻣﺛل اﻟظـروف اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ وﺟـد ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻣـدﯾن،
وﻟﯾس اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺗوﻗﻌﻪ ﻫـذا اﻟﻣـدﯾن ﺑﺎﻟـذات ،ﻓـﺈذا أﻫﻣـل اﻟﻣـدﯾن ﻓـﻲ ﺗﺑـﯾن اﻟظـروف اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ
أن ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺿرر ﻓﺈن اﻟﺿرر ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺗوﻗﻌﺎ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺳﻠوك اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد.2
و ﻧﻔـ ــس اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر ﻧ ـ ـراﻩ ﯾﻧطﺑـ ــق ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗـ ــزام اﻟﻌـ ــون اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدي ﺑـ ــﺎﻹﻋﻼم ،ﺣﯾـ ــث ﻋﻠﯾـ ــﻪ أن إﻋـ ــﻼم
اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك ﺑﺣــدود اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗوﻗﻌﻬــﺎ اﻟﻌــون اﻻﻗﺗﺻــﺎدي اﻟﻌــﺎدي وﻗــت إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﺿــوء
اﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣـﯾط ﺑـﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻـﺎدي اﻟﻣـدﯾن ﺑـﺎﻹﻋﻼم .ﻓـﺈذا ﻧزﻟـت ﺗوﻗﻌـﺎت اﻟﻌـون اﻻﻗﺗﺻـﺎدي
اﻟﻣ ــدﯾن ﺑ ــﺎﻹﻋﻼم ﻋ ــن ﺗوﻗﻌ ــﺎت اﻟﻌ ــون اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي اﻟﻌ ــﺎدي ﻓ ــﻲ ﻧﻔ ــس اﻟظ ــروف ﻓ ــﺈن ذﻟ ــك ﻻ ﯾﺣ ــول دون
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎدي ﻓﺿﻼ ﻋن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳؤوﻻ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﻹﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 8أﻋﻼﻩ.
ﻫذا وﻗد اﻧﺗﻘد ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة L.113-3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔرﻧﺳﻲ
)اﻟﻣواﻓق ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون (02-04اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﺑدورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺣدود
اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ ﻋدم ﺟدوى ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾدﺧل ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ اﻟواﺟب إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺎدة؛ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن
ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﺑدو ﻣﺗﻌﺎرﺿﺎ ﻣﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة R. 132-1ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ
ﺑﺈﺳﻘﺎط أو ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺑﻧودا ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﻌﺗرف ﺿﻣﻧﯾﺎ ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺑﻧود
اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻗد ﯾﻌﯾق دور اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .3وﯾﺳﺗﺷف ﻣن
ذﻟك أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﺣل اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم -ﺣﺳب أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟرأي-
ﻫﻲ اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ظﺎﻫر ﻧص اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
.02 -04
-1أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام -أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام واﻹﺛﺑﺎت ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2004 ،ص.45.
-2ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري ،ج) 1.ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام( ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.772
3
- J. Calais –Auloy et F. Steinmetz, op. cit., p. 62.
58
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
اﻹﻟﺗـــــــــزام ﺑﺎﻟﻔوﺗــــــــرة
اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﯾﻌدﻫﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺄﻣر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،وﺗﺣﺗوي ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗظﻬر ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﺗﺳﻠم اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﻌد اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن
ﺷروط واﻟﺗزاﻣﺎت ﻻ ﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﺎ ﺟدﯾدا ﺑل ﻫﻲ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد أو ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻪ .
و اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺗﺟﺳﯾد ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛل ﺑﯾﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺎت ﺑﯾن
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2أﻋﻼﻩ ،ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﻔﺎﺗورة أو ﺑوﺛﯾﻘﺔ ﺗﻘوم
ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ .ﯾﻠزم اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة أو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ وﯾﻠزم اﻟﻣﺷﺗري ﺑطﻠب أي
ﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﺗﺳﻠﻣﺎن ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ .ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺣل وﺻل ﺻﻧدوق أو ﺳﻧد ﯾﺑرر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ .ﻏﯾر أن اﻟﻔﺎﺗورة أو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ
ﯾﺟب أن ﺗﺳﻠم إذا طﻠﺑﻬﺎ اﻟزﺑون".1
و اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 486/05اﻟﻣﺣدد ﻟﺷروط ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة وﺳﻧد اﻟﺗﺣوﯾل
ووﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﻔﺎﺗورة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺎت ذﻟك ،2اﻟذي ﻛﺎن أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ،ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة
ﻣن ﻣﺎدﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة إذا طﻠﺑﻬﺎ ﻣﻧﻪ".
واﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺎل ﻛوﻧﻪ ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻟﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ،وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ذﻟك ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻹﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻛﻣﺎ ﺳوف ﻧﺑﯾﻧﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻌرﺿﻲ ﻓﻬو ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻔوﺗرة وﻟو طﻠﺑﻬﺎ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺷﺗري ﻛوﻧﻪ ﯾﺧرج ﻋن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون
02/04أﺳﺎﺳﺎ.
- 1ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﻗﺪ ﻋﺪﻟﺖ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 10 -06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻏﺸﺖ .2010وأھﻢ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﮫ ھﺬا اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ ھﻮ إﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻟﻔﺎﺗﻮرة ،وﻗﺪ أﺣﺎﻟﺖ اﻟﻔﻘﺮة أﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 10أﻋﻼه ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻧﻤﻮذج ھﺬه اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ وﻛﺬا ﻓﺌﺎت اﻷﻋﻮان اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﯿﻦ
اﻟﻤﻠﺰﻣﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﮭﺎ .واﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺼﺪر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ ھﺬه اﻷﺳﻄﺮ.
- 2اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 468/05اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 10دﯾﺴﻤﺒﺮ 2005اﻟﻤﺤﺪد ﻟﺸﺮوط ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻔﺎﺗﻮرة وﺳﻨﺪ اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ ووﺻﻞ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ واﻟﻔﺎﺗﻮرة اﻹﺟﻤﺎﻟﯿﺔ
وﻛﯿﻔﯿﺎت ذﻟﻚ ،ج ر ع ، 80س ، 2005ص ،18اﻟﺬي ﺻﺪر ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 12ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن .02/04وﻗﺪ أﻟﻐﻰ ھﺬا اﻟﻤﺮﺳﻮم ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 20ﻣﻨﮫ
اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 305/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 07أﻛﺘﻮﺑﺮ 1995اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺤﺪد ﻛﯿﻔﯿﺎت ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻔﺎﺗﻮرة )ج رع ، 58س .(1995
59
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
و ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﺟﺑﺎرﯾﺔ
اﻟﻔﺎﺗورة ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺟب أن ﯾﻛون
اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺣل وﺻل ﺻﻧدوق أو ﺳﻧد ﯾﺑرر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ وﯾﺟب أن ﺗﺳﻠم اﻟﻔﺎﺗورة إذا طﻠﺑﻬﺎ اﻟزﺑون".
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﯾﻠزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن ﯾﺑرر اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑوﺻل ﺻﻧدوق أو أي ﺳﻧد آﺧر ،ﻛﻣﺎ أﻟزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن ﯾﺳﻠم اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إذا طﻠﺑﻬﺎ ﻫذا
اﻷﺧﯾر.
وﻧظ ار ﻟﻌدم وﺟود ﺗﻧظﯾم ﺧﺎص ﺑوﺻل اﻟﺻﻧدوق ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،
ﻧظ ار ﻟﻠدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣﻘوﻗﻪ وﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم.
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣطﺎﻟب:اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﻫﻣﯾﺔ اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﺛم اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة ﺛم ﻧﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﻔــوﺗرة.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
أﻫﻣﯾـــــــــــــﺔ اﻟﻔوﺗــــــــــــــرة
ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﺎﺗورة أو ﺑداﺋﻠﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
ﻋﻠﻰ إﺿﻔﺎء اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت )أوﻻ( ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻌب دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
60
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻻ ﺷك أن إﻟزام اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ﻣﻊ ﻧظراﺋﻪ أو ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إذا طﻠﺑﻬﺎ ﺑﻣﺎ
ﺗﺣﺗوﯾﻪ اﻟﻔﺎﺗورة ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺣﻘق اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ،ﺑﺣﯾث ﺗظﻬر وﺗﺗﺟﺳد اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻛل
ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻧد اﻟذي ﯾﻣﺳﻛﻪ اﻟطرﻓﺎن وﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
-أن اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﻌﺗﺑر ﺻورة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻫو
ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
أو ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
ﻓﻣﺛﻼ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ﯾﻣﻛن اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ﻛﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻷﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣزﯾف ﺑﺄﺳﻌﺎر
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻧﺎورات ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ إﺧﻔﺎء زﯾﺎدات ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ،أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﻣﻘﯾدة
ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﺎﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ﺗﻣﻛن ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة واﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﺑﻌﻲ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،واﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك.
-أن اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﻔﺿﻼ
ﻋن ﻣراﻗﺑﺔ اﺣﺗرام ﻗواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺗورة ﺗﺧول ﻟﻛل ﻣن إدارة اﻟﺿراﺋب واﻟﺟﻣﺎرك
ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺎﺗورة ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﯾﻬﺎ
ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻛﻣﺟﻠﺳﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
-أن اﻟﻔﺎﺗورة ﻧظ ار ﻟطﺎﺑﻌﻬﺎ اﻻﺳﻣﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت وﻣﺻدرﻫﺎ وﻣواطن
ﺗوزﯾﻌﻬﺎ واﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻬل إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ أو ﻣﺻﺎدرﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ آﺛﺎرﻫﺎ إن اﻗﺗﺿﻰ
اﻟﺣﺎل.
-أن ﻧظﺎم اﻟﻔوﺗرة ﯾﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺧذ ﺻورة واﻗﻌﯾﺔ ﺣول ﺣﺟم اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
وﺗوﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ،واﺗﺧﺎذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺗﻘﯾﯾم ودراﺳﺔ ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت.
61
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-أن اﻟﻔواﺗﯾر ووﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم وﺳﻧدات اﻟﺗﺑرﯾر ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺧذ ﺑﻌﯾن
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻣدى اﻋﺗﺑﺎر اﻹﻓﻼس ﺑﺳﯾطﺎ أو ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر أو
ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ،ﻷن اﻟﻔواﺗﯾر ووﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺗﻌطﻲ ﺻورة ﺣول اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺎﺟر وطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﯾﯾرﻩ ﻷﻣواﻟﻪ
وﻣدى اﺣﺗراﻣﻪ ﻷﺻول وأﻋراف اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺳك اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت .1
ﻫذﻩ ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟﻔﺎﺗورة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺿﻔﯾﻪ ﻣن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻧطﻼﻗﺎ
ﻣﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻛرﯾس ﻗواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري
واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻧﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻫو اﺳﺗﺧدام
اﻟﻔﺎﺗورة أو وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت.
ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺛﺑت ﻛل ﻋﻘد ﺗﺟﺎري ﺑـ :ﺳﻧدات رﺳﻣﯾﺔ ،ﺳﻧدات ﻋرﻓﯾﺔ،
ﻓﺎﺗورة ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،اﻟرﺳﺎﺋل ،دﻓﺎﺗر اﻟطرﻓﯾن ،اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ،أو أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى.
ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة إذا ﻫﻲ أن اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣﯾﺎل اﻟﺗﺎﺟر ﯾﻛون ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت إﻋﻣﺎﻻ
ﻟﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ،وﻣن ﺛم ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود واﻟﻘراﺋن وﻛﺎﻓﺔ
وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم اﻹﻗرار واﻟﯾﻣﯾن ﻣﻘﺎم اﻟدﻟﯾل اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ،وﯾﺟوز إﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف أو ﯾﺟﺎوز
ﻣﺎ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘد ﺗﺟﺎري ﻣﻛﺗوب ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود و اﻟﻘراﺋن ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣﺣررات اﻟﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ
ﻟﻌﻘود ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻘواﻋد ﺛﺑوت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر ﺑﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت .2
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺗﻣﺳك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﺗﻣﺳك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻻ طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻌﻣل ﻣدﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ .3
62
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﻼ ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﺗﻔوق ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻻ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 333ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻣﺳك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ،إﻻ
أن اﻟﻘﺎﻧون 02/04أﻟزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة ﻣﺗﻰ طﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﯾﻣﻛن ﺗﺻور ذﻟك ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
إﻟزام ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن ﯾﺻطﻧﻊ دﻟﯾﻼ ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ،وﺣﯾﻧﺋذ ﺗﺻﯾر اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد وﻣرﺟﻌﻪ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت.
وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ﺣررت ﺑﺷﺄﻧﻪ
ﻓﺎﺗورة ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘود ذات اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد وﻫﻲ
اﻟﻔﺎﺗورة.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ اّﻹﺛﺑﺎت أن اﻟطرف اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت أو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗطوع
ﻟﻺﺛﺑﺎت ،ﯾﻘوم ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺣﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻓﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻟﯾل
ﻛﺎﻣل ﯾﻧﺷﺊ اﻟﺣق وﯾﺣﻣﯾﻪ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠرﺟوع إﻟﻰ طرق اﻹﺛﺑﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ
اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻘد اﻟﻧﻘل ﻣن ﺧﻼل وﺛﯾﻘﺔ اﻟﻧﻘل واﻹﯾﺻﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘل
اﻟﺑري ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ ،أو ﺗذﻛرة اﻟﺳﻔر إو ﯾﺻﺎل اﻷﻣﺗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑري ﻟﻠرﻛﺎب .1
ﻟﻛن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﺎﺟ ار إو ﻧﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻟﯾس ﺗﺎﺟ ار ﻛﺎﻟﻔﻼح ﻣﺛﻼ ،وﻗد
ﯾﻛون ﺣرﻓﯾﺎ ،وﻗد ﯾﻛون ﻣﻘدم ﺧدﻣﺔ ﻏﯾر ﺗﺎﺟر ﻛﺎﻟطﺑﯾب واﻟﺧﺑﯾر ،ﻓﻬؤﻻء ﻟﯾﺳو ﺗﺟﺎ ار إو ﻧﻣﺎ ﯾﻣﺎرﺳون أﻋﻣﺎﻻ
ﻣدﻧﯾﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻬم ﻣﻠزﻣون ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة إذا طﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﻬم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم أﻋواﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾون طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟذي أوردﻩ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻓﻣﺎدام ﻫؤﻻء ﯾﻣﺎرﺳون أﻋﻣﺎﻻ ﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻘﺎﻧون 08/04اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ 2ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻗواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﯾﻔوق 100,000د.ج ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر اﻟﺗﺎﺟر إﻻ ﺑدﻟﯾل ﻛﺗﺎﺑﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
333ق.م.ج ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗزﯾد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر دﻟﯾﻼ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻪ
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر اﻟﺗﺎﺟر ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﻣﺑﻠﻎ 100,000د.ج.
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق زوﯾﻨﺔ ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ طﺮق اﻹﺛﺒﺎت ،ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ طﻠﺒﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ) ،2004 ،ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮر(.
- 2أﻧﻈﺮاﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 08/04اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ.
63
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺗﺄﺧذ اﻟﻔﺎﺗورة أو وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺣﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣررات اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺧﺗم وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺣﺟﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺣﻣل
ﺗوﻗﯾﻌﻪ وﺧﺗﻣﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﻛر ﺻراﺣﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ ﻣن ﺧﺗم وﺗوﻗﯾﻊ .1
ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﻗﺎم ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟورﻗﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ ﻣن ﺗﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻛون ﻫذا اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻗرﯾﻧﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم ﺻﺎﺣﺑﻪ ﺑﺻدق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﯾﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﺟﯾﺔ اﻟورﻗﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣن
ﺗﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻘد أﺳﺎﺳﻬﺎ وﺗﺗﻘوض ﺑﺎﻹﻧﻛﺎر اﻟﺻرﯾﺢ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ ﻣﻣن ﻧﺳب إﻟﯾﻪ،
ﺣﯾث أن اﻟﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻫﻲ ﻗرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﯾﻬدﻣﻬﺎ ﻣﺟرد إﻧﻛﺎر ﻣن ﯾﺣﺗﺞ ﺗﺟﺎﻫﻪ ﺑﺎﻟورﻗﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ .2
وﻋﻠﯾﻪ إذا أﻧﻛر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺧﺗم واﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ أو دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ﺳﻘطت ﺣﺟﯾﺔ
اﻟﻔﺎﺗورة ﻣؤﻗﺗﺎ ،وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﺛﺑﺎت ﺻﺣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات ﻣﺿﺎﻫﺎة اﻟﺧطوط ،3ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑدﻓﺗر اﻟﻔواﺗﯾر.
ﻓﺈذا أﺛﺑت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺛﺑوت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻌﻪ اﺳﺗﻌﺎدت اﻟﻔﺎﺗورة
ﺣﺟﯾﺗﻬﺎ ﻗﺑﻠﻪ ،وﻟم ﯾﻌد ﻟﻪ ﺳﺑﯾل ﻟدﺣﺿﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،أﻣﺎ إذا
ﺗﺑﯾن اﻟﻌﻛس ﻓﺈن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﻛدﻟﯾل ﻟﻺﺛﺑﺎت ﺗﻧﻌدم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﺎﻓﺔ ،4وﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺟﻣﯾﻊ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذا ﻛﺎن ﺗﺎﺟرا ،واﻻﻟﺗزام ﺑﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا
ﻟم ﯾﻛن ﺗﺎﺟ ار.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺎﺗورة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 323ﻣﻛرر 1ق.م.ج ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛﺎﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟورق ،ﺑﺷرط إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫوﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي أﺻدرﻫﺎ وأن ﺗﻛون ﻣﻌدة
وﻣﺣﻔوظﺔ ﻓﻲ ظروف ﺗﺿﻣن ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ إذا ﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ ذات اﻟﺷروط ﺑﺄن
أﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫوﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي أﺻدرﻩ وﻛﺎن ﻣﻌدا وﻣﺣﻔوظﺎ ﻓﻲ ظروف ﺗﺿﻣن ﺳﻼﻣﺗﻪ )اﻟﻣﺎدة 327
ﻓﻘرة 2ﻣن ق .م.ج(.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﻟزاﻣﻪ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إذا طﻠﺑﻬﺎ
ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻠزﻣﻪ ﺑﺄن ﯾﺻطﻧﻊ دﻟﯾﻼ ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺧروﺟﺎ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
64
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻹﺛﺑﺎت ،إو ن ﻛﺎن ﻫذا اﻹﻟزام ﯾﺑدو ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺛﻘﺔ
واﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻋﺗﻣﺎد وﺳﺎﺋل ﻣرﻧﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﺷﻌﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻔوﺗرة ﻛﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث أن اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﯾﻌزز ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻧﺣوﻩ ،ﻓﺗﻐدو اﻟﻔوﺗرة ﺑذﻟك ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔواﺗﯾر ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺳك ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ وﺗدﻗﯾﻘﻬﺎ وﺿﺑط وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻫو
ﻣﺎ ﻗد ﯾﺑرر إﻓﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ أو اﻹﻓﻼس اﻟﺑﺳﯾط وﯾﺟﻧﺑﻪ اﻹداﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﻠﯾس ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر
أو ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس.
إﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻬﺎ ﻣﯾزة أﺧرى وﻫﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺣﻼ ﻟﻌﻘد ﺗﺣوﯾل اﻟﻔﺎﺗورة ،وﻫو طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
543ﻣﻛرر 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري" :ﻋﻘد ﺗﺣل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺳﻣﻰ "اﻟوﺳﯾط" ﻣﺣل زﺑوﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟﻣﻧﺗﻣﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳدد ﻓو ار ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺎم ﻟﻔﺎﺗورة ﻷﺟل ﻣﺣدد ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﻘد ،وﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗﺑﻌﺔ
ﻋدم اﻟﺗﺳدﯾد وذﻟك ﻣﻘﺎﺑل أﺟر" .ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻌﻘد أن ﯾﺣول ﻣﺎ
ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻔﺎﺗورة ﻣن ﺣﻘوق ﻟﻪ ﻣؤﺟﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟزﺑون )ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي أو ﻣﺳﺗﻬﻠك( إﻟﻰ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوﺳﯾط اﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﺑﺄداء ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﻓو ار ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ،دون أن ﺗرﺟﻊ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوﺳﯾط ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺗﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺳﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أو إﻓﻼس اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣدﯾن ،ﻓﺎﻟﺷرﻛﺔ اﻟوﺳﯾط
ﺗﺿﻣن ﺧطر ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﻋﻧد اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﻊ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔواﺗﯾر ﻟدى اﻟﻣدﯾن ،ﻟذا ﻓﺈن ﻋﻘد ﺗﺣوﯾل
اﻟﻔﺎﺗورة ﯾوﻓر ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﺟﻧﺑﻪ ﻣﺷﺎﻛل وﻋﻧﺎء اﻟﺗﺣﺻﯾل ،وﻫذا ﻛﻠﻪ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
وﺟود اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺣﻼ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد .1
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺈن اﻟﺗﺎﺟر ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺟﺎري أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻛدﻟﯾل ﺻﺎدر ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺧﺻﻣﻪ اﻟﺗﺎﺟر ﺧروﺟﺎ ﻋن اﻟﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ،وﻟﻠﺧﺻم أن ﯾدﺣﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻛﺳﻲ ﺑﺟﻣﯾﻊ طرق اﻹﺛﺑﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣواد اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .2
- 1ﻣﯿﻼط ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﯿﻆ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺘﺤﻮﯾﻞ اﻟﻔﺎﺗﻮرة ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ، 2012ص ص 13-12
- 2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق زوﯾﻨﺔ ،م س ،
65
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ ﺳﻧد ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺣرﯾرﻩ ﻓﻲ أﺻل ﯾﻘدم إﻟﻰ اﻟزﺑون وﻧﺳﺧﺔ أو أﻛﺛر ﯾﺣﺗﻔظ
ﺑﻬﺎ ،وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 468/05اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة وﻛذا ﺷروط
ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺣدد ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣواد ﻣن 03إﻟﻰ 09ﻣن اﻟﻣرﺳوم 468/05ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺗورة ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت
ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
أوﻻ -اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟﺑﺎﺋﻊ( :ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﺗﻲ ﻋددﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟرﺳوم 468-05ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط ،ﺣﯾث أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﺄﺧذ ﺷﻛل
ﺷرﻛﺔ ﺗﺿﺎﻣن أو أﺳﻬم ،ﺷرﻛﺔ ذات ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣددة أو ﻣؤﺳﺳﺔ ،...ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﺗﺟﺎ أو ﺗﺎﺟ ار أو ﺣرﻓﻲ
أو ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
-رﻗم اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﺟﺎري :وﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون
08/04اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﯾن ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 07ﻣﻧﻪ
وﻣن ﺑﯾﻧﻬم اﻟﺣرﻓﯾون وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺣرة ﻓﻬؤﻻء ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﻬذا اﻟﺑﯾﺎن ،رﻏم ﻛوﻧﻬم أﻋوان
اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﯾﺧﺿﻌون ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔوﺗرة .
66
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-طﺑﯾﻌﺔ اﻟرﺳوم و/أو اﻟﺣﻘوق و/أو اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت وﻧﺳﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ،ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ
و/أو ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ،دون ذﻛر اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻌﻔﻰ ﻣﻧﻪ.
اﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻊ اﺣﺗﺳﺎب ﻛل اﻟرﺳوم ﻣﺣر ار ﺑﺎﻷرﻗﺎم واﻷﺣرف :وﻫو ﯾﺷﻣل ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء -
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت أو اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت واﻻﻧﺗﻘﺎﺻﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﺑﺎﻟﻐﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ و/أو
ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﺗﺎرﯾﺦ دﻓﻌﻬﺎ .1
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض ﻛل ﺗﻧزﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﻌر ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺳﺑب
أﻫﻣﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أو اﻟﻣﺷﺗراة و/أو ﻟﻠﻧوﻋﯾﺔ أو ﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺷﺗري أو ﻣؤدي اﻟﺧدﻣﺎت.
أﻣﺎ اﻻﻗﺗطﺎع ﻓﻬو ﻛل ﺗﻧزﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﻌر ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن أﺟل ﺗﻌوﯾض ﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻠﯾم أو ﻋﯾب
ﻓﻲ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺎت.
-أﻣﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻓﻬو ﻛل ﺗﻧزﯾل ﺗﺟﺎري ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻣﻛﺎﻓﺄة وﻓﺎء اﻟﻣﺷﺗري ،وﯾﺣﺳب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
رﻗم اﻷﻋﻣﺎل دون اﺣﺗﺳﺎب اﻟرﺳوم ،اﻟﻣﻧﺟز ﻣﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ .2
-اﻟﺧﺗم اﻟﻧدي وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻻ إذا ﺣررت اﻟﻔﺎﺗورة ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻘل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ .3
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺗري :ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
468/05ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوي اﻟﻔﺎﺗورة ﻋﻠﻰ اﺳم اﻟﻣﺷﺗري وﻟﻘﺑﻪ وﻋﻧواﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ".
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ:
-اﺳﻣﻪ وﻟﻘﺑﻪ إذا ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ.
67
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-اﻟﻌﻧوان ورﻗﻣﺎ اﻟﻬﺎﺗف واﻟﻔﺎﻛس وﻛذا ﻋﻧوان اﻟﺑرﯾد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺑﯾﺎﻧﺎت أﺧرى :إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 3و 4ﻓﺈن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 468/05اﺷﺗرط ﺑﯾﺎﻧﺎت أﺧرى وﻫﻲ:
-ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻣرﺳوم " 305 -95ﯾﺟب أن ﺗذﻛر وﺗﺣدﯾد ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل
ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ".
-ﺗواﺑﻊ اﻟﺳﻌر :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة " 13ﯾﺟب أن ﯾذﻛر وﺗﺣدﯾد ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 12
أﻋﻼﻩ ﺗواﺑﻊ اﻟﺳﻌر ﻛﻔواﺋد ﺑﺎﻟﻘروض ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻵﺟﺎل"
-ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﺳﺗﻐﻼل :ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 13وﺗذﻛر اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋبء اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻛﺄﺟور
اﻟوﺳطﺎء واﻟﻌﻣوﻻت واﻟﺳﻣﺳرة وأﻗﺳﺎط اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﻔوﺗورة ﻋﻠﻰ اﻟزﺑون ".
ﺛم ﯾﻛﺗب اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻷﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ أﺳﻔل اﻟﻔﺎﺗورة ﺑﺎﻷرﻗﺎم واﻷﺣرف ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة
15ﻣن اﻟﻣرﺳوم ، 305 -95وﺗﺳﺟل ﻓﻲ ﻓﺎﺗورة ﻛل اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺑوﺿﺔ واﻟرزم اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗرﺟﺎع
واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻐﯾر أي اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻓرة وﻫو ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا
اﻟﻣرﺳوم.
-ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ :ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر
اﻟﻔﺎﺗورة ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘﺎد ،واﻟذي ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻹﺛﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻛون اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺑدأ ﻣﻧﻪ ﺣﺳﺎب أﺟﺎل اﻟدﻓﻊ .وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺦ دﻓﻊ اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ آﺟﺎل اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ أن ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻔﺎﺋدة ﻛل
ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن دون اﺳﺗﺛﻧﺎء وﺗواﻓق ﻣﺎ ﻫو ﻣذﻛور ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻛدﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻫو
ﻋﻧﺻر ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺗدﻋﯾم اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ.
68
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
-ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻣرﺳوم " 468 -05ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوي
اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣﺣررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺣرﯾر واﻟرﻗم اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ " واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷﺗرط وﺿﻊ ﺗﺎرﯾﺦ
. اﻟﺑﯾﻊ أو آداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗورة
-ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدﻓﻊ :ﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺎدة 17اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻲ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم " :ﯾﺟب أن ﺗﺳﺟل
أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش اﻟﻔﺎﺗورة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟدﻓﻊ وﻛذﻟك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﺣدﯾد
ﻣﺻدرﻫﺎ ورﻗﻣﻬﺎ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ "
وﻫﻲ آﺟﺎل ﯾﺗرك ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﺣرﯾﺔ اﻷطراف ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺷﺗري ﻗد دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻔﺎﺗورة ﻣﺗﻰ وﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف
اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣدد ﺑﻬﺎ ،وﻟﯾس ﯾوم دﺧول ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ ﻻن ذﻟك ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺧد ﻣن ﯾوﻣﯾن
اﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﯾﺎم ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ووﺿﻊ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣﺎل ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ) ﻣﺛﻼ اﻟﺑﻧك ( وﺗﺎرﯾﺦ وﺿﻊ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻓﻲ
ﺣﺳﺎب اﻟﺑﺎﺋﻊ .1
إذا أﻟﻐﯾت اﻟﻔﺎﺗورة ﯾﺟب ﻛﺗﺎﺑﺔ ذﻟك ﻓﻲ وﺳط اﻟﻔﺎﺗورة ﺑوﺿوح وﺑﺎﻟﻠون اﻷﺣﻣر ﻋﺑﺎرة " ﻓﺎﺗورة ﻣﻠﻐﺎة "
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻣرﺳوم 468 – 05اﻟﻣﺣدد ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة .
ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ أن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ وﺳﯾﻠﺔ
ﻹﺛﺑﺎت ﻣﺿﻣون اﻟﻌﻘد ،وﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﻣﻛن اﻟزﺑون ﻣن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻟﺷروط اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻌرﻓﺔ إن ﻛﺎن ﺿﺣﯾﺔ ﻋﻣل ﺗﻣﯾﯾزي أو ﻋﻣل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﺗﻛون ﺑذﻟك
اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺣﺟﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺿﻣﺎن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟوﺿوح.
ﯾﺟب أن ﯾذﻛر ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ اﻟﺳﻌر ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ -
ﺑﺎﻵﺟﺎل واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋبء اﺳﺗﻐﻼل ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻛﺄﺟور اﻟوﺳطﺎء واﻟﻌﻣوﻻت واﻟﺳﻣﺳرة وأﻗﺳﺎط اﻟﺗﺄﻣﯾن
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ وﺗﻛون ﻣﻔوﺗرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري .2
- Jean – Bernard BLAISE, Droit des affaires (commerçants ,concurrence ,distribution) , DELTA 1999,P492.
1
2
- Francis Lefebvre, Mémento pratique : Droit des affaires (concurrence consommation), 2001, p. 368.
69
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺷروط ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺗورة
إن ﺗوﻓر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔﺎﺗورة ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑل ﯾﺟب ﺗواﻓر
ﺑﻌض اﻟﺷروط طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻣرﺳوم 468/05وﻫﻲ:
-ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻔﺎﺗورة واﺿﺣﺔ وﻻ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أي ﻟطﺧﺔ أو ﺷطب أو ﺣﺷو :ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻌﯾوب
ﺗﻣس ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺻدﻗﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﯾﻬﺎ.
-ﯾﺟب أن ﺗﺣرر اﻟﻔﺎﺗورة اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ دﻓﺗر أروﻣﺎت ﯾدﻋﻰ "دﻓﺗر اﻟﻔواﺗﯾر" ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﺷﻛﻠﻪ ،أو ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺎدي ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ.
ودﻓﺗر اﻟﻔواﺗﯾر ﻫو دﻓﺗر أروﻣﺎت ﯾﺿم ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ وﺗﺳﻠﺳﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻔواﺗﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوي
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري )طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 3و 4ﻣن اﻟﻣرﺳوم (468 -05أﺛﻧﺎء إﻧﺟﺎز اﻟﺻﻔﻘﺔ،
وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺷروع ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل دﻓﺗر ﻓواﺗﯾر ﺟدﯾد إﻻ ﺑﻌد أن ﯾﺳﺗﻛﻣل اﻟدﻓﺗر اﻷول ﻛﻠﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓﺎﺗورة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻊ
ذﻟك ﻻ ﺗﻧﻔﻲ ﻋن اﻟﻣﺣرر دورﻩ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣر ار ﻋرﻓﯾﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت.
-ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺎﺗورة اﻟﻣﻠﻐﺎة ﻓﯾﺟب أن ﺗﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﺑﺎرة "ﻓﺎﺗورة ﻣﻠﻐﺎة" ﺗﺳﺟل ﺑوﺿوح ﺑطول ﺧط
زاوﯾﺔ اﻟﻔﺎﺗورة.
ﻫــذﻩ ﻫــﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت واﻟﺷــروط اﻟواﺟــب ﺗواﻓرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻔــﺎﺗورة ﺗﺣــت طﺎﺋﻠ ـﺔ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾــﺔ ﻟﻠﻌــون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إﻣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔﺎﺗورة ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ أو ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻣـن أﺳﺎﺳـﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺣــﺎل إﻫﻣــﺎل ﺑﻌــض اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻬﺎﻣــﺔ .ﺣﯾــث وطﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣــﺎدة 34ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون 02/04ﻓﺈﻧــﻪ ﺗﻌﺗﺑــر ﻓــﺎﺗورة ﻏﯾــر
ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻛل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻐ ارﻣـﺔ ﻣـن ﻋﺷـرة آﻻف دﯾﻧـﺎر إﻟـﻰ
ﺧﻣﺳﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ،ﺑﺷـرط أﻻ ﺗﻣـس ﻋـدم اﻟﻣطﺎﺑﻘـﺔ اﻻﺳـم أو اﻟﻌﻧـوان اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑـﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﺷـﺗري ،وﻛـذا
رﻗــم ﺗﻌرﯾﻔــﻪ اﻟﺟﺑــﺎﺋﻲ وﻋﻧواﻧ ـﻪ واﻟﻛﻣﯾــﺔ واﻹﺳــم اﻟــدﻗﯾق وﺳــﻌر اﻟوﺣــدة ﻣــن ﻏﯾــر اﻟرﺳــوم ﻟﻠﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﻣﺑﯾﻌــﺔ أو
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻋدم ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة ﻋدم ﻓوﺗرة وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣـﺎدة 23ﻣـن
ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون.
ﻣــﻊ اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ اﻟﻔــﺎﺗورة ﻏﯾــر اﻟﻣطﺎﺑﻘــﺔ اﻟﻣﻌﺎﻗــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة 34أﻋــﻼﻩ ﺗﺧﺗﻠــف ﻋــن اﻟﻔــﺎﺗورة
اﻟوﻫﻣﯾﺔ واﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣزﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 24ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون 02 -04واﻟﻣﻌﺎﻗـب ﻋﻠﯾﻬﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻣـﺎدة
70
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
37ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون .1ﻓﺎﻟﻔﺎﺗورة ﻏﯾر اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻫﻲ ﻓﺎﺗورة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺣرر ﺑﺷﺄن ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﻌﻠﯾـﺔ ﻏﯾـر أﻧﻬـﺎ ﻻ
ﺗ ارﻋــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺷــروط و اﻟﻛﯾﻔﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺣــددﻫﺎ اﻟﻘــﺎﻧون واﻟﺗﻧظــﯾم .أﻣــﺎ اﻟﻔــﺎﺗورة اﻟوﻫﻣﯾــﺔ ﻓﻬــﻲ اﻟﻔــﺎﺗورة اﻟﺗــﻲ
ﺗﺣــرر ﺑﺷــﺄن ﻣﻌــﺎﻣﻼت ﻟــﯾس ﻟﻬــﺎ وﺟــود ﺣﻘﯾﻘــﻲ إﻧﻣــﺎ ﯾــﺗم إﻋــدادﻫﺎ ﻹﯾﻬــﺎم أﻋـوان اﻟﻣراﻗﺑــﺔ ﺑﺳــﻼﻣﺔ اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ واﻟواﻗﻊ أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ذﻟك ﺗﻣﺎﻣﺎ .ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣزﯾﻔـﺔ ﻫـﻲ اﻟﻔـﺎﺗورة اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـرر ﺑﺷـﺄن
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻟﻛن ﯾﺗم ﺗزوﯾر وﺗزﯾﯾف ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻌﻛس ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣـت ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﯾن،2
ﻟذا اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷـرع ﻫـﺎﺗﯾن اﻷﺧﯾـرﺗﯾن ﻣـن ﻗﺑﯾـل اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ اﻟﺗدﻟﯾﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧـدرج ﺿـﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ.
ﻫذا وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 468/05ﻗد أﺷﺎر ﺿﻣن أﺣﻛﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن
ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑـ "اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ" ،ﻣﺳﺎﯾ ار ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺿﺣت ﺣﻘﯾﻘﺔ واﻗﻌﺔ
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳب طﺑﯾﻌﺔ وﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻟوﺳﯾط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ .ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 11ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة إو رﺳﺎﻟﻬﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟﻧﻘل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظﺎم إرﺳﺎل اﻟﻔواﺗﯾر اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﺟﻬﯾزات واﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﺷﺧص أو أﻛﺛر ﺑﺗﺑﺎدل اﻟﻔواﺗﯾر ﻋن ﺑﻌد".
وﻗد اﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة 3ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم ﺿﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻌﻧوان
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻛل ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء أي ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺛﻧت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣﺣررة ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻘل
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن ﺷرط اﺣﺗواﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺗم اﻟﻧدي وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ .3وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد و طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن
اﻟﻣﺎدة 327ﻣﻛرر 1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺗﻰ أﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫوﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ
وﻛﺎن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻣﻌدا أو ﻣﺣﻔوظﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﯾﺿﻣن ﺳﻼﻣﺗﻪ .4
ﻫذا أﻫم ﻣﺎ أوردﻩ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 468/05ﺑﺧﺻوص اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗظر اﺳﺗﻛﻣﺎل
ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ – طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم -ﺑﺻدور ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزراء اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ.
- 1ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 24ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ إﻟﻰ :دﻓﻊ أو اﺳﺘﻼم ﻓﻮارق ﻣﺨﻔﯿﺔ ﻟﻠﻘﯿﻤﺔ ؛ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻓﻮاﺗﯿﺮ
وھﻤﯿﺔ أو ﻓﻮاﺗﯿﺮ ﻣﺰﯾﻔﺔ ؛ إﺗﻼف اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﯿﺔ وإﺧﻔﺎﺋﮭﺎ أو ﺗﺰوﯾﺮھﺎ ﻗﺼﺪ إﺧﻔﺎء اﻟﺸﺮوط اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ .
- 2ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻛﺘﻮ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،ﻣﻨﺸﻮرات ﺑﻐﺪادي ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2010 ،ص.111
-3وﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﻘﺮة ﻋﻠﻰ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻔﺎﺗﻮرة اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻮﯾﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ.
-4ﺣﯿﺚ أﺣﺎﻟﺖ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 827اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﯿﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 323ﻣﻜﺮر 1ﻣﻦ ق م ج اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ:
"ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻹﺛﺒﺎت ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻛﺎﻹﺛﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﺑﺸﺮط إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ھﻮﯾﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي أﺻﺪرھﺎ وأن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺪة وﻣﺤﻔﻮظﺔ
ﻓﻲ ظﺮوف ﺗﻀﻤﻦ ﺳﻼﻣﺘﮭﺎ".
71
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻓﺈﻧﻪ" :ﯾﻘﺑل اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑدل
اﻟﻔﺎﺗورة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛررة واﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻋﻧد ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻟﻧﻔس اﻟزﺑون ،وﯾﺟب أن ﺗﺣرر ﻓﺎﺗورة
إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﻬرﯾﺎ ﺗﻛون ﻣراﺟﻌﻬﺎ وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ".
إو طﻼق ﻟﻔظ "اﻟزﺑون" ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﯾﻔﯾد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻛذا اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إذا ﺗﻛرر ﻣﻧﻪ اﻗﺗﻧﺎء
ﺳﻠﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻣن ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ طﻠﺑﻪ ﻟﻠﻔﺎﺗورة ﻓﻲ ﻛل ﻣرة.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 11أﻋﻼﻩ وﻛذا اﻟﻣواد 17 ،16 ،15 ،14ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 468/05ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺷﺗرط ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑدل اﻟﻔﺎﺗورة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﯾﺟب أن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺻراﺣﺔ رﺧﺻﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻣوﺟب ﻣﻘرر ﻣن
اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة.
-ﯾﺟب أن ﯾﺣﺗوي وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ رﻗم وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻘرر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺻل
اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ،اﺳم وﻟﻘب وﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳﻠم أو اﻟﻧﺎﻗل ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ
واﻟﻣﺷﺗري اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ.
-ﯾﺟب أن ﯾﺧﺿﻊ وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﻧﻔس ﺷروط ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
10ﻣن اﻟﻣرﺳوم ، 486/05ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻛون وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺧﺎﻟﯾﺎ ﻣن أي ﻟطﺧﺔ أو ﺷطب أو ﺣﺷو ،وأن
ﯾﺣرر وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ دﻓﺗر وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿرورة ﺗﺿﻣﯾن وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻠﻐﻰ
ﻋﺑﺎرة "وﺻل ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻠﻐﻰ" ﺗﺳﺟل ﺑوﺿوح ﺑطول ﺧط زاوﯾﺔ اﻟوﺻل.
-ﯾﺟب أن ﯾﺣرر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﺗورة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻘﯾد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺟزﻫﺎ ﻣﻊ ﻛل زﺑون
ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺷﻬر واﺣد واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣل وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﯾﺟب أن ﺗﺣرر ﻫذﻩ اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻌد
اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة اﻟﺷﻬر ﻣﺑﺎﺷرة وأن ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،وﻛذﻟك
أرﻗﺎم وﺗوارﯾﺦ وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣررة.
72
ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻓﺈﻧﻪ" :ﯾﻘﺑل اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑدل اﻟﻔﺎﺗورة ﻓﻲ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛررة واﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻋﻧد ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻟﻧﻔس اﻟزﺑون ،وﯾﺟب أن ﺗﺣرر ﻓﺎﺗورة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺷﻬرﯾﺎ ﺗﻛون ﻣراﺟﻌﻬﺎ وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ".
إو طﻼق ﻟﻔظ "اﻟزﺑون" ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﯾﻘﯾد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إذا ﺗﻛرر ﻣﻧﻪ اﻗﺗﻧﺎء ﺳﻠﻊ
ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻣن ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻊ طﻠب ﻟﻠﻔﺎﺗورة ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ،ﻛﺎﻟﻣرﯾض
اﻟﻣزﻣن اﻟذي ﯾﻌﺗﺎد ﻋﻠﻰ ﺷراء دواء ﻣﻌﯾن ﻣن ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﺻﯾدﻟﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 11أﻋﻼﻩ وﻛذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 468/05ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑدل
اﻟﻔﺎﺗورة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻛررة وﻣﻧﺗظﻣﺔ ،وأن ﯾﻛون
اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﻔس اﻟزﺑون ،ﻣﻊ وﺟوب ﺗﺣرﯾر ﻓﺎﺗورة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﻬرﯾﺎ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣرﯾر
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ وﺻوﻻت ﺗﺳﻠﯾم ،وﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣﻘﺑوﻟﺔ إﻻ إذا ﺗﺣﺻل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻣدﯾرﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺟﯾز ﻟﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﺑوﺻل اﻻﺳﺗﻼم .
73
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ ) (La loyautéﻟﻐﺔ "اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﺳوء" .1أﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن إﺗﯾﺎن ﻣﺎ ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟﺷرف واﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻣن ﺧداع أو ﻏش أو ﺗﻌﺳف أو
إﺿرار ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر .2وﺗﻌد اﻟﻧزاﻫﺔ ﻣن أﻫم وأوﺳﻊ ﻣظﺎﻫر ﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.3
وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻌﺎم ﻧﺣو ﺗﻌزﯾز ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧزاﻫﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ذات اﻟطرف
اﻟﺿﻌﯾف ،ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻧزاﻫﺔ ﻣﺑدأ ﯾﺣﻛم اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﻘواﻋد ،ﺣظر ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻷﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺷرﯾﻔﺔ،
ﺗﺿ ﱠﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺗﺣت ﻋﻧوان "ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ".
وﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ ﺷﻣل ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺟﻌل
اﻷﻣر 03 -03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻧزاﻫﺔ ﺿﺎﺑط ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ إطﺎر ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر .4وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس
ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ ﺿﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳوق ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم.5
وﻟﻘد أدرج اﻟﻣﺷرع ﺗﺣت اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
ﺧﻣس ﻓﺻول ﺗﺗﻌﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ؛ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﻏﯾر
ﺷرﻋﯾﺔ؛ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ؛ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ؛ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.
وﯾﻼﺣظ أن ﺑﻌض ﻋﻧﺎوﯾن ﻫذﻩ اﻟﻔﺻول ﺗﺑدو ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ
اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ و ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ،وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺧﺻﯾص وﺻف ﻋدم اﻟﻧزاﻫﺔ أو
ﻋدم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻓﺻل دون آﺧر ،ﻟﻣﺎ ﻗد ﯾﺛﯾرﻩ ذﻟك ﻣن ﻟﺑس ﺣول ﻣدى ﺷرﻋﯾﺔ
أو ﻧزاﻫﺔ ﻣﺎ ورد ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻔﺻول.
وﺳوف ﻧﻘﺗﺻر ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وﻛذا اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( .أﻣﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻛذا اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻓﻘد ﺳﺑق اﻟﺗﻌرض ﻟﺟﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﻪ ﺑﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر.
75
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻓﺿﺎء ﻣﺷﺣوﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻓس واﻟﺗﺟﺎذب اﻟﺣﺎد ﺑﯾن
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺟراء اﺟﺗﻬﺎدﻫم ﻓﻲ ﺟﻠب أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻟذا ﻛﺎن ﻣن اﻷﺟدر
اﻟﺗدﺧل ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ وردع اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن أﻋوان
اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﺗوﺧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟذي ﺣظر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﺑﻬدف ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ ﺗﺟﺎري
ﻧزﯾﻪ وﺷرﯾف ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻛذا اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺣظر
اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ دون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ
)اﻟﻣطﻠب اﻷول( واﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( واﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث( واﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
)اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ( واﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة )اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈﻧﻪ "ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ أي ﺷﺧص ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون
اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ".
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺣرﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن أﻫم اﻟﺣرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ،1ﻓﺈن ﻫذﻩ
اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻣﻧﻬﺎ ﺿرورة اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،2اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻠزم اﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺟﻣﻠﺔ ﻣن ﺷروط.
وﻋﻠﺔ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14أﻋﻼﻩ ،ﻫو أن إﺑﺎﺣﺔ اﻣﺗﻬﺎن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﺳﺗﯾﻔﺎء
ﻣﺎ ﺗﻘررﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣن ﺷروط ،ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن .3ذﻟك أن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ أﻋﺑﺎء ﺿرﯾﺑﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺑﻌﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻧظﺎﻣﻲ،
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺣﻠل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺎﺟر ﻏﯾر اﻟﻧظﺎﻣﻲ ،ﻣﺎ ﯾوﻓر اﻣﺗﯾﺎ از ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻌزﯾز ﻗدراﺗﻪ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ
- 1ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 37ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر "ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ وﺗﻤﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن".
- 2ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري "ﯾﻌﺪ ﺗﺎﺟﺮا ﻛﻞ ﺷﺨﺺ طﺒﯿﻌﻲ أو ﻣﻌﻨﻮي ﯾﺒﺎﺷﺮ ﻋﻤﻼ ﺗﺠﺎرﯾﺎ وﯾﺘﺨﺬه ﻣﮭﻨﺔ ﻣﻌﺘﺎدة ﻟﮫ".
- 3أﻧﻈﺮ :ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻛﺘﻮ ،م س ،ص .92
76
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﺳﺎب اﻷول .ﻣن ﻫﻧﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ،ﺳﻌﯾﺎ ﻣﻧﻪ
ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﺗﺟﺎرة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
ﻛﻣﺎ أن ﻓرض اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﯾﺑررﻩ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻬﻧﺔ
وﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻘطﺎع ،ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻣﻛﻧﺔ رﻗﺎﺑﺔ وﺿﺑط اﻟﺳوق ،وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻺﺣﺻﺎء واﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم ،وﻣن ﺛم اﻟﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط ورﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﻟﻘد ﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-04ﺗﺣدﯾد ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ) 1اﻟﻔرع اﻷول( ،ﻛﻣﺎ ﺑﯾن
أﺛر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺗﻠك اﻟﺷروط )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑداﯾﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺎ أوردﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري 2ﻓﻲ اﻟﻣواد 2و 3و ، 4وﻫﻲ ﺗﺻﻧف
إﻟﻰ أﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع ،وأﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﺷﻛل ،وأﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
وﻗد ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺄﻧﻪ "ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﺑﺎﺷر
ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ وﯾﺗﺧذﻩ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻪ" .و ﻣن ﺛم ﻓﺈن ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﺗﻠﺣق ﻛل ﺷﺧص ﯾﻣﺎرس ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻻﻣﺗﻬﺎن واﻻﺣﺗراف ،أي ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة وﻣﺗﻛررة.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 08-04اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ
ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو اﻋﺗﺑﺎري ﯾرﻏب ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟذي ﯾﻣﻧﺣﻪ
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرة ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري .وﯾﺳري ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﻘرﻫﺎ
ﺑﺎﻟﺧﺎرج وﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر.3
وﯾؤﻫل ﻣﺄﻣور اﻟﻔرع اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﺗﺳﺟﯾل ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو
اﻋﺗﺑﺎري ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري .4وﯾﺗم ذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣدوﻧﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟﺗﻲ ﯾﺣدد ﻣﺣﺗواﻫﺎ وﺗﺣﯾﯾﻧﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم.5
- 1اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 08 -04اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 14أوت 2004ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮوط ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ )ج ر .(2004/52 :
2
-اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 59 -75اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1975/09/26ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ )ج ر .(1975/101 :
- 3اﻟﻤﺎدة 6ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ .08 -04
- 4اﻟﻤﺎدة 10ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ .08 -04
- 5أﻧﻈﺮ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 28ﻣﺎي 2012اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﯾﻞ وﺗﺤﯿﯿﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري.
77
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺷرط اﻟﻘﯾد ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻫﻧﺎك أﻧﺷطﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺷروط إﺿﺎﻓﯾﺔ ،
ﻓﻲ إطﺎر ﻧظﺎم اﻷﻧﺷطﺔ أو اﻟﻣﻬن اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ،1وﻫﻲ أﻧﺷطﺔ أو ﻣﻬن ﺗﺧﺿﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ
ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ،و ﺗﺗطﻠب ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ أو اﻋﺗﻣﺎد ﻣؤﻗت ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻹدارات أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ
ﻟذﻟك.2
ﻫذا وﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌون ﻟﻧظﺎم ﺧﺎص ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻧﺎﻓﻲ .3وﻛذا اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم وﻟم ﯾرد ﻟﻬم اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻻرﺗﻛﺎﺑﻬم إﺣدى اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 08-04اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺛر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺳﻠﻛﻪ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟزاءات ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ ﻛﺟزاء
ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 14ﻣﻧﻪ رﻏم طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﻲ اﻟﻣﺣض )اﻟﺣظر( ،واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
4
ﻓﻲ اﻟﺣﺟز واﻟﻣﺻﺎدرة واﻟﻐﻠق .وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع أراد ﺗﺟﻧب إزدواﺟﯾﺔ اﻟﺗﻐرﯾم ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘﺎﻧون -04
08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ ﻛﺟزاء ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
دون اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ ﻟذﻟك.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻛﺷرط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﯾز اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08 -04
ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻘﺎرة 5وﻏﯾر اﻟﻘﺎرة .6ﺣﯾث ﻋﺎﻗﺑت اﻟﻣﺎدة 31ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﻋﺷرة آﻻف إﻟﻰ ﻣﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر
ﺟزاﺋري ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻗﺎ ار دون اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري .ﻛﻣﺎ
ﺧوﻟت أﻋوان اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻏﻠق اﻟﻣﺣل إﻟﻰ ﺣﯾن ﺗﺳوﯾﺔ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟوﺿﻌﯾﺗﻪ .ﻓﯾﻣﺎ ﻋﺎﻗﺑت اﻟﻣﺎدة
32ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺧﻣﺳون أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻛل ﺗﺎﺟر ﯾﻣﺎرس ﺗﺟﺎرة ﻏﯾر ﻗﺎرة دون
- 1وﯾﻌﺘﺒﺮ ﻛﻨﺸﺎط أو ﻣﮭﻨﺔ ﻣﻘﻨﻨﺔ ﻛﻞ ﻧﺸﺎط أو ﻣﮭﻨﺔ ﯾﺨﻀﻌﺎن ﻟﻠﻘﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري وﯾﺴﺘﻮﺟﺒﺎن ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﻤﺎ وﺑﻤﺤﺘﻮاھﻤﺎ وﺑﻤﻀﻤﻮﻧﮭﻤﺎ وﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺣﯿﺰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮوط ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎح ﺑﻤﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ .أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 2ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 40 -97اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1997/01/18
اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﺎﯾﯿﺮ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻨﺸﺎطﺎت واﻟﻤﮭﻦ اﻟﻤﻘﻨﻨﺔ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري وﺗﺄطﯿﺮھﺎ )ج ر .(1997/5 :
- 2أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 24و 25ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن .08 -04
- 3اﻟﻤﺎدة 9ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ .08 -04
- 4أﻧﻈﺮ اﻟﻤﻮاد 39و 44و 46ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ .02-04
- 5طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 19ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 08-04ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻘﺎر ﻛﻞ ﻧﺸﺎط ﯾﻤﺎرس ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺤﻞ.
- 6طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 20ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 08-04ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺎر ﻛﻞ ﻧﺸﺎط ﺗﺠﺎري ﯾﻤﺎرس ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﻌﺮض أو ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ .وﯾﻤﺎرس ﻓﻲ
ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق واﻟﻤﻌﺎرض أو ﻓﻲ أي ﻓﻀﺎء آﺧﺮ ﯾﻌﺪ ﻟﮭﺬا اﻟﻐﺮض.
78
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣﺟز ﺳﻠﻊ ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺣﺟز وﺳﯾﻠﺔ
أو وﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻧﺷطﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ﻓﻘد ﻋﺎﻗﺑت اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 08-04ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﯾن
أﻟف إﻟﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط أو ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻘﻧﻧﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل
اﻟﺗﺟﺎري دون اﻟرﺧﺻﺔ أو اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣطﻠوﺑﯾن.
ﻫذا وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺷﺧص أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻪ ﻟﻠﺷروط
اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت واﻷﻋﺑﺎء اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎر ﺑﺷﺄن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣﺎرﺳﻬﺎ .ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﻔﯾﻪ ذﻟك ﻣن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون
02 -04ﺑﺗﺑﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺗﺎﺟ ار ﻓﻌﻠﯾﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن .وذﻟك
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣﺧطﺊ ﻣن ﺧطﺋﻪ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر اﻟﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ اﻟذي ﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ.
ﻫذا وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04رﻛزت ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .وﻫﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟوﺣﯾدة ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻣﺻطﻠﺢ "اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ" ﺑدل
"اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ" .رﻏم أن ﻣﻔﻬوم "اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ" ﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أوﺳﻊ ﻣن "اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ" ،وذﻟك اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻣل ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﻛل ﻣﻧﺗﺞ أو
ﺣرﻓﻲ أو ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت أي ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻌﺎدي أو ﺑﻘﺻد
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳس ﻣن أﺟﻠﻬﺎ .1ﻓﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺗﺎﺟر ﻓﺈن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﻣوﻟون ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﻣﺎرﺳون ﺑﺎﻟﺿرورة أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣرﻓﯾﯾن ﻣﺛﻼ .وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺣﻛم اﻟﻣﺎدة 14أﻋﻼﻩ ﻻ
ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎر ،رﻏم أن ﻣﻬﻧﻬم ﺗﺧﺿﻊ ﺑدورﻫﺎ ﻟﺷروط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺗﻧظم ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ.
79
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗد ﯾﺟد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﺳﺗﻬﻼك ﻟﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم اﺳﺗﻐﻼل اﻟطرف اﻟﻘوي وﻫو اﻟﺗﺎﺟر ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺣد ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد أو ﻋدم اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﻣن ﻣظﺎﻫر ذﻟك اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺗﺎﺟر أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن
دون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ وذﻟك ﺑﻌد ﻋرض إﯾﺟﺎﺑﻪ ﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري،
ﯾﺧص اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺿد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻣﻧﻊ رﻓض اﻟﺗﺎﺟر ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ
اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون .02-04
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟرﻓض اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن :ﺣﯾث ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول أﺣﻛﺎم
رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ وﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷروط ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻣﻧوﻋﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺣﻛﺎم رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗﻲ
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﻌﺗﺑر ﻛل ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظر اﻟﺟﻣﻬور ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ﯾﻣﻧﻊ رﻓض ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو
ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺑدون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،أو ﻛﺎﻧت اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺗوﻓرة ،ﻻ ﯾﻌﻧﻲ
ﻫذا اﻟﺣﻛم أدوات ﺗزﯾﯾن اﻟﻣﺣﻼت واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرض واﻟﺗظﺎﻫرات".
أوﻻ -ﺗﻧظﯾم رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ :ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺳﺄﻟﺔ رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺑﺎدئ
اﻷﻣر ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 59ﻣن اﻷﻣر 06/95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ ،1ﺛم أﻋﺎد ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة
15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .202-04
ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻗﺎﻧون 02 -04اﻋﺗﺑر ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ وﻣن ﺗم ﯾﻣﻧﻊ رﻓض ﺑﯾﻌﻬﺎ ،ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد اﺳﺗدل ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ
ﻣﺟﻬوﻟﺔ وﻫﻲ ﻗﺻد اﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﺛﺑوت واﻗﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ وﻫﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظر اﻟﺟﻣﻬور 3وﻷن اﻋﺗﺑﺎر
80
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظر اﻟﺟﻣﻬور ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﯾﺳﺗﻠزم أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ﻣﻧﻬﺎ ﺿرورة ﻋدﻫﺎ أو وزﻧﻬﺎ أو ﻛﯾﻠﻬﺎ إو ﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺄﺳﻌﺎرﻫﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 05
ﻣن ﻗﺎﻧون ،02 -04إو ﻫﻣﺎل ذﻟك ﯾرﺗب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أﻣﺎ ﻋن ﻣدى إﻟزاﻣﯾﺔ
اﻹﯾﺟﺎب اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﺟﻣﻬور ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺟر أو ﻓﻲ واﺟﻬﺎت اﻟﻣﺣﻼت ﻣﻊ ﻛﺗﺎﺑﺔ
أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺻرﯾﺣﺎ ﻷن اﻟﺗﺎﺟر ﯾﻛون ﻗد ﻗﺻد ﺑﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻟﻣﻛﺗوب
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
واﻟﺑﯾﻊ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﺗﺎﺟر وﻣن ﯾﺗﻘدم ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺑول ،1طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌدل ﻋن إﯾﺟﺎﺑﻪ ﺑﺳﺣب اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ
ﻣن واﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣل ﻣﺛﻼ أو ﯾرﻓﻊ اﻟﺛﻣن اﻟﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻹﯾﺟﺎب ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ
واﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣل دون ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣﺛﯾﻼﺗﻬﺎ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ داﺧﻠﻪ وﺑﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻏﯾر ﻣﻛﺗوب
ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﯾد اﻟﺟﻣﻬور ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ داﺧل اﻟﻣﺣل،
ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ وﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﻬور ﺟﺎز ﻟﻛل ﺷﺧص أن ﯾطﻠب ﺷراء ﻣﺎ ﯾﺷﺎء ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺎﺟر
ﻗد ﺗﺣﻔظ وأﻋﻠن ﻛﺗﺎﺑﺔ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑﯾﻊ إﻻ ﻗد ار ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻛل ﺷﺧص ﺑﺷرط أن ﯾﻛون اﻹﻋﻼن ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺑﺎرز.
إو ذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف أو اﻟﻧﺷرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ اﻋﺗﺑر
ذﻟك إﯾﺟﺎﺑﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻷن ﯾﻘﺗرن ﺑﻪ اﻟﻘﺑول ، 2وﻣﺗﻰ وﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﻘﺑول اﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ أول ﻓﺄول وﻓﻲ
ﺣدود ﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﻗﯾﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻋرﺿﻬﺎ ودون أن ﯾرﻓﻊ اﻟﺳﻌر أﯾﺿﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻗد أﻋﻠن رﻓﻊ
اﻟﺳﻌر ﻗﺑل وﺻول اﻟطﻠب إﻟﯾﻪ.
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 15رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ دون اﻟﺧدﻣﺎت ،ووﺟوب اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﻧص ﯾﻘﺿﻲ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﺗﺧص اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻘط ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظر
اﻟﺟﻣﻬور ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻸداء.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أﺳﺎس ﺣظر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ :إن ﺣﻣﺎﯾﺔ إرادة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن
ﻋدﻣﻪ ﻫﻲ أﺳﺎس ﺣظر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ،ﻷﻧﻪ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول أن ﯾرﻏب ﺷﺧص ﻣﺎ ﻓﻲ إﻗﺗﻧﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻛﻐﯾرﻩ
ﻣن اﻟﻧﺎس ﺛم ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺣروﻣﺎ ﻣن ﺷراء ﻣﺎ ﯾﻌرض ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺳﺑب رﻓض اﻟﺗﺎﺟر اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن
-1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ 04ﻣﻨﺸﻮرات دار اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،2000 ،ص.47
-2اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﯾﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺸﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﮭﻮر وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻞ إﻟﻰ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﻌﻨﺎوﯾﻨﮭﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﮭﺬه ﺗﻌﺘﺒﺮ إﯾﺠﺎﺑﺎ ﺻﺤﯿﺤﺎ،
أﻣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﻓﺘﻌﺘﺒﺮ ﻣﺠﺮد دﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺠﻤﮭﻮر ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.48 -47:
81
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﺎﻻت اﻟﻌرض اﻟداﺋم واﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺟرد ﻗﺑول اﻟﻌرض ﯾﻌﻘد اﻟﻌﻘد وﯾﺟب ﺗﻧﻔﯾذﻩ ، 1وﯾرى
اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺳﻧﻬوري وﻫو ﺑﺻدد ﺗﻧﺎوﻟﻪ اﻹﯾﺟﺎب اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور أﻧﻪ "ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ ،ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺗﺟر ،أن
ﯾرﻓض اﻟﻘﺑول ﺑﻌد أن دﻋﺎ إﻟﻰ ﻧﺷر ﺳﻠﻌﺗﻪ إﻻ إذا اﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﻣﺷروﻋﺔ" . 2
وﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن اﻟدواﻓﻊ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺳﺑﺑﺎ ﻟرﻓض اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن
3
اﻷﺷﺧﺎص ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌرق واﻟﺳﻼﻟﺔ أو اﻟدﯾن أو اﻟﻣظﻬر أو اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ.
وﻗد ﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻧذ ﺗﺷرﯾﻊ 1972/06/01اﻟﻣﻌدل ،وﺗﺷرﯾﻊ 11ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1975ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻟﺗﺟﺎر ﻣن رﻓض اﻟﺑﯾﻊ وأداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ
4
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈﻧﻪ أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ،ﺑﯾن اﻟﻣﻬﺎﺟرﯾن ﻟﻛوﻧﻬم ﻛذﻟك
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟدﺳﺗور
ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣن رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
ﻋﻧﺻري ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻣﻧﻊ رﻓض ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ
أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺑدون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ،إذ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﻛﺎﻧت اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺗوﻓرة" ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻣﻧوﻋﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﺗوﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺳوف ﻧﻧﺎﻗﺷﻬﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎ.
أوﻻ -أن ﯾﻛون رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ :ﻣﻔﺎد ذﻟك أن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن
ﯾدﻋﻰ ﺑوﻗوﻋﻪ ﺿﺣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك رﻓض ﻓﻌﻠﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋﻠﻰ أن
ﻣﺟرد اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟرﻓض أو اﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺳﻠﻌﺔ أو إﺗﻣﺎم اﻟﺧدﻣﺔ ﻻ ﯾﻌد رﻓﺿﺎ . 5وﻻ ﯾﻛون اﻟرﻓض ﻓﻲ
ﻣﺟرد اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺑل ﻗد ﯾﺄﺧذ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻌل ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،أو
-1ھﺠﯿﺮة دﻧﻮﻧﻲ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ /ﺟﺰء ،39رﻗﻢ 01ﻟﺴﻨﺔ ،2002
ص.10
-2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.47
-3اﻟﺴﯿﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﯿﺪ ﻋﻤﺮان ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ أﺛﻨﺎء ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﺪ ،اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ ،2002 ،ص.41
-4اﻟﺴﯿﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﯿﺪ ﻋﻤﺮان ،م س ،ص.42
-5ﺑﺨﺘﺔ ﻣﻮاﻟﻚ ،ﻣﺒﺎدئ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ 03 -03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات أﻟﻘﯿﺖ ﻋﻠﻰ طﻠﺒﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﻓﺮع ﻗﺎﻧﻮن وأﻋﻤﺎل ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2004 ،ص.37
82
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺳﺗﺑداﻟﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗوج اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﻣﻧﺗوج آﺧر وﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﺗﺷﻛل ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ
ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗوج . 1
وﻣن ﻣظﺎﻫر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أﯾﺿﺎ أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋرﻓﻲ ﻣﺛﻼ ،ورﻓض اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ زﺑون
ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ﻏﯾرﻩ وﻫو ﻣﺎ ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺗﺣدﯾد أﺳﺎﻟﯾب اﻟرﻓض ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
02/225ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 01ﻣﺎرس 1994وﻛل ذﻟك ﻟﺗﺳﻬﯾل إﺛﺑﺎت وﺟود اﻟرﻓض
اﻟﻔﻌﻠﻲ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺟب أن ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻫو ﻣﺎ
ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻣﺎدة 58ﻣن اﻷﻣر 06 -95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
واﻟﺗﻲ ﺣذف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﺑﺎرة " وطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك" اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت واردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 58اﻟﻣذﻛورة
أﻋﻼﻩ ،اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾدﻓﻊ ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ أن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻏﯾر ﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﻟﻛن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك
ﻛون اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون 02 -04ﺗؤﻛد ان ﻣن أﻫداﻓﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﺗﻛون اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺗوﻓرة :وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺗواﻓرت
ﻟدى اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺑﯾﻊ أﻋﺗﺑر ذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ رﻓض ﻟﻠﺑﯾﻊ وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻧﻔﺎذ اﻟﺳﻠﻌﺔ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ،ﻷن ﻧﻔﺎذﻫﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻠزم ﻣﻧﻪ إﯾﻘﺎف ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ﻓﻣﺎ داﻣت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظر
اﻟﺟﻣﻬور ﺳواء ﻓﻲ واﺟﻬﺎت اﻟﻣﺣﻼت أو ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرض أو اﻷﺳواق ،ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﺑر أن ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ،راﻓﺿﺎ ﻟﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻋﻧد ﺗوﻓرﻫﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻌرض اﻟﺧدﻣﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗوﻓرﻫﺎ وﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻌـ ـداد اﻟﻌﺎرض ﻟﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﻛـ ـون
اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟطﻠﺑﺎت ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣدود اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى ﺗﻘدﯾم ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ،ﻟﻬذا ﻓﺈن اﻣﺗﻧﺎع
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺳرح أو اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻣﺛﻼ ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎرﻩ رﻓﺿﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻷﻣﺎﻛن.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أن ﯾﻛون اﻟطﺎﻟب ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ طﺎﻟب اﻟﻣﻧﺗوج أن ﯾﻛون ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﻛذﻟك ،وﻫذا ﻣﻌﯾﺎر ذاﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻪ ﻣن ﻋدة ﺣﺎﻻت ،ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر اﻟطﺎﻟب ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ
1
- Denis Redon, Refus de vente, Juris- classeur : conurrence, consommation, 1991, n° 3602-3603.
83
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ا ﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻛﻌدم دﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺷراء ﺳﺎﺑق أو ﺳوء ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد ﺗوزﯾﻊ
ﺳﺎﺑق . 1
وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن ﻋدم وﻓﺎء اﻟﻣﺷﺗري ﺑدﯾن ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻓﺎﺗورة ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن
ﯾدﻋﻲ ﺑﻌﺳرﻩ ،ورﻓض طﻠﺑﻪ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻛون ﺣﯾﻧﺋذ ﻣﺷروﻋﺎ 2ﻛﻣﺎ أن ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟطﺎﻟب ﻗد ﺗﺗﺟﻠﻰ إذا ﻛﺎن
ﯾﻧوي اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن ﺧﻼل إﻟﺣﺎق ﺧﺳﺎرة ﺑﻪ ،أو ﺗﻔوﯾت ﻓرﺻﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﺄن ﯾﻘوم ﻣﺛﻼ ﺑﺷراء ﻣﺳﺣوق
ﻏﺳﯾل ﻹظﻬﺎر ﻣﺳﺎوﺋﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺳﺣوق ﻏﺳﯾل آﺧر ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر.
راﺑﻌﺎ -ﻋدم وﺟود اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ :ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺣظو ار ﯾﺟب ﺗﺑرﯾرﻩ ﺑﺄي ﺑﺎﻋث
ﻣﺷروع ،3إو ن ﻛﺎﻧت ﺗوﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﺑداﻫﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺑرر ﺷرﻋﯾﺎ إذا
ﻛﺎن ﻣﻧﺳﺟﻣﺎ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ اﺷﺗراط اﻟﻘﺎﻧون ﺳن 18ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ
ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ،وﺳن 25ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗرﻓﯾﻪ.4
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻷﺧرى ﻋن اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﺑﯾﻊ إذا ﻓﺎﻗت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ،أو ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧزون ،أو ﻛﺎن اﻟطﻠب ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻔﺎد اﻟﺳﻠﻊ ﻟدى اﻟﺑﺎﺋﻊ ،5أو
ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻟﻛﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ،ﻣﺛل اﻟطﻠب اﻟﻣﻘدم ﻟﺗﺎﺟر ﺟﻣﻠﺔ
ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ،وﯾﻌد ذﻟك ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ رﻓض اﻟﺻﯾدﻟﯾﺔ ﺑﯾﻊ اﻟدواء دون وﺻﻔﺔ طﺑﯾﺔ،6
اﺷﺗرط ﺗﻘدﯾم اﻟﺗرﺧﯾص إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻣواد اﻟﺳﺎﻣﺔ أو اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة.
و ا
وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن ﺣﺎﻻت اﻟرﻓض ﻟوﺟود ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ذﻛرت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،ﺑدﻟﯾل
أن اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أﻛﺗﻔت ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ دون ﺗﺣدﯾد ﺣﺎﻻت اﻟرﻓض.
ﺧﺎﻣﺳﺎ -أن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻟرﻓض ﺑﺄدوات ﺗزﯾﯾن اﻟﻣﺣﺎﻻت واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرض
واﻟﺗظﺎﻫرات :اﻋﺗﺑرت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺷروﻋﺎ إذا ﺗﻌﻠق
84
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷﻣر ﺑﻣﻧﺗوﺟﺎت أو أدوات ﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﻣﺣل ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗزﯾﯾﻧﻪ أو ﻛﺎﻧت ﻣﻌروﺿﺔ ﻗﺻد اﻹﺷﻬﺎر
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرض واﻟﺗظﺎﻫرات ،ﻛﺄدوات اﻟﺗﻌﻠﯾق واﻟدﻣﻰ اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻼﺑس ،واﻷﺿواء
اﻟﺗﻲ ﺗزﯾن اﻟواﺟﻬﺎت ،وطﺎوﻻت اﻟﻌرض واﻟرﻓوف...اﻟﺦ.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻋرض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷدوات ﻋﻠﻰ ﻧظر اﻟﺟﻣﻬور ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،وﯾﺣق
ﻟﻠﻌﺎرض رﻓض ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﻟﻠﺗزﯾﯾن واﻟﺗﺟﻣﯾل واﻟﺗﻧظﯾم ﻻ ﻏﯾر.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
1
اﻟﺑﯾـــــﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛـﺎﻓﺄة
ﯾﻌد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷطت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف
اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑق ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ رﻏﺑﺔ ﻣﻘدﻣﻲ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺟﻠب ﻋدد أﻛﺑر ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن،
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع أو اﻟﺧدﻣﺎت ،ﯾﻼﺣظ اﺳﺗﻐﻼل ﻏرﯾزة اﻻﻗﺗﻧﺎء ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن ﺑﺷﻛل ﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻷن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﺷﺗري ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أو أن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﻻ ﯾﻛون ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺑرر
اﻗﺗﻧﺎءﻫﺎ .
وﻟﻘد ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻛﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ ﺗﺣرض اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎل أو ﺧدﻣﺔ ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ
دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻔرﻋﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﺛم ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة اﻟﻣﺷروﻋﺔ )اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة(.
- 1ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02/04ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم ﻓﻜﺮة "ﺑﯿﻊ اﻟﺨﺪﻣﺔ" ﺣﯿﺚ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﺒﺎﺋﻊ"
ﺣﺪ اﻟﺴﻮاء )أﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﻤﻮاد .( 29، 8، 4و ﻓﻜﺮة ﺑﯿﻊ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻷداءات ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ "اﻷﺟﺮ" وﻟﯿﺲ "اﻟﺜﻤﻦ"،
إﻻ أن ھﺬا اﻟﻤﻔﮭﻮم ﺑﺎت ﻣﺘﺪاوﻻ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻﺳﯿﻤﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﻋﻤﺎل .ﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻟﺒﯿﻊ" ھﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﮫ ﺑﯿﻊ اﻟﺴﻠﻊ وﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت.
-ﺣﻮل ﻓﻜﺮة ﺑﯿﻊ اﻟﺨﺪﻣﺔ أﻧﻈﺮ :
- Savatier (R), La vente de service, D. 1971, chron., p72
85
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة وﺟب ﺗﺣدﯾد ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ،ﺛم ﺑﺣث أﺳﺎس
ﺣظر ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وأﺧﯾ ار ﺗﺑﯾﺎن ﻋﻧﺎﺻرﻩ.
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة :اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻫﻲ ﻣﻘﺎﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺷﻛل أﺷﯾﺎء ﻣﺎدﯾﺔ أو
ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ،طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ،وﻗد ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة أداء ﺧدﻣﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌرف اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﻋرض ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻘﺎﺑل إﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن آﺟﻼ أو ﻋﺎﺟﻼ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻣﺎ ﻋدا إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ .1واﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
ﻫﻲ ﻣﻘﺎﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺷﻛل أﺷﯾﺎء ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ،طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ،وﻗد ﯾﻛون
ﻣﺣل اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة آداء ﺧدﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أﺳﺎس ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة :ﺗﻛﻣن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ،ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺈﺧﺗﯾﺎر ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﻏﺑﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺄة ،وﻣن
دون إﻋطﺎء أﻫﻣﯾﺔ
ﻟﻣﻌﯾﺎري اﻟﺟودة واﻟﺳﻌر ،إذا ﻓﻼ ﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣن ﺷﺄﻧﻪ دﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻟﻰ ﺷراء ﻏﯾر ﻧﺎﻓﻊ أو ﻏﯾر ﻣﺟدي.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أﺳﺎس اﻟﺣظر ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺧطر ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم ﻣﺷﺗرﯾﺎﺗﻪ أﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺄة ،ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻋن طرﯾق
2
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺛﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ أو اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﺟودﺗﻬﺎ.
وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ،ﻓﻘد ﺟرﻣﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ آﺧذا ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر إﺿ اررﻩ
ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺗﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﺄﺻدر ﺑذﻟك ﻗﺎﻧون 20ﻣﺎرس ،1951اﻟﻣﻌدل ﺑﻘﺎﻧون 20دﯾﺳﻣﺑر ،1972
-1أﺧﺮﯾﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ،اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﻤﺘﮭﻠﻚ ،ﻋﻘﻮد اﻻﺳﺘﮭﻼك )اﻟﺒﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ،اﻟﻌﻘﺪ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ( ،ط ،1ﻣﻄﺒﻌﺔ أﻣﻤﯿﻤﺔ،
ﻓﺎس ،2006 ،ص.116
- 2ﻣﺠﯿﺪة اﻟﺰﯾﺎﻧﻲ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ،2007 -2006 ،ص.356
86
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻛذا ﻣرﺳوم 09ﻣﺎي ،1974أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﻣﻧﻊ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺎدة 16
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .02-04
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة :ﯾﻘوم اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﻫﻣﺎ:
-1ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ أو ﻋرﺿﻬﺎ ﻟذﻟك :ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺣظو ار ﯾﺟب أن
ﺗﻛون اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أو ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﻧﻊ ﯾﻣﺗد أﯾﺿﺎ إﻟﻰ
ﻋﻘود اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﺣﻠﻬﺎ أداءات ذات ﻗﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻌﻘود اﻟﻧﻘل أو اﻟﻧﺷر أو اﻟﺗطﺑﯾب ،إذا اﻗﺗرﻧت
اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈذا اﻧﻌدم ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو أداء ﺧدﻣﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻛون اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﯾﻊ
ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة .ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة أو اﻹﯾﺟﺎر ﻣﺛﻼ واﻟﺣﺎل ﻛذﻟك إذا ﻣﻧﺣت اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣدﻫﺎ ﺑدون أي
اﻟﺗزام ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ ﺑﺎﻟﺷراء ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺎﺟر ﻣن ﺗﻘدﯾم أﺷﯾﺎء أو
ﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن ﻟﻠزﺑﺎﺋن ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌﻘد ﺑﯾﻊ أو ﻋﻘد ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت أﺑرم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن).(1
-2اﻗﺗران اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة :ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة أن ﺗﻛون ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺑذﻟك ﺗﻐري اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺗدﻓﻌﻪ
إﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎء ﺑﺿﺎﺋﻊ أو ﺧدﻣﺎت ردﯾﺋﺔ اﻟﺟودة أو ﻣرﺗﻔﻌﺔ اﻟﺳﻌر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺄة،
واﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺣظورة ﺳواء ﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻋﺎﺟﻼ أي ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺻﻔﺔ ﻓورﯾﺔ ﻣﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو آﺟﻼ ﺑﺄن ﺗﺗﺄﺧر
ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ.
وﻣن ﺻور اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﺗﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ،ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻊ ﻛل ﻛﯾس ﻗﻬوة ﻗﺳﯾﻣﺔ وﯾﺷﺗرط
ﺟﻣﻊ ﻋﺷرة ﻗﺳﯾﻣﺎت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻌﯾن أو ﺧدﻣﺔ ،أو ﻛﺈرﻓﺎق اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﺑدراﺟﺔ ﻫواﺋﯾﺔ أو
ﺟﻬﺎز ﺗﻠﻔزﯾون ،أو وﺿﻊ ﻟﻌﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ داﺧل ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻌﻠﺑﺔ ،دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟود ﻣﻛﺎﻓﺄة
ﺑداﺧﻠﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﺑطﺎﻗﺎت أو ﺗذاﻛر ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﻠدﺧول ﻣﺟﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻓﺻل أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
رﺣﻠﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ.
- 1ﺑﻮﻋﺒﯿﺪ ﻋﺒﺎﺳﻲ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن ﺣﺮﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن واﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ،ﻋﺪد ﺧﺎص ﺑﻨﺪوة اﻷﺳﻌﺎر
واﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﯿﻦ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،اﻟﻌﺪد 49ﻟﺴﻨﺔ ،2004ص 96وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
87
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أﻓرزت ﻣﺑدأ ﺧطر اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل أوردت
ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﺄﺟﺎزت ﻣﻧﺢ ﺑﻌض اﻟﻣﻛﺎﻓﺂت وﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ -اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ :ﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣن
ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺧﻠﯾط ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻣﻣﺎﺛل وﻣﺎ ﻟﯾس ﻣﻣﺎﺛل ﻟﻣﺣل
اﻟﺑﯾﻊ ﺳﻘط اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻓﺈن ﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎرة ﻛﻣﻛﺎﻓﺄة ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ دون اﻟﻣﻠﺣﻘﺎت
ﻛﺎﻟﻌﺟﻠﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أو إﺿﺎﻓﺔ ﻧﺳﺑﺔ %10ﻣن ﻣﺳﺣوق اﻟﻐﺳﯾل ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺑﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﺗوي ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار أﻗل ﺑﻧﻔس اﻟﺳﻌرـ أو ﻣد ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات اﺷﺗراك ﻓﻲ ﺟرﯾدة ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ
ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻛﻣﻛﺎﻓﺄة).(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻷﺷﯾﺎء اﻟزﻫﯾدة واﻟﺧدﻣﺎت ﺿﺋﯾﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ :ﺗﻌﻧﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟزﻫﯾدة واﻟﺧدﻣﺎت ﺿﺋﯾﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺻﻐﯾرة ﺟدا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﻌر ﺷراء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﻘدﯾم
اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺑﻐرض اﻹﺷﻬﺎر ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج ﻣن ذﻟك
ﻣﺛﻼ ﻟﻌب اﻷطﻔﺎل ذات اﻟﺣﺟم اﻟﺻﻐﯾر اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد داﺧل ﻋﻠﺑﺔ اﻟﺻﺎﺑون ،أﻣﺎ ﻋن اﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠزﺑون ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻓﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻧﻔﺦ ﻋﺟﻼت اﻟﺳﯾﺎرات ﻛﻣﻛﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ ﺷراء
اﻟوﻗود .واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﻣل ﺣﻘﺎﺋب اﻟﻧزﯾل ﻓﻲ ﻓﻧدق ﻛﻣﻛﺎﻓﺄة ﻋﻠﻰ ﻧزوﻟﻪ ﺑﻪ وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 02/16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب أﻻ ﺗﺗﺟﺎوز %10ﻣن
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﺣدد اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن
ﺗﺷﻛﻠﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة وﻫﻲ %7ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻣوﺿوع اﻟﺑﯾﻊ ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة
2
R121-8ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
88
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻌﯾﻧﺎت :اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﺻﻐ ار ،1ﺗﻐﻧﻲ ﻋن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺄوﺻﺎﻓﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن
ﺟزء ﺑﺳﯾط ﻣن اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻷداء ﯾﻘدم ﻹﺷﻬﺎر ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻧﺗوج أو درﺟﺔ ﺟودﺗﻪ،
أو ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺗﺟرﺑﺗﻪ واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻟرﻏﺑﺎﺗﻪ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون اﻟﻌﯾﻧﺎت
اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﺑﻛﻣﯾﺎت ﺻﻐﯾرة ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻧﺗوج.2
وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ،أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟذي ﻻ ﯾﻌد ﻣﺣظو ار
ﺷرﯾطﺔ إﺣﺗرام ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،3وﯾرﻣﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻛﺛف ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧزﻧﺔ
ﺑﺛﻣن ﻣﻧﺧﻔض ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﺛﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وذﻟك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻔﺗرات ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺎت
اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻣوﺳﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻣﺳﺎس ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ إﻗﺗﻧﺎء ﻣﺎ
ﯾرﻏب ﻣن ﻣﻧﺗﺟﺎت وﺧدﻣﺎت ﻟﺳد ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣن ﻏﯾر زﯾﺎدة ﺗرﻫﻘﻪ إو ذا ﻛﺎن اﻷﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﻫو اﻟﺣظر
ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﺻﺣﯾﺣﺎ إذا ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04
وﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن :اﻟﻔرع اﻷول وﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺷروط أﻣﺎ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻧﺣدد ﻓﯾﻪ ﺷروط ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺷروط.
اﻟﻔرع اﻷول
أﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ " ﯾﻣﻧﻊ اﺷﺗراط اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺷراء ﻛﻣﯾﺔ
ﻣﻔروﺿﺔ أو اﺷﺗراط اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺷراء ﺳﻠﻊ أﺧرى أو ﺧدﻣﺎت وﻛذﻟك إﺷﺗراط ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺑﺧدﻣﺔ أﺧرى أو ﺑﺷراء
ﺳﻠﻌﺔ" ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣظر ﻛل ﺷرط ﯾﻠزم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷراء ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﺗرﺗﺑط ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺈﻗﺗﻧﺎء ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى أو ﺧدﻣﺔ ،واﻷﻣر ﻛذﻟك إذ ﻛﺎن ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ،ﻓﯾﻣﻧﻊ ﻛل ﺷرط ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن
89
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗرﺗﺑط ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻷداء ﻋﻠﻰ إﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﺧدﻣﺔ أﺧرى أو ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ ،وﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ﻟﻪ أﺳﺎس ﻣن اﻟﻣﻧطق واﻟﻘﺎﻧون وﺟب ﺑﯾﺎﻧﻪ ،وﻛذا ﺑﯾﺎن ﺻورﻩ.
أوﻻ -أﺳﺎس ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط :اﻟﻌﻠﺔ ﻣن ﻣﻧﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾﻊ أﻧﻪ ﯾﺷﻛل إﻟزاﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﺷراء أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ ،وﻻ ﯾرﻏب ﻓﯾﻪ ،أي أﻧﻪ ﯾؤدي ﺑﺎﻟزﺑون إﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎء ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ أو أﺷﯾﺎء أو ﺧدﻣﺎت
1
ﻣرﺗﺑطﺔ ﺗﺗﺟﺎوز ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ دون ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾرﯾد أوﻻ ﯾرﯾد ﻫذا اﻷﺷﯾﺎء.
وﻗد ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ زﯾﺎدة ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻌر أو رﻓﺿﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻣﻘﻧﻌﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻔرض اﻟﺗﺎﺟر ﺑﯾﻊ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ رﻓﺿﻪ اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺄن ﯾﻘول ﻟﻠﻣﺷﺗري )اﺷﺗري ﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﻲ أﺑﯾﻊ ﻟك ﻣن
ﻫﻧﺎك( أو )ﻻ ﯾﻣﻛن أن أﺑﯾﻌك أﻗل ﻣن ﻛذا ﻛﻣﯾﺔ( ،ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻬذا ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟرﻓض اﻟﺑﯾﻊ ،وﻷن
ذﻟك ﯾﺿر ﺑﺈرادة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺟب ﻣﻧﻌﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺻور اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط :ﺣددت اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺛﻼث ﺻور ﻟﻠﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
ﻧوردﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1إﺷﺗراط اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺷراء ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ :ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺻﺑﺣت ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﺻﻔﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻧﺎ
ﻫذﻩ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﻓﻲ ﺿل ﺗطور طرق اﻟﺗوزﯾﻊ ،أﺻﺑﺣت ﺗوزع اﻟﻣواد واﺳﻌﺔ
اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗﺧﺻص واﻓرة ﺿﻣن ﺗﻌﺑﺋﺔ واﺣدة 2وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﻧﻔق اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺷراء ﻣﻧﺗوج ﯾﻔوق ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻛل ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻓرض اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺷراء ﻛﻣﯾﺔ ﻣﺣددة وﻣﻔروﺿﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺗوج ،ﻛﻣﺎ
ﻗد ﯾﻔرض اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛﻣﯾﺔ دﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗﺣﺗﻬﺎ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﺷﺗرط ﺿرورة إﻗﺗﻧﺎء ﻣﺎ ﻻ
ﯾﻘل ﻋن 3ﻛﻠﻎ ﻣن اﻟﻘﻬوة أو اﻟﺳﻛر أو ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺑﯾﻊ ﻣﺷروط إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺧﺗﯾﺎر أو اﻟﺗﻔﺿﯾل ،أو إذا اﺷﺗرط اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻛﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك أن
ﯾﺗﻌداﻫﺎ ﻛﺄن ﯾﺣرر ﻛﯾﺳﯾن ﻣن اﻟﺣﻠﯾب ﻫو اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ،وﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت أﺧرى ﻻ ﯾﻣﻛن
إدراﺟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ أن ﺗﺑﻘﻰ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﻣﺎش ﻟدى اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺗﻔوق
ﺑﻘﻠﯾل ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﯾﺳﺗﺣﯾل ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ.
90
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-2اﺷﺗراط اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺷراء ﺳﻠﻊ أﺧرى أو ﺧدﻣﺎت :وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾﻔرض اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺷراء ﻣﻧﺗوج آﺧر أو أداء ﺧدﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣطﻠوب ،وﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﻠوب ﻟﻠﺗﺧﻠص
ﻣن ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗوﺷك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠف أو اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻛدﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻠق رواﺟﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋرﺿﻬﺎ ﻣﻊ
اﻟﺳﻠﻊ أﺧرى ﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ،أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧدرة ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن ﺑﺳﺑب اﺣﺗﻛﺎرﻩ أو ﺑﺳﺑب إﺿراب ﺑﺎﺋﻌﯾﻪ،
ﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﺷﺗرط اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺷراء ﻣﺳﺣوق ﻏﺳﯾل ﻣﻘﺎﺑل ﺑﯾﻊ ﺣﻠﯾب اﻷطﻔﺎل اﻟرﺿﻊ أو ﺷراء ﻋﻠﺑﺔ ﺟﺑن
ﻣﻘﺎﺑل ﺑﯾﻊ أﻛﯾﺎس اﻟﺣﻠﯾب .وﻗد ﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﻓﯾﺷﺗرط اﻟﺑﺎﺋﻊ أداء ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻛﺄن
ﯾﺷﺗرط ﺑﺎﺋﻊ اﻻﺳﻣﻧت أن ﯾﺗوﻟﻰ ﻫو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺷﺗري.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻧﺎ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺑﯾﻊ ﻣﺷروط ﺳواء اﺷﺗرط اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري أن ﯾﺗم اﻟﺷراء أو
اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﻋﻧدﻩ أو ﻣن ﻋﻧد ﺑﺎﺋﻊ آﺧر ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد أو ﻣن ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت ﻣﺣدد ﺑﻌﯾﻧﻪ.
-3اﺷﺗراط ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺑﺧدﻣﺔ أﺧـرى أو ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ :ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟﺻورﺗﯾن
اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻬﺎ ﻫو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺣظر أن ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻘﺎﺑل إﻗﺗﻧﺎء
ﺷرء ﺳﻠﻌﺔ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﻔرض ﺻﺎﺣب اﻟﻔﻧدق ﻋﻠﻰ اﻟﻧزﯾل ﺗﻘدﯾم ﻓطور
ﺧدﻣﺔ ،إﻗﺗﻧﺎء ﺧدﻣﺔ أﺧرى أو ا
اﻟﺻﺑﺎح ،1أو ﯾﺷﺗرط اﻟﻧﺎﻗل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻓر اﻟرﺟوع ﻣﻌﻪ ،ﺑﺣﺳﺎب ﺗذﻛرة اﻟذﻫﺎب واﻹﯾﺎب ﻓﻲ آن واﺣد ،أو
ﻛﺈﺷﺗراط اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ ﺷراء ﺑﻌض ﻟوازم اﻟﺳﯾﺎرة ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺻﻠﯾﺣﻬﺎ .2وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻫﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻣن ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ
ﻣﺣظو ار أن ﯾﻛون ﻣؤدي اﻟﺧدﻣﺔ ﻫو ﻣن ﯾﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ أو اﻟﺑﯾﻊ اﻹﺿﺎﻓﻲ ،ﺑل ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﺗرط
ﺗدﺧل ﺷﺧص آﺧر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺷروط ،وأﻓرزت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺑﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ :
91
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻊ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻧوع :ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ واﻟﺳﻠﻌﺔ
)(1
ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺛﻼ أدوات ﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻧوع ،أو ﻣن ﻧﻔس اﻟطﺑﯾﻌﺔ
)ﻛ اررﯾس ﻣﺳطرة ،ﻣﺣﻔظﺔ ،أﻗﻼم (...ﻓﯾﻣﻛن أن ﺗﻌرض ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗؤدي ﻧﻔس اﻟوظﯾﻔﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أن ﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣﺻﺔ :وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺣﺻﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻋدد
ﻣﺣدد وﻣﻌﯾن ﻟﺳﻠﻊ ،ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﻛل ﺣﺻﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ :ﻻ ﺑد ﻣن ﻋرض ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺎت أو ﻓﻲ أﻛﯾﺎس ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك أﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎع ،ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ أي ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣﺻص ،ﻟﻛﻲ ﻻ
ﯾﻔﺎﺟﺄ ﻋﻧد طﻠﺑﻪ ﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎع ﺗﺑﻌﺎ ﻷﺧرى.
راﺑﻌﺎ -أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺣﺻﺔ :ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04
ﯾﺗﺿﺢ أن ﻫذا اﻟﺷرط ﻟم ﯾﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺻراﺣﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻛﻣل ﻟﻠﺷروط اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻻن إﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺳﻌر أﻣر ﺿروري ،واﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ ﺳﻌر ﻛل ﺣﺻﺔ ﯾؤﻛد ذﻟك أﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎع ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس
اﻟﺑﯾــــــــــــــﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾـــــــــــــــزي
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﺋد اﻟﻣﻌروف ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟراء ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ
وﻓق ﺷروط ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟﺷروط اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ ،إو ﺟراء اﻟﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺷروط
وﻓق ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣن أﺟل ﺟذب اﻟزﺑﺎﺋن واﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ ،ﻋن طرﯾق
اﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻘﯾدة ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ إزاء اﻟﺷرﻛﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺣرة وﻧزﯾﻬﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺎواة وﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص ﺑﯾن ﻛل اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
ﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02/04ﻣﻧﻊ اﺳﺗﺧدام ﻛل أﺷﻛﺎل
اﻟﻧﻔوذ واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻟﻔرض ﺷروط ﻣﺟﺣﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﯾك اﻟﺗﺟﺎري واﻟﺣﺻول ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ دون ﻣﻘﺎﺑل
ﻟﻠﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻋن ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ وﺷروط ﻗﯾﺎم اﻟﺗﻣﯾﯾز وﻛذا اﻟﺻور
اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳوق.
-1ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﺎدة 17ﻋﺒﺎرة "اﻟﻨﻮع" أﻣﺎ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ " "les Biens de mémé natureﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن
اﻟﻨﻮع واﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻻ ﯾﺤﻤﻼن ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﻨﻰ .
92
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي ﯾﻘﺗﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ وﻛذا ﺑﯾﺎن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ.
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي ،ذﻟك اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻣﻣوﻧﺔ أﺣد زﺑﺎﺋﻧﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﺗﺎﺟر ﺟﻣﻠﺔ أو ﺗﺎﺟر ﺗﺟزﺋﺔ ،واﻟذي ﺗرﺑطﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻻﻣﺗﯾﺎزات دون ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺧرى.وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﻪ ﻋون
اﻗﺗﺻﺎدي ﻧﻔوذا ﻋﻠﻰ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر وذﻟك ﺑﺄن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﯾزات ﻻﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋون آﺧر ﺳواء
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر أو آﺟﺎل اﻟدﻓﻊ أو ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ،ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ أﻓﺿل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺧرى . 1
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت،
ﻓﺈن وﺟدت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﺳﺗﻔﺎدت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﺑوﻧﺔ ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺣﺻري دون ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،وﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻛس إذا زاﻟت ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﺳﯾؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ زوال اﻻﻣﺗﯾﺎز.
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋن اﻟﺑﯾوع اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺷرط ﺗﻣﯾﯾزي ﻛﺎـن ﯾﻧﻘل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻠﻌﺎ ﻷﺣد اﻷﻋوان
دون ﻏﯾرﻫم ،أو ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻋوان اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺳﺑق ،ﻓﻲ اﻟﺣﯾن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر آﺟﻼ ﻟﻠدﻓﻊ دون
ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي:ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ أي
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﻣﺎرس ﻧﻔوذا ﻋﻠﻰ أي ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ،أو ﯾﺣﺻل ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر أو آﺟﺎل دﻓﻊ
أو ﺷروط ﺑﯾﻊ أو ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺑﯾﻊ أو ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺗﻣﯾﯾزي ﻻ ﯾﺑررﻩ ﻣﻘﺎﺑل ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﺷرﯾﻔﺔ".
وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/3ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي "ﻫو ﻛل ﻣﻧﺗﺞ أو ﺗﺎﺟر أو ﺣرﻓﻲ
أو ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻌﺎدي أو ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳس ﻣن أﺟﻠﻬﺎ"
1
- Dominique Legeais , Droit commercial et des affaires ,11 éd.,Dalloz, Paris, 1997, p. 224.
93
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي ﯾﺧص ﺟﻣﯾﻊ ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻓﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ،
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﺗﺎﺟر واﻟﻣوزع واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺣرﻓﻲ ،ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ
طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻋﺎﻣﺎ أو ﺧﺎﺻﺎ ﺗﺎﺟر أو ﻏﯾر ﺗﺎﺟر ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻣﯾﯾز إذا ﻛﺎن ﻣن ﻓﻌل اﻟﻣﺷﺗري ،ﻗد ﯾﺛﯾر
ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎل ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻣﺷﺗري ﻟﯾس ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺷراء ﻣن ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ،ﻓﻠﻪ أن ﯾرﻓض اﻟﺷراء دون
أن ﯾﺳﺄل ﻋن ذﻟك.
ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 18اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﻋﺑﺎرة ﺷراء ﺗﻣﯾﯾزي ،ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ
إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺷﺗرﯾﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻛﺑﯾر ﯾدﺧل ﺿﻣن
ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي.1
وﺗﺟدر اﻟﻣﻼﺣظﺔ إﻟﻰ ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي ﻣﻘﺻود ﺑﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻘط ،وﻣن ﺛم
ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻧص اﻟﻣﺎدة 18اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟذي ﯾﻛون ﺿﺣﯾﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ
أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛون اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺑﺣﯾث ﻗد ﺗزﯾد ﻣن
إﺿطراب اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق أو ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻣوﯾن اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ ،ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
ﺷﻐل ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺗﻪ ﺑطرﯾﻘﺗﻪ ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺑﯾن زﺑﺎﺋﻧﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﺗﻰ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺑﯾﻊ ﺗﻣﯾﯾزي ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻧوردﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ -وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ :وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ وﺟود ﺷراﻛﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﺎﺋم
ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ،واﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻫﻛذا ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛﺗﺳب ﺻﺎﺣب ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺻﻔﺔ
اﻟﺷرﯾك اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذا ﺗم ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎزﻩ اﻟﺣﺻري.2
94
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -أن ﯾﻣس اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺑﻣﻔردﻩ :وﻫذا ﻟﻛون ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن ﺿد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرات اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻪ ،ﻋﻠﻰ أن إﺛﺑﺎت اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻻ
ﯾﻛون إﻻ ﻣن ﺧﻼل إﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ
ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ﯾﺗواﺟد ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻷوﺿﺎع واﻟظروف .1
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أن ﯾﻛون اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻌﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﺑرر ﺑﻣﻘﺎﺑل ﺣﻘﯾﻘﻲ :وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻋون
إﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻋون إﻗﺗﺻﺎدي آﺧر اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺑر ار ﺑﻣﻘﺎﺑل ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻻ ﯾﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺗﻣﯾﯾز
اﻟﻣﺣظور ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02/04ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل أن ﯾﻛون ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺷراء ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﻟﯾس ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻻﺣﻘﺔ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺻور ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ وردت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،3ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ -ﺗﺧﻔﯾض اﻷﺳﻌﺎر :ﻟﻛون اﻟﺛﻣن ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﻛن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﺻب اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣوﺣدا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻣوﻧﺔ،
ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺄﺛر إﺣداﻫﺎ ﺑﺳﻌر ﻣﻣﯾز دون اﻟﺑﻘﯾﺔ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﻛز أﻓﺿل ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗظﻬر ﻋﻛس ذﻟك ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﻌر ﻟﺑﻌض اﻷﻋوان دون اﻟﺑﻌض اﻵﺧر وﻣن
دون أي ﺳﺑب ﻣوﺿوﻋﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء :ﺗﻘﺿﻲ اﻷﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوﺟوب ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
اﻟﻣﺗواﺟدﯾن ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ واﺣدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء ،أو أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑﯾﻊ.
1
- Marie Malaurie –Vignal , Droit de la concurrence interne et communautaire ,Armand collin, Paris, 1996, p.84.
-2ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻛﺘﻮ ،م س ،ص. 99
-3ﻟﻮﯾﺲ ﻗﻮﺟﺎل ،اﻟﻤﻄﻮل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،1اﻟﺘﺠﺎر ،ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﺘﺠﺎرة ،اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ ،اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻨﺼﻮر
اﻟﻘﺎﺿﻲ ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﯿﺮوت ،2007 ،ص. 813
95
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻷﻋوان اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
ﯾوﺟدون ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻠﺣق ﺿر ار ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻣﯾزﯾﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﺳواء طﻠب اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ذﻟك أو ﻣﻧﺣت
ﻟﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أﺟل اﻟﺗﺳدﯾد :ﻣﻬﻠﺔ اﻟﺗﺳدﯾد ﻫﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ أﺣد اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻟدﻓﻊ ﺛﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ أو اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣﻧﻪ ،وذﻟك ﺑﻌد ﺗﺳﻠم اﻟﻣﻧﺗوج ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﻧﺢ آﺟﺎل دﻓﻊ ﻣﯾﺳرة ﻟﻔﺎﺋدة ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي دون آﺧر ،1وﯾﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ
ﺗﺷﻛل اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي اﻟﻣﺣظور ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﺧﻔﯾض أو إﻧﻬﺎء آﺟﺎل اﻟدﻓﻊ ﺿد أﺣد
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻘط ودون ﺳﺑب ﻣﺷروع.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺳﺎدس
إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣدﺛﺗﻬﺎ ﻋﺎﻟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣدﯾث ،وﻗد وﺻف ﺑﺄﺧطر
أﻧواع اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺟﻠب اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻷﻣر ﺧﻼف ذﻟك ،ﻓﻬو
ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﻛر وﺗﺿﻠﯾل واﺿﺣﯾن ،إذ اﻷﺻل ﻫو اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟرﺑﺢ وﻟﯾس اﻟﺧﺳﺎرة ،وﻣﺗﻰ أﻗدم اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة إﻟﻰ وﯾﺣﺗﻣل أن ﺗﻛون وراء ذﻟك أﻫداف وﻧواﯾﺎ ﺧﻔﯾﺔ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ﻓﻘد ﻣﻧﻌﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة
19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ وﻛذا اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ .
اﻟﻔرع اﻷول
إذا ﻛﺎن ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺿﻣن وﺟود ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻣر
ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﺳﺎس ﺣظر ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ،وﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ وﻛذا ﻋﺗﺑﺔ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة.
96
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -أﺳﺎس ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة :ﯾﻌد إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻷﻛﺛر إﻧﺗﺷﺎ ار
ﻓﻲ اﻷﺳواق ،وﻧظ ار ﻷن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻣﻧﻌﻪ،
دون ﻗﯾد أو ﺷرط ﻷﺳﺑﺎب ﻛﺛﯾرة ،ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣوﯾل اﻟزﺑﺎﺋن ،وﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﻟﺣﺎق أﺿ ارر ﻛﺛﯾرة ﺑﻣﻧﺎﻓﺳﻲ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎﻟظﺎﻫر أن اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺈﻗداﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وﻛﺄﻧﻪ ﯾﻣﺎرس ﻫواﻣش رﺑﺢ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻛن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻏﯾر ذﻟك ،ﻓﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﻌر ،ﻟﯾس طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻗﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب إو ﻧﻣﺎ ﺗم
ﺗزﯾﯾﻔﻪ وﺗﺧﻔﯾﺿﻪ ،ﻟﺟذب زﺑﺎﺋن اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ.1
واﻟﺳﺑب اﻵﺧر ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺻﻐﺎر اﻟﺗﺟﺎر ﻣن أﻗوﯾﺎء اﻟﺳوق أي اﻟﻣوزﻋﯾن اﻟﻛﺑﺎر واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺿد ﻋروض ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﺧﺎدﻋﺔ ،ﻻن ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
ﺳﯾؤدي ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺳﻌر ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أو اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺧرى ﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺧﺳﺎرة ﻣن ﺟﯾب
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﺟﺎل ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة :ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن
ﻣﺟﺎل ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟزاء :
-1ﻟﻘﯾﺎم إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﻻ ﺑد ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺣدﯾث ﻋن إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻌرض إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ،أي اﻹﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾدﺧل
ﺿﻣن ﻧطﺎق اﻟﺣظر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
-2أن ﻣﺟﺎل ﻣﻧﻊ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ﺑﻌد اﻟﺷراء ،أي اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ دون ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧرج ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟﺣظر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣوﻟﺔ
واﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن أو اﻟﺣرﻓﯾﯾن ،وﻛذا ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت وﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻧﺗﺎج.2
-3أن ﻣﻧﻊ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون،
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗوردون واﻟﺑﺎﺋﻌون ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ واﻟﺑﺎﺋﻌون ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ،دون إﻋطﺎء أﻫﻣﯾﺔ ﻟﺻﻔﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أي
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺳﺗوي إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻬﻠك أو ﻋون إﻗﺗﺻﺎدي.
97
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﺗﺑﺔ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة :ﻻ ﻧﻛون أﻣﺎم إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺣظور ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن
ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﺎد ﺑﯾﻌﻬﺎ أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺳب اﻟﺗﻌرﯾف
اﻟذي أوردﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02-04ﺳﻌر اﻟﺷراء ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟﻣﻛﺗوب ﻋﻠﻰ
اﻟﻔﺎﺗورة ﯾﺿﺎف إﻟﯾﻪ اﻟﺣﻘوق واﻟرﺳوم ،وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء أﻋﺑﺎء اﻟﻧﻘل.
وﻟﻛن اﻹﺷﻛﺎل اﻟﻣطروح ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫل
ﺗﻘﺗطﻊ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أم ﻻ؟ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹﺷﻛﺎل ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل
اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن:
-1إذا ورد ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻌر اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻬﺎ اﻟطرف
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗطﻊ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ
دون ﻏﯾرﻫﺎ ،1أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻔﺎﺗورة ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ،ﻗﺎﻣت ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة،
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺛﺑﺎت أن ﺳﻌر اﻟﺷراء أﻗل ﻣن اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ
اﻟﻔﺎﺗورة ،ﻛون اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺗﻣت ﺑﻌد ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة.2
-2أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،أو ﻛﺎﻧت ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﻣﻧﺢ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺑﺷرط أﺧذ ﻛﻣﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺗوج ﻓﻲ وﻗت ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺻم ﻣن
ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﺳري أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔواﺋد واﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﻌﺎون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
،02/04ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑل أورد ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ،ﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ﻣن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻣﻧﻊ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة واﻟﺗﻲ ﻧوردﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1
- (G) Ripert et (R) Roblot, Traité de droit commercial ,T. 1, 18e ed., LGDJ, Paris, 2001, p. 656.
-2ﻋﻤﺎر ﺧﺒﺎﺑﻲ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﺘﺸﺮﯾﻊ ،ﻟﻌﺪد 08ﻟﺴﻨﺔ ،38ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ،وزارة اﻟﻌﺪل ،أورﯾﺲ
ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﺗﻮﻧﺲ ،أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1996 ،ص.68
98
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -اﻟﺳﻠﻊ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺗﻠف واﻟﻣﻬددة ﺑﺎﻟﻔﺳﺎد اﻟﺳرﯾﻊ :ﻛﺎﻟﺣﻠﯾب وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ واﻟﺧﺿر واﻟﻔواﻛﻪ،
اﻟﻠﺣوم ،واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻌﻠﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻗرب اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ...اﻟﺦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﻋﺎدة ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن ﺳﻌر ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻌت ﺑﺻﻔﺔ إرادﯾﺔ أو ﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﺷﺎط أو إﻧﻬﺎﺋﻪ أو إﺛر ﺗﻧﻔﯾذ
ﻗﺿﺎﺋﻲ :وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك إذا ﻗﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ
ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﺷﺎط ﺑﺻﻔﺔ إرادﯾﺔ أو ﺑﺻﻔﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣﻛم ﺑﺈﻓﻼﺳﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻗد ﻗﺎم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﺣظورة.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ أو اﻟﺑﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘﻧﯾﺎ :واﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺳﻠﻊ إﻧﺗﻬﻰ ﻣوﺳﻣﻬﺎ ،ﻓﯾﻛون إذا اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺧزون
ﺑﺄي ﺳﻌر ﻛﺎن ﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ أو اﻟﺑﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘﻧﯾﺎ ﻛﺎﻷﺛﺎث واﻷدوات
اﻟﻛﻬروﻣﻧزﻟﯾﺔ ،واﻟﺳﯾﺎرات...اﻟﺦ.
راﺑﻌﺎ -اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻣوﯾن ﻣﻧﻬﺎ أو ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣوﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺳﻌر أﻗل :ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗزود ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣن ﺟدﯾد ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻫﺎﻣﺔ وﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺧﻔﺿﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻘﻊ ﺿﻣﺎن اﻹﻧﺧﻔﺎض
اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ اﻻﺳﻌﺎر وذﻟك ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك طﺑﻌﺎ ،ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺳوق ﺑﻣواد ﻣﺧﻔﺿﺔ اﻟﺛﻣن .وﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﺳﻌر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻹﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺳﺎوي ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺗﻣوﯾن اﻟﺟدﯾد.
ﺧﺎﻣﺳﺎ -اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺳﺎوي اﻟﺳﻌر اﻟﻣطﺑق ﻣن طرف اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻵﺧرﯾن :وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﺗرط أﻻ ﯾﻘل ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﺣد اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة ،وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن أﺣد اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄﻗل ﻣن ﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﺷرﯾطﺔ إﺛﺑﺎﺗﻪ ﺑﺎن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣوﺟودﯾن ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳوق ﯾطﺑﻘون ﻧﻔس اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻧﺗوج ،وﻫذا ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ إذا ﺗﺣﻘﻘت إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ﯾﻣﻛن ﻋﻧدﺋذ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﻌﯾد ﺑﯾﻊ
ﺳﻠﻌﻪ ﺑﺳﻌر أﻗل ﻣن ﺳﻌر ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وﻻ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﻗﺑﯾل إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺣظور
ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
99
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾـر اﻟﻧـزﯾﻬـــﺔ
إذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﺎﻣﺷﺎ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺈن
ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﺣﺗرام ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻧزاﻫﺔ .ﻣن ﻫﻧﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗدي ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ،و ﻗد أورد اﻟﻣﺷرع ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻋﺎم ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺎﻟﯾب و اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗدرج ﺗﺣت وﺻف
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ .واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻟﯾﺳت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﺣﺳب ﺑل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
ورﻏم أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺣﺻر ﻛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﻋدد ﺑﻌﺿﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ ﺗﺻب ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺿﻣن اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳوق ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻛﺛر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻣﻧوﻋﺔ ﺗداوﻻ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ذﻟك أن ﺑﻌض
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻏﻣرة ﺳﻌﯾﻬم وراء اﻟرﺑﺢ اﻟوﻓﯾر ﺗﻐﻔل أو ﺗﺗﻐﺎﻓل ﻋن اﻷﺛر اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟذي ﻗد ﺗﺣدﺛﻪ
ﺑﻌض ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن وﻋﻠﻰ ﻣراﻛزﻫم ووﺿﻌﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺳوق .ﻓﺈذا ﺻﺢ أن اﻟﻐﺎﯾﺔ
اﻷوﻟﻰ واﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻛل ﻣﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻏراﺑﺔ إذا أن ﻧﺟد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ وﺣﺻرﻫﺎ ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ،ﻧظ ار ﻟﻌدم ﻣﻛﻧﺔ ﺣﺻر ﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑﺗدﻋﻪ ﻣﺧﯾﻠﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة وﻣﺑﺗﻛرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻘد أورد اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻣﻧﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻸﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
- 1ﯾﻼﺣﻆ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ﺗﺒﻨﻰ ﻣﻔﮭﻮﻣﯿﻦ ﻟﻌﺪم اﻟﻨﺰاھﺔ ،اﻷول ﻣﻮﺳﻊ ﯾﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﻮان اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ﯾﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت
اﻟﻤﺤﻈﻮرة ﺿﻤﻦ ھﺬا اﻟﺒﺎب ﺑﺠﻤﯿﻊ ﻓﺼﻮﻟﮫ اﻟﺨﻤﺲ ،و اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺿﯿﻖ ﯾﺴﺘﺸﻒ ﻣﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺒﺎب اﻟﻤﻌﻨﻮن ﺑـ "اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ
ﻏﯿﺮ اﻟﻨﺰﯾﮭﺔ" وھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺧﯿﺮ أﻗﺮب ﻟﻤﺎ ﯾﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﻘﮫ ﺑـ "اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ".
100
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻧظﯾﻔﺔ واﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻌﺗدي ﻋون إﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋون أو ﻋدة أﻋوان إﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
آﺧرﯾن .ﻓﯾﻣﺎ ﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 27ﺗﻌداد أﻫم ﺻور اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ وأﻛﺛرﻫﺎ ﺷﯾوﻋﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس )اﻟﻔرع اﻷول(،
أو ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻪ أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو إﺷﻬﺎرﻩ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،أو اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻟث( ،أو إﺣداث إﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ أو ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم )اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ :ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي
ﻣﻧﺎﻓس ﺑﻧﺷر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﯾﺋﺔ ﺗﻣس ﺑﺷﺧﺻﻪ أو ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ واﻋﺗﺑرﺗﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،و ﯾﻛﻣن ﺳﺑب ذﻟك ﻓﻲ أن اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺻورة ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﺷﻬﯾر ﺑﻪ
ﻟزﻋزﻋﺔ ﺛﻘﺔ اﻟزﺑﺎﺋن ﻓﯾﻪ و ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺑﺧدﻣﺎﺗﻪ ،و ﻟﻛﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾﺟب أن ﯾﻣس اﻟﺗﺷوﯾﻪ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﻪ )أوﻻ( أو ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ )ﺛﺎﻧﯾﺎ( .
أوﻻ -ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺷﺧﺻﯾﺗﻪ :ﯾﺗم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧطﻲ ﺣﺎﺟز اﻟﺗﺟرد إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل ﻏﯾر
اﻟﻧزﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌرض ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذ ﻫذا اﻟﺗﻌرض اﻟﺻور اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻵﺗﯾﺔ :
-1اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻻﺋﺗﻣﺎن أو اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓس :ﺗﻘوم اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺷرف
واﻻﺋﺗﻣﺎن وﻛل ﻣﺳﺎس ﺑﻬذا اﻟﻌﻧﺻر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﻔﺗرض ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻧﻬﺎ
اﻹﻋﺗداءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺷرف اﻟﺗﺎﺟر أو اﺋﺗﻣﺎﻧﻪ أو اﺳﺗﻐﻼل ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك
ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋن أﺣد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻣن إﺷﺎﻋﺎت أو أﻗوال أو ﺗﻠﻣﯾﺣﺎت ﺗﺷﻛك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓس ،ﻓﺎﻟﻘول
ﻋن ﻣﻧﺎﻓس أن أﻋﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺳﯾﺋﺔ أو أﻧﻪ ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ إﻟﻰ اﻹﻧﻬﯾﺎر أو اﻹﯾﺣﺎء ﺑﺈﻓﻼس ﻣﻘﺑل أو ﺑﻧﻘل
اﻹﺷﺎﻋﺎت أن ﺗﺎﺟ ار ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء وﯾﺑﯾﻊ ﺑﺄﻗل ﻣن اﻷﺳﻌﺎر ،ﻛﻠﻬﺎ أﻣﺛﻠﺔ ﻋن اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
اﻻﺋﺗﻣﺎن.1
- 1ﻣﺤﻤﺪ زاوك ،اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﯿﻦ اﻟﺸﻖ اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ،2006 ،ص
.145
101
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-2اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻣﻌﺔ وﺷرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﯾﯾب ﺑﺟﻧﺳﯾﺗﻪ أو دﯾﺎﻧﺗﻪ أو ﺟﻧﺳﻪ:
ﺗﻬدف أﻓﻌﺎل اﻟﺗﻌﯾﯾب ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إﻟﻰ اﻹﺿرار أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻧﺎﻓس أو
ﻣﻧﺷﺄﺗﻪ أو ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ،وﻗد ﺗﺻل ﺣدة اﻟﻔﻌل إﻟﻰ ﻟﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﻰ ﺟﻧس اﻟﻣﻧﺎﻓس أو دﯾﺎﻧﺗﻪ أو ﺟﻧﺳﯾﺗﻪ ،ﻟﻣﺎ
ﻟﻬﺎ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺗؤدي إﻟﻰ ﻗﻠب ﻣوازﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎر ﯾﺳﺗﻐﻠون ﻫذﻩ
اﻟﻔرص ﻟﻺﺿرار ﺑﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻬم اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﺟﻣﻬور ﻣن ﻣواﻗف ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﺣﺎﻻت اﻟﺣرب
واﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻣﻲ روح اﻻﻧﺗﻣﺎء واﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺿﯾﻘﺔ .وﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﻘوم اﻟﻣﻧﺎﻓس
ﺑﻠﻔت اﻧﺗﺑﺎﻩ ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أن اﻟﻣﻧﺎﻓس اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎط ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺣوم ﻣﻠﺣد ﻓﻲ وﺳط ﻣﺗدﯾن أو أن
ﯾﻘوم اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺑﻠﻔت اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺄن ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ ﻣن ﺟﻧﺳﯾﺔ دوﻟﺔ ﻣﻌﺎدﯾﺔ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ :ﯾﺗم اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻋدة ﺻور ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺷوﯾﻪ أﻗل ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣن اﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟذي ﯾﻣس ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ .
-1اﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر :ﯾﺗﺧذ اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إطﻼق إدﻋﺎءات ﻛﺎذﺑﺔ ﺗﻧطوي ﻋن ﻗﺻد
واﺿﺢ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧﺎﻓس ،ﻟذﻟك ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﺷوﯾﻪ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ أو اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻧﺷوراﺗﻪ أو ﻣﻠﺻﻘﺎﺗﻪ ﺑﺄﺳﻣﺎءﻫﺎ ﺑﺻورة ﻋﻠﻧﯾﺔ أو أﻧﻬﺎ أﻗل ﺟودة ﻣن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو وﺻف ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ
ﺑﺎﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن أﻓﻌﺎل اﻟﺗﺷوﯾﻪ .
وﻣﯾزة ﻫذا اﻟﺷﻛل ﻣن اﻟﺗﺷوﯾﻪ أﻧﻪ ﺳﻬل اﻹﺛﺑﺎت ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻋﻼﻧﯾﺔ ،و ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻓﻌﻼ
ﻣﺑر ار إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺎﺟر اﻟذي ﺻدر ﻋﻧﻪ ﻗد وﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺟﺑ ار ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻟﺣﻘﺎﺋق ورد
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ أو ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ ردا ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎدات ﻣﺣددة ،ﻣﻊ أن ذﻟك ﯾﺻطدم ﻣﻊ
ﻣﺑدأ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎص اﻟﺣق ﺑﻧﻔﺳﻪ .1
-2اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر :ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺷوﯾﻪ أﺷﻛﺎﻻ أﻛﺛر ﺗﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﻧﻘد ظﺎﻫرة اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻛﺗﻘدﯾم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﻠك اﻟﻌﺎﺋدة
ﻟﻠﻣﻧﺎﻓس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻓﻲ ذﻟك ﺗوﻋﯾﺔ وﺗﻧوﯾر ﻟﻌﻣوم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺑﻬذا اﻟﻘﺻد
1
- Henri Godinot, Concurrence déloyale ou illicite, Essai d'élaboration d'un système legislative d'après les
données de la jurisprudence et de droit comparé, thèse, Univ. Nancy , 1932, p. 258.
102
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺳﻼﻣﺔ ﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ .إو ن ﻛﺎن اﻟﻣﺑدأ ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﺟر أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻹﺷﺎرة وﻟو ﻣن
ﺑﺎب اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻲ ادﻋﺎءاﺗﻪ ﺑﺄي ﺻورة ﯾﺗم اﻹﺷﺎرة ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﺳم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس .
وﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺷوﯾﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
أ -ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺟودة :ﯾﺣﺎول ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي وأﺛﻧﺎء ﻋرﺿﻪ ﻟﻣﻧﺗوﺟﻪ أن ﯾﻘدﻣﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻫو
اﻷﺣﺳن أو اﻷﻓﺿل أو اﻷﺟود وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﺻور اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ،وأﻧﻪ إن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺳﻣوح
ﻟﻠﺗﺎﺟر أن ﯾﻣدح ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻓﻼ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﻪ أن ﯾﻐﯾب ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﻌروﺿﺎت
ﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻟﻧﺻﺢ ﺑﺗﺣﺎﺷﻲ ﺷراءﻫﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛل أﻣﺎن أو ﺑﻧﺷر ﻧﺻوص ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺑﺣﺟﺔ إﺧﺑﺎر زﺑﺎﺋﻧﻪ
ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻋن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ،ذﻟك أن ﺗﻔﺳﯾ ار ﻏﯾر ﻛﺎﻣل وﻣﻐرض ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﻬم أن ﺗﻠك
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻣراﺗب اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،وﻻ ﯾﻠﻌب اﻟﻘﺻد
اﻟﺟزاﺋﻲ دور ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬﺎ .1
ب -ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺳﻌﺎر :ﻣن ﺑﯾن ﻣزاﯾﺎ ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن إﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎر ﻋن أﺳﻌﺎر أﻗل ﻻ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﯾﺑﺎ ،وﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻋﯾﺑﺎ
ﻫو إذا ﺗم إﻗران ﻫذا اﻹﻋﻼن ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ أرﺧص ﺳﻌ ار ﻣن ﺳﻌر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ، 2وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك
اﻟﺻﯾدﻟﻲ اﻟذي راﺳل ﻋددا ﻣن اﻷطﺑﺎء ﻋن ﻛون ﻣﻧﺗوﺟﻪ ﻣن ﺣﯾث ﺗرﻛﯾﺑﻪ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ وﻗدرﺗﻪ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ
ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻣﻧﺗوج ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻪ أﻗل ﺛﻣﻧﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو إﺷﻬﺎرﻩ
إن ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻟﻠﺗروﯾﺞ
ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺛﯾر اﻻﻟﺗﺑﺎس و اﻟﻐﻣوض ﻓﻲ ذﻫن زﺑﺎﺋن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ﺗﻌد ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺗﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ أﺿرار ﻛﺛﯾرة و ﻛﺑﯾرة ﺗؤدي إﻟﻰ
ﺗﺣول اﻟزﺑﺎﺋن ﻣن اﻟﺗﺎﺟر ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺎت و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻘﻠد ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر.
-1ﻋﺒﺪ اﻟﻔﻀﯿﻞ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ،اﻹﻋﻼن ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻮﺟﮭﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺠﻼء اﻟﺠﺪﯾﺪة ،اﻟﻤﻨﺼﻮرة ،1991 ،ص .242
2
- Trib. com. Seine, 21/03/1956, Gaz .pal., 1957, 2, p.78.
103
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 27ف 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون
اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻗﺻد ﻛﺳب زﺑﺎﺋن ﻫذا اﻟﻌون إﻟﯾﻪ
ﺑزرع ﺷﻛوك وأوﻫﺎم ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣظﻬ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ .
وﺳوف ﻧﺣﺎول دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺛم ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
وأﺧﯾ ار ﺗﻘﻠﯾد اﻹﺷﻬﺎر.
أوﻻ -ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺗﻌد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻷﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻻﺟﺗذاب اﻟﺟﻣﻬور ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ وﻗﯾﻣﺔ
ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﻔوق أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳم اﻟﺗﺟﺎري ﻷن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﺑﺣﺛﻬم ﻋن
اﻟﻣﻧﺗوج ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ .
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﯾﻌﻣد ﺑﻌض اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ إﺿ ار ار ﺑﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ وﻫو ﺗﺻرف ﻣﻧﺑوذ ﻓﻲ اﻷﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣﺟرم ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻟﺳﻠوك
ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﺛم ﻣظﺎﻫرﻩ .
-1ﻣﻔﻬوم ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ :ﻟم ﯾﺗطرق اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04إﻟﻰ وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﺧﺎص
ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻷﻣر 06-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت 1ﻓﺈﻧﻪ ﻗد وﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ
ﻟﺟﻧﺣﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻪ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺗﻘﻠﯾد ،ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛل ﻋﻣل
ﯾﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻹﺳﺗﺋﺛﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻐﯾر ﺧرﻗﺎ ﻟﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻼﻣﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻘرﯾب اﻟﺷﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣﻘﻠدة واﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
إﺣداث اﻟﻠﺑس ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ.2
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﯾن ﻣوﺿوﻋﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﺗوج وﻣن
ﺷﺄن ﻫذا اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ أن ﯾﺣدث ﻟﺑﺳﺎ أو ﺧﻠطﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺗوﺳط اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ.3
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﻣر 57/66اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻣﺎت اﻟﺻﻧﻊ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )اﻟﻣﻠﻐﻰ( ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن
ﯾﻧص ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ أﺧرى وﻫﻲ "اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ" .4واﻟﻔرق ﺑﯾن اﻻﺛﻧﯾن أن
104
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺟرﯾﻣﺔ "اﻟﺗﻘﻠﯾد" ﻻ ﺗﺗطﻠب -ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب -إﻻ رﻛﻧﺎ واﺣدا وﻫو اﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﻌﻼﻣﺔ )رﻛن ﻣﺎدي( ،وﻻ أﻫﻣﯾﺔ
ﻟﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ أو اﻧﻌدام اﻟﻘﺻد ﻟدى اﻟﻣﺻطﻧﻊ ،ﻓﺎﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻏﯾر ﺿروري ﻷن اﺻطﻧﺎع اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾﻛﻔﻲ
ﻟﺗﺟﺳﯾد ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد .أﻣﺎ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ -وﻫﻲ اﻷﻛﺛر ﺣﺿو ار ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ -ﻓﻬﻲ ﺗﺗطﻠب
اﻟرﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ،ﻓﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻛﻔﯾل
ﺑﺧﻠق اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺷﺗري ،أﻣﺎ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﺻد اﻟﻐش ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛﻲ ،وﻋﻠﻰ ﺧﻼف
اﻟﺗﻘﻠﯾد –وﻫو اﻻﺻطﻧﺎع ﺷﺑﻪ اﻟﻛﺎﻣل -ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة ﺗﺗم ﺑﻣﺟرد إﺣداث ﻟﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻏﯾر اﻟﻧﺑﻪ
ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻣﻬورة ﺑﻌﻼﻣﺗﯾن ،ﻟذا اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﻗﺻد اﻟﻐش أو إﺣداث اﻟﻠﺑس ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛﻲ ،ﻋﻠﻰ أن
ﺛﺑوت ﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻲ ﻻ ﯾﻌﻔﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺎداﻣت اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة ﻗﺎﺋﻣﺔ وﻗﺎم اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺎدي ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﺎ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺈﺣداث اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.1
-2ﻣظﺎﻫر ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ :ﯾﺗﺣﻘق ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻌدة ﻣظﺎﻫر ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :
أ -وﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطق :ﻗد ﯾﻘﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋن طرﯾق إﺛﺎرة اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن
ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام ﺗﺳﻣﯾﺎت ﺗﻣﺎﺛل أو ﺗﺷﺑﻪ أو ﺗﺣﺎﻛﻲ ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطق
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻓوارق ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻋرض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧزاع ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﻲ " " Duxilو " ،" Dulmilﺣﯾث
ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 02ﻧوﻓﻣﺑر 21982ﺑﺄن ﻋﻼﻣﺔ " " Duxilاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﻧﺗﺟﺎت
ﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ ،ﻗد ﻗﻠدت ﺑﻌﻼﻣﺔ " "Dulmilواﻋﺗﺑرت ﺑﺄن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻗد وﻗﻌت ﺑﺳﺑب أن اﺳم ﻛﻼ ﻣن
اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﯾﺑدأ ﺑﻧﻔس اﻷﺣرف ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ذو اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺗوﺳط اﻟذي ﻻ ﯾرى اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻓﻲ أن
واﺣد ﯾﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
وﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻫذا اﻟﺣﻛم ،ﻓﻘد ﻗﺿت ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ﺟﺎﻧﻔﻲ 31983ﺑﻌدم وﺟود اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﯾن
ﻋﻼﻣﺗﻲ " Roy cominute " ،و " " Knor mini minuteﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛﻠﻣﺔ " " minuteﺗﺳﺗﻌﻣل ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ
اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺿﯾر ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻋﻼﻣﺔ " " Roy cominuteأن ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل
- 1أﻧﻈﺮ :ﺑﯿﻮت ﻧﺬﯾﺮ ،ﻣﺴﺎھﻤﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،اﻟﻌﺪد ،2س ،2003ص ص.64 -63
2
- Cour de Paris, 4ème ch., 02/11/1982, Recueil Dalloz , 1984, p. 63.
3
- Cour de Paris, 4ème ch., 11/11/1983, Gaz. pal., 1984, I, p.103.
105
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ﻛﻣﺎ أن ﻛﻼ اﻟﻣﻧﺗوﺟﯾن ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟﻐﻼف ﻛﻠﻣﺔ " " Roy coو " " Knorﺑﺻﯾﻐﺔ ﻣﻛﺑرة،
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣﻌﻪ ﺣﺻول اﻻﻟﺗﺑﺎس ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
وﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺑوﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﺑس ﺑﯾن ﻋﻼﻣﺗﻲ
" "Selectraو " "Selectoﺣﯾث رﻓﻌت اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة "ﺣﻣود ﺑوﻋﻼم" ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻋﻼﻣﺔ
" "Selectoدﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﺿد اﻟﺳﯾد "زروﻗﻲ" ﻣﺎﻟك ﻣﺻﻧﻊ ﻣﺷروﺑﺎت
" "Zerkaاﻟذي أودع ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻼﻣﺔ " "Selectraﻟﺗﺳوﯾق ﻣﺷروب ﻏﺎزي ﺑطﻌم اﻟﺗﻔﺎح .ﺣﯾث ﻗﺿت
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺄن ﻋﻼﻣﺔ " "Selectoﻛﺎﻧت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ " ،"Selectraوأن ﻋﻼﻣﺔ ""Selecto
ﻣﻌروﻓﺔ وﻟﻬﺎ ﺻﯾت ذاﺋﻊ وﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻣﻧذ ﻣدة طوﯾﻠﺔ ،وأن ﻟﻠطرﯾﻘﺔ وﻟﻠﺗﺳﻣﯾﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن ﯾﻘدم اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎن ﺑﻬﻣﺎ
أوﺟﻪ ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﺧﺻوص اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،وأن ﺗواﺟد اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ﻣﻌﺎ -اﻟﺛﺎﺑت ﺗﺷﺎﺑﻬﻬﻣﺎ -ﻛﻔﯾل ﺑﺈﺣداث
اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وأن ﻫﻧﺎك ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺷﺎﺑﻬﺎ وﻣن ﺛم اﺣﺗﻣﺎل وﻗوع اﻟﻠﺑس ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن.1
ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺗﺳﻣﯾﺎت ﻓرﻧﺳﯾﺔ ،ﻟذا ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺟزاﺋري -ذو
اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻌرﺑﻲ -أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻟﻠوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻠﺑس ﺑﺳﺑب ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻠﻔظﻲ أو اﻟرﻣزي ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ،
وﻫو ﻣﺎ أﺧذت ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻠﺑس ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ.
وﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾن ﺷرﻛﺔ " "Singerاﻟﻣدﻋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﺗﺳﻣﻰ ﻋﻼﻣﺗﻪ ﺑـ "،"Sinciere
ﺣﯾث ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻣﻌﻠﻼ ﺣﻛﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إﻧﻪ ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻘﺿﯾﺔ أن
اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻩ ﺗﺳﻣﯾﺔ " Sinciereﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﯾﻪ ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧطﺎق اﻟوطﻧﻲ
ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ ﻓﻘد اﺧﺗﺎر ﻋن دراﯾﺔ وﻋﻠم ﺗﺳﻣﯾﺔ أورﺑﯾﺔ ،وأن ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﻘطﻊ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺗﯾن
ﯾﺷﻛل ﻧﻘطﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن ،وأﺧﯾ ار ﻓﺈن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧد إﯾداع ﻋﻼﻣﺗﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺷﺎﺋﻌﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﺣﺗﻣﺎ رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋدة ﻣن ﺷﻬرة اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣذﻛورة".2
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟم ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﺑﯾن ﺗﺳﻣﯾﺗﻲ ""Rêve Désire
و" "Rêve D'orﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺳﻛت ﺑﻬﺎ ﺷرﻛﺔ " "Pivertاﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم ﯾﺳﺗﻌﻣﻠون
ﻗﻧﯾﻧﺔ ﻋطر ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻘﻧﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻋﻼﻣﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث رﻓﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺑﺄن
"اﻟﻘﻧﯾﻧﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻻ ﺗﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن ﻫذﻩ وﺗﻠك ﻟوﺟود اﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺳﯾﻣﺎ ﻟون وﺷﻛل
- 1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ 09ﻣﺎي ،1969ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺸﺮﻛﺔ ذات اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺪودة "ﺣﻤﻮد ﺑﻮﻋﻼم" ﺿﺪ زروﻗﻲ .ﺗﻌﻠﯿﻖ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﺑﯿﻮت ﻧﺬﯾﺮ ،م
س ،ص .65
- 2ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ 28اﻛﺘﻮﺑﺮ ،1970ﻗﻀﯿﺔ ﺷﺮﻛﺔ " "Singerﺿﺪ ﻋﺎﺑﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ " ."Sinciereﺗﻌﻠﯿﻖ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﺑﯿﻮت ﻧﺬﯾﺮ ،م س،
ص.68
106
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺳدادات واﻟﺑطﺎﻗﺎت واﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﻬﺎ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈن ﻟون اﻟﺳﺎﺋل ﻣﻐﺎﯾر" ،1وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻏﻠﺑت اﻟﻧواﺣﻲ اﻟوﺻﻔﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻠﻔظﻲ ﻟﻠﺗﺳﻣﯾﺗﯾن ،ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻠﺗﻠﺑﯾس.
ب -وﺟود ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ :ﻗد ﯾﻘﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋن طرﯾق إﺛﺎرة اﻟﺷﻛوك واﻷوﻫﺎم ﻓﻲ
ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أﺷﻛﺎل ورﻣوز ﺗﻣﺎﺛل أو ﺗﺷﺑﻪ أو ﺗﺣﺎﻛﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻌﻼﻣﺔ أﺧرى.
ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻗﺿت اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21978/07/04أن اﻟﻧﻣوذج
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻣن طرف أﺣد اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺳواﺋل ﻓﻲ ﻗﺎرورات ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻣﻠوك
ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻧﺎﻓس إﻟﻰ درﺟﺔ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،إو ن اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟطﻔﯾف اﻟﻣﺿﺎف ﻣن طرف اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻘﻠد
ﯾﻣﻛن اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻣن طرف اﻟﻣﺷﺗري ذو اﻟﺧﺑرة ،وأﯾدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﺄن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻐﯾﯾرات طﻔﯾﻔﺔ
ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﻪ ﺣدوث اﻻﻟﺗﺑﺎس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري اﻟرﻣوز اﻟﺗﺻوﯾرﯾﺔ أو رﻣوز اﻟﺷﻌﺎرات ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺧﻠق اﻟﻠﺑس ﻟدى
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺣﯾث ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺳﻛت ﻓﯾﻬﺎ ﺷرﻛﺔ " "Monseratﺑﺄن اﻟﻣﺗﻬم
ﻗد ﺣﺎﻛﻰ اﻷﻟوان وﺗرﺗﯾﺑﺎت ﻋﻼﻣﺗﻬﺎ ،وأن اﻟﺣرﻓﯾن اﻟﺧطﯾﯾن اﻷﺣﻣر واﻷﺳود ﻓﻲ ﻋﻼﻣﺗﻬﺎ ﻗد ﺗم ﺗﻘﻠﯾدﻫﻣﺎ
ﻛذﻟك ،وﻗد ﻋﻠﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ" :أن اﻟﺧطوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻷﻟوان اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ واﻟزﺧرﻓﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺎرة ،وﺣروف اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺷﻛل اﻟﻣﯾداﻟﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وأن
اﺳﺗﺑدال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ أﺧرى ﯾوﺣﻲ ﺑﺗﻘﺎرب ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺗﯾن".3
ﺑل ذﻫب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﺗﻐﻠﯾب اﻟﺟواﻧب اﻟوﺻﻔﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻧﺎﻏم
اﻟﻠﻔظﻲ ﻟﻠﺗﺳﻣﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻠﺗﻠﺑﯾس ،ﻓﻘﺿﻰ ﺑﻌدم وﺟود اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻛون اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ
ﻣﺣل اﻟﺗﻘﻠﯾد ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻲ ﻣﻌﻪ اﻟﺧﻠط اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﻋﻧد
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻟو ﻛﺎن ﺛﻣﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻠﻔظﻲ.4
- 1ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ 30ﺟﻮان ،1971ﻗﻀﯿﺔ " "Privertﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ "رﯾﺎض" .ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص .65
2
Cass-Com – Par Bernard Deshé- Gazette du palais 98 Année N° 5- 1978, p 448.
3ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ 20أﻓﺮﯾﻞ ،1969ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و " "Monseratﺿﺪ ﺟﻘﺎﻗﻦ .ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص .66
- 4ﻟﻢ ﯾﺤﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺑﮫ اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺒﺲ ﺑﯿﻦ ﺗﺴﻤﯿﺘﻲ " "Rêve Désireو " "Rêve D'orﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﮭﺎ ﺷﺮﻛﺔ ""Pivert
اﻟﻤﺪﻋﯿﺔ ﺑﺄن اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﻮن ﻗﻨﯿﻨﺔ ﻋﻄﺮ ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﻠﻘﻨﯿﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻼﻣﺘﮭﺎ ،ﺣﯿﺚ رﻓﻀﺖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺣﻜﻤﮭﺎ ﺑﺄن "اﻟﻘﻨﯿﻨﺎت
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻻ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻂ ﺑﯿﻦ ھﺬه وﺗﻠﻚ ﻟﻮﺟﻮد اﺧﺘﻼف ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ،ﺳﯿﻤﺎ ﻟﻮن وﺷﻜﻞ اﻟﺴﺪادات واﻟﺒﻄﺎﻗﺎت واﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﺑﮭﺎ وﻓﻲ اﻷﺧﯿﺮ
ﻓﺈن ﻟﻮن اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻣﻐﺎﯾﺮ" ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻏﻠﺒﺖ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻮﺻﻔﯿﺔ واﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﺘﺴﻤﯿﺘﯿﻦ ،ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ ﻟﻠﺘﻠﺒﯿﺲ).ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ 30ﺟﻮان ،1971ﻗﻀﯿﺔ " "Privertﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ "رﯾﺎض"(.
107
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت :ﯾطﺎل ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن
اﻵﺧرﯾن.
وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋن طرﯾق اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،أو اﻟﺷﻛل
اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﺗﻌرض ﺑﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺧﻠق اﻻﻟﺗﺑﺎس ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي
ﻗﺻد ﻛﺳﺑﻪ وﺻرﻓﻪ ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس أﻋﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ.
وﯾﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻛﺎﻣل أو اﻟﺣرﻓﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻹﯾﻘﺎع اﻟﺟﻣﻬور
ﻓﻲ اﻻﻟﺗﺑﺎس ،وﺟﻌﻠﻪ ﯾﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ– ﺗﻘﻠﯾد اﻹﺷﻬﺎر :أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻗد ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﻧﺗوج ﻻ ﺑﻌﻼﻣﺗﻪ أو ﺷﻛﻠﻪ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﺣﺳب ،إﻧﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺗروﯾﺟﻪ )اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺧﺎص ﺑﻪ( ،ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺗﻘﻠﯾد ﺗﻠك اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺎﻋﺛﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻠﺑس ﻓﻲ ذﻫن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻪ.
واﻹﺷﻬﺎر ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﯾﻘﺻد ﺑﻪ "ﻛل إﻋﻼن ﯾﻬدف ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗروﯾﺞ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن أو وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ".
وﻟﻺﺷﻬﺎرات ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻷﻧﻬﺎ ﺻﯾﻐﺔ ﻣﺑﺗﻛرة ﻟﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ واﻟرﺳوخ ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن ،وﻫﻲ
ﺗرﺗﺑط ﺑﺻورة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻷول ﻣرة ،ﺑﺣﯾث أن ﺳﻣﺎع اﻟﺷﻌﺎر أو ﻣﺷﺎﻫدﺗﻪ ﯾذﻛر اﻟﺟﻣﻬور ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ
ﺑﻣﻧﺗوج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﺗﻪ .ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗﻘﻠﯾد اﻹﻋﻼن واﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ
إذا ﺗواﻓرت إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻹﻟﺗﺑﺎس.
وﺗﻘﻠﯾد اﻹﺷﻬﺎر ﻗد ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛرة اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻛرة اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻷﺻل أن اﻷﻓﻛﺎر ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي ﺣﻣﺎﯾﺔ ،2ﻷن اﻟﻔﻛرة ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻛون ﻣوﺿوع ﺗﻣﻠك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﻓﻛﺎر ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎم .ﻟﻛن ﺑﻌض أﺷﻛﺎل اﻟدﻋﺎﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻧم ﻋن ﺟﻬد ﻓﻛري وﻣﺑدع وﺧﻼق ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺄﺛر ﻓﻧﻲ أو أدﺑﻲ وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.3
- 1ﺟﻮزف ﻧﺨﻠﺔ ﺳﻤﺎﺣﺔ ،اﻟﻤﺰاﺣﻤﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ،ﻋﺰ اﻟﺪﯾﻦ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،ﺑﯿﺮوت ،ط ،1991 ،1ص .185
- 2وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 05 -03اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2003/07/19اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮق اﻟﻤﺆﻟﻒ واﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺠﺎورة )ج ر .(2003/44 :
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻻ ﺗﻜﻔﻞ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎر واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ واﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﻤﻨﺎھﺞ وإﺟﺮاءات اﻟﻌﻤﻞ."...
- 3ﻣﺤﻤﺪ زاوك ،م س ،ص .129
108
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ أو اﻷﺳﻠوب اﻟدﻋﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔﻛرة واﻗﻌﯾﺎ ،ﻣن
ﺧﻼل اﻟدﻋﺎﻣﺔ أو اﻟﺷﻛل أو اﻟﻘﺎﻟب أو اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرد ﺑﻬﺎ اﻹﺷﻬﺎر ،ﻓﺈن ﺗﻘﻠﯾدﻩ ﻗد ﯾﺷﻛل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏﯾر
ﻧزﯾﻬﺔ .ﻓﺈذا ﻗﻠد ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي أﺳﻠوب اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﻟﺗﺑﺎس ﺑﯾن
ﻣؤﺳﺳﺗﯾﻬﻣﺎ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ .وﺗﺑﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻘدﯾر اﻹﻟﺗﺑﺎس ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي
ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع.1
وﻗد أﺛﯾر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى اﺷﺗراط ﻋﻧﺻر اﻻﺑﺗﻛﺎر واﻟﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ
ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ .ﺣﯾث رأى اﻟﺑﻌض أن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟدﻋﺎﺋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد
واﻻﺑﺗﻛﺎر ،أي أن ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﯾدل طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﻣﯾز ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ وﻟﯾدة اﻟﻔﻛر وﻟو ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ﺑﺳﯾطﺔ وﻋﺎدي .ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى اﻟﺑﻌض ﺧﻼف ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻋﻧﺻر اﻟﺗﺟدﯾد واﻻﺑﺗﻛﺎر ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺻﺢ
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺻﯾﻐﺔ ﻋﺎدﯾﺔ وأﺧرى ﻣﺑﺗﻛرة وﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدﻋﺎﯾﺔ.2
وﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻌﺑرة ﺑﻣدى ﻣﺎ ﺗزرﻋﻪ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻘﻠدة ﻣن ﺷﻛوك وأوﻫﺎم ﻓﻲ ذﻫن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷﺄن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾدور ﺣوﻟﻬﺎ اﻹﺷﻬﺎر وأﺛر ذﻟك ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل زﺑﺎﺋن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك.
ﻫذا وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺻورﻩ ﯾﻧطوي ﻓﻲ ذات
اﻟوﻗت ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﺑدورﻩ ﺿﺣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺟراء ﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن
ﺷﻛوك وأوﻫﺎم ﺛؤﺛر ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎراﺗﻪ ،ﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدث ﺿر ار ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ .ﻓﺛﻣﺔ ارﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل
ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ واﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻟﻛون أن ﻫدف اﻟﻣﻌﺗدي ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو
اﺟﺗذاب زﺑﺎﺋن ﺗﺎﺟر أو ﺗﺟﺎر ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت.
ﻓﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻪ ﺗرﻣﻲ ﻓﻲ آن واﺣد إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺳﻠﻌﺔ
أو ﺑﺎﺋﻌﻬﺎ ،واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﺗﺿﻣن ﻟﻪ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة واﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺟﻲ
اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻟﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺄﻓﺿل
اﻟﻣواﺻﻔﺎت واﻷﺳﻌﺎر ،ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﺷﺎﻣل ﺣول ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ أو
109
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،إو ﻓﺳﺎح اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎﻣﻪ ﻟﻠﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻷﺣﺳن ﻣﻧﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻹرادﺗﻪ
اﻟﺣرة وظروﻓﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.1
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 27إن ﻗﯾﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﻓق ﻫذﻩ
اﻟﺻورة ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋﻧﺻرﯾن آﺧرﯾن :اﻷول أن ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ
ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ،وﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﻣﻘﻠد واﻟﻣﻘﻠد ﻋﻧﻪ ﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون
اﻟﺗﻣﺎﺛل ﺗﺎم ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗﻛون اﻷﻧﺷطﺔ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻓﺣﺳب .2واﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﯾﻛون اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺑﻘﺻد ﻛﺳب
زﺑﺎﺋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس وﻫو ﻋﻧﺻر ﻣﻌﻧوي ﺧﺎص .ﻓﺈذا اﻧﺗﻔﻰ أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻧﺗﻔﻰ ﺗﺑﻌﺎ
ﻟذﻟك اﻟوﺻف اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي
ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن اﻻﻋﺗداء ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ،
ﺣﯾث أوردت اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺻورﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر :اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻬﺎرات
اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻸﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ أﺳرارﻫم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
أوﻻ – اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑـ "اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻬﺎرة ﺗﻘﻧﯾﺔ أو ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﯾزة دون ﺗرﺧﯾص ﻣن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ".
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻧﺗﻘﺎل وﻏﯾر ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﻟﻠﻌﻣوم وﻻ ﺗﻛون
ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺑراءة ،وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﻣﺎدﯾﺎ وﻟﻛﻧﻬﺎ ذات ﺳﻣﺔ ﻓﻛرﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﻋن
اﻹطﺎر اﻟذي ﺗوﺿﻊ ﻓﯾﻪ ،إذ أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻌﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﻣﺛل ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺧﺗﺑرات واﻟﺗﺻﺎﻣﯾم.3
وﯾﺳﺗﻣد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،أي ﻣﺟﻣوع
اﻟﺧﻼﺻﺎت واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ أﺳﺎس ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ،طﺎﻟﻣﺎ ﺑﻘﻲ اﻟﺳر ﻣﺣﺗﻔظﺎ ﺑﻪ.
ﻣﺛﺎل ذﻟك اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ودرﺟﺔ اﻟﺣ اررة اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺻﻧﻊ.4
110
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟذا وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون
اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ،ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻬﺎرات و اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﺛﻣر و اﺟﺗﻬد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻪ ﻷﺟل ﺑﻠورﺗﻬﺎ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ ،ﻣن دون أن ﯾﻛون ﻟﻠﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدي ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك .ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﻬﺎرات ﻏﯾر
اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺛل ﺑراءات اﻻﺧﺗراع.1
ﻫذا وﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺻورة أن ﯾﺗم اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر دون ﺗرﺧﯾص ﻣﻧﻪ ،وﻟم ﺗﺑﯾن اﻟﻣﺷرع ﺷﻛل اﻟﺗرﺧﯾص ،وذﻟك ﺑﺧﻼف اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﺑراءة اﻻﺧﺗراع ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﯾر اﻟذي اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻛون ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد .2ﻟذا ﻧﻔﺳر ﻫذا
اﻹطﻼق ﺑﺄن اﻟﺗرﺧﯾص ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟطرق وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺛﺑﺎﺗﻪ ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟطرق.
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻣﺎدة 27إن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر
ﻧزﯾﻬﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺻورة أن ﯾﻛون اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻟﻠﻣﻌﺗدي ،ﺧﻼﻓﺎ
ﻟﻠﺻورة اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 2ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ :ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة 5ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑـ "اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ 3ﺑﺻﻔﺔ أﺟﯾر ﻗدﯾم أو ﺷرﯾك ﻟﻠﺗﺻرف
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻘﺻد اﻹﺿرار ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أو اﻟﺷرﯾك اﻟﻘدﯾم".
ﺗﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط رب اﻟﻌﻣل وأﺟﯾرﻩ ﺑﻊ اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻌﻣل إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣدود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن :ﻣن
ﺟﻬﺔ ﺣق رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﺳ اررﻩ ﻣﺛل ﺳر اﻟﺻﻧﻊ أو ﺳر اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ،وﺿرورة اﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣن اﻟﺧﺑرة
اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻟدﯾﻪ أو ﻟدى ﻏﯾرﻩ ﻗﺑل اﻟﻌﻣل ﻟدﯾﻪ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺣق اﻷﺟﯾر ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ
ﻣﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑﻪ ﻣن ﻣﻌﺎرف ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑﻌد ﻣﻐﺎدرﺗﻪ اﻟﻌﻣل وﻫو ﺑﺻدد ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘود ﻋﻣل ﻻﺣﻘﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن طرﻓﻪ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب اﻟﻌﺎم اﻷﺳﺎس ﻓﻲ إﺑرام ﻋﻘود ﺷﻐل ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ﻣﻬﻣﺔ ،أو
- 1أﻧﻈﺮ ﺑﺸﺄن اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﺒﺮاءة اﻻﺧﺘﺮاع اﻷﻣﺮ 07-03اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2003/07/19اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﺮاءة اﻻﺧﺘﺮاع )ج ر .(2003/44 :
- 2أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 37ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 07 -03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﺮاءة اﻻﺧﺘﺮاع.
- 3واﻟﺴﺮ ﻟﻐﺔ ﻣﺎ ﯾﻜﺘﻤﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ،أو ﻛﻞ ﺧﺒﺮ ﯾﻘﺘﺼﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص .أﻣﺎ اﻟﺴﺮ اﻟﻤﮭﻨﻲ ﻓﮭﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت
اﻟﺘﻲ ﯾﻄﻠﻊ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ ،أي ﺑﺤﻜﻢ ﻣﮭﻨﺘﮫ .وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن إﻓﺸﺎء اﻷﺳﺮار ﯾﻌﻨﻲ اﻹﻓﻀﺎء ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ ﻟﮭﺎ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺴﺮﯾﺔ ﻣﻦ
ﺷﺨﺺ ﻣﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﮭﻨﺘﮫ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.
111
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إﻧﺷﺎﺋﻪ ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﻣﻣﺎﺛل ﻟﻧﺷﺎط رب اﻟﻌﻣل ﻣﺳﺗﻐﻼ اﻟﻣﻬﺎرات واﻷﺳرار اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﻬﺎ .وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﯾك اﻟذي اﻧﻔﺻل ﻋن ﺷرﯾﻛﻪ ﺑﺷﺄن ﻣﺎ اطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أﺳرار ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺷراﻛﺔ.
ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻹﺷﻛﺎل ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة 5ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02-04ﺣﯾث أﻗر ﺣق
اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ أﺟﯾ ار ﻗدﯾﻣﺎ أو
ﺷرﯾﻛﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ .ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ
ﺗﻠك اﻷﺳرار ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻗﺻد ﺑﻪ اﻹﺿرار ﺑرب اﻟﻌﻣل أو اﻟﺷرﯾك اﻟﺳﺎﺑق.
وﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة 5ﻣن اﻟﻣﺎدة 27إن ﻗﯾﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺻورة
ﯾﺗطﻠب ﺗواﻓر ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر :اﻷول أن ﯾﻛون اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدي ﻗد اﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺗﻪ أﺟﯾ ار أو ﺷرﯾﻛﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻪ .واﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑﻪ ﻣن
ﺑﻘﺻد اﻹﺿرار ﺑرب اﻟﻌﻣل أو اﻟﺷرﯾك اﻟﻘدﯾم ،أي ﺿرورة ﺗوﻓر ﻧﯾﺔ اﻹﺿرار.
ﻓﻲ ﺣﯾن وﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻪ ﻟﻠﻣﻬﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ﻟم
ﺗﺷﺗرط اﻟﻔﻘرة 5ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﻓق ﻫذﻩ اﻟﺻورة أن ﯾﻛون اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﻰ أﺳ اررﻩ ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻟﻠﻌون اﻟﻣﻌﺗدي.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻛل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺣدات إﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو ﺗﻧظﯾم
اﻟﺳوق ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
أوﻻ -إﺣداث اﻹﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس :ﺗﺻدت اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
02 -04ﻟﻬذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺛﺎرة اﻟﺧﻠل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو اﺳﺗﻐﻼل ﺷﻬرﺗﻪ أو إﻏراء ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ.
-1إﺛﺎرة اﻟﺧﻠل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس :طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة 6ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺑـ "إﺣداث ﺧﻠل ﻓﻲ
112
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ،و ﺗﺣوﯾل زﺑﺎﺋﻧﻪ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ ،ﻛﺗﺑدﯾد أو ﺗﺧرﯾب وﺳﺎﺋﻠﻪ
اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،واﺧﺗﻼس اﻟﺑطﺎﻗﯾﺎت أو اﻟطﻠﺑﯾﺎت ،واﻟﺳﻣﺳرة ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إو ﺣداث اﺿطراب ﺑﺷﺑﻛﺗﻪ ﻟﻠﺑﯾﻊ".
إن أﺳﺎﻟﯾب ﺑث اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻣﺗﻌددة ،ذﻟك أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﻻ ﯾﻠﺑﺛون ﻋﻠﻰ اﺑﺗداع
اﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻟزﺑﺎﺋن
وﺻرﻓﻬم ﻋن اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓس ،وﯾﻌﺑر ﻋن ذﻟك ﺑﺧﻠق اﻻﺿطراب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو
اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺷروع ﻣﻧﺎﻓس.1
وﯾﺄﺧذ ﺧﻠق اﻻﺿطراب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺻو ار ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ذﻛرت ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﻔﻘرة 6أﻋﻼﻩ وﻫﻲ:
-ﺗﺑدﯾد و ﺗﺧرﯾب اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ،وذﻟك ﻋن طرﯾق إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر
ﺑوﺳﺎﺋﻠﻪ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟﻼﻓﺗﺎت واﻟﻣﻌﻠﻘﺎت أو ﺣﺟﺑﻬﺎ أو ﻧزﻋﻬﺎ ،إذ ﯾﺷﻛل ذﻟك اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﺗروﯾﺟﯾﺔ
واﻟدﻋﺎﺋﯾﺔ.
-اﺧﺗﻼس اﻟﺑطﺎﻗﯾﺎت أو اﻟطﻠﺑﺎت واﻟﺳﻣﺳرة ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﺄن ﯾﺗم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺳﺎر اﻟطﻠﺑﯾﺎت
اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﺗﺎﺟر اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺑﺗﻠﻘﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻣؤﺟر اﻟﺳﺎﺑق أو ﺗﺣوﯾل اﻟطﻠﺑﯾﺎت ﺿد رﻏﺑﺔ اﻟزﺑﺎﺋن.
-إﺣداث اﺿطراب ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺑﺈﻓراغ اﻟﺳوق ﻣن اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻌﺎﺋد
ﻟﻠﻣﻧﺎﻓس ﻛﺷراء اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣﺗوﻓر ﻟدى زﺑﺎﺋن ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻣﺧزون اﻟﻣﻧﺎﻓس اﻟﻣﺗوﻓر ﻟدﯾﻬم ﻣﻊ ﺗﻌﯾﯾب
ذﻟك اﻟﻣﺧزون واﻗﺗراح ﻏﯾرﻩ ﻣﻧﺗوﺟﺎ ﻟﺑﯾﻌﻪ ﺑدﻟﻪ.2
-2إﺳﺗﻐﻼل ﺷﻬرة ﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﻣﻧﺎﻓس :ﻛﻣﺎ أوردت اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﺻورة ﻣن
ﺻور اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺗﺿﻣﻧت ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ إﺣداث اﺿطراب
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﺟوار اﻟﻘرﯾب ﻟﻣﺣل ﻣﻧﺎﻓس ،ﺑﻬدف
اﺳﺗﻐﻼل ﺷﻬرﺗﻪ ﺧﺎرج اﻷﻋراف واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺷﻣل
ﺣرﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻧﺷﺎطﻪ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﺣﺗرام
اﻷﻋراف وﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ.
- 1ﻋﻠﻲ ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﻧﺲ ،اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1975 ،ص .142
- 2ﻣﺤﻤﺪ زاوك ،م س ،ص.154
113
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ أن ﻗﯾﺎم اﻟﺣظر ﯾﻘﺗﺿﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣل ﺑﺎﻟﺟوار اﻟﻘرﯾب ﻣن
ﻣﺣل ﻣﻧﺎﻓس ،وﻗد ﺗﻔﺎدى اﻟﻣﺷرع ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻔﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﺗواﻓر ﻧﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل ﺷﻬرة ذﻟك اﻟﻣﺣل ﺗﺟﺎري ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد أﻓﻌﺎل ﺗﺧﺎﻟف اﻷﻋراف واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
-3إﻏراء ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس :ﻟﻌل ﻣن أﺧطر ﺻور إﺣداث اﻻﺿطراب ﻓﻲ
ﺗﻧظﯾم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺟﻠب ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ ،ﻋن طرﯾق إﻏ ارﺋﻬم ﻋﻠﻰ ﺗرك اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻟﻣﻧﺎﻓس ،ﻟذا
ﻣﻧﻌت اﻟﻔﻘرة 4ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑـ
"إﻏراء ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣﻊ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣل".
واﻷﺻل أن اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻐﯾل ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻧﺷﺄة أﻣر ﻣﺷروع ،ﺣﺗﻰ وﻟو اﺳﺗﺟﺎب ﻟﻪ
ﻋﻣﺎل ﻣﻧﺷﺄة ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻣﺎ داﻣت ﻻ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓس وﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﻋروﺿﺎ ﺗﺗﺟﺎوز
ﺣد اﻹﻏراء .أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﻏراء ﯾﺗﺿﻣن طرﻗﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل ،أو ﺗم ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎل
أو اﻟﺿﻐط أو اﻟوﻋود ﺑﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻛﺎﻓﺂت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،ﻓﺈن ﻫذا اﻹﻏراء ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ .وﺗﻘدﯾر
ﻣدى ﻣﺷروﻋﯾﺔ ذﻟك ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻘل ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﺣداث اﻻﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق :اﻋﺗﺑرت اﻟﻔﻘرة 7ﻣن اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون -04
02ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑـ
"اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق إو ﺣداث اﺿطراﺑﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن و/أو اﻟﻣﺣظورات اﻟﺷرﻋﯾﺔ .وﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺧﺻوص اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻛوﯾن ﻧﺷﺎط أو ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ أو إﻗﺎﻣﺗﻪ".
ﻓﻘد ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺣدود اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس
ﻣﻧﻔردا إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻪ ﺑﺷﺄن ﻧﺷﺎط ﻣﻬﻧﻲ ﻣﻌﯾن ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎدة ﺑﺎﻧﺗﻬﺎك اﻟﻘواﻋد
اﻟﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓوﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻷﻧﻪ ﯾﻌطﻲ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻟم ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم
ﻧﻔﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ .وﻫﻛذا ﯾﺟد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﻣن دون أن ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻘواﻋد
اﻹدارﯾﺔ واﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷﻋوان اﻵﺧرﯾن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻔﺿﻼ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ
ﺗﺧﻔﯾض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت .وﻗد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺎب ﺑﻣؤاﺧذة ﺳﺎﺋق أﺟرة
1
-Jean-Jacques Burst, op. cit., p. 161.
114
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ ﻛﺎن ﻣﺳﻣوﺣﺎ ﻟﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻷﻧظﻣﺔ ﺑﺄن ﯾﻌوض ﺑزوﺟﺗﻪ ﻓﻲ
ﺳﯾﺎﻗﺔ ﺳﯾﺎرة اﻷﺟرة ﻣوﺿوع اﻟرﺧﺻﺔ إﻻ اﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺳﯾﺎرة اﻷﺟرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ وﺳﯾﺎرة
أﺧرى ﺗﻘودﻫﺎ زوﺟﺗﻪ.1
إن اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق ﯾﺳﺗﻬدف ﻣﺟﻣوع اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻣﺎﺛﻼ،
وذﻟك ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﺳﻌﺎر اﻻﺳﺗدراﺟﯾﺔ أو ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺻد إﺑﻌﺎدﻫم ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد أدرك اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻗطﺎر أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺿوء دورﻩ اﻟواﺿﺢ
ﻟدى ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﻘوﻣﺎﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻗﻰ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن أﻫم وﺳﺎﺋل
إﺛﺎرة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
واﻟواﻗﻊ أن اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗروﯾﺞ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺣث اﻟﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻋﻠﯾﻬﺎ إو ﻗﻧﺎﻋﻪ ﺑﻣزاﯾﺎﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺗﻌد ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺣرﻓﻲ او اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﺑدون اﻹﻋﻼن
ﻋن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻗد ﯾﺟﻬل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺟودﻫﺎ أو ﻻ ﯾُﻘﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ او
ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب وطﻣوح اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻛﻣﻬﻧﻲ او ﻣﺣﺗرف ﻓﺎﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ﻫو إﺣدى
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ وﺗدﻋﯾم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن أو اﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن.2
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟدور اﻟﻔﻌﺎل اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺟﺎري ،إذ ﺑﺎت ﯾﻣﺛل ﻣظﻬ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ووﺳﯾﻠﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻟﻠﺗروﯾﺞ واﻟﺗﺳوﯾق وأداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻼﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺟﻣﻬور إو ﻋﻼﻣﻪ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﺈﻧﻪ أﯾﺿﺎ أﺻﺑﺢ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺿﻠﯾل واﻟﺧداع ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ،وﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.3
- 2ﻣﺼﻄﻔﻰ أﺣﻤﺪ اﺑﻮ ﻋﻤﺮو ،ﻣﻮﺟﺰ أﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن ﺣﺎﻣﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﻟﺒﻨﺎن ،2011 ،ص .173
- 3وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻹﺟﺘﻤﺎع اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ إﺑﺮاز ﺧﻄﻮرة اﻹﻋﻼن اﻟﺘﺠﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ إذا ﻣﺎ وﺿﻊ ﻓﻲ أﯾﺪي اﻟﻤﻐﺮﺿﯿﻦ أو إذا ﻣﺎ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﮭﻮﯾﻞ واﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ أو ﻛﺎن ﻛﺎذﺑﺎ أو ﺧﺎدﻋﺎ أو ﻣﻀﻠﻼ أو ﯾﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺮﺑﺢ اﻟﻔﺎﺣﺶ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم وﻟﺬﻟﻚ ﺳﺎرﻋﺖ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻮاﺣﺪ ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮ إﻟﻰ إﻓﺮاد اﻹﻋﻼن اﻟﺘﺠﺎري ﺑﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻌﺎظﻢ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻣﻦ أﺿﺮاره ﻣﺘﻰ ﺗﺠﺎوز أھﺪاﻓﮫ.
115
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﺗﻧوﯾر إرادة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻟﺿﺑط ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﺑﻣوﺟب
اﻟﻘﺎﻧون ،102/04اﻟذي ﻋرف اﻹﺷﻬﺎر وﺣدد اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺿﻠﯾﻠﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﺣﯾث ﺣددت
ﺻور ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت ﻛل إﺷﻬﺎر ﺗﺿﻠﯾﻠﻲ إﺷﻬﺎ ار ﻏﯾر
ا اﻟﻣﺎدة 28ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون
ﺷرﻋﻲ وﻣﻣﻧوع ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ 2إذا ﻛﺎن :
-ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺻرﯾﺣﺎت أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺗﺷﻛﯾﻼت ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﺑﺗﻌرﯾف ﻣﻧﺗوج أو
ﺧدﻣﺔ أو ﺑﻛﻣﯾﺗﻪ أو وﻓرﺗﻪ أو ﻣﻣﯾزاﺗﻪ.
-ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻣﻊ ﺑﺎﺋﻊ آﺧر أو ﻣﻊ ﻣﺗوﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ أو
ﻧﺷﺎطﻪ.
-ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌرض ﻣﻌﯾن ﻟﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣﺧزون
ﻛﺎف ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺿﻣﺎن ﺗﻠك اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺿﺧﺎﻣﺔ
اﻹﺷﻬﺎر".
ﺣﯾث ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻔﺗﺢ أﺣدﻧﺎ ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻔﺎزﻩ أو ﻣذﯾﺎﻋﻪ أو ﯾﺗﺻﻔﺢ اﻟﺟراﺋد أو ﻣواﻗﻊ اﻻﻧﺗرﻧت أو ﯾﺗﺟول
ﻓﻲ اﻟﺷوارع واﻟﺳﺎﺣﺎت ﺣﺗﻰ ﯾواﺟﻬﻪ ﺑﻛم ﻫﺎﺋل ﻣن اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﻣروﺟﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ
اﺟﺗذاب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﺳﺗﻣﺎﻟﺔ رﻏﺑﺎﺗﻪ.
وﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوﻣﻪ )اﻟﻔرع اﻷول( ﺛم ﺗﺣدﯾد ﺻورﻩ
)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
- 1ﺳﺒﻖ وأن طﺮح ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺷﮭﺎر ﺳﻨﺔ ،1999ﺣﯿﺚ ﺗﻤﺖ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻷوﻟﻰ ،إﻻ أن اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻟﻢ
ﺗﺼﺎدق ﻋﻠﯿﮫ ،وﻣﻦ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﻟﻢ ﯾﺼﺪر ﺑﺸﺄﻧﮫ أي ﺟﺪﯾﺪ .أﻧﻈﺮ ﻧﺺ اﻟﻤﺸﺮوع :اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻤﺪاوﻻت ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ ﻟـ 29 :أوت ،1999اﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ
ﻣﺤﻀﺮ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﻌﻠﻨﯿﺔ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ 26 :ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ 1999اﻟﺘﻲ ﻧﻮﻗﺶ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮوع أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ.
- 2ﯾﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة "ﻻﺳﯿﻤﺎ" اﻟﺘﻲ ﺻﯿﻐﺖ ﺑﮭﺎ اﻟﻤﺎدة 28ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02/04أن اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺎدة واردة ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل وﻟﯿﺲ
اﻟﺤﺼﺮ.
116
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﻬـــــــوم اﻹﺷﻬـــــــــــﺎر
ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ ﺑﻧدﻫﺎ اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺑﺄﻧﻪ" :ﻛل إﻋﻼن ﯾﻬدف
ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗروﯾﺞ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن أو وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ" .1
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 39/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟودة وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ﺑﺄﻧﻪ" :
ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻗﺗراﺣﺎت أو اﻟدﻋﺎﯾﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻟﻌروض أو اﻹﻋﻼﻧﺎت أو اﻟﻣﻧﺷورات أو اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌدة
ﻟﺗروﯾﺞ ﺗﺳوﯾق ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺑواﺳطﺔ أﺳﻧﺎد ﺑﺻرﯾﺔ أو ﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ".
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 28اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣﻔﻬوم اﻹﺷﻬﺎر ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر:
اﻹﻋﻼن )أوﻻ( ،اﺳﺗﻬداف اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ،اﺳﺗﺧدام
وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل )ﺛﺎﻟﺛﺎ(.
أوﻻ -اﻹﻋـــــــﻼن :2ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻛﻠﻣﺔ اﻹﻋﻼن ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻣﺔ ذات ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﻣﺗﻌددة ﺗﺗﺑﺎﯾن ﺑﺣﺳب ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ وﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺻﺣﺎﻓﺔ إو ﻋﻼم وﻗﺎﻧون
وﻏﯾر ذﻟك ،وﻣﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﻪ أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﻣن اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻹﻋﻼن
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣوﺿوع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺗﻌﺎﻗد وﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎﻟﻪ
وطرﯾﻘﺔ ﻣن طرق ﺗﺻرﯾف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.3
ﺑداﯾﺔ ﯾﺟب اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻟم ﺗﺣﺎول وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻟﻺﻋﻼن ،واﻛﺗﻔت ﻓﻘط ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ دون ﺗﺣدﯾد ﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ .4
- 1ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﮫ اﻟﻤﺎدة 2ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺷﮭﺎر ﻟﺴﻨﺔ 1999ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻹﺷﮭﺎر اﻷﺳﻠﻮب اﻻﺗﺼﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﯾﻌﺪ وﯾﻘﺪم ﻓﻲ اﻷﺷﻜﺎل
اﻟﻤﺤﺪدة ﻓﻲ ھﺬا "اﻟﻘﺎﻧﻮن" ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﺎﺋﻢ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻗﺼﺪ ﺗﻌﺮﯾﻒ أو ﺗﺮﻗﯿﺔ أي ﻣﻨﺘﻮج أو ﺧﺪﻣﺔ أو ﺷﻌﺎر أو ﺻﻮرة أو ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ أو ﺳﻤﻌﺔ أي
ﺷﺨﺺ طﺒﯿﻌﻲ أو ﻣﻌﻨﻮي .ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻌﺒﺎرة أﯾﻀﺎ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺷﺒﮫ اﻹﺷﮭﺎرﯾﺔ" .واﻷﻧﺸﻄﺔ ﺷﺒﮫ اﻻﺷﮭﺎرﯾﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺎدة 4ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوع ھﻲ أرﺑﻌﺔ
أﻧﺸﻄﺔ :اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻹﺷﮭﺎرﯾﺔ ) ،( Sponsoringاﻟﺮﻋﺎﯾﺔ ) ،( Parrainageاﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻷدﺑﯿﺔ واﻟﻔﻨﯿﺔ ) ،( Mécénatاﻹﺷﺮاف ).( Patronage
- 2ﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﻤﺸﺮع اﻹﺷﮭﺎر ﺑﺄﻧﮫ "إﻋﻼن" واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻹﺷﮭﺎر واﻹﻋﻼن ﻣﺼﻄﻠﺤﺎن ﻗﺮﯾﺒﺎن ﻣﻦ ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ ،و دﻟﯿﻞ ذﻟﻚ أن "اﻹﺷﮭﺎرات اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ"
ﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ "ﺑﺎﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ" ﺑﻞ وﯾﻌﺒﺮ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ واﺣﺪ ھﻮ " ."Publicitéﻛﻤﺎ ﯾﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﻟﻠﺘﻌﺮﯾﻒ ﻗﺪ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﻜﺮار ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ .ﻓﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻹﺷﮭﺎر ﺑـ " "Publicitéوﻋﻦ اﻹﻋﻼن ﺑـ " "Communicationﺑﻤﻌﻨﻰ "اﻻﺗﺼﺎل"
وھﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻻ ﯾﺮادف "اﻹﻋﻼن".
- 3ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،م س ،ص.91
- 4وﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﮫ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻷوروﺑﻲ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ 1984/09/10ﺑﺄﻧﮫ ﻛﻞ ﺻﯿﻐﺔ اﺗﺼﺎل ﺗﺘﻢ ﻓﻲ إطﺎر ﻧﺸﺎط ﺗﺠﺎري أو ﺻﻨﺎﻋﻲ أو
ﺣﺮﻓﻲ أو ﻋﻤﻞ ﺣﺮ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺮوﯾﺞ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت.
117
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
ﻣن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻧﺷﺎط ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋرض ﻣﻧﺗﺞ أو ﺧدﻣﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄي ﯾﻌرف اﻹﻋﻼن
وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻐرﯾﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻘﺎء أﺟر ﺑﻬدف ﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻫﻬم إﻟﯾﻪ ﺗﺣﻔﯾ از ﻟﻬم ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ﻣﺎدي .2
وﻋرﻓﻪ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﺗﺻرف ﯾﺳﺗﻬدف ﺟذب اﻟﻌﻣﯾل أو اﻟزﺑون أﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﻛل اﻟذي
ﯾﺗﺧذﻩ واﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ أو ﯾوﺟﻪ إﻟﯾﻪ .3
وﯾﻌرﻓﻪ اﻟﺑﻌض أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻛل رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﻬدف ﺣﺛﻬم ﻋﻠﻰ ﺷراء
ﺳﻠﻌﺔ أو طﻠب ﺧدﻣﺎت ﻛﺎﻟﻣﻠﺻﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع أو ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺟراﺋد واﻟﻣﺟﻼت أو اﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت
اﻟﺗﻠﻔﺎز .4
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺗذﻫب إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﻺﻋﻼن ،وﻗد ﺳﺎﯾرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﻓﻲ ذﻟك ،ﺣﯾث ﻋرﻓت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼن ﺑﺄﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼم ﻣوﺟﻬﺔ ﺑﺣﯾث
ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠزﺑون ﺑﺗﺷﻛﯾل رأي ﺣول اﻟﻣﺎل أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﻛل أو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ
ذﻟك.6
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﻺﻋﻼن اﻟذي ﯾﻔﯾد اﻟﺗﻌرﯾف واﻟﻧﺷر واﻹﻋﻼم اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،ﻧﺳﺗﻧﺞ أن
اﻟﻣﺷرع ﯾﺷﺗرط ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ "إﺷﻬﺎ ار" أن ﺗﻛون اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ إﯾﺻﺎﻟﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف إﺧﺑﺎر إو ﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور
ﺑﺧﺻﺎﺋص أو ﻣﻣﯾزات ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺗروﯾﺟﺎ ﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷرع ﻟﻌﺑﺎرة "اﻹﻋﻼن" ﻓﯾﻪ
- 1اﻹﻋﻼن ﻟﻐﺔ ھﻮ إظﮭﺎر اﻟﺸﻲء ﻓﯿﻘﺎل ﻋﻠﻦ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻮﻧﺎ أي ظﮭﺮ واﻧﺘﺸﺮ ،واﻻﺳﻢ اﻟﻌﻼﻧﯿﺔ ،وأﻋﻠﻨﺘﮫ أي أظﮭﺮﺗﮫ .
وﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ " "Publicitéﻣﻌﻨﺎھﺎ "َ "Action de rendre publiqueأي ﺟﻌﻞ اﻟﺸﻲء ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻟﺪى اﻟﺠﻤﮭﻮر .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ
" "Advertisingوھﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ " "Avertirأي ﺟﻌﻞ اﻟﺸﻲء ﻣﻼﺣﻈﺎ ". " faire remarquer
- 2ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،م س ،ص .94
3
- A. CHAVANNE, Publicité fausse ou de nature à induire en erreur, JCP,1994, p. 05.
4
- J. Calais Auloy et F. Steinmetz, op. cit., p100.
- 5أﺣﻤﺪ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺪاع اﻹﻋﻼﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻜﻮﯾﺘﻲ واﻟﻤﻘﺎرن ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﯾﺖ ،اﻟﺴﻨﺔ ،19ﻋﺪد ،04
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،1995ص.148
- 6ﻓﺘﯿﺤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮراري ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻣﻦ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻤﻀﻠﻠﺔ ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﻤﻘﺎرن ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،اﻟﻌﺪد ،03
س ،33ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﯾﺖ ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ، 2009ص .259
118
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ وﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر وﻫﻲ اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ واﻟﺟﻬر
وﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﺟﻣﻬور.
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 39/90ﻟﻺﺷﻬﺎر )اﻻﻗﺗراﺣﺎت ،اﻟدﻋﺎﯾﺎت ،اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،اﻟﻌروض ،اﻹﻋﻼﻧﺎت ،اﻟﻣﻧﺷورات،
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت( واﺳﺗﻌﺎض ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﻋﻼن".
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﺷﻬﺎر" ﻗد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻣﻊ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﺑﻌض اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻟوﻗﺎﺋﻊ ،ﻛﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻪ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ،1واﻹﺷﻬﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗروﯾﺞ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ ،2وﻛذا اﻹﺷﻬﺎر
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺑﻌض اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر واﻟذي اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺟراء اﻟﺷﻬر اﻟﻌﻘﺎري.3
ﻓﺎﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺳﺗﻬدف إﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور ،ﻟذا ﯾﻔﺿل ﻟو اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ورد
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺑـ "اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري" ﺗﻣﯾﯾ از ﻟﻪ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ ﺻور اﻹﺷﻬﺎر اﻷﺧرى ﻣﺎدام ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
ﯾﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ 06/95اﻟﻣﻠﻐﻰ واﻟذي ﺗﻣﺧﺿت ﻋﻧﻪ ﺑﻌض أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون 02/04
ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﺗﻌﺑﯾر "اﻹﺷﻬﺎر" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺑـ"اﻹﻋﻼم" ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل
ﻋﺑﺎرة "إﺷﻬﺎر أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ" ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﺗرد ﻓﯾﻪ أﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗروﯾﺟﻲ
ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ أوردﻩ اﻟﻘﺎﻧون ،02/04ﻟذا اﺳﺗﻌﻣل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﻋﻼم" ﻟﻠدﻻﻟﺔ
ﻋﻠﻰ إﻋﻼن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ وﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﺷﻬﺎر" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗروﯾﺟﯾﺔ
ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت :ﺣﺗﻰ ﻧﻛون ﺑﺻدد إﺷﻬﺎر ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﻪ ﯾﻬدف
إﻟﻰ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة.
- 1أﻧﻈﺮ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻷول )اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ 11إﻟﻰ (17ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 08/04اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮوط ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ،
- 2أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 286/92اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 06ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ 1992اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺼﯿﺪﻻﻧﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ
اﻟﺒﺸﺮي ج ر ع ، 53س ، 1992ص ، 1472ﺣﯿﺚ ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮع ﺳﺒﺎﻗﺎ ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻹﻋﻼم واﻟﺘﺮوﯾﺞ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﺼﯿﺪﻻﻧﯿﺔ واﻟﻄﺒﯿﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺨﻄﻮرة ھﺬا
اﻟﻤﺠﺎل .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﺮوﯾﺞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻻ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن 02/04وإﻧﻤﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻤﮭﻨﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎداﻣﺖ ﻟﻠﺼﯿﺪﻟﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎدي
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺨﻀﻊ أﯾﻀﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن 02/04ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﻌﺎرض ھﺬا اﻟﻨﺺ اﻟﺨﺎص.
- 3أﻧﻈﺮ :اﻷﻣﺮ 74/75اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 12ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1975اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻋﺪاد ﻣﺴﺢ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺎم وﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﻌﻘﺎري ،وﻛﺬا اﻟﻤﺎدة 793ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻤﺪﻧﻲ.
119
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻟﺗروﯾﺞ ﻫو ﻧﺷﺎط ﯾﻌرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺣوزة اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن أو اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ،ﺣﯾث
ﻋن طرﯾﻘﻪ ﯾﺗم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻬﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن ﺗواﻓر وأﺳﻌﺎر وﺧﺻﺎﺋص واﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺳﻠﻌﺔ
أو اﻟﺧدﻣﺔ وﻋن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .1
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﻧﺟد أن ﻣﯾزة اﻟﺗروﯾﺞ ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻫﻲ اﻟﻣﯾزة واﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر
اﻟﺗﺟﺎري وﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﻏﯾرﻩ ،ﺣﯾث ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﻔﯾﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻹﻋﻼﻧﺎت،
وﻋﻠﯾﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﺿﻣون اﻹﻋﻼن ﻫو ﺗﻘدﯾم ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺑرع ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﺑﻌض اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺧﯾرﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻌد ﻫذا اﻹﻋﻼن إﺷﻬﺎرﯾﺎ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺑﯾﻊ وﺗﺣﻘﯾق
اﻷرﺑﺎح.2
إذن ﻓﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﯾزة ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺟﺎري ،ذﻟك أن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗوﻓر ﻫذﻩ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺟﺎري ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل اﻹﺷﻬﺎري ووﻓق ﻣﺎ
اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻣوﻗف اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷوروﺑﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﻻ ﺗﻘوم إﻻ إذا ﺛﺑت ﻧﻔﻌﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر.
وﻣﻊ ذﻟك ﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻼﺋم ﺗرﺟﯾﺢ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﻺﻋﻼن وﻋدم ﻗﺻرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺷطﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أي ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ،وﯾﺑرر ذﻟك ﺑظﺎﻫرة اﻧﺗﺷﺎر اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻫﻲ
ﻓﻲ ازدﯾﺎد ﻣطرد ﻛﺎﻹﻋﻼﻧﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻷﻋﻣﺎل ﻣﺛل اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺧﯾرﯾﺔ وﺑﻌض اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ .3
واﻟﺗروﯾﺞ ﻗد ﯾﻛون ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﯾق دﻋوة اﻟﻌﻣﻼء وﺗﺣرﯾﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ،وﻗد ﯾﻛون
اﻟﺗروﯾﺞ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﺿﻣون اﻹﻋﻼن ﻫو اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ إو ﻧﺟﺎزاﺗﻬﺎ أو اﻟﺛﻘﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺷﺎﻫﯾر أو ﺳﺟل ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﯾﻛون ﻣﺿﻣون اﻹﻋﻼن ﻫو اﻟﺗﻌرﯾف
ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺧﯾرﯾﺔ أو اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ أو اﻟﻣﺷروع ﺟزءا ﻣن أرﺑﺎﺣﻬﺎ ،ﻓﻛل ﻫذﻩ
اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺷﻬﺎرات ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف اﺳﺗﻣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣﻼء وزﯾﺎدة إﻗﺑﺎﻟﻬم وﻟو ﻟم ﺗدﻋﻬم ﺻراﺣﺔ ﻟذﻟك.
- 1ﻋﺎﺑﺪ ﻓﻀﻠﯿﺔ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ، 17اﻟﻌﺪد اﻷول ،س ، 2001ص .127
- 2ﺑﺘﻮل ﺻﺮاوة ﻋﺒﺎدي ،اﻟﺘﻀﻠﯿﻞ اﻹﻋﻼﻧﻲ اﻟﺘﺠﺎري وأﺛﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ط ،1ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ، 2011ص .28
- 3ﻓﺘﯿﺤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮراري ،م س ،ص .266
120
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إو ذا ﻛﺎن ﻋﻧﺻر اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﺗرﻏﯾﺑﻬم ﻓﻲ
اﻟﺷراء ﻫو اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻺﺷﻬﺎر ،ﻓﺈﻧﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟذي ﯾﻣﯾز اﻹﺷﻬﺎر ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻹﻋﻼﻧﺎت
واﻟﻧﺷرات ﻛﻧﻘد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت و اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎدة واﻹﻋﻼم.
وﯾﻌد ﻧﻘد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﻋﻼﻧﺎت أو ﻧﺷرات ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺻﺣف أو ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻗد
ﺗﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﻘﺎرﯾر ﻷﺑﺣﺎث و دراﺳﺎت ،1إذ أن ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ إو ن ﻛﺎﻧت ﻣﺻدر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣول
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎ
وﻋﯾوب اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وﺗﺻدر ﻋن ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺎدﯾﺎ وﻓﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣوزﻋﯾن.
وﯾﺗم ذﻟك ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺟﺎرب ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻬدف أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺧﯾﺎر اﻷﻓﺿل ،ﻟذا ﻓﻬﻲ ﻣﺻدر
ﺻﺎدق وﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
أﺳﺎﺳﺎ ،2ﺑﺧﻼف اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف ﻟﻠرﺑﺢ واﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻧﺗوج وﺑﺄﺳﻠوب
ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ.
3
اﻟﻣﺿﺎدة ﻣن أﺷد ﺻور ﻧﻘد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗﻌﺗﺑر اﻟدﻋﺎﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وذﻟك ﺑﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
اﻟﺳوق ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟدﻋﺎﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺗﺟﺎر ،4ﻓﺎﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎدة ﻻ
ﺗﻌﺗﺑر إﻋﻼﻧﺎ إﺷﻬﺎرﯾﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗروج ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑل ﺑﺎﻟﻌﻛس ﺗﺑﯾن ﻋﯾوﺑﻬﺎ وﻣﺧﺎطرﻫﺎ ﺑﻬدف
ﺗﺣذﯾر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ إو ن اﻗﺗرﺣت ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﻼت اﻟﻣﺿﺎدة ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺣل
اﻻﻧﺗﻘﺎد.
وﯾﺧﺗﻠف اﻹﺷﻬﺎر ﻋن اﻹﻋﻼم ﻓﻲ أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﻧﻰ ﺑﻧﺷر اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور
ﺑﻘﺻد اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﻟﯾس ﺑﻘﺻد اﻟرﺑﺢ وﻫو ﯾﻌد وﻓﻘﺎ ﻟذﻟك ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟرﺑط واﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻷﻓراد ،ﻛﻣﺎ
- 1ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 23ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02/89اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ" :ﯾﻤﻜﻦ ﺟﻤﻌﯿﺎت اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺎت وإﺟﺮاء
ﺧﺒﺮات ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﮭﻼك ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﮭﺎ وﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮭﺎ وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﻨﺸﺮ ذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺮط" ،وھﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
03 -09اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻗﻤﻊ اﻟﻐﺶ واﻟﺬي ﺗﺮك ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺻﻼﺣﯿﺎت وﻧﺸﺎطﺎت ﺟﻤﻌﯿﺎت ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ .
- 2أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،م س ،ص.159.
3ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﯾﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﯾﺴﺘﮭﺪف ﻧﺸﺮ أﻓﻜﺎر وآراء ﻣﻌﯿﻨﺔ وﺗﺠﻤﯿﻊ أﻧﺼﺎر ﻟﮭﺬه اﻷﻓﻜﺎر وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻹﻋﻼن ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺎﻧﯿﺔ وﻻ
ﺗﺴﺘﮭﺪف ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻛﺴﺐ ﻣﺎدي ﺑﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ إﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ أو دﯾﻨﯿﺔ .أﻧﻈﺮ :ھﺪى ﺣﺎﻣﺪ ﻗﺸﻘﻮش ،اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1998ص .07
4
- J. Calais Auloy et F. Steinmetz, op. cit., p. 584.
121
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻬﺗم ﺑﺻﻔﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻣدارك ،ﻟذﻟك ﻓﻬو ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ .1
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻹﻋﻼن اﻹﺷﻬﺎري ﯾﻬدف ﻟﺗروﯾﺞ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠرﺑﺢ ﻓﺈن اﻹﻋﻼم ﻻ ﯾﻬدف
ﻟذﻟك ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻏدت اﻟﻣﻣول اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠف وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ
واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل إﯾرادات ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت ،أو اﻟﻔواﺻل اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟرادﯾو واﻟﺗﻠﻔزﯾون.2
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗﺣرﯾﺿﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗرﻏﯾﺑﺎ ﻟﻪ
ﻓﻲ اﻟﺷراء ﻫو اﻟذي ﯾﻣﯾز اﻹﻋﻼن اﻹﺷﻬﺎري ﻋن اﻟﻐﻼف اﻟذي ﯾﻐﻠف ﺑﻪ اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﻌﺑوة ،ﻓﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗدون ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ )اﻟوﺳم( ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،إﻻ إذا ﺗﺿﻣﻧت ﻫذﻩ
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء أو اﻟﺗرﻏﯾب ﻓﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻐﻼف وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﺣﻔظ اﻟﺳﻠﻌﺔ وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ
واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﺗﻘدﯾم أو ﻋرض اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣرﺗﻘب وﻫﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت
ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻣﻊ إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ
اﻟﺟوﻫرﯾﺔ وطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ وﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ...اﻟﺦ ،ﻓﺈذا ﺗﺟﺎوزت ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ إﻟﻰ
إظﻬﺎر ﻣﺣﺎﺳن اﻟﺳﻠﻌﺔ وﻣزاﯾﺎﻫﺎ واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺳﻬوﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ واﻟﺗرﻏﯾب ﻓﻲ ﺷراﺋﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﻐﻼف ﯾﻌﺗﺑر
ﺣﯾﻧﺋذ إﻋﻼﻧﺎ إﺷﻬﺎرﯾﺎ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ أﺣﻛﺎﻣﻪ.3
وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻟﺗزام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻹﺧﺑﺎر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 8ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻓﻬو ﻻ ﯾﻌد ﻣن
ﻗﺑﯾل اﻹﺷﻬﺎر ﻛوﻧﻪ ﯾﻬدف ﻟﺗزوﯾد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﻟﻠﺷراء ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣددة ﺑﻛل ﺻدق وﻧزاﻫﺔ ،ﻓﻬو ﻻ
ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺗروﯾﺞ إو ﻧﻣﺎ ﺗﺑﺻﯾر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إو ﻋﻼﻣﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻠﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗروﯾﺞ ﻛوﻧﻪ ﯾﺗم
ﻗﺑل اﺧﺗﺗﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹ ﺗﺻﺎل :ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور اﻹﺷﻬﺎر ﺑدون اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ
،واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛل وﺳﯾﻠﺔ اﺗﺻﺎل ﻣﻣﻛﻧﺔ وﺷرﻋﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع و ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻺﺷﻬﺎر ﻟم
ﻣﻛﺎﻧﺎ أو وﺳﯾﻠﺔ اﺗﺻﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗم اﻟﺗروﯾﺞ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إو ﻧﻣﺎ ﺗرك اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﯾﺳﺗوﻋب ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﻛﻧﺔ
ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾروج ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،و ﻗد ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻣوﻓﻘﺎ ﻓﻲ ذﻟك،
122
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذ أن ﺗﺟﻧب ﺗﺣدﯾد طرق اﻹﺷﻬﺎر ووﺳﺎﺋﻠﻪ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ ﺛورة اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ
ﺻﻌوﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ وﯾﺗرك اﻟﻬﺎﻣش ﻟﻘﺑول ﻣﺎ ﺳوف ﯾﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن اﺑﺗﻛﺎرات ﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻻﺗﺻﺎﻻت.1
وﻟﻘد ﻣر اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل ،ﺑداﯾﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﺷﻔﻬﻲ أو اﻟﺻﯾﺣﺎت ﻓﻘد ﻧﻘل أن
اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن ﻓﻲ ﺑﻼد اﻹﻏرﯾق ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﺎدون ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺗﺑﺎع وﻓﻲ روﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧداء ﺑﺻوت أﻗرب إﻟﻰ اﻟﻐﻧﺎء ،
وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﻋﻧد ﻗدﻣﺎء اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻋﻧد وﺻول اﻟﺳﻔن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﺳﻠﻊ ﻣن ﻓﯾﻧﯾﻘﯾﺎ ،واﻟﻣﻼﺣظ ﺣﯾﻧﺋذ أن
اﻹﻋﻼن ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﺿﻣن إﻻ ﺟوﻫر اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﺳﻠﻊ ﻛﺄﺣد اﻟﻣﻐرﯾﺎت اﻟﺑﯾﻌﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺛم ﺗطور اﻷﻣر ﺑﻌد
ذﻟك ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﻣﻛﺗوب ،ﻓﻘد ظﻬر ﻫذا اﻹﻋﻼن ﻓﻲ روﻣﺎ ﻣﺻﺎﺣﺑﺎ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻺﻋﻼن وﻛﺎن ﻣن اﻟﺧﺷب واﻟﺟﺑس وﻛﺎﻧت ﺗﻘﯾد ﺑﻪ إﻋﻼﻧﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺗﺄﺟﯾر ،وﻗد ﺻﺎﺣب
اﻹﻋﻼن اﻟﻣﻛﺗوب ﺑﻌض اﻹﺷﺎرات واﻟﻌﻼﻣﺎت ،وﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﻣطﺑوع وﻗد أدى
إﻟﻰ ظﻬورﻩ اﺧﺗراع اﻟﺣروف اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ﻓﻲ ﻓن اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﺣﯾث ﺑدأ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟورﯾﻘﺎت اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل
رﺳﺎﺋل ﻣطﺑوﻋﺔ ﺗوﺟﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﺳوى اﺳم اﻟﺳﻠﻌﺔ إو ﺷﺎرة إﻟﻰ أﻣﺎﻛن ﺗواﺟدﻫﺎ .وﺑﻌد ﻋﺎم
1631ﻣﯾﻼدﯾﺔ وﻫو اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟظﻬور اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺣدﯾث ﻛﺄﺛر ﻟدﺧول اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ
ﻓرﻧﺳﺎ ﺛم اﻧﺟﻠﺗ ار ﻋﺎم 1655ﺛم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳﻧﺔ ، 1704واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﻋﻼﻧﺎت
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻫو أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﺗﺿﻠﯾل واﻟﺧداع .2
وﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﺑدأ اﺳﺗﺧدام أﺷﻛﺎل وأﻟوان ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺷد اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺗﻣﯾﯾز اﻹﻋﻼﻧﺎت
ﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،واﻣﺗد زﺧم اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻟﯾﺷﻣل اﻹﻋﻼن اﻟذي ﺗزاﯾدت
أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻟدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة إزاء ﻣظﺎﻫر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺿﺧم ،واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌرة ﻟﺗﺳوﯾق ﻓﺎﺋض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﻫو ﻣﺎ ﺣﺗم
ظﻬور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻛﺑﯾر" اﻟذي اﻗﺗﺿﻰ ﺑدورﻩ اﺗﺻﺎل اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺧﻼل وﺳﺎﺋل
اﺗﺻﺎل ﺿﺧﻣﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﯾﺳر ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣذﯾﺎع واﻟﺗﻠﻔﺎز ،ﺣﯾث ﺻﺎرت اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ
اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺑل ﻧﺷﻬد اﻟﯾوم ﻗﻧوات ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼﻧﺎت اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ،وﻣﺎ زاد ﻣن
ﻏزو اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ ﻫو ﻛوﻧﻬﺎ ﺻﺎرت اﻟﻣﻣول اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺎ
- 1ﯾﻼﺣﻆ أن ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻹﺷﮭﺎر اﻟﺬي ورد ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 39/90ﺣﺪد طﺒﯿﻌﺔ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ "ﺑﻮاﺳﻄﺔ إﺳﻨﺎد ﺑﺼﺮﯾﺔ أو ﺳﻤﻌﯿﺔ ﺑﺼﺮﯾﺔ" وواﺿﺢ
أن اﻷﺳﻨﺎد اﻟﺴﻤﻌﯿﺔ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻟﻘﻨﻮات اﻹذاﻋﯿﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﮭﻞ ھﺬا ﯾﻌﻨﻲ اﺳﺘﺜﻨﺎء اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹذاﻋﯿﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ أم أﻧﮫ ﺳﮭﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
اﻟﻤﺸﺮع.
ﻛﻤﺎ ﯾﺘﻀﺢ أﻧﮫ ﻗﺪ ﺗﻢ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺪ وﯾﻘﺪم ﻓﯿﮭﺎ اﻹﺷﮭﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺷﮭﺎر ﻟﺴﻨﺔ ،1999وھﺬا
أﻓﻀﻞ ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻷي ﺟﺪﯾﺪ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل.
- 2ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،م س ،ص .88
123
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺟﻌل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻓس أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻟﺗﺣظﻰ ﺑﺑث ﺑﻌض اﻹﺷﻬﺎرات وﻟﯾس اﻟﻌﻛس ،ﻛﻣﺎ أن اﺧﺗراع
اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل وﺷﯾوع اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺟﻌﻠﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻹﯾﺻﺎل اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻧظ ار
ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ .1
أﻣﺎ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت -أو ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ -ﻓﻘد ﻛﺳرت ﻛل اﻟﺣواﺟز وﻓﺗﺣت أﻣﺎم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ آﻓﺎﻗﺎ رﺣﺑﺔ ﻻ ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻟﺣدود ،ﻓﻬﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳوق ﻣﻔﺗوح ﻟﻠﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺗﺎﺟر ﻋن
طرﯾق اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋرض ﺳﻠﻌﺗﻪ ﺑﺎﻟﺻوت واﻟﺻورة ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﺑﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟم ،وﻟﻠﻌﻣﯾل ﻓرﺻﺔ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻛل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم واﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳﺑﻪ ﺣﯾث ﺗﺻﻠﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل،
ﺑل إن ﺧﺑراء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﯾﺑﺷرون ﺑﻣﺎ أطﻠﻘوا ﻋﻠﯾﻪ "إﻋﻼﻧﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ" ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟذﻛﺎء وﻗوة اﻷداء
واﻟﺗرﻛﯾز ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻐﯾر ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻋﻼن ،ﻓﺑدﻻ ﻣن ﻣﺷﺎﻫدة واﺑل ﻣن اﻹﻋﻼﻧﺎت –ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ
اﻟﺗﻠﻔزﯾون -ﻓﺈن ﻟﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل إﻋﻼﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ ﺗراﻋﻰ ﻓﯾﻪ ظروف اﻟﻔرد وﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وطﺑﯾﻌﺗﻪ ،ﺣﯾث
ﺗﺗطور اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن إﻋﻼﻧﺎت ﺗﻧطﻠق ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم إﻟﻰ إﻋﻼﻧﺎت ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺣﺳب راﺣﺔ
اﻟﺟﻣﻬور وطﻠﺑﻪ وﻛﺄن اﻹﻋﻼن ﯾﺧﺎطب ﻛل ﺷﺧص وﺣدﻩ ،ﻟذا ﺳﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻻﻗﺗﻧﺎص اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر
ﺣﺗﻰ ﺗﻘﻧﻌﻬم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر إﻋﻼن ﺗﺟﺎري ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ ﯾطﻠﺑﻪ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﻣﺟرد اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ زر أو ﻣﻔﺗﺎح
ﻣﻌﯾن.2
ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻗواﻧﯾن اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺿرورة اﻋﺗﺑﺎر وﺛﺎﺋق اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن
اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻟﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ذﻟك ﻷن اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﺗﻘﻠﯾدي
ﯾﺗم ﺑﺗﺑﺎدل اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﺑﯾن اﻷطراف واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻋروض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻣواﺻﻔﺎﺗﻬﺎ وﻣﻣﯾزاﺗﻬﺎ
وﻫﻲ اﻟﻣرﺟﻊ ﻋﻧد اﻟﺧﻼف ﺣول ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،أﻣﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﺗﻛون ﻓﯾﻪ اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن ﻋن
اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﺑر وﺳﺎﺋط إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت أو ﻋن طرﯾق أﻗراص ﻣدﻣﺟﺔ أو ﺷراﺋط
ﻣﻣﻐﻧطﺔ ،ﻓﺈذا اﻧﻌدﻣت ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋط ﯾﻛون ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن ﻗد اﻓﺗﻘدا ﻣرﺟﻌﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻟﺣل ﺧﻼﻓﻬﻣﺎ ﻋﻧد ﺣﺻول
ﻧزاع ﻓﻲ ﺷﺄن ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ،ﻟذﻟك ﺗﻧص ﻗواﻧﯾن اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﺗﺣﻔظ ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋط
124
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت اﻟدﻋﺎﯾﺔ أو اﻹﻋﻼن ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ وذﻟك ﺑوﺻﻔﻬﺎ وﺛﺎﺋق ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻓﻲ ﺷراﺋﻬﺎ.1
وﻓﺿﻼ ﻋن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣذﻛورة ﻓﺈن اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺻﺎرت واﻗﻌﺎ ﯾوﻣﯾﺎ ﻧﺻﺎدﻓﻪ ﻓﻲ
ﻛل ﻣﻛﺎن وﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟطرق ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل ،وﻋﻠﻰ اﻟﺗذاﻛر ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن
وﺑﺄي ﺷﻛل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﻔت اﻹﻧﺗﺑﺎﻩ.
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟوﺳﯾﻠﺔ أو اﻷداة اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ
ذﻟك إﻟﻰ إﻋﻼﻧﺎت ﺻﺣﻔﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺟراﺋد واﻟﻣﺟﻼت ،إو ﻋﻼﻧﺎت ﺳﻣﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻲ ﺗﺑث ﻋﺑر اﻷﻣواج
اﻹذاﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ،إو ﻋﻼﻧﺎت ﺑﺻرﯾﺔ أو ﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ ﻛﺈﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻹﻧﺗرﻧت
واﻟﻬواﺗف اﻟﻧﻘﺎﻟﺔ ،وﻫﻧﺎك اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﻣﻠﺻﻘﺎت وﻣﻌﻠﻘﺎت وأﻟواح ﺿوﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم
ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺑﺎت اﻟطرق واﻟﺷوارع اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ واﻟﺳﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ
ﻛﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺑرﯾدﯾﺔ واﻟﻛﺗﯾﺑﺎت واﻟﻛﺗﻠوﺟﺎت واﻟﻐﻼف إذا ﻟﻌب دور اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري.2
-1ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن دور ﻓﻲ ﺟذب اﻟﻌﻣﻼء ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ رﻣ از وﺷﻌﺎ ار ﯾﻣﯾز
ﻣﻧﺗﺟﺎت أو ﺧدﻣﺎت ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻌب دور اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﺣﯾث ﻣﺻدرﻫﺎ
وﻧوﻋﻬﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ إﻧﻣﺎ ﯾرﺑط ﺑﯾن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺑﯾن
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك رﻣ از وﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟودة اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺟذب إو ﻏراء اﻟﻌﻣﻼء ،ﺧﺻوﺻﺎ إذا
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻼﻣﺎت ﺷﻬﯾرة ﺗﺣظﻰ ﺑﺛﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻛﻣﺎ أن ﺛﻣﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺗﺧذ رﻣو از ذات ﻣﻐزى ﻛﺎﻷﺳد
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺔ "ﺑﯾﺟو" دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة ،واﻟﻧﺟﻣﺔ ﻟﺷرﻛﺔ "ﻣرﺳﯾدس" دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣو ،واﻟﺣﺻﺎن ﻟﺷرﻛﺔ
"ﻻدا" دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺎﻟﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ﻻ ﺷك إﻧﻣﺎ ﺗﻬدف ﻣن اﻟﻣﻐزى اﻟذي ﺗﺣﻣﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾق
واﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ.3
-2ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻷﻣر رﻗم 06/03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت 4اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت ﺑﻌض
اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﺷوﻫﺔ إﺷﻬﺎر ﺗﺿﻠﯾﻠﻲ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن:
125
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن "رﻣو از ﺗﺣﻣل ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻧﻘﻼ أو ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﺷﻌﺎرات رﺳﻣﯾﺔ أو أﻋﻼم
أو ﺷﻌﺎرات أﺧرى أو اﺳم ﻣﺧﺗﺻر أو رﻣ از أو إﺷﺎرة أو دﻣﻐﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺿﻣﺎن ﻣن طرف
دوﻟﺔ أو ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺎت أﻧﺷﺄت ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ إﻻ إذا رﺧﺻت ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑذﻟك" .ﻷن وﺿﻊ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺿﻠﯾل
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄن ﯾﺗوﻫم أن ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺗم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻌﻠم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو ﻗد ﺣظﯾت ﺑرﻗﺎﺑﺔ
أو ﻣﺑﺎرﻛﺔ ﻫﯾﺋﺎت أو ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،إﻻ إذا ﺣﺻل اﻟﺗرﺧﯾص اﻟذي ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﯾﺔ ﻣﺎ ﺗدل
ﻋﻠﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟرﻣوز.
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن "رﻣو از ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﻠل اﻟﺟﻣﻬور أو اﻷوﺳﺎط اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
طﺑﯾﻌﺔ أو ﺟودة أو ﻣﺻدر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ".
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﺷﻬﺎر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎن اﻹﺷﻬﺎر ﯾﻌد ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﺎس وﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺧﺻﺎﺋص وﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،إﻻ أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺛﺑت اﺳﺗﺧداﻣﻪ
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،وذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣول ﻣن
أداة ﻟﻺﻋﻼم واﻟﺗوﺟﯾﻪ إﻟﻰ أداة ﻟﻠﺧداع واﻟﺗﺿﻠﯾل ،ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺳﺗﻌﻣل وﺳﺎﺋل ﺟذب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻬوﯾل واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻣزاﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي اﻧﺣرف ﻓﯾﻪ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺟﺎري ﻋن ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
ﻟﯾﺗﺣول إﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺧداع واﻟﺗﺿﻠﯾل ،وﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎن واﺟﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾواﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟظواﻫر
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر ﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن اﻷﺧطﺎر واﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ.1
وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ اﻹﺷﻬﺎر ﺗﺿﻠﯾﻠﯾﺎ ﻏﯾر
2
ﺷرﻋﻲ ،وﻗﺑل أن ﻧﻐوص ﻓﻲ ﺗﻌدادﻫﺎ ﻧورد اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
126
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎق اﻟﻣﺎدة 28ﯾﺑدو أن اﻟﺻور اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ وردت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﯾﻔﻬم ذﻟك ﻣن ﻋﺑﺎرة "ﻻ ﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن" ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻋﺗﺑﺎر إﺷﻬﺎر ﻣﻌﯾن
ﺗﺿﻠﯾﻠﻲ وﻟو ﺧﺎرج ﻫذﻩ اﻟﺻور اﻟﺛﻼث ،إو ن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻور ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛل ﻣظﺎﻫر اﻹﺷﻬﺎر
اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺻور.
-ﻟﻘد اﺳﺗﺄﻧﻔت اﻟﻣﺎدة 28ﻧﺻﻬﺎ ﺑـ" :دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﯾدان "...وﻓﻲ ﻫذا إﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧظم ﻣوﺿوع اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ ﻧﺻوص أﺧرى ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 286/92اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟطﺑﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟطب اﻟﺑﺷري اﻟذي ﺣدد ﺿواﺑط اﻹﺷﻬﺎر واﻟﺗروﯾﺞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﺑﻣﺎ أن اﻟطﺑﯾب واﻟﺻﯾدﻟﻲ ﯾﻧطﺑق
ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻬﻣﺎ ﯾﺧﺿﻌﺎن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻟﻠﻘﺎﻧون ،02/04وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﺎرض ﺗطﺑق ﻗﺎﻋدة اﻟﺧﺎص ﯾﻘﯾد اﻟﻌﺎم.
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﺣددت اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺷﻬﺎر
اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺻورﻩ وﻟﻛن ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل أن
ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻛل ﻣﺗﻠﻘﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ أو ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻣرﺗﻛب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺻور اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺻور
ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺻورﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن :اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل )أوﻻ( ،اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ -اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل :ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﻧد اﻷول ﻣن اﻟﻣﺎدة 28ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر إﺷﻬﺎ ار
ﻏﯾر ﻣﺷروع و ﻣﻣﻧوع ﻛل إﺷﻬﺎر "ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺻرﯾﺣﺎت أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺗﺷﻛﯾﻼت ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل
ﺑﺗﻌرﯾف ﻣﻧﺗوج أو ﺧدﻣﺔ أو ﺑﻛﻣﯾﺗﻪ أو وﻓرﺗﻪ أو ﻣﻣﯾزاﺗﻪ".
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻼﺣظ ﺑﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﻠل اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 38
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻧﯾﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠن وأﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد
ﻗﯾﺎم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي .1ﺣﯾث ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺿﻠﻠﺔ ﻹرادة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻻ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ وان ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ
- 1واﻷﺛﺮ اﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻟﻤﺨﻄﺊ أو اﻟﻤﮭﻤﻞ واﻷﺧﺮ ﺳﻲء اﻟﻨﯿﺔ ﺣﯿﺚ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﺒﺮة ﺑﺎﻟﺮﻛﻦ اﻟﻤﺎدي
ﻟﻠﺠﺮﯾﻤﺔ ﻓﻤﺘﻰ اﻛﺘﻤﻞ ھﺬه اﻟﺮﻛﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺘﻄﻠﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ وﻟﻢ ﺗﺒﻘﻰ ھﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﯿﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ وان اﻟﻤﺴﺎواة ھﺬه ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﻠﻦ
ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪ اﻟﺘﻀﻠﯿﻞ أو اﻟﻜﺬب واﻷﺧﺮ ﺳﻲء اﻟﻨﯿﺔ ﺗﺠﺪ ﺳﻨﺪھﺎ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرات ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻔﺮض ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ وھﻮ ﺳﻨﺪ ﯾﻔﻮق ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎواة
ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﺪ واﻟﺨﻄﺄ ) .اﻧﻈﺮ اﻷﻧﺼﺎري أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ واﻟﻠﯿﺒﻲ ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ،1997 ،ص .(85
127
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗﺿت ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1997/05/14 :ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑرت أن
ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﻣﺿﻠل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﻧﻊ اﻷﺳﻧﺎن اﻟذي ﯾﻌﻠن ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻧﻪ طﺑﯾب ﺟراﺣﻲ
ﻟﻸﺳﻧﺎن وﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت ﺻﻧﻊ وﻋﻼج اﻷﺳﻧﺎن وﻛذاك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻧظم ﺗﻣرﯾن ﻓﻲ رﯾﺎﺿﺔ اﻟﻛﺎراﺗﯾﻪ اﻟذي
ﯾﺳﺗﻐل ﺻﻔﺔ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون وﯾوظﻔﻬﺎ ﻓﻲ إﻋﻼن ﺗﺟﺎري.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻗﺿت اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺎن اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ وﺟود ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺛﻣﺎن ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣددة ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗوﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﻠط ﻣﺿﻣوﻧﻪ
وﺟود ﻋرض ﺧﺎص وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﻛون ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻋﻼن اﻟﻣﺿﻠل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺣﺻول
اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ.1
ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﺿﻠﯾل وﻟﯾس اﻟﻛذب ،واﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﺿﻠﯾل واﻟﻛذب
واﺿﺢ ﻓﺎﻟﻛذب إﺧﺑﺎر ﻋن ﺷﻲء ﺑﻐﯾر ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ أو اﻟﺳﻛوت ﻋن واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ
ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟواﺟب اﻹﻋﻼم ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺻدرﻩ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎق أو ﻛﺎن ﻣن ﻣﻠﺣﻘﺎت اﻻﻟﺗزام
اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻌرف أو اﻹﻧﺻﺎف وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ طﺑﯾﻌﺗﻪ أﻣﺎ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻼ ﯾﻌد إﺧﺑﺎ ار
ﺑﺷﻲء ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠواﻗﻊ ﺑل اﻧﻪ ﺻﯾﺎﻏﺔ إﻋﻼن ﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻋﺑﺎرات أو رﺳوم ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﻔس ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻛذب وﻛل
ﻣن اﻟﻛذب واﻟﺗﺿﻠﯾل ﯾؤدﯾﺎن ﻣﻌﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ﻓﻲ اﻟﻐﻠط اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد 2واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم
اﻟﻣﺣددة أﻋﻼﻩ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﯾﺷﻣل اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻛﺎذب ،وﻣن ﺛم ﺗﻔﺎدى اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﻛذب" ﻷﻧﻪ ﻣﺷﻣول ﺑﺎﻟﺣظر ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺻدى اﻟﻣﺷرع ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﻛذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 06/03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﺣﯾث
ﻧﺻت .اﻟﻣﺎدة 7ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾرﻓض ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻫﻲ 9ﺣﺎﻻت ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن:3
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن "رﻣو از ﺗﺣﻣل ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻧﻘﻼ أو ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﺷﻌﺎرات رﺳﻣﯾﺔ أو أﻋﻼم أو
ﺷﻌﺎرات أﺧرى أو اﺳم ﻣﺧﺗﺻر أو رﻣ از أو إﺷﺎرة أو دﻣﻐﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺿﻣﺎن ﻣن طرف دوﻟﺔ
أو ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺎت أﻧﺷﺄت ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ إﻻ إذا رﺧﺻت ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻬذﻩ
- 1ﻣﺠﯿﺪة اﻟﺰﯾﺎﻧﻲ :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤ ﺪﻧﯿﺔ ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ
2007/2006ص.390
- 2ﻣﺠﯿﺪة اﻟﺰﯾﺎﻧﻲ ،م س ،ص .381
- 3ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ رﻓﺾ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻮطﻨﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ ،ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻠﯿﻢ اﻟﻮطﻨﻲ طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة
04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ.06/03
128
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑذﻟك" .ﻷن وﺿﻊ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﺄن ﯾﺗوﻫم أن ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺗم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻌﻠم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو ﻗد ﺣظﯾت ﺑرﻗﺎﺑﺔ أو ﻣﺑﺎرﻛﺔ
ﻫﯾﺋﺎت أو ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،إﻻ إذا ﺣﺻل اﻟﺗرﺧﯾص اﻟذي ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﯾﺔ ﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ ﻫذﻩ
اﻟرﻣوز.
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن "رﻣو از ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﻠل اﻟﺟﻣﻬور أو اﻷوﺳﺎط اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
طﺑﯾﻌﺔ أو ﺟودة أو ﻣﺻدر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ".
ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن رﻓض اﻟﻣﺷرع ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟدى اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن
اﻟﺳﺎﻟﻔﺗﯾن اﻟذﻛر ﯾﺳﺗﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن أي ﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ ﻣﺻدر وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل -ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﺻورة -ﻋدﯾدة ﻧﺗﻠﻣﺳﻬﺎ
ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻗطﻌت أﺷواطﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.1
ﻓﻣﺛﻼ اﻋﺗﺑر إﻋﻼﻧﺎ ﻣﺿﻠﻼ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺎت اﻟﻣﻼﺑس ﺗﻔﯾد أﻧﻬﺎ أﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻬﺎ
ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك ،واﻹﻋﻼن اﻟذي ﯾظﻬر ﺑﺧط واﺿﺢ وﻋرﯾض أن اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط ﺧﻼل 18ﺷﻬ ار ﺑدون
ﻓواﺋد ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺗب ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺧط ﺻﻐﯾر ﺟدا ﻋﺑﺎرة أﺧرى ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻌرض ﯾﺧص اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرون
ﺑﺿﺎﺋﻊ ﺗزﯾد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋن ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن وﺑﻌد ﺗﻘدﯾم ﻣﻠف ﯾﺗم دراﺳﺗﻪ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ.
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر إﺷﻬﺎ ار ﻣﺿﻠﻼ ذﻟك اﻟذي ﺗدﻋﻲ ﻓﯾﻪ ﺷرﻛﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻧﻔرد ﺑﺈﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ أو ﺗﻘدﯾم
ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ذات ﻣواﺻﻔﺎت ﻣﺗﻣﯾزة ﺛم ﺗﺑﯾن أن ﺛﻣﺔ ﻣﻧﺗﺟون آﺧرون ﻟﻬم ﻧﻔس اﻟﻘدرات ،وﻛذﻟك اﻹﺷﻬﺎرات
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﻧﺟوم واﻟﻣﺷﺎﻫﯾر أو اﻟﺧﺑراء واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻟﯾﻘرروا ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ورد ﺑﻬﺎ ﺣول ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺗوج
أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻹﺷﻬﺎر اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﺟرﺑﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺛم ﯾﺗﺑﯾن ﺧﻼف ذﻟك.
ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺿﻲ اﻹﺷﻬﺎر ﻟﻠﺗﺿﻠﯾل إذا اﺳﺗﻌﻣل ﻋﺑﺎرات ﻋﺎﻣﺔ وﻓﺿﻔﺎﺿﺔ أو ﻏﺎﻣﺿﺔ أو ﻣﺧﺗﺻرة ﻛـ
"ﻧﺣن ﻧﺣطم اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺣطﯾﻣﺎ" أو "ﻧﺑﯾﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺧﺎﺻﺔ" أو "ﺑﺛﻣن ﺧﯾﺎﻟﻲ" أو "ﺳﻌر اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض
"% 25أو "اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻧﺻف" ﻓﻬذﻩ ﻋﺑﺎرات ﻗد ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل إن ﻟم ﺗﻛن دﻗﯾﻘﺔ.
إو ذا ﻛﺎن اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﺗم ﺑﻔﻌل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺣﻘق ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﺗرك أي ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف
ﺳﻠﺑﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣﺟب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻪ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك
-1أﻧﻈﺮ :ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﯾﻦ ﻋﯿﺎض ،م س ،ص 143؛ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،م س ،ص ص175-172؛ ﺣﺴﯿﻦ ﻓﺘﺤﻲ ،م س ،ص ص .33 -26
129
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹﻋﻼن اﻟذي ﯾﺗرك اﻧطﺑﺎﻋﺎ ﺑﺄن اﻟﻣﺷﺗري ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺿﻣﺎن ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺛم ﯾﺗﺑﯾن أن
ﻫﻧﺎك وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺟب ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺿﻣﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺿﻣﺎﻧﺎ
ﺑﻣﻘﺎﺑل وﻟﯾس ﻣﺟﺎﻧﯾﺎ ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻹﻋﻼن.
ﻓﻬذﻩ أﻣﺛﻠﺔ ﻹﺷﻬﺎرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﻌدم ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺿﻠل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷﺄن
ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺗوج وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺗﺿﻠﯾل إﻻ أﻧﻪ ﯾﺛور اﻟﺳؤال ﺣول اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺿﻠﯾل
وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺿﻠﯾل ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذاﺗﻲ واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ.
ﻓﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذاﺗﻲ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي ﯾراﻋﻰ ﻓﯾﻪ ﯾﻘظﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻻ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ ذاﺗﻪ
ﻓﻘد ﯾﻛون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﯾﻘظﺔ وﻗد ﯾﻛون دون اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎدي ﻣن اﻟﻔطﻧﺔ واﻟذﻛﺎء وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻧﻔس
اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ﻗد ﯾﻛون ﻣﺿﻠﻼ ﻟﻠﺷﺧص ﻗﻠﯾل اﻟﻔطﻧﺔ وﻻ ﯾﻛون ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻔطن
واﻟذﻛﻲ وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ،ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧدرك ﻋدم إﻧﺿﺑﺎط ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻷﻧﻪ ﯾﺗطﻠب ﺑﺣﺛﺎ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻛﺷف ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن درﺟﺔ ﯾﻘظﺔ .وﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﺷﻔﻪ.
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺟرﯾد ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻹﻋﻼن ﻣن ظروﻓﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﯾث
ﯾﺿﻊ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي اﻟذي ﯾﻣﺛل ﺟﻣﻬور اﻟﻧﺎس 1وﻫو ﺷﺧص ﻻ ﺧﺎرق
اﻟذﻛﺎء وﻻ ﺷدﯾد اﻟﻔطﻧﺔ وﻻ ﻫو ﻣﺣدودﻫﺎ وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻣن ﺷﺧص إﻟﻰ أﺧر
ﻓﺎﻟﺗﺿﻠﯾل واﺣد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إذ أﻧﻪ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺿﻠﯾل
ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﺎدي ،أي أن اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎر ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺧداع
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﺎدي،2
وﯾﺑدو أن ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻧﺎﺳب أﯾﺿﺎ اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ،ﺣﯾث
اﻋﺗﺑر اﻹﺷﻬﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻟﻣﺟرد أﻧﻪ ﻗد ﯾؤدي ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل ،أي أن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣدى
ﺷرﻋﯾﺔ اﻹﻋﻼن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻗﺑل وﻗوع اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻌﻼ وﻗﺑل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺿﻠﯾل ،وﻫو
ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻷﺧذ ﺑﻣﻌﯾﺎر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﺿﻠﯾل ،ﻷن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺣﻣﻲ ﻛل اﻟﺟﻣﻬور،
ﻓﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺛﺎﻗﺑﻲ اﻟﻧظر واﻷذﻛﯾﺎء ﺛﻣﺔ ُﺳذّج وﻣﻐﻔﻠﯾن.
130
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟذي ﻣﻧﺎطﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻌﺎدي ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻠﻛﺎت اﻟذﻫﻧﯾﺔ
واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،ﯾرى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﺑﻌدم ﺷرﻋﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر ﻟﻣﺟرد اﻧﻘﯾﺎد ﺑﻌض ﺿﻌﻔﺎء اﻟﻌﻘول
ﻟﻪ رﻏم وﺿوح أن ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻫذا اﻹﺷﻬﺎر ﻫو ﺿرب ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻻ ﺗﺻل ﻟﺣد اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺿﻠل ،ﺣﯾث
ﯾﻔرﻗون ﺑﯾن اﻟﻛذب واﻟﺗﺿﻠﯾل اﻟﻣﻣﻘوت ،وﺑﯾن ﻣﺎ ﺟرى اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎرات ﻣن ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ إو ﺛﺎرة ﺗدﺧل
ﺿﻣن اﻟﻬﺎﻣش اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق واﻟﺗروﯾﺞ.1
واﻟواﻗﻊ أن ﺛﻣﺔ أﻣﺛﻠﺔ ﻋدﯾدة ﻹﺷﻬﺎرات ﺗﺳﺗﻬدف ﺑﺷﻛل واﺿﺢ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻹﺛﺎرة واﻟﻔﻛﺎﻫﺔ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك
اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﺗظﻬر ﻓﯾﻪ ﺳﯾﺎرة ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ﺗﺳﺎﺑق طﺎﺋرة ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺗﻬﺎ ،أو ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺣﻠوى ﯾرﻣﻰ ﻓﻲ ﻓم
أﺳد ﺛﺎﺋر ﻓﯾﺗﺣول إﻟﻰ أﻟﯾف وﻣﺗودد دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﻟﻣذاق ،أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﺗذﻛر ﻓﯾﻪ ﻋﺑﺎرة "ﻧﻘرب
اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت" أو "ﻧذﻫب ﺑﻌﯾدا ﻟﻧﺑﻘﻰ ﻗرﯾﺑﺎ" ﻟﻠﺗروﯾﺞ ﻹﺣدى ﺷﺑﻛﺎت اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل ،أو اﻟﻛرﯾم اﻟذي ﯾﺳﻣﯾﻪ
ﻣﻧﺗﺟﻪ "إﻋﺎدة اﻟﺷﺑﺎب" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻧظﺎرة اﻟوﺟﻪ إو زاﻟﺔ ﺗﺟﺎﻋﯾدﻩ ،ﻓﻬذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻻ ﺗدع
ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﻟدى اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي إﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻹﺛﺎرة ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺻور اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي أن
ﺳرﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎرة ﺗﻔوق ﺳرﻋﺔ اﻟطﺎﺋرة ،أو أن اﻷرض ﺗطوى ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل أو أن اﻟﺷﺑﺎب
ﯾﻌود ﯾوﻣﺎ.2
وﻗد ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﺷرﻋﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﺑﺛﺗﻪ ﺷرﻛﺔ دﻟﺳﻲ ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺣﻘﺎﺋب اﻟذي ﺗظﻬر ﻓﯾﻪ
ﻓرﻗﺗﯾن ﻣن ﻋﻣﺎل اﻟﺑﻠدوزرات ﺗﺗطﺎﺣﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻟﻠﻣﺷﺎﻫد أﻧﻬﺎ ﻛرة –ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﺑﯾﺳﺑول
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ -ﻓﺈذا ﺑﻬذﻩ اﻟﻛرة ﺣﻘﯾﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺔ دﻟﺳﻲ ﺗظﻬر ﺑﻌد اﻟﺗطﺎﺣن ﻓوﻗﻬﺎ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟم ﯾﺻﺑﻬﺎ أي ﺧدش،
وﻋﻠﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺗﻌﻠﯾﻼ ﻣﻣﯾ از ﻣﻔﺎدﻩ أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺈﻓراطﻬﺎ وﺗﻬوﯾﻠﻬﺎ أن ﺗﺧدع
اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي.3
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺿﻣون اﻹﺷﻬﺎر ﻣﺣﺗﻣل اﻟﺗﺻدﯾق ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻌﻘﻼء رﻏم
ﻋدم ﺗﺻورﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺣﺎﺻل أو ﻷن ﻣﺿﻣون اﻹﺷﻬﺎر ﻣﻌﻘوﻻ ﺧﺎرج اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺑث ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻹﺷﻬﺎر ﯾﻌد ﻋﻧدﺋذ ﻣﺿﻠﻼ ،ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺑﻠﺟﯾﻛﻲ ﺑﺎﻟﺗﺿﻠﯾل ﻋﻠﻰ إﺷﻬﺎر
ﯾﻌﻠن ﻣن ﺑﺎب اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أن ﻏﺳوﻻ ﻟﻠﺷﻌر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ "إﻋﺎدة ﺷﻌر اﻟرأس ﺑﺳرﻋﺔ ،وﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ،و اﻟﺗوﻗﯾف
131
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔوري ﻟﺳﻘوط اﻟﺷﻌر" ،ﺣﯾث إو ن ﻛﺎن ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ اﻹﻋﻼن ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺻدﯾق داﺧل اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻓﺈن ﺗواﺗر اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋن ﺑدء إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺳﯾطرة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة
إﻧﺑﺎت ﺷﻌر اﻟرأس أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﻧﻊ ﺗﺳﺎﻗطﻪ ،ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺧداع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻔطن وﯾﻠﺣق وﺻف ﻋدم
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼن.1
وﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻬﺗدي إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺿل ﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺳﻣﺎح ﺑﻬﺎﻣش
ﻣﻌﻘول ﯾﻘدرﻩ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺳﺎﺋﻐﺔ ﻣﺳﺗرﺷدا ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﻼﺑﺳﺔ ووﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﺛر
اﻹﺷﻬﺎر واﻟدور اﻟﻣرﺳوم ﻟﻪ ،ﺣﯾث أن ﻫﺎﻣش اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺗﺳﻊ ﻛﻠﻣﺎ اﺗﺳﻌت داﺋرة اﻟوﻋﻲ
ﻟدى ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .ﻓﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻟﺧروج ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺄﻟوف ﺻﺎرت ﻋرﻓﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،ﺑل ﻫﻲ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺑﻌض
ﺟوﻫر اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ،ﻟذا ﻓﺎﻟﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻌﻣل اﻹﺷﻬﺎري ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾراﻋﻲ اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗدﺧل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ واﻟﻣﺷروﻋﺔ.2
ﻫذا وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺎدة 28ﻓﻲ ﺑﻧدﻫﺎ اﻟﺛﺎﻟث أوردت ﺻورة ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ،
ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻩ إﺷﻬﺎ ار ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ وﻣﻣﻧوع ،ﻛل إﺷﻬﺎر " ...ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌرض ﻣﻌﯾن ﻟﺳﻠﻊ أو
ﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣﺧزون ﻛﺎف ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ أو ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺿﻣﺎن
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻹﺷﻬﺎر".
ﻓﻬذﻩ اﻟﺻورة ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﺗﺗﺻدى ﻟﻸﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺑﺛون إﺷﻬﺎرات ﻣﺿﺧﻣﺔ
ﺗﻔوق ﻗدراﺗﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧزون اﻟﻣﺗوﻓر ﻟدﯾﻬم أو ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﻔﺗرض
ﺗﺄﻣﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻣﺿﻣون اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ .ووﺟﻪ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻹﺷﻬﺎر ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺿﻣوﻧﻪ اﻟﻣﺿﺧم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟواﻗﻊ ،واﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻘرار اﻟﺳوق واﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻌرض واﻟطﻠب وﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋن ذﻟك ﻣن ﺗذﺑذب ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻫز ﻟﺛﻘﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﻟﻛن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﺻورة اﻷﺧﯾرة ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ )اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﺧم( ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ )اﻟﻣﺎدة ،(1- 28اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ
1
-Trib. Com. Bruxelles , 25/10/1971, JCP, 1972, p. 91.
-أﺷﺎر إﻟﯿﮫ ﺣﺴﯿﻦ ﻓﺘﺤﻲ ،م س ،ص. 38
- 2أﻧﻈﺮ :أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،م س ،ص 177؛ ﺣﺴﯿﻦ ﻓﺘﺤﻲ ،م س ،ص ص .40 -39
132
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻛل إﺷﻬﺎر "ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺻرﯾﺣﺎت أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺗﺷﻛﯾﻼت ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﺑﺗﻌرﯾف ﻣﻧﺗوج أو
ﺧدﻣﺔ أو ﺑﻛﻣﯾﺗﻪ أو وﻓرﺗﻪ أو ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ" ،ﻓﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﺧم ﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻻ ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺗﺻرﯾﺣﺎت
)ﻋرض( ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﺑﻛﻣﯾﺔ أو وﻓرة ﻣﻧﺗوج أو ﺧدﻣﺔ ،ﻟذا ﯾﺑدو أن اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ
ﺗﺳﺗﻐرق ﻫذﻩ اﻟﺻورة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس :ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ ار أو
ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ اﻟذي ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ إﻟﻰ ﺟذب اﻟزﺑﺎﺋن وذﻟك ﺑﺎﻟﺑﺣث
ﻋن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن ﯾﻌﺗﻘدون ﺑﺄﻧﻬم ﯾﻘﺗﻧون اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎدوا ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺗوﺟﻬﻬم ﻟﻠﻣﺣل
1
اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﻘﺻدوﻧﻪ ﻋﺎدة وﻫو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺧﻠق اﻻﻟﺗﺑﺎس.
وﯾﻌرف اﻟﻔﻘﻪ اﻻﻟﺗﺑﺎس ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠك اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻠك اﻟﺗﺎﺟر أو اﻟﺻﺎﻧﻊ أو ﻋﺎرض اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ أن
ﯾﺣل ﻣﺣل ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣظﻰ ﺑﻬﺎ ﻟدى ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﺗﺣوﯾل زﺑﺎﺋن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻧﺣوﻩ أو
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺻرﻓﻬم ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓس ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل ﯾﺗﻘﻣص دور ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ وﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ أﻣﺎ
ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﺳم اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻧﺗﺣﺎل اﻟﺷﺎرات ﻟﻠﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو اﻟﻣظﻬر
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻧﺷﺎة أو اﻟﺣﻠول اﻟﺗﺎم ﻣﺣل اﻟﻣﻧﺎﻓس أي ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎري أو ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻌود
ﻟﻣﺣل اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.2
وﻧﺗﺎج ﻣﺎ ﯾﺣدﺛﻪ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﻣن ﺗوﻟﯾد اﻟﺷك واﻷوﻫﺎم ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﯾﻘدم
ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺻد اﻗﺗﻧﺎؤﻩ ﻓﻌﻼ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،أو اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣن ﻟم ﯾﻛن ﯾﻧوي اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ،
ﻓﺗﺣﯾد ﺑذﻟك إرادﺗﻪ ﻋن ﻣﻧﺣﺎﻫﺎ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻣن ﺑﻠﺑﻠﺔ وﺗﺷوﯾش .وﻻ ﯾﻛون ذﻟك إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫذا
اﻹﺷﻬﺎر ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻘﻠد أو ﺗﺣﺎﻛﻲ أو ﺗﺷﺑﻪ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻣّﯾز ﻣﻧﺗوج أو ﺳﻠﻌﺔ أو ﻧﺷﺎط ﺑﺎﺋﻊ آﺧر ،وﻫو
ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟﻣﺷرع أن ﯾﺗدﺧل ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻣن ﺧﻼل ﺣظرﻩ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ
ﻟﻠﺑس ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ رﺿﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺑﺟﻌل اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﺣ ار وﻧزﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺷوﺑﻪ أي ﻟﺑس.
- 1ﻣﺤﻤﺪ زاوك ،اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺪار
اﻟﺒﯿﻀﺎء ،2006/2005 ،ص.119
- 2ﻣﺤﻤﺪ زواك ،م س ،ص .120
133
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﻲ ﺑﻧدﻫﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﺗﺑر إﺷﻬﺎ ار ﺗﺿﻠﯾﻠﯾﺎ ﻏﯾر
ﺷرﻋﻲ وﻣﻣﻧوﻋﺎ إذا "ﻛﺎن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻻﻟﺗﺑﺎس 1ﻣﻊ ﺑﺎﺋﻊ آﺧر أو ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ أو
ﺧدﻣﺎﺗﻪ أو ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ".
وﯾﺑدو أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺳﺎﯾر اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرﻧﯾن اﻟذﯾن اﺟﺗﻣﻌﺎ ﺣول ﻗﻧﺎﻋﺔ واﺣدة
ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻋدم اﺷﺗراط ﺣدوث اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻓﻌﻠﯾﺎ ،2إذ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺣﻘﻘﻪ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣدوث اﻻﻟﺗﺑﺎس وﻫو ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺷرع ﺑﻌﺑﺎرة " ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي" إﻟﻰ اﻻﻟﺗﺑﺎس ،ﻣﻌﺗﺑ ار ﺑذﻟك ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﻋﺑرة ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠن ،وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻧﯾﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠن
وأﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد ﻗﯾﺎم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي.
وﻻﺷك أن ﺣظر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أﯾﺿﺎ ﺗﻛرﯾس ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﺗﻲ ﺟﺳدﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﺑﻧدﻫﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي
ﯾﻧص" :ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ -2 ... :ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ
أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ،ﻗﺻد ﻛﺳب زﺑﺎﺋن ﻫذا اﻟﻌون إﻟﯾﻪ ﺑزرع ﺷﻛوك وأوﻫﺎم ﻓﻲ ذﻫن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك".3
وﻫذا ﯾؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 28ﺑﻧد،2
وﺑﯾن ﻣﺎ أوردﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 27ﺑﻧد 2أﻋﻼﻩ ؟ إن اﻟﺗﻣﻌن ﻓﻲ اﻟﻧﺻﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﯾﻌﻛس ﻟﻧﺎ أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :4
-أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2-27اﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﺛﻣﺔ "ﺗﻘﻠﯾد" ﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﻣﻧﺗوج أو ﺧدﻣﺔ أو إﺷﻬﺎر
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ،أي اﺷﺗرط رﻛﻧﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ "اﻟﺗﻘﻠﯾد" ،5ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﯾﺷﺗرط ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
- 1و ﺑﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ و اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 28ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن 2 -04ﯾﺘﺒﯿﻦ أن اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻹﺷﮭﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﻠﺘﻀﻠﯿﻞ واﻹﺷﮭﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﻠﺒﺲ ھﻮ أن
اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة اﻷوﻟﻰ رﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة أن ﺗﻜﻮن ﺑﯿﺎﻧﺎت اﻹﺷﮭﺎر وﺗﺸﻜﯿﻼﺗﮫ ﺻﺎدﻗﺔ ﺗﺪل ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻤﻨﺘﻮج أو اﻟﺨﺪﻣﺔ وﻣﻤﯿﺰاﺗﮫ
وﺧﺼﺎ ﺋﺼﮫ ،أي ﺿﺮورة أن ﯾﻠﺒﻲ اﻟﻤﻨﺘﻮج أو اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﻮﻗﻌﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎھﺪﺗﮫ ﻟﻺﺷﮭﺎر ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻨﺘﻮج أو
اﻟﺨﺪﻣﺔ ووظﯿﻔﺘﮫ وﻣﻨﻔﻌﺘﮫ وﺟﺪواه ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺷﮭﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﻠﺒﺲ ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ ﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﺮﯾﺔ وﻧﺰاھﺔ اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ وإن
ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻹﺷﮭﺎر ﺻﺤﯿﺤﺔ وﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﻨﺘﻮج أو اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺤﻞ اﻹﺷﮭﺎر ﻓﺈن اﻹﺷﮭﺎر ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻀﻠﻼ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن
ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﯾﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺑﺎﺋﻊ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻘﺼﺪه أو ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪ اﻗﺘﻨﺎؤھﺎ ﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﺴﻠﻌﺔ أو اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺗﻠﺒﻲ رﻏﺒﺎﺗﮫ ،ﻟﺬا ﻓﺈن
اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺼﻮرة ﺗﺒﺪو أرﻗﻰ وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﮭﺎ.
- 2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﻤﺎل طﮫ ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري ) ،اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻟﺘﺠﺎر واﻟﻤﺤﻞ اﻟﺘﺠﺎري – اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ( ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ، 1996 ،
ص.182
- 3وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺷﺮح ھﺬا اﻟﻔﻘﺮة ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻟﺘﻘﻠﯿﺪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻤﻤﯿﺰة ﻟﻠﻌﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎدي و ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﮫ و إﺷﮭﺎره ﻛﺼﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻹﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ
اﻷﻋﻮان اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﯿﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ.
- 4ﻋﯿﺎض ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﯾﻦ ،م س ،ص .143
- 5ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﯿﺪ "اﺻﻄﻨﺎع ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ أو اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ " .أﻧﻈﺮ :أﻧﻄﻮان ﻧﺎﺷﻒ ،م س ،ص .149
134
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
2-28إو ﻧﻣﺎ اﻋﺗد ﺑﻛل ﺷﻲء ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﻠﺑﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻟو ﻟم ﯾرق ﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،أي ﺣﺗﻰ ﻣﺟرد
اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ أو اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة.
-اﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة 2-27ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻘﺻد ﻣن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻛﺳب زﺑﺎﺋن
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺑزرع اﻟﺷك واﻟوﻫم ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺎدة 2 -28ﺳوء
اﻟﻧﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧﺻر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﻟﻠﺑس ﺳواء ﻗﺻد اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﻠﺑﯾس أم ﻟم ﯾﻘﺻد.
-اﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة 2-27أن ﯾﻛون ﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫو ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي "ﻣﻧﺎﻓس" ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم
ﱠس ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﺑث اﻹﺷﻬﺎر ،إﻧﻣﺎ ذﻛرت
ﺗﺻرح اﻟﻣﺎدة 2-28ﺑﺿرورة أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟ ُﻣﻠَﺑ ُ
"ﺑﺎﺋﻌﺎ آﺧر".
-أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2 -27أن ﯾﺗم "إﺷﻬﺎر" اﻟﻌﻼﻣﺔ أو اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل
اﻟﺗﻘﻠﯾد ،أي ﻟم ﯾﺷﺗرط أن ﯾﺗم ﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ أن
ﯾﻛﺗﺷف اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺣﺗﻰ ﻗﺑل اﻟﺗروﯾﺞ ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺎدة 2 -28ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط
أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك "إﺷﻬﺎر" ﯾروج ﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﻣﻧﺗوج ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي ﻟﻼﻟﺗﺑﺎس ﻣﻊ ﻣﻧﺗوج أو
ﺧدﻣﺔ ﺑﺎﺋﻊ آﺧر.
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗﺷدد ﺑﺷﺄن اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ،2-27ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺷﺗرط أن ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ ﺣد إﺷﻬﺎر اﻟﻌﻼﻣﺔ أو اﻟﻣﻧﺗوج
أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻘﻠﯾد.
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗَﺳَﺎﻫل ﻓﻲ ﺷروط ﻗﯾﺎم اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ،ﻟﻛون اﻷﻣر وﺻل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﻟدرﺟﺔ اﻹﺷﻬﺎر ،وﻛﺄن اﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر ﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) 2-27اﻟﺗﻘﻠﯾد ،
ﻗﺻد اﻟﺗﻠﺑﯾس ،ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد( ،وﻫذﻩ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺗﺑدو ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ
ﺗراﻋﻲ ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﯾدﺧل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل اﻹﺷﻬﺎر ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.
وﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 2-27أﻧﻬﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻹﻋﺗداءات اﻟواﻗﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻣن ﻋون إﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ،و ﻫذا اﻹﻋﺗداء ﯾﺣدث ﻟﺑﺳﺎ ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،اﻟﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل
اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2-27ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺑس ،أي أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺿرورة وﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ
135
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أن ﯾﻌﺗﺑر إﺷﻬﺎ ار ﻣﻔﺿﯾﺎ ﻟﻠﺑس ﻛل إﺷﻬﺎر ﯾﺳﺗﻬدف ﻓﯾﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻣدا زرع اﻟﺷك واﻷوﻫﺎم ﻓﻲ
ذﻫن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻠﯾد ﻋﻼﻣﺔ أو ﻣﻧﺗوج أو ﺧدﻣﺔ أو إﺷﻬﺎر ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس ،ﻓﺎﻟﺷك
واﻷوﻫﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي زرﻋﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫﻲ ﻋﯾن اﻟﻠﺑس اﻟذي ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﻪ ،ﺑل إﻧﻧﺎ ﻧﻛون ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﺻدد أﺷد ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻠﺑﯾس واﻟﺗظﻠﯾل وﻋدم اﻟﻧزاﻫﺔ ،و ﯾﺿﺎر ﻣن ﻫذا
اﻟﻌﻣل ﻛل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك و اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻋﻣل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺟرﯾﻣﺗﯾن ﻓﻲ آن واﺣد ،إﺷﻬﺎر ﺗﺿﻠﯾﻠﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 28وﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ،27
ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎﻟﻣﺎدة 138ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .02/04
وﻣﺎداﻣت اﻟﻣﺎدة 2-28ﻟم ﺗﺷﺗرط ﺻراﺣﺔ أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي وﻗﻊ اﻟﺗﻠﺑﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗوﺟﻪ أو
ﺧدﻣﺗﻪ أو ﻧﺷﺎطﻪ "ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ" ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﻟذي أﺻدر اﻹﺷﻬﺎر ،ﻓﻬذا ﻣﻌﻧﺎﻩ أﻧﻪ ﺣﺗﻰ إذا ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻵﺧر ﯾﻣﺎرس
ﺗﺟﺎرة أو ﻧﺷﺎطﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﺟﺎرة أو ﻧﺷﺎط ﺻﺎﺣب اﻹﺷﻬﺎر ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻋﺗﺑﺎرﻩ إﺷﻬﺎ ار ﺗﺿﻠﯾﻠﯾﺎ،
وﻟو أراد اﻟﻣﺷرع ﻋﻛس ذﻟك ﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻠﺑﯾس ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة ،2-27وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع أراد ﻣن وراء ذﻟك ﺳد ﺑﺎب اﻟﺗواطؤ اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻹﺷﻬﺎرات
اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن ﺑﺎﺋﻊ ﻏﯾر ﻣﻧﺎﻓس ﻟﻛن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑﺎﺋﻊ آﺧر ﻣﻧﺎﻓس ﻟﻣن وﻗﻊ اﻟﺗﻠﺑﯾس ﺿدﻩ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ
ﺗﺳﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﺣط ﻣن ﺳﻣﻌﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻵﺧر ﻟﺗﺣوﯾل زﺑﺎﺋﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓس اﻟذي ﯾظل ﺧﺎرج
اﻟﺻورة ،2و ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 2-27ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻠﺑس ﻗد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ أو ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﻧﺗوج أو
اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻗﺻد ﻛﺳب زﺑﺎﺋن ﻫذا اﻟﻌون إﻟﯾﻪ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑس اﻟﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻓﺎﻟﺗﺎﺟر ﯾﺑﺣث ﻋن ﺧﻠق اﻹﻟﺗﺑﺎس ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋن طرﯾق ﻋرض ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ ﺑﻧﻔس اﻟﺗﻠﻔﯾف أو اﻟﺗوﺿﯾب أو اﻟﺗﻌﻠﯾب اﻟذي ﯾﻘدم ﺑﻬﺎ ﻣﻧﺎﻓﺳﻪ
ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ أو ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﻠﺻﻘﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﻣﻧﺎط اﻟ ِﻣؤاﺧذة ﻫو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻹﻟﺗﺑﺎس ﻣﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓس و ﻛذا اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك. 3
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻠﺑﯾس ﻗد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺎﺑﺎت و اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
واﻟﻔﻬﺎرس و اﻟﺑطﺎﻗﺎت ،واﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج و ﺟﻠب اﻟزﺑﺎﺋن ،ﻟﻛن ﻗد ﯾﺣدث ﻓﻲ إطﺎر
-1ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺒﺮت اﻟﻤﺎدة 38ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 27و 28ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02/04ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻏﯿﺮ ﻧﺰﯾﮭﺔ وﻋﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ وھﻲ
اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻣﻦ ) 50,000د.ج( إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﯾﯿﻦ دﯾﻨﺎر ) 5000,000د.ج(.
- 2أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺣﺴﯿﻦ ﻓﺘﺤﻲ ،م س ،ص ص .53 -50
- 3ﻣﺤﻤﺪ زاوك ،م س ،ص . 126
136
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أن ﯾﻌﺗدي ﻋون إﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ إﺷﻬﺎر ﺧﺎص ﺑﻣﻧﺎﻓﺳﻪ ،ﻟذﻟك ﺗﻧﺷﺄ ﻓﻛرة ﻣوﺿوع ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻛرة
اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻷﻓﻛﺎر ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺳﺑق اﻹﻋﻼن
ﻋﻧﻬﺎ ووﺻﻔﻬﺎ وﺷرﺣﻬﺎ ورﺳﻣﻬﺎ و إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﻧف ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدﻋﺎﻣﺔ واﻟﺷﻛل
واﻟﻘﺎﻟب اﻟذي ﺗرد ﺑﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻧد اﻟﻧﻘل اﻟﺣرﻓﻲ أو اﻟﻣﻣﺎﺛل ﻟﻠﺷﻛل اﻹﺷﻬﺎري
ﺑل ﺗﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﻌﺑﺎرات اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ.1
أﻣﺎ اﻟﺗﻠﺑﯾس اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻓﻬو اﻷﻛﺛر ﺣدوﺛﺎ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻷﻣر 06/03اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﻌﻼﻣﺎت ﻗد اﻋﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 3ﻣﻧﻪ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ،
ﺑﯾﻌت أو ﻋرﺿت ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻋﺑر أﻧﺣﺎء اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ،وأوﺟب وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف ،أو ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎوﯾﺔ إذا ﻟم
ﺗﺳﻣﺢ طﺑﯾﻌﺔ أو ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻠﻊ ﻣن وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة.
وﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 2ﺑﻧد 1ﻣن اﻷﻣر 06/03اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻛل اﻟرﻣوز اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل اﻟﺧطﻲ ،ﻻ
ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﺳﻣﺎء اﻷﺷﺧﺎص واﻷﺣرف واﻷرﻗﺎم ،واﻟرﺳوﻣﺎت أو اﻷﻟوان ﺑﻣﻔردﻫﺎ أو ﻣرﻛﺑﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻛﻠﻬﺎ ﻟﺗﻣﯾﯾز ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﻋن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻏﯾرﻩ" .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻼﻣﺔ واﺳﻊ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻟﺷﻌﺎر أو اﻟرﻣز ﺑل ﯾﺷﻣل ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻣﯾﯾز ﺳﻠﻌﺔ
أو ﺧدﻣﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن ﻏﯾرﻩ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺛﯾر اﻟﻐﺎﻟب ﻟﻼﻟﺗﺑﺎس.
و ﻟﻘد أورد اﻷﻣر 06/03أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﻣن اﻟﻠﺑس واﻟﺗﺿﻠﯾل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﯾرﻓض ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ "اﻟﺗﻘﻠﯾد".2
ﻫذا و إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻧﻊ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس ﻓﻣﺎذا ﻋن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ؟
137
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌرف اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﺑﺄﻧﻪ اﻹﻋﻼن اﻟذي ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ إﺑراز ﻣزاﯾﺎ ﻣﻧﺗوج أو ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﻣواﺻﻔﺎت وﻣزاﯾﺎ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳم اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻣﻧﺎﻓس أو اﺳم ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﻧﺣو ﯾﺣط ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺳﻠﻌﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ وﯾؤدي إﻟﻰ إﯾﻘﺎع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻟﺑس وﻏﻣوض.1
ﻓﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺑس ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻠﺑس واﻟﺗﺷوﯾش وﺳﯾﻠﺔ
ﻟﺟﻠب اﻟﻌﻣﻼء ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،وذﻟك ﺑﺈﺑراز ﻣزاﯾﺎ وﻣﺣﺎﺳن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺣل اﻹﺷﻬﺎر ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﻌﯾوب ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،2ﻛﺄن ﺗﻌﻠن ﺷرﻛﺔ ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎرات أن ﺳﯾﺎراﺗﻬﺎ أﻗل اﺳﺗﻬﻼﻛﺎ
ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺳﯾﺎرات ﺷرﻛﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﯾﺗﺿﻣن رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن إﺛﺎرة اﻟﻠﺑس واﻟﺗﺷوﯾش.
وﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻗﺑول ﻓﻛرة اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﯾن ﻣؤﯾد وﻣﻌﺎرض ،ﻓﯾﻌﻠل ﻣؤﯾدو ﻓﻛرة اﻹﺷﻬﺎر
اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ رأﯾﻬم ﺑﺿرورة إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،أﻣﺎ اﻟﻣﻌﺎرﺿون ﻓﯾرون ﺑﺎن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻻ ﺗﻛون ﻣوﺿوﻋﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓس ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ ﻹظﻬﺎر ﺗﻔوﻗﻪ ﺑﺎﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ أو ﺑﻌض
3
اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻟدى اﻟﺧﺻم ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺧﻠق اﻟﺗﺑﺎﺳﺎ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺟﻣﻬور وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﻘط ﻋﻠل اﻟﻣؤﯾدﯾن.
ﻓﻣن ﺟﻬﺔ إذا ﻣﺎ ﻗﺎﻣت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﺈن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﯾﻐدو وﺳﯾﻠﺔ
ﻫﺎﻣﺔ ﺗزود اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت أﻛﺛر ﺣول ﺻﻔﺎت وﻣﻣﯾزات اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻋﯾوﺑﻬﺎ ﻣﻣﺎ
ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺣرﯾﺔ وﻗدرة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎر ،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﯾﺷﺟﻊ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗدارك ﻣﺎ ﺷﺎع ﻋن
ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم ﻣن ﻋﯾوب ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺿﻔﺎء اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﺗرﻛﯾز
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾوب اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻛوﻧﻪ ﯾﺻرف اﻧﺗﺑﺎﻩ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣﯾز اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺣل اﻹﺷﻬﺎر،
ﻧﺎﻫﯾك ﻋﻣﺎ ﯾﺳﺑﺑﻪ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﻣن أﺿرار ﻟﻠﻣﻧﺎﻓس اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺳﻠﻌﻪ وﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
وﻟﻘد أﻧﻬﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺧﻼف اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣول اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ،وذﻟك ﺑﺻدور
ﻗﺎﻧون 18ﺟﺎﻧﻔﻲ 1992اﻟذي أﺟﺎزﻩ ﺑﺷروط ،4ﺛم أﻋﯾد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﺑﻣوﺟب ﺗوﺟﯾﻪ 06أﻛﺗوﺑر 1997ﻟﺗﺳﺗﻘر
- 1ﻣﺤﻤﺪ اﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﯿﺪات ،ﺳﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ط ،2دار واﺋﻞ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻤﺎن ،1998 ،ص.282
- 2أﺣﻤﺪ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،م س ،ص.258.
- 3ﻣﺤﻤﺪ زواك ،م س ،ص.144
- 4ﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﮭﺎر ھﻮ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻌﻼﻣﺔ ،ﻋﺪم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻵراء أو اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﻔﺮدي أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ،
ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ واﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ذات اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻘﻮﯾﺔ واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ،وان ﻻ ﯾﮭﻢ ﺳﻮى اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎع ﻓﻲ ظﻞ ﺷﺮوط ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ
اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﯿﺤﺘﻔﻆ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﻌﻠﻦ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ،أن ﻻ ﯾﺮد ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻐﻠﯿﻒ .
138
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،1اﻟذي ﻋرﻓﻪ ،2وﺣدد ﺿواﺑط ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ،اﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺻﺎدﻗﺔ وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ودﻗﯾﻘﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﻟﺑس أو ﺗﻐﻠﯾط اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك. 3
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺎﻛﺗﻔﻰ ﺑﺣظر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس دون أن ﯾﺗﻌرض ﻟﻺﺷﻬﺎر
اﻟﻣﻘﺎرن ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻹﺷﻬﺎر ﻟﺳﻧﺔ 1999ﺣظرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 42ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص:
"ﯾﻣﻧﻊ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن .ﯾﻌد اﻹﺷﻬﺎر ﻣﻘﺎرﻧﺎ إذا ذﻛر ﻣﻧﺗوﺟﯾن أو ﺳﻠﻌﺗﯾن أو ﻋﻼﻣﺗﯾن أو ﺧدﻣﺗﯾن أو
4
اﺳﻣﯾن أو ﺗﺳﻣﯾﺗﯾن أو ﺻورﺗﯾن أو إﺷﺎرﺗﯾن ،وﻗﺎرن ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺑﻐرض اﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﺄﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة"
وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻘﺎرن ﯾظل ﺟﺎﺋ از ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻐﻠوطﺔ أو ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻔﺿﻲ
ﻟﻠﺑس ﻓﯾﻠﺣق ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﻠﺑس.
أﺧﯾ ار ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أوردت ﺻورة ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر
اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ،إﻻ أﻧﻪ -وﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺑﯾﺎن -ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺻورة ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ
ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ).(1-28
139
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم ﺗﺣوﻻ ﻛﺑﯾ ار و ﻋﻣﯾﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﻣن ﺟﻣﻠﺔ
ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﻻت زﯾﺎدة ﻣﻌدل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ،ﻣﺎ أدى ﺑﺻورة آﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ أﻧﻣﺎط
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .و ﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ذاﻟك أن ﺑرز وﺗﻌﻣق اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻﺛﻧﯾن ﻣن أﻫم اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺣﺗرف اﻟﻣوﺻوف ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﺗﻔوق اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ،
واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾوﺻف ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﺿﻌﯾف .و ﻫذا اﻟﺗوﺻﯾف ﻫو ﻧﺗﺎج واﻗﻊ أﻓرزﺗﻪ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة أدى إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﺗوازن ﺑﯾن أطراف ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ .
و ﻗد ﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻔﺣﺎل ظﺎﻫرة اﻟﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ،ﺣﯾث أﺿﺣت ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
ﻣﻌﺿﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﺎوﻟت ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ.
و ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﻌد طرﻓﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺑل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣرر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻬﻧﻲ رﻏم ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن آﺛﺎر ﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ .
و ﻗد أﺻﺑﺣت اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺗﺳﻣم اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﺗﺧل ﺑﺎﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي .ﻓﺎﻟﺷروط اﻟﻌﻘدﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻛﺛر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﺑﺳط إرادﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧﻼل ﻣرﻛزﻩ
اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟﻘوي ،اﻟذي ﯾﺧوﻟﻪ ﻣﻛﻧﺔ اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺻل ﺑﻬﺎ ﺣد اﻹﺟﺣﺎف و اﻟﺗﻌﺳف.
وﻫو ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟوﺿﻊ ،ﺑداﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ
ﻣﻧﺣت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ أو إﻋﻔﺎء اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ﻣﻧﻬﺎ ،1ﻣﺿﻌﻔﺎ ﺑذاﻟك ﻣﺑدأ اﻟﻘوة
اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،واﻧﺗﻬﺎء ﺑﻘواﻋد ﺧﺎﺻﺔ أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم -04
،02اﻟذي أﻓرد ﻓﺻﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،2ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن وراء ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ طرﻓﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ.
وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺷرط
اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﺛم ﻧطﺎﻗﻪ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻓﺎﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(.
- 1ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 110ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :إذا ﺗﻢ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ اﻹذﻋﺎن ،وﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ ﺷﺮوطﺎ ﺗﻌﺴﻔﯿﺔ ،ﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻌﺪل
ھﺬه اﻟﺸﺮوط أو أن ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺬﻋﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺑﮫ اﻟﻌﺪاﻟﺔ وﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﻛﻞ اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ .
- 2اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ )اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 29و .(30
140
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻧﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾﻔﻪ )اﻟﻔرع اﻷول( ﺛم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﺗﺣدﯾدﻩ
)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﻧﻧﺗﻬﻲ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋﻧﺎﺻرﻩ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌرض اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم
ﯾورد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب أﻣﺎم اﻟﻔﻘﻪ ﻟﯾﺟﺗﻬد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل .إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ ﻏرار
ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺧرى ﺗوﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ.
أوﻻ – اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ :اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺷﺄن ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻓرﻛز
اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ رﻛز آﺧرون ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر ﻓرض اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
رﻛز اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.
- 1ﻣن ﺣﯾث أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ :ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟزاوﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ " :اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﻬﻧﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻟﺳﻠطﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﯾزة ﻣﺟﺣﻔﺔ".1
- 2ﻣن ﺣﯾث ﻣﺻدر ﻓرض اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ :ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :اﻟﺷرط اﻟﻣﺣرر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻟطرف ذو اﻟﻧﻔوذ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘوي ،واﻟذي ﯾﺧوﻟﻪ ﻣﯾزة ﻓﺎﺣﺷﺔ ﻋن اﻟطرف اﻵﺧر" ،2ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف
أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ" ذﻟك اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌﺳف وﯾﺳﻣﺢ ﺑوﻗوع ﻫذا اﻟﺗﻌﺳف".3
- 3ﻣن ﺣﯾث أﺛر اﻟﺷرط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ و ﺗوازﻧﻬﺎ :ﻋرف اﻟﺑﻌض اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ وﺗوازﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ" :اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻘد ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ
ﻟﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﯾﻪ ﻣن وﺟود اﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗوازﻧﻪ" .4ﻛﻣﺎ ﻋرف أﯾﺿﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟزاوﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ "ﻛل ﺷرط ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
- 1رﺑﺎﺣﻲ أﺣﻤﺪ ،أﺛﺮ اﻟﺘﻔﻮق اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻤﺤﺘﺮف ﻓﻲ ﻓﺮض اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي و اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ﻣﺠﻠﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت ﺷﻤﺎل
اﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ،اﻟﻌﺪد ،5ص.346
- 2رﺑﺎﺣﻲ أﺣﻤﺪ ،م س ،ص .347
- 3ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ،م س ،ص .401
- 4أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ،م س ،ص .212
141
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ﺗوازن واﺿﺢ ﻣﻣﻘوت ﺑﯾن ﺣﻘوق و اﻟﺗزاﻣﺎت ﻛل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك و اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻘد
اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻣﺗﯾﺎزات ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻘوﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد".1
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺑﻧﻰ اﻟﺑﻌض ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﻣﯾزات اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻣﻌﺗﺑ ار إﯾﺎﻩ " ﻛل ﺑﻧد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﺗوازﻧﻪ اﺷﺗرطﻪ طرﻓﻪ اﻟﻘوي ﺑﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﻧﻔوذ اﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﻣﯾزة ﻓﺎﺣﺷﺔ ﻟﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟطرف اﻵﺧر دون ﻣﻘﺗﺿﻰ".2
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ :ﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻼﺣظﺗﻪ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟم ﯾرد
ﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻧﻣﺎ ورد ﺿﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻣﻘﺗدﯾﺎ ﺑﺟل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎرن :ﺗﻧﺎوﻟت ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط
اﻟﺗﻌﺳﻘﻲ ﺿﻣن ﻗواﻧﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﺑﻠﺟﯾﻛﻲ واﻷﻟﻣﺎﻧﻲ واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ.
أ -اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ :ﻋرﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 23-78 :اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 10ﺟﺎﻧﻔﻲ
1978اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ و إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ،اﻟذي اﻋﺗﺑر اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻫو " ذﻟك
اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠطرف اﻵﺧر ﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣﯾزة ﻣﺗﺟﺎوزة أو ﻣﻔرطﺔ".
ﺛم ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 96-95اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
01ﺟﺎﻧﻔﻲ 1995اﻟﻣﻌدل ﻟﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة L.132-1ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﻓﻲ اﻟﻌﻘود
اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن و ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺣدث ﻣوﺿوﻋﻬﺎ
أو آﺛﺎرﻫﺎ أﺿرار ﺑﻐﯾر اﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﺗوازن ظﺎﻫر ﺑﯾن ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت أطراف
اﻟﻌﻘد".3
ب -اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺑﻠﺟﯾﻛﻲ :ﺻدر ﻗﺎﻧون ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1991أدﺧل ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون 14
ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1971اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻل ﺟدﯾد )ﻓﺻل (13ﻋﻧواﻧﻪ :اﻟﻧﺻوص اﻟﻌﺎﻣﺔ
142
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،و ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ورد
ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ " :ﻛل ﺷرط ﺗﻌﺎﻗدي ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ
ﻓﻲ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك".1
ج -اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ :1993ﻋرف اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷورﺑﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 5أﻓرﯾل 1993
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة
3ﻣﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺷرط اﻟذي ورﻏم ﺗطﻠب ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ﻋدم ﺗوازن ظﺎﻫر ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﯾن ﺣﻘوق اﻷط ارف و اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد.2
د -اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ :ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﺳﻧﺔ 2004ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 26ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻧودا ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ أو ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗوازن
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﺣﻘوق وﻣوﺟﺑﺎت اﻟﻣﺣﺗرف واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻐﯾر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر"
-2ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري :ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة
5ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﻛل
ﺑﻧد ،أو ﺷرط ﺑﻣﻔردﻩ أو ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﻣﻊ ﺑﻧد واﺣد أو ﻋدة ﺑﻧود أو ﺷروط أﺧرى ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻹﺧﻼل اﻟظﺎﻫر
ﺑﺎﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻘوق و واﺟﺑﺎت أطراف اﻟﻌﻘد".
وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أن ﺳﺑب ﻓرض اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﯾﻌود إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﻣراﻛز
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻔوق أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ،وﻻ ﺗﻬم طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﻔوق ﺳواء ﻛﺎن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أو ﻓﻧﯾﺎ
أو ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق و اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف.
واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﯾس ﻣﺟرد ﻋدم اﻟﺗوازن اﻟظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت،
ﺑل ﻋدم اﻟﺗوازن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﻌﺳف أﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔوﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟطرف
اﻵﺧر ،ﻷن ﻋدم اﻟﺗوازن ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻋدة ﻋﻘود دون اﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط ﺗﻌﺳﻔﻲ ﻛﺎﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ ،ﻓﺄﺣد
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻻ ﯾﻌطﻲ ﻋوﺿﺎ دون وﺟود أدﻧﻰ ﺷرط ﺗﻌﺳﻔﻲ ،و ﻛذﻟك اﻟﻌﻘود اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾرد
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻐﺑن دون اﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .
143
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻋدم اﻟﺗوازن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ و ذﻟك اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى،
وﻫذا اﻟﺗﻣﯾﯾز ﯾرﺗﺑط أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺄﺻول ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑرﻋﯾﺔ و اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺟد ﻋدم اﻟﺗوازن
أﺻﻠﻪ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد ذاﺗﻬﺎ ،وﻋدم اﻟﺗوازن اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻐﺑن ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﺣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻌﻛس
ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻌدم اﻟﺗوازن ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺿﺣﯾﺗﻪ اﻷﻛﺛر ﺿﻌﻔﺎ اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
أﻣﺎم إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣرﻛز ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌﺳف وﯾﻔرض اﻟﺷرط اﻟذي ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ
ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن أﺛر اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻫو ﺣدوث اﺧﺗﻼل
ظﺎﻫر ﺑﺎﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻘوق و واﺟﺑﺎت أطراف اﻟﻌﻘد ،و ﻫذا اﻷﺛر ﯾظﻬر ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ أو
اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻵﺧر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ إﯾﺟﺎد ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﺑل ﯾﺟب أﯾﺿﺎ اﻟﺑﺣث ﻋن
اﻟﺿواﺑط أو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣدد ﺑﻬﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ و ﻣﻌرﻓﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧﻬﺎ.
أوﻻ -ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻌﺳف اﻟذي ﯾﻘﺗرب
ﻣن اﻟﺗدﻟﯾس ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻌدم اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻟذﻟك وﺻﻔﻪ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف ﺗﻣﯾﯾ از
ﻟﻪ ﻋن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣق اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺟﺎوز اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﯾﺑدو ذﻟك ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺗﺷﻬدﻩ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﻣن ﺗﻔوق اﻟﻣﻬﻧﻲ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﻋﻠﻣﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﺗﺗﺿﺢ ﻣﻌﻪ ﻣظﺎﻫر اﺳﺗﻐﻼل اﻷول ﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓرض ﺷروط ﻋﻠﻲ ،وﻫو اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻠك ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ إﻻ ﻗﺑول اﻟﺗﻌﺎﻗد أو
رﻓﺿﻪ دون أن ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ أي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﯾﻪ ذﻟك –ﯾﻘﯾﻧﺎ -ﻣن اﻧﻌدام اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻻﺧﺗﯾﺎر.1
وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻘر اﻟﻔﻘﻪ ﺑﻐﻣوض وﻋدم دﻗﺔ ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ،ذﻟك أن اﻟﻣﺣﺗرف ﯾﺳﺗﺧدم ﻗوﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺻﻔﺔ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻛﺑرى
144
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻟﻘوﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﻓﺿﺧﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷروع ﻻ ﺗﻌﻧﻲ داﺋﻣﺎ اﻟﻘوة ،ﻣﺎ دام ﺑﺈﻣﻛﺎن ﺗﺎﺟر ﺻﻐﯾر أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺣﺗﻛﺎر
ﻣﺣﻠﻲ ﯾﻣﺎﺛل ﻣﺷروع وطﻧﻲ.1
واﻗﺗرح اﻟﻔﻘﻪ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺷرات ﻟﺗذﻟﯾل اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺷوب ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ،ﻣﻧﻬﺎ أن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ
اﻟﻧﻔوذ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺑدأ ﻣن اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷرط ﻋدم ﺗﻌﺎدل ﺟﺳﯾم و ﻫذا ﻛﺎف ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷرط
ﺑﺎطﻼ .2
ﻓﻲ ﺣﯾن ذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أن اﻟﻧﻔوذ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘوم ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺳوق ،وﺑﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 3ﻣن اﻷﻣر 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺈن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻫﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻛن ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣرﻛز ﻗوة إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻋرﻗﻠﺔ ﻗﯾﺎم ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﯾﻪ وﺗﻌطﯾﻬﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻣﻧﻔردة إﻟﻰ ﺣد ﻣﻌﺗﺑر إزاء ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻬﺎ أو زﺑﺎﺋﻧﻬﺎ أو ﻣﻣوﻧﯾﻬﺎ".3
ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب رأي آﺧر إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌﺳف ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺳﯾطر ،و اﻟذي ﯾﻧﺟر ﺑدورﻩ ﻋن
ﺣﺻول اﻟﻣﺣﺗرف ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻪ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻷن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﯾﺗﺟﺎوز ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺟدا ﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ.4
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ :ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺗﻌﺳف ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺣﺗرف ﻣن
ﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷرط ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ إﻻ إذا ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﯾزة ﻓﺎﺣﺷﺔ ،و ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع رﻗﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ
5
ﺗﺻل إﻟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻐﺑن اﻟذي ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻹﺑطﺎل ﺑﻌض اﻟﻌﻘود إذا ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻣﻌﯾﻧﺎ.
ﻗد ﯾﺛور اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول اﻟﻣﯾزة اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻬل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻓﻘط أو
أﻧﻬﺎ ذات طﺎﺑﻊ ﻏﯾر ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻏﯾر ذﻟك وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن:
ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أوﻟﻰ ﻓﺎن رﺑط اﻟﻐﺑن ﺑﺎﻟﻣﯾزة اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ﻫو أﻣر ﻻ ﯾﺳﺗﺳﺎغ وذﻟك ﻻﺧﺗﻼف ﻣﺣل ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ إذ أن ﻣﺣل اﻟﻐﺑن ﻫو اﻟﺛﻣن ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ،وﻗد ذﻫب
ﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ أن أﻣر ﺗﻘدﯾر اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬذا اﻟﻌﻧﺻر ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺣل اﻟﻌﻘد أو ﻣوﺿوﻋﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ آو اﻟﺛﻣن إو ﻧﻣﺎ ذﻟك اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﺗوازن ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق
145
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ طرف اﻟﻌﻘد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﺷرط ﻣﺎ ﻟﻠﻧﻘد ﻣن زاوﯾﺔ ﺷﻛﻠﻪ او أﺳﻠوﺑﻪ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ
أﺳﺎﺳﺎ ﻋن اﻟﻐﺑن 1.ورﻏم اﻟﻔرق ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻐﺑن اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن و اﻟﺗﻌﺳف اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ
ﺷروط ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد و اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻟﯾﺳت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﻋدم
2
اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺎن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻋدم ﺣﺻر اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﺑل ﯾﺗوﺟب
اﻟﻧظر إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن.
وﻗد ﺗﺛور إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﯾزة اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ﻓﻬل ﯾﺟب اﻟﻧظر ﻓﯾﻪ ﻟﻠﺷرط ﻣﻧﻌزﻻ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن
اﻟﺷروط أم اﻧﻪ ﯾﺟب اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘد ﻣن اﺟل ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌﺳف ،ﻓﺎﻟﺑﻌض ﯾﺳﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب اﻟﻧظر ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾر ﻋدم اﻟﺗوازن إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﺷروط اﻟﻌﻘدﯾﺔ 3ذﻟك أن ﺷرطﺎ ﻣﺎ ﻗد ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻛون ﻣﻔﯾدا ﻷﺣد اﻷطراف ﻓﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺷرطﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ﯾﻛون أﻣ ار ﻣﻔﯾدا وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﻘد ﻗد ﯾﻛون ﺛﻣﺔ
ﺷرط أﺧر ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟطرف اﻷﺧر ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﻘطﺔ أﺧرى وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻛون أﻣﺎم ﺗﻌﺳف واﻻﺗﻔﺎق ﯾﻛون ﻣﺗوازن ﻓﺎﻟﻣﯾزة اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ أو ﻋدم اﻟﺗوازن ﯾﺟب أن ﯾﻘدر
4
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘد.
وﯾﺑدو أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺧذ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘد أي ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻛل اﻟﺷروط ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ وﻫو ﻣﺎ ﻋﺑر
ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺧﺗﻼل اﻟظﺎﻫر ﺑﺎﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت أطراف اﻟﻌﻘد 5.وﯾﺑدو إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺳﺎﯾر
اﻟﺗوﺟﻪ اﻷورﺑﻲ ﻟﺳﻧﺔ .1993
و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎن ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻻ ﯾﺻﻠﺢ وﺣدﻩ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷرط ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ﻧظ ار ﻟﻌدم وﺿوﺣﻪ و ﻋدم
ﺗﺣدﯾدﻩ ﺑرﻗم ﻣﻌﯾن ،و ﻛﺎن ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗوازن اﻟظﺎﻫر و ﻟﻛن ﺗم
6
اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻻﺧﺗﻼطﻬﺎ ﺑﻔﻛرة اﻟﻐﺑن و ﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ آﻧذاك ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ.
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﻣد ﻣﻌﯾﺎر اﻹﺧﻼل اﻟظﺎﻫر ﺑﺎﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت طرﻓﻲ
اﻟﻌﻘد وﻫذا ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .02/04
ﻟﻜﻦ اﻋﺘﻤﺎد ﺟﻤﯿﻊ ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ ﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﺴﻒ ﻗﺪ ﯾﻮاﺟﮫ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻟﻤﻘﺎﺑﻞ اﻻداءت ذات اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. -3
ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ،م س ،ص .222 -
4
146
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء أول ﻣن اﺳﺗﺷﻌر ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻗدرة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إو ﺳﺎءة ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن
ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ﻛﺎن ﯾﺣد ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ إﻟﻐﺎء أو ﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري
أن ﯾﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑﺳط ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن
اﻷطراف.
و ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻛون ﻫذا اﻟﻧطﺎق ﯾﻌد ﻋﻧﺻ ار ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
ﺗﺣدﯾدﻩ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ أو ﻫﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺷرﻋﯾﺔ.
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ارﺗﺑﺎط ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟﻧطﺎق ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط ،ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﻧطﺎق ﺧﺎص ﺿﻣن ﻋﻘود
اﻻﺳﺗﻬﻼك.
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻫو ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌداد اﻟﻣﺷرع ﻟﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻛذا ﻣن
ﺣﯾث اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .ذﻟك أن أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
ﻋددت اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷرط ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺣددت اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻬﺎ )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻗﺻد ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑوﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت وأﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑﺈﻟزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑوﺟوب
إدراج ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود واﻋﺗﺑر ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟطرف اﻵﺧر ،إذن ﻧﺣن أﻣﺎم طرﯾﻘﯾن ﻟﺗﺣدﯾد وﺿﺑط ﻧطﺎق اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع .
147
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرﯾق اﻷول ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع وﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷروطﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧﺻت ﻫذﻩ
اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ" :ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻧودا أو ﺷروطﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ 1اﻟﺑﻧود واﻟﺷروط
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر:
-أﺧذ ﺣﻘوق و/أو اﻣﺗﯾﺎزات ﻻ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺣﻘوق و/أو اﻣﺗﯾﺎزات ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.2
-ﻓرض اﻟﺗزاﻣﺎت ﻓورﯾﺔ وﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻫو ﺑﺷروط ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ
3
ﻣﺗﻰ أراد.
-اﻣﺗﻼك ﺣق ﺗﻌدﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ أو ﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣﺳﻠم أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ دون
4
ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
-رﻓض ﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد إذا أﺧل ﻫو ﺑﺎﻟﺗزام أو ﻋدة اﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ.5
- 1وﻣﺎ ﯾﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﺎدة أن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ ذﻛﺮ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل وﻟﯿﺲ اﻟﺤﺼﺮ ،ﺣﯿﺚ ﺗﺮك ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﺠﺎل إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﻤﺎل
ﺳﻠﻄﺘﮫ ﻓﻲ ﺗﻜﯿﯿﻒ أي ﺷﺮط آﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻋﺘﺒﺎره ﺷﺮطﺎ ﺗﻌﺴﻔﯿﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻤﺎرﺳﺔ ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺤﺪدة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرات ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﺳﺎﺳﺎ
ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮط اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ .
- 2ﻟﻘﺪ أوردت ھﺬه اﻟﺼﻮرة ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﻤﻞ أي ﺣﻖ أو اﻣﺘﯿﺎز ﯾﻤﻨﺤﮫ اﻟﺸﺮط ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ دون أن ﯾﺘﻤﺘﻊ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﺑﺤﻘﻮق واﻣﺘﯿﺎزات ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ،ﻛﺄن ﯾﺘﻔﺮد
اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺤﻖ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺈرادﺗﮫ اﻟﻤﻨﻔﺮدة دون أن ﯾﻤﻨﺢ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ھﺬا اﻟﺤﻖ.
- 3إن ھﺬه اﻟﺼﻮرة ﺗﺤﯿﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺎدة 105ق.م.ج اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ":ﻻ ﯾﻜﻮن اﻻﻟﺘﺰام ﻗﺎﺋﻤﺎ إذا ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط واﻗﻒ ﯾﺠﻌﻞ وﺟﻮد اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺘﻮﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺤﺾ إرادة اﻟﻤﻠﺘﺰم" ،ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺎدة ﺗﻔﯿﺪ أن اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻤﻌﻠﻖ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻋﻠﻰ ﺷﺮط إرادي ﻣﺤﺾ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺋﻢ أي ﻛﺄن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ" ،ﻷن ﺗﺮك زﻣﺎم اﻟﺮاﺑﻄﺔ
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﺣﺪه ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻻﻟﺘﺰام ذاﺗﮫ إذ ﺳﯿﻜﻮن ﻟﮫ أن ﯾﻠﺘﺰم إن ﺷﺎء أو أن ﻻ ﯾﻠﺘﺰم إن ﺷﺎء أﯾﻀﺎ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻠﺘﺰم ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ
ﺑﺄي اﻟﺘﺰام.
- 4وﺗﺒﺪو ﻋﺒﺎرة "ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ" ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻻ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﺒﯿﻊ واﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﻤﺎ رﻛﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ .ﻓﺎﻟﻤﺒﯿﻊ ھﻮ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬي
ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻌﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻨﻮع واﻟﻘﺪر وإﻻ ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎطﻼ ،ﻟﺬا ﻓﺈن اﻣﺘﻼك اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺣﻖ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﻣﻌﻨﺎه ﻋﺪم ﺗﻌﯿﯿﻨﮫ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻄﻼن اﻟﻌﻘﺪ
ﺑﻄﻼﻧﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،ﻛﻤﺎ أن ﻓﻲ ذﻟﻚ إﺧﻼل ﺑﺮﻛﻦ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻞ واﻟﺤﺎل ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺤﺪدا أو ﻋﻠﻰ
اﻷﻗﻞ ﺗﺒﯿﯿﻦ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺪد ﺑﻤﻘﺘﻀﺎھﺎ ،واﻣﺘﻼك اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺣﺮﯾﺔ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﻋﺪم ﺗﻌﯿﯿﻨﮫ ،ﻛﻤﺎ أن ذﻟﻚ ﻣﻌﻨﺎه أن اﻟﺜﻤﻦ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﺑﺈرادة أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ وھﻮ
ﻣﺎ ﯾﻌﻨﻲ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﺮاﺿﻲ ﻋﻦ اﻟﺜﻤﻦ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻋﺪم ﺗﻌﯿﯿﻨﮫ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎطﻞ ﺑﻄﻼﻧﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ﻣﺎ دام اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎطﻼ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﮫ ﻓﻼ
ﻣﺠﺎل ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻟﻠﺘﺴﺎؤل ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺸﺮط ﺗﻌﺴﻔﯿﺎ أم ﻻ.
- 5واﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺸﺮع اﺳﺘﻮﺟﺐ ﻟﻘﯿﺎم اﻟﺘﻌﺴﻒ وﻓﻖ ھﺬه اﻟﺼﻮرة أن ﯾﻜﻮن ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺸﺮط ھﻮ رﻓﺾ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ طﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ ،واﺳﺘﺨﺪام
اﻟﻤﺸﺮع ﻋﺒﺎرة "اﻟﺮﻓﺾ" ﻋﻠ ﻰ إطﻼﻗﮭﺎ ﻣﻌﻨﺎه أن وﺻﻒ اﻟﺘﻌﺴﻒ ﯾﻠﺤﻖ أي رﻓﺾ ﻟﺤﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺦ ﺳﻮاء ﻛﺎن رﻓﻀﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ أو ﻣﻘﯿﺪا ،ﻓﯿﺪﺧﻞ
ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﺮط اﻟﺬي ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺘﻘﯿﯿﺪ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ طﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﺧﻼل ﻣﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،أو اﻟﻌﻜﺲ ﺑﺄن ﯾﻘﺘﺼﺮ ﺣﻖ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻋﻠﻰ
ﻓﺘﺮة ﻣﺤﺪدة ﻓﻘﻂ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺜﻮر اﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺮﻓﺾ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺦ ﻣﻄﻠﻘﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﺑﻔﻘﺪاﻧﮫ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ إذا
اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺦ ﻣﺜﻼ ،أو اﻟﺸﺮط اﻟﺬي ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻹﻋﺬار اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﺑﻌﺪ إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﺎﻧﻘﻀﺎﺋﮭﺎ ﯾﺴﻘﻂ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ
اﻟﻔﺴﺦ.
148
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
-اﻟﺗﻔرد ﺑﺗﻐﯾﯾر آﺟﺎل ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻧﺗوج أو آﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذ ﺧدﻣﺔ.
-ﺗﻬدﯾد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻘطﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻣﺟرد رﻓض اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺧﺿوع ﻟﺷروط ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة
2
ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ".
وأﺿﺎف اﻟﻣﺷرع ﺷروطﺎ أﺧرى ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم 306-06ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 05ﻣﻧﻪ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﻋدم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺣق ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد أو ﻓﺳﺧﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔردة ﺑدون ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.
-ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،اﻻ ﺑﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ ﺗﻌوﯾض.
-اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔردة ﺑدون ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻛﻠﻲ أو
اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟواﺟﺑﺎﺗﻪ.
-اﻟﻧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﻼف ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ طﻌن.
-ﻓرض ﺑﻧود ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد.
-اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا اﻣﺗﻧﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻘد أو ﻗﺎم ﺑﻔﺳﺧﻪ دون إﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﺧﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﺑﻧﻔﺳﻪ
ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أو ﻗﺎم ﺑﻔﺳﺧﻪ.
-ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟواﺟب دﻓﻌﻪ ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﻻ ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذ واﺟﺑﺎﺗﻪ دون أن
ﯾﺣدد ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻻ ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذ واﺟﺑﺎﺗﻪ.
- 1وﯾﺘﺠﻠﻰ اﻟﺘﻌ ﺴﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮭﺎ ﺗﻔﻮت ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ طﻠﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو اﻟﻔﺴﺦ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ،ذﻟﻚ ﻷن
اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﯾﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ،وﻻ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﻮال ﺳﻮى اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻟﯿﻘﺮر ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﯿﻢ أو أداء اﻟﺨﺪﻣﺔ،
ﻣﻦ ھﻨﺎ اﻋﺘﺒﺮھﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﺷﺮوطﺎ ﺗﻌﺴﻔﯿﺔ.
- 2إن ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﯾﻨﺎﺳﺐ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﺣﯿﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،وھﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﺤﻠﮭﺎ أداء ﺧﺪﻣﺎت ،ﻛﻌﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ
أو اﻟﺘﻮرﯾﺪ ،ﻓﺘﺤﺴﺒﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﯾﻄﺮأ ﻣﻦ ظﺮوف أو ﺗﻄﻮرات ﻗﺪ ﻻ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ أو ﻣﻘﺪم اﻟﺨﺪﻣﺔ ،ﯾﻀﻊ ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﺷﺮوطﺎ ﺗﺘﯿﺢ ﻟﮫ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﻀﻤﯿﻦ
اﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮوط ﺟﺪﯾﺪة ،وﺣﺘﻰ ﯾﺘﻔﺎدى ﺧﻄﺮ رﻓﺾ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻟﮭﺬه اﻟﺸﺮوط ﯾﻀﻊ اﻟﺒﺎﺋﻊ أو ﻣﻘﺪم اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺷﺮطﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل رﻓﺾ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻟﮭﺬه اﻟﺸﺮوط.
149
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺑﯾﻧﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 306 -06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن و اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن و اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،
ﺣﯾث وﺑﻌد أن ﻗﺎم ﺑﺗﺑﯾﺎن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدﺗﯾن 02و 03ﻣﻧﻪ رﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾص
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .1
وﻗد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺎدة 02ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﯾﺟب إدراﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ
ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وأﻣن وﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺳﻠﻊ و/أو اﻟﺧدﻣﺎت وﻛذا اﻟﺿﻣﺎن
واﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ .
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋددت اﻟﻣﺎدة 3ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:2
1اﻟﻤﺎدة 05ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ " " 306-06ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﻌﺴﻔﯿﺔ اﻟﺒﻨﻮد اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻌﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻤﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
ﺗﻘﻠﯿﺺ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮد اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 2و 3أﻋﻼه.
2وﯾﻼﺣﻆ أن ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻗﺪ وردت ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ،ﺣﯿﺚ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻋﻨﺼﺮا أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﺠﻮھﺮﯾﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﻤﺴﺒﻖ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻧﺰاھﺔ وﺷﻔﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وأﻣﻦ وﻣﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺴﻠﻊ و/أو اﻟﺨﺪﻣﺎت
وﻛﺬا اﻟﻀﻤﺎن واﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﯿﻊ.
150
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎﻧت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن،
ﻓﻣﺎ ﻫو ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ؟
أورد اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺑﻧد 4ﻣن اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻟم
ﯾرد ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﻌﻘد" ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻗطﻌﺎ أن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻌﻘد أوردﻩ اﻟﻣﺷرع ﺧﺻﯾﺻﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون " 02/04ﻛل اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو
ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺣرر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن أﺣد أطراف اﻻﺗﻔﺎق ،ﻣﻊ إذﻋﺎن اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر
إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﻪ".
وﻟﻘد ورد ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺟردا ﻣن ﺻﻔﺔ أطراف اﻟﻌﻘد ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 29أﻋﻼﻩ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ
أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺑﺎﺋﻊ وﻣﺳﺗﻬﻠك.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﻘود ﯾﺗﺣدد ﺑﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر
ﻫﻲ:
-وﺟود اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ.
-إذﻋﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
أوﻻ -اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻬدف ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ :إن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد
ﺑﺄﻧﻪ "اﺗﻔﺎق" أﻣر درج ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،1وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﺗواﻓق إرادﺗﯾن ﻓﺄﻛﺛر ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم وﺟود
ﺷﺧﺻﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ -وﻫﻣﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫﻧﺎ -ﺗﻣﯾﯾ از ﻟﻠﻌﻘد ﻋن اﻟﺗﺻرف
ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ،ﻛﻣﺎ أن اﻻﺗﻔﺎق ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﺑﺎﯾن ﻣﺻﺎﻟﺢ أطراﻓﻪ ،وﻫذا اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻻ ﯾﻌﻧﻲ وﺟود ﻧزاع ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن
- 1ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 54ق.م.ج " :اﻟﻌﻘﺪ اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺘﺰم ﺑﻤﻮﺟﺒﮫ ﺷﺨﺺ أو ﻋﺪة أﺷﺨﺎص ﻧﺤﻮ ﺷﺨﺺ أو ﻋﺪة أﺷﺨﺎص آﺧﺮﯾﻦ ﺑﻤﻨﺢ أو ﻓﻌﻞ أو ﻋﺪم ﻓﻌﻞ ﺷﻲء
ﻣﺎ".
151
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻛون ﻣﺑدﺋﯾﺎ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ أﺣد اﻷطراف ﻣﻐﺎﯾ ار ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻵﺧر ،1وﻫو أﻣر ﻣﺣﻘق ﺑﻼ ﺷك ﻓﻲ
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ.
إﻻ أن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻛوﻧﻪ أﺿﻔﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ "اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ" وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﻏﯾر
ﻣﺄﻟوف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ،وﻛﺄن اﻟﻣﺷرع أراد ﺳد اﻟطرﯾق أﻣﺎم ﺑﻌض اﻟﺣﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻋب
ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ،ﻓﺑدﻻ ﻣن ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﯾﺳﻣﯾﻪ اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺿواﺑط واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ
ﻋن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘدا ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺷﯾوع اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﯾف ﻗﺎﻧوﻧﺎ أﻧﻬﺎ
ﻋﻘود ﻛﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻣون ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺎت واﻹدارات ،إو ن ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﻛﻔول ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ظل
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺎ داﻣت ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘد إو ن ﺳﻣﯾت
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣوﺟب ﻗواﻋد اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺳﺗﻬداء ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن دون اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻸﻟﻔﺎظ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 111ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
وﻟﻘد ﻧص ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن اﻻﺗﻔﺎق أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻫو ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ
ﺧدﻣﺔ ،وﻫذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﻣﺎدام أﺣد أطراف اﻟﻌﻘد ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛل ﻣن ﯾﻘﺗﻧﻲ ﺳﻠﻌﺎ ﻗدﻣت
ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻋرﺿت.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗرﻛﯾز اﻟﻣﺎدة 29ﻋﻠﻰ ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺑﺎﺋﻊ" وﻟﯾس "اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي" إﻻ أن ﻣﻔﻬوم
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻫﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾؤﺧذ ﺿﻣن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﺎﻧون 02/04اﻟذي ﯾﻧﺣﺻر ﻧطﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋﻼﻗﺔ
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻋﻼﻗﺔ ﻫؤﻻء ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ ،أي أن اﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ
ﻫو اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﻓﻲ ذﻟك ﺗﻣﯾﯾز ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﻗد
ﯾﺑرﻣﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﻘﺎﯾﺿﺎ أو واﻫﺑﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻫﻧﺎ ﯾﺷﻣل ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ .أﻣﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻌرﺿﻲ اﻟذي ﻻ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك أن ﯾﺗﻣﺳك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﯾﻌﻛس ﻟﻧﺎ ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘد )اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ( ﺑﯾن
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي وﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﻘﺗﻧﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺳﻠﻌﺎ ﻗدﻣت ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻋرﺿت،
وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻧﺻر اﻷول اﻟذي ﯾﺗﺣدد ﺑﻪ ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻫو ﺿرورة أن
ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘد اﺳﺗﻬﻼك.
152
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ :ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ أن
ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘد ﻣﺣرر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ أو اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ.
واﻟﻌﻘد اﻟﻣطﺑوع ﻫو ﻋﻘد ﻣﻌد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻟﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻣوﺣدة ﺗوﻓﯾ ار ﻟﻠوﻗت واﻟﻧﻔﻘﺎت
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﻋﺎدة إﻣﺎ ﺑﺎﻹذﻋﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟطرف اﻟﻣﻧﺿم ﻟﻠﻌﻘد أو ﺑﻌدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻔﺎوض ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻧﻘص ﺧﺑرﺗﻪ وﻗﻠﺔ ﻛﻔﺎءاﺗﻪ.1
وﯾرى اﻟﺑﻌض أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ظﻬر إﺑﺎن اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ وﻣﺎ اﺳﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻣن
ﺗطور ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج وﻏ ازرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ﻣﻣﺎ ﺧول اﻟﺗﺟﺎر ﺷراء ﺳﻠﻊ ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة وﺑﯾﻌﻬﺎ
ﺑﻣوﺟب ﻧﻣﺎذج ﻋﻘود وذﻟك ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ وﺟﻬدا ،ورﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺧﻔض ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎر ،وﻣن ﺛم اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.2
واﻟﻌﻘد اﻟﻣطﺑوع ﻗد ﯾﻛون ﻋﻘدا ﻓردﯾﺎ أﻋد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،أو ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻫﺎ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﻌض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﻛﻌﻘود ﻟﻠﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز واﻟﻣﺎء.
واﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻘد ﻟﯾس ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن اﻟذي ﯾﺗﺣدد ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن أﻏﻠب اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى أن اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ
ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻟﻌﻘود اﻹذﻋﺎن.3
وﻣن اﻟوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺑدو أن اﺷﺗرط اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻘد ﯾﺿﯾق ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 3ﺑﻧد 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون02/04
ﻧﺟدﻫﺎ ﺗوﺳﻌت ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻣﻧﺟ از ﺑﻧﺻﻬﺎ" :ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟز اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺷﻛل طﻠﺑﯾﺔ أو
ﻓﺎﺗورة أو ﺳﻧد ﺿﻣﺎن أو ﺟدول أو وﺻل ﺗﺳﻠﯾم أو ﺳﻧد أو أي وﺛﯾﻘﺔ أﺧرى ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ أو ﺳﻧدﻫﺎ
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت أو اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﺳﻠﻔﺎ".
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ أو ﺳﻧدﻫﺎ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد ﻣﺣر ار ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت
اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت أو اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﺳﻠﻔﺎ ،وﻻ ﺷك أن ﻓﻲ ذﻟك ﺗوﺳﯾﻊ ﻣن
ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻬﺎدة اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ
153
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ذاﺗﻪ ﯾوﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﺣل وﺻل ﺻﻧدوق أو
ﺳﻧد ﯾﺑرر اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﯾوﺟب ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة إذا طﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺳﻧدات ﻛﻠﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺗﺑر
ﻋﻘودا ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون 02/04إذا ﺗﺿﻣﻧت ﺧﺻوﺻﯾﺎت أو ﻣراﺟﻊ ﺗطﺎﺑق ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘررة ﺳﻠﻔﺎ.
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن ﻗﺻر ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﯾﺟد ﺗﺑرﯾرﻩ
ﻣن ﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺗﺣرر ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﯾﻧﻔرد ﺑﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻪ
ﻓرض ﺳﯾطرﺗﻪ إو ﻋﻼء ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣن ﺷروط وﺑﻧود ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﻋﻠﻰ ﻣلء اﻟﻔراﻏﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈظﻬﺎر ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ.
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﻛرس ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻔﺎﺟﺊ ﺑوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑرم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻪ ﻓرﺻﺔ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ
واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺷروطﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﺷﯾوع ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ أدى إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻣﻼء
ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﺗﻣﺣﯾص ﻟﻔﺣواﻫﺎ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺷﻌور اﻟﺳﺎﺋد ﺑﺄن ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻣطﺑوع واﺟب اﻻﺣﺗرام ﻛﻣﺎ
ﻟو ﻛﺎن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻛل ﻫذا ﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣررﻫﺎ ،وﻫﻛذا ﯾﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﻏﯾر ﺑﺣث ﻓﻲ
ﺑﻧود اﻟﻌﻘد أو إدراك ﻵﺛﺎرﻫﺎ وﻣداﻫﺎ.1
ﺑل أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺛﺑت أن اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﻘ أر أﺻﻼ،ﺣﺗﻰ إن ﻗرأت ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﻔﻬم ﻓﻲ ظل
اﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻣﺗﻌﻣد أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ،ﻛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﺑررت ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺧطر
اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﺑﺎﻟذات.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ واﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ إو ن اﻗﺗرﻧت ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺳف واﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي إﻻ
أﻧﻬﺎ ﺻﺎرت ﺿرورة ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻛﺑﯾر واﺗﺳﺎع
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺟﺎري ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ،ﻛﻣﺎ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر وﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﻪ ﻣن ﺳرﻋﺔ ووﻓرة ﺟﻌﻠت اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﺣﻼ ﻣﺟدﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓﯾر اﻟوﻗت واﻟﺟﻬد ،إذ ﺗﺻﯾر اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ
آﻟﯾﺔ ﻓﺗﻧﺳﺎب اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﯾرﺗﻘﻲ ﻣﺳﺗوى أداء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﻘدة اﻹدارة ،ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘود
اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﯾوﻓر إﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻷﻣﺎن واﻟﺛﻘﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻧظ ار ﻟﻘوﺗﻬﺎ اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻔوﯾﺔ.2
154
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة L.132-1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك )ﻣﻌدﻟﺔ
ﻟﻠﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون 10ﺟﺎﻧﻔﻲ ، (1978واﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﺑﺎن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم 'ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ
وأﺳﺎﺳﻬﺎ ،وﺗﻛون ﻛذﻟك ،وﺧﺎﺻﺔ ،طﻠﺑﺎت اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ،اﻟﻔواﺗﯾر ،أذون اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ،اﻟﺗذاﻛر ،أذون اﻟﺗﺳﻠﯾم
واﻷوراق اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﺷﺗراطﺎت أو إﺣﺎﻟﺔ ﻟﺷروط ﻋﺎﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﺣرﯾر "وﻛﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻋﺑﺎرة وﺧﺎﺻﺔ اﻟواردة
ﺑﺎﻟﻧص أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺟم إرادة اﻟﻣﺷرع اﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘدﯾﺔ.
ﻟﻛن اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻫذا ﺗﻌﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﻌﺎ ﻷي ﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر وﺗدارﻛﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق أن أﻏﻔﻠﻪ ﻗﺎﻧون 10
ﺟﺎﻧﻔﻲ . 1978
إن ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﺗﻘودﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻫﻲ أن اﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻘود إذﻋﺎن
إو ﻧﻣﺎ ﻗد ﺗﺗﺧذ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻓﻧﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وواﻗﻌﯾﺔ ،وطﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋدم ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ إذ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻟﻠﻌﻣﯾل اﻟﺣرﯾص أن ﯾﻔﺎوض ﺣول ﺷروطﻬﺎ وﺑﻧودﻫﺎ ،ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن اﻟﻌﻣل ﺟرى ﻋﻠﻰ ﻗﺑول
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ دون ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ،1وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻋدم اﻛﺗﻔﺎء اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﻣﺟرد أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﺣر ار ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑل اﺷﺗرط ﻓوق ذﻟك إذﻋﺎن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -إذﻋﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك :ﻧﺷﺄت ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ﻛﺄﺛر ﻟﻠﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن
اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗرﻛﯾز آﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻷﻣر اﻟذي ﺳﺎﻋدﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻹﻋداد اﻟﻣﻧﻔرد ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد وﻗد ﺻﺎﺣب ذﻟك اﻧﻌدام اﻟﺗوازن وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ظﻬر ﻧوع
أﺧر ﻣن اﻟﻌﻘود ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻘود إذﻋﺎن إو ﻧﻣﺎ دﻋت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻧﺗﺎج ﺗطور اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت وﻫﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت إذ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ﻧﻣﺎذج ﻣن
اﻟﻌﻘود ﻣﺳﺑﻘﺎ.2
وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺎن ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة ﯾﻬدف إﻟﻰ
اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ﻷن اﻟﻌﻘد اﻟﻣطﺑوع ﻻ ﯾﺷﻛل وﺣدﻩ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﺑل ﯾﺟب أن ﯾذﻋن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
ﻹرادة اﻟﺑﺎﺋﻊ.
155
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻟﻘد أورد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04
ﺑﻧﺻﻬﺎ ..." :ﻣﻊ إذﻋﺎن اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻫذا اﻷﺧﯾر إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﻪ" ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
ﻣﻌﯾﺎر اﻹذﻋﺎن ﺣﺳب ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫو ﻋﺟز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋن إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 70ق.م.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺣﺻل اﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﺷروط ﻣﻘررة ﯾﺿﻌﻬﺎ
اﻟﻣوﺟب وﻻ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﯾﻬﺎ" ،ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ ﺿل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو وﻟﯾد ﻋدم اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.1
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻣذﻋﻧﺎ ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻋﺟزﻩ ﻋن إﺣداث "ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ" أي ﺟوﻫري ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺧروﺟﺎ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺗﻰ إو ن ﻧﺎﻗش اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻧود اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻣﺳﺑﻘﺎ دون أن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﻪ
ﺑﻘﻲ ﻣذﻋﻧﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﺎﺻل ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ.
وﻻ ﯾﺧﻔﻰ أن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺷرع ﻋدم اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻌﯾﺎ ار ﻟﻺذﻋﺎن ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك -ﺑدل ﻋدم
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ -ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾوﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗوﺳﻊ اﻟﻘﺿﺎء
ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ذﻟك ﯾﺳد اﻟﺑﺎب أﻣﺎم دﻫﺎء ﺑﻌض اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗﻔردون
ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد وﯾﺗرﻛون ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ
اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺟوﻫر اﻟﻌﻘد ﺷﻲء ،ﺳﻌﯾﺎ ﻣﻧﻬم ﻹﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺑدل ﺻﻔﺔ
2
اﻹذﻋﺎن ﻗﺻد اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻌﻘود.
وﯾرى اﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻛون إرادة اﻟطرف اﻟﻣذﻋن
ﻟﯾس ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ إﺣداث اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﯾرون ﻓﯾﻬﺎ ﻣرﻛ از ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻣﻧظﻣﺎ ﺗﻧﺷﺋﻪ إرادة ﻣﻧﻔردة ﯾﺻدرﻫﺎ
اﻟﻣوﺟب ﻓﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون أو ﻻﺋﺣﺔ ﺗﺣﻛم ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ،ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺗرض اﻟﺗﺳﺎوي ﺑﯾن
اﻷطراف وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﺑﯾﻧﻬم.3
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى أﻏﻠب ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺻﻔﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم
ﻋن طرﯾق اﻹذﻋﺎن إذ ﯾرون أﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺗم ﺑﻣواﻓﻘﺔ إرادﺗﯾن ،إرادة اﻟﻣوﺟب )اﻟﺑﺎﺋﻊ( إو رادة اﻟﻣﻧﺿم
)اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك( ،وآﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻣﺣددة ﺑﺈرادة اﻟطرﻓﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ
- 1ﻓﺎطﻤﺔ ﻧﺴﺎح ،ﻣﻔﮭﻮم ﻋﻘﺪ اﻹذﻋﺎن ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1998 ،ص .80
- 2ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﯾﻦ ﻋﯿﺎض ،م .س ،ص.158
- 3وھﻮ رأي اﻟﻔﻘﯿﮫ ﺳﺎﻟﻲ وأﻏﻠﺐ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﻛﺪﯾﺠﻲ و ھﻮرﯾﻮ ،أﻧﻈﺮ :ﻟﻌﺸﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ،ﻋﻘﺪ اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي
واﻟﻤﻘﺎرن ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1990 ،ص.42
156
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود ،ﻣﺑررﯾن ﻣوﻗﻔﻬم ﺑﺄن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﺗﻔﺎوض ﻟﯾﺳت ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻌﻘد وﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻣﻌﯾﺎ ار ﻟﺗﻣﯾﯾز ﻋﻼﻗﺎت اﻹذﻋﺎن ﻋن اﻟﻌﻘد ،إو ﻧﻣﺎ ﻫﻲ اﻋﺗﺑﺎرات ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟطرف
اﻟﺿﻌﯾف ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺳﺗﻐﻠﻪ اﻟطرف اﻟﻘوي ﻋن طرﯾق ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ،1ﻛﻣﺎ أن اﻟطرف
اﻟﺿﻌﯾف ﺑﺎﻟرﻏم إو ن ﻟم ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر ﺑﻧود اﻟﻌﻘد إﻻ اﻧﻪ ﻗﺑل ﺑﻬﺎ وواﻓﻘت إرادﺗﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ إﻟﻰ طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻌﻘود اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟواﻗﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺷروط اﻟﻌﻘد وﺑﺣﺛﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻣﺗﺳﺎو ﻣﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي
ﯾﺗﻔرد ﺑﺗﺣدﯾد ﺷروط اﻟﻌﻘد ،ﻓﺎﻹﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﺑﺧﺻوص ﻋﻘد اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻛﻛل
وﻻ ﯾﺧول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻻ اﻟﻘﺑول اﻟﻣذﻋن إذا ﻣﺎ أراد إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد ،ﻓﻣﺿﻣون اﻟﻌﻘد ﻣﺣدد ﺳﻠﻔﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻬﻧﻲ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،وﻣطروح ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﺟﺎﻣد ،وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻻ ﺗﺗﯾﺢ اﻟﺗواﺻل اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﺑﯾن اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻔرﺻﺔ اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ ﻣن أﺻﻠﻬﺎ ،وﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺿﻣون
ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ﻛوﺣدة ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﻘر ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ،2وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ طرﻓﺎﻩ ﻋون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
وﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻼ ﻣﻧﺎص ﻣن إﻓﺎدة ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻌﻘد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي أوردﻩ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻟﻠﻌﻘد ،ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﯾﺟﺳد ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن
ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎﻟك اﺧﺗﻼف ﺑﺷﺄن ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﯾن ﻗواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣردﻩ اﻟﺗﻔﺎوت اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن ﻣﻔﻬوم "اﻟﻌﻘد" ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02/04واﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي
ﻟـ "ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن" ،ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر إو ن ﻟم ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ ﺣول ﺗﻌرﯾﻔﻪ إﻻ أن ﺟﺎﻧﺑﺎ
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻩ:3
-1أن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﺑﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻧﺎس اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ.
-2اﺣﺗﻛﺎر ﻣﻘدم اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻬﺎ اﺣﺗﻛﺎ ار ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ أو ﻓﻌﻠﯾﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺳﯾطرﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺳﯾطرة ﺗﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺣدودة اﻟﻧطﺎق.
157
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-3أن ﯾﻘوم ﻣﻘدم اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻬور وﻓق ﺷروط ﻣﻘررة ﺳﻠﻔﺎ وﻻ ﯾﻘﺑل ﻧﻘﺎﺷﺎ
ﻓﯾﻬﺎ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺷروط ﻣطﺑوﻋﺔ ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣوﺟب.
ﻓﺈذا ﺗوﻓرت ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻋﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﻋﻘد إذﻋﺎن ،وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗدﺧل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺿﻌﯾف ﻋن طرﯾق ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘد أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ وﻓق ﻣﺎ
ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻌداﻟﺔ.1
ﻓﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ أوردﻩ اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻧﺟد ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:2
-ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أوﻟﻰ ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون 02/04أن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺿرورﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻷﺟﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﺟدﯾ ار ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ ﺗﺟﺎﻩ
اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد اﻟﻣذﻛورة ،وﻓﻲ ذﻟك ﺗوﺳﯾﻊ ﻟﻧطﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟﻧب إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺿرورة اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد.
-وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون 02/04أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺣﺗﻛ ار ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن أﺣﻛﺎم اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺣﺗﻛ ار أو ﻟم ﯾﻛن ﻣﺎداﻣت ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺧﺻوﺻﺎ وأن ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﺗﺿﯾق ﻣن ﻓرص اﻻﺣﺗﻛﺎر ،ﻓﻠو اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﺣﺗﻛﺎر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻟﺿﺎق ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺻﻌوﺑﺔ إﺛﺑﺎت ﻫذا اﻻﺣﺗﻛﺎر.
-وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﺣر ار ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﺈن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻠﻌﻘد ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘد إذﻋﺎن إو ن اﻋﺗﺑ ار اﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑوﻋﺔ
ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻟﻌﻘود اﻹذﻋﺎن ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ إو ن ﺑدا أن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻗد ﺿﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺑﯾﺎن.
-ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ راﺑﻌﺔ إذا ﻛﺎن إذﻋﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو وﻟﯾد اﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾم
ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣوﺟب ،ﻓﺈن إذﻋﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻌﯾﺎرﻩ ﻫو ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻣﺎ ﻻ ﯾﻌد ﺟوﻫرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﻋﻧﻪ وﺻف اﻹذﻋﺎن ،وﻣن ﺛم
ﻻ ﯾزال أﻫﻼ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ.
158
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
اﻋﺗﻣدت ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﺗﺗﺟﺎوز اﻵﻟﯾﺎت
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﻧﻬﺎ وﺳﺎﺋل وﻗﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
أﺳﺎﺳﺎ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وأﺧرى ﻋﻼﺟﯾﺔ وردﻋﯾﺔ رﺻدت ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﻌد وﻗوﻋﻬﺎ ،وذﻟك إﻣﺎ ﻣن
ﺧﻼل آﻟﯾﺎت رﻗﺎﺑﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( أو ﻋﻘﺎﺑﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌد اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،1ﻟذا ﻧﺟذ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟم
ﯾﻘف ﻋﻧد ﺣذف أو إزاﻟﺔ اﻟﺷرط ﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑل اﻧﺗﻬﻰ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،إﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﻓرض ﻧﻣﺎذج
ﻟﻠﻌﻘود )أوﻻ( أو ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻔﺎوض اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﺑﯾن ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﻣﻬﻧﯾﯾن )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ -اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﺳﺗﻬﻼك :ﺑﻬدف إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻟﻌﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗﻲ ﻓﻘدت ﻗد ار
ﻣن ﺗوازﻧﻬﺎ ﺑﻔﻌل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﺗوﻟت ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻣﺿﻣون ﺑﻌض اﻟﻌﻘود ،ﻓﻲ
ﺻورة ﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ .2وﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أﺛﺑﺗت ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺿﻌﯾف ﻛﺎﻟﻌﻣﺎل
واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
و ﺗﻧطﻠق اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن ﻓرﺿﯾﺔ أن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك رﻏم ﻣﺎ رﺻد ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻣن
وﺳﺎﺋل ﻟﺗدﻋﯾم إرادﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﯾظل دون ﻣﺳﺗوى ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺣﺗوى ﺑﻌض اﻟﻌﻘود ،ﻣﺎ ﯾﺑرر ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻣن
أﺟل ﻣﻧﻊ أو إزاﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ دﻋﻣﺎ ﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.3
و اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺑق ﻟﻣﺿﻣون اﻟﻌﻘد ﯾﻣﺛل ﻧوﻋﺎ ﻣن أﻧواع ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺔ اﻹرادة ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺎل ﻣن اﻋﺗﺑﺎر أن
اﻹرادة ﻫﻲ ﻣﺻدر اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد .وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺻﻔﺔ
1
- J. Calais Auloy et F. steinmetz, op. cit., n° 26 .
- J. Léaute, Les contrats types, RTD civ., 1953, p. 430. - 2ﺣﻮل اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ أﻧﻈﺮ:
- 3ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮداﻟﻲ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،م س ،ص .233
159
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﺈن أي ﺗﻧظﯾم ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺣرﯾﺔ اﻷطراف ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺛﺑﯾط اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
وﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ظﺎﻫرة ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋن اﻷﺻل ﻻ ﯾﺟب اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﯾﻬﺎ.1
إن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺑدو ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺳﺗﺑدل
إرادﺗﻬم اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﺈرادة ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ وﻓرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣوم اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ،وﻫﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗظﻬر
أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺑﺳﯾط إدراك أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺧطﯾرة.
و ﯾﺑدو أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب أﻣﺎم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﻧﻲ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣﻘوﻗﻪ
ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم".
واﻟواﻗﻊ أن اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻌﻘود ﻣﺳﻠﻛﺎ ﻟﯾس ﺟدﯾدا ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﺳﺑق ﻟﻠﻣﺷرع أن ﺣدد ﻧﻣﺎذج ﺑﻌض اﻟﻌﻘود ،ﻣن ذﻟك ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣؤﺟر ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺑﻣوﺟب
ﻋﻘد إﯾﺟﺎر ﻧﻣوذﺟﻲ.2
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣﺻد ار ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ،ﯾﺟﺳد ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب ﻋدم ﺗوازن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺳﯾطر اﻟذي ﺗوﻟﻰ ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ ،3ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎت آﻟﯾﺔ وﻗﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾد اﻟﻣﺷرع
ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺳﺑق ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ ﻗدر ﻣن اﻟﺗوازن وﯾؤﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠطرف اﻟﺿﻌﯾف.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك :ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دور اﻟﻣﺷرع ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻗد
ﺗﺻﺎغ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎوض اﻟذي ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل،4
و ﻗد اﻗﺗرح اﻟﺑﻌض اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻋﺎﻟم اﻟﺷﻐل ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن
دﻋوى إزاﻟﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.5
160
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻧظ ار ﻟﻠﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺟﻧﺎﻫﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﻣن ﺟراء اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﻓﺎن ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧﻘﯾﺢ
ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗرى إﺟراء ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﻣﻬﻧﯾﯾن،
ﺣﯾث ﺗﻘول اﻟﻠﺟﻧﺔ " ﺑﺻﻔﺔ ﻓردﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﯾﺟدون أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺗدن ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻛل ﻣﻔﺎوﺿﺔ
ﻣﻊ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ﻣﺟرد وﻫم ،إﻻ أن ﻫذا اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺗدﻧﻲ ﯾﺧﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟو ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ.
ﻓﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﻠزم ﻛل طرف ﻣن اﻟﻧظراء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﺣﺗرام
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرف اﻵﺧر".1
وﻗد ظﻬرت ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑوادر ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﯾن ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن واﻟﺳﻠطﺎت ،2ﺛم اﻧﺗﺷرت
ﺑﯾن اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﻬﯾز اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺣرر اﻟﻣﻬﻧﯾون واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون دﻓﺗ ار ﻟﻠﺷروط
اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻟﺿﻣﺎن وﻛذا ﺧدﻣﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﻬﯾزات اﻟﺗﻧظﯾف.3
و ﯾﻣﻛن ﻣد اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ذات اﻟﻧطﺎق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف
أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ذات اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣن
طرف ﻣﻧظﻣﺔ وطﻧﯾﺔ أو أﻛﺛر ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣﻬﻧﯾﯾن.
وﯾﺛور اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى إﻟزاﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
وﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻬﻧﯾﯾن .ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺗﻠﺗزم ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،أﻣﺎ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن
أﻋﺿﺎء ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻘد ﺣدث ﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن ،ﺣﯾث رأى ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻪ أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت
ﺳوى ﻣﺟرد ﺗوﺻﯾﺎت وﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أن ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن اﻟ ُﻣﻧﺿﻣﯾن ﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت .4ﺑﯾﻧﻣﺎ رأى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ أن اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣﻠزم ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻷﻧﻪ ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣُﻧﺿﻣﺔ
ﻟﻼﺗﻔﺎق ،وﻗد ﻓﺳر اﻟﺑﻌض ﻣوﻗف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﻬوم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺣﯾث أن اﻟﺷرﻛﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن
ﻣﻧﺿﻣﺔ ﻟﻬذا اﻻﺗﻔﺎق وﻟﻛن ﻣن ﺧﻼل اﻧﺿﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻋطت وﻛﺎﻟﺔ ﻻﺗﺣﺎد اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻧﺿﻣﺔ ﻓﻲ إﺑرام
ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻛل وﻛﺎﻟﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺑدو أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أﺳﺳت ﻋﻠﯾﻪ
ﺣﻛﻣﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك أن ﻫﻧﺎك وﻛﺎﻟﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﻣﺟرد اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ.5
161
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ -ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣددة أو ﻏﯾر ﻣﺣددة -ﻛل
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣوﻗﻌﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻣﻧﻬم.
ﻛﻣﺎ ﯾطرح اﻹﺷﻛﺎل أﯾﺿﺎ ﺣول ﻣدى إﻟزاﻣﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
وﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻬﻧﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺿﻣﯾن ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣوﻗﻌﺔ .ﻟم ﯾﺟد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ
أﺳﺎس ﻹﺟﺑﺎر ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﻏﯾﺎب أي ﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎن
اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ﻣﺷروع إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺑﺄن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺄﺧذ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑل أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﻏﯾر
اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣوﻗﻌﺔ.1
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﻌدم اﻧﺗﺷﺎر ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣن ﻫﻧﺎ ﻧرى أن اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻏﯾر
ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﻣﺎ ورد ﻓﯾﻬﺎ.
و أﺧﯾ ار ﻓﺎن اﻟﻣﺑدأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﺳوﻗﻪ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻫو اﻟﺣرﯾﺔ ،ﻓﻼ إﻛراﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺎوﺿﯾن ،ﻟﻛل اﻟﺣق
ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،وﻟﻛل اﻟﺣق ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﺗﻔﺎوض ﻓﯾﻬﺎ واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﻻ
ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺗﻧوع ﺻور اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﯾن ﺛﻼث أﺳﺎﻟﯾب ،ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗواﺋم ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺑﯾﺎن ،3ﺛﻣﺔ أﺳﻠوب إداري ﯾﺗرك ﻓﯾﻪ
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ رﻗﺎﺑﺔ وﺗﻘدﯾر اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق ﻟﺟﺎن ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض
)أوﻻ( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗرك ﻓﯾﻪ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻗﺑل إﺑطﺎﻟﻪ
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
- 1وﺣﺴﺐ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺴﺠﯿﻞ ﻣﻼﺣﻈﺘﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوع إﻋﺎدة ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﮭﻼك ھﻤﺎ :ﻏﯿﺎب اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻀﻤﯿﻦ
وﻛﺬا ﻋﺪم اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﯿﻦ اﻟﻤﻮزﻋﯿﻦ وﻣﺆدي اﻟﺨﺪﻣﺎت.
2
- H. BRIKS, op. cit., n°54.
- 3ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي أﺳﻮة ﺑﺠﻞ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻛﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻷﻟﻤﺎﻧﻲ واﻟﺒﻠﺠﯿﻜﻲ أﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻣﮭﻤﺔ
ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ اﻟﻤﺤﻈﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 29اﻟﻘﺎﻧﻮن 02-04واﻟﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ،306 -06ﻣﺠﺴﺪا ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻈﮭﺮا ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ
اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ.
162
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ :ﺑﻐرض ﺗﻌزﯾز اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ أﻧﺷﺄ اﻟﻣﺷرع -أﺳوة ﺑﻧظﯾرﻩ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ -1ﻟﺟﻧﺔ ﻟدى اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺳﻣﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.2
وﺗﻌﺗﺑر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﺳﺗﺷﺎري وﻟﯾس ﻟﻬﺎ أي ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو
ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ.3
وﺗﺗﺷﻛل ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺳﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ،ﯾﻌﯾﻧون ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣدﯾد ،4ﻣن
ﺿﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:5
-ﻋﺿوﯾن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ذات طﺎﺑﻊ وطﻧﻲ ﻣؤﻫﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺎﻧون
اﻷﻋﻣﺎﻟﻲ واﻟﻌﻘود.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻼﺣظ أن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺣﯾث ﻋدد وﺻﻔﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﻌدد ﺗﺗﻛون ﻣن ﺛﻼث ﻋﺷرة ﻋﺿوا ،أﻣﺎ ﻣن
ﺣﯾث ﺻﻔﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻘد أدرج ﺿﻣن ﻋﺿوﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺛﻼث ﻗﺿﺎة ﻣن ﺑﯾﻧﻬم رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ وﻧﺎﺋﺑﻪ.6
- 1وﻗﺪ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺒﻨﻮد اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ 36و 38ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ،1978اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ L.132-2إﻟﻰ
L.132-5ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﮭﻼك اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑﺪورھﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ L.534-1إﻟﻰ L.534-3وﻣﻦ R.534-1إﻟﻰ L.534-4ﺑﻤﻮﺟﺐ
اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 737 /2010و اﻟﻤﺮﺳﻮم رﻗﻢ .1221 -2010
أﻧﻈﺮ ﺑﺸﺄن ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ:
- Sinay-Cytermann, La commission des clauses abusives et le droit commun des obligations, RTD civ., 1985,
p.471; Peglion-Zika (C-M), op. cit., p.283 et s.; Bourgeois (D), op. cit., p. 79 et s.; Auget (Y) et autres, op. cit., p.
65 et s.; J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, op. cit., n°185; F. Terré et autres ,op. cit., n°308 et s.
- 2أﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 306 -06ﺳﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ.
3
- F. Terré et autres, op.cit., n°308 .
- 4اﻟﻤﺎدة 9ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .306-06
- 5اﻟﻤﺎدة 8ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .306-06
6
- Article R.534-1 du Code de la consummation Français.
- 7اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ .306-06
163
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻛل اﻟﻌﻘود اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻣن طرف اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﺑﻧود ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺻﯾﻎ ﺗوﺻﯾﺎت ﺗﺑﻠﻎ إﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
-إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل دراﺳﺔ و/أو ﺧﺑرة ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘود ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﯾظﻬر أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺿﯾق ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧظﯾرﻩ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،اﻟذي ﺧوﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣوﺳﻌﺔ ﺷﻣﻠت ﻣﻬﺎم أﺧرى ،ﻣﻧﻬﺎ إﺑداء اﻟرأي ﺣول ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻧﺻوص
ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻧﻣﺎذج اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻛذا اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.1
وﺗﻣﺎرس اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﺧطﺎر ﻣن طرف اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة أو ﻣن طرف ﻛل إدارة
أو ﻛل ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ وﻛل ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أو ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى ﻟﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ.2
وﺑﻌد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﻓق إﺟراءات ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ،3ﺗﺗوج ﻣداوﻻﺗﻬﺎ ﺑﻣﺣﺎﺿر ﻣرﻗﻣﺔ
وﻣرﺗﺑﺔ وﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس واﻷﻋﺿﺎء .4و ﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻧﺷر آراﺋﻬﺎ وﺗوﺻﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻌد أو ﺗﻧﺷر ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻔﯾدة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﻛل وﺳﯾﻠﺔ
ﻣﻼﺋﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﻛل ﺳﻧﺔ ﺑﺈﻋداد ﺗﻘرﯾر ﻧﺷﺎط ﯾﺑﻠﻎ إﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﯾﻧﺷر ﻛﻠﯾﺎ أو ﻣﺳﺗﺧرﺟﺎت
ﻣﻧﻪ ﺑﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ.5
ﻫذا وﻗد ﺑﻠﻐت اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﻧذ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1978إﻟﻰ
ﻏﺎﯾﺔ 2013ﻧﺣو 73ﺗوﺻﯾﺔ ،ﻣﺳت ﻣﺟﺎﻻت ﻋدة ،6ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﯾﺻدر ﻋن ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ
إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم 306 -06إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﻧﺗﺻف 2015أي ﺗوﺻﯾﺔ أو ﻋﻣل ﯾذﻛر ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
ﺣﻮل ﺗﻌﺪاد وﻣﻀﻤﻮن ﺗﻮﺻﯿﺎت ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺒﻨﻮد اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ أﻧﻈﺮ: -6
- Peglion-Zika (C-M), op. cit., p. 291 et s.
164
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ﻣن ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﻧدة ﻟﻬﺎ ،إﻻ أن ﺣﺻر
دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺳﺗﺷﺎري وﻓﻘدان ﺗوﺻﯾﺎﺗﻬﺎ ﻟﻌﻧﺻر اﻹﻟزام ﯾﺣد ﺑﻼ ﺷك ﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻟذا
ﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ﻣﺟرد ﺿﻐط ﻣﻌﻧوي.1
وﻋﻠﯾﻪ ﻧرى أن ﺗﻔﻌﯾل دور ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ دﻋم ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺄﻋﺿﺎء
ﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﺳﻠك اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﻟﻬم ﻣن ﺧﺑرة ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗوﺳﯾﻊ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻋن طرﯾق دﻋم
دورﻫﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،واﻷﻫم ﻣن ذﻟك إﺿﻔﺎء
اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،وﻟم ﻻ اﻟرﻗﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻣﺻﺎف ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ :ﺗﺗﺟﺳد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﺷرط و ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع.
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 02-04ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 38ﻣﻧﻪ ﻗد اﻋﺗﺑرت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 29اﻟﺗﻲ ﺣدت
ﺻو ار ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،وﻋﺎﻗﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﯾن أﻟف
دﯾﻧﺎر) 50.000دج( إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ) 5000.000دج( .ﻛﻣﺎ أﺣﺎﻟت اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي 306-06ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺑﺷﺄن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﻣذﻛور اﻟﺗﻲ أوردت ﺑدورﻫﺎ ﺻو ار ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ .ﻓﺿﻼ ﻋن ﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ أن ﯾﺗﺄﺳس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﻟﺣﻘﻪ ﻣن أﺿرار ﺟراء ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت.
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺟزاءات اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﯾﻌود
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،اﻟذي ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﺷرط ﻓﻲ ﺿوء ﺻور اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ اﻟواردة ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04وﻛذا اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي .306 -06
إو ذا ﻛﺎﻧت ﺻور اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻗد وردت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ،ﻓﺈن اﻟﺗﺳﺎؤل ﯾﺛور ﺑﺷﺄن ﻣدى ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻓﻲ ظل
ﻋدم ﺗرﻛﯾز اﻟﻣﺎدة 29اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾم ﻋﻠﻰ ﺻور اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ وﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم.
1
- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, op. cit., p.218.
165
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻓﺈن ﻣﺑدأ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟراﺋم واﻟﻌﻘوﺑﺎت ﯾﺣول دون ﺧروج اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋن اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﺳﺎﻟﻔﺗﻲ اﻟذﻛر .وﺑذﻟك ﯾﺧرج ﻋن ﻧطﺎق اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗذﻛر ﻛﻣﺛﺎل
ﺿﻣن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن .وﻛﺎن أﺣرى ﺑﺎﻟﻣﺷرع إﻣﺎ إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 29ﺑﺈدﺧﺎل اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ،أو ﺟﻌل
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر.
ﻛﻣﺎ أن ﻓﻛرة ﺗﺟرﯾم اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺗﺗﻧﺎﻓﻰ وﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة وﻛذا ﺳﻌﻲ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎوض ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،واﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻧﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن.
ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟم ﺗﺻرح ﺑﻣﺻﯾر اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أوردﻫﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺑﺷﺄن ﻣﺻﯾرﻫﺎ ﻫل ﻫو اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،1أم ﯾﻔﻬم ﻣن
ﻫذا اﻟﺳﻛوت أن اﻟﻣﺷرع أراد اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗدﺧل
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 100ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ؟
ﯾﺑدو ﻣﺳﺗﺳﺎﻏﺎ ﺗﻔﺳﯾر ﺳﻛوت اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻋن ﺗﺣدﯾد ﺣﻛم اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺄﻧﻪ
إﺣﺎﻟﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرﺟﺢ اﻟﺑطﻼن
اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون ،02-04ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار
اﻟﻌﻘد ﻣن دوﻧﻬﺎ ،أي ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد وﺑطﻼن اﻟﺷرط .وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﻣﺑررات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:2
-أن اﻟوﺻف اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﯾﻧﻘل ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﻌﻘدﯾﺔ إﻟﻰ داﺋرة اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم ،أي أن ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﺎداﻣت ﻗد وردت ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،وﻛل
ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ.
-ﻟﻘد وردت ﻋﺑﺎرة ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﯾﺳﺗﺷف ﻣﻧﻬﺎ ﺑطﻼن اﻟﺷروط
اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻧص ":ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣﻘوﻗﻪ ،ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود
ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻛذا ﻣﻧﻊ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻘود ﺑﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ" ،ﻓﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻋﺑﺎرة "اﻟﻣﻧﻊ" ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻔﯾد أن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ "اﻟﻌﻘود" أﻣر ﻣﻣﻧوع ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻫو ﻣﺎ
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑطﻼﻧﻬﺎ.
- 1أﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة 6ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة L.132-1ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﮭﻼك اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮت اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻛﺄن ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ ) ،(réputées non écriteأي
ﻋﺪﯾﻤﺔ اﻷﺛﺮ.
- 2أﻧﻈﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﯾﻦ ﻋﯿﺎض ،م س ،ص .173
166
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺑررات ﺑطﻼن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻘد ﻣن دوﻧﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون 10ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1978وﻣن ﺑﻌدﻩ ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة L.132-
) (1ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 6ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻛﺄن ﻟم ﺗﻛﺗب )(réputées non écrites
أي ﺑﺎطﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة 8ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻘد ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺑﻧودﻩ ﻣن ﻏﯾر اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﺑرت ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ إذا أﻣﻛن اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻣن دون ﺗﻠك اﻟﺷروط ،وﻫو ﺣل ﯾﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟذي ﯾﻬﻣﻪ
ﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘد ﻣﻊ ﺗﺻﻔﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.1
وﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠق ﺣظر اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑطﻼﻧﺎ
ﻣطﻠﻘﺎ ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾرى اﻟﻔﻘﯾﻪ " "GHESTINﺗﻌﻠﯾﻘﺎ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون 10ﺟﺎﻧﻔﻲ 1978أن ﻫذا اﻟﺑطﻼن إو ن
ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم إﻻ أﻧﻪ ﻣﻘرر ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺑطﻼن ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ورد
ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ أن اﻟﺑطﻼن اﻟذي ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﺷروط اﻟواردة ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ﻫو ﺑطﻼن ﻣطﻠق.2
واﻟﻔرق واﺿﺢ ﺑﯾن ﻛون اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ وﻛوﻧﻪ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌدﯾل أو اﻹﻋﻔﺎء ﺣﺳب
اﻟﻣﺎدة 110ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﯾﺗوﻗف اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك )اﻟطرف
اﻟﻣذﻋن( ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﺷرط أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻪ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷرط ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ﻋﻧد اﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ.
ﻛﻣﺎ أن ﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻣن ﺣﺎﻻت ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
إزاءﻫﺎ أي ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻫو وارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 110ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻣﻊ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﯾﻪ أو إﻋﻔﺎء اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ﻣن اﻟﺧﺿوع
ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﺳﻠطﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻌﺑﺎرات اﻟﻣﺎدة 110ﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﺟوازﯾﺔ وﻟﯾﺳت وﺟوﺑﯾﺔ ،ﻓﯾﺟوز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع أن ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
ﻣن اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن.3
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى إذا ﻛﺎن دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺎﻗدي أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻪ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ،وﻫو ﻣﺎ ﻗﺻدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 110أﻋﻼﻩ ﺑﻌﺑﺎرة "وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟﻌداﻟﺔ" ،ﻓﺈن
1
- J. Calais Auloy et F. Steinmetz, op. cit., p. 221.
- 2ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﺟﻤﯿﻌﻲ ،م س ،ص .264
- 3ﺑﻮداﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد ،م س ،ص .102
167
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺈﺣدى اﻟﺻور اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وﻛذا
اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 306-06ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎطﻼ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن أﺛر ﻫذا اﻟﺑطﻼن ﻋن ﺗوازن
اﻟﻌﻘد.
وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذﻩ اﻟﺷروط ﯾﺑﯾن ﻣﻘدار ﻣﺎ ﺣظﻲ ﺑﻪ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷروط
اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04ﻓﺑﻌد أن أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺿرورة إﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺷروط
اﻟﻌﻘد وﺣظرﻩ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط ،ﻫﺎﻫو ﯾﺣظر اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ،ﺑل وﯾﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻋﻠﻰ
ﻣﺻراﻋﯾﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﺗﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻛل ذﻟك ﯾﻌﻛس ﺗراﺟﻊ دور إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
ﻣﺿﻣون ﻋﻘد اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﻣﻘﺎﺑل ﻓرض اﻟﻣﺷرع ﻹرادﺗﻪ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن
اﻟﻌﻘدي ،وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ﯾﻧﺣﺻر ﺿﻣن ﻧطﺎق ﺿﯾق ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك.
ﻫذا و ﻧﺧﻠص ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺎب إﻟﻰ أن أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺳﺗﻬدف ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺗﻌزﯾز اﻟﻘﯾم
اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ اﻟذﯾن ارﺗﻛزت ﯾﻌﻛﺳﺎن
ﻓﻲ ﺟوﻫرﻫﻣﺎ ﺗﻛرﯾس ﻟﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎدﻩ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ.
ﻓﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺟﺳدﻩ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ،ﻫﻣﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم وﻛذا اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ إﺿﻔﺎء اﻟوﺿوح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
واﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،وﯾرﻓﻊ ﻣن ﻛﻔﺎءة اﻟﺳوق وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺟﺳد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺣظورات ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣواﺟﻬﺔ
ﺻور اﻟﺛﺄﺛﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺳوق ،و اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻸﻋراف اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،وﻛذا اﻟﺣد ﻣن ﺳوء اﺳﺗﻐﻼل ﻓﺎرق اﻟﻘدرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
إن ﻓرض اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺿﯾﯾق اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺧﺑرات اﻟﻔﻧﯾﺔ
واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺣد ﻣن ﺳوء اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻘوﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﻋﺎﻟﺞ أﻫم أﺳﺑﺎب
اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻛذا ﻋﻼﻗﺔ ﻫؤﻻء ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد وﻓق إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﺻﻐﺎر اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﻣﻣﺎ
168
ﻣﺑدأ ﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺑرر ﻟﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌد ﺧطوة ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
إﻻ أن اﻷﻫداف اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣن ﺗﻛرﯾس اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺟود
ﻗواﻋد ردﻋﯾﺔ و أﺧرى إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ .ذﻟك ﻣﺎ ﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﺳن آﻟﯾﺎت ﺗﺳﺗﻬدف
ﻣواﺟﻬﺔ ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﻣواﻟﻲ.
169
اﻟﺑـﺎب اﻟﺛـﺎﻧﻲ
ﻟﻘد اﻓﺗرض اﻟﻣﺷرع ﺑﺄن ﻛل ﺧرق ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر
ﻣﺳﺎس ﺑﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻣﺎﺋﻲ اﻟﻬﺎدف إﻟﻰ ﻓرض
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘواﻋد .
إذن ،ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ذو طﺎﺑﻊ ﻓﻌﺎل ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟزاء اﻟﻣﻔروض ،وﺳواء
ﻣن ﺣﯾث طرق إﺛﺑﺎت اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻛرﺳﺔ ﻟﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد
طرق اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺟزاء اﻟﻣﻔروض.
ﻟذﻟك ،ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﺑﺎب ﺗﻛون ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣن زاوﯾﺔ اﻟﺟزاء اﻟﻣﻔروض
ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣن زاوﯾﺔ إﺟراءات
ﺿﺑط وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺧرق.
171
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺗوﺳـــﻊ ﻓﻲ اﻟﺟـــــزاء
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إن ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﻋﻘدﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟطرف اﻟﻘوي ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ﻣﺎدام أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ،وﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻣﺎ دام أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺧرق ﻻﻟﺗ ازﻣﺎت ﻋﻘدﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ
اﻟﻌﻘد ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌب دور ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺟزء ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت .
ﻟﻛن ،وﺑﺎﻟﺗﻣﻌن ﻓﻲ اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣداﻫﺎ وﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺧﺎﻟف،
وﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧظور إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻛﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف ﻧﻠﻣس ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋدم
ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع .
ﻓﺎﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺟزاءات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب اﻟزﺑون ،ذﻟك أن
اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟزاءات ﺗوﻓر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓردﯾﺔ ﻟﻠزﺑون ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻣردودﻫﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﺿﻌﯾف اﻷﺛر ،ﺧﺎﺻﺔ إذا وﺿﻌﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟزﺑون ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧﻛف ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘﺿﺎء إﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﺟﻬل أو اﻟﺧﺟل أو ﺗﻛﺎﻟﯾف وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،1ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع وﺳﻊ ﻣن داﺋر
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓرض ﺟزاءات إدارﯾﺔ وﺟزاﺋﯾﺔ .
ﻓﺈﻟﻰ ﻋﻬد ﻗرﯾب ﻛﺎن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﺎﺋد ﯾذﻫب إﻟﻰ أن ﺿﺑط اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗم
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﻋطﺎء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛون أن ﻧظﺎم اﻟﻘﻣﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻻ
ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺿﺑط وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ وﻣن ﺣﯾث ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﻠﺟزاء أﺛﺑﺗت
ﻣﺣدودﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظر أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘطﺎع ذو ﺻﺑﻐﺔ ﺗﻘﻧﯾﺔ .2
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺈن اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ إزاﻟﺔ اﻟﺗﺟرﯾم ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻏداة اﻟﺗﺣول ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﻗد أدى إﻟﻰ ﺑﻘﺎء
اﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ ﻫو اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌد اﻟﺟزاء اﻹداري اﻟذي ﻓﻲ إطﺎرﻩ ﯾﺗم ﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن
اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﻓﺎﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣن
ﻣﻣﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﺧﻼل اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ .3
-1أﺣﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻄﯿﺔ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ط ، 01دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 2006ص .435
-2ﻋﯿﺴﺎوي ﻋﺰ اﻟﺪﯾﻦ ،اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯿﺔ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻏﻮاط،
ع ،1ﻣﺎي ،2006ص .128
-3ﻣﻮﺳﺎوي ظﺮﯾﻔﺔ ،دور اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯿﺰي وزو ،2010 ،ص .08
173
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﻛن ،وﻧظ ار ﻷن اﻟواﻗﻊ أﺛﺑت ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺟزاءات
ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ،ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳوق ،وﺣﺗﻰ ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺷرع ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧزاﻫﺔ
وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘد ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﺟرﯾم ،ﺣﯾث ﺳن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻛﻣﺑﺎدئ ﻟﺿﻣﺎن
اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ .
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﻧﻠﻣس ﺑوﺿوح اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺗوﺳﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟزاء اﻟﻣﻔروض ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺟﻧﺢ إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗﺟرﯾم ،ﺣﯾث
ﺧﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟرﯾم ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع وﻣن ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻗد اﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻓرض ﺑﻌض اﻟﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺻب ﻓﻲ
ﻫدف ﻓرض ﺣﻣﺎﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻟداﺋرة اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﻛل ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟداﺋرة .
ﻟذﻟك ،ﻓﺈن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻔﺻل ﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟزاءات اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﺿﻣﺎن ﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺳﻧﺧﺻص اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻟدراﺳﺔ اﻟﺟزاءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧدرس ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ،وﻧﺧﺻص اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻟدراﺳﺔ
اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ .
174
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻟﺑﻌض
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺣل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺳواء ﺑﯾن ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي وﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر ،أو ﺑﯾن ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي و ﻣﺳﺗﻬﻠك.
ورﻏم أن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟم ﺗﺗﺿﻣن أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻟﻠﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﺎ
دام أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺟزاءات
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ﻫﻲ ﻗواﻋد ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدي.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﺈن اﻟﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﺎﺑﻪ ﺑﻬﺎ
اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻧﺷوء ﺣق اﻟزﺑون ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﺻرف ،و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ .
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺈن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﻣﺷروع ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠطرف اﻟﻣﺿرور
ﻓﻲ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺿرر ﻋن طرﯾق رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أن اﻟﻌﻘد إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺢ إو ﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺑﺎطل،
واﻟﺑطﻼن ﻗد ﯾﻛون ﻣطﻠﻘﺎ ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻧﺳﺑﯾﺎ ،وﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻻﺑد أن ﺗﻛون أرﻛﺎﻧﻪ ﻗد ﺳﻠﻣت
ﻣن اﻟﺧﻠل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﯾﺑﻬﺎ ﻛﻌدم ﻣراﻋﺎة ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻧد ﺗﻛوﯾن
اﻟﻌﻘد ،1وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﺑط اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗواﻋد ذات طﺎﺑﻊ
وﺟوﺑﻲ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث أن ﻣﺟرد ﻋدم اﻟﺗﻘﯾد وﻋدم اﺣﺗرام ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﯾؤدي
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑﻠﻌﯿﻮر ،ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1986ص .117
175
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻬذﻩ اﻟﻘواﻋد ،1ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺑطﻼن ﯾﻔرض ﻛﺟزاء طﺑﯾﻌﻲ
ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.2
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﻫو ﺟزاء ﻛل اﻟﻌﻘود واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت واﻟﺷروط اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟﻧزﯾﻬﺔ ،ﺣﯾث ﯾطﺑق اﻟﺑطﻼن ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وذﻟك دون أي ﻗﯾد .3
وﯾﻌد اﻟﺑطﻼن ﺟزاء ﺿروري ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﺟزاء ﻣﻛﻣل ﻟﻠﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ واﻟﺟزاءات ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻘﺎطﻊ ﺑﯾن ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود .4
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎﻟﺗزاﻣﺎت ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫﻲ إﻣﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺑل ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،إو ﻣﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻧﺷﺄ أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد ،أو ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ﻓﺈن
ﺗﺻور ﺣدوث اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻛون ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣراﺣل اﻟﺛﻼﺛﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﺑطﻼن
ﺑﺳﺑب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗزام ﻗﺑل ﺗﻌﺎﻗدي واﻟذي ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑطﻼن ﻗد
ﯾﺣدث ﺑﺳﺑب ﻋدم اﺣﺗرام ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ،أو ﺑﺳﺑب ﻓرض ﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .
اﻟﻔرع اﻷول
ﺳﺑق وأن ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﺷرح واﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻷول ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﺣﯾث رأﯾﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧظم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ، 08 ، 07 ، 06 ، 05
09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04إذ ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺟوﺑﺎ ﺑﺄن ﯾﻌﻠم اﻟزﺑﺎﺋن ﺑﺄﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ .
ﻟذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف ﻻ ﻧﻌﯾد اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻟﻛﻧﻧﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺟزاء
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام .
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 1602ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺿﻊ
ﺟزاء ﻣﻌﯾن ﻟﯾواﺟﻪ ﺑﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ أو اﻟﻣﺑﻬﻣﺔ ،ﻫذا اﻟﺟزاء ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻟزام اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻫو ﯾﻔﺳر ﻓﻲ
- 1ﻧﺎﺋﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻷردﻧﻲ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻤﺎن ، 1990ص .179
2
- Emmanuelle CLAUDEL , Ententes anticoncurrentielles et droit des contrats ,thése doctorat , université de
paris x –Nanterre , 1994, P363.
- 3ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﻛﺘﻮ ،اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯿﺰي وزو ،2005ص .357
4
- Emmanuelle CLAUDEL, op. cit., p363.
176
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أن ﯾؤﻟﻬﺎ ﺿد اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﻫذا اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻗرﯾﻧﺔ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺿﻊ
اﺗﻔﺎﻗﺎت واﺿﺣﺔ ،وﻻ ﻧﺟد أي ﺟزاء آﺧر ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻹﺧﻼل ،وﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻫذا
اﻟﻧص أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﺳﺎءة إﻋطﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻔروض ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ
أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﻋدم إﻋطﺎءﻩ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت .1
وذﻫب اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 1602اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ﻟﻌدم
ﺗﻐطﯾﺗﻪ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻔرض اﻟﺟزاء اﻟﻣﻧﺎﺳب .2
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﺳواء اﺗﺧذ ﻫذا اﻹﺧﻼل ﺷﻛل اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻹدﻻء
ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻹدﻻء اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﻣﻐﻠوط ﺑﻬﺎ إﻣﻛﺎﻧﺑﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﺑﺳﺑب وﺟود ﻋﯾب اﻟﻐﻠط ﻓﻲ
ﺻﻔﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ،أو ﺑﺳﺑب وﺟود ﻋﯾب اﻟﺗدﻟﯾس ﻛﺟزاء ﻟﻺﺧﻼل اﻟﺳﻠﺑﻲ أو اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم ،3ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺳس اﻹﺑطﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﺑب ﻋدم اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ.
أوﻻ -اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻠط :اﻟﻐﻠط وﻫم ﯾﻘوم ﻓﻲ اﻟذﻫن ﻓﯾﺻور اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺈذا أﺻﺎب ﻫذا اﻟوﻫم إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻔﺳدﻫﺎ ،وﯾﺟﻌل ﻣن رﺿﺎﻩ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن
ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﺳﺎد ﺣﻘﻪ ﻓﻲ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،4وﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻐﻠط ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻷﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺟب
أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﺷرطﯾن ،اﻷول أن ﯾﻛون اﻟﻐﻠط ﺟﺳﯾﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﺑﺷﺄﻧﻪ وﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﺗﺎد ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو أن ﯾﻘﻊ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرط اﻷول
ﯾﻘﺎس اﻟﻐﻠط ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺑدي ﺗﺷددا ﻓﻲ ﻗﺑول اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻐﻠط ﻣن ﻗﺑل ﺷﺧص
ﺗﻧﻌﻘد ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻻﺣﺗراف ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻔﺗرض ﺑذاﺗﻬﺎ وﺟوب ﺗوﻓر ﻗدر ﻣن
اﻟﺣرص ﻟدى اﻟﻣﺣﺗرف ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﺑﻪ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠط ،أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻐﻠط ﻣﺣددا ﻹرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻣؤﺛ ار ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﻬﻬﺎ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد .5
1
- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz , op. cit., p. 50.
-2ﻋﺪﻧﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﺮﺣﺎن ،ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﺒﺤﺮﯾﻨﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﻔﻜﺮ ،ع ، 8 :س
، 2012ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ،ص .14
-3ﻣﺼﻄﻔﻰ أﺣﻤﺪ أﺑﻮ ﻋﻤﺮو ،اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻻﺳﺘﮭﻼك ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 2010ص .110
-4ﺟﻼل ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺪوى ،أﺻﻮل اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ،ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام ،ب د ن ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 1997ص .161
-5ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﺟﻤﯿﻌﻲ ،م س ،ص .64
177
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻠط ﻟﺗﺑرﯾر إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻐﻠط ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد أن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺛﻠﻪ ،ﻓﻣﻌﯾﺎر ﻗﯾﺎس اﻟﻐﻠط ﻫو ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد ،وﻻ ﯾطرح اﻹﺷﻛﺎل
ﻫﻧﺎ إذا ﻛﺎن اﻟزﺑون اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﺷﺧص ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻷن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻔﺗرض
ﻓﯾﻪ ﻋدم اﻻﺣﺗراف ،ﻟﻛن اﻹﺷﻛﺎل ﯾطرح ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟزﺑون ﻫو ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ
ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻻﺣﺗراف وﻻ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠط اﻟﻣؤدي ﻟﻺﺑطﺎل ،ﺣﯾث أن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﺷدد ﻓﻲ ﻗﺑول
اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺗﻔﺗرض ﺑذاﺗﻬﺎ وﺟوب ﺗوﻓر ﻗدر ﻣن اﻟﺣرص ﻟدى
اﻟزﺑون اﻟﻣﺣﺗرف ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﺑﻪ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠط .1
إن اﻟﻘراءة اﻟﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون 02 -04ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن ﻧﺻوص ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺗﺳﻌف ﻛﺛﯾ ار اﻟزﺑون
اﻟذي ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﺟل أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻟﻠﻐﻠط ﻛون أﻧﻪ ﺷﺧص ﻣﺣﺗرف
ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ ،ﻟذﻟك
ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 08ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺟﺎءت ﺻرﯾﺣﺔ ﺑﺣﺻر ﻧطﺎق ﺣق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻧزﯾﻬﺔ وﺻﺎدﻗﺔ
ﺣول ﻣﻣﯾزات اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزﺑون اﻟذي ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻬﻠك .
ﻟﻛن ،إذا وﻗﻊ اﻟﻐﻠط ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺣول اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ أو اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺈن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻹﺑطﺎل ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠزﺑون ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎن
ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ أو ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،2ﻟذﻟك ذﻫﺑت ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ
اﻟﻐﻠط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 1110ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺗﻰ اﺳﺗطﺎع اﻟزﺑون أن ﯾﻘﯾم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ
أن ﻋدم ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺣول أﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻗد أدى ﺑﻪ إﻟﻰ
اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻏﻠط أﺛر ﻋﻠﻰ رﺿﺎﻩ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد وأﻓﺳدﻩ ،ﺣﯾث ﯾذﻫب اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎطل ﻟﺗﻌﯾب إرادة اﻟزﺑون.3
إن ارﺗﺑﺎط اﻹﺑطﺎل ﻟﻠﻐﻠط ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﯾﺳﻣﺢ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠزﺑون ﻗد
ﻻ ﺗﺗﺎح ﻟﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻹﺑطﺎل ﻟﻠﻐﻠط وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷدد ﻓﻲ اﺷﺗراط إﺛﺑﺎت ﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻐﻠط ،
إو ﺛﺑﺎت اﺗﺻﺎل اﻟﻐﻠط ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻐﻠط ،ﻓﺈن ﻣﺟرد ﺗﻘﺻﯾر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
إﻋﻼم اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺧﺻﺎﺋص وأوﺻﺎف وﺷروط اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ واﻟﺗﻲ ﯾﻠزﻣﻪ
178
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﻬﺎ ،ﯾﻌد دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻟزﺑون ﻓﻲ ﻏﻠط ﺟوﻫري ﻣﺗﻰ أﺛﺑت أﻧﻪ ﻟو ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺑرم اﻟﻌﻘد أو ﻛﺎن ﺳﯾﺑرﻣﻪ وﻟﻛن ﺑﺷروط أﺧرى ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرط اﺗﺻﺎل اﻟﻐﻠط
ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﺧر ،ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﺷرط ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛﻔﻲ إﺛﺑﺎت إﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم ،
ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣن ﺷﺄن ارﺗﺑﺎط اﻹﺑطﺎل ﻟﻠﻐﻠط ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم أن ﯾﺟﻌل ﻣن إﺛﺑﺎت ﺷروط اﻟﺗﻣﺳك
ﺑﺎﻟﻐﻠط أﻣ ار ﯾﺳﯾ ار.1
ﻟﻛن ،ورﻏم وﻗوع اﻟزﺑون ﻓﻲ ﻏﻠط ﺟوﻫري ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم ،إﻻ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ إذا أﺑدى اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﺳﺗﻌدادﻩ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﺛﺑت أن ﻣن ﺷﺄن ﻫذا اﻟﺗﻧﻔﯾذ أن ﯾزﯾل اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﻐﻠط اﻟذي
وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟزﺑون .2
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ،أن اﻟزﺑون وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄﺣد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 02 -04واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑواﺟب اﻹﻋﻼم ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد ،وﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ﻫذا اﻹﺧﻼل أن ﯾوﻗﻌﻪ ﻓﻲ
ﻏﻠط ﺟوﻫري أﺛر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ رﺿﺎﻩ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد ﻣن 81إﻟﻰ 85ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .
إن رﺑط ﻗﺑول اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻠط ﺑﺈﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﻐﻠط ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ
ﻣن ﺻﻔﺎت اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌل اﻟﺟزاء اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾب اﻹرادة ﺑﺳﺑب اﻟﻐﻠط ﺟزاء
ذو ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺣدود ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ . 3
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻟﯾس :ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع أﺣﻛﺎم اﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 86و87
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌرﻓﻪ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﺈن اﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻌﻣد
أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋن طرﯾق ﻟﺟوءﻩ إﻟﻰ ﺣﯾل اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ إﯾﻘﺎع اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻓﻲ ﻏﻠط ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ إﺑرام
اﻟﻌﻘد ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ إرادﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد .4
179
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﺗدﻟﯾس أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ وﺟود ﻋﻧﺻران ،ﻋﻧﺻر
ﻣوﺿوﻋﻲ وﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق اﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ،وﻋﻧﺻر ﻧﻔﺳﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣل اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ اﻟطرف
اﻟﻣدﻟس ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد .1
وﯾﺗﺣﻘق اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل أو اﺗﺧﺎذ ﻣظﺎﻫر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺧﺎدﻋﺔ ﯾﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ أو
اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﺧطﺄ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺎ ،إو ﻣﺎ ﻋن طرﯾق أﻗوال ﻛﺎذﺑﺔ ﯾﻌد اﻹدﻻء ﺑﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺧطﺄ ﻣوﺟﺑﺎ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،إو ﻣﺎ
ﻋن طرﯾق ﻛﺗﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﺟب اﻹﻓﺿﺎء ﺑﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌد اﻟﺳﻛوت ﻋﻧﻪ اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع .2
ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﯾﺗﻣدد ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻪ ﻟﯾﺷﻣل ﺣﺗﻰ اﻟﺳﻛوت اﻟﻣﻼﺑس ،ﻓﺎﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 86ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺻرﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﺳﻛوت ﻋﻣدا ﻋن واﻗﻌﺔ أو ﻣﻼﺑﺳﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺗدﻟﯾﺳﺎ إذا ﺛﺑت أن
اﻟﻣدﻟس ﻋﻠﯾﻪ ﻟو ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺑرم اﻟﻌﻘد .
إن ﻫذا اﻟﺗﻣدد ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟم ﯾؤﺧذ ﺑﻪ إﻻ ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗطور اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي
ﺑدأ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻧظرﺗﻪ ﻟﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑر أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺑدأ ﺟﺎﻣدا
ﻻ ﯾراﻋﻲ اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﺻﺑﺢ
ﯾﻔرض اﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺄن ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن
إﯾﺻﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻓﻛرة واﺿﺣﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ ﺳواء ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣل
أو ﺷروط اﻟﻌﻘد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻹﻓﺿﺎء ﯾﻌد ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﻛﺗﻣﺎن اﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة إذن
ﻫﻲ أن اﻟﺳﻛوت اﻟﻌﻣدي ﯾﻛون ﺗدﻟﯾﺳﺎ ﻛﻠﻣﺎ أﺧل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻓﺿﺎء اﻟذي رﺗﺑﻪ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون أو
اﻻﺗﻔﺎق .3
ﻓﺎﺟﺗﻬﺎد ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﯾوم ﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻛﻠﻪ ﺻﻣت أﺣد
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻟذي ﯾﺧﻔﻲ ﻋن اﻟطرف اﻵﺧر واﻗﻌﺔ ﯾﻣﻛن ﻟو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻟﻣﺎ أﺑرم اﻟﻌﻘد ،وﯾطﺑق ﻫذا
اﻻﺟﺗﻬﺎد ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻣﻬﻧﯾﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻌﻘد إذﻋﺎن ﯾﺣوي ﺷروطﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .4
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ج ، 01م س ،ص .320
- 2ﺟﻼل ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺪوى ،م س ،ص .169
- 3ﻋﻠﻲ ﻓﯿﻼﻟﻲ ،م س ،ص .130
- 4ﺟﺎك ﻏﺴﺘﺎن ،اﻟﻤﻄﻮل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﺪ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻘﺎﺿﻲ ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ط ،1ﺑﯿﺮوت
،2000ص .606
180
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾﺳﺗﻘر ﻫذا اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﻣﺎن اﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﯾﯾد اﻟﻣﺷﺗري
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺟﺎﻫﻼ ﻟﻠﻣﻬﻧﺔ ،إذ ﺗﻔﺗرض أن ﺳﻛوت اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺣﺗرف ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾوﻗﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻏﻠط
ﺟوﻫري ،ﺣﯾث أن ﻋدم اﻟﻌﻠم ﻓﯾﻪ ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﻔﺗرﺿﺎ.1
أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﯾﺗﺣﻘق ﻛﻠﻣﺎ أدت اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣدﻟس ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ
إﺑرام ﻋﻘد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺑرﻣﻪ ﻟو ﻋﻠم ﺑﺗﻠك اﻟﻌﻧﺎﺻر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗدﻟﯾس وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﯾؤﺧذ ﺑﻪ إﻻ
إذا ﻛﺎن داﻓﻌﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻧﻔﺳﻲ إذن ﻫو ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل واﻟﺧداع ﻋﻧد اﻟطرف اﻟﻣدﻟس ،أي أن ﺗﺗﺟﻪ
إرادة ﻫذا اﻟطرف ﻓﻲ إﯾﻘﺎع اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ ﻏﻠط داﻓﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد .2
وﺗﻌﺗﺑر دﻋوى اﻟﺗدﻟﯾس إﺣدى أدوات اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﻲ أﻣد ﺑﻬﺎ اﻟزﺑون ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
ﺗﻌﻣد اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋدم إﻋطﺎءﻩ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن رﺿﺎ ﺻﺣﯾﺢ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد أو إﻋطﺎءﻩ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎذﺑﺔ ﻟو ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺑرم اﻟﻌﻘد .
واﻧﺗﻬت ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻘول أن إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻗﺑل
اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻟﯾس ،ﺣﯾث أن ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﺑﺻﯾر
إو ﻋﻼم اﻟزﺑون ﻗد ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺻورة ﻛﺗﻣﺎن ﻋﻣدي ﻟواﻗﻌﺔ أو ﻣﻼﺑﺳﺔ واﺟﺑﺔ اﻟﻌﻠم .3
ﻓﺎﻟﺗدﻟﯾس ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠزﺑون ﺣول ﺻﻔﺔ اﻟﺷﻲء
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ،إو ﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻛذﻟك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد إذا أدت اﻟﻣﻧﺎورات
اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻷداءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،أو أدت إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺷروط
اﻟﺗﻌﺎﻗد أو ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ .4
ﻛﻣﺎ أن دﻋوى اﻟﺗدﻟﯾس ﺗﻌﺗﺑر أداة ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن طرف اﻟزﺑون ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺿد
اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻣﺿﻠﻠﺔ واﻟﻛﺎذﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .5
ﻓﺈذا أردﻧﺎ إﺳﻘﺎط ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗدﻟﯾس وﺷروطﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻘول أن اﻹﺷﻬﺎر
اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺻرﯾﺣﺎت أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺗﺷﻛﯾﻼت ﻗﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺿﻠﯾل اﻟزﺑون ﺑﺗﻌرﯾف
181
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﻌد ﺿرﺑﺎ ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎل واﻟﺧداع اﻟذي ﯾﺟﺳد اﻟﺗدﻟﯾس ،وﻣﺎ دام اﻹﺷﻬﺎر ﻫو
أﺳﺎﺳﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗروﯾﺞ ﻋن طرﯾق إﻋﻼم اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ وﺗﺣرﯾﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾﻌد داﻓﻌﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ .1
وﻗد ﺟرى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺻدد اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﻠل ﻋﻠﻰ ﺗرك ﻫﺎﻣش ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ
اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ وﺻف اﻟﻣﺑﯾﻊ واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺷﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻔﺎؤل ﺑﺷﺄن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ إﻋﻼﻧﺎت ﻻ ﺗﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون إذ
ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻬﺎ ﻋدم إﯾﻘﺎع اﻟزﺑون ﻓﻲ اﻟﻐﻠط اﻟداﻓﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد .2
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺣﻣﻲ اﻟزﺑون ﻣن ﻣﺟرد اﻟﻛذب ،ﺑل ﻣن اﻟﺗدﻟﯾس اﻟذي ﻗد ﯾﻧﺟر ﻋن ﻫذا اﻟﻛذب ،
وﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎﻣﺢ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾر اﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة وﻻ ﯾﻛﻔﻲ
3
،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺻﺣب اﻟﻛذب أﻋﻣﺎﻻ ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﺟرد اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺎ دام ذﻟك ﻣﺄﻟوﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﺗﺳﺎﻧدﻩ ﻓﻲ إﺧﻔﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾل اﻟزﺑون .4
وﻗد ﯾﻘﻊ اﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﺑطرﯾق اﻟﺗرك أي ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﺳﻠﺑﻲ ،ذﻟك أن ﺗرك اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣر ﻣﻬم وﻣؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﯾﻌﻠم أن اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻺﻋﻼن ﯾﺟﻬﻠﻪ ﯾﺷﻛل ﻏﺷﺎ ﻣﻧﻪ ﯾؤﺳس
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺳﺑب ﻫذا اﻹﻋﻼن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد .
وﺗﺷﺗرط ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺗدﻟﯾس ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﻠل أن ﯾﻛون ﺣﯾﻠﺔ وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ
اﻟﺣﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وأن ﻣﺟرد ﻛذب اﻹﺷﻬﺎر وﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﯾﻔﯾد ﺑذاﺗﻪ ﺗوﻓر ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل .5
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04واﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أورد ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل واﻋﺗﺑر ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﯾﺷﻛل إﺷﻬﺎ ار ﺗﺿﻠﯾﻠﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع وﻣﻣﻧوع ،وﺑﺗﺗﺑﻊ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺑﻬﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ إﻋطﺎء ﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ )ﻛﺎذﺑﺔ( ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ .
182
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إن ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﺣددﻩ اﻟﻣﺷرع ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘق ﻋﻧﺻر اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻓﻲ
اﻹﺷﻬﺎر ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻧﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺻﺎﺣب اﻹﺷﻬﺎر ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻛﻔﻲ اﻟزﺑون اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن
أﺟل إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد أن ﯾﺛﺑت أن ﻟﺟوءﻩ إﻟﻰ إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ،ﺣﯾث أن ﻋبء
إﺛﺑﺎت ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻣﺎ إذا أراد أن ﯾرد دﻋوى اﻹﺑطﺎل ،إو ن ﻛﺎن ذﻟك ﻻ
ﯾﻌﻔﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻛون أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ .
واﻟﺗﺷدد ﻓﻲ اﻓﺗراض ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﻠن ﻫو أﻣر ﻣﺑرر ﺑﻛون أن ﻫذا اﻟﻌون ﻫو
رﺟل ﻣﻬﻧﻲ ذو ﺧﺑرة ﻓﻧﯾﺔ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوج اﻟذي ﯾروج ﻟﻪ ،ﻓﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﯾﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ اﻟذي ﯾدرك ﺟﻣﯾﻊ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺑﯾﻊ .1
وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾدﻓﻊ ﺑﺄن اﻹﺷﻬﺎر ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟزﺑون أن ﯾﺗﻔطن
إﻟﻰ ﻛذب ﻫذا اﻹﺷﻬﺎر ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد ،ذﻟك أن ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﻬﺎر ﻋﻠﻰ إرادة اﻟزﺑون ودﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻫو
ﺗﺄﺛﯾر ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﯾن اﻟزﺑون ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻔوق
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠﺗدﻟﯾس )اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ( ﯾﺗم
وﻓق ﻣﻌﯾﺎر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻣﻧﺎطﻪ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﺎدي ،أﻣﺎ ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟطرق اﻹﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزﺑون ﯾﻛون
وﻓق ﻣﻌﯾﺎر ﺷﺧﺻﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠزﺑون وظروﻓﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن أن ﻻ ﯾرﻗﻰ اﻹﺷﻬﺎر
ﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل ،ﻛﺄن ﯾﺗﺿﻣن اﻹﺷﻬﺎر ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻛﺷوﻓﺔ وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺗﻣﺳك اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻧﺗﯾﺟﺔ ظروﻓﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺑﺎﻟﻌﻛس ﻓﻘد ﯾﻛون اﻹﺷﻬﺎر ﻣﺿﻠﻼ ﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠزﺑون اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس ﻛﺄن ﯾﻔﺿﻲ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠزﺑون ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻗﺑل اﻟﺷراء ﻓﻬﻧﺎ ﻻ ﺣق ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس رﻏم ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل اﻹﺷﻬﺎري .2
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋﯾب اﻻﺳﺗﻐﻼل :ﯾﻌﺑر اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻋن ﻋدم اﻟﺗﻌﺎدل ﺑﯾن اﻷداءات
اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ،أي ﻋدم اﻟﺗﻌﺎدل ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺄﺧذﻩ ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي
3
،وﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻫذا اﻻﺧﺗﻼل ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﻐﻼل أﺣد ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد
183
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر طﯾش ﺑﯾن أو ﻫوى ﺟﺎﻣﺢ دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،1ﺣﯾث ﯾرﺗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻻﺧﺗﻼل إﻋطﺎء اﻟطرف اﻟﻣﻐﺑون اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،أﯾن ﯾﻣﻠك اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟطﻠب أو اﺳﺗﺑداﻟﻪ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن إﻟﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﺈﻧﻘﺎص إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرف اﻟﻣﻐﺑون .2
إن ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻻﺳﺗﻐﻼل وﻓق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 90ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدم ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠزﺑون ،ﻟذﻟك اﺗﺟﻪ اﻟﺑﻌض إﻟﻰ ﺿرورة اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺷروط ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ
اﻻﺳﺗﻐﻼل ،وذﻟك ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷرط ﺿﻌف أو ﻋدم ﺧﺑرة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻐﺑون ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 179
ﻣن اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ،وﻧص اﻟﻣﺎدة 138ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺗﻧﺻﺎن
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻹﺳﺗﻐﻼل ﻗد ﯾﻧﺟر ﻋن ﻋدم ﺧﺑرة أو ﻋن ﺿﻌف إدراك أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطور اﻟﻬﺎﺋل ﻣن ﺣوﻟﻪ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ واﻟﻣﺿﻠﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐل ﻋدم ﺧﺑرة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت
وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧرى.3
ﻟﻛن ،وﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻣدﯾد ﻧطﺎق ﻧظرﯾﺔ اﻹﺳﺗﻐﻼل ﻟﯾﺷﻣل ﺷرط اﻟﺿﻌف أو ﻋدم
اﻟﺧﺑرة ،ﻓﺈن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻘﺗﺻ ار ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟﺿﻌف اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ
اﻟطﯾش اﻟﺑﯾن واﻟﻬوى اﻟﺟﺎﻣﺢ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟزﺑون ﻣن اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر ﻣﺟد ،رﻏم أﻧﻧﺎ ﻧرى وﺑﺎﻟﻧظر ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺿﺎء أن ﯾﺗﺧذ
ﺧطوة ﺟرﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟزﺑون واﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،
إذ أن ﺟرءة اﻟﻘﺿﺎء ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺷرع ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻣن أﺟل ﺳن ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺻرﯾﺣﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ وﺟوب إﻟزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن ﯾﻌﻠم اﻟزﺑﺎﺋن ﺑﺄﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ إﻟزاﻣﻪ ﺑﺄن ﯾﻌﻠم اﻟزﺑون ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ .
184
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إن ﺧرق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ،وأن ﻫذا اﻟﺑطﻼن ﻫو ﻓﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺟزاء ﻣﻌﺑر ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗﺟﺳﯾد
ﻟﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺷﯾﺊ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،واﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻫو اﻟذي ﯾﺟﺳد ﺷرط ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن
ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺑﯾﻊ وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ .
أوﻻ -اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗرام ﺷرط اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ :أوﺟﺑت اﻟﻣﺎدة 352ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗري ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻠﻣﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ،واﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﻫو أﻣر ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻛل اﻟﺗﻌﯾﯾن وﻟﻛن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻌﻠﻣﻪ.
واﻷﺻل أن اﻟﻌﻠم ﯾﺣﺻل ﺑرؤﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ذاﺗﺎ ،إﻻ أن اﻟﻌﻠم ﻗد ﯾﺛﺑت ﺣﺻوﻟﻪ ﻋن طرﯾق إﺣدى
اﻟﻘرﯾﻧﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن :اﺷﺗﻣﺎل اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ ؛ إﻗرار اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻌﻠم
ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻠﻣﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ.1
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻌﻘد ،وﯾﻘوم اﻹﺑطﺎل
ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻣﺷﺗري ﻗد وﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﻠط ﺟوﻫري ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﻐﻠط ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻧﻪ
ﻏﻠط ﻣﻔﺗرض ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻣﺷﺗري ﻫﻧﺎ ﯾﻌﻔﻰ ﻣن إﺛﺑﺎت وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ ﻏﻠط ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ
2
ﺗﺣﻛم ﺷروط اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻐﻠط ﻛﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻹﺑطﺎل
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد ﻛﻔﻠت ﻟﻠزﺑون ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟوﺳم أو اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت أو أي وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﻘق اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد .
إن ﻋدم وﺟود اﻟوﺳم ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ ﻫو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻓﻬﻧﺎ
ورﻏم أن اﻟزﺑون ﻗد رأى وﻋﺎﯾن اﻟﺳﻠﻌﺔ إﻻ أن ﻋدم اﺣﺗواءﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌل
ﻋﻠم اﻟزﺑون ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎ ﻧﺎﻗﺻﺎ ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﻧﻊ وﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻬﺎﯾﺔ
اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ واﺳم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ،وﺗﺣدﯾد ﺷروط اﻟﺣﻔظ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
185
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﺎ ﻗد ﯾﺿﯾﻔﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت إﺟﺑﺎرﯾﺔ ،وﯾﺗﻌﯾن أﯾﺿﺎ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
وﺑﺧط ﯾﺳﻬل ﻗراءﺗﻪ وﯾﺗﻌذر ﻣﺣوﻩ .1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗرام ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر :إن إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻧظﺎم
اﻷﺳﻌﺎر و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم إﻋﻼم اﻟزﺑون ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻌل اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻗد ﺗم ﺑدون
ﺗﺣدﯾد ﻟﻠﺛﻣن ،وﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻛﺛﯾر ﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوء ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ،ﻛﻣﺎ أن ﻋدم
ﻋﻠم اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻗد ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻏﻠط ﺟوﻫري ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻟو ﻋﻠم ﺑﻬذا اﻟﺛﻣن ﻗﺑل أن ﯾﻌﺑر ﻋن
ﻗﺑوﻟﻪ ،ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد أﺻدر ﻫذا اﻟﻘﺑول .
إن ﻋدم اﻟﯾﻘﯾن ﺣول اﻟﺛﻣن ﯾوﻟد ﻋدم ﯾﻘﯾن ﺣول اﻟرﺿﺎ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻌدم ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﯾﺟﻌل ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ،ذﻟك أن ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻗﯾق ﻟم ﯾﻛن ﻗد اﻧﻌﻘد ﻟﻌدم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر ﺟوﻫري .2
ﻟذﻟك ،ﻓﺈن إﻏﻔﺎل ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺛﻣن ﯾؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ﻟﺗﺧﻠف رﻛن اﻟﻣﺣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑون ،وﺗﺧﻠف
رﻛن اﻟﺳﺑب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إذ أن اﻟﺛﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﯾﻬﺎ إو ﻻ اﺳﺗﺣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد .3
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 1591ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﺛﻣن ﻣﺣددا وﻣﻌﯾﻧﺎ
ﻋﻧد اﻻﺗﻔﺎق ،وأن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ذﻟك ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﻓﺎﻗد ا ﻷﺣد اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻟوﺟودﻩ ،وﻟﻬذا ﯾﻌﺎﻗب
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ،واﻟذي ﯾﻣﻛن إﺛﺎرﺗﻪ ﻣن طرف اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻐﯾر ن وﯾﻛون
ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺟﺎزة واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ .4
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺳﺎر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ إﺑطﺎل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن
ﻣوﺿوع اﺗﻔﺎق ﻻﺣق ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻋدم اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺛﻣن
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛﻣﺻﺎرﯾف ﺗﻔرﯾﻎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ أو ﻋبء رﺳم اﻻﻧﺗﺎج ،وﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﻔرق
اﻟﺛﻣن اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن ﺛﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ واﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﻌﻣوﻟﺔ اﻟواﺟب دﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠوﺳﯾط اﻟذي ﻓﺎوض ﻓﻲ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮداﻟﻲ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺤﺪﯾﺚ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2008ص ص .81 -76 -1
ﺟﺎك ﻏﺴﺘﺎن ،م س ،ص .759 -
2
186
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺷﺄن اﻟﺑﯾﻊ ،ﻛﻣﺎ أن ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟطرف اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ دﻓﻊ ﻋﻣوﻟﺔ اﻟوﺳﯾط ﺳوف ﯾﺷﻛل ﻋﻘﺑﺔ أﻣﺎم إﺑرام
اﻟﻌﻘد .1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﺳﺑﺑﺎ ﻣؤدﯾﺎ إﻟﻰ
ﺑطﻼن ﻫذا اﻟﻌﻘد ،إﻻ إذا ﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻗد ﻧوﯾﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺗداول ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ،أو اﻟﺳﻌر
2
،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻪ إذا ﺗرك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن إﻟﻰ وﻗت اﻟذي ﺟرى ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
ﻻﺣق ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ،وﯾﻛون اﻷﻣر ﻛذﻟك ﺣﺗﻰ وﻟو اﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن
إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ،ﺑل
ﯾﻛﻔﯾﻬﻣﺎ أن ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟواﺟب اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن .3
ﻟﻛن ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ وﺑﯾن
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟزﺑون
ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺣدد اﻟﺛﻣن ﺑدﻗﺔ وﻗﺑل أن ﯾﺻدر اﻟزﺑون ﻗﺑوﻟﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد .
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﻗد ﯾﻛون ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ،وذﻟك إﻣﺎ ﺑﻔرض
أﺳﻌﺎر أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر ،إو ﻣﺎ ﺑﻌرﻗﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب ﻗواﻋد
اﻟﺳوق ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺻطﻧﻊ ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر أو ﻻﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة
ﯾﻛون اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎطﻼ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻐﯾر أطراف اﻻﺗﻔﺎق أن ﯾﺗﻣﺳﻛوا ﺑﺑطﻼﻧﻪ ﻟﻣﺳﺎس ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون 02/04اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وواﺟﻬﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺎت
ﺟزاﺋﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺑت ﻓﻲ ﻣﺻﯾر ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،ﻫل
ﯾﺣﻛم ﺑﺑطﻼﻧﻬﺎ ،أم ﯾﻛون ﻣﺻﯾرﻫﺎ اﻹﻋﻔﺎء أو اﻟﺗﻌدﯾل ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻓق ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻣن ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾر ﺗﺄﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻋﻠﻰ ﺗوازن اﻟﻌﻘد؟
187
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ
ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﺷرط أو إﻟﻐﺎﺋﻪ ،وﻟﯾس ﻟﻪ ﺑﻌد ذﻟك أن ﯾﺣﻛم ﺑﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺛﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺧﻔض ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ،إو ذا ﻛﺎن اﻟﺷرط
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻟﺣق ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أن ﯾﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﻣﯾزات اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﻣواﻓﻘﺔ
اﻟزﺑون ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺷرط ﻻﻏﯾﺎ وﯾﻠزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ،1
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﯾﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺢ ،وﯾﻧﺣﺻر اﻟﺟزاء ﻓﻘط ﻓﻲ إﻟﻐﺎء أو ﺗﻌدﯾل اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،وﻫﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺗﺿﻣن ﻟﻠزﺑون اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻘد ،إذ أن ﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﯾﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟزﺑون ﺑﻌﻛس
اﻟﺑطﻼن اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﻌﺳف .2
إو ﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﻌدم ﺑطﻼن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻣﺑرر ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻘول أن اﻟﻘﺎﻧون
02/04وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻗد ﻗﺻد اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذ أن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷرط
اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ وﺗﻌرﯾﻔﻪ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻘﺎرب اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻌﻘد اﻹذﻋﺎن ،وﻛذﻟك ﺑﺎﺷﺗراطﻪ ﻹذﻋﺎن
اﻟزﺑون ﻣن اﺟل اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻛﻠﻬﺎ إﺷﺎرات ﺗدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻗد ﺗرك اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ دام أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ .3
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟزاء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓرض ﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟزﺑون ﻫو اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﺑطﻼن ﻛﺟزاء ﻣدﻧﻲ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻻﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻗد ﯾﺷﻣل اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ أو ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻓﻘط ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻌدل ﺷروط اﻟﻌﻘد
وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،أو أن ﯾﻠﻐﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ وﯾﺄﻣر ﺑﺈﺑرام ﻋﻘد ﺟدﯾد ﻣطﺎﺑق ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻟﯾﺣل ﻣﺣل
اﻟﻌﻘد اﻟﺳﺎﺑق .4
وﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أن ﺗرﺟﯾﺢ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﺟزاء ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻪ ﺗﺑرﯾرات ﻗوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺑررات اﻟﻣؤﯾدة ﻟﺗرﺟﯾﺢ اﻟﺟزاء اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻋرض
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻨﺪاري ،ﻧﺤﻮ ﻣﻔﮭﻮم أوﺳﻊ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻹذﻋﺎن ،ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﻘﺎﻧﻮن ،ع ، 01س ، 08دﺑﻲ ،.2000ص .98 -1
ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻨﺪاري ،م س ،ص .99 -
2
188
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
-أن ﻗﯾﺎم اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﺑﺗﺟرﯾم اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﯾﻔﺳر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧﻘل ﻫذﻩ اﻟﺷروط
اﻟﻌﻘدﯾﺔ إﻟﻰ داﺋرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈذا ﺗم ﺧﻠﻊ ﺻﻔﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،ﻓﺈن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫو اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق . 1
-أن اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/04ﻗد أﺷﺎرت إﻟﻰ إﻋطﺎء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﺄن
ﺗﺳﺗﺣدث اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑرم ﺑﯾن
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﻣﺎ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻧﻊ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ،ﺣﯾث
أن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺑﺎرة ﻣﻧﻊ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻫو أﻣر ﻣﻣﻧوع ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ
اﻟﻘول ﺑﺑطﻼﻧﻬﺎ .2
ﻟذﻟك ،ﻓﺈن اﻟزﺑون اﻟذي ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺷروط ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﯾﻣﻛﻧﻪ أن
ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻌدم ﺳرﯾﺎن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷروطﺎ ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻪ أن
ﯾﺗﻘدم ﺑﻬذا اﻟطﻠب ﻓﻲ ﺷﻛل دﻋوى ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻورة دﻓﻊ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻓﻲ أي
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل دﻋوى اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﯾﻪ.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد أداة أو ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗواﻓﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺑطﻼن ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻛل ﻓرد ﻣن أﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻹﺑﻼغ ﻋن
ﻛل اﺗﻔﺎق ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻫذا اﻟﺣق ،ﻛون أن اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺣل
اﻻﻋﺗراض ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .3
وﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻬدف ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،
واﻟذي ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺗﯾن ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾن ظﺎﻫرﯾﺎ ،اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷوﻟﻰ إﺟﺑﺎر اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧظﺎﻣﺎ ﺗوﺟﯾﻬﯾﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
189
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﻬﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﻣن ﺗﻌﺳف واﺿطﻬﺎد اﻷطراف اﻟﻘوﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧظﺎﻣﺎ
ﺣﻣﺎﺋﯾﺎ .1
إن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻫو ﻧظﺎم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺳﺎء ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻊ وﻫذا
ﺑﺗﺧوﯾل اﻟدوﻟﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺗراﻩ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﻋﺑر ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺑﻧﻲ
ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻛرس ﻣﺑﺎدئ ﻫذا اﻟﻧظﺎم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺳوق واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة وﻣﻧﻊ
اﻻﺣﺗﻛﺎر .2
و اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﯾظﻬر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘود ﻣن ﺧﻼل ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ وﻓرﺿﻬﺎ
ﻟﺑﻌض اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﯾﺣدث ﻣن ﺧﻼل إﺟﺑﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺑطرق ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺳواء ﺑﺗﻧﺎول ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻌﻘد ﻛﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن أو ﺑﺗﻧﺎول ﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘد ﻛﺗﺣدﯾد ﺑﻌض
اﻟﺷروط ،ﻛﻣﺎ أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﯾﺣدث ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﺷﺎطﺎت أو اﺣﺗﻛﺎرﻫﺎ ،أو ﻣن
ﺧﻼل ﻓرض ﺑﻌض اﻟﺷروط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط . 3
أﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﻣﺎﺋﻲ ﻓﻬو ﻧظﺎم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،ﻓﺗﺣت ﺿﻐط ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺎت ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﺑﺳط ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺣددة ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،وﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺗﯾن ،إﻣﺎ ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ
إو ﻣﺎ ﺑﻔرض ﺑﻌض اﻟواﺟﺑﺎت أو ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن .4
وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﻣﺎﺋﻲ ﯾﻔرض ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن
ﺧﻼل ﻗﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻫدﻓﻬﺎ اﻷول ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎر واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن ،وﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻗﻣﻊ اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎذﺑﺔ وﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ أو اﻟﺧطرة ،وﻛذﻟك أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗد.5
190
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﺈن ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻧطﻠق ﻣن ﻓﻛرة ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻧوﻋﯾﻪ ،ﻓﻛل إﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺷﻛل ﺗﻌد
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد ﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻟﻣﺎدة 93ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻛل ﺗﺻرف ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺗﺻرف اﻟﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ .
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أﻧﻪ ﺑﺣوزة اﻟزﺑون وﺳﯾﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن إﺑطﺎل ﻛل اﻟﺗﺻرﻓﺎت
اﻟﻣﺿرة ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ واﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣددة ﻟﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻓﯾﻛﻔﯾﻪ أن
ﯾﺛﺑت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﺣدى ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﺻرف ﻟﻠﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋل أن ﻛل ﺷﺧص ﯾﺳﺑب ﺑﺧطﺋﻪ ﺿر ار ﻟﻠﻐﯾر ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،وﻫو ﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺗﻛرﺳﻪ ﻛل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺻرﯾﺣﺔ .1
وﺑﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟزﺑون ﻓﺈن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ
ﻟﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،واﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﺢ
اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠزﺑون أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ،وﻫذا اﻟﺣق ﻣﻛﻔول
ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛذﻟك ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻛون ﻟﻛل ﺷﺧص
طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑرﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ﺿد ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘوم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي
ﻟﺣﻘﻬم.
وﻟﻘد ﺿل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣﺗرددا ﻓﻲ ﻗﺑول دﻋﺎوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت
اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إو ﺳﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺎﺗﺟﻪ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر إﻟﻰ رﻓض دﻋﺎوى
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺟﺎرة ،إﻻ أﻧﻪ ﺑدءا ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﺑدأ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺗﺟﻪ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف
191
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣن ﻣوﻗﻔﻪ واﻟﺗﺳﺎﻫل ﻓﻲ ﻗﺑول دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق وذﻟك
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.1
وﺗﻠﻌب ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎوى دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻧظ ار ﻟﻛون اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎوى ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺈﺣداث ﺗوازن ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،ﻓﻣﺑﺎدرة اﻟزﺑون إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻣﻛن أن ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻠﻌب دور
ﺿﺎﺑط ﻟﻠﺳوق إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﺗﺗﺣرك ﺑﺳﺑب طول
اﻹﺟراءات ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺑﺳﺑب ﺻﻌوﺑﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،زﯾﺎدة إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﻗد ﯾﺣﻛم ﺑﻪ
ﻻ ﯾﺗم ﺑﺻورة ﻓورﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﺔ ﻗﯾﻣﺗﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺟﺎﺑﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟدﻋوى ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ
ﻛون أن ﻋﻧﺻر اﻹﯾﻼم ﻓﯾﻬﺎ ﺟد ﻣﺣدود.2
ورﻏم ذﻟك ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﺑرر ﺣرﻣﺎن ﻣن ﺗﺻﯾﺑﻪ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
ﺑﺿرر ﻣن أن ﯾﺗم ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﻋن ذﻟك اﻟﺿرر ،ﻓﺎﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺛل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻟﻠﻣﺿرورﯾن ﻣن
ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت إو ن ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل ﺗرﺿﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ.3
وﯾﻣﻛن ﻣﺑﺎﺷرة دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﻋدة أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻓﻘد ﯾﻛون راﻓﻊ اﻟدﻋوى أﺣد
أطراف اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻣﻧﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﻛل ﺷﺧص ﻣﺗﺿرر ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﻣﺳﺗﻬﻠك ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ وﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻹﻗﺗﺻﺎد ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺿﺣﯾﺔ ،
ﻓﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑدﻻ ﻋن اﻟﺿﺣﯾﺔ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ وﺳﺑب ﻣﻧﺢ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻫو أن
ﺑﻌض اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﯾﺗﺧﻠون ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻬم ﻓﻲ رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎم .4
إن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ أو اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ ﻫو اﻟﺟزاء ﻋن ﻗﯾﺎم
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟزاء ﯾﺳﺗﺄﻫل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺷروطﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﻘدﯾم ﺻورة ﻣن ﺻور ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
192
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
إن ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺷرع ﻟﻠوﺳط اﻟﺗﺟﺎري واﻻﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺳود ﻓﯾﻪ،
إﻧﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺷﺎﻣل ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺄﺳس ﻋﻧﻪ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ
ﺗﻘﺻﯾري ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻬﺎ ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻛل ﻣﺗﺿرر ﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.1
و رﻏم ﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،إﻻ أن ﺷروط ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺷروط ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،وﻫﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر.
أوﻻ – اﻟﺧطﺄ :اﺳﺗﻘر اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣﻧذ زﻣن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻘﺻﯾري ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳﺎﺑق ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗزام اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ ﺑﺎﻟﯾﻘظﺔ واﻟﺗﺑﺻر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻓﺈذا
اﻧﺣرف ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك اﻟواﺟب وﻛﺎن ﻣن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﺣﯾث ﯾدرك أﻧﻪ ﻗد اﻧﺣرف ﻛﺎن ﻫذا
اﻹﻧﺣراف ﺧطﺄ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ .2
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻟﻠﺧطﺄ رﻛﻧﺎن ،اﻷول ﻣﺎدي ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻌﻧوي ،ﻓﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﻋﻧﺻر اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أﻣﺎ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻹدراك .
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻗد ﺑﯾن ﺑدﻗﺔ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،ﻛﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ،واﻻﻟﺗزام ﺑﻌدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﺿﻠل واﻟﻛﺎذب ،واﻻﻟﺗزام ﺑﻌدم
اﻟﺗدﻟﯾس ،واﻻﻟﺗزام ﺑﻌدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ،إذ أن ﺧروج اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن ﻫذﻩ
اﻟواﺟﺑﺎت وﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻫو ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوﺗﻪ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧطﺄ.
إن ارﺗﻛﺎب اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣوﺟب ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻورة ﻓﻌل
إﯾﺟﺎﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻورة ﻓﻌل ﺳﻠﺑﻲ ،ﻓﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﺧطﺄ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻورة اﺗﺧﺎذ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣوﻗف اﻟﻣﺗﻔرج ﻣن اﻟزﺑون اﻟذي ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻪ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻛل أو ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ
-1ﻗﺎدة ﺷﮭﯿﺪة ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 2007ص .145
-2أﺣﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻄﯿﺔ ،م س ،ص .464
193
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺟﻬﻼ ﻣﺷروﻋﺎ ،ﻓﯾﺳﻛت أو ﯾﻛﺗم ﻋﻧﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر رﻏم
ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻬﺎ وﺑﻣدى أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑون وﻣﻘدار ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﺳﺗوي اﻷﻣر
ﻓﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻛﺗﻣﺎن أو اﻟﺳﻛوت ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،إذ أن اﻟﻣﻬم ﻓﻲ ذﻟك ﻫو ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟﺳﻠﺑﻲ
اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟزﺑون .1
أﻣﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﺧطﺄ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذ ﻋدة أﺷﻛﺎل ،ﺣﯾث ﯾﺑدأ ﻣن ﻣﺟرد اﻟﻛذب ﻓﻲ
اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻛﻲ ﯾﻐرر ﺑﺎﻟزﺑون اﻟذي واﻋﺗﻘﺎدا ﻣﻧﻪ ﺑﺻدق وﻧزاﻫﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ
ﻟﯾﻛﺗﺷف أن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﺿﺎرة ﺑﻪ .
وﯾزداد اﻷﻣر ﺗﻌﻘﯾدا إذا ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
ﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻘد ﺗﺗوﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻻﺗﻬﺎم رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ ،وﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﺑﺑراءة
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻌدم وﺟود ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗد ﺗرﻓض اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﻓﺗﺣﺎل اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺣﻛم اﻟﺑراءة اﻟﺻﺎدر
ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﺣﻛم اﻟﺑراءة ﻣؤﺳﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻔﺎء اﻟﺧطﺄ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﺑراءة ﻫو ﻣﺛﻼ ﻋدم ﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ﻓﺈن ﺣﻛم اﻟﺑراءة ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر
ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻘﺻﯾري ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻓﯾﻪ ﻓﻘط
ﻋﻧﺻر اﻹدراك ،2ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﺗﻘوم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ ﯾﺳﯾ ار ﺟدا ،ﻷن أي ﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام أﯾﺎ ﻛﺎن طﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﻣﺻدرﻩ ﯾﻛون ﺧطﺄ ﯾﻘﯾم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻣرﺗﻛﺑﻪ دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﺷﺗراط أي وﺻف ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ.3
وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ وﻟو ﺛﺑت أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑﻬﺎ أﺣد ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ ،ﻓﻬو ﻻ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت أن أﺣد ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ ﻗد اﺳﺗﻐل ﻏﯾﺎﺑﻪ وارﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إذ أن
194
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺳﺋول ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ،وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻋن أﻓﻌﺎل ﺗﺎﺑﻌﻪ وﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻔﺗرض اﻓﺗراﺿﺎ ﻗﺎطﻌﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل
إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس وﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺳوء اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ أو ﺳوء رﻗﺎﺑﺗﻪ أو ﺗوﺟﯾﻬﻪ ،وﯾﺳﻬل ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرض ﻟﻠزﺑون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ،ﻓﺎﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻣﻸ داﺋﻣﺎ ﻣن ﺗﺎﺑﻌﻪ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺑﻌﻪ
ﺑﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻣن ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠزﺑون .1
وﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺗﻘر
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء ﻫو ﺟواز ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻣﻣﺛﻠوﻩ ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈدارة
ﺷؤوﻧﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﺻﻌب اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻬﺎ ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺻور ﻋﻘوﺑﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
ﺗﻧزل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي إﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎدرة واﻟﺣل ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﯾﺳﻬل
اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺷﺧص ،وﯾﺷﺑﻪ اﻟﺑﻌض ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ
ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑوع ﻋن أﻓﻌﺎل ﺗﺎﺑﻌﻪ ،ﻟﯾﻧﺗﻬﻲ إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن ﺑﯾن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﻣﻣﺛﻠﯾﻪ،
إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺻﻌب ﻓﯾﻬﺎ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن طرﯾق ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑوع ﻋن
أﻓﻌﺎل ﺗﺎﺑﻌﻪ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺻورة ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن إﺣدى ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻓﻼ
ﺑد ﻫﻧﺎ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺧطﺄ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻛﻣﺎ إذا رﻓﻌت دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿد ﺷرﻛﺔ ﺑﺳﺑب
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ أو ﻟﺗﻘﻠﯾد ﻣزور ﻓﻬﻧﺎ ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل
ﺷﺧﺻﻲ وﻟﯾﺳت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑوع ﻋن أﻓﻌﺎل ﺗﺎﺑﻌﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺟب اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ رﻛن اﻟﺗﻌد ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ دون
رﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻗد أﺧطﺄ إذ ﯾﻘﺎس ﺗﺻرﻓﻪ ﺑﺗﺻرف اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣﺟرد ﻣن اﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺈذا اﻧﺣرف ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺎدي ﺗﺣﻘق
اﻟﺧطﺄ وﻗﺎﻣت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ. 2
ﺛﺎﻧﯾﺎ – اﻟﺿرر :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺿرر اﻟرﻛﯾزة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻓﻘﺎ
ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺛﺑوت اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ ﺗﻘوم
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ اﻟﺤﻜﯿﻢ ،اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام ،اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ﺑﻐﺪاد ، 2007ص .582
- 2ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻌﯿﻦ ﻟﻄﻔﻲ ﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ واﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ،ج ، 01اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب،
اﻟﻘﺎھﺮة ، 1977ص .86
195
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻟزﺑون ﺑل ﯾﺟب أﯾﺿﺎ أن ﯾﻧﺟر ﻋن ﻫذا اﻟﺧطﺄ ﺿرر ﯾﺻﯾب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻷدﺑﯾﺔ
ﻟﻠزﺑون.
إن إﻓﺳﺎد اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻫو ﻣن أﻛﺑر اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟزﺑون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳوق ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﺿرر ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻪ ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷر واﻟذي ﯾﺻﻌب ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻘﺑل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن طرف
ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .
وﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺟب إﺛﺑﺎت وﻗوﻋﻪ ﻫو اﻟﺿرر اﻟﻣﺑﺎﺷر أي اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن
اﻟﺳﻠوك اﻟﺧﺎطﺊ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻣﺛﻼ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺣﺻر ﺑﻌض ﺻور اﻟﺿرر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺻﯾب اﻟزﺑون ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ إطﺎﻟﺔ أﻣد
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑدون ﺟدوى و ﺣرﻣﺎن اﻟزﺑون ﻣن ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت أو اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت أو ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺷروط
ﺑﺎﻫﺿﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف.1
وﯾﻣﻛن أن ﻧﺿرب ﻣﺛﺎﻻ أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ وﺑﺳﺎطﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧد إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ
ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر وﯾﻘدم اﻟزﺑون ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻌﺗﻘدا أن اﻟﺳﻌر ﻣﺳﺎو ﻟﺳﻌر اﻟﺳوق
وﯾﻔﺎﺟﺊ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺄن اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺣدد أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ذﻟك ،ﻫﻧﺎ اﻟﺿرر ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔرق اﻟذي ﻛﺎن
ﺳﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻟو اﺷﺗرى ﺑﺳﻌر اﻟﺳوق .
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ أﯾﺿﺎ ،اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن إﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺈﻋﻼم اﻟزﺑون
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠﻌﺔ وﻋدم ﺗﺑﺻﯾرﻩ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻬﺎ .
وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،ﻓﺈن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟزﺑون ﻗد ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ
ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻔﺎﺗورة ﻫﻲ اﻟدﻟﯾل اﻟواﺟب ﺗﻘدﯾﻣﻪ أﻣﺎم إدارة اﻟﺿراﺋب ﻣن
إﺟل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺣﺳﺎب اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد اﻟزﺑون أن ﯾدﺧل
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﻔﺎﺗورة ﻛﻌبء ﻣن أﻋﺑﺎء اﻟﻧﺷﺎط ﻋﻧد ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻪ اﻟﺳﻧوﯾﺔ .
196
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣﻘق اﻟوﻗوع وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻛون ﻗد وﻗﻊ ﻓﻌﻼ أو أﻧﻪ ﺣﺗﻣﺎ ﺳﯾﻘﻊ،
ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ اﻟزﺑون أن ﯾﺛﺑت وﻗوع اﻟﺿرر ﻓﺈن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻛون ﻣﻧﺗﻔﯾﺔ ،وﻣن ذﻟك ﻣﺎ
ﻗﺿت ﺑﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑرﻓض دﻋوى اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣوﺛق ﻣن أﺟل
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﻪ ﻣن ﺟراء ﻋدم إﻋﻼﻣﻪ ﺑوﺟود رﻫن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻟﻛن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ردت ﻫذا اﻟطﻠب وأﺳﺳت رﻓﺿﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗد ﺛﺑت ﻟﻬﺎ أن اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾدﻓﻊ إﻻ ﺟزء ﻣن اﻟﺛﻣن وأﻧﻪ ﻗد
ﻗﺎم ﺑﺗطﻬﯾر اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺛﻣن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ أي ﺿرر ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻌوﯾض.1
ﻏﯾر أن اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑدا أﻛﺛر ﺗﺣر ار ﻓﻲ ﺗطﻠب إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي اﻋﺗﺑر ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺿﺎة أن وﺟود اﻟﺿرر ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﺎﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ أو ﻏﯾر اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺿرر ،ﻫذا اﻟوﺿﻊ أدى إﻟﻰ
وﺟود اﻟﺗﺑﺎس ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻛﻔﻲ اﻟزﺑون إﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎة ﻣﺑﺎﺷرة أن اﻟﺿرر
ﻻﺣق ﺑﻪ ﻻﻣﺣﺎﻟﺔ ،وﻫذا ﺑﺧﻼف اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط ﻣن اﻟﺿﺣﯾﺔ إﺛﺑﺎت
وﺟود ﺿرر ﻣﺑﺎﺷر وأﻛﯾد .2
وﯾﻘوم اﻟﺿرر ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﺣوز ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﺧﺑرة أو اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أو إﻟﻰ دراﺳﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﻘوم اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻛم ،وﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾراﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﻣﻪ اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﺎﻟزﺑون وﻛذﻟك ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ أو اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ
ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟزﺑون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ،إذ أن ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻵﺛﺎر طوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟرﺟوع
إﻟﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻣر ﻓﯾﻬﺎ آﺛﺎر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ أو اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ .3
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر :وﻣﻌﻧﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻫو وﺟود راﺑطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن
اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب وﺑﯾن اﻟﺿرر ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺗدﺧل ﻟﻠﻣؤاﺧذة ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺧطﺄ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ
ﺣدوث اﻟﺿرر ،وﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟراﺑطﺔ ﻣوﺟودة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻘﺿﺎة ﻣن اﻟﺗﻼزم ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق
ﺑﺎﻟزﺑون وﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
197
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋﻠﻰ ذﻟك ،إذا اﺳﺗطﺎع اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر ﻗد ﻧﺷﺄ ﻋن ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ
ﻛﺣﺎدث ﻣﻔﺎﺟﺊ أو ﻗوة ﻗﺎﻫرة أو ﺧطﺄ اﻟزﺑون أو ﺧطﺄ اﻟﻐﯾر ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﻧﻔﻰ ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻻﻧﺗﻔﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟزﺑون وﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .1
إن ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺿرر اﻟذي ﯾﻠﺣق اﻟزﺑون ﻣن
ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟﺧدﻣﺔ أو اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻔوﺗرة أﻣﺎم إدارة اﻟﺿراﺋب ﻋﻧد اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﺣﺗﺳﺎﺑﻪ
ﻛﺟزء ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف .
وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻋﻧد رﻓض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺑﯾﻊ ﺑدون ﻣﺑرر ﻣﻘﺑول ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻼﻗﺔ
ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟﺳﻠﺑﻲ ،وﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق اﻟزﺑون واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻓوات ﻓرﺻﺔ رﺑﺢ أﻛﯾدة
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟو أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﺑﺎﻋﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أو ﻛﺎن ﻫذا اﻟرﻓض ﻗد رﺗب
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟزﺑون ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺳﺑق وأن درﺳﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻷول اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﺣﯾث
رأﯾﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﯾوردﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،وﻗد ﻗﺎم وﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 27ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺑﺈﻋطﺎء أﻣﺛﻠﺔ ﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ .
إن ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﺣد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾؤﺳس ﻟﻠزﺑون اﻟﺣق
ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑوﻗف اﻻﻋﺗداء و ﺑطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض إن ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻘﺗﺿﻰ .
وﯾﻘوم اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻠﺗوﯾﺔ ﻟﺗﺣوﯾل اﻟزﺑﺎﺋن
ﻣن ﻣﺷروع إﻟﻰ آﺧر ،وﻗد اﻗﺎم اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻌﺎدات واﻷﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﺳﺗﻘﺎﻣﺔ
وﺷرف. 2
198
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺷﻬدت ﻓﻛرة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺗوﺳﻌﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث أن ﻋدم
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺗﺟﺎري أﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﻣﺣﺻور ﻓﻘط ﻓﻲ ﻓﻛرة ﺗﺣوﯾل اﻟزﺑﺎﺋن ،ﺑل اﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل
ﺗﺻرﻓﺎت ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ﺗﺟﺎﻩ ﻣﺷروع آﺧر ﻏﯾر ﻣﻧﺎﻓس ﻟﻪ وﻟﯾس ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ زﺑﺎﺋن ﻣﺷﺗرﻛون ،ﻓﺎﻻﺷﺗراك ﻓﻲ
اﻟﻧﺷﺎط واﻟﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟزﺑﺎﺋن ﻟم ﯾﻌد اﻟﺷرط اﻟوﺣﯾد ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻗﺿﯾﺔ
ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ 1962/12/08اﻋﺗﺑرت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أن ﻗﯾﺎم ﺷرﻛﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺑﯾﻊ
اﻟﺛﻼﺟﺎت ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺎرﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣودﻋﺔ ﻣن طرف ﺷرﻛﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺳﯾﺎرات ﻫو ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻔﻌل اﻟﺧﺎطﺊ
اﻟﻣؤﺳس ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أﻗﺎﻣت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﻏم اﺧﺗﻼف
اﻟﺷرﻛﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻣﺎرس وﻋدم وﺟود زﺑﺎﺋن ﻣﺷﺗرﻛﯾن .1
إن ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ اﻟذي ﻋرﻓﻪ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟم ﯾﺄﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02إذ ﺑﻘﻲ وﻓﯾﺎ ﻟﻠﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،إذ أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 27وﻓﻲ ﺑﺎب ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﺑﻘﻲ ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﻔﻛرة وﺣدة اﻟﻧﺷﺎط )اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ( ،وﻓﻛرة ﺗﺣوﯾل اﻟزﺑﺎﺋن ،ﻟﻛن وﻣﺎ دام أن ﻧص
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أورد اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗرك ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻓرﺻﺔ إدﺧﺎل ﻛل ﻓﻌل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻷﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟوﺳط
اﻟﺗﺟﺎري وﺧﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣؤﺳس ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ .
ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﻧﺻوص اﻧطﻠق اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1850ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
2
ﺣﯾث ﺗرﺗﻛز دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻛﻣﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻹﻗرار اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
أﺳﺳﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ أي اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع واﻟذي ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﺄن ﻛل ﺧطﺄ ﺳﺑب ﺿر ار ﻟﻠﻐﯾر ﯾﻠزم ﻣن ارﺗﻛﺑﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،وﻗد ﻛرﺳت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘول " إن دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ أو ﻏﯾر اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗؤﺳس إﻻ ﻣن
ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 1382ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠزم ﺧﺎﺻﺔ وﺟود ﺧطﺄ ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﻪ".3
199
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أن دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ،ﺣﯾث أن ﺧروج اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن اﻟﻣﺳﻠك اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺷﻛل
ﺗﻌﺳﻔﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺄﺳﯾس ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ،
واﻟذي اﻋﺗﺑرﻩ اﻟﻣﺷرع ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﺧطﺄ اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ .
و ﺣﺎول ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻣدﻋوﻣﺎ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧظرﯾﺔ اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب ﻣﻌﺗﺑرﯾن أن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻏﯾر اﻟﻣﺑرر ﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﺿرر اﻟﻼﺣق
ﺑﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ إﺛراء ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﻌﺗدي دون أن ﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻹﺛراء ﻋﻠﻰ
ﺳﺑب ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﯾز إدﺧﺎل ﻋﻣل ﻫذا اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻛﺳب ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع .1
وﺑﯾن ﻛل ﻫذﻩ اﻷراء ،ﻓﻘد اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺻر واﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ دﻋوى ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر ،وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ،أي اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر .2
وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﺿرورة ﺗواﻓر ﻗﺻد إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر أي ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈﺛﺑﺎت ﺳوء اﻟﻧﯾﺔ ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .3
وﯾﺟوز ﻟﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻠﺣق ﺑﻪ ﺿرر ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ وذﻟك ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣرﺗﻛب اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺗذرع ﺑﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻻ
ﯾﺣوز اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻻ ﺗﻠﺣق ﺑﻪ ﺿر ار ﻣﺑﺎﺷ ار ،4
ﺑل ﺑﺎﻟﻌﻛس ﻗد ﯾظﻬر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻗد ﺗﺣﻘق ﺑﻌض اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.
وﯾﻛﻔﻲ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺿرر أن ﯾﻛون اﻟﺿرر إﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺎ ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺿرر ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺿرر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ وﻟﯾس ﺣﺎﻻ ،وﻧظ ار
ﺣﺴﻨﻲ اﻟﻤﺼﺮي ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري ،ج ،1دار وھﺪان ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1986 ،ص .369 -3
ﻟﻮﯾﺲ ﻗﻮﺟﺎل ،م س ،ص .732 -
4
200
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﺿرر ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﺳﺗﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺟزاﻓﻲ،1
وﺗﺗﻣﯾز دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ دﻋوى ذات طﺎﺑﻊ اﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ذﻟك أن اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﻠﺟﺄ
إﻟﯾﻬﺎ إﻻ إذا ﻟم ﯾﺣز ﻋﻠﻰ أي دﻋوى ﻧوﻋﯾﺔ أﺧرى ﺗوﻓر ﻟﻪ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻬذﻩ
اﻟدﻋوى ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ أن ﯾرﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب دﻋوى أﺧرى ،ﻓﻣﺛﻼ إذا ادﻋت ﺷرﻛﺔ ﻣﺎ أن أﺣد ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻗد
اﻧﺗﻬك اﻟﺗزاﻣﺎ ﻋﻘدﯾﺎ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻋدم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﺈن دﻋوى
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﺿد اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﻓﺳﻬﺎ ﺗﻛون إﻟﻰ ﺟﺎﻧب دﻋوى
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﻬﺎ ﺿد اﻟﻌﺎﻣل .2
إن اﻟﻬدف ﻣن رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻫو ﻫدف ذو طﺎﺑﻊ ﺗﻌوﯾﺿﻲ ووﻗﺎﺋﻲ ،ﻓﻣن
ﺟﻬﺔ ﺗﻣﻛن ﻫذﻩ اﻟدﻋوى اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻣﺎدي واﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻗد ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺻورة ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟراﺋد أو إذاﻋﺗﻪ وذﻟك ﻣن أﺟل
إﻋﻼم اﻟزﺑﺎﺋن ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻗد ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن اﻟدﻋوى
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﺑﺈﻟزام اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑوﻗف أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻣﺎﻟﻲ،
ﻓﺈذا اﺳﺗﻣر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﺧطﺄ ﺟدﯾدا ﯾﺳﺗوﺟب
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ﻣن ﺟدﯾد .3
201
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري
ﯾﺟب اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻌدم ﻗدرة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻻ
ﺗﺗطﻠب ﻓﻘط ﺳﻠطﺔ ﻗﻣﻌﯾﺔ ﺑل أدوات وﻗﺎﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻧوﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻓﻲ إﻣﻼء ﻗ اررات
وأﻧظﻣﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﻣﻌﻲ ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء أﺛﺑﺗت ﻗﺻورﻫﺎ . 1
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈﻧﻪ ورﻏم أن اﻟدوﻟﺔ وﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ اﻟﺗﺣول ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ وﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺑﺗﻌﺎد
ﻋن اﻟﺳوق وﺗرك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ إﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺳوق ﻧﻔﺳﻪ ،إو ﻣﺎ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ وﺣﺗﻰ
ﺗﻌطﻲ أﻛﺑر ﺿﻣﺎن ﻣﻣﻛن ﻟﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم أو ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،اﺗﺟﻬت اﻟدوﻟﺔ وﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02إﻟﻰ إﻋطﺎء اﻹدارة
ﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاءات إدارﯾﺔ ﺿد اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﻓﻲ اﻟﺣﺟز واﻟﻐﻠق ،ﺣﯾث
أﻋطت ﻟﻠواﻟﻲ ﺳﻠطﺔ إﺻدار ﻗرار إداري ﺑﻐﻠق اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻛﻣﺎ أﻋطت ﺳﻠطﺔ ﺣﺟز اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣﺣل
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺿﺑوطﺔ واﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻻرﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت .
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﺣﺟز ﻛﺈﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺧول ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﯾﺷﻛل أﺳﺎس إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﻲ
ﺣد ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة إذا ﻟم ﯾﺗم ﺿﺑطﻬﺎ ووﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗد ﺗﺧﺗﻔﻲ وﯾﺿﯾﻊ ﻣﻌﻬﺎ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟودﻫﺎ
،2ﻛﻣﺎ أن ﻋدم ﺣﺟزﻫﺎ ﻗد ﯾﺟﻌل ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎدرة ﺑدون ﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدور اﻟوﻗﺎﺋﻲ ﻟﻠﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺣﺟز ﻣن ﺷﺄﻧﻪ وﻗف اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﺿﻣﺎن ﻋدم
اﺳﺗﻣرارﻫﺎ .
وﺳﻧدرس ﻫذا اﻟﺟزاء ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد أﻧواع اﻟﺣﺟز و اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﻟﻔرﺿﻪ ،واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ إﺟراءات ﺗوﻗﯾﻌﻪ وأﺧﯾ ار ﻧﺑﺣث ﻓﻲ آﺛﺎرﻩ .
- 1ﻋﯿﺴﺎوي ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ ،اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﯾﺔ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ:ﻣﺂل ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت ،ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ع ،4ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ،ص .205
2ﺻﺎﻟﺢ اﻟﮭﺎدي ،اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻐﺮاﻣﺎت واﻟﻤﺼﺎدرات ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺠﻤﺎرك ،ﻋﺪد ﺧﺎص ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﺎرس ، 1992ص .25
202
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
أﻧـــــواع اﻟﺣﺟــــــز
إن رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗﺷدد إزاء اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﺟﻌﻠﺗﻪ
ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣﺟز ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟز اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺳﻠﻊ ﺑل ﺳﻣﺢ أﯾﺿﺎ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺟز
اﻻﻋﺗﺑﺎري ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون
اﻟﺣﺟز ﻋﯾﻧﯾﺎ أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟﺣﺟز اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﺣﺟز ﻣﺎدي ﻟﻠﺳﻠﻊ ،
وﻫذا ﻫو اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺎﺋﻊ واﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﺣﺟز ،واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺳﯾطرة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺣﺎﺟزة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﺣﺟز ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﺟز ﻫو ﺣﺟز ﻓﻌﻠﻲ .
أﻣﺎ اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﻓﻬو ﻛل ﺣﺟز ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠﻊ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻟﺳﺑب ﻣﺎ .1
وﺗﺳﻣﺢ ﻓﻛرة اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﺑﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻬرﯾب أو إﺧﻔﺎء اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻧﻌﻪ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺣﺟزﻫﺎ ﻋﯾﻧﺎ .
وﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04أن ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻬﻣﺎ
ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ ﯾﺷﻛل أﺳﺎس اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﺟز ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻛﺎن ﺳﺑب ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫو ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾد ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ﻓﯾﻪ وﯾﺳﺗوي اﻷﻣر ﺣﺗﻰ وﻟو
ﺛﺑت أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻗد ﻫﻠﻛت ﺑﺳﺑب اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺣﺟزﻫﺎ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﻟﺗﻧﺗﻘل اﻟﻣﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن ﺗﺻور اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن 23
و 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02واﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﻣﺎ ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﯾﻧدر
ﻓﯾﻬﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺟود اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﺗﻼف اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻗﺻد إﺧﻔﺎء
اﻟﺷروط اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺳﻠﻊ ﺗم اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ وﻟم ﺗﻌد ﺑﺣوزة
203
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺧﺎﻟف ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻪ اﻟﺣﺟز اﻟﻌﯾﻧﻲ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﯾﺻﺑﺢ وﺳﯾﻠﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻘﻣﻊ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﺈن ﺟرد ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻻ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾر أﻋوان اﻹدارة اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺟﻣل اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣﺿﺑوطﺔ واﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺣل اﻟﺣﺟز وﻛذﻟك إﻟﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟف اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق .
أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺳﻠطﺔ إﺻدار ﻗرار إداري ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔوري ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة أو ﻟظروف ﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺻدر
اﻟواﻟﻲ ﻗرار اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔوري ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،وﯾﺗم ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﻋن طرﯾق
ﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ودون اﻟﻣرور ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص
إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﻘرر وﻋوض اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻣﺟﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻟﻠﺑﯾﻊ أو اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺟﺎﻧﻲ ،
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘرر إﺗﻼﻓﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺧﺎﻟف وذﻟك ﺑﺣﺿور اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ وﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ،1وﯾﺣرر ﻣﺣﺿر
إﺗﻼف ﺑذﻟك .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺧطورة ﻫذا اﻟﺟزاء ﻛوﻧﻪ ﻗد ﯾﻣﻬد إﻟﻰ ﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣﺻرﻩ
ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﻫو ﺗﺣدﯾد ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن
اﻟﺣﺟز اﻟذي ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون 02-04وﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﺣﺻ ار ﯾﻛون ﺣﺟ از ﺑﺎطﻼ ،
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 39ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈن اﻟﺣﺟز ﻻ ﯾﺗم إﻋﻣﺎﻟﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺿﺑط
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑدون
ﻓﺎﺗورة ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن 2؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ رﻓض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻔﺎﺗورة ؛ وﻻ ﺗﻘوم ﻫذﻩ
204
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻻ إذا ﺛﺑت أن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻗد طﺎﻟب اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻛﻧﻪ رﻓض ذﻟك ،وﻫﻧﺎ
ﯾﻣﻛن ﺣﺟز اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ رﻓض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺻل أو
ﺳﻧد ﺗﺑرﯾر اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ .
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم ﺗﺣرﯾر
اﻟﻔﺎﺗورة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﻬرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺑرة ﻋن ﻣﺟﻣوع وﺻوﻻت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻔﺎﺗورة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛررة واﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻋﻧد ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻟﻧﻔس اﻟزﺑون ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم ﺣﯾﺎزة ﺳﻧد ﺗﺣوﯾل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ
ﻟﯾﺳت ﻣﺣل ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺑرر ﻟﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗﺣرﻛﻬﺎ .
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 13ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04وﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ رﻓض اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻔﺎﺗورة ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻧد طﻠﺑﻬﺎ أو ﻋﻧد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺣددوﻧﻪ ﻟﻪ.
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04وﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04وﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻋﺎدة ﺑﯾﻊ اﻟﻣواد
اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ رﻏم اﻗﺗﻧﺎءﻫﺎ ﻗﺻد اﻟﺗﺣوﯾل ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺑررة ﻛﺗوﻗﯾف اﻟﻧﺷﺎط أو ﺗﻐﯾﯾرﻩ
أو اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة.
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04وﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﺣﺗرام
اﻟﺗﺳﻌﯾرة اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ .
وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ -اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04
اﻟﻣزﯾف ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﺑﻐرض اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻌﯾرة اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻧﺎورة أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺑﻐرض إﺧﻔﺎء زﯾﺎدات ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر.
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ دﻓﻊ أو اﺳﺗﻼم
ﻓوارق ﻣﺧﻔﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺣرﯾر ﻓواﺗﯾر وﻫﻣﯾﺔ أو ﻓواﺗﯾر ﻣزﯾﻔﺔ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﺗﻼف اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻗﺻد إﺧﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 25ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺣﯾﺎزة ﻣﻧﺗوﺟﺎت
ﻣﺳﺗوردة أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺣﯾﺎزة ﻣﺧزون ﻣن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺑﻬدف ﺗﺣﻔﯾز اﻻرﺗﻔﺎع ﻏﯾر
205
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑرر ﻟﻸﺳﻌﺎر ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺣﯾﺎزة ﻣﺧزون ﻣن ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺧﺎرج ﻣوﺿوع اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﺑﻘﺻد اﻟﺑﯾﻊ .
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وﻫﻲ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ارﺗﻛﺎب ﻣﻣﺎرﺳﺎت
ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻸﻋراف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋون أو ﻋدة أﻋوان
اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
-اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وﻫﻲ :ـﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ أو اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻗﺻد ﻛﺳب زﺑﺎﺋﻧﻪ
وﺗﺣوﯾﻠﻬم وذﻟك ﻋن طرﯾق زرع اﻟﺷك واﻷوﻫﺎم ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬم ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق إو ﺣداث
إﺿطراﺑﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن و /أو اﻟﻣﺣظورات اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
واﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻛوﯾن ﻧﺷﺎط أو ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ أو إﻗﺎﻣﺗﻪ.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺣﺟز
ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﺷﯾﺎء :
أوﻻ -اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ :ﺑداﯾﺔ ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﺑﻣراﺟﻌﺔ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺿﺎﻋﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ، 39ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺻوص اﻷﺧرى ﻛﺎن
ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻫو اﺳﺗﺑدال ﻏﯾر ﻣﺣﻣود رﻏم أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺗﻌﺑر ﻋن ﻧﻔس
اﻟﺷﯾﺊ ،ﺧﺎﺻﺔ أن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺟزاء ﻗد ﯾﺷوش ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻣﺑدأ
اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
- 1وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﻏﺮض اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ إﻗﺘﺼﺎر إﺟﺮاء اﻟﺤﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﯿﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻌﺪدة ﺑﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 27رﻏﻢ أن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﺪﺧﻞ
ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﻨﺰﯾﮭﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺸﻜﻞ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﻣﻊ ﻧﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﺎدة 26ﺗﺸﻜﻞ ﺳﺒﺒﺎ ﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﺤﺠﺰ ،وأن اﻟﻤﺎدة 26
ﺟﺎءت ﻟﺘﻤﻨﻊ ﻛﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻨﺰﯾﮭﺔ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﮭﺎ وﺑﺪون ﺗﺤﺪﯾﺪ .
206
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻠﻊ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧرﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﺻوص أﺧرى
ذات ﺻﻠﺔ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﺣﯾث ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻣرﺳوم 90ـ 266اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌرف اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل ﻣﻧﻘول ﻣﺎدي ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة
140ﻣﻛرر ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌرف اﻟﻣﻧﺗوج ﻛل ﻣﺎل ﻣﻧﻘول وﻟو ﻛﺎن ﻣﺗﺻﻼ ﺑﻌﻘﺎر .
وﻫﻛذا ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣن اﻟﺣﺟز اﻟﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
ﯾﻧﺣﺻر ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر وﺣﺗﻰ إو ن ﻛﺎﻧت ﺗﻧدرج ﺿﻣن إطﺎر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﻟﻠﺣﺟز ﻓﺈﻧﻪ
ﻻﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺟز ﻣﺎ دام أن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرﻓﻪ ﻫﻲ ﻋﻘﺎر ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺳﯾط ﻛون
أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺧﺿﻊ ﻹﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻋﻠﻰ
ﺟواز ﺣﺟز اﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗرد
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻻرﺗﻛﺎب وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،1وﯾﻣﻛن إﻋطﺎء أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ،
ﻓوﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ وﺳﺎﺋل
ﻣﺳﺎﻋدة ،وﻛذﻟك اﻵﻻت اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
وﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﺟواز ﺣﺟز اﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺣل
ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ وﻟﯾس ﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﻔرض اﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻛون ﻗد ارﺗﻛب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﻟﻠﺣﺟز ﻟﻛن ﻧﺷﺎطﻪ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت وﻟﯾس ﺳﻠﻊ ،ﻫﻧﺎ اﻟﺟواب ﻗد ﯾﻛون ﺑﻌدم ﺟواز اﻟﺣﺟز
ﻛون أن اﻟﻧص ﺻرﯾﺢ ﺑﻘﺻر اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ وﻟﯾس اﻟﺧدﻣﺎت ﻛون أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﯾﺳت ﺑﻣﺎل ﻣﻧﻘول
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﺗﺻور إﯾﻘﺎع اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﻛن ﻗد ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﺑول اﻟﺣﺟز إذا أﺧذﻧﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻧص
ﻛوﻧﻪ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
ﻣﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت.
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب ﻋدم اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺔ ﺣﺟز اﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إذ أن ﻫذا اﻟﺣﺟز ﻣﻘﯾد ﻣن ﺟﻬﺔ ﺑﺧطورة اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدر ﺑﻛﻣﯾﺔ
اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣﻘﯾد أﯾﺿﺎ ﺑﺎﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،وﻫو ﻛل ﺷﺧص
- 1رﺣﻤﺎﻧﻲ ﺣﺴﯿﺒﺔ ،اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺠﻤﺮﻛﯿﺔ وإﺛﺒﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯿﺰي وزو ب س ن،
ص .21
207
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺑﺗت ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻠﻌﺗﺎد أو اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﺛﺑت أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم
ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﺟل ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
وﯾﺗﻌﯾن ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﻣدى ﺗوﻓر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﻐﯾر إﺛﺑﺎت ﻋدم اﻟﻌﻠم ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ ،وﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
ذﻟك أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻘراﺋن ،ﻓﺎﻟﻧﺎﻗل اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻣﺛﻼ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،
وﻛذﻟك اﻟﻣؤﺟر واﻟﻣﻌﯾر.
إو ذا ﺗم اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ ﻋﺗﺎد أو ﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗردادﻫﺎ إﻣﺎ ﺑطﻠب
أﻣﺎم اﻟﺳﯾد وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إو ﻣﺎ ﺑطﻠب أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ
ﻣﺣل اﻟﺣﺟز ،وﯾﺗﻌﯾن ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠب ﻗﺑل أن ﯾﺻﯾر ﺣﻛم اﻟﻣﺻﺎدرة ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،ﻓﺈذا أﺻﺑﺢ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﻐﯾر
ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ أﻣﺎﻣﻪ ﺳوى اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ .
وﻣن ﺷروط اﻟﺣﺟز أﯾﺿﺎ أن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻻ ﯾﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
اﻷﺧرى اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﻫذا ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﺟﺎوز
اﻟﺣﺟز ﻧطﺎق اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺑطﻼن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷق ﻟﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻘﺎﻧون .
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
ﺣﺗﻰ ﯾﻘﻊ اﻟﺣﺟز ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﯾﺣرروا ﻣﺣﺿر ﺟرد
ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة ﯾﺣدد ﺷﻛﻠﻪ إو ﺟراءاﺗﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم .
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺻدر اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 472 -05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2005/12/13ﻟﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد
إﺟراءات ﺟرد اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02 - 04ﺣﯾث ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 02
ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺟرد ﺑﺄﻧﻪ اﻹﺣﺻﺎء اﻟوﺻﻔﻲ واﻟﺗﻘدﯾري ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻣواد ﻣوﺿوع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد 10و 11و 13و 14و 20و 22و 23و 24و 25و 26و) 27اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن 02و (07و28
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04واﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 08 -04وﻛذﻟك اﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ .
208
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 03ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻋﻠﻰ أن ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﯾرﻓق داﺋﻣﺎ ﺑﻣﺣﺿر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻠو اﻟﻣﻠف ﻣن ﻣﺣﺿر اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑطﻼﻧﻪ ﻓﺈن ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﯾﺻﺑﺢ
ﺑدون أﺛر .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 04ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن
ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :رﻗم وﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣﺿر إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟذي ﯾﺑرر اﻟﺣﺟز وﺗﺣرﯾر اﻟﺟرد ؛ رﻗم
اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻟﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ؛ اﻟﻬوﯾﺔ واﻟﻧﺷﺎط واﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ورﻗم اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
وﻋﻧوان ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ـ طﺑﯾﻌﺔ وﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣواد واﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺣﺟوزة واﻟﺗﻲ ﺗم ﺟردﻫﺎ وﺗﻘدﯾرﻫﺎ طﺑﻘﺎ
ﻟوﺣدة اﻟﻘﯾﺎس وﻛذا ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟوﺣدوﯾﺔ واﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ؛ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻛﺎن إﺟراء اﻟﺟرد ؛ ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎن إﯾداع
اﻟﻣواد واﻟﻌﺗﺎد واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺣﺟوزة وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣراﺳﺗﻬﺎ ؛ ﻫوﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ إو ﻣﺿﺎء اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺣﺟز واﻟﺟرد ؛ اﺳم وﻟﻘب إو ﻣﺿﺎء اﻟﻣﺧﺎﻟف.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ
ﻧﺳﺦ ،وذﻟك ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﯾﺗﻌﯾن أن ﻻﯾﺗﺿﻣن ﺷطﺑﺎ أو
ﺣﺷوا أو إﺣﺎﻟﺔ ،وﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﺗﺣرﯾرﻩ ﯾﺗم إﻣﺿﺎءﻩ وﺟوﺑﺎ ﻣن ﻧﻔس اﻷﻋوان اﻟذﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﺗﺣرﯾرﻩ ،
وﯾطﻠب إﻣﺿﺎءﻩ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟف أو وﻛﯾﻠﻪ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﻪ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﺷﺎر إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر .
وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ أن ﻣدة ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع وﻗدرﻫﺎ ﺑﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻋﻠﻰ
اﻷﻛﺛر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫﻲ ﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻗد ﺗﻣس ﺑﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ وﻗد
ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗواطؤ أو اﻻﺑﺗزاز ،ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻣن اﻷﺣﺳن أن ﯾﺣرر اﻟﻣﺣﺿر ﻓور ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن إﺟﺑﺎر اﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﺣرﯾرﻩ ﺑﺄن ﯾﻛوﻧوا أوﻓﯾﺎء ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم
اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن أﺟل ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺗﻧظﯾم وﺳﺎﺋل دﻓﺎع ﻣزورة ﻟﺗزﯾﯾف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .1
وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾرﺗب ﺟزاء ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز اﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺈﻋداد
ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد اﻟﻣدة اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬم ﻗﺎﻧوﻧﺎ واﻛﺗﻔﻰ ﺑﻌﺑﺎرة ﯾﺟب ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف ﯾطرح إﺷﻛﺎﻻ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺻﺣﺔ إﺟراءات ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ،إذ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺟوﻫرﯾﺔ اﻹﺟراء ،وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن
اﺣﺗرام اﻟﻣدة ﻫو إﺟراء ﺟوﻫري ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺑطﻼن ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد وﻣﻧﻪ ﺑطﻼن اﻟﺣﺟز وﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﻣر
ﺑرﻓﻌﻪ إو رﺟﺎع اﻟﻣﺣﺟوزات .
209
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋﻧد اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﺣﺿر ﻷﺷﻛﺎﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟذي ﯾرﺳﻠﻪ
إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ .
إن ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﯾﺷﻛل إﺟراء ﺟوﻫري ﯾرﺗب ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﺑطﻼن اﻟﺣﺟز ،ﺣﯾث أن ﻫذا
اﻹﺟراء ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻻﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺿﻣن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻋدم ﺗﻌﺳف
أﻋوان ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻧﺣراﻓﻬم ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﺟز.
ﻓﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﻫو اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺎدي اﻟواﺟب اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ ﻋﻧد اﻟﻧزاع ﺣول طﺑﯾﻌﺔ وﻗﯾﻣﺔ وﻋدد وﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر ﯾﻌد ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﺣرﯾرﻩ ،واﻟذﯾن ﯾﺗﻌﯾن
ﻋﻠﯾﻬم اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟدﻗﯾق ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺟوزات ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻣﻧﺣﻬم ﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄي
ﺧﺑﯾر ﯾروﻧﻪ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أروا أن ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺟرد وﺗﻘدﯾر اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة وﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻧﻔﻘﺎت وﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺧﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺧﺎﻟف.1
وﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﺑﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺟوزات ﻓﺈﻧﻬم ﯾرﺟﻌون إﻟﻰ
ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣدوﻧﻬﺎ ﻣن ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻣن ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻟذي ﯾﺣدد ﺣﺳب
آﺧر اﻟﻔواﺗﯾر اﻟﻣﺣررة واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻣواد أو ﻣواد ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈﻧﻬم
ﯾرﺟﻌون إﻟﻰ ﺳﻌر اﻟﺳوق اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺷروط اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻵﺧرﯾن اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﻔس ﻧﺷﺎط ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .2
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟرد ،ﯾﺗم إﺟراء ﺟرد ﺟدﯾد و /أو ﺟرد ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﯾﺗﺿﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺑرر
ذﻟك )اﻟﻣﺎدة 07ﻣن اﻟﻣرﺳوم ....ﺷرح ﻫذا اﻹﺟراء( .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻠﺣق ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 05ـ 472واﻟﻣﺣدد ﻟﺷﻛل ﻣﺣﺿر اﻟﺟرد ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺗﺿﻣن ﻓﺻﻼ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺟوزات ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻣواد ﻓﻲ ﺟدول ،واﻟﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﺟدول ،واﻟﺗﺟﻬﯾزات ﻓﻲ ﺟدول ،
ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ أن ﻛل ﺟدول ﯾﺗﺿﻣن ﺧﻣس ﺧﺎﻧﺎت ،اﻷوﻟﻰ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻛﻣﯾﺔ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ
وﻣﻛﺎن إﺟراء اﻟﺟرد ،واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻣﻛﺎن اﻹﯾداع وﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺣراﺳﺔ ،واﻟراﺑﻌﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻟوﺣدوﯾﺔ ﻟﻠﻣواد
ﻟﻠﻣﺣﺟوز واﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻛل اﻟرﺳوم.3
210
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس
آﺛﺎر اﻟﺣﺟز
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺟز ﻣن اﻟﺟزاءات اﻻﺣﺗ ارزﯾﺔ ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾؤدي ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ إﻟﻰ إﻧﻬﺎء ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣﺟوزة ،إو ﻧﻣﺎ ﻓﻘط إﻟﻰ ﻏل ﯾدﻩ ﻋن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﻫﺑﺗﻬﺎ أو ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ
ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب ﺟﻧﺢ ﺗﺑدﯾد اﻷﻣوال اﻟﻣﺣﺟوزة وﻓض اﻷﺧﺗﺎم ﺑدون إذن
ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺻرف ﻻ ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ ﺣق اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺣﺟوز وﻧزﻋﻪ ﻣن أي
ﯾد ﻛﺎﻧت ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﻪ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺣﺟز إﻟﻰ ﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﺎل
اﻟﻣﺣﺟوز.
إذن ،ﻓﺎﻟﺣﺟز ﻗد ﯾرﺗب اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﺻﯾرﻩ ﻣرﺗﺑط
ﺑﻣﺂل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف .
أوﻻ -طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺣراﺳﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺣﺟوز :إن ﺗﺻور ﺗﺻرف اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺣﺟوز ﻫو أﻣر وارد ،ذﻟك أﻧﻪ إذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑﻘﺎء اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺗﺣت ﺣراﺳﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﻫﻧﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﺗﺣت
ﯾدﻩ ،رﻏم أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺟب أن ﺗﺷﻣﻊ ﺑﺎﻟﺷﻣﻊ اﻷﺣﻣر ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﺣول ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﺣراﺳﺔ
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﺟﺎز ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻌت اﻟﺣﺟز أن ﺗﻛﻠف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻛب
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺣراﺳﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﻟﻪ ﻣﺣﻼت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧزﯾن ،ﻫﻧﺎ ﯾﺑدو أن ﻫذا اﻟﺗﻛﻠﯾف
ﻣﺷروط ﺑﺗوﻓر ﻣﺣﻼت اﻟﺗﺧزﯾن وﻟﯾس ﺑﻘﺑول اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈذا ﺗوﻓر ﻫذا اﻟﺷرط اﻟﻣﺎدي ﻓﻼ ﯾﻧظر
ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ رﺿﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻟﯾس اﻟﺗزام
اﺗﻔﺎﻗﻲ.
ورﻏم ﻋدم وﺿوح اﻟﻧص ،ﻓﺈﻧﻪ وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط اﻟﻣﺎدي )ﺗوﻓر ﻣﺣل ﻟﻠﺗﺧزﯾن ﻟدى
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي( إﻻ أن ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺣراﺳﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﯾرﺟﻊ داﺋﻣﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻌت اﻟﺣﺟز ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ إذا رأت وﻧظ ار ﻟﺧطورة اﻟوﻗﺎﺋﻊ أو ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة
211
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻣﻊ ﺗوﻗﻊ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎدرة أن ﺗﺄﻣر ﺑﻧﻘل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة إﻟﻰ ﻣﻛﺎن آﺧر وﺗوﻛل
ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﺟز ﻹدارة أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ .
إن اﻋﺗﺑﺎر ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺣراﺳﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﯾﺷﻛل اﻟﺗزاﻣﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾرﺗب ﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ رﻓض اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،ذﻟك أن رﻓض اﻟﺣراﺳﺔ ﯾﺷﻛل
إﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟدوﻟﺔ ،إذ أن ﻫﻼك وﺿﯾﺎع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺑﺳﺑب
ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺣراﺳﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻟزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻬت
اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻼك وﺿﯾﺎع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺑﺳﺑب رﻓض
اﻟﺣراﺳﺔ ﯾﺷﻛل ﺟﻧﺣﺔ ﺗﺑدﯾد أﻣوال ﻣﺣﺟوزة اﻷﻣر اﻟذي ﯾرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
وﻧظ ار ﻟﺗﻛﯾﯾف ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺎﻟﺣراﺳﺔ اﻟﺗزاﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻓﺈن ﻧﻔﻘﺎت ﺗﻧﻔﯾذ
ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ،ﻛون أن ﻧﻔﻘﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام داﺋﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﻪ ،ﻓﯾﺗﺣﻣل ﺑذﻟك اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﺟرة اﻟﺣراس ،وﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻛﻬرﺑﺎء ،وﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻧظﺎﻓﺔ إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك ،وﯾﺗﺣﻣل
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣراﺳﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗم ﻧﻘل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة إﻟﻰ ﻣﺣﻼت أﺧرى
ﻏﯾر ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻪ وﺗﻣت اﻟﺣراﺳﺔ ﻣن طرف أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻐﯾر ،وﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣراﺳﺔ إذا ﺗﻣت ﻣن طرف أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،أﻣﺎ إذا أﺳﻧدت اﻟﺣراﺳﺔ إﻟﻰ
ﺷﺧص ﻋﺎدي ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻫو اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،ﻟﻛن ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت إذا اﻧﺗﻬﻰ اﻷﻣر إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣﺟز ﺧﺎﺻﺔ إذا أﺛﺑت أﻧﻪ
ﻟو ﻟم ﯾوﻗﻊ اﻟﺣﺟز ﻟﻛﺎن ﻗد ﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة دون اﻧﺗظﺎر ﻛل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ اﻟﺣﺟز ،
وﻫذﻩ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻋﻧد دراﺳﺔ ﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض واﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 45ﻣن اﻟﻘﺎﻧون . 02-04
وﻟم ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺷرع ﺑﻔﻛرة اﻟﺣراﺳﺔ اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣﺟوزة ﺣﺟ از ﻣﺎدﯾﺎ ﺑﻣﺟرد ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ
ﻣﺣﺿر اﻟﺣﺟز ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﺷﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﺣﺎرس ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﺻﻔﺗﻪ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة
إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻘﺑل ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،إو ذا ﺗﺧﻠﻔت ﻫذﻩ اﻹﺷﺎرة ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺿر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑطل ﻛوﻧﻪ ﻗد ﻟﺣﻘﻪ
ﻋﯾب ﺟوﻫري .
212
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﺻﯾر اﻟﺣﺟز :إن ﺣﺟز اﻟﺳﻠﻊ ﻣن طرف أﻋوان اﻹدارة اﻟﻣؤﻫﻠون ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة
أﯾﻠوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،إذ أن اﻟﺣﺟز ﻣﺎ ﻫو إﻻ إﺟراء ﺗﺣﻔظﻲ ﯾﺗوﻗف ﻣﺻﯾرﻩ ﺑﻣﺻﯾر
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟف ،1ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺣﺟز ﻛذﻟك ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺳﻼﻣﺔ إﺟراءات ﺿرﺑﻪ .
ﻓﺈذا اﻧﺗﻬت اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺻدور ﺣﻛم ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈداﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم
ﺑﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة.
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﻟﻠﺳﻠﻊ ﺑطﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎدرة
ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﯾﻘوﻣوا
ﺑﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻣن طرف ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو ﺑﺎﻟرﺟوع
إﻟﻰ ﺳﻌر اﻟﺳوق .2
ﻓﺈذا ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن إﻟزام اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗم ﺗﺣدﯾدﻩ ﻛﻣﺑﻠﻎ ﻣﺳﺎوي ﻟﻠﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺣﺟوزة اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﯾﺳﺗوي ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺟز اﻟﻌﯾﻧﻲ إذا ﻟم ﯾﺗﻣﻛن
اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣواد اﻟﻣﺣﺟوزة واﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﺗﺣت ﺣراﺳﺗﻪ .
وﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 42ف 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ02
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻣوﺿوع اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧرى
أن ﻫذا اﻟﻧص ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻏﺎﻣض ،إذ أﻧﻪ ﺗﺻور ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻورﻩ،
إذ اﻟﺛﺎﺑت أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣﺣﺟوزة ﺣﺟ از ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﺑﯾﻌﻬﺎ ،وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﻘﺻد أن
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺳﺎوي ﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ﻫو اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛم
ﺑﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة.
1
-وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﻋﻄﻰ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ﺳﻠﻄﺔ إﺻﺪار ﻗﺮار إداري ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﻮري ﻟﻠﺴﻠﻊ اﻟﻤﺤﺠﻮزة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺤﺎﻟﺔ
اﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻤﺤﺠﻮزة أو ﻟﻈﺮوف ﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺼﺪر اﻟﻮاﻟﻲ ﻗﺮار اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﻮري ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاح اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻮﻻﺋﻲ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة
،وﯾﺘﻢ ھﺬا اﻟﺒﯿﻊ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺎﻟﻤﺰاد اﻟﻌﻠﻨﻲ ودون اﻟﻤﺮور ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ
اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﯾﻘﺮر وﻋﻮض اﻟﺒﯿﻊ ﻟﻠﺴﻠﻊ اﻟﻤﺤﺠﻮزة ﺗﺤﻮﯾﻠﮭﺎ ﻣﺠﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﮭﯿﺌﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺻﻼﺣﯿﺔ
اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻤﺤﺠﻮزة ﻟﻠﺒﯿﻊ أو اﻟﺘﺤﻮﯾﻞ اﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺮر إﺗﻼﻓﮭﺎ ﻣﻦ طﺮف اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ وذﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮر اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺆھﻠﺔ وﺗﺤﺖ ﻣﺮاﻗﺒﺘﮭﺎ ،وﯾﺤﺮر ﻣﺤﻀﺮ
إﺗﻼف ﺑﺬﻟﻚ .
- 2اﻟﻤﺎدة 42ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 04ـ. 02
213
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻣﺎ إذا اﻧﺗﻬت ﻫذﻩ اﻟدﻋوى إﻟﻰ ﺻدور ﺣﻛم ﺑﺑراءة اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
طﻠب ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أن ﯾﺄﻣر ﺑرﻓﻊ اﻟﯾد ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة وردﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺟوز ﻋﻠﯾﻪ ،وﯾﻛون ﻧﻔس
اﻟﺣﻛم إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑطﻼن إﺟراءات اﻟﺣﺟز .
إن ﺻدور ﺣﻛم ﺑرﻓﻊ اﻟﯾد ﯾﺗوﺟب إذن ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إرﺟﺎع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة إﻟﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،
ﻓﺈذا ﻟم ﺗﻛن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﻣوﺟودة ﻛﺄن ﯾﻛون ﻗد ﺗم اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أو ﺗم إﺗﻼﻓﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻌوﯾض ﯾﺳﺎوي
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻣن طرﻓﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﺟز ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾطﺎﻟب أﯾﺿﺎ
ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ﻣن اﻟﺣﺟز اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺣﻣل اﻟدوﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﺟﻣﯾﻊ
ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺣﺟز اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدﻫﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺻﺎدي ﻛﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺣراﺳﺔ ﻣﺛﻼ .1
إن ﺗﺣﻣﯾل اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻫﻧﺎ ﯾﻛون أﺳﺎﺳﻪ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺧﻼل اﻹدارة
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻬﺎ ،وﯾﻧﺳب ﻫذا اﻟﺧطﺄ إﻟﻰ اﻹدارة ﺑﺎﻟرﻏم أﻧﻪ ﻗد ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺎدﯾﺎ أﺣد ﻣوظﻔﯾﻬﺎ .
وﻻ ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ إﻻ إذا أﺛﺑت اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻗوع ﺿرر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺟراء ﺧطﺄ اﻹدارة ،
ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺿرر ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻓﻲ ﺻورة ﺗﻔوﯾت ﻓرﺻﺔ .
وﺗرﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿد اﻟواﻟﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟوﻻﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺣﺟز ﻗد ﺗم ﻣن طرف أﻋوان ﻣﺻﺎﻟﺢ
ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟذﯾن ﻫم ﺗﺎﺑﻌون ﻟو ازرة اﻟﺗﺟﺎرة .
وﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻣن دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل
وﻫﻲ ﺑذﻟك دﻋوى إدارﯾﺔ ﯾﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻓﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب وﻣﺎ ﻟﺣﻘﻪ ﻣن ﺧﺳﺎرة ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺿرار اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ
اﻷﺿرار اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﯾﻘدر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺣﺳب اﻟظروف اﻟﻣﻼﺑﺳﺔ وﻫﻲ ﺑذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗرﺟﻊ
ﻟﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ .
214
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻐﻠق اﻹداري اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري
ﯾﻌﺗﺑر ﻏﻠق اﻟﻣﺣل ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻪ ﺗدﺑﯾ ار اﺣﺗ ارزﯾﺎ ﻣﺣﻠﻪ ﺣظر ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣﺣل ،
وﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر أن اﻟﻣﺣل ﻗد ﺳﺎﻋد اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ،وأن اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﯾﺣﺗﻣل
أن ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت أﺧرى ،ﻓﯾﻛون ﻓﻲ ﻏﻠق اﻟﻣﺣل ﻣﺎ ﯾﻘطﻊ اﻟظروف اﻟﻣﺳﻬﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد
اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ .1
واﻟﻐﻠق اﻹداري اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻫو ﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة
واﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾطﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ، 02-04ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 46ف 1ﻣﻧﻪ " ﯾﻣﻛن اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح
ﻣن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،أن ﯾﺗﺧذ ﺑواﺳطﺔ ﻗرار إﺟراءات ﻏﻠق إدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣدة
ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 14 ، 13، 11 ، 10
53 ،28 ، 27، 26 ، 25، 24 ، 23، 22 ، 20 ،ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 47ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻠﯾط ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﻟﻛل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون .
إن دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﺟزاء ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻓرﺿﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ إﺻدارﻩ
ﻣن ﺟﻬﺔ و ﻋﻠﻰ آﺛﺎرﻩ و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻫذا ﻣﺎ
ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺗﺑﺎﻋﺎ .
اﻟﻔرع اﻷول
أﺳﺑﺎب اﻟﻐﻠق اﻹداري
اﻟﻐﻠق اﻹداري ﻟﻠﻣﺣل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘوﺑﺔ ذات طﺎﺑﻊ إداري ﻣﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺟب أن
ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺛﺑت ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ وﻗوﻋﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾط ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻐﻠق ﻛﺟزاء ﯾﺻدر ﻓﻲ ﺻورة ﻗرار إداري ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻐﻠق ﻗ ار ار ﻣﺳﺑﺑﺎ ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺳﺑﯾب أن ﯾﻔﺻﺢ ﻋن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
- 1ﻋﺒﺪ ﷲ ﺳﻠﯿﻤﺎن ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻹﺣﺘﺮازﯾﺔ ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1990ص .158
215
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘرار ،ﺳواء ﻛﺎن اﻹﻓﺻﺎح واﺟﺑﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﻟزام ﻗﺿﺎﺋﻲ أو ﺟﺎء ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن
اﻹدارة.1
ورﻏم ﻋدم وﺟود ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﻠزم اﻹدارة ﺑﺄن ﺗﺑﯾن ﻓﻲ ﻣﺿﻣون ﻗرار اﻟﻐﻠق اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ارﺗﻛزت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻹﺻدارﻩ ،إﻻ أن ﻗراءة ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 46ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻘول أن ﻗرار اﻟﻐﻠق
ﯾﺟب أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﺑﺑﻌض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻛل أﺳﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠﻘرار وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أﺳﺎﺳﺎ
ﻓﻲ:
-اﻻﻗﺗراح اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﺿر ﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق.
-ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺿﺑوطﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻣواد ،10 :
53 ،28 ،27 ،26 ،25 ،24 ،23 ،22 ،20 ،14 ،13 ،11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود.
إن ﺳﻠطﺔ اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ إﺻدار ﻗرار اﻟﻐﻠق ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 46
اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ،ﻓﺈذا ﺻدر اﻟﻘرار اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت أﺧرى ﻓﺈن اﻟﺳﺑب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻐﻠق ﯾﻛون ﻏﯾر
ﻣﺷروع ،ﻛون اﻟﻘرار ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗد ﺻدر ﺧﺎرج ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ،وﺳﺑب ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻫﻧﺎ
واﺿﺢ ﻛون أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺿﺑوطﺔ .2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺣدﯾد ﺟﻬﺔ اﺧﺗﺻﺎص ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق اﻹداري
ﺗﺣدد اﻟﻣﺎدة 46ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺑدﻗﺔ ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ إﺻدار ﻗرار اﻟﻐﻠق ،ﺑﺣﯾث
أﻧﻬﺎ ﻗﺻرت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواﻟﻲ دون ﻏﯾرﻩ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﻣوظف أو ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ أﺧرى
أن ﺗﺗﻌدى ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أن ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺑﻣﻔردﻩ ﻓﻼ
ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ أو ﯾﻔوﺿﻪ ﻟﻐﯾرﻩ إﻻ ﺑﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺻرﯾﺢ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻠك ﻣﺛﻼ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة أن ﯾﺻدر
ﻗرار اﻟﻐﻠق رﻏم أن ﻣوظﻔﯾﻪ ﻫم اﻟﻣﺧﺗﺻون ﺑﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﻟﻠﻐﻠق ،ﻛﻣﺎ أن ﻗرار اﻟﻐﻠق ﯾﺻدر
- 1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺷﻔﯿﻖ ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻘﺮار اﻹداري اﻟﻤﻀﺎد ،ر د ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺰﻗﺎزﯾﻖ ،ب ت ن ،ص .192
- 2ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺎر ﺷﻨﻄﺎوي ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ،ج ، 02ط ، 01دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻤﺎن ،2008ص .874
216
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻣﻧﻪ ،ﻓﻠذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﺎﻣﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ أن ﯾﺑذل ﺟﻬدﻩ
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺻدر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻘرار. 1
واﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﻫو اﻟواﻟﻲ اﻟذي ﺗﻘﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧطﺎق اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠوﻻﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ وﻗوع اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻋﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ.
وﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟواﻟﻲ ﻹﺻدار ﻗرار اﻟﻐﻠق أن ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻗﺗراح اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة،
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﻗﺗراح ﺗﻌﺑﯾر ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﻹﺧﺿﺎع ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗداول ﻣن ﺳﻠطﺔ
إدارﯾﺔ أﺧرى.2
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﯾﻘدم اﻗﺗراﺣﻪ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣراﺳﻠﺔ ﻣﺳﺑﺑﺔ وﻣﻌززة
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺳﻧدة ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻹﺟراء ﯾﻌﺗﺑر إﺟراء
أوﻟﻲ ﺿروري ﻟﺻﺣﺔ ﻗرار اﻟﻐﻠق ،ﻟﻛن ﻫذا اﻹﺟراء ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻋن ﻗرار اﻟﻐﻠق ﻛون أن
اﻻﻗﺗراح اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻔﻬوم ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻠﻘرار اﻹداري ﻛوﻧﻪ ﻻ
ﯾﻌدو ﻣﺟرد اﻗﺗراح ﻻ ﯾرﺗب أي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺣرر ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ .
ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﻗﺗراح واﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣﺳب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ أن ﻣﺻدر اﻟﻘرار ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺿﻣون اﻻﻗﺗراح اﻟﻣﻘدم إذ ﯾﻣﻠك رﻓض اﻟﺗﺳﺑﯾب اﻟﻣﻘدم وطﻠب ﺗﻘدﯾم
اﻗﺗراح ﺟدﯾد ن أو ﺣﺗﻰ اﻟﻌدول ﻋن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻛﻠﯾﺔ ،وﻟﻛن إذا ﻗررت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺗﺑﻧﻲ ﻣﺿﻣون اﻻﻗﺗراح دون ﺗﻐﯾﯾر ،أﻣﺎ إذا رات ورﻏم وﺟود اﻻﻗﺗراح
ﺑﺎﻟﻐﻠق ﻋدم إﺻدار ﻗرار ﺑﺎﻟﻐﻠق ﻓﻬﻲ ﺣرة ﻓﻲ ذﻟك ﻻﻣﻌﻘب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣت ﺑﺎﻹﻗﺗراح.3
وﯾرﻣﻲ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﻓرض وﺟوب اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ اﻻﻗﺗراح ﻋﻧد إﺻدار ﻗرار اﻟﻐﻠق إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺟﻬﺔ
أﺧرى ﺑﺟﺎﻧب ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑرأﯾﻬﺎ وﻣﺷورﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻗرار ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﯾﺿﻣن ﺳﻼﻣﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون .4
وﻟﺋن ﻛﺎن وﺟود اﻻﻗﺗراح ﻫو إﺟراء ﺟوﻫري وﺿروري ﻟﺻﺣﺔ ﻗرار اﻟﻐﻠق إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ
وﺟوﺑﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟرأي اﻟوارد ﻓﻲ اﻻﻗﺗراح ،ﻛون أن ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺈﺻدار ﻗرار اﻟﻐﻠق ،
ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺎر ﺷﻨﻄﺎوي ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ،ج ، 02ط ، 01دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻤﺎن ،2008ص .728 -1
ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺎر ﺷﻨﻄﺎوي ،م س ،ص .774 -
2
217
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إذ ﻟﻪ ﺣﺗﻰ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﻗﺗراح ﺑﺎﻟﻐﻠق أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن إﺻدار ﻗرار ﺑذﻟك ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻣن ﺧﻼل ﻋﺑﺎرة
"ﯾﺟوز" اﻟواردة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 46اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ .
إن ﺟﻌل ﺳﻠطﺔ اﻟﻐﻠق ﺳﻠطﺔ ﺟوازﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺدارة ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣوﻗف ،ﺣﯾث
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟواﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﺳﻠطﺗﻪ إذا ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟذﻟك ،
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣدد ﻟﻪ ﻧطﺎق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾن ﻟﻪ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﺗدﺧل ،ﻟﻛن ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺗرك ﻟﻪ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ أن ﯾﺗدﺧل أو أن ﻻ ﯾﺗدﺧل .1
وﯾﻣﻠك اﻟواﻟﻲ ﺳﻠطﺔ ﻧﺷر ﻗرار اﻟﻐﻠق ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟواﻟﻲ
ﻛﺟزاء إﺿﺎﻓﻲ ﺟوازي ،وﺗﻛون ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﺷر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻗرار اﻟﻐﻠق.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
آﺛﺎر اﻟﻐﻠق اﻹداري ﻟﻠﻣﺣل
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐﻠق اﻹداري إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺿﺑط اﻹداري ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻹﺟراء ﻻ ﯾﻬدف ﻓﻲ
اﻷﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑل ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إو ﻟﻰ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻛرارﻫﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻫﻧﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑل ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺣل ﻧﻔﺳﻪ ،إذ أن اﻟﻐﻠق ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ،2ﻓﺎﻟﺟزاء ﻫﻧﺎ ﻫو ﺟزاء ﻋﯾﻧﻲ وﻟﯾس ﺷﺧﺻﻲ ،ﺑﺣﯾث أﻧﻪ إذا ﻗﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻧﻘل
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻌد ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﺟزاء ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ أي ﯾد ﻛﺎن ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ﺑﻌد اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ أو ﺷطب اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ﻓﺈن اﻟﻐﻠق ﻻ ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي أﺻﺑﺢ ﺑﺎﺳم ﻣﺎﻟك آﺧر وﺑﺳﺟل ﺗﺟﺎري ﺟدﯾد.
ورﻏم ذﻟك،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻐﻠق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﻔس
اﻟﻧﺷﺎط ﺧﻼل ﻣدة اﻟﻐﻠق ،أي أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أن ﻻ ﯾﻣﺎرس ﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن آﺧر طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة
اﻟﻐﻠق ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻠﻐﻠق. 3
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ أو اﺳﺗﻣرار وﻗوﻋﻬﺎ ،ﻏﯾر أن
ﻟﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﺂﺧذ ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ أن آﺛﺎر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑل أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض
- 1ﻣﺼﻠﺢ اﻟﺼﺮاﯾﺮة ،ﻣﺪى ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ أﻗﺮھﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻺدارة ،ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ
دﻣﺸﻖ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ، 25اﻟﻌﺪد اﻷول ،س ،2009ص .166
2
-CEF.28/02/1996. N150878. D.1996.IR132.
- 3ﻋﺒﺪ ﷲ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺳﻠﯿﻤﺎن ،م س ،ص .158
218
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻣل ﻣﺛﻼ ﻟدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق ﻛون
أن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺻﺎب ﺑﺎﻟﺷﻠل اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾدﻓﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ أﺟرة ﻋﻣﺎﻟﻪ أو
اﻟﺗوﻗف ﻋن دﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻗد ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
اﻟذﯾن ﻗد ﺗﺗﻌطل ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣوال
اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻧﺷﺎط اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺟراﻣﻲ ﻣؤدﯾﺎ إﻟﻰ أﺿرار ﺟﺳﯾﻣﺔ ﯾﺻﻌب ﺗدارﻛﻬﺎ أو ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم إرﺗداع اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺧرى ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود .1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺎﻟك وﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﻟﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣل ﺣق اﻣﺗﯾﺎز أو رﻫن أو دﯾن ﻓﺈن
ﺣﻘوﻗﻬم ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣﻔوظﺔ إذا ظﻠوا ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻫذا اﻟﺣل ﺗم اﻷﺧذ ﺑﻪ ﻣن طرف ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ و اﻟﺳوري ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﺗﺗﻘﯾد ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟرأي ﺣﯾث
اﻋﺗﺑرت اﻹﻏﻼق ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣول دون ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ أن ﺗﻛون آﺛﺎرﻫﺎ ﻣﺗﻌدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر.2
ﻟذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع وﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺣددة ﻣن
ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن ،ﺣﯾث أن ﻗرار اﻟﻐﻠق ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻪ إﺟراء ﻣؤﻗت ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة اﻟﻐﻠق
ﺳﺗون ﯾوﻣﺎ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺻف اﻟﻐﻠق ﺑﺄﻧﻪ ﺟزاء إداري ﻣﺣدود اﻷﺛر ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣن وﻫذا ﻫو ﺷﺄن
أي ﺟزاء إداري ،إذ أن اﻟﻐﻠق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ أو اﻟﺷطب ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻫو إﺟراء ﻏﯾر ﺟﺎﺋز دﺳﺗورﯾﺎ ﻛون
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣرﯾﺔ أو ﺣق أﺳﺎﺳﻲ .3
وﻻ ﯾوﺿﺢ اﻟﻧص ﺑدﻗﺔ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدأ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺳﺎب اﻟﺳﺗون ﯾوﻣﺎ ،ﻫل ﻫﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﻘرار
أو ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ أو ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧص ﻻ ﯾوﺿﺢ ﺑدﻗﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار اﻟﻐﻠق ،ﻫل ﯾﺗم اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺑﺻﻔﺔ طواﻋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﺎﻟﻘرار أم أن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺗم ﻋن طرﯾق ﺗﺷﻣﯾﻊ أﻗﻔﺎل
اﻟﻣﺣل ،ﻫذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻏﻠق ﺟدران اﻟﻣﺣل ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘرار
ﯾﻛون ﻋن طرﯾق ﻣﻧﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﻧﺷﺎط ﺗﺟري ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺣﻠﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻣﻣﺎرس ﻟﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري ﺑدون ﺣﯾﺎزة ﻣﺣل ﺗﺟﺎري وﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو .
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص آﺛﺎر اﻟﻐﻠق ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈﻧﻪ ورﻏم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺄت
ﺑﻧص ﺧﺎص ﯾﻧظم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل واﻷﺟﯾر ﺗﻔﯾد إﻟﻰ
- 1أﺑﻮﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ اﻷﻧﺼﺎري ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ، 1997 ،ص . 288
- 2ﻋﺒﺪ ﷲ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺳﻠﯿﻤﺎن ،م س ،ص .160
- 3ﻣﺤﻤﺪ رﻓﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ،ﻣﺒﺎدئ وأﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ، 2005ص .239
219
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﻧﺢ ﺣق اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺟرﺗﻪ ﻣﺎ دام أن ﺳﺑب اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ،وﻣﺎدام أن
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻟم ﺗﻌﻠق ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أﺗت ﺑﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﺛﻼ
ﯾﻠزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣواﺻﻠﺔ أداء اﻷﺟور اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
إﻏﻼق اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري وذﻟك طﯾﻠﺔ ﻣدة اﻹﻏﻼق اﻟﻣؤﻗت .1
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻗرار اﻟﻐﻠق
ﻗرار اﻟﻐﻠق ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن أي ﻗرار إداري ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﺟﻪ ﺿد أي ﻗرار
إداري ،وﻫﻲ دﻋوى ﻓﺣص اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ودﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ودﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ،ﺣﯾث ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 46
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺻرﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣوﺟﻪ ﺿدﻩ اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ
أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ،وﺣﻘﻪ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار اﻟﻐﻠق
اﻟﺻﺎدر ﺿدﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﻘرار ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء .
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﻘرار اﻟﻐﻠق ﻛون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻪ ﻓﺎﺋدﺗﯾن ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﻻ ﺗﺳري آﺛﺎر
ﻗرار اﻟﻐﻠق إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﺑدء آﺟﺎل اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻘرار ،وأﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺷﻛل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟطرﯾق اﻹداري وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣﻊ وﺻل
اﻻﺳﺗﻼم ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم ،وﻗد ﯾﺗم أﯾﺿﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﺿر
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﻠﯾق.
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗم اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻐﻠق ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺗﻣﺣﯾص أﺳﺑﺎﺑﻪ ﻟﯾﺗﺑﯾن ﻣﺎ إذا
ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻔق وﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أم أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺎﻟﻔﻪ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﺿرورة وﺟود اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘرار ،واﻟﻌﺑرة ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،إذ أن ﺧطﺄ اﻹدارة ﻓﻲ إﯾراد اﻟﺳﺑب ﻻ ﯾﺳﻠب ﻣن اﻟﻘرار
ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ﻣﺗﻰ ﺛﺑت أن ﻟﻪ ﺳﺑﺑﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺎ وﻗت ﺻدورﻩ .2
وﻫﻛذا ﻓﺈن ﺟﻌل ﻗرار اﻟﻐﻠق ﺧﺎﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﺳﺑﺎﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟواﻗﻌﯾﺔ ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺿد أي ﺗﻌﺳف ﻗد ﯾﺻدر ﻋن اﻹدارة وﻫﻲ ﺗﺻدر ﻗرارﻫﺎ ﺑﻐﻠق اﻟﻣﺣل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﺟزاء .
220
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
و ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻷداة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﺻﺑﺢ أﻣ ار
ﻣﻘﺑوﻻ ،ﺣﯾث ﯾﺟد ﺗﺑرﯾرﻩ ﻓﻲ اﻧﺣﺳﺎر دور ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﯾدان ﻣن اﻟﻧﺷﺎط ،وﻫذا اﻻﻧﺣﺳﺎر ﺳﺑﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺗﻘﻠص اﻟﻣﻠﺣوظ ﻟدور اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺗﻌوﯾض ،أو ﻣن ﺣﯾث ﺗﺧﻔﻲ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﺋول ﻋن اﻷﻧظﺎر
وﺣﻠول ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣﺣﻠﻪ ﺑﺣﯾث أن ﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗد اﺧﺗﻔﻰ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻧظﺎم اﻟﺗﺄﻣﯾن ، 3ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﺟزاءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ واﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
ﺧرق اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧزﯾﻬﺔ وﺷﻔﺎﻓﺔ .
- 1إﯾﮭﺎب اﻟﺮوﺳﺎن ،ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،دﻓﺎﺗﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ع ، 07ﺟﻮان ، 2012ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،ص.77
- 2إﯾﮭﺎب اﻟﺮوﺳﺎن ،م س ،ص.77
- 3ﺑﻦ ﺧﺪة رﺿﻰ ،م س ،ص . 18
221
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟزﺟر ﻋﺑر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﺻﺑﺢ ﯾﻌﻛس اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻘواﻋد اﻵﻣرة
اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺟزاءات ﺗﺻﺑﺢ ذات وﻗﻊ ﻧﻔﺳﺎﻧﻲ أﻋﻣق ﻟدى ﻣن ﯾﺗﺟﻪ ﻧﺣو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻟدى
اﻟﻣواطن اﻟذي ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺣﻣﻲ ﻣن اﻟﺗﺟﺎوزات واﻻﻋﺗداء ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺟرﻣﺔ وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ،1ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟردع اﻟﺟزاﺋﻲ أﺻﺑﺢ اﻟﻘﯾد اﻷﺑرز ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺎ ﺗوﻟد ﻋﻧﻪ إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻗواﻧﯾن ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﻛس ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣد ﻋﺑر اﻟﻘﺎﻧون ﻋن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﺗﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ﻣن ﺣدود ﻗﺻوى ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻗد ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ .2
ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع وﺑﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ﻣن أﺟل ﻓرض ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك
ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺣددة ﺗﺳﻠط ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺛﺑت ﺿدﻩ ﺧرق اﻟﺗزام ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون .
ﻓﻌﻧد ﻗراءة ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﺧرج اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺧرق اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ؛ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺧرق اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ؛ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺧرق ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ؛ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ ؛ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :ـ اﻟﻐراﻣﺔ ﻛﻌﻘوﺑﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ـ
اﻟﺣﺑس ﻛﻌﻘوﺑﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط أو ﺷطب
اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻧﺷر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
إن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ،
وذﻟك ﻣن ﺣﯾث ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻷرﻛﺎن ،وﻣن ﺣﯾث اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻟﺗﺷﻣل أﺧطﺎء ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ،وﻣن ﺣﯾث أﯾﺿﺎ ﺗﻧوع اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة .
- 1ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻌﻮﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ، 2006 ،ص .47
- 2اﺑﻦ ﺧﺪة رﺿﻰ ،ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،ط ، 2دار اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﺮﺑﺎط ، 2012ص . 13
222
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻷرﻛﺎن
ﺗﻘوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ـ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن أي ﺟرﯾﻣﺔ ـ ﻋﻠﻰ أرﻛﺎن ﯾﻠزم
ﺗوﻓرﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﻣل ﺑﻧﯾﺎﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي واﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي واﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ
،وﻻ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﻣن اﻟدراﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛل رﻛن ﻣن ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن ،ﺑل أﻧﻧﺎ ﺳﻧرﻛز
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي .
اﻟﻔرع اﻷول
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﺈن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻫو اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟرﻛن وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟطﺎﻏﻲ ،
ﻓﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وأن اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو رﻛن ﺿﻌﯾف ﻓﻲ
ﻛﯾﺎﻧﻬﺎ ﻷن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد ﯾﺻﻌب إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺳﻣﺢ
ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾن ﻣن اﻹﻓﻼت ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أو ﺑﺳﺑب ﺻﻌوﺑﺔ إﺛﺑﺎت ﺳوء ﻗﺻدﻫم أو ﺧطﺋﻬم ﻓﻲ
ﺳﻠوﻛﻬم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون .1
وﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻋﻠﻰ ﺛﻼث
ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،اﻷول ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﻐﯾﺎن اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺳﻠوك اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ،واﻟﺛﺎﻟث ﻋدم اﺷﺗراط اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘق اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم.
أوﻻ -طﻐﯾﺎن اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ :اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘﻪ اﻟﻔﺎﻋل
ﺑﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ أو ﺑﺳﻠوك ﺳﻠﺑﻲ ،وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘ ار ﻓﻲ اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،2
ﻟﻛن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أن طﺎﺋﻔﺔ ﺟراﺋم اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻻ ﺗﺟد وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻧظور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻻ ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﺣدودا
- 1ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ،اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ط ، 01اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،
ﺑﯿﺮوت ، 2009ص .36
- 2ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ،م س ،ص .36
223
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
1
،وﻫذا ﺑﺧﻼف اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ
ﺗﺗوﺳﻊ ﻓﯾﻪ اﻹﻧﺷطﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ .
ﻓﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﻛذا ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ ﻫؤﻻء ﻓرض اﻟﻣﺷرع ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ،ﺣﯾث أن ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﺷﻛل ﻣﺧﺎﻓﺔ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻣﺗﻧﻌﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﯾرﻓض ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة ﻋﻧد
اﻟﺑﯾﻊ أو ﯾرﻓض ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻓور طﻠﺑﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻛل
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻛون ﻗد اﺗﺧذ ﻣوﻗﻔﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ إزاء أﻣر اﻟﻘﺎﻧون أي ﺑﺎﻟﺗزام إﺷﻬﺎر أﺳﻌﺎرﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ
وﺑواﺟب ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺗورة ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗزام ﻋدم اﻹﻋﺗراض ﻋﻧد اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ .2
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ :ﯾﺗﻣﯾز اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ وذﻟك
ﺑﻔﻌل اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺎدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻏﯾر
ﻣﺣددة ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻏﺎﻣﺿﺔ وﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺗﺳﻊ ﻷﻛﺛر ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ ﻓن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ
ﺑﺗﻘﻧﯾﺔ "اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻣﻔﺗوح" ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04واﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر،إذ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺟب أن ﺗﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﺻﻔﺔ
ﻣرﺋﯾﺔ وﻣﻘروءة" ،وﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﻧﻊ رﻓض ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﺑدون
ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ .3وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﯾﺗرك ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطﺑﯾق ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر واﺳﻌﺔ ﻟﻸﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻐﺎﻣض واﻟﻐﯾر ﻣﺣدد ﻋﻧد ﺗﺣرﯾرﻫم ﻟﻣﺣﺿر
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر واﺳﻌﺔ ﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻋﻧد ﺗﺣدﯾدﻫم ﻟﻣدى ﺗﺣﻘق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﺣﯾث أن ﺳﻠطﺔ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻧﻘض ﺗﺗﻘﻠص ﻛﺛﯾ ار وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺻرح ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗراﻗب
ﺗﻘدﯾرات ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘﯾﺎﻣﻬم ﺑﺗﻘدﯾر ﻣﺳﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ واﻛﺗﻔﻰ
ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻏﯾر ﻣﻌرف.4
-1أﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ ،اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﻌﺎم ،اﻟﺪﯾﻮان اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2002ص .124
-2آﯾﺖ ﻣﻮﻟﻮد ﺳﺎﻣﯿﺔ ،م س ،ص .67
-3ﺣﺴﻦ ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ دﯾﺎب ،ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ ar.jurispedia.org :
4
- Dominique D’ambra , l’objet de la fonction juridictionnelle :dire le droit et trancher les litiges , LGDJ, Paris,
p.140.
224
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ﺗﺛﯾر إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﻌﻛﺎس ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ
إﺛﺑﺎت ﺗﺣﻘق ﻋﻧﺎﺻر ﻫذا اﻟرﻛن ،ﻓﺑﺳﺑب اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈن أﻣر إﺛﺑﺎت
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻫو داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﯾد أﻋوان ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻟﻐﺎﻟب أن ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺳوى ﺑﺗﺄﻛﯾد
ﺗﻘرﯾرات ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت ﺧطﺄ اﻷﻋوان
ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫم ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻗﻧﺎع ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺄن
اﻷﺳﻌﺎر ﻛﺎﻧت ﻣﺑﯾﻧﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣرﺋﯾﺔ وﻣﻘروءة ﻓﻲ اﻟوﻗت أن أﻋوان ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗد ﻗدروا ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﯾر
ﻣﻘروءة.
إن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟﻐﻣوض ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻣﺑرر ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع ﻛون أن ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﯾﻣﻛن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻣواﺟﻬﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن ﺣﯾث
اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻘد أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟﺎرب أن اﻻﻟﺗزام ﺑوﺿﻊ ﻧﺻوص دﻗﯾﻘﺔ ﻫو اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ
ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺟرﻣﺔ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﺗﻐﯾر ،إذ أن اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ ﻗواﻧﯾن ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻘواﻧﯾن ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرك ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن اﻷذﻛﯾﺎء إﯾﺟﺎد ﺣﻠول
ﻏﯾر ﻣﺟرﻣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﻣن ﺛم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﻣن دون أن ﯾﻣﺳك ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺷﻲء ،ﻓﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﯾﻔﻠﺗون ﻣن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
واﻟﻌﻘﺎب .1
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋدم اﺷﺗراط ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷرع وﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟرﯾم ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ وﺿﻊ ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل ﺗﺣت ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺗﺟرﯾم رﻏم أن إﺿرارﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي أو
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻫو أﻣر ﻏﯾر ﻣؤﻛد اﻟوﻗوع ،ﻓﻣﺟرد اﺣﺗﻣﺎل وﻗوع اﻟﺿرر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﻌﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ﻛﺎف ﻟﻠﺗﺟرﯾم
ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾﻣﻧﻊ إﺑﺗداء وﻗوع اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺿﺎرة ﻟﻠﻔﻌل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي .2
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﺗﺟرﯾم ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ ،وﻫذا اﻟﻣﺳﻌﻰ اﻟذي ﯾﺗﺟﺳد ﻣن ﺧﻼل ﻛﺛرة اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺟرﻣﺔ .3
225
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﻓﻘد ﺻﻧﻔت ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺿﻣن ﺟراﺋم اﻟﺧطر أو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ واﻟذي ﺑﻣﺟرد ﺣﺻوﻟﻪ ﺗﻌﻘﺑﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻘﺗرﻓﺔ وﺣﺎﺻﻠﺔ ﺑﺻرف
اﻟﻧظر ﻋن ﻣدى ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑوا إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ .1
وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻓﻬو ﻻ ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم
ﻋن اﻟﻔﻌل اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﺣﺳب ﺑل ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر أﯾﺿﺎ ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺿﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻣل ﺣدوﺛﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻣﺟرد اﺣﺗﻣﺎل ﺣدوث اﻟﺿرر ﻛﺎف ﻟﺗﺟرﯾم ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣدﯾﺔ ﻟﻠﺟراﺋم ،ﻓﻬو ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋﺑﺎرات ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ﺗﻌﺑر ﺻراﺣﺔ ﻋن ﺗطﻠﺑﻪ ﻟﻠﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻣﺛﻼ ﻋﺑﺎرات " ﻋﻣدا " أو " ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ " أو " ﺑﻘﺻد اﻟﻐش أو ﯾﺣدد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﻬﺎ ﻗﺻد اﻟﺟﺎﻧﻲ .3
وأﻣﺎم اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث
ﻋن ﺗﻼﺷﻲ وﺿﻌف اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣﻛون ﻟﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧطﺄ
اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .
أوﻻ -ﺿﻌف وﺗﻼﺷﻲ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي :ﺑﺳﺑب اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑدون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ،ذﻟك أن اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣﻌﻧوي
ﻻ ﯾﻠﻌب أي دور ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻹﻗﺗﺻﺎدي .4
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈﻧﻪ وﺑﻣﺟرد ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘوم اﻟﻘرﯾﻧﺔ واﻟﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻩ إرادة
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺟرد إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻋن إرادة وﻋﻠم ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻗﺻد اﻟﺟﺎﻧﻲ
دون اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑواﻋث ذﻟك .
226
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺑﺈﺳﻘﺎط ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن ﻣﺟﻣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻫﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ
أﻓﻌﺎل ﻻ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﺷﺗراطﺎت ﻋﻣدﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﺷﻛل ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﺷﻬﺎر اﻷﺳﻌﺎر وﻓق
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 05ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن
ﺗوﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟدﯾﻪ ،واﻟﻣﺎدة 25ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗﺣﻘق
ﺣﯾﺎزة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻣﺳﺗوردة أو ﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻣﺻﻧﻌﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ .
وﻫﻛذا ،ﻓﺈن ﺧرق اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻟﺗزام اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﯾﺷﻛل ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر
ﻗﺻدﻩ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وذﻟك ﺑدون اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ وﻣﺎ ﯾﺿﻣرﻩ ﺑﺎطﻧﻪ ﻣن إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ،اﻷﻣر اﻟذي
دﻋﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺈداﻧﺔ ﺷﺑﻪ آﻟﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻋﻧﺎﺻرﻩ دون
اﻹﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ اﻹرادة .1
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟذي اﺗﺧذﻩ اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﻣم ،ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﻌض
اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧﺻر اﻹرادة ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻣن ذﻟك
ﻣﺛﻼ ﺟرﯾﻣﺔ رﻓض اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي إﻻ إذا ﺛﺑت أن رﻓض
اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺎن ﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻛرﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺟز اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟطﻠب وﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن اﻟﺗداول ﻗﺻد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
اﻷﺳﻌﺎر أو اﻟرﻓض ﻣن أﺟل اﻟرﻓض أو اﻟرﻓض ﻷﺳﺑﺎب ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﻧﻬﺎ
ﻋﻣدﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻌﻣد رﻛﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ ،إﻻ
أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗﻘﻠب ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﺣﯾث
ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﻣد ﺿرورﯾﺎ ﻟﻌﻘﺎب إﻻ إذا طﻠﺑﻪ اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ أو إﺳﺗﺛﻧﺎء ،2وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻻ
ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻣدي ،ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺧرق اﻟﻌون
اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻪ .3
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ ﺗﺟرﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣدي ،إذ ﻻ ﺗﺷﯾر ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﺻراﺣﺔ
- 1ﺣﺴﻦ ﻋﺰاﻟﺪﯾﻦ دﯾﺎب ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ ar.jurispedia.org :
- 2ﻋﺒﺪ اﻟﺮؤوف ﻋﺒﯿﺪ ،ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ ،ط ، 04دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1979 ،ص .296
- 3أﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ ،اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﻌﺎم ،اﻟﺪﯾﻮان اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2002 ،ص .112
227
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
إﻟﻰ ﺿرورة ﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ،ﺣﯾث ﻟم ﺗﻬﺗم
ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﺑﺑﯾﺎن اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺧطﺄ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،إو ﻧﻣﺎ اﻓﺗرض وﺟودﻩ ﺑﻣﺟرد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﺑﺻرف
اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗد ﺻدرت ﻋن ﻗﺻد أو ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﺎل ﯾﻛون ﻗد ﺳوى
ﺑﯾن ﺻورﺗﻲ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻛﻣﺎ ﺳوى ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ،ﻓﺎﻟﻧﺻوص ﻻ
ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟف اﻟﻣﺗﻌﻣد وﺑﯾن ﻣﺟرد اﻟﻣﺧﺎﻟف اﻟﻣﻬﻣل ،إﻻ أن ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﯾﺗرك ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺟﻌل ﺑﻬﺎ ﻋﻘﺎب اﻟﻣﺗﻌﻣد أﺷد ﻣن ﻋﻘﺎب ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻣد ،ﻓﻣﺛﻼ ﻧص اﻟﻣﺎدة
31ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ
ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،ﻫﻧﺎ وﺿﻊ ﺣد أدﻧﻰ وﺣد أﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ ﻫو اﻟﻬﺎﻣش اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع
ﻣن أﺟل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟف اﻟﻣﺗﻌﻣد واﻟﻣﺧﺎﻟف ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻣد .1
وﯾذﻫب اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻓﺗراض اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﻣﺟرد ﺛﺑوت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﺳواء ﺣﺻﻠت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋن ﻗﺻد أو ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد ﻣن دون اﺷﺗراط ﺗﺣﻘق أي ﺿرر ﻣﺎدي وﻣن دون أن
ﺗﻠزم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﺗوﻓر اﻟﺧطﺄ ﻟدى اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋدم اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم
ﻟﻠﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻌﻛس اﻟﺧطﺄ ﻟدى اﻟﻔﺎﻋل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن إﺛﺑﺎت اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﻛﻔﻲ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ .2
إن ﻋدم إﻟزام اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺧطﺄ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻋدم اﺷﺗراط ﺣﺻول اﻟﺿرر ﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺳﺗوﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﻘطﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ أن ﻋدم اﻹﻟزام ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻫدم ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ،
ﻓﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أي إﺛﺑﺎت اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺗﺣﻣل
اﻟوﺻف اﻟﻣﺟرم ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن آﺛﺎر اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺑررة ﻟﻠﺗﺟرﯾم ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺟرد اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﻬدد
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﺑﺎﺷرﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟف وﻫو أﻣر ﻣﺳﺗﺧﻠص ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣن ﻣﺟرد
ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻫو ﺧطر ﻣﺟرد ﻻ ﺧطر واﻗﻌﻲ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻋن ﻣدى ﻗﯾﺎﻣﻪ ﻷن
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎدي ﯾﻌﺗﺑر ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗواﻓرﻩ.3
- 1آﯾﺖ ﻣﻮﻟﻮد ﺳﺎﻣﯿﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯿﺰي وزو ،
، 2006ص .100
- 2آﯾﺖ ﻣﻮﻟﻮد ﺳﺎﻣﯿﺔ ،م س ،ص . 102
- 3آﯾﺖ ﻣﻮﻟﻮد ﺳﺎﻣﯿﺔ ،م س ،ص . 104
228
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻋﻧد ﻗﯾﺎس اﻟﺧطﺄ وﺿﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣرﯾص
اﻟﺑﺎﻟﻎ ،ﻷن اﻟﻣﺷرع ﻋﻧدﻣﺎ ﻓرض اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺣرص ﺷدﯾد ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺣرص
اﻟرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﺣذر.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗوﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،وﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻹﺳﻧﺎد ،وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻧﻬﺎ
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﻻ ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك إﻻ إذا ﺛﺑت ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻠﻔﻌل اﻟﻣﺳﻧد إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،وأن
ﯾﺛﺑت إرﺗﺑﺎط ﻫذا اﻟﻔﻌل ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ ﺳﺑﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ذات اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ طﺑﻘﺎ
ﻟﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ .2
واﻹﺳﻧﺎد ﻫو اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﺎﻋل واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻫو ﯾﺗﺣدد إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ إو ﻣﺎ ﯾﺗوﻻﻩ اﻟﻘﺎﺿﻲ إو ﻣﺎ أن
ﯾﻛون إﺳﻧﺎدا ﻣﺎدﯾﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ،وﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻫو اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺳﻧﺎد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم
اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻠواﺋﺢ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺷﺧﺻﺎ ﻛﻔﺎﻋل ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺧﻼف ﻣن ارﺗﻛب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻔرض
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل ،ﺛم ﯾﺧﺎﻟف أﺣد
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ارﺗﻛﺑت ﻣن طرف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺳﻧد
3
،ﻓﺎﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻔﻌل ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﺷرﻛﺔ أو اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﻣﺣل
اﻟﺷﺧص واﻟﻔﻌل ﻏﯾر ﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت .
إذن ﻧﺣن أﻣﺎم ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺗﺣﻣل أﻓﻌﺎل اﻟﻐﯾر ،وﻫﻲ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﻣﯾز
اﻟﺟراﺋم ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺻﺎدرﻩ ﺛم ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻪ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .
229
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗم اﻻﻋﺗراف ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﻟﯾﺄﺧذ ﺑﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗﺄﺛ ار ﺑﻬذا اﻻﻋﺗراف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ .
أوﻻ -اﻋﺗراف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر :ظﻬر أول ﺗطﺑﯾق
ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وﻛﺎن أول ﻗرار
أﺻدرﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻫو اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1829/12/27واﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻗﺿت ﺑﺗﺄﯾﯾد ﻗﺿﺎة
اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ إداﻧﺗﻬم ﻟﺻﺎﺣب ﻣﺧﺑزة ﺑﻌدﻣﺎ ﺛﺑت أن ﻋﻣﺎﻟﻪ ﻗﺎﻣوا ﺑﺑﯾﻊ اﻟﺧﺑز ﺑﺳﻌر أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺗﺳﻌﯾرة
اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻟﺗﺄﻛﯾد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﻣم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم وأﻧﻪ ﯾﺧص ﻓﻘط
اﻟﺟراﺋم ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
1832/06/09ﺑﺈﺑطﺎل ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع واﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺈداﻧﺔ ﺷﺧص ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ارﺗﻛﺑﺗﻬﺎ ﺧﺎدﻣﺗﻪ .1
اﺳﺗﻘر رأي ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ،ﺣﯾث ﺗواﻟت ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ
ﻓﻘﺿت ﺑﺄن اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺳؤول ﺟزاﺋﯾﺎ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌوﻩ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم
ﺑﻬﺎ ،2ﻓﻘد اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﺎﻹﻟﺗ ازم اﻟذي
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻗﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﻣﺳﺋول ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ﻟﻬذا اﻹﻟﺗزام ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن
ﯾﺟﻬل ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .3
ﻛﻣﺎ ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ورﻏم أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ إﻻ
أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺷﺄ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻷﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺑوع واﺟب اﻹﺷراف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺎﺑﻊ .4
230
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻋﺗراف اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر :ﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺗﺷﻛل ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋواﻣل ﻫﻲ :ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻟﺗﺟرﯾم وﺧطورة اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذاﺗﯾﺔ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.1
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺑرﯾر اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺳﻧﺎد ﻓﻌل اﻟﻐﯾر إﻟﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺣل ﺳوف
ﯾدﻓﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر إﻟﻰ ﺗوﺧﻲ اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻋﻣﺎﻟﻪ وﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ،إو ﺻدار اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﻛراﻩ
اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣوارد اﻟﻌﺎﻣل أو اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺳدﯾدﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻌدل أن ﯾﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺎﻟك أو اﻟﻣدﯾر ﺗﺑﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إذا ﻛﺷف أﻣرﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻧﯾﻪ اﻟﻣﺣل ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .2
إو ذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطرح أﻣﺛﻠﺔ واﺿﺣﺔ ﻋن ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷرع رب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻣﺎﻟﻪ ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن وطب اﻟﻌﻣل ،إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 02-36ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 07-88اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1988/01/20
واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن وطب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺳب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣن ﻓﻌل اﻟﻣﺳﯾر إذا ﻟم ﯾﺗﺧذ اﻹﺟراءات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻐرض اﺣﺗرام اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوﻗﺎﯾﺔ
اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن وطب اﻟﻌﻣل وﻟم ﯾﺗﺧذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﯾﻌﺎﻗب أﯾﺿﺎ
اﻟﻣﺷرع ﻣﺎﻟك اﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻛﺣوﻟﯾﺔ ﻋن ﺧطﺄ ﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺑﯾﻊ
ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﺑﺎت ﻟﻠﻘﺻر أو ﯾﺳﻣﺣون ﺑدﺧوﻟﻬم .
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﺈن اﻟﺗﺳﺎؤل ﯾطرح ﺣول ﻣدى أﺧذ اﻟﻣﺷرع ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺳﻧﺎد
،ﻓﻬل ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻋﻣﺎﻟﻪ أو ﻣوظﻔﯾﻪ أو
ﺣﺗﻰ ﻣن أوﻛل ﻟﻬم ﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺗﺟﺎري أو اﻻﻗﺗﺻﺎدي أم أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن ﺻﻔﺗﻪ .
231
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﺑدوا أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﻬل اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺟﺎﺑﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ،إذ أن اﻟﻘراءة اﻟظﺎﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻣواد اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻣن
31إﻟﻰ 38ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻻ ﺗﻔﯾد ﺑﺎﻟﺗﺑﻧﻲ اﻟﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻣﺷرع ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل
اﻟﻐﯾر ،ﻓﺣرﻓﯾﺔ اﻟﻧص ﺗﻔﯾد ﺑﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣرﺗﻛب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ دون أن ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺻﻔﺗﻪ .
ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 01ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ أﻧﻪ ﯾﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 03ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدد ﺑدﻗﺔ ﻣن ﻫو اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي
ﺗﺣدﯾدا ﯾﺳﺗﺑﻌد أي إدﺧﺎل ﻟﻌﻣﺎﻟﻪ أو ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺄن
اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻋﻣﺎﻟﻬم وﺗﺎﺑﻌﯾﻬم ﻓﻲ إطﺎر
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون .
إن ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻌزز ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء وﻣن طرف ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﻓﺎﻷﻋوان اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن
ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣررون ﻣﺣﺎﺿر ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﯾﺟرروﻧﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌون
اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ إو ن ﺛﺑت ﻟدﯾﻬم أن ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫو أﺣد اﻟﻌﻣﺎل وأن ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗﺻرف ﺧﺎرج ﻋن
ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت رب ﻋﻣﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء ﺳواء ﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛم ﻻ ﺗﻌﯾر اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ إﺳﻧﺎدﻫﺎ
ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ إﻟﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﻣﺎدي ﺑل ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺧﺗرق وﻫو داﺋﻣﺎ ﯾﻛون
اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي .
ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣوﺳﻊ ﻣﻘﺑول ﻣن طرف أﻏﻠب اﻟﻔﻘﻪ اﻟذي ﯾرى أن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟواﺳﻊ
ﻟﻠﻧص اﻟﺟزاﺋﻲ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم إﻧﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷرع وﻫو
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذ ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ -دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة :ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن
ﻧطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑول إﻋﻔﺎء اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ إﺛﺑﺎت اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة
وﻗﺑول اﻧﺗﻔﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣﻧﻪ .
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻻ ﯾﺿﻊ ﻧﺻﺎ ﺻرﯾﺣﺎ ﻟﻠﻘﺑول ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﻛﻌذر ﻣﻌﻔﻲ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل
ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻣن طرف ﺗﺎﺑﻌﻪ
أﺛﻧﺎء ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
- 1ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺼﻄﻔﻰ ،اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ج ، 1ط ، 2دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1979ص .83
232
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛذﻟك اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻻ ﯾﻘﺑل ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدﻓوع ،واﻟﺗﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻟﻠﺗﺧﻠص
ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ .
وﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ رأي اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ﻓﻬو أﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻣت دون إرادﺗﻪ ،وأن اﻹدارة ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺧﺎﻟف ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎم
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ أن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل ﻻ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﻪ اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺑﺄﻧﻪ ﻟم
ﯾﺷﺗرك ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺣل اﻟذي ﺿﺑطت ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﺣﺗﻰ وﻟو اﺳﺗﻧد ﻋدم اﻹﺷﺗراك ﻫذا إﻟﻰ ﺳﺑب أن
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل وﻟﻛﺛرة اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺣل .1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد ﻗﺑل اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﻛﻌذر ﻣﻌف ﻟﻠﻣدﯾر ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻋﻣﺎﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻟﻪ أﯾﺿﺎ ﺑﻧﻔﻲ اﻟﻘرﯾﻧﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺗﻰ أﺛﺑت أن ﺗﺎﺑﻌﻪ
ﺧﺎﻟف ﺗﻌﻠﯾﻣﺎﺗﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ أﺣد اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻲ ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ردت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
اﻟطﻌن اﻟﻣرﻓوع ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺿد ﺣﻛم ﻗﺿﻰ ﺑﺑراءة أﺣد اﻟﺗﺟﺎر اﻟذي ﺗوﺑﻊ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺷراء
ﺑﺳﻌر ﯾزﯾد ﻋن اﻟﺗﺳﻌﯾرة ،وﻗد دﻓﻊ ﻫذا اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن زوﺟﺗﻪ واﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻣل ﻣﻌﻪ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ رﻏم أﻧﻪ ﻗد وﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﺑﺿرورة إﺣﺗرام اﻟﺳﻌر
اﻟﻣﺣدد وأن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻛﺎﻧت ﻣﺑﯾﻧﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﺷراء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﻟﺗﺑرﯾر ﻗرارﻫﺎ ﺻرﺣت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض أن
اﻟﺗﺎﺟر وﺣﺳب اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻟم ﯾﺛﺑت أﻧﻪ ﺳﺎﻫم أو ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ زوﺟﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﻲ
ﺣﻛﻣت ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺑرأﺗﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻛون ﻗد ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻘﺎﻧون.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر واﻧﻘﺳم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن إﻟﻰ
اﺗﺟﺎﻫﯾن ،ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻷول ﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻫو داﺋﻣﺎ اﻟﺧطﺄ
- 1ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺰﯾﻨﻲ ،ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺘﺴﻌﯿﺮ اﻟﺠﺒﺮي ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 2004ص .218
- 2ﻋﺒﺪ اﻟﺮءوف ﻣﮭﺪي ،م س ،ص .408
233
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾرى أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺗﺷﻛل
ﺧروﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.1
أوﻻ -اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺗطﺑﯾق ﻟﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ :ﯾﺳﺄل اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن أﻓﻌﺎل ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ إذا ﻣﺎ ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﯾﺎ ـ ﻣﻔﺗرﺿﺎ ـ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ،
وﯾﺗﺄﻟف ﻣن إﻫﻣﺎﻟﻪ اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻧﺗﻬﺎك ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻼﺋﺣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺳﻠك
اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻠﻣﺗﺑوع ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﻣراﻋﺎﺗﻪ واﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ﻟﯾﺣول دون وﻗوع اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻣﺣظورة ،إذ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻘﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺗﻘﺻﯾرﻩ ﻓﻲ أداء واﺟﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺷراف واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ .2
ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر إو ن ﻛﺎن ظﺎﻫرﯾﺎ ﯾﺑدوا أﻧﻬﺎ ﺗرﺗب ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص ﻋن أﻓﻌﺎل
ﻏﯾرﻩ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﺎس ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص ﻋن ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ ارﺗﻛﺑﻪ ،وﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺻدد ﯾذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻗواﻣﻬﺎ إﻫﻣﺎل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﻊ ﻣن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻪ ﻋن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ .3
ورﻏم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،إﻻ أن اﻻﺧﺗﻼف ظﻬر ﻓﻲ
ﺗﻛﯾﯾف وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻌل اﻟﻣرﺗﻛب ،ﻓﻬﻧﺎك رأي ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻣﺳﺎﻫﻣﺎ أﺻﻠﯾﺎ ،وﻫﻧﺎك رأي
آﺧر ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺷرﯾﻛﺎ .
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرأي اﻷول ﻓﻘد ظﻬر ﻓﯾﻪ اﺗﺟﺎﻫﺎن رﺋﯾﺳﯾﺎن ،اﻷول ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ،
واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻓﺎﻋﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ.
ﯾﻧطﻠق اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻷول اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ ﻣن أن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺷﻛل
ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إو ن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﻓﻌﻼ ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻣن طرف اﻟﺗﺎﺑﻊ ،إﻻ أﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
ﯾﺷﻛل ﻓﻌﻼ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﺑوع وﻫو اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻣﺷروع أو اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ
ﯾدﯾرﻫﺎ ،ﻓوﻗوع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑوع اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة .4
ﻧﺠﯿﺐ ﺑﺮوال ،اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻐﯿﺮ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ، 2013ص .83 -1
ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺜﻤﺎن اﻟﮭﻤﺸﺮي ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻐﯿﺮ ،ط ، 01دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1969ص .163 -
2
234
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﻋﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻓﻬو ﯾﻧطﻠق ﻣن أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺗﻌﻣد ﺗرك
ﺗﺎﺑﻌﻪ ﯾﻘوم ﺑﺧرق اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ أو ﯾﺗرﻛﻪ ﺑﺈﻫﻣﺎل ﻣﻧﻪ ﯾﻘﺗرف ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺗﻛون ﻟﻪ إرادة ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻐﻼل ﺷﺧص
ﻏﯾر أﻫل ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أو ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺣﻣﯾﻠﻪ ﻋبء اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌل
اﻟﻣﺎدي اﻟذي ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﻐﯾر. 1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أي أن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون ﺳوى ﺷرﯾﻛﺎ ﻟﺗﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻫذا اﻷﺧﯾر ،واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫذا
اﻟرأي ﻣﻧﺗﻘد ﻛون أن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﯾﺳت ﺗﺑﻌﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻲ ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺧروج ﻋن ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ :ﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧﻪ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺳس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑل
ﺑﺎﻟﻌﻛس أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺷﻛل إﻧﺗﻬﺎﻛﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻘوة
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻻ ﯾﺟدي ﻓﻲ ﻧﻔﯾﻬﺎ إﺛﺑﺎت اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻧﻪ ﻛﺎن ﻏﺎﺋﺑﺎ
وﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻹﺷراف أو أﻧﻪ ﻋﻬد إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ ﺑﺎﻹﺷراف أو أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻪ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .2
وﺣﺗﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﻌﺗرف ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﺧروﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،إذ ﻋﺑرت ﻋن ذﻟك ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘول " إذا ﻛﺎن اﻷﺻل أن
ﻻ ﯾﻌﺎﻗب ﺷﺧص ﺳوى ﻋن ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗوﻟد ﻣﻊ ذﻟك ﻋن ﻓﻌل
اﻟﻐﯾر" .3
ورﻏم اﺗﻔﺎق ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺗﺷﻛل ﺧروﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،إﻻ أن اﻻﺧﺗﻼف ظﻬر داﺧل ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺣول ﺗﻔﺳﯾر ﻫذا اﻟﺧروج ،ﺣﯾث ظﻬر رأي
ﯾﺑرر ﻫذا اﻟﺧروج ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻣﺧﺎطر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب رأي آﺧر إﻟﻰ إرﺟﺎﻋﻪ إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﺳﻠطﺔ .
235
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻓﻛرة اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻗد أﺧﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ طواﻋﯾﺔ ﻟﺗﺣﻣل
ﻣﺧﺎطر ﻣﺷروﻋﻪ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺧﺿﻊ إرادﯾﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻔرﺿﻪ اﻟﻘواﻧﯾن
ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺗﺻل ﺑﻧﺷﺎطﻪ وﯾﻘﺑل ﺳﻠﻔﺎ ﺗﺣﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت .1
أﻣﺎ ﻓﻛرة اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺣوز ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ
ﺗﺟﺎﻩ ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ﺗﺧوﻟﻪ ﺳﻠطﺔ إﺻدار أواﻣر وﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻟﻬم ﯾﻠزﻣون ﺑﺎﻟﺧﺿوع إﻟﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻬذﻩ اﻷواﻣر واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺗرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻷﻓﻌﺎل ﺗﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﺟرﯾم .2
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
إن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن اﺳﺗﻬﺎﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ أرﺳﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذﻟك ﺗوﺻف ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺧطﯾرة ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻓﯾﺗوﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﯾﺳت
ﻣﺟرد اﻹﻧذار ﺑل ﺗﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ إﻧذار اﻟﻣذﻧﺑﯾن وﺗﻌوﯾض ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﺎرة ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن
اﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺣددة ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد
ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﺳﺗﻌﺎن ﺑﺑﻌض اﻟﺟزاءات اﻷﺧرى
وﻟﻛن ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎدرة واﻟﺣﺑس واﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻧﺷﺎط وﺷطب اﻟﺳﺟل واﻟﻣﺻﺎدرة وﻧﺷر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺗﻌد اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن أﻗدم اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺗرﺟﻊ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟدﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎن ﻣطﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺷراﺋﻊ
اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﻫﻲ ﻧظﺎم ﯾﺧﺗﻠط ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺛم ﺗطورت ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ أن أﺻﺑﺣت ﻓﻲ اﻟﺷراﺋﻊ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻌوﯾض.3
236
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺗﺧﺗﻠف اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻘرر ﻛﺟزاء ﻋن اﻹﺗﯾﺎن ﺑﻔﻌل ﻣﺟرم إو ﻧﻣﺎ ﺗﻘرر ﻛﺟزاء ﻋن ﺗﻌﺳف
اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣدﻧﯾﺔ أو اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻌﯾق إدارة اﻟﻌداﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ رﻏم أﻧﻬﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﺎن ﻧﻔس اﻷﺛر .
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻫﻲ ﻣن أﻧﺳب
اﻟﺟزاءات ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أﻧﻬﺎ ﺗﺻﯾب ﻫؤﻻء ﻓﻲ ذﻣﻣﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر رﻛﯾزة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻪ ،إذ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻛون اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ اﻟداﻓﻊ
إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إذ أن أﻏﻠب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻌزﯾز ﻫذﻩ اﻟذﻣﺔ واﻟزﯾﺎدة ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﻛون
ﻣن اﻷﻧﺳب أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻬدف إﻟﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،وﻫﻧﺎ ﺗﻛون اﻟﻐراﻣﺔ أﻧﺟﻊ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك .1
وﯾﺑرر اﻧﺗﺷﺎر ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻣس اﻟﻣﺟرم
ﻓﻲ ﻧﻔس ﻣﯾدان ﻧﺷﺎطﻪ وﻫو اﻟﻣﯾدان اﻟﺗﺟﺎري وﻟﻛن ﻓﻲ ﺣدود ﻓﻛرة اﻟﺟزاء اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ
ﻣﺗﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺿﻣون ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﻔﻌل وﻣﻊ درﺟﺔ اﻟﺧطﺄ. 2
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺑط ﻣﻘدارﻫﺎ ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﻔﻌﻠﻲ أو اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ أو
ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو أراد ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
اﻟﺿرر أو اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،3ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار اﻟﻐراﻣﺔ
اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﻘدار اﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ أو أراد ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ أو ﻣﻘدار
اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﺄن ﺗﻛون اﻟﻐراﻣﺔ ﺿﻌف أو ﻧﺻف اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن
ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ .4
ﻓﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﯾﻛون إذن ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن ﺣد اﻟﻐراﻣﺔ وﻗﯾﻣﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻋﻠﯾﻬﺎ
5
وﻗد اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺗﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻘﺒﻞ ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 2005ص .404 -
1
237
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻘل اﻟﻐراﻣﺔ ﻋن 80ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺟب ﻓوﺗرﺗﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت
ﻗﯾﻣﺗﻪ .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻓرض ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎت ﻣن اﻟﻐراﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ :
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري وﺗﻔرض
ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت.
وﯾﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻷﻣر 06-95اﻟﻣﻠﻐﻰ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺗراوح ﻣن
ﺧﻣﺳﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺧﻔض ﻣن اﻟﺣد
اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون .02 -04
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﻋﺷرة آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺧﻣﺳﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري وﺗﻔرض
ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻘدﯾم ﻓﺎﺗورة ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ .
وﯾﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون ، 02 -04ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻷﻣر 06-95
اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻛﺎن ﯾدﻣﺞ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻘدﯾم ﻓﺎﺗورة ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻟﻔوﺗرة ،وﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻧﻔس اﻟﺟزاء .
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﻋﺷرة آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري وﺗﻔرض ﻫذﻩ
اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ .
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04إذ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﻣر 06 -95ﻓﺈن
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔس ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر
واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت .
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟراﺑﻌﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري وﺗﻔرض
ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ .
238
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻘد رﻓﻊ اﻟﻣﺷرع ﻛﻼ ﻣن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ واﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﻣر 06-95ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻐراﻣﺔ ﺗﻘدر ﻣن
ﺧﻣﺳﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺧﻣﺳﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .1
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﺧﻣﺳﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري
وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻧزﯾﻬﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ.
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﻋﺷرﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري،2
وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻷﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ .
ﺗﻧطوي ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ وﻗد ﻏﯾر اﻟﻣﺷرع ﻣن
ﻣﻘدار اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻋﻧد ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺣﯾث رﻓﻊ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻬﺎ واﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘدر ﺑﺧﻣﺳﺔ ءاﻻف دﯾﻧﺎر
ﺟزاﺋري ﻓﻲ إطﺎر اﻷﻣر 06-95اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻋﺷرﯾن أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،ﻛﻣﺎ ﺗم رﻓﻊ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ
ﻣن ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن .3
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ :اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري
وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗدﻟﯾﺳﯾﺔ .
-اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ :ﻏراﻣﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺣدد ب 80ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺟب ﻓوﺗرﺗﻪ ﻣﻬﻣﺎ
ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺗﻪ وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻟﻔوﺗرة .
ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،ﺣﯾث
وﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 06 -95اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﯾﻔرض ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف وﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟﻌﻘوﺑﺔ أﺻﺑﺣت ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﻧﻘص وﺗزداد ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺟب
ﻓوﺗرﺗﻪ .
وﯾﻼﺣظ ﻋﻣوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣدﯾد اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ أﻧﻪ ﺗﺻﺎﻋدي ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
ﺧطورة اﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺻل أﻗﺻﻰ ﻏراﻣﺔ ﻣﻔروﺿﺔ إﻟﻰ
ﻣﺑﻠﻎ ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .
- 1ﻛﯿﻤﻮش ﻧﻮال ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2011ص .82
- 2ﻣﻌﺪﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن .06 -10
- 3ﻛﯿﻤﻮش ﻧﻮال ،م س ،ص .83
239
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن أﻗل ﻏراﻣﺔ ﻣﻔروﺿﺔ
ﺗﺳﺎوي ﻣﺑﻠﻎ ﺧﻣﺳﺔ آﻻف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟراﺋم ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،وﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ
ﺑﺗﺻﻧﯾف اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺗﻛﯾﯾف اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﺟراﺋم ﺟﻧﺣﯾﺔ .
وﯾﺄﺧذ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ وﻣدى
ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﺗﺟﺎري واﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻛذﻟك طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ
اﻟﻣﺧﺎﻟف وﺣﺟم ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ،وﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻐراﻣﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ،وﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺳﺑﯾب ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ
اﻟﻣﻔروﺿﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺻـــــــــــــــــــــﺎدرة
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺟرﯾد واﻟﺣرﻣﺎن اﻟداﺋم ﻣن
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﺑﺄﻣر ﻣن اﻟﻘﺿﺎء.1
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة اﻷﯾﻠوﻟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ ،وﻫﻲ
ﻓﻲ ﺟوﻫرﻫﺎ ﺗﺷﻛل ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣس ﺑﺎﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ،وﻗد اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم
ﯾﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎدرة ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب أو ﺟواز اﻟﻣﺻﺎدرة .2
وﻗد أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧرق اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 10و 11و 12و 19و 21و 22و 23و 24و 25و
2)27و (7و 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .302 -04
- 1ﻧﺠﯿﺐ ﺑﺮوال ،اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻐﯿﺮ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ، 2013 ،ص .36
- 2زھﺮة ﻏﻀﺒﺎن ،م س ،ص .67
- 3اﻟﻤﺎدة 44ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن . 02-04
240
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻔوﺗرة واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ
وﺣﯾﺎزة ﺑﺿﺎﺋﻊ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻹﺷﻬﺎر ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﻲ .
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻗراءة ﻧص اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻐراﻣﺔ .
ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﻫﻧﺎ ﻻ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إو ﻧﻣﺎ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺷﻲء
ﻣﻌﯾن ﺑذاﺗﻪ ﻫو ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﺑﺣﺳب اﻷﺻل ﯾﻛون ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻣن اﻟﻣﻧﻘوﻻت ،وﺑﺣﺳب
اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎدرة ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺧرق ﺑﻌض
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﻫﻧﺎ ﺗﺷﻛل ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﻔﺎد
ﻫذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04واﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﻣﺻﺎدرة ﻣن طرف
أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣل اﻟﺣﺟز ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﺗﻛون ﻣﺳﺑوﻗﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟﺣﺟز ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣل ﻣﺻﺎدرة،
ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻓﻛل ﺷﺧص ﯾدﻋﻲ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة
أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﺳﺗردادﻫﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻗﺑل اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎدرة أن ﯾﻔﺻل ﻓﻲ
طﻠب اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ اﻟذي ﯾدﻋﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ،ﻟﻛن إذا ﺻدر ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻣﺻﺎدرة اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺣﺟوزة ﻓﺈن اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى اﺳﺗرداد ﺿد اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺻﺑﺣت اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻠﻣﺎل
اﻟﻣﺻﺎدر أو ﯾرﺟﻊ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺣﺟوز .
واﻷﺻل أن اﻟﻣﺻﺎدرة ﺗﻛون ﻣﺻﺎدرة ﻋﯾﻧﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺿﺑط وﺣﺟز اﻟﺳﻠﻊ
ﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳﺎوي ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻛﺎن ﺳﯾﺻﺎدر ،ﻓﺗﺣل ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻣﺻﺎدرة ،ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﺻﺎدرة اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ،وﻗد أﺷﺎرت إﻟﻰ ذﻟك
اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺟز اﻻﻋﺗﺑﺎري ﺗﻛون اﻟﻣﺻﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺣﺟوزة ﺑﻛﺎﻣﻠﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ.أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻗﺑل
ﺻدور ﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻧﺗﯾﺟﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻠف ﻣﺛﻼ ﻓﺈن ﺣﻛم اﻟﻣﺻﺎدرة ﯾؤدي إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب
اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺟوزة.1
241
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﺷــــــــر اﻟﺣــــــﻛـم
ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺷر اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ إﺿﻔﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ذﻟك أن ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺷﻛل ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﺻﯾب اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ
ﺷرﻓﻪ واﻋﺗﺑﺎرﻩ ،وﻫو ﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣس ﻣﺑﺎﺷرة اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ،وﻫو ﯾﺗطﻠب ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻪ اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ
أﺻﻠﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺷﻛل اﻟﻧﺷر ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣدﻧﯾﺎ إو ﻧﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺟزاء ﻋﻘﺎﺑﻲ .1
وﻻ ﺷك أن ﻧﺷر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﯾﺷﻛل ﻣﺻدر اﻧزﻋﺎج وﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﺳﻣﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧﺷر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﻧﺷر اﻟوﻋﻲ ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺑﯾﺎن واﺟﺑﺎت اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬم اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺑﯾﺎن ﺣﻘوﻗﻬم ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب أن
ﯾﻛون اﻟﻧﺷر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋد ذات اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
إﻻ أﻧﻪ ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﯾﻘف ﻣوﻗﻔﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟزاء وﯾﻌﺗﺑر أﻧﻪ ﯾؤدي
ﺑﺎﻟﺗﺷﻬﯾر ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﺧﺎﺻﺔ
إذا طﺑق ﻫذا اﻟﺟزاء ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﯾﺋﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ﻛﻛل .2
واﻟﻧﺷر ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ واﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة أو ﻓﻲ اﻟﺻﺣف أو ﻓﻲ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻣرﺋﯾﺔ أو
اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟوطﻧﯾﺔ.3
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 48ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إذا ﻣﺎ رأى ﻣﺣﻼ
ﻟذﻟك أن ﯾﺄﻣر ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻧﺷر ﺣﻛم اﻹداﻧﺔ ﻛﺎﻣﻼ أو ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﺑﻠﺻﻘﻪ ﺑﺄﺣرف ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﻣﻛﺎن أو أﻣﻛﻧﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻵﻣر ﺑﺎﻟﻧﺷر.
إن ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧص ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻵﺗﯾﺔ :
-أن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻧﺷر ﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﺟوازﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع .
- 1ﻣﺒﺮوك ﺳﺎﺳﻲ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ ، 2011 ،ص .74
- 2آﯾﺖ ﻣﻮﻟﻮد ﺳﺎﻣﯿﺔ ،م س ،ص .173
- 3ﻛﯿﻤﻮش ﻧﻮال ،م س ،ص .94
242
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
-أن اﻟﻧﺷر ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺷر ﻋﻘوﺑﺔ
ذات طﺎﺑﻊ ﺟزاﺋﻲ ،ﻓﺈن اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﯾوﻗف ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ.
-أن ﻋﺑﺎرة اﻟﻧﺷر ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧص ﺗﻔﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
دون اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣرﺋﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻧﺷر ﻋن طرﯾق وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻛﺑﯾد
اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي أﺿ ار ار أﻛﺑر ﻣن اﻟﺿرار اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗوﺧﺎﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﻓرض ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻧﺷر.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
اﻟﻌود وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف
اﻟﻌود ﻫو وﺻف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻠﺣق اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﻣت إداﻧﺗﻪ ﺑﺣﻛم ﺟزاﺋﻲ ﺛم ﻋﺎد إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب ﻓﻌل
ﻣﺟرم آﺧر ،إذن ﻓﻬو ﯾﺗﻌﻠق ﺑظرف ﺷﺧﺻﻲ ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧوع أو طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ارﺗﻛﺑﻬﺎ.1
واﻟﻌود ﻣن ﺣﯾث أﻧواﻋﻪ ،ﻫو ﻋود ﻋﺎم واﻟذي ﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻪ أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣن
ﻧﻔس طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻋود ﺧﺎص وﻫو اﻟذي ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻣن ﻧﻔس ﻧوﻋﻬﺎ .
و ﻣن ﺣﯾث اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔﺎﺻل اﻟزﻣﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﺈن اﻟﻌود ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻣؤﺑد
وﻣؤﻗت ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻌود اﻟﻣؤﺑد ﻓﻬو اﻟذي ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻔﺻل ﺑﯾن ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺑق أو
إﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ وﺑﯾن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﺑﺎﻧﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻌود اﻟﻣؤﻗت ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷرع
ﻣرور ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺑق أو ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ وﺑﯾن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .
و رﻏم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻘم ﺑﺈﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ،ﻟﻛﻧﻪ وﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾرﯾد ﻓﯾﻬﺎ أن
ﯾرﺗب آﺛﺎ ار ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻹﺟرام رﻏم اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾوﺿﺢ ﺑدﻗﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺷروط ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ وﺻورﻫﺎ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ.
ﻓﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 11ف 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 06 -10اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻣﺎدة 47ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 202 -04ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻌد ﺣﺎﻟﺔ ﻋود ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺧرى ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻧﺷﺎطﻪ ﺧﻼل
اﻟﺳﻧﺗﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط .
- 1اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻮد وﺷﺮوطﮫ :ﺟﻨﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ،اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،ج ، 05ط ، 02دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ ،ﺑﯿﺮوت ،ب س ن ،ص .270
- 2ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺎدة 47ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02 -04ﺗﻌﺮف اﻟﻌﻮد ﺑﺄﻧﮫ ﻗﯿﺎم اﻟﻌﻮن اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ أﺧﺮى رﻏﻢ ﺻﺪور ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻣﻨﺬ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ .
243
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻣن ﻫذا اﻟﻧص أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﻗد اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌود
اﻟﺧﺎص اﻟﻣؤﻗت ،ﻓﻣن ﺣﯾث أﻧﻪ ﺧﺎص ﻓﻘد اﺷﺗرط وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ،
وﻣن ﺣﯾث أﻧﻪ ﻣؤﻗت ﻓﻘد اﺷﺗرط ﻣرور ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﯾن اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﺑﯾن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع وﺑﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﺎدة 47ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أﻧﻪ ﻗد رﻓﻊ ﻣن ﻣدة اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺳﻧﺗﯾن ﺑدﻻ ﻣن ﺳﻧﺔ واﺣدة ،وﻓﻲ ﻫذا ﺗﺧﻔﯾف ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن ﻣدة
ﺗﻘل ﻋن ﺳﻧﺔ ﻫﻲ ﻣدة ﺟد ﻗﺻﯾرة .
إن ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ رﻏم ﺳﺑق ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ،ووﻗوف ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ،ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
، 06-10وﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ،إو ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري أو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣدة ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗزﯾد ﻋن ﻋﺷر ﺳﻧﯾن ،ووﺟوب ﻓرض ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ
ﺧﻣس ﺳﻧوات.
إن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟم ﺗﺄﺗﻲ إﻻ ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺷددة ﺑﺳﺑب اﻟﻌود ،
ﻓﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻻ ﯾﻛون إﻻ إذا ﺛﺑت ﻋﻧﺻر اﻟﻌود ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻬم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 06 -10ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس وﺣﺳب اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﺎدة ﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺔ واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﻔد اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ظروف اﻟﺗﺧﻔﯾف ،وﻓﻲ ﻫذا
ﺗﺷدﯾد ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 47ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﻫﻲ
ﻋﻘوﺑﺔ ﺟوازﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺷدﯾد أﯾﺿﺎ واﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ واﺣدة إﻟﻰ
ﺧﻣس ﺳﻧوات .
وﯾﻼﺣظ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 06-10أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺿﻊ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻧﺎﺳب ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﺑﯾن ﻣﻘدار ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻐراﻣﺔ وﻣﻘدار اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ،إذ أن ﻫذا اﻟﻧص ﻗد ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻣوم ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن ﺧطورة اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﺣﺟم اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻧص ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ ﺟوازﯾﺔ ﺑﻔرض
ﻋﻘوﺑﺔ ﺣﺑﺳﯾﺔ ﺗﺗراوح ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات .
244
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺟزاء ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﯾﻔرض
ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣدان ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﯾؤدي ﻫذا اﻟﺟزاء إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣد اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﺗﺟﺎري ،وﺗﻔرض ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺧﺷﯾﺔ ﻣﺑررة ﻣن ﺗرك اﻟﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻪ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎب ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ .1
وﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺟد ﺧطﯾرة ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾرﺑط ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺗوﻓر ﺷرطﯾن ﻣﻬﻣﯾن ،أوﻟﻬﻣﺎ أن
ﯾﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋود ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣﻧﻊ ﻣؤﻗﺗﺎ زﻣﻧﯾﺎ ﺣﯾث ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻣﺎدة 11اﻟﺳﺎﺑق
ذﻛرﻫﺎ إﻟﻰ أن ﻣدة اﻟﻣﻧﻊ ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﺷر ﺳﻧوات.
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻲ رأﯾﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺣﺳن ﻟو أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺎم ﺑﻘﺻر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌدى ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣﺎﺋﺔ أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري.
245
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻲ إطﺎر دراﺳﺗﻧﺎ ﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﯾﺗوﻗف
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺟﻬﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳوق ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻛﺗف
ﺑﻣﺟرد اﻟﺟزاء اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟذي ﺗﻛﻔﻠﻪ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،وﻟم ﯾﻛﺗف
أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺟزاء اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻺدارة ﺑﺈﺻدار ﻣﻘررات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺑل ﺗوﺳﻊ ﻟﯾدﺧل إﻟﻰ داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ وذﻟك ﺑﺳﻧﻪ ﻋﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ
ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،وﻫذا ﺗﻌﺑﯾ ار ﻣﻧﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻔﺳد ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ
واﻟﻧزﯾﻬﺔ ﻫو ﺳﻠوك ﻣﺟرم ﻛوﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ إو ﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ .
ﻓﺑﻌد أن ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺧرق اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻗﺎم ﺑﺗﺣدﯾد اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ إو ﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ،
وﻫذا أﻣر ﺑدﯾﻬﻲ وﻣﻧطﻘﻲ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻓﻛرة أن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻫﻲ اﻟﻣﺣرك اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﺣﺗﻰ
ﺗﻧﺗﻘل ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺟرﯾم إﻟﻰ داﺋرة اﻟﺗطﺑﯾق .1
و ﺗرﺗﺑط ﻓﻛرة ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑوﺟود ﻗﺎﻋدة ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺣدد اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻟﻪ ،ﻏﯾر أن وﺟود اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺑرﯾر ﺗطﺑﯾق ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﺗم ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل اﺣﺗرام ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺑﯾﺎن اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ إو ﺛﺑﺎت اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻬم وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺈداﻧﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﻛﻔل ﻫذﻩ
اﻹﺟراءات أن ﯾﺗم ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﺣﺗرام ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة
2اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﻛرﺳﺔ دﺳﺗورﯾﺎ .3
إن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗواﻋد ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻣﺣددة ﻟطرق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺟد ﻣﺻد ار ﻟﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻫو اﻟﻣﺻدر اﻟوﺣﯾد ﻟﺗﻠك
اﻟﻘواﻋد ،4ﻣﻊ إﻋطﺎء اﻟﺣق ﻟﻼﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ.
أﺣﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮور ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ط ، 07دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1993ص .09 -1
اﺑﺮاھﯿﻢ ﺣﺎﻣﺪ طﻨﻄﺎوي ،ﺳﻠﻄﺎت ﻣﺄﻣﻮر اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ط ، 02اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1997ص )ب(. -
2
247
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﻣن أن ﯾﺳن ﻗواﻋد إﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺑﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ طرق إﺛﺑﺎت وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ.1
وﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم إﺟراءات ﺿﺑط اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع وﻋﻧد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿﺑط وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘد ارﺗﺄى أن ﯾﻧظﻣﻬﺎ ﺑﻘواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﻣن ﺟﻬﺔ ﺑﻌدم ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02وطﺑﯾﻌﺔ
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون وﻫم طﺎﺋﻔﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن .
ﻓﺎﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻧﻠﻣﺳﻬﺎ ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ) اﻟﺿﺑط( ،ﻛﻣﺎ ﻧﻠﻣﺳﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻗﺳم اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻻﺗﺑﺎع ﻋﻧد ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن ،ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،اﻷول ﻧﺗﻛﻠم ﻓﯾﻪ ﻋن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺧﺻﺻﻪ إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﻣﻊ إﺑراز ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ .
248
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن إداﻧﺔ ﺷﺧص إﻻ ﺑﻌد أن ﯾﻘوم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ،واﻧطﻼﻗﺎ
ﻣن أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺗﻬﺎم ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻋبء إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻟﻧﻘض
ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﻌطﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم واﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ إو ﻗﺎﻣﺔ
اﻟدﻟﯾل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬم .
ﻓﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﻫو ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘراﺋن وﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺄﺳﯾس أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫو ﺑﺻﻔﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ وﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻣﻛن أن ﺗﺛﯾر اﻟﺗﺑﺎﺳﺎ أو
ﺟدﻻ وذﻟك ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺎﺳب.1
وﯾﻌرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻺدارة
واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺟري ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وأن ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﺟواب أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺣﺗﻰ اﺳﺗدﻋﺎؤﻫم ﻣن أﺟل ﺳﻣﺎﻋﻬم ،وأن ﺗﻘوم ﺑﺈﺟراء ﻣراﻗﺑﺔ وﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن وﺣﺗﻰ
إﺟراء اﻟﺣﺟز ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن.2
واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺑﺎﺷرﻩ رﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وﯾﻬدف إﻟﻰ ﺟﻣﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .3وﯾﻌرف ﻫذا
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ .
واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻧظﺎم ﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة أوﺟدﺗﻪ اﻟﺿرورة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﯾﺿطﻠﻊ ﺑﻪ
ﺟﻬﺎز ﻣﻌﯾن ﯾﻘوم ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻬوض ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﯾﺣﻣل ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺷﻘﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺟراﺋم
وﻣﻘﺗرﻓﯾﻬﺎ وﺗﺣﺿﯾر اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﻠزﻣﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻋوى ورﻓﻌﻬﺎ .4
1
- Machichi Almi , Concurrence droit et obligations des enterprises au Maroc , ed. L'economiste, 2004, p. 287.
2
- Nathalie Jalabert-Doury, Les inspections des concurrence , Bruylant, 2005, p. 01.
- 3ﻋﺪﻟﻲ أﻣﯿﺮ ﺧﺎﻟﺪ ،إﺟﺮاءات اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻤﺴﺘﺤﺪث ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻨﻘﺾ ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،ص .17
- 4ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺴﻦ ﺑﻜﺎر ،أﺻﻮل اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 2007 ،ص .261
249
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﻧﺎط ﺑﺟﻬﺎز اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻣن
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﺑﺎﺷرة أﻋﻣﺎل اﻹﺳﺗدﻻل واﻟﺗﺣري ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﺑﻐﯾﺔ ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذا رأت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺣﻼ ﻟذﻟك.1
وﻟﻘد ﺟرى اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم طرق ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل
اﻧﺗﻬﺎﻛﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك ﺑﻧص اﻟﻣواد ﻣن 49إﻟﻰ 59ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،
ﺣﯾث ﺑدأ أوﻻ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻹﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت ﺛم ﺛﺎﻧﯾﺎ ﺑﯾﺎن ﺣﻘوﻗﻬم وواﺟﺑﺎﺗﻬم
واﻧﺗﻬﻰ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟروﻧﻬﺎ واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟزوﻧﻬﺎ .
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫو ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺻﻔﺔ وﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
،وﯾﺧوﻟﻪ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻛﺗﺳﺎب ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺣﻘوﻗﺎ وواﺟﺑﺎت ،وﻗد ﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدﯾد ﻣن ﯾﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر وﻗﺳﻣﻬم إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن اﻷول ﻟﻪ اﺧﺗﺻﺎص ﺷﺎﻣل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ .2
ورﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾﺳوا ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑل ﻫم ﻣوظﻔون ﻋﻣوﻣﯾون إدارﯾون
وﻟﻛن ﻣﻧﺣوا ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻘط ﻟﻣﺳﺎﻋدة رﺟﺎل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻣﻌﺎوﻧﺗﻬم ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻟﻠدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻗد اﺣﺗﺎط ﻟﻬذا اﻟﺟﺎﻧب ﻟﻣﺎ ﻗد ﯾﺧﺷﺎﻩ ﻣﻧﻬم ﻣن ﻋدم اﻟﺣﯾﺎد ،إذ ﺟﻌل ﻣن
أﻋﻣﺎﻟﻬم ﺗﺣرﯾﺎت أوﻟﯾﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ اﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ ﻓﻘط ،3وﻧرى أن اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻛﺎﻧت دﻗﯾﻘﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻟرﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف واﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺑذﻟك ﺟزء ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﺑﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون 04ـ 02ﻓﻘد ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم اﻟﺣق واﻟﺻﻔﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺑﺣث وﺿﺑط ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﺣﯾث أن
اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﺧوﻟت ﻣﻬﺎم اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺻﻧﻔﯾن ﻣن أﺻﻧﺎف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ،
- 1ﻣﺤﻤﺪ ﻋﯿﺪ اﻟﻐﺮﯾﺐ ،اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻤﺄﻣﻮر اﻟﻀﺒﻂ ﻓﻲ اﻷﺣﻮال اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ،ب د ن ، 2003 ،ص .23
- 2ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ اﻟﺸﻮارﺑﻲ ،ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻟﻤﺘﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 1996ص .23
- 3طﺎھﺮي ﺣﺴﯿﻦ ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،دار اﻟﮭﺪى ،ﻋﯿﻦ ﻣﻠﯿﻠﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2014ص .66
250
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذ أﻋطت ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم إﻟﻰ ﺿﺑﺎط وأﻋوان اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫؤﻻء ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ أﻋطت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة
ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻔس اﻟﻣﻬﺎم إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟو ازرﺗﻲ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫؤﻻء
ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻣﺣدد .
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 53ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺣددت ﺑدﻗﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
ﻟﻬؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬم ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬم.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد
إن ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ
ﯾؤدوﻧﻬﺎ ،وﻣظﻬر ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾؤدوﻧﻬﺎ ﻫو إﻣﺎ وﻗوع ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن أﺷﺧﺎص ذوي ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
إو ﻣﺎ ﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن ﻧوع ﻣﻌﯾن ،1وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02 - 04ﻓﻘد ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﻟﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﻧﺗﻣون ﻹدارة اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺳوف ﻧﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﻋن ﻣﺑررات ﻣﻧﺣﻬم ﻫذا
اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻋن ﺻﻔﺎﺗﻬم واﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﯾﻬم واﺧﺗﺻﺎﺻﻬم .
أوﻻ -ﻣﺑررات ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن :ﯾﺗطﻠب اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺧﺑرة ودراﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﻔﻛرة
ﺗﺧﺻص ﺟﻬﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﺣﯾث أﺿﻔﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﺗوﻓر
ﻟدﯾﻬم ﻣﻌرﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻬم ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈﻧﻪ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺗﻌذر ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺗﺷﻌب اﻟﻧواﺣﻲ واﻟذي ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن
ﺧﺎص ،ﺿف إﻟﻰ أن ﻛﺛرة وﺛﻘل ﻣﻬﺎﻣﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ رﺑﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻧﺷﺎطﻬم ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻟو ﺗرﻛﻧﺎ
ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺑﺣث ﻣﺣﺻورة ﻟدﯾﻬم .2ﻛﻣﺎ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون -04
02اﺳﺗدﻋت ﻣن اﻟﻣﺷرع ﺗﺧوﯾل ﺑﻌض أﻋوان اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وأﻋوان اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺟﺑﺎﯾﺔ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻟﻌل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻗد أﻣﻼﻩ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺄن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋف اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إو ﺣداث
251
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻫﯾﺎﻛل ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺗﻛوﯾن ﻓﻧﻲ ﺧﺎص ﻟدى أﻋوان اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﯾﻛون
ﻣوﺟود ﻟدى ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن اﻹدارﯾﯾن ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻧﺎ ﻗد ﻻ ﻧﺟدﻩ ﻟدى ﺑﻘﯾﺔ أﻋوان اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن
ذوي اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم .
وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺟﺎﻫل أن اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻣﻔﺗﺷﻲ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫﻲ ﺧﺑرة ﻛﺑﯾرة
وراﺳﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺳﻧﯾن ﺳواء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون
اﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺳﻠطﺎﺗﻬم ،ﻓﻬﻧﺎك اﻵﻻف ﻣن اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﺗرﺳل ﺳﻧوﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻗﻠﯾﻠﺔ ﻫﻲ
اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﺑطﺎﻟﻬﺎ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﺣدﯾد ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد :ﯾﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد
اﻷﻋوان ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد اﻟذﯾن ﯾﺧول ﻟﻬم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ إو ﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون وﺿﺑط
رﺗﺑﻬم ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣد وأن ﺗﺣدﯾد أﻋوان ﻣﻌﯾﻧﯾن
وﻣن ذوي اﻟرﺗب اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﺛل أﺣد اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻘﻠﯾص ﻟﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎوزات
واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت .1
-اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون اﻟﻣﻧﺗﻣون إﻟﻰ اﻷﺳﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة.
-أﻋوان اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣرﺗﺑون ﻓﻲ اﻟﺻﻧف 14ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﻣﻌﯾﻧون ﻟﻬذا اﻟﻐرض.
ﯾﻼﺣظ أن ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﺗﺑﻌون إدارﯾﺎ ﻟﻛل ﻣن و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة وو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
-1اﻟﻣوظﻔون اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻹدارة اﻟﺗﺟﺎرة :إن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻹدارة
اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 415 -09اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺧﺎص
2
،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻟﻸﺳﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة
ﻫذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي وﻋﻧد ﺗﺣدﯾدﯾﻬﺎ ﻟﻸﺳﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺳﻣﺗﻪ إﻟﻰ ﺷﻌﺑﯾﺗﯾن :
ﺷﻌﺑﺔ ﻗﻣﻊ اﻟﻐش و ﺷﻌﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
- 1ﻧﺠﯿﺐ اﻟﻔﻘﻲ ،زﺟﺮ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ،ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ ،www.profiscal.com :ص .03
- 2اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 415 -09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2009/12/16اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺨﺎص اﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ اﻟﻤﻨﺘﻤﯿﻦ ﻟﻸﺳﻼك
اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ،ﺟﺮ ع 75س .2009
252
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﻌﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺿم ﻛل ﻣن ﺳﻠك ﻣراﻗﺑﻲ ﻗﻣﻊ اﻟﻐش ) ﺳﻠك آﯾل ﻟﻠزوال( وﺳﻠك
1
،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿم اﻟﺷﻌﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻛل ﻣن ﺳﻠك ﻣراﻗﺑﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﺣﻘﻘﻲ ﻗﻣﻊ اﻟﻐش وﺳﻠك ﻣﻔﺗﺷﻲ ﻗﻣﻊ اﻟﻐش
واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) ﺳﻠك آﯾل ﻟﻠزوال( وﺳﻠك ﻣﺣﻘﻘﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﻠك ﻣﻔﺗﺷﻲ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .2
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﺳﻼك ﺗﻧﺎط ﺑﻬﺎ ﻣﻬﺎم اﻟﺑﺣث ﻋن أﯾﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ وﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ وأﺧذ ،ﻋﻧد اﻹﻗﺗﺿﺎء ،اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
ﻗﻣﻊ اﻟﻐش وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣوظف اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺧﺎرج ﻫذﯾن اﻟﺷﻌﺑﺗﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إذا ﻛﻠف ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺑﺣث واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﺻﻧف 14ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.
-2اﻟﻣوظﻔون اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻋوان اﻟﻣﻌﻧﯾون اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،وﻟﺗﺣدﯾد ﻫؤﻻء اﻷﻋوان
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﻧﺎ اﻟﺣﺎل اﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 334 -90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺧﺎص
ﺑﺎﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻸﺳﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،3ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 03ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم
ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﺛﻼث أﺳﻼك ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻫﻲ ﺳﻠك اﻟﻣﻔﺗﺷﯾن وﺳﻠك اﻟﻣراﻗﺑﯾن وﺳﻠك أﻋوان
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،وﺑﻘراءة ﻧﺻوص اﻟﻣواد 17و 29و 33ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻓﺈن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣري ﻣوﻛﻠﺔ ﻓﻘط ﻟﺳﻠﻛﻲ
اﻟﻣﻔﺗﺷﯾن واﻟﻣراﻗﺑﯾن .وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن أﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 49ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 02 -04واﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﻛوﻧون ﻣن ﺳﻠﻛﻲ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾن واﻟﻣراﻗﺑﯾن .
ﻏﯾر أن أﻋوان اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻓﻲ ﻛل اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إو ﻧﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛﻼ ﺑدون ﻓﺎﺗورة وﺗﺣرﯾر ﻓﺎﺗورة وﻫﻣﯾﺔ ﻓﻔﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣﻧﺎورة ﺗدﻟﯾﺳﯾﯨﺔ ﺗﻛﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﺻل
إﻟﻰ ﺣد اﻟﻐش اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ .4
253
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺗوﺟﯾﻪ ﻣﻼﺣظﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎرﺗﺑﺎط ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻣرﻛﻲ ،ورﻏم ﻫذا اﻻرﺗﺑﺎط إﻻ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻏﻔل ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 49
ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﺟﻣﺎرك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗم ﻓﯾﻪ ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ إدارة اﻟﺿراﺋب ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺣﺳن وﻣن ﺑﺎب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻷﻋوان اﻟﺟﻣﺎرك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ارﺗﺑﺎط
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ .
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺷروط ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد وﺗﺣدﯾد
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم :ﯾﺷﺗرط ﻟﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬوﻻء اﻷﻋوان أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟدﻗﯾق ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﻗد ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﻣوظف ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻋون ﻋﯾن ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ داﺋﻣﺔ ورﺳم ﻓﻲ رﺗﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري ،1ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﻣﺻر ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﺷﺧص ﯾﻌﻬد إﻟﯾﻪ ﺑﻌﻣل داﺋم ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ﺗدﯾرﻩ اﻟدوﻟﺔ أو
أﺣد أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻷﺧرى.2
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺻﺢ ﻣﺑﺎﺷرة وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﻣﺟرد ﻣوظف ﻣﺗﻌﺎﻗد ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗوﻓرت
ﻟدﯾﻬم اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
وﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣوظف ﻣﺗﺻﻔﺎ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﻻ ﺑﻘﺎﻧون ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟذﻟك ﻣﺟرد ﻗرار
وزاري ﻷن ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ ﻗد ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻹﻛﺛﺎر ﻣن ﺗﺧوﯾل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﻓﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑدﻻ ﻣن أن ﺗﻛون اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،3ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺷﻛل ﻣﺳﺎﺳﺎ
ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣواطن .
إن اﺧﺗﺻﺎص ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ﯾﻧﺣﺻر ﻧوﻋﯾﺎ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ ﻟﻬم
اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ دون ﺳواﻫﺎ ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬم اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﻛون أن ﻣﻧﺣﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ
اﻟﺗﺧﺻﯾص وذﻟك ﺑﺧﻼف رﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
- 1اﻟﻤﺎدة 04ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 03 -06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2006/07/15اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮظﯿﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ج ر ع س .2006
- 2ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ، 1970/12/23ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،س ،16رﻗﻢ ، 09ص .55
- 3ﺟﻨﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ،اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،ج ، 04ط ، 02دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ ،ﺑﯿﺮوت ،ص .514
254
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻘق أن ﯾزاول اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺑﺷﺄن ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت أو اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻻ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟﯾزﻫﺎ ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾراﻋﻲ
ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﺳﺗﺧدام أﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾر
ﻣﺷروﻋﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟﻪ ﻣﺛﻼ اﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺿﺑط اﻟﻔﺎﻋل
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺑس ،وﻟﯾس ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻛﺄن ﯾﻘرر ﺣﻔظ اﻟﻣﻠف أو إﺗﻼف اﻟﻣﺣﺎﺿر
ﺑﺣﺟﺔ ﻋدم ﺛﺑوت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ .1
وﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ارﺗﺑﺎط ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ﺑﺟﻬﺎز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﯾﻌدون ﻣن رﺟﺎل اﻟﺳﻠك اﻹداري ورؤﺳﺎءﻫم ﺗﺎﺑﻌون ﻹدارة و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة وو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أن
وظﯾﻔﺗﻬم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إو ن ﻛﺎﻧت ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣرﻛز ﻣﺷﺗرك إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﻛز أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﻛون
ﻣؤﯾدة ﺑﺿﻣﺎن ﺟدي ﻓﻬم ﻻ ﯾﺧﺷون أي إﺟراء ﯾﻣﻛن أن ﯾﻬدد ﻣرﻛزﻫم اﻹداري وﻻ ﯾﻘﯾدﻫم ﺑﺄي ﻗﯾد ،ﻓﻌدم
ﺗﻘﯾد اﻟﻣوظف ﻣﺛﻼ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو إرﺳﺎﻟﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻻ ﯾراﻩ ﻫذا
اﻟﻣوظف ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻰ اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺣﺗﻣﻲ ﺑﺳﻠطﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻔﯾد
إﻋطﺎء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ،وﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺗﺞ إﻻ
ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﺧول ﻟﻬﺎ ﺣق ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻹﯾﻘﺎف ﻓﻲ
ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ .2ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أﻋطﻰ ﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺳﻠطﺔ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺑﺎﻹﯾﻘﺎف اﻟﻣؤﻗت أو اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻪ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،إﻻ أﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ اﻷﻣر اﻟﻣﺗروك ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ .3
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ دور اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻛﺷف ﻋن اﻷدﻟﺔ ﻣوﻛل ﻟﻠﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
واﻻﺳﺗﻬﻼك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ) (DGCCRFواﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻌب دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻻ زاﻟت ﺗﺣﺗﻔظ ﻫذﻩ اﻹدارة ﺑﺳﻠطﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺻل ﺣﺗﻰ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ
ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ذو اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ .
255
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن إﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ وأﻋوان اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 04.02ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺧﺻﺻﻬم وﺣدﻫم ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻠك
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑل إن ﻟﻛل ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ ﻓﻲ داﺋرة
اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ إو ن ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻗد ﺟرى ﻋﻠﻰ اﻧﻔراد ﻣوظﻔو وأﻋوان اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺈﺟراء أﻋﻣﺎل
اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﻟﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﺳم ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺿﺑط وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﻓﻧﻲ وﻻ ﯾﺗﺳﻧﻰ اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ إو ﺛﺑﺎﺗﻬﺎ إﻻ ﻣن ﻗﺑل أﻓراد ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن
وﻣؤﻫﻠﯾن وﻟدﯾﻬم اﻟﺧﺑرات اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﺿﺑطﻬﺎ .
وأﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04.02إﻟﻰ أن ﺿﺑﺎط وأﻋوان اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻬم اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻧوﻋﻲ ﻋﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺣﯾث
أﻧﻬم ﻣﺧﺗﺻون ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟﺟراﺋم ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾدﺧل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ﻣوظﻔﻲ
اﻟﺿﺑط اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻣﺣدد.1
وﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻫو أن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﻧص ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن
ﺑﺎب اﻟﺗزﯾد ﻷن ﻋدم ذﻛرﻫم ﺳوف ﻟن ﯾﺳﻠﺑﻬم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬم ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫو ﻛﺎف ﻟوﺣدﻩ ﺑﺄن ﯾﻌطﯾﻬم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺻ ار ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون . 04.02
وطﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ق ا ج ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻌﺎم :ـ رؤﺳﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ـ ﺿﺑﺎط اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ـ ﻣﺣﺎﻓظو اﻟﺷرطﺔ ـ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ ـ ذو
اﻟرﺗب ﻓﻲ اﻟدرك ورﺟﺎل اﻟدرك اﻟذﯾن أﻣﺿوا ﻓﻲ ﺳﻠك اﻟدرك ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻗل واﻟذﯾن ﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم
ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺻﺎدر ﻋن وزﯾر اﻟﻌدل ووزﯾر اﻟدﻓﺎع ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ـ ﻣﻔﺗﺷوا اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ
اﻟذﯾن ﻗﺿوا ﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻬم ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﻋﯾﻧوا ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺻﺎدر ﻋن
256
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وزﯾر اﻟﻌدل ووزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ـ ﺿﺑﺎط وﺿﺑﺎط اﻟﺻف اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن
ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻸﻣن اﻟذﯾن ﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺧﺻﯾﺻﺎ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺻﺎدر ﻋن وزﯾر اﻟدﻓﺎع ووزﯾر
اﻟﻌدل .
وﯾﻌﺎون ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ وظﯾﻔﺗﻬم أﻋوان اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟذﯾن ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻌون
ﺑﺻﻔﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟذﯾن ﺣددﺗﻬم اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ق ا ج ﺑﺄﻧﻬم ﻣوظﻔو ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ وذو
اﻟرﺗب ﻓﻲ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ورﺟﺎل اﻟدرك وﻣﺳﺗﺧدﻣو ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟﻌﺳﻛري اﻟذﯾن ﻟﯾﺳت ﻟﻬم ﺻﻔﺔ ﺿﺑﺎط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .
إن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗداﺧل اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﯾن رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻊ
ﻣوظﻔﻲ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻣﺣدد ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل وﻛذﻟك
ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻓﻬل ﯾﻛوﻧون
ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺗﺣرﯾرﻫﺎ وﻓق اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أو وﻓق اﻷﺷﻛﺎل
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ، 04.02ﺣﯾث أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻠﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗم وﻓﻘﻬﺎ
ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﻧﺟز ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ .
وﻧﺣن ﻧرى أﻧﻪ إو ن ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻧﺢ ﻟرﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم اﻟﺣق ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺿﺑط اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 02-04إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺟﻌﻠوا ﻣن ﻫذا اﻟﺣق
ﻣﻬﻣﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺟب وﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل أن ﯾﺗﺧﻠوا ﻋﻧﻪ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد ،وﻻ
ﯾﻛون ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻬذا اﻟﺣق إﻻ ﺑطرﯾق ﻋرﺿﻲ أي ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ذو اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ، 02 -04وﻧظ ار أﯾﺿﺎ ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺄﻋﻣﺎل
ﻣﺎدﯾﺔ ﻓردﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﻧﻊ أو ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻬم ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻋطﻰ
ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻛل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى .
257
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﯾث وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 53ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 - 04ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي
ﯾﻣﻧﻊ أو ﯾﻌرﻗل أو ﯾﻌﺎرض اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ
ﺳﻧﺗﯾن وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ﻣﺎﺋﺔ أﻟف إﻟﻰ ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن .
ﻟﻘد ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟﺗﺣدد اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺷﻛل ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺻورة
ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻓﻌل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻧﻊ ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺟﺎءت اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺗﺣدد ﻟﻧﺎ ﺻور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر واﻟﺗﻲ ﺑﺗوﻓر إﺣداﻫﺎ ﻧﻛون ﺑﺻدد ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻲ :
أوﻻ -اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺣر ﻟﻠﻣﺣﻼت :ﻛل ﻓﻌل ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي
إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺣر ﻷي ﻣﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺣل اﻟﺳﻛن اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑدﺧوﻟﻪ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق وﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻌﺑﺎرة " أي ﻣﻛﺎن " اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﻲ ﯾزاول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﺷﺎطﻪ وﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ
ﻛﻣﺣﻼت اﻟﺗﺧزﯾن .
وﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ اﻷﻋوان وﻓرض ﺷروط ﻟدﺧوﻟﻬم إﻟﻰ اﻷﻣﻛﻧﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻟﻛن إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﻲ ﺷروط ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟﺳﻼﻣﺔ واﻷﻣن اﻟﻣﻔروﺿﺔ
داﺧل اﻟﻣﺣل ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌد ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق .
إو ذا طﻠب اﻟﻣﺣﻘﻘون اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻣﻠﺣق ﺑﺎﻟﻣﺣل ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻣرﻗد ﻟﻪ أو ﻟﻌﻣﺎﻟﻪ أو ﻣﺳﻛن
ﺧﺎص ﺑﻪ وﺗﻣﺳك ﻫذا اﻟﻌون ﺑﺿرورة اﻻﺳﺗظﻬﺎر ﺑﺈذن اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌد ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻼت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﯾﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻛن اﻟﺧﺎﺻﺔ
وﺗرﺟﻊ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺳوب إﻟﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺷﻛل
ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺣر ﻟﻰ اﻟﻣﺣل ،وﻻ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺗﻰ اﺳﺗطﺎع أن
ﯾﺳﺑب ﺣﻛﻣﻪ ﺗﺳﺑﯾﺑﺎ ﻣﻌﻘوﻻ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ وﻻ ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻠﻔﻌل اﻟذي
ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻧﻪ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺣر إﻟﻰ اﻟﻣﺣل.1
- 1زرﻗﻮن ﻧﻮراﻟﺪﯾﻦ ،رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﺪﻧﻲ ،م س ،ص .150
258
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -رﻓض اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻣدا ﻻﺳﺗدﻋﺎءات اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن :إن اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن
طرف اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻗد ﯾﻛون إﺟراء ﺿروري ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﻟﻣﺣل
ﻣﻔﺗوﺣﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌذر ﻣراﻗﺑﺗﻪ ،واﻷﺻل أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻓض اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻪ اﻟﺣﺿور إﻟﻰ
ﻣﻘر اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻷﺧذ أﻗواﻟﻪ ،وﻓﻲ ﻏﯾر أﺣوال اﻟﺗﻠﺑس ،ﻓﺈن رﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺑﻠﻐون
وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑذﻟك ،واﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺄﻣرﻫم ﺑﺿﺑطﻪ إو ﺣﺿﺎرﻩ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺣﯾل اﻟﻣﻠف ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
أو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ دون ﺳﻣﺎع اﻟﻣﺗﻬم ﻣن طرف اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻟﻛن وﺧروﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻓﻘد اﻋﺗﺑر
اﻟﻘﺎﻧون 02 -04رﻓض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻻﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﯾﺷﻛل ﺟﻧﺣﺔ
ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ .
وﺗﻌد ﺟﻧﺣﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻻﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻣد ﻋﻧﺻ ار
ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻬﻣﺔ ،ﻓﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﺛﺑﺎت اﻟﻌذر اﻟﻣﻘﺑول اﻟﻣﺑرر ﻟﻌدم اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻛﺈﺛﺑﺎت
اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة أو اﻟﻣرض أو اﻟﺳﻔر اﻟطوﯾل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ .وﯾﻘﺗﺿﻲ إﺑراز اﻟﻌﻣد
اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫذا اﻷﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌوﯾل ﻓﯾﻪ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد ﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،
ﻓﻣﺟرد إرﺳﺎل اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻏﯾر ﻛﺎف ،ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﯾﻧﺋذ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳوء ﻧﯾﺔ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺛﺑت وﺟود اﻟﻘﺻد اﻹﺟراﻣﻲ ﻟدى اﻟﻔﺎﻋل ،إو ذا ﻟم ﯾﺗم ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﺳﯾﻛون
ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﻘض .1
وﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺑﺈرﺳﺎل اﻻﺳﺗدﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،
ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ ،ﻛﺄن ﯾﺛﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد اﺳﺗﻠم اﻻﺳﺗدﻋﺎء
ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﻋن طرﯾق ﺗﺎﺑﻌﻪ .
وﻗد ﯾدﻓﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌدم ﺗوﺻﻠﻪ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻛدﻓﻊ ﻟﻧﻔﻲ اﻟﻌﻣدﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻔﺗﺢ
اﻟﻣﺟﺎل واﺳﻌﺎ ﻟﺗﻘدﯾر ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻟﺟدﯾﺔ ﻫذا اﻟدﻓﻊ ،ﺑﺣﯾث إذا ﺛﺑت ﻟدﯾﻬم ﻓﻌﻼ ﻋدم ﻋﻠم اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻬذا اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﺑﻌدم ﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ .
- 1ﺟﻼم ﺟﻤﯿﻠﺔ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺶ اﻟﺘﺠﺎري ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض ﻣﺮاﻛﺶ ، 2011ص .65
259
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -رﻓض ﺗﻘدﯾم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﺗﻧﺷﺄ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻟﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻹطﻼع وﺗﻔﺣص اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﺗطرح ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣدى اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻟﺣﻘوﻗﻲ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﻌدم ﺟواز إﺟﺑﺎر
اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم دﻟﯾل ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ،ﺣﯾث ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أن اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺄي
ﺗﺻرﯾﺢ ﻗد ﯾﺳﺗﺧدم ﺿدﻩ ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻹداﻧﺔ ،ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﺗﺷﻣل
1
،وﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻟﻣﺑدأ إﻟﻰ ﻗرﯾﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻋدم إﻟزام اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﺑﺗﻘدﯾم دﻟﯾل ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺿد ﻧﻔﺳﻪ
اﻟﺑراءة اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ دﺳﺗورﯾﺎ .
ﻟﻛن اﻟﻣﺎدة 54ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺗﺟﻌل ﻣن ﺗﻣﺳك اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌدم ﺗﻘدﯾم دﻟﯾل إداﻧﺔ
ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﯾﺷﻛل ﻓﻌﻼ ﻣﺟرﻣﺎ ﺑوﺻﻔﻪ ﻋرﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق .وﯾﻣﻛن ﺗﺑرﯾر ﻫذا اﻟﺗﺟرﯾم ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺔ
إﺛﺑﺎت ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣن ﺟﻬﺔ واﺳﺗﺣﺎﻟﺔ
اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﻔﺳﻪ .
ﻟذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى أﻧﻪ ﯾﺟب ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻋﺗﺑﺎر رﻓﺿﻪ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟوﺛﺎﺋق
ﻋرﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق أن ﺗﺗوﻓر اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ :
-أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣﻣﻛﻧﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈذا اﺳﺗطﺎع
ﻫذا اﻷﺧﯾر إﺛﺑﺎت أن ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻛﺎﻧت ﻣﺗوﻓرة ﻟدى اﻹدارة ﻓﻼ ﯾﻌد ﻣﺟرد ﻋدم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻣن طرﻓﻪ ﻋرﻗﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق .
-أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣوﺟودة ﻓﻌﻼ ﻟدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈذا اﺳﺗطﺎع إﺛﺑﺎت ﻋدم وﺟودﻫﺎ
ﻟدﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﻋدم إﻧﺷﺎءﻫﺎ أﺻﻼ أو ﻋدم ﻣﺳﻛﻬﺎ ﻣﺛﻼ ﻓﻼ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺟﻧﺣﺔ ﻋرﻗﻠﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق .
-أن ﺗﺷﻛل اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
، 02 -04ﻓﺈذا ﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﻘدم اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وأﺛﺑت أﻧﻬﺎ ﻻﺗﺷﻛل
- 1راﺋﺪ ﺳﻠﯿﻤﺎن اﻟﻔﻘﯿﺮ ،ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم ﺗﺠﺮﯾﻢ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷردن واﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻘﺎل
ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺎت ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت ،ع ، 11س ، 2011ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻏﺮداﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ص .296
260
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أي دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن ﻋدم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻻ ﯾﺷﻛل ﻋرﻗﻠﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق .
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﺷﺗراط ﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻫو اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺑدأ ﻋدم إﺟﺑﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ
ﺗﻘدﯾم دﻟﯾل ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ،وﺑﯾن ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﻌرﻗﻠﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق .
راﺑﻌﺎ -اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻧﺷﺎط ﺑﻘﺻد اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣراﻗﺑﺔ :اﻷﺻل أن ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﺣر ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد أوﻗﺎت ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﻪ ،وﻫو ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أوﻗﺎت ﻓﺗﺢ وﻏﻠق ﻣﺣﻠﻪ أﻣﺎم اﻟﺟﻣﻬور ،ﻣﻊ ﺷرط
اﺣﺗرام اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻠواﺋﺢ واﻷﻧظﻣﺔ ،وﺑﺷرط ﺿﻣﺎن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗوﻓر
ﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .
وﯾﻌﻣد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ ﻏﻠق ﻣﺣﻼﺗﻬم أﯾﺎم اﻟﻌطل ﻣﻣﺎ ﺳﺑب ﺿر ار ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
اﻟذﯾن أﺻﺑﺣوا ﻻ ﯾﺗﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷﯾﺎم ،ﻟذﻟك ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺻدار
ﻗﺎﻧون ﯾﻌﻧﻰ ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻣداوﻣﺎت ﺧﻼل اﻷﻋﯾﺎد واﻟﻌطل ،وﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺳﺧرﯾن ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﯾﺎم إذا ﺧﺎﻟﻔوا ﻗرار ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم .1
وﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻗف ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط وﻫو اﻟﺗوﻗف اﻟذي ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻬرب ﻣن
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وﻫذا ﻫو اﻟﺗوﻗف اﻟذي ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻛون ﻧﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن إﻏﻼﻗﻪ
ﻟﻠﻣﺣل ﻫو ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻷﻋوان إدارة اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ .
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﺣدث أن ﯾﺗم ﻏﻠق اﻟﻣﺣل ﺑﻣﺟرد ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣوظﻔﻲ أﻋوان
اﻟﺗﺟﺎرة وﻗد ﺷرﻋوا ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺣﻼت اﻟﻣﺟﺎورة ﻟﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن أن
ﯾﻌﺎﯾﻧوا ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ إو ﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻗﺑﺔ .
واﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ﺗﺣرﯾض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟزﻣﻼﺋﻪ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﻌد ﻫذا ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
- 1اﻟﻤﺎدة 41ﻣﻜﺮر ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 06-13اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2013/07/23اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮوط ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ " ﯾﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﺣﺘﺮام
اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﺑﻐﺮاﻣﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﯿﻦ أﻟﻒ دﯾﻨﺎر إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟﻒ دﯾﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي"
261
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣرض ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ﻛﺎﻟﻔﺎﻋل ﻟﻪ .1إﻻ أن اﻟﺗﺣرﯾض ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺣرض ﯾﺳﺄل ﻋن ﺗﺣرﯾﺿﻪ ﺳواء ﻧﺟﺢ اﻟﻣﺣرض ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻔﻌل أم ﻟم ﯾﻧﺟﺢ .
وﯾﺄﺧذ ﺗﺣرﯾض اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟزﻣﻼﺋﻪ ﻋدة ﺻور ،ﻓﻘد ﯾﻛون ﻋن طرﯾق اﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻗد
ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻠﻔظ اﻟﻌﺎدي أو ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﺑرة ﻋن إرادة
اﻟﻣﺣرض ،وﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺗﺣرﯾض أن ﯾﺣث اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي زﻣﻼءﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠرﻛن
اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ دون اﺷﺗراط ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻬﺎ أو ﺗﺣدﯾد وﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷﺗرط أن ﯾؤﺛر اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋﻪ وﻫو ﯾﻘوم ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺣرﯾض
ﺑوﺳﺎﺋل ﺗﻬدﯾد ﻣﺣددة ،ﺧروﺟﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط أن ﯾﺗم اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺄﺣد اﻟوﺳﺎﺋل اﻵﺗﯾﺔ :اﻟﻬﺑﺔ
أو اﻟوﻋد أو اﻟﺗﻬدﯾد أو إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﺎﯾل أو اﻟﺗدﻟﯾس اﻹﺟراﻣﻲ .
ﺧﺎﻣﺳﺎ -اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎورة ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ أو اﻟﻌرﻗﻠﺔ ﺑﺄي ﺷﻛل ﻛﺎن ﻹﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت :ﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻛل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻷﻋوان اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع أن ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄي ﻣﻧﺎورة ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺧر أو ﺗﻌرﻗل إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣراﻗﺑﺔ ،
ﺗؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟوﻗوع ﺗﺣت اﻟﺟزاء اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 53ﻣن اﻟﻘﺎﻧون . 02-04
وﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻧﺎورة واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن أي ﺗﻌرﯾف ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿﻣن ﺣﺻ ار ﻟﺟﻣﯾﻊ
أوﺟﻪ اﻟﻣﻧﺎورة ،2ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎورة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻛﺎذﯾب ﻣدﻋﻣﺔ ﺑﻣظﺎﻫر
ﺧﺎرﺟﯾﺔ أو أﻓﻌﺎل ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﯾﻬﺎم اﻟﻣﺣﻘق وﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺄﺧر ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﻻ ﯾﻘوم ﺑﻪ
إطﻼﻗﺎ ،3وﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻛل ﻛذب ﻣﺻﺣوب ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﺧﺎرﺟﯾﺔ أو أﻓﻌﺎل ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﻛون
اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺻدق ﻫذا اﻟﻛذب ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﻋدم إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾق
أو اﻟﺗﺄﺧر ﻓﯾﻪ.4
وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎورة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺧداع ﯾﺗم ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف أو ﺳﻠوك
ﻣﺧﺎدع اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ إﺣﺑﺎط ﻋﻣل اﻟطرف اﻵﺧر ،وﻗد ﯾظﻬر ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ ﺻورة ﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎذﺑﺔ
- 1اﻟﻤﺎدة 41ف 02ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت " ﯾﻌﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺮض ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻟﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﮭﺒﺔ أو اﻟﻮﻋﺪ أو اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ أو إﺳﺎءة اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ أو
اﻟﻮﻻﯾﺔ أو اﻟﺘﺤﺎﯾﻞ أو اﻟﺘﺪﻟﯿﺲ اﻹﺟﺮاﻣﻲ".
- 2ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺒﺤﻲ ﻧﺠﻢ ،ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎص ،ط ، 02د م ج ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 1990ص.142
- 3ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻧﺠﯿﺐ ،ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ،اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎص ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1988ص .999
- 4ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺒﺤﻲ ﻧﺠﻢ ،م س ،ص .143
262
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أو اﻹﯾﻬﺎم ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎﻹدﻋﺎء ﻛذﺑﺎ ﺑﺄن اﻟوﺛﺎﺋق ﻋﻧد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل وأﻧﻪ ﻟﯾس إﻻ ﻣﺟرد ﺻدﯾق ﺗرﻛﻪ
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل ،أو ﺗﻘدﯾم وﻋد ﻛﺎذب ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﺳوف ﯾﻘدم ﻟﻬم وﺛﺎﺋق ﻣﻌﯾﻧﺔ .
إذن ﻓﺎﻟﻣﻧﺎورة ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺗﯾﺎن ﻣظﺎﻫر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻛذب
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﻛون اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ذﻟك ﺗﺣﻘﯾق أﻣر ﻏﯾر ﻣﺷروع وﻫو ﺗﺄﺧﯾر أو ﻋرﻗﻠﺔ إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت.
وﻓﻲ ظل ﻋدم وﺟود ﺗﻌرﯾف ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎورة ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ أوﻻ ﻷﻋوان
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد ﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬم ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘول ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل ﻣﻧﺎورة ﺗؤدي إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻘﺿﺎة
اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟوﺻف اﻟذي دوﻧﻪ اﻷﻋوان ﻓﻲ ﻣﺣﺿرﻫم أو ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎدﻩ ﻣﺎدام أن اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ
ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ ﻫو داﺋﻣﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ورﻏم أن اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻫو ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺿﯾﻘﺔ ﻛون أﻧﻬﺎ
ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻛﯾﯾف ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻬﺎ .1
وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺻﺣﺔ اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﻣﺣﺿر أن ﯾرد ﻓﯾﻪ أن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻣﻧﺎورة ﻟﻣﻧﻊ
اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق دون أن ﯾﺑﯾن ﺑدﻗﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎورة وﺻورﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺑﺳط
رﻗﺎﺑﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘدﯾر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع أن ﯾﺑﯾﻧوا ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬم اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﻛﯾﻔوﻫﺎ
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻣﻧﺎورة ،وأن ﯾﺑﯾﻧوا أﯾﺿﺎ أن ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻗد أدت واﻗﻌﺎ إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾق،
إو ﻻ ﻓﺈن ﺣﻛﻣﻬم ﺳﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﻘض ﺗﺣت ﻋﯾب اﻧﻌدام أو ﻧﻘص اﻟﺗﺳﺑﯾب .
ﺳﺎدﺳﺎ -اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق :اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وﻗﺳم أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌدي إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ،
ﺗﻌدي ﯾﻣس ﺑﺷرف واﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣوظف ) اﻋﺗداء ﻣﻌﻧوي( ،وﺗﻌدي ﯾﻣس ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر
)اﻋﺗداء ﻣﺎدي( .
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻋﺗداء اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻹﻫﺎﻧﺔ أو اﻟﺗﻬدﯾد أو اﻟﺳب أو اﻟﺷﺗم .أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻋﺗداء اﻟﻣﺎدي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف اﻟﺟﺳدي اﻟﻣﻣﺎرس ﺿد اﻟﻣوظف ﺳواء أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ
ﻣﻬﺎﻣﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ.
263
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺗﺗم اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣوال ﻣن أﺟل ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻟﯾس ﻣن أﺟل ﺟﻧﺢ
اﻟﺗﻬدﯾد أو اﻟﺳب أو اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣدي اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻫو أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺷﺎر إﻟﻰ أﻓﻌﺎل اﻟﺳب
واﻟﺗﻬدﯾد واﻟﻌﻧف واﻟﺗﻌدي ﻛﻌﻧﺎﺻر ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ
ﻗﯾﺎم ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﺟﻧﺣﺔ اﻹﻋﺗراض ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﻘوم إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ :ـ أن ﯾﻛون ﻣرﺗﻛب اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻼ ﺗﻘوم اﻟﺟﻧﺣﺔ إذا وﻗﻊ اﻻﻋﺗداء ﻣن طرف ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي آﺧر أو ﻋﺎﻣل ﻟدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺗﺻرف ﺑدون أﻣر ﻣن رب ﻋﻣﻠﻪ .أن ﯾﻛون اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻗد ﺣﺻل أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻣوظف ﻟﻣﻬﺎﻣﻪ أو
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ .
واﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻫﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﺟﻧﺢ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓﺄﻋﻣﺎل
اﻟﻌﻧف اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺿد اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻣوظف أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟﻔﻌل
اﻟﻣﻧﺻوص واﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 148ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ أن ﻓﻌل اﻟﺗﻬدﯾد ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد ﻣن 284إﻟﻰ 287ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﯾﺷﻛل اﻟﺳب واﻟﺷﺗم
ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺳب اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 299ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻟذﻟك ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل
ﺣول ﻣدى ﺟواز إﻋﺎدة ﺗﻛﯾﯾف اﻟوﻗﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟوﺻف اﻷﺷد ؟
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 32ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾوﺻف اﻟﻔﻌل اﻟواﺣد اﻟذي ﯾﺣﺗﻣل
ﻋدة أوﺻﺎف ﺑﺎﻟوﺻف اﻷﺷد ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻓﺈذا طﺑﻘﻧﺎ ﻫذا اﻟﻧص ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ اﻟﺗﻌدي ﺑﺎﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف
اﻟﻣﺣﻘق ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﻣل وﺻﻔﯾن :ـ اﻷول ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻣوظف أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺎدة 148ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ـ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻗﺑﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 53ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04.02ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن ﻣﺎﺋﺔ
أﻟف إﻟﻰ ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ،ﻓﯾﻛون اﻟﻧص اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة 32ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﺷد وﻩ اﻟﻣﺎدة 148ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .
ﻟﻛن ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟوﺻﻔﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﺟﻧﺣﺔ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ
ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻣوظف أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻣن ﺣﯾث أن اﻟﺟﻧﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﻛون ﺻﻔﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻬﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﻧص
264
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻫو اﻟﻣﺎدة 53ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧص ﺧﺎص
ﯾذﻫب اﻟﻣﺷرع ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
ﻛذﻟك ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﺟواز اﻷﺧذ ﺑﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻛﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﻪ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟﺳب ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺟﻧﺣﺔ
اﻟﺳب ﯾﻣﻛن إﻧﻬﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ .
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 54ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت
ﻓﻲ ﻫذﯾن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺗﺗم ﺑﺎﺳم وزﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺻﻔﺢ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ،إو ن ﻛﺎﻧت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﺗﻛﯾﯾف ﯾﺧﺗﻠف ،
ﻓﺎﻟﺳب اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﻣوظف ﻻ ﯾﻛﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺳب إو ﻧﻣﺎ اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع
ﻋﻠﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻﻔﺢ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻛل أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧذ ﺑداﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ
اﺧﺗﺗﺎﻣﻬﺎ ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر إﺣدى اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن ﺗﺣرﯾك
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻫذا
اﻟﻣﺳﺎر ﻣن ﺑداﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ.
اﻟﻔرع اﻷول
إن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧوط ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون -04
02اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬم ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺢ ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺟوﻫر أﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺟب أن ﺗﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﺿﻣن اﺣﺗرام اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ
ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
265
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 49ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد وﺿﻊ ﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣوظف اﻟﻣؤﻫل ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻫﻲ ﻓﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﺟل ﻋدم اﻟﺗﻌﺳف ﺿدﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﺿﺑط
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت.
-1اﻟﺗزام اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺂداء اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾؤدي اﻟﻣوظﻔون اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﯾﻣﯾن ،وﺑﺎﻟرﺟوع
إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻣرﺳوم 415-09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09/12/16واﻟﺧﺎص ﺑﻣوظﻔﻲ إدارة اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺈن
ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾؤدون اﻟﯾﻣﯾن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻘر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم ،وﯾﻛون ﻧص ﻫذﻩ اﻟﯾﻣﯾن
ﻛﺎﻵﺗﻲ " :أﻗﺳم ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌظﯾم أن أﻗوم ﺑﺄﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺻدق وأﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ
وأراﻋﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻲ".
وﺑﻌد أداء ﻫذﻩ اﻟﯾﻣﯾن ﺗﺳﻠم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋن طرﯾق أﻣﯾن اﻟﺿﺑط إﺷﻬﺎدا ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﺑﺂداء ﻫذﻩ اﻟﯾﻣﯾن
ﯾوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻛﻣﺣﻘق .
إو ﻟزام اﻟﻣوظف ﺑﺂداء اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻟﻣﻬﺎﻣﻪ ﻛﻣوظف ﻣؤﻫل ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻫو إﻟزام ﯾﺗرﺗب
ﻋن إﻏﻔﺎﻟﻪ ﺑطﻼن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟزﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻣوظف ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺿﺎﺑط اﻟﻣﺣﻠف اﻟذي
ﻻ ﯾطﻌن ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﯾﻣﯾن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ .
ﻓﺄداء اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﺗﺄﻫﯾل ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻷﻧﺷطﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣﺗﻰ ﻟم ﯾﻛن ﻗد أدى اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ
اﻟﻣﺄﻣورﯾﺔ .1
-2اﻟﺗزام اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺻﻔﺗﻪ وﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻟﻌﻣل :ﻣن ﺑﯾن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻫو إﻟزام اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق وﻋﻧد ﺑداﯾﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎﻟﻪ داﺧل أي ﻣﺣل ﻣﻬﻧﻲ أو ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أي
ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﻌرف ﺑﺻﻔﺗﻪ وأن ﯾﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻔوﯾض .
- 1ﻗﺮار ﺗﻌﻘﯿﺒﻲ ﻣﺆرخ ﻓﻲ ،1987/06/10اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ،ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻌﻘﯿﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ ،ﻋﺪد . 14607
266
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻟﺗﻔوﯾض ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ورﻗﺔ إدارﯾﺔ ﯾﺣدد ﺷﻛﻠﻬﺎ وطرﯾﻘﺔ إﺻدارﻫﺎ وﺳﺣﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﻗرار ﺻﺎدر
ﻋن وزﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ،وﯾﺗم ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣوظف ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ،وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن
ﺗﻛﻠﯾف ﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط واﻟﺗﺣﻘﯾق ،1وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﻣرﻓوﻗﺎ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد اﻟﻣﺗﺿﻣن آداء
اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .
واﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻫو إﻋﻼم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف
اﻟﻣﺣﻘق وﺑﺻﻔﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ،ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ ﻓﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك اﻟﺗزام
ﺑﺗﻘدﯾم ﯾد اﻟﻌون ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن أي ﻋرﻗﻠﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق .
-3اﻟﺗـزام اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ وﺑﻛﺗﻣﺎن اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﻌﻠم اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺑل اﻟﺑدء ﻓﯾﻪ ،وﻻ ﻧﺟد ﻟﻬذا اﻻﻟﺗزام أﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻟﻛن ﻫذا
اﻻﻟﺗزام ﯾﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ " ﻛل
ﺷﺧص ﻣﺗﻬم ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻪ اﻟﺣق وﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻵﺗﯾﺔ :ـ ﻋدم إﺟﺑﺎرﻩ
ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘدم ﺷﻬﺎدة أو اﻋﺗراف ﺿد ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣذﻧب "
وطﺑﻘت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺑﺎرﯾس ﻫذا اﻟﻣﺑدأ وﻗﺿت ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﺑﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻛﺎن ﺣول رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣروﻗﺎت ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر ﻗد ﻗدم ﻣن أﺟل ﺗوﺻﯾف اﺗﻔﺎق .
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻌﻠم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻪ
ﺣول أي ﻣوﺿوع ﯾدور اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣوﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﻗد اﺣﺗرام ﺷرط اﻟﻧزاﻫﺔ ﻣﺗﻰ أﻋﻠم اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾدور ﺣول اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ورﻏم أن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺣﺑذ ﻟو أن اﻟﺗﺣدﯾد ﯾﻛون أﻛﺛر دﻗﺔ ،ﻟﻛن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺗرى ﺑﺄن اﻟﻣﺣﻘق ﻟﯾس
ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق .2
إن ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﺟد ﻣﻧطﻘﻲ ﻛون أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أي ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﻠزم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ
ﺑﺗﺑرﯾر أو إﻋطﺎء اﻷﺳﺑﺎب اﻟداﻓﻌﺔ ﻹﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﯾﻣﻠك ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري وﻻ ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻹﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ طﻠب ﺗﺣﻘﯾق ﺧﺎص ﺻﺎدر ﻣن اﻹدارة اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ،
ﻓﺎﻟﻣوظف ﯾﻣﻠك ﺗﻔوﯾﺿﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون .02 -04
267
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﺎﻧﺗﻬت إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗدﺧل ﻻ
ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺑﺄن ﯾﻌدﻟوا ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺷرط إﻋﻼم اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻪ ،ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻘﺿﯾﺔ أﺟرى أﻋوان اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﺣول ﺟودة ﻟﯾﻣون وﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق أﯾن ﻋﺎﯾﻧوا وﺟود ﻗراﺋن ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘﻠﯾد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬم ﻗد أﻋطوا ﺗوﺟﯾﻬﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق وﺣرروا ﻣﺣﺿ ار ﻣن أﺟل ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد .1
وﯾﻘﺗﺿﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ ﺗﺟﻧب طرح ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ،إذ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻل
أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻌون اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾطرح أﺳﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻓﺈن ﺷﻛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺻل ﺣد اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣق اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻋدم إداﻧﺗﻪ ﻣن طرف
ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣري أي ﻋدم طرح أﺳﺋﻠﺔ إداﻧﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ وﻋدم طرح أﺳﺋﻠﺔ ﻏﺎﻣﺿﺔ أو اﺳﺗدراﺟﯾﺔ .2
ﻓﺎﻟﺣق ﻓﻲ ﻋدم اﻹداﻧﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻫو ﺣق ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻣن طرف أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إذ
ﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻌﻬد ﺑﺄن ﻛل ﺷﺧص ﻣﺗﻬم ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣق ﻋدم إﺟﺑﺎرﻩ ﺑﺄن ﯾﺷﻬد ﺿد ﻧﻔﺳﻪ أو
إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﻗرار ﺑﺄﻧﻪ ﻣذﻧب .
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺟرى ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن طرح
أﺳﺋﻠﺔ إداﻧﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ إﺟﺑﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗراف ﺑﺄﻧﻪ ﻣذﻧب ﺗﻌد ﺧرﻗﺎ وﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
اﻟﻌﺎدﻟﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ ﻋدم إﺟﺑﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم وﺛﺎﺋق ﺗدﯾﻧﻪ ﺗطرح ﻋدة
إﺷﻛﺎﻻت ،ﻓﻔﺿﻼ ﻋن ﺧطر ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣن ﻓﺎﺋدة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﺈن ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﺣق
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﻟﻺﻓﻼت ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ أن أﻏﻠب
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﻣﺧﺎﻟف .ﻟذﻟك
ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﯾﻠزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻫذا اﻟﺗﻌﺎون
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾﻠزﻣﻬم ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺄن ﯾﺿﻌوا ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﺣﻘق ﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﯾق.
1
- Cass. Crim., 18/12/2001, D. 2002, p. 576.
2
- Nathalie (J.), op. cit., p. 255.
268
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﻘﻊ وﺟوﺑﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫو اﻟﺗزام
ﻣﻔروض ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺗﻘﻊ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﺑﻧص
اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .
واﻟﺗزام اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻬم ،
ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق ﻣﺛﻼ اﻟﺗﺧﺎطب ﻓﻲ اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي
ﯾﺟرﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺎﻟﻌﻠم ﺑﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق وأن ﻻ ﯾﻔﺿﻲ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
ﺑﺄﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﯾﺟرﯾﻪ وأن ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗم ﺣﺟزﻫﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق ،1وﯾﻣﺗد ﻫذا اﻹﻟﺗزام ﻟﯾﺳري أﯾﺿﺎ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ زﻣﻼء اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق اﻟذﯾن ﻟﯾﺳت ﻟﻬم
ﺑﺣﻛم ﺻﻼﺣﯾﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺣق اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣوﺿوع
اﻟﺗﺣﻘﯾق.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت :ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن
اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن أداء واﺟﺑﺎﺗﻬم ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗﺞ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻧﺢ ﻟﻬم ﺳﻠطﺎت ﺟد
واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻋوان اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺟرى ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺣﯾث ﺗﺑرز أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ
ﺳﻠطﺔ اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق وﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت وﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺟز ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻧﺢ
ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾد وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟذﯾن ﯾﻣﻛﻧﻬم طﻠب ﺗدﺧﻠﻪ ﻹﺗﻣﺎم ﻣﻬﺎﻣﻬم.
وﺳوف ﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع دراﺳﺔ ﻛل ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺣص واﻹطﻼع وﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻼت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻗد ﺳﺑق وأن درﺳﻧﺎ ﻣوﺿوع اﻟﺣﺟز ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب.
-1ﺳﻠطﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺑﻼﻏﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت :ﯾﻌد اﻹﺑﻼغ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺟﺎل
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣرك ﻣن أﺟل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ
وﺗﻘدﯾﻣﻬم ﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ، 3ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧ ازﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻛون ﻟﻺﺑﻼغ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺣدود ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ،إذ أﻧﻪ وﻧظ ار
269
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻌدم اﻧﺗﺷﺎر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟدى ﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧدر أن ﯾﺗﻘدﻣوا ﺑﺑﻼﻏﺎت ﻓردﯾﺔ
ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻼﺣظوﻧﻬﺎ أو ﯾﻛوﻧون ﺿﺣﯾﺔ ﻟﻬﺎ .
واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﺟرم ﺳﻠوك ﻋدم اﻹﺑﻼغ ﻋن اﻟﺟراﺋم إﻻ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﻧﺎﯾﺔ 1وﺑﻌض اﻟﺟﻧﺢ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟﻧﺢ ﻣن ذﻟك
ﻣﺛﻼ ﺟﻧﺢ اﻟﻔﺳﺎد.2
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺻل وﻟم ﯾﺿﻣن ﻣوادﻩ أي ﺗﺟرﯾم
ﻟﻌدم اﻹﺑﻼغ ،وﻫﻧﺎ ﻧرى أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺣﺳن ﻟو أن اﻟﻣﺷرع ﯾﺿﻊ ﻣواد ﺗﺣض ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻹﺑﻼغ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻛذﻟك اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
-2ﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺣص واﻹطﻼع :ﺗﺳﻣﺢ اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄن ﯾطﻠﺑوا ﺗﻔﺣص ﻛل اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ او اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ وﻛذﻟك أﯾﺔ
وﺳﺎﺋل ﻣﻐﻧﺎطﺳﯾﺔ أو ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ دون أن ﯾﻣﻧﻌوا ﻣن ذﻟك ﺑﺣﺟﺔ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬم أن ﯾطﺎﻟﺑوا
ﺑﺎﺳﺗﻼﻣﻬﺎ ﺣﯾﺛﻣﺎ وﺟدت واﻟﻘﯾﺎم ﺣﺗﻰ ﺑﺣﺟزﻫﺎ .
وﻫﻛذا ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻧص ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﺣص اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺳﻛﻬﺎ ﺑﺣﻛم ﻧﺷﺎطﻪ ﻛﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺳك ﺑﺣﻛم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻛذﻟك ﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎرس
ﻛﻣﻠﻔﺎت اﻟزﺑﺎﺋن واﻟﻣراﺳﻼت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ وﺗﻘﺎرﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ
..إﻟﺦ.
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إذ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﺗم ﻋن طرﯾق أي ﻣوظف ﯾﺣوز ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﺑﺣﻛم ﻣﻧﺻﺑﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻻ ﯾﺗﺣﺟﺞ ﺑﻐﯾﺎب اﻟﻣدﯾر أو اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣن اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق.3
270
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟﻣﺣﻘق ﺑطﻠب اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠﻌون اﻹﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻌدم
وﺟودﻫﺎ ﺑﺣﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺿﺎﻋت أو أﺗﻠﻔت أو أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أﺛر ﻓﻲ اﻷرﺷﯾف ﻣﺎ دام أن اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣطﻠوب
اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﻣن وذﻟك ﺑﺷرط أن
ﯾطﻠب اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة .
وﺗﻘوم ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﻣطﺎﻟب ﺑﻬﺎ ﻫﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﯾﺟب اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋبء إﺛﺑﺎت ﻋدم إﻟزام اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻪ ﺑﻣﺳﻛﻬﺎ ،ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻘق وﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳك اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻣﻠزم ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾطﻠب ﺗﻔﺣﺻﻬﺎ ﻣﺗﻰ ﺛﺑت أن ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺻﺎدرة
ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣوزﺗﻪ .
وﻻ ﯾﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧون 02-04طرﯾق ﻣﻌﯾن ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺣﻘق ﻟﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ
اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ،ﻓﻬل ﯾﺗم ﻋن طرﯾق ﻣﺟرد طﻠب ﺷﻔوي أم ﻋن طرﯾق طﻠب ﻛﺗﺎﺑﻲ ،وﻫل ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوب اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑدﻗﺔ أم ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ ؟
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة L.450-3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﺈن طﻠب اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ
اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘدم اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣﺣددا ﺑدﻗﺔ ﻟﻛن ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻠق ﺑوﺛﺎﺋق ﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟوﺟود وﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﻣﺣﺗواﻫﺎ .1
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أﯾدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟذي اﻧﺗﻬﻰ إﻟﻰ أن طﻠب
اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدراﺳﺔ ﺟدول اﻷﺳﻌﺎر ﺧﻼل ﺳﻧﺗﯾن ﻣﺣددﺗﯾن ﻟم ﯾﻛن طﻠﺑﺎ ﻋﺎﻣﺎ وﻻ
طﻠﺑﺎ ﻏﯾر ﻣﺣدد ﺑدﻗﺔ ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﻗد ﺑﯾن وﻋرف اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ
وﺟدول اﻷﺳﻌﺎر ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد ﺣدد ﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺷﺎء ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق .2
وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة L.450-7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻛل وﺛﯾﻘﺔ
أو ﻋﻧﺻر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺣﺗﺟز ﻟدى ﻣﺻﺎﻟﺢ وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ وﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑدون أن ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﯾﻬم
ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻓﺣق اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﻟﻛن ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻬﻧﻲ ﯾﺣوز وﺛﺎﺋق ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻔﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق .
1
- André Marie , op. cit., p. 115.
2
- Cass. com., 04/02/1997, n° 95, p.10486.
271
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺗﺳﻣﺢ اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄن ﯾطﻠﺑوا ﻟﯾس ﻓﻘط
ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﺑل أﯾﺿﺎ أن ﯾطﻠﺑوا اﺳﺗﻼم ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق وﺣﺗﻰ ﺣﺟزﻫﺎ .
ﻓﺈذا اﻧﺗﻬت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ورأى اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق أن ﻻ ﺿرورة ﻟﺣﺟز اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻪ إرﺟﺎﻋﻬﺎ
إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻬﺎ وﯾﻣﻛﻧﻪ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺄﺧذ ﺻورة ﻣﻧﻬﺎ .
أﻣﺎ إذا ﺗم ﺣﺟز اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺟرد ﻟﻠوﺛﺎﺋق وﻣﺣﺿر ﺣﺟز ﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن
ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣﻘق ﻣﻌﻪ.
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺟز اﻟوﺛﺎﺋق ﺗﻛون ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻬﻣﺔ وأﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺗﺷﻛل
ﺟﺳﻣﺎ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ،ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﺣﺟز اﻟﻔﺎﺗورة اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ
ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻣر ﺿروري ﻹﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم ﺗﻠك اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
-3ﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت :ﺗﻌﺑر ﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن ﺗﻌﺑﯾ ار
ﻋن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟذي ﻫو إﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﺑط أدﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻛل ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن أﺟل إﺛﺑﺎت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم،
ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻔﺗﯾش إذا ﻛﺎن إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ وﺳﯾﻠﺔ إﺛﺑﺎت أدﻟﺔ ﻣﺎدﯾﺔ .1ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻟدﺧول أﺣد
أﻫداف اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﻫﻲ إﺣدى ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﻓﻲ
ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .2
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﺣﻛم اﻷﻣﺎﻛن
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺑﺎح ﻟﻠﺟﻣﻬور دﺧوﻟﻬﺎ ﻛﻣﺎ أن دﺧوﻟﻬﺎ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﯾﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻟدﺧوﻟﻬﺎ أﺛﻧﺎء اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎح ﻟﻠﺟﻣﻬور
اﻟدﺧول إﻟﯾﻬﺎ أي إذن ﺧﺎص.3
وﻻ ﯾﻠزم اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣوﻋد ﻣﺳﺑق ﻟزﯾﺎرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻧﺷﺎط ،ﻓﺎﻟزﯾﺎرة ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗدﺧل واﻟزﯾﺎرة ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻣل ﻋدة ﻣﺣﻼت
ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻌدة أﻋوان اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.
272
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أن ﯾﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل ﻋﺑر أﻧﺣﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو
اﻟﻣﺣل ،ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﺛﻼ أن ﯾﻠزﻣﻬم ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﻛﺎﺗب أو ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ،ﺣﯾث أن ﻟدﯾﻬم
اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻛل اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣوﺟودة ﺑﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط .
اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻫﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﯾد رﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ دﺧوﻟﻬﺎ ﺑﺑﻌض
اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﻛﺎن وزﻣﺎن اﻟدﺧول واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻛﺎﺗب واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت
وأﻣﺎﻛن اﻟﺷﺣن واﻟﺗﺧزﯾن .
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 52ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد أﺟﺎزت ﻟرﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟدﺧول
ﺑﺣرﯾﺔ إﻟﻰ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
و اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺗوﻗف ﻋﻧد ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟزﻣﻧﯾﺔ
واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﺧول ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﺻطدام ﺣق اﻟدﺧول ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻬن
اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻗﯾودا ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﺧول واﻟﺗﻔﺗﯾش.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻧرى أن اﻟﻣﺎدة 52اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻻ ﺗﺿﻊ أي ﻗﯾد زﻣﻧﻲ أو إﺟراﺋﻲ ﻋﻠﻰ
ﺣق اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻓﻲ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت ﻣن أﺟل إﺛﺑﺎت وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم،
ﺑﺣﯾث أن اﻟﻧص ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣﺛﻼ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﯾرﺑطﻬﺎ ﻣﺛﻼ ﺑﺈذن ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت ﻓﻲ أي وﻗت ﻣﺎ داﻣت
ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﯾﻛﻔﯾﻬم ﻓﻘط اﺳﺗظﻬﺎر ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺻﻔﺗﻬم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق دون أن ﯾﻛوﻧوا ﻣﻠزﻣﯾن
ﺑﺗﻘدﯾم إذن ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش .ﻟﻛن إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑدﺧول ﻣﺣل ﺳﻛﻧﻲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط أو
ﯾﺣﺗﻣل أن ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ وﺳﺎﺋل ﻣﺎدﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ
إذن ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص وأن ﯾﺗم اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ أوﻗﺎت زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن وﻓق ﻣﺎ
ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة L 450-3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ واﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻟﯾﻼ إﻟﻰ ﻛل ﻣﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻷﻏراض ﻣﻬﻧﯾﺔ وﻛل اﻷﻣﺎﻛن
اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺟﻣﻬور وﻛذﻟك ﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﻧﻘل ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻷﻏراض
ﻣﻬﻧﯾﺔ .وﻟﻬم أﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﺧول ﺧﺎرج اﻷوﻗﺎت اﻟﻣﺷﺎر ﻏﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ إذا ﻛﺎﻧت
273
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺧﺎرج ﻫذﻩ اﻷوﻗﺎت أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻣﺎﻛن ﯾﺟرى ﻓﯾﻬﺎ أﻧﺷطﺔ اﻻﻧﺗﺎج
أواﻟﺻﻧﺎﻋﺔ أواﻟﺗﺣوﯾل أواﻟﺗﻌﺑﺋﺔ أو اﻟﻧﻘل أو اﻟﺗﺳوﯾق .إو ذا ﺗﻌﻠق ﺣق اﻟدﺧول ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟﺣﺟز ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺷﺗرط اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹذن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،إذ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺑﻣوﺟب أﻣر وﻻﺋﻲ ﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣﺑس ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﺗﻔﺗﯾش ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻣﺎﻛن
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ﻋدة ﺟﻬﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﯾﻛون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻدر أﻣر
واﺣد ﻣن اﺣد ﻗﺿﺎة اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣﺑس اﻟﻣﺧﺗص واﻟذي ﯾﻌطﻲ إﻧﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎة اﻵﺧرﯾن
اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ واﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون رﻗﺎﺑﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟﺣﺟز إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ ،وﯾﻌﯾﻧون ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن.1
ﻋﻣﻠﯾﺎ ﯾﻧدر أن ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺗﺣرﯾر اﻷﻣر ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﻟﻛن ﯾﺗم إﺧﺑﺎرﻩ ﻣن طرف اﻹدارة
ﺑﺷﻛل ﻣﺷروع أﻣر ،أي ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻷﻣر ﻋﻠﻰ ذﯾل ﻋرﯾﺿﺔ اﻟﻣﺳﺑب ﺑطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،ﻓﺎﻷﺳﺑﺎب
واﻟﻣﻧطوق ﯾﺗم ﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻣن طرف اﻹدارة وﻻ ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻻ ﺑﺈﻣﺿﺎء ﻋﻠﻰ ذﯾل اﻟﻌرﯾﺿﺔ ،وﻣﻊ
ذﻟك اﻋﺗﺑرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ أن ﻫذا ﻻ ﯾﺷﻛك ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ ﻫذا اﻷﻣر إذ اﻋﺗﺑرت ﻫذﻩ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن أﺳﺑﺎب وﻣﻧطوق اﻷﻣر ﻫﻣﺎ ﻣن إﻧﺷﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي أﺻدر ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻣر.2
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن ﻋﺑﺎرة " وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ أي ﻣﻛﺎن " اﻟواردة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 52
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻣﺗداد ﺣق اﻟدﺧول ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻛﻣﻛﺎﺗب
اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن وﻣﻛﺎﺗب اﻟﻣﺣﺿرﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ،ذﻟك أن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾدﺧﻼن ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إذا أﺧذﻧﺎ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي وﺿﻌﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04واﻟذي أﻋطﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ
ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻧﺟد اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻣن ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺿر
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺿﻊ ﻗﯾودا ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﻔﺗﯾش ودﺧول ﻣﻛﺎﺗب أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﻬن ﯾؤدي ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺑطﻼن
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﻔﺗﯾش ،3وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻧﺟد ﺗﺷﺑث ﻛل طرف ﺑﻘﺎﻧوﻧﻪ اﻟﺧﺎص ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ
اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﯾﺗﻣﺳﻛون ﺑﺣق اﻟدﺧول واﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑدون إﺟراءات ﻣﺳﺑﻘﺔ وﺑدون اﺣﺗرام
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬن ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺗﻣﺳك أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ
اﻟﻣﻬن ﺑﻘواﻧﯾﻧﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ.
1
- Cass. crim., 08/11/2006, D. 2006, p. 351.
2
- Nathalie (J.), op. cit., p. 201.
- 3اﻟﻤﺎدة 22ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 07-13اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2013/10/29اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة ،ج ر ع 55س . 2013
ـ اﻟﻤﺎدة 07ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 03-06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2006/02/20اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﮭﻨﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ج ر ع ، 14س . 2006
274
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻧﺣن ﻧرى أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن اﺣﺗرام ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟدﺧول اﻟﻣﻛﺎﺗب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ وﻫذا ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺧﺎص ﯾﻘﯾد اﻟﻌﺎم .وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﺗﻔﺗﺢ ﻓﻲ
أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﯾدﺧﻠﻬﺎ ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺑﻐرض ﻣﻌﯾن وﯾﺣوز ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ أﺳرار ﻋﻣﻼﺋﻪ ﺑل ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻛون ﻣﺳﺗودع أﺳ اررﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ .1
إو ذا ﻛﺎن ﺟﺎﺋ از ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور
وﻛﺎﻧت ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬم ﺣق اﻟﺗﻌرض ﻟﺣرﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص أو اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻷﺷﯾﺎء
اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ ﻏﯾر اﻟظﺎﻫرة ،ﻟﻛن إذا ﻣﺎ ﺗﺄﻛدوا أن ﺗﻠك اﻷﺷﯾﺎء ﺗﺧﻔﻲ ﻣواد ﺗﺷﻛل دﻟﯾﻼ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺟوز ﻟﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ طﻠب ﺗﻔﺗﯾﺷﻬﺎ اﻟﻣؤﺳس ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﻻ ﻋﻠﻰ ﺣق دﺧول اﻟﻣﺣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ .2وﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺛﻼ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن وﻋﻧد دﺧوﻟﻬم إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻼت أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﺗﻔﺗﯾش أﺻﺣﺎب ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻼت ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺧدرات ﻷن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون 02 -04
اﻟذي ﻣﻧﺣﻬم ﺣق اﻟدﺧول ﻻ ﯾﺗﻧﺎول ﺗﻔﺗﯾش اﻷﺷﺧﺎص ،ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺣﻘق ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم واﻛﺗﺷف ﺣﯾﺎزة ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل ﻟﻠﻣﺧدرات ﺑﻌد أن ﻗﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾﺷﻪ ﻓﺈن اﻟﺣﺟز
ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﻧﺗﺟﺎ ﺑﻌد أن ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﻠﺑس .3
واﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﺷﯾﺊ ﯾﺗﺻل ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ
ﺑﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧﻬﺎ وﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ،ﺣﯾث ﯾﺗوﻗف ﺣﻛم اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻪ
ﻫل ﻫو ﻣن اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﻣﺳﻛن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو أﺣد ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺣﻛم اﻟﻣﺳﻛن اﻟﺧﺎص ﻓﻼ ﯾﺟوز إﻟﯾﻪ إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن
ﺑﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣوﺟود ﻓﯾﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣوﺟودا داﺧل ﻣﺣل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟدﺧول إﻟﻰ
اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻪ ﺑدون إذن ﺗﻔﺗﯾش ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن
ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻛوﻧﺎت وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻬﺎ ،4وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻧدﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻠﻣﺣﻘﻘﯾن ﺣق اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﯾﺔ
ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻣﻐﻧﺎطﺳﯾﺔ أو ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ .
ﻗﺪري ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﮭﺎوي ،ﻣﻨﺎط اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ ﻗﯿﻮده وﺿﻮاﺑﻄﮫ ،ط ، 01دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 2006ص .47 -1
ﻋﺪﻟﻲ أﻣﯿﺮ ﺧﺎﻟﺪ ،م س ،ص .49 -
2
275
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺧﺗﺗم أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 55ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺑﺗﻘﺎرﯾر ﺗﺣﻘﯾق ﯾﺣدد ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﺣﻘﻘون ﯾﺗم إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺣﺿر.
وﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺑراز اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻣﺣررﯾن ) ﻣﺣﺿر ،ﺗﻘرﯾر( إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺗوى
واﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺳل إﻟﯾﻬﺎ ﻛل ﻣﺣرر ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿر ﻓﻘد ﺑﯾن أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وأن ﯾﺗم
ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟذي ﯾرﺳﻠﻪ إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻘد
أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ أن ﺷﻛﻠﻪ ﯾﺣدد ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم وﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺳل إﻟﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر .
وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺿر ﻫو ﻣﺣرر ﯾﺗم إﻧﺷﺎءﻩ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﻓﻌﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺣﯾث ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ
إو ﺛﺑﺎت اﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﻘرﯾر ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺣرر إداري ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺧﯾص ﻟﻛل ﻣﺟرﯾﺎت
اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺣﯾث ﯾﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻟﻠﻣﺣﻘق ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ أﯾﺿﺎ
ﺑﻌرض أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ وﺗﻌﻠﯾﻘﺎﺗﻪ وآراءﻩ ،إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻼﺣظﺗﻪ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌط اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﻘرﯾر وﻻ اﻷﺛر اﻟذي ﯾرﺗﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق .
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﻧﺟد ﺗﻔرﻗﺔ واﺿﺣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺿر واﻟﺗﻘرﯾر ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﺑﺣث ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺗﻛون ﻣوﺿوع ﺗﻘرﯾر ﺑﺣث
ﯾرﺳل رﻓﻘﺔ اﻟدﻋوى إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻣﺣﺎﺿر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أو ﺳﻣﺎع أو
ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ،وﯾﺗﺄﺗﻰ ﻫذا اﻟﻔرق ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ) ﻣﺣﺿر ـ ﺗﻘرﯾر( ﻣن ﻛون أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﺗطﻠب ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺑﺣﺎﺛﺎ ﻣﻌﻣﻘﺔ وﺗﺣﺎﻟﯾل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﺳوق.1
وﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد
ﺣﺎول ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث طرق ﺗﺣرﯾرﻫﺎ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣن ﺣﯾث اﻹﺛﺑﺎت .
- 1اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ اﻟﻮطﻨﻲ ﺣﻮل ﺳﯿﺎﺳﺔ وﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻨﺰاھﺔ ،ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2010ﺑﯿﺮوت ،ص .57
ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ www.arabroleoflaw.org :
276
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺄﻧﻪ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﻣﻌرﻓﺔ أﺣد اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﻪ ﯾﺗﺿﻣن إﺛﺑﺎت واﻗﻌﺔ ﺗﺣﻘق ﻛﺎﺗﺑﻪ ﻣن وﻗوﻋﻬﺎ وﯾدﺧل اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ
،1وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺣرر ﯾﺻدر ﻋن ﻣوظف ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾرﻩ أو اﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﯾﻪ وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﺟﻬﺗﻪ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ،2
ﻓﺎﻟﻣﺣﺿر إذن ﻫو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدون ﻓﯾﻬﺎ رﺟل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﺗم ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق،
ﺣﯾث ﯾﺣﺗوي اﻟﻣﺣﺿر ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟزﻣن )اﻟﺗﺎرﯾﺦ ـ اﻟوﻗت( ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ
ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أو اﻷﻣﺎﻛن أو اﻷﺷﯾﺎء ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ.3
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻓرض ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻹﺛﺑﺎت إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻠل ﺑﻛون أن اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺗوﺣﻲ
ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻟﻌدم ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﻌﺎﻣل اﻟزﻣن وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟذاﻛرة اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻌﺗرﯾﻬﺎ اﻟﻧﺳﯾﺎن ،ﻟذﻟك ﻗﯾل
ﻓﻲ وﺻف اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻬﺎدة ﺻﺎﻣﺗﺔ ﻓﻲ ورﻗﺔ ﺟﺎﻣدة .4
ورﻏم ﺧﻠو ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣن ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﺟرى ﻣن
طرف ﻗﺿﺎة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ أو ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﻗﺿﺎة اﻟﺣﻛم إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾدﻋوا إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺗﺟرﯾد ﻫذﻩ
اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻓرض اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻋﻧد إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟﯾس ﺟدﯾدا ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﺗوﺟب اﻟﻣﺎدة 52ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
واﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗوﻧﺳﻲ أن ﺗﺗم ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣﺿر ﻣﺣرر ﻣن طرف ﻋوﻧﯾن ﻣﻔوﺿﯾن وﻣﺣﻠﻔﯾن
ﯾﻛوﻧﺎن ﻗد ﺳﺎﻫﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.
وﺗوﺿﺢ اﻟﻣﺎدة 56ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺷﺗﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿر ،ﺣﯾث ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺑﯾﺎن ﻫوﯾﺔ وﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻫذا اﻟﺑﯾﺎن ﺟوﻫري ذﻟك أن ﻫو اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻘق ﻣﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﺟراء اﻟذي اﺗﺧذﻩ ﻫذا اﻟﻣوظف ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ أم ﻻ ،ﻟﻛن ﯾرى
اﻟﺑﻌض أن ﻫذا اﻟﺑﯾﺎن ﻟﯾس ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻌدم ﺑﯾﺎن ﻫوﯾﺔ ﻣﺣرر اﻟﻣﺣﺿر إذا ﻟم ﺗﺗم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﻪ ﻣن
277
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
طرف اﻟﻣﺗﻬم ﻻ ﯾﻌﯾب اﻟﻣﺣﺿر وﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻌوﯾل ﻓﻲ ﻗﺿﺎءﻫﺎ ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دون ﻓﯾﻪ ﻣن
وﻗﺎﺋﻊ.1
وﻛذﻟك ﯾﻌد ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﯾﺎن ﺗﺎرﯾﺦ وﺳﺎﻋﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺿر ،وﯾﻛﺗب اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺎﻟﺣروف
واﻷرﻗﺎم ،وﻋﻠﺔ اﺷﺗراط ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب أن ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟراﺋﯾﺔ
ﻣؤرﺧﺔ ،وﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺗﻪ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أن ﻛﺗﺎﺑﺗﻪ أﻣر ﻻزم ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم واﻧﻘطﺎع ﺧﺎﺻﺔ أن
اﻟﻣﺣﺿر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻣﻌﺎﯾﻧﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وﻋدم ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿر
ﺧﺎﺻﺔ إذا دﻓﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﻐﯾﺑﺔ .2وﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣﺿر ﯾﻌﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﯾوم واﻟﺷﻬر واﻟﺳﻧﺔ أﻣﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺣرﯾر
اﻟﻣﺣﺿر ﻓﻼ ﯾﺗﻌﯾن ﺑﯾﺎﻧﻬﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾوﺟب ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﯾﺎن ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت أن ﺗﺗم
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﺗﺣرﯾم ﻣﺛﻼ إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺗﺄﺧرة ﻣن اﻟﻠﯾل.3
وﻟم ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺑﯾﺎن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺣرر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿر ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب
اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺗﺣرﯾرﻩ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،4إﻻ أن ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﺑﻠﻐﺔ أﺧرى ﻏﯾر اﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﺑطﻠﻪ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄﻣر ﺑﺗرﺟﻣﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .
إو ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺿر ﻫوﯾﺔ ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت وﻧﺷﺎطﻬم وﻋﻧﺎوﯾﻧﻬم وﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﺳوف ﯾوﺟﻪ إﻟﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم ،وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎرس واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺿر اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ،وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺄن ﯾﺟري ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻓﯾﺣدد ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺣﺳب اﻟﻘﺎﻧون ، 02 -04ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻻ ﯾﻠزم
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣن ﺣﻘﻬﺎ إﻋﺎدة اﻟﺗﻛﯾﯾف ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺗراءى ﻟﻬﺎ ﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟﻣﻠف ،وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﻛﯾﯾف
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ داﺋﻣﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
إن ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻗد ﺗم ذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن
إﺿﺎﻓﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت أﺧرى ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾد اﻟﻣﺣﺿر وﺿوﺣﺎ ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼﻧﻪ .5ﻟﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع
278
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺣدد ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟذي ﯾﺟرى ﺗﺣرﯾرﻩ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وﻗد ﺗم ﺗﺣدﯾد ﺷﻛل
ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻣوظف اﻟﻣؤﻫل ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﺳوى ﻣلء ﻫذا
اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﺎ ﻋﺎﯾﻧﻪ ﻣن وﻗﺎﺋﻊ وﻣﺎ أﺛﺑﺗﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت .
وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺿر ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻓﻠﻠﻣﺣﻘق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻛﺎن ﺗﺣرﯾر
اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻛن ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺗم ذﻟك ﺧﺎرج ﺣدود اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﻓﻠﻪ ﻣﺛﻼ أن ﯾﺣررﻩ ﺑﻣﻛﺗﺑﻪ أو
ﺑﻣﻛﺗب ﻣدﯾرﻩ أو ﺑﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ.1
إو ذا ﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﺧﺎرج ﻣﻛﺎن ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻛﺎن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣوﺟودا ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﻌﯾد ﻟﻪ اﻟﻣﺣﺿر وﯾﻌﻠﻣﻪ ﺑﻣﺣﺗواﻩ وﯾدﻋوﻩ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾرﻓض ذﻟك ﺻراﺣﺔ ،
وﺗذﻫب اﻟﻣﺎدة 57ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن ذﻟك إذ ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﺑﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺿرﻩ
أﻧﻪ ﻗد أﻋﻠم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣرر اﻟﻣرﻓوع ﺿدﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻛﺎن ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر أو اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ
أﻧﻪ رﻓض اﻟﺗوﻗﯾﻊ أو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻋﻧد ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر.
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻘب اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺟﺎﻧب ﻣﺣررﻩ وﻫذا ﻫو اﻹﺟراء اﻟذي
ﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ اﻟﻣوظف اﻟذي ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻘﺑل أن ﯾوﻗﻊ ﺑدﻻ ﻋﻧﻪ ﻣوظف آﺧر وﻫذا
ﺑﺧﻼف ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻧﻔس اﻟﻣوظف اﻟذي ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻋﻣل ﻣﺎدي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﻬد ﺑﻪ ﺿﺎﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ أي ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ أو أﺣد اﻟﻛﺗﺑﺔ داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻊ ﻟﻬﺎ دون أن ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﻌد إﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ ﯾﺗﻌﯾن
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻣن ﺿﺎﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ، 2وﻫذا ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﻧﺻﻪ
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 57ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .02 -04
وﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﺣوﻟﻬﺎ أن ﯾﺣدد ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﺿر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺻﻠﺢ.
وﯾﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﻓﻲ ظرف ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻻ ﯾؤدي ﻋدم اﺣﺗرام
ﻫذا اﻷﺟل إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ،وﻫﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن ﻓﺎﺋدة ﺗﺣدﯾد أﺟل ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ،إذ اﻷﺻل ﻓﻲ
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر ﺑﻐﯾر ﺗﻣﻬل.
279
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺗوﺟب اﻟﻣﺎدة 59ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺗﺟﺎرة أن ﺗﻣﺳك ﺳﺟﻼ ﻣرﻗﻣﺎ وﻣؤﺷ ار ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺳب
اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺣﺎﺿر وﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن طرف أﻋواﻧﻬﺎ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﯾطرح ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﺛﻼﺛﺔ إﺷﻛﺎﻻت أﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻷوﻟﻰ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣدى ﺳﻠطﺔ اﻷﻋوان اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻓﻲ ﻋدم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى اﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻣﺣﺿر اﻟدﻟﯾل اﻟوﺣﯾد ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04أم أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻹﺛﺑﺎت
ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﺷﻬود واﻹﻗرار واﻟﻘراﺋن ،واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺿر .
-1ﺳﻠطﺔ اﻷﻋوان اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﻓﻲ ﻋدم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر :ﯾطرح ﻫذا اﻟﻌﻧوان اﻟﺗﺳﺎؤل اﻵﺗﻲ :ﻫل
ﯾﻣﻠك اﻷﻋوان اﻟﻣﺣﻘﻘون ﺳﻠطﺔ ﻋدم ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر واﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗوﺟﯾﻪ إﻧذار ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف؟.
ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻌون اﻟﻣﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻫذا ﺑﺧﻼف ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن
اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻔﺗﺷون ﺳﻠطﺔ ﺗوﺟﯾﻪ إﻧذار ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ﻣن أﺟل إﺻﻼح اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.1
ﯾرى اﻟﺑﻌض أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻛون ﻣن ﻏﯾر اﻟﺿروري إﺷﻌﺎر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻛل
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻋوان ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻛﺿﺑﺎط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻻﻛﺗﻔﺎء
ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﺟرد إﻧذار إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف وﺣﺛﻪ ﻋن طرﯾق ﻫذا اﻹﻧذار ﻋﻠﻰ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺳﻠوﻛﻪ ،إذ ﯾﻛون ﻫذا اﻹﻧذار
ﻣﺷﻔوع ﺑﻌﺑﺎرة ﺗﻬدﯾد أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺳﻠوك ﻓﺈﻧﻪ ﺳﯾﺗم رﻓﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إو رﺳﺎل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻫﻧﺎ أن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻗد ﺗؤﺗﻲ ﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
طرﯾﻘﺔ وﻗﺎﺋﯾﺔ وﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ،2وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﺿﻐط
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﻐرق ﺑﺣﺟم اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣرﺳﻠﺔ إﻟﯾﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى اﻟﺑﻌض اﻵﺧر أن ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﻫو واﺟب وظﯾﻔﻲ ﻟﻪ أﺛر ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ،ﻓﻣﺎدام
أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ إﻟﻰ إﺟراءات اﻻﺳﺗدﻻل ﻣﺗﻰ اﻗﺗﻧﻊ ﺑﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﺣﺿر ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻹﺛﺑﺎت وﻟﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣررﻫﺎ وﻋﻠﻰ أطراف
اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،ﻓﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺿر ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم ،ﺑل أن ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺗﺗﺿﺢ ﺑﺻورة أﻛﺑر ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺻﺣﺔ اﻹﺟراء اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ اﻟذي اﺗﺧذ ،ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺿر ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻹﺟراء ﻟﻪ
280
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺧﺗﺻﺎص ﻧوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﯾﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺣﺿر ﯾﺑﯾن أﯾﺿﺎ ﻣدى اﺣﺗرام ﻣﺣررﻩ
ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﻪ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ.1
-2ﻣدى اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺣﺿر اﻟدﻟﯾل اﻟوﺣﯾد ﻟﻺﺛﺑﺎت :ﯾطرح ﻫذا اﻟﻌﻧوان اﻟﺗﺳﺎؤل اﻵﺗﻲ :ﻫل ﯾﺟوز
ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺣﻛم إداﻧﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04دون أن ﺗﻘدم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻣﺣﺿر ﻹﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ واﻛﺗﻔﺎءﻫﺎ ﺑﺄدﻟﺔ إﺛﺑﺎت
أﺧرى ؟.
3 2
إﻟﻰ ﻋدم اﺷﺗراط ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺣري واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ذﻫﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ
واﻻﺳﺗدﻻل ،وﻗد أﯾد اﻟﺑﻌض ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ وﺣﺟﺗﻪ ﻓﻲ ذﻟك أن ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺣﺿر ﻻ ﯾﺷﻛل ﻋﻘﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ،ﻷن اﻟﺟراﺋم ﻛﺎﻓﺔ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت وﺟودﻫﺎ ﺑطرق إﺛﺑﺎت أﺧرى ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺣﺎﺿر ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻷﺧذ اﻟﻣﺷرع ﺑﻘﺎﻋدة ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺳﺗﻠزم ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟ ارﺋم
ﻣﺣددة ﻛﺟرﯾﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻣﺛﻼ وﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﺑﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.4
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈن ﻧص اﻟﻣﺎدة 55ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺛﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻟﻛن ﻟم ﯾﺄت ﻫذا اﻟﻧص ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﺣﺻر،
ﻓﻬو ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺛﻼ ﻋﺑﺎرة "ﻻ ﺗﺛﺑت ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻻ ﺑﻣﺣﺎﺿر" ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧرﺟﺢ ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت وﻫﻲ ﺣرﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻘﺑل ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑرﻓﻊ
ﺷﻛوى ﺟزاﺋﯾﺔ أﻣﺎم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص أو أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص وﯾدﻋم ﺷﻛواﻩ ﺑﺷﻬﺎدة ﺷﻬود
ﻣن أﺟل إﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺟرﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫذا ﯾﻌﺗﺑر
ﻓرض ﻧﺎدر اﻟﺣدوث ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻫذا ﺑﺳﺑب أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻻ ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔردي .
281
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻪ إﻟﻰ أن ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ﯾﻧﻔﯾﻪ ﺗﺎرة ﺑﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺗزوﯾر وﺗﺎرة ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻛﺳﻲ ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ أن
إﻋطﺎء اﻟﻣﺣﺿر ﺣﺟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗزﯾر ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺄﺧذ ﺑﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻻ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ ﻫو أن ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿر ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺑدأ ﺷﻔوﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺎت وﺿرورة إﻋﺎدة
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ.1
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 58ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟز ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺣﺟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر.
وﻣﺿﻣون اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺟﻬﺔ إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻟوﻗوع اﻹﺟراء ذاﺗﻪ ،إﻻ أن
2
،ﻓﻬذﻩ ﻫذﻩ اﻟﺣﺟﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌﻛس ﻣﺎ ورد ﻓﯾﻬﺎ ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻠﺟراﺋم
اﻟﺣﺟﯾﺔ ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ وردت ﺑﺎﻟﻣﺣﺿر وﻻ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ إﻟزام اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﺎ ورد
ﻓﯾﻬﺎ ،3ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ أن ﺗﻌﯾد ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر رﻏم ﻋدم اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ
ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ،وﻟﻬﺎ أن ﺗﻘدر ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ وﺗرﻓض اﻷﺧذ ﺑﻪ ،وﻻ ﻣﻌﻘب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
ﻣﺗﻰ أﻗﺎﻣت ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﺳﺎﺋﻐﺔ وﻣﻘﺑوﻟﺔ.
ﻓﺈذا ﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺿر ﻣﺛﻼ واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺳﺟﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ،
ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌون ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أن ﯾﻧﻔﻲ أﻧﻪ ﻗد ﺻرح ﺑﻬذا اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣدون ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر إﻻ
ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ،أﻣﺎ ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ ﻫذا اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ﻓﻬو ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودون اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺎﻟﺗزوﯾر أن
ﯾﺛﺑت ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣدون وﻋدم اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻋﻛﺳﻪ ﻛﺄن ﯾﻘدم ﺳﺟﻠﻪ
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺻﺎدر ﻗﺑل ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
وﯾﻠﺟﺄ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ طرﯾق اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد ﺗﻔﻧﯾد ودﺣض ﻣﺎ
أﺛﺑﺗﻪ اﻟﻣﺣﺿر ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن إﺟراءات ،ﻓﺈذا ﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺿر ﻣﺛﻼ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﺣﺿر أﺛﻧﺎء ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ووﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺗﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻻ
ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم دﻟﯾل ﻋﻛﺳﻲ ﻹﺛﺑﺎت ﻋدم ﺻﺣﺗﻬﺎ ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾدﻓﻊ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺄن اﻟﻣﺣﺿر
- 1ﻣﺴﻌﻮد زﺑﺪة ،اﻻﻗﺘﻨﺎع اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 1989ص .108
- 2ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺴﻦ ﺑﻜﺎر ،م س ،ص .283
- 3إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻐﻤﺎز ،اﻟﺸﮭﺎدة ﻛﺪﻟﯿﻞ إﺛﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،دار ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺐ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1980ص .655
282
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣزور ،ﻛﺄن ﯾدﻓﻊ ﺑﺗزوﯾر ﺗوﻗﯾﻌﻪ ،أو ﯾدﻓﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺧﺎرج اﻟوطن ،
وﻫﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﺻورة رﻓﻊ دﻋوى ﻓرﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر .
إو ذا ﺗم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق،
ﺑل ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘدر ﻣدى ﺟدﯾﺔ أدﻟﺔ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺗزوﯾر وﻣدى ﻟزوم اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،ذﻟك أن اﻟدﻓﻊ
ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع اﻷﺧرى ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻘﺑﻠﻪ ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ أن
ﺗرﻓﺿﻪ ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺑﯾن ﻓﻲ أﺳﺑﺎب ﺣﻛﻣﻬﺎ أﺳﺎس رﻓﺿﻬﺎ ﻟﻠطﻠب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن
اﻟدﻓوع اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟوﺻﺣت ﻟﺗﻐﯾر وﺟﻪ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى.1
إو ذا ﺣﻛم ﺑﺗزوﯾر اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﻛون ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﺎﺻل ﻓﻲ
اﻟدﻋوى اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻣزور ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ.
أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 57ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟطﻌن ﺑﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻌدم اﺣﺗرام ﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻪ
ﻣن طرف اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻋﺎﯾﻧوا اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ رﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺑطﻼن ﺑﻧص
ﺻرﯾﺢ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ،إذ أن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻟﻣﺳﺎﺋل ﺟوﻫرﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼﻧﻪ .وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻌدد ﺑﻌض ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾرﺗب
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻷﺛر ﺻراﺣﺔ :
-ﻋدم اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣرر اﻟﻣﺣﺿر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﻧوﻋﯾﺎ أو إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ .
-ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﻌدم أداء اﻟﯾﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن وﻋدم ﻣﺳك
اﻟﺗﻔوﯾض وﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔوﯾض واﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ .
-ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر .
وﺗﺑﻌﺎ ﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﻗد ﯾﻛون ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣطﻠﻘﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن
ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﺧﻠف ﺷﻛل ﺟوﻫري ﻛﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣوظف اﻟذي ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺑطﻼن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﺿر ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ،وﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗداد ﺑﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،أﻣﺎ إذا
ﻛﺎن اﻟﺑطﻼن ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻣﺣﺿر ﻛﻠﻪ إﻧﻣﺎ ﻓﻘط ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﻘدان اﻟﻣﺣﺿر إﻟﻰ
ﺣﺟﯾﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ورﻗﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻣن أوراق اﻹﺛﺑﺎت أي أﻧﻪ ﯾﻧزل إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺣﺎﺿر
اﻻﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ.2
283
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺗﺎﺑﻌـــــﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔـــــﺎت
إن اﻟوﺻف اﻟﺟﻧﺣﻲ اﻟذي أﻋطﺎﻩ اﻟﻣﺷرع ﻟﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﺗﻧظﯾم وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ﻣﻧطﻘﺎ أن ﺗﺗم ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻘﻌون ﺗﺣت ﻫذا اﻟوﺻف أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 60ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ أن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺧﺿﻊ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 50ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ﯾﺧﺗص اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﺣﺎﺿر إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗص.ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 65ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ﺿد ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺎم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،وﺣق ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس
ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻬم .
ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻛﺷف ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر ﻟﻠﺑﺣث ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي :
-اﻷول أن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
-اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻟﻣﺷرع ﺳﻣﺢ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺣول اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
-اﻟﺛﺎﻟث أن اﻟﻣﺷرح ﺳﻣﺢ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻬم .
ﻟذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺳﻧﺗﻧﺎول دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼث :اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أوﻻ،
واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻛطرﯾق ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺎ ،ﺛم ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺛﺎﻟﺛﺎ.
284
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﯾق اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿد ﺧرق ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧص اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ اﻟذي وﺿﻌﺗﻪ ﻛﺟزاء ﻟواﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺗﺑدأ ﻣن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﻧﻘل اﻟدﻋوى ﻣن ﺣﺎل اﻟﺳﻛون إﻟﻰ ﺣﺎل اﻟﺣرﻛﺔ ،
ﻓﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗﺑل ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻛود أي أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺳوى ﻣﺟرد وﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ أوراق ،
ﻓﻘﺎﺿﻲ اﻟﺣﻛم ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم إﻟﯾﻪ ﺳواء ﻣن ﺟﻬﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ أو
ﻣن ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم أي إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎت اﻟﻣوﺿوع إﻻ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
إن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻘﺿﺎء اﻟﺣﻛم ﻣن ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﺗطرح ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ ﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺑﺣث ،ﺗﺗﻌﻠق أوﻻ
ﺑﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﻋدم اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﺛم ﺛﺎﻧﯾﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﺣرك
ﺿدﻩ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وأﺧﯾ ار ﻓﻲ ﻣدى ﺣق اﻷطراف اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ طﻠب ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
أوﻻ -ﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﻋدم اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ :وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻛون اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﺗم ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣﺗﻰ أﺣﯾطت ﻋﻠﻣﺎ ﺑﻬﺎ وﻣﺗﻰ ﺗﺣﻘﻘت ﻣن
ﻗﯾﺎم أرﻛﺎﻧﻬﺎ ، 1وﯾﻌﺗﺑر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌﺿو اﻟﺣﺳﺎس واﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ ،
ﻓﻬو ﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻋن
طرﯾق اﻟﺷﻛﺎوى أو اﻟﺗﻲ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ. 2
- 1ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺷﺬان ،دور اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﻟﯿﻤﻨﻲ ،ر م ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2012 ،ص.03
- 2ﺑﻮﺣﺠﺔ ﻧﺼﯿﺮة ،ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2002ص.37
285
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺧﺗص وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺗﻘدﯾر ﻣدى ﻣﻼءﻣﺔ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ،1ﻓﯾﻛون ﻟﻪ إذا رأى أن ﻻ ﻣﺣل ﻟﻠﺳﯾر ﻓﻲ اﻟدﻋوى أن ﯾﺄﻣر ﺑﺣﻔظ
اﻟﻣﻠف أﻣﺎ إذا رأى أن اﻟدﻋوى ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟرﻓﻌﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﻣرﺳﻠﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن ﺟﻬﺎت اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻠﺣﺿور أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ إن رأى ﻣﺣﻼ ﻟذﻟك أن
ﯾﺗﻘدم ﺑطﻠب اﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق وﯾﺣﯾل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص.2
وﯾﺟب اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﺑﯾن ﺗﻌﻠﯾق ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﻠب ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻘرر
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ دون أن ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟطﻠب اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ﻛﻘﯾد ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
وﯾﻌﺗﺑر اﻟطﻠب ﻗﯾدا ﻣن ﻗﯾود اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺟراء ﯾﺻدر ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻌﺑر ﻓﯾﻪ ﻋن إرادة ﺗﺣرﯾك رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟراﺋم ﺣددﻫﺎ
اﻟﻘﺎﻧون .3
ﻓﻔﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﯾﻣﻧﻲ ﻣﺛﻼ اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟواردة ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻣﻧﻊ اﻹﺣﺗﻛﺎر واﻟﻐش اﻟﺗﺟﺎري أن ﯾﺗم ذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﺧﺗص ،
ﺣﯾث ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 23ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻ ﺗرﻓﻊ إﻻ ﺑطﻠب ﻣن اﻟوزﯾر.4
وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻹﺳﺗﻬﻼك واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻗﻧﺎع اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﺈزاﻟﺔ أﺛر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ذﻟك ﻣﻣﻛﻧﺎ ،ﻓﯾوﺟﻪ إﻟﯾﻪ
إﻧذا ار ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺣﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻣﺗﺛل ﻟﻬذا اﻹﻧذار ﺟﺎز ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿدﻩ ،ﻓﻔﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﯾوﺟﻪ أوﻻ إﻧذار ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾدﻋن ﻟﻪ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺟرت ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ﺟزاﺋﯾﺎ .5
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺷرط طﻠب اﻟو ازرة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،إو ن ﻛﺎن ﻗد ﺳﻣﺢ ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ
- 1ﯾﻘﺼﺪ ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻣﻨﺢ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺪى ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺗﺤﺮﯾﻚ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ رﻏﻢ ﺗﻮاﻓﺮ ﺟﻤﯿﻊ أرﻛﺎن اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ وﻛﻔﺎﯾﺔ
اﻷدﻟﺔ اﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺘﺒﮫ ﻓﯿﮫ .
- 2راﺋﻒ ﻟﺒﯿﺐ ،م س ،ص . 174واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﻧﺎدر اﻟﻮﻗﻮع ﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺤﺎﺿﺮ
اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻓﻲ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻠﻒ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ.
- 3ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺷﺬان ،م س ،ص .114
- 4ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺷﺬان ،م س ،ص .114
- 5ﻣﺮﻓﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺻﺎدق ،م س ،ص .427
286
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺧﺎﻟف أن ﻻ ﺗرﺳل اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﻧﻬﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ .وﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن
ﺣق وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟطﻠب ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻓق ﻣﺎ ﯾﺗراءى ﻟﻪ ﺑﻌد اطﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﻣرﺳﻠﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﺣرك ﺿدﻩ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول
ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿدﻩ ﻫل ﯾﺣرﻛﻬﺎ ﺿد اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04أم ﺿد اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﺗم ﺗﺣرﯾر
اﻟﻣﺣﺿر ﺿدﻩ أم ﺿد اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺷرﻛﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ ،1وﻫذا اﻟﻣﺷﻛل ﯾطرح أﺳﺎﺳﺎ
ﻟﻌدم ﺗطرق اﻟﻘﺎﻧون 02 -04إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻠول اﻟواﺟب اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ.
ﻓﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣﺎدة 51ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ
ﺗﻘوم إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻻ ﯾوﺟد ﻧص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﯾﻘﯾم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ،إﻻ إذا اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 03ﻣن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻔﻬوم ﺷﺎﻣل ﺑﺣﯾث ﺗﻘﺑل ﺧﻠﻊ ﺻﻔﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا أﺧذﻧﺎ ﺑﻬذا اﻟﻧص ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻘﺑل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻟﻛن ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻔﻌل ﻣﺣل
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻗد ارﺗﻛب ﻣن طرف اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﻔوض اﻟﻌﺎدي أو اﻷﺟﯾر ﻛﻣدﯾر وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻓﻬؤﻻء
ﻣﺎ ﻫم إﻻ ﻣﺟرد أﺟراء أو ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي .2
3
، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﺗم ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿد اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي اﺗﺧذ اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ
وﻗوع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐﻠق واﻟﻣﺻﺎدرة .4
1
- Jean Calais-Auloy, op. cit., p. 569.
- 2أﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ،ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 613327اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2011/04/28اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻨﺢ
واﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ،ع ، 01س ، 2012ص ص . 23 -22
- 3ﺗﻌﺮف اﻟﻤﺎدة 65ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ق إج ج اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ اﻟﺬي ﯾﺨﻮﻟﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ
اﻟﻤﻌﻨﻮي ﺗﻔﻮﯾﻀﺎ ﻟﺘﻤﺜﯿﻠﮫ .
4
- Jean Calais-Auloy, op. cit., p. 570.
287
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻛن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ داﺋﻣﺎ ﺿد اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻛﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ وﻟﯾس ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻛﻣﻣﺛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،وﻗﻠﯾﻼ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺣﻘق
ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟذي اﺗﺧذ اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ وﻗوع اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ آﻟﯾﺔ
ﺿد اﻟﻣدﯾر ﺑﺻﻔﺗﻪ ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ .
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن طرف اﻟﻣوظف ﺳواء ﻛﺎن ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،
ﻓﻬﻧﺎ وطﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﺈن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺣرك ﺿد
ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻟﻛن وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم وارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻔﺗرض أن اﻟﻣوظف ﻗد ارﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وأواﻣرﻩ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻫذا اﻷﺧﯾر ،وﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﺗﻘﺑل إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس ﻣن طرف اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺄن ﯾﺛﺑت أن اﻟﻣوظف ﻗد ارﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺈرادﺗﻪ و أﻧﻬﺎ ﻗد ارﺗﻛﺑﻬﺎ
رﻏم ﺗوﺟﯾﻪ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت إﻟﯾﻪ ﺑﻌدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،1واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن إﺛﺑﺎت ﻋﻛس ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻫو ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ
ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ وﻗد ﺟرى ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﯾﻠﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ رﻏم
دﻓﻌﻪ ﺑﺄن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﻣن طرف ﺗﺎﺑﻌﻪ ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﻋﺟزﻩ ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑﻪ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺣق اﻷطراف اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ طﻠب ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أن اﻟﻘﺎﻧون -04
02ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻌل ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ
اﻟوﺣﯾدة ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﺳواء
ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺎ أو ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أن ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﺷﻛوى أﻣﺎم وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﺑﺎﻹدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص .
وﺗﻌرف اﻟﺷﻛوى ﺑﺄﻧﻬﺎ إﺑﻼغ اﻟﻣﺿرور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ أﻟﺣﻘت ﺑﻪ ﺿر ار ﻣﺎ طﺎﻟﺑﺎ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ .2ورﻏم أن اﻟﺷﻛوى ﺣق ﻣن
ﺣﻘوق اﻟﻣﺿرور إﻻ أن رﻓﻌﻬﺎ ﻻ ﯾﻌد ﺷرطﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ
1
- Cass. Crim., 11/03/1993, JCP,1994, p. 571 .
- 2ﻗﺮاﻧﻲ ﻣﻔﯿﺪة ،م س ،ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ر م ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ ، 2009،ص .03
288
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،1ﻛﻣﺎ أن رﻓﻌﻬﺎ ﻻ ﯾﻠزم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ
اﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى .
وﯾﻘر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ أن ﯾﺗﻘدم ﺑﺎدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،
2
،ﻓﺈذا ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﻰ ﻫذا اﻹﺟراء وذﻟك ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص
ﺷروطﻪ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،ورأى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺟدﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣﯾل اﻟﺷﻛوى إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻹﺑداء طﻠﺑﺎﺗﻪ ،ﻓﺈذا اﻧﺗﻬﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر إﻟﻰ طﻠب ﻓﺗﺢ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺈن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﻛون ﻗد ﺗﺣرﻛت
ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻛن إذا رأى وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد أي ﺟرﯾﻣﺔ وﺗﻣﺳك ﺑطﻠب رﻓض
اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺷﻛوى ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻛون اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗد ﺗﺣرﻛت ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ ذﻟك أﻣﺎم
ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم .
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻟﺟوء اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أو اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺿرور إﻟﻰ اﻻدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق إو ن ﻛﺎن ﺟﺎﺋ از ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻧﺎدر اﻟوﻗوع ﻋﻣﻠﯾﺎ ،ﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎطﻪ ﺑدﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺿرر ﻓﻲ أﺣﺳن اﻷﺣوال ﺳوف ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم
ﻣﺟرد ﺷﻛوى أو ﺑﻼغ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻘﯾد أو إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗص.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟوﺻف اﻟﺟﻧﺣﻲ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻧظر
ﻣن طرف ﻗﺳم اﻟﺟﻧﺢ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﺈن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻫﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم أو ﻣﻛﺎن اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ ،ﻟﻛن
وﻧظ ار ﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺣددة ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وارﺗﺑﺎطﻬم
ﺑوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﺗﺑﻌون ﻟﻪ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،ﻓﺈن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون وﺑﺻﻔﺔ ﺷﺑﻪ داﺋﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ
ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن رﻓﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ .
- 1أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ اﻟﻔﻘﻲ ،اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘﻮق ﺿﺤﺎﯾﺎ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ،ط ، 01دار اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 2003ص.151
- 2اﻟﻤﺎدة 72ﻣﻦ ق إ ج .
289
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ أن ﻋدد اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺳﺎم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم ﻫو ﻋدد ﺿﺧم
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﻓوﻋﺔ واﻟﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ وﻛﻼء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن طرف ﺟﻬﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﺗﺧﺻص ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎة ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻻ ﯾﺄﺧذ ﺣظﻪ ﻣن اﻟدراﺳﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻪ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﺳﯾﺎدة
ﻋرف ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﺳﯾطﺔ ﺗﻌطﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎة اﻟﻣﺑﺗدﺋﯾن ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ .
وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣد اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺧﺻص اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻬو ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻓﻬم طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم وظروف ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،ﺑﺎﻟﻧظر
إﻟﻰ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺗﺧﺻص ﯾﻛون أﺳرع ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻘﺿﯾﺔ وظروﻓﻬﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺧﺻص .1
وﻓﻲ دوﻟﺔ ﺗﺻﺑوا إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣﻛم ﻟﻠﺳوق ،ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى
ﺳرﯾﻊ وﺑدون أن ﺗؤﺛر ﻫذﻩ اﻟﺳرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻷﺣﻛﺎم ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻣن اﻷﻓﯾد إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ طرق
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،وذﻟك ﺑـ :
-اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺗﺧﺻص وﻛذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎﻋدﯾن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
وﯾﻛون رأﯾﻬم اﺳﺗﺷﺎري ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﺳﺎﻋدا ﻣﻣﺛﻼ ﻋن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻣﺳﺎﻋدا ﻣﻣﺛﻼ ﻋن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .
-اﺳﺗﺣداث ﻧظﺎم اﻷواﻣر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻫو ﻧظﺎم ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،2ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣن ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص أن ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑدون اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺗﻬم
وﺑدون ﻣراﻓﻌﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻣن إﺛﺑﺎﺗﺎت ،وﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ داﺋﻣﺎ
اﻟﻐراﻣﺔ ،إذ ﻻ ﯾﺟوز إﻋﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﺣﺑس أو ﺑﺎﻟﻐراﻣﺎت
اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ،وﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣوﺟب أﻣر ﺟزاﺋﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻋﺗراض ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ وﻣن طرف اﻟﻣﺗﻬم
ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ.3
290
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌطﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﻘﺑﻠون دﻓﻊ
اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻬم ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﯾﻌد ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل
اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
إن دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أوﻻ ﺛم إﺟراءات
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺛﺎﻧﯾﺎ.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫﻲ اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺗﻧﺎزل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ اﻟﺣق اﻟﻌﺎم ﻋن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .1
وﯾﻘوم اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﯾب ﻓﻛرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة إﯾﻘﺎع اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟرم ،وﻟذﻟك ﺗﺗم اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ
ﺑﺣق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ إﻧزال اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻘﺎﺑل ﻗﯾﺎم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺎوي ﻟﻠﺿرر اﻟﻣﺎدي
اﻟذي أﻟﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻫو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﺣق واﻷﺟدر ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ، 2
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳوق ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ وﻏﯾر
اﻟﻧزﯾﻬﺔ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أن ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﯾﺣﻘق اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻠطرﻓﯾن ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﺗﺣﻘق اﻟدوﻟﺔ إﯾرادا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﯾﺗﻔﺎدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺟزاﺋﯾﺎ وﯾﺗﻔﺎدى أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن
-1اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ :أﻧﯿﺲ ﺣﺴﯿﺐ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻤﺤﻼوي ،اﻟﺼﻠﺢ وأﺛﺮه ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ واﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ
،2011ص ص .48 -39
-2أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻗﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ،اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ 24ـ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ،س ، 2008ص .98
291
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن إﺿﺎﻋﺔ اﻟوﻗت اﻟذي ﻫو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺟزء ﻣن ﻧﺷﺎطﻪ
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
وﯾﺳﺗﻧد اﻟﺻﻠﺢ إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻘوم ﺻﺣﯾﺣﺎ إﻻ ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف
واﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﺻﺎدرة ﻋن إرادة ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﺣﯾث
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 60ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﺻﻠﺢ ﯾﺗم ﺑﺈﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻗﺑول ﻣن
طرف اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗواﻓق إرادﺗﯾن ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﺻﻠﺢ ﺣﺗﻰ ﯾرﺗب أﺛرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻐراﻣﺔ إو ﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻹﯾﺟﺎب
اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،1ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﺗم
ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن .2
وﯾذﻫب اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري إﻟﻰ ﻋﻛس ذﻟك ﺣﯾث ﯾﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛررﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﯾﻛون ﺑﻌرض ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣﻊ ﺗﻧﺑﯾﻬﻪ
ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ،ﻛﻣﺎ أﻋطت ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﺳﻠطﺔ ﻋرض اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .3
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﺎ ﻧرى أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﻓﺿل ﻟو أن اﻟﻣﺷرع ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﻬﺞ وﻧص ﻋﻠﻰ ﺟﻌل اﻟﺻﻠﺢ ﯾﻘوم
ﺑﺈﯾﺟﺎب ﻣن اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﻗﺑول ﻣن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ،وﯾﻛون ﻫذا اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻲ
ﺻورة ﻋرض ﺻرﯾﺢ وﻣﻛﺗوب ﯾدون ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،ذﻟك أن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﯾﻧﺑﺄ ﻋﻠﻰ
ﺟﻬل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ اﻟذي ﯾوﻓرﻩ ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﯾﻘدﻣون ﻋﻠﻰ ﻋرﺿﻪ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣــﺔ
إن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻬذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أطراف اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،وﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﺛم ﻓﻲ آﺟﺎل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ وأﺧﯾ ار ﻓﻲ آﺛﺎرﻫﺎ .
292
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أوﻻ -أطراف اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ :ﺗﺟرى اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣن ﺟﻬﺔ
وﺑﯾن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .
-1اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻟﺢ :إن ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻫﻲ
ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻸﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن إﻧﻬﺎء ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﻌﻣد
اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﺻر ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﺟﻬﺎت ﻣﺣددة ﺑدﻗﺔ ،و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﺑﺎﺷرﻩ
ﺷﺧص ﻟم ﯾﻌﯾن ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ أو ﺗﺟﺎوز ﺳﻠطﺗﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻪ أي أﺛر ﻣﻠزم ﻟﻺدارة وﻫو ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
إﺟراء ﺑﺎطل ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﺑطﻼن ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﺢ اﻟذي ﯾﺟرﯾﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻫو اﻟﻣوظف اﻟذي
ﯾظﻬر أﻧﻪ ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺛم ﯾﺗﺿﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋدم ﺷرﻋﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ.1
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 60ﻣﻧﻪ
ﺣﺻرت اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘﺑول اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻛل ﻣن :
-اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺣل اﻟﺿﺑط ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﻘل أو
ﺗﺳﺎوي ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد 31و 32و 34و
36ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ، 02-04وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻐطﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة أن ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻵﺗﯾﺔ :ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺳﻌر
ﻣﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺳﻌر اﻟﻣﻌﻠن ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻹﻋﻼم ﺑﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ وﺑﺣدود اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺧدﻣﺔ ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻛذﻟك
ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺳوم واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت واﻟﻣﺳﺗرﺟﻌﺎت ﻋﻧد اﻹﻗﺗﺿﺎء ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم ﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎﺗورة أو وﺻل
اﻟﺗﺳﻠﯾم أو ﺳﻧد اﻟﺗﺣوﯾل وﻓق اﻟﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺣددة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ؛ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
أﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ .
-اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﻏراﻣﺔ ﺗﻔوق ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر
ﺟزاﺋري وﺗﻘل ﻋن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون -04
02ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ واﺣدة وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻟﻔوﺗرة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 33واﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺎﻗب ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي 80ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺟب ﻓوﺗرﺗﻪ ،وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب
293
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أن ﺗﻛون اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﺗﻔوق ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري وﺗﻘل ﻋن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد 35و 37و 38ﻓﺈن ﺣدﻫﺎ اﻷﻗﺻﻰ ﯾﻔوق أو ﯾﺳﺎوي ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯾن
دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧرج ﻋن ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ،وﻫذا أﻣر
ﻏرﯾب ،1ﻻ ﻧظن أن اﻟﻣﺷرع ﻛﺎن ﯾﻘﺻدﻩ ،إذ وﺑﻬذا اﻟﺗﺣدﯾد ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺳﺟم ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوزﯾر أﻓرﻏت
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣن ﻣﺣﺗواﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐراﻣﺎت اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺗرح إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧص ﺑﺟﻌل
اﺧﺗﺻﺎص اﻟوزﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﻏراﻣﺔ ﺗﻔوق ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري
وﺗﻘل أو ﺗﺳﺎوي ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .
وﻫﻛذا وﻓﻲ ظل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﺈن اﺧﺗﺻﺎص اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﯾﺑﻘﻰ
ﻣﺣﺻو ار ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻋدم اﻟﻔوﺗرة وﺿﻣن ﺷروط ﻣﺣددة .
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ وﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣواد 35و 37و 38ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
02-04وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 47ف 02ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻗﺑول اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﺣوﻟﻬﺎ وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة إﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗﺻد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
إو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ .
-2ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟﻣؤﻫل ﻹﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣﻊ اﻹدارة :ﯾﺑدوا واﺿﺣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد
ﺑدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 60ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04أن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﯾﻛون ﺑطﻠب ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﺧﺎﻟف ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺎ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺻدر طﻠب اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣﻧﻪ وﻫو ﻣﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﺳن اﻟرﺷد ،وﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﻛﺎﻣل ﻗواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ
ﺗﺟدر اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن ﺳن اﻟرﺷد اﻟﻣطﻠوب ﻫو ﺳن اﻟرﺷد اﻟﺟزاﺋﻲ أي 18ﺳﻧﺔ ،وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن
اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻟﯾس ﻋﻘدا ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑل ﻫو ﺟزاء إداري ﯾﺟوز ﻗﺑول اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص
اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي ﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد اﻟﺟزاﺋﻲ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗد ارﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻫو ﺣدث ـ وﻫذا ﻓرض ﻧﺎدر ـ ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻣﻛﻧﻪ إﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﺳﺋوﻟﻪ اﻟﻣدﻧﻲ وﻫو واﻟدﻩ أو واﻟدﺗﻪ أو ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ وﻻﯾﺗﻪ.2
294
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣن ورﺛﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟوﻓﺎة ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺣﺗﻰ إو ن ﺗم اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ودﻓﻊ اﻟورﺛﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬم رﻓﻊ دﻋوى إدارﯾﺔ ﺑﺈﺑطﺎل
اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ إو رﺟﺎع اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣدﻓوع .
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣن وﻛﯾل اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف إذا اﺳﺗﻧد إﻟﻰ وﻛﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﺻراﺣﺔ ،وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ وﻛﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟوﻛﺎﻟﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺧول اﻟوﻛﯾل إﺟراء اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ،2 1وﻫذﻩ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ اﻟﺣدوث ﻋﻣﻠﯾﺎ ،إذ ﯾﻣﻛن ﻟﻠزوﺟﺔ أن ﺗوﻛل
زوﺟﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﻣﺳﯾر ﻟﻠﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري أن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ ﺗوﻛﯾل
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أو اﻟﻌﺎﻣل ﻟدى اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ
ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺈن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻹﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﺗﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ذﻟك أن إﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣن طرف ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣؤﻫل ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺑطﻼن
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ وﻋدم ﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﻵﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .
وﻫﻛذا ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺷرﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ـ وﻫو اﻟﻐﺎﻟب ـ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻫو
اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي ﯾﻌطﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ
ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻷﺳﻬم ﻫو اﻟرﺋﯾس اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ،واﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣدودة ﻫو اﻟﻣﺳﯾر ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ
اﻟذي ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ .3
وﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﻼ ﺗﻘﺑل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑطﻠب ﻣن اﻟﻣدﯾر اﻟﻔرﻋﻲ ﻷﺣد اﻟﺷرﻛﺎت أو رؤﺳﺎء
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ إﻻ إذا ﻛﺎﻧوا ﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﺈﺟراء ﻫذﻩ
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ .
- 1ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻜﯿﻢ ﺣﺴﯿﻦ اﻟﺤﻜﯿﻢ ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺼﻠﺢ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 2002ص .221
- 2أﻧﻈﺮ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ ﺷﺮط اﻟﻮﺟﻮب ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺒﯿﻀﯿﻦ ،م س ،ص .100
- 3أﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ ،اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻮي ،م س ،ص ص .21 -20
295
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﻘدﯾر ﻣﺑﻠﻎ ﻏراﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ :ﻻ ﺗﻘوم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ إﻻ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﺧﺎﻟف إﻟﻰ اﻹدارة
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺷﻛل ﺣﻘﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو أﻏﻔﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم دون ﺛﺑوت دﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ ،1وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻋن
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى أو اﻟﺻﻔﺢ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم .
وﺗﻌطﻰ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺳﻠطﺎت ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب دﻓﻌﻪ ﻛﻐراﻣﺔ ﺻﻠﺢ ،
ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻷﻗدر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ،وﻟذﻟك ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع
2
،ﻟﻛﻧﻪ وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎ ار ﻟﺗﺣدﯾدﻩ ﻓﻬذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻔوق اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب اﻟدﻓﻊ
ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة وﻻ ﯾﺟب أﯾﺿﺎ أن ﯾﻧزل ﻋن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﺈﻧﻪ ﻗد أﻋطﻰ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن اﻟذﯾن
ﺣرروا ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،وﻓﻲ رأﯾﻧﺎ أن ﻫذا اﺗﺟﺎﻩ ﺻﺎﺋب ﻛون أن ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻫم اﻷﻗرب ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ .
ﻟﻛن ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻓﻘد أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 61ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻸﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻣﻘﺗرح ،وذﻟك ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ،أﻣﺎم ﻛل ﻣن
اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة و اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ أﺟل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ
) (08أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف .وﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﻣﺷرع ﻛﯾﻔﯾﺔ رﻓﻊ ﻫذﻩ
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻋطﻰ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎ ﯾﻘدر ب 20ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻣﻘﺗرح ﻣن
طرف اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻘﺑل ﺑﻬذا اﻟﺻﻠﺢ دون أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻌﺎرﺿﺔ
ﻓﯾﻪ ،وﻫذا اﻹﺟراء ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إﻏراء ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻠﺟﺋوا إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت ﻓﻲ
ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ .
296
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -آﺟﺎل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺂﺟﺎل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻹﺟراء
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﻓﺈذا اﻧﻘﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﺣول اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.1
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم ﯾﻛون ﻣﻘﺑوﻻ ﻓﻲ أي
وﻗت ﻣﺎ ﻟم ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘﺑل اﻟﺻﻠﺢ ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﻬﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب إﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
ﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻘوم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدد ﻣﻌﯾﻧﺔ إذا ﻟم ﯾﺗم إﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺈن
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗم وﻻ ﯾﻘﺑل ﺑﻌدﻫﺎ أي طﻠب ﻟﻠﺗﺻﺎﻟﺢ .
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون 02-04ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌطﻲ أﺟﻼ ﻣﺣددا ﻟﻌرض اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻣن طرف اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻻ أﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺣدد آﺟﺎﻻ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن.
ﻟﻛن وﺑﻘراءة ﻧص اﻟﻣﺎدة 60ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد آﺟﺎل ﻋرض
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻣﺛﺑت ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﺗﺎرﯾﺦ إرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻫﻲ ﻣدة ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﻣدة ﻗﺻﯾرة ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗوﺟب ﻋﻠﻰ
رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺎﺿر ﺑﻐﯾر ﺗﻣﻬل إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ .
وﻫﻧﺎ ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾرى
اﻟﺑﻌض أﻧﻪ ﻋدا اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻣرﻛﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻرف ،ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﻛون ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ
ﻗﺑل إرﺳﺎل ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ،2وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻫذا اﻟرأي رﺑﻣﺎ
ﯾﻛون ﻗد اﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 60و 61ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻬﺎ أﻧﻪ أﺛﻧﺎء
اﻟﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻ ﯾﺗم إرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺗؤدي اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ إﻟﻰ ﻋدم
إرﺳﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿر إﻟﯾﻪ وﺗﺗوﻗف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة .
ورﻏم ذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى أن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﻧﻬﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻣﺎ دام ﻟم ﯾﻘﺿﻰ
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺎ اﺧﺗﺎر أن ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ طرﯾق ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗد اﺧﺗﺎر ﻫذا اﻟطرﯾق ﺑﻛل آﺛﺎرﻩ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ
- 1ﻋﺒﺪ ﷲ ﻋﺎدل ﻛﺎﺗﺒﻲ ،اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﺰة ،ر د ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ، 1986ص .80
- 2أﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ ،اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم وﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﻤﺮﻛﯿﺔ ﺑﻮﺟﮫ ﺧﺎص ،دار ھﻮﻣﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2005ص .209
297
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﺻدور ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾؤدي اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺑل اﻟﻘﺎﻧون اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ .
وﯾؤدي ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑدﻓﻊ ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ
ﺳﻘوط اﻟﺻﻠﺢ واﺳﺗﻌﺎدة اﻹدارة ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،1وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم دﻓﻊ اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻲ
أﺟل 45ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﺣﺎل اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص
إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﻗﺻد اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .
وﯾﻣﻛن ﺗﻛﯾﯾف ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي دﻓﻊ ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺄﻧﻪ إﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،إذ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺻﻠﺢ ﻣﻠﻐﯾﺎ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك إرﺟﺎع اﻟطرﻓﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺻﻠﺢ ﺣﯾث ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻣن ﺣق اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
راﺑﻌﺎ -آﺛﺎر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣـﺔ :إذا ﺛﺑت ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،وﺛﺑت ﻗﯾﺎم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل
اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﻓﺈن اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ ﯾﺗﺣﻘق وﻫو إﻧﻬﺎء
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﻧﻬﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .
واﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 61ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﯾﻼﺣظ أن اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻻ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻔرﺻﺔ
ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أﺻﻼ ﻣن أﺟل اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء اﻟﻣﻧﺎﺳب ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﻻ ﺗﺣﯾل اﻟﻣﻠف إﻟﯾﻪ،
ﺣﯾث وﺑﻣﺟرد اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﺈن ﻣﺣﺎﺿر ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣوزة إدارة اﻟﺗﺟﺎرة وﻻ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺟﺎل
ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن ﺣﺎﻟﺔ ﺧرق اﻹدارة ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻟﺢ رﻏم
ﺗوﻓر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود اﻟﺗﻲ ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻣﺎدة 62ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻌود .ﺣﯾث ﻻ ﺗوﺟد آﻟﯾﺎت واﺿﺣﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل .
ﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻫﻲ ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺈن إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻ ﯾﻛون إﻻ
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم ذﻟك وﻓق ﻣﺣﺿر ﻣﻛﺗوب ﯾﺳﻣﻰ ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻔق
- 1آﻣﺎل ﻋﺜﻤﺎن ،ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻤﻮﯾﻦ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ، 1983ص .158
298
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب دﻓﻌﻪ ﻛﻐراﻣﺔ ﺻﻠﺢ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﻠﺢ وﺗوﻗﯾﻊ اﻷطراف
وﻫوﯾﺗﻬم .1وﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر وﺳﯾﻠﺔ إﺛﺑﺎت ﻟﻠﺻﻠﺢ ﯾﺗم اﻟدﻓﻊ ﺑﻬﺎ أﻣﺎم ﺟﻬﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻣﺎم ﺟﻬﺎت
اﻟﺗﺣﻘﯾق وأﻣﺎم ﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛم ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
وﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت اﻟﺻﻠﺢ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر ﺑﺷﻬﺎدة رﺳﻣﯾﺔ ﻣن اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺻﺎدرة ﻋن
اﻟﺷﺧص اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻹﺟراء اﻟﺻﻠﺢ.2
ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﺿرور ﻣﺑﺎﺷرة أو
ﺗرﻓﻌﻬﺎ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛون أن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟم ﯾﻛوﻧوا طرﻓﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺻﻠﺢ ،وﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن اﻟﻣﺿرور ﻻ ﯾﻛون ﺑوﺳﻌﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ،ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾرﻓﻊ دﻋواﻩ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ وﯾؤﺳس طﻠﺑﻪ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
ﻗﺎﻋدة اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .وﻫﻧﺎ
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗؤﺛر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺿرور ،إذ أن اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺳﺗوﻓر ﻟﻪ طرﯾﻘﺔ ﻗﺿﺎء ﺑﺳﯾطﺔ وﺳﻬﻠﺔ وﻏﯾر ﻣﻛﻠﻔﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺣﻘﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ﺿد ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺎم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﺣق اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛطرف
ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار .ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ق إ ج ﻋﻠﻰ أن
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﻣﻧﺢ ﻓﻘط ﻟﻛل ﻣن أﺻﺎﺑﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺿرر ﻣﺑﺎﺷر
ﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟﺟزاﺋﻲ .3وﺗﻧص أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ق إ م إد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي ﺷﺧص اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ
ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ ﺻﻔﺔ وﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ أو ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
إذن وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول أﺳﺎس ﻗﺑول ﺗﺄﺳﯾس ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،وﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟﺣق وآﺛﺎرﻩ.
- 1ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺒﯿﻀﯿﻦ ،اﻟﺼﻠﺢ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ وأﺛﺮه ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ط ، 01دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻤﺎن ، 2010ص .104
- 2إﯾﻤﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮي ،اﻟﺼﻠﺢ ﻛﺴﺒﺐ ﻹﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ، 2001ص .97
- 3اﻟﻤﺎدة 02ﻣﻦ ق ا ج " ﯾﺘﻌﻠﻖ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺟﻨﺎﯾﺔ أو ﺟﻨﺤﺔ أو ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ أﺻﺎﺑﮭﻢ
ﺷﺨﺼﯿﺎ ﺿﺮر ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺗﺴﺒﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ .
299
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
أﺳﺎس ﻗﺑول ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ذات ﺗﻧظﯾم ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﺄﻟف
ﻣن أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﺑﻐرض ﻻ ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺑﺢ ﻣﺎدي .1
وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ أﻫداف وﻧﺷﺎط اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ذات
طﺎﺑﻊ ﻣﻬﻧﻲ ﻛﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾن وﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎر ،وﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ذات
طﺎﺑﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻷﺻﺣﺎب ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻬدف
إﻟﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ أﻋﺿﺎءﻫﺎ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗواﻫم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي .3ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ
ﺗﺄﺳﯾس ﺑﻌﺿﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺎت ،واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﻬﻧﺔ أو اﻟطﺎﺋﻔﺔ .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون
03 -09وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﺣﯾث ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 21ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻛل ﺟﻣﻌﯾﺔ
ﻣﻧﺷﺄة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺧﻼل إﻋﻼﻣﻪ وﺗﺣﺳﯾﺳﻪ وﺗوﺟﯾﻬﻪ وﺗﻣﺛﯾﻠﻪ .
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت ﺗطوﻋﯾﺔ ،ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﯾؤﺳﺳﻬﺎ أﻓراد
ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﺧﺗﻼف ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬم واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬم ،ﻻ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟرﺑﺢ ،ﯾﻛون ﻣن أﻏراﺿﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬم وﺿﻣﺎن اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬـﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﻧوﯾرﻫم وﺗوﻋﯾﺗﻬم ﺑﻣﺎ
ﻟﻬم وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ورﻓـﻊ اﻟـدﻋﺎوي اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﻋن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬذﻩ
اﻟﺣﻘوق.4
- 1ﺗﻮﻓﯿﻖ ﺣﺴﻦ ﻓﺮج ،ﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ ﻣﻄﺮ ،اﻷﺻﻮل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ،اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،1988 ،ص .314
- 2اﻟﻤﺎدة 02ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 06-12اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2012/01/12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﯿﺎت ،ج ر ع 02س .2012
- 3رﺟﺐ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﺄﺳﯿﺲ وأداء اﻷﺣـﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳـﯿﺔ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ط ،1اﻟﻘﺎھﺮة ،2007 ،ص .30
- 4ﺻﯿﺎد اﻟﺼﺎدق ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺪﯾﺪ رﻗﻢ 03/09اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻗﻤﻊ اﻟﻐﺶ ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ ،س ، 2014ص .133
300
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻ ﺷك أن اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﯾﺿرب ﺛﻼث أﻧواع ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓردﯾﺔ ﺗﺧص اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أو اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
وﻣﺑﺎﺷرة ،وﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺧص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ،وﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧص ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺗرﺑطﻬم راﺑطﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ واﺣدة أو ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
واﻷﺻل أﻧﻪ ﯾﺟب ﻟﻧﺷﺄة اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت أن ﯾﻣس اﻻﻋﺗداء ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻻﻋﺗداء ﻗد وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻷﺣد اﻷﻋﺿﺎء دون أن ﯾﻣس ﻫذا اﻻﻋﺗداء ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻧﺷﺄ اﻟدﻋوى ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻼﻋﺗداء دون أن
ﯾﻧﺎل اﻷذى ﻣﺻﻠﺣﺔ أي ﻓرد ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻬم ﻫو اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻸﻋﺿﺎء ،ﻓﺈذا أﺻﺎب اﻻﻋﺗداء ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻷﺣد اﻷﻋﺿﺎء وﻣﺻﻠﺣﺔ
ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺈن ﻫذا اﻻﻋﺗداء ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ دﻋوﯾﺎن دﻋوى ﻓردﯾﺔ ودﻋوى ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.1
ﻟﻛن إذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﻛوﻧﻬﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺗﻬدف ﻋﻣوﻣﺎ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق ﻟﻠﻔرد وﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺗداﺧل ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟب أن ﯾﻧﺷﺄ ﻋن
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟواﺣدة ﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓردﯾﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧول ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب
اﻟﻣﺿرور أن ﺗﺗﺄﺳس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ .
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن طرف ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻻ ﯾﺗطﻠب ﺣﺿور اﻟﻣﺿرور
وﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﺣﻘوﻗﻪ ،ﻓﻐﯾﺎب اﻻﺣﺗﺟﺎج ﻣن طرف اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك ﻻ ﯾﺣرم اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ ،2ﻣﺎ دام أن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إو ن ﻛﺎﻧت ﻗد أﺻﺎﺑت ﺷﺧﺻﺎ ﻣﺣددا إﻻ أﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻗد
أﺿرت ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺗرﻛﺔ .
وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ ﻟطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﻠﺣق ﺑﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،
واﻷﺻل أﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ
ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻟﻛن ﻗد ﯾﻌﻣد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت إﻟﻰ إﻋطﺎء اﻟﺣق ﻟﺑﻌض اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع
301
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ .1ﻓﺎﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق
ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺗﺧول ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ،
ﺣﺗﻰ إو ن ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻧص ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋﺎوى إزاﻟﺔ اﻟﺷروط واﻟﺑﻧود
اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ .2
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن أﺳﺎس ﻗﺑول ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
ﻓﻛرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻠوﻻ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻘررت ﺻﻔﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت .
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻧﻘﺎﺑﺔ أو اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
إو ﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻬؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء واﻟﺗﻲ ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ
ﻛﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.4
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ 1973ﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻣن
أﺟل اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﺣﯾث أن دﻋواﻫم ﻟم ﺗﻛن ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .6وﻫذا ﺑﺧﻼف اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
1
- Cass. Civ. 1re, 02/05/2001, Bull. I, n° 114 .
2
- Cass. Civ. 1re, 05 /10/ 1999, Bull. civ. I, n° 260.
- 3أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻌﯿﺪ اﻟﺰﻗﺮد ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﯾﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻜﺎذﺑﺔ أو اﻟﻤﻀﻠﻠﺔ ،ب دن ،ص . 273
- 4ﻓﺘﺤﻲ واﻟﻲ ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،2008ص.60
- 5ﻣﺮﻓﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺻﺎدق ،م س ،ص .431
6
- Jean Calais-Auloy , op. cit., p. 572.
302
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗم ﻛﺑﺣﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1985ﺑﻣوﺟب اﺟﺗﻬﺎد اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺄن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ ﺳوى دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن
اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﻓﻌل ﺟزاﺋﻲ ،2ﺣﯾث أن ﻫذا اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻗد أدى إﻟﻰ ﻣﻧﻊ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن
ﻣﻣﺎرﺳﺔ دﻋﺎوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻓﻌﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺟرﻣﺔ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل إﺧﻼل ﺑﻘواﻋد
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﯾﻠﻐﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 46ﻣن ﻗﺎﻧون 1973/12/27اﻟﺳﺎﺑق
اﻟذﻛر وﯾﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ ﻗﺎﻧون 1988/01/05واﻟذي أﻗر ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ رﻓﻊ أرﺑﻌﺔ أﻧﻣﺎط ﻣن
اﻟدﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻫﻲ :اﻹدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣدﻧﻲ ؛ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺿد ﺷروط اﻹذﻋﺎن ؛ اﻟدﻋﺎوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ؛ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﺗﺣﺎدات اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .3ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﻋوى اﻟﺗﻣﺛﯾل
اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ، 1992/01/18وﻗد ﺗم ﻧﻘل ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ
ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ .1993/07/26
ورﻏم أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗرف ﺑوﺟود ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣﻧذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-89
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﻌرف ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻗﺗﺻر ﺣق ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻘط دون اﻟﺿرر
اﻟﻣﺎدي.4
1
- Guillaume CERUTTI et Marc GUILLAUME, RAPPORT SUR L’ACTION DE GROUPE,
http://www.presse.justice.gouv.fr/art_pix/1_rappactiondegroupe.pdf , p.19.
2
- Cass. Civ. 1re, 16/01/1985, D. 1985, p. 123.
- 3ﻣﺮﻓﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺻﺎدق ،م س ،ص .432
- 4اﻟﻤﺎدة 12ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ... " 02 -89إن ﺟﻤﻌﯿﺎت ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ اﻟﻤﻨﺸﺄة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﮭﺎ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋﺎوى أﻣﺎم أي ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻀﺮر
اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻜﯿﻦ ﻗﺼﺪ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﮭﺎ ".
303
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻻﻋﺗراف ﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣول اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ، 1988ﻫذا
اﻟﺗﺣول ﻣس اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣﻘوﻗﻲ أﯾن ﺳﻣﺢ دﺳﺗور ﺳﻧﺔ 1989ﺑﺣق ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻣس أﯾﺿﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﯾن ﺷﻬد اﻧﺗﻘﺎﻻ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺳوق .
وﻓﻲ ﺧطوة أﻛﺛر اﻧﺗﺻﺎ ار ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻛرس اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﺣق ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر
06-95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 96ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻘﯾﺎم
ﺑرﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ﺿد ﻛل ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺎم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻷﻣر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻟﺗﺄﺳس
ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﻬم .
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺳﺎر اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣق ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء
ﻣن أﺟل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻬم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻪ .ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻋﺗرف
أﯾﺿﺎ ﺑﻬذا اﻟﺣق ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ .
وﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺳﺎر أﯾﺿﺎ اﻟﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش واﻟذي ﻧص
ﺑﺎﻟﻣﺎدة 23ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ .
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺑﯾن ﺑدﻗﺔ أﻧواع اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت رﻓﻌﻬﺎ،
ﺧﺎﺻﺔ دﻋوى اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺷﺗرك ودﻋﺎوى إﻟﻐﺎء اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،إﻻ إذا ﻓﺳرﻧﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻧص اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ
ﻣن اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻋﺗراف ﻣن اﻟﻣﺷرع ﺑﺣق ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ رﻓﻊ ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ
اﻟدﻋﺎوى .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻘد أﻋطﻰ اﻟﺣق ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ أن ﺗﻣﺎرس ﺣق رﻓﻊ
اﻟدﻋﺎوى ﺳواء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أو اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ ،وﺳواء ﻛﺎﻧت اﻷﺿرار ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ أو
ﻣدﻧﯾﺔ ،وﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻣس ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓردﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﺄﻛﺛر أو ﺗﻣس ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺑﺳﺑب اﻷﺿرار ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻔردي ﻓﻘد اﺷﺗرط ﺣﺻول اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗوﻛﯾل ﻣن اﻟﻣﺗﺿررﯾن ،وﯾﻣﻛن أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت
304
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك رﻓﻌﻬﺎ :دﻋﺎوى اﻟﺗﻌوﯾض ؛ دﻋﺎوى إﯾﻘﺎف اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ؛ دﻋﺎوى ﺣذف
اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ؛ دﻋوى اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺷﺗرك.1
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻛﺎن أﻛﺛر ﺗوﺿﯾﺣﺎ ﻟﻧطﺎق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ
اﻟدﻋﺎوى ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻣﺎدة اﺗﺳﻣت
ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل إو ﻋطﺎء دور أﻛﺑر ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻣن ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻘﺑل أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﻣﺎد واﻟﺗﺧﺻص وﺗﺿﯾف ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺷرط اﻛﺗﺳﺎب
ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺷرط اﻟﺗوﻛﯾل ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك .
واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎري ﯾﺟب أن ﺗﻛﺗﻣل ﺷﺧﺻﯾﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻗﯾﺎم
اﻷﺷﺧﺎص اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﯾﻔﺎء اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات أوﻻ
ﻓﻲ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك إﯾداع اﻟﺗﺻرﯾﺢ
ﺑﺎﻟﺗﺄﺳﯾس ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم رﻓﺿﻪ ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻟﻰ ﺣﺻول اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ
وﺻل ﺗﺳﺟﯾل واﻟذي ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد.2
وﺷرط اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺷرط ﺟوﻫري ﻟﻘﺑول ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻛون أن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة
ﻫﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ اﻟوﺟود وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺣﺎﺋزة ﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،ﺣﯾث أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﻣﺟرد
ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺣﯾﻧﺋذ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل اﻹﺟراءات أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ .
305
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺷﻛل ﻫذا اﻟﺷرط ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﻋدﯾد ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻛﻲ ﻣن ﻋدم ﻣواﻓﻘﺔ
اﻟﺳﻠطﺎت ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ،1ﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺷﻛل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛﺳﺗﺎر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ أﺧرى ذات طﺎﺑﻊ ﺷﺧﺻﻲ.2
وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﺑول ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻛطرف ﻣدﻧﻲ أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
وﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻋﺗﻣﺎد ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ واﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺑﻠت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس
إﺣدى اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت رﻏم أن اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣﺣل ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺻول ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﻋﺗﻣﺎد.3
إو ذا ﺗم ﺣل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻗﺑل ﻗﻔل ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻔﻲ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،ﻛون
أن اﻟﻣﺻﻔﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور ﻗرار اﻟﺣل ﻫو اﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻗﺿت
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﻣﻘدم ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2012/03/23ﻣن طرف ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺗم
ﺣﻠﻬﺎ ﺑﻘرار ﻣؤرخ ﻓﻲ ، 2012/01/18وﻗد ﻋﻠﻠت ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذا اﻟرﻓض ﻛون أن اﻟﻣﺻﻔﻲ ﻟم ﯾﺗدﺧل
ﻓﻲ ﺧﺻوﻣﺔ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض إﻻ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻹﯾداع اﻟﻣذﻛرات اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ.4
وﻻ ﯾﻘﺑل ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣن أﻫداﻓﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أو ﻛﺎﻧت
ﺟﻣﻌﯾﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،وﯾﺟب أن ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻫذﻩ
اﻷﻫداف ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ وﯾظﻬر ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ .5ﻓﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﺟب أن ﯾرﺗﺑط
ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻫداف اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أﻟﺣﻘت ﺿر ار ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أو اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ.6
وﯾﺧﺷﻰ ﻣن اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻫذا
اﻟﺣق ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻫداف أﺧرى ،ﻛﺎﻻﺑﺗزاز واﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف ،ﻟذﻟك
-1ﺟﻤﻌﯿﺎت ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ...ﻧﺘﺎﺋﺞ دون اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ،ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺴﻼم اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ،ﻋﺪد ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ .2012/08/04ﻣﻨﺸﻮر
ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ www.essalamonline.com/ara/permalink/14081.html :
2
- Jean Calais-Auloy , op. cit., p. 573.
3
- Cass. civ. 1re, 27/05/1975, D. 1975, p. 321.
4
- Cass. civ. 2me, 28 /11/ 2013, Bull. civ., n° 123.
- 5اﻟﻤﺎدة 02ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 06-12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﯿﺎت .
- 6اﻟﻤﺎدة 17ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 06-12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﯿﺎت .
306
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗذﻫب ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت 1إﻟﻰ ﻗﺻر ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗرف ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
وﺑﺗطﻠب ﻫذا اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﺻﻌﺑﺔ وﻣﻌﻘدة ﯾﺗم ﺗﻔﺎدي اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﺻل
ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻧﺟﺎح اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ،اﻟذي ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺻرف ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن طرف
اﻟﻣﺳﯾرﯾن أو ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗوﺟﯾﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
واﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﻬم ،ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻏراض ﺷﺧﺻﯾﺔ .2ﻛﻣﺎ أن إﺧﺿﺎع اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﺷرط اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث إذا ﺗﺑﯾن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘوم
ﺑدورﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻟﻬﺎ ﯾﺗم ﻧزع ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻋﻧﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﻘد اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
وﻟﺻﺎﻟﺣﻬم.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون 06-12ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻺﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻋﺎﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ،3إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺿﻌﻪ ﻛﺷرط ﻻﻛﺗﺳﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ
ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ورﻏم أن ﻫذا اﻟﺷرط ﻗد ﻻﻗﻰ اﻋﺗراﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺣﺗﻰ ﻣن ﺑﻌض اﻟﻧواب ﻟدى ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻗﺎﻧون
اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،4إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧرى أﻧﻪ ﺷرط ﻣﻬم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾرﺗﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد اﻟوﻋﻲ
اﻟﺟﻣﻌوي ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻫذا اﻟﺷرط وﺿﻊ ﺣدود ﺑﯾن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺟﺎدة واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻻﻧﺗﻬﺎزﯾﺔ.
وﺗﺷﺗرط ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻧد رﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺷﺗرك أن
ﺗﻛون ﺣﺎﺋزة ﻋﻠﻰ ﺗوﻛﯾل ﺧﺎص ﻣن اﺛﻧﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺿرورﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﺗﺛﺑت ﻫذﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ
وﺟوﺑﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ودﻋوى اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺷﺗرك ﻫﻲ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﻬﺎ ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻧﯾﺎﺑﺔ
ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣﺣددة ﻫوﯾﺗﻬم ﺗﻌرﺿوا ﻷﺿرار ﻓردﯾﺔ ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﻣورد وﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ
واﺣد ،وﯾﻛون طﻠب اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻫؤﻻء اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗطﺎﻟب ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺿرر
أو إﻟزام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺛﻼ ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾب اﻟﺧﻔﻲ ،ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن طﻠﺑﺎت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻫﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣوﻛﻠﯾﻬﺎ وﻟﯾس
ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ.5
ﻣﮭﺪي ﻣﻨﯿﺮ ،اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق وﺟﺪة ،ﺳﻨﺔ ،2005 -2004ص.25 -2
اﻟﻤﺎدة 34ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 06-12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﯿﺎت . -
3
ﻧﺒﯿﻞ ﺑﻮﺣﻤﯿﺪ ،اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﻌﻮي ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﻠﻒ ،ع ، 8ﻣﺎرس ،2006اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﻤﻐﺮب ،ص .183 -4
5
- Jean Calais-Auloy , op. cit., p.p. 581-582.
307
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻟﺗوﻛﯾل ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻘﺑول ﺗﺄﺳﯾس
ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺑﯾن ﺑدﻗﺔ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻫذﻩ
اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن.
وﺑﺎﺟﺗﻣﺎع ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أن ﺗطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت
ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻛﺄﻓراد وﻣﺎ ﻓوﺗﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﻛﺳب ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ
ﻫﻲ ﻣن أﺿرار ﻛﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ،وﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ أﯾﺿﺎ طﻠب إﯾﻘﺎف اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﯾؤدي إﯾﻘﺎف
ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت إﻟﻰ ﻋدم اﻹﺿرار ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﻹﯾﻘﺎف ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،1إو ذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﻧظﻣﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺄﺣد أﻋﺿﺎءﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗطﺎﻟب
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ أﻋﺿﺎءﻫﺎ ،وﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺎﻟب ﺑﺈﯾﻘﺎف اﻷﻓﻌﺎل
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﻣﺿرة ﺑﺄﻋﺿﺎﺋﻬﺎ أو ﺑﺎﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ .
308
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻛﺧﻼﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﺑﺎب ﻓﺈن أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺧروج ﺑﻪ ﻣن دراﺳﺔ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣرﺻودة ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺧرق
ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫو أﻧﻪ وﻧظ ار ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
وﻧظ ار أﯾﺿﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺈن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹرادة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ أﺛﺑﺗت ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺗﻬﺎ وﻗدرﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣن ﻋدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺛﺑت أن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑل ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻷﻣر ﻣن زاوﯾﺔ أﻛﺑر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﻌﺗﺑر أن ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻧظﺎم ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ﯾﺷﻛل ﺟزء ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﯾﺟب أن
ﯾﺣﻣﻰ ﺑﻘواﻋد أﻛﺛر ﺷﻣوﻟﯾﺔ وأﻛﺛر ردع ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺗﻛﻔل اﻟﻣﺷرع ﺑوﺿﻊ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑذﻟك واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻺدارة ﻟﻠﺗدﺧل ﻣن أﺟل ﻣراﻗﺑﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺗﺟﻪ أﯾﺿﺎ
إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺟرﯾم ﻛل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺧرق ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ووﺿﻊ ﺑذﻟك آﻟﯾﺎت ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
وطرق اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ .
309
ﺧـﺎﺗﻣــــــﺔ
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،02-04ﯾﺗﺑﯾن
أن أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ارﺗﻛزت أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ،ﻫﻣﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ .
إن ﺗﺄﺳﯾس أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ،اﻟذﯾن ﯾﻧﺳﺑﺎن ﺑدورﻫﻣﺎ إﻟﻰ
ﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ذي اﻟﺟذور اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،ﯾﻌﻛس اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
َﺧﻠَﻘَﺔ
وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻣﺿﻣون اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻌﻛس ﻣﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷرع ﻧﺣو أ ْ
اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺳوق.
ﻓﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺗرﺟﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ،ﻫﻣﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم وﻛذا
اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،وﯾرﻓﻊ ﻣن ﻛﻔﺎءة اﻟﺳوق وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ.
ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﻛﻔل اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك وﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺄﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗﻧﯾر
اﺧﺗﯾﺎرﻩ ورﺿﺎﻩ .ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺣﯾﻧﻣﺎ أﻟزم اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺄﺳﻌﺎر وﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻛذا
إﺧﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﻧزﯾﻬﺔ ﺣول ﻣﻣﯾزات اﻟﻣﻧﺗوج أو اﻟﺧدﻣﺔ وﺷروط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻣﺎرس
واﻟﺣدود اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن إﻟزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔوﺗرة ،ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد أﻟﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﺟب ﺗدارك اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻛذا ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻛﻔل ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻔوﺗرة ،ﻣﻣﺎ أﺗﺎح ﻟﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟواﻧب
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻌﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿﻣن ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﺣﻘوﻗﻪ وﯾﺣﻣﯾﻬﺎ .ﻧﺎﻫﯾك ﻋﻣﺎ ﻟﻠﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
ﻣن دور ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺣول ﻣدى اﺣﺗرام اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗرﺟم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-04ﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣظرﻩ ﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺎ
ﻣﻧﻬﺎ ﻣواﺟﻬﺔ ﺻور اﻟﺛﺄﺛﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺳوق ،و اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،وﻛذا اﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﯾﺊ ﻟﻔﺎرق اﻟﻘدرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن .
ﻓﻘد ﺟﺳد اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن ﺧﻼل ﺣظرﻩ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻘوﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻣﻧﻊ رﻓض اﻟﺗﻌﺎﻗد واﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط واﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺻورﻫﺎ ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﺣظر ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﻋﻼء إرادة اﻟطرف اﻟﻘوي ﻋﻠﻰ اﻟطرف
311
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﻓﻲ ذﻟك ﺣد ﻣن اﺳﺗﻐﻼل ﺗﻔﺎوت اﻟﻘدرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻹذﻋﺎن اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف أو
اﺑﺗ اززﻩ.
ﻛﻣﺎ أن ﻣﺑدأ اﻟﻧزاﻫﺔ اﻗﺗﺿﻰ ﺣظر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ ﺑﺻورﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺗﺟﺎوﺑﺎ ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ اﻟذي
ﯾﺛﺑت أن اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺻﺎرت اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻌﺎﺻر.
واﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻫﻲ أن اﻟﻣﺷرع ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺿﯾﯾق
اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺧﺑرات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣد ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻘوﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﯾﻛون
ﺑذﻟك ﻗد ﻋﺎﻟﺞ أﻫم أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ﺑﯾن اﻻﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎوت اﻟﻘدرات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن .وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد وﻓق
إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿﻣن ﻟﻌﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ار
ﻣﻌﻘوﻻ ﻣن اﻟﺗوازن ﻛﻔﯾﻼ ﺑرﻋﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺣﻣﺎﯾﺔ إرادﺗﻪ واﺧﺗﯾﺎرﻩ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑرر ﻟﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌد ﺧطوة ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
إن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02 -04ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻛذا اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﯾﺗﺻل اﺗﺻﺎﻻ
وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻣﻧظوﻣﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﻟﻘواﻋدﻩ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﺑررت ﻟﻠﻣﺷرع ﻓﺻل
ﻗواﻋدﻩ ﻋن ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼك.
ﻓﻔﻲ إطﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون 02-04إو ن أورد ﺿواﺑط ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﺑﯾن
اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن ﻗواﻋد اﻷﻣر 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،إﻻ أن ﻗواﻋدﻩ
ﺗﺳﺗﻬدف ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑﺷﻛل
ﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻬدف ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫو اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ،ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﻗواﻋد اﻷﻣر
03 -03ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وآﻟﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻬدف ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﯾس اﻟﻌون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻓﺣﺳب إﻧﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻛرﻛﯾزة ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق .وﺑذﻟك ﯾﻛون
اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺳﺎﯾر اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن اﻟذي ﯾﻣﯾل إﻟﻰ ﻓﺻل اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ .وﻣن ﻣﻌﺎﻟم ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﯾز ﻫو اﺧﺗﻼف
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﺣﯾث أﺳﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﺳﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
312
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
أﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻓﺈن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون 02 -04اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
ﺗﺗﻣﯾز ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون 03-09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ﻣن ﺣﯾث ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث
رﻛزت أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺳﻼﻣﺔ وأﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺎﺗﻪ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗرﻛﯾزﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗوج ﻣﺣل اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﺑﯾﻧﻣﺎ رﻛزت أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹرادة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ودﻋم ﻣرﻛزﻩ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﯾز ﻻ ﯾﺑرر ﻓﻲ ﻣﻧظورﻧﺎ
ﻓﺻل ﻗواﻋد ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋن اﻵﺧر ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻌود
ﻟذات اﻟﺟﻬﺔ وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
إن ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻟم ﺗﺗوﻗف ﻋﻧد ﺣد وﺿﻊ ﻗواﻋد ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣد أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣن ﻣﺑدأي اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ،ﺑل ﺗﻌدت ذﻟك
ﺑوﺿﻊ آﻟﯾﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻣن أي ﺗﺟﺎوز أو ﺧرق ﻷﺣﻛﺎﻣﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻣﺷرع وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
أﺑدى رﻏﺑﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء وذﻟك ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻪ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟرﯾم ﻣن ﺧﻼل ﺳﻧﻪ ﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ
ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺗﻪ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﻗد ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺗﺟرﯾم ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻫو أﻣر ﻣﺑرر ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ
ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان ،ﻓﺎﻟزﺟر ﻋﺑر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻌﻛس
اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟزاء اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟدﯾﻬﺎ وﻗﻊ ﻧﻔﺳﺎﻧﻲ أﻋﻣق ﻟدى ﻣن ﯾﺗﺟﻪ ﻧﺣو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻟدى اﻟﻣواطن
اﻟذي ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺣﻣﻲ ﻣن اﻟﺗﺟﺎوزات ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻛﺛر ردﻋﺎ .وﻗد ﻻﺣظﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع و ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻗد اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ ﻛﻌﻘوﺑﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻟم ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺣﺑس إﻻ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود .وﻧرى أن اﻟﻣﺷرع ﻗد وﻓق ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أن اﻟﻐراﻣﺔ ﻫﻲ ﻣن أﻧﺳب اﻟﺟزاءات ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺻﯾﺑﻬم ﻓﻲ ذﻣﻣﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ رﻛﯾزة اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻪ.
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى أن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﻻ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن،
وﻧﻌﺗﻘد أن ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﻐراﻣﺔ واﻟﻐﻠق اﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺗﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺗﺎن ﻟذﻟك ،ﻓﻧﺣن ﻧﻧﺎدي
ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت.
وﻗد ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ،
ﺣﯾث ﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻣن ﺧﻼل طﻐﯾﺎن اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ
313
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺳﻠوك اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،وﻣن ﺧﻼل ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ،وأﻧﻬﺎ
ﻣن ﺧﻼل ﻋدم اﺷﺗراط اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘق اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﺈن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗظﻬر ﻓﻲ ﺗﻼﺷﻲ وﺿﻌف ﻫذا اﻟرﻛن ،ﺑﺣﯾث أن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻋن إرادة وﻋﻠم ﺑﻣﺣل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ
أﻓﻌﺎل ﻻ ﻋﻠﻰ اﺷﺗراطﺎت ﻋﻣدﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﻣد ﺿرورﯾﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.
وﻗد ﺗوﺻﻠﻧﺎ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء ﻣن ﺧﻼل ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن
ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺳﻧد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﻧزاﻫﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺳﻧﺎدا ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،أي أﻧﻪ ﯾﻧﺳﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺑﺣﻛم اﻟواﻗﻊ ﻓﻼ ﯾﻬم اﻟﻣﺷرع أن
ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﻣن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﻔﺳﻪ أو ﻣن أﺣد ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ.
ﺣﯾث أن اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺷﺧص واﻟﻔﻌل ﻏﯾر ﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﻓﻧﻛون
إذن أﻣﺎم ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺗﺣﻣل أﻓﻌﺎل اﻟﻐﯾر ،وﻫﻲ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﻣﯾز اﻟﺟراﺋم ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﻗد اﻧﺗﻬﯾﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﺗﻣﯾز أﯾﺿﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻧوع ،
ﺣﯾث ﻧﺟدﻩ ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ واﻟﺣﺑس واﻟﻣﺻﺎدرة وﻧﺷر اﻟﺣﻛم وﻏﻠق اﻟﻣﺣل وﺷطب اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري
وﻫذا ﯾﻌﻛس ﺑﺻدق رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد أﺳﻠوب اﻟردع ﻟﻔرض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺳود
ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
وﻧظ ار ﻟﻘوة اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻬﺎ ﺟد ﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﻣﻣﺎرس ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد آﻟﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ،ﺣﯾث وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺗطﺑﯾق
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر إﺟراﺋﻲ واﺿﺢ وﺷﻔﺎف وﻣﻛرس ﻟﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع.
ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﺎﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،
ﺑل ارﺗﺄى أن ﯾﻧظم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿﺑط وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻘواﻋد
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﻣن ﺟﻬﺔ ﺑﻌدم ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04وطﺑﯾﻌﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون.
ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع إو ن ﻛﺎن ﻗد ﺳﻣﺢ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺻﻔﺔ
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻗد
رﻛز ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟو ازرة اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم
ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﻣﺣدد ،ﺣﯾث أن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء
اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺑرر ﺑﺣﻛم ﺧﺑرﺗﻬم وﺗﻔرﻏﻬم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
314
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
وﻗد ﻻ ﺣظﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻋطﻰ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﺗﻌﺳف أﺛﻧﺎء
إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺿﺑط ،ﺣﯾث ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﻠﺗزم اﻟﻣوظف أﺛﻧﺎء اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
أن ﯾﻌرف ﺑﺻﻔﺗﻪ وأن ﯾﻘدم اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻟﻌﻣل وأن ﯾﻠﺗزم أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ وﺑﻛﺗﻣﺎن اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ.
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣوظف اﻟﻣؤﻫل ﻟﻠﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺑﺳﻠطﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺑﻼﻏﺎت
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺣص واﻻطﻼع وﺳﻠطﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت.
وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﯾﻌﺗﺑر أﺳﺎس اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣﺣﺿر
ﯾﺟب أن ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ ﻓﻘدان ﻗوﺗﻪ اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ.
وﻗد ﻻ ﺣظﻧﺎ أن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺣظﻧﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون 02-04ﯾﺳﻣﺢ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺣول اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻬم.
وﻟﻘد ﻻﺣظﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﻛﺛرة إﻟﻰ ﺣد درﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻧظ ار ﻟﺣﺟم
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎرس وﻛﺛرة اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﻣن اﻟواﺟب اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺳرﻋﺔ اﻟﻔﺻل
ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم وﺑﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻷﺣﻛﺎم ،وأن ذﻟك ﻟن ﯾﺗم إﻻ ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ طرق اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
واﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﻟذﻫﺎب إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺗﺧﺻص واﺳﺗﺣداث ﻧظﺎم اﻷواﻣر
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻣﻧﻬﻲ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﻓﺿل ﻟو أن اﻟﻣﺷرع ﻧص
ﻋﻠﻰ ﺟﻌل اﻟﺻﻠﺢ ﯾﻘوم ﺑﺈﯾﺟﺎب ﻣن اﻹدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﻗﺑول ﻣن اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف وﻟﯾس
اﻟﻌﻛس ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻫذا اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻲ ﺻورة ﻋرض ﺻرﯾﺢ وﻣﻛﺗوب ﯾدون ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،ذﻟك أن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﯾﻧﺑﺄ ﻋﻠﻰ ﺟﻬل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ اﻟذي
ﯾوﻓرﻩ ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﯾﻘدﻣون ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻪ.
وﻗد اﻧﺗﻬﯾﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﻧﻬﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻣﺎ دام ﻟم ﯾﻘﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺎ اﺧﺗﺎر أن ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ طرﯾق ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗد اﺧﺗﺎر ﻫذا اﻟطرﯾق ﺑﻛل آﺛﺎرﻩ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ
ﺑﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﺻدور ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾؤدي اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺻل اﻟﻘﺎﻧون اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ.
315
ﺧﺎﺗﻤــﺔ
وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون 02 -04ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد داﺋرة اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌطﻲ
اﻟﺣق ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت.
وﻋﻧد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻓﻲ أﺳﺎس ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺷﻣل
ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠوا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ ،
إذ أن ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﺟب أن ﯾرﺗﺑط ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻫداف اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ أﻟﺣﻘت ﺿر ار ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
أو اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ.
ﻫذا إو ذا ﻛﺎﻧت ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم أﻣر ﻣطﻠوب ،ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ ﺑﻌض اﻻﻋﺗﺑﺎرات ،ﻧﺟﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ اﻟﻣﺷرع ﺣﺎل ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻣن ﺗﺷﺟﯾﻊ
ﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ودﻋم ﻟﻠﻣﺑﺎدرة واﻻﺑﺗﻛﺎر ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺣذر ﻣن أن ﯾﺗﺣول
اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻔرﺿﻪ ﻣن ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
إﻟﻰ ﻋﺎﺋق أﻣﺎم ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ.
-ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣﺳﻌﺎﻩ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻗواﻋد
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺿرورة أن ﺗﺗﺳم ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾوازن ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﺧﺎﻓﺔ أن ﺗﺗﺣول اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﺎﺋرة ،ﺗﺗﺟﺎﻫل
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻷﻋوان اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-إن ﻛون اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-04ﯾﻧظم ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎﻩ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺑﯾن
ﻫؤﻻء واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻋدم اﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﯾم وﺣﺻر ﻧطﺎﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس
ﺳﻠوﻛﺎ ﺧطﯾ ار ﯾﻬدد ﻣﺻﻠﺣﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻣﺎ دون ذﻟك ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻓﻧرى أن اﻷوﻟوﯾﺔ ﯾﺟب أن
ﺗﻛون ﻟﻠﺟزاءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﺟزاء اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﻼﺣظ
أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور ﻗد ﺟرم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ أﻏﻔل اﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ ،واﻷوﻟﻰ
ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻫو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺗﺟرﯾم ﻫﻧﺎ واﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ وﻫو ﺑطﻼن اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ.
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذا اﻟﺑﺣث ،ﻓﺈﻧﻪ ورﻏم ﻣﺎ ﺑذﻟﻧﺎﻩ ﻣن ﺟﻬد ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺷرح وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ،02 -04ﻓﺈن ﺛراء ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺟﻌل ﻣﻧﻪ
ﻣﺟﺎﻻ ﺧﺻﺑﺎ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺑﺣث.
316
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣ ارﺟﻊ
أوﻻ -اﻟﻣﺻﺎدر :
-اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996/01/10ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرف
)ج ر .(1996/03 :
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 448 -02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2002/12/17اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺻوى ﻟﻧﻘل اﻟرﻛﺎب ﻓﻲ
ﺳﯾﺎرات اﻷﺟرة "طﺎﻛﺳﻲ" )ج ر .(2002/58 :
319
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 306-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/09/10اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ
ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن و اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ) ج ر .( 2006/56 :
-اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 387 -13اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2013/12/09ﯾﺣدد اﻟﺷروط واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼم
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك )ج ر .(2013/58 :
-اﺑراﻫﯾم اﻟﻐﻣﺎز ،اﻟﺷﻬﺎدة ﻛدﻟﯾل إﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة .1980
-أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ج ، 2ط ، 3دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر .2006
-أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﻌﺎم ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر
.2002
-أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام )أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام واﻹﺛﺑﺎت( ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 ،
-أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ط ، 7دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1993
-ﺗوﻓﯾق ﺣﺳن ﻓرج ،ﻣﺣﻣد ﯾﺣﻲ ﻣطر ،اﻷﺻول اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت.1988 ،
-ﺟﺎك ﻏﺎﺳﺗﺎن ،اﻟﻣطول ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ -ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﺻور اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ط ،1اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت و اﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻟﺑﻧﺎن.2000 ،
-ﺟﻼل ﻋﻠﻲ اﻟﻌدوى ،أﺻول اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،ب د ن ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ . 1997
320
-ﺟﻣﯾل اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام – ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1991 ،
-ﺟﻧدي ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ج ، 04ط ، 02دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،ﺑﯾروت.
-ﺣﺎﺗم ﺣﺳن ﺑﻛﺎر ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2007
-ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن ﻛﺎﻣل اﻷﻫواﻧﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام – اﻟﻣﺻﺎدر اﻹرادﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،ج ،1ط ،3ﺑدون
ﻧﺎﺷر.2000 ،
-ﺣﺳﻧﻲ اﻟﻣﺻري ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ،01دار وﻫدان ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة .1986
-ﺣﺳﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1988
-ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﯾد ﺗﻧﺎﻏو ،ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ) ،د ت ن(.
-ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد )اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ( ،ج ،4ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.1998 ،
-ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد )ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام( ،ج ،1ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.1998 ،
-ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻋﺑﯾد ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ ،ط ، 04دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة
.1979
-ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻟﺣﻛﯾم ،اﻟﻣوﺟز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد
.2007
-ﻋﺑد اﻟﻣﻌﯾن ﻟطﻔﻲ ﺟﻣﻌﺔ ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ واﻟﻌﻘدﯾﺔ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول،
ج ، 1اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة) ،د ت ن(.
-ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ج ، 02ط ، 01دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن
.2008
-ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ،اﻹﻟﺗزاﻣﺎت )اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد( ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
-ﻓﺗﺣﻲ واﻟﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2008 ،
321
-ﻟﺣﺳﯾن ﺑن اﻟﺷﯾﺦ آث ﻣﻠوﯾﺎ ،اﻟﻣﻧﺗﻘﻰ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،ط ، 02دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر .2006
-ﻟوﯾس ﻗوﺟﺎل ،اﻟﻣطول ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﺻور اﻟﻘﺎﺿﻲ ،
ط ، 02اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت.
-ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ ،ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ج ، 1ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة. 1978 ،
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،ﻣﺑﺎدئ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت
.2005
-ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ ﻧﺟم ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،ط ، 2د م ج ،اﻟﺟزاﺋر
.1990
-ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري -ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ،ج ) 1اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة(،
دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ -اﻟﺟزاﺋر.2004 ،
-ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌوﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ -اﻟﻌﻘد ،ج ،1ط ،1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.2007 ،
-ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل طﻪ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ) ،اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎر واﻟﻣﺣل اﻟﺗﺟﺎري – اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر.1996 ،
-ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة )ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 ،
-ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود زﻫران ،أﺻول اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2002 ،
-اﺑراﻫﯾم ﺣﺎﻣد طﻧطﺎوي ،ﺳﻠطﺎت ﻣﺄﻣور اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ط ، 02اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1997
-أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم وﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ،دار
ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2005
322
-أﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد اﻟزﻗرد ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺎذﺑﺔ واﻟﻣﺿﻠﻠﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة،
.2007
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﻔﻘﻲ ،اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ط ، 1دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة
.2003
-أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺋد ﻣﻘﺑل ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة
.2005
-أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟرﻓﺎﻋﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك إزاء اﻟﻣﺿﻣون اﻟﻌﻘدي ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
.1994
-أﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﻠﻰ ﺧﻠف ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2005 ،
-أﺳﺎﻣﺔ أﺣﻣد ﺑدر ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2005 ،
-اﻟﺳﯾد ﺧﻠﯾل ﻫﯾﻛل ،ﻧﺣو اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.1979 ،
-اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻋﻣران ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أﺛﻧﺎء ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1986 ،
-آﻣﺎل ﻋﺛﻣﺎن ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺗﻣوﯾن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة
.1983
-أﻧﯾس ﺣﺳﯾب اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺣﻼوي ،اﻟﺻﻠﺢ وأﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺔ واﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2011
-إﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﺟﺎﺑري ،اﻟﺻﻠﺢ ﻛﺳﺑب ﻹﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ
.2001
-ﺑن ﺧدة رﺿﻰ ،ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ط ، 02دار اﻟﺳﻼم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر،
اﻟرﺑﺎط. 2012 ،
-ﺗﯾورﺳﻲ ﻣﺣﻣد ،اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2013 ،
323
-ﺟوزف ﻧﺧﻠﺔ ﺳﻣﺎﺣﺔ ،اﻟﻣزاﺣﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ط.1991 ،1
-ﺣﺳن ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ﺟﻣﯾﻌﻲ ،أﺛر ﻋدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟﻌﻘد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.1996 ،
-ﺣﺳﯾن ﻓﺗﺣﻲ ،ﺣدود ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﺟر واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ) ،د ت ن(.
-ﺣﻠﻣﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺟﺎر ،اﻟﻣزاﺣﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺣدﯾث ﻟﻬﺎ :اﻟطﻔﯾﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ط ،1
ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت .2004
-ﺣﻣد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺣﻣد اﷲ ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك -دراﺳﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1997 ،
-ﺣﻣدي أﺣﻣد ﺳﻌد ،اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻓﺿﺎء ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺧطرة ﻟﻠﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.2010 ،
-ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر ،ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ،
.2000
-ﺧﺎﻟد ﺟﻣﺎل أﺣﻣد ،اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﺧﺎﻟد ﻣﻣدوح إﺑراﻫﯾم ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007 ،
-رﺟب ﺣﺳن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺣرﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس وأداء اﻷﺣـزاب اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ط ،1اﻟﻘﺎﻫرة.2007 ،
-زﯾﻧﺔ ﻏﺎﻧم ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر اﻟﺻﻔﺎر ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن ،ط .2002 ،1
-ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم ،اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻣن ﻣﻧظور ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﻬﻧﺔ ،د م ج ،اﻟﺟزاﺋر) ،د ت ن(.
-ﺷوﻗﻲ راﻣز ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة .1976
-ﺷﯾرزاد ﻋزﯾز ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘود ،ط ،1دار دﺟﻠﺔ ،اﻷردن.2008 ،
324
-طﺎﻫري ﺣﺳﯾن ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2014 ،
-ﻋﺎﻣر ﻗﺎﺳم أﺣﻣد اﻟﻘﯾﺳﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ط ،1اﻟدار اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ودار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣّﺎن.2002 ،
-ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟدﯾﺳطﻰ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺿوء اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ ،دار اﻟﻔﻛر
واﻟﻘﺎﻧون. 2010 ،
-ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ
.1996
-ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻣﻬدي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،د ن ،اﻟﻘﺎﻫرة،
. 1976
-ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾق ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠطﺑﻊ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ . 2002 ،
-ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑﯾوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺟﺎرة
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2005 ،
-ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗداﺑﯾر اﻹﺣﺗ ارزﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﺟزاﺋر
.1990
-ﻋدﻟﻲ أﻣﯾر ﺧﺎﻟد ،إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺳﺗﺣدث ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻧﻘض ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
-ﻋز اﻟدﯾن ﻋﯾﺳﺎوي ،اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ:ﻣﺂل ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ع ،04ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة.
-ﻋﻠﻲ ﺑوﻟﺣﯾﺔ ﺑن ﺑوﺧﻣﯾس ،اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر.2000 ،
-ﻋﻠﻲ ﻣﺣﺳن ﺷذان ،دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﯾﻣﻧﻲ ،رم،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2012 ،
325
-ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺑﯾﺿﯾن ،اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ط ، 1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن .2010
-ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺟﻌﻔر ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ط،01
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت. 2009 ،
-ﻋﻣﺎد ﻋوض ﻋدس ،اﻟﺗﺣرﯾﺎت ﻛﺈﺟراءات ﻣن إﺟراءات اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة .2007
-ﻋﻣر ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2008 ،
-ﻗﺎدة ﺷﻬﯾدة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ . 2007
-ﻗدري ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺷﻬﺎوي ،ﻣﻧﺎط اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻗﯾودﻩ وﺿواﺑطﻪ ،ط ، 01دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة
.2006
-ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ﺑن ﺣﺎﻣد ،ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،
اﻟﺟزاﺋر.1990 ،
-ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم ﻋﺑﯾدات ،ﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن.1998 ،
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ﻛﺗو ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺑﻐدادي ،اﻟﺟزاﺋر.2010 ،
-ﻣﺣﻣد ﺑوداﻟﻲ ،اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﺗﺔ ﻣﻊ ﻗواﻧﯾن ﻓرﻧﺳﺎ وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
وﻣﺻر( ،ط ،2دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2010 ،
-ﻣﺣﻣد ﺑوداﻟﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﻐش ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ واﻟطﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻔﺟر،اﻟﺟزاﺋر،
.2005
-ﻣﺣﻣد ﺑوداﻟﻲ ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
-ﻣﺣﻣد ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣود ﻟطﻔﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎوض ،اﻟﻧﺳر اﻟذﻫﺑﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
.1995
-ﻣﺣﻣد ﺣﻛﯾم ﺣﺳﯾن اﻟﺣﻛﯾم ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة .2002
326
-ﻣﺣﻣد ﺷﻛري ﺳرور ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1983 ،
-ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳوﯾﻠم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ط ، 01دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2007
-ﻣﺣﻣد ﻋﯾد اﻟﻐرﯾب ،اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻣﺄﻣور اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ب د ن،
.2003
-ﻣﺣﻣود ﻋﺛﻣﺎن اﻟﻬﻣﺷري ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ،ط ، 01دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة
.1969
-ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟزﯾﻧﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺟﺑري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 ،
-ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣود ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﺟراﺋم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ج ، 1ط ، 2دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1979
-ﻣرﻓت ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺻﺎدق ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ط ، 2د ن ،اﻟﻘﺎﻫرة .2001 ،
-ﻣﺳﻌود زﺑدة ،اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﺟزاﺋر .1989
-ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد أﺑو ﻋﻣرو ،اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﺳﺗﻬﻼك ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.2010
-ﻣﺻطﻔﻰ اﺣﻣد اﺑو ﻋﻣرو ،ﻣوﺟز أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن
. 2011
-ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺟدي ﻫرﺟﺔ ،اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺑض واﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟدﻓوع واﻟﺑطﻼن ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1992 ،
-ﻧدى اﻟﺑدراوي اﻟﻧﺟﺎر -أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ -اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب -طراﺑﻠس ﻟﺑﻧﺎن -اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
.1998
-ﻧزﯾﻪ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎدق اﻟﻣﻬدي ،اﻻﻟﺗزام ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ط ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.1990 ،
327
ب -اﻟرﺳﺎﺋل و اﻟﻣذﻛرات :
-أﺑو ﺑﻛر أﺣﻣد اﻷﻧﺻﺎري ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء .1997 ،
-آﯾت ﻣوﻟود ﺳﺎﻣﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو . 2006 ،
-إﯾﻧﺎس ﻣﺎزن ﻓﺗﺣﻲ اﻟﺟﺑﺎرﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻷردﻧﯾﺔ ،
ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ،ﻋﻣﺎن.2010 ،
-ﺑوﺣﺟﺔ ﻧﺻﯾرة ،ﺳﻠطﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2002 ،
-ﺟرﻋود اﻟﯾﺎﻗوت ،ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر. 2002 -2001 ،
-ﺟﻼم ﺟﻣﯾﻠﺔ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﻐش اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻋﯾﺎض ،ﻣراﻛش.2011 ،
-ﺣدﯾدان ﺳﻔﯾﺎن ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر. 2002 -2001 ،
-ﺣﻧﺎن ﻣﯾرﯾﻧﻲ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر . 2004 ،
-ﺧﺎﻟد اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣطﺣﻧﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة.2001 ،
-ﺧدﯾﺟﺔ ﻗﻧدوزي ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻹﺷﻬﺎرات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻹﺷﻬﺎر ﻟﺳﻧﺔ
،(1999ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2001/2000 ،
-راﺋف ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧوﻓﯾﺔ ،ﻣﺻر
.2008
328
-رﺑﯾﻌﺔ ﺣﻠﯾﻣﻲ ،ﺿﻣﺎن اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺧدﻣﺎت ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
.2001/2002
-زﻛﯾﺔ ﺟداﯾﻧﻲ ،اﻹﺷﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
.2001/2000
-زﻫرة ﻏﺿﺑﺎن ،ﺗﻌدد أﻧﻣﺎط اﻟﻌﻘوﺑﺔ وأﺛرﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟردع اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ.2013 ،
-ﺳﻌﺎد ﻋﺎرف ﻣﺣﻣد ﺻواﻓطﺔ ،اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﺑﻠس .2010 ،
-ﺷﻌﺑﺎﻧﻲ ﻧوال ،إﻟﺗزام اﻟﻣﺗدﺧل ﺑﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐش،
ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو.2012 ،
-ﺻﻐﯾر ﯾوﺳف ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻋﺑر اﻷﻧﺗرﻧت ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو.2013 ،
-ﺻﯾﺎد اﻟﺻﺎدق ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد رﻗم 03/09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ
اﻟﻐش ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ . 2014 ،
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻣﺳﻬوج ﺟﺎر اﷲ اﻟﺷﻣري ،اﻷﻣر اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﺛرﻩ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ دول
ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﯾﺟﻲ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض . 2008 ،
-ﻋﺑد اﷲ ﻋﺎدل ﻛﺎﺗﺑﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣوﺟزة ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة
. 1986
-ﻓﺎطﻣﺔ ﻧﺳﺎخ ،ﻣﻔﻬوم اﻹذﻋﺎن ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
.1998/1997
-ﻗراﻧﻲ ﻣﻔﯾدة ،ﺣﻘوق اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ، ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2009 ،
-ﻣﺑروك ﺳﺎﺳﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ.2011 ،
-ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻠﻣﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟرﺑﺎط .1992 ،
329
-ﻣﺣﻣد زاوك ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء. 2006/2005 ،
-ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن ﻋﯾﺎض ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن ﺧﻼل ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ.2006 ،
-ﻣﻬدي ﻣﻧﯾر ،اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ وﺟدة-2004 ،
.2005
-ﻧﺟﯾب ﺑروال ،اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ،
.2013
ج -ﻣﻘﺎﻻت :
-أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ،ﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار رﻗم 613327اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
2011/04/28اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ع ، 1
. 2012
-أﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟزﻗرد ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺧداع اﻹﻋﻼﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛوﯾﺗﻲ واﻟﻣﻘﺎرن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت ،اﻟﺳﻧﺔ ،19ع ،4ﺳﺑﺗﻣﺑر .1995
-أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻣﻠﺣم ،ﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻘود ووﺳﺎﺋل ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷروط اﻟﻣﺟﺣﻔﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت ،اﻟﺳﻧﺔ ،16ع ،1-2ﻣﺎرس وﯾوﻧﯾو .1992
-آﻣﻧﺔ ﺻﺎﻣت ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﻠف ،ع ،13ﺟﺎﻧﻔﻲ .2015
-أﻧور ﻣﺣﻣد ﺻدﻗﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘطرﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،
ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد ، 24ع . 2008 ، 2
-إﯾﻬﺎب اﻟروﺳﺎن ،ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،دﻓﺎﺗر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ و اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح
ورﻗﻠﺔ ،ع ، 7ﺟوان .2012
330
-ﺑﯾرك ﻓﺎرس ﺣﺳﯾن ،اﻟﺗﻌوﯾض واﻟﻐراﻣﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻛرﯾت ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ ،02ع .06
-ﺟﺎﺑر ﻣﺣﺟوب ﻋﻠﻲ ،ﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﯾوب اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ )اﻟﻘﺳم اﻷول( ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت ،اﻟﺳﻧﺔ ،20ع ،3ﺳﺑﺗﻣﺑر.1996
-ﺟﺎﺑر ﻣﺣﺟوب ﻋﻠﻲ ،ﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﯾوب اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ )اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻛوﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ ،20ع ،4دﯾﺳﻣﺑر .1996
-ﺟﻣﺎل اﻟﻧﻛﺎس ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛوﯾﺗﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻛوﯾت ،اﻟﺳﻧﺔ ،13ع ،2ﯾوﻧﯾو.1989
-ﺣﺳن ﻋز اﻟدﯾن دﯾﺎب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ar.jurispedia.org
-راﺋد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻔﻘﯾر ،ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ ﻋدم ﺗﺟرﯾم اﻟذات ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻷردن واﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟواﺣﺎت ﻟﻠﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ،ع ،2011 ،11ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻏرداﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر.
-رﺑﺎﺣﻲ أﺣﻣد ،أﺛر اﻟﺗﻔوق اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺣﺗرف ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،ع .5
-ﺳﺎﻣﻲ اﻟطوﺧﻲ ،اﻟﺗﺳﺑﯾب واﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-kenanaonline.com/users/toukhy/posts/449369.
-ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻬﺎدي ،اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻐراﻣﺎت واﻟﻣﺻﺎدرات ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟﻣﺎرك ،ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟﺟزاﺋر،
ﻣﺎرس .1992
-طﻌﻣﺔ ﺻﻌﻔك اﻟﺷﻣري ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻗﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻛوﯾﺗﻲ ،اﻟﺳﻧﺔ
،19ع ،14ﻣﺎرس . 1995
-ﻋﺑﺎﺳﻲ ﺑوﻋﺑﯾد ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻗﺎﻧون ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون
واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ع . 2004 ، 49
331
-ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم ﺳرﺣﺎن ،ﺣق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻹﻣﺎراﺗﻲ
واﻟﺑﺣرﯾﻧﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻔﻛر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة ،ع . 2012 ،8
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﺑﻧداري ،ﻧﺣو ﻣﻔﻬوم أوﺳﻊ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون ،دﺑﻲ،
ع.2000 ،1
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ﻛﺗو ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ إدارة ،ع .2000 ،23
-ﻣﺻﻠﺢ اﻟﺻراﯾرة ،ﻣدى ﺗطﺑﯾق ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺞ ،25ع .2009 ،1
-ﻧﺑﯾل ﺑوﺣﻣﯾد ،اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﻌوي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠف ،اﻟﺟدﯾدة ،اﻟﻣﻐرب ،ع ،8
ﻣﺎرس . 2006
-ﻧذﯾر ﺑﯾوت ،ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ع ،2
.2003
332
- Jean Bernard (B), Droit des affaires (commerçants .concurrence .distribution)
DELTA, 1999.
- Jeandidier (W), Droit pénal des affaires, Dalloz, 4e éd., 2000.
- Larguier (J), Conte (Ph), Droit pénal des affaire, Armond colin, Paris, 10e éd.,
2001.
- Terré (F), Simler (Ph) et Lequette (Y), Droit civil : Les obligations, 8e éd.,
Dalloz, 2002.
* Ouvrages spéciaux :
333
B - Thèses et mémoires :
C - Articles :
334
- Cerutti (G) et Guillaume (M), Rapport sur l'action de groupe.
http://www.presse.justice.gouv.fr/art_pix/1_rappactiondegroupe.pdf.
- De Juglart (M), L’obligation de renseignement dans les contras, RTD civ,
1945.
- Drexl (J), Le commerce éléctronique et la protection des consommateurs, RID
éco., 2002/2.
-
Jacque Biolay (J), ventes promotionnelles, Juris Classeur ‐ concurrence ‐
consommation ‐ fas. N0 907, 2009 .
- Jérôme (Ph), La transparence, source d’accroissement et facteur de réduction
de la concurrence, RLC, n° 13, Octobre – Décembre 2007, p. 169.
- Kahloula (M) et Mekamcha (G), La protection du consommateur en droit
Algérien, Revue IDARA, L’Ecole Nationale d’Administration, Vol. 5 - n° 2-
1995.
- Léaute (J), Les contrats types, RTD civ., 1953.
- Legeais (D), Clauses abusives. Décret portant application de l’article L. 132-1
du Code de la consommation, RTD com. 2009.
- Le Tourneau (Ph) et Poumarède (M), Bonne foi, Dalloz, Rep. civ., Janvier
2009.
- Marie (A), Les enquêtes de la DGCCRF en matière de pratiques
anticoncurrentielles, Revue LAMY de la concurrence, janvier et mars 2008, n0
14.
- Mestre (J) et Fages (B), De quelques limites aux obligations d’information et
de conseil, RTD civ., 2003.
- Michel Trochu,Les clauses abusives dans les contrats conclus avec les
consommateurs, (directive n° 93-13-CEE du Conseil du 5 avril 1993), D. 1993,
chron..
- Pirovano (A), Concurrence déloyale, Répertoire Dalloz, 1973.
- Roget Bout (R) et Herine Pieto (C) Gerard Cas, Les pratiques restrictives, les
refus des ventes et prestations de services, Lamy Droit économique, 2000.
- Sahri (F), La protection juridique du consommateur contre les clauses abusives
a traveres la loi 04-02 de 23/06/2004 et le décret exécutif 06/306 du
10/09/2006, Revue Des Sciences Juridiques, Fac. Droit – Univ. Badji Mokhtar
Annaba, n°12 - Juin 2008.
335
- Savatier (R), La vente de service, D. 1971, chron..
- Savatier (R), les contrats de conseil professionnel en droit privé, D. 1972,
chron..
- Sinay-Cytermann (A), La Commission des clauses abusives et le droit commun
des obligations, RTD civ. 1985.
336
اﻟﻔﻬرس
اﻹﻫداء
اﻟﺷﻛر
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات
01 ﻣﻘدﻣﺔ
07 اﻟﺑﺎب اﻷول :ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
09 اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺑدأ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
11 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :إﻟﺗزام اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
12 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
12 اﻟﻔرع اﻷول :ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر
12 أوﻻ -ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر
13 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺿواﺑط ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر
16 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧظﺎم ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر )اﻟﺗﺳﻌﯾر(
16 أوﻻ :آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳﻌﯾر
17 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺳﻌﯾر
18 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺟزاء ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر
19 راﺑﻌﺎ :ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر
20 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
21 اﻟﻔرع اﻷول :ﺧﺻﺎﺋص اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
21 أوﻻ:اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
31 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣواﻓﻘﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣدﻓوع ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ
338
34 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
36 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋص اﻻﻟﺗزام اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
37 أوﻻ :اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
38 ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻟداﺋن ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
39 ﺛﺎﻟﺛﺎ :وﻗت اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
39 راﺑﻌﺎ :ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
41 ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻣﺿﻣون اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
41 ﺳﺎدﺳﺎ:طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
43 ﺳﺎﺑﻌﺎ :طرﯾﻘﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘدي
339
74 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺑدأ ﻧزاھﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
76 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ
76 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
77 اﻟﻔرع اﻷول :ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
78 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
80 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﺿر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
80 اﻟﻔرع اﻷول :أﺣﻛﺎم رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
80 أوﻻ :ﺗﻧظﯾم رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
81 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺳﺎس ﺣظر رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
82 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
82 أوﻻ :أن ﯾﻛون رﻓض اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ
83 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﺗﻛون اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺗوﻓرة
83 ﺛﺎﻟﺛﺎ:أن اﻟطﺎﻟب ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ
84 راﺑﻌﺎ :ﻋدم وﺟود اﻟﻣﺑرر اﻟﺷرﻋﻲ
84 ﺧﺎﻣﺳﺎ أن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻟرﻓض ﺑﺄدوات ﺗزﯾﯾن اﻟﻣﺣﻼت واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرض واﻟﺗظﺎﻫرات
85 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
86 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
86 أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
86 ﺛﺎﻧﯾﺎ -أﺳﺎس ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
87 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
88 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺄة
88 أوﻻ :اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻣﺣل اﻟﺑﯾﻊ أو أداء اﻟﺧدﻣﺔ
88 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﺷﯾﺎء اﻟزﻫﯾدة واﻟﺧدﻣﺎت ﺿﺋﯾﻠﺔ اﻟﺧدﻣﺔ
89 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻌﯾﻧﺎت
89 اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
89 اﻟﻔرع اﻷول :أﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
90 أوﻻ :أﺳﺎس ﺣظر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
90 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺻور اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
91 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷروط
340
92 أوﻻ :أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻧوع
92 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣﺻﺔ
92 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ
92 راﺑﻌﺎ:أن ﯾﺗم اﻹﻋﻼم ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺣﺻﺔ
93 اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
93 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
93 أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
94 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
94 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻗﯾﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
95 أوﻻ :وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
95 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﯾﻣس اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻋوﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺑﻣﻔردﻩ
95 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أن ﯾﻛون اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﺑرر ﺑﻣﻘﺎﺑل ﺣﻘﯾﻘﻲ
95 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺻور اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾزي
95 أوﻻ :ﺗﺧﻔﯾض اﻷﺳﻌﺎر
96 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء
96 ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺟل اﻟﺗﺳدﯾد
96 اﻟﻣطﻠب اﻟﺳﺎدس :إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
97 اﻟﻔرع اﻷول :أﺣﻛﺎم إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
97 أوﻻ :أﺳﺎس ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
98 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺟﺎل ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
98 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻋﺗﺑﺔ إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
99 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺣظر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة
99 أوﻻ :اﻟﺳﻠﻊ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺗﻠف واﻟﻣﻬددة ﺑﺎﻟﻔﺳﺎد
99 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻌت ﺑﺻﻔﺔ إرادﯾﺔ أو ﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﺷﺎط أو إﻧﻬﺎﺋﻪ أو إﺛر ﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺿﺎﺋﻲ
99 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﻘﺎدﻣﺔ أو اﻟﺑﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘﻧﯾﺎ
99 راﺑﻌﺎ :اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻣوﯾن ﻣﻧﻬﺎ أو ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣوﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺳﻌر أﻗل
99 ﺧﺎﻣﺳﺎ:إذا ﻛﺎن ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺳﺎوي ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﺑق ﻣن طرف اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻵﺧرﯾن
100 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧزﯾﻬﺔ
100 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن
341
101 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي
101 أوﻻ :ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺷﺧﺻﯾﺗﻪ
102 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﺧدﻣﺎﺗﻪ
103 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي أو ﺗﻘﻠﯾد ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو إﺷﻬﺎرﻩ
104 أوﻻ :ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
108 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
108 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﻘﻠﯾد اﻹﺷﻬﺎر
110 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي
110 أوﻻ :اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌون اﻗﺗﺻﺎدي
111 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﺳرار اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
112 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :إﺣداث اﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس أو ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق
112 أوﻻ :إﺣداث اﻻﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻋون اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧﺎﻓس
114 ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﺣداث اﻻﺿطراب ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق
115 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣظر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ
117 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻹﺷﻬﺎر
117 أوﻻ :اﻹﻋﻼن
119 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت
122 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل
126 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺻور اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﺿﻠﯾﻠﻲ
127 أوﻻ :اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺿﻠﯾل
133 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺑس
140 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
141 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
141 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
141 أوﻻ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
142 ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
144 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺷرط اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
144 أوﻻ :ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
145 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﯾزة اﻟﻣﻔرطﺔ
342
147 . اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
147 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌداد اﻟﻣﺷرع ﻟﻬﺎ
151 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻬﺎ
151 أوﻻ :اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ و اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻬدف ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ
153 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ
155 ﺛﺎﻟﺛﺎ:إذﻋﺎن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك
159 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :وﺳﺎﺋل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
159 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
159 أوﻻ :اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﺳﺗﻬﻼك
160 ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك
162 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
163 أوﻻ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ
165 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷر اﻟﺗﻌﺳف
171 اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﻟﯾﺎت ﻣواﺟﮭﺔ ﺧرق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
173 اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاء
175 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
175 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺑطﻼن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
176 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋﯾوب اﻹرادة
177 أوﻻ :اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻠط
179 ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻟﯾس
183 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻹﺑطﺎل اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋﯾب اﻻﺳﺗﻐﻼل
184 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺑطﻼن ﺑﺳﺑب ﻋدم اﺣﺗرام ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ
185 أوﻻ :اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗرام ﺷرط اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ
186 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺣﺗرام ﻧظﺎم اﻷﺳﻌﺎر
187 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺑطﻼن ﺑﺳﺑب اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ
189 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﺑطﻼن اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
191 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
193 اﻟﻔرع اﻷول :ﺷروط ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
193 أوﻻ :اﻟﺧطﺄ
195 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺿرر
343
197 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر
198 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل دﻋوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
202 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺟزاءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري
.
344
230 أوﻻ :إﻋﺗراف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر
231 ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻋﺗراف اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر
232 ﺛﺎﻟﺛﺎ :دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة
233 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر
234 أوﻻ :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺗطﺑﯾق ﻟﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
235 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﺧروج ﻋن ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
236 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﻧوع اﻟﺟزاءات اﻟﻣﻔروﺿﺔ
236 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
240 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺻﺎدرة
242 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﺷر اﻟﺣﻛم
243 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﻌود و ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺎﻟف
247 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
249 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
250 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
251 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد
251 أوﻻ :ﻣﺑررات ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن
252 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺣدﯾد ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد
254 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺷروط ﻣﻧﺢ ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣدد و ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم
256 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣوظﻔو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ذو اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم
257 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻣﻬﺎﻣﻬم
258 أوﻻ :اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺣر ﻟﻠﻣﺣﻼت
259 ﺛﺎﻧﯾﺎ :رﻓض اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻣدا ﻻﺳﺗدﻋﺎءات اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن
260 ﺛﺎﻟﺛﺎ رﻓض ﺗﻘدﯾم اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻘﯾق
261 راﺑﻌﺎ :اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻧﺷﺎط ﺑﻘﺻد اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣراﻗﺑﺔ
262 ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺎورة ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ أو اﻟﻌرﻗﻠﺔ ﺑﺄي ﺷﻛل ﻛﺎن ﻹﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت
263 ﺳﺎدﺳﺎ :اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
265 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺟرى ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣوظﻔون اﻟﻣؤﻫﻠون ﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
265 اﻟﻔرع اﻷول :ﺑداﯾﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق
266 أوﻻ:اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق
345
269 ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
276 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﻬﺎﯾﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق
277 أوﻻ :ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق
280 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق
284 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
285 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﯾق اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿد ﺧرق ﻗواﻋد اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
285 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
285 أوﻻ:ﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﻋدم اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
287 ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﺣرك ﺿدﻩ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
288 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺣق اﻷطراف اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
289 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
291 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻛطرﯾق ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
291 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
292 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
293 أوﻻ :أطراف اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
296 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻘدﯾر ﻣﺑﻠﻎ ﻏراﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
297 ﺛﺎﻟﺛﺎ:آﺟﺎل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
299 راﺑﻌﺎ:آﺛﺎر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
299 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺣق ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
300 اﻟﻔرع اﻷول :أﺳﺎس ﻗﺑول ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
305 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وآﺛﺎرﻩ
311 ﺧـﺎﺗﻣـﺔ
318 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
337 اﻟﻔﻬرس
346