Professional Documents
Culture Documents
تفسير ابن عرفة ترقيم الشاملة موافق للمطبوع
تفسير ابن عرفة ترقيم الشاملة موافق للمطبوع
تفسير ابن عرفة ترقيم الشاملة موافق للمطبوع
( )1/58
( )1/59
( )1/60
( )1/61
( )1/62
( )1/63
( )1/64
( )1/65
( )1/66
صفحة رقم 67
وقال الشاطبي ( أ ) :
إذا أردت الدهر تقرأ فاستعذ
جهارا من الشيطان باهلل مسجال
على ما أتى في النحل يسرا وإ ن تزد
لربك تنزيها فلست مجهال
وقد ذكروا لفظ الرسول ولم يرد
ولو صح هذا النقل لم يبق مجمال
ب)
أن اآلي مجملة ( هو خطأ ألن المجلم عند األصوليين هو اللفظ المحتمل معينين فصاعدا
فظاهره ّ
على التساوي ،وليست اآلية كذلك بل هي عندهم من قبيل المطلق الذي يصدق بصورة ) .
قال :وعادتهم يجيبون عنه بأنه من قبيل اإلجمال اللغوي ال االصطالحي .
( ثم قال ) :
وفيه خالف في األصول nفروعه
فال تعد منها باسقا ومظلال
ج)
ومراده باألصول إما ( الكتب المطوله ) وإ ما أصول الفقه .
الر ِجيم :هو بمعنى مرجوم فإن أريد المرجوم بالشهب فالنعت للتخصيص والبيان ،وإ ن أريد
وقوله َّ
به أنه مرجوم باللّعنة ،والمقت وعدم الرحمة فالنعت للتأكيد ،ألن كل شيطان كذلك .
( )1/67
( )1/68
صفحة رقم 69
تفسير البسملة
الر ِح ِيم ) : ( بِسِم ِ
اهلل الرحمن َّ ْ
قال ابن رشد في البيان ( في رسم نذر سنة ) :لم يختلف قول مالك ّ :إنها ال تقرأ في الفريضة ال في
ّأول الحمد ،وال في ( أول ) السورة التي بعدها ألنها ليست آية منها.
( وليست ) من القرآن إال في سورة النمل :وإ نما ثبت في المصحف االستفتاح بها.
قال :ويتحصل في قراءتها في أول الحمد في الفريضة أربعة ( وجوه ) :قراءتها للشافعي -
سرا استحبابا .-
وكراهتها لمالك -واستحبابها لمحمد ابن مسلمة -والرابع قراءتها ّ
وأما النافلة
( )1/69
( )1/70
( )1/71
( )1/72
( )1/73
( )1/74
( )1/75
( )1/77
( )1/78
( )1/79
صفحة رقم 80
اليمامة.
في ( مسيلمة ) الكذاب :رحمان َ
وقول شاعرهم :وأنت غيث الورى ال زلت رحمانا ...
( فباب ) من تعنتهم في كفرهم قال ابن عرفة :هو ال يحتاج إليه ،وكان ( يظهر ) لنا الجواب عنه
بأن َر ْحمانا في قولهم :رحمان اليمامة ( استعمل مضافا ) ورحمانا في البيت منكرا.
المعرف باأللف والالم فخاص باهلل لم يستعمل في غيره ( فانتفى ) السؤال.
وأما الرحمن ّ
وكذا نص إمام الحرمين في اإلرشاد خالفا ( للفاسي )
( )1/80
( )1/81
( )1/82
( )1/83
( )1/84
( )1/85
( )1/86
( )1/87
( )1/88
( )1/89
صفحة رقم 90
المثاني والقُرآن العظيم " .
اك َس ْبعا من َ
ونقَ َد أتََيَن َ
َ
وهي مكية بإجماع وفي حديث أبي بن كعب " إنها السبع المثاني " .
ورده ابن عرفة بقوله تعالى " :والقرآن العظيم " ولم يكن نزل ( حينئذ ) جميعه فال بد أن يكون
أوقع الماضي موضع المستقبل .
قال ابن عطية :وال خالف أن الصالة ( فرض ) ( كان ) بمكة ،ولم يحفظ ( أنه كانت قط ) صالة
المين . ِ
الع َب َ
الح ْم ُد هلل َر ّ
في اإلسالم بغير َ
( )1/90
( )1/91
( )1/92
( )1/93
( )1/94
( )1/95
( )1/96
( )1/97
صفحة رقم 98
قوله تعالى ( :الرحمن الرحيم (.
ين تنبيها على أصل النشأة ،وأنه هو الخالق المبدئ ، ِ
العالم َ
ب َ قال ابن عرفة :قدم أوال الوصف َبر ّ
الدنيا من النعم واإلحسان ،فلوال رحمة اهلل تعالى لما كان ذلك.
ثم ثنى بحال اإلنسان في ّ
قوله تعالى ( :مالك َي ْوِم الدين (.
وفرقوا بين الملك والمالك بأن المالك ّإنما يتصرف في مال غيره
تنبيها على ( حال ) اآلخرة ّ
بالمصلحة ،والمالك يتصرف في ماله بالمصلحة وغيرها.
قال ابن عطية :وحكى أبو علي في حجة :من قرأ ) :مالك َي ْوِم الدين ( أن أول من قرأ ) مالك َي ْوِم
الدنانير والطير والبهائم /وال يقال :ملكها.
ك ّ الدين ( مروان بن الحكم وأنه يقال ِ :
مال ُ
بأنها شهادة على ( نفي ) فال تقبل وكأنه قال :لم يقرأ بها أحد
وقال ابن عرفة :عادتهم يردون األول ّ
قبل ( مروان )
( )1/98
( )1/99
( )1/100
( )1/101
( )1/102
( )1/103
صفحة رقم 104
ِع ْن َ
دنا.
وعند المعتزلة راجع إلرادته االنتقام منه ألنهم يقولون أن اهلل تعالى لم يخلق الشر وال أراده ووافقونا
الداعى ) أنه مخلوق هلل تعالى.
في ( ّ
ت َعلَْي ِه ْم ( بلفظ الفعل ،و ) َغ ْي ِر المغضوب َعلَْي ِه ْم ( بلفظ االسم وهالّ
فإن قلت لم قال ) :الذين أ َْن َع ْم َ
ط المنعم عليهم َكما قال ) َغ ْي ِر المغضوب ( ؟ قلت ( :فالجواب أنه ) قصد التنبيه على قال ِ
ص َرا َ
التأدب مع اهلل تعالى بنسبة اإلنعام إليه وعدم ( نسبة ) الشر إليه بل أتى به بلفظ المفعول الذي لم يتم
فاعله فلم ينسب الغضب إليه على معنى الفاعلية وإ ن كان هو الفاعل المختار لكل شيء لكن جرت
العادة في مقام التأدب أن ينسب للفاعل الخير دون الشر.
وأجاب القاضي العماد بوجوه - :األول :من ( ألطاف ) اهلل ( أنه ) إذا ذكر نعمة أسندها ( إليه )
فقال ) :وإِ َّنآ ِإ َذآ أَ َذ ْقَنا اإلنسان ِمَّنا ر ْحمةً فَ ِرح بِها وإِ ن تُ ِ
ص ْبهُ ْم َسيَِّئةٌ ( ولذلك قال إبراهيم عليه السالم َ َ َ َ َ َ
) :وإ ذا مرضت فهو يشفين (
( )1/104
( )1/105
صفحة رقم 106
.قلت :ونقل بعضهم أن القاضي ( محمد ) بن عبد السالم الهواري سئل ما السر في أن قيل ) :
اهدنِي ؟
اهدنا الصراط ( ُبنون العظمة والداعي واحد وهو محل تضرع وخضوع ،وهال قال ِ :
بأن المصلّي إن كان واحدا فهو طالب لنفسه ولجميع المسلمين.
فأجاب ّ
حصل ( مناجاة ) اهلل وهي من أعظم األشياء عظم لذلك وهو الجواب
إن المصلي لما ّ قال :أو تقول ّ
ين ) واهلل أعلم بالصواب . في ( َنعب ُد ِ َ -
ون ْستَع ُ ُْ
( )1/106
( )1/107
( )1/108
( )1/109
صفحة رقم 110
قال ( السراج ) :في اختصاره إنما ذلك في األلفاظ الحادثة ( وأما ) الكالم القديم األزلي فمجمع
عليه.
قال ابن عرفة :وهذا ال يحتاج إليه إالّ لو قال :اختلفوا هل يصح أن يرد في القرآن اللفظ المهمل
الذي ال معنى له ؟ وقوله :ما ال يفهم دليل على أنه عنده معنى وداللة لم تفهم.
قال ابن عطية ( :والجمهور ) على أن لها معاني اختلفوا فيها على اثني عشر قوال.
قال ابن عرفة :اعلم أن قول الصحابي إذا كان مخالفا للقياس هو عندهم من قبيل المسند ألن التجاسر
( على ) التفسير بمثل هذا
( )1/110
( )1/111
( )1/112
( )1/113
صفحة رقم 114
وقال أبو العز المقترح في عقيدته :أجمعوا على أن النظر في علم الهيئة محرم.
قال ابن عرفة :إنما ذلك إذا نظر ( فيه ) للحكم ،أما إذا ( نظره ) ليعلم الكواكب ( والنجوم ) فجائز
،لكن االشتغال بالعبادة وتعلّم ما ينفعه أولى.
اه ْم ُي ِنفقُ َn
ون (. قوله تعالى َ ( :و ِم َّما َر َز ْقَن ُ
إن لفظ الرزق ال يطلق إال على قال القرطبي :اآلية حجة على المعتزلة ويلزمهم الكفر في قولهم ّ :
الحالل ألن من تغذى من صغره إلى كبره بالحرام يلزمهم أن ال يدخل في عموم قوله تعالى َ ( :و َما
َّ ٍِ ِ
سماه رزقا من َدآبَّة في األرض ِإال َعلَى اهلل ِر ْزقُهَا ( قال ابن عرفة :يكون عاما مخصوصا ( ان ) ّ
فإن األكثر حالل.
مجازا أو من باب التغليب باعتبار األكثر ّ
وقال غيره :هذا الخالف لفظي ال يبنى عليه كفر أو إيمان .
ُنز َل ِمن قَْبِل َك ...
ُنز َل ِإلَْي َك َو َمآ أ ِ
ون بِ َمآ أ ِ
قوله تعالى ( :والذين ُي ْؤ ِمُن َ
(
( )1/114
( )1/115
صفحة رقم 116
النبي سبب في اإليمان بما أنزل من قبله ،ألن
قال :وعادتهم يجيبون عنه بأن اإليمان بما أنزل على ّ
المكلف إن آمن به يسمع القرآن المعجز والسنة المعجزة ويرى سائر المعجزات ،فيطلع ( من ذلك )
السابقة وصحتها ،فيؤمن بها إيمانا حقيقيا أقوى من إيمانه بها مستندا ألخبار
على أخبار الكتب ّ
اليهود وأخبار النصارى عنها :قيل ( له ) :أو يجاب ( عنه ) :بأنه قدم لكونه أشرف وأحد أسباب
تقدم الشرف.
قال :وهال أخر ويكون ( مترقيا ) ؟ قوله تعالى ( :وباآلخرة ...
( المنعوت إما النشأة اآلخرة أو الدار اآلخرة أو الملة ( اآلخرة ) ،والموصوف nال يحذف إال إذا
كانت الصفة خاصة ،وعموما ( هذا ) في نوع الموصوف فال يمنع الخصوص.
قوله تعالى ُ ( :ه ْم ُيو ِقُن َ
ون ( إن قلنا :إن العلوم متفاوتة ،فنقول :اليقين أعالها.
وإ ن قلنا :إنها ال تتفاوت في ( أنفسها ) ،فنقول : nاليقين منها هو العلم الذي ال يقبل التشكيك
( وغيره هو العلم القابل للتشكيك ) وهو قسمان :بديهي ،ونظري .
( )1/116
( )1/117
صفحة رقم 118
الدين يجامع القلب فيصح تغطيته إياه ،واعتقاد الحق ال يجامع
ألن ّ
قال ابن عرفة :أما األول فظاهر ّ
اعتقاد الباطل ،بل هو نقيضه وستره ( له ) ال يكون إال مع اجتماعه معه :والفرض أنه ال يجامعه
وأما باعتبار األفعال فظاهر.
يصح اجتماعهما باعتبار اختالف المتعلق ؟ فقال :تحول المسألة وما ( كالمه ) إال
ّ قيل البن عرفة :
فيما إذا كان متعلق الكفر هو متعلق اإليمان ( ،فحينئذ ) ( تتعلق ) التغطية.
قيل له :تكون التغطية مجازا ،عبر به عن ( معاندة ) أحد االعتقادين لآلخر ؟ فقال :إنما هو مخبر
مما َذا هي مشتقة ؟ فما حقه أن يأتي إالّ الحقيقة اللّغوية ،وأما المجاز
عن أصل العقيدة أي هذه اللفظة ّ
فليس بأصلي.
واختلف األصوليون في األلف والالم الداخلة على الموصول فقيل :إنها للجنس ويكون عاما
مخصوصا كأكثر عمومات القرآن.
وقيل :إنها مطلقة فتكون للحقيقة أعني الماهية ،فال يحتاج إلى تخصيص ،ويحتمل أن تكون للعهد .
( )1/118
( )1/119
صفحة رقم 120
قوله تعالى َ ( :ءأَن َذ ْرتَهُ ْم ...
( أنكر الزمخشري هنا قراءة ورش وجعلها لحنا وكفره الطيبي.
السبع ) ( قراءات ) أخبار آحاد وليس بمتواتر.وظاهر كالم الطيبي هذا أن ( ّ
قال ابن عرفة :وحاصل ( كالم ) ( الناس ) فيها أنها على وجهين :فأما ما يرجع إلى آحاد الكلم
كملك
( )1/120
( )1/121
( )1/122
( )1/123
( )1/124
( )1/125
( )1/126
( )1/127
( )1/128
( )1/129
( )1/130
( )1/131
( )1/132
( )1/133
( )1/134
( )1/136
( )1/137
( )1/138
( )1/139
( )1/140
صفحة رقم 141
يم ( إما بمعنى مؤلم كقولك ( تحية بينهم ضرب وجيع ) ،أو بمعنى قوله تعالى ( :ولَهم ع َذ ٌ ِ
اب أَل ٌ َ ُْ َ
مؤلَّم ،فيكون األلم حاال ( بالعذاب ) مجازا أو تنبيها على ّ
شدته ( مثل.
وش ْعر َشاعر ). ج ّد ِج ّده ) ِ ( -
َ
يل لَهُ ْم الَ تُ ْف ِس ُدوْا ِفي األرض ...
قوله تعالى َ ( :وإِ َذا ِق َ
( هذا القول واقع ( فيما مضى ) ودائم في المستقبل ،ودوامه محقق ولذلك دخلت عليه إذا ألنه من
باب تغيير ( المنكر ) فهو واجب.
وحذف الفاعل قصدا للعموم والشيوع ( في القائل ) وألن القائل عظيما أو حقيرا ال يقبلون منه.
وفائدة ذكر المجرور وهو في األرض ( التنبيه ) على أن إفسادهم عام في اإلعتقاد الديني وفي األمر
يعم ) في جلب المؤلم ودفع ( المالئم ) شرعا.
الدنيوي ،والفساد ( ّ
ظرف زمان ،وحكى المبرد أنها للمفاجأة نحو :خرجت فإذا زيد ،ظرفعطية :و ( إذا ) َ
قال ابن ّ
لتضمنها ( الجهة ) ،وظرف الزمان ال يكون إخبارا عن ( الجثة ) .
ّ مكان
( )1/141
( )1/142
صفحة رقم 143
الرواسما ...
َمتَى تَقُول القلص ّ
يدنين ّأم قاسم وقاسما فإذا صح تعدي ( القول إلى ) الجملة على المفعولية صح إقامة ذلك المفعولn
مقام الفاعل.
قوله تعالى ( :أال ِإَّنهُ ْم ُه ُم المفسدون ...
( قال ابن عرفة :أَالَ تنبيه والتنبيه ال يؤتى إال في األمر الغريب وكونهم ال يشعرون من األمر
الغريب.
ام َن الناس ... ِ قوله تعالى َ ( :وإِ َذا ِق َ
يل لَهُ ْم َءامُنوْا َك َمآ َء َ
( قال الفخر ( الخطيب ) :بدأ بالنهى عن الفساد ألنه راجع لدفع المؤلم ثم عقبه باألمر باإليمان
لرجوعه إلى جلب المصالح ،ألن دفع المفاسد آكد من جلب المصالح.
إن النظر واجب ( بالعقل ) ( إذ لو كان واجبا )
قال ابن عرفة :واآلية عندي حجة لمن يقول ّ :
بالشرع لما كلفوا باإليمان بل كانوا يكلفون بالنظر.
فإن قلت :ليس هذا بأول تكليفهم فلعلهم كلّفوا به بخطاب آخر قبل هذا ؟ ( قلنا ) :اآلية خرجت
ذمهم وال ّذم ( األغلب ) فيه أنه إنما يقع على المخالفة في األصل ال في الفرع .
مخرج ّ
( )1/143
( )1/144
صفحة رقم 145
الناس والمشبه بالشيء والمشبه بالشيء ال يقوى قوته ،ففيه حجة لمن يقول :إن اإليمان يزيد
وينقص ( فكلفوهم ) بتحصيل أقل ما يكفي منه ،فلم يقبلوا ذلك.
قال أبو حيان :ومنهم من أعربه حاال من اإليمان أي آمنوا اإليمان كما آمن الناس ألن اإليمان
المقدر يعرف باأللف والالم.
قال ابن عرفة :وال يحتاج إلى ( هذا ) ( ألن ) سيبويه قال في قوله تعالى ( :فَ َمهِّ ِل الكافرين أ َْم ِهْلهُ ْم
وصح إتيانها منه وإ ْن كان نكرة ( ألنه ) لما ّ ُر َو ْيداً ( إن ُر َويدا حال من المصدر المقدر وهو إمهال
ينطق به أشبه المضمر في المعرفة ( ،فكذلك يكون هذا ).
ام َن السفهآء أال ِإَّنهُ ْم ُه ُم السفهآء ... ِ
قوله تعالى ( :أَُن ْؤم ُن َك َمآ َء َ
( أجابوا بعدم االمثتال مع ذكر الموجب لذلك ،فأما أن يريدوا بالسفهاء المؤمنين فيكون ( جرأة )
منهم ومباهتة :أي أنتم
( )1/145
( )1/146
صفحة رقم 147
ام َن الناس (. ِ
قال ابن عرفة وانظر هل فيها دليل على أن التقليد كاف لقوله ) :آمُنوْا َك َمآ َء َ
( الظاهر أنه ليس فيها دليل ألن المراد :انظروا لتؤمنوا كما آمن الناس ) ألن األمر باإليمان أمر
بما هو من لوازمه ،ومقدماته ،ومفعول ( يعلمون ) إما عاقبة أمرهم أو المراد ال يعلمون صحة ما
أمروا ( به ) أو ال يعلمون علما نافعا ،وحذف المفعول ( nقصدا ) لهذا العموم.
قال ابن عرفة :وفي هذه آيتان ،آية من اهلل تعالى بعلمه ذلك ( مع أنهم ) أخفوه :وآية أخرى
بإعالمه به محمدا.
امَّنا ...
ءامُنوْا قالوا َء َ
وقال جل ذكره َ ) :وإِ َذا لَقُوْا الذين َ
( ( إنما ) اعبر بإذا اعتبارا باألمر العادى ألنهم ( مجاورون ) لهم ( وقريبون منهم ) فهم في مظنة
أن يكون لقاؤهم لهم محقق الوقوع.
امَّنا (.
امُنوْا قالوا َء َ
فإن قلت لم قال َ ) :وإِ َذا لَقُوْا الذين َء َ
ولم يقل إذا لقيهم الذين آمنوا ،وأي فرق بين قولك :لقيني زيد ولقيت زيدا ،مع أنه أمر نسبي ،فإن
من لقيته لقيك ؟ قال ابن عرفة :فرق بعضهم بينهما بأن المتالقيين إن كانت ألحدهما مندوحة عن
اللقاء ،ويجد ملجأ أو مقرا فهو مفعول ، nواآلخر الذي لم يجد ملجأ وال مقرا بل اضطر إلى لقاء
صاحبه يستحسن أن
( )1/147
( )1/148
( )1/149
( )1/150
( )1/151
( )1/153
( )1/154
( )1/155
( )1/156
( )1/157
( )1/158
( )1/159
( )1/160
( )1/162
( )1/163
( )1/164
( )1/165
( )1/166
( )1/167
( )1/168
( )1/169
( )1/170
( )1/171
( )1/172
( )1/173
( )1/174
( )1/175
( )1/176
( )1/177
( )1/178
( )1/179
( )1/180
( )1/181
( )1/182
( )1/183
( )1/184
( )1/185
( )1/186
( )1/187
( )1/188
( )1/189
( )1/190
( )1/192
( )1/194
( )1/195
( )1/196
( )1/197
( )1/198
( )1/199
صفحة رقم 200
ات ... قوله تعالى ( :جَّن ٍ
َ
( قوله تعالى ُ ( :كلَّ َما ُر ِزقُوْا ِم ْنهَا ...
الجنات وأنهارها على األكل لوجهين إما ألن منفعة ( التنعيم ) بالنظر
قدم ذكر ّ ( قال ابن عرفة ّ :
إليها سابقة على منفعة األكل منها وإ ما ألن األنهار مصلحة لثمرها وسبب في تكونه قال :وعموم
( كلما ) إن أريد به اإلطالق في ثمار الجنة فتكون القبيلة صادقة على ما سوى أول مأكول منها ألنه
ليس قبله شيء.
( قال ) :وقولهم في ( ُكلَّما ) إنها في موضع الحال إن أريد به أنهم بحيث ( لو رزقوا منها شيئا
قالوا ذلك فتكون حاال محصلة ،وإ ن أريد أنهم رزقوا بالفعل فتكون حاال مقدرة ألنهم لم يحصل لهم
جميعه في الحال ) قال الزمخشري :كلما ،وإ ما ،صفة أو استئناف أو خبر مبتدإ.
قال ابن عرفة :كونها خبر مبتدأ ال يخرج عن اإلعرابين األولين ألنه حينئذ يصلح أن تكون الجملة
صفة أو استئنافا.
قال ابن عطية :في اآلية رد على من يقول :إن الرزق من شرطه التملك ،ذكره بعض األصوليون
ببين .
،قال ابن عطية :وليس عنده ّ
( )1/200
( )1/201
( )1/202
( )1/203
( )1/204
( )1/205
( )1/206
( )1/207
( )1/208
( )1/209
( )1/210
( )1/211
( )1/212
( )1/213
( )1/214
( )1/215
( )1/216
صفحة رقم 217
ابن عرفة :وهذا من أنواع الدليل ( المسمى ) في علم المنطق بالخطأ ،ألنه جعل ( استحالة ) نسبة
األضالل إلى اهلل تعالى كاستحالة نسبة وضع القيد في رجل المحبوس إلى الدجاج ( ولألخبصة ) قال
:فكما أطلقه هناك مجازاً فكذلك هنا ( استحقاقاً ) لمذهبه ( وجرياً ) على عادته الفاسدة .
ِ ِ ِ
وما ُيض ّل بِه إالّ الفَاس َ
قين ( . قوله تعالى َ ( :
تقدم للزمخشري في قوله تعالى ( :هدى ِ
ين ( سؤال ،قال :المتقي مهتد فكونها هدى لهللمتَّق َ
ُ ُ
( تحصيل ) الحاصل ،وأجاب بأن المراد الصائرين ( للتقوى ) وهو ُهدى بإعتبار الزيادة في
الهداية.
َما الَّذيِ َن ِ
ءامُنوا فََز َادتْهُ ْم إيِ َماناً َو ُه ْم َي ْستَْبش ُر َ
ون َوأ َّ ذين َ
وكذا السؤال هنا وجوابه قول تعالى ) :فَأ َّ َّ
َما ال َ
ض فََزادتَتْهُ ْم ِر ْج ًسا (.
ءامُنوا َّم َر ٌ
َ
ون َع ْه َد اهلل ِمن َب ْع ِد ِميثَ ِاق ِه ...
ض َ قوله تعالى ( :الذين َينقُ ُ
(
( )1/217
( )1/219
( )1/220
( )1/221
( )1/222
( )1/223
( )1/224
( )1/225
( )1/226
( )1/227
( )1/228
( )1/229
( )1/230
( )1/231
( )1/232
( )1/233
( )1/234
( )1/235
( )1/236
( )1/237
صفحة رقم 238
قوله تعالى ( :قَالُوْا أَتَ ْج َع ُل ِفيهَا َمن ُي ْف ِس ُد ِفيهَا ...
( فسره ابن عطية بوجوه.
قال ابن عرفة :أظهرها أن المالئكة طلبوا أن يكون الخليفة منهم ،فأثنوا على أنفسهم وذموا غيرهم.
قوله تعالى َ ( :وَي ْسِف ُ
ك الدمآء ...
ان ( فجعله بعض األصوليين من ( هذا ( العطف ) كما هو في قوله تعالى ) ِفي ِهما فَ ِ
اكهَةٌ َوَن ْخ ٌل َو ُر َّم ٌ َ
عطف الخاص على العام ، /وجعله بعض المتأخرين من عطف ( المقيد على المطلق ) ،وهو
المعبر عنه بعطف األخص على األعم.
قال :ألن ( فاكهة ) نكرة في سياق الثبوت فال تعم ،وكذلك الفعل هنا موجب فهو مطلق.
قيل البن عرفة :أخذ بعضهم من هذه اآلية أنه يجوز لالنسان أن يتحدث بما هو يفعل من أفعال
ِ ِ ِ
الخير والطاعة ،كما قال يوسف عليه السالم ) اجعلني على َخ َزآئ ِن األرض ِإِّني َحفيظٌ َعل ٌ
يم ( .
( )1/238
( )1/240
( )1/241
صفحة رقم 242
قال ابن يونس في العتق األول في فصل ما يلزم من ألفاظ العتق وما ال يلزم ما نصه :واختلفوا فيمن
أراد أن يقول ادخلي الدار فقال :أنت حرة أو أنت طالق فقيل :يلزمه وال يعذر بالغلط وقيل :ال
يلزمه.
قال ابن عرفة :القول باللّزوم ال يتم إال على مذهب عباد ( الصميري ) الذي يجعل بين اللفظ
ومدلوله مناسبة طبيعية.
قال القرافي :عزاه ( اآلمدي ) ألرباب علم التكسير وهم أهل علم الرياض في الهندسة والمساحة
من فنون الحساب وهذا تفريع على مذهب من يعتقد أن الحروف مشتملة على ( الحرارة ) والبرودة
والرطوبة واليبوسة والخواص الغريبة وأنها صالحة لمداواة األمراض وأحداثها.
السادس :للقاضي أبي بكر الباقالني واإلمام فخر الدين في المحصول الوقف في الجميع إال في فساد
مذهب عباد.
قال القرافي في شرح المحصول :قال المازري فائدة الخالف في هذه المسألة يقع في جواز قلب
اللّغة أما ما يتعلق باألحكام الشرعية فقلبه محرم اتفاقا وما ال تعلق له بالشرع.
فإن قلنا :إن اللّغة توقيفية
( )1/242
( )1/243
( )1/244
( )1/245
( )1/246
( )1/247
( )1/248
( )1/249
( )1/250
( )1/251
( )1/253
( )1/255
( )1/256
( )1/257
( )1/258
( )1/259
صفحة رقم 260
قال ابن عرفة :بل على التحريم لقوله ) وعصى َء َاد ُم َربَّهُ فغوى ( والظلم الخروج عن الحد إما
الصغائر. بكفر أو ارتكاب أمور أدناها ّ
قوله تعالى ( :فَأ ََزلَّهُ َما الشيطان َع ْنهَا ...
َّروهُ بأمرين إما ( أوقعهما ) في الزلَّة واإلثم فالضمير َّ
اءا ،فأ ََزلهُ َما ،فس ُ
( أي فسكنا ،وأكال حيث َش َ
للجنة.
في ( عنها ) للجنة ،أو للشجرة فهو معنوي ،وإ ما حسي من الزوال فالضمير في ( عنها ) ّ
وقرأ حمزة ،فَأ ََزلَّهُ َما وهو نص في الزوال الحسي فتكون ( ّ
مرجحة ) ( إلرادته ) في القراءة
األولى.
قال ابن عطية :لما دخل إبليس آلدم سأله عن حاله فقال ( له ) :ما أحسن هذا لو أن خلدا ( كان )
فوجد به السبيل إلى إغوائه.
قال ابن عرفة :هذا إلهام ( للنطق ) بما وقع في الوجود حيث قال ابليس ) َه ْل أ َُدلُّ َك على َش َج َر ِة
الخلد ( كما قال
( )1/260
( )1/261
صفحة رقم 262
قيل له :إنما هذا اللزوم بعد تحريم الخمر وقد كانت حينئذ حالال فيعذر شاربها ؟ فقال :حفظ العقول
فالسكر حرام وإ نما يجوز فيها ما ال يسكر.
من الكليات الخمس التي اتفقت nجميع الملل عليها ّ
قوله تعالى َ ( :و ُقْلَنا اهبطوا ...
(.
األنسب أن يكون الخطاب بواسطة وهو األغلب فيمن يواقع األمر المرجوح.
ض ُك ْم ِلَب ْع ٍ
ض َع ُد ٌّو ... قوله تعالى َ ( :ب ْع ُ
( ابن عطية :هو في موضع الحال فألزمه أبو حيان أن تكون العداوة مأمورا بها ألن الحال داخله
في األمر.
وأجاب ابن عرفة :بأن ذلك حيث يكون الحال غير ( واقعة ) حين الخطاب باألمر ( إال ) إذا كانت
واقعة فاألمر بها تحصيل الحاصل كقولك :وزيد ( ضاحك ).
أكرم زيدا ض ِ
احكا. َ
والعداوة حينئذ بين آدم وإ بليس موجودة.
أو تقول :إنها مأمور بها وال يلزم عليه شيء لكن هذا إن كان إبليس داخال في األمر .
( )1/262
( )1/263
( )1/264
( )1/265
( )1/266
( )1/268
( )1/270
( )1/271
( )1/272
( )1/273
( )1/274
( )1/275
( )1/277
( )1/278
صفحة رقم 279
اؤَنا ِع َ
ند اهلل ( فقد ادعوا الدعوى لقولهم ) :هؤالء ُشفَ َع ُ
وأجاب ابن عرفة :بأنهم قابلون لها باعتبار ّ
أن لهم شفعاء.
ال ِف ْر َع ْو َن ...
َّيَنا ُكم ِّم ْن ء ِ
َ قوله تعالى َ ( :وإِ ْذ َنج ْ
(.
قال ابن عرفة :معطوف على ( ا ْذ ُك ُروا ) ( عطف الجملة ) أو على ( نِ ْع َمتِ َي ) ( فالعامل ) فيه
( ا ْذ ُك ُروا ) ( المتقدم ) على الفعل في المفعول nبه ،أو عطف على ( َعلَْي ُك ْم ) ( فالعامل ) فيه
( أنعمت ) ( عمل ) الفعل في الظرف.
قلت :وهذا ( باطل ) ألن ( أنعمت ) في صلة الموصول nفكذلك معمولها وما عطف عليه وقد
ون ُك ْم
وم َ
( فصل ) بينهما بأجنبي وهو ) واتقوا يوما ال تجزي نفس عن نفس شيئا ( قوله تعالى َ ( :ي ُس ُ
سواء العذاب ...
(.
السوم مفرد في اللّفظ مر ّكب في المعنى ألنه طلب ( البغي ) على الغير فمعناه مركب
قال الطيبي ّ :
من الطلب ( واإلضرار ) بالغير .
( )1/279
( )1/280
صفحة رقم 281
عليه فال شيء على الدال وإ ن أمر بقتله فعليه جزاء واحد وإ ن كان المأمور عبدا وإ الّ فال.
هذا هو المشهور.
ونقل ابن يونس عن أشهب في كتاب ابن المواز :أنه إن دل محرما على صيد فقتله فعلى كل واحد
منهما جزاء وإ ن دل حالال فال شيء على الدال.
وقال التونسي :الصواب بأن الجزاء لئال يبقى الصيد بال جزاء ألنه إذا وجب ( الجزاء ) حيث يكون
المدلول محرما فأحرى إذا كان حالال وهو عكس /المشهور.
وذكر ابن بشير األول والثالث وزاد إن دل حالال وجبت عليه ( الدية ) إذ ال يمكن إسقاطها.
وإ ن دل حراما لم تجب الستقالل المدلول بها فجاءت أربعة أقوال.
وإ ن أمسك الصيد لرجل فقتله قال في المدونة :إن كان القاتل حالال ّأداه الماسك وإ ن كان حراما
( ّأداه ) القاتل .
( )1/281
( )1/282
صفحة رقم 283
فإما أن يكون الثاني هو األول فيهما ،أو مغايرا ( له فيهما ) ألن العطف يقتضي ( المغايرة ،وعدم
العطف ) يقتضي الموافقة فكيف الجمع بينهما ؟ قلت :وتقدم لنا الجواب في الختمة الثانية في سورة
المنة في ) آية البقرة ( وقعت من اهلل تعالى
إبراهيم حيث قال ابن عرفة ( :وعادتهم ) يجيبون بأن ( ّ
َّيَنا ُك ْم ) فأسند الفعل إلى نفسه ( والملك ) ( لكل ) األشياء ( عنده ) حقير فلذلك أتى بالجملة
) ( َنج ْ
( يذبحون ) مفسرة لألول غير معطوفة فكأنها شيء واحد إذ ال يستعظم األشياء إال العاجز فاأللف
دينار ال قدر لها عند الغني وهي عند الفقير ( مال جليل ).
ال موسى ِلقَ ْو ِم ِه
وأما سورة إبراهيم فاالمتنان فيها من موسى عليه السالم ألن أول اآلية ( ) َوإِ ْذ قَ َ
اذكروا نِ ْع َمةَ اهلل َعلَْي ُك ْم ( فهي حكاية صدرت من موسى لقومه ) ،فناسب المبالغة بالعطف ( فيها )
المقتضي ( للتعدد ) والمغايرة لتكثر أسباب االمتنان .
( )1/283
( )1/284
صفحة رقم 285
النساء ألن القصد
فذكر في البقرة سوء العذاب مجمال ( ،ثم ) البينة ( بذبح ) الذكور وإ حياء ّ
ون ُك ْم ( سواء
وم َ ِ
اإلطناب بدليل زياده ) َوإِ ْذ فََر ْقَنا ب ُك ُم البحر ( وأشار في السورة األخرى بقوله َ ) :ي ُس ُ
العذاب ( ) إلى جملة ما ( امتحنوا ) به من فرعون وقومه من استخدامهم وإ ذاللهم باألعمال الشاقة
وذبح الذكور واستحياء النساء ثم جرد منها ( أعظمها ) امتحانا ،فعطفه ألنه مغاير لما قبله فقال :
ان
ون ) إشعارا ( بشدة ) األمر فيه ،وهو مما أجمل فيه ،كما ورد في قوله تعالى َ ( :من َك َ ِّح َ
( َوُي َذب ُ
َع ُد ّواً لِّلَّ ِه ومالئكته َو ُر ُسِل ِه َو ِج ْب ِر َ
يل َو ِمي َك َ
ال ( خصصهما بالذكر إعالما بمكانهما.
َنج ْيَنا ) ( فالجواب :بأنَّيَنا ) وفي األعراف ( ) أ َ
قال ابن عرفة :فإن قلت :لم قال هنا َ ( :نج ْ
القصد هنا كثرة تعداد وجوه اإلنعام ( فيه ) ( فبدأ ) ب ) ياأيها الناس ( اعبدوا ) َرَّب ُك ُم ( إلى آخرها
( )1/285
( )1/286
( )1/287
ليلة ( و ) ِو َ
صال صيامها كلها ليال ونهارا سببا في مناجاته إياه بعدها بما طلب من التوراة والصحف
واأللواح.
قوله تعالى ( :ثَُّم اتخذتم العجل ِمن َب ْع ِد ِه ...
( منع أبو حيان عود الضمير إلى الوعد للتناقض ،ألن ( ثَُّم ) للتراخي و ( ِمن ) في ( ِمن َب ْع ِد ِه )
( تقتضي ) ابتداء الغاية فهي ألول أزمنة البعدية.
وأجاب ابن عرفة :بأن األولية مقولة بالتشكيك ،أال تراهم يؤرخون بأوائل الشهر في العشرة
( األول ) كلّها.
( قيل له ) :ابتداء الغاية ما ( يصدق ) إال على أول جزء.
ون ( أي ال شبهة لكم في اتخاذه ،بل ذلك محض ظلم منكم وتعنت. قوله تعالى ( :وأَنتُم َ ِ
ظال ُم َ َ ْ
ون (. َّ
قوله تعالى ( :لَ َعل ُك ْم تَ ْش ُك ُر َ
قال ابن عطية :الترجي مصروف للمخاطب أي ( َعفَ ْوَنا )
( )1/288
صفحة رقم 289
( عنكم ) لتكونوا بحيث ( يترجى ) المخاطب ( بها ) شكركم عليه.
وفسره الزمخشري على مذهبه باإلرادة.
ال موسى ِلقَ ْو ِم ِه َياقَ ْوِم ِإَّن ُك ْم َ
ظلَ ْمتُ ْم أَنفُ َس ُكم ... قوله تعالى َ ( :وإِ ْذ قَ َ
لتقيده ( باتخاذ ) العجل. ( الظلم هنا المراد به الكفر ّ
يم َانهُم بِظُْلٍم ( ِ ِ
امُنوْا َولَ ْم يلبسوا إ َ
يم ( وقال ج ّل ذكره ) :الذين َء َ قال اهلل تعالى ِ ) :إ َّن الشرك لَظُْل ٌم َعظ ٌ
هو مطلق فلذلك أشكل على الصحابة هم َ ،وقَالوا :أيَُّنا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ قال ابن عرفة :وقدم
المجرور هنا على المفعول ، nواألصل تأخيره عنه ،وال ( يقدم ) إال لنكتة ( تتوخى ) والحكمة في
ذلك أن النداء إقبال على المنادى ،وتخصيص له فلو قيل ( :وإ ذ ) قال موسى :يا قوم إنكم ظلمتم
أنفسكم لقومه.
لما كان
( )1/289
( )1/290
( )1/291
( )1/292
( )1/293
( )1/294
صفحة رقم 295
قوله تعالى ( :وادخلوا الباب ُس َّجداً ...
( أعيد لفظ ( ْاد ُخلُوا ) ( ألجل وصفهم ) سجدا فليس بتكرار ،والمراد بالسجود الركوع لتعذر
الدخول حالة السجود أو يكون حاال مقدرة ،فيكون الدخول سابقا على السجود.
واحتج ابن التلمساني على أن الواو ال تفيد ترتيبا بكون المقدم هنا مؤخرا في سورة األعراف ،فلو
كانت الواو للترتيب للزم عليه :إما التنافي بين اآليتين ،أو المجاز في أحدهما ،وأجاب بأنه قصد
الزبير ) بأنه
تكليفهم ( ( بأن يقولوا :حطة ( حال كونهم ) قبل السجود وبعده ،وأجاب أبو جعفر ( ّ
قصد تكليفهم ) ) بالجمع بين السجود والقول nفي حالة واحدة ألن كال األمرين حصل له وصف
( االهتمام ) بالتقديم.
قوله تعالى َّ ( :ن ْغِف ْر لَ ُك ْم َخ َ
ط َايا ُك ْم ...
الرازي :يحتج بها على المعتزلة في قولهم :إن قبول التوبة واجب عقال ألجل ما ( قال الفخر ّ
اشتملت عليه من أوصاف االمتنان بتعداد
( )1/295
( )1/296
صفحة رقم 297
فيها ب ( قيل لهم ) عن ( ُقْلَنا ) التي في هذه ،وأخبر بما بعد الدخول وهو السكنى ( اللتزامها ) ّإياه
وان ( كانا ) قصتين فتلك بعد هذه.
وأجاب أبو جعفر ( الزبير ) بأنهم أمروا أوال بالوسيلة وهو الدخول ،ثم أمروا ( بالمقصد ) وهو
السكنى.
قال الشيخ أبو جعفر :وعطف هنا بالفاء ألن األكل من الموضع ( ال يكون ) إال بعد الدخول عليه
ألن السكنى قد تقارن األكل ،وقد يتأخر عنه ،وقد يتقدم ( عليه )
وعطف في األعراف ( بالواو ) ّ
قال ابن عبد السالم :أو هما قصتان أو يقال :لما فيهم التعقيب من األول لم يحتج إلى إعادته في
ث ِشْئتُ ْم َر َغداً (.
الثانية وقال هنا َ ) :ح ْي ُ
وأسقط في األعراف ( رغدا ) ألن السكنى يفهم منها المالزمة والدوام وعطفها على األمر باألكل
من حيث شاء ،وأشعر بدوام األكل من غير مانع ( فتحصل ) فيه معنى الرغد ( فأغنى ) عن ذكره
هناك وقال هنا ) َّن ْغِف ْر لَ ُك ْم َخ َ
ط َايا ُك ْم ( ،
( )1/297
( )1/298
صفحة رقم 299
قال ابن عرفة :يكون القول بذاته مصروفا ( لنقيض ) ال ّشيء ،فينصرف إلى ذلك الشيء باعتبار
ظلَ ُموْا ) ولم يقل :فََب َّد َل الظالمون ،ألن تعليق الذم على الوصف
ين َ َِّ
وعّبر ب ( الذ َ
حال المخاطب َ ،
ذمهم على ) تبديل القول يستلزم ( ذمهم )
األعم يستلزم الذم على األخص من باب أحرى ( ،وكذلك ّ
على تبديل الكالم ( من باب أحرى ) ألنه إذا ( بدل ) أحد قرار المركب انتفى عنه التركيب.
فإن قلت :هؤالء إنما بدلوا غير القول الذي قيل لهم ،ومن بدل غير ( ما ) قيل له يذم ،وإ ّنما يذم
من بدل ال ما قيل له ( بغيره ) ؟ فالجواب بوجوه :إما بأن في اآلية حذفا ،أي فبدل الذين ظلموا
فقالوا قوال غير الذي قيل لهم ،ويكون ذلك تفسيرا للتبديل كيف هو ،وإ ما بأن ( يشوب ) ( بدل )
معنى أتى أي فأتى الذين ظلموا قوال غير الذي قيل لهم ،وإ ما بأن يكون ( بدل ) ( تعدى ) إلى الثاني
على إسقاط حرف الجر أي فبدل الذين ظلموا قوال بغير الذي قيل لهم.
وذكر أبو حيان أن البدل قد يتعدى إلى المبدل وهو المعطي بنفسه وإ لى ( المبدل به ) وهو المأخوذ
بواسطة حرف الجر وأنشد عليه :
( )1/299
( )1/300
صفحة رقم 301
ظلَ ُموْا ( ( التختص ) العقوبة بالظالمين ،ولو قال :عليهم الحتمل العموم وهو غير َعلَى الذين َ
مقصود.
ون ( وأجاب بأنه قال :فإن قلت لم قال هنا ) :بِما َك ُانوْا ي ْفسقُون ( وفي األعراف ) بِما َك ُانوْا ي ِْ
ظل ُم َ َ َ َ ُ َ َ
في البقرة وصفهم أوال بالوصف األعم الصادق على أدنى المعاصي وأعالها وهو الظلم ثم باألخص
ون ( ثم قال هنا ِ ) :ر ْجزاً ِّم َن السمآء بِ َما ونا ولكن كانوا أَنفُسهم ي ِْ
ظل ُم َ َ ُْ َ ظلَ ُم َ
وهو الفسق فقال َ ) :و َما َ
ون ( ثم بالفسق فقال ) : َك ُانوْا ي ْفسقُون ( وفي األعراف وصفهم بالظلم في قوله ) :بِما َك ُانوْا ي ِْ
ظل ُم َ َ َ َ ُ َ
ون ( قوله تعالى َ ( :وإِ ِذ ِ
ت َحاض َرةَ البحر ( إلى قوله ) بِ َما َك ُانوْا َي ْف ُسقُ َ َو ْسَئْلهُ ْم َع ِن القرية التي َك َان ْ
ِ ِ
اك الحجر ... ص َ استسقى موسى لقَ ْو ِمه فَ ُقْلَنا اضرب ب َ
ِّع َ
( أخذ منه اإلمام المازري جواز استسقاء المخصب للمجدب ألن موسى لم ينله من االحتياج وقد
استسقى لهم.
ورده ابن عرفة بأنه نبي مرسل إليهم وهو معهم فليس مثل هذا .
( )1/301
( )1/302
صفحة رقم 303
ٍ
ماض وعبر عنه بالمستقبل ألجل ( التصديق ) فهو قال ابن عرفة :وقد يقال إن يكذبوك ( فعل )
حكاية مستقبل مضى ،أي كان مستقبال فصار ماضيا ،وال سيما أنهم حين نزول اآلية كان التكذيب
قد وقع منهم ألنها ليست من أول ما نزل وكذلك قوله تعالى ِ ( :إن َي ْم َس ْس ُك ْم قَ ْر ٌح فَقَ ْد َم َّس القوم قَ ْر ٌح
ِّمثْلُهُ ( قالوا :أنزلت في غزوة بدر ،وقد كان ذلك واقعا قبلها.
ويمكن أن يكون معنى ( تلك ) اآلية وأن يدوموا على تكذيبك وال يزال الشرط مستقبال ،وقول
الصفاقسي َّ :
أن ( اضرب ) مضمن معنى الشرط.
قال الزمخشري :جعل الفاء جواب الشرط ( مقدر ) ألنها جواب شرط مفهوم من األمر فلم يتوارد
على محل واحد.
اح ٍد ...
طع ٍام و ِ قوله تعالى ( :وإِ ْذ ُقْلتُم ياموسى لَن َّن ْ ِ
صب َر على َ َ َ ْ َ
( اإلقبال بالخطاب تأكيد لما تضمنه الكالم من المدح واإلكرام أو الذم والتوبيخ.
( قوله ).
صبَِر ) ) لَن َّنصبِر على َ ٍ ِ ٍ
ط َعام َواحد ( ( أنظر ما فيه ) من الجفاء والغلظة والجهل لقولهم ( :لَن َّن ْ ْ َ
َّك ) ولم يقولوا ( َربََّنا ) وجعلوه واحدا إما
ولقولهم ( َرب َ
( )1/303
( )1/304
( )1/305
( )1/306
( )1/307
( )1/308
( )1/309
( )1/310
( )1/311
صفحة رقم 312
ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َي ْح َزُن َ
ون ( . قوله تعالى َ ( :والَ َخ ْو ٌ
عبر عن الخوف باالسم ،وعن الحزن بالفعل ،ألن الخوف يتعلق بالمستقبل ،والحزن بالماضي ،
وتذكر اإلنسان لألمر المستقبل وتألمه منه وخوفه أشد من تألمه من الماضي يعرض له التناسي إذا
يشتد ( الخوف ) منه متى قرب أمره ،ويتزايد أمره ويتأكد ثبوته في النفس ،
بعد أمره ،والمستقبل ّ
ففي كل واحد منهما على ما هو عليه.
ألنه ( يتجدد زيادة ) ؟ قلنا :التجديد تأكيد لثبوت الخوف ( في النفس ) ، فإن قلت :هال كان بالفعل ّ
وليس هو ( أمرا ) مغايرا لألول.
َخ ْذَنا ِميثَاقَ ُك ْم ...
قوله تعالى َ ( :وإِ ْذ أ َ
( قال ابن عرفة :الواو إما عاطفة ،والعامل فيه ( ا ْذ ُك ُروا ) المتقدم أو استئناف ( والعامل فيه
( اذكروا ) ) مقدر.
( والَّذي قرره المفسرون ) عند قول اهلل ّ ُ ) :خ ُذوْا َمآ َءاتَْيَنا ُكم بِقَُّو ٍة (.
اآلية.
وقدر الفخر ابن الخطيب وجه مناسبتها لما قبلها ( بأنها ) نعمة .
( )1/312
( )1/314
( )1/315
أحد ؟ فقال ابن عرفة :يفهم هذا كما ي ْفهم في قوله تعالى ( :والذين كفروا أ َْوِلَي ُ
آؤ ُه ُم الطاغوت
ونهُم ِّم َن النور ِإلَى الظلمات ( ألنه لم يحصل لهم النور فقط ،لكن لما كانت أدلته واآلثار التي
ُي ْخ ِر ُج َ
هي سبب فيه سهلة ُمتيسرة ( قريبة ) لفهمهم ال مشقة عليهم ( فيها ) فصاروا كأنهم حصل لهم
ردة وخروج من النور
اإليمان بالفعل لحصول ( أثره ) أي شرائطه وأسبابه ( ،فعدم ) إيمانهم كأنه ّ
إلى الظلمات.
ض ُل اهلل َعلَْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ ...
قوله تعالى َ ( :فلَ ْوالَ فَ ْ
(.
قال ابن عرفة :هذا ليس بتكرار ،بل فضل اهلل راجع إلى قبول التّوبة ( ،ورحمته ) راجعة إلى
أن فضل اهلل
نفس التوبة ،أو ّ
( )1/316
( )1/317
( )1/318
( )1/320
( )1/321
( )1/322
( )1/323
( )1/324
( )1/325
( )1/326
( )1/327
( )1/328
( )1/329
( )1/330
( )1/331
( )1/332
( )1/333
( )1/334
صفحة رقم 335
عين لنا ذلك
يتعنتوا ) في هذا ولو مكن اهلل إبليس منهم لقالوا ( لموسى ) ّ :
قال ابن عرفة :لم ( ّ
البعض ما هو ؟ وانظر قضية عمر ابن عبد العزيز مع األمير.
لما أمروا بذبح بقرة مطلقة انتصبوا للسؤال :على أى بقرة هي
وأورد ( ابن عرفة هنا سؤاال قائال ّ :
،واألمر دائر بين أن يكون هذا منهم تعنتا أو استرشادا فإذا تقرر هذا فألي شيء لم يسألوا هنا ما هو
البعض الذي يضربون به ميتهم فيحيِ َي ؟ وأجيب :بأن تفاوت أفراد الجنس والصنف ثابت بخالف
أجزاء الك ّل من حيث هو كل.
وأجيب أيضا بأنهم قادرون على أن يضربوا بكل بعض من أبعاض تلك البقرة حتى يوافقوا البعض
المراد بخالف اآلخر فإنهم غير قادرين على ذبح جميع البقر كلها.
قلت :وهذا قريب من األول.
قوله تعالى َ ( :ك َذِل َك ُي ْح ِي اهلل الموتى ...
(.
أفرد الخطاب والمخاطبون جماعة :إما لقلة من يتأثر بهذه اآلية ( منهم ) ،ثم جمعهم في قوله
( َوُي ِري ُك ْم ) اعتبارا ( بظاهر ) األمر ،وإ ما ألن المخاطب واحد بالنوع.
واستقرأ الفخر الرازي من اآلية
( )1/335
( )1/337
( )1/338
( )1/339
صفحة رقم 340
قال ابن عرفة :ليست مثلها ألن تلك شرطية ،والشرط قد يتركب من المحال بخالف هذه.
قال :وقوله ِ ) :م ْن َخ ْشَي ِة اهلل ( هو قيد في الجميع ،ألن تفجر األنهار أيضا من خشية اهلل.
ون أَن ُي ْؤ ِمُنوْا لَ ُك ْم ...
ط َم ُع َ
قوله تعالى ( :أَفَتَ ْ
النبي والمؤمنين ( ،أو على اإلنكار فيتناول المؤمنين
( استفهام على ( سبيل ) االستغراب فيتناول ّ
فقط ).
ونهُ ...
ون َكالَ َم اهلل ثَُّم ُي َح ِّرفُ َ
قوله تعالى َ ( :ي ْس َم ُع َ
(.
( ابن عطية :قال ابن إسحاق :وهم السبعون الّذين سمعوا كالم اهلل مع موسى ،ثم بدلوه.
ابن عطية ) :وهذا ضعيف وخطأ ألن فيها ( إذهابا ) لفضيلة موسى في اختصاصه ( بالتّكليم ).
قال ابن عرفة :بل هو مقرر للفضيلة ألنهم ( إنما ) سمعوا كالم اهلل بحضرته من أجله وعلى سبيل
التّبعية له.
وغيروا ،فالسماع
وقيل :المراد سماعهم تالوة التوراة والصحف من موسى ،وكونهم بدلوا فيها ّ
األول حقيقة وهذا شبه مجاز في المسموع ال في
( )1/340
( )1/342
( )1/344
( )1/345
( )1/346
( )1/347
( )1/348
( )1/350
( )1/351
( )1/352
( )1/353
( )1/354
( )1/355
( )1/357
( )1/358
( )1/359
( )1/360
( )1/361
( )1/362
( )1/363
صفحة رقم 364
جدلي برهاني للخواص ،ودليل للعوام ،فبين لهم أوال أنه ّادعى أمرا ممكنا ،
( واستد ّل عليه لهم بدليل برهاني ) خاص بالخواص ،ثم استد ّل لهم اآلن بالدليل الّذي يفهمه العوام ،
وهو ّأنه ّإنما ( ّادعى ) أمرا تكرر أمثاله قبله فلم يأتكم بأمر غريب فهو ممكن عقال ،
( واقع ) أمثاله بالمشاهدة ،فحقكم أن تنظروا في معجزته فتؤمنوا به.
أن ( القبلية ) تفيد معنى البعدية ؟ قلت :إلفائدة أول أزمنة البعدية ِِ ِ
فإن قلت :ما أفاد ( من َب ْعده ) مع ّ
أن موسى عليه السالم من حين أرسله لم تزل شريعته باقية معموال بها حتى أرسل رسوال إشارة إلى ّ
آخرا فكان مقرر لها كيوشع بن نون أو ناسخا كعيسى.
وعين موسى وعيسى دون غيرهما إما ألن المخاطبين بهذه اآلية اليهود والنصارى ،أو ألن المتبعين
لشريعة موسى وعيسى باقون قيام الساعة ،ولم يبق أحد ( ممن ) تشرع بشريعة غيرهما من
األنبياء.
خصص عيسى بذكر ( اآليات ) البينات ؟ قلنا لوجهين :إما ألنه َب ّشر بنبينا سيدنا ِ
فإن قلت :لم ّ
ول َيأْتِي ِمن َب ْع ِدي اسمه
محمد حيث قال ) :ومَب ِّشراً بِرس ٍ
َ ُ َُ
( )1/364
( )1/365
صفحة رقم 366
كانوا يحبون أن يقتلوا النبي ،وقد أهدت له يهودية في ( خيبر ) شاة مصلية وسمت فيها الذراع ،
ألنه كان يحبه ،وأخبره الذراع بالسم بعد أن الكه في فيه ،ثم ألقاه منه ،ثم قال في مرضه الذي
( انتقل فيه إلى الفردوس األعلى ) :ما زالت من األكلة التي أكلت بخيبر ( فهذا أوان انقطاع )
أبهري.
ولهذا يقال :إن النبي صلى اهلل عليه مات شهيدا.
ف ...
وبَنا ُغْل ٌ
قوله تعالى َ ( :وقَالُوْا ُقلُ ُ
( الظّاهر أنه بلسان المقال ال بلسان الحال ،واختلفو في تفسيرها ؟ فقال الزمخشري :أي خلقت
قلوبهم غير قابلة ( لإليمان ) بوجه.
ونقل ابن عطية عن ابن عباس ه :أن المعنى قلوبنا ذات غالف يمنعها من ( قبول ) اإليمان.
أن المانع لها غير ما قال
واألول أشد ،أو معناه ّأنها ممتنعة من القبول لذاتها وهذا يقتضي ّ
الزمخشري .
( )1/366
( )1/367
صفحة رقم 368
ألن ( ما ) ال تقع
الرسول ؟ قال ابن عرفة :واستشكلوه ّ
قال ابن عطية :المراد بقوله ( َّما َع َرفُوْا ) ّ
إال على ( ما ال يعقل ) ( أو على أنواع من يعقل ).
وصحة رسالته
ّ وأجيب بأنها واقعة على صفة من يعقل ال على ذاته ،أي ما عرفوا من نبوته وصفاته
كفروا به ،وكان بعضهم يأخذ من اآلية جواز االكتفاء في الشهادة واألحكام بالصفة دون تعريف.
وأجيب :بأنه احتفت به قرائن تقوم مقام التّعيين ،وهي المعجزات التي جاءهم بها.
ور َّد بأن المعجزات خارجة عن هذا وكافية وحدها ،وليست مذكورة في اآلية إنما المذكور فيها
ُ
معرفتهم له من حيث الصفة التي في كتابهم فقط من غير ضميمة إلى ذلك.
وفي كتاب اللقطة :وإ ذا وصل كتاب القاضي إلى قاض آخر ،وثبت عنه بشاهدين ،فإن كان الفعل
موافقا لما في كتاب القاضي من صفته ،وخاتم القاضي في عنقه لم يكلف الذي جاء به أن يقيم بينة
أن هذا ( الحكم ) هو الذي حكم به عليه.
ّ
قوله تعالى َ ( :فلَ ْعَنةُ اهلل َعلَى الكافرين ( قال ابن عرفة :وانظر هل هذا إنشاء أو إخبار لقول متقدم
؟ ثم قال :ال يبعد أن يكون إنشاء ،وتكون اللّعنة مقولة بالتشكيك والتفاوت / ، nألن هؤالء كفروا
وهم جاهلون ،إذا بنينا
( )1/368
( )1/370
( )1/371
( )1/372
( )1/373
( )1/375
( )1/376
( )1/377
( )1/378
( )1/379
( )1/380
( )1/381
( )1/382
( )1/383
( )1/384
( )1/385
( )1/386
صفحة رقم 387
قال ابن عرفة ؛ وكان تَعلم السحر في ( زمن ) هاروت وماروت ( جائزا ) ،وكانوا مأمورين بتعليم
الناس على جهة االبتالء من اهلل تعالى لخلقه ،فالطائع ال يتعلمه ،والعاصي ( يبادر ) إليه ويتعلمه
ّ
السم القاتل والحديد وغير ذلك مع أنه ال يجوز تناوله.
كما خلق اهلل ّ
يراد به نفس
فقوله على هذا ( :فال ) يكفر ،إما أن يراد به العمل أي تعلمه وال تعمل به فتكفر ،أو ُ
العلم أي نحن يجوز لنا تعليمه وغيرنا ال يجوز له أن يتعلمه منا فال نتعلمه فنكفر ،فهم مباح لهم
تعليمه للغير ،وذلك الغير ال يباح له أن يتعلمه منهم ،وكان التعليم حينئذ جائزا ثم نسخ فصار
حراما.
وقال الزمخشري :أي فال نتعلمه ( معتقدا ) أنه حق فنكفر.
ومنهم من قال :إن تعلمه جائز أو مطلوب ليفرق بينه وبين المعجزة والكرامة ،ولكن ذلك في تعلمه
على الجملة ال تعلمه مفصال ،وكالم الزمخشري هنا أنسب من كالم ابن عطية إال في كلمة واحدة.
ون ِم ْنهُ َما ) استشهد ابن التلمساني في كتاب القياس على أن الفاء تكون َّ
( وبقوله ) تعالى ( :فََيتَ َعل ُم َ
لالستئناف.
قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َعِل ُموْا لَ َم ِن اشتراه ...
( ابن عطية :الضمير عائد على بني إسرائيل .
( )1/387
( )1/388
( )1/389
صفحة رقم 390
قوله تعالى َّ ( :ما َي َو ُّد الذين َكفَ ُروْا ِم ْن أ ْ
َه ِل الكتاب ...
ودوا عدم نزول الخير ،لكن ذلك مستفاد من السياق فال يحتاج
( مع أن الثابت في نفس األمر أنهم ّ
إلى التنصيص عليه.
قوله تعالى ( :ما َننس ْخ ِمن ءاي ٍة أَو ُن ِ
نسهَا ... َ َ ْ ََ ْ
( تكلم ابن عطية هنا كالما حسنا من جملته أن قال :المنسوخ عند أيمتنا هو الحكم الثابت نفسه ال ما
ذهبت إليه المعتزلة من أنه مثل الحكم الثابت فيما يستقبل ،وقادهم إلى ذلك مذهبهم من أن األوامر
مرادة ،ثم قال :والتخصيص من العموم يوهم أنه نسخ وليس به ألن المخصص ال يتناوله العموم
فقط.
قال ابن عرفة :قالوا :وليس معناه أنه لم يكن ( مرادا لئال يلزم عليه كون األمر غير اإلرادة ،وإ نما
معناه أنه لم يكن ) متعلق الحكم ،ومنهم من قال :رفع الحكم إن كان قبل العمل به فهو تخصيص
وإ ن كان بعد العمل به فهو نسخ.
قال ابن عطية :وقد ينسخ األثقل باألخف كنسخ قتال الواحد للعشرة .
( )1/390
( )1/391
( )1/392
( )1/393
( )1/394
صفحة رقم 395
فإذا نسخ الحكم الشرعي المتضمن المصلحة إنما ينسخه حكم آخر يتضمن مفسدة فأخبر أن اهلل تعالى
قادر على أن يصير الحكم الشرعي المتضمن للمصلحة ،متضمنا لمفسدة باعتبار األزمان فيكون
الحكم في زمن متضمنا للمصلحة ثم يعود في زمن آخر متضمنا للمفسدة ( ،فحينئذ ) ينسخه اهلل
تعالى بحكم شرعي يتضمن مصلحة إما مثل األولى أو أرجح منها.
قال ابن عرفة :وجاء الترتيب في اآلية على أحسن وجه ،فبين أوال جواز تعلق القدرة بكل شيء ،
ك السماوات واألرض ( ثم بين ( بعده ) أن ذلك
ثم بين وقوع ذلك الجائز ب قوله تعالى ( :لَهُ ُمْل ُ
خاص ال يشاركه فيه غيره بوجه.
وقال ابن عرفة :والملك /عبارة عن أهلية التصرف العام في جميع األمور من المتملك ،فمالك
العبد ليس مالكا له حقيقة ألنه ليس له قتله وال أن يضربه الضرب المبرح ،فحقيقة الملك إنما هو هلل
تعالى.
صٍ
ير (. ون اهلل ِمن وِل ٍّي والَ َن ِقوله تعالى َ ( :و َما لَ ُكم ِّمن ُد ِ
َ َ
ظالٍَّم لِّْل َعبِ ِيد ( والجواب ( كالجواب ) انه على تقدير أن يوجد ولي أو
ُّك بِ َ
مثل قوله تعالى َ ( :و َما َرب َ
ناصر فال يوجد إال من هو في أنهى درجات الوالية والنصرة ،فنفي ذلك ( المعنى ) المتوهم المقدر
الوجود سواء.
ون أَن تَ ْسَئلُوْا َر ُسولَ ُك ْم ... قوله تعالى ( :أ َْم تُِر ُ
يد َ
(
( )1/395
( )1/396
( )1/397
صفحة رقم 398
قوله تعالى َ ( :و َما تُقَ ِّد ُموْا ألَنفُ ِس ُكم ِّم ْن َخْي ٍر تَ ِج ُدوهُ ِع َ
ند اهلل ...
( إن قلنا :إن المباح مأمور به فخير.
أفعل من ،ألن المراد بذلك كل ما فيه خير يفضل عن غيره فله فيه األجر وإ ن قلنا :إن المباح غير
مأمور به ،فافعل فعل ،ال فعل من.
قيل البن عرفة :وكذلك المباح إذا كان مأمورا به فهو خير ؟ فقال :وكذلك الحرام فيه خير باعتبار
الدنيا ،وإ ّنما المراد بالخير األخروي وهو الثواب ؛ وأما المباح فال ثواب فيه ؟
قوله تعالى َ ( :وقَالَ ِت اليهود لَْي َس ِت النصارى على َش ْي ٍء ...
( قال ابن عرفة :حكاية هذه المقالة إما على سبيل اإلبطال لها أو على سبيل التقرير لها والموافقة
عليها ( واألول باطل لئال يلزم أن يكون كل فريق منهم على شيء ،والثاني باطل لئال يلزم عليه ّأنها
) لو حكيت على سبيل أنها حق لم يصح ترتب الذم عليهم مع أن مساق االية يقتضي ذمهم على ذلك.
قال :وأجيب عنه :بأن اليهودية والنصرانية لهما اعتباران فهما من حيث أصلهما الذي نشآ عنه
وهو موسى وعيسى حق ومن ( حيث ) دعوى المنتمين إليهما ( والمتدينين بهما ) باطل ،فقولn
صارى َعلى َشيء ) إبطال ألصل ملّة النصرانية وليس هو ابطال لدعوى
الن َ
اليهود ( :ليست َ
ذم قائلها أي قولهم ذلك وإ بطالهم له
المنتمين إليها ،فحكيت هذه المقالة على معنى اإلبطال لها أو ّ
باطل ،بل هم على شيء باعتبار أصل الملة ال باعتبار الدعوى وهذا حق وهو على حذف الصفة أي
ليسوا على شيء ديني .
( )1/398
( )1/399
( )1/400
( )1/401
( )1/402
( )1/403
( )1/404
صفحة رقم 405
قال ابن عرفة :ف ( ِبديعُ ) صفة ( السماوات ).
قال :أو من إضافة اسم الفاعل.
قال ابن عرفة َ ( :ب ِديعُ ) صفة اهلل تعالى أي مبتدع السماوات.
وقال أبو حيان :الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدإ ،وقرئ بالنصب على المدح ،وبالجر على
البدل من الضمير في قوله ( له ) ،وهي صفة مشبهة باسم الفاعل ( والمجرور ) مشبه بالمفعول، n
وأصله :بديع سماواته ،ثم شبه الوصف فأضمر فيه ضمير عائد على اهلل ونصب سماواته على
التشبيه.
فانجر ِم ْن نصب.
َّ وقيل :بديع سماواته ثم أضيف
الصفة المشبهة إلى فاعلها واعترض بأن الصفة ال تكون مشبهة
وقال الزمخشري :هو من إضافة ّ
إال إذا نصبت أو أضيفت عن نصب ،أما إذا رفعت فليست مشبهة ألن عمل الرفع في الفاعل تستوي
فيه الصفات المتعدية وغيرها ،وأيضا بإضافة الصفة إلى ( فاعلها ) ال يجوز ألنه من إضافة الشيء
إلى نفسه ،وقد يتناول كالمه على أن معناه من إضافة الصفة المشبهة إلى ما كان فاعال لها قبل أن
تشبه.
انتهى.
قلنا قوله :واعترض بكذا ،نقل ابن عصفور في شرح الجمل عن األستاذ أبي الحسن علي بن جابر
الرماح أن اإلضافة :في مررت برجل حسن وجهه ،يمكن أن يكون من رفع ،وأنه حكى ذلك عن
أشياخه وحمل عليه كالم سيبويه واعترضه ابن عصفور فانظره .
( )1/405
( )1/406
( )1/407
( )1/408
( )1/410
( )1/411
( )1/412
( )1/413
( )1/414
صفحة رقم 415
صلًّى ... ِ ِ ِ ِ ِّ ِ
قوله تعالى َ ( :وإِ ْذ َج َعْلَنا البيت َمثَ َابةً ل َّلناس َوأ َْمناً واتخذوا من َّمقَام إ ْب َراه َ
يم ُم َ
( أي محل رجوع ،والرجوع ليس هو باعتبار الشخص الواحد المعين بل باعتبار األنواع ( فيحج )
واحد وال يرجع ،ويحج آخر.
ِ
األفاقي فإنه يطوف طواف القدوم ثم ويحتمل أن يراد بالشخص الواحد المعين لكن ال يتناول إال
يرجع إلى البيت فيطوف طواف اإلفاضة.
واتفقوا على أنه ليس المراد بالبيت حقيقة بل ما حولها فمن دخل المسجد الحرام فهو آمن.
ين والعاكفين والركع السجود (. ِ ِ َّ ِِ اهيم وإِ سم ِ
ِ ِ ِ
طهَِّرا َب ْيت َي للطائف َ
يل أَن َ
اع َ قوله تعالى َ ( :و َعه ْدَنآ إلى إ ْب َر َ َ ْ َ
ابن عطية :عن عطاء وغيره :الطائفون أهل الطواف ،وعن ابن جبير :الغرباء الطارئون على
مكة والعاكفون أهل البلد المقيمون.
وعن عطاء :المجاورون بمكة الذين عكفوا بها فأقاموا ال يبرحون.
وعن ابن عباس هما :المصلون وعن غيره المعتكفونn.
قال الزمخشري :المعتكفون الواقفون يعني القيام في الصالة .
( )1/415
( )1/416
( )1/417
( )1/418
( )1/419
صفحة رقم 420
( بوجه ) ،كذا كان بعض الشيوخ يقولn.
وآخره في سورة الجمعة. وقدم هنا وفي الحزب الذي يليه بعده ( ُي َعلِّ ُمهُ ُم ) ( ُي َز ِّكي ِه ْم ) ّ ،
كان الشيخ محمد بن عبد السالم يقول :إنه بحسب المجالس فحيث تقدم التعليم تكون تلك اآلية نزلت
َه ّم ،وحيث تقدم التزكية تكون اآلية
عليه بمحضر الخواص ومن هو أهل للتعليم ،فيكون التعليم أ َ
أهم.
نزلت عليه في موضع أكثره عوام ،فتكون التزكية في حقهم ّ
قوله تعالى ِ ( :إَّن َك أ َ
َنت العزيز الحكيم (.
( لَ ْم ) َي ُق ْل :الغفور الرحيم ألن العزيز هو الذي ينفذ مراده وال ينفّذ فيه مراد ( أحد ) والحكيم هو
ق بِهَا َوأ ْ
َهلَهَا ( قوله َح َّ
ث َي ْج َع ُل ِر َسالَتَهُ ( وقوله ) وكانوا أ ََعلَ ُم َح ْي ُ
الذي تضمنه قوله تعالى ( :اهلل أ ْ
يم ... َّ ِ ِ ِ
ب َعن ِّملة إ ْب َراه َ
تعالى َ ( :و َمن َي ْر َغ ُ
( االستفهام في معنى النفي ،أى ال يرغب إال السفهاء ،وهذا إن كان المراد عقائد التوحيد فالملل
كلّها متفقة على ذلك وخصص منها
( )1/420
( )1/421
صفحة رقم 422
ولم يقل :أم كنتم حضورا ،ألن لفظ الشهادة تفيد الضبط واإلحاطة بعلم الشيء.
فإن قلت :مفهوم اآلية أنهم لو حضروا لذلك لصح لهم االحتجاج به مع أنه حجة عليهم ألن يعقوب
إنما أوصى بنيه بعبادة اهلل سبحانه وتعالى وتوحيده ؟ فالجواب :أن المعنى :أم كنتم شهداء إذ قال
ذلك ،أم تقولون هذه المقالة وتدعون أنه أوصاهم ( بغير ذلك ).
قال ابن عرفة :ألن هذا االستدالل على سبيل التقسيم عليهم والتنزل معهم على عادة المستدل ،
النقلي فقيل لهم :أحضرتم لوصية يعقوب
السمعي ّ
فأبطل قولهم بالدليل العقلي ثم احتج عليهم بالدليل ّ
لبنيه ،وتزعمون أنها كانت موافقة ( لدعواكم ) ،أي ما لكم دليل عقلي وال نقلي.
ألن اآلية ( نزلت ) في معرض إقامة الحجة على
وتقديم يعقوب وهو مفعول على الموت لالهتمام ّ
الكفار وإ قامة الحجة إنما هي بإسناد األمر إلى يعقوب nال للموت.
قال ابن عطية :والمعنى إذا حضر يعقوب مقدمات الموت ،وإ ال فلو حضره الموت لما قال شيئا.
قال ابن عرفة :ال يحتاج إلى هذا إال لو قيل ِإ ْذ َن َز َل ( بيعقوب ) الموت.
وأما حضور الموت فهو أعم من ( نزولها ) و ( مقاربة ) نزولها
( )1/422
( )1/423
( )1/424
( )1/425
( )1/426
( )1/427
( )1/428
صفحة رقم 429
قال الزمخشري :واألسباط حفدة يعقوب nعليه السالم ( ذرارى ) أبنائه االثني عشر.
وقال ابن عطية ( :هم أوالد ) يعقوب nوهم روبيل وشمعون ويهودا وداني والوى nوكرد.
قلت :وتقدم لنا في الختمة التي قبل هذه قال بعض الطلبة البن عرفة :ما الحكمة في تخصيص أول
اآلية بلفظ اإلنزال و ( ثانيها ) باإليتاء ؟ فقال :لفظ اإلنزال صريح فيما أنزل من أعلى إلى أسفل ،
ولفظ اإليتاء محتمل ألن يكون من اليمين والشمال واألمام والعلو ،والنصارى ( مؤمنون ) بما أنزل
على عيسى ،واليهود ( مؤمنون ) بما أنزل على موسى ألنهم ال احتمال عندهم فيه وال شك ،ولما
كانوا شاكين في المنزل على محمد وعلى آل إبراهيم وما بعده وبعضهم يدعي أنهم ( تلقوه ) من
الكهان ،أتى فيه باللفظ الصريح الدال على نزوله من أعلى إلى أسفل ولهذا قال َ ) :و َمآ أُوتِ َي النبيون
ِمن َّرِّب ِه ْم ( لينفي هذا االحتمال ،فعورض بوجهين :
( )1/429
( )1/430
صفحة رقم 431
فإن فيها ( قُولُوا ) وهو خطاب له ولغيره.
بإتيانه من الجهة الشريفة المحبوبة بخالف هذه ّ
وأجاب ابن عرفة وبعض طلبته عن تخصيص أول اآلية باإلنزال وآخرها باإليتاء بأنه لما /كان
ظهور المعجزات الفعلية على يد موسى وعيسى أكثر ( وأشهر ) من ظهورها على يد إسحاق
ويعقوب وإ براهيم ألن موسى ضرب البحر فانفلق ،وألقى العصا فعادت ثعبانا ،وأخرج يده
فصارت بيضاء من غير سوء ( ،ورفع ) من على البئر الصخرة البنة شعيب ،ووضع ثوبه على
حجر ،ودخل النهر فمضى الحجر به فتبعه وهو يقول :ثوبي حجر.
يدَنا إبراهيم عليه
وعيسى كان يبرئ األكمه واألبرص ويحيى الموتى بإذن اهلل ،فناسب لفظ اإليتاء َس َ
السالم وأوالده فإن اشتهارهم بإنزال الوحي أكثر من اشتهارهم بالمعجزات.
امنتُم بِ ِه فَقَِد اهتدوا َّوإِ ن تَولَّ ْوْا فَِإَّن َما ُه ْم ِفي ِشقَا ٍ
ق ... ِِ ِ
امُنوْا بمثْل َمآ َء َ
ِ
قوله تعالى ( :فَإ ْن َء َ
َ
( قال ابن عرفة :الباء :إما للسبب والمراد أسباب إيمانكم وهي البراهين والمعجزات ،أو للتعدية (
امُن ُوْا ) بسبب مثل ِ
به ) والمراد متعلق اإليمان وهو اإلاله ؛ فإن كان للسبب فواضح أي ( فَإ ْن َء َ
األسباب التي أرشدتكم أنتم إلى اإليمان فقد اهتدوا ،وإ ن أريد متعلق اإليمان فمشكل .
( )1/431
( )1/433
( )1/434
( )1/435
( )1/436
()/
( )2/447
( )2/448
( )2/449
( )2/450
صفحة رقم 451
أى ليس استقبالهما لذاتهما فيسأل عن سبب التخلف عنه وإ نما ذلك حكم شرعي ال اختيار له فيه بوجه
،وفيه دليل على أن لحكم الشرعي إذا لم تظهر لنا علته فاألص ُل فيه التعبد.
قوله تعالى َ ( :و َك َذِل َك َج َعْلَنا ُك ْم أ َّ
ُمةً َو َسطاً ...
( أي ومثل هدايتنا من ( نشاء ) إلى صراط مستقيم ( هديناكم ) إلى اإليمان بمحمد.
قال ابن عطية :عن بعضهم ؛ خير األمور أوسطها أي خيارها.
قيل البن عرفة :ال فائدة في هذا الخير وكأنه قيل :خير األمور خيارها ؟ فقال :فائدته الحصر
( ولو قال ) :الخير في الوسط ،لم يفد الحصر.
قال ابن عرفة :إنما قال َ ) :علَْي ُك ْم َش ِهيداً ( ولم يقل :لكم شهيدا ،ألن شاهد اإلنسان مستعمل عليه
إذ ال يتم له غرض إال بشهادته.
قال الزمخشري :ألن الشهيد كالرقيب المهيمن على المشهود ( له ) .
( )2/451
( )2/452
صفحة رقم 453
أي ليضيع أعمالكم.
وقيل :إنها حجة على المعتزلة في أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار ،إال أن يجيبوا بأن إيمانه يذهب
بالموازنة.
يم (. قوله تعالى ِ ( :إ َّن اهلل بالناس لَرء ٌ ِ
وف َّرح ٌ َ ُ
أن الكافر منعم عليه لعموم الناس ،وفيه خالف ،وأجيب بأنه منعم عليه في الدنيا فقط.
دليل على ّ
قال ابن الخطيب في شرح األسماء الحسنى :إنما قدم الرؤوف على الرحيم ألن الرحمة في الشاهد
إنما ( تحصل ) لمعنى وفي /المرحوم من حاجة ( و ) ضعف ،والرأفة تطلق عند حصول الرحمة
لمعنى في الفاعل من شفقة منه على المرحوم فمنشأ ( الرأفة كمال في إيصال اإلحسان ومنشأ )
الرحمة كمال حال المرحوم في االحتياج إلى اإلحسان ،وتأثير حال الفاعل في إيجاد الفعل أقوى من
احتياج المفعول nإليه.
ب َو ْج ِه َك ِفي السمآء ... ُّ
قوله تعالى ( :قَ ْد نرى تََقل َ
( قال الزمخشري :قد نرى بما نرى ،ومعناه كثرة الرؤية كقوله :قد أترك القرن مصفرا أنامله
( كأن أثوابه مجت بفرصاد ) .
( )2/453
( )2/454
( )2/456
( )2/457
( )2/458
( )2/459
( )2/461
( )2/462
( )2/463
( )2/464
( )2/465
( )2/466
صفحة رقم 467
عن أن يكون ساحرا أو مجنونا ،فيقال إليهم :لم نرسل إليكم أحدا تجهلونه بل أرسلنا واحدا منكم نشأ
بين أظهركم وعرفتم براءته من كل ( آفة تنسب ) إليه.
قوله تعالى َ ( :وُي َز ِّكي ُك ْم َوُي َعلِّ ُم ُك ُم الكتاب والحكمة (.
( قال بعضهم ) :حيث يقدم التزكية يكون معظم المخاطبين عواما مقلدين ليسوا أهال ( لتعلم )
الحكمة والكتاب فتكون التزكية أهم ،وحيث يقدم التعليم يكون المخاطبون خواص فيكون األهم
التعليم مع أن ِكالَ األمرين مطلوب.
والكتاب هو الكالم المعجز ،والحكمة القول غير المعجزة.
ون (. قوله تعالى َ ( :وُي َعلِّ ُم ُكم َّما لَ ْم تَ ُك ُ
ونوْا تَ ْعلَ ُم َ
قيل :إن هذا تكرار ،ففصل في أولها ثم ( أجمل ) ب ) ما لم تكونوا تعلمون ( شمل الكتاب
والحكمة.
إن العلم قسمان :علم يكون ( اإلنسان ) بحيث لو ( شحذ ) ( قريحته ) وفكر فيه
ومنهم من قال ّ :
ألدركه من تلقاء نفسه بعقله ( وفطرته ) ،وعلم اليمكن لإلنسان التوصل إليه من ذاته وال يقبل أن
يتعلمه وحده بعقله بوجه.
ون ( أي ما لم تكونوا قابلين لمعرفته بعقولكم. وهذا هو المراد بقوله ) َوُي َعلِّ ُم ُكم َّما لَ ْم تَ ُك ُ
ونوْا تَ ْعلَ ُم َ
قوله تعالى ( :فاذكرونيا أَ ْذ ُك ْر ُك ْم ...
(.
( )2/467
( )2/468
( )2/469
( )2/470
( )2/471
صفحة رقم 472
ابن عرفة :الصواب العكس ألن التذكية إنما تأتي بالصلب ال باللين.
ابن عطية :ومنه قول ( األمين أخرجني ) فإن قتلني بمروة قتلته بمروة.
ابن عرفة :األمين والمأمون ولدا هارون الرشيد وكان األمين أراد أن ( يغدر ) أخاه المأمون فقال
هذه المقالة.
الجوهري :الصفا والمروة علمان للجبلين كالصمان والمقطم.
الصمان جبل قرب ( الرملة ) بالشام والمقطم جبل بمصر.
الجوهري ّ :
أبو حيان :فاأللف والالّم فيهما زائدة كزيادتهما في االسم العلم ،وقيل للغلبة كالنجم والثريا.
بأن التي للغلبة يمتنع اسقاطها فال تقول :صفا ومروة ،وتريد هذين
ابن عرفة :فرق بينهما ّ
الموضعين والزائدة يصح أسقاطها.
ابن عطية :والشعائر جمع شعيرة وهي العالمة أي من أعالم ( مناسكه ) ومتعبداته ،أى من معالمه
ومواضع عبادته .
( )2/472
( )2/473
( )2/474
( )2/475
صفحة رقم 476
ابن عطية :والمراد ب ) الذين ( أحبار اليهود ورهبان النصارى الذين يكتمون أمر محمد ويتناول
من علم علماً من دين اهلل محتاجا إلى بثه وكتمه.
قال ( :من سئل عن علم فكتمه ألجمه اهلل بلجام من نار ) وهذا إذا لم يخف ضررا في بثه.
قال ابن عرفة :وال يحل للعالم أن يذكر للظالم تأويال أو رخصة يتمادى منها إلى مفسدة كمن يذكر
للظالم ما قال الغزالي في اإلحياء من أن يبث المال إذا ضعف و اضطر السلطان إلى ما يجهز به
الجيش ويدفع ( به ) الضرر عن المسلمين فال بأس أن يوظّف على الناس العشر أو غيره إلقامة
الجيش وسد الخلة.
قال ابن عرفة :وذكر هذا مما يحدث ضررا ( فادحا ) في اإلسالم.
قال ابن عرفة :والبينات إما األدلة ،والهدى نتائجها ،أو العكس.
ويحتمل أن يكون البينات هو األدلة الشرعية السمعية والهدى الدليل العقلي أو العكس.
ون ( بلفظ المستقبل ولم
قال ابن عرفة :وقع هذا الوعيد في هذه اآلية مشوبا بالرجاء لقوله ) :تَ ْكتُ ُم َ
يقل كتموا بالماضي ( تنبيها على أن ما وقع منهم قبل ذلك معفو عنه ال يتناوله هذا الوعيد ).
ثم أكد هذا الرجاء برجاء آخر وهو أن الكتم الصادر منهم في
( )2/476
( )2/477
( )2/478
( )2/479
( )2/480
صفحة رقم 481
القيامة أو ال.
؟ فإن كان في ( اآلخرة ) فيكون خالدين فيها حاال ( محصلة أو أعيد الضمير على النار.
وإ ن كان في الدنيا فيكون ( خالدين فيها ) حاال ) مقدرة.
وإ ن كانت تأكيدا فالمراد لعنة جميعهم باإلطالق.
ابن عطية :قال قتادة :المراد بالناس المؤمنون خاصة وقال أبو العالية :ذلك في اآلخرة أي يلعن
الكفرة أنفسهم يوم القيامة.
وقيل معناه يقولون في الدنيا :لعن اهلل الكافرين ،فيلعنون أنفسهم من حيث ال يشعرون.
قال ابن عرفة :ويخرج عن هذا من كفر عنادا فإنه ال يلعن الكافرين.
ون (.
ظ ُر َ قوله تعالى ( :الَ ُي َخفَّ ُ
ف َع ْنهُ ُم العذاب َوالَ ُه ْم ُي ْن َ
َخ ِّ
ف أهل النار عذابا ،وأنه تنفعه فأََخ ُّ
( قيل ) البن عرفة :كيف يفهم ما ورد في أبي طالب أنه أ َ
شفاعة النبي ،فصار عذابه بجمرتين في أخمص قدميه يغلي منهما دماغه.
وما ورد في أبي لهب من أنه يخفف عنه العذاب يوم االثنين لكونه أعتق فيه الجارية التي بشرته
بوالدته ؟ قال ( :العذاب ) الذي استحقه كل واحد منهما ونزل به ال يخفف عنه منه بل يخفف عنه
بمعنى أنه يعذب عذاب غيره فالتخفيف من عذاب غيره ال من عذابه هو النازل به.
اح ٌد الَّ إله ِإالَّ ُه َو الرحمن الرحيم (.
قوله تعالى ( :وإ لهكم إله و ِ
َ
قال ابن عرفة :اإلاله في اصطالح المتقدمين من األصوليين هو الغني بذاته المفتقر غيره إليه ،
ال ِف ْر َع ْو ُن
وعند األصوليين ( المتأخرين ) واللغويين هو المعبود تقربا ،وبه يفهم قوله ) َوقَ َ
( )2/481
( )2/482
( )2/483
( )2/484
( )2/485
صفحة رقم 486
فقال :يبقى القول
وت َوَن ْحَيا َو َما ُي ْهِل ُكَنآ ِإالَّ الدهر ( قلنا : َّ
بالتعطيل ) فقال اهلل تعالى ) َوقَالُوْا َما ِه َي ِإال َحَياتَُنا الدنيا َن ُم ُ
( ّ
قال ابن عصفور في شرح اإليضاح :إن مذهب سيبويه وجمهور البصريين أنك إذا قلت ( :قام
القوم إال زيد ) تكون أخرجت زيدا من القوم ومن وصفهم.
ومذهب ( الفراء ) أنك أخرجت وصفه من وصفهم ( ولم ) تخرجه من ( صفهم ).
أعم من
ومذهب الكسائي أنك أخرجته هو منهم ولم تخرج وصفه من وصفهم فمعناه أنه لم يقم معهم ّ
أن يكون قام وحده أو لم يقم فاالستثناء عنده بالنصب محتمل وهذا البحث هنا ّإنما هو على المشهور.
ق السماوات واألرض ... قوله تعالى ِ ( :إ َّن ِفي َخْل ِ
(.
ين َكفَ ُروْا َو َماتُوْا َو ُه ْم ُكفَّ ٌار ( وآية َِّ
قال ابن عرفة :تقدمها آية النبوة والرسالة في قوله تعالى ) ِإ َّن الذ َ
الوحدانية في قوله تعالى
) وإ لهكم إله و ِ
اح ٌد ( فيحتمل أن يكون دليال لهذه أو هذه . َ
( )2/486
( )2/487
صفحة رقم 488
وإ ن من يقول :إنه غير نفس المخلوق يلزمه التسلسل وهو مذهب المعتزلة ألن ذلك الخلق يحتاج
إلى خلق آخر ألنه يقال بماذا وجد ؟ فيقول : nبخلق آخر.
وهل هو نفس المخلوق ( أم ) ال ويتسلسل.
وأجابوا بأنه أمر نسبي فهو غيره ولكنه أمر نسبي ليس فيه تسلسل.
قيل البن عرفة :واألمور النسبية عدمية والعدمية ال يصح االحتجاج بها فكيف يستقيم االستدالل بها
في اآلية ؟ فقال :االستدالل بها من حيث إضافتها إلى أمر موجود وهو المخلوق.
قيل البن عرفة :إن الفخر ابن الخطيب احتج بها على أن الخلق غير المخلوق.
قال :ألنه ال يقع االعتبار إال بالنظر إلى المخلوقات بعد وجودها ال بخلقها ألنه غير مرئي.
فقال :االعتبار بها من حيث إيجادها ( من ) عدم وهو خلقها ،أي معنى خلقها.
قال :والناس قسمان :عالم وجاهل ،فالجاهل يعتبر بنفس خلقها على الجملة والعالم ينظر فيجد
المعمور من األرض أقل من الخالي بالنسبة إلى سائر األرضين أقل ،واألرضون nبالنسبة إلى سماء
الدنيا وما فوقها أقل ،والسماء الدنيا وما فوقها بالنسبة إلى الشمس أقل ،ألنها في السماء الرابعة ،
والشمس بالنسبة إلى السماء الّتي فوقها أقل منها.
ألن عدد السماوات يدرك
قال ابن عرفة :وإ نما جمعت السماوات وأفردت األرضون مع أنها سبع ّ
بالرصد ،وطول األعمار ،والكسوفات ،وأطوال البالد وأعراضها ،وجري الكواكب ،واألرضونn
ال طريق لنا إلى إدراكها بوجه إال من السمع ،ألن المشاهد لنا منها
( )2/488
( )2/489
( )2/490
( )2/491
( )2/492
صفحة رقم 493
قال ابن عرفة :أو المراد اختالف كل واحد منهما في نفسه َفلَْيلَةُ البارحة أقصر من ليلة اليوم ونهار
اليوم أطول من نهار غد وأشار إليه الفخر.
َحَيا بِ ِه األرض ...
قوله تعالى ) فَأ ْ
(.
مجاز في اإلفراد وهو لفظ إحيائها ولفظ موتها.
قوله تعالى ِ ( :من ُك ِّل َدآب ٍ
َّة ...
(.
( من ) للتبعيض في األصناف و ( ُك ّل ) للعموم في األنواع.
قوله تعالى ( :وتَص ِر ِ
يف الرياح ... َ ْ
(.
الريح إلى المغرب بعد هبوبه من المشرق. تصريفها هبوبها من ( جهاتها ) المختلفة أو دوران ّ
ِ ٍ ِّ
قوله تعالى ( :ألََيات لقَ ْوٍم َي ْعقلُ َ
ون (.
لم يقل :يعلمون ،ألن هذا من باب االستدالل ( واالستدالل ) مقدمة شرطها العقل وأما العلم نتيجة
عن تلك المقدمات فلذلك لم يذكر هنا.
قيل البن عرفة :عادة المتكلّمين في كتبهم يذكرون
( باب ) حدوث العلم ويستدلّون ( فيه ) على وجود الصانع ويفردون
( )2/493
( )2/494
( )2/495
صفحة رقم 496
وتبرؤهم منه قبل ( رؤيتهم ) العذاب أشد في الممانعة وعدم النصرة.
ال الذين اتبعوا لَ ْو أ َّ
َن لََنا َك َّرةً ... قوله تعالى َ ( :وقَ َ
(.
قال ابن عرفة ( :تمنوا ) العودة في الدنيا ،وأن يكونوا متبوعين ورؤساؤهم تابعين لهم فتبرؤوا
منهم.
التبري فقط وهو مستلزم للكفر.
قيل البن عرفة :كيف يتمنون الرجوع إلى الكفر ؟ فقال :إنما تمنوا ّ
تمنوا الرجوع ( للدنيا ) وبقاء رؤسائهم كفارا فيتبرؤون هم من دينهم واتباعهم
فقال :أو يريد إنهم ّ
كما تبرؤوا هم من نصرتهم في اآلخرة.
قال ابن عرفة :ويحتمل أن تكون الكاف للتعليل.
قوله تعالى ) َك َذِل َك ُي ِري ِه ُم اهلل أ ْ
َع َمالَهُ ْم (.
أي مثل ما نالهم من الحسرة يتبرى متبوعهم منهم ( لئال ) تنالهم الحسرة برؤيتهم أعمالهم القبيحة
َوَباال عليهم ،وكذلك أعمالهم التي كانوا يظنونها صالحة َوَباال عليهم ألنهم كفار .
( )2/496
( )2/498
( )2/499
( )2/500
( )2/501
( )2/502
( )2/503
( )2/504
صفحة رقم 505
ص ٌّم ُب ْك ٌم ُع ْم ٌي ( يدل ( على ) أنه ال يسمع شيئا بوجه.
وقوله ) ُ
ون (. ِ
قوله تعالى ( :فَهُ ْم الَ َي ْعقلُ َ
أي العقل التكليفي النافع.
طيِّب ِ
ات َما َر َز ْقَنا ُك ْم ... ِ
آمُنوْا ُكلُوْا من َ َ
قوله تعالى ( :ياأيها الذين َ
(.
ذم المشركين لكونهم ليسوا أهال ألن يخاطبوا
تقرير مناسبتها لما قبلها أنه لما تضمن الكالم السابق ّ
بشيء من األخبار وال بشيء من األوامر والنواهي ،عقب ذلك بخطاب المؤمنين بهذا األمر
المستلزم لكونهم أهال للمخاطبة.
وقرر الفخر وجه مناسبتها بوجه ال ينهض واألمر بقوله ُ ( /كلُوا َما ) لالمتنان أو لالباحة.
قال ابن عطية :الطيب هنا يجمع الحالل المستلذ ،واآلية تشير بتبعيض ( من ) إلى أن الحرام
رزق.
قال ابن عرفة :وجه داللتها على ذلك من المفهوم ألن مفهومه أن البعض اآلخر وهو الذي ليس
بحالل وال مستلذ غير مأذون فيه.
قال ابن عرفة :وعادتهم يوردون هنا سؤاال وهو أنه قال في اآلية االخرى ) ياأيها الرسل ُكلُوْا ِم َن
الطيبات ( ولم
( )2/505
( )2/506
( )2/507
( )2/508
( )2/509
( )2/510
( )2/511
( )2/512
صفحة رقم 513
النار.
أي ما أجرأهم على ّ
وحكى عن المقتضب للمبرد أنه تقرير واستفهام من قولك مصبور أي محبوس أي ما أشد حبسهم في
النار أو ما أحبسهم في النار.
النار وهذا
قال ابن عرفة :وهذا أصوب ألن األول يقتضي أن لهم اختيارا وجالدة على الصبر على ّ
مدح لهم بالقوة والجالدة.
والثاني يقتضي أن حبسهم فيها اضطرار ليس لهم فيه اختيار بوجه.
التعجب من أسباب صبرهم على النار ؟ فقال :أسباب الصبر ( محبوبة ) ّ قيل البن عرفة ّ :إنما
الشهو ِ
الجَّنةُ بِالم َك ِار ِه و ُحفَّ ِت َّ ِ َّ ِ
ات ). الن ُار ب َ َ َ مستلذة ،ال يتعجب ( منها ) كما قال ( ُحفَّت َ
قوله تعالى َ ( :ذِل َك بِأ َّ
َن اهلل َن َّز َل الكتاب بالحق ...
(.
قال ابن عطية :أي بالواجب أو باألخبار الصادقة.
وأن بعثة
وضعف ابن عرفة األول بأن فيه ( إيماء لمذهب ) المعتزلة القائلين بالتحسين والتقبيح عقال ّ
الرسل وإ نزال الكتب واجب
ّ
( )2/513
( )2/514
( )2/515
( )2/516
( )2/518
( )2/519
( )2/520
صفحة رقم 521
قال ابن عرفة :يقال ّ :إنما قطع في المال ألنه من فساد األرض بدليل قول مالك :إن الكافر إذا
ألن أخذ المال
سرق من مال المسلم فإنما تقطع يده ،وإ ذا زنا بالمسلمة طائعة فإنه ال يحد وما ذلك إال ّ
من الفساد في األرض بخالف الزنا.
مخير ،فله أن يسلمه في
إن سيده ّ
قال ابن عرفة :وقولهم في العبد إذا جنى جناية وقطع يد المسلم ّ
الجناية مع أنه يبقى سليما في بدنه.
سيده
والصواب كان في عقوبته أن تقطع يده ألن إسالمه في الجناية كبعيه ،فما يظلم ( بذلك ) إالّ ّ
وأما هو فلم يقع عليه عقاب وال حد يرتدع به بوجه.
وغلط الزمخشري هنا في نقله عن اإلمام مالك ه ألنه قال :مذهب مالك والشافعي أن الحر ال يقتل
بالعبد ،والذكر ال يقتل باألنثى.
أخذ بهذه اآلية.
( واختلفوا في هذه اآلية ) فقيل :إنها منسوخة بآية المائدة وقيل مجملة وتلك مبينة لها.
وقال ابن العربي :تلك مجملة وهذه مبنية ( لها ) .
( )2/521
( )2/522
( )2/523
( )2/524
( )2/525
( )2/526
( )2/527
صفحة رقم 528
قال ابن عرفة :أراد ما ذكر ابن عصفور في باب القسم ( من ) أن جواب الشرط ال يحذف إال إذا
كان فعل الشرط ماضيا ،وبهذا ( ردوا ) على حازم في قوله تعالى ) ِإن تُ َع ِّذ ْبهُ ْم فَِإَّنهُ ْم ِعَب ُ
اد َك َوإِ ن
ألن الغفُور ِ تَ ْغِف ْر لَهُ ْم فَِإَّن َك أ َ
يم ّ ، الرح ُ أنت َ ُ ّ َنت العزيز الحكيم ( قال :جواب الشرط مقدر ،أي فإنك َ
العزة ) ال تناسب المحل ،وكان المختار أن يوقف عند قوله ( َوإِ ن تَ ْغِف ْر لَهُم ) ( فَِإَّنهُ ْم ِعَب ُ
اد َك ) ( ّ
فردوا عليه بأن جواب الشرط ال يحذف إال إذا كان فعل الشرط ماضيا.
لكنها تختلف فقد يكون /مندوبا إليها إذا كان القريب
قال ابن عرفة :واتفقوا nعلى أن الوصية واجبة ّ
فقيرا وإ ن كان غنيا فهي للبعيد أولى.
قوله تعالى َ ( :حقّاً َعلَى المتقين (.
إن قلنا :إن المتقي مرادف للمؤمن ،فاآلية واضحة وإ ن قلنا إنه أخص من المؤمن كما هو مذهب
المحققين من المتأخرين فتفهم اآلية على أن الخطاب باعتبار ظاهر اللفظ للتكليف وفي المعنى
االمتثال
( )2/528
( )2/529
صفحة رقم 530
قال أبو حيان :وقيل :نعت لمصدر محذوف أي كتابا حقا أو ( إيماء ) وقيل منصوب ب ( المتقين )
وهو بعيد لتقدمه على عامله الموصول وعدم تبادره إلى الذهن.
قال ابن عرفة :العلوم النظرية كلها كذلك ألنها توصل إلى فهم المعاني الدقيقة التي ال تفهم بأول
وهلة.
إنما ( يراد ) أن الظاهر خالفه ؟ فقال :إن أراد أن ظاهر اللّفظ ينفيه فليس كذلكقيل البن عرفة ّ :
وإ ن أراد أن ظاهر اللّفظ ال يقتضيه وال يدل عليه فكذلك المعاني الدقيقة كلها.
أبو حيان ( :واألولى ) أنه مصدر من معنى ( كتب ) ألن معناه وجب وحق مثل قعدت جلوسا.
قال ابن عرفة :الّذي فر منه وقع فيه ألنه ألزم غيره امتناع عمل المصدر المؤكد لغيره ،وكذلك
يلزمه هو.
طلَّقَ ِ
ات َمتَاعٌ بالمعروف قيل البن عرفة :هل يؤخذ من اآلية عدم وجوب الوصية كما قالوا في ) َوِلْل ُم َ
َحقّاً َعلَى المتقين ( ويقال له :إن كنت محسنا أو متقيا ( فمتّع ) ؟
( )2/530
( )2/531
( )2/532
( )2/533
( )2/534
صفحة رقم 535
قال :في الحاضر يفطر مريدا للسفر يقضي فقط.
فقال المخزومي وابن كنانة :يقضي وال يكفر.
ُخ َر ... قوله تعالى ( :فَ ِع َّدةٌ ِّم ْن أَي ٍ
َّام أ َ
(.
يم القواعد ِ ِ
ولم يقل فعدة أيام أخر ،إشارة إلى ما أجاب به الزمخشري في قوله تعالى ) َوإِ ْذ َي ْرفَعُ إ ْب َراه ُ
َّام ) إشارة إلى أنه يجزي فيها الصوم في النهار القصير قضاء عنه في النهّار ِمن البيت ( وذكر ( أَي ٍ
َ
الطويل وإ نما المطلوب عدة أيام ( كعدد ) األيام األول ال كقدرها وصفتهاn.
ات ( على الظرف والعامل فيه ( ُكتِب ) أو يكون مفعوال ود ٍ
أجازوا َنصب ) أَيَّاماً َّم ْع ُد َ
قال أبو حيان ُ :
على السعة والعامل فيه كتب ورد بأن الظرف محل الفعل وليست الكتابة واقعة في األيام وإ نما الواقع
فيها متعلقها وكذا النصب على المفعول nمبني على وقوعه ظرفا انتهى.
قال المختصر :في هذا األخير نظر.
قلت :يريد أنه ال يلزم من منع جعله ظرفا ل ( كتب ) ان ال يكون مفعوال كما قيل :إن يوم الجمعة
مبارك ( فجعلوه ) اسم يوم مع امتناع كونه ظرفا فليس ( هو ) مبنيا عليه .
( )2/535
( )2/536
( )2/537
( )2/538
( )2/539
( )2/540
( )2/541
( )2/542
صفحة رقم 543
فقال :الحكم موافق ( لالرادة ) أي مقارن لها ألنه مراد كما نقول العلم مقارن لالرادة وليس متعلقا
بها.
بأن ( يشرب ) يريد معنى يحكم أي يحكم اهلل
قال ابن عرفة :الجواب عن اإلشكال ال يكون إال ّ
عليكم باليسر ال بالعسر وال سيما إن قلنا :إن تكليف ما ال يطاق غير جائز أو جائز غير واقع.
يد اهلل بِ ُك ُم اليسر ( عام فيقتضي عموم متعلق اإلرادة باليسر.
فإن قلت :قوله ) ُي ِر ُ
يد بِ ُك ُم العسر ( تأكيد فال فائدة له.
ف قوله تعالى َ ( :والَ ُي ِر ُ
يد بِ ُك ُم ( ( ،فعل منفي ) فيعم.
يد اهلل بِ ُك ُم ( ليس جملة مثبتة ،فهي مطلته ال تعم َ ) ،والَ ُي ِر ُ قلنا ُ ) :ي ِر ُ
قال :والعسر واليسر ( تجنيس ) مختلف مثل ) َو ُه ْم َي ْنهَ ْو َن َع ْنهُ َوَي ْنَئ ْو َن َع ْنه ( قال ابن عطية :وقال
مجاهد ( والضحاك ) :اليسر الفطر في السفر والعسر الصوم في السفر.
قيل البن عرفة :يلزم أن يكون الصوم في السفر غير مأمور به.
فقال :هذا مذهب المعتزلة ،ألنهم يجعلون األمر نفس اإلرادة وإ ّنما معنى اآلية :يريد اهلل بكم إباحة
الفطور وال يريد بكم وجوب الصوم.
ألن الوجوب واإلباحة قسمان من أقسام الحكم الشرعي .
( )2/543
( )2/544
( )2/545
( )2/546
( )2/547
صفحة رقم 548
قوله تعالى َ ( :فْلَي ْستَ ِج ُيبوْا ِلي َوْلُي ْؤ ِمُنوْا بِي ...
(.
قال الزمخشري َ :فْلَي ْستَ ِج ُيبوْا ِلي ،إذا دعوتهم إلى اإليمان والطاعة.
قال ابن عرفة :يلزم التكرار في اآلية لغير فائدة ،والتقديم والتأخير ألن الطاعة ُمتأخرة عن اإليمان
وما معناه عندي :أَالَ فلينظروا في األدلة التي ترشدهم لاليمان ويؤمنوا بالفعل.
أما إن قلنا :إنه عقلي فيجري فيه
قيل البن عرفة :هذا إذا قلنا إن ارتباط الدليل بالمدلول عادي ّ
ألنهم إذا نظروا آمنوا فال فائدة في أمرهم باإليمان ؟ ( فقال ) ّ :إنما ( أمروا )
تحصيل الحاصل ّ
باإليمان قبل كمال النظر كما تقول لغيرك :انظر في كذا واعلمه ،فإنما أمرته بالعلم قبل أن يحصل
منه النظر.
ون (. َّ
قوله تعالى ( :لَ َعلهُ ْم َي ْر ُش ُد َ
أي لعلهم يحصل لهم الفوز والفالح ،وليس المراد لعلهم يهتدون ( بطريق ) الفوز ألنه من تعليل
الشيء بنفسه .
( )2/548
( )2/549
صفحة رقم 550
فأجاب الطالب :بحديث ( :من أحيا أرضا ميتة فهي له ) قالوا فيه :إنه قد تصير له بالملك من
غير إحياء فترى اإلحياء انعدم والملك موجود.
فرد عليه ابن التلمساني في المسألة السادسة من باب األوامر قال :قال ( مالك ) في اإلحياء إنه غير
موجود وإ ّنما الموجود ملك الشراء.
ُح َّل لَ ُك ْم لَْيلَةَ الصيام الرفث إلى نِ َسآئِ ُك ْم ...
قوله تعالى ( :أ ِ
(.
كنى الجماع بالرفث الدال على القبح أي على معنى القبح بخالف قوله )
قال الزمخشري :إن قلت لم ّ
ت ( وأجاب عن ذلك بأن ذلك تقبيح لما ض ( وقوله ) َفلَ َّما تَ َغ َّش َ
اها َح َملَ ْ ض ُك ْم إلى َب ْع ٍ
َوقَ ْد أفضى َب ْع ُ
صدر منهم قبل اإلباحة ،كما سماه ( اختيانا ) .
( )2/550
( )2/551
صفحة رقم 552
ون ِفي المساجد ... ِ
وه َّن َوأَنتُ ْم َعاكفُ َ
ِ
قوله تعالى َ ( :والَ تَُباش ُر ُ
(.
ابن عطية :قال :اإلمام مالك /االعتكاف إال في مساجد الجماعات.
وروي عنه أن ذلك في كل مسجد.
أن ذلك في كل مسجد من المساجد.
ابن عطية :وروي عنه ّ
ابن عرفة :لو نذر أن يعتكف فإنه يجزيه عند مالك االعتكاف في أي مسجد أراد ويخرج به من
العهدة وشرط الجامع غير واجب.
وكذا قال الشيخ ابن العربي عن اإلمام مالك ه.
قوله تعالى ( :تِْل َك ُح ُد ُ
ود اهلل ...
(.
اإلشارة ( راجعة ) إلى األحكام أو إلى النواهي المتقدمة.
وها ...
قوله تعالى ( :فَالَ تَ ْق َرُب َ
(.
نهى عن القرب لحديث ( الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) .
( )2/552
( )2/553
( )2/554
( )2/555
( )2/556
صفحة رقم 557
قال ابن عرفة :وهذا على سبيل اإلعراض عن الشيء واإلقبال على غيره ،ألنهم سألوا عن سبب
تغيير الهالل ونقصه وزيادته في أيام الشهور ،فأجيبوا بالسبب عن ذلك ونتيجته.
وأن فائدة ذلك معرفة أوقات الناس ،وأوقات الحج ،أي ذلك سؤال عما ال ( يعني ) فال حاجة لكم
ّ
بالجواب عنه ،وإ نما حقكم أن تسألوا عن نتيجته وهو كذا.
قوله تعالى َ ( :ولَْي َس البر بِأَن تَأْتُوْا البيوت ِمن ظُهُ ِ
ور َها ...
(.
كانوا إذا حجوا واعتمروا يلتزمون أن ال يحول بينهم وبين السماء شيء فيدخلون بيوتهم من خلفها
ينقبون الحائط أو من سقفها أو يطلعون بسلم على السطح فينزلون في وسط الدار ،وهذا عند ابتداء
الدخول فإذا تكرر ذلك تركوه.
يل اهلل الذين ُيقَاتِلُ َ
ون ُك ْم ... قوله تعالى ( :وقَاتِلُوْا ِفي سبِ ِ
َ َ
(.
قلت البن عرفة في الختمة األخرى :قاتل مفاعلة ال يكون إال من الجانبين فما الفائدة في قوله ( الذين
ُيقَاتِلُ َ
ون ُك ْم ) ومعلوم ّأنه ال يقاتل إالّ من قتله ؟ فأجاب بوجهين :األول أنهم ال يقاتلون إال من بدأهم
بالقتال .
( )2/557
( )2/558
( )2/559
( )2/561
( )2/562
( )2/563
( )2/564
( )2/565
( )2/566
( )2/567
( )2/568
( )2/569
( )2/570
( )2/571
( )2/572
صفحة رقم 573
الحج مظهرا ،وهال قيل :فمن فرضه فيهن ؟ فأجاب عن ذلك
قال ابن عرفة :فإن قلت لم أعيد لفظ ّ
بأنه لو قيل كذلك لكان فيه عود الضمير على اللفظ ال على المعنى مثل :عندي درهم ونصفه ألن
الحج األول مطلق يصدق بصورة فيتناول حج زيد وعمرو بالتعيين الواقع منهما وحجمها القابل ألن
يفعاله.
واحد ٍ
واحد بعينه ،والشخص المعين وقول اهلل جل جالله ) :فَمن فَرض ِفي ِه َّن الحج ( مقيد بحج كل ٍ
َ َ َ
( حجه مقيد ال ) مطلق ،فلذلك أعيد لفظ الحج مظهرا فيتناول الفرض والتطوع.
الحج على أشهر الحج ومنع تقديم إحرام
قيل البن عرفة :ما الفرق بين ( جواز تقديم ) إحرام ّ
الصالة على وقتها ؟ فقال :اإلحرام قسمان منقطع ومستصحب ،فالمنقطع كتكبيرة اإلحرام
والمستصحب النية ،فالنية يصح تقديمها على الوقت ألنها اليزال حكمها منسحبا على المصلي في
جميع أجزاء صالته وال يصح تقديم تكبيرة اإلحرام النقطاعها بالفراغ منها ،ونظيره هنا السعي ،ال
يجوز تقديمه على أشهر الحج.
وأما نية اإلحرام والتوجه فهو مستصحب فيصح تقديمه على أشهر الحج.
بأن إحرام الصالة متيسر
وفرقوا بين إحرام الصالة وإ حرام الحج ّ
( ال مشقة ) فيه فامتنع تقديمه وأمر المقدم له بإعادته واعتقاد وجوبه بخالف إحرام الحج.
ال ِفي الحج ...
وق َوالَ ِج َد َ
ث َوالَ فُ ُس َ
قوله تعالى ( :فَالَ َرفَ َ
(.
( )2/573
( )2/574
( )2/575
( )2/576
( )2/577
( )2/578
( )2/579
( )2/580
( )2/581
( )2/582
صفحة رقم 583
النية فالمراد إما اإلكثار من ذكره أو كمال الحضور
األشدية إما في القدر أو باعتبار حضور ّ
واإلخالص في ذكره.
وفي إعرابه ستة أوجه.
ِ
الزمخشري ( :أَ َش ّد ) معطوف على ما أضيف إليه الذكر في قوله ) َكذ ْك ِر ُك ْم َآب َ
آء ُك ْم ( . قال ّ
( )2/583
( )2/584
( )2/585
( )2/586
صفحة رقم 587
قلت :ولما ( حد ) ابن الصائغ ( المصدر ) في بابه استشكل نصب ( ذكرا ) في اآلية لما تقدم من
أن ( التمييز ) المنتصب بعد افعل سواء بدأ ( غير ) الموصوف بها مثل :زيد أفضل الناس أبا ،ف
بأنه كقولك :زيد أفضل الناس رجال وعبدا ،ومعناه عند
أشد ) في اآلية صفة للذكر ثم أجاب ّ
( ّ
الناس ،
الناس إذا وصفوا رجال رجال ،وليس المراد أن عبده أو ( رجله ) أفضل ّ
سيبويه أفضل ّ
أن
فمعنى اآلية أشد األذكار إذا ( صنفت ) ( ذكرا ) في اآلية تمييز أو حال واألكثر في مثل هذا ْ
الناس رجال.
تضاف إليه افعل لكنه لتقدم الذكر قبله قد يجوز مثل :زيد أفضل ّ
قال :ويمكن أن يكون ( ذكرا ) مصدرا ل ( اذكروا ) فقدمت صفته وهو ( ذكر ) فانتصب على
الحال.
والممعنى :واذكروا اهلل ذكرا كذكركم آباءكم ،وأطال الكالم بما هذا حاصله.
قلت :وعلى هذا ال يحتاج فيه إلى المجاز الذي في :جد جده وشعر شعره.
وباهلل التوفيق.
أن
ألنهم قالوا :سبب نزولها ّ
أن ) األمر بالشيء نهي عن ضده ّ
قال ابن عرفة :هذه اآلية نص في ( ّ
قريشا الحمس كانوا
( )2/587
( )2/588
( )2/589
( )2/590
( )2/591
صفحة رقم 592
فيخبرون ) بذلك في زمن واحد.
ُ يخلق هلل في نفس كل واحد اإلخبار بما لَهُ وما عليه (
وهذا أمر خارق للعادة وال يمكن قياسه على الشاهد.
ود ٍ
ات ... قوله تعالى ( :واذكروا اهلل في أَي ٍ
َّام َّم ْع ُد َ
(.
أن الحجاج
يكبرون في تلك األيام غير ّ
األمر إما خاص ( بالحاج ) أو عام ألن سائر الناس أيضا ّ
يكبر دبر ( كل ) صالة فقط ،وقد كان عمر يرفع صوته بالتكبير في يكبرون في كل النهار وغيرهم ّ
الناس كلّهم حتى ( ُي ْس َمع ) التكبير من مكة. ( خبائِه ) ّ
فيكبر من خلفه ثم يكبر ّ
( وقيل ) هل األمر للوجوب أو للندب ؟ قال :إن أريد مطلق الذكر فهو للوجوب وإ ن أريد الذكر
الخاص في الوقت الخاص فهو للندب ،وأما لالباحة ( فال ).
ات ) أخذوا منه أن الواحد عدد ألنه جمع مفرده معدود. ود ٍوقوله ( َّم ْع ُد َ
وأجيب بأن الشيء في نفسه ليس كهو مع غيره فالمجموع عدد والبعض غير عدد.
َّل ِفي َي ْو َم ْي ِن فَآل ِإثْ َم َعلَْي ِه ( .
قوله تعالى ( :فَ َمن تَ َعج َ
( )2/592
( )2/593
( )2/594
( )2/595
( )2/596
( )2/597
( )2/598
( )2/599
( )2/600
( )2/601
صفحة رقم 602
َخرجهما ِم َّما َك َانا ِف ِ َّ
يه َّأنهم مسلمون ثم زلوا بعد ذلك قال اهلل تعالى ) :فَأ ََزلهُ َما الشيطان َع ْنهَا فَأ ْ َ َ ُ َ
آمُنوْا ُي ْخ ِر ُجهُ ْم ِّم َن الظلمات ِإلَى النور ( ألن الكفار لما كانوا ِ
بأنه مثل ) :اهلل َول ُّي الذين َ
( وأجيب ّ
متمكنين من اإليمان فكأنهم حصل لهم اإليمان بالفعل.
( السؤال ) الثاني :اآلية خرجت مخرج التقسيم لحالهم والتقسيم األصل فيه أن يكون بالواو.
تقول :العلم إما تصور وإ ّما تصديق ،وال يجوز عطفه بالفاء ،فقسم حال هؤالء إلى من دخل في
االسالم ولم يتبع الشيطان وإ لى من ز ّل عن اإلسالم بعد مجىء البينات فهال عطفه بالواو ؟ وأجيب
بأن الفاء تقتضي السبب فقصد التنبيه على أنهم ضلوا بسبب هذه اآليات التي كانت سببا في هداية
غيرهم.
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
قال اهلل تعالى ُ ) :يض ُّل بِه َكثيراً َوَي ْهدي بِه َكثيراً ( ال سيما مع مذهبنا ّ
أن ْارتَِباط ّ
الدليل بالمدلول
عادي ،وعبر ب ( إن ) دون إذا ( تنفيرا ) عن الزلل حتى كأنه غير واقع.
ِ
َن اهلل َع ِز ٌيز َحك ٌ
يم (. قوله تعالى ( :فاعلموا أ َّ
قيل البن عرفة :هل يؤخذ منه إثبات هاتين الصفتين هلل تعالى
( )2/602
( )2/603
( )2/604
( )2/605
( )2/607
( )2/608
( )2/609
صفحة رقم 610
اط ُّم ْستَِق ٍيم (.
صر ٍِ
آء إلى َ
ِ
قوله تعالى ( :واهلل َي ْهدي َمن َي َش ُ
قال ابن عطية :فيها حجة على المعتزلة في قولهم :إن العبد يخلق أفعاله.
قال ابن عرفة :هذا بالظاهر ال ( بالنضر ) ولهم أن يجيبوا بعود ذلك إلى الداعي ووقع االجماع هنا
ومنهم عليه.
قوله تعالى ( :أ َْم َح ِس ْبتُ ْم أَن تَ ْد ُخلُوْا الجنة َولَ َّما َيأْتِ ُكم ...
(.
قال ابن عصفور في مقربة واآلمدي في شرح الجزولية ( :لَ ْم ) لنفي الماضي المتصل بزمن الحال
ولما يندم ألن نفي الندم عن آدم
ومثل ذلك ) وعصى َء َاد ُم َربَّهُ فغوى ( ولم يندم ،وعصى إبليس ربه ّ
كان ومضى وانقطع كوقوع الندم منه بعد ذلك ،ونفيه عن إبليس متصل بزمن الحال.
قال ابن عرفة :وعادتهم يتعقبونه بوجيهن :األول :نسبة العصيان آلدم عليه السالم فإنه وإ ن كان
لكنه ال ينبغي أن ( يتكلم ) المخلوق على جهة المثال فإنه من إساءة األدب على
ورد في القرآن ّ
األنبياء .
( )2/610
( )2/612
( )2/613
( )2/614
( )2/615
( )2/616
صفحة رقم 617
الضمير عائد على القتال إما ( لقربه ) وإ ما ألنه إنما يعود على ( الكتب ) باعتبار متعلقه ألنهّم
ايكرهون الكتاب لذاته.
والكراهة هنا ليست بمعنى البغض بل بمعنى النفور منه وصعوبته على النفس كصعوبة الوضوء في
زمن البرد فيكرهه المكلف كذلك ال أنه يبغضه.
قوله تعالى ( :وعسى أَن تَ ْك َر ُهوْا َشْيئاً َو ُه َو َخْيٌر لَّ ُك ْم ...
(.
قال أبو حيان :عسى األول لالشفاق والثانية للرجاء.
قال ابن عرفة :المناسب العكس ،فإن المستقبل في األولى خير وانتظاره رجاء ،والمستقبل في
الثانية شر فانتظاره إشفاق وخوف.
قيل البن عرفة :إنما المعتبر ما دخلت عليه ( أن ) ؟ فقال :نعم لكن بصفته وقيده ،واألول مقيد
بأنه ( يعقبه خير ،والثاني مقيد بأنه يعقبه الشر.
قيل البن عرفة :المستقبل غير معلوم لالنسان وإ ّنما يعلم الحاضر فيعسر عليه المستقبل فإن كان
ترجى دوامه وإ ن كان شرا أشفق وخاف من دوامه.
الحاضر خيرا ّ
طلَّقَ ُك َّن أَن
قال أبو حيان :وكل عسى في القرآن للتحقيق يعنون به الوقوع اال قوله ) عسى َربُّهُ ِإن َ
ِ
أن القضية الشرطية ُي ْبدلَهُ أ َْز َواجاً َخ ْيراً ِّمن ُك َّن ( قال ابن عرفة :بل هي أيضا للتّحقيق لما تقدم من ّ
صحة ملزومية الجزاء للشرط وال تقتضي الثبوت والوقوع ، nوالقضية الحملية تقتضي تقتضي ّ
الثبوت والوقوع nأو بفهم الوقوع في ( اآلية ) باعتبار ( المتكلم ) بهذا الشرط والرجاء واقع من اهلل
تعالى .
( )2/617
( )2/618
( )2/619
( )2/620
( )2/621
صفحة رقم 622
إن من عادتهم يجيبون بأنه لو قيل كذلك لتناول مرتكب الكبيرة من المسلمين ألنه ( قال :قلت ) ّ :
يصدق عليه ّأنه مرتد عن دينه ل قوله تعالى ِ ( :إ َّن الدين ِع َ
ند اهلل اإلسالم ( وفسر اإلسالم في
الحديث بأن قال ( :هو أَن تشهد أن ال إله إالّ اهلل وأن محمدا رسول اهلل ،وتقيم الصالة ،وتؤتي
الزكاة ( ،وتصوم رمضان ) وتحج البيت إن استطعت إليه سبيال ) فاإلسالم ( حقيقة ) مركبة من
هذه الخمسة أمور ( فمتى ) عدم بعضها عدم االسالم المتناع وجود الماهية بدون أحد أجزائها فمن
مرتد عن دينه ،وأنه غير مسلم ،فلذلك قال
فعلها كلّها ثم بدا له في بعضها فلم يفعله يصدق عليه أنه ّ
ت َو ُه َو َك ِافٌر (.
) :فََي ُم ْ
قال أبو حيان :قوله ( وهو كافر ) حال مؤكدة.
ورده ابن عرفة بوجهين :
مرتدا عن دينه الذي هو
األول :منهما ما قلناه :من ّأنه احتراز من موت مرتكب الكبيرة ،فإنه مات ّ
اإلسالم.
الجواب الثاني ّ :أنها إنما تكون مؤكدة أن لو كانت حاال من ( ْيرتَِدد ) ونحن ّإنما جعلناها حاال من
والمرتد يحتمل أن يراجع اإلسالم فيموت مسلما .
ّ ت)( َي ُم ْ
( )2/622
( )2/623
( )2/624
( )2/625
( )2/626
صفحة رقم 627
قال ابن عرفة ( :وحكي ) ابن عطية في اإلثم وجوها :األول :أن يراد في استعمالها بعد النهي إثم
كبير.
( ابن عرفة ) ما قلناه اال على هذا .
السوء الّتي فيها وهي السباب واالفتراء وذهاب العقل.
الثاني :ان يراد خالل ّ
وعن سعيد بن جبير :لما نزلت كرهها قوم ( لالثم وشربها قوم ) للمنافع.
قال ابن عرفة :ويؤخذ ( من اآلية أنها إذا تعارضت مصلحة ومفسدة واستويا ال ينبغي الفعل ألن
الصحابة لما نزلت ) اآلية لم ينتهوا كلهم عن شرب الخمر.
فقال ( :نعم ) ،بل هو من باب أحرى.
قال :وهذا هو الذي ذكر فيه األصوليون عن علي بن أبي طالب أنه قال :من شرب الخمر هذى
المفتري.
وإ ذا هذى افترى فأرى عليه حد ُ
قلت :ذكره العالمة بن التلمساني في المسألة الثانية من الباب التاسع.
قال :وساعده عمر ( وغيره ).
قال ابن عرفة :وهذا هو اعتبار جنس العلة في عين الحكم ألن الهذيان مظنة االفتراء باعتبار جنس
المظنة في عين حد الخمر فجعله ثمانين بعد ما كان أربعين قياسا على حد القذف .
( )2/627
( )2/628
( )2/629
( )2/630
( )2/632
( )2/633
صفحة رقم 634
أفعل من ) الجواز اشتراك المتباينات في وصف ما. خيٌر ( َْ
فالخيرية في المشركة في الدنيا فقط أما بكثرة المال أو الجمال وميل النفس إليها.
وفي المؤمنة باعتبار الدنيا واألخرة واليهود والنصارى ليسوا من المشركين لقول اهلل ) :لَتَ ِج َد َّن أَ َش َّد
آمُنوْا اليهود والذين أَ ْش َر ُكوْا ( قال ابن عرفة :وأغرب ابن الخطيب :فقال : َِِّّ
ين َالناس َع َد َاوةً للذ َ
ون َذِل َك ِ ِ ِ
بأنهم مشركون بقول اهلل تعالى ِ ) :إ َّن اهلل الَ َي ْغف ُر أَن ُي ْش َر َك بِه َوَي ْغف ُر َما ُد َ
احتج من قال ّ :
والنصارى ال يغفر لهم فهم مشركون ( وإ الّ لزم ) منه تطرق آء ( وأجمعوا على أن اليهود ّ ِ
ل َمن َي َش ُ
احتمال المغفرة لهم.
َع َجَبتْ ُك ْم ...
قوله تعالى َ ( :ولَ ْو أ ْ
(.
ين ( قلت َنت بِمؤ ِم ٍن لََّنا ولَو ُكَّنا ِ ِ
صادق ََ َ ْ من إثبات ما يتوهم نفيه ،أو نفي ما يتوهم ثبوته مثل َ ) :و َمآ أ َ ُ ْ
:وتقدم البن عرفة في الختمة اآلخرى أن هذه اآلية يرد بها على ابن بشير فإنه نقل في أول كتاب
الجنائز عن ابن عبد الحكم :ان الصالة على الجنائز فرض كفاية محتجا بقول /اهلل تعالى َ ) :والَ
َح ٍد ِّم ْنهُم َّم َ
ات أََبداً َوالَ تَقُ ْم على قَْب ِر ِه ( ص ِّل على أ َ
تُ َ
( )2/634
( )2/635
( )2/636
( )2/637
( )2/638
( )2/639
( )2/640
( )2/641
( )2/642
( )2/643
( )2/644
( )2/645
( )2/647
( )2/648
( )2/649
صفحة رقم 650
وقيل :ما سبق إليه اللسان بغير عقد.
وفي المدونة :والغموس الحلف على تعمد الكذب أو على غير ( يقين ) فيدخل فيه الظّن.
قيل البن عرفة :إن الشيخ القاضي أبا العباس أحمد بن حيدرة كان يقول الظاهر أن اللغو هو قول :
الرجل :ال واهلل وبلى واهلل ،لقوله تعالى في سورة العقود ) ولكن يؤ ِ
اخ ُذ ُكم بِ َما َعقَّدتُّ ُم األيمان ( ففسر َُ ّ
الكسب هنا بما عقد عليه اليمين وحلف االنسان على ما يعتقده ثم يتبين له خالفه هو مما كسبت
القلوب ألنه انعقد عليه ( اليمين ) بخالف قوله :ال واهلل وبلى واهلل.
فانه شيء جرى على اللسان من غير مواطأة القلب عليه فقال ابن عرفة :يمكن تأويل اآلية على
القول اآلخر فإن الماضي ال يتعلق به كسب لعجز الفكر عن تالفيه والمستقبل منتظر الوقوع فيتعلق
به الكسب أعني بانتظاره والتماسه وإ دراكه هل هو كذلك أم ال ؟ بخالف الماضي.
يم (. ِ
ور َحل ٌ
قوله تعالى ( :واهلل َغفُ ٌ
يحتمل أن يرجع ( غفور ) للغو اليمين و ( حليم ) لعدم المعاجلة بالعقوبة في اليمين الغموس.
ون ِمن ِّن َسآئِ ِه ْم ...
ين ُي ْؤلُ َ
َِِّّ
قوله تعالى ( :للذ َ
(.
( )2/650
( )2/651
( )2/652
( )2/653
( )2/654
صفحة رقم 655
ولكل واحد منها وعلى ّأنها األطهار فاالنتظار مسند لمجموعها باعتبار الكل ال باعتبار الكلية.
ق اهلل في أَرح ِ
ام ِه َّن ... قوله تعالى َ ( :والَ َي ِح ُّل لَهُ َّن أَن َي ْكتُ ْم َن َما َخلَ َ
ْ َ
(.
قال ابن عرفة :هذا إخبار عن الحكم ،فال يصح أن يكون الشرط الذي بعده قيدا فيه ألن متعلق
الخبر حاصل في نفس األمر سواء حصل الشرط أو ال.
بد أن يقال :إنه شرط في الزم ذلك
آمن أو كفرن ،وال ّ
ألن حكم اهلل ال يتبدل فال يحل لهن ذلك سواء ّ
الخبر.
والتقدير ال يحل لهن أن يكتمن ما خلق اهلل في أرحامهن فال يكتُمنه إن كن يؤمن باهلل ،وهذا على
سبيل التهييج لئال يلزم عليه التكفير بالذنب وهو مذهب المعتزلة.
قيل البن عرفة :ما قلتموه إنما ( يقوم ) على أن الكفار مخاطبون بفروع nالشريعة ؟ وقال ابن عرفة
:واستعمال األشياء ( المعقمة ) المانعة من الحمل قبل ( الحمل ) كرهها في العتبية ،وأما بعد
الحمل في األربعين فالجمهور على المنع من إسقاط الماء من الرحم ذكره ابن العربي وغيره.
وحكى االمام اللخمي فيه خالفا شاذا ،واما بعد التطوير والتكوين فأجمعوا على تحريم ذلك.
ق بَِر ِّد ِه َّن ِفي َذِل َك ...
َح ُّ
قوله تعالى َ ( :وُب ُعولَتُهُ َّن أ َ
(.
( )2/655
( )2/656
( )2/657
( )2/658
( )2/659
( )2/660
صفحة رقم 661
قال ابن عرفة :وهذا يدل بالمطابقة على جواز الخلغ منهما معا وباللزوم على جوازه من المرأة
وحدها وأما الزوج فيستحيل ذلك في حقه.
وهذا الخلع للزوجين قد يكون للحاكم.
ومثاله :إذا زوج األب ابنه الصغير ومات وأراد القاضي أن يخالع منه.
قوله تعالى ِ ( :إالَّ أَن َي َخافَآ ...
(.
ذكر أبو حيان ّأنه في موضع الحال.
َن ) الموصولة ( أعرف المعارف عندهم والحال اليكون إال نكرة. بأن ( أ ْ
ورده ابن عرفة ّ
قلت :الحال هنا ) معنوية ال لفظية والتعريف في اللفظ ال في المعنى.
يما افتدت بِ ِه ... ِ ِ
اح َعلَْيه َما ف َ
قوله تعالى ( :فَالَ ُجَن َ
(.
قيل البن عرفة :الفدية في اصطالح الفقهاء هي المخالعة بالبعض ال بالكل وهو مناسب لقوله ( أَن
وه َّن َشْيئاً ). تَأ ُ ِ
ْخ ُذوْا م َّمآ آتَْيتُ ُم ُ
فقال :اللّغة ال تفسر بإصطالح.
والمناسب هناك منع الخلع بالبعض فيستلزم منعه بالك ّل من باب أحرى.
والمناسب هنا إباحة الخلع بالجميع فيستلزم إباحته بالبعض.
قوله تعالى َ ( :و َمن َيتَ َع َّد ُح ُد َ
ود اهلل فأولئك ُه ُم الظالمون (.
قال ابن عرفة / :إفراد الضمير العائد على ( َم ْن ) ّأوال ( و ) جمعه ثانيا مناسب لفظا ومعنى ؛ أما
اللفظ فالمستحسن عند النحويين معاملة لفظ ( من ) أوال ثم معناها ،وأما المعنى فأفرد ضمير
المتعدي تقليال له ومبالغة في التنفير من صفة التعدي حتى كأنه ال يقع ( األمر )
( )2/661
( )2/662
( )2/663
( )2/665
( )2/666
( )2/667
صفحة رقم 668
أن الرضاع الزم لألم بخالف
قال ابن عطية :فإن مات األب وال مال لالبن ،فذكر مالك في المدونة ّ
النفقة.
وفي كتاب ( ابن ) الجالب :رضاعه في بيت المال.
وقال عبد الوهاب :هو من فقراء المسلمين.
قال ابن عرفة :هذان يرجعان إلى قول واحد ،ألن الفقر يستدعي اإلعطاء من بيت المال.
الرضاعة المحرمة الجارية
أن ّ
قال ابن عطية :وانتزعه مالك وجماعة من العلماء من هذه اآلية ّ
النسب ّإنما هي ما كان في الحولين ألن بانقضاء الحولين تمت الرضاعة فال رضاعة.
مجرى ّ
الرضاع في الحولين.
قال ابن عرفة :من يطالعه يتوهم ( قصد ) التحريم على ّ
وفي المدونة :وال يحرم رضاع الكبير إالّ ما قارب الحولين ولم يفصل مثل شهر أو شهرين ،وأما
لو فصل بعد الحولين وبعد حول حتى استغنى بالطعام فال يحرم ما رضع بعد ذلك .
( )2/668
( )2/670
( )2/671
( )2/672
( )2/673
( )2/674
( )2/675
صفحة رقم 676
وتعقبه أبو حيان بأنه ال حاجة إلى ذكر اللّيالي والعدد ألنهم مضوا على أن المعدود إذا كان مذكرا أو
حذفته فلك في العدد وجهان إما التذكير الفصيح أو التأنيث.
قال ابن عرفة :كان الشيوخ يحكون عن شيوخهم خالفا فيمن يشتري سلعة بعشرة دارهم وفي تونس
القديم والجديد فكان سيدى الشيخ الفقيه أبو محمد عبد اهلل الزواوي يفتي بأن له أن يعطيه عنها ثمانية
دراهم جديدة ألن غالب حال الناس التعامل بالجديد وهو األكثر.
وكان الشيخ الفقيه القاضي أبو القاسم بن زيتون يقول أسماء العدد نصوص فما يعطيه إال عشرة
دراهم قديمة كما وقع العقد بينهما.
قلت :وذكرت هذا بعينه في سورة العنكبوت.
طَب ِة النسآء ...
ضتُم بِ ِه ِم ْن ِخ ْ
يما َع َّر ْ ِ
اح َعلَْي ُك ْم ف َ
قوله تعالى َ ( :والَ ُجَن َ
(.
الزمخشري الكناية :هي أن يذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له مثل :فالن جبان ( ،القلب )
عظيم الرماد.
والتعريض :أن يذكر شيئا يستدل به على شيء لم يذكره .
( )2/676
( )2/677
( )2/678
( )2/679
( )2/680
( )2/681
( )2/682
( )2/683
( )2/684
صفحة رقم 685
نصه :ال متعة لمختلعة وال مصالحة وال مالعنة وال مطلقة قبل البناء.
وفي المدونة ما ّ
وقد فرض لها اللخمي.
وال مفتدية وال متبارية وال من اختارت نفسها لعتقها وال من فسخ نكاحها ولم تعارض.
قال االمام ابن رشد :ظاهر قول ابن القاسم ان طلّق فيما يفسخ بطالق فسخه ،فال متعة عليه.
اللخمي :إن فسخ الرضاع بأمر الزوج رأيت /عليها المتعة وإ ن اشترى زوجته لم يمتعها لبقائها
أن
معه ولو اشترى بعضها متّعها ،وأما المخيرة والمملكة فقال االمام ابن رشد :روى ابن وهب ّ :
لهما المتعة.
وقال ابن خويز منداد :ال متعة لهما ،وقال ابن يونس :لمن اختارت نفسها بتزويج أمة عليها المتعة
،انتهى.
قال ابن عرفة :المطلقة ال متعة لها في البائن دون الرجعي فإن ماتت في العدة فالظاهر أن المطلق
يرث من تلك المتعة.
ألنه إذا كان الطالق بائنا فال متعة وال ميراث ،وإ ن كانت رجعية فقد ماتت
قيل البن عرفة :ال يرث ّ
قبل أن تجب لها ألنها ّإنما تجب لها بعد انقضاء العدة ؟
( )2/685
( )2/687
( )2/688
( )2/689
( )2/690
( )2/692
( )2/693
( )2/695
( )2/696
( )2/697
( )2/698
( )2/699
( )2/700
( )2/701
( )2/702
( )2/703
( )2/704
صفحة رقم 705
ب ِم ْنهُ َفلَْي َس ِمِّني ...
قوله تعالى ( :فَ َمن َش ِر َ
(.
فسره الشيخ الزمشخري :بالكرع مع أنه ينفي فيه المفهوم ألن الشرب منه يكون كرعا ويكون بإناء
تمأل منه أو باليد.
وقوله ( َفلَْي َس ِمِّني ) فسره إن أراد نفيه حقيقة عنه فيكون مجازا ألنه معلوم أنه ليس منه ،فعبر بنفيه
عنه نفيه عن ملته ،وإ ن أراد نفيه عن اتباعه أي فليس من اتباعي وجندي فيكون على إضمار
مضاف فيتعارض المجاز واإلضمار.
قوله تعالى َ ( :و َمن لَّ ْم َي ْ
ط َع ْمهُ فَِإَّنهُ مني (.
مني ) ؟ قال :
قال ابن عرفة :أكد الثّاني ( بإن ) ،ولم يقل في األول ( فمن شرب منه فإنه ليس ّ
والجواب بأنه ّإنما لم يؤكد األول ألن سببه أكثر ( في ) الوقوع ،وأكد الثاني ألن سببه أقل في
الوقوع فأكده حضا على المبادرة إلى امتثال سببه والعمل بمقتضاه.
أن الماء طعام وهو قول ابن نافع نقله ابن يونس في كتاب السلم الثالث.
قال :واحتج به بعضهم على ّ
وكان القاضي أبو عبد اهلل بن عبد السالم يحكي لنا عن الفقيه القاضي أبي القاسم /بن علي بن البراء
أن رجال سأله وهو
( )2/705
( )2/706
( )2/707
( )2/708
( )2/709
( )2/710
( )2/711
صفحة رقم 712
أكثر المفسرين على أن المراد لو ال ان يدفع اهلل بمن يصلي عمن ال يصلي وبمن يتقي عمن ال يتقي (
ألهلك ) الناس بذنوبهم.
وضعفه ابن عطية قال :والحديث الذي ذكر عن ِ
ابن عمر هما المعارض لآلية ال يصح.
قلت :انظره في تفسير مكي.
قال ابن عرفة :وكان بعضهم يبدي في هذه اآلية معنى ذكره البيانيون وهو الفرق بين قولك :أكلت
بعض الرغيف وبين قولك :أكلت الّرغيف بعضه.
وكذلك :أكلت بعض الشاة ،وأكلت الشاة بعضها.
( فما تقول ) إال أذا كان المأكول أكثرها أو كان أفضلها ،ألنه من باب إطالق اسم الكل على الجزء
وال يكون إال لمعنى.
قال :وفي اآلية حجة على من يجعل لفظ البعض ال يطلق إال على األقل وهو ( خالف نقله ) اآلمدي
في شرح الجزولية في باب التثنية والجمع ألن البعض األول عبر به عن الدافع والبعض الثاني عن
المدفوع ،والدافع إما أقل من المدفوع أو أكثر أو مساو.
وأجيب بأن هذا الزم إذا كانا قسمين فقط ولعلها ثالثة أقسام دافع ومدفوع عنه ومدفوع .
( )2/712
( )2/714
( )2/715
صفحة رقم 716
ابن عرفة :هذا كالنتيجة بعد المقدمتين ألن تلك اآليات المعجزات دالة على صحة رسالة محمد.
وأكدت رسالته ب ( أن ) والالّم بورودها بهذا اللفظ ألنه أبلغ من قوله وإ ّنك
( المرسل ) كما قال ) يس والقرآن الحكيم ِإَّن َك لَ ِم َن المرسلين ( قاله الزمخشري في قول اهلل في
آمُنوْا َو َع ِملُوْا الصالحات لَُن ْد ِخلََّنهُ ْم ِفي الصالحين.
سورة العنكبوت ) والذين َ
ض ... ضهُ ْم على َب ْع ٍ ( قوله تعالى ( :تِْل َك الرسل فَ َّ
ضْلَنا َب ْع َ
(.
السورة ،أو التي ( ثبت )
قال ( الزمخشري ) :اإلشارة إلى جماعة الرسل التي ذكرت فقط في ّ
علمها عند رسول اهلل.
قال ابن عرفة :بل اإلشارة إلى ما قبله يليه وهي الرسل المفهومة من قوله ) َوإِ َّن َك لَ ِم َن المرسلين
( قال ابن عرفة :فهذا التفضيل إما مطلقا /أي بعضهم أفضل من بعض ( مطلقا ) ،أو من وجه
دون وجه ،فبعضهم أفضل من بعض في شيء والمفضول في ذلك أفضل من الفاضل في شيء آخر
،فهل هو كاألعم مطلقا أو كاألعم من وجه دون وجه ،والظاهر األول.
وما ورد في الحديث ( :ال تفضلوني على موسى وال ينبغي ألحد أن يقول :أنا أفضل من يونس بن
متى ) فال يعارض هذا ألن اآلية اقتضت تفضيل بعضهم على بعض من غير تعيين الفاضل من
المفضول.
قيل له :معلوم أن رسول اهلل أفضل الخلق ؟ ( فقال ) :بان ذلك يعتقده ( اإلنسان ) وال يقوله
سدا للذريعة ،أو يجاب بأنه تواضع من النبي ،
بمحضر الكفار لئال يقعوا بالنبي بتنقيص ( فيتركه ) ّ
قاله الغزالي كقوله ( :أنا سيد ولد آدم وال فخر ).
وأجاب القاضي عياض في اإلكمال عن معارضة حديث نوح لحديث ( ال ينبغي ألحد أن يقول أنا
خير من يونس بن متى ) وحديث ( ال
( )2/716
( )2/717
( )2/718
صفحة رقم 719
قوله تعالى :
ِ
آم َن َو ِم ْنهُم َّمن َكفََر َولَ ْو َش َ
آء اهلل َما اقتتلوا ... ) فَم ْنهُم َّم ْن َ
(.
قدم المؤمن لشرفه وإ الّ فالكافر أكثر وأسبق وجودا.
آء اهلل ( إما تأكيد ،أو المراد باألول جميع الخلق.
و قوله تعالى َ ( :ولَ ْو َش َ
( والمراد ) بهذا المؤمنون.
قوله تعالى ( :ولكن اهلل َي ْف َع ُل َما ُي ِر ُ
يد (.
صريح في مذهب أهل السنة وهو ينعكس بنفسه ،فكل مراد مفعول nلقوله ( ) ولكن اهلل َي ْف َع ُل َما ُي ِر ُ
يد
(.
وكل مفعول مراد ).
آء اهلل َما اقتتلوا ( فدل على أنه أراد اقتتالهم إذ لو لم يرده لما وقع.
ولقوله َ ) :ولَ ْو َش َ
انتهى.
َنفقُوْا ِم َّما َر َز ْقَنا ُكم (.
قوله تعالى ( :ياأيها الذين آمنوا أ ِ
قال ابن عطية ( :هو عام في الجهاد والتطوع ).
والتحاكم في هذا إلى السبب المتقدم ( هل ينهض ) إلى وجوب القصد عليه أو يعم فيه وفي غيره ؟
ص ّد ْق.
ص ّد ْق ،وبين قولك :يا غني تَ َ
قال ابن عرفة :وفرقوا بين قولك :تَ َ
بثالثة أوجه :إما للوصف المناسب ،أو تنبيه المخاطب ،أو استحضار ذهنه.
النداء .
وإ ما خوف احتمال الشركة في ّ
( )2/719
( )2/720
( )2/722
( )2/723
( )2/724
( )2/725
( )2/726
( )2/727
صفحة رقم 728
قال ابن عطية ( :وقد قال الخضر لموسى عليهما السالم :ما نقص علمي وعلمك من علم اهلل إالّ ما
نقص هذا العصفور من البحر ).
متناه ألن البحر ٍ
متناه ،فالنقص فيه معقول nوليس المراد شبه ما ليس بمتناه بما هو ٍ
قال ابن عرفة ّ :
ُ
حقيقة النقص ،بل معناه نسبة علمي وعلمك من معلوم اهلل تعالى الذي لم ندركه نحن كنسبة ما يتعلق
بالعصفور من ماء البحر إلى ماء البحر.
انتهى.
قوله تعالى َ ( :و ِس َع ُك ْر ِسيُّهُ السماوات واألرض ...
(.
قال ابن عرفة :كالم الزمخشري هنا حسن وكالم ابن عطية في بعضه إيهام واأللفاظ الموهمة إذا
وردت من الشارع تأولت وردت إلى الصواب ،وإ ن وردت من غيره لم تتأول ألن الشارع يذكر
آء ( ( فالمحق ) يصرفها عن ِ ِ ُّ
آء َوَي ْهدي َمن َي َش ُ
األلفاظ الموهمة لالبتالء بها ) فَُيضل اهلل َمن َي َش ُ
ظاهرها إلى الصواب والمبطل يقف مع الظاهر ،وأما إذا وردت من غير ( الشارع ) فال تتأول .
قلت :وكذا قال الزمخشري :لفظ الكرسي تخيي ُل.
( )2/728
( )2/730
( )2/731
( )2/732
صفحة رقم 733
قوله تعالى ُ ( :ي ْخ ِر ُجهُم ِّم َن الظلمات ِإلَى النور ...
(.
وأورد الزمخشري في أول سورة األنعام سؤاال فقال :ألي شيء جمع الظلمات وأفرد النور وحقه إن
كان يورده هنا ؟ وأجاب بتعدد طريق الشرك واتحاد طريق اإليمان.
قال ابن عرفة :وإ خراج المؤمنين من الظلمات إلى النور بالفعل حقيقة ،ألنهم كانوا كافرين فآمنوا ،
والكافرون كانوا في مظنة اإليمان أو القبول إلى اإليمان فأخرجهم إلى التصميم على الكفر والقسمة
رباعية كفر مستديم إلى الموت وإ يمان دائم إلى الموت وكفر بعد اإليمان وإ يمان بعد كفر فتضمنت
اآلية القسمين األخيرين.
امُنوا ) فيريد به المستقبل ويبقى ( nيخرجهم ) على ظاهره قال ابن عرفة :إما أن يتجوز في لفظ ( َء َ
امُنوا ) على ظاهره ويتجوز في لفظ ( ُي ْخ ِر ُجهُم ) وغلب في اآلية مقام الوعظ ،أو يبقى ( َء َ
ون ( وذكر ِ ِ
اب النار ُه ْم فيهَا َخال ُد َ
َص َح ُ
والتخويف على مقام البشارة فلذلك لم يقل في األول ) :أولئك أ ْ
في الثاني .
( )2/733
( )2/734
( )2/735
( )2/736
( )2/737
( )2/738
( )2/740
( )2/742
إن اهللَ
عما وراء ذلك ،فَ ّ
( )2/743
( )2/744
( )2/745
( )2/746
( )2/747
( )2/748
( )2/749
صفحة رقم 750
( قوله تعالى ) ) :لَهُ ِفيهَا ِمن ُك ِّل الثمرات ...
(.
أن معظمها النخيل واالعناب وفيها من كل الثمرات. َعَن ٍ
اب ( ،يعني ّ وقد قال ِّ ) :من َّن ِخ ٍ
يل َوأ ْ
آء ... قوله تعالى َ ( :ولَهُ ُذِّرَّيةٌ ُ
ض َعفَ ُ
(.
بيان لتمام الحاجة ( إلى ) ثمر الجنة أو هو احتراس ألن من بلغ الكبر يكفيه ذرية ينفقون nعليه وال
يحتاج إلى أحد.
طيِّب ِ
ات َما َك َس ْبتُ ْم ... ِ
قوله تعالى ( :من َ َ
(.
فيعم الحالل و ( غيره ) إال أن يريد المستل ّذ بقيد كونه ( حالال ) أو يقال بالعموم
يحتمل المستلذات ّ
ربه ولكن ذلك بعد الوقوع ،وأما ابتداء ( فيؤمر )
ب ( يجزى ) عن ّصَاغ َ
ألن الغاصب إذا ز ّكى َم َ
ربه ،وقيل :الطيب الحالل هنا .
برده إلى ّ
ّ
( وقوله ) َ ) :و ِم َّمآ أ ْ
َخ َر ْجَنا لَ ُكم ِّم َن األرض (.
إشارة إلى الحقيقة وأن الكسب ّإنما هو سبب ( ال مؤثر ) ،ألن ما أُخرج من األرض يدخل في
الكسب فهو عطف خاص على عام أو مقيد على مطلق .
( )2/750
( )2/751
صفحة رقم 752
َن اهلل َغنِ ٌّي َح ِم ٌ
يد ( . قوله تعالى ( :واعلموا أ َّ
احتراس أن تتوهموا أن الصدقة بهذا يحصل بها نفع لآلمر بل النفع لمخرجها فقط.
( )2/752
( )2/753
( )2/754
( )2/755
( )2/756
( )2/757
( )2/758
( )2/759
صفحة رقم 760
به الحاجة إلى السؤال فأفاد أن هؤالء لم يتّصفوا بتعفّفهم الالئق بهم بل اتصفوا بالتعفف اإلجمالي.
ِِ
اه ْم (. قوله تعالى ( :تَ ْع ِرفُهُم بس َ
يم ُ
الخطاب له ولغيره.
ون الناس ِإْل َحافاً ...
قوله تعالى ( :الَ َي ْسَئلُ َ
(.
ظالٍَّم لِّْل َعبِ ِيد ( أي لو
ُّك بِ َ
ونقل هنا ابن عرفة كالم المفسرين ثم قال :ويحتمل أن يكون مثل ) َو َما َرب َ
قدر صدور السؤال منهم لما قدر وقوعه إال باإللحاف ألجل ما نالهم من الجهد والحاجة ،ويحتمل أن
يكون مثل قول اهلل تعالى ) الَ َي ْح ُزُنهُ ُم الفزع األكبر ( فيكون من باب ( نفي ) استلزام األخص أمرا
وإ ذا لم يستلزم األخص أمرا لم يستلزمه األعم.
والمعنى :ال يسألون الناس ألجل اإللحاف ( في السؤال ) أي ألجل سبب اإللحاف وهو شدة الحاجة
وإ ذا لم يسألوهم ألجل شدة الحاجة فأحرى أن ال يسألوهم ألجل سبب عدم اإللحاف وهو مطلق
الحاجة فقط.
قال الفخر بن الخطيب يحتمل أن يراد باإللحاف ( تأكيد ) صبرهم .
( )2/760
( )2/761
صفحة رقم 762
ون أ َْم َوالَهُم بالليل والنهار ... ِ
قوله تعالى ( :الذين ُينفقُ َ
(.
قال ابن عطية :عن ابن عباس هما نزلت في علي ابن أبي طالب كرم اهلل وجهه كانت له أربعة
دراهم تصدق بدرهم ليال وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم عالنية.
قيل البن عرفة :التصدق بالليل والنهار اليخرج عن كونه سرا ( أو ) عالنية ؟ ( فقال :ال يصح
االعتراض على السبب وإ نما النظر في ذلك عند تطبيق السبب على لفظ اآلية ،ويفهم هذا بأنه قسمة
رباعية فتصدق ( بدرهم ) بالليل سرا وبدرهم عالنية وفي النهار بدرهم سرا وبدرهم عالنية ).
السر غير
قال :هو في اآلية عندي تفسير ( سرا ) راجع لليل ( ،وعالنية ) للنهار ،بدليل إتيان ّ
معطوف.
السر أفضل من نفقة العالنية.
أن نفقة ّ
قال :وعادتهم يقولون ألي شيء قدم السر على العالنية مع ّ
فهال بدأ بالعالنية ليكون العطف ترقيا ال تدليا ألن عطف الترقي فيه تأسيس وعطف التدلي فيه
ضرب من التأكيد ؟ قال :فكانوا يجيبون بقاعدة استصحاب الحال ،وذلك ألن نفقة السر أفضل من
نفقة العالنية لخلوص النية فيها فإذا أنفق ّأوال سرا بنية خالصة واستصحب تلك النية بعينها في نفقة
الجهر ( فإنفاق ) الجهر بتلك
( )2/762
( )2/763
( )2/764
( )2/765
( )2/766
صفحة رقم 767
ذم آلكله مطلقا ،وفي الثانية ذم له إذا اتّصف باألكل بال ّشمال وقد ال يتصف به ،وكذلك
في األولى ّ
هذا يلزم أن يكون التشبيه خاصا بقيامهم من المس فيقال :لعل لهم ( حالة ) أخرى يقومون ( nبها )
من المس.
الجن باألصالة ،وهو كفر ال شك فيه فإنه
قال ابن عرفة :اعلم أن القدماء من المعتزلة ينكرون ّ
تكذيب للقرآن والحديث ،والمتأخرون منهم يثبتونهم وينكرون الصرع.
قوله تعالى َ ( :ذِل َك بِأََّنهُ ْم قالوا ِإَّن َما البيع ِم ْث ُل الربا ...
(.
قال الزمخشري :اإلشارة للعقاب.
قال ابن عرفة :أو ألكلهم الربا ألنه سبب في عقوبتهم وسبب السبب مسبب ،وهذا قياس تمثيلي
ذكروا منه قياس ( الشبه ) والتسوية
( )2/767
( )2/768
صفحة رقم 769
النص فهو
النص متقدما فهو قياس في معرض ّ
قال ابن عرفة :بل هو عندي تجهيل لهم ،ويكون ّ
فاسد الوضع وعلى ما قال الزمخشري يكون النص غير متقدم.
ق اهلل الربا ...
قوله تعالى َ ( :ي ْم َح ُ
(.
السابق فلما تضمن الكالم ّ قال ابن عرفة :األحكام الشرعية منطوية بمصالح الدنيا واآلخرة ّ ،
ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َج ُر ُه ْم ِع َ
ند َرِّب ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ حصول المصلحة األخروية بالصدقة لقول اهلل تعالى ) َفلَهُ ْم أ ْ
تضمن هذا ّ /أنه محصل للمصلحة الدنيوية ،والربا الربا ّ ون ( والعقوبة في اآلخرة لفاعل ّ
َي ْح َزُن َ
ألن الربا ( ممحقة ) للمال والصدقة زيادة فيه. متضمن للمسفدة الدنيوية ّ
وحمله ابن عطية على أنه في الدار اآلخرة.
والظاهر األول.
بالربا ،وفيما تقدم بالصدقة وطريق المقابلة واللّف والنشر العكس.
وبدأ هنا ّ
قدم الكالم ( على ) الربا ثم عاد إلى الصدقة.
لكن الجواب لما كان ذكر الصدقة قد يطول الكالم فيه ّ
الربا فهو أبلغ في التخويف ألن محق المال الذي فيه
فإن قلت :هال قيل يمحق اهلل المال الذي فيه ّ
الربا أشد الستلزامه محق الربا وزيادة ؟ فالجواب :أن هذا ( أجلى ) من محق الربا و المخاطبون
ّ
عوام .
ب ُك َّل َكفَّ ٍار أَثِ ٍيم ( .
قوله تعالى ( :واهلل الَ ُي ِح ُّ
( )2/769
( )2/770
صفحة رقم 771
قال ابن عرفة :إن قلنا :إن نقيض المستحب مكروه فالمعنى ظاهر وإ ن قلنا :إن نقيضه غير
مكروه فهال قيل :واهلل يكره كل كفار أثيم ،ألن نفي المحبة أعم من الكراهة وعدمها.
قال :وعادتهم يجيبون بقول العرب في المدح ( التام ) حبذا زيد.
( وفي الذم التام ال حبذا زيد ) فنفي المحبة عندهم يستلزم الكراهة.
فإن قلت :هال قيل :واهلل ال يحب كل ( كافر ) أثيم فهو أبلغ ؟ قلت :إنه لما كان النفي أخص كان (
المنفي ) أعم.
َج ُر ُه ْم ِع َ
ند َرِّب ِه ْم اموْا الصالة َوآتَُوْا الزكواة لَهُ ْم أ ْ ِ
آمُنوْا َو َعملُوْا الصالحات َوأَقَ ُ
ِ
قوله تعالى ( :إ َّن الذين َ
...
(.
أج ُر ُه ْم ( لوجهين :
أج ُر ُه ْم ) وقال فيما سبق َ ) :فلَهُ ْم ْ
قال هنا ( :لهُ ْم ْ
( )2/771
( )2/773
( )2/775
( )2/776
صفحة رقم 777
قال ابن عرفة :يريد أنه على األول يكون نسخا لغويا وعلى الثاني يكون نسخا في اصطالح
األصوليين.
قال :وهنا أورد القرافي ( في قواعده ) سؤاال قال :ثواب الواجب أعظم من ثواب المندوب مع أن
أن التصدق عليه بن أفضل ،ثم
بالدين واجب والتصدق عليه مندوب واآلية نص في ّ
تأخير الغريم ّ
أجاب التصدق به يستلزم التأخير وزيادة.
ص َّدقُوْا َخ ْيٌر لَّ ُك ْم ...
قوله تعالى َ ( :وأَن تَ َ
(.
ت ...
س َّما َك َسَب ْقوله تعالى ( :ثَُّم توفى ُك ُّل َن ْف ٍ
(.
قال ابن عرفة :عام مخصوص ألن المجانين واألطفال ال يدخلون فيها.
فإن قلت :ال كسب لهم ؟ قلنا :تقرر مذهبنا أن الطفل الصغير إذا استهلك شيئا فإنه يغرم مثله أو
قيمته من ماله ( ،فنرى ) كسبه معتبرا في الدنيا وهو في اآلخرة معفو عنه .
( )2/777
( )2/778
صفحة رقم 779
قال ابن عرفة :بلى أتى به ليكون نكرة في سياق الشرط فيفيد العموم.
ب َك َما َعلَّ َمهُ اهلل ... ْب َكاتِ ٌ
ب أَن َي ْكتُ َ قوله تعالى ( :فاكتبوه َوْلَي ْكتُب ب َّْيَن ُك ْم َكاتِ ٌ
ب بالعدل َوالَ َيأ َ
(.
األمر بالكتب مصلحة دنيوية وهي حفظ المال ،ومصلحة دينية وهي السالمة من الخصومة بين
المتعاملين.
قيل البن عرفة :يخرج ( الدين ) الذي على الحلول ؟ فقال :ال يحتاج إلى كتب وثيقة غالبا فإن له
طلبه في الحال.
إبن عطية :قوله ( بالعدل ) متعلق بقوله تعالى ( َوْلَي ْكتُب ) ال ب ( كاتب ) لئال يلزم عليه أالّ يكتب
أن المنتصبين الصبي والعبد والمسخوط إذا ( أقامو فقهها ) إالّ ّّ الوثيقة إالّ العدل في نفسه وقد يكتبها
لكتبها ال يجوز للوالة أن ( يولّوهم ) إال عدوال مرضيين .
( )2/779
( )2/780
( )2/782
( )2/783
صفحة رقم 784
ض ْو َن ِم َن الشهدآء ... ِ
قوله تعالى ( :م َّمن تَْر َ
(.
استَ ْش ِه ُدوا ).
متعلق ب ( ْ
وأبطل أبو حيان تعلقه ب ( امرأتين ) أو ب ( رجلين ) لئال يلزم عليه المفهوم وهو إطالق الحكم في
الرجالن مرضيان كانا أو غير ( مرضيين ). الفريق اآلخر وهما ّ
( وأجاب ابن عرفة :بأن قوله ِ ( :من ِّر َج ِال ُك ْم ) ( و َش ِه َ
يد ِ
ين ) باإلضافة ،والمبالغة تفيد كونهما
مرضيين ).
ِ
اه َما األخرى ... قوله تعالى ( :أَن تَض َّل ِإ ْح َد ُ
اه َما فَتُ َذ ِّك َر ِإ ْح َد ُ
(.
قال ابن عرفة :كان بعضهم يقول :إنه تعليل للمجموع ( وإ رادة ) أن تذكر إحداهما اآلخرى إذا
ضلت .
( )2/784
( )2/785
صفحة رقم 786
وقرأها نافع وأبو عمروا باأللف من غير همزة وابن ذكوان بهمزة ساكنة والباقون بهمزة مفتوحة.
َّي ِء ) قرأ حمزة بسكون الهمزة إجراء للوصل مجرىوالثالث قوله ّ في سورة فاطر َ ( :و َم ْك ُر الس ّ
الوقف والباقون بتحريكها.
وبوا ِإلَى َب ِارئِ ُك ْم ).
قلت :وموضع رابع وهو ( فَتُ ُ
روى فيه عن أبي عمرو االختالس وروي عنه اإلسكان.
اه َما فَتُ َذ ِّك ُر ) جعل ( إن ) شرطا والشرط وجوابه رفع ِ
قال ابن عطية :وقرأ حمزة ( ِإن تَض ّل ِإ ْح َد ُ
اد فََينتَِق ُم اللّهُ ِم ْنهُ ).
تذكر ) كما ارتفع قوله تعالى ( َو َم ْن َع َ ألنه صفة للمرأتين ،وارتفع ( ُ
هذا قول سيبويه وفي هذا نظر .
( )2/786
استَ ْش ِه ُدوا ) ٌ
أمر للمتعاقدين ( َوالَ أن األمر بالشيء ليس هو نهيا عن ضده ألن ( ْ
وال يؤخذ من اآلية ّ
ْب ) نهي للشاهدين .
َيأ َ
( )2/787
( )2/788
( )2/789
( )2/790
( )2/791
صفحة رقم 792
هذه الزيادة رفع الجناح عن الكتب في الحاضر وبقاء األمر في اإلشهاد فيها من غير كتب.
أبو حيان :وقيل االستثناء متصل راجع ( لقوله ) ( َوال تَ ْسَئ ُموا ) .
وقَ ّدر أبو البقاء معنى االتصال في االستثناء ألنه أمر باالستشهاد في كل معاملة ،واستثنى منه
التجارة الحاضرة.
والتقدير :إالّ في حال الحضور للتجارة.
قال الصفاقسي :وفي هذا التقدير نظر.
انتهى.
قوله تعالى ( :وأشهدوا ِإ َذا تََب َاي ْعتُ ْم ...
(.
وها ( ألن َّ
اح أَال تَ ْكتُُب َ
هذه تضمنت اإلشهاد من غير كتب فال تناقض ( ( في قوله َ ) :فلَْي َس َعلَْي ُك ْم ُجَن ٌ
تلك ّإنما اقتضت رفع الجناح عن عدم الكتب و ( بقي ) اإلشهاد مطلوبا ) ).
يد ... ض َّآر َكاتِ ٌ
ب َوالَ َش ِه ٌ قوله تعالى َ ( :والَ ُي َ
(.
يضار ُر مبينا للمفعول. n
َ ِ
يضار ُر مبينا للفاعل أو يحتمل أن يكون أصله
( )2/792
( )2/794
( )2/795
صفحة رقم 796
أن القاضي أبا محمد عبد اهلل اللّخمي بعث له صهره
وحكى أبو العباس أحمد بن حلولو عن والده ّ
يأخذ األجرة على الشهادة ،فتقيأه
سيدى أََبو علي بن قداح بزير لبن فشربه ثم سمع أنه من عند شاهد ّ
ألنه كان يأخذ ذلك
،ثم لما صار هو شاهدا كان يأخذ في الشهادة قدر الدينار كل يوم ،وما ذلك إال ّ
من وجهه ،والشاهد األول لم يكن يأخذ ذلك من وجهه.
وق بِ ُك ْم ...
قوله تعالى َ ( :وإِ ن تَ ْف َعلُوْا فَِإَّنهُ فُ ُس ٌ
(.
تعدي الحدود الشرعية.
الحد وفي ال ّشرع هو ّ
الفسق في اللّغة مطلق الخروج عن ّ
قوله تعالى ( :واتقوا اهلل َوُي َعلِّ ُم ُك ُم اهلل ...
(.
قال ابن عرفة :هذا دليل على ثبوت اشتراط العلم في الكاتب والشاهد.
ٍ ِ ِّ
قوله تعالى ( :واهلل بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
يم (.
اختلفوا في لفظ ( شيء ) هل يصدق على المعدوم أو ال ؟ وقال الشيخ القرافي في تأليفه على
األربعين البن الخطيب :إن ذلك الخالف إنما هو في كونه محكوما به ال في كونه متعلق الحكم
كقولك :المعدوم شيء.
ٍ ِ ِّ
وأما مثل ) واهلل بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
يم ( فهو متعلق الحكم .
( )2/796
( )2/797
( )2/798
( )2/799
( )2/800
( )2/801
( )2/802
( )2/803
( )2/804
( )2/805
( )2/806
( )2/807
( )2/808
صفحة رقم 809
قال الزمخشري :قرأ ابن عباس َ ) :و ِكتَابِ ِه ( يريد القرآن وعنه الكتاب أكثر من الكتب.
فإن قلت :كيف يكون الكتاب أكثر من الكتب ؟ قلت :ألنه إذا أريد بالواحد الجنس والجنسية قائمة
في وحدان ( الجنس ) كلها لم يخرج منها شيء ،وأما الجمع فال يدخل تحته ( االّ ما فيه الجنسية من
المجموع.
وقدره الطيبي بأن المفرد إذا أريد به الجنس يدخل تحته ) المجموع واألشخاص بخالف الجمع فإنه ال
يتناول إال المفردات فقط.
أن
قيل البن عرفة :قد اختلفوا في المفرد المحلى باأللف والالّم ( هل يفيد العموم ،واتفقوا على ّ
الجمع يفيد العموم ال سيما المحلى باأللف والالّم ) ؟ فقال ( :ما كالمنا ) إال فيما ثبت فيه العموم من
مفرد أو جمع ،فالمفرد الذي يثبت فيه العموم ( أعم من الجمع الذي يثبت فيه العموم ) .
( )2/809
( )2/810
( )2/811
( )2/812
( )2/813
( )2/815
( )2/816
( )2/817
( )2/818
( )2/819
( )2/820
( )2/821