Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الخامسة الوقائع الاقتصادية في ظل النظام الاسلامي
المحاضرة الخامسة الوقائع الاقتصادية في ظل النظام الاسلامي
لقد أطلقت تسمية العصر الوسيط على الفترة التي تتوسط العصر القديم و الحديث حل
بالغرب النظام اإلقطاعي في حوالي 476م عندما سقطت روما في يد القبائل الجرمانية مما يعني
إن العصر الوسيط سيكون من سنة 500م إلى 1500م عند بداية عمليات االستكشاف
الجغرافية و حينها انقسم اإلقطاع إلى مبكر قائم على أنقاض العبودية مباشرة و إقطاع متأخر
جاء نتيجة هيمنة عالقات اإلنتاج اإلقطاعية في الريف األوربي
أما بالشرق فاألمر مختلف لقد كان لبعثة محمد "ص" في 610م أي بعد مولده صلى هللا عليه
وسلم في الثاني عشر من ربيع األول عام الفيل أي سنة 570ميالدي و الذي قدم للعالم الشريعة
اإلسالمية يلخصها سيدنا محمد صلى هللا عليه و سلم بالحديث املشهور باإليمان و االسالم و
اإلحسان 1.فقدم للعاملين اإليمان لتطمئن القلوب و قدم اإلسالم كي تنهئ نفوس الناس جميعا و
قدم اإلحسان للعاملين جميعا كما يقول صلى هللا عليه وسلم في حديث آخر إن هللا يحب
اإلحسان و في حديث آخر إن هللا يحب الرفق في األمر كله ،قدم شريعة لم و لن تنقض ي عجائبها
إلى يومنا هذا و إذا ما قدمنا تلك التجارب التطبيقية سواء النموذجية للرسول صلى هللا عليه
وسلم أو الخلفاء الراشدين أو تلك النماذج األخرى غير املعيارية كبني أمية و العباسيين و
الفاطميين سنقدم وقائعها االقتصادية في إطارها الزمني و التمايز واضح بيننا حيث هم يسمونها
عصور الظالم ( الغربيين )لكن بالنسبة إلينا هي عصر النور2
-20عن .....جاء الى رسول هللا "ص" رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب :عجبوا له يسأله ويصدقه :قال مااليمان :ان نؤمن
باهلل و مالئكته و كتبه ورسله و اليوم اآلخر و القدر خيره وشره ،فقال صدقت ،و قال ما االسالم ،فقال :ان تشهد ان ال اله اال هللا و
ان محمدا رسول هللا و تقيم الصالة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت ،قال صدقت و قال ما االحسان ،قال ان تعبد هللا
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
و فم الزمان تبسم و ثناء -21ولد الهدى و الكائنات ضياء
يوم يتيه على الزمان صباحه و مساءه بمحمد وضاء
هذان في الدنيا هما الرحماء و إذا رحمت فأنت أم أو أب
بك يا ابن عبد هللا قامت سمحة بالحق من ملك الهدى غراء
قصيدة "ولد الهدى" أمير الشعراء أحمد شوقي موسوعة داء الجماعة من ارسطوطاليس لم يوصف له حتى اتيت دواء
https://www.aldiwan.net>poem20977الشعر العربي
:2الحياة االجتماعية و االقتصادية قبل اإلسالم:
كان العرب يعيشون في ظل نظام القبيلة و العشيرة عند انحالل النظام املشاعي و بداية النظام
العبودي و كان في األعراب من األخالق ما هو جيد و من عاداتهم السيئة في الجاهلية وأد البنات
مدفوعين بأسباب اقتصادية و اجتماعية كالخوف من الفقر و العار و في هذا يقول هللا تعالى
واصفا إياهم " و إذا بشر أحدهم باألنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء
ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أال ساء ما يحكمون " 3و يوجد أيضا في عادات
العرب السيئة قبل اإلسالم حرمان املرأة من امليراث و كانوا يدفنون موتاهم في بيوتهم و بمالبسهم
و كانوا يعقلون ناقته عند قبره حتى تموت و جاء اإلسالم و نهاهم عن كل هذه العادات السيئة و
غيرها كثير ( كشرب الخمر و اإلستقسام باألزالم و مليسر ...الخ )و كل هذا ملا فيها من أضرار
اجتماعية و نفسية و اقتصادية ،وقد كان االقتصاد في مكة تجاريا و في املدينة والطائف زراعيا
قائم على استغالل الضعفاء و العبيد و ذلك حتى القرن السادس امليالدي و في هذه املرحلة
وصلت القبائل العربية إلى أطراف الجزيرة و اتخذ العرب موقفا محايدا اتجاه القوى الكبرى
آنذاك " الفرس و الروم " و كان لبعثة محمد صلى هللا عليه وسلم اثر كبير على في انتشار تلك
القيم اإلنسانية كتحرير املرأة 4و تحرر العبيد 5و إشراك الضعفاء في مال األغنياء 6و جاءت
كلها كتشريعات قرآنية مدعومة بالسنة النبوية
إن االقتصاد اإلسالمي يقوم على ركيزتين هما العقيدة و األخالق فقد يتساءل احد و يقول ما
دخل االقتصاد في األخالق فنقول هنا إن الرأسمالية و في أزمة 2008أزمة الرهن العقاري يقول
الرئيس االمريكي أوباما ان الرأسماليين و املستثمرين كانوا جشعين و في تصريح آخر لبوش االبن
الرئيس االمريكي االسبق ان املستثمرين كانوا غير مسئولين .ان االسالم ليس نظرية بل هو
شريعة إالهية و لذلك ال يمكن مقارنته بالنظريات الوضعية كالرأسمالية و االشتراكية بسبب إن
3
-القرآن الكريم ،سورة النحل ،االية ()58-59
4
-المرأة ال تقتل و ترث بل أكثر من ذلك هنالك صورة كاملة للنساء في القرآن الكريم
-24يوجد الكثير من االيات في القرآن الكريم تأمر بتحرير العبيد كاآلية 3-2من سورة المجادلة و اآلية 6من سورة الحشر واآلية
29سورة المائدة
6
-للضعفاء الحق في مال االغنياء عن طريق الزكاة و الصدقات...الخ و الزكاة هي عبادة و حق ( قانون ) محدد في القرآن الكريم
هذه النظريات ترتكز على فروض و مبادئ قابلة للنقض و التعديل إن اإلسالم فانه جاء بأصول
عامة ثابتة قياسية صالحة لكل مجتمع و كل زمان و مكان و الشريعة اإلسالمية قدمت حلوال
نموذجية ملسائل اجتماعية و اقتصادية مرنة كأن نقول سعر الفائدة %0ال ربا في اإلسالم رأس
املال ال يلد ماال و في مسألة أخرى اجتماعية و اقتصادية تكفل هللا بتحديد القيمها التركات و
املواريث فهي محددة و مفصلة في القرآن في حين أنه في ارويا الرأسمالية استمرت مشكلة اإلرث
إلى غاية القرن 16حيث كان االبن البكر يأخذ كل التركة لوحده و األنثى كانت تحرم منها و في إطار
الرأسمالية الغربية يجوز إن يوص ي امليت بتركته كلها أو أغلبها لحيوان أو ناس آخرين و يحرم
أبنائه ...الخ
و تتضح أصول االقتصاد اإلسالمي بصيغة عامة بمنهيات و أوامر وواجبات بالقرآن و السنة
سنتطرق في موضوع االقتصاد اإلسالمي إلى تلك العناصر األساسية العامة املحددة كوضع الثروة
و العدالة االجتماعية و الحرية في إدارة االقتصاد و املجتمع
-1-4الثروة في اإلسالم :هي جميع األصول املادية 7و املعنوية 8و هي ملك هلل و اإلنسان
مستخلف 9فيها يستخدمها فيما ينفع و ال يضر للفرد و الجماعة و هي أمانة يسأل عنها اإلنسان
يوم القيامة
-2-4العدالة االجتماعية :إن العدالة االجتماعية في اإلسالم ليست شعارا و إنما هي فريضة
دينية و اجتماعية و اقتصادية و قد ورد ذكرها في النصوص القرآنية "خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم و تزكيهم بها " 10و في أية أخرى يحث هللا سبحانه و تعالى على تحرير العبيد "فك رقبة أو
إطعام في يوم ذي مسغبة " 11و في أية أخرى إن في أموال املؤمنين حقوق للضعفاء " الذين في
إن الحرية في اإلسالم ليست هي الحرية بمعنى الليبرالية في الرأسمالية فالحرية هنا مشروطة و
مؤطرة بمبادئ و التزامات حقوق و موانع يجب الوقوف عندها و ما عدى ذلك فاجتهاد
12
-قران كريم سورة المعا رج اآلية 25-24ص 569
13
-قران كريم سورة اآلية
"-33فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة " "و الذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالو فتحرير رقبة من قبل إن يتماسا ذلكم
توعظون به و هللا بما تعملون خبير "
ً
العدالة االجتماعية األمر الذي أحدث تطورا اقتصاديا و اجتماعيا نورده مختصرا كما
يلي :
-1-5التطور الزراعي :إن الزراعة كانت لدى العرب في املدينة و الطائف تستخدم
العبيد و الضعفاء في الزراعة و رعاية الحيوان و بمجيء اإلسالم أطلقت الحريات و
تحررت املبادرات و توسعت املساحات الزراعية و توفرت األيدي العاملة الرخيصة و
انتشرت األسواق واستصلحت األراض ي حتى قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من "من
ً
أحيا أرضا مواتا فهي له"حديث صحيح ورد في األلباني .وتطورت تقنيات السقي و نقل
املياه و الري فاستفادت األمة من تجارب اآلخرين فأدخلت زراعات جديدة كزراعة
القطن و قصب السكر و التمور و األرز و التوت وأشار فاكهة أخرى و تم جلب نباتات
عديدة و حيوانات وهذا ألجل تلبية حاجيات السوق املتزايدة و املتسعة
-2-5التطور الحرفي البضاعي :إن املبادئ العامة لإلسالم من حرية في العمل و
إمكانية اإلثراء و العمل الرخيص و من الحرية الفردية إلى العامة و األمان الذي شاع في
ظل الدولة اإلسالمية أمور شجعت على اإلنتاج من اجل السوق ليظهر اإلنتاج البضاعي
بعمل األجير الذي وضع أساسه الرسول صلى هللا عليه و سلم و ضمن له حقه حيث
يقول "أعطوا األجير أجره قبل أن يجف عرقه "15
فتحسنت وسائل الغزل و النسيج للقطن و الصوف و الحرير و تطورت صناعة الزجاج و الزيوت
و العطور و الصابون و املراهم و الجلود و السجاد و املوازين و األواني و املعدات الحربية و تم
إدخال الطواحين التي املدارة باملاء و الحيوان و لطحن الدقيق و استخراج الزيت و عصر قصب
السكر و أقيمت ورشات اإلنتاج الحكومية و غيرها و نشطت التجارة الداخلية و الخارجية
بفضل توسع و تطور التجارة في البالد اإلسالمية و ضخامة السوق الذي يمتد من األندلس غربا
إلى القاهرة إلى دمشق و إلى سمرقند و لذلك أصبح للدينار قبوال عامليا مضطردا و ذلك بفضل
ازدهار الزراعة و الحرف و الصنائع و تطور اإلنتاج من اكتفائية من مكة و املدينة و الطائف إلى
-عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "أعطوا األجير .................أن يجف عرقه" رواه ابن
ماحه و صححه األلباني و في حديث آخر عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم "قال تعالى :ثالثة إنا خصمهم
يوم القيامة :رجل أعطى بي ثم غدر و رجل باع ثم حرا فأكل ثمنه و يستأجر أجيرا ثم فاستوفى منه و لم يعطه أجره " رواه البخاري
15
بضاعي في كل القطاعات و ظهرت مراكز تجارية و مؤسسات مصرفية فتطورت تقنيات
الضمانات املدفوعة بطريقة السفتجة فدخل االقتصاد عامة في حالة من االزدهار أدت إلى
ظهور أول نظام تداول نقدي عاملي أساسه الدينار العربي و الذي بقيت منه إلى يومنا هذا عملية
تداول العمالت العربية بهذا االسم فنجد الدينار الجزائري و الدينار التونس ي و الدينار األردني و
الدينار الكويتي
– 4-5التطور االجتماعي :لقد كانت مكة تجارية و لهذا السبب كان التفاوت و الطبقية
واضحة بها لكن تلك املناطق الزراعية كاملدينة و الطائف فقد كان أغلب أهلها مزارعين يعيشون
حد الكفاف و كان شائعا أن يعملوا مع عبيدهم و بعد مجيء اإلسالم أقر بوضعية التفاوت 16في
ظل إعادة توزيع الدخل بواسطة الزكاة و الصدقات و الخراج و الجزية و الغنائم و مع ضمان
حقوق الضعيف و القوي في ظل عدالة رض ي بها الغني و الفقير من غير حقد او حسد فاملسلمون
كلهم إخوة و لكل ما عمل على إذابة تلك الفوارق و الطبقات خاصة في صدر اإلسالم األول
نجد إن أهم ما اتضح خالل هاتين املرحلتين األموية و العباسية و التي بدأ من سنة 40للهجرة إلى
232ه هو إعادة تشكيل النظام الطبقي و ترسيخه عن طريق اتساع امللكيات و زيادة اعتمادها
على العبيد و هذا ناجم عن ذلك االنحراف عن املبادئ األساسية التي دعى إليها اإلسالم و تحول
الحاكم عن خدمة رعيته إلى خدمة نفسه و تحول بيت مال املسلمين إلى بيت مال األسرة الحاكمة
و هو ما ترتب عنه ما يلي لدى األمويين و العباسيين بالترتيب
-1-1-6القطاع الزراعي :لقد استمر القطاع الزراعي في التطور ليس بنفس الزخم السابق في
عهد الخالفة الراشدة فزادت املشاريع الزراعية التنموية كالسدود و غيرها و تركز اإلنتاج حول
16
"-و رفعنا بعضكم فوق بعض درجات "
-صادق الهادي ،محاضرات من تاريخ الوقائع االقتصادية 2018-2017،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير جامعة
17
سطيف()1
األنهار ( دجلة و الفرات و النيل و األنهار األخرى ) و ظهرت امللكيات الكبيرة و اختفت أراض ي
الصوافي 18و تحولت إلى القطاعات و اختفت إيراداتها ضمن إيرادات الدولة و من ايجابياتها أنها
امتصت البطالة في القطاع الزراعي و زاد الطلب الكلي و زاد العرض الكلي لإلنتاج الزراعي و حين
وصل عمر بن عبد العزيز إلى الحكم سنة 99ه إلى 101ه فقدم إصالحات كبيرة للقطاع الزراعي
فمنع تحويل األراض ي اإلخراجية إلى عشائرية (قبلية )و قض ى على أسباب تضخم تلك امللكيات
الكبيرة على حساب املزارعين الصغار و قدم القروض للمسلمين و غيرهم و قام بمصادرة
امللكيات الكبيرة ألفراد األسرة الحاكمة و بصورة عامة اتسمت هذه املرحلة بتوسع و االنحراف
عن املبادئ األصلية مما نتج عنه فجوة كبيرة بين األغنياء و الفقراء و اتضحت الطبقية
اإلقطاعية الزراعية املعتمدة على العبيد و صغار الفالحين األحرار و ظهر كبار املالك مثل
مسلمة بن عبد امللك 19أمير العراق ( 102ه 103 -ه) و خالد القسري (105ه 120-ه )و هشام
بن عبد امللك ( 105ه 125-ه)
-2-1-6القطاع الحرفي :ظهر العمران أو قطاع البناء و اخذ يتطور و تركزت الحرف املختلفة
بوجود املواد األساسية و استمرت تلك الحرف القادمة من األمم من األخرى كالعراق و مصر و
فارس و الشام كصناعة الزرابي و صناعة الزجاج في مصر و صناعة ورق البردي و حرف أخرى
كثيرة .و اعتمد هذا القطاع على الحرفيين و األجراء و العبيد و إلى جانب هذا تطورت صناعة
السفن ( الحربية خاصة) و السفن التجارية و أنشئت لها منطقة واسط في العراق و بسبب عدم
األمان ارتفعت تكلفت املواصالت البرية و كانت ضعيفة
-3-1-6التجارة :و تنقسم التجارة في العهد األموي إلى داخلية و خارجية فأما التجارة الداخلية
فاتسمت بالضعف بسبب عدم االستقرار السياس ي و محدودية السيولة و انتشار الغش و
انشغل العرب أصحاب الخبرة في التجارة و بالزراعة ثم بسبب ارتفاع معدل الضرائب إلى % 33و
بفعل تدهور الوضع السياس ي أدى في النهاية إلى انحسار التجارة و دامت هذه املرحلة حوالي 43
سنة و أما حالة نمو الحركة التجارية فهي عند املرحلة املتوسطة من 77ه إلى 125ه وسببها
الرئيس ي االستقرار السياس ي و القضاء على السلبيات السابقة أما بالنسبة للتجارة الخارجية
فشهدت مرحلة نمو و تطور خالل املرحلة 41ه 77-ه و ذلك بسبب االستقرار األمني في األقاليم
-37الصوافي :و هي أراضي تعود ملكيتها في األصل إلى الدولة آنذاك و اختفت حدودها و مالمحها بعد احتراق ديوان الدولة (
السجالت ) التي توضح حدودها و مواقعها
-بن طاهر حسين ،مدخل إلى الوقائع االقتصادية ،دار بهاء الدين للنشر و التوزيع ،ص 5119
الغربية و التوافق مع بيزنطة و في مرحلة ثانية من 77ه إلى 132ه شهدت انحسارا و تدهورا و
هذا بسبب التدهور السياس ي و األمني و ضعف االتصال
تطور املجتمع العباس ي في عدة نواحي و من ايجابيات تلك املرحلة يمكن ان نذكر ان عدد املدارس
بلغ 30مدرسة في بغداد و 20مدرسة في دمشق باإلضافة الى أكاديمية الهندسة و ثالث مدارس
للطب و انشأ الرشيد بيت الحكمة و تمت ترجمة كل املؤلفات في شتى أنواع العلوم من جميع
اللغات و تم اإلنفاق على العلم بشكل غير مسبوق حتى أضحت بغداد مركز إشعاع حضاري و
كان الطلبة املتفوقون يحصلون على منح للدراسة ايام الرشيد تراوحت بين 2000إلى 4000دينار
شهريا .أما عن أهم النشاطات االقتصادية فكانت مرتبة كما يلي :
كان هذا النشاط يزخر بأعداد كبيرة من العبيد استخدموا مع الفالحين األحرار في استصالح
األراض ي و يتم استغاللهم فيما يشبه اإلقطاع الزراعي و الذي كان لألثرياء و التجار دور كبير في
انتشاره
ظهرت ورشات لصناعة الزرابي و النسيج و الصابون و املالبس و األحذية و ورق البردي و
القوارب و األدوات املوسيقية و السكر و الصباغة و الحدادة و التجارة و صناعة ا ألسلحة و
اشتهرت هذه املرحلة باألقمشة القطنية بعالمة املوصلي و الدمشقي .
و كان للدولة ورش كبيرة نسبيا مثل دور الطرز و صناعة املالبس الرسمية و اإلعالم و دور ضرب
النقود ( صك النقود ) و خالصة ما سبق أن هذه املرحلة اتسمت بصورة عامة بزيادة املظالم و
توسع الفوارق و اتضاح الطبقية كتشبه األمر باإلقطاعية األوروبية لكن بدون انغماس علماء
االسالم و ال املساجد في خدمة هذه اإلقطاعية و ذلك عكس ما وقع للكنيسة و أضحت
الكنيسة اكبر إقطاعي في القرون الوسطى