Professional Documents
Culture Documents
أنواع السعادة
أنواع السعادة
أنواع السعادة
الخطبة األولى
الحمد هلل نحمد ونستعينه ونستغفره ونت!!وب إلي!!ه ونع!!وذ باهلل من ش!!رور
أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا ،من يهدي هللا فال مضل ل!!ه ،ومن يض!!لل فال
هادي له ،وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال ش!!ريك ل!!ه ،وأش!!هد أن محم!!دا
عب!!ده ورس!!وله ،ص!!لى هللا علي!!ه وعلى آل!!ه وأص!!حابه ،وس!!لم تس!!ليما
كثيرا ،أما بعد
أيُّه!ا الن!اس ،إن هللا س بحانه وتع الى خل ق الخل ق ،فمنهم م ؤمن ومنهم ك افر:
ينخالِ ِد َ يق* َ ش ِه ٌ ير َو َم فِي َها َزفِ ٌ ار لَ ُه ْ
ش ُقوا َف ِفي ال َّن ِ ين َ س ِعي ٌد* َفأَ َّما الَّ ِذ َ ي َو َ ش ِق ٌّ م َ ( َف ِ
م ْن ُه ْ
ين َ
م ا ُي ِري ُد* َوأ َّما الَّ ِذ َ ك َف َّعا ٌ
ل لِ َ ك إِنَّ َربَّ َ ش ا َء َربُّ َض إِال َّ َم ا َات َواألَ ْر ُ م َو ُ
الس َ
َّ ت فِي َه ا َم ا َدا َم ْ
ك َعطَ ا ًء غَ ْي َر شا َء َربُّ َض إِال َّ َما َ ات َواألَ ْر ُ م َو ُ الس َ
َّ ت
ين فِي َها َما َدا َم ْ خالِ ِد َة َ س ِع ُدوا َف ِفي ا ْل َ
ج َّن ِ ُ
ج ُذو ٍذ). َم ْ
عباد هللا ،إن الشقاوة والسعادة لهم ا أس باب من قب ل العب د ،فالش قاوة س ببها
الكفر باهلل عز وجل والمعاصي والسيئات التي ال يتوب منها صاحبها ،وأما الس عادة
فهي بسبب األعمال الصالحة وتقوى هللا سبحانه وتعالى:
لعمرك ما السعادة جمع مال **** ولكن التقي هو السعيد
مزيد
ُ وتقوى هللا خير الزّاد ذخراً **** وعند هللا لألتقى
عباد هللا ،ثالث خصال من وفق لهن نال السعادة في الدنيا واآلخ رة ،وهي من :إذا
أعطي شكر وإذا ابتلي صبر ،وإذا أذنب استغفر ،هذه الثالث هن أنواع السعادة:
فأما األولى :إذا أعطي شكر :إذا أنعم هللا علي ه بنعم ة ش كر هللا عليه ا ،واس تعان
بها على طاعة هللا سبحانه وتع الى ،وأث نى به ا على هللا ظ اهرا وباطن ا ،واع ترف
أنها من هللا ال بحوله وال بقوته ،فأركان الشكر هذه الثالثة:
-1تحدث بها ظاهرا.
-2واالعتراف بها باطنا.
-3وصرفها في طاعة مسديها وموليها.
هك ذا تك ون النعم ة منح ة من هللا س بحانه وتع الى ،وأم ا من لم يش كر ف إن هللا
ن َك َف ْر ُت ْ
م إِنَّ َع ذَابِي م ألَ ِزي َدنَّك ْ
ُم َولَئِ ْ ش َ
ك ْر ُت ْ ن َ توعده بالعذاب الشديدَ ( :وإِ ْذ تَأَذَّنَ َربُّك ْ
ُم لَئِ ْ
ش ِدي ٌد) ،والشكر ليس باللسان فقط؛ ولكنه باللسان وبالقلب وباألفعال في طاع ة لَ َ
ُور).الشك ُ َّ عبَا ِدي
ن ِ ل ِم ْ ش ْكراً َو َقلِي ٌ اوو َد ُ
ل َد ُ
ملُوا آ َ هللاْ ( :
اع َ
خ ْي ِر فِ ْت َن ًة
الش ِرّ َوا ْل َ وأما الخصلة الثانية :إذا أبتلي صبر :هللا جل وعال قالَ ( :ونَ ْبلُوك ْ
ُم بِ َّ
عونَ ) فتنة يعني اختب ار ،نخت بركم بالش ر وب الخير فمن إذا أبتلي بالش ر ص بر وإذا أبتلي بالنعم ة َوإِلَ ْي َنا ُت ْر َ
ج ُ
شكر فهذا هو السعيد ،وأما من إذا أنعم علي ه كف ر النعم ة وإذا أبتلي فإن ه يج زع ويتس خط لقض اء هللا وق دره
فهذا هو الشقي ،ولن يحصل على طائل؛ بل يحصل على م ا ه و أش د وأنكى -والعي اذ باهلل ،-إذا انعم علي ه
شكر ،وال يبطر وال يتكبر وال يصرف هذه النعمة بالمعاصي والشهوات المحرمة واألس فار المحرم ة للنزه ة في
بالد الكفار واالنخراط في سلك الفسقة والفجار فيكون مثلهم أو أخس منهم وأردى منهم ،إن الكفار يسخرون
من بعض المسلمين الذين يأتونهم ثم يظهرون من الكفر والفجور والفسق ما ال يفعله الكفار ،وال حول وال ق وة
إال باهلل ،بسبب أن النعمة فاضت عليهم ،فلم يحسنوا التصرف فيها فتك ون ش قا ًء عليهم ،الخص لة الثاني ة :إذا
أبتلي ص بر ،هللا ج ل وعال يبتلي عب اده ليظه ر الص ابر من ال ذي يج زع ويتس خط ق ال س بحانه وتع الى:
ش ْر
م َراتِ َوبَ ّ ِ ل َواألَن ُف ِ
س َوال َّث َ ن األَ ْم َوا ِ
ْص ِم ْ ف َوا ْل ُ
ج وعِ َونَق ٍ ن ا ْل َ
خ ْو ِ ي ٍء ِم ْ
ش ْ ( َولَ َن ْب ُل َونَّك ْ
ُم بِ َ
ج ُعونَ *) يفوضون األم ر إلى ه َرا ِ ه َوإِنَّا إِلَ ْي ِ
ة َقالُوا إِنَّا لِلَّ ِ صيبَ ٌ م ُم ِ صابَ ْت ُه ْ ين إِذَا أَ َ
ين* الَّ ِذ َ صابِ ِر َ ال َّ
م ْه َت ُدونَ )، م ا ْل ُ
ه ْ ك ُ ُ
ة َوأ ْولَئِ َ
م ٌح َ م َو َر ْ ن َربِّ ِه ْ ات ِم ْ صلَ َو ٌ م َ ك َعلَ ْي ِه ْ ُ
هللا قال هللا جل وعال( :أ ْولَئِ َ
وهللا جل وعال يبتلي عباده ،أشد بالءاً األنبياء ثم ال ذين يل ونهم ،أش د الن اس بالءاً
األنبياء عليهم الصالة والسالم ،تقرؤون في كتاب هللا ماذا ج رى عليهم من االبتالء
واالمتحان من المصائب؟ من أذى الكفار؟ أذية الكفار لهم حتى ص بروا وظف روا( :أَ ْم
اء
س ُ م ا ْلبَ ْأ َ
س ْت ُه ْ ُم َم َّ ن َق ْبلِك ْخلَ ْوا ِم ْ ين َ ل الَّ ِذ َ ُم َم َث ُ ما يَ ْأتِك ْ ج َّن َة َولَ َّ م أَنْ تَ ْد ُ
خلُوا ا ْل َ س ْب ُت ْ ح ِ َ
هص َر اللَّ ِه أال إِنَّ نَ َْ ص ُر اللَّ ِين آ َم ُن وا َم َع ُه َم َتى نَ ْ ول َوالَّ ِذ َ
س ُ الر ُل َّ ح َّتى يَ ُق و َ اء َو ُز ْل ِز ُل وا َ ض َّر ُ
َوال َّ
يب) ،فالنصر مع الصبر ،والفرج مع الكرب ،ومع العسر يسرا ،فهم ال يأسون مهما َق ِر ٌ
أشتد بهم البالء واالمتحان فإنهم يص برون ثم ت زول البلي ة وتعقبه ا النعم ة والج زاء
الحسن ،نتيجة للصبر واالحتساب.
ين ال َّت َّو ُاب ونَ ، اإلنس ان خطَّائِ َ خ ْي ُر ا ْل َ
خطَّا ٌء َو َ م َ ن آ َد َل ا ْب ِالثالث ة :إذا أذنب اس تغفرُ :ك ُّ
مع رض للخط أ ولكن ه إن أص ر علي ه واس تمر علي ه وقن ط من رحم ة هللا ص ار من
األشقياء -والعياذ باهلل ،-فإن تاب إلى هللا ع ز وج ل من ذنوب ه غف ر هللا ل ه وج زاه
ض َها ة َع ْر ُ ج َّن ٍ
ُم َو َ ن َربِّك ْ ار ُعوا إِلَى َم ْغ ِف َر ٍة ِم ْ س ِ ب الجزاء الحس ن ،نتيج ة الس تغفارهَ ( :و َ
م َذ َك ُروا اللَّ َه َف ْ
اس َت ْغ َف ُروا س ُه ْموا أَ ْن ُف َ
ِش ًة أَ ْو ظَلَ ُ ين)َ ( ،والَّذ َ
ِين إِذَا َف َعلُوا َفاح َ ت لِ ْل ُ
م َّت ِق َ ض ُأ ِ
ع َّد ْ ات َواألَ ْر ُ
م َو ُ
الس َ
َّ
م
ِن َربِّ ِه ْ
م َم ْغ ِف َر ٌة م ْه ْ
ج َزا ُؤ ُ
ك َم ونَ * ُأ ْولَئِ َ م يَ ْعلَ ُ
ه ْص ُّروا َعلَى َم ا َف َع ُل وا َو ُ م ُي ِ ن يَ ْغ ِف ُر ال ُّذ ُن َ
وب إِال َّ الل َُّه َولَ ْ م َو َم ْلِ ُذ ُنوبِ ِه ْ
بن ال َذ ْن َ م ْب َك َ ن ال َّذ ْن ِ ب ِم َ ِين)َ ،وال َّتائِ ُ ج ُر ا ْل َع ا ِمل َ َ
مأ ِْين فِي َه ا َونِ ْع َ
خالِ د َ ار َ َ
حتِ َها األ ْن َه ُِن تَ ْج ِري م ْ ات تَ ْ
ج َّن ٌ َو َ
لَ ُه ، وال يقنط اإلنسان من رحمة هللا ومغفرته مهما عمل؛ ولكنه يبادر بالتوبةُ ( :ق ْ
ل
ه إِنَّ اللَّ َه يَ ْغ ِف ُر ال ُّذ ُن َ
وب ة اللَّ ِ
م ِ
ح َ
ن َر ْ ط وا ِم ْ م ال تَ ْق َن ُ س َرفُوا َعلَى أَ ْن ُف ِ
س ِه ْ ين أَ ْ عبَا ِدي الَّ ِذ َ يَا ِ
موا لَ ُه) به ذا الش رط فمن ت اب َ يبوا إِلَى َربِّك ْ َ ميعاً إِنَّ ُه ُ
س ِل ُ ُم َوأ ْ يم* َوأنِ ُ
ح ُ ه َو ا ْل َغ ُف ُ
ور ال َّر ِ ج ِ
َ
تاب هللا عليه مهما كانت ذنوبه وخطاياه ،التوبة تمحو ال ذنوب ،تمح و م ا قبله ا من
الذنوب ،وتنقي العبد وتطهره إذا كانت توبة صادقة ليس ت باللس ان فق ط ،فالتوب ة
لها شروط كما هو معلوم:
الشرط األول :ترك الذنب ،أما من يستغفر هللا وهو مقيم على ال ذنب ال يتغ ير إنم ا
يستغفر بلسانه فهذا ليس تائبا إلى هللا ع ز وج ل،؛ ب ل ه و إلى الس خرية أق رب،
ترك الذنب هذا الشرط األول.
الشرط الثاني :العزم أال يعود عليه مدى الحي اة ،ف إن ك ان في نيت ه أن ه يع ود إلى
الذنوب مرة أخرى فهذا توبته مؤقت ة ،وال تقب ل عن د هللا س بحانه وتع الى ،الب د أن
يعلم هللا من قلب ه ،أن ه ال يع ود إلى ال ذنوب ،ف إن علم من قلب ه أن ه س يعود إلى
الذنوب فإن هللا ال يغفر له ،وال يقبل توبته.
والشرط الرابع :إذا كان بينه وبين الناس مظالم أخطأ في حقهم أو أكل أموالهم ،أو
ظلمهم فالبد أن يرد المظالم إلى أهلها ،وأن يطلب منهم المسامحة.
فهذه شروط التوبة فليست التوبة باللسان فقط ،أي إذا أذنب استغفر.
ت َق ا َ
ل م ْو ُ م ا ْل َه ْ ض َر أَ َ
ح َد ُ ح َ ح َّتى إِذَا َ الس ِي ّئَاتِ ََّ م ُل ونَ ت ال َّت ْوبَ ُة لِلَّ ِذ َ
ين يَ ْع َ وكذلكَ ( :ولَ ْي َ
س ْ
ت اآلنَ ) يؤخر التوبة إلى الغرغ رة إلى أن ي نزل ب ه الم وت ويعلم أن ه مف ارق إِنِ ّي ُت ْب ُ
للحياة حينئذ يتوب هذا ال تقبل توبته ،إنما التوبة في حال الصحة وفي حال الحي اة
غ ْر أي: م ُي َغ ْر ِل تَ ْوبَ َة ا ْل َع ْب ِد َما لَ ْ
أما إذا يأس من الحياة فإنه ال تقبل توبته :إِنَّ اللَّ َه يَ ْقبَ ُ
ما لم تبلغ روحه الغرغرة ،وإال فكل الناس يتوبون عند الموت؛ ولكن ال تقبل توباتهم
عند الموت وه ذا من ش روط التوب ة أن تك ون في وقت التوب ة ال ذي تقب ل في ه وال
تكون عند اليأس من الحياة ،ومن الناس من يتساهل في المعاص ي يق ول س هلة
المعاصي سهلة وهللا غفور رحيم ،نعم إن هللا غفور رحيم ولكن ه غف ور رحيم لمن؟
اه َت َدى) فهذا ه و ال ذي يغف ر
م ْصالِحاً ُث َّ
ل َ
م َ
ن َو َع ِ
اب َوآ َم َ
ن تَ َ
م ْ لمن تابَ ( :وإِنِ ّي لَ َغ َّف ٌ
ار لِ َ
هللا له ،أما من يمهل لنفسه ويقول أتوب بعدين أو يعتمد على الرج اء فق ط ويق ول
هللا غف ور رحيم فه ذا متعل ق باألم اني الكاذب ة ال تي ال تحق ق ل ه قب وال عن د هللا
سبحانه وتعالى.
فمن اتصف بهذه الصفات فإنه ه و الس عيد :إذا أعطي ش كر ،وإذا ابتلي ص بر ،وإذا
أذنب استغفر ،فإن هذه الثالث هي عن وان الس عادة ،أس أل هللا أن يوفقن ا وإي اكم
له ذه الص فات العظيم ة ،وأن يمُّن علين ا وعليكم بالتوب ة ،وأن يمُّن علين ا وعليكم
بالمغفرة والقبول إنه سميع مجيب الدعاء ،فالبد من هذه األمور الثالثة لتتحقق له
بالمل ك والرئاس ة،
ُ الس عادة ،ليس ت الس عادة بالم ال واألوالد ،ليس ت الس عادة
ليست السعادة بالشهوات ،إنما السعادة بتق وى هللا س بحانه وتع الى ،وفقن ا هللا
وإياكم لتقواه ،والعمل بما يرضاه ،إنه قريب مجيب ،أق ول ق ولي ه ذا واس تغفر هللا
لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد هلل على فضله وإحسانه ،وأشهد أن ال إل!!ه إال هللا وح!!ده ال ش!!ريك
له ،وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله ،صلى هللا عليه وعلى آله وأص!!حابه،
وسلم تسليما كثيرا ،أما بعد:
أيها الناس ،اتق وا هللا وأطيع وه ،وتوب وا إلي ه واس تغفروه ،من الن اس من يعم ل الكب ائر ي ترك الص الة ،يمن ع
الزكاة ،ينخرط في سبيل المالحدة والعلمانيين ويقول :اإليمان بالقلب ليس هو الصالة ليس هو العمل اإليم ان
بالقلب هذه مغالطة ،اإليمان بالقلب وباللسان وباألعمال ،يقول أهل السنة والجماعة :اإليمان ق ول باللس ان،
واعتقاد بالقلب ،وعمل بالجوارح ،أما الذي يضيع الصالة ويمنع الزكاة ويشكك في العقيدة فهؤالء من الذين قال
ُم فِيكك ْسلَ َ
هللا فيهم ،ق ال هللا عن أمث الهم ومن س بقهم إذا ألق وا في الن ار س ألهم أه ل الجن ةَ ( :ما َ
ين* َو ُك َّنا
س كِ َ م ْ م ا ْل ِ ط ِع ُك ُن ْم نَ ُ ين* َولَ ْ ص ِل ّ َ
م َن ا ْل ُ
ك ِم َ م نَ ُ س َق َر) ما ه و الس بب؟ ( َق الُوا لَ ْ َ
اع ُةش َف َ م َما تَ ْن َف ُع ُه ْين* َف َ َ
ح َّتى أتَانَا ا ْليَ ِق ُ ين* َ د ِب بِيَ ْو ِم ال ِّذ ُ ين* َو ُك َّنا ُن َ
ك ِّ ض َ ع ا ْل َ
خ ائ ِ ِ وض َم َ
خ ُ نَ ُ
ين) نسأل هللا العافية ثالثة جرائم: الشافِ ِع َ
َّ
ين) هذه جريمة تركوا ركنا من أركان اإلسالم بعد الشهادتين. ص ِل ّ َ ن ا ْل ُ
م َ ك ِم َ م نَ ُ(لَ ْ
ين) منعوا الزكاة.
سكِ َ
م ْم ا ْل ِط ِع ُك ُن ْم نَ ُ( َولَ ْ
ين) في العقي دة في أم ور ال دين وم ا أك ثرهم الي وم ال ذين
ض َ ع ا ْل َ
خ ائ ِ ِ وض َم َ
خ ُ( َو ُك َّنا نَ ُ
يخوضون في العقيدة ويشككون المسلمين في عقائدهم ويقولون :اإلس الم ليس
باللحية ،ليس بالصالة ليس بكذا وكذا ،اإليمان بالقلب فقط نسأل هللا العافية.
فعلى المس لم أن يتقي هللا ،وأن ينج و بنفس ه قب ل الف وات ،وأن ي دعو غ يره إال
النجاة ،وأن يصلح نفسه ثم يس عى في إص الح غ يره ،ي أمر ب المعروف وينهى عن
س ٍر* إِال َّ الَّ ِذ َ
ين نس انَ لَ ِفي ُ
خ ْ اإل َ المنك ر ،وي دعو إلى هللا على بص يرةَ ( :وا ْل َع ْ
ص ِر* إِنَّ ِ
ص ْب ِر) هكذا الم ؤمن حق ا ،أس أل هللا
ص ْوا بِال َّ
ق َوتَ َوا َ ص ْوا بِا ْل َ
ح ِّ حاتِ َوتَ َوا َ
صالِ َ
ملُوا ال َّ
آ َم ُنوا َو َع ِ
أن يجعلنا وإياكم من المؤمنين الصادقين.
ي هدي محم د ص لى هللا ثم اعملوا عباد هللا ،أنَّ خير الحديث كتاب هللا ،وخير الهد َّ
وشر األمور ُمحدثاتها ،وكل بدعة ض اللة ،وعليكم بالجماع ة ،ف إنَّ ي د َّ عليه وسلم،
هللا على الجماعة ،ومن ش َّذ ش َّذ في النار.
مواس ِل ّ ُ ص لُّوا َعلَ ْي ِ
ه َو َ ين آ َم ُنوا َ ي يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
صلُّونَ َعلَى ال َّنبِ ّ ِ
ك َت ُه ُي َ(إِنَّ اللَّ َه َو َمالئِ َ
خلفائِ ه الراش دين، م عن ُ وارض اللَّ ُه َّ
َ ل وسلِ ّم على نبيَّنا محمد، م ص ِّ ما) ،اللَّ ُه َّسلِي ً
تَ ْ
ي ،وعن الص حابة أجمعين وعن ة المه ديين ،أبي بك َر ،وعم َر ،وعثم انَ ،وعل ّ ٍ األئم ِ
ن إلى يو ِم الدين. التابعين لهم بإحسا ٍ
م أع ز م أعز اإلسالم والمس لمين ،اللَّ ُه َّ م أعز اإلسالم والمسلمين ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
اإلسالم والمسلمين ،ودمر أعداء الدين ،ونصر عبادك الموحدين ،يا حي يا قي وم ي ا
م من أراد اإلس الم والمس لمين بس وء فأش غله بنفس ه ،وردد سميع الدعاء ،اللَّ ُه َّ
م أمن ا في أوطانن ا وأص لح س لطاننا كيده في نحره وجعل تدميره في ت دبيره ،اللَّ ُه َّ
وولي علين ا خيارن ا وكفن ا ش ر ش رارنا وقن ا ش ر الفتن م ا ظه ر منه ا وم ا بطن،
م أردد كي دهم م كف عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأش د تنكيال ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
م أمن ا في دورن ا، م أمن ا في أوطانن ا ،اللَّ ُه َّ في نح ورهم وكفن ا ش رورهم ،اللَّ ُه َّ
م أصلح ولي أمرنا وهده سبل م أصلح والة أمورنا ،وجعلهم هداة مهتدين ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
م أعنهم م أصلحه وأص لح ب ه ي ا حي ي ا قي وم ي ا س ميع ال دعاء ،اللَّ ُه َّ السالم ،اللَّ ُه َّ
م كثر أنصارهم وأعوانهم على الحق يا رب الع المين، على الحق وبصرهم به ،اللَّ ُه َّ
ين) ،على هللا توكلن ا، س ِر َ خا ِ ن ا ْل َ ن ِم ْ م َنا لَ َنكُونَ َّ ح ْ م تَ ْغ ِف ْر لَ َنا َوتَ ْر َ س َنا َوإِنْ لَ ْ م َنا أَن ُف َ ( َربَّ َنا ظَلَ ْ
ين). كافِ ِر َ ن ا ْل َق ْو ِم ا ْل َ ك ِم ْ متِ َ ح َج َنا بِ َر ْين* َونَ ّ ِ م َ ج َع ْل َنا فِ ْت َن ًة لِ ْل َق ْو ِم الظَّالِ ِ ( َربَّ َنا ال تَ ْ
ش ا ِءح َ ن ا ْل َف ْ ن َوإِي َت ا ِء ِذي ا ْل ُق ْربَى َويَ ْن َهى َع ْ سا ِ ح َ اإل ْل َو ِ د هللا( ،إِنَّ اللَّ َه يَ ْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِ عبا َ
ض وا م َوال تَن ُق ُ ه ْد ُت ْ ه إِذَا َعا َ َ
ُم تَ َذك َُّرونَ )َ ( ،وأ ْو ُف وا بِ َع ْه ِد اللَّ ِ ُم لَ َعلَّك ْظك ْ ك ِر َوا ْلبَغ ِ
ْي يَ ِع ُ من َ َوا ْل ُ
م َما تَ ْف َعلُونَ ) ،ف ذكروا ُم َك ِفيال ً إِنَّ اللَّ َه يَ ْعلَ ُ م اللَّ َه َعلَ ْيك ْ ج َع ْل ُت ْها َو َق ْد َ مانَ بَ ْع َد تَ ْو ِكي ِد َ األ َ ْي َ
يعلم ما تصنعون. ُ يز ْدكم ،ول ِذ ْك ُر هللا أكب َر ،وهللا هللا يذكركم ،واشكُروه على نعمه ِ
خطبة الجمعة 1435-02-24هـ