Professional Documents
Culture Documents
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
ه َ
ر ُكوا بِ ِ
ش ِ َواعْ ُب ُدوا اللَّ َ
ه َوال ُت ْ
الخطبة األولى
الحمد هلل أمر بتوحيده وطاعت.ه ،وأش.هد أن ال إل.ه إال هللا وح.ده ال ش.ريك
في عبادته كم..ا أن..ه ال ش..ريك ل..ه في ربوبيت..ه ،وأش..هد أن محم..دا عب..ده
ورسوله وخيرت..ه من جمي..ع بريت..ه ،ص..لى هللا علي..ه وعلى آل..ه وص..حابته
وسلم تسليما كثيرا ،أما بعد
أيُّها الناس ،اتق..وا هللا وتع..الى ،وعب دوه ح ق عبادت ه ق ال هللا ج ل وعالَ ( :و َم ا
ون) ق ال م ِ يد أَنْ ُي ْ
ط ِع ُ ن ِر ْزقٍ َو َما ُأ ِر ُ
م ِم ْيد ِم ْن ُه ْ ون* َما ُأ ِر ُ نس إِال َّ لِيَ ْع ُب ُد ِاإل َ ن َو ِْت ا ْلجِ َّ خلَق ُ َ
ن ك ِم ْ ن َق ْبلِ َ س ْل َنا ِم ْ َ
ش ْيئاً) قال تع الىَ ( :و َم ا أ ْر َ ه َ ش ِركُوا بِ ِ اع ُب ُدوا اللَّ َه َوال ُت ْ تعالىَ ( :و ْ
ن) ،فأول ما أمر هللا به عبادته وح ده ال اع ُب ُدو ِ َ َ
ه أنَّ ُه ال إِلَ َه إِال َّ أنَا َف ْ حي إِلَ ْي ِ ول إِال َّ ُنو ِ
س ٍ َر ُ
ق
ح َّ شريك له وهي حق هللا على عبادته كم ا في ح ديث مع اذ رض ي هللا عن هَ :
ش ْي ًئا. ه َ ش ِركُوا بِ ِ ه َعلَى ا ْل ِعبَا ِد أَنْ يَ ْع ُب ُدو ُه َوال َ ُي ْ اللَّ ِ
والعبادة :اس م ج امع لك ل م ا يحب ه هللا ويرض اه من اإلعم ال واألق وال الظ اهرة
والباطنة.
فأنواعها كثيرة :كل ما شرع هللا التقرب به إليه فهو عبادة.
فعلى المسلم أن يفعل ما يستطيع من عب ادة هللا س بحانه وتع الى ألن ه الخ الق
الرازق المحي المميت المدبر للكون والعب اد فه و ال ذي يس تحق العب ادة وح ده ال
شريك له ،وفائدة العب ادة راجع ة للعب د ،فإن ه تقرب ه إلى هللا س بحانه وتص له باهلل
الذي هو ربه وخالقه ومدبره الذي بيده جميع شؤونه فهي تربطه باهلل وتقرب ه إلى
سيلَ َة) أي :الوسيلة بعبادت ه، ه ا ْل َو ِهللا وهي الوسيلة إلى هللا( :اتَّ ُقوا اللَّ َه َوا ْب َت ُغوا إِلَ ْي ِ
فالوسيلة هي ما يقرب إلى هللا س بحانه وتع الى ،وفائ دتها راجع ة للعب د ،أم ا هللا
سبحانه فإنه غني عن عبادته وغني عن عب ادة غ يره فل و كف ر الن اس جميع ا م ا
نقص ذلك من ملكه شيئا سبحانه وتعالى ،وال يتضرر الرب سبحانه وتعالى بش رك
المشركين وإنما الضرر يرجع عليهم بالخس ران ،أم ا هللا ج ل وعال فإن ه يق ول( :إِنْ
ن فِي م َو َم ْ ُم) ويق ول س بحانه وتع الى( :إِنْ تَ ْك ُف ُروا أَ ْن ُت ْ ي َع ْنك ْ تَ ْك ُف ُروا َف ِإنَّ اللَّ َه غَ ِن ٌّ
ُم
خ َرك ْ ُم َوآ ِعبَ ا ِدي لَ ْو أَنَّ أَ َّولَك ْ مي ٌد) ،وفي الحديث :يَا ِ ح ِ ي َ ميعاً َفإِنَّ اللَّ َه لَ َغنِ ٌّ ج ِاأل َ ْرضِ َ
ك فِي ُم ْلكِي ُم َم ا َزا َد َذلِ َ ح ٍد ِم ْنك ْ ل َوا ِ ج ٍ ب َر ُ ُم َك ا ُنوا َعلَى أَ ْتقَى َق ْل ِ ج َّنك ُْم َو ِ سك ْ َوإِ ْن َ
ح ٍد َم ا ل َوا ِ ج ِر َق ْل ِ َ
ُم َك ا ُنوا َعلَى أ ْف َ َ َ
ش ْي ًئا ولَ ْو أنَّ أ َّولَك ْ
ج ٍ ب َر ُ ج َّنك ْ ُم َو ِسك ْ ُم َوإِ ْن َ خ َرك ْ ُم َوآ ِ َ
ش ْي ًئا ، فنحن الذين بحاجة إلى عب ادة هللا س بحانه وتع الى، َ ي ك
ِ ْ
ل م ن
َ ْ ُ مِ ك ِ لذَ َصنَ َق
نحن الفقراء إلى هللا وال يقربنا إلى هللا وال يدر علين ا األرزاق وي دفع عن ا األض رار إال
عبادة هللا ،فهي الصلة بيننا وبينه سبحانه ولهذا أرسل به الرسل وأنزل به ا الكتب
ه أَنَّ ُه ال إِلَ َه إِال َّ حي إِلَ ْي ِ ول إِال َّ ُنو ِ
س ٍ ن َر ُ ك ِم ْ ن َق ْبلِ َ س ْل َنا ِم ْ قال سبحانه وتعالىَ ( :و َما أَ ْر َ
ن اع ُب ُدوا اللَّ َه َم ا لَك ْ
ُم ِم ْ ون) ،فكل نبي يقول لقومه أول ما يخاطبه( :يَا َق ْو ِم ْ اع ُب ُد ِ أَنَا َف ْ
ه غَ ْي ُر ُه) فهي أول ما يدعا إلي ه الن اس من أم ور ال دين ف إذا اس تقامة ،اس تقامة إِلَ ٍ
بقية أمور الدين ،وإذا لم تستقم العبادة هلل فال فائدة من بقية أمور الدين ،فيبدأ بها
ألنها األساس وهي القاعدة التي تبنى عليها أمور الدين ،وهي التي تق رب العب د
من ربه سبحانه وتعالى ،واإلنسان عبد والبد فإما أن يك ون عب دا هلل وإم ا أن يك ون
عبدا للشيطان ،وإما أن يكون عبدا لهواه ،وإما أن يكون عب دا ل دنياه ،وإم ا أن يك ون
عبدا لألصنام واألوثان واألنداد:
هربوا من الرق الذي خلقوا له *** فبلوا برق النفس والشيطان
فاإلنسان عبد والبد؛ لكنه إذا عبد هللا ،تحرر من عبودية ما سواه ،تحرر من عبودي ة
اله وى ،تح رى من عبودي ة الش ياطين ،تح رى من عبودي ة األص نام ،واألش جار
واألحجار تحرر من كل مكروه ومن كل ذله ،فصار عبدا هلل سبحانه وتع الى ،يحمي ه
ويحرسه ويرزق ه ويغف ر ل ه ،فال ذي ال يعب د هللا أص ال ه ذا مس تكبر ،مس تكبر عن
ين) ،وال ذي خ ِر َ م َدا ِ ج َه َّن َخلُونَ َ س يَ ْد ُ عبَ ا َدتِي َ ن ِ س َت ْك ِب ُرونَ َع ْ ين يَ ْ عب ادة هللا( :إِنَّ الَّ ِذ َ
ن يعبد هللا ويعبد معه غ يره ه ذا مش رك ،والمش رك خال ٌد مخل د في الن ار( :إِنَّ ُه َم ْ
ار) يع ني: نص ٍ ن أَ َ ين ِم ْ م َ ار َو َما لِلظَّالِ ِ ج َّن َة َو َم ْأ َوا ُه ال َّن ُ
ه ا ْل َم اللَّ ُه َعلَ ْي ِ ه َفق َْد َ
ح َّر َ ك بِاللَّ ِش ِر ْ ُي ْ
ك
الش ْر َِّ ين) يع ني :المش ركين ،وهللا ج ل وعال ق ال( :إِنَّ م َ المشركينَ ( ،و َم ا لِلظَّالِ ِ
م) ف أعظم الظلم الش رك باهلل ع ز وج ل ألن ه وض ع للعب ادة في غ ير ظي ٌ م َع ِ ظ ْل ٌلَ ُ
ك َوإِلَى ي إِلَ ْي َ ح َ ُ
موضعها فهو أعظم الظلم ،والمشرك ال يقب ل من ه عم لَ ( :ولَ َق ْد أو ِ
ين) ،الش رك اس ِر َ خ ِ ن ا ْل َ ن ِم ْ ك َولَ َت ُك ونَ َّ م ُل َ ن َع َ حبَطَ َّ ت لَيَ ْ ش َر ْك َ ن أَ ْ ك لَ ِئ ْ ن َق ْب ِل َ ين ِم ْالَّ ِذ َ
األكبر يحبط جميع األعمال ويخلد صاحبه في النار إذا مات عليه ولم يتب من ه( :إِنَّ
ه َفق َْد ا ْف َت َرى ك بِاللَّ ِش ِر ْ ن ُي ْ شا ُء َو َم ْ ن يَ َ م ْ ك لِ َه َويَ ْغ ِف ُر َما ُدونَ َذلِ َ ك بِ ِش َر َ اللَّ َه ال يَ ْغ ِف ُر أَنْ ُي ْ
ض الال ً بَ ِعي داً) وأم ا إذا ك ان ش ركا أص غر ل َ ض َّ ه َف َق ْد َ ك بِاللَّ ِ ش ِر ْ ن ُي ْ ظيماً)َ ( ،و َم ْ إِ ْثماً َع ِ
كالريا والسمعة فإنه يبطل العم ل ال ذي خالط ه وقارن ه ح تى يت وب ص احبه من ه،
فالشرك خطير جدا ،كثير من الناس ال يبالي به ذا وال يس أل م ا ه و الش رك؟ وم ا
هي أنواع ه ح تى يتجنبه ا؟ فه ذا إهم ال يق ع في الش رك وه و ال ي دري ،يعم ل
أعماال تضيع عليه وهو ال يدري.
فعلى المسلم أن يعرف ما هو الش رك؟ أوال يع رف م ا هي عب ادة هللا؟ عب ادة هللا
هي التقرب إليه بما شرعه على لسانه رسوله صلى هللا عليه وسلم هذه عب ادة
هللا عز وج ل ،فمن ال يعب د هللا فه و مس تكبر ،من عب د هللا وعب د مع ه غ يره فه و
مشرك ،والمستكبر والمشرك كالهما في النار خالدين مخلدين فيها إذا مات ا على
ذلك ،والذي يعبد هللا بغير ما شرعه من البدع والمحدثات هذا مبت دع ال يقب ل من ه
ه َف ُه َو
س فِي ِ ه ذَا َم ا لَ ْي َ ح َدثَ فِي أَ ْم ِرنَ ا َ ن أَ ْ
عم ل ق ال ص لى هللا علي ه وس لمَ :م ْ
ه أَ ْم ُرنَ اَ ،ف ْه َو َر ٌّد ق ال ص لى هللا علي ه س َعلَ ْي ِ مال ً لَ ْي َل َع َم َ ن َع ِ َر ٌّد وفي رواي ةَ :م ْ
ة ، فليس ض الَلَ ٌ
ة َ ل بِ ْد َع ٍة و ُك َّ ح َدثَ ٍ
ة بِ ْد َع ٌ ل ُم ْ ور َف إِنَّ ُك َّح َدثَاتِ األُ ُم ُِم َو ُم ْ
وسلمَ :وإِيَّاك ْ
الشأن أنك تتعب د وتزه د ،الش أن أن تتعب د على طريق ة الرس ول ص لى هللا علي ه
وسلم ألن العمل ال يقبل إال بشرطين:
الشرط األول :اإلخالص هلل عز وجل فال يكون فيه شرك.
والشرط الثاني :المتابعة للرسول صلى هللا عليه وس لم ،فال يك ون في ه بدع ة،
كثير من الناس يتعبدون هلل بالبدع والمح دثات ويظن ون أنه ا تق ربهم إلى هللا وهي
تبعدهم من هللا ،يعبدون هللا بالبدع إذا ما فائدة الرسل؟ م ا فائ دة الكتب المنزل ة؟
إذا كنت تبتكر لنفس ك أو يبتك ر ل ك ش ياطين اإلنس والجن عب ادة لم يش رعه هللا
س بحانه وتع الى ،ف أنت تس ير في طري ق الن ار إذا لم تتب إلى هللا ألن في
ار. ضالَلَ ٍ
ة فِي ال َّن ِ ل َ
الحديثَ :و ُك َّ
فعلى المس لم أن يتفهم ه ذا وأن يخلص دين ه هلل ،وأن يخلص المتابع ة للرس ول
صلى هللا عليه وسلم ،فال يتابع أهل الضالل وأهل الشرك والقبورين الذين يعبدون
األموات ويستغيثون بهم ال يقلدهم وال يمشي في طريقهم لئال يحشر معهم ي وم
ص َراطَ الَّ ِذ َ
ين م* ِ
س َت ِقي َ صّ َراطَ ا ْل ُ
م ْ (اه ِدنَا ال ِ
القيامة؛ بل يكون على الصراط المستقيمْ :
ين) ،تنبه وا له ذا فليس الش أن أن الض الِ ّ َ
َّ ْض وبِ َعلَ ْي ِه ْ
م َوال مغ ُ ت َعلَ ْي ِه ْ
م َغ ْي ِر ا ْل َ أَ ْن َع ْ
م َ
تعمل وتكثر من األعمال إنما الشأن أن يكون عملك صحيحا وال يكون ص حيحا إال إذا
خال من الشرك وخال من البدعة.
فعلين ا أن نتنب ه له ذا األم ر ألن ه خفي على كث ير من الن اس فص اروا يعب دون هللا
بالبدع والضالالت ويتبعون ما تخط لهم شياطين اإلنس والجن ليضلوهم عن س بيل
هللا ،فأنت عبد مهما كنت فإم ا أن تعب د هللا فيكرم ك هللا س بحانه وتع الى بجنت ه،
وإما أن تعبد غير هللا فيهينك هللا عز وجل في ناره.
ت َوا ْل َ
حيَ ا َة م ْو َ خلَ َ
ق ا ْل َ فاتقوا هللا عباد هللا ،وأصلحوا أعمالكم قال جل وعال( :الَّ ِذي َ
مالً) ولم يقل أيكم أكثر عمال ،فليست الع برة بك ثرة العم ل ن َع َ
س ُ ُم أَ ْ
ح َ ُم أَيُّك ْ
لِيَ ْب ُل َوك ْ
إنما العبرة بحسن العمل ،وال يكون العمل حسننا إال بالشرطين المذكورين:
اإلخالص هلل عز وجل.
والمتابعة للرسول صلى هللا عليه وسلم.
هُم إِلَ ٌ
ما إِلَ ُهك ْي أَنَّ َحى إِلَ َّ ُم ُيو َ
ش ٌر ِم ْث ُلك ْما أَنَا بَ َُل إِنَّ َأعوذ باهلل من الشيطان الرجيم( :ق ْ
ه
ك بِ ِعبَ ا َد ِة َربِّ ِ ش ِر ْ ً
ص الِحا َوال ُي ْمال ً َ ل َع َم ْ ه َف ْليَ ْع َ ن َك انَ يَ ْر ُ
ج وا لِ َق ا َء َربِّ ِ ح ٌد َف َ
م ْ َوا ِ
حداً) ،بارك هللا ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما في ه من البي ان وال ذكر الحكيم، أَ َ
أق ول ق ولي ه ذا واس تغفر هللا لي ولكم ولجمي ع المس لمين من ك ل ذنب
فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد هلل على فضله وإحسانه ،وأشكره على توفيق..ه وامتنان..ه ،وأش..هد
أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وص..فاته،
وأشهد أن محم ًدا عب..ده ورس..وله ،ص..لى هللا علي..ه وعلى آل..ه وأص..حابه،
وسلم تسليماً كثيرا ،أما بعد:
أيها الناس ،اتقوا هللا تعالى ،واعلموا أنكم لن تسلموا من الشرك والبدع إال إذا
تعلمتم العلم النافع على أيدي العلماء ،العلم المأخوذ من كتاب هللا وسنة رس وله
صلى هللا عليه وسلم فال يمكن أن تتجنب الشرك حتى تع رف م ا ه و الش رك؟ ال
م أَنَّ ُه ال إِلَ َه إِال َّ اللَّ ُه
اعلَ ْ
يمكن أن تعبد هللا عز وجل حتى تعرف ما هي عبادة هللا؟ ( َف ْ
م ْؤ ِم َناتِ) ،فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.ين َوا ْل ُ ك َولِ ْل ُ
م ْؤ ِمنِ َ اس َت ْغ ِف ْر لِ َذ ْنبِ َ
َو ْ
فعلى المسلم أن يتعلم أمور دين ه ول و باختص ار على العلم اء ال ذين يوض حون ل ه
الطريق الصحيح ويبينون ل ه ،كث ير من الن اس يس مع الش رك في الق رآن ويس مع
الكفر لكن ما يدري ما هو الشرك؟ وم ا ه و الكف ر؟ ويظن أن هللا يخ اطب غ يره م ا
يخاطبه هو وال يوجهه هو فيستمر على ما هو عليه وما اعتاده وما قلد فيه الن اس
دون تمحيص وتخليص.
فعلى المسلم أن ينبه لهذا ،أن يتعلم أمور دينه على أهل العلم ،هناك مختص رات
تحفظ وتشرح ،هناك مطوالت من الكتب فاألمر واض ح -وهلل الحم د ،-ولكن الش أن
في الذي يهتم بأمور دينه حتى يستقيم عليه ،وفق هللا الجميع لما يحب ويرضاه.
ي ه دي محم د ص لى هللا ثم اعلموا أنَّ خير الح ديث كت اب هللا ،وخ ير اله د َّ
عليه وسلم ،وش َّر األمور ُمحدثاتها ،وكل بدعة ض اللة ،وعليكم بالجماع ة ،ف إنَّ ي د
هللا على الجماعة ،ومن ش َّذ ش َّذ في النار.
واعلموا أن هللا أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى به بمالئكت ه وثلث بكم أيه ا
ص لُّوا َعلَ ْي ِ
ه ي يَ ا أَيُّ َه ا الَّ ِذ َ
ين آ َم ُن وا َ ص لُّونَ َعلَى ال َّن ِب ّ ِ المؤمن ون( :إِنَّ اللَّ َه َو َمالئِ َ
ك َت ُه ُي َ
موارض اللَّ ُه َّ
َ ل وس ِل ّم على عب ِدك ورسولِك نبيَّنا محمد، م ص ِّ ما) ،اللَّ ُه َّسلِي ً س ِل ّ ُ
موا تَ ْ َو َ
ي ،وعن ة المه ديين ،أبي بك َر ،وعم َر ،وعثم انَ ،وعل ّ ٍ خلفائِه الراش دين ،األئم ِ عن ُ
بإحسان إلى يو ِم الدين. ٍ التابعين ومن تبعهم
م أع ز اإلس الم والمس لمين ،وأذل الش رك والمش ركين ،ودم ر أع داء اللَّ ُه َّ
م جعل هذا البلد آمنا مطمئن ا وس ائر بالد المس لمين ي ا رب الع المين، الدين ،اللَّ ُه َّ
م أحف ظ بالد م أحف ظ بالد المس لمين ،اللَّ ُه َّ م أحف ظ بالد المس لمين ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
م من أردا اإلس الم المسلمين من أذى الكفار وشر األش رار ي ا حي ي ا قي وم ،اللَّ ُه َّ
والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه وردد كيده في نحره وجعل تدميره في ت دبيره،
م أمن ا في م كف عنا ب أس ال ذين كف روا ف أنت أش د بأس ا وأش د تنكيال ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
م ولي علينا خيارنا وكفنا شر شرارنا وقنا ش ر الفتن، دورنا وأصلح والة أمورنا ،اللَّ ُه َّ
م وفق ولي أمرنا لما فيه صالحه وصالح اإلسالم والمسلمين يا رب الع المين، اللَّ ُه َّ
يم). مي ُع ا ْل َعلِ ُ الس ِ
َّ ت َ
ك أ ْن َ ل ِم َّنا إِنَّ َ ( َربَّ َنا تَقَبَّ ْ
ش ا ِءح َ ن ا ْل َف ْ ن َوإِي َت ا ِء ِذي ا ْل ُق ْربَى َويَ ْن َهى َع ْ سا ِ ح َ اإل ْ
ل َو ِ د هللا( ،إِنَّ اللَّ َه يَ ْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِ عبا َ
ض وا م َوال تَن ُق ُ ه ْد ُت ْ ه إِذَا َعا َ َ
ُم تَ َذك َُّرونَ )َ ( ،وأ ْو ُف وا بِ َع ْه ِد اللَّ ِ ُم لَ َعلَّك ْ ظك ْ ْي يَ ِع ُك ِر َوا ْلبَغ ِ من َ َوا ْل ُ
م َما تَ ْف َعلُونَ ) ،ف ذكروا ُم َك ِفيال ً إِنَّ اللَّ َه يَ ْعلَ ُ م اللَّ َه َعلَ ْيك ْ ج َع ْل ُت ْ ها َو َق ْد َ مانَ بَ ْع َد تَ ْوكِي ِد َ األ َ ْي َ
يعلم ما تصنعون. ُ يز ْدكم ،ول ِذ ْك ُر هللا أكب َر ،وهللا هللا يذكركم ،واشكُروه على نعمه ِ
خطبة الجمعة 1435-02-03هـ