التحذير من زعزعة أمن واستقرار البلاد

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫التحذير من زعزعة أمن واستقرار البالد‪ -‬خطبة الجمعة ‪1435-01-26‬ه‬

‫الخطبة األولى‬
‫ظ ِه َر ُه َعلَى‬
‫ق لِ ُي ْ‬ ‫س ولَ ُه بِا ْل ُه َدى َو ِد ِ‬
‫ين ا ْل َ‬
‫ح ِّ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫الحمد هلل رب الع المين‪( :‬الَّ ِذي أَ ْر َ‬
‫س َ‬
‫ش ِهيداً)‪ ،‬وأش هد أن ال إل ه إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه‬ ‫ه َو َك َفى بِاللَّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ين ُك ِل ّ ِ‬
‫د ِ‬‫ال ِّ‬
‫أقرارا به وتوحيدا‪ ،‬وأشهد أن محم دا عب ده ورس وله ص لى هللا علي ه وعلى‬
‫آله وأصحابه وسلم تسليما مزيدا‪  ،‬أما بعد‬
‫أيُّها الناس‪ ،‬اتقوا هللا وتعالى‪ ،‬واشكروه على ما أنعم عليكم من األمن واالستقرار‬
‫ورخاء العيش والطمأنينة واجتماع الكلمة في هذا البلد‪ ،‬وذلك بسبب تمس كه بكت اب‬
‫هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وس لم وتحكيم ه لش رع هللا فتل ك أس باب انبس اط‬
‫النعم واندفاع النقم؛ ولكن أعداء اإلس الم في ال داخل والخ ارج يح اولون زعزع ة ه ذه‬
‫النعمة وإزالتها بكل والسائل المكر‪ ،‬ووسائل الشر وهذا مصداق قوله ص لى هللا علي ه‬
‫وسلم‪  :‬يوشك أن تدعى عليكم األمم كما تدعى اآلكلة على قصعتها‪ ‬ق الوا‪ :‬أم ا قلت‬
‫نحن يا رسول هللا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء الس يل‪ ،‬ت نزع المهاب ة‬
‫من قبل أعداءكم ويوقع في قلوبكم الوهن‪ ‬قيل‪ :‬وما ال وهن ي ا رس ول هللا؟ ق ال‪ :‬حب‬
‫الدنيا وكراهية الموت‪ ‬إنه حديث عظيم يصف الواقع‪.‬‬
‫والنبي صلى هللا عليه وس لم أخ بر عن ذل ك مح ذرا لن ا عن د وقوع ه أن نأخ ذ ح ذرنا‬
‫وحيطتن ا‪ ،‬فه اهم يقطع ون بالد المس لمين وبالد الع رب يقتل ون ويش ردون ويخرب ون‬
‫ويقسمون إلى مذاهب وواليات متقطعة وهذه البالد ‪ -‬وهلل الحمد ‪ -‬ما ت زال في نعم ة‬
‫وأمن واستقرار؛ ولكنهم يدسون عليها الشر بوسائل متنوعة يدس ون األفك ار الخبيث ة‬
‫ألج ل أن يفس دوا ش باب المس لمين إم ا إلى متش ددين على غ ير ج ادة ص حيحة‬
‫تمسك بدينهم تمسكا مقلوب‪ ،‬وإما بالتساهل واالنحالل ليخرجونا عن طري ق الوس ط‬
‫الذي تركنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأمرنا بالس ير علي ه‪ ،‬طري ق الوس ط بين‬
‫الغل و والتش دد وبين التس اهل والميوع ة‪ ،‬ه ذا ه و الص راط المس تقيم‪َ ( :‬وأَنَّ َ‬
‫ه ذَا‬
‫ه)‪.‬‬
‫سبِيلِ ِ‬
‫ن َ‬
‫ُم َع ْ‬ ‫ل َف َت َف َّر َ‬
‫ق بِك ْ‬ ‫الس ُب َ‬
‫ُّ‬ ‫س َت ِقيماً َفاتَّبِ ُعو ُه َوال تَ َّتبِ ُعوا‬
‫طي ُم ْ‬
‫ص َرا ِ‬
‫ِ‬
‫وأيضا يحاولون تخريب العقول وتدمير العقول بنش ر المخ درات والمس كرات والمف ترات‬
‫ليفسدوا عقول شبابنا؛ بل وعقول كبارنا بهذه المخدرات التي تتسرب إلى هذه البالد‬
‫كتس رب الس يل الع ارم أو الس يل الع رم من ك ل ح دب وص وب‪ ،‬طمع ا بم ا فيه ا من‬
‫الدراهم ذات القيمة ال تي تغ ري األش قياء في جلبه ا وترويجه ا أو طمع ا في إفس اد‬
‫عقول شباب المسلمين وشابات المسلمين ح تى من أج ل أن ينش ئ جي ل هاب ط‪،‬‬
‫وينشئ جيل ال خير فيه يكون وجوده كعدمه‪ ،‬عقوله مدمرة‪ ،‬أفك اره مخرب ة‪ ،‬ليس ل ه‬
‫مستقبل هكذا يريدون كما تسمعون وتقرءون من أخب ار ت رويج المخ درات على أي دي‬
‫أناس من الداخل والخارج يجلبونها إلى بالد المسلمين‪.‬‬
‫وكذلك يخربون األعراض بما يبثون ه من مش اهد مخزي ة‪ ،‬مش اهد فاض حة فيه ا هت ك‬
‫لألعراض وكشف لألستار وفيها المظ اهر القبيح ة ال تي تغ ري بوق وع الش هوات ‪ -‬وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل ‪ ،-‬وذلك في وسائل البث التلفزيوني أو البث في االن ترنت أو في‬
‫التويترات أو في الجواالت أو في كل وسيلة بأيد ش بابنا وبناتن ا ح تى أخ ربت بي وتهم‬
‫وأعراضهم ‪ -‬وال حول وال وقوة إال باهلل ‪.‬‬
‫وأعظم من ذل ك م ا ي روج فيه ا من الش بهات ال تي تفس د العقي دة وتخ ل بال دين‪،‬‬
‫والفتاوى الضائعة الضالة التي تأتي من كل حدب وص وب من أن اس إم ا أنهم جه ال ال‬
‫يعرفون من العلم شيئا وإما أنهم علماء ضالل ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ -‬كل هذا يغزوا هذه البالد‬
‫ليال ونهارا‪ ،‬وضحيته هم أبناء المسلمين وبنات المسلمين هذه الوسائل تغزوا ال بيوت‬
‫وتأتي لألوالد والبنات على فرشهم بهذه الوس ائل ال تي في أي ديهم‪ ،‬دائم ا يقلبونه ا‬
‫وينظرون فيها حتى وهم يمشون‪ ،‬وح تى وهم راكب ون على الس يارات‪ ،‬وح تى وهم‬
‫نائمون على فرشهم ‪ ،‬وح تى وهم جالس ون تج د أبص ارهم مش دودة به ا يقلبونه ا‪،‬‬
‫حتى قالوا إن فيها إدماناً أن الذي يعتاده ا ي دمن يص به اإلدم ان فال يص بر عنه ا ألنه ا‬
‫فتنة ‪ -‬والعياذ باهلل ‪.-‬‬
‫ف الخطر ش ديد ي ا عب اد هللا‪ ،‬وكلكم مس ئولون عن بالدكم‪ ،‬مس ئولون عن أوالدكم‪،‬‬
‫مسئولون عم ا ي دخل بالدكم من الش رور أن تكون وا حراس ا له ذه البالد‪ ،‬فليس ذل ك‬
‫مقصورا على رجال األمن؛ بل كلكم رجال أمن‪ ،‬واألمن ليس للحكومة فق ط األمن لكم‬
‫وقبل كل ش يء‪ ،‬األمن لكم فح افظوا علي ه‪َ ( :‬وتَ َع ا َو ُنوا َعلَى ا ْل ِب ِرّ َوال َّت ْق َوى َوال تَ َع ا َو ُنوا‬
‫يد ا ْل ِع َق ابِ)‪ ،‬لتكون وا على ح ذر دائم وعلى‬ ‫ش ِد ُ‬ ‫م َوا ْل ُع ْد َوا ِ‬
‫ن َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِنَّ اللَّ َه َ‬ ‫َعلَى ِ‬
‫اإل ْث ِ‬
‫هبة واستعداد ل دفع الباط ل واإلبالغ عن ه‪ ،‬ال تس كتوا على ش يء أو تتس تروا على‬ ‫ُأ ُ‬
‫شيء فإن هذا مثل الجم رة أو الش رارة تح رق الجمي ع إذا ت ركت وأهملت فال تقول وا‬
‫هذا من حق والة األمور من حق رج ال األمن نعم ه و من حقهم في الدرج ة األولى؛‬
‫ولكن أنتم أيضا كلكم رجال أمن‪ ،‬واألمن أمنكم والبلد بلدكم‪ ،‬فكونوا على ح ذر طه روا‬
‫بيوتكم من هذه الوسائل المدمرة‪ ،‬أنزعوها من يد أوالدكم وبن اتكم قب ل أن يس تفحل‬
‫م وا أَنَّ اللَّ َه‬ ‫اعلَ ُ‬
‫اص ًة َو ْ‬‫خ َّ‬ ‫ُم َ‬ ‫ين ظَلَ ُ‬
‫م وا ِم ْنك ْ‬ ‫ن الَّ ِذ َ‬ ‫األمر فيهلك الجميع‪َ ( :‬واتَّ ُقوا فِ ْت َن ًة ال ُت ِ‬
‫صيبَ َّ‬
‫يد ا ْل ِعقَابِ)‪.‬‬ ‫ش ِد ُ‬‫َ‬
‫أما تعتبرون بهذه الشحنات الهائلة في سيارات الكب ار مش حونة بالمخ درات المنوع ة‬
‫هذا سالح يدمر البالد‪ ،‬فتنبهوا لذلك وكون وا عون ا ل والة أم وركم على حف ظ البالد من‬
‫هذه األفكار‪ ،‬وال تتستروا على أح د أو تقول ون ه ذا م ا ه و من ش أننا ه ذا من ش أن‬
‫ط ْع‬
‫س َت ِ‬ ‫ك ًرا َف ْل ُي َغ ِي ّ ْر ُه بِيَ ِد ِه َف ِإنْ لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ُم ُم ْن َ‬‫ن َرأَى ِم ْنك ْ‬ ‫رجال األمن هذا من شأن الجميع‪َ  :‬م ْ‬
‫ن‪. ‬‬‫ما ِ‬ ‫اإلي َ‬ ‫َ‬ ‫ط ْع َف ِب َق ْل ِب ِ‬ ‫ه َف ِإنْ لَ ْ‬ ‫َف ِبلِ َ‬
‫ف ِ‬ ‫ض َع ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫ه َو َذلِ َ‬ ‫س َت ِ‬
‫م َي ْ‬ ‫س ان ِ ِ‬
‫فاتقوا هللا عباد هللا‪ ،‬إن هذه البالد محسودة حتى ممن يدعون اإلسالم‪ ،‬حتى من‬
‫جيرانها‪ ،‬بالد محسودة على ما أتاها من النعم على ما تنعم به من األمن واالس تقرار‬
‫ورغ د العيش‪ ،‬إنه ا محس ودة والحاس د ال يه دأ ل ه ب ال ح تى يزي ل النعم ة من ي د‬
‫المحسود‪.‬‬
‫ف اتقوا هللا عب اد هللا‪ ،‬واح ذروا وتح اذروا وح ذروا وبلغ وا وال تتس تروا على أح د وال‬
‫تتس اهلوا في ه ذا األم ر فإن ه وهللا خط ير وخط ره على الجمي ع ليس على فئ ة‬
‫مخصوصة‪.‬‬
‫فاتقوا هللا عباد هللا‪ ،‬وكونوا مع والة أم وركم‪ ،‬وكون وا م ع رج ال أمنكم‪ ،‬وكون وا ص ورا‬
‫لبالدكم تحاذروا من هذا الشر فإنه محدق ومحيط بكم إن لم تقاوموه‪.‬‬
‫لما ذكر حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه قال‪ :‬كان الناس يسألون رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخاف ة أن ي دركني فق ال ل ه ي ا رس ول‬
‫هللا‪ :‬إننا كنا في جاهلية وشر فجاء هللا بهذا الدين‪ ،‬فهل بع د ه ذه النعم ة من ش ر أو‬
‫ن أط اعهم َق َذفُو ُه‬ ‫م‪َ ،‬م ْ‬‫ج َه َّن َ‬ ‫م‪ُ ،‬د َع ا ٌة َعلَى أَ ْب َوابِ َ‬
‫بع د ه ذا الخ ير من ش ر؟ ق ال‪ :‬نَ َع ْ‬
‫س َنتِ َنا‪ ، ‬قلت ي ا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ونَ بِأل ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫جل َدتِ َنا‪َ ،‬ويَ َتكل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن ِ‬
‫م ِم ْ‬
‫ه ْ‬‫فِي َه‪ ‬قلت صفهم لنا يا رسول هللا‪ :‬قال‪ُ  :‬‬
‫م‬ ‫ين َوإِ َم ا َ‬ ‫م َ‬ ‫س لِ ِ‬‫م ْ‬‫اع َة ا ْل ُ‬
‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫رس ول هللا فم ا ت أمرني إن أدرك ني ذل ك؟ ق ال‪ :‬تَ ْل َز ُم َ‬
‫ك‬‫ل تِ ْل َ‬ ‫المسلمين‪ ، ‬قلت يا رسول هللا فإن لم يكن لهم جماع ة وال إم ام؟ ق ال‪َ  :‬ف ْ‬
‫اع َت ِز ْ‬
‫ت َعلَى َذلِ َ‬
‫ك ‪، ‬‬ ‫ت‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫ح َّتى ُيأتي ك ا ْل َ‬
‫م ْو ُ‬ ‫ج َر ٍة‪َ ،‬‬
‫ش َ‬
‫ل َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ض على أَ ْ‬ ‫ق ُكلَّ َه ا‪َ ،‬ولَ ْو أَنْ تَ َع َّ‬ ‫ا ْل ِف َر َ‬
‫ل يتتب ع‬ ‫م يرع اه في رؤوس ا ْلجِبَ ا ِ‬ ‫ل اإلنس ان غَ َن ٌ‬ ‫ك أَنْ يَكُونَ َ‬
‫خ ْي َر َما ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫وفي الحديث‪ُ  :‬يو ِ‬
‫ه‪. ‬‬ ‫ع ا ْل َق ْ‬
‫ط ِر‪ ،‬يَ ِف ُّر بِ ِدينِ ِ‬ ‫بها َم َواقِ َ‬
‫فاتقوا هللا يا عباد هللا‪  ،‬واعلموا أنكم مسئولون أمام هللا سبحانه وتعالى عما يحدث‬
‫في هذه البالد من ج راء تس اهلكم وتغفلكم‪ ،‬من ج راء تكاس لكم وإلق اء المس ئولية‬
‫على غ يركم‪ ،‬كلكم مس ئول‪ ،‬كلكم ستس ألون أم ام هللا س بحانه وتع الى وهللا ق ال‬
‫م َوا ْل ُع ْد َوا ِ‬
‫ن َواتَّ ُق وا اللَّ َه إِنَّ اللَّ َه‬ ‫لكم‪َ ( :‬وتَ َع ا َو ُنوا َعلَى ا ْل ِب ِرّ َوال َّت ْق َوى َوال تَ َع ا َو ُنوا َعلَى ِ‬
‫اإل ْث ِ‬
‫يد ا ْل ِعقَابِ)‪ ،‬بارك هللا ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بم ا في ه من البيان ات وال ذكر‬ ‫ش ِد ُ‬
‫َ‬
‫الحكيم‪ ،‬أق ول ق ولي ه ذا واس تغفر هللا لي ولكم ولجمي ع المس لمين من ك ل ذنب‬
‫فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الخطبة الثانية‪:‬‬
‫الحمد هلل على فضله وإحسانه‪ ،‬وأشكره على منه وكرمه‪ ،‬وأشهد أن ال إله‬
‫إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله‪ ،‬ص لى هللا علي ه‬
‫وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وسلم تسليماً كثيرا‪             ،‬أما بعد‪:‬‬
‫م‬ ‫ك ْر ُت ْ‬‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫عب اد هللا‪ ،‬إن النعم ال ت دوم وال تس تقر إال بش كرها‪َ ( :‬وإِ ْذ تَ أَذَّنَ َربُّك ْ‬
‫ُم لَئِ ْ‬
‫مئِ َّن ًة‬‫ط َ‬‫ت آ ِم َن ًة ُم ْ‬ ‫ب اللَّ ُه َم َثال ً َق ْريَ ًة َك انَ ْ‬
‫ض َر َ‬ ‫ش ِدي ٌد)‪َ ( ،‬و َ‬ ‫م إِنَّ َعذَابِي لَ َ‬ ‫ن َك َف ْر ُت ْ‬ ‫ألَ ِزي َدنَّك ْ‬
‫ُم َولَئِ ْ‬
‫ما‬ ‫ف بِ َ‬ ‫جوعِ َوا ْل َ‬
‫خ ْو ِ‬ ‫اس ا ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ه َفأذَا َق َها اللَّ ُه لِبَ َ‬ ‫م اللَّ ِ‬ ‫َ‬
‫ت بِأ ْن ُع ِ‬ ‫ن َف َ‬
‫ك َف َر ْ‬ ‫ل َم َ‬
‫كا ٍ‬ ‫ن ُك ِ ّ‬‫يَ ْأتِي َها ِر ْز ُق َها َرغَ داً ِم ْ‬
‫ص َن ُعونَ ) وفيم ا قص ه هللا عن األمم الس ابقة وم ا أص ابها من العقوب ات بس بب‬ ‫َكا ُنوا يَ ْ‬
‫كفرها بنعم هللا عز وجل ما فيه موعظة وعبرة ومنبه لكل ذي عقل سليم‪.‬‬
‫فاتقوا هللا عباد هللا‪ ،‬حافظو على نعم هللا بشكرها وحذروا من زوالها وهي ال ت زول‬
‫إال بسبب أفعالكم وتقصيركم في شكر نعم هللا وفي المحافظة عليه ا‪ ،‬والش كر ليس‬
‫باللسان فقط أن تقول‪ :‬الحمد هلل والشكر هلل‪ ،‬نعم هذا شكر؛ لكن م ا يكفي الب د في‬
‫شكر النعمة من ثالثة أمور‪:‬‬
‫دِثْ )‪.‬‬ ‫ك َف َ‬
‫ح ّ‬ ‫ة َربِّ َ‬ ‫‪ -‬تحدث بها ظاهرا‪َ ( :‬وأَ َّما بِنِ ْع َ‬
‫م ِ‬
‫‪ -‬واالعتراف بها باطنا أنها من هللا وليست بحولك وال بقوتك وإنما هي منة من هللا ع ز‬
‫وجل‪.‬‬
‫‪ -‬والثالث‪ :‬أن تستعملها في طاعة هللا وال تستعملها في معص ية هللا‪ ،‬فمن اس تعمل‬
‫النعم في معصية هللا فإن هذا كافر لنعمة هللا ومعرض للعقوبة‪.‬‬
‫ي ه دي‬ ‫فاتقوا هللا عباد هللا‪ ،‬واعلموا‪ ‬أنَّ خير الحديث كت اب هللا‪ ،‬وخ ير اله د َّ‬
‫محم د ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،‬وش َّر األم ور ُمح دثاتها‪ ،‬وك ل بدع ة ض اللة‪ ،‬وعليكم‬
‫بالجماعة‪ ،‬فإنَّ يد هللا على الجماعة‪ ،‬ومن ش َّذ ش َّذ في النار‪.‬‬
‫موا‬‫س ِل ّ ُ‬
‫ه َو َ‬‫ص لُّوا َعلَ ْي ِ‬ ‫ي يَ ا أَيُّ َه ا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َم ُن وا َ‬ ‫ص لُّونَ َعلَى ال َّنبِ ّ ِ‬ ‫(إِنَّ اللَّ َه َو َمالئِ َ‬
‫ك َت ُه ُي َ‬
‫خلفائِه‬ ‫م عن ُ‬ ‫وارض اللَّ ُه َّ‬
‫َ‬ ‫ل وس ِل ّم على عب ِدك ورسولِك نبيَّنا محمد‪،‬‬ ‫م ص ِّ‬ ‫ما)‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬‫سلِي ً‬
‫تَ ْ‬
‫ة أجمعين‪،‬‬ ‫وعن الص حاب ِ‬ ‫ي‪َ ،‬‬ ‫ة المهديين‪ ،‬أبي بك َر‪ ،‬وعم َر‪ ،‬وعثمانَ ‪ ،‬وعل ّ ٍ‬ ‫الراشدين‪ ،‬األئم ِ‬
‫ن إلى يو ِم الدين‪.‬‬ ‫وعن التابعين ومن تبعهم بإحسا ٍ‬
‫م أعز اإلسالم والمسلمين‪ ،‬وأذل الشرك والمشركين‪ ،‬ودم ر أع داء ال دين‪،‬‬ ‫اللَّ ُه َّ‬
‫م أحفظ‬ ‫وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بالد المسلمين عامة يا رب العالمين‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫م أحفظ ه ذه البالد آمن ة مس تقرة‪ ،‬أحفظه ا‬ ‫م أحفظ هذه البالد‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬ ‫هذه البالد‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫من ك ل س وء ومك روه‪ ،‬ومن ك ل ش ر وفتن ة‪ ،‬وحف ظ بالد المس لمين عام ة ي ا رب‬
‫م رد كيد الكائدين في نح ورهم وكفن ا ش رورهم إن ك على ك ل ش يء‬ ‫العالمين‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫م أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وال تسلط علينا ذنوبن ا م ا‬ ‫قدير‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫م أص لح والة أمورن ا وجعلهم‬ ‫ال يخافك فينا وال يرحمنا برحمتك يا أرحم ال راحمين‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫م‬‫م أعنهم على نصر الحق والقي ام ب ه‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬ ‫هداة مهتدين غير ضالين وال مظلين‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫م خذ بأيهم إلى ما فيه صالحهم وصالح اإلس الم والمس لمين‬ ‫أعنهم‪  ‬وسددهم‪ ،‬اللَّ ُه َّ‬
‫يم)‪.‬‬‫يع ا ْل َعلِ ُ‬
‫م ُ‬ ‫الس ِ‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ك أ ْن َ‬
‫ل ِم َّنا إِنَّ َ‬ ‫يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء‪َ ( ،‬ربَّ َنا تَقَبَّ ْ‬
‫ش ا ِء‬ ‫ح َ‬‫ن ا ْل َف ْ‬ ‫ن َوإِي َت ا ِء ِذي ا ْل ُق ْربَى َويَ ْن َهى َع ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫اإل ْ‬
‫ل َو ِ‬ ‫د هللا‪( ،‬إِنَّ اللَّ َه يَ ْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِ‬ ‫عبا َ‬
‫ض وا‬ ‫م َوال تَن ُق ُ‬ ‫ه ْد ُت ْ‬‫ه إِذَا َعا َ‬ ‫َ‬
‫ُم تَ َذك َُّرونَ )‪َ ( ،‬وأ ْو ُف وا بِ َع ْه ِد اللَّ ِ‬ ‫ُم لَ َعلَّك ْ‬ ‫ظك ْ‬ ‫ْي يَ ِع ُ‬‫ك ِر َوا ْلبَغ ِ‬ ‫من َ‬‫َوا ْل ُ‬
‫م َما تَ ْف َعلُونَ )‪ ،‬فذكروا هللا‬ ‫ُم َك ِفيال ً إِنَّ اللَّ َه يَ ْعلَ ُ‬ ‫م اللَّ َه َعلَ ْيك ْ‬ ‫ج َع ْل ُت ْ‬
‫ها َو َق ْد َ‬ ‫مانَ بَ ْع َد تَ ْو ِكي ِد َ‬ ‫األَ ْي َ‬
‫يعلم ما تصنعون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يز ْدكم‪ ،‬ول ِذ ْك ُر هللا أكب َر‪ ،‬وهللا‬ ‫يذكركم‪ ،‬واشكُروه على نعمه ِ‬
‫‪ ‬‬
‫خطبة الجمعة ‪1435-01-26‬هـ‬

You might also like