Professional Documents
Culture Documents
التقوى ومجالاتها
التقوى ومجالاتها
التقوى ومجالاتها
الخطبة األولى
الحمد هلل معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وعصاه ،وأشهد أن
ال إله إال هللا وحده ال شريك له وال نعبد إال إي11اه ،وأش11هد أن محم11دا عب11ده
ورس11وله ومص11طفاه ،ص11لى هللا علي11ه وعلى آل11ه وأص11حابه ومن وااله،
وسلم تسليما كثيرا ،أما بعد
أيُّها الناس ،اتقوا هللا تعالى ،وهذه كلمة جامعة ((تقوى هللا)) تجمع كل خصال
الخير والبر واإلحسان ،أمر هللا بها األولين واآلخرين قال سبحانهَ ( :ولَق َْد َو َّ
ص ْي َنا الَّ ِذ َ
ين
اسُم أَنْ اتَّ ُقوا اللَّ َه) ،وأم ر به ا جمي ع الن اس( :يَ ا أَيُّ َه ا ال َّن ُ ن َق ْبلِك ْ
ُم َوإِيَّاك ْ اب ِم ْ ُأو ُتوا ا ْلكِ َت َ
تس َم ا َق َّد َم ْ ظ ْر نَ ْف ٌ ُم) ،وأمر بها المؤمنين( :يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
ين آ َم ُنوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َو ْل َت ْن ُ اتَّ ُقوا َربَّك ْ
ملُونَ ) ،وأمر بها كل مؤمن في خاصة نفسه. ما تَ ْع َ
ير بِ َ
خبِ ٌ لِ َغ ٍد َواتَّ ُقوا اللَّ َه إِنَّ اللَّ َه َ
ومجاالت التقوى كثيرة ،تشمل كل حياة اإلنس ان م ع رب ه وم ع نفس ه وم ع أهل ه
ومع الناس كافة ،عليه أن يتقي هللا سبحانه وتعالى في كل أحواله.
والتقوى معناها :أن تتخذ وقاية تقيك من عذاب هللا ومن غضبه بفع ل أوام ره وت رك
نواهيه ،فتفعل ما أمرك هللا به رجاء ثوابه ،وت ترك م ا نه اك هللا عن ه تخ اف عقاب ه،
ه ذه هي التق وى ،ألنه ا تقي من ع ذاب هللا ،وتقي من الش رور كله ا ،ومجاالته ا
كثيرة:
فيتقي ربه فيما بينه وبين هللا سبحانه وتعالى بفعل أوامره وترك نواهيه ،فتوحي ده
وإخالص العبادة له تقوى يتقي ربه في ذلك ويؤدي عبادة هللا سبحانه وتعالى كما
أمره هللا خالصة لوجه هللا صوابا على سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم.
ُم نَ اراً) ،اتق وا النس اء ف إن فتن ة ب ني ُم َوأَ ْ
ه ِليك ْ سك ْ ويتقي رب ه في أهل هُ ( :ق وا أَن ُف َ
إس رائيل ك انت في النس اء ،وتق وى هللا في النس اء المحافظ ة عليهن وراعيتهن
الج ُ وتولي شؤونهن فيما ال يستطعن مباشرته من األشياء ،فوليها يقوم عليها ( ِ
الرّ َ
ض) فال تترك الم رأة لحريته ا تض ر م َعلَى بَ ْع ٍ ل اللَّ ُه بَ ْعض َُه ْض َما َف َّ سا ِء بِ َامونَ َعلَى ال ِنّ َ
َق َّو ُ
نفسها وتضر بيتها وتضر المجتمع كله ،فإنها فتنة لوليها وفتنة للمجتمع كل ه ،تجب
س ا ِءص وا بِال ِنّ َ
اس َت ْو ُ
المحافظة عليها ،قال صلى هللا عليه وس لم في خطب ة عرف ةْ :
خ ْي ًرا واالستصى بالنساء خيرا بإعطائهن حقوقهن التي ش رعها هللا لهن ،وبمنعهن َ
ال ج ُ مما يخلو بدينهن وشرفهن ،فال تترك المرأة ولهذا جعل هللا عليه ا الوالي ةِ ( :
الرّ َ
ض).م َعلَى بَ ْع ٍ ل اللَّ ُه بَ ْعض َُه ْض َ ما َف َّسا ِء بِ َامونَ َعلَى ال ِنّ َ
َق َّو ُ
وك ذلك تتقي هللا في ك ل عم ل تؤدي ه ،تتقي هللا في طهارت ك من الح دث األك بر
واألص غر فتطه ر للص الة ،تتقي هللا في ص التك تؤديه ا على الوج ه المطل وب كم ا
أمرك هللا.
تتقي هللا في كل أمور دينك بأن تقيم الدين هلل عز وجل.
تتقي هللا في معامالتك ،تتجنب الحرام والمكاسب المحرم ة ق ال تع الى( :يَ ا أَيُّ َه ا
ين) ذروا م ا بقي من الرب ا م ُم ْؤ ِمنِ َ
ُنت ْ
الرّبَ ا إِنْ ك ُ
ن ِ ين آ َم ُنوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َوذ َُروا َما بَ ِق َ
ي ِم ْ الَّ ِذ َ
لكم في ذمم الناس وإن ك انوا أغني اء فال تأخ ذ منهم الرب ا ،وخ ذ رأس مال كَ ( ،وإِنْ
م ونَ * َوإِنْ َك انَ ) الم دين معس را ال ظلَ ُم ونَ َوال ُت ْ ُم ال تَ ْ
ظلِ ُ وس أَ ْم َوالِك ْ م َفلَك ْ
ُم ُر ُء ُ ُت ْب ُت ْ
يستطيع السداد فأمهل ه ح تى يس تطيع أو خفض عن ه ال دين أو أعف ه من ال دين
م تَ ْعلَ ُ
م ونَ ) ُنت ْ خ ْي ٌر لَك ْ
ُم إِنْ ك ُ س َر ٍة َوأَنْ تَ َ
ص َّدقُوا َ ظ َر ٌة إِلَى َم ْي َ س َر ٍة َف َن ِكلهَ ( :وإِنْ َكانَ ُذو ُع ْ
فيتقي هللا في معامالته فال يتعامل بالمعامالت المحرمة وال يجاري الن اس ،ال يب ع
المحرمات والخبائث والمسكرات والمخدرات ،ال يب ع الص ور المحرم ة ،ال يب ع إال م ا
الرّبَا).
م ِ ح َّر َ
ع َو َ ل اللَّ ُه ا ْلبَ ْي َ أحل هللا بيعهَ ( :وأَ َ
ح َّ
يتقي هللا في معامالته مع الناس ،وفي معامالته في البض ائع ال تي يج وز االتج ار
بها والتي ال يجوز االتجار بها ،يستشعر تقوى هللا في كل شيء من شؤونه.
يتقي هللا في أخالقه ومظهره ومخبره فيلتزم باآلداب الشرعية ال يحل ق لحيت ه وال
يوفر شرابه وإنما يعمل بالسنة.
يتقي هللا في لباسه فال يسبل الثياب وال يتش به بمالبس الكف ار أو يلبس مالبس
النساء.
يتقي هللا في مأكله ومشربه فال يأكل الح رام وال يش رب الح رام ،ال ي دخل جوف ه
الحرام فإن كل جسم نبت من السحت فالنار أولى به ، كما ق ال الن بي ص لى هللا
عليه وسلم.
يتقي هللا في أوالده ،ال يضيعهم وال يهملهم أمان ة في عنق ه ،رعي ة تحت واليت ه،
يق وم عليهم وي ربيهم ويتعه دهم ويحاف ظ عليهم من الض ياع خصوص اً في م واطن
ُم َراعٍَ ،و ُكلُّك ْ
ُم الفتن يحافظ على أوالده ،فإنهم أمانة في عنقه وه و راع عليهمُ كلُّك ْ
ه ، وال ي ترك تربي ة أوالده للخ دميين والخ ديمات أو دور الرعاي ة أو عيَّتِ ِ
ن َر ِ
ل َع ْ
س ُئو ٌ
َم ْ
يسرح هو ال ديري عن شيء يتابع الدنيا والمعامالت والتج ارة وال ي دري عن أوالده
أبدا إال أن ه ي وفر لهم الطع ام والش راب فق ط واللب اس يعطيهم الس يارات الفاره ه
ويظن أن ه ذا يكفي ال حقهم علي ك في أم ور دينهم أل زم من ت ربيتهم التربي ة
البدنية التي قد تضرهم وال تنفعهم فيحافظ على أوالده يتقي هللا في ذلك.
يتقي هللا في كل شؤونه.
وكذلك يتقي هللا في أي مكان كان مع الناس أو خاليا من الن اس أو في ب ر أو بح ر
الس ِي ّ َئ َة
َّ تَ ،وأَ ْت ِب عِ
ث َم ا ُك ْن َ ق اللَّ َه َ
ح ْي ُ أو جو يتقي هللا قال صلى هللا عليه وسلم :اتَّ ِ
ن.
س ٍ
ح َ
ُق َ
خل ٍاس بِ ُ
خالِقِ ال َّن َ
س َنةََ ،و َ ا ْل َ
ح َ
يتقي هللا مع الناس ومع إخوانه ال يظلمهم وال يسيئوا إليهم.
س ِديداً) فليتقوا يتقي هللا في مقاله وكالمه( :يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
ين آ َم ُنوا اتَّ ُقوا اللَّ َه َوقُولُوا َق ْوال ً َ
هللا وليقولوا قوال سديدا.
يتقي هللا في ك ل تص رفاته وتقلبات ه فيفع ل م ا أح ل هللا ل ه ويتجنب م ا ح رم هللا
عليه.
يتقي هللا في مجتمعه ،فيقوم بالدعوة إلى هللا ،واألمر بالمعروف النهي عن المنكر
فإن هذا مما أوجبه هللا على المس لم أن ال يقتص ر على نفس ه ب ل يوج ه إخوان ه
بالنصيحة والمالحظة القيمة وال يتركهم فيما هم عليه ويقول أنا ما علي هذا على
ط ْع
س َت ِ ك ًرا َف ْل ُي َغ ِي ّ ْر ُه بِيَ ِد ِه َف ِإنْ لَ ْ
م يَ ْ ن َرأَى ِم ْنك ْ
ُم ُم ْن َ الهيئ ة أو على فالن أو عالنَ :م ْ
ان ه ذا من األمان ة األم ر
م ِاإلي َ
ف ِ ك أَ ْ
ض َع ُ ط ْع َفبِ َق ْلبِ ِ
ه َو َذلِ َ س َت ِ ه َف ِإنْ لَ ْ
م يَ ْ َفبِلِ َ
س انِ ِ
ب المعروف والنهي عن المنك ر أمان ة في ذمت ك ،تق وم بم ا تس تطيع منه ا وت برئ
ذمتك.
فعليك أن تتقي هللا في كل مجال وفي كل تصرف وفي كل عبادة تعب د هللا به ا أن
ن إِال َّ َوأَ ْن ُت ْ
م م و ُت َّ
ه َوال تَ ُ
ق ُتقَاتِ ِ
ح َّ تتقي هللا حق التقوى( :يَا أَيُّ َه ا الَّ ِذ َ
ين آ َم ُن وا اتَّ ُق وا اللَّ َه َ
م) فمن اتقى هللا حس ب اس تطاعته ومقدرت ه اس َتطَ ْع ُت ْمونَ )َ ( ،فاتَّ ُقوا اللَّ َه َم ا ْ
سلِ ُ
ُم ْ
فقد اتقى هللا حق تقاته ،وإال فتقوا هللا حق تقاته ال يطيقها أحد إال األفراد الخ واص
من الناس؛ لكن إذا اتقى هللا حسب استطاعته فقد أدى ما عليه.
ف11اتقوا هللا ،عب11اد هللا ،في ك ل أم وركم ،راقب وا هللا س بحانه وتع الى في ك ل
تصرفاتكم.
اتقوا هللا في أنفسكم ،واتقوا هللا في أوالدكم وفي بيوتكم اتقوا هللا في نس اءكم،
اتقوا هللا في تج ارتكم ومكاس بكم ،اتق وا هللا في ك ل تقلب اتكم وتص رفاتكم ف إنكم
مس ئولون أم ام هللا س بحانه وتع الى ومحاس بون ومجزي ون إن أهملت فلس ت
بمهمل.
فتقي هللا في نفس ك ،واتقي هللا في ك ل م ا أم رت أن تتقي ه وتتجنب ه ،تتجنب
المحرمات هذا توقيها ،وتفعل الواجبات وتؤديها هذه تقوى هللا في األعمال.
تتقي هللا في ك ل ش ؤون حيات ك ،وفي ك ل م ا والك هللا علي كَ ( ،واتَّ ُق وا ال َّنا َر الَّتِي
ين) اتقوا هللا في اجتناب ما ي دخلكم الن ار ،تجنب وه ف إن الن ار محفوف ة ت لِ ْل َ
كافِ ِر َ ُأ ِ
ع َّد ْ
بالشهوات والجنة محفوفة بالمك ارة ،لن تحص لوا على الجن ة إال بتق وى هللا أع دت
للمتقين والنار أعدت للكافرين وهي محفوفة بالشهوات ،والجنة محفوفة بالمكارة.
فعليك أن تتقي هللا في طلب الجنة وإنجاء نفسك من النار أعوذ باهلل من الشيطان
َّل
ن يَ َت َوك ْ
ب َو َم ْ
س ُ
ح َت ِ
ث ال يَ ْ
ح ْي ُ
ن َ خ َرج اً* َويَ ْر ُز ْق ُه ِم ْ ل لَ ُه َم ْ ج َع ْ ن يَ َّتقِ اللَّ َه يَ ْ
ال رجيمَ ( :و َم ْ
ً
ي ٍء َق ْدرا ) ،بارك هللا ولكم ش ْل َ ل اللَّ ُه لِ ُك ِ ّج َع َ َ
س ُب ُه إِنَّ اللَّ َه بَالِ ُغ أ ْم ِر ِه َق ْد َ
ح ْ َعلَى اللَّ ِ
ه َف ُه َو َ
في الق رآن العظيم ونفعن ا بم ا في ه من البي ان وال ذكر الحكيم ،أق ول ق ولي ه ذا
واستغفر هللا لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إلي ه إن ه
هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد هلل على فضله وإحسانه ،وأشكره على توفيق11ه وامتنان11ه ،وأش11هد
أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له تعظيما لشأنه ،وأشهد أن محم ًدا عبده
ورسوله ،صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه ،وسلم تسليماً كثيرا ،أم11ا
بعد:
أيها الناس ،هناك فئة أو كثير من الن اس يش مئز ويغض ب إذا قي ل ل ه :اتقي هللا،
كن ُي ْعجِ ُب َاس َم ْ ِ ن ال َّن ويظن أنك تنتقده وال يعلم أنك تنصحه وأنك تريد ل ه الخ يرَ ( :و ِم ْ
ش ِه ُد اللَّ َه َعلَى َم ا فِي َق ْل ِب ِه) مظه ره طيب ولكن مخ بره َق ْو ُل ُه فِي ا ْل َ
حيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َو ُي ْ
م) ال يتحاشى الكالم الس يئ وال صا ِ
خ َ َ
ه َو ألَ ُّد ا ْل ِ ش ِه ُد اللَّ َه َعلَى َما فِي َق ْل ِب ِ
ه َو ُ خبيث ( َو ُي ْ
س ُب ُهح ْم َف َ اإل ْث ِ ق اللَّ َه أَ َ
خ َذ ْت ُه ا ْل ِع َّز ُة بِ ِ ل لَ ُه اتَّ ِ يتحاشى اللغو والشتم والس بابَ ( :وإِذَا قِي َ
م َها ُد) ألم يعلم أن هللا أمر رسوله بالتقوى ،وه و اتقى الن اس علي ه م َولَبِئ َ
ْس ا ْل ِ ج َه َّن ُ
َ
ق اللَّ َه) كفيف يأنف المسلم إذا قيل ل ه :اتقي َ
الصالة والسالم ،قال(يَا أيُّ َها ال َّن ِب ُّ
ي اتَّ ِ
هللا ،علي ه أن يتقي هللا ،وأن يتفحص أعمال ه وتص رفاته فيع دل م ا ك ان منه ا من
سيء وعليه أن يشكر للناصح ويدعو له ،ولكن مع العلم أن النصيحة واألمر بتق وى
هللا ال تكون عالنية عند الناس؛ بل تك ون بين الناص ح والمنص وح تك ون س رية ف إن
هذا ادعى للقبول وأوصل للنصيحة قد تأخذه العزة باإلثم إذا جاهره بذلك ولكن ه ل و
أسر له فيما بينه وبينه لكن ذلك ادعى للقبول وأخلص في النصيحة.
ي هدي محمد صلى هللا علي ه واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب هللا ،وخير الهد َّ
وشر األمور ُمح دثاتها ،وك ل بدع ة ض اللة ،وعليكم بالجماع ة ،ف إنَّ ي د هللا َّ وسلم،
على الجماعة ،ومن ش َّذ ش َّذ في النار.
مواس ِل ّ ُ ص لُّوا َعلَ ْي ِ
ه َو َ ي يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
ين آ َم ُنوا َ صلُّونَ َعلَى ال َّنبِ ّ ِ (إِنَّ اللَّ َه َو َمالئِ َ
ك َت ُه ُي َ
ل وسلِ ّم على عب ِدك ورسولِك نبيَّنا محمد ،البشير الن ذير ال ذي م ص ِّ ما) ،اللَّ ُه َّسلِي ً
تَ ْ
بلغ البالغ المبين ونصح أمته وأدى ما أرسله هللا إلي ه وبل غ م ا أرس له هللا ب ه إلى
أمته فصلوات هللا وسالمه عليه دائما وأب دا وعلى أهل ه وأص حابه خصوص ا الخلف اء
ي ،وعن الص حابة أجمعين وعن الت ابعين الراشدين أبي بك َر ،وعم َر ،وعثم انَ ،وعل ّ ٍ
ن إلى يو ِم الدين. ومن تبعهم بإحسا ٍ
م أع ز اإلس الم والمس لمين ،وأذل الش رك والمش ركين ،ودم ر أع داء اللَّ ُه َّ
ال دين ،وجع ل ه ذا البل د آمن ا مطمئن ا وس ائر بالد المس لمين عام ة ي ا رب
مكف م من أراد اإلسالم والمس لمين بس وء فأش غله بنفس ه ،اللَّ ُه َّ العالمين ،اللَّ ُه َّ
م اجع ل كي دهم في نح رهم، عنا عدوان المعتدين وشر الطغ اة والمفس دين ،اللَّ ُه َّ
م ال تسلطهم علينا ب ذنوبنا وس يئاتنا ،فكث ير م عن نعوذ بك من شرورهم ،اللَّ ُه َّ اللَّ ُه َّ
من الناس إنما يلوم الكف ار ويلقي ويلعن الكف ار ويس ب الكف ار ولكن ه ال ينظ ر في
أعماله وينظر ما الذي سلط الكفار علي ه ،علي ه أن يص لح نفس ه ويص لح مجتمع ه
حسب مقدرته ،ويعلم أن الكفار ما تسلطوا عليه إال عقوبة له وبسبب ذنوب ه ،فل و
أن المسلمين أصلحوا أحوالهم وأقاموا دينهم وحكموا بشرع هللا لم ا تس لط عليهم
الكف ار ألذل هللا الكف ار كم ا حص ل لص در ه ذه األم ة أنه ا انتص ر على أه ل األرض
وسلبت الممالك الكب ار ألنهم ق اموا بم ا اوجب هللا عليهم نح و أنفس هم فأص لحوا
أحوالهم وأنفسهم أوال وجاهدوا أنفسهم أوال ثم جاهدوا الكفار والمن افقين فل ذلك
م أحف ظ أمن ا وإيمانن ا واس تقرارنا في نصرهم هللا وأعزهم هللا وخذل أعدائهم ،اللَّ ُه َّ
م ك ف عن ا ب أس ال ذين كف روا م أمنا في دورنا وأصلح والة أمورن ا ،اللَّ ُه َّ أوطاننا ،اللَّ ُه َّ
م ردهم إلى م أص لح أح وال المس لمين ،اللَّ ُه َّ ف أنت أش د بأس ا وأش د ت نيال ،اللَّ ُه َّ
الدين ردا حميدا حتى ينتصروا على عدوهم ويحم وا بالدهم إن ك على ك ل ش يء
قدير.
ش ا ِءح َ ن ا ْل َف ْ
ن َوإِي َت ا ِء ِذي ا ْل ُق ْربَى َويَ ْن َهى َع ْ سا ِ ح َ اإل ْ
ل َو ِد هللا( ،إِنَّ اللَّ َه يَ ْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِ عبا َ
ض وا م َوال تَن ُق ُ ه ْد ُت ْ ه إِذَا َعا َ َ
ُم تَ َذك َُّرونَ )َ ( ،وأ ْو ُف وا بِ َع ْه ِد اللَّ ِ ُم لَ َعلَّك ْ ظك ْ ْي يَ ِع ُ ك ِر َوا ْلبَغ ِ من َ َوا ْل ُ
م َما تَ ْف َعلُونَ ) ،ف ذكروا ُم َك ِفيال ً إِنَّ اللَّ َه يَ ْعلَ ُ م اللَّ َه َعلَ ْيك ْ ج َع ْل ُت ْ
ها َو َق ْد َ مانَ بَ ْع َد تَ ْوكِي ِد َ األ َ ْي َ
يعلم ما تصنعون. ُ يز ْدكم ،ول ِذ ْك ُر هللا أكب َر ،وهللا هللا يذكركم ،واشكُروه على نعمه ِ
خطبة الجمعة 1435-02-10هـ